اخر الاخبار

الصفحة الأولى..

تجدد الاحتجاجات في بغداد والمحافظات المعلمون إلى حراك تصعيدي 

بغداد – طريق الشعب

تتصاعد موجة الاحتجاجات في بغداد والمحافظات على خلفية أزمات وملفات متعددة تتعلق بحقوق الموظفين والقطاعات الخدمية، في وقت يواجه فيه المواطنون صعوبات متزايدة، نتيجة لغياب الحلول الحكومية.

نقابة المعلمين

أعلنت نقابة المعلمين العراقيين رفضها لطعن وزارة المالية وعدم المصادقة على الفقرة (4/ ثالثاً) من التعديل الأول لقانون وزارة التربية رقم (22) لسنة 2011، والتي نصت على مضاعفة المخصصات المهنية، مؤكدة أن القانون استكمل جميع مراحله الدستورية والقانونية.

ودعت النقابة مجلس الوزراء في جلسته المقررة اليوم الثلاثاء ، إلى إلغاء الطعن المقدم من وزارة المالية وإدراج هذه الفقرة ضمن موازنة عام 2026.

كما شددت النقابة على ضرورة صرف جميع المستحقات المالية والإدارية للمعلمين، بما في ذلك العلاوات والترفيعات، وتثبيت العقود، وتأمين السيولة المالية لدفع رواتب المتعاقدين بلا تأخير، إضافة إلى تنفيذ قرار مجلس الوزراء رقم 271 لسنة 2025 بكامل تفاصيله.

وطالبت النقابة رئيس الوزراء ورؤساء الكتل الفائزة في الانتخابات البرلمانية باحترام الدور الوطني الذي قام به المعلمون خلال الانتخابات، وترجمته إلى دعم فعلي لحقوقهم.

حراك تصعيدي

وحددت النقابة تنظيم تظاهرات في جميع المحافظات (يوم غد الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025) عند الساعة العاشرة صباحًا، من مقرات النقابة إلى دواوين المحافظات، فيما سيكون التجمع في بغداد أمام وزارة المالية، في حال لم تجد الحكومة حلا لتلك المشكلة. كما أعلنت عن اعتصام داخل البنايات المدرسية يوم الخميس 20 تشرين الثاني 2025، وتنظيم تظاهرة كبرى موحدة يوم الأحد 23 تشرين الثاني 2025 أمام مبنى وزارة المالية بمشاركة جميع المحافظات. وأكدت النقابة أن المجلس المركزي سيبقي جلسته مفتوحة لاتخاذ إجراءات تصعيدية إضافية في حال استمرار عدم الاستجابة.

متعاقدو وزارة التربية

وشكا متعاقدون في وزارة التربية من عدم صرف رواتبهم منذ أكثر من 10 أشهر، رغم مباشرتهم العمل عقب احتجاجاتهم واستثنائهم من شروط التقاعد بقرار من مجلس الوزراء، مؤكّدين استمرار معاناتهم الطويلة دون حلول.

أزمة المياه في البصرة

وتظاهر العشرات من أهالي ناحية الشرش في قضاء القرنة شمالي البصرة احتجاجًا على تفاقم أزمة ملوحة المياه التي أدت إلى انتشار الأمراض وإعدام الزراعة ونفوق المواشي. وطالب المحتجون الحكومة المحلية بالإسراع في إنجاز وتشغيل محطة التصفية والتحلية المركزية بسعة 6000 متر مكعب بالساعة لضمان مياه صالحة للاستخدام. وهددوا بالتصعيد، بما في ذلك الاعتصام أو قطع الطرق، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم خلال أسبوع.

احتجاجات في النجف

وشهدت محافظة النجف، احتجاجات واسعة من أصحاب المحال التجارية والبسطيات والأكشاك في شارع الصادق بالمدينة القديمة، على خلفية قرارات حكومية محلية بإزالة محلاتهم.

وأكد المحتجون، بحسب مراسل "طريق الشعب"، أن هذه القرارات ستؤثر بشكل مباشر على مصادر رزقهم اليومي وعوائلهم، مطالبين بلدية النجف والمحافظة بالرجوع عن تنفيذ القرار، مؤكدين أن استمرار الإزالة قد يؤدي إلى زيادة الفقر والبطالة واندلاع ردود أفعال أكبر.

وفي سياق متصل، نفذت بلدية النجف حملة لتهديم المنازل السكنية في المناطق الزراعية، رغم أن الأهالي يقيمون في تلك المناطق منذ أكثر من عشر سنوات، وقد تم تجهيزها بالخدمات الأساسية من قبل الدوائر الحكومية.

وطالب السكان الجهات المعنية بـ إيقاف تنفيذ قرار الهدم والعمل على إيجاد بدائل للمستثمرين، لضمان استمرار حياتهم بشكل كريم في مناطق سكناهم.

دعم مطالب المحتجين

من جهته، أكد علي البهادلي، ناشط مدني، ضرورة الاستجابة لمطالب المواطنين والمعلمين والمتعاقدين، مشيرا الى ان هناك تأخراً غير مبرر في صرف الرواتب ومستحقات المعلمين والمتعاقدين، كما أن بعض القوانين المقررة لم تُنفذ بعد رغم استكمالها لجميع المراحل الدستورية، ما يعكس تقصيراً في حماية حقوق المواطنين وكرامتهم.

وقال البهادلي في حديث لـ"طريق الشعب" ان هناك أزمات حقيقية في قطاع المياه والصرف الصحي، مثل ملوحة المياه في البصرة وأضرارها الصحية والبيئية، فضلاً عن القرارات المحلية المجحفة التي تؤثر على مصدر رزق الأهالي، بما في ذلك إزالة المحال التجارية وهدم المنازل في المناطق الزراعية. كل هذه القضايا تجعل من الاحتجاجات السلمية أداة مشروعة لإيصال الصوت وفرض الضغط على الجهات المعنية لتحقيق الحلول العاجلة والفعّالة.

ودعا الحكومة وجميع الجهات المعنية إلى الاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرين، والالتزام بالقوانين والحقوق المقررة، وإيجاد حلول عملية ومستدامة للأزمات المعيشية والخدمية، لأن احترام حقوق الناس وتوفير الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية يمثلان أساس بناء الدولة ومؤسساتها، ويعكسان مسؤولية الدولة تجاه مواطنيها.

***************************************

راصد الطريق.. من يُحاسَب .. ومن يُستثنى!

بعد تمكّن فرق الدفاع المدني من السيطرة على حريق المباني التجارية المستخدمة ورشاً للأدوات الاحتياطية في الطالبية ببغداد، ذكرت مديرية الدفاع المدني إن المستودعات المتضررة مشيّدة بـ "السندويج بنل"، وتحتوي على مواد احتياطية وزيوت قابلة للاشتعال، ما صعّب مهمة احتواء الحريق.

ومنذ اندلاع حريق مول كورنيش الكوت في محافظة واسط، شرعت الجهات المعنية بحملة إغلاق للمؤسسات المخالفة لإجراءات السلامة العامة، التي تجاوز عددها خمسة آلاف مشروع، وفقا لمديرية الدفاع المدني. ولكن يبدو ان بعض المخالفين لا تصلهم يد القانون، ويتعذر إيقاف تجاوزاتهم التي تهدد حياة المواطنين. وهذا ما أشار اليه ضمنا تصريح المديرية.

الجانب الآخر من التصريح يكشف بشكل واضح تقصير مؤسسات الدولة، التي تطبق القانون بشكل انتقائي، وتعتمد ازدواجية خطيرة في تنفيذ إجراءات السلامة. فالجهات الحكومية تعلن من جهة عن حملات واسعة لإغلاق آلاف المشاريع المخالفة، ومن جهة أخرى تُبقي منشآت أخطر تمارس العمل خارج القانون ودون ردع او رقابة.

هذا التناقض لا يشير فقط إلى ضعف في الرقابة، بل يكشف خللاً مؤسسياً، يسمح بانتقاء من يُحاسَب ومن يُستثنى. وذلك ما يبقي حياة الناس رهينة للإهمال وللتجاوز.

*********************************************

الأحزاب المتحاصصة ونظرتها إلى الثقافة

تُظهر برامج الأحزاب الحاكمة، إن وجدت، نظرة قاصرة إلى الثقافة كمحيط تفاعلي نشط من خلال رؤيتها الضيقة لمفهوم التفاعل هذا، والذي يُعَدّ مقياسًا أخلاقيًا معينًا يهدف إلى تحقيق الرفاهية والسعادة للجمهور. إنّ تلك النظرة الضيقة لمفهوم الثقافة تُشير إلى رفض أو التقليل من شأن الثقافة ودورها في تأصيل الأبعاد الروحية والأخلاقية والجمالية.

إنّ الرفض المسبق للثقافة بمفوهمها الأشمل، كنمط حياة وقيم وتقاليد، بدعوى ارتباطها بالديمقراطيات الغربية والفلسفة العلمانية، بجانب السعي لفرض هيمنة النمط الغربي للثقافة، لابد أن يثير جملة من التساؤلات، ففي الوقت الذي تصر غالبية الأحزاب ـ الإسلاموية ـ على تلك النظرة، تسعى في الوقت نفسه، لتطويع الثقافة ومنظماتها في مشروعها السياسي وكسب الأصوات، وخطب ودّ بعض المثقفين وتقريبهم من برامجها، وسعت للهيمنة وفرض وجودها ومشروعها (السياسي ـ الاقتصادي)، بل في أغلب الأحيان، حاولت التدخل في طبيعة وسير أعمال الكثير من المنظامت ذات الصلة بالثقافة العراقية، سواء بالضغط والترهيب، أو بالترغيب والدعم المشروط، لتُعيد بذلك سياسة النظام السابق ونظرته للثقافة كمطية لمآربه وطموحاته السياسية وخطط هيمنته.

لقد شهدنا جميعًا الغياب المطلق للثقافة وخطط دعمها المستقبلية من برامج الأحزاب المتحاصصة في تقسيم غنيمة الحكم، ناهيك عن النظر إلى وزارة الثقافة نفسها، بغض النظر عن دورها المُلتَبس الحالي، كوزارة هامشية ووزارة ترضية، تتقاذفها ألأحزاب فيما بينها، كما لو أن الجميع يريد التخلص منها، لأسباب باتت معروفة للجميع، لجهة عدم كثرة تداول الأموال والمشاريع التي يسيل لها لعاب تلك الأحزاب.

لقد أدت تلك النظرة لتحويل وزارة الثقافة، على سبيل المثال، إلى حالة هلامية عديمة الهوية والوظيفة في ظل النظام السياسي الحالي، بعد أن غلّبت الأحزاب المهيمنة المفهوم (الأخلاقي) على المفهوم الثقافي، وخلصت إلى أنّ  الثقافة ما هي إلا مجرد أخلاقيات وسلوكيات علمانية، وتغفل الجوانب الأخرى للثقافة كالفنون والأدب والعلوم ودورها في تشكيل مجتمع حديث ومتطور.

من جهة أخرى فإنّ هذه النظرة القاصرة إلى الثقافة قد تُعيق التفاعل والتكامل مع الثقافات الأخرى، وتُعيق بناء علاقات سليمة ومتوازنة مع الدول والمجتمعات الأخرى، ناهيك عن تفويت الكثير من الفرص المتاحة لانتشار المنتج الثقافي والتعريف به على الصعيد الأقليمي والدولي.

لقد أدى مفهوم الأحزاب المهيمنة على القرار السياسي في العراق، إلى مسخ دور ووظيفة وزارة الثقافة ومديرياتها المختلفة، وفوّت الفرصة لاستغلال تلك الدوائر لصالح النشاطات والفعاليات الثقافية في المحافظات، كما أدى، في الغالب، إلى فرض وزاراء يدينون بالولاء لأحزابهم وزعماء كتلهم، عن طريق المحاصصة الحزبية والمكوناتية، من دون أن يتمتعوا بالفهم اللازم لدور الثقافة وخطورتها في رسم مستقبل البلد وتحصين أجياله المقبلة وتنمية الوعي الوطني لديهم.

إنّ الجهة المكلفة تشكيل الحكومة الجديدة، أيًا كانت، مدعوة وبإلحاح، إلى إعادة النظر في دور الثقافة وأهميتها الوطنية، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والتربوي، لما فيه صالح الأجيال الجديدة وترصين فهمها الوطني.

* {الطريق الثقافي}

إفتتاحية العدد 173

*********************************************

الصفحة الثانية

فتح مقابر جماعية جديدة في سنجار تضم ضحايا إيزيديين

نينوى – طريق الشعب

باشرت لجنة حكومية مشتركة، وبإذن قضائي، امس الاثنين، فتح مقابر جماعية جديدة في مجمع الجزيرة (سيبا شيخدر) شمال شرق قضاء سنجار بمحافظة نينوى، تعود لمدنيين إيزيديين أعدمهم تنظيم داعش خلال اجتياحه للمنطقة في صيف 2014.

وقال مراسل "طريق الشعب" داود سليمان إن أعمال الحفر بدأت وسط حضور ذوي الضحايا والقوات الأمنية، في خطوة تُعد جزءاً من سلسلة الإجراءات الرسمية للتعامل مع المقابر الجماعية التي خلّفها التنظيم بعد المذبحة التي تعرض لها المكون الإيزيدي.

وأوضح أن المقابر المكتشفة يُرجح أن تضم رفات العشرات من النساء والأطفال وكبار السن، ورغم صعوبة تحديد العدد بدقة، إلا أن المؤشرات الأولية تشير إلى أن الضحايا بالعشرات. وبيّن أن هذه المواقع جرى التعرف عليها بعد أشهر من تحرير سنجار، لكنها تُفتح اليوم رسمياً بعد استكمال المتطلبات القانونية والإدارية.

وأضاف سليمان أن فرق الطب العدلي ستتولى نقل الرفات لإجراء فحوصات الحمض النووي (DNA) للتعرف على هويات الضحايا، لاسيما أن آلاف الإيزيديين ما زالوا في عداد المفقودين منذ أحداث الإبادة الجماعية قبل أكثر من 11 عاماً.

********************************

مفوضية الانتخابات تستبعد 6 مرشحين فائزين المحكمة الاتحادية تنهي ولاية مجلس النواب وتحوّل الحكومة إلى تصريف أعمال

بغداد – طريق الشعب

أصدرت المحكمة الاتحادية العليا، أمس الاثنين، قراراً قضى بإنهاء ولاية مجلس النواب العراقي للدورة الخامسة، وتحويل الحكومة الاتحادية إلى حكومة تصريف أعمال يومية، وذلك عقب إجراء انتخابات الدورة السادسة الأسبوع الماضي. وأبقت المحكمة على صلاحيات رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد ليستمر في ممارسة مهامه الدستورية إلى حين انعقاد البرلمان الجديد.

نهاية الدورة التشريعية

وجاء في بيان المحكمة أن انتهاء ولاية البرلمان السابق يصبح نافذاً لحظة انطلاق الاقتراع العام لانتخاب مجلس النواب الجديد، مؤكدة أن أي صلاحيات تشريعية أو رقابية بعد هذا التاريخ تُعدّ بلا سند دستوري، وأن الحكومة تتحول تلقائياً إلى مرحلة "تصريف الأمور اليومية" التي تقتصر على القرارات الضرورية غير القابلة للتأجيل لضمان استمرار عمل مؤسسات الدولة.

وأوضح البيان، أن حكومة تصريف الأعمال لا تملك صلاحية توقيع المعاهدات وإبرام العقود ذات الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ولا يحق لها اقتراح مشاريع القوانين أو عقد القروض أو إجراء التعيينات والإعفاءات في المناصب العليا، كما لا يمكنها القيام بعمليات إعادة الهيكلة في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

تصريف الاعمال

وفي تعليق على القرار، قال الخبير في الشأن القانوني والدستوري سالم حواس الساعدي، إن الحكومة العراقية دخلت فعلياً مرحلة تصريف الأعمال منذ يوم الاقتراع الخاص في 9 تشرين الثاني 2025، مشيراً إلى أن ولاية البرلمان والحكومة انتهت دستورياً بانتهاء المدة الانتخابية.

وأضاف أن الدستور والنظام الداخلي لمجلس الوزراء يحددان الحالات التي تصبح فيها الحكومة بحكم المستقيلة وتدخل مرحلة تصريف الأعمال، سواء عند حلّ البرلمان أو سحب الثقة عن الحكومة أو انتهاء مدتها الانتخابية أو استقالتها، موضحاً أن المرحلة الحالية تفرض على الحكومة الاكتفاء بإدارة الشؤون اليومية دون اتخاذ أي قرارات استراتيجية أو سياسية كبرى، التزاماً بمبدأ التداول السلمي للسلطة واحترام النصوص الدستورية.

وأكد الساعدي، أن مفهوم "تصريف الأمور اليومية" يقتصر على الإجراءات الضرورية التي لا يمكن تأجيلها، كاستمرار عمل المرافق العامة والمؤسسات، بينما تُستثنى من ذلك المهام الكبرى المرتبطة بتغيير السياسات أو عقد الاتفاقيات أو إعادة الهيكلة الإدارية.

استبعاد المرشحين

وفي تطور آخر يتعلق بالعملية الانتخابية، قررت مفوضية الانتخابات استبعاد ستة مرشحين فائزين من كتل مختلفة، بينها الحسم الوطني، وصلاح الدين هويتنا، والسيادة، وصلاح الدين الموحد، لأسباب تتعلق بمخالفة شروط الترشح وفق قانون الانتخابات، بينها عدم تقديم شهادات دراسية. وبحسب الوثائق فإن أصوات المستبعدين حُجبت بالكامل.

 ****************************************

طلبة المعدلات العالية يتركون الطب ويتجهون نحو الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي

بغداد – تبارك عبد المجيد

تشهد خيارات الطلبة من أصحاب المعدلات المرتفعة تحوّلاً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، إذ لم يعد التوجه نحو التخصصات الطبية هو المسار التقليدي الذي يستقطب أغلبهم، في ظل تحديات القطاع الصحي وضعف قدرته على استيعاب الأعداد المتزايدة من الخريجين. وفي المقابل، برزت الأقسام التقنية، ولا سيما الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي كخيار جذاب يجذب العديد من الطلبة الباحثين عن فرص عمل حديثة واستقرار مهني ونمو مهاراتي.

لغة المستقبل

يقول الطالب احمد ادور الحاصل على معدل ٩١ في الامتحانات الوزارية، إنه اختار تخصص الأمن السيبراني عن قناعة كاملة، رغم إمكانية دخوله أحد الأقسام الطبية، موضحاً أن قراره جاء بعد مقارنته بين واقع القطاع الصحي الحالي ومتطلبات التخصصات التقنية الحديثة.

وبين احمد في حديثه لـ"طريق الشعب" أن “الكثير من المشاكل التي يواجهها خريجو التخصصات الطبية اليوم، خصوصاً محدودية التعيين وضعف القدرة الاستيعابية للمستشفيات، جعلته يعيد التفكير بجدية"، مضيفاً أنه لا يريد "أن يقضي سنوات طويلة بانتظار فرصة عمل أصبحت غير مضمونة".

وأوضح أن توجهه نحو الأمن السيبراني جاء لأنه يمثل “لغة المستقبل”، ولأن هذا المجال يوفر فرص عمل واسعة داخل العراق وخارجه، إضافة إلى إمكانية التطور المهني السريع والعمل في بيئات حديثة تعتمد على المهارات وليس التعيين المركزي.

وأشار إلى أن العديد من زملائه من أصحاب المعدلات المرتفعة بدأوا يسلكون الاتجاه نفسه، "لأن التخصصات التقنية تمنحهم استقراراً وظيفياً ودخلاً أفضل سواء في القطاع العام او الخاص، بما لا توفره التخصصات التقليدية في ظل الظروف الحالية". مشيراً الى ان هذه الأقسام بدت تثير فضول الشباب للدخول فيها وتعلم تقنياتها.

غياب التخطيط!

وذكر نقيب الأطباء في محافظة صلاح الدين، ياسر مثنى، أن الواقع الذي يشهده القطاع الصحي اليوم هو نتيجة مباشرة لغياب التخطيط الحقيقي في وزارتي الصحة والتعليم، مشيرا إلى أن التوسع في القبولات الجامعية تمّ دون رؤية واضحة، وأن إنشاء العديد من الكليات الأهلية جرى بلا معايير علمية أو دراسة دقيقة للاحتياج الفعلي.

وقال مثنى لـ"طريق الشعب"، إن القرارات المتعلقة بالقبولات كانت تُتخذ بطريقة ارتجالية بعيدة عن الأرقام والبيانات، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين أعداد خريجي كليات الطب والقدرة الاستيعابية للمؤسسات الصحية. وقال إن "الدولة تحتاج فعلاً إلى أطباء، لكنها لم تُطوّر البُنى التحتية للمستشفيات ولم ترفع طاقة استيعابها، الأمر الذي جعلها عاجزة عن استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الخريجين".

وأضاف النقيب أن استمرار التوسع غير المدروس في القبولات، بالإضافة إلى نمو الكليات الأهلية بلا ربط حقيقي بمستشفيات تعليمية، أدى إلى تعميق المشكلة. وشدد على ضرورة "إعادة تنظيم القبولات بناءً على الحاجة الفعلية، وضبط التوسع العشوائي"، محذرا من أن المشكلة ستتكرر سنوي ما لم يتم إصلاح هذا الخلل الجوهري.

وأشار إلى أن الطلبة أصحاب المعدلات المرتفعة باتوا يتجهون بصورة متزايدة نحو تخصصات الذكاء الاصطناعي، نظرا لكونها "لغة المستقبل" وما توفره من فرص عمل سريعة ودخل أفضل ومسار مهني عالمي لا يعتمد على التعيين الحكومي.

واختتم مثنى أن الطالب اليوم يبحث عن بيئة عمل حديثة واستقرار وفرص نمو مهني، وهي عناصر يجدها بحسب قوله في مجالات الذكاء الاصطناعي أكثر من التخصصات التقليدية.

اهتمامات الجيل تغيرت!

في السياق، يقول د. حيدر ناصر، الأستاذ الجامعي المتخصص في الأقسام التكنولوجية، إن التحول المتزايد للطلبة من أصحاب المعدلات العالية نحو التخصصات التقنية يمثل مؤشراً واضحاً على تغير أولويات الجيل الجديد، ليس بدافع الهروب من التخصصات الطبية، بل نتيجة قراءة واقعية لمتطلبات المستقبل.

ويضيف ناصر في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "العالم يتجه بسرعة نحو الاقتصاد الرقمي، والوظائف الأكثر طلباً لم تعد مرتبطة بالمهن التقليدية، بل بالمهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتحليل البيانات، وتطوير الأنظمة الذكية"، مشيرا إلى أن الطلبة باتوا "أكثر وعياً ودراية بالفرص الحقيقية التي توفرها هذه المجالات، خاصة مع توسع منصات التدريب العالمية ومجالات العمل المفتوحة التي لا ترتبط بحدود جغرافية أو بتعيين حكومي".

ويوضح أن هذه التخصصات تتطلب أن يكون الطالب محباً للجانب التحقيقي ويمتلك فضولاً عالياً وقدرة على التحليل وحماية الشبكات، بينما يتناسب برنامج تكنولوجيا معلومات الأعمال (BIT) مع الطلبة الذين يهتمون بالقطاع الإداري ويرغبون في الدمج بين المهارات التقنية وإدارة الأعمال.

ويعتقد أن التحديات التي تواجه القطاع الطبي، سواء في محدودية التدريب أو ضعف البنى التحتية للمستشفيات، أصبحت عاملاً مؤثراً في قرار الطلبة، مبيناً أن "الكثير من الخريجين في القطاع الطبي ينتظرون لسنوات فرص عمل، بينما يستطيع خريج التخصصات التقنية البدء بمساره المهني مبكراً، وبفرص دخل أعلى واستقرار أكبر".

ويشدد ناصر على أن الجامعات العراقية بحاجة إلى إعادة النظر في برامجها، قائلاً إن "التوسع السريع في الكليات الأهلية الطبية لم يقابله تطوير مماثل في المستشفيات التعليمية، في حين أن التخصصات التقنية تمتلك مرونة أكبر في التعليم والتطبيق، ويمكن ربطها مباشرة بسوق العمل من خلال الشراكات والتدريب العملي".

ويؤكد أن مستقبل التعليم في العراق "لن يكون فعالاً من دون التخطيط الدقيق للحاجة الفعلية في السوق"، داعياً إلى "اعتماد رؤية واضحة تقوم على دعم التخصصات التكنولوجية، وتحديث المناهج، وتعزيز المهارات الرقمية، لأنها ستشكّل العمود الفقري للوظائف خلال السنوات المقبلة".

ويشير الى ان الجامعة التقنية الوسطى أعلنت عن استحداث تخصصات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وهي خطوة عدّها ناصر "مهمة في مجال التعليم".

ويخلص الى القول إن "المعادلة باتت واضحة للجيل الجديد التخصصات التقنية لم تعد مجرد بديل، بل خياراً استراتيجياً لمن يبحث عن مسار مهني مستدام وفرص عالمية".

***************************************

الصفحة الثالثة

ذوو الأمراض المزمنة وكبار السن هم الأكثر تضرراً من غلاء العلاج صيدليات ومستشفيات خاصة ترفع الأسعار  والحكومة عاجزة عن السيطرة

بغداد – تبارك عبد المجيد

تشهد الأسواق العراقية موجة متصاعدة من ارتفاع أسعار الأدوية، في وقت تحاول فيه وزارة الصحة ضبط الوضع من خلال مراجعة أسعار المستوردات، ووضع تسعيرة رسمية تتوافق مع معايير التكلفة والجودة، إضافة إلى إجراء مراقبات دورية للأسواق والصيدليات. ومع ذلك، لا تزال التحديات أمام الوزارة كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالمستشفيات الأهلية، بسبب التداخل بين القطاعين العام والخاص، ونقص الكوادر الرقابية، فضلاً عن التباين الكبير في أسعار المستوردات بين الجهات المختلفة، ما يترك المواطن أمام صعوبة الوصول إلى العلاج بأسعار مناسبة.

