اخر الاخبار

 

لا يمكن لأي بلد في العالم أن يتقدم في النشاطات والفعاليات الرياضية من دون امتلاكه منشآت رياضية وبنية تحتية متطورة تخدم أبناء الرياضة. لذلك وجدنا أن العراق ظل فقيراً في منشآته وملاعبه وأنديته ومسابحه وميادينه، وبعيداً عن اللحاق بركب التطور العالمي وتحقيق الرقي والتقدم في الميدان الرياضي.

لكننا بدأنا خلال السنوات الأخيرة نشعر بتحسن نسبي في مجال ملاعب كرة القدم، ولعل بعض العاملين في القطاع الرياضي ركزوا اهتمامهم على هذه الملاعب فقط، لأنهم يعتقدون أن الرياضة تعني كرة القدم فحسب!

إن لعبة كرة القدم هي واحدة من بين عشرات الألعاب التي يمارسها الناس في المجتمع العراقي، فالرياضة مفهوم واسع وكبير، وتضم ألعاباً كثيرة تبدأ بكرة القدم والسلة والطائرة واليد، وتمر بألعاب الساحة والميدان والملاكمة ورفع الأثقال والسباحة والمصارعة وغيرها من الألعاب التي تحتاج إلى بنى تحتية متكاملة لتطويرها.

أناشد مسؤولي القطاع الرياضي أن يمنحوا الرياضة حقها ودورها في المجتمع أسوة بدول وشعوب العالم المتحضرة، لأن الرياضة أصبحت اليوم مظهراً حضارياً وعلامة فارقة في حياة الشعوب والأمم.

ومن أجل النهوض بالواقع الرياضي، يتوجب علينا إطلاق حملة وطنية شاملة لبناء المنشآت الرياضية أسوة بدول الجوار والعالم. وأتذكر أنه في سنوات سابقة، عندما زار العراق الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم دولة الإمارات، قام بزيارة ملعب الشعب الدولي وأُعجب به قائلاً: "إنه صرح جميل، أتمنى أن نبني ملعباً شبيهاً به في الإمارات." وفعلاً، تقدمت الإمارات وشيدت ملاعبها وأنديتها ومنشآتها الرياضية التي أصبحت اليوم محل فخر واعتزاز.

إن ما تحقق خلال العقدين الماضيين من بناء ملاعب لكرة القدم أمر جميل ورائع أفرح أبناء العراق، لكن أين هي القاعات الرياضية الخاصة ببقية الألعاب؟ أين ملاعب الساحة والميدان، والمسابح، وصالات الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال وغيرها؟ إن معظم هذه المنشآت التي يمكن أن تخدم الرياضة وفعالياتها ما زالت غائبة.

إن وجود المنشآت الرياضية وتعميمها في جميع مدن العراق سيُسهم بشكل كبير في دفع عجلة الرياضة إلى الأمام، ويساعد على تحقيق الإنجازات والبطولات التي تليق باسم العراق وتاريخه الرياضي.