اخر الاخبار

الصفحة الأولى

صوتُ المواطن حاسمٌ في التغيير.. رائد فهمي: الشيوعي العراقي يبقى حاملاً للشعارات الوطنية 

بغداد ـ طريق الشعب

في ظلّ ما يشهده العراق من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، وحديث عن "التغيير" و"الإصلاح الجدي" كعناوين عريضة تسبق كل استحقاق انتخابي، يجيب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي عن أسئلة جوهرية حول المشهد العام، وما مضمون التغيير المنشود؟ وكيف يمكن تحقيقه؟ ومن هي القوى القادرة على صناعته؟

ووصف الرفيق فهمي، في الندوة الحوارية ضمن فعاليات مهرجان "طريق الشعب" بموسمه العاشر، والذي احتضنته حدائق ابي نؤاس يومي الجمعة والسبت الماضيين،  وصف المرحلة الراهنة بأنها اختبار حقيقي لوعي المجتمع وإرادته، معتبرا الانتخابات وسيلة لتحديد طبيعة التغيير المطلوب، وفرصة لتجسيد مطالب الناس التي جرى تهميشها طويلاً.

وقال فهمي وهو يرد على محاوره الاعلامي المعروف عماد الخفاجي حول الأوضاع العراق وتحالف البديل: إنّ أزمات المنظومة الحاكمة هي نتيجة للنهج المتبع وسوء الإدارة وتداخل المصالح. كما تحدث عن موقع الحزب في المشهد الانتخابي، وعن رؤيته للتحالفات ومحاولات إعادة إنتاج المحاصصة، وعن موقفه من التأثيرات الخارجية في صناعة القرار العراقي. وتطرق أيضاً إلى التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي يراها من أخطر ملفات المرحلة المقبلة.

حامل الشعارات الوطنية

وأكد الرفيق فهمي ان "الحزب الشيوعي في العراق لم يكن يوماً محصوراً بقضايا ضيقة أو اجتماعية فقط، بل كان دائماً حاملاً رئيسياً لكل الشعارات الوطنية، وعلى مدى عقود ارتبطت الوطنية العراقية بدور الحزب الشيوعي. فحين تُطرح القضايا الكبرى، نجد أن الديمقراطية نفسها ارتبطت بالحزب الشيوعي، رغم كل محاولات التشويه والإقصاء. لذلك نشعر بمسؤولية مضاعفة، سواء كنا في موقع القرار أو خارجه، بأن نكون فاعلين وممثلين حقيقيين".

وأضاف ان "منظومة التحالفات والعلاقات يجب أن تُدار باحترام وتقدير متبادل، ونحن منذ البداية واضحون في خطنا السياسي والفكري، وكل من يتعامل معنا يعرف من نحن وماذا نمثل. حين تتقدم الكثير من الجهات بطلب مشورتنا سواء جهات سياسية او ممثليات دبلوماسية أو التفاوض معنا، فإننا نصغي ونناقش، لكن قراراتنا تُبنى على قراءة واقعية وموضوعية للظروف وموازين القوى، لا على حسابات مصلحية ضيقة. ولهذا حتى خصومنا يعرفون أننا نتحدث من منطلق مسؤول وواضح، لا نخشَى اللقاء أو النقاش مع أي طرف، طالما أن الحوار قائم على أسس الاحترام المتبادل وحفظ الخصوصية الوطنية".

ونبه الى أن "المرشحين الذين يخوضون الانتخابات باسم الحزب أو ضمن التحالف، سواء فازوا أو لم يفوزوا، لا يعني ذلك نهاية الطريق. فحتى من لم يحصل على مقعد، يبقى قد خاض تجربة مهمة، وتواصل مع الجمهور، واكتسب حضورًا وخبرة ميدانية كبيرة. هذه التجربة بحد ذاتها تمثل قيمة مضافة، لأنها تُهيّئ المرشح ليكون فاعلًا في الاستحقاقات المقبلة، وتجعله أقرب إلى هموم الناس وأكثر فهمًا للواقع الانتخابي. وبالتالي، فإننا لا نتعامل مع المشاركة الانتخابية كغاية بحد ذاتها، بل كوسيلة للتجربة والتعلم وبناء قاعدة جماهيرية أوسع".

وأشار فهمي إلى أن "أغلب القادة السياسيين في البلدان الديمقراطية لم يفوزوا من محاولتهم الأولى. فمثلاً، الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران خاض عدة تجارب انتخابية قبل أن يصل إلى رئاسة الجمهورية. الأمر ذاته ينطبق علينا، فالمشاركة المستمرة والتفاعل مع الشارع هما ما يصنعان القادة الحقيقيين ويضمنان حضور الحزب في الحياة السياسية. كما يضيف للمرشح حضورا اجتماعيا وسياسيا على صعيد المحافظة".