صيدليات لا تلتزم بالتسعيرة الرسمية

وفي تعليق على الأزمة، قال الصيدلاني نصير حبيب: ان "الأسواق العراقية تشهد ارتفاعات مستمرة في أسعار الأدوية، ومع أن وزارة الصحة تحاول ضبط المشهد من خلال مراجعة أسعار المستوردات ووضع تسعيرة رسمية وفق معايير التكلفة والجودة، إضافة إلى مراقبة دورية للأسواق والصيدليات، إلا أن ذلك لا يكفي، فالمطلوب ليس فقط إصدار التسعيرة الرسمية بل تفعيل آليات الرقابة بشكل مستمر وفرض عقوبات صارمة على المخالفين سواء من الصيدليات أو المستشفيات الأهلية لضمان وصول العلاج بأسعار مناسبة لكل المواطنين".

وأضاف حبيب لـ"طريق السعب"، ان "الوزارة تواجه صعوبة حقيقية في مراقبة المستشفيات الأهلية بسبب التداخل بين القطاعين العام والخاص ونقص الكوادر الرقابية، فضلاً عن التباين الكبير في أسعار المستوردات بين الجهات المختلفة، وهو ما يضاعف من صعوبة حماية المواطنين، ويجعل الجهود الحكومية أقل فاعلية".

وتابع أن "الأزمة تحمل أبعادا سياسية واقتصادية، إذ يعكس التباين في الأسعار ضعف الرقابة وتأثير اللوبيات التجارية على سوق الدواء، وان استمرار تأخير تحديث القوانين المتعلقة بتنظيم سوق الأدوية يفتح المجال أمام الاستغلال التجاري على حساب المصلحة العامة، ويضع صانعي القرار أمام ضغط شعبي متزايد، لذلك يجب اتخاذ خطوات عملية عاجلة".

وأوضح حبيب انه "رغم أن وزارة الصحة تؤكد التزامها بمراجعة الأسعار ومراقبة الأسواق، فإنها لم توضح آليات مواجهة المخالفات في المستشفيات الخاصة، ما يطرح تساؤلات جدية حول قدرة الحكومة على تطبيق القانون وحماية المواطن من موجة الغلاء، وهذا يزيد من أهمية أن يتحول هذا الملف إلى أولوية سياسية فعلية، لا مجرد موضوع إداري تقني، لما له من تأثير مباشر على حياة المواطنين وحقهم في الحصول على العلاج الضروري".

وأشار إلى أن استمرار التباين في الأسعار وغياب آليات الرقابة الفعالة يترك الباب مفتوحًا أمام استغلال تجاري للقطاع الدوائي، في حين يشعر المواطنون بالضغط المتزايد على ميزانياتهم، ويطالبون بتحرك حكومي سريع لضمان العدالة في الحصول على الدواء بأسعار مناسبة.

كارثة "صحية"

وحذر الناشط الصحي سامر العلي، من أن ارتفاع أسعار الأدوية وتكاليف العلاج في المستشفيات الأهلية تحول إلى كارثة حقيقية تهدد حياة المواطنين العراقيين، خصوصًا ذوي الدخل المحدود والمرضى المزمنين.

وقال العلي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "الوضع وصل إلى حد مأساوي. تصلنا يوميا قصص عن أشخاص عاجزين عن شراء أدويتهم. أحد مرضى السكري في بغداد اضطر لترك علاجه، وامرأة من الكرخ مجبرة على صرف كامل راتبها على أدوية علاج زوجها الذي يعاني من مرض في الدم. وهناك عائلة من الصالحية اضطرت لبيع أغراض البيت لتأمين علاج طفلهم المصاب بالربو المزمن. هذه الشواهد ليست حالات فردية، بل انعكاس لواقع مؤلم يعيش فيه المواطن يوميا".

وأضاف العلي ان "غياب الرقابة على المستشفيات الأهلية والصيدليات يسمح بالاستغلال الصريح للمواطن. اليوم المواطن مضطر لدفع أسعار خيالية مقابل علاجات يجب أن تكون متاحة للجميع، وما يزيد الطين بلة أن المرضى المزمنين وكبار السن هم الأكثر تضررًا، حيث تعتمد حياتهم على أدوية ثابتة وضرورية".

وطالب العلي الحكومة ووزارة الصحة بـ"تخاذ إجراءات عاجلة وفورية، تشمل وضع تسعيرة عادلة للأدوية، مراقبة المستشفيات والصيدليات بشكل مستمر، وفرض عقوبات صارمة على كل من يستغل المرضى".

وأكد أن أي تأخير في معالجة هذه الأزمة "يعني مزيدا من المعاناة والمرض، وقد يصل الأمر إلى الموت البطيء لمواطنين عاجزين عن تحمل تكاليف العلاج".

أسعار الدواء تثقل كاهل المرضى

ويؤكد سعد بداي، عضو نقابة الأطباء في العراق، أن واقع الدواء في البلاد يحمل مفارقة واضحة بين وفرة الأنواع وصعوبة الوصول الفعلي إليها. فبرغم امتلاء السوق العراقية بأدوية من مناشئ متعددة، إلا أن الدواء ـ باعتباره مادة كيمياوية حساسة تُكتب من قبل الطبيب وتُصرف عبر الصيدلاني ـ لا يُعامل كما يُعامل الغذاء أو السلع الاستهلاكية التي يحصل عليها المواطن متى يشاء.

ويشير بداي في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن القاعدة العلمية تقضي بأن تكون عملية الحصول على الدواء منظمة ومقيدة، لكن المشهد العراقي يكسر هذه القاعدة؛ إذ تُعدّ البلاد من أكثر دول العالم تساهلاً في صرف الأدوية من دون وصفة، حتى إن المواطن يستطيع شراء معظم العلاجات مباشرة من الصيدليات.

غير أن الإشكال الحقيقي، بحسب بداي، لا يكمُن في الوفرة، بل في الكلفة. فكثير من الأدوية، ولا سيما تلك الخاصة بالأمراض المزمنة، أصبحت مرتفعة الثمن بشكل يثقل كاهل المرضى، رغم وجود بدائل أقل ثمناً قد تؤدي الغرض ذاته أو تقدّم أثراً علاجياً مقارباً.

********************************************

افكار من أوراق اليسار.. الإضراب الذي به اهتديت

إبراهيم إسماعيل

في خريف عام 1968، تركت مدينتي الصغيرة وجئتُ إلى بغداد للدراسة. كان البعثيون قد تسلّلوا خلسةً إلى السلطة قبل أسابيع، محاولين حجب تاريخهم المخزي بشعاراتٍ برّاقة. وكانت الثانوية المركزية تعجّ بنشطاءَ عديدين. خصالٌ بطعم الوفاء وببهاءُ التناغم العراقي دفعتني للاقتراب من الطلبة الشيوعيين. أحدهم طلب مني ذات يوم دعمًا لنقابةٍ أضرب عمالها، فأغرقهم البعثيون بالدم. كانت تلك نقابة عمال الزيوت النباتية، التي تمرّ هذه الأيام الذكرى 57 لإضرابها الباسل.

ارتبكتُ قليلًا؛ فلم أكن قد تعلّمت بعد كيف يمكن لشابٍّ صغيرٍ أن يقتطع من قوته اليومي ليساند أحدًا لا يعرفه. صاحبي الذي عرّفني بدور النقابات في الارتقاء بالوطن، لم يبدّد حيرتي فحسب، بل وأبلغني أيضًا بأن لنا نحن الطلبة نقابةً. ولم يمضِ وقتٌ طويل حتى نلتُ شرف عضوية اتحاد الطلبة، الذي سيبقى نبضُ الانتماء إليه ساريًا في دمي ما حييت.

في الدراسات، نقرأ بأن اكتشاف ماركس لأهمية النقابات كمراكز لتنظيم الشغيلة وتربيتها طبقيًا، هو أحد أوجه عبقريته، حين رأى أن مجتمعًا يضع وسائل الإنتاج بمواجهة القوى الحيّة المنتجة لا يمكن أن يشهد اتفاقًا عادلًا بين العمل ورأس المال، بل صراعًا يواجه فيه الرأسمال، كقوة اجتماعية مركَّزة، العمالَ الذين تضعف قوتهم جراء التنافس فيما بينهم، فتأتي النقاباتُ لتقلص ذلك التنافس أو لتلغيه. ولم يكتفِ ماركس بذلك، بل أكّد أن نضال النقابات ينبغي أن لا ينحصر في الصراع الاقتصادي، بل أن يمتدّ إلى مهاجمة النظام الطبقي برمّته؛ فمهمتها في تحقيق أعلى أجرٍ ممكن، وبيئةٍ وظروفِ عملٍ لائقة، تتناقض بالضرورة مع هدف الرأسمالي في تحقيق أقصى ربحٍ ممكن، وسيؤدي هذا التناقض إلى صراعٍ يمهّد لإلغاء نظام العمل المأجور نفسه.

وفي بلادنا، التي عرفت العمل النقابي منذ نشأتها كدولةٍ حديثة، نجح الطغاة، بالقمع والمكر، في سرقة النقابات وإفراغها من دورها، حتى تآكلت الحقوق، وتقلّصت الثقة، وتناقصت العضوية، ووَهَنت السواعد، وتبدّد النفوذ، وتراجع الوعي بمخاطر اليمين، وحتى أصبح التصدي لهذا الواقع المرير من أبرز مهام اليسار، الذي بات على مناضليه تبوء مواقعهم في ميادين العمل، والتتلمذ على يد الشغيلة، والاستماع لمشاكلها، ونيل ثقتها، والتعاون معها للوصول إلى غد الخلاص. كما صار لزاماً عليهم أن يكونوا مصدرًا أمينًا للتنوير والمعرفة، ويتصدوا للتجهيل ولأفكار الفردانية والقدرية والتعصب الطائفي والقومي التي يبثها اليمين، وان يوفّروا القناعة بدور النضال النقابي، وأن يعملوا على إشاعة الحياة الديمقراطية بصفوف النقابات، وتخليصها من البيروقراطية التي تقلص قدرتها على استقطاب الكفاءات.

وإذ ما زال التمسك بالمطالب الكلاسيكية، كتحديد ساعات العمل ورفع الأجور، من صلب مهام النقابات، فإنها لم تعد سقف الطموح، إذ ينبغي تشخيص الاحتياجات التي يفرضها سير التطور الحضاري؛ فما كان مكسبًا كبيرًا فيما مضى لم يعد كذلك اليوم. كما تأتي في مقدمة الأولويات، مهمة توعية النقابيين، عمالاً ومهنيين، بترابط الحقوق مع ما يجري خارج مواقع العمل من نشاطٍ سياسيٍّ. ومن المفيد الإشارة أيضاً إلى حاجة اليسار لجذب الشبيبة "الراديكالية" إلى ساحات النضال النقابي، وتخليصها من العوالم الافتراضية التي خلقت فيها بيئةً سامية لأحلامها بالحرية والعدالة.

إن ذكرى الإضرابات العمالية وشهدائها الأماجد، لا تدعونا لدراسة واقع حركتنا النقابية واتحاداتنا المهنية فحسب، بل وإلى إطلاق حملةٍ واسعةٍ من أجل أن تستعيد مواقعها، وتتحوّل لمؤسساتٍ جماهيريةٍ متاحةٍ للجميع، قادرةٍ على الدفاع عن رفاهية وحقوق أعضائها، وعلى أن تلعب دورها في خلاص عراقنا من الأوليغارشية الحاكمة.

****************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق بعد الانتخابات: لمن الغلبة؟

للصحيفة البريطانية التلغراف، كتب آرثر سكوت غيديس وأليكس مارتن إستلي مقالًا عما يمكن أن تشهده البلاد من تغييرات وصراعات سياسية غداة الانتهاء من الانتخابات التشريعية، مشيرَين إلى رغبة رئيس الحكومة الحالية في الفوز بولاية ثانية، مستفيدًا من قدرته على الموازنة بين النفوذين الأمريكي والإيراني، ومتطلعًا إلى مواصلة سياسته في السير على حبل مشدود بين طهران وواشنطن.

مسار مهني وسياسي

وذكر المقال أن رئيس الحكومة يطمح إلى الاستفادة من محطات مسيرته الإدارية والسياسية التي شهدت مضامين مختلفة وحظيت بتقييمات متباينة من الجمهور والقوى المتنفذة. ومن أبرز تلك المحطات مهارته في الموازنة بين تأثير الولايات المتحدة وإيران، بالتزامن مع تحسين الخدمات العامة والحفاظ على حياد بلده تجاه الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر 2023، لاسيما أنه يرى بأن لديه القدرة على إخراج العراق من عقود من الاضطرابات وتحويله إلى قصة نجاح، بعدما فشلت في ذلك الولايات المتحدة وحلفاؤها رغم الدماء والأموال التي أنفقوها خلال أكثر من عقدين من الزمان.

نجاحات ولكن!

وعبّر الكاتبان عن اعتقادهما بأن ما يساعد الرجل في تبنّي هذه الطموحات هو تراجع تأثير العوامل التي كانت تزعزع استقرار العراق خلال العقد الماضي، كالحرب الأهلية السورية، والصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، ونفوذ تنظيم داعش الإرهابي، ونشاط الفصائل المسلحة الحليفة لطهران، ووجود قوات التحالف الدولي بمشاركة 86 دولة بقيادة الولايات المتحدة على الأرض العراقية، وبصورة يمكن اعتبارها شكلًا من أشكال الاحتلال.

وأشار المقال إلى اعتقاد الحكومة بأنها نجحت في معالجة امتداد الصراع المسلح بين تركيا وحزب العمال الكردستاني إلى الأراضي العراقية من خلال إبرام اتفاق سلام بين الجانبين، رغم بقاء الوجود العسكري التركي الذي يمسّ بسيادة البلد. كما حرص رئيس الحكومة على إبراز مساعيه في جذب الاستثمارات الأمريكية إلى بغداد، خصوصًا في مجالي الاقتصاد والاستثمار وفسح المجال أمام نشاط العديد من الشركات الأمريكية.

وفي ما يتعلق بنفوذ الفصائل المسلحة التي أصبحت تهيمن على المشهد السياسي، يعتقد رئيس الحكومة أنه لا مبرر لبقاء السلاح خارج سيطرة الدولة، بحيث يجب على من يحمل السلاح أن يختار بين الانضمام إلى الجيش أو دخول المعترك السياسي، دون أن يشرح كيف سيفعل ذلك، وما إذا كانت لديه خطة، أو إذا ما كانت بعض أوراقه ما تزال مخفية بانتظار توافق سياسي واسع.

خيبة أمل العراقيين

وذكرت الصحيفة أن من أبرز ما يواجهه رئيس الحكومة هو اللامبالاة الشعبية الواسعة التي ترافق الانتخابات، ومقاطعة تيارات واسعة لها وفي مقدمتها التيار الصدري، مما يعكس خيبة أمل المواطنين العميقة تجاه العملية الديمقراطية وما تشهده من ممارسات كشراء الأصوات والإغراء بالوظائف والرواتب؛ وهو ما يراه المراقبون خطرًا يتطلب الإسراع بإجراء إصلاحات هيكلية حقيقية للنظام الانتخابي، إذ ستظل الانتخابات بدون ذلك وسيلة لتقاسم السلطة بين النخب السياسية أكثر منها أداة للمساءلة الشعبية.

صراع حاد

ولصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كتبت إيريكا سولومون مقالًا حول الموضوع نفسه، أشارت فيه إلى أن من أهم ما ستواجهه الحكومة الجديدة هو الإصرار الأمريكي على تصفية النفوذ الإيراني في البلاد وتمكين الدولة من القرارين السياسي والأمني؛ وهو ما كان جوهر رسالة وزير الخارجية إلى الحكومة الحالية، وكذلك ما ورد من توضيح صريح في ما كتبه وقاله مارك سافايا، مبعوث ترامب إلى العراق.

وتوقعت الكاتبة أن يطالب سافايا بتعيين رئيس وزراء مقرّب من واشنطن وتشكيل حكومة خالية من الأحزاب المرتبطة بالفصائل المسلحة، وهو ما انتقدته طهران بشدة ووصفته بالتدخل غير المقبول في الانتخابات  على رغم رفض الخارجية العراقية لهذا الانتقاد، معتبرة إياه أمرًا مستفزًا، ومطالبة طهران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلادها.

وادّعت الصحيفة بأن حصر السلاح بيد الدولة مهمة تلقى تأييدًا واسعًا بين العراقيين، بمن فيهم المعارضون للولايات المتحدة، رغم إدراك الكثيرين أنها مهمة بالغة الصعوبة وتشكيكهم بقدرة رئيس الحكومة الحالية على ذلك كما وعد مرارًا، معربين عن اعتقادهم بأن ما حققته الحكومة حتى الآن في هذا المجال ناتج عن تعزيز القدرات المالية لهذه الأطراف عبر الاستفادة من الطفرة الاقتصادية المدعومة بعائدات النفط وما تدره من أرباح على الجميع، فيما يبقى العراق أحد أعمدة الأمن القومي لإيران، التي ستسعى للمحافظة على نفوذها فيه.

وأشارت الكاتبة إلى أن المشهد السياسي المتكرر يسبب إحباطًا شديدًا لدى العراقيين، حيث يقول الكثيرون إنه لا جدوى من التصويت، لأن الانتخابات حتى لو افرزت أسماءً جديدة، فإنها ستكون ممثلة للقوى القديمة نفسها، وبالتالي فهي مجرد عرض تمثيلي لا غير.

************************************************

الصفحة الرابعة

في مواجهة شحّ المياه وارتفاع درجات الحرارة الزراعة الذكية للمحاصيل الاستراتيجية في العراق

كاظم عبد حسين*

في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها القطاع الزراعي في العراق، من شح المياه وارتفاع درجات الحرارة، تبرز الزراعة الذكية (Climate-Smart Agriculture) كأحد الحلول الناجعة  لضمان استدامة المحاصيل الاستراتيجية مثل الحنطة، الشعير، الذرة الصفراء، البطاطا، والطماطم.

تسعى الزراعة الذكية لتحقيق ثلاثة أهداف مترابطة: زيادة الإنتاجية والدخل بشكل مستدام، التكيف مع التغيرات المناخية وبناء المرونة، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ولتحقيق هذه الأهداف، تعتمد الزراعة الذكية على دمج التكنولوجيا الحديثة والممارسات الزراعية المستدامة لترشيد استخدام الموارد وزيادة كفاءة الإنتاج.

إدارة المياه والري الذكي

تعد تقنيات إدارة المياه من أهم أدوات الزراعة الذكية، خاصة في ظل شح المياه:

• الري بالتنقيط والري المحوري المتحرك: يقللان بشكل كبير من هدر المياه مقارنة بالري بالغمر، ويمكن تطبيقهما على البطاطا والطماطم والذرة الصفراء والحنطة والشعير في المناطق الجافة.

• أجهزة الاستشعار الذكية (Sensors): تُزرع في التربة لقياس مستويات الرطوبة بدقة، وترتبط بأنظمة الري لتوفير المياه حسب الاحتياج الفعلي للنبات.

• الزراعة المائية (Hydroponics): مناسبة للطماطم والبطاطا في بعض الأنظمة، وتتيح التحكم الكامل في درجة الحرارة والمغذيات مع توفير يصل إلى  90في المائة من استهلاك المياه مقارنة بالزراعة التقليدية.

التكيف مع ارتفاع الحرارة

لمواجهة الإجهاد الحراري الذي يؤثر على نمو المحاصيل وحبوبها:

• استنباط وزراعة الأصناف المقاومة: اختيار سلالات تتحمل الجفاف ودرجات الحرارة العالية، مثل الأصناف قصيرة العمر أو قليلة الاحتياج المائي.

• الزراعة المحمية (البيوت البلاستيكية والدفيئات الذكية): توفر بيئة نمو متحكم بها للطماطم والبطاطا، مع أنظمة تبريد وتظليل للتحكم بدرجات الحرارة الداخلية.

• تغيير مواعيد الزراعة: تعديل مواعيد الزراعة والحصاد لتجنب فترات الذروة الحرارية خلال مراحل النمو الحساسة، مثل مرحلة التزهير وامتلاء الحبوب.

الزراعة الدقيقة (Precision Agriculture)

تعتمد على التكنولوجيا لتطبيق الموارد بدقة عالية:

• الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية (Drones and Satellites): تستخدم للمسح الجوي للمحاصيل وتحديد مناطق الإجهاد المائي أو الإصابة بالآفات أو نقص المغذيات.

• الخرائط والتحليل الجغرافي (GIS): بناء خرائط دقيقة لحالة التربة والمحصول، مما يمكّن المزارع من توجيه الأسمدة والمياه والمبيدات إلى المناطق التي تحتاجها فعلاً.

ممارسات مستدامة إضافية

لتعزيز مرونة النظام الزراعي وتقليل الأثر البيئي:

• الحراثة الصفرية/المحافظة: عدم تقليب التربة يقلل تبخر المياه ويحسن من قدرة التربة على الاحتفاظ بالرطوبة ويحد من تدهورها.

• التغطية العضوية (Mulching): تغطية سطح التربة بمخلفات المحاصيل أو مواد بلاستيكية لتقليل تبخر المياه وتخفيف حرارة التربة.

تطبيق هذه الاستراتيجيات في الزراعة الذكية لا يقتصر على زيادة المردود الاقتصادي للمزارعين، بل يساهم أيضًا في خفض البصمة البيئية للقطاع الزراعي، وضمان استدامة إنتاج المحاصيل الحيوية التي تمثل أساس الأمن الغذائي في البلاد.

ـــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

************************************************

مذكرة التفاهم العراقية-التركية جدل حول الحقوق المائية وأثرها على الزراعة والأمن الغذائي

عبد الكريم عبد الله بلال*

أثارت مذكرة التفاهم العراقية-التركية (اتفاقية الإطار)، التي تم الحديث عنها مؤخرًا، تساؤلات كبيرة بشأن آثارها على المياه والزراعة في العراق. جاء ذلك خلال لقاء على فضائية BBC يوم 15 نوفمبر 2025، حيث ناقش محلل متخصص في الشأن المائي موضوع حصاد المياه ومصائدها على الحدود العراقية-التركية.

ورغم إعلان وزير الموارد المائية قبل أيام عن إنشاء أربعة سدود لمصائد المياه على بعض وديان البوادي العراقية، مثل الخرز، الأبيض، وحوران، أشار المحلل إلى وجود سدود أخرى ستقام على جانبي الحدود التركية، على نفقة الحكومة العراقية، وهو ما يطرح تساؤلات حول سبب تحمل العراق تكاليف سدود تقع خارج أراضيه، وإمكانية التزام الجانب التركي بتحويل المياه نحو الأراضي العراقية، خصوصًا في ظل عدم التزام تركيا بالاتفاقيات السابقة.

اتفاقية غير مصادق عليها وتحديد التزامات أحادية

المذكرة لم تُعرض بعد على البرلمان العراقي للمصادقة ولم تُعلن تفاصيلها، ما يثير مخاوف بشأن حماية الحقوق المائية للعراق. كما أن الاتفاقية لم تحدد كميات المياه المخصصة للعراق، في حين تتضمن الالتزامات الرئيسية على الجانب العراقي فقط. وتشمل الاستثمارات التركية في المجال الزراعي بنودًا يتم تمويلها عبر النفط العراقي المار عبر الحدود التركية، دون تحديد التبادل التجاري أو الاقتصادي الذي يمكن أن يُستخدم كورقة ضغط لتحقيق مصالح العراق.

تجاهل الحقوق التاريخية والأبعاد الدولية

لم تأخذ الاتفاقية بعين الاعتبار اتفاقيات سابقة منذ الأربعينيات وحتى اليوم، ولم يتم الإشارة إلى أن نهري دجلة والفرات هما أنهار عابرة للحدود، ما يمثل تجاوزًا على الحقوق المائية العراقية. كما أن الاتفاقية تُلغي دور المؤسسات المائية والزراعية العراقية، التي تمتلك خبرة كبيرة وكوادر متخصصة، سواء داخل الخدمة أو خارجها.

المخاطر المحتملة على الأمن الغذائي

يشير محللون إلى أن تنفيذ الاتفاقية بهذا الشكل قد يؤدي إلى تهديد الأمن الغذائي للعراق، بما يشمل:

• نزوح الفلاحين وترك أراضيهم الزراعية.

• التصحر وتملح التربة في المناطق غير المزروعة.

• خسائر اقتصادية كبيرة على المستوى الوطني.

دعوة لإعادة التفاوض واللجوء إلى المؤسسات الدولية

يؤكد الخبراء ضرورة إعادة النظر في الاتفاقية، مع استمرار التفاوض والضغط على الجانب التركي عبر الوسائل السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، بالإضافة إلى اللجوء إلى المؤسسات الدولية المختصة لحماية الحقوق التاريخية للعراق وضمان استدامة الموارد المائية والزراعية.

ويخلص المقال إلى أن الاتفاقية الحالية تواجه انتقادات حادة، وقد تكون “ولدت ميتة” إذا لم تُراجع بشكل يضمن مصالح العراق ويعيد دور مؤسساته الوطنية في إدارة المياه والزراعة، حمايةً للأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي.

ــــــــــــ

* مهندس زراعي استشاري

*********************************************************

الزراعة تكشف تفاصيل الخطة الشتوية العراق يخزن ربع مليار متر مكعب من مياه الأمطار ويعزز الزراعة والغطاء النباتي

متابعة - طريق الشعب

أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الاثنين، عن تخزين نحو 250 مليون متر مكعب من مياه الأمطار التي شهدها العراق خلال الموجة المطرية الأخيرة، مستثمرة الكميات المتبقية في تعزيز الخزين الجوفي ودعم الغطاء النباتي ومناطق الرعي.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة لتعزيز الأمن المائي والزراعي، وضمان استمرار نجاح الخطة الزراعية الشتوية في ظل تحديات شح المياه وانخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات.

