اخر الاخبار

أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الاثنين، عن تخزين نحو 250 مليون متر مكعب من مياه الأمطار التي شهدها العراق خلال الموجة المطرية الأخيرة، مستثمرة الكميات المتبقية في تعزيز الخزين الجوفي ودعم الغطاء النباتي ومناطق الرعي.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة لتعزيز الأمن المائي والزراعي، وضمان استمرار نجاح الخطة الزراعية الشتوية في ظل تحديات شح المياه وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات.

ربع مليار متر مكعب

واكدت وزارة الموارد المائية، أمس، عن نجاحها في تخزين ربع مليار متر مكعب من مياه الأمطار التي هطلت خلال الموجة المطرية الأخيرة، فيما استثمرت الكميات المتبقية في تعزيز الخزين الجوفي ودعم الغطاء النباتي وتحسين بيئات الرعي في مختلف المناطق.

وقال مدير عام الهيئة العامة لمشاريع الري والاستصلاح والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، خالد شمال، إن كمية الأمطار التي شهدها العراق يوم السبت الماضي بلغت 250 مليون متر مكعب، مشيرًا إلى أن أغلب المحافظات سجلت معدلات تفوق المستوى الطبيعي، باستثناء بعض مناطق الوسط والشمال.

وأوضح شمال أن الوزارة استثمرت الأمطار التي هطلت شمال سدي سامراء وحديثة في زيادة مخزون السدود، بينما جرى استخدام الأمطار التي تساقطت جنوب السدود في تعزيز الغطاء النباتي وتقوية التربة وزيادة شحن المياه الجوفية، الأمر الذي أسهم في تقليل الاعتماد على ضخ المياه من بحيرة الثرثار.

تأثير مباشر على الزراعة

من جانبه، أكد مستشار وزارة الزراعة، مهدي ضمد القيسي، أن موجة الأمطار الأخيرة سيكون لها تأثير مباشر على الزراعة الديمية، خاصة محصول الحنطة الذي يعتمد بشكل كامل على الأمطار في مناطق الزراعة البعلية. وأشار إلى أن الأمطار أسهمت في إنبات العشب في مناطق الرعي الطبيعية، ما يوفر مراعٍ خضراء للأغنام والماعز والإبل، وينعكس إيجابًا على إنتاج اللحوم والمنتجات الحيوانية، داعمًا الأمن الغذائي للمربين ومحسّنًا للقطاع الزراعي.

وبيّن القيسي أن الأمطار ستعمل أيضًا على تعزيز الخزين الجوفي للبلاد الذي تراجع خلال خمسة مواسم جفاف متتالية، وهو ما يدعم نجاح الخطة الزراعية الشتوية الحالية ويقلل الاعتماد على منظومات الري والمرشات، بعدما تكفلت الأمطار بري النباتات ودعم نموها.

تفاصيل الخطة الشتوية

وفي سياق متصل، كشف وكيل وزارة الزراعة، مهدي الجبوري، عن تفاصيل الخطة الزراعية الشتوية التي وضعتها الوزارة في ظل استمرار شح المياه وانخفاض الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات. وقال إن الخطة أُعدت على مرحلتين اعتماداً على المياه الجوفية وتقنيات الري الحديث، حيث تضمنت المرحلة الأولى زراعة 3 ملايين و500 ألف دونم تُروى بالمياه الجوفية، فيما خُصص للمرحلة الثانية مليون دونم تعتمد على منظومات الري المتطورة، ليصل مجموع المساحات المزروعة إلى 4 ملايين و500 ألف دونم تشمل المحاصيل الإستراتيجية وفي مقدمتها الحنطة إضافة إلى محاصيل الخضر.

وأشار الجبوري إلى أن الأمطار الأخيرة، رغم تفاوتها بين الغزيرة في الشمال والغرب والمتوسطة والمنخفضة في الوسط والجنوب، "لم تصل بعد إلى مستوى تلبية الري الأول للحنطة"، مبيناً أنها أسهمت فقط بزيادة بسيطة في الخزين المائي. كما أوضح أن انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات ما يزال يشكل تحديًا بانتظار لزيادة الإطلاقات من الجانب التركي.

وأكد الجبوري بدء الوزارة بتوزيع بذور الحنطة المدعومة بنسبة 60 في المائة، داعيًا المزارعين إلى الإسراع في استلام منظومات الري الحديث لزيادة الإنتاج وتقليل الهدر في المياه خلال الموسم الشتوي.

خطط غير واضحة

من جهته، اكد مرصد العراق الاخضر ان الامطار التي هطلت يجب ان تستغل بشكل صحيح، مبيناً ان خطط وزارة الموارد باستثمار الامطار غير واضحة لغاية الان.

وقال المرصد ان الامطار التي هطلت يجب ان توجه لمعالجة اللسان الملحي في محافظة البصرة وملئ السدود والخزانات والنواظم التي وصلت فيها المياه الى اقل من 4 بالمئة وانعاش الاهوار التي عانت الامرين خلال فصل الصيف الماضي وماقبله.

وبين بأن كميات الامطار التي هطلت مطلع الاسبوع الحالي زادت قليلا من مناسيب نهر دجلة التي انخفضت بشكل ملحوظ ومرعب في الآونة الاخيرة.

ونبه بأن وزارة الموارد المائية لم تفصح لغاية الان عن استثمارها لهذه الكمية من الامطار وماهي الخطط التي وضعت لذلك وهل زادت نسبة تخزين المياه في السدود والنواظم او انها لازالت كما هي.

واوضح ان الموجة الثانية من الامطار ستتأخر بنحو اسبوعين او ثلاثة وستكون اقل من التي هطلت الا في المحافظات الشمالية وواسط التي قد تشهد سيول وفيضانات كالتي حصلت خلال الموجة الاولى.