وتابع قائلاً "نحن نختلف عن المرشحين الذين خاضوا الانتخابات الماضية. ففي ذلك الوقت، كان هناك تحالف قائم على بنية سياسية ورؤية معينة، ومع دخولهم البرلمان تعرضوا لضغوطات كبيرة، بعضهم استجاب، وبعضهم تهمش، وآخرون استمروا بمواجهة التحديات. أما اليوم، فنرى أن هناك أرضية أقوى للتواصل السياسي والاستفادة من التجارب السابقة. بالطبع هناك احتمالات أخرى، لكنها تبدو أقل قوة مقارنة بالسيناريو الحالي، لأن الفاعلين اليوم أكثر نضجًا وتجربة بما طرح من قضايا. على مدى التجارب السابقة، كان معظم المشاركين من الأحزاب، وليس من الأفراد فقط، والأحزاب نفسها وصلت إلى مستوى معين من النضج والخبرة".

واكد أن "تجربة انتخابات تشرين الماضية ما زالت حاضرة في هذه المرحلة، مما يعزز من فرص التواصل والاستقرار النسبي في العمل السياسي. بالنسبة لنا كحزب شيوعي وأحزاب أخرى كانت لها حضور أسبق، هذا الأمر يضيف عنصر ثبات وقدرة على الثبات بشكل أفضل".

البيئة والتغير المناخي

وفي جانب آخر من حديثه، تناول فهمي قضية البيئة والتغير المناخي قائلاً: ان "البيئة تعتبر من أكبر المخاطر التي تواجه العراق، وتُعتبر من أهم القضايا، هي تلك التي غالبًا ما يراها السياسيون أقل أولوية إلا في الحالات الطارئة. مواجهة هذه القضايا تتطلب سن قوانين، وتنفيذها، وتوجيه أولويات السياسات، وربطها بالموازنات العامة. هذه القضية ليست مجرد قضية إدارية أو تنظيمية، بل هي مسألة حياة ومجتمع. فالإهمال فيها له تكاليف كبيرة، سواء كانت بشرية أو مادية. فالمجتمع يعاني من أمراض ومشكلات صحية مثل السرطانات، وأعداد من الناس تموت نتيجة الإهمال. كما أن هذه المخاطر تسبب خسائر مادية مباشرة، فالأمراض تتطلب علاج، والعلاج يحتاج إلى أدوية ومستشفيات وبنية صحية قوية، وكل ذلك تترتب عليه أعباء اقتصادية كبيرة على الدولة والمجتمع. ويعتبر العراق من أكثر الدول تأثراً بالتغيرات المناخية، بالتالي ارتفاع في معدلات السرطانات بسبب التلوث في المياه والهواء، وهو أحد التحديات التي تواجه البرلمان القادم".

حديث عن العشيرة والهوية

وتعرض الرفيق فهمي الى موقفه من قضية العشيرة، قائلا انه ينطلق من مبدأ مبدئي يقوم على رفض التعامل العشائري والطائفي في الممارسة السياسية والاجتماعية، مشدداً على أن المواطنة هي الأساس في بناء الدولة العادلة.

وأشار في حديثه الى أنه "مصمم على عدم استخدام أي لقب عشائري، وحتى في الوثائق الرسمية أرفض أن يُحدد أي لقب يربطني بعشيرة معينة. أرى أن هذا موقف مبدئي: نتعامل مع الشخص على أساس شخصيته وليس وفق هويته الطائفية أو الدينية أو المناطقية، وهذا هو المبدأ الذي اعتمدناه".

وأضاف "حتى رفاقنا في الحزب الذين يستخدمون ألقابهم لا يصرون على ذلك، ونحن نطبق نفس المبدأ في التعليم. ففي المدارس بعدة دول ديمقراطية، يُرفض إظهار أي هوية قد تؤثر على تعامل المدرس مع الطالب، لأن المدرس قد يحكم على الطالب وفق هويته بدلاً من شخصيته، وهذا يضر بالموضوعية. بالتالي، هذا المبدأ سليم ويعزز العدالة في التعليم، ويؤثر أيضاً على تعامل الطلاب مع الآخرين".

وأوضح فهمي أن "مسألة الهوية أحياناً تُستخدم لأغراض سياسية، أو للتواصل مع جمهور معين، وهذا جانب شخصي وموضوعي في الوقت نفسه. لكن حين تتحول الهوية إلى أداة سياسية بعيدة عن الغرض الأصلي للجانب الإيماني، يصبح هناك استغلال للعقل والوعي لصالح شعارات سياسية، وهذا تحريف للموضوع".

وبيّن أن "البعد الهوياتي بهذا المعنى يبتعد عن السياسة، ولا يعني بأي شكل من الأشكال انتقاصاً من الدين. على العكس، على الدولة واجب حماية ممارسة المواطنين لطقوسهم الدينية، ونلاحظ أن الجماعات الدينية المضطهدة في بعض الدول تلجأ إلى المجاميع المدنية والدول الأوروبية، لأن هناك ضمانات لحقوق المواطنين".