ربع مليار متر مكعب

واكدت وزارة الموارد المائية، أمس، عن نجاحها في تخزين ربع مليار متر مكعب من مياه الأمطار التي هطلت خلال الموجة المطرية الأخيرة، فيما استثمرت الكميات المتبقية في تعزيز الخزين الجوفي ودعم الغطاء النباتي وتحسين بيئات الرعي في مختلف المناطق.

وقال مدير عام الهيئة العامة لمشاريع الري والاستصلاح والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، خالد شمال، إن كمية الأمطار التي شهدها العراق يوم السبت الماضي بلغت 250 مليون متر مكعب، مشيرًا إلى أن أغلب المحافظات سجلت معدلات تفوق المستوى الطبيعي، باستثناء بعض مناطق الوسط والشمال.

وأوضح شمال أن الوزارة استثمرت الأمطار التي هطلت شمال سدي سامراء وحديثة في زيادة مخزون السدود، بينما جرى استخدام الأمطار التي تساقطت جنوب السدود في تعزيز الغطاء النباتي وتقوية التربة وزيادة شحن المياه الجوفية، الأمر الذي أسهم في تقليل الاعتماد على ضخ المياه من بحيرة الثرثار.

تأثير مباشر على الزراعة

من جانبه، أكد مستشار وزارة الزراعة، مهدي ضمد القيسي، أن موجة الأمطار الأخيرة سيكون لها تأثير مباشر على الزراعة الديمية، خاصة محصول الحنطة الذي يعتمد بشكل كامل على الأمطار في مناطق الزراعة البعلية. وأشار إلى أن الأمطار أسهمت في إنبات العشب في مناطق الرعي الطبيعية، ما يوفر مراعٍ خضراء للأغنام والماعز والإبل، وينعكس إيجابًا على إنتاج اللحوم والمنتجات الحيوانية، داعمًا الأمن الغذائي للمربين ومحسّنًا للقطاع الزراعي.

وبيّن القيسي أن الأمطار ستعمل أيضًا على تعزيز الخزين الجوفي للبلاد الذي تراجع خلال خمسة مواسم جفاف متتالية، وهو ما يدعم نجاح الخطة الزراعية الشتوية الحالية ويقلل الاعتماد على منظومات الري والمرشات، بعدما تكفلت الأمطار بري النباتات ودعم نموها.

تفاصيل الخطة الشتوية

وفي سياق متصل، كشف وكيل وزارة الزراعة، مهدي الجبوري، عن تفاصيل الخطة الزراعية الشتوية التي وضعتها الوزارة في ظل استمرار شح المياه وانخفاض الإطلاقات المائية في نهري دجلة والفرات. وقال إن الخطة أُعدت على مرحلتين اعتماداً على المياه الجوفية وتقنيات الري الحديث، حيث تضمنت المرحلة الأولى زراعة 3 ملايين و500 ألف دونم تُروى بالمياه الجوفية، فيما خُصص للمرحلة الثانية مليون دونم تعتمد على منظومات الري المتطورة، ليصل مجموع المساحات المزروعة إلى 4 ملايين و500 ألف دونم تشمل المحاصيل الإستراتيجية وفي مقدمتها الحنطة إضافة إلى محاصيل الخضر.

وأشار الجبوري إلى أن الأمطار الأخيرة، رغم تفاوتها بين الغزيرة في الشمال والغرب والمتوسطة والمنخفضة في الوسط والجنوب، "لم تصل بعد إلى مستوى تلبية الري الأول للحنطة"، مبيناً أنها أسهمت فقط بزيادة بسيطة في الخزين المائي. كما أوضح أن انخفاض مناسيب نهري دجلة والفرات ما يزال يشكل تحديًا بانتظار لزيادة الإطلاقات من الجانب التركي.

وأكد الجبوري بدء الوزارة بتوزيع بذور الحنطة المدعومة بنسبة 60 في المائة، داعيًا المزارعين إلى الإسراع في استلام منظومات الري الحديث لزيادة الإنتاج وتقليل الهدر في المياه خلال الموسم الشتوي.

خطط غير واضحة

من جهته، اكد مرصد العراق الاخضر ان الامطار التي هطلت يجب ان تستغل بشكل صحيح، مبيناً ان خطط وزارة الموارد باستثمار الامطار غير واضحة لغاية الان.

وقال المرصد ان الامطار التي هطلت يجب ان توجه لمعالجة اللسان الملحي في محافظة البصرة وملئ السدود والخزانات والنواظم التي وصلت فيها المياه الى اقل من 4 بالمئة وانعاش الاهوار التي عانت الامرين خلال فصل الصيف الماضي وماقبله.

وبين بأن كميات الامطار التي هطلت مطلع الاسبوع الحالي زادت قليلا من مناسيب نهر دجلة التي انخفضت بشكل ملحوظ ومرعب في الآونة الاخيرة.

ونبه بأن وزارة الموارد المائية لم تفصح لغاية الان عن استثمارها لهذه الكمية من الامطار وماهي الخطط التي وضعت لذلك وهل زادت نسبة تخزين المياه في السدود والنواظم او انها لازالت كما هي.

واوضح ان الموجة الثانية من الامطار ستتأخر بنحو اسبوعين او ثلاثة وستكون اقل من التي هطلت الا في المحافظات الشمالية وواسط التي قد تشهد سيول وفيضانات كالتي حصلت خلال الموجة الاولى.

******************************************

التسميد العضوي لمحاصيل الخضر

د. علي السالم

يعدّ التسميد العضوي أحد الركائز الأساسية للزراعة المستدامة، نظرًا لدوره في رفع خصوبة التربة، وتحسين بنيتها، وتعزيز نشاطها الميكروبي، وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالماء والعناصر الغذائية، مما يوفّر بيئة نمو أكثر استقرارًا للمحاصيل الخضرية، ويحسّن جودة الثمار وقيمتها الغذائية ودرجة أمانها لصحة الإنسان.

وتوصي الدراسات المختلفة باستخدام مادة الفحم الحيوي Biochar  (والتي تُسمّى أحيانًا بالفحم النباتي أو الكربون الزراعي) كسماد عضوي في حقول الخضروات، لأنها غنية بالكربون وبطيئة التحلّل، وذات مسامية عالية تجعلها تعمل كإسفنجة تحتجز الماء والعناصر الغذائية.

والفحم الحيوي، هو مادة كربونية سوداء تُنتَج عبر تسخين المخلفات العضوية (مثل بقايا النباتات، والخشب، والقش، وروث الحيوانات) في ظروف لاهوائية. ويساعد هذا الفحم على زيادة احتفاظ التربة بالنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، ويحسّن قدرتها على الاحتفاظ بالماء في المناطق الجافة، ويخفّض حموضتها. ويمكن إنتاجه بسهولة في المزرعة من خلال تسخين مخلفات الأخشاب والقش وقشور الفاكهة وروث الأبقار، في غياب الهواء، وتحت درجة حرارة تتراوح بين 300 و700 درجة مئوية، ثم يُوقَف التسخين عندما تكفّ المواد عن إطلاق الدخان. بعد ذلك يتم خلَط الفحم الناتج مع السماد العضوي المُصنَّع أو السماد الحيواني، ويُترَك لمدة شهر، ثم يُسمَّد به المحصول.

وقد كشفت الأبحاث العلمية المنشورة هذا العام عن النتائج التالية:

• يزيد استخدام الفحم الحيوي إنتاج الخضروات الورقية ومحتواها من مضادات الأكسدة بما لا يقل عن 35 في المائة.

• ويزيد أيضًا إنتاجية الطماطم وجودتها ومدة صلاحيتها بعد القطف.

• ويؤدي خلط الفحم الحيوي مع السماد العضوي بنسبة 2: 3  إلى تحسّن كبير في الإنتاجية وفي جودة ثمار الخضروات، وخاصة الخس والسبانخ والبنجر، مقارنة مع استخدام كل مادة على حدة.

• ويحسّن استخدام الفحم الحيوي الإطلاق البطيء للمغذيات (النيتروجين والفوسفور)، مما يناسب الزراعة العضوية التي تعتمد على المدخلات الطبيعية، ويقلّل فقد العناصر الغذائية وغسيلها.

• ويغّير الفحم الحيوي بنية المجتمع الميكروبي للتربة ويزيد غناها الجيني والبيولوجي.

• واخيراً يحسّن استخدام الفحم الحيوي قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء بنسبة لا تقل عن 16 في المائة.

*********************************************

الصفحة الخامسة

ماذا لو انحسرت المياه الجوفية؟! توجّه مُقلق نحو الآبار أمام الجفاف

متابعة – طريق الشعب

مع تفاقم أزمة المياه وعدم اتخاذ الجهات الحكومية خطوات جادة للحد من تداعياتها، يجد آلاف الفلاحين أنفسهم مضطرين للالتفات إلى باطن الأرض بحثًا عن الماء، عذبا كان أم مالحا، لينقذوا ما تبقى من مزروعاتهم ودوابهم العطشى. إذ أصبح التوجه إلى حفر الآبار الارتوازية خيارا اضطراريا في الكثير من المناطق الريفية، بعد أن تراجعت حصص الإرواء أو ألغيت تماما على إثر جفاف الأنهر والسواقي. لكن هذا المسار يثير قلق خبراء في مجالات الزراعة والموارد المائية والبيئة. حيث يحذرون باستمرار من استنزاف خطير للمياه الجوفية، قد لا يمكن تعويضه.

وتُعد ميسان من أكثر المحافظات توجّها نحو المياه الجوفية، بعد تراجع الإطلاقات المائية في نهر دجلة عن معدلاتها الطبيعية، وبالتالي جفاف نحو 60 في المائة من الأنهر المتفرعة عنه، والتي تُغذي القرى والأرياف.

وأُجبر آلاف المزارعين في ميسان على حفر آبار ارتوازية يتراوح عمقها بين 80 و150 مترا لتأمين احتياجاتهم المنزلية والزراعية من المياه، رغم ملوحتها التي تتجاوز 4 آلاف جزء في المليون، ما يجعلها غير صالحة للشرب - حسب خبراء في قطاع الزراعة.

ومع انعدام البدائل السطحية وغياب الحلول العاجلة، باتت الآبار تمثل طوق النجاة الوحيد، في وقت يحذر فيه الخبراء من أن الاعتماد المفرط عليها يهدد بانخفاض حاد في منسوب المياه الجوفية، وينذر بأزمة بيئية وزراعية متفاقمة.

وكانت الهيئة العامة للمياه الجوفية قد باشرت تنفيذ حملة عاجلة لحفر مجموعة من الآبار لتوفير المياه في المحافظة، استجابةً لنداء الاستغاثة الذي أطلقته قرى عديدة في قضاء الكميت.

جفاف غير مسبوق

رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ميسان، كريم حطّاب جيجان، يقول أن "الفلاحين اضطروا خلال الشهور الماضية إلى حفر عشرات الآبار الارتوازية في مختلف مناطق المحافظة، بعد أن جفّت السواقي وتراجعت الإطلاقات المائية في نهر دجلة إلى مستويات غير مسبوقة".

ويوضح في حديث صحفي أن "هذه الآبار جاءت حلاً اضطرارياً لتأمين جزء من احتياجات السكان والمزارعين، لكنها غير كافية ولا تحقق سوى الحد الأدنى من المتطلبات الزراعية"، مضيفا أن "المياه المستخرجة من أغلب الآبار مالحة وغير صالحة للاستخدام البشري، ما يفاقم معاناة الأهالي الذين يعانون أصلاً شحّا حادا في الموارد السطحية".

ويشير جيجان إلى ان "هناك قرى وأريافا عديدة جفت بالكامل وتوقفت فيها الزراعة تماماً"، داعيا هيئة المياه الجوفية، وهي تابعة لوزارة الموارد المائية، إلى التدخل العاجل لتوسعة الآبار وزيادة أعماقها، وإنشاء محطات لتحلية المياه في المناطق المتضررة.

ويرى أن "إنقاذ ميسان من الجفاف يتطلب حلولاً جذرية لا إجراءات مؤقتة".

نموذج صارخ للأزمة

من جانبه، يقول عضو لجنة الزراعة والمياه البرلمانية رفيق الصالحي، أن "ميسان تمثل اليوم نموذجاً صارخاً لحجم الأزمة المائية التي تعيشها البلاد، بعد أن تراجعت مناسيب نهر دجلة إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، ما أجبر المزارعين على حفر الآبار الارتوازية لتأمين مياه الري والشرب".

ويوضح في حديث صحفي أن "الاعتماد المفرط على المياه الجوفية بات يشكّل تهديداً خطيراً. إذ تشير البيانات إلى انخفاض منسوبها في أكثر من 40 منطقة في البلاد، بعضها فقد آباره بالكامل. فيما اضطر آخرون إلى حفرها لأعماق إضافية تراوحت بين 30 و50 في المائة بسبب الجفاف والتغيرات المناخية".

ويضيف الصالحي قوله أن "الوضع في ميسان يستدعي تدخلاً عاجلاً، لأن المياه الجوفية التي تُعد شريان الحياة لسكان القرى والأرياف تتعرض لاستنزاف متسارع، في ظل توقف الينابيع الطبيعية وجفاف الجداول الفرعية".

مياه تُفسد المحاصيل

في السياق، يقول المزارع راجي عليوي، أن "الأزمة تجاوزت إمكاناتنا وجعلتنا عاجزين عن مواجهتها"، مبينا في حديث لـ"طريق الشعب"، انه "حفرنا أكثر من بئر بحثًا عن ماء صالح للري، لكن المياه تصلنا منها إمّا مالحة أو محمّلة بمواد ضارة تُفسد المحاصيل بدل أن تنقذها".

ويضيف قوله أن "مياه الشرب والاستخدامات المنزلية هي الأخرى أصبحت نادرة. إذ نضطر إلى شرائها من السيارات الحوضية التي تزور منطقتنا بين فترة وأخرى. وأحيانا تتأخر في المجيء فنُجبر على جلب المياه بأنفسنا من مناطق بعيدة، ما يُضاعف من متاعبنا ويُثقل كواهلنا بنفقات إضافية".

ويرى عليوي أن "الجهات الحكومية لم تتعامل مع معاناتنا بجدية، ولم تقدّم لنا حلولا ملموسة رغم تفاقم الوضع".

ويتابع بأسف قائلا: "لم يعد أمامي خيار سوى ترك أرضي، كما فعل أشقائي الذين اضطروا لترك أراضيهم والهجرة إلى المدن بحثًا عن مهن بسيطة وبائسة يعيلون بها عائلاتهم".

ظاهرة مقلقة

إلى ذلك، يقول الخبير المائي عادل المختار، أن "لجوء السكان والمزارعين في ميسان ومناطق أخرى من العراق إلى حفر الآبار الارتوازية، أصبح ظاهرة مقلقة تعكس عمق أزمة إدارة الموارد المائية في البلاد"، مبينا في حديث صحفي أن "الاعتماد المفرط على المياه الجوفية من دون رقابة أو تنظيم علمي سيقود إلى نتائج كارثية في المدى القريب".

ويلفت إلى أن "العراق يعيش حالياً مرحلة استنزاف مائي مزدوج، بسبب تراجع إطلاقات المياه السطحية من دول المنبع، في حين يجري سحب المياه من الطبقات الجوفية بوتيرة تفوق قدرتها على التعويض الطبيعي بأربع إلى خمس مرات".

ويبيّن المختار أن "الكثير من الآبار التي حُفرت في الجنوب تُستخرج منها مياه مالحة أو تحتوي على نسب كبريتية مرتفعة. وتبلغ نسبة الملوحة فيها أكثر من 4 جزء في المليون، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام البشري وقد تؤثر سلباً على التربة الزراعية مع مرور الوقت".

ويؤكد أن "الحل لا يكمن في التوسع بالحفر، إنما من خلال وضع خطط وطنية شاملة لإعادة تغذية المخزون الجوفي، وإنشاء مشاريع للحصاد المائي ومعالجة المياه من أجل تأمين بدائل مستدامة"، محذّراً من أن "استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تصحّر مناطق زراعية واسعة في عموم البلاد".

****************************************

اگول.. أوصياءٌ أخلاقيون على سومرَ .. من خوّلَهم؟!

علي يحيى السبّار

 

ما أن حاولت الناصريةُ أن تتنفّس فعلاً فنياً بسيطاً، حتى خرجت مجموعةٌ رافعةً رايةَ التحريمِ، وكأنها حامٍ لقيمِ المجتمعِ مُنصّبٌ من السماءِ. الغريبُ أن هؤلاء أنفسَهم لا يُسمع لهم صوتٌ حين يتعلّق الأمرُ بالفسادِ الإداريِ والماليِ المستشري في المحافظةِ، أو بانهيارِ الخدماتِ فيها، أو بتدهورِ بناها التحتيةِ، أو بآفةِ الفقرِ والبطالةِ التي ابتلعَت أكثرَ شبابِها، لكنّ حفلاً غنائياً بسيطاً، كان كافياً لإيقاظِ تلك الغيرةِ الأخلاقيةِ المفاجئةِ!

الأغربُ من ذلك كان موقفُ الحكومةِ المحليةِ نفسِها. فبيانُ المكتبِ الإعلامي للمحافظةِ، بدا وكأنه يعتذر عمّا حصل، وينفي أيَ صلةٍ لها بالفعاليةِ، رغم انها أقيمت بحضورٍ رسميٍ لشخصياتٍ من مجلسِ المحافظةِ، وممثل عن رئيسِ الوزراءِ، وأطراف من الأمانةِ العامةِ لمجلسِ الوزراءِ. كيف يمكن لجهةٍ رسميةٍ أن تتبرّأ من حدثٍ حضره ممثلون عنها؟ وكيف يمكن لبيانٍ واحدٍ أن يجمعَ بين التبرؤ من الفعالية وتأكيد "حرص الحكومةِ على توفيرِ بيئةٍ جاذبةٍ للاستثمار"؟!

هذه الازدواجيةُ ليست جديدةً، لكنها هنا تكشفُ هشاشةَ الموقفِ الرسمي، حين يتعلّق الأمرُ بضغوطِ فئةٍ صغيرةٍ من المجتمع، تتعاملُ مع المدينةِ وكأنها ملكٌ شخصي لها، ثم كأن أمزجةَ أهاليها خاضعةٌ لوصايتِها!

الناصريةُ مهدُ الحضارةِ السومريةِ، مدينةُ الأثرِ والكتابةِ الأولى، وفضاءٌ مفتوحٌ للثقافةِ منذ آلاف السنين. ومن غير المنطقي أن تُختَطف قراراتُها العامّة لمجردِ أن بضعةَ أصواتٍ تزعم ان في الموسيقى والغناء خطرا على الأخلاقِ!

إن جوهرَ الديمقراطيةِ، حين تكون ديمقراطيةً حقا، هو حمايةُ حقوقِ الأقليةِ قبلَ الأكثريةِ. لكنّ ذلك لا يعني أن أقليةً متطرفة يمكن أن تتحولَ إلى سلطةٍ رقابةٍ على المجتمعِ كلِه. ما جرى يضع تحدياً أمام الجميعِ: هل تستطيع الناصريةُ أن تحافظَ على حقِها في الفرحِ والثقافةِ والحياةِ الطبيعية، أم تظلُ أسيرةَ ابتزازٍ أخلاقيٍ عابرٍ قد يكون مبطّناً بغايةِ جذب الأضواءِ؟!

الحفل أُقيم في النهايةِ. وربما هذه هي الإشارةُ الوحيدة التي تستحق الالتقاط: ان المجتمع، رغم كلِ شيء، لم يعد يقبَل أن تُصادرَ حياتُه العامةُ تحت مسمى الفضيلةِ. وان الزمنَ يتغيّر، حتى لو حاول البعضُ إيقافَ حركته بالزعيقِ!

*************************************

البصرة شكاوى من نقص لقاحات الحساسية والربو

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من المرضى في محافظة البصرة من عدم توفر لقاحات الحساسية والربو في مركز أمراض الحساسية والربو الرئيس، مبينين في حديث صحفي أن عدم تلقيهم اللقاحات أدى إلى تأجيل مواعيد علاجاتهم وارتفاع معاناتهم الصحية.

وذكر أحد المرضى أن اللقاح الذي يعتمده غير متوفر في الصيدليات، وبسبب عدم حصوله عليه بات يتعرض للاختناق، مشيرا إلى انه منذ أربعة شهور يراجع المركز ودون جدوى. إذ أبلغوه بأن وزارة الصحة لم توفر الكميات المطلوبة رغم الحاجة الملحة للقاح. وأشار إلى ان هذا النقص في اللقاح يفاقم معاناتهم الصحية، خصوصا مع انتشار الأمراض الموسمية، مطالبا الجهات المعنية بالإسراع في توفير اللقاحات وتغطية احتياجات المرضى منها.

*****************************************

{بيئة الأنبار}: الانبعاثات النفطية تزيد حالات السرطان

متابعة – طريق الشعب

أفاد مصدر في دائرة بيئة الأنبار، نقلا عن وكالة أنباء "المعلومة"، بأن ازدياد حالات الإصابة بالأورام السرطانية في عدد من المناطق شمالي مدينة الرمادي، يعود إلى انبعاث غازات ملوِّثة ناجمة عن معامل تكرير النفط والمواد المؤكسدة المقامة داخل الأحياء السكنية.

وقال المصدر الذي حجبت وكالة الانباء اسمه، أن "منطقة الجزيرة شمالي الرمادي شهدت خلال الفترة الأخيرة تسجيل أكثر من 70 إصابة بأورام سرطانية"، مرجعاً ذلك إلى "انبعاث غبار وغازات سامة من معامل تكرير النفط والأسمدة المؤكسدة".

وأضاف قوله أن "فرقاً من دائرتي البيئة والصحة رصدت تلوثاً في هواء المنطقة نتيجة انبعاثات تلك المعامل القريبة من التجمعات السكنية"، مشيرا إلى حصول "حالات إغماء واختناق بين بعض السكان، بعد استنشاقهم غازات منبعثة من عمليات حرق مواد كيميائية".

ولفت المصدر إلى ان "الجهات الرقابية لم تتمكن من اتخاذ إجراءات لإغلاق هذه المعامل"، مرجعاً ذلك إلى "تبعية بعضها لجهات نافذة".

****************************************

مواساة

• تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى صديق الحزب محمد ياس احمد الكروي، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا. 

للفقيد الذكر الطيب ولأهله في قضاء الخالص الصبر والسلوان.

****************************************

الرطبة متطوعون يغيثون المناطق العطشى

متابعة – طريق الشعب

تشهد المناطق الغربية من محافظة الأنبار تفاقماً في أزمة شح المياه وسط اعتماد الأهالي شبه الكامل على الآبار، ما دفع عدداً من الشباب لإطلاق مبادرات مجتمعية تهدف إلى تخفيف معاناة الناس.

في قضاء الرطبة برزت مبادرة "مسرة" كخطوة شبابية مدعومة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تستهدف تجهيز العائلات الأكثر تضرراً بخزانات وفلاتر مياه.

يقول نور الدين الحمداني، أحد منظمي المبادرة، أن "فريق شباب الأنبار للسلام" أطلق مبادرة جديدة لمعالجة مشكلة شح المياه التي يعانيها سكان القضاء، مبينا في حديث صحفي أن الرطبة تعتمد بشكل كامل على المياه الجوفية، بسبب قربها من عمق الصحراء الغربية وخلوها من مصدر للمياه السطحية.

ويضيف قوله أن المبادرة جاءت بعد تلقي مناشدات من الأهالي تفيد بوجود أكثر من 15 عائلة تفتقر إلى خزانات مياه صالحة، مبيناً أن أسرا عديدة كانت تضطر إلى تخزين المياه في عبوات صغيرة السعة، وهو ما لا يغطي حاجتهم اليومية، خصوصاً أن المياه تُضخ إلى الحي مرة واحدة فقط في فترات متباعدة.

وبحسب الحمداني، فإن "فريق المبادرة زار العائلات المتضررة، وجهّزها بخزانات جديدة سعة 2000 لتر لكل عائلة، لتمكينها من تخزين المياه لفترات أطول وبشكل آمن، إلى جانب تزويدها بفلاتر منزلية لضمان الحصول على مياه صالحة للشرب والحد من المشكلات الصحية الناتجة عن استخدام المياه غير المصفّاة".

ويشير إلى ان "تنفيذ المبادرة جرى بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP/ برنامج المياه في العراق، ضمن الجهود الرامية لتعزيز الأمن المائي ورفع قدرة المجتمعات المحلية، لا سيما في المناطق الصحراوية، على التكيّف مع أزمة شح المياه التي تتفاقم سنوياً".

في السياق، تنقل وكالات أنباء عن مصادر محلية في الرطبة، قولها أن هناك عائلات كثيرة تفتقر إلى الخزانات المنزلية المناسبة، الأمر الذي يحرمها من الحصول على كميات كافية من المياه عند ضخها. بينما تعتمد أسر أخرى على خزانات قديمة صغيرة لا تسع كميات تكفي خلال فترات الانقطاع الطويلة.

********************************************

أزقة بائسة خدميا في الكريعات

متابعة – طريق الشعب

يشكو سكان عدد من أزقة منطقة الكريعات في بغداد، من تردي بناهم التحتية إلى درجة كبيرة، مبينين أن أزقتهم تغرق بمياه الأمطار شتاء وتتطاير منها الأتربة صيفا، بسبب عدم إدامة شبكة المجاري، وانعدام التبليط.

وفي منشور له على "فيسبوك" مدعم بصورة، يتحدث مواطن من سكان الزقاق 70 – المحلة 332 في المنطقة، عن واقعهم الخدمي البائس. حيث يبدو الزقاق في الصورة متعرّجا غير مبلط ويحتوي على حفر.

ويأمل المواطن من بلدية الأعظمية، المسؤولة عن خدمات منطقته، أن تلتفت إلى زقاقهم وغيره من الأزقة، التفاتة عاجلة جادة، لا سيما مع دخول موسم الأمطار. إذ تُشل حركتهم تماما، ويُصعب على التلاميذ الوصول إلى مدارسهم.

