اخر الاخبار

شهدت محافظتا البصرة والنجف موجة جديدة من الاحتجاجات العمالية والمهنية، إذ نظم العاملون في مشروع FCC وقفة للمطالبة بتثبيتهم وتوفير فرص عمل بعد سنوات من الخدمة، فيما خرج أطباء الأسنان في النجف بتظاهرة غاضبة احتجاجاً على تأخر التعيينات وعدم تنفيذ قانون التدرج الطبي. وتأتي هذه التحركات وسط تصاعد الاستياء من سياسات التوظيف الحكومية واستمرار تعطيل القوانين التي تضمن حقوق العاملين والخريجين في مختلف القطاعات.

تظاهرة للعمال

ونظم عدد من العاملين في مشروع FCC وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم بعد أن عملوا في المشروع على مدى السنوات الماضية.

وقال المحتجون خلال الوقفة التي نظموها في الشارع المؤدي إلى شركة مصافي الجنوب في الشعيبة بقضاء الزبير، إن المشروع قد اكتمل بنسبة تتراوح بين 99 و100%، ومن المقرر أن يتم افتتاحه يوم السبت المقبل من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.

وأكد المحتجون أن المشروع يحتاج إلى نحو ثمانية آلاف درجة وظيفية، وأنهم الأجدر بالحصول على هذه الوظائف نظرًا لما يمتلكونه من اختصاصات وخبرات طويلة في العمل بالمشروع. وأشاروا إلى أنهم تحملوا الظلم طوال فترة العمل، بما يشمل الرواتب القليلة وظروف العمل القاسية، مؤكدين أنهم يتظاهرون منذ نحو عشرة أشهر دون أي استجابة لمطالبهم، وهو ما دفعهم إلى تنظيم هذه الوقفة الجديدة للمطالبة بحقوقهم المشروعة في الحصول على الوظائف المتاحة.

أطباء الاسنان يحتجون

وفي سياق متصل، تظاهر العشرات من أطباء الأسنان في محافظة النجف أمام بوابة المركز التخصصي لطب الأسنان في حي السعد وسط المدينة، احتجاجاً على تأخر تعيين خريجي الكوادر الصحية والطبية.

ورفع المحتجون لافتات كتب عليها شعارات تحذر من إضراب عام، أبرزها "إضراب يزلزل عروشكم"، مؤكدين أنهم لن يسكتوا عن حقوقهم المشروعة.

ويأتي هذا الاحتجاج على خلفية عدم تنفيذ قانون رقم 6 لسنة 2000 الخاص بالتدرج الطبي والتعيين المركزي، حيث بلغ عدد الخريجين غير المعينين أكثر من 20 ألف خريج من ثلاث دفعات.

وأوضح نقيب أطباء الأسنان في النجف، سلام الأعرجي، أن قلة المراكز التخصصية مقارنة بعدد السكان خلقت عبئاً كبيراً على الخريجين، مشيراً إلى أن المحافظة التي يزيد عدد سكانها على مليوني نسمة لا تحتوي إلا على مركزين تخصصيين، بينما الحاجة الفعلية تتطلب نحو ثمانية مراكز.

وأضاف الأعرجي، "اليوم وقفة وبعدها سنبدأ الإضراب. كل 400 ألف نسمة بحاجة إلى مركز تخصصي، بينما نجد فقط مركزين في النجف، ما خلق عبئاً على الخريجين". وأكد أن غياب التنسيق بين وزارات الصحة والتعليم والتخطيط أدى إلى استيعاب بعض الكليات لطلاب خارج الضوابط، مع تجزئة تطبيق القانون كما حصل مع دفعة 2023.

وحذّر نقيب أطباء الأسنان من أن الإضراب قد يتصاعد ليشمل القطاعين العام والخاص، إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم، مشدداً على أن الأطباء مصممون على متابعة حقوقهم ومحاسبة الجهات المسؤولة عن التأخير.

وبينما تتواصل احتجاجات العاملين في المشاريع النفطية من جهة، واعتصامات الكوادر الصحية والطبية من جهة أخرى، تتزايد الدعوات الشعبية والنقابية للحكومة إلى إيجاد حلول عاجلة لأزمة التوظيف وتفعيل القوانين المعطلة التي تضمن حقوق العاملين والخريجين على حد سواء.