وأشار إلى أن "الحديث هنا عن سياسات إدارة الدولة وتولي المسؤوليات. عندما يُستخدم الحديث عن الهوية لتحقيق أغراض سياسية مثل (نحن الأغلبية لذلك لنا الحق)، فهذا نوع من الالتفاف الفكري. الأغلبية الثقافية تختلف عن الأكثرية السياسية، فهناك تمييز بين الأكثرية الديموغرافية والانتماء السياسي، ولا يجوز المزج بينهما".

وتابع قائلاً: "في نظام ديمقراطي متكامل، إذا صوّت المواطنون بحرية وأعطوا أهمية لهويتهم، فقد يكون هناك تقارب بين الذين يشتركون في هوية معينة، وبالتالي الانتخابات قد تؤدي بشكل طبيعي إلى فوز الأغلبية، دون الحاجة إلى تدخل سياسي أو سياسات طائفية".

***************************************

كتب المحرر السياسي:

من نيويورك إلى بغداد الانتصار ممكن

يوم أمس (4 تشرين الثاني 2025)، صوّت سكان مدينة نيويورك الأمريكية لاختيار عمدة جديد للمدينة الواقعة في قلب العالم الرأسمالي.

ورغم الحملات الظالمة التي شُنّت ضده، والتي قادها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعم من جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة، فقد حقق الشاب الاشتراكي زهران ممداني فوزاً تاريخياً، منتزعاً منصب عمدة نيويورك.

يحمل هذا الفوز المشهود الكثير من المعاني والدلالات، أميركياً وعالمياً، ويؤشر ـ من بين قضايا عدة ـ رغبة حقيقية في التغيير، وكون هذا التغيير لم يعد ترفاً أو نخبوياً، بل مطلباً شعبياً يعكس تحولا حقيقا.

بوضوح تام أعلن ممداني برنامجه المنحاز إلى العمال والمهمشين والفئات المتوسطة، مشدداً على توفير السكن والمواصلات، وتحقيق العدالة عبر فرض الضرائب على الشركات الكبرى، وإعادة توزيع الدخل، وتوفير الخدمات للكادحين.

ولم يكتفِ ممداني بالبعد الداخلي وما يخص سكان نيويورك، بل أعلن مواقفه في البعد العالمي، مؤيداً قضية الشعب الفلسطيني العادلة، ورافضاً الحروب، مدافعا عن القيم الإنسانية وتحقيق العدالة.

من دون شك، يمكن أن يمثل فوز ممداني تغييراً ملحوظاً في المزاج الشعبي الأميركي، وتراجعاً في دور الأحزاب التقليدية الحاكمة، وثورةً في مواجهة الحملات المضادة، وتحدياً كبيراً لقدرة “المال السياسي” على تعطيل إرادة الجماهير، عندما تتخذ قرارها وتصر عليه وتمضي به إلى النهاية.

وإذ يستعد العراق اليوم لخوض الانتخابات البرلمانية، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام معدودات، فإن فوز الشاب ممداني يحمل رمزية سياسية ومعنوية وتعبوية وأخلاقية، ذات مغزى.

لقد فاز ممداني لا لأنه يملك موقعاً سلطوياً يستغله في دعايته الانتخابية، أو لأنه يروّج لـ“منجز” مزعوم لصالحه، ولا لأنه مدعوم من عشيرة أو جهة ممولة، بل لأنه مثّل بوضوح صوت المتطلعين إلى التغيير في نظام رأسمالي جشع، وجسّد تطلعات المهمشين من مختلف الأديان والأعراق والاجيال، خصوصاً الشباب، رابطاً على نحوٍ سليم بين السياسة والأخلاق والقيم، من دون أن يحصر نفسه في بعدٍ طائفي أو فئوي ضيق.

لقد جسّد حالةً من استعادة المعنى الحقيقي للتمثيل الشعبي.

إن ما يفرزه فوز ممداني، عشية الانتخابات العراقية، هو الإمكانية الفعلية لكسر حلقة الهيمنة، متى ما توفرت الإرادة الحقيقية المقترنة بالوعي الجماهيري المنظم.

ان فوز ممداني يقول لنا بوضوح: مهما كان جبروت الطغم الحاكمة وسطوتها المالية والإعلامية، فإن الفوز ممكن، والتحرر من هيمنة من كان سبباً في المآسي والنكبات التي عانى منها شعبنا وبلدنا، ليس مستحيلاً.

إننا اليوم بحاجة لا إلى الانبهار بهذا الانتصار التاريخي بكل ما يحمل من رمزية، بل إلى تبني مقاربة عراقية مشابهة، قاعدتها الجماهير، وسلاحها الوعي، وروحها المشاركة الواسعة والنشطة في الانتخابات، مع الحرص على سلامتها ونزاهتها عبر وجودٍ مكثفٍ للمراقبين والوكلاء.

بهذا فقط نستطيع أن نفتح كُوّة أمل عراقية تُمكّننا من المضي في طريق التغيير الحقيقي.