وتعاني غالبية المناطق الشعبية في بغداد، إهمالا خدميا واضحا، خاصة في البنى التحتية. وكثيرا ما يشتكي سكان تلك المناطق من هذه المشكلة، لكن لا أحد يلتفت إليهم. وبينما يتركز جهد المؤسسات الخدمية على الشوارع الرئيسة في مركز العاصمة، يجري إهمال الأزقة الداخلية والمناطق الشعبية عموما.    

*********************************************

الصفحة السادسة

حزب الشعب الفلسطيني يحذر من خطورة المشروع الأمريكي الفصائل الفلسطينية ترفض أيّ وصاية أو وجود عسكري في غزة

رام الله – وكالات

حذّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، من خطورة مشروع القرار الأميركي المطروح على مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، مؤكداً أنه يهدد الشرعية الدولية ويتجاهل القرارات الأممية الخاصة بالحقوق الفلسطينية.

وقال الصالحي، خلال مؤتمر صحفي إن المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني هي الأخطر على الإطلاق، مشيراً إلى أن مشروع القرار الأميركي يعيد إنتاج بنود من خطة ترامب، ويتجاوز المبادرات الدولية، كما يتجاهل التعديلات التي قدمتها الجزائر والصين وروسيا.

وأوضح الصالحي أن تمرير المشروع الأميركي سيخلق آلية غير مسبوقة لإدارة الملف الفلسطيني خارج إطار الأمم المتحدة، ويمنح الولايات المتحدة وإسرائيل سلطة مطلقة في تحديد مستقبل القضية الفلسطينية، محذراً من استغلال معاناة الفلسطينيين في غزة للضغط على الأطراف العربية والدولية.

وأكد الصالحي أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير قررت التمسك بالتعديلات الفلسطينية المقدمة للأمم المتحدة، والرافضة لأي خفض في سقف القرارات الدولية المتعلقة بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وبوحدة النظام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأشار إلى أن المطلوب اليوم هو توحيد الموقف السياسي الفلسطيني لمواجهة المخاطر، داعياً لاعتماد استراتيجية صمود اقتصادية واجتماعية شاملة لمساندة المتضررين من الإبادة الجماعية في غزة والضفة، وضمان حقوقهم الاجتماعية والوطنية.

وشدد الصالحي على أن العدالة للضحايا، وملاحقة المسؤولين عن جريمة الإبادة، تظل جزءاً أساسياً من النضال الفلسطيني، معلناً عن مقترح لإعفاء أبناء غزة من الالتزامات المالية تجاه المؤسسات الحكومية والبنوك، إلى حين معالجة ملفات التعويضات.

هيمنة خارجية

من جانبها قالت الفصائل والقوى الفلسطينية إنها ترفض أي وصاية أو وجود عسكري أجنبي أو قواعد دولية داخل قطاع غزة، مؤكدة أن ذلك يمثل مساسا مباشرا بالسيادة الوطنية.

وانتقدت الفصائل في بيان، مشروع القرار الأمريكي المطروح للتصويت في مجلس الأمن، مؤكدة أنه ينطوي على خطورة، إذ يمهد لهيمنة خارجية على القرار الوطني الفلسطيني.

وأضافت الفصائل أن مشروع القرار يُحوّل إدارة قطاع غزة والإعمار إلى جهة دولية فوق وطنية بما يجرّد الفلسطينيين من حقهم في إدارة شؤونهم، مشيرة إلى أن مشروع قرار إنشاء قوة دولية في القطاع يسعى لفرض وصاية دولية على غزة وتمرير رؤية منحازة.

كما ذكر بيان الفصائل والقوى الفلسطينية أن أي جهد إنساني يجب أن يدار عبر المؤسسات الفلسطينية المختصة بإشراف الأمم المتحدة.

ضمان انتهاء الاحتلال

ورفضت الفصائل أي بند يتعلق بنزع سلاح غزة أو المساس بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة، مؤكدا أن أي نقاش بخصوص السلاح يجب أن يبقى شأنا وطنيا مرتبطا بمسار سياسي يضمن إنهاء الاحتلال.

في الوقت نفسه، طالبت الفصائل والقوى الفلسطينية بآليات دولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وتجويعها السكان بسيطرتها على المعابر.

الاحتلال يستمر بانتهاكاته

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، سلسلة غارات جوية ترافقت مع عمليات نسف وقصف مدفعي وإطلاق نار مكثف استهدف فيها مناطق عدة خلف ما بات يعرف بالخط الأصفر في قطاع غزة.

وقال مراسل محلي إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت 3 غارات متتالية ترافقت مع قصف مدفعي كثيف وإطلاق نار من الدبابات شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

كما أفاد المراسل بأن جيش الاحتلال نفذ عملية نسف لعدد من المباني خلف الخط الأصفر في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

ومنذ الإعلان عن دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 تشرين الأول الماضي يواصل جيش الاحتلال عمليات النسف والتدمير لما تبقى من مبان خلف الخط الأصفر.

ظروف مأساوية

وفي الجانب الإنساني، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية في قطاع غزة، مؤكدة أن الأطفال باتوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض في ظل ظروف النزوح القاسية.

وأشارت المنظمة إلى أن آلاف العائلات تقيم في خيام غير مؤهلة لمواجهة الأمطار الغزيرة والبرد القارس، في وقت لا تزال المساعدات الإنسانية التي أعدتها اليونيسيف خارج القطاع بانتظار الموافقات الإسرائيلية لدخول غزة.

ويعيش النازحون الفلسطينيون في ظروف مأساوية، حيث تنعدم مقومات الحياة الأساسية داخل الخيام، وسط استمرار الاحتلال في منع إدخال المنازل المتنقلة والمستلزمات الضرورية لتجهيز أماكن الإيواء.

وتتفاقم معاناة النازحين مع تأثيرات المنخفض الجوي الذي ضرب القطاع، ولا سيما في منطقة المواصي الساحلية غربي خان يونس، والتي تضم أكبر تجمّع للنازحين.

تشريد آلاف العائلات

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي بأن نحو 93 في المائة من الخيام التي تؤوي الأسر قد تضررت بفعل الأمطار، مما أدى إلى تشريد آلاف العائلات في العراء.

وفي تقريرها اليومي، قالت وزارة الصحة في غزة إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الـ 24 الماضية 17 شهيدا - منهم اثنان برصاص الاحتلال الإسرائيلي- و15 جثة تم انتشالها من تحت الأنقاض، في حين لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى عدد من الضحايا تحت الأنقاض.

وذكرت الوزارة أن عدد الشهداء منذ بدء إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 تشرين الأول 2023 ارتفع إلى 69 ألفا و483 شهيدا، في حين بلغ عدد الجرحى 170 ألفا و706.

ومنذ بدء وقف إطلاق النار الأخير في 10 تشرين الأول 2025 تم تسجيل 266 شهيدا و635 إصابة، بالإضافة إلى انتشال 548 جثة من تحت الركام.

*********************************************

المعارضة الجزائرية تقرر العودة إلى قبة البرلمان

الجزائر – وكالات

قررت أحزاب المعارضة في الجزائر المشاركة في انتخابات مجلس النواب أو الانتخابات البرلمانية مطلع سنة 2026، وأبرزها جبهة القوى الاشتراكية في الجزائر وهو أقدم حزب سياسي معارض، رفقة حزب العمال ذي التوجه اليساري، فيما ينتظر المشهد السياسي موقف التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية أو ما يعرف بـ "الأرسيدي".

وعرف البرلمان منذ انتخابات مجلس النواب السابقة التي كانت منتصف سنة 2021، كتلة وحيدة معارضة وهي حركة مجتمع السلم، التي يرأسها عبد القادر حساني خلفا لعبد الرزاق مقري، وهي حركة محسوبة على التيار الإسلامي في الجزائر.

غياب أحزاب المعارضة جعل من مجلس النواب مجلسا تغيب عنه التيارات المعارضة التي صنعت نقاشات حادة في الماضي سواء من ناحية تمرير القوانين أو المصادقة عليها ما خلق ثراء يمثل مختلف التيارات والأطياف في الجزائر، ثراء غاب عن المجلس في العهدة الأخيرة التي تصل مدتها خمس سنوات.

**********************************************

الإكوادوريون يرفضون عودة القواعد العسكرية الأمريكية

كيتو – وكالات

رفض الناخبون في الإكوادور خلال استفتاء شعبي، إعادة فتح القواعد العسكرية الأمريكية في البلاد، وفق نتائج أولوية أظهرت أن أغلبية المصوتين صوتوا بـ "لا" على المقترح الذي طُرح إلى جانب مقترحات أخرى تتعلق بتعديلات دستورية وتغييرات سياسية.

ووفق النتائج الأولية بعد فرز نحو 75 في المائة من الأصوات، صوّت نحو 60 في المائة من الناخبين ضد رفع الحظر المفروض منذ سنوات على وجود قواعد أجنبية على الأراضي الإكوادورية.

ويقطع هذا الرفض الطريق أمام عودة الجيش الأمريكي إلى قاعدة مانتا الساحلية التي استخدمتها واشنطن سابقا في عمليات مكافحة المخدرات قبل إغلاقها عام 2009.

وتشكل نتيجة الاستفتاء ضربة سياسية موجعة للرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا الذي يعد من أقرب حلفاء واشنطن في أمريكا اللاتينية وصديق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتعليقا على الهزيمة، قال نوبوا "نحن نحترم إرادة الشعب الإكوادوري"، مضيفا أن النتائج أظهرت التزاما واضحا بالسيادة الوطنية رغم التحديات الأمنية المتصاعدة في البلاد.

وصوّت نحو 14 مليون ناخب مؤهل على 4 أسئلة في الاستفتاء الإلزامي تضمنت مقترحات لتعديل الدستور، وإنهاء التمويل الحكومي للأحزاب السياسية، وتقليص عدد أعضاء البرلمان، وأظهرت النتائج الأولية رفض أغلبية الناخبين المقترحات الأربعة.

ويأتي هذا الاستفتاء في ظل انتشار عسكري أمريكي في البحر الكاريبي والمحيط الهادي تقول واشنطن إنه يستهدف شبكات تهريب المخدرات.

**********************************************

قضاء بنغلاديش يحكم بإعدام الشيخة حسينة {لارتكابها جرائم ضد الإنسانية}

دكا – وكالات

قضت محكمة في بنغلاديش، الاثنين، بالإعدام على الشيخة حسينة، رئيس الوزراء المخلوعة، بعد إدانتها بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال انتفاضة عام 2024، في نهاية دراماتيكية لمحاكمة استمرت لأشهر.

كما أصدرت المحكمة حكما بالإعدام بحق وزير الداخلية السابق أسد الزمان في القضية بينما حكم على متهم ثالث - وهو قائد شرطة سابق- بالسجن 5 سنوات بعد أن تحول إلى شاهد ملك ضد حسينة وأقر بذنبه.

وجاءت قراءة الحكم، من المحكمة الكائنة في العاصمة دكا، في بث مباشر، حيث خلصت المحكمة إلى أن حسينة أصدرت أوامر بقمع عنيف لانتفاضة طلابية اندلعت العام الماضي وأسفرت عن مقتل نحو 1400 شخص وفق تقرير أممي، معظمهم برصاص قوات الأمن.

وعززت الحكومة المؤقتة الأمن قبل النطق بالحكم، بنشر الجنود وقوات حرس الحدود شبه العسكرية والشرطة في العاصمة وأجزاء أخرى كثيرة من البلاد.

********************************

إسرائيل تهاجم قوات يونيفيل وعون يستنجد بمجلس الأمن

بيروت - وكالات

أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أن دبابة إسرائيلية أطلقت النار على قواتها في جنوب البلاد، حيث لا تزال إسرائيل تحتفظ بمواقع رغم وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وأوردت القوة الأممية في بيان، "أصابت طلقات رشاشة ثقيلة قوات حفظ السلام على بُعد حوالي خمسة أمتار"، مضيفة "كان الجنود يسيرون على الأقدام واضطروا للاحتماء في المنطقة".

واعتبرت اليونيفيل "هذا الحادث انتهاكًا خطيرًا لقرار مجلس الأمن رقم 1701"، وطلبت "جيش الدفاع الإسرائيلي وقف أي أعمال عدوانية أو هجمات تستهدف قوات حفظ السلام أو بالقرب منها".

وفي سياق متصل، طلب الرئيس اللبناني جوزف عون، من وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي، "تكليف بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة رفع شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل، لإقدامها على بناء جدار إسمنتي على الحدود اللبنانية الجنوبية يتخطى الخط الأزرق الذي تم رسمه بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2000"، وفقاً لما أورد بيان صادر عن مكتب الرئاسة.

كما طلب الرئيس عون "إرفاق الشكوى بالتقارير الصادرة عن الأمم المتحدة، التي تدحض النفي الإسرائيلي لبناء الجدار، وتؤكد أن الجدار الخرساني الذي أقامه الجيش الإسرائيلي أدى إلى منع السكان الجنوبيين من الوصول إلى مساحة تفوق 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية".

وكانت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" قد أعلنت، في بيان، إحراء عملية مسح جغرافي في تشرين الأول الماضي لجدار خرساني أقامه الجيش الإسرائيلي جنوب غرب بلدة يارون الحدودية في جنوب لبنان، وأن الجدار تجاوز الخط الأزرق، مما جعل أكثر من 4 آلاف متر مربع من الأراضي اللبنانية غير متاحة للشعب اللبناني.

********************************************

تشيلي.. الشيوعية جانيت جارا تفوز بجولة انتخابات الرئاسة الأولى

عادل محمد

فازت مرشحة تحالف اليسار في تشيلي، الشيوعية جانيت جارا، بجولة الانتخابات الرئاسية الاولى، التي جرت أول أمس الأحد، وحصلت هي وزيرة العمل في الحكومة المنتهية ولايتها على 26,71 بعد فرز 83 في المائة من الاصوات. وحصل أقرب منافسيها اليميني المتطرف خوسيه أنطونيو كاست على 24,12. وستجري جولة الانتخابات الثانية والحاسمة في 14 كانون الأول 2025. وكانت المشاركة في التصويت عالية، حيث شارك في التصويت وفق المعلومات المتوفرة، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، 15,6 مليون، علما أن التصويت في تشيلي إلزامي.

وحل ثالثا، اليميني الشعبوي فرانكو باريزي، بحصوله على قرابة 19 في المائة من الأصوات. ويحاول بارزي تسويق نفسه كبديل لليسار واليمين في المشهد السياسي. وفي المركزين الرابع والخامس، حلّ مرشحان يمينيان آخران: حصلا على التوالي على 13,9 و12,9 في المائة. وأكد مرشحو اليمين الخاسرين دعمهما لكاست في الجولة الثانية. ومن هنا تأتي صعوبة مهمة مرشحة اليسار في الجولة الحاسمة.

احتفلت جارا، التي حلت في المركز الأول، بفوزها. ونقلت صحيفة "إل باييس" عنها قولها: "نحن بلد عظيم"، مُعارضةً بذلك، وفقًا للصحيفة، "رؤية كاست القاتمة للمستقبل". وكانت قد أكدت في ختام حملتها الانتخابية على أن يوم الأحد سيكون على المحك "مشروعًا مستقبليًا للبلاد". وأضافت أن مشروعها "يختلف بوضوح عن المشاريع الأخرى التي تُركز على الكراهية والخوف واليأس. وقد حاول مرشحو اليمين خلال الحملة الانتخابية رسم صورة قاتمة للوضع الاقتصادي في تشيلي وتشويه سمعة حكومة اليسار المنتهية ولايتها بواسطة تقارير مُبالغ فيها عن الجريمة في البلاد.

قال الرئيس المنتهية ولايته بوريك ليلة الانتخابات: "أهنئ جانيت جارا وخوسيه أنطونيو كاست. أثق بأن الحوار والاحترام وحب تشيلي سيتجاوز كل الخلافات". واضح أن التصريح بروتوكولي ولا يعكس حدة الصراع الحقيقية بين اليسار والفاشيين الجدد.

تحالف يساري واسع

ضم تحالف اليسار الواسع: حزب الرئيس المنتهية ولايته غابرييل بوريك "الجبهة الواسعة"، والحزب الاشتراكي، والحزب الشيوعي، والحزب الديمقراطي المسيحي، والأحزاب الاجتماعية الديمقراطية: حزب الديمقراطية، والحزب الراديكالي، والحزب الليبرالي.

 قدّم حزبان صغيران، هما الاتحاد الإقليمي الأخضر الاجتماعي وحزب العمل الإنساني، قوائمهما الخاصة لوضع استراتيجية انتخابية. وكان الحزبان قد شاركا في البداية في مفاوضات القائمة الموحدة "متحدون من أجل تشيلي". إلا أنهما اختارا مرشحيهما لأن اقتراحاتهما لم تُؤخذ في الاعتبار من قبل التحالف بشكل كافٍ. ومع ذلك، أكدا دعمهما الكامل للمرشحة الشيوعية.

يُعدّ هذا التحالف الواسع على اليسار، والذي يمتد من الحزب الشيوعي إلى الوسط السياسي والديمقراطيين المسيحيين، غير مسبوق في تاريخ تشيلي. ولذلك، كان التوصل إلى حل وسط عملية معقدة. وكانت نقطة البداية للمفاوضات هي حق النواب الحاليين في صدارة القائمة. وبعد ذلك، اتفقت الأحزاب على مرشحين يتمتعون حاليًا بشهرة واسعة.

تحول نحو اليمين

المؤشرات تقول ان تحولا نحو اليمين مقبل في تشيلي أيضًا، فعلى الرغم من فوز جارا في الجولة الأولى، يبدو ان احتمال فوز منافسها اليميني في الجولة الثانية وارد جدا. 

ترشح خوسيه أنطونيو كاست في انتخابات للرئاسة للمرة الثالثة. قبل أربع سنوات، خسر حزبه الجمهوري أمام الرئيس المنتهية ولايته بوريك. في ختام حملته يوم الثلاثاء الفائت، دعا اليميني المتطرف، وابن ضابط في جيش المانيا النازية أنصاره إلى "استعادة البلاد". وقال كاست: "نريد بلدًا يخاف فيه المجرمون ويتحرك فيه المواطنون بحرية". ومثل غيره من المرشحين اليمينيين، ركز كاست حملته بشكل أساسي على قضية الأمن، التي يزعم أنها مهددة بسبب تزايد الهجرة. ويدعو كاست إلى نهج "صارم"؛ إذ يريد خفض الإنفاق الحكومي بمقدار ستة مليارات دولار أمريكي خلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من إدارته. ويتمتع كاست بشبكة علاقات دولية قوية، تتراوح بين شخصيات من اليمين المتطرف في أمريكا الجنوبية، مثل رئيس الارجنتين الفاشي ميلي والرئيس البرازيلي السابق السجين حاليا جايير بولسونارو، وحزب فوكس الإسباني وحزب البديل من أجل ألمانيا الألماني اليمينيين المتطرفين. ومن المفيد ان مرشحي اليمين الثلاثة ينحدرون من أصول المانية ويدافعون علنا عن نظام بينوشيت الفاشي (1973 – 1990).

ــــــــــــ

أجريت الانتخابات البرلمانية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية.  وستعلن نتائجها لاحقا.

**********************************************

الصفحة السابعة

على اليسار ألا يتهرب من ماضيه  عشرة أسباب لذاكرة حيّة للتجربة النضالية

إعداد: رشيد غويلب

مرّ حزب اليسار الألماني حتى الآن بثلاثة مراحل تأسيسية، كل مرحلة منها كانت بمثابة قطيعة مع الماضي، ولكن لم تمثل أي منها خاتمة نهائية. تأسس الحزب عام ١٩٨٩ باسم "حزب الاشتراكية الديمقراطية" كخلف للحزب الاشتراكي الألماني الموحد الذي قاد التجربة الاشتراكية في جمهورية المانيا الديمقراطية السابقة، ثم اندمج في عام 2007، مع البديل الانتخابي "العمل والعدالة الاجتماعية"، الذي انشق من الحزب الديمقراطي الاجتماعي على خلفية سياسات الليبرالية الجديدة التي تبناها المستشار الالماني غيهرد شرودر وحمل، منذ ذلك الحين اسمه الحالي "حزب اليسار". ومع انشقاق الجناح "اليساري المحافظ "(تحالف سارا فاكنكنشت"، بدأت عملية إعادة تأسيس ثالثة منذ نهاية عام ٢٠٢٣: أكثر من نصف أعضائه الحاليين (أكثر من 112 ألف)، لم يمضِ على انضمامهم سوى بضعة أشهر. وبفضل هذه النهضة، أصبح حزب اليسار، أكثر الأحزاب الممثلة في البرلمان الألماني شبابا، لكنه يبقى من أقدمها. تمتد جذور الحزب إلى بدايات الحركة العمالية المنظمة في القرن التاسع عشر، وهو أصل يشترك فيه مع الديمقراطية الاجتماعية والنقابات العمالية.

1 - لا يمكن لليسار التخلي عن تاريخه

يشمل إرث حزب اليسار الألماني الحماسة التنظيمية لأوغست بيبل، والحزب اللينيني من طراز جديد والخطاب الثوري لروزا لوكسمبورغ، بالإضافة إلى سيادة الستالينية خلال تجربة اشتراكية الدولة. حتى أعضاء اليسار الجدد المولودين بعد عام ١٩٨٩ - وكذلك اليساريون في النقابات العمالية والحركات الاجتماعية الذين لا علاقة لهم بالحزب الذي يحمل الاسم نفسه - اضطروا منذ زمن طويل إلى تبرير موقفهم من الاشتراكية الفعلية في صفحات المقالات والنقاشات العامة. لا يمكن لليساريين التهرب من تاريخهم، لذا عليهم أن يتبنوه بوعي.

2 – ستالين وتحول 1989 

إذا لم يسرد اليساريون تاريخهم بأنفسهم، فسيرويه خصومهم. ووفقا لمنطقهم، جميع اليساريين ستالينيون. الستالينية ظلٌّ مُحبط يُلقي بظلاله على فكرة الاشتراكية. ولمواجهة ذلك، من المفيد معرفة بعض المعلومات عن كيفية اضطهاد ستالين وتصفية الكثير من ثوار أكتوبر ١٩١٧، وإلغاء ما تبقى من السوفييتات، والعديد من القوانين التقدمية، التي اقرت في سنوات الثورة الأولى والتي تشكل اليوم مطالب وأهداف الحركة النسوية الأوربية، وإعلانه الثورة العالمية. ستالين ونظامه ليسا ورثة شرعيين للمثل الاشتراكية.

تغيير عام 1989، شمل الحزب الاشتراكي الألماني الموحد المتعثر. ففي المؤتمر التأسيسي لـ "الحزب الاشتراكي الألماني الموحد / حزب الاشتراكية الديمقراطية"، بعد حين حذف الجزء الأول من اسم الحزب، واحتفظ بجزئه الثاني، أقسم مايكل شومان على جميع الراغبين في تجديد الجذري للحزب: " القطيعة النهائية مع الستالينية كنظام!". وهكذا، اقر الحزب إدانة جرائم الستالينية، وكذلك أن "إزالة آثار الستالينية" في جمهورية ألمانيا الديمقراطية التي كانت ما تزال قائمة.

3 - هل كان هتلر شيوعيا، أم ماذا؟

الفاشيون الجدد يقوم خطابهم الشعبوي، على سرقة السياسة الاجتماعية لليسار، والتزييف المتعمد للتاريخ، وفي هذا السياق تأتي السخرية الفجة أن "هتلر كان شيوعيا"، التي أطلقتها الرئيسة المشاركة لحزب البديل من أجل المانيا اليس فايدل وقياديون آخرون في الحزب.

ويؤكد تقرير "الإذاعة الألمانية"، بشكل صحيح، أن هتلر اضطهد الشيوعيين والديمقراطيين الاجتماعيين على قدم المساواة، ولم ينتهك الملكية الخاصة. وعندما صدرت مثل هذه الأكاذيب المشوهة للتاريخ من صفوف حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لم تكن هناك توضيحات مماثلة. وحتى يومنا هذا، تُعزز المدارس الألمانية والمواقع التذكارية وتقارير والمخابرات الألمانية رؤية عالمية، قائمة على المساواة بين المتطرفين اليساريين واليمينيين، باعتبارهما تهديدًا للديمقراطية. ويضع حزب البديل من أجل ألمانيا نفسه بوقاحة في الوسط، لأن الوسط لا يمكن أن يكون فاشيًا.

لكن من يعرف التاريخ الألماني الحديث، يعرف جيدا، أنه في 1933، ساعد حزبٌ مثل حزب الوسط الكاثوليكي، الذي يضم اسمه الرسمي مفردة "وسط"، هتلر على ضمان الأغلبية لقانون التمكين. وصوّت حزب الشعب الوطني الألماني وحزب الشعب البافاري، سلف الحزب الاجتماعي المسيحي، الجناح الأكثر رجعية، في الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم حاليا في المانيا، لصالح إعادة هيكلة الدولة التي أقرها هتلر عام 1933. وكان ليبراليو الحزب الديمقراطي الألماني قد غيّروا مواقفهم قبل ثلاث سنوات، حيث انضم جناحهم اليميني إلى طائفة معادية للسامية لتشكيل حزب الدولة الألماني. وصوّتوا هم أيضاً لصالح قانون التمكين. لقد انحصرت المعارضة البرلمانية بالحزب الديمقراطي الاجتماعي؛ لأن الشيوعيين كانوا الهدف الأول للنازيين، أخرجوا من البرلمان وزج بهم في معسكرات الاعتقال النازية. ومن هنا لا يمكن الاعتماد على "الوسط". لا بشأن بتدقيق الحقائق التاريخية، في مواجهة اليمين المتطرف، ولا بالتهديد الذي يمثله اقتراب حزب البديل من أجل المانيا من الحصول على الأغلبية.

