اخر الاخبار

يعاني سكان منطقة آلبو موسى وقضاء الهلال في محافظة المثنى من تلوث بيئي متصاعد ناجم عن معامل الطابوق، حيث تملأ الانبعاثات الغازية والدخان الهواء، وتلوث الماء والأرض، مسببة أمراضاً تنفسية وجلدية بين الأطفال والكبار. وتحذر الجهات البيئية من استمرار هذه المخاطر، مطالبة بتنفيذ الإجراءات القانونية وتركيب الفلاتر والمرسبات لحماية صحة الأهالي والبيئة.

"كل شيء ملوث"

ووصف المواطن عباس جاسم من أهالي المنطقة، المعاناة اليومية للسكان جراء التلوث الناتج عن معامل الطابوق، مؤكداً أن المشكلة لم تقتصر على آلبو موسى فقط، بل امتدت آثارها إلى قرية الهيمنة، منطقة المسيفة، الفزعية، ومناطق واسعة في قضاء الهلال.

وقال عباس ان "الناس تعيش معاناة مستمرة منذ سنوات طويلة، الهواء مملوء بالدخان والغازات السامة، والماء والأرض أصبحا ملوثين، وأطفالنا يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والجلد، وبعض الحالات تصل إلى أمراض مزمنة وسرطانية".

وأضاف ان "الوضع أصبح لا يُطاق، كل يوم يزداد الألم والمعاناة، ولم نعد قادرين على تحمل آثار هذه الانبعاثات، وأصبح من الضروري أن تتحرك الجهات المعنية بسرعة لتطبيق الإجراءات البيئية وحماية الأهالي".

ودعا عباس إلى تطبيق صارم للفلاتر والمرسبات، ومتابعة الالتزام بالقوانين البيئية، مؤكداً أن حياة الناس وصحتهم أصبحت على المحك بسبب تجاهل المخالفين.

تفاقم الأمراض التنفسية

من جهته، قال الباحث البيئي حيدر مثنى، إن معامل الطابوق في منطقة آلبو موسى تسبب أضراراً بيئية وصحية كبيرة على السكان المحليين.

وأضاف أن الانبعاثات الغازية والدخان الناتج عن هذه المعامل تؤدي إلى ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، إضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض الأمراض الجلدية والسرطانية.

وأوضح مثنى أن تأثيرات هذه الانبعاثات لا تقتصر على المنطقة التي تقع فيها المعامل إدارياً، بل تمتد إلى مناطق مجاورة مثل قضاء الهلال، ما يستدعي تنسيقاً مكثفاً بين المحافظات لضمان تطبيق المعايير البيئية بشكل صارم.

وأكد الباحث أن تركيب الفلاتر والمرسبات ضروري وسريع، وأن عدم الالتزام بالإجراءات البيئية سيزيد من المخاطر على صحة الأهالي والبيئة بشكل عام، مشدداً على أن حماية البيئة هي مسؤولية مشتركة بين الحكومة وأصحاب المنشآت الصناعية والمجتمع المحلي.

وأشار إلى أن الإجراءات القانونية التي اتخذتها مديرية بيئة المثنى خطوة مهمة، لكنها تحتاج إلى متابعة دقيقة للتأكد من الالتزام الكامل بالتعهدات الموقعة خلال المهلة المحددة.

فريق ميداني لمكافحة التجاوزات البيئية

في إطار الجهود المستمرة لمعالجة المشكلات البيئية في محافظة المثنى، أعلن مدير بيئة المثنى، الدكتور أمبر العارضي، عن تشكيل فريق ميداني خاص لمتابعة التجاوزات البيئية الناتجة عن معامل الطابوق في منطقة البو موسى التابعة لقضاء الهلال.

وأوضح العارضي لـ"طريق الشعب"، أن الفريق تشكل برئاسته، وضم ممثلين عن مديرية بيئة القادسية وقائمقامية قضاء الهلال، إضافة إلى قائمقام الحمزة، وذلك لمتابعة الأضرار البيئية الناجمة عن انبعاثات الدخان والغازات من تلك المعامل، والتي باتت تؤثر سلباً على أهالي قضاء الهلال وقرية البو موسى.

وبيّن أن المشكلة الرئيسة تكمن في أن المعامل تقع ضمن الرقعة الجغرافية التابعة إدارياً لمحافظة الديوانية، إلا أن تأثيراتها البيئية تمتد إلى داخل حدود المثنى، مما تطلب تنسيقاً مشتركاً بين المحافظتين لمعالجة الوضع.

وأشار إلى أن المديرية اتخذت جميع الإجراءات القانونية بحق أصحاب المعامل المخالفة، حيث تم إلزامهم بتركيب فلاتر ومرسبات خلال مدة أقصاها 15 يوماً، مبيناً أنه في حال عدم الالتزام سيتم قطع التيار الكهربائي عن المعامل المخالفة، كونها لا تمتثل للتعليمات البيئية الخاصة بالموافقات الرسمية.

الانبعاثات تنشر الامراض

وأكد العارضي أن الانبعاثات الناتجة عن تلك المعامل تسببت في انتشار أمراض سرطانية وأمراض تنفسية وطفح جلدي بين سكان المنطقة، ما جعل الملف يحظى بأهمية خاصة لدى الجهات المعنية في المحافظة.

وأضاف أن عدة اجتماعات عقدت بين الجهات التنفيذية وأصحاب المعامل وأهالي المنطقة، برئاسة محافظ المثنى، حيث جرى طرح الموضوع على مجلس حماية وتحسين البيئة في المحافظة، وتم اتخاذ قرارات مهمة تلزم أصحاب المعامل بتنفيذ الإجراءات البيئية خلال المهلة المحددة.

واختتم العارضي بالتأكيد على أن مديرية البيئة ستواصل متابعة التزام المعامل بالتعهدات الموقعة، لضمان حماية البيئة وصحة المواطنين في قضاء الهلال والمناطق المجاورة.