فلنتمثّل تجربة زهران ممداني ونقولها بوضوح: "ماضون لبناء حاضرٍ ومستقبلٍ أفضل للعراقيين جميعاً".

***************************************************

الصفحة الثانية

الدفاع تنفي شائعات تقليص المخصصات لمنتسبيها

بغداد ـ طريق الشعب

نفت وزارة الدفاع الأنباء التي تم تداولها خلال الساعات الماضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن إيقاف أو تقليص مخصصات منتسبي القوات المسلحة، مؤكدة أن تلك الأنباء "عارية عن الصحة تماماً".

وذكرت الوزارة في بيان صحفي، أن "الأنباء المتداولة لا أساس لها من الصحة، ولم يصدر عن وزارة المالية أي توجيه أو قرار يخص تقليص أو إيقاف المخصصات الخاصة بمنتسبي الجيش العراقي"، مشيرة إلى أن "صرف المخصصات مستمر وفق القوانين والتعليمات النافذة دون أي تغيير".

وأوضح البيان أن وزارة المالية كانت قد نفت في وقت سابق صحة التصريحات المنسوبة إلى الوزيرة طيف سامي بشأن إيقاف مخصصات القوات الأمنية.

ويأتي نفي وزارة الدفاع بعد تداول واسع لتصريح مزيف نُسب إلى وزير المالية عبر منصات رقمية، تحدث عن نية الحكومة تقليص مخصصات المنتسبين لأسباب مالية، وهو ما تبين لاحقاً أنه بيان مزور قد يقع ضمن اطار التضليل الإعلامي والتسقيط بين القوى المتنفذة خلال موسم الانتخابات.

*************************************

المفوضية: لا حظر للتجوال في يوم الاقتراع والتصويت بالبطاقة البايومترية حصراً

بغداد –  طريق الشعب

تواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الاستعدادات اللوجستية والفنية قبيل أيام من موعد التصويت الخاص والعام، مؤكدة أن يوم الاقتراع لن يشهد فرض أي حظرٍ للتجوال، وأن الدوام الرسمي في الجامعات ودوائر الدولة سيستمر كالمعتاد، باستثناء المدارس التي خُصصت كمراكز اقتراع، والتي ستُسلَّم إلى القوات الأمنية اعتباراً من اليوم الخميس لتأمينها بالكامل.

مراقبة التصويت

وقال رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية، عماد جميل، إن المفوضية اتخذت إجراءات مشددة لضمان نزاهة العملية الانتخابية، مشيراً إلى أن مراكز التصويت الخاص ستُراقَب بالكاميرات بالصوت والصورة لضمان الشفافية الكاملة.

وأضاف أن الصمت الانتخابي سيُفرض بشكل صارم بدءاً من الساعة السابعة من صباح يوم السبت المقبل الموافق 8 تشرين الثاني، ويُمنع خلاله أي شكل من أشكال الدعاية أو التصريحات الانتخابية عبر وسائل الإعلام أو القنوات الفضائية، مبيناً أن “المرشح الذي يخرق هذا الصمت سيتعرض للاستبعاد حتى لو فاز في الانتخابات”.

500 مخالفة

وأكد جميل أن المفوضية رصدت أكثر من 500 مخالفة انتخابية خلال المدة الماضية، فرضت غرامات مالية على نحو 450 منها، في حين تم تسجيل حالات استغلال لموارد الدولة لأغراض انتخابية، لافتاً إلى أن “أكثر من 80 مرشحاً كسبوا قرارات الطعن وعادوا إلى السباق الانتخابي”، مشيراً إلى أن “النتائج الأولية ستُعلن خلال 24 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع”. من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، أن التصويت الخاص سينطلق في الساعة السابعة من صباح يوم الأحد 9 تشرين الثاني، ويشمل منتسبي وزارتي الداخلية والدفاع، وجهاز مكافحة الإرهاب، وهيئة الحشد الشعبي، وهيئة المنافذ الحدودية، ووزارة البيشمركة، ووزارة داخلية إقليم كردستان، مشيرة إلى أن عدد المشمولين بالتصويت الخاص يبلغ نحو مليون و313 ألف ناخب.

وشددت الغلاي على أن أي جهة أو مرشح يقوم بخرق الصمت الانتخابي ستُسجَّل بحقه مخالفة رسمية وفقاً للتعليمات القانونية المعمول بها، مؤكدة أن المفوضية “لن تتهاون في تطبيق القوانين لضمان نزاهة المنافسة الانتخابية”.

لا جدوى من تداول البطاقات

وفي سياق متصل، كشفت المفوضية عن استحالة تصويت أي ناخب من دون البطاقة البايومترية، مؤكدة أن هذه البطاقة تُعد وسيلة تحقق مؤمنة لا يمكن استخدامها من قبل أي شخص آخر، وأن ما يُتداول عن بيعها أو تداولها “لا جدوى منه مطلقاً”.