4 – كيفية الدفاع عن الديمقراطية

يمكن إلغاء الديمقراطية بقانون، لكن تحقيقها يتطلب ثورة. مازالت متاريس ثورة نوفمبر وثورات عام ١٨٤٨ تُثير جدلاً في الذاكرة الألمانية الرسمية. لقد احتاج اعتبار مجالس "ثورة نوفمبر" 1918 صحوة ديمقراطية قرنا كاملا، ليتحقق في عام ٢٠١٨. أما مصير حرب الفلاحين عام ١٥٢٥، فلا يزال مجهولاً، على الرغم من مرور 500 عام على اندلاعها. لطالما حالت عبادة مارتن لوثر دون تقييم الثورة الألمانية الأولى، علما أن لوثر أراد إحراق المعابد اليهودية وقتل الفلاحين المتمردين على النبلاء. ما زالت السياسة السائدة في المانيا تستاء من الثورات، وإن حدثت قبل 500 عام.

من يريد الدفاع عن الديمقراطية عليه أن يدافع عن الثورة. لكن الثورات ليست حوارات مدنية، بل تشتعل بفعل الحرمان السياسي والاستغلال الاقتصادي. من يريد الديمقراطية لا يمكنه الصمت على عدم المساواة. في ألمانيا اليوم، يمتلك أغنى مائة مواطن ثلث إجمالي الثروة. الدفاع عن الديمقراطية كما هي موقف محافظ، لا يعبأ الأكثرية المتضررة، ولا يغير من الوضع الراهن. من يريد الدفاع عن الديمقراطية عليه أن يتذكر فلاحي عام ١٥٢٥ أو البحارة الحمر عام ١٩١٨: وعدم استبعاد مطالباتهم بالمساواة بالملكية والحسابات المصرفية.

5 - دكتاتورية التربية

من جمهورية أفلاطون إلى يوتوبيا توماس مور عام ١٥١٦، ساد تقليد طويل من التربية الديكتاتورية، حيث أصبحت المساواة قسرية - وكان من أشهر شخصياتها مواطن غاضب يُدعى روبسبير. لقد تغلغل تقليد المساواة بواسطة الإكراه في الثورات البرجوازية، التي كانت نادرًا سلمية. واللافت للنظر في ظهور الماركسية في منتصف القرن التاسع عشر هو قطيعتها مع التربية الديكتاتورية. ففي أطروحاته حول فيورباخ، بشر ماركس الشاب بأن "المربي نفسه يجب أن يُثقَّف". ومنذ ثورة ١٨٤٨، مرورًا بالأممية الأولى، ووصولًا إلى الخدمات الاستشارية الأخيرة التي قدمها انجلس للحزب الديمقراطي الاجتماعي في تسعينيات القرن التاسع عشر، ناضل كلاهما من أجل بناء ديمقراطي للأحزاب والنقابات العمالية. وفي هذا، اختلفا مع معاصريهم مثل فرديناند لاسال، الذي قاد منظمته كقائد ملكي. وكانت روزا لوكسمبورغ أيضًا مهتمة دائمًا بتمكين الجماهير ذاتيًا على المستوى الديمقراطي، وانتقدت بشدة تحول لينين إلى ما أسمته اليعاقبة الجدد.

وعندما حظر البلاشفة الكتل داخل الحزب في عام ١٩٢١، ومنعوا الأحزاب الاشتراكية المتنافسة، انزلقت الماركسية أيضًا إلى تربية ديكتاتورية. وهذا ما استغله ستالين لبناء دكتاتوريته الشخصية. ينبغي على من يستحضر اليعاقبة اليوم أن يضع في اعتباره هذه التحولات: اليسارية ليست يوتوبيا جاهزة يجب تطبيقها بعزم. إنها عملية اكتشاف تحدد فيها المبادئ السياسية والخبرة التاريخية الاتجاه، وليس النتيجة.

6 - التفكيك وحده لا يكفي

لقد استخدم العديد من اليساريين الحقائق التاريخية بعد عام 1989 بشكل أساسي لغرض التفكيك.  تم تفكيك أنظمة النوع الاجتماعي، والأساطير القومية، والبناءات العنصرية، والقوالب الطبيعية من جميع الأنواع بكل سرور. لقد كان ذلك بمثابة عمل تحرري، لأننا لسنا بحاجة إلى معظمه، أي شخص ما يزال يصف الآسيويين بـ "الصُفر" اليوم، كما فعل بريشت بسذاجة في "أغنيته التضامنية" في عام 1947، لم يستمع لرصاصة التحذير. والصور النمطية الجندرية التي سادت بين خمسينيات القرن التاسع عشر وخمسينيات القرن العشرين، والتي يزعجنا بها اليمين المتطرف اليوم، تُعدّ أيضًا حالة للهدم الشامل. ولكن أين يتوقف الهدم؟ إذا لم تبنِ شيئًا، فلن ينمو على أكوام الأنقاض سوى الشجيرات الصغيرة. إن هدم السلطة ليس بالضرورة تحرريًا. المطلوب بناء شيء جديد. على اليساريين أن يبنوا التاريخ. عليهم أن يفكروا السرديات التي يوظفونها للنضال من أجل الفوز بقلوب وعقول الناس.

7 - الطبقة كبوصلة

إحدى المعايير التي صمدت بوجه التفكيك بشكل مدهش هي الطبقة. حتى الليبراليون اضطروا إلى دمجها ضمن مجموعة الهويات الجديرة بالحماية، ونشر الوعي بها. رحّب كثيرون من اليساريين بهذا، وأدركوا أنه غير كافٍ. فالطبقة ليست مجرد تحيز، بل هي بنية اقتصادية، تمامًا كما أن النظام الأبوي لا يقتصر على الذهنية، بل هو تقسيم غير متكافئ للعمل بين الجنسين. والعنصرية أيضًا لن تُجدي نفعًا إن لم تُشرّعن الاستغلال وعدم المساواة، بدءًا من تجارة الرقيق وصولًا إلى أسواق العمل المجزأة المعاصرة.

يُبين تاريخ الرأسمالية أن الصراعات الطبقية جمعت باستمرار نساءً ورجالًا مختلفين من ثقافات ومذاهب وألوان بشرة متنوعة. لقد قادت روزا لوكسمبورغ، اليهودية البولندية، البروليتاريا الألمانية، وأسس مانابيندرا ناث روي، المناهض للاستعمار البنغالي، الحزب الشيوعي المكسيكي. وبالطبع، لم تكن كل صراعات الطبقات تسير بهذه الروعة.

لم يكن غريبا أن يتحرر البعض على حساب الآخرين: اتحاد يضم مئات الآلاف، مثل اتحاد المهندسين البريطانيين المتحدين، رفض انضمام النساء إلى صفوفه طيلة قرابة القرن، ولم يقبل فرعه في جنوب أفريقيا السود في صفوفه. ومع ذلك، ففي ظل هذا التضامن المحدود بين العمال المهرة تحديدًا، أصبحت الطبقة قوة تحررية: فبعد إضرابات وثورات الحرب العالمية الأولى، تزايدت أعداد الأعضاء المقاومين المطالبين بنقابة للجميع. ومنذ عام ١٩٤٤، اجتاح اتحاد المهندسين البريطانيين المتحدين عمالا نشطاء، وألغى فرعه في جنوب أفريقيا لاحقًا. الطبقة توحد. إنها سردية يسارية ضد "من هم في القمة" - خطاب ديمقراطي جذري يتجاوز الحدود الوطنية أو المؤامرات أو ثقافة مهيمنة.

8 - نظموا صفوفكم!

لكن الطبقة "في ذاتها" لا تُحرك شيئًا، بل يجب الشعور بها. أدرك كان كارل ماركس مبكرا، وسعى طول حياته مع صديقه انجلس، لتفعيل وتحريك الطبقة. أسس ماركس الشاب "عصبة الشيوعيين"، والأممية الأولى في منتصف عمره، ثم أسس الشيخ انجلس الأممية الثانية عام ١٨٨٩. منظمات العمال قائمة منذ مئتي عام. أبرز هذه المنظمات هي الأحزاب والنقابات والتعاونيات، المعروفة أيضًا باسم "ركائز الحركة العمالية الثلاث". توقف بعض هذه الأطر التنظيمية ولا يزال بعضها الآخر قائمًا، وبعضها يقف الآن على الجانب الآخر.

تُناضل الآن تعاونيات الإسكان التي أسسها العمال والموظفون ضد تحديد سقف أعلى للإيجار. فعندما لا تكون هناك حركة سياسية وراء مثل هذه المنظمات، يصبح الحال بهذه الصورة. وبالتالي يجب استعادة المنظمات الحية وتجديدها. يجب أن تُثبت جدواها مجددا مع كل جيل. نحن بحاجة إلى هذه المنظمات لأن الصراع الطبقي مشروع جيلي. يُعلّمنا التاريخ أن التنظيم يتطلب أيضًا قوة صمود. عندما أُجبر بسمارك على منح التأمين الصحي للعمال المتمردين في ثمانينيات القرن التاسع عشر، كان هؤلاء العمال في ألمانيا قد خاضوا خمسين عامًا من النضال. هزموا وانتصروا في الإضرابات، وأشعلوا ثورة، وواجهوا موجات من الملاحقة القضائية والحظر، وأسسوا منظمات جديدة. لقد حظر بسمارك جميع منظمات العمال عام ١٨٧٨. لكنها شهدت سقوطه عام ١٨٩٠ وأصبحت فيما بعد حركة جماهيرية.

الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وحزب اليسار الالماني، والنقابات العمالية، يمثلون استمرارية مباشرة للمنظمات التي تأسست آنذاك. الديمقراطي الاجتماعي وضع هذه الفكرة، منذ زمن طويل جانبا، بإمكان حزب اليسار، إذا أراد، أن يستعيد زمام المبادرة. إن تجارب وتقاليد الديمقراطية الاجتماعية في القرن التاسع عشر ما تزال كامنة، إلا أن هذه الفترة كانت الأكثر إبداعًا وإثارةً وصراعًا، حيث كانت الاشتراكية تُعيد اكتشاف نفسها باستمرار. كثيرًا ما يُنظر إلى تاريخ التنظيمات باستياء - وهو أمرٌ مُحق، عندما ينزلق هذا التاريخ إلى قومية تنظيمية تُغفل جوهره. يجب إعادة اكتشافه كذاكرة للنضالات الاجتماعية تُبين لنا كيف يُنظم الناس أنفسهم ولماذا، آنذاك والآن.

9 - تذكر الصراعات - تذكر النجاحات

غالبًا ما تُفسّر دولة الرفاه بمصطلحاتٍ وظيفية، كوسيلةٍ لاسترضاء الطبقة الحاكمة، أو تُعتبر تعبيرًا عن شراكةٍ اجتماعيةٍ فعّالةٍ ينبغي احترامها من أجل السلام الاجتماعي. لا مكان في أيٍّ من السرديتين للصراعات بين الطبقات أو للنجاحات.

في ألمانيا، هناك ميل لتنحية المعارك الطبقية جانبا، ربما لأنها كانت شديدة القسوة: قمع   ثورة نوفمبر عام 1918، وسحق الحركة العمالية عام ١٩٣٣، وتقسيم البلاد، والاستبداد الذي رافق التجربة الاشتراكية السابقة. إن المعارك الطبقية الألمانية في القرن العشرين تروي قصة عنف. وقد احتفى اليساريون أحيانًا بهذا العنف. منذ عشرينيات القرن الماضي، اختزلت ثقافة الحزب الشيوعي في المانيا (1919 – 1956) الصراع الطبقي في تمرد عسكري، ولهذا السبب تبدو محاولات إعادة اكتشافه غير واقعية اليوم. الحراب، والمتاريس، وأغاني الجنود المُحوَّلة إلى أغاني العمال، والكثير من الرجولة البطولية، لا علاقة لها بحياتنا اليومية. تبدو الدعوات إلى "السلام الاجتماعي" أو "التماسك المجتمعي " أكثر جاذبية، فحل المشكلات ليس حلاً لصراع المصالح، بل هو بالأحرى البحث عن توافق بين "الشركاء الاجتماعيين".

لكن هذه الروايات عن السلام تُجرّد العمال من أسلحتهم. لم ينس خصومهم قط أن النضالات مستمرة، حتى وإن كانت محصورة في البرلمانات والمؤسسات. لذا، نحن بحاجة إلى ذاكرة متجددة للصراعات الطبقية؛ ذاكرة لا تنكر العنف التاريخي ولا تُبالغ فيه؛ ذاكرة لا تُنكر الصلة بين الرأسمالية والفاشية؛ ذاكرة تتذكر أيضًا الإصلاحات كإنجازات، دون أن تنسى أن كل إصلاح منها، في إطار الرأسمالية لا يمكن أن يكون إلا محدود النتائج، بما في ذلك " القضاء على الفقر".

10 – التقاليد كرافعة للمستقبل

يستحق التاريخ أن يُحتفى به. يجب أن يكون جزءًا من الحياة اليومية وأن يُلهم الأطفال أيضًا. لطالما كانت هناك حاجة إلى تقاليد حية، ويتجلى ذلك في الاهتمام المتزايد بذاكرة الحركة العمالية الألمانية. يمتد التقويم من ذكرى استشهاد روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت-في منتصف كانون الثاني 1919، إلى اليوم العالمي للمرأة في 8 اذار، وحتى الأول من أيار. جميع هذه الأيام مثيرة للجدل. فبينما يجمع إحياء ذكرى اغتيال كارل ليبكنخت وروزا لوكسمبورغ في برلين اليساريين من جميع الأطياف، على الرغم من التمايز بالاستذكار بين "المعتدلين" والتشددين". وفي 8 اذار، تُحدث التحالفات النسوية تغييرًا جذريًا، وفي الأول من أيار، تُركز مسيرات النقابات العمالية مرة أخرى على النضالات العمالية. لكن لا ينبغي تجاهل التوق إلى المتعة، فكل من حاول إقناع طفل في الخامسة من عمره بالذهاب إلى تظاهرة مملة سيعرف ما القصد. التاريخ يستحق الاحتفال، محاضرة تصل إلى الأذن، ولكن عندما تفوح رائحة الأطعمة وتعزف جوقة مزمار القربة أغنية "الزفاف الأحمر"، فإنها تأسر جميع الحواس.

علينا أن نغني التاريخ ونرقصه. بدلًا من تنظيم معظم تجمعاتنا كمحاضرات على شكل نصوص مقروءة تصاحبها موسيقى وأغان عبر مكبرات الصوت، وبالتالي ما يسمع هو الأصوات العالية. علينا أن نتدرب على الغناء مجددًا، ونكتشف أي الأغاني القديمة ما تزال صالحة، أو نبتكر أغاني جديدة.

التعلم وتمكين الذات

إن رواية جديدة لتاريخ صراعات طبقية قديمة مهمةٌ لا تستطيع الجامعات القيام بها. فهي لا تتحدث لغة العاملين ولا تُشاركهم أولوياتهم. والتاريخ يثقل في الغالب كاهل الحركات الاجتماعية، فهي تحيي التاريخ في لحظات غير متوقعة تماما. على سبيل المثال، بفضل حركة الدفاع عن المستأجرين، يُمكننا اليوم الحديث مجددًا عن ملكية عامة. لكن الحركات الاجتماعية تُحشد لحملات وموجات قصيرة الأمد. نادرًا ما تمتلك مؤسسات، ومعدل تبدل النشطاء مرتفع، وبالتالي تكون ذاكرتها قصيرة.

يحتاج التاريخ إلى منظمات أكثر رسوخًا في بنيتها. يحتاج إلى موارد مؤسسية، ومناضلون يرغبون في معرفة سبب تضافر جهودهم. عندما كانت بون لا تزال عاصمة المانيا الغربية، كانت ندوات التاريخ في نقابة البريد تُعدّ مكافأة: كان يُسمح للذي أكمل دراسة قانون المفاوضة الجماعية (مفاوضات بين النقابات وارباب العمل بشأن الأجور ومصالح العاملين) بدراسة تاريخ الحركة العمالية. يمكن للتاريخ أن يُنشئ التزامًا تنظيميًا، إذا مكّن الناس من إيجاد معنى لنضالاتهم والتأمل في نتائجها. ويتطلب ً تثقيفا لا يُسلّط الضوء على المناسبات السنوية أو يُفرط به في دائرة مُشتتة من المتابعين. وكذلك تثقيفًا ذاتيًا مستمرًا بين من يوحدون جهودهم لتحقيق هدف مشترك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن مقالة بقلم رالف فروغه، مؤرخ وناشط بارز في حركة الدفاع عن المستأجرين، نشرت في موقع مجلة "جاكوبين" الألماني في 1 أيار 2025.

**************************************************

الصفحة الثامنة

ثلاثة أصوات من البصرة

مجيد إبراهيم خليل

حكاية بسيطة عرضها الروائي ذياب فهد الطائي عبر ثلاثة أصوات، الأب والأم والابن. الأب (عبد المنعم) مدرس اللغة الإنجليزية، الناجح في عمله، السعيد مع زوجته يقع في حبائل الشرك الذي تنصبه له الأرملة (هناء) أم فريال فيتزوج بها سرا؛ وعندما تكتشف الزوجة (مديحة) السر تهجر زوجها عائدة إلى أهلها في بغداد. يدرك الزوج خطأه، يطلق الأرملة ويسافر إلى زوجته في بغداد؛ وتعود الحياة السعيدة إلى مجراها الأول.

كل صوت يسرد الحدث بسلوبه، ويعكس وجهة نظره وخلفيته الفكرية. تبدأ الرواية بصوت الابن (حكمت) وبلغة مناسبة لعالم الطفولة نتعرف على مجتمع البصرة. يعكس السارد الخلفية الاجتماعية والسياسية (حرب بكر صدقي ضد الآشوريين، ثورة تموز والمواقف المتباينة منها، فترة ما بعد تموز) دون سرد أي من تفاصيلها، بل يشير إليها إشارة عابرة موحية تلقي بظلالها على الأحداث. فالابن ووالديه يسكنون في بيئة متواضعة، في أحد بيوت المهجرين اليهود. حيث نتعرف على التمايزات الطبقية والنمط الثقافي السائد آنذاك في البصرة.

الأم التي انقطعت عن الدراسة، وبقي عالقا في ذاكرتها القصائد الجميلة التي حفظتها في المدرسة. انتقلت من عالم المدرسة إلى حياة الزوجية في البصرة. تسهب الأم في وصف علاقتها بزوجها، وتصوير هذه العلاقة برومانسية عالية، فهو يشكل عالمها كله، تحبه وتهتم بشؤونه وقررت أن تكون كلها ملكا له.

الأب المثقف الذي استجاب لإغراء أم فريال "كانت تحاول أن تبهرني بأناقتها، فهي ما تنفك ترتدي في كل يوم فستانا يكشف عن ملامح أنوثة ناضجة تستعرضها بمهارة" (ص 65).  وتزوجها سرا. تمخض عنه العيش بشخصيتين وبأحاسيس ومشاعر متناقضة، ما فعله لم يحقق له السعادة وافتقد السكينة ودفء المكان الذي يبعث في روحه إحساسا بالأمان عند مديحة. هو يشعر أنه رجل مهزوم وقد كشف الأب عن صراع يعتمل داخل نفسه وحسب قول صديق له محاولا إيجاد مبررات مشروعة لفعلته: " ما يثير استغرابي أنك في السياسة على اليسار أما في العلاقات الاجتماعية فعلى اليمين" (ص 71).

نلاحظ اختلاف أسلوب التفكير بين الزوجين، فالزوج مثقف واسع الاطلاع، يحب المسرح والسينما، ويتمتع بملذات الحياة. يحب السفر. حذاؤه نظيف ومدهون ولامع، ويعتني بشاربه بطريقة خاصة بحيث تبدو صلبة بشكل مميز باستعمال زيت خاص يدهن به الشوارب، جلبه من لبنان من إحدى الشخصيات المهمة المتنفذة التي تتزين بالشوارب بالطريقة نفسها. وعندما يحصلون على البيت تجهد الأم في تنظيفه وتنقيته، فهي تضع كأسا تملأه بالجمر وترش عليه الحرمل لتطرد الأرواح اليهودية، بينما يرى الأب أن هذه الممارسة خرافة، وهي تشعر بالأسف لأن زوجها يرفض أن تضع في جيب سترته بعض حبات الحرمل عند خروجه من البيت.

الحدث الذي تناولته هذه الرواية القصيرة (حوالي 80 صفحة)  يعكس سلوك ومواقف شرائح اجتماعية لصيقة بظروف الواقع الذي صورته الرواية؛ يقارن السارد بين تاريخ مقهيين، نادي الموظفين في أبي الخصيب ورواده وسهراتهم مع الشراب والغناء، و بين مقهى التجار في مدينة العشار؛ حيث يمكن التمييز في المقهى بين فئتين: التجار وصفقاتهم، والشباب الذين كانوا يعملون أعمالا مختلفة على الأرصفة فترة ما قبل سقوط الملَكية، وانطلاق شرائح جديدة لتتسلق إلى مراتب، حيث كانوا يتاجرون بكل شيء ويتلقفون أية فرصة قد تدر ربحا سريعا، مشيرا إلى التغيرات الاجتماعية و تبدل منظومة القيم الأخلاقية بفعل التقلبات السياسية منذ تموز 58.

وواصل الطائي عكس هذا السلوك من خلال ركاب القطار الصاعد من البصرة إلى بغداد. نتبين التحول الذي طرأ على سلوك الأب، فبدلا من العناية المبالغ بها والملفتة للنظر لشواربه، ومن خلال استغراب طفل لمنظرها يعلن الأب عن عزمه على التخلص منها. فكأنه يرمز إلى متطلبات الزمن والاستجابة للمتغيرات. فالنمط القديم، وهو هنا الشوارب فات زمنه؛ ولن تستقيم الحياة إلا بالتخلي عنه والتكيف مع الجديد.

وهكذا تبدأ الحياة بولادة متجددة من وليد مُنتظَر من الزوجة مديحة، بينما يسقط أو يجهض وليد هناء. ورغم محلية الحدث وخلفيته الاجتماعية والثقافية، حث تأخذنا الأصوات الثلاثة إلى شوارع البصرة ومقاهيها وبيوتها وبساتينها؛ فإن فيها بعدا اجتماعيا يتجاوز البصرة والوطن إلى عوالم أرحب وأوسع.

صدرت الرواية عن دار السرد للطباعة والنشر والتوزيع، بغداد 2025.

 

{في المعنى}

{تاجر الحمير} والملك ميداس الرأسمالي*

محمد حياوي

شبّه أحد الاقتصاديين الحذقين، في معرض شرحه لأسباب الأزمة الاقتصادية، انهيار سوق الأوراق المالية في العالم الرأسمالي، بتاجر حمير يجوب القرى بحثًا عن حمير يشتريها، وعندما جمع كافة الحمير المعروضة للبيع، راح يرفع السعر المعروض، حتى بدأ الفلاحون وسكان القرى المجاورة البحث عن حمير يشترونها، ليبيعونها لذلك التاجر المرابي الذي أخذ بدوره يسرب حميره التي اشتراها كي يشتريها الفلاحون بأثمان باهضة، وهكذا بعد أن ورطهم بإنفاق مذخراتهم كلها على الحمير، اختفى فجأة ولم يُعثر له على أثر.

وبالعودة إلى كهنة السوق، يبدو أن الاقتصاد قادر على خلق المال من العدم. تخيّلوا جميع عملات الإيثريوم والبيتكوين أو أيًا كان اسمها، هي عملات وهمية، لا تؤدي في المحصلة إلى رعاية صحية أفضل، ولا إدارة مياه أفضل، ولا تقلل الانبعاثات، ولا تضمن بنية تحتية أفضل، ولا إنتاج أعلى، ولا مساكن أرخص، فصفر زائد صفر يساوي صفرًا.

يستند الاقتصاد الرأسمالي بالدرجة الأساس  إلى الاكتناز فقط، أي أنّ التكاليف تسبق الفوائد. الاقتصاد الذي يحتفظ بكل شيء لنفسه، فاللاشيء الذي لا يزيد عن اللاشيء يبقى لاشيء. إنه مجرد ضياع.

يقال أنّ ملكًا أغريقيا يدعى "ميداس" كان يعاني من أزمة مالية خانقة، فتذرع للإله أبولو من أجل تحقيق رغبتة في أن يتحول كل ما يلمسه إلى ذهب، وعندما حقق أبولو تلك الرغبة، أدرك الملك خطل رغبته. فقد اكتشف أنّه لا يستطيع أن يأكل أو يشرب الذهب، ولا يستطيع أن يتغطى بلحاف من الذهب، ولكان قد مات جوعًا وبردًا لو لم يتدخل أبولو ويعيده إلى بؤسه، مع خبز ونبيذ هذه المرّة!

لا أدري ما الذي سيقوله أبولو اليوم عندما يدرك أن 1 % فقط من الأغنياء يملكون أكثر مما يمتلكه  99 % من سكان العالم مجتمعين، بينما يستمر الأغنياء في البحث عن مصادر جديدة للنقد الحر، وربما سيتعين عليهم لاحقًا الحصول عليه من المريخ! لتستمر كومة المال عديم الفائدة في النمو على الأرض.

في هذه الحالة سيصبح الملك “ميداس” الرأسمالي المعاصر قريبًا الأقوى، والأغنى، والوحيد، لكنّه لا يستطيع فعل أي شيء بهذه الثروة. لديه محطات طاقة من دون موظفين، ومزارع من دون مزارعين، واحتياطيات معادن نادرة من دون عمال مناجم، وإن لم يختنق قريبًا، لأن جبل ثروته شاهق فوق الغلاف الجوي، فسيموت جوعًا، تمامًا مثل ميداس الملك.

في المحصلة، لا حاجة لسقوط نيزك عملاق على الأرض، ولا لانفجار الشمس، ولا لتغير المناخ، من أجل فناء البشرية، يكفي أن نترك للرأسماليين الشرهين الحبل على الغارب ليقوموا بالمهمة ـ مهمة فناء الجنس البشري ـ على اكمل وجه، وبأسرع ما يمكن.

