اخر الاخبار

في وقتٍ تتزايد فيه الاحتجاجات العمالية والشعبية في عدد من المحافظات، تتوالى المطالبات بإيجاد حلول عادلة لأزمات البطالة والمستحقات المالية المتأخرة، فيما تتخذ بعض هذه التحركات طابعًا تصعيديًا في ظل اشتداد الضغوط المعيشية واحتدام المناخ الانتخابي في البلاد.

حراك احتجاجي في بغداد

ويأتي هذا الحراك الاحتجاجي المتصاعد، في وقت شهدت فيه ساحة النسور، غربي بغداد، امس السبت، حراكا احتجاجيا حاشدا، في الذكرى السادسة لاحتجاجات 25 تشرين 2019، إذ رفع المتظاهرون الأعلام العراقية على وقع الأغاني الوطنية، وحملوا صور الضحايا مجددين مطالبتهم بالاقتصاص من القتلة.

وشدد المحتجون على أن أهداف انتفاضة تشرين لم تتحقق حتى الآن، وهم لا يتوقعون أي تغيير جدي مع تكرار الوجوه في الانتخابات التشريعية، كما أن الحكومات المتعاقبة لم تُظهر أي تجاوب مع مطالبهم.

وعلل المنظمون للاحتجاج اختيار ساحة النسور هذا العام، وذلك لقربها من مجلس القضاء الأعلى، فهو أملهم الأخير لتحقيق العدالة، مطالبين بالإفراج عن المتظاهرين المعتقلين “على خلفية دعاوى كيدية”. فيما اعتلى الناشط ضرغام ماجد منصة التظاهرة، ودعا إلى تحقيق مطالبهم المشروعة.

وقال المتظاهر عبد الحمزة منعم، انهم لم يروا "سوى الوعود الزائفة. ومن ساحة النسور ومن أمام مجلس القضاء الأعلى، نطالب بمحاكمة قتلة المتظاهرين وقتلة الشعب، ومحاكمة المفسدين والمتورطين في قضية نور زهير".

وشدّد على ضرورة ان يحاسب القضاء "المرشحين والزعامات، عملا بمبدأ “من أين لك هذا؟”، للكشف عن مصادر الأموال والمليارات التي يمتلكها بعض السياسيين، مؤكدا ان "الفعاليات الاحتجاجية ستستمر صباحاً في ساحة النسور ومساءً في ساحة التحرير. وستستمر رمزية تشرين كحركة احتجاجية، تطالب بالعدالة والإصلاح ومحاسبة الفاسدين".

يذكر انه في 25 من تشرين الأول عام 2019، حاول حشد من المتظاهرين اقتحام المنطقة الخضراء في بغداد، ولم تفلح الإجراءات الأمنية في وقف تدفّقهم، وقد تمكنوا من ازالة الحاجز الأمني الأول فوق جسر الجمهورية المؤدي إلى الخضراء، لكن قوات الأمن أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع بكثافة عالية، ما ادى الى تفرق المتظاهرين الذين حاولوا عبور الجسر.

فهمي يطالب الحكومة بـ"إجراءات فعلية"

وفي ذكرى قمع احتجاجات تشرين، طالب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، الحكومة بالتعاطي مع مطالب محتجي تشرين بـ"إجراءات فعلية"

وكتب الرفيق فهمي على صفحته في فيسبوك: ان الحكومة مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وانجاز ملف تعويضات شهداء وجرحى تشرين، وإقامة نُصُب تخلد الانتفاضة وشهداءها".

تجمع ضحايا تشرين

وفي محافظة النجف، أعلنت مجموعة من عوائل وجرحى احتجاجات تشرين عن تأسيس "تجمع ضحايا احتجاجات تشرين"، خلال مؤتمر صحفي عقدته في المدينة، بحضور عدد من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني.

وقالت والدة الشهيد مهند القيسي، خلال قراءتها البيان، إن الهدف من هذا التجمع هو "التذكير بمطالب الضحايا والدفاع عن حقوقهم، إلى جانب التحشيد لوقفة سلمية للمطالبة بإنصافهم وتعويض عوائل الشهداء والجرحى، والتأكيد على موقفهم من الانتخابات البرلمانية المقبلة".

ويؤكد القائمون على التجمع أن "ملف شهداء وجرحى تشرين لم يُغلق بعد، وأن وعود الحكومات السابقة والحالية لم تُنفذ بالشكل المطلوب، سواء في جانب التعويضات أو العدالة الانتقالية".