وقال عضو الفريق الإعلامي في المفوضية حسن هادي زاير، إن عدد البطاقات البايومترية الموزعة بلغ أكثر من مليونين و550 ألف بطاقة، فيما لا يزال نحو مليون بطاقة بانتظار أصحابها، موضحاً أن عملية التوزيع ستستمر حتى يوم الحادي عشر من تشرين الثاني، مع وجود لجان ميدانية في مراكز الاقتراع لتسهيل عملية التسلم.

وبيّن زاير أن الاقتراع سيكون حصراً لحاملي البطاقة البايومترية، التي تعتمد آلية تحقق ثلاثية بين البطاقة والناخب وجهاز التحقق الإلكتروني، بحيث لا يُسمح بفتح سجل الناخب إلا بعد تطابق بصماته مع بياناته المسجلة، ما يجعل استخدامها من قبل شخص آخر أمراً مستحيلاً تقنياً.

وأكد أن هذه التقنية تمثل ضمانة حقيقية لنزاهة العملية الانتخابية، داعياً المواطنين إلى استلام بطاقاتهم في أقرب وقت ممكن وعدم التعامل مع أي جهة غير رسمية تعرض شراءها أو الاحتفاظ بها.

***************************************

رائد فهمي: الشيوعي العراقي يبقى حاملاً للشعارات الوطنية 

وأكد فهمي أن "المثقف العراقي له دور في تفكيك العلاقة بين الانتماء والهوية من جهة، وبين الحقوق والواجبات من جهة أخرى، وكيفية التعامل دستورياً مع حقوق وحريات المواطنين وحرية التعبير والمساواة".

وأضاف أن "استمرار نفس الظروف السابقة سيبقي تأثير المال السياسي قائماً، فالمرشحون ليسوا على خط متساوٍ؛ أحدهم يمتلك المال، وآخرون يمتلكون السلطة والمواقع التي قد تُستخدم بشكل مباشر أو غير مباشر، وهناك وجود للسلاح، بالإضافة إلى عدم تنفيذ قانون الأحزاب وخضوع المفوضية للتأثيرات. هذه العوامل معاً تمنح الأفضلية لمن يمتلك الموارد، لكن هذا لا يعني إغلاق الباب أمام أي تغيير".

ويرى فهمي أن "الانتخابات قد لا تُحدث تغييرات جوهرية وشاملة، لكنها قد تفتح باباً للمشاركة الأوسع وتكون خطوة نحو التغيير، خصوصاً أن المواطن العراقي أصبح لديه مستوى وعي كبير. القوى الحاكمة غالباً تحاول تحويل النقاش بشأن المشكلات الجوهرية إلى صراعات هوية، أو تستغل النزعات الطائفية أو المناطقية، وهذا يزيد الانقسامات".

أزمات المنظومة السياسية وعجزها

وخاطب فهمي المواطنين قائلاً: "لا تفرّط بصوتك، فهذا الصوت أولاً هو شكل من أشكال المشاركة في تقرير تقييم مصيرك ومصير بلدك. إذا فرّطت به أو حجبت عن نفسك الحق في استخدامه، فهذا يعني فقدان الفرصة لتغيير الواقع. فماذا تفعل كبداية؟ عندما توجه رسالتك ببساطة بالقول: (أنتم فاسدون، ولا أريد المشاركة معكم)، فإنك في الوقت نفسه تقول إنك تريد أن يُتخذ موقف صحيح لإزاحة هؤلاء الفاسدين. هذه هي النقطة الأولى: استخدام الصوت من أجل التأثير والمساءلة".

وتابع قائلاً: "أما نحن، فنؤكد على أن استخدام هذا الصوت يجب أن يكون مستنيرًا وواعيًا. نحن أولاً نقدم رؤانا وتصوراتنا ومشاريعنا وأهدافنا، لنشرحها للناس بشكل واضح. ثانيًا، نوضح ما يمكن أن نقدمه من تجارب وممارسات حقيقية، وعندما يُسأل المواطن عن مواقفنا السابقة، يمكنه أن يرى مدى التزامنا وقدرتنا على تنفيذ ما نعد به، وبالتالي يُبنى أساس الثقة بيننا وبين الناس".

ولفت سكرتير الحزب الى أن العراق يواجه مطالب داخلية حقيقية تتطلب التغيير، مشدداً على أن السؤال الأهم هو "كيف سيحدث هذا التغيير؟ وما هو مضمونه؟ وما آلية تحقيقه؟، هنا يأتي دور الناس. الانتخابات يجب أن تحدد نوع التغيير الذي نريده، وما هي المطالب والقضايا التي يجب معالجتها، أي أن الانتخابات يجب أن تتم بوعي المطالب الحقيقية للمجتمع".

وبيّن "نحن نشير هنا إلى أزمات المنظومة السياسية وعجزها، وتداخل مصالحها الرئيسية. لكن من المهم أن نوضح أن هذه الأزمات لا تعكس قدر العراق الطبيعي، ولا يعني أن العراق مقدر له أن يبقى بين الدول الأكثر فقراً، أو أن لا تُستغل موارده بالكامل، أو أن تظل معدلات البطالة والفقر مرتفعة. هذه ليست قدر العراق، بل نتيجة للنهج المتبع لتصرفات الإدارة وإدارة أموال الدولة ومواردها. بمعنى آخر، وراء هذه الصورة غير المضيئة هناك آمال وإمكانيات حقيقية يجب العمل على توفير شروطها".