ـــــــــــــــــــــــــ

الطريق الثقافي العدد137

**********************************************

بعد خراب البصرة.. سعدون حمادي يعترف بأخطاء حزبه السياسية والاجتماعية

 أ.د عبد الفتاح علي البوتاني

ولد سعدون لولاح حمادي في كربلاء سنة 1930، وتخرج في الجامعة الامريكية في بيروت وانتمى فيها سنة 1949 إلى حزب البعث، وهو من الجيل المؤسس للحزب في العراق، حصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي من الولايات المتحدة الامريكية.

أول منصب تولاه كان وزير الإصلاح الزراعي في وزارة البعث الأولى بعد انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، وبعد عودة البعث إلى السلطة عبر انقلاب 17 تموز 1968، عين رئيساً لشركة النفط الوطنية (1968-1969) ثم وزيراً للنفط (1969-1974) وللخارجية (1974-1983)، ثم نائباً لرئيس الوزراء ثم رئيساً للوزراء سنة 1991 إلى جانب توليه رئاسة ما كان يسمى بالمجلس الوطني لدورات عدة.

 اعتقل بعد سقوط نظام البعث في 9 نيسان 2003، وعندما أطلق سراحه لجأ إلى قطر سنة 2005 حيث توفي سنة 2007

 بدأ حمادي بكتابة مذكراته سنة 1996، وصدر الجزء الاول منها في بيروت سنة 2022 من قبل المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وفي المذكرات الكثير من المغالطات والأفكار البالية التي اتسم بها البعثيون تجاه التطورات السياسية الداخلية التي شهدها العراق خلال المدة (14 تموز 1958-9نيسان 2003)، كان الرجل يعيش خائفاً في ظل حكم حزبه، لم يعرف بالجرأة والشجاعة في مواقفه، بل كان مسايراً لنظام حزبه ويردد أدبياته، اذ حمل عبد الكريم قاسم مسؤولية إحياء التمرد في (الشمال) سنة 1961، ويصف الثوار الكورد بالمتمردين، والبيشمركة بالمليشيات وحرص على عدم ذكر كلمة كوردستان في الـ(440) صفحة من الجزء الأول من مذكراته.

 ومما يدل على هاجس الخوف لديه لم يدل بأية معلومات عن حزبه وحياته السياسية خاصة بعد أن فصل من مناصبه بعد غزو العراق للكويت، كما أنه رفض مقابلتي سنة 1994 لأغراض البحث العلمي، وأغلب الظن أنه انزوى في داره وامتنع عن مقابلة وسائل الإعلام والباحثين، وبقي معزولاً إلى ان اعتقلته القوات الامريكية التي أطلقت سراحه لأنه لم يكن يشكل خطراً في اعقاب سقوط النظام.

 الأمر الذي يهمنا من مذكراته اعترافاته بالأخطاء التي ارتكبها حزبه خلال المدة (1958-1963)، علماً كان هو أحد كبار القياديين وعضو القيادة القطرية للحزب وفي أوقات مختلفة، وأشرف وتولى مسؤولية إدارة اثنين من أهم ملفات الدولة: الطاقة، والعلاقة الخارجية.

كتب حمادي، في معرض حديثه، عن صراع البعث مع الحزب الشيوعي العراقي حول الوحدة العربية التي كان يصر البعث عليها مع مصر، والاتحاد الفيدرالي الذي كان الحزب الشيوعي يراه نظاماً مناسباً بعد ثورة 14 تموز 1958، يقول: اعتقد الآن ان الاتحاد الفيدرالي هو الصيغة الملائمة لأي وحدة، الا اننا عارضنا هذا الامر في ذلك الوقت من دون دراسة (ص 51).

وحول سياسة البعث وموقفه من حكومة عبد الكريم قاسم بعد ثورة 14 تموز 1958 كتب يقول: إنني اشعر الآن بان قيادتنا كانت ضعيفة في التخطيط السياسي ورؤية الأمور على حقيقتها، لا كما نرغب في ان تكون، لم نستطع ان نبحث موضوع الوحدة بهدوء في العراق بعد الثورة لنتخذ موقفاً يجنب البلاد الانقسام، فربما كان من الممكن الاتفاق مع الشيوعيين على صيغة للاتحاد الفيدرالي، وان كان هناك شكوك في حقيقة نياتهم!! كأن لم نتصل بالاتحاد السوفيتي الذي كان يوجههم ونبحث الموضوع مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر + سوريا) للتوصل إلى صيغة (ص65) مقبولة للجميع، ولم نتصل بالحزب الشيوعي العراقي، ولم نعمل شيئاً غير رفع شعار الوحدة المتحور حول شخص من أسوأ الاشخاص الذين تولوا المسؤولية منذ ان تعرفت إليهم، وهو عبد السلام عارف، الذي كان جاهلاً طموحاً دون استحقاق، وغير صادق في مواقفه، ولم يكن يهمه شيء غير أن يحكم، وهكذا من دون تخطيط وبُعد نظر، اندفعنا بذلك الانقسام وضاعت الفرصة (ص66).

وحول صواب تطبيق الفيدرالية في البلاد العربية، كتب حمادي يقول:

 لعل اهم ما يتسم به ميثاق الوحدة الثلاثية (مصر+ سوريا + العراق) هو أن اتخذ منحى الوحدة الفيدرالية، وكأنه بذلك يريد الاعتراف بان منهج الاندماج في الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958 كان خطأ يحب معالجته، وارى الآن ان النظام الفيدرالي الذي يحافظ على بعض خصوصيات الاقطار العربية في الاتحاد هو النظام الصحيح...، البلاد العربية لا يلائمها غير النظام الفيدرالي (ص78).

وعن تأييد حزب البعث لعبد السلام عارف في صراعه مع عبد الكريم قاسم، ودون أدنى تحفظ، كتب حمادي يقول: كم كنا مضللين بهذا الإنسان الذي كان مرائياً في كل شيء تقريباً: في قوميته، تدينه، وعلاقاته بحزبنا وبجمال عبد الناصر، كان يريد الحكم فقد (ص52)، وقال عنه في مكان آخر: نصبت الحزب عبد السلام عارف رئيساً للجمهورية، بدافع ساذج وقصر نظر سياسي، على أساس انه واجهة سياسية يكسب الحزب من ورائها دعماً سياسياً، وتلك التصورات ثبت خطؤها.

 وكتب حمادي عن الغاء قانون مساواة المرأة بالرجل في الإرث الذي شرعه عبد الكريم قاسم، والغاه البعث بعد انقلابه في 8 شباط 1963 يقول: كانت هناك اجراءات فيها الكثير من التسرع وقصر النظر والتفكير الساذج في ما يتعلق بكيفية توطيد حكم (الثورة -يقصد انقلاب شباط) ولعل ابرزها الغاء قانون مساواة المرأة بالرجل في الارث، وكان ذلك تحت ضغط رجال الدين، وبتصور ساذج عن ان ذلك سيكسب النظام الجديد تأييداً شعبياً واسعاً، لم أكن مع تلك الاجراءات ولا ازال أعده خاطئاً، إن القول بتطبيق الشريعة يعني ببساطة القول ان المجتمع لا يتطور، الأمر الذي لا يقبله عقل الانسان السوي (ص 74-75).

إن اعترافات حمادي الخطيرة واعترافات غيره من القياديين البعثيين الذين بدأوا بنشر مذكراتهم أمثال: خالد علي الصالح، محسن الشيخ راضي، نزار حمدون، طاهر توفيق العاني، جواد هاشم وسواهم، على ما اقترفوه من اخطاء وجرائم ادخلت العراق في ذلك النفق المظلم منذ انقلابهم في 8 شباط 1963، جاءت كما يقال "بعد خراب البصرة" وليس عن تأنيب الضمير.

************************************************

الصفحة التاسعة

فيرمينو يكشف سبب فشل انتقاله إلى ريال مدريد

الدوحة ـ وكالات

كشف البرازيلي روبرتو فيرمينو، مهاجم السد القطري ولاعب الأهلي السعودي السابق، عن سبب عدم إتمام انتقاله إلى ريال مدريد خلال صيف 2023، رغم وجود اهتمام من النادي الإسباني عقب رحيله عن ليفربول. وقال فيرمينو لشبكة TNT البرازيلية إن وكيله أبلغه باهتمام ريال مدريد، لكنه لم يكن خياراً أولا أو ثانياً للفريق الملكي، ما جعله ينتظر قبل اتخاذ القرار. وأضاف أن عرض الأهلي السعودي جاء في الوقت نفسه، ووجدت أن الانتقال إلى الدوري السعودي كان الخيار الأنسب. وأكد النجم البرازيلي أن اللعب لريال مدريد كان سيشكل شرفاً كبيراً، لكنه أشار إلى أن الظروف حينها لم تسمح بإتمام الصفقة، خاصة مع وجود خيارات هجومية محدودة لدى كارلو أنشيلوتي بعد رحيل كريم بنزيما. وترك فيرمينو بصمة واضحة مع الأهلي خلال موسمين، سجل خلالهما 21 هدفاً وصنع 17 قبل أن يرحل إلى السد القطري، بعد تراجع دوره الفني في الموسم الأخير تحت قيادة المدرب ماتياس يايسله.

***************************************

في طريق المونديال البصرة على موعد مع مواجهة مصيرية بين العراق والإمارات

متابعة ـ طريق الشعب

تتجه أنظار الجماهير الرياضية اليوم الثلاثاء إلى ملعب البصرة الدولي "جذع النخلة"، الذي يحتضن واحدة من أكثر المواجهات سخونة في عام 2025، عندما يلتقي منتخب العراق بنظيره منتخب الإمارات في مباراة إياب الملحق الآسيوي المؤهل إلى الملحق العالمي ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

وتأتي المواجهة المصيرية بعد انتهاء مباراة الذهاب في أبو ظبي بالتعادل 1-1، ومع إلغاء قاعدة الهدف خارج الديار، بات الفوز الخيار الوحيد أمام الطرفين لحسم التأهل، فيما سيقود أي تعادل إلى خوض وقتين إضافيين ثم ركلات الترجيح.

خاض المنتخب العراقي تدريباته الأخيرة على ملاعب المدينة الرياضية في البصرة، وسط أجواء حماسية ومعنويات مرتفعة. وشهدت الحصة التدريبية اكتمال صفوف الفريق بعد التحاق المحترف في الدوري السويدي عمار محسن ومهاجم القوة الجوية محمد جواد، حيث انخرطا مباشرة في البرنامج التكتيكي الذي أعده المدرب غراهام أرنولد.

وأظهر اللاعبون خلال التمرين انضباطًا وجاهزية عالية، وسط رغبة قوية في إسعاد الجماهير العراقية المنتظرة بأعداد كبيرة في مدرجات الملعب الذي يتسع لأكثر من 65 ألف متفرج، مع استمرار عملية بيع التذاكر حتى ساعات متأخرة.

ويرى لاعب المنتخب العراقي الأسبق سلام هاشم أن مباراة البصرة ستكون أكثر صعوبة من مواجهة الذهاب، مشيراً إلى أن مدرب الإمارات كوزمين قد يلجأ إلى أسلوب مفاجئ منذ البداية، ما قد يفرض ضغطاً عكسياً على اللاعبين العراقيين.

وقال هاشم ان "مباراة الإياب ستكون أصعب على أسود الرافدين، لأن الأبيض الإماراتي لن يخوضها بالطريقة ذاتها، وقد يعتمد على عنصر المباغتة. أي خطأ من المنتخب العراقي قد يكون مكلفاً، خصوصاً مع تأثير الضغط الجماهيري في مثل هذه المباريات المصيرية".

وأشاد هاشم بالأسلوب الذي اعتمده أرنولد في الذهاب عبر الضغط العالي، والذي حدّ من قدرة الإمارات على بناء الهجمات من الخلف، لكنه شدد على ضرورة العمل بتركيز وهدوء وتجنب التسرع.

وأشار هاشم إلى أن التخوف الأكبر يكمن في خط الهجوم العراقي، بعد إصابة علي الحمادي التي أربكت حسابات الجهاز الفني، موضحاً أن الثنائي عمار محسن ومحمد جواد ما زالا يفتقران إلى الانسجام الكافي مع أيمن حسين ومهند علي.

وأكد: "على أرنولد إيجاد حلّ هجومي مناسب لتعويض الدور الكبير الذي قام به الحمادي في الذهاب، خصوصاً في صناعة المساحات وتهيئة الكرات".

وتنطلق صافرة المباراة في الساعة 7:00 مساءً بتوقيت بغداد، وسط توقعات بمواجهة عالية الندية، ستشهد صراعاً شرساً بين المنتخبين حتى اللحظات الأخيرة، في سبيل البقاء على طريق التأهل إلى كأس العالم 2026 عبر الملحق العالمي الذي تستضيفه المكسيك منتصف آذار المقبل.

*******************************************

تحديد موعد انطلاق دوري المجموعات للكرة الطائرة بمشاركة 16 فريقاً

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للكرة الطائرة تحديد يوم الخميس المقبل موعداً لانطلاق منافسات مرحلة الذهاب من دوري المجموعات للدوري العراقي الممتاز، بمشاركة 16 نادياً موزعين على أربع قاعات في بغداد والنجف والسليمانية والموصل.

ووفق جدول المباريات، تُقام ثمان مواجهات في اليوم الافتتاحي، حيث تستضيف قاعة الكوفة في النجف مباراتي المقدادية وحديثة، ثم غاز الجنوب وسولاف.

وفي الموصل، تحتضن قاعة التربية الرياضية مباراتي أربيل أمام الحبانية، ونينوى بمواجهة الأهوار.

أما النادي الأرمني في بغداد، فيشهد لقاء النعمانية مع الصناعة، تليه مباراة مصافي الشمال أمام مصافي الوسط.

وفي السليمانية، تختتم الجولة الأولى بمباراتين في قاعة البيشمركة، حيث يلتقي الدغارة مع الكوفة، فيما يواجه فريق البيشمركة ضيفه هيت.

*****************************************

سينر يتوج بلقب نهائيات التنس للمرة الثانية على التوالي بعد التفوق على ألكاراز

تورينو ـ وكالات

نجح النجم الإيطالي يانيك سينر في الحفاظ على لقبه في نهائيات رابطة محترفي التنس، بعد فوزه المثير على المصنف الأول عالمياً كارلوس ألكاراز بنتيجة (7-6) و(7-5)، في المباراة النهائية التي أقيمت أمس الأحد في مدينة تورينو الإيطالية، وسط حضور جماهيري صاخب صنع أجواء استثنائية داخل "إنالبي أرينا".

وشهد موسم 2025 هيمنة واضحة للثنائي ألكاراز وسينر، بعد أن تقاسما 14 لقباً، من بينها جميع بطولات الجراند سلام الأربع، ما جعل النهائي بمثابة مواجهة ختامية لحقبة "السيادة الثنائية" في عالم التنس.

قدم سينر، البالغ من العمر 24 عاماً، واحدة من أبرز مبارياته، إذ لعب بثبات من خط الأساس وبقوة إرسال لافتة، واختبر قدراته عندما أنقذ نقطة حاسمة في المجموعة الأولى بإرسال ثانٍ بلغت سرعته 117 ميلاً في الساعة نحو جسد ألكاراز.

واستغرق الفوز ساعتين و15 دقيقة، لينضم سينر إلى أساطير اللعبة جون ماكنرو وبوريس بيكر كأحد اللاعبين القلائل الذين توجوا بلقب البطولة أكثر من مرة على أرضهم.

وقال سينر بعد الإنجاز: "نحن رياضيون فرديون، لكن من دون فريقي لم يكن هذا ممكناً. الاحتفال بهذه الكأس بعد موسم طويل ومكثف هو أفضل نهاية يمكن أن أحلم بها."

وأكد أن اللقاء كان بالغ الصعوبة، خصوصاً مع إنقاذه لنقطة مجموعة في بداية المباراة، مضيفاً: "الطريقة التي تعاملت بها مع اللحظات الحرجة تعني لي الكثير."

واصل سينر تفوقه اللافت في الملاعب الداخلية، رافعاً سلسلة انتصاراته إلى 31 مباراة دون خسارة، منذ هزيمته الأخيرة قبل عامين أمام نوفاك ديوكوفيتش.

وجمع خلال تلك الفترة ألقاباً كبرى في روتردام وتورينو وفيينا وباريس، إضافة إلى مساهمة بارزة في تتويج إيطاليا مرتين بكأس ديفيز.

وبخروجه من تورينو هذا العام، حقق سينر مكافأة مالية قياسية بلغت 5.07 ملايين دولار، وهي الأكبر في تاريخ البطولة، كما لم يخسر أي مجموعة طوال الأسبوع، ورفع نسبة فوزه في تاريخ النهائيات إلى 88.2%، متجاوزاً سجل الأسطورة إيلي ناستاسي.

من جانبه، أشاد ألكاراز بمستوى منافسه قائلاً: "سينر لاعب استثنائي. لم يخسر في الملاعب الداخلية منذ عامين، وهذا يوضح نوعية اللاعب الذي هو عليه. نهائي مستحق."

ورغم أن الإسباني ضمن إنهاء العام في صدارة التصنيف العالمي بفضل مشوار مميز، إلا أن خسارته أمام سينر في تورينو بعد ويمبلدون رسالة جديدة بأن صراع القمة بات يتركز بين هذين النجمين.

أنهى سينر موسمه بسجل (58-6)، متوجاً بألقاب كبرى أبرزها بطولة أستراليا المفتوحة ويمبلدون ونهائيات رابطة اللاعبين المحترفين وبطولات باريس وبكين وفيينا.

أما ألكاراز، فسجّل (71-9) هذا العام، محققاً أكبر عدد من الألقاب (8 بطولات)، بينها رولان غاروس وأمريكا المفتوحة.

وبتتويجه الجديد، يصبح سينر اللاعب التاسع الذي يفوز بلقب نهاية العام لموسمين متتاليين، لينضم إلى أسماء لامعة مثل روجر فيدرر وديوكوفيتش، في تأكيد جديد على أنه أحد أبرز نجوم الحقبة الحالية وأحد المرشحين لقيادة مستقبل لعبة التنس العالمية.

********************************************

وقفة رياضية.. ملاعبنا الشعبية ساهمت في صناعة نجوم الكرة

منعم جابر

قديمًا كان للملاعب الشعبية دور مهم في تخريج المئات من لاعبي كرة القدم، في وقت لم نكن نمتلك فيه سوى عدد قليل من الملاعب النظامية. ورغم ذلك، فقد خرجت هذه الساحات الترابية عشرات المبدعين ونجوم اللعبة، مثل: هادي عباس، وناصر جكو، وجميل عباس (جمولي)، ومنصور مرجان، وعمو بابا، وغيرهم الكثير ممن زيّنوا سماء الكرة العراقية ورسموا أجمل صورها، وأثبتوا كفاءتهم وقدراتهم عبر تلك الملاعب الشعبية.

لكن الحال تبدل اليوم، وتراجع المستوى الفني، وهنا أطالب بالاهتمام النوعي والإشراف المتقدم، وأن تكون هناك لجان مختصة تُعنى بالملاعب الشعبية التي لعبت دورًا كبيرًا في تخريج المواهب وتقديمها إلى الأندية والمؤسسات المعنية بكرة القدم.

لقد كانت الملاعب الشعبية في ذلك الزمن بمنزلة معامل لإنتاج المبدعين والنجوم. وكانت الفرق الشعبية والمدارس ومنتخبات "المعارف" ومعلموها ومدرسوها هي السند والداعم والموجّه لهؤلاء الشباب الذين تحولوا لاحقًا إلى نجوم في سماء الكرة العراقية.

ومن هنا، أتمنى ضرورة الاهتمام بالساحات والملاعب الشعبية، ودعم الفرق الأهلية في مناطق بغداد والمحافظات كافة، لأنها تمثل بيئة خصبة لتخريج المبدعين، وخصوصًا في لعبة كرة القدم. أما هجرها وإهمالها فيعني تجفيف أحد أهم منابع الإبداع الرياضي.

نعم، لقد تغيّر الزمن وازدادت الكثافة السكانية، وارتفعت الأطماع، فتحولت العديد من الساحات الشعبية المخصّصة لكرة القدم إلى مشاريع استثمارية. لذلك، فإن الحفاظ على ما تبقى منها بات ضرورة ملحّة، فشباب اليوم في حاجة إلى مساحات لممارسة الرياضة وتطوير مواهبهم، تطبيقًا لما نصّ عليه الدستور العراقي في المادة (36) التي تؤكد أن: "ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها."

ومن هنا، أقول للجهات المسؤولة وصنّاع القرار: عليكم تنفيذ ما جاء في الدستور العراقي، والعمل على دعم حركة الشباب والرياضة، وإعادة الحيوية للنشاطات الرياضية. كما يجب عليكم الحفاظ على الملاعب الشعبية وإعادة الحياة إليها، لأنها تمثل روح الرياضة ومستقبل أبنائنا، ومن خلالها ينهض مستوى كرة القدم ويتطور من جديد.

*********************************************

الرباعون البارالمبيون يصلون السعودية للمشاركة في دورة التضامن الإسلامي

متابعة ـ طريق الشعب

 

وصل وفد المنتخب العراقي لرفع الأثقال البارالمبي إلى المملكة العربية السعودية أمس، استعداداً للمشاركة في دورة التضامن الإسلامي للألعاب البارالمبية، التي تنطلق منافساتها في الفترة من 18 ولغاية 23 تشرين الثاني الجاري.

وقال عضو الاتحاد العراقي لرفع الأثقال البارالمبي جبار طارش، إن العراق سيشارك برباعين اثنين في هذه النسخة من البطولة، هما مصطفى سلمان (وزن 59 كغم) ورسول كاظم (وزن 80 كغم).

وأوضح طارش أن وفد المنتخب يتألف من أربعة أشخاص: جبار طارش رئيساً للوفد، عماد عاشور مدرباً، إضافة إلى الرباعين المشاركين.

وأشار إلى أن البطولة تأتي ضمن برنامج الفعاليات البارالمبية المدرج في خطة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، والتي تهدف إلى تعزيز جاهزية اللاعبين ورفع مستوياتهم الفنية عبر الاحتكاك الخارجي والمشاركات الدولية.

***********************************************

الصفحة العاشرة

{دايني ون ياعود} نص كتب بالدم لكنه يغني

شهاب أحمد الفضلي*

تأتي هذه القصيدة الشعبية التي كتبها الشاعر يوسف المحمداوي كنبض حيّ من قلب الألم العراقي، وكأنها تصدر من ذلك المكان الداخلي الذي لا يزال يؤمن بأن الكلمة قادرة على مواجهة الخراب، ولو بالنغمة الأخيرة للعود.

يوسف المحمداوي ليس مجرد شاعر شعبي؛ إنّه حامل لذاكرة جيلٍ كامل، من الأرض الجنوبية التي علّمت أبناءها كيف يضعون دموعهم في وزن، وأحلامهم في قافية، وجراحهم في صوت  يمتلك قدرة استثنائية على تحويل التعب اليومي إلى شعر، وتحويل الأسى السياسي إلى موسيقى، وكأن الحزن عنده ليس حالة بل أداة إبداع، وليس عائقاً بل وقوداً يشحذ اللغة ويمنحها حرارة الوجدان الشعبي. إنّ صدقه العاطفي، وبساطته المركّبة، واشتباكه العميق مع الواقع، يمنح قصيدته سلطة روحية لا يملكها كثيرون. فهو يكتب بيدٍ من الطين العراقي، وصوتٍ من تعب الفقراء، وعينٍ لم تتعب من النظر إلى الأمل برغم كل شيء. 

في قصيدته "دايني ون ياعود" يتجلّى يوسف في أفضل صوره: شاعرٌ يلمّ آلام الناس مثل حصّادٍ عجوز يعرف متى ينحني ومتى يرفع رأسه للريح. يكتب عن الحزب الشيوعي العراقي لا من باب التمجيد، بل من باب الوفاء لظلٍّ نظيف لم يغادر ذاكرة الناس. يكتب عن الهور، والنخل، والمحرومين، وكأن هذه المفردات ليست كلمات بل جراح وطنٍ كامل.   يوسف المحمداوي شاعر يضع الحقيقة على الطاولة بلا خوف، ويترك العود يعزف ما عجز السياسيون عن قوله، فتخرج قصيدته مثل نشيدٍ للوجدان الشعبي، ونحيبٍ نبيل على كل ما انكسر في العراق وما يزال ينتظر من يصلحه. إنّه شاعرٌ يعرف كيف يصنع من الوجع جمالاً، ومن المرارة معنى، ومن خسارات الناس قصائد لا تُنسى.  تبدو قصيدته في عمقها الباطن لا مجرد نص غنائي شعبي يواجه الخيبة السياسية، بل بنية نفسية مجروحة تكشف عن ذات مثقلة بالفقد، وتاريخ جمعي مدمى، لم يتمكن العراقي من الخروج من قبضته.   خطاب القصيدة موجه إلى العود، لكنه في الحقيقة موجه إلى الأنا الجريحة، وإلى وطن تحول من موضوع حب إلى موضوع قلق وصدمة. منظور التحليل النفسي - قراءة في الجرح، والإسقاط، واللاشعور الجمعي:  منذ السطور الأولى، يقدم الشاعر العود لا بوصفه آلة، بل بوصفه جهازا إسقاطيا يحمل عليه مشاعر القهر والخذلان والحرمان. فـ"اعزف حزن يا عود" ليست جملة غنائية؛ إنها فعل نفسي يعبر عن حاجة الذات إلى تنفيس الكبت المتراكم. فالعراق في "اللاوعي " الجمعي، صار مكانا لا يتوقف عن إعادة إنتاج الفقد. وهنا ينبثق ما يسميه التحليل النفسي "التكرار القهري": كلما حاول العراقيون كتابة قصيدة عن الوطن، عادوا إلى ذات المفردات: الهور الذي يموت، الجوع، النخل، المنجل المفقود، الليل والحزن. كأن الذاكرة الجمعية، المنحبسة بين الحرب والجوع والمنفى والنهب، لا تجد مخرجا سوى إعادة صياغة الألم ذاته. 

