خلال السنوات الأخيرة انتشرت في عدد من مناطق بغداد والمحافظات، مطاعم متنقلة "فود تراك"، تبيع الأطعمة والمشروبات بأسعار مناسبة. حيث تتواجد في مناطق مزدحمة، وتستقطب المواطنين.
وتجهز تلك العربات، وغالبا ما تكون شاحنات صغيرة، بالمستلزمات الضرورية لطهي الطعام وإعداد المشروبات. ولسهولة تنقلها تستطيع الوصول إلى الزبائن في أماكن مختلفة، حتى في أماكن إقامة المهرجانات والفعاليات. ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة استثمارا تجاريا مبتكرا ومنخفض التكلفة نسبيا.
تأتي هذه الظاهرة في ظل صعوبة الظروف الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة وتفشي البطالة، ما دفع العديد من الشباب العاطلين عن العمل إلى اللجوء لمثل هذه المشاريع الصغيرة.
ويستغرق تحويل العربة إلى مطعم متنقل أكثر من عام. إذ يقول المهندس الشاب أيمن عبد الكريم، الذي أمضى عاماً ونصف العام في تحويل سيارة مرسيدس قديمة إلى عربة للشواء، أن "تصميم هذه العربات يحتاج إلى جهد ويستغرق زمناً يتجاوز العام، لكنها مفيدة ونافعة وتستحق الجهد، ويمكن استخدامها لبيع الطعام والقهوة والمرطبات أو أي شيء آخر".
ويضيف في حديث صحفي قوله أن "سعر العربة يتراوح بين 6 و8 ملايين دينار، وأن العمل فيها يدر مردودا ماليا جيدا.
وعلى الرغم من تزايد أعداد هذه العربات ووقوفها في مناطق مأهولة مثل المنصور والكرادة والعطيفية، إلا أن الجهات المعنية لم تحدد إحصائية دقيقة لأعدادها.
ويقول المتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل، في حديث صحفي، أن "كل دائرة بلدية تمنح الإجازات للعربات العاملة ضمن نطاقها الجغرافي وفق تعليمات محددة، ولا يُسمح لأي عربة غير مجازة بالوقوف، أو مزاولة النشاط في غير منطقتها".
ويوضح أن "أمانة بغداد تنظم عمل العربات والبسطات بما يحافظ على المظهر الحضاري للعاصمة ويمنع التجاوزات".
ويُفضل أصحاب العربات الوقوف في المناطق المزدحمة، خاصة خلال العطل والأعياد والمهرجانات، لتقديم الأطعمة والمشروبات للعائلات. وتخضع العربات للرقابة الصحية، ويشترط فيها الحصول على إجازة من قبل الجهات الصحية.
وبحسب ثامر عبد الحسن، وهو صاحب عربة مطعم، أنه لم يحصل على الإجازة إلا بعد أن خضعت عربته للفحص، تأكدا من مطابقتها الشروط الصحية، مبينا أن الفحص يشمل العربة والعاملين فيها، وأن الجهات الصحية تنفذ جولات تفتيشية مستمرة لضمان نظافة العربات وجودة الأطعمة التي تُقدمها.
ويؤكد مواطنون انهم يدعمون هذه العربات، معتبرين أنها توفر خيارات غذائية بأسعار مناسبة، إضافة إلى كونها توفر مصدر معيشة للشباب العاطلين عن العمل، ما يتطلب دعمهم وتحفيزهم.
وفي هذا السياق تقول المواطنة سناء عيسى أن "تلك العربات تقدم أطعمة جيدة بأسعار مقبولة. كما توفر أماكن للجلوس. إذ من الممتع تناول الطعام في الهواء الطلق، خاصة أن بعض تلك العربات يتواجد قرب حدائق".
فيما يقول المواطن حسن صبار أن "الشباب الذين يديرون هذه العربات، وبينهم خريجون، يقدمون مأكولات نظيفة وصحية، وأنا مطمئن لجودة طعامهم".