وأشار فهمي إلى أن "الشعوب أحياناً تتراجع، لكنها تبقى حية وتستمر في التجدد داخل بلدها، حتى إذا كانت تواجه أنظمة غير عادلة. تعبر الشعوب عن رفضها واحتجاجها بطرق متعددة، وصولاً إلى أشكال متقدمة من الاحتجاج. وقد شهدنا ذلك في انتفاضة تشرين، حيث امتلك المجتمع قوة هائلة، واستجابت المؤسسات بشكل كامل لقوة الاحتجاجات. ومنذ ذلك الوقت، سعت المنظومة إلى تفكيك أي إرادة شعبية واستخدام أساليب متعددة لإضعافها".

وذكر أن "هناك حركات احتجاجية تطالب بالعدالة الاجتماعية، وحركات احتجاجية للطلاب، وكلها تشير إلى وجود طاقات شعبية حية. المنظومة الحاكمة تحاول أن يبقى الحراك الاحتجاجي محدوداً بطابع مطلبي ضيق، وفي جزر متناثرة لا تتسع للروافد الشعبية كلها. لذلك، تتعامل معها إما بشكل قهري أو من خلال تلبية مطالب محدودة. وهم يدركون أنه إذا لم تتحقق المطالب، فقد يأخذ الحراك شكلاً آخر، وهو ما يفسر مثلا مشهد مواجهة 200 متظاهر سلمي بعدد مضاعف من عناصر الشرطة".

الحملة الانتخابية للشيوعي العراقي

وتابع ان "حملتنا الانتخابية تعكس مضموناً متميزاً لحراكنا ونشاطنا، على عكس آخرين يتجهون إلى شراء الأصوات. نحن نركز على كسب قناعات الناس، نطرق الأبواب ونتواصل معهم لشرح وجهة نظرنا وإقناعهم بأفكارنا. هذا هو الفرق الأساسي بيننا وبين الآخرين".

وأكد فهمي قائلاً: "أنا عندما أشرح للناس وجهة نظرنا، وأن أعمل وفق هذا التوجه. وما سيعطيني المنصب أو السلطة سأكون أميناً بتنفيذ ما قلت وسأعمل بموجبه أينما كنت، دون تقديم مصلحة شخصية مباشرة. فعلى سبيل المثال، إذا قررنا العمل على تمرير أو تعديل قانون يخدم المصلحة العامة، فإنه سيعود بالنفع على الجميع منهم الذين طرقت أبوابهم. وإذا سعينا لتحسين الصحة أو التعليم، فإن هذه الجهود ستفيد المجتمع ككل. هذه الالتزامات تأتي في إطار بناء دولة سليمة تكون خادمة للمجتمع بأكمله".

وأشار فهمي إلى أن "القوى المتنفذة فشلت خلال 20 سنة في بناء مؤسسات دولة ولهم تجربة في العمل باستطاعتك محاسبتها عليها: فساد وسوء إدارة والارتباطات الخارجية، هذه ليست اتهامات بل حقائق مكرسة بمواقف من قبلهم".

وأوضح أنه "من حيث المبدأ، لا يوجد ما يمنع الحزب الشيوعي العراقي من خوض الانتخابات بمفرده ومن دون تحالفات، فالأمر يعتمد على قراءته وتحليله للواقع السياسي. لكن هناك تحديات كبيرة تتطلب العمل على قلب موازين القوى، والشيوعيون وحدهم، مهما كانت إرادتهم قوية، بحاجة إلى اصطفاف سياسي أوسع لمواجهة المنظومة الحاكمة. لذلك، فإن التحالفات تأتي ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة، وعلى رأسها بناء الدولة المدنية".

وتابع: "في كل مرحلة، نسعى إلى البحث عن قوى تشترك معنا في هذه الأهداف، وتؤمن بضرورة تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية. أما بالنسبة لقوانين الانتخابات، فالوضع الحالي يجعل من الصعب تحقيق تمثيل برلماني دون تجاوز عتبة معينة من الأصوات. نحن كحزب، في ظل النظام الانتخابي الحالي، لا نستطيع تقديم عدد كبير من المرشحين يتناسب مع حجم الدوائر، فمثلاً في بغداد يوجد 99 مقعداً مع احتساب الكوتا، أي 71 مقعداً فعلياً، وإذا أراد الحزب أن يشارك فيها كلها فذلك يتطلب نحو 15 مرشحاً على الأقل، وهو أمر يكلّف مبالغ مالية باهظة، حيث يحتاج كل مرشح إلى ما يقارب 2 مليون دينار، تُدفع للمفوضية".

