الفساد والعنف قبل الانتخابات البرلمانية
حول التحضيرات المتواصلة لإجراء الانتخابات التشريعية، نشر موقع (المنطقة الجديدة) الناطق بالإنجليزية تقريرًا تطرّق فيه إلى البيان الذي أصدره تحالف من أبرز شبكات مراقبة الانتخابات في البلاد، والذي يضم شبكة شمس، ومنظمة تموز، وشبكة عين، وشبكة جاف، والمعهد الكردي للانتخابات، وتحالف الأقليات العراقية، وبعثة نوراقب، وحذر فيه من تزايد الفساد، والترهيب، وخطاب الكراهية خلال فترة الحملة الانتخابية.
وذكر التقرير أن تحالف الشبكات، واستنادًا إلى 309 نماذج مراقبة، وجد أن ما يقرب من 41 في المائة من الانتهاكات شملت إتلاف مواد الحملة، تلتها حالات استغلال الأماكن العامة، والحملات الانتخابية المبكرة، مع وجود أدلة قد تشير إلى إمكانية تحوّل المنافسة السياسية بشكل متزايد إلى العنف، والفساد، والاستقطاب.
تحديات معقّدة
وذكر الموقع أن التحالف أفاد في بيانه بأن عدالة الانتخابات ونزاهتها تواجهان تحديات تتراوح بين الانتهاكات الجسدية، والممارسات المضلّلة، وخطاب الكراهية الذي يهدد السلم الاجتماعي، في وقت أصبح فيه الفضاء الرقمي الساحة الرئيسية للصراع السياسي، لا سيّما في نشر المحتوى التشهيري والتحريض بين الكتل المتنافسة.
وصنّفت الشبكة الانتهاكات إلى ثلاث فئات، خطيرة وهي التي تُهدّد حياة الناس ونزاهة التصويت، وعالية الخطورة وهي التي تُقوّض المساواة وحياد الدولة، ومتوسطة الخطورة وهي التي تشير إلى وجود مخالفات إجرائية أو إدارية.
وتمثلت الانتهاكات المتوسطة الخطورة بأعمال التخريب وإتلاف مواد الحملة الانتخابية، حيث سُجّلت 126 حالة، أي ما نسبته 40.8 في المائة من إجمالي الحالات، وعمليات استغلال الأماكن العامة كالطرق والحدائق وأعمدة الكهرباء في 85 حالة (27.5 في المائة)، والحملات الانتخابية المبكرة قبل الموعد الرسمي في 48 حالة (15.5 في المائة).
كما وُثّق استخدام ممتلكات الدولة، بما في ذلك المباني الحكومية والمدارس والمركبات، في 27 حالة (8.7 في المائة)، وصُنّفت على أنها شديدة الخطورة. وظهرت حالات إعاقة الرؤية ومخاطر السلامة في 24 حالة، وهي انتهاكات شديدة الخطورة لتأثيرها على السلامة العامة.
وحسب الموقع، فقد رصد التحالف 13 انتهاكًا خطيرًا إلى عالي الخطورة، أي ما نسبته 11في المائة، شملت استغلال المشاعر الدينية والرموز المقدسة، واستغلال الفئات الضعيفة بمن فيهم ذوو الإعاقة والفقراء، إضافة إلى التحريض على العنف، والتهديدات الصريحة، والتحريض الأمني، والتشهير، ونشر المعلومات المضلّلة والكاذبة.
الانتهاكات حسب المحافظة
وأشار تقرير الموقع إلى أن هذه الانتهاكات حدثت في جميع المحافظات العراقية، حيث وُثقت 53 حالة في نينوى، شملت إزالة ممنهجة للملصقات، واستغلال المواقع العامة والدينية، و37 حالة في أربيل ركزت على خطاب الكراهية وإساءة استخدام الموارد العامة، تلتها السليمانية بـ 36 حالة، غلب عليها التخريب وحملات الكراهية الموجهة، و33 حالة في كركوك شملت شراء أصوات مقابل وظائف وهجمات مسلحة على مرشحين.
وفي ديالى، تم توثيق 28 حالة، معظمها تتعلق بملصقات كبيرة غير مرخصة وحملات انتخابية مبكرة. كما تم تسجيل 14 حالة تخريب وإساءة استخدام المركبات الحكومية وشراء الأصوات في ميسان، و14 حالة تدمير ممنهج لمواد المعارضة في دهوك، و15 حالة في بابل، من بينها حادثة أمنية خطيرة مرتبطة بنشاط الحملة الانتخابية. أما في كربلاء، فقد سُجّلت 10 حالات عنف وترهيب وإساءة استخدام الأماكن العامة، في حين أبلغت محافظات صلاح الدين والمثنى والنجف عن حوادث متعددة، تتعلق في معظمها بالتخريب والحملات الانتخابية المبكرة.
الفساد والمخاوف الأمنية
وحذّر التحالف من أن خطاب الكراهية وحملات التشهير عبر الإنترنت أصبحت شكلاً جديدًا من أشكال العنف السياسي، يستهدف السمعة ويُعمّق الاستقطاب العرقي والطائفي، لا سيّما في المناطق المتنازع عليها.
كما أكد التحالف أن انتخابات العراق تواجه تحديات تتجاوز الانتهاكات الإجرائية، محذرًا من أن المنافسة تحوّلت من مجرد برامج سياسية إلى صراع على النفوذ المادي والمالي والأمني.
وحثّ التحالف السلطات العليا، بما في ذلك القضاء وجهاز الأمن الوطني، على التدخل لضمان سلامة الانتخابات والمساءلة، لا سيما في ظل ضعف الردع القانوني تجاه أعمال التخريب وتسييس الأماكن العامة، مما يهدد السلامة العامة ويعمّق الانقسام الاجتماعي.