كذلك يظهر في القصيدة ما يشبه "الحداد غير المكتمل"؛ فالعراقي، وفق الخطاب الشعري، لم ينه بعد عملية فقدانه لوطن مستقر أو مشروع سياسي أخلاقي. الحداد هنا لا يتحول إلى شفاء، بل يبقى معلقا، يتحول إلى نواح دائم:  "اعزف بقهر"، "اصرخ حزن ياعود"،  "ون بوجع"  كل هذه الأفعال تدل على نفس لم تستطع أن ترمم فوضى الداخل، فاستعانت بما يتوفر من رموز، كأن العود صار أبا غائبا أو مركز ثبات بديل في وسط واقع متشظ. 

أما حضور الحزب الشيوعي فهو ليس حضورا سياسيا خالصا، بل موضوع مثالي مقدس في اللاوعي الجمعي للفقراء؛ يشبه "الأب الأخلاقي" الذي لم يسرق ولم يشارك في العبث، انه تجسيد لما يعرف في التحليل النفسي بـ Ideal Ego - صورة الذات المثالية، التي يتمنى الإنسان لو تكون واقعا، لكنه يعرف أنها ستظل بعيدة في واقع يتآكله الفساد. 

القصيدة تعيد إنتاج علاقة الأنا بالرمز السياسي، ليس بوصفه مؤسسة سياسية، بل بوصفه موضوع حب مأزوم: حب نقي لكنه عاجز عن تحقيق ذاته. منظور المادية-الديالكتيكية الماركسية - البنية، الواقع، التناقض:  من منظور ماركسي، لا يمكن قراءة هذه القصيدة دون ربطها بالبنية الاجتماعية التي أفرزتها. فالنص ليس مجرد شكوى شاعر، بل هو صوت طبقي واضح؛ صوت الفقراء الذين يعيشون في تضاد مباشر مع منظومة النهب القائمة.

 القصيدة كنص طبقي: إن تكرار مفردات: "الجوع"، "الفرهود"، "المنجل المفكود"، "الهور ليش انتحر"، "البوگ"، هو ليس مجرد تنميق لغوي، بل تحليل طبقي يربط بين الخراب المادي والخراب الروحي. القصيدة تفضح التناقض الأساسي في العراق طبقة فاحشة الثراء بلا إنتاج، وطبقة مسحوقة بلا حماية.  وحين يقول الشاعر إن الحزب "ما دخل جيبه فلس"، فهو هنا يعيد إنتاج صورة الطبقة الثورية النزيهة مقابل الطبقة الطفيلية - وهذه ثنائية ماركسية خالصة: تؤشر الصراع بين العمل والنهب، بين الإنتاج والطفيلية.

الهور والنخل كرموز لبنية اقتصادية منهارة:  في الوعي المادي التاريخي، البيئة ليست مجرد خلفية، بل هي جزء من علاقات الإنتاج. القصيدة إذن تقدم الهور المنتحر لا كمجرد صورة شعرية، بل أيضا كمؤشر على انهيار منظومة الإنتاج الريفي التي كانت تاريخيا حاضنة للطبقة العاملة الزراعية. إن موت الهور هو موت طبقة كاملة؛ وموت المنجل هو موت القدرة على العمل؛ وموت النهر هو موت الدورة الاقتصادية الطبيعية. هذه ليست رومانسية، إنها مادية صلبة. 

التناقض الديالكتيكي - بين الحلم والواقع: القصيدة تمشي على خط ديالكتيكي واضح:  كل مقطع يطرح نقيضا لما قبله: الحزن/الأمل الجوع/الكرامة الماضي النظيف/الواقع الفاسد الوطن/النهب الهور/البارود .هذا الصراع المستمر يولد ما يسميه ماركس بـ الحركة؛ فالقصيدة ليست ساكنة، بل تتحرك بين قطبين متصارعين، وهذا يجعلها نصا ديالكتيكيا بامتياز. إسقاط على الواقع العراقي - الذات الممزقة والبنية المختلة: العراق اليوم هو تجسيد حي لنفس جريحة وبنية اجتماعية مختلة.  القصيدة تقول ذلك بدون تنظير: - العراق يعيش حالة فصام بين ما يريد وما يحصل عليه. - الناس يريدون العدالة، لكنهم محاطون بالنهابين. - يريدون وطنا، لكنهم يحصلون على خرابة. - يريدون رموزا نظيفة، لكن السلطة تقدم لهم أسوأ ما في المجتمع.

هنا يتجلى ما يسميه التحليل النفسي بـ "الهوة بين مبدأ اللذة ومبدأ الواقع": القصيدة تبقي اللذة (الوطن المثالي، الحزب النظيف، النخل، الهور) في مستوى الحلم، بينما الواقع يفرض البارود والفرهود والجوع والنهب والعوز. ومن منظور ماركسي، هذه الهوة ليست قدرا نفسيا، بل نتيجة لبنية اقتصادية سياسية تقوم على الريع والانهيار الطبقي، حيث تتحول الدولة إلى شركة للنهب، وتتشرذم الطبقات، وينتج عن ذلك إنسان محطم نفسيا يبحث عن ذاته في القصائد، لأن الواقع لم يعد صالحا للعيش. 

الخلاصة الأقرب إلى جوهر النص: هذه القصيدة ليست قصيدة؛ إنها صرخة مكبوتة، وهي ليست نواحا؛ إنها تقرير طبقي، وليست غناء شعبيا؛ إنها اعتراف نفسي بندبة لن تشفى قريبا.

 "ياعود" ليست نداء لآلة موسيقية، بل هي نداء للعراق نفسه: العراق الذي يتحول من وطن إلى موضوع علاج نفسي، ومن أرض خصبة إلى ساحة نهب، ومن حلم جميل إلى جرح مفتوح . القصيدة، بعمقها النفسي والطبقي، تجسد مأساة العراقي اليوم: إنسان يملك وعيا كبيرا بما يحدث، لكنه لا يملك قوة تغييره؛ فينفس عبر العود، وينادي النخل، ويبكي الهور، ويحاول أن يبقي نفسه بشرا.. في بلد يصر على تحويل البشر إلى جثث أو أرقام. 

القصيدة تتجاوز الكلمات انها نص كتب بالدم، لكنه يغني.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتب واكاديمي

القصيدة

دايني ون ياعود

يوسف المحمداوي

الإهداء للحزب الشيوعي العراقي الذي أشاركه نعمة الفقراء، بعدم الفوز بهذه الحرب المقلقة والمثيرة لجدل المواطن، خشية من سرقات قرن أخرى. فمبارك لكم الفوز بنزاهة تاريخكم، الثري بالمواقف والتضحيات.

إعزفْ حزن ياعود

عالراح والموجود

اعزف يعود بقهر

واسأل بقايا البشر؟

العدل يمته يسود

الحزب ماله ذنب

عدنه الحرامي صعب

وكلمن خسر هالحرب

بالبوگ مامريود

عالوطن ون ياعود

خليك مثل الأمس

شامخ بعزة نفس

ما دخل جيبك فلس

من ديرة الفرهود

غني الحزب ياعود

عادلك ثورة نصر

وكامل شياعك فكر

ومظفرك بالشعر

شاهد على المشهود

سمّعْ الحزب ياعود

لا صارت ولا جرت

علتي ولاهي انتهت

لا ذمه عدي وبخت

من اضحك على المعبود

لوعْ بحزن ياعود

اعزف وسمع الگمر

رگص السهر والشجر

وانشد بقايا النهر

بلكت يعود حمود

كثر الحزن ياعود

حمود ما ضي المشه

بيه المحبه عشه

والدوني هسه انتشه

والجوع للمگرود

اصرخ حزن ياعود

شتريگ ويه الصبح

مجروح حتى الجرح

والزرع رايد فلح

يالمنجلك مفگود

صيح بحزن ياعود

الصار بينه وسده

ياعود توه ابتدى

دمع الحدايق نده

مشتهي يبوس ورود

لولي بشجن ياعود

اعزف يعود بقهر

واسال طيور النهر

الهور ليش انتحر

من ريحة البارود

غنّي بحزن ياعود

الهور دمعة وطن

جرحّت خد الزمن

والباگنه  بالمحن

مايملي عينه الدود

سمع النخل ياعود

خليني ريشه بجنح

برد الحدايق سمح

تعبني هذا الجرح

خلاني مثل العود

صيح بألم ياعود

نومني ضفه بنهر

فزرني زخة مطر

يمته اشوفك فخر

يا وطن بس مصيود

سمعني ون ياعود

سمّعْ يعود الشمس

وأسألها عن الأمس

مابيها جية عرس

وانزع هدومي السود

دايني ون ياعود

سمعني احلى شجن

نسيني هذا الزمن

بلكت يعود الوطن

مثل الأمس محسود

ون بوجع ياعود

**********************************************

حالة

كاظم غيلان

لعبت برأسي قصايد عاشكه

ونقطة حبر

وشردت بجدمي شوارع خاليه

وداخ الجسر

الجسر،.. اه الجسر

اه الكهاوي الحلوه

وهموم أصدقائي الرايحين

الشعر  ... اه الشعر

جا وين ( كهوة ياسين ) ؟

بغداد.. تبجي وي الشعر

ودموعها اتروي التين

وبغداد .. تعتب

والشعر كاعد بغرفة تحقيق

معصوبه عينه ودايخ بجلادين

عيني .. حبيبي

يلشعر .. يا أول المذبوحين

****************************************

كبوة أصيل

حسين جهيد الحافظ

 

أصيل انته

او كبوتك كبوة أصيل

الهاي لا تهتم

يبو خلگ الچبير

الشال ضيم الناس

منه الناس تتعلم

أشكثر دربك طويل اطويل

و اشگد شفت بيه أشواك

سحگته او لا چنت

فد يوم تتألم

الك طابو الحياة

اشما تطيح اتگوم

تعلم الراد٠٠٠

 والما رام يتعلم

طائر العنقاء انته

او فارس الكبوات

بالكبوات أنته اعلم

شد حيلك نبي للجاي

خله الراح٠٠٠٠

انته أبهاب مني أفهم

أشكثر ضحيت ٠٠٠

وأشگد أمن الرفاق انطيت

هذا أنته كريم ا و زود

انته أمن  الكرم اكرم

يا بيرغ عراضه ٠٠٠!

الما بطخ للموت

او لجروح الخلگ مرهم

يا شهگة البرحي

او نشغة القداح

يا ماي الحياة

الكل وكت بلسم

قليل الراح

بس  الجاي حيل اهوايد

لازم بيه نتنعم

يسوار الذهب و ايلوگ

بالشوگ اعله كل معصم

اسمك تاج فوگ ااراس

مدرسة الحقيقه البيك

كل الناس تتعلم

كبوة أصيل الصار

شد الحبل لا تهتم

شد الحبل لا تهتم

**********************************************

تراتيل  الغربه

كاظم العطشان

آنه....

والبيّه....

وسماري

وشهگه من شمس المغيب

اتلفني صفنات المحطه

الصفنه غير الذكرى  والدمعه اشتجيب !

لا هله  التحضن  خطوتي

ولا حنين  ايلم  غربتي

ولا مراسي اتلوح  بعيون  الحبيب

الناس غربه

الوطن غربه

وحته ثوبي الساتر اجروحي غريب

وكل وطن مزروع وحشه

الخوف غيم

والمطر .. كل  گطره  ذيب

وكل شي  بيّه ايصيح مامش..!!

آنه صوت وصوره عايش

ليش مامش..؟!

ليش عايش..؟

والظنون ابراسي رمده

وكل حلم بعيوني طايش ..؟!  

چي عتگ ثوب العرايس!

چي گطع همسه النده وما ودّه طارش!

آنه....

وجروحي...

وسماري!

وليل ما لفني ابعباته

وكل درب ما يشتهيك الخطوه ذلّه

واليذل ترخص غلاته

والگمر لو فطن حسنه

يبدي  يطفه ..

وتاكل الظلمه ابحلاته

وانه مثل الگمر طافي

لا جرف عزّب اشراعي

أو لا عرس سمره 

ونقش حنّه وچفافي

الصفنه خمره ..!

وسكرة اعيوني دمعها

الشربت أحلامي عوافي

ولله ملّتني الشوارع

ولله ذلتني المدامع

مبحر ابعاصف سكتي

أحسِب ابيوت وجوامع

واقره بعيون التصدلي

ابكل وكاحه اتگول: ضايع !!

هذا ضايع..!

آنه ضايع

مدري آنه.. ومدري موش آنه ونسيت

ومدري رسمي اتبدّل ابغش المرايه

ويمته گللي

ايخضّر اجناح النوارس

يمته اشوف الهله اولايه

وفزّن اجناح الطواري

وشبّت ابريشي الحريجه

يا حمام الزاجل اشطوّل غيابك

ريجي حنظل..

غافي عمرين اعله ريجه

وكاسرت صبري اعله ظني

وسولفت وي روحي سالوفه عتيجه 

سولفت بس اختلفنه

وبلفجر جثه افترگنه

الليل..

وجروحي..

وسماري

وكلمن اتعدّه ابطريجه

وكلمن اتعدّه ابطريجه

*********************************************

بعد النعاس

عبد الكريم القصاب 

ليليّه النعاس يمد جسر عالماي ،

وتخضّر جروفي وجوه .

تعبرلي أصابع تنبش بعيني ....

نبــع وفياي

ليليّه الوجوه ..

يجيبها آلمدري شني بروحي .

تحط وسادة الزيبك بمرجوحه .

تهز بيه ، تهز ..

...والروح صفنة ماي

وآتنفس رذاذ الطين ،

أبوس عيون طيف الماي .

أكَلّه آدخيل آصابيعك ، ولك بهداي ،

وك ياطيف ،...

يمعوّد ، خبطت الماي ،

يمعوّد ، خبطت الماي .

وك يا طيف المصبرين ، وك بهداي .

يل عابر عليّ بظهر موجه وناي ،

بارد مثل كَلب آصباي .

وك بهداي ويْ حزني ، ولك بهداي .

دخيلك ، لا تبلّلني بنداوة عيد .

أنا حزني عطور العيد .

مر يا طيف ناشف ، لا تجي مبلّل ،

لا تحجي حجي مبلّل ،

لترشني ندى ، خاف الحزن يزعل .

عود ترشني مايك والحزن يبرد ؟

لا يابوي ،

البارد ما يفيد آوياي ،

تزاني حزني مدلّل ،

أنا مجنون حزني ويشتعل بالماي .

**********************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد الروائية والمترجمة لطفية الدليمي

الروائية والمترجمة العراقية المغتربة لطفية الدليمي؛ صدرت لها مؤخراً ثلاثة كتب مترجمة نشرتها دار المدى وهي:

- الثقافة/ تأليف تيري ايغلتون.

- الثقافتان والثورة العلمية/ تأليف تشارلس بيرسي.

- الثقافة الثالثة/ تأليف نخبة من العلماء والفلاسفة. تتحدث لطفية الدليمي عن كتبها قائلة: "ليس من المناسب ان نشعر بضياع كامل في متاهة اغترابية كلما داهمتنا معضلة او موضوعة يكون الذكاء الاصطناعي طرفاً فيها.. هذا هو جوهر الثقافة الرابعة" وتضيف: لنفعل شيئاً هذا افضل من ان نبقى شبيهي (فاوست) المأسور بغواية مسمومة ما عادت مناسبة للبقاء والاستمرارية في عصر التنوير الجديد الذي نعيش تباشير ثورته القادمة".

*****************************************

{توائم الرجل المُسَيَّب}.. وَهْم المقدّس وفَخ التطرّف

صباح محسن جاسم

توطئة

" سقطت بغداد عشرين مرة عبر تاريخها منذ تأسيسها عام 762م، إحتلال إثرَ إحتلال،المغول ، الصفويين، المماليك، البريطانيين والأمريكيين" ..

الشبيب صاحب جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية عام 2000 عن روايته "الضفيرة"، يعود بجديده العشرين، ضمن مشغله الروائي الذي ابتدأه عام 1995 برواية" إنّه الجراد".

تفتح الرواية درفتي بوابتها السردية بـ" إدّعى الذي سيّبته محبوبتُه على جسر المدينة"، من ثم عادت إليه وتزوجا "وانجبا أبناءً ثلاثة".

 احداث تراوح عند مفترق عدم اليقينية وبقصدية البحث وراء ما يثير فضول القاريء للمتابعة.. بمجرد الدَلْف إلى متن الرواية تتنبّه لسحر اجوائها وفرادة ما يمليه أسلوب السحرية من دلالات ومعانٍ..! فالجسر لم يعد معبَراً للأقدام قدر ما هو فاصلة لألتقاء الأرواح المحبّة العاشقة.

الأسلوب والخيال الأدبي المشبع بالباراسيكولوجي، الخاص بالظواهر النفسية والخارقة للطبيعة، مثل التخاطر، الاستبصار، التحريك الذهني، يوظفه الروائي بدراية العارف لإيصال رسالة غاية في الأهمية، عابرا لعدم يقينية أحداث الرواية والتركيز الضمني على ما يميزها في حبكة قوامها جمالية السرد وتوظيف ما هو تاريخي استشرافا للحاضر المعاش المطعّم بمضمونه العنصري، الطائفي والتحزبي.

أما والإشارة – حدبة الجسر- التي تتكرر في دفتي الكتاب 38 مرة فتعمل كدوارة الريح في لا يقينية وجود هؤلاء التوائم اطلاقاً، لا بل حتى بزواج المسيّب من المرأة التي سيّبته، مثابة جمالية تُعد مصدر إلهام وباعث لاستشراف الأمل كما القلب النابض توقاً لما يحب وما يفتقدهُ من فَقد.

المتن:

الرجل المُسيَّب – نعْتُه، ملحقاً بـ (أبو صخر) ، أمين مكتبة لمدرسة متزوج من امرأة لم تكمل دراستها الإعدادية، سيّبته مرّة وها هي تعود لتلتقيه عند – حدبة الجسر- ، المثابة التي تذكّره ابدا بـ – أم صخر- التي لم تفارق ذهنه ابدا.

الحارن شارد الذهن على جسر المدينة يهذي امام ثلاثة سابلة يمرون به فرادى، يسألونه ولا يفهمون منه شيئا ، عافت نفسه الطعام ثلاثة أيام.

كهلٌ، يُحسب من مثقفي المدينة، عيناه ترنوان إلى حدبة الجسر، وهاتفٌ من السماء يطوف به اثناء نومه، يستحثه الإسراع نحو الجسر يبشره بعودة زوجته الخجولة لتعتذر منه.

تزوجا ثانية ، فيما رغبت زوجته بالسكن في مدينة أخرى كون جسر المدينة يذكرها بفعلتها(!) فيؤنبها ضميرها. الهاتف السماوي يطوف به ليلا يبشرهُ بثلاثة توائم، سمّاهم له، صخر، شامل ثم أدهم. – أسماء برمزية تعكس رؤى حامليها- تتقبل الأم أسماءهم على مضض. في عيد ميلادهم الثامن، الثلاثة إختفوا يوم تبعوا بدوياً يضرب على الربابة ويشدو بعتابة.

غابوا بسحر موسيقى البدوي وغابت معهم سبل البحث اثنتا عشرة سنة!

وسط قلق الوالدين يتخلى الزوج عن عمله بعد بحث لأكثر من أربعة اشهر، يهيم على وجهه في صحراء شاسعة حتى تقوده قدماه إلى  موقع – الخيمة الكبرى / خيمة الشغل- لسرادق البدو في عمق الصحراء حيث تَجمَع اليها الصبية المأخوذين بموسيقى العازف وكأنهم مسحورون ليخضعوا الى عملية بيعهم لقاء مكافآت من قبل مقاولين أفندية.

بسبب من استضافته لدى سرادق البدو فترة أيام قلائل للتأكد من تواجد ابنائه ضمن ما يُعرض من الصبْية الا انه يقع في مطب اُعدّ لهُ لتوريطه بالزواج من ابنتهم البدوية المتزوجة أصلاً من ثلاثة يموتون تباعاً أثرَ زواجهم!

اكاديمية النشء الوطنية:

موقع داخل مركز العاصمة بمعيّة مقاولين " حَضَر" مكلفين بتهيئة الأولاد المغويين الذين تم انتقائهم من خارج مجمعات البدو- في إشارة إلى جهة اجنبية ممولة لأحزاب سياسية تدار من قبل طرف مجهول تسعى باصطفاء الصبيان لاعدادهم كقادة أحزاب سياسيين بثلاث رؤى متباينة لثلاث فئات: " دينية " – وشهادة تخرّج بشريط رمادي داكن - بقداسة تجرّم الإعتراض على توجيهاتها الدينية من قبيل إن السماء مهمومة بشؤون البشر التي تُثقلُها فوضى لا تُطاق- . الفئة الثانية " اممية" ، بشهادة تخرّج بشريط أحمر-تسعى " أن تكون البشرية بجلّها وحدةً واحدةً وطنية  تستحوذ غالبية البشر العظمى على خيراتها، وليست مجموعات متكتلة جينيّاً كما في المجموعة الثالثة الـ" قوميّة" بشهادة تخرّج وشريطها الأصفر. كذلك يتوزع التوائم الثلاثة كلٌّ بحسب حزبه، صخر، شامل وأدهم على التوالي. ثلاث مجموعات تفيد تعدد الفرص ولاحقاً نشوء احتدامات فعداوات فاقتتال بينها! هذا ما أُعدت العدّة له من قبل " المقاولين الأفندية الحَضَر" لقاء اكراميات ومعونات يمنحوها للبدو..

اكاديمية بثلاثة طوابق تؤشر بتورية ذكية إلى نوايا الجهة القائمة باعدادهم كي تخلق منهم قياديين لأحزاب بطابع قدسيّ الأيديولوجية، وإلى أن يتم الإيقاع بتلك الأحزاب، لتنشب صراعات دموية فيما بينها بسبب العهر الآيديولوجي..!

واذن نحن امام مجتمع بداوة مقابل مدنية تتذاكى ولا من معترض لأولئك الغرباء الذين تحكّموا بمصير جيل جديد، بذريعة " السعد الذي ينتظر الأولاد"!

 ما تم التأكيد عليه عن قداسة مناهج الدراسة المختلفة شكليا والمتشابهة بهيمنة المقدّس الديني، يهدف إلى حشره في أدمغة الطلاب الذين بدو وكأنهم منومون مغناطيسياً.

الإنتباهة في انخطافة المسيَّب وبصيرته الذهنية التي ما عادت تميّز مسيرات التظاهرات الثلاث في العاصمة وتصارع أصحاب الهراوات، فسرعان ما نزع المتظاهرون قماشات اليافطات الملونة عن مساندها الخشبية والمعدنية وصاروا يتهاجمون .. –مشهد يعود إلى ستينيات القرن الماضي وما هو مماثل من قبل القوميين.. وليس بعيداً تظاهرات تشرين وما حدث من قتل الأبرياء العزّل عند محيط المطعم التركي وساحة التحرير في بغداد..! على أن بصيرة المسيَّب  لها بصرٌ يرى وآذان تسمع.

 خاتمة الرواية تدين حصيلة فناء كل توائم المسيَّب فيما يبقى المسيَّب أسير وهمٍ لا فكاك من هذيانه، بحثا عن منقذٍ قوي لنجدته - في تورية لما يجري حاضرا لبلد كالعراق وبلدان الشرق الأوسط بحثاً عن مخلّص حقيقي غير الذي يحاول الخداع بالمقدس والتطرف الأيديولوجي المبني على "إستحواذٍ خالٍ من أيما نبضٍ لحياةٍ يكون فيها المُستحوَذ بمثابة خشبة" ص126

الرجل المسيّب، سُيّب مرارا:

هو المتسمّر عند حدبة الجسر، لا يجيب المتعرفين عليه سؤالهم هل حقاً أنه واقف منذ ان غادرته فلانة؟!

كلامه خليط من الفصحى واللهجة الدارجة جمع سمّاع مقهى عند كتف الجسر، يتسلّون بسماع حكايته.

المرّة الثانية التي تسيَّب فيها يوم أوقع به البدو وزوجوه لابنتهم الثيب أرملة ازواجها الثلاثة تباعا. اما المرة الثالثة التي يتسيّب فيها فتأكَدت يوم اختفت زوجه -ام صخر- من خيمتها بين سرادق البدو، دون بيان مصيرها، هل انتحرت في تنورها الطيني بدارها في المدينة!؟.

أخيرا تسيّبه القطعي إثرَ مقتل اثنين من توائمه واعدام ثالثهم الكبير المدان بالعمالة وتآمره على الحزب والدولة، وأخيراً ضياع المسيَّب خلف قضبان السجن مع جلّاس مقهى "اموري"،  باعتباره الهدف المطلوب في دائرة الأمن والمخابرات!

الدلالة الفلسفية:

مشهد يتكرر شبيهه البصاق على – صالح السلوان – مثقف السلطة النمّام في رواية " المعظم" ص 257، كأنما بصمة الكاتب الساخر بما يعرف بالسخرية " الكلبية"، يختتم بواسطتها روايته بحنكة العارف الساخر، لرجل كهل يساند الرجل المسيّب ويخلّصه من موقف سابق حين سيق إلى دائرة الأمن، بدعوى ان الرجل مخبول في عقله ولن يصدّق حكايته أحد.

لم تفارق بصيرة المسيّب رؤيا حرق كُل كتب "شامل"، وأصحاب الرايات الصفر الذين استحوذوا على مقدرات البلد واعتدوا على شامل وأصحابه من اليساريين. رؤية تقف عند صراع ( الأخوة الأعداء).

في المشهد الأخير للرواية يبرز الرجل كبير السّن وسط المخفورين من سمّاع مقهى " أموري" ، وهو يصارع نوبة سعال عنيفة حتى يحرر ما في صدره من بصقة كبيرة داخل علبة معدنية عادة ما يحملها معه...!

بصاق على واقع  النميمة والتسيّب المرير وعداء الأخوة باستخذالهم من قبل عدوٌ مخادع عَبْرَ فخٍ من أيديولوجية متطرفة وعقائدية رعناء. واقعٌ  لبلاد كلما مرت عليها السنوات كلما تراجعت القهقرى.