وبيّن أن "هناك مناطق وأوساط من الصعب الوصول إليها في الظروف الحالية، رغم ذلك نحن منفتحون، وقد طرحنا في كل محافظة أن الرفاق القادرين على تقديم قائمة باسم الحزب يمكنهم فعل ذلك دون مانع. نحن نعمل وفق قدراتنا الواقعية، وربما في الانتخابات القادمة ستكون لدينا إمكانية أوسع للمشاركة".

وأضاف فهمي أن "المقصود بإعادة إنتاج المحاصصة هو أن الكتل المتنفذة ما تزال تعتمد الأسلوب ذاته في إدارة حملاتها الانتخابية، دون أي تغيير حقيقي. فهي تبتعد عن القضايا الجوهرية، وتعتمد على المال والنفوذ، وبفضل مواردها الواسعة تستطيع تمرير عدد كبير من مرشحيها، ما يعني أن تركيبة البرلمان القادم ستتشكل وفق المعطيات الحالية دون تغيير يُذكر، إلا إذا حصل تطور مفاجئ مثل صعود شخصيات جديدة من خارج هذه الكتل".

وفي ما يتعلق بالمبعوث الأمريكي، قال فهمي إن "تغريداته الأخيرة كانت واضحة، إذ أشار إلى أن قضية السلاح، وبناء الدولة، وتنظيم الاستثمارات، وحصر السلاح بيد الدولة هي أولويات المرحلة، وأن العراق يسير في هذا الاتجاه لكنه لا يزال بحاجة إلى الكثير من العمل، وأنه سيسهر على إنجاز هذه الملفات".

وأوضح أن "من غير المعروف ما إذا كان ذلك سيتم عبر الانتخابات أو خارجها، حيث إن الانتخابات شأن عراقي، غير أن هذا يشير ضمناً إلى أن تركيبة الحكومة المقبلة ستكون موضع تأثير وضغط خارجي، لأنه من غير المنطقي أن تُبذل هذه الجهود دون أن تسعى الأطراف المؤثرة إلى تمثيل داخل مؤسسات الدولة، وهو ما قد يخلق إشكالات سياسية محددة".

وتابع قائلاً: "هناك استبعادات تجري أحياناً لأسباب فنية، غير أن الميدان ما يزال مفتوحاً للتأثير في تشكيلة البرلمان القادمة، خصوصاً إذا استمر اعتماد النهج ذاته والأسماء نفسها. وحتى تاريخ 11 تشرين الثاني تبقى كل الاحتمالات واردة، ومن المتوقع أن تشهد الساحة مفاجئات سياسية".

وختم حديثه قائلاً: "حتى عندما لا نملك تمثيلاً في البرلمان، لا أن يُنظر إلينا على هذا الأساس. فالحزب الشيوعي العراقي يُعدّ قوة مؤثرة في المجتمع، سواء كان عدد أعضائه عشرة أو عشرة آلاف، لأنه يمتلك ثقلاً تاريخياً وفكرياً، وهو ما يدركه الخصم قبل الصديق".

*******************************************

كل خميس.. مرشحو الصدفة: الجهل برنامجاً انتخابياً

جاسم الحلفي

تطعّمت قوائم المتنفّذين بوجوهٍ لا ظلّ لها في عالم السياسة. لا يحمل أيٌّ منها فكراً سياسياً، ولا خبرة في العمل التنظيمي، ولا معرفة بالعلاقات الوطنية، ولا ممارسة تُذكر في الشأن العام. لا متابعة، لا معطيات ولا تحليل ولا موقف ولا قرار. وجوهٌ أطلّت فجأة، لا تعرف حتى عدد نواب دائرتها، ولم تقرأ قانون الانتخابات، ولم تكلف نفسها الاطّلاع على النظام الداخلي لمجلس النواب، ولم تسمع من الدستور سوى اسمه. دخلت السباق الانتخابي كما يدخل لاعب هاوٍ حلبةً لا يعرف قوانينها، مسلّحاً بالغرور والمال وصورٍ ازدحمت بها الأرصفة والمباني حتى شوّهت البصر والذوق معاً.

منهم من جاء من فضاء "السوشيال ميديا"، ظانّا أن جمع "اللايكات" يساوي جمع الأصوات، وأن السياسة مشهدٌ استعراضيّ آخر بين إعلانٍ ودعاية. ومنهم من خرج من الملاعب أو المسارح، يخلط بين الحضور البرلماني وظهور المشاهير، بين الجمهور والناخبين، وبين المجد الشخصي والصالح العام. وهناك من لا يفرّق بين التصريح والتجريح، ولا بين الخطاب والمسخرة.

وبلغ الجهل بإحدى المرشّحات ممن يدعين وصلا بالدين أن قالت، بعد البسملة: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله)، ظانّةً أنّها آية قرآنية. وألقى مرشح بيت أبو القاسم الشابي فقال: (إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلا بدّ يستجيب للقدر)، في مشهدٍ يختصر انحدار الوعي إلى دركٍ من الرثاثة.

