اخر الاخبار

شهدت محافظات عدة، خلال اليومين الماضيين، موجة احتجاجات متنوعة، عكست تصاعد الاستياء الشعبي من تراكم المشاكل الاجتماعية والخدمية والقانونية. من بغداد إلى النجف وميسان ونينوى، عبّر ناشطون، عمال، أهالي وأطباء عن رفضهم للسياسات الحالية، مطالبين بحقوقهم المسلوبة، سواء من خلال الدفاع عن الحريات، استلام الأراضي المخصصة، تحسين الخدمات الأساسية، أو ضمان التعيينات القانونية في المؤسسات الصحية. وتبرز هذه الاحتجاجات تواتر الظلم الإداري والاجتماعي، وتأخر الجهات الحكومية في الاستجابة لمطالب المواطنين، ما دفع المحتجين إلى تنظيم تظاهرات ووقفات احتجاجية للمطالبة بحلول عاجلة ومستدامة.

تظاهرة كبرى مرتقبة في بغداد

وأصدر ناشطون في بغداد بيانًا يدينون فيه الاعتقالات التي طالت محتجي انتفاضة تشرين في العاصمة وعدد من المحافظات الأخرى.

وأعرب البيان عن رفضهم للأحكام الصادرة بحق الناشط "ياسين ابن ماجد"، معتبرين أنها نتيجة تراكمات الوضع العام في البلاد.

وأعلن الناشطون عن تنظيم احتجاجات يوم 25 أكتوبر في ساحة التحرير، مطالبين بالحقوق المسلوبة ورفض الانتخابات الحالية، مؤكدين دعمهم للمعتقلين والمغيبين، وتقديرهم للشهداء والجرحى.

تظاهرة لاتحاد عمال النجف

وخرج أعضاء اتحاد نقابات عمال النجف بتظاهرة أمام دائرة عقارات الدولة، مطالبين بالحصول على قطعة الأرض (643 دونما) التي خصصت لهم من قبل المحافظة عام 2016، والتي تشمل 4500 عامل ولم تُسلم لهم حتى الآن. واتهم نائب رئيس الاتحاد، صلاح الحيدري، مديرية عقارات الدولة بالمماطلة والتجاهل للمخاطبات الرسمية.

وأشار عضو مجلس المحافظة، أكرم شربة، إلى أن الاتحاد لم يكمل الإجراءات القانونية لاستلام الأرض، وأن 47 دونمًا منها خصصت للاستخبارات العسكرية.

وقال صلاح الحيدري: "منذ عام 2016 وحتى الآن، هناك مماطلة بعدم تسليمنا الأراضي المخصصة لأعضاء النقابة من قبل الحكومة المحلية. مديرية عقارات الدولة لا تجيب على المخاطبات الرسمية وتتجاهل تنفيذ قرار توزيع الأراضي الذي يشمل 4500 عامل." فيما قال العامل علي الجنابي: إن "الاستخبارات العسكرية تريد منح جزء من الأرض المخصصة لنا منذ 8 سنوات كفرصة استثمارية. نحن من الفقراء ونسكن في منازل مؤجرة، ولا نعلم لماذا هذا التسويف في حقوقنا."

وقال رفيقه قاسم الميالي: "غدًا الأحد سنعلن الاعتصام في حال عدم الاستجابة لمطالبنا المشروعة. نحن طبقة كادحة فقيرة نعمل بأجور يومية، ونطالب رئيس الوزراء بالتدخل السريع لحل مشاكلنا."

وأوضح أكرم شربة، أن مساحة الأرض التي كانت مخصصة لاتحاد العمال تبلغ 643 دونم، وأن الاتحاد لم يكمل الإجراءات القانونية المطلوبة في دائرة عقارات الدولة، لذلك طلبت الاستخبارات العسكرية تخصيص 47 دونم، مع وعد بحل الإشكالات قريبًا.

"أم الدود" تجدد المطالبة بالخدمات

وجدد سكان قرية "أم الدود" بمحافظة ميسان، دعواتهم للحكومة المحلية بضرورة توفير الخدمات الأساسية لقريتهم، والتي وُصفت بأنها "مهد المجاهدين ضد النظام السابق". جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية قرب منزل كبيرهم في المنطقة.

وأوضح الأهالي في تصريحات، أنهم يعيشون في القرية منذ أكثر من 60 عامًا، وهي معدومة الخدمات بالكامل، معتمدين على الحوضيات لتوفير المياه الصالحة للشرب، والمولدات المنزلية للكهرباء، فيما يبعد أقرب خط للتيار الكهربائي الحكومي مسافة ليست بالقصيرة. وشدد السكان على ضرورة توفير الخدمات، مؤكدين أنهم مرتبطون اجتماعيًا بالقرية ولا يستطيعون الرحيل عنها، وأن هذا الارتباط يجبرهم على تحمل جميع التحديات والصعاب نتيجة غياب الخدمات الأساسية.

أطباء الموصل يطالبون بتعيين دفعة 2024

ونظم العشرات من أطباء الموصل، مركز محافظة نينوى، نهاية الأسبوع الماضي، وقفة احتجاجية للمطالبة بتعيين دفعة عام 2024 على الملاك الدائم، مؤكدين أن تأخير التعيين يهدد سير التدرج الطبي المنصوص عليه وفق القانون. وقال عدد من المشاركين إن الهدف من الوقفة هو "ضمان استمرارية التدرج الطبي، وهو حق قانوني وشرعي للأطباء". وأوضحوا أن تعيين دفعة 2024 سيتيح انتقال دفعة 2023 إلى التدرج، وعودة دفعة 2022 إلى الإقامة الدائمة في المستشفيات، بما يخدم المرضى ويعزز القطاع الصحي. وأشار الأطباء إلى أن عدد المقيمين الدورين في نينوى يبلغ نحو 350 طبيبًا، مؤكدين أن الاحتجاجات لا تقتصر على نينوى، بل تشمل عموم محافظات العراق.