اعتصام عمال "FCC" في البصرة

وعلى صعيد الاحتجاجات المطلبية ، قرر المئات من العمال السابقين في مشروع "FCC" التابع لشركة مصافي الجنوب في البصرة، الدخول في اعتصام مفتوح بعد احتجاجات استمرت لعشرة أشهر منذ الاستغناء عن خدماتهم، فيما قامت القوات الأمنية بتفريقهم بـ"القوة".

وقال ممثل المتظاهرين أحمد شاكر، إن "العمال يتظاهرون منذ أكثر من عشرة أشهر، ولم يتواصل معنا أي من نواب البصرة، ومع اقتراب الانتخابات تواصل بعضهم لأغراض انتخابية فقط".

وأضاف أن "مدير شركة مصافي الجنوب يتعمد تجاهل مطالبنا رغم الوعود السابقة بحل الأزمة"، مبينًا أن "عددنا يقارب 350 عاملاً وكنّا نعمل في المشروع لسنوات طويلة قبل البدء بتشغيله، لكن تم الاستغناء عنا بشكل مفاجئ ومن دون أي ضمانات".

وتابع شاكر أن "العمال قرروا الاعتصام لإيصال صوتهم مباشرة إلى رئيس الوزراء خلال زيارته المرتقبة للبصرة"، مؤكدًا أن "خبراتنا التي اكتسبناها خلال سنوات العمل كافية لإدارة المشروع وتشغيله بكفاءة، لكن المسؤولين فضّلوا الاعتماد على عمالة أجنبية وتهميش الكوادر المحلية".

واختتم حديثه قائلاً: "مطالبنا لن تتوقف حتى يتم إنصافنا ومنحنا عقوداً وزارية أسوة بغيرنا".

وبحسب مصادر صحفية، فإن القوات الأمنية قامت بفضّ الاعتصام بالقوة، ما أسفر عن إصابة عدد من المعتصمين بجروح متفاوتة.

كما نظم العشرات من العاملين في المشروع ذاته، وقفة ليلية وجهوا خلالها رسالة إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط، قبيل الإعلان عن زيارتهما إلى البصرة أمس السبت، مطالبين فيها بتوفير فرص عمل دائمة وإدراجهم ضمن العقود الوزارية.

وفي وقت لاحق، استخدمت قوات مكافحة الشغب، العصي والهراوات في تفريق المتظاهرين من خريجي كليات العلوم والهندسة أمام مجمع مصافي الجنوب في الشعيبة جنوب غرب البصرة، بالتزامن مع زيارة السوداني.

احتجاج أصحاب الآليات في ميسان

وفي محافظة ميسان، نظم العشرات من أصحاب سيارات الحمل وآليات الحدل والحفر وقفة احتجاجية أمام المقر السابق للشركة المنفذة لمشروع إكساء وتوسعة طريق "العمارة – المشرح"، احتجاجًا على عدم صرف مستحقاتهم المالية المتأخرة منذ ستة أشهر، بعد أن غادرت إدارة المشروع إلى "مكان مجهول".

وقال عدد من المحتجين إنهم "أصحاب آليات أهلية تعاقدوا مع الشركة المنفذة لمشروع تطوير طريق المشرح"، موضحين أن "الشركة غادرت موقع العمل وسحبت آلياتها بعد أكثر من خمسة أشهر من العمل دون تسليم الأجور المستحقة، تاركة المشروع من دون إنجاز تام".

وطالب المحتجون "بفتح تحقيق عاجل مع الشركة المنفذة لمعرفة أسباب عدم صرف مستحقاتهم وضمان حصولهم على تعويضاتهم المالية".

أزمة طلاب جامعة واسط

وفي محافظة واسط، نظم عشرات الطلبة وقفة احتجاجية عند مدخل جامعة واسط احتجاجاً على قرار إنهاء علاقتهم مع قسم علم النفس في كلية التربية بعد أن أكملوا المرحلة الأولى بنجاح.

وقال الطالب صباح حسن إنهم "مجموعة من طلاب جامعة واسط – كلية التربية للعلوم الإنسانية – الدراسة المسائية قسم علم النفس، تم قبولنا حسب الضوابط والمعدلات من إعدادية الدراسات الإسلامية للعام الدراسي 2023 – 2024، وأكملنا المرحلة الأولى بنجاح".

وأضاف أن "الجامعة أبلغتنا مؤخراً بوجود خطأ إداري في قبولنا، وطُلب منا مغادرة القسم أو النقل إلى جامعات أخرى، رغم أننا دفعنا الأقساط السنوية واستحصلنا موافقات رسمية من دوائرنا للالتحاق بالدراسة".

وأكد أن "خريجين سابقين من الإعدادية الإسلامية أكملوا دراستهم في القسم ذاته من دون أي مشاكل، ونطالب وزارة التعليم العالي بإعادة النظر بقرارها وإنصافنا".