اللغة :

بطلاوة ممتعة لا تني عن اطناب مستساغ بفنية عالية سيما أسلوب التدوير في تكرار وتوضيح ما يسعى الكاتب لتوصيله بمهارة فذّة هي بصمة الشبيب في الروي. سبكٌ مميّز للأحداث " صخر وشامل وأدهم موزّعون على صفوف ثلاثة وسط أقرانهم في طوابق ثلاثة من بناية أكاديمية النشئ الوطنية. " ص264، 104.. ومثل ذلك وقوف المسيب على الجسر متسمرا لا يتحرك صائما عن الطعام لثلاثة أيام. ص143،ص7.

ثمة اكثر من تورية تلوح رمزيتها على وجه شامل النحيل بعد حرق والدته لكتبه " وعينيه الدامعتين.وحتى خلو جَيْبيّ سترته من كتاب صغير" غالبا ما كان يحمله معه. كذا الحال في مشهد الأفاعي الزاحفة فيما تطارد أدهم وجماعته. كما لا تفوت القارئ عبارات السخرية في اكثر من موطئ" موعد السَعَد"، والتفكّه " الماعنده شغل يلعب بـ". ونضحك مع الساخرين من هروب أصحاب الرايات الصفر والرمادية فيما تلاحقهم الأفاعي الفاغرة افواهها.

يُحسن الروائي لهجة البداوة، في تعابير مثل " واه واه واه "  وعبارات  بدوية أخرى، كما ينحاز إلى تفعيل مفردات وعبارات نادرا ما نجد شبيها لها في السرد: متضافرة-أولاء - إنقذاف- الما زال- اللاحراك- وإيشاكهم - لُجج العتمة- يتشاهق- الماانفكًّ -صباحئذ- لحظة إيشاكِه- تتلاهث - يتشاهقون-الّلايدرون- الّلايُرى- جائبو-

خاتمة:

ثيمة الرواية، واقع يستحق الانتباه.. لا يوجد اخوة متشابهون، التطرف في الرؤى والأيديولوجية لزوما سيقود إلى الهلاك. التعايش السلمي والحوار بوعي بعيدا عن حشر " المقدّس" المراوغ في إدارة الدولة هو الحل.

الرسالةُ  تُنذر بخطر ما يجري في بلدنا الذي عانى الأمرين من غزو الطامعين وسعيهم للإستحواذ على ما تبقّى من نسغ حيواتنا.

أأبلغ  وأوضح  من هكذا رسالة؟!

*****************************************************

قصة قصيرة.. ليلة ساخنة

عبد الله حرز البيضاني

لم يتعود علاء أن يبقى مستيقظاً في هذه الساعة المتأخرة من الليل... تقلب على فراشة...اغمض عينيه... استحضر امامه كل الأشياء الجميلة في حياته...لكن نفسه لازالت تأبى الرقود والاستكانة...ربما كثرة التدخين ، أو بعض فناجين القهوة ، التي ارتشفها.. جعلته مستيقظاً حتى هذه الساعة ...

الساعة الثالثة بعد منتصف  الليل، وأمامه بضع ساعات ، لإعداد  نفسه صباحاً للذهاب الى الدوام...

اخرج كتاب اشتراه مجدداً...قرأ منه بضع صفحات...شعر بالملل... القاه جانباً...

تناول هاتفه الجوال...اخذ يقلب صفحات النت ...الفيس بوك...اليوتيوب...وشيئاً فشيئاً...راوده النعاس ، واغمض عينيه، وقبل أن يستسلم للنوم...رن هاتفه الجوال...  صوت نسائي ناعم، طرق مسامعه ...

- استاذ علاء

-  نعم... منو جنابك ...

- انا احدى المعجبات بكتاباتك ، وتعليقات على الفيس بوك

- شكراً جزيلاً على حسن الاطراء...ممكن اتعرف على جنابك

- انا واحدة يطربني سماع صوتك ...وسوف تعرفني لاحقاً...

أغلقت الهاتف...اخذ يفكر في تلك المرأة التي هاتفته في هذه الساعة المتأخرة من الليل...عاد صوتها يرن في أذنه...نبرات صوتها ، تبدو قريبة منه... يا ترى أين سمع هذا الصوت...هز رأسه ، وتثاءب قال في نفسه: النساء بحر لج لا يعرف ما بداخله...

السهر قد اخواه.. أغمض عينيه ... وراح في نوم عميق...

الليلة الثانية ... الساعة تشير الى الثالثة صباحاً بعد منتصف الليل...

رن هاتفه الجوال ... استيقظ من نومه ، وعيناه يغشاهما النوم ...

الرقم نفسه، والصوت نفسه ... يعود دبقاً ناعماً... تغمره الرقة ... وتتوقد فيه الأشياء، والإثارة ... مع مرور الوقت، أصبحت الكلمات تسيل حناناً وعاطفة ، وتزداد حماسة وجرأة  ...

راح بهما الحديث الى مكامن الجسد، في الأماكن الماجنة  في آخر الليل  ...حتى انه احس بحالة موصولة من الخدر الناعم في جسده الغض، وانفتحت اساريره للزمن الجديد...

لم  يعد علاء هذه المرة يهتم بالوقت القليل المتبقي لذهابه الى الدوام ...

سألها عن أسمها ...عنوانها ...

قالت له وصوتها يملأه الغنج والدلال ...غداً في الساعة نفسها، ستعرف عني الكثير...ثم أغلقت هاتفها...

الليلة الثالثة...الساعة الجدارية تشير الى الساعة الثالثة صباحاً بعد منتصف الليل... الهاتف الجوال في يده ينتظر بلهفة أن تتصل به... ظل الهاتف في يده صامتا ...مستسلماً لسكون موحش... يضفي على الغرفة  شيء من الكآبة ، والوحدة ، والملل... يبدو ان صاحبة الحديث الساخن قد نسيت الموعد، وربما الآن تغط في نوم عميق ... الساعة تقترب من الرابعة صباحاً... لم يزل يقظاً... يموء في داخلها الانتظار والأمل، والصمت يعتكف في فضاء الغرفة، رحلت الكلمات المظللة بالدفء ...

تمدد في فراشه.. ارتخى جفناه تدريجياً ، ثم انغلقتا ، واستسلمت نفسه للنوم ...

مؤقت ساعة الهاتف يرن عند الساعة السابعة صباحاً... تناول فطوره سريعاً... استقل سيارة اجرة ...ليصل الى دائرته في الوقت المحدد...   

جلس في الغرفة المستطيلة التي تشغلها خمسة من الموظفات يعملن معه في قسم الذاتية والأوراق...

جلس علاء في مكتبه ...  الفايلات ، ورزمة  اوراق الصادرة  والوارد... المطروحة على المنضدة ...تحتاج الى تفريق وتنظيم ...الوقت لازال مبكراً لأنجازها ...

 ارخى جسده على الكرسي ... شرد ذهنه منتقلاً الى صوت المرأة، وصار يستعيد صورتها في ذهنه... يا ترى كيف يكون شكلها ...لابد لهذا الصوت الرخيم العذب، ان يحمل جمالاً أخاذاً، ولابد ان يكون جسدها يبوح بأنوثة رائعة... أفكاره الخفية، تنبض بإيقاع رنين صوتها ، وروحه تئن بصمت ، ومشاعره اليقظة المندفعة تستولي عليه ، ويقرر أن يتصل بها ...

ضغط على الرقم المجهول في هاتفه...هناك هاتف يرن في داخل الغرفة ، وبالضبط عند احدى زميلاته في القسم ...

اغلق الهاتف بسرعة ، وظل ساكتاً ، ولم ينطق بشيء ، وعيناه تتوهان في وسط من الحيرة والذهول. 

**************************************************

حارس الناس*

عبدالرزّاق الربيعي/ مسقط

عندما كنّا جنديين

نحرّس بوّابات الوطن المخلّعة

وثغوره غير المبتسمة

من لصوصه الهواة

غلبني النعاس

فأدخلتُ فوّهة البندقية

في قلمي الجاف

ووضعتهما في جيبي

ووضعتُ رأسي

على وسادة كونكريتية

ومن دون "أحلام سعيدة"

تغطّيتُ

بما يتيسّر من صور شهداء

حديثي الولادة

قلت له: ياحارس الناس

سأغيبُ قليلا

أمّا أنت فواصل

يقظتك

وكنْ حذرا

من كلاب الليل

خذْ بالك

من اللصوص...

فيجيبني:

- لا عليك

أنا لها

وستكون لهم

الفرضة والشعيرة

والشعر

بالمرصاد

نمتُ...

فيما ظلّ

يحرسُ رأسي من الصداع

والكرة الأرضية

 من الإنجراف

وروحي

 من التقهقر...

أمس تذكّرنا هذا

عندما كنّا نتحاورُ

في منطقة محايدة

كانت ساعتي تشير :

 صباحا بتوقيت مسقط

وساعته تشير:

 مساء بتوقيت كولومبوس

وكانت صور لصوص الوطن الكبار

بشواربهم الكثيفة

وثغورهم الباسمة

تملأ الشاشات

- لا تبتئس أخاه

قال لي...

للوطن ربّ يحرسه...

وحين عسعس الليل

في سريره

وتنفّس الصباح

على حائطي

قال لي:

حان الوقت

لأتركك وحدك

تحرس بوّابة الأرض

خذْ بالك...

لا تسدّ فوهة قلمك

فلصوص العالم يتكاثرون

مثل وباء

بخلية واحدة!

وعندما يحين رقادك

ايقظني

لنحرسَ العالم

--------------------------------------

العنوان إحالة إلى عنوان ديوان الصديق الشاعر فضل خلف جبر " رسول الناس". وهذا النص مهدى اليه.

*********************************************

الصفحة الثانية عشر

د. عدنان المسعودي عن {العقل الأداتي}

كربلاء – سلام القريني

ضيّف "نادي الكتّاب" في كربلاء الأربعاء الماضي، د. عدنان عبيد المسعودي، الذي ألقى محاضرة حول "جدل العقل الأداتي"، وذلك على قاعة "مقهى بن رضا علوان" في مركز المدينة.

المحاضرة التي استمع إليها عدد من المثقفين والمهتمين في القضايا الفكرية، أدارها د. كامل عزال. فيما استهلها الضيف بالحديث عن "نظام ما بعد الرأسمالية المتوحشة التي اختزلت الإنسان بالآلة واختزلت مفهوم السعادة باللذات الغريزية المبتذلة، ومفهوم الحرية بالاباحية ومفهوم العقل بالتكنولوجيا".

وأوضح أن الفيلسوف الألماني – الأمريكي هربرت ماركوزه وازن بين مفهوم "العقل – الأداة" والتقنية العلمية المجردة من المشاعر، مضيفا أن "الحضارة التكنولوجية المعاصرة مصرّة على مسخ الإنسان إلى مجرّد حسّابة كمية متطورة، وتقنية علمية مشفّرة بالرموز".

وتطرق د. المسعودي إلى فكرة الفيلسوف الألماني هابرماس حول "مشروع العقل الأداتي في سعيه لتقسيم الواقع وتفتيته إلى أجزاء غير مترابطة. وبذلك يمكن عدّ الإنسان نفسه مجرد جزء عضوي في شعبة العضويات العاقلة، تنطبق عليه مقولات العقل - الأداة، وتجزئ كيانه إلى سلاسل حاجات ورغبات يمكن إشباعها من خلال أسواق المعروضات السلعية".

وأوضح أن هابرماس يرى أن لا  سبيل أمام الحضارة الرأسمالية المعاصرة إلّا ببعث وظيفة الفلسفة في استعادة رسالة الإنسان باعتباره مركز الوعي، وتحرير العقل من قبضة اخطبوط الآلة".

كذلك استعرض المحاضر فكرة الفيلسوف الألماني هايدغر عن الاستلاب والقهر واستعباد عقل الإنسان وحطّ قيمه إلى سلسلة استلابات سلطوية خانقة، مبينا أن هايدغر اقترح لحلّ مشكلات أنظمة الاستلاب والتغريب، فكرة "تدمير وتحطيم أنساق الموت، من خلال تفسير العالم أو إعادة تأويله خارج كماشات التقاليد".

واستعاد د. المسعودي في محاضرته أفكار الفلاسفة الرواقيين الأوائل حول مقولة النزوع إلى الفضيلة، قبل أن تفسد قيم الحضارة طبيعة الإنسان الأصلية، منوّها إلى أن "الرواقيين استبعدوا تماما عن العقل كلّ ما يتعلّق باللذات الحسيّة، وحصّنوا أخلاق الإنسان من الترف والمال وقناطير السُحت. بل انتقدوا أفكار الذات عن أنانيات النجاح الشخصي ودوافع التملك وحبّ المديح".

فيما ألقى الضوء على أفكار الفيلسوف الرواقي الروماني المتقشّف سينيكا (توفي سنة 65 ميلادية)، والذي تناول مفهوم الطهر البدني، ورأى أن الطبيعة البشرية تفسد بفساد الحكومة، مشيرا إلى أن سينيكا ذكر أن السلطة "هي أكبر أبواب الشر الذي فرضه الإنسان على نفسه وغيّر بذلك طبيعته وأفسدها بضغوط المصالح وأنانية قوى الشر".

وقبل أن يختم محاضرته، عدد المسعودي مختزلات هربرت ماركوزه لدرجات النقد الماركسي، والتي جمعها في ثلاث رتب، هي: رتبة النقد المطلق او المثالي، الذي يتجاهل فيه الناقد قضايا الواقع، ورتبة النقد بوصفه ممارسة تنويرية أو وظيفة وعي، لتوظيف دور العقل في تحرير الإنسان من الاستلاب، ورتبة النقد بوصفه ممارسة ثورية عنيفة، والذي يجب أن يرتبط بطبقة ثورية لها مصلحة في تغيير الواقع، وفي إطلاق سراح الوجدان من قيود الاستعباد. 

وعلى هامش المحاضرة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات حول موضوعها، وهم كل من الروائي علي لفتة سعيد، الاستاذ خليل الشافعي، الاستاذ صباح أبو دكة، د. سليم جوهر، الاستاذ سلام القريني والمحامي نصير شنشول.

*********************************************

إلى الحزب الشيوعي العراقي

وأصدقائي المضحين الوطنيين الشرفاء:

نخلك ما ذبل لو يبقه بس سبّاح         (سلام) بكاع حُري راگزه عروگه

الزمن دولاب بويه ومو مهم الفوز      باچر يرتوّي وتحمّل عثوگه

وانطيك العهد ويّاك أشد حزام          وأضمنلك نجاح ونصرك نضوگه

روَّه الوطن دمك گاع كردستان        تشهدلك صحاري وهور الغموگه

إلك بين الضلوع بكل گلب نيشان      وخيلك من تهد ما تصفن سبوگه

منهوب الوطن والناس مچمورين     بُخيت اللي يرّد الموطنه حگوگه

حامد كعيّد الجبوري

********************************************

{سيرك} جواد الأسدي

 إلى تونس

متابعة – طريق الشعب

تستعد الفرقة الوطنية للتمثيل للمشاركة في مهرجان أيام قرطاج المسرحي في تونس بدورته الـ26، أحد أبرز المهرجانات العربية والدولية.

وتقدم الفرقة خلال المهرجان الذي سيقام في الفترة من 22 حتى 29 تشرين الثاني الجاري، عرضين مسرحيين يمثلان جيلين مختلفين في الإخراج المسرحي. الأول بعنوان "سيرك" من تأليف وإخراج جواد الأسدي. حيث سيعرض خارج المسابقة الرسمية كعرض شرف ضمن الفقرات الخاصة للمهرجان.

أما العرض الثاني فهو "الجدار"، من إخراج سنان العزاوي. وسيعرض داخل المسابقة الرسمية، ما يضعه في دائرة المنافسة على الجوائز. 

مسرحية "سيرك"، وسبق أن شاركت في مهرجانات عدة من بينها مهرجان المسرح العربي في مسقط ومهرجان القاهرة للمسرح التجريبي ومهرجان بغداد المسرحي، تسرد قصة سيرك تهدم إثر الحرب. وتدور حول شخصيات مقهورة تعيش تحت وطأة القهر والسلطة، وترمز إلى انهيار المدن وخسارة الأرواح. من بين شخصياتها صاحب السيرك، الذي يضطر لقتل كلبه تحت ضغط مسؤول متسلط، والزوجة التي تهرب بعد تعرضها للاعتداء، والكاتب الروائي الذي يعجز عن مواجهة الواقع.

*****************************************

فيلم لعدي رشيد يتوّج بجائزة مهرجان وهران

 متابعة – طريق الشعب

تُوّج الفيلم العراقي الروائي الطويل "أناشيد آدم" للمخرج عدي رشيد، بـ "جائزة الوهر الذهبي"، وذلك في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بدورته الـ13، والذي اختتم الأربعاء الماضي في الجزائر.

وشارك في المهرجان 63 عملاً سينمائياً منها 34 في إطار المنافسة لفئات الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية. فيما عرضت البقية خارج المسابقة في أقسام معنونة "سينما نوفمبر" و"فلسطين للأبد" و"البيئة" و"البساط الأحمر" و"وهران في قلب أفريقيا" و"وقت العائلة".

جدير بالذكر، أن فيلم "أناشيد آدم" اُنتج بالاشتراك بين شركتي "نيبور" للإنتاج الفني و"كي آن فيلم".

وحسب بيان صحفي صادر عن "شركة نيبور"، فإن "جائزة الوهر الذهبي" تُعد من أعرق الجوائز الإقليمية وتمثل محطة فارقة في مسيرة أي عمل سينمائي عربي.

وذكر البيان أن فيلم "أناشيد آدم" حُظي بإقبال جماهيري ونقدي استثنائي في المهرجان "حيث أشادت اللجان النقدية بتقنياته العالية وقوة ادائه التمثيلي وتمكنه من معالجة قضايا إنسانية عميقة بأسلوب سينمائي رصين".

وأشار البيان إلى أن هذا الفوز يأتي "ليعزز دور السينما العراقية كرافد أساسي للثقافة العربية والإنسانية. ويؤكد مسؤوليتها في إحياء الذاكرة البصرية الوطنية. كما يُضيء هذا الفوز على ضرورة دعم الإنتاج السينمائي المستقل وتشجيع المشاريع الطموحة التي ترفع اسم العراق في المحافل الدولية".

***********************************************

يوميات

• دعت الجمعية العراقية لدعم الثقافة والاتحاد العام للأدباء والكتاب إلى أمسية موضوعها "السينما العراقية 2025"، تقام بعد غد الخميس.

يتحدث في الأمسية الناقد السينمائي علاء المفرجي، ويديرها الناقد السينمائي علي الحسن.

تكون البداية في الساعة الرابعة عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

• يعقد منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة بعنوان "الوجع والاستلاب في نصوص مختارة من السرد النسوي"، تتضمن قراءة نماذج من قصص الكاتبات إنعام كجه جي وميسلون هادي ولام العطار وزهراء محمد، وقراءة نقدية للناقدة د. رباب هاشم.

تبدأ الجلسة التي ستديرها الشاعرة غرام الربيعي، في الساعة 5 مساء على قاعة الجواهري.

******************************************

ليس مجرد كلام.. الخاسرون هُمْ ..!!

عبد السادة البصري

في كل منافسةٍ ثمّة ربحٌ وخسارة، على اختلاف أوجه التشابه والمسميات. فهناك شيءٌ أساسيٌّ في هذه المنافسات وفي كل مكان حتماً، اسمه التنافس الشريف والنبل وأخلاق الفرسان.

هل لاحظنا هذا النبل والشرف في الدورات الانتخابية الست التي مرّت؟ الجواب: كلّا طبعاً، والشواهد ملموسة ومقروءة دائماً.

رُبّ سائل يقول: أين الحل إذاً؟ الجواب: حينما يكون الوعي كبيراً وملمّاً بكلّ مفاصل اللعبة عند الناخب طبعاً.

وعليه لن يكون هناك حلٌّ ما دام الناخب مُغيّب الوعي، ومشغول بأمور بعيدة عن التفكير بحاضره ومستقبله، وحتى بما يدور حوله، بسبب اللعب على حبال كثيرة من قبل المتنفّذين ومَنْ يمسكون زمام الأمور، حبال الطائفية والمذهبية والتبعية والنبش في الماضي المقبور والتخويف، والمال الفاسد الذي يعمي البصيرة، وشراء الذمم بأبخس الأثمان، والسلاح المنفلت، وقبل كل شيء الجهل .

لهذا تبرز عثرات مصطنعة من قبل الأحزاب، التي تملك ادوات المراوغة والهيمنة على عقول الناس، وبالتالي تأمين فوزها وخسارة الوطن!

وما حصل في الدورة الانتخابية مؤخراً من تسقيط وتهديد ولعب على الحبال، ومن شراء ذمم بالإضافة إلى مقاطعة البعض وعزوف آخرين عن المشاركة، لقنوطهم من كل ما جرى ويجري من فساد لا أول له ولا آخر منذ الدورة الأولى حتى هذه اللحظة، ما أسهم في خراب الضمائر والنفوس، وبالنتيجة ضاعت هوية الوطن، وصار التشظّي والتجهيل واستفحال الفساد في كل مفصل من مفاصله.

لم تكن الأمور لتصل هذه النهاية لو كان هناك وعيٌ عند المواطن، ولم يترك الحبل على الغارب ويدير ظهره مردداً عبارة البائسين واليائسين: شعلينا، هُمَّه يحلّوها!

مَنْ يحلّها ؟!

هل سيفكّرون بك وقد سرقوا وما زالوا يسرقون أحلامك ومستقبلك وكل شيء، تاركين لك الفُتات والضياع والبؤس؟!

مَنْ سينقذك إذا لم تشغّل عقلك بالتفكير الحقيقي في ما أنت فيه، وتنتفض لنفسك ضارباً كل ما أرادوا زراعته في داخلك عرض الحائط، وترسم على البطاقة علامة صح لمن يعمل على صنع مستقبلك الحقيقي، والجدير بحمل الأمانة في كل شؤون حياتك ومستقبلك؟!

*********************************************

قف.. لوم الشعب

 عبد المنعم الأعسم

من زاوية معينة، يمكن ان تُفهم اسباب الجزع والانفعال والخيبة لدى بعض المستائين من نتائج الانتخابات لولا ان بعض الكتابات المستاءة اتجهت الى ملامة  الشعب على التصويت "لسارقي قوته!"  واستطردت تلك الملامة عند البعض الى حد شتم الشعب، وتخوين كل من شارك في الاقتراع، من دون تمييز، واعتبار فوز طغمة الفاسدين بمقاعد مجلس النواب بمثابة قبولٍ مذلّ من عموم مواطني البلاد، والغريب، ان يجرف الاستياء هذا كتاباً ونشطاء، وأنصاراً للتغيير، ومثقفين، من دون ان يكلفوا انفسهم تقصي الظروف الانتخابية التي تعرض خلالها الشعب الى "إرهاب" ماكنة الدعاية الاسطورية من فضائيات كُرست لتجميل قُبح الشعارات الطائفية وجيوش الكترونية يديرها الالاف من العاملين، العراقيين والاجانب، فضلا عن النُصب، واعلانات البانوراما المنتشرة  في كل شبر ومنعطف وشارع، ووُظّفت لها المليارات المنهوبة، فيما سُخرت في هذه الهجمة الدعائية الغاشمة  امكانيات الدولة ودوائرها، ودور العبادة، والملاكات العسكرية والامنية، وقام فيها سماسرة العشائر بتهديد وإجبار وخداع القرويين وسكان العشوائيات على التصويت لمرشحين يدفعون لهم (الآن) رشى، ويوزعون عليهم الوظائف والمساكن بعد  زفة العرس.

وبرغم كل ذلك (انتباه) فإن الذين اعطوا اصواتهم لاحزاب السلطة، لايزيدون عن خمسة ملايين من اصل 29 مليون عراقي "يحقّ له الانتخاب".. ولهذه الاغلبية طبولٌ بعد ان تنتهي طبول العرس.

*قالوا:

“ تاج القيصر لا يمكن ان يحميه من الصداع ”

 مثل روسي قديم

******************************************************

نادية مراد تنال الدكتوراه الفخرية  من جامعة بيروفية

متابعة – طريق الشعب

مُنحت الناشطة المدنية الايزيدية نادية مراد، السبت الماضي، شهادة الدكتوراه الفخرية من إحدى جامعات دولة بيرو في أمريكا الجنوبية.

وقالت جامعة سيزار فاييخو في مدينة بيورا، في بيان صحفي، أنها منحت نادية هذا اللقب "تقديراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الانسان ومواجهة العنف الجنسي في النزاعات المسلحة"، مبينة أن منح اللقب تم خلال مراسم رسمية في مناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيس الجامعة، وبحضور أساتذة وطلبة وعدد من الشخصيات الأكاديمية.

وأشارت الجامعة إلى ان "منح هذا اللقب، وهو من أعلى الأوسمة الأكاديمية في العالم، يأتي اعترافاً بالدور الذي قامت به مراد في إيصال قضية الايزيديين إلى المجتمع الدولي ودعمها المستمر لضحايا العنف".

وخلال كلمتها في الحفل، أشارت مراد إلى أهمية التعليم باعتباره قوة أساسية لتمكين المجتمعات وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات.

من جانبه، قال حزني مراد، شقيق نادية، أن "هذا الانجاز يمثل فخراً لكل العراقيين بكل أطيافهم"، مبيناَ في حديث صحفي أن "العائلة تفرح وتفتخر بأي ناجية تحصل على تكريم في أي مكان في العالم".

وأوضح أن "هذه الجوائز تأتي تقديراً لما تعرضت له الناجيات من تعذيب وعنف واعتداء جنسي على يد مسلحي تنظيم داعش".

وتُعتبر نادية مراد، سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة 2016 والحاصلة على جائزة نوبل للسلام 2018، من أبرز الناشطات الايزيديات الناجيات من إرهاب داعش. حيث تمكّنت من نقل صوتها وصوت قريناتها إلى العالم.