لم يُدعَ هؤلاء لخدمة الوطن، بل لتجميل الوجه القبيح لقوائم المتنفذين، وتحصيل الأصوات لها عبر تسويقٍ رخيصٍ، لا يمتّ إلى أي مبدأ بصلة. صار المرشّح سلعةً تُباع وتُشترى، والمقعد النيابي صفقةً تُدار كما تُدار الحملات التجارية. المال السياسي يفيض من خزائن المتنفذين ومن جيوب الفاسدين، حتى تحوّلت الانتخابات من ممارسةٍ ديمقراطية إلى مزادٍ علنيّ لمستقبل البلاد.

ليست المشكلة في الجهلة الذين يترشّحون، بل في القوى التي تفتح لهم الأبواب وتمنحهم المنابر، ظنّاً منها أن الجماهير يمكن أن تُقاد كما يشتهي أصحاب النفوذ. وهكذا يُختطف المشهد الانتخابي من القوى الوطنية والإصلاحية التي تسعى لاستعادة حقوق الناس بالطرق الشرعية، بعد أن صادرها المتنفذون، لتُحاصر بين المال والنفوذ والدعاية الزائفة.

مع ذلك، يبقى في البلاد ما يُبقي الأمل حيّاً. فثمة قوى وطنية صادقة ما زالت تؤمن بأن العراق يمكن أن يُستعاد من بين أنقاض الخراب، وهي تقاوم بصمتٍ نبيلٍ من أجل العدالة والكرامة. هي ضمير الوطن الحيّ، تمشي بين الناس كبذرةٍ عنيدةٍ لا تموت، بل تُبرعم الرجاء في الأرض المتعبة، وتذكّر الجميع بأن الفجر طالع مهما طال الليل. فالأمل ليس شعاراً، بل فعل مقاومةٍ يوميّ، يكتبه المخلصون بعرقهم وصبرهم، ويعيدون به للبلاد معناها، وللإنسان مكانته، وللحلم حقه في الحياة.

********************************************

الصفحة الثالثة

خبراء يحذرون من كوارث محتملة في حال استمرار الإهمال.. تقادم المنشآت النفطية يهدد سلامة العاملين والإنتاج في العراق

بغداد - طريق الشعب

يشكل تقادم البنية التحتية للمنشآت النفطية في البلاد تحديا يهدد سلامة العاملين في القطاع والإنتاج، لا سيما ان هذه المنشآت يعود جزء كبير منها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ما جعلها غير قادرة اليوم على مواكبة متطلبات التشغيل الحديثة أو تحمل الضغوط المتزايدة في عمليات الإنتاج والنقل والتخزين.

وبرغم التطوير المحدود الذي شهدته بعض الحقول عبر جولات التراخيص النفطية، ما تزال معظم المنشآت التي تديرها الشركات الوطنية تعمل ضمن منظومات متهالكة تفتقر إلى الصيانة الدورية والرقابة الفنية المنتظمة، في ظل ضعف التمويل وتأخر إطلاق المخصصات المالية المقررة لعمليات الصيانة والتأهيل. وهذا ما عكسته بوضوح الحوادث الاخيرة في عدد من المنشآت.

ويحذر مختصون من بقاء الوضع الحالي دون تدخل عاجل، لأن ذلك سيجعل البنى التحتية النفطية أكثر هشاشة، مؤكدين أن الحفاظ على سلامة المنشآت والعاملين فيها يتطلب خططاً فورية للتحديث وإجراءات حازمة لإعادة تأهيل الأنظمة القديمة، بما يتوافق مع المعايير الفنية والأمنية الحديثة.

منشآت تهدد الانتاج والبيئة

في هذا الصدد، قال عضو لجنة النفط والغاز النيابية عدنان الجابري، أن المنشآت النفطية العراقية تنقسم إلى قسمين: الأول، يشمل المنشآت التي تمت إحالتها إلى جولات التراخيص، وتسلمتها شركات استثمارية، والتي قامت بتطوير المنشآت القديمة وإنشاء منشآت جديدة. بينما القسم الثاني يدار من قبل الجهد الوطني، أي شركات النفط الوطنية وتشكيلات وزارة النفط، مثل شركة نفط البصرة.

وأضاف الجابري في حديث مع "طريق الشعب"، أن هذه المنشآت قديمة ومتقادمة، بعضها يعود إلى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وخاصة خلال فترة الحصار حين كانت المواد شحيحة، ما اضطر المنشآت للاعتماد على البنى السابقة.

وتابع أن هذه الحالة "تتطلب صيانة دورية وفحصاً منتظماً للأنابيب والخزانات، إلا أن قلة الموارد المتاحة لدى شركة نفط البصرة وبقية الشركات الوطنية، أدت إلى تأخير عمليات الصيانة والفحص المبكر".

ولفت إلى أن السبب الرئيس يعود إلى "عدم صرف وزارة المالية تكاليف الإنتاج المخصصة لكل برميل نفط"، مشيراً إلى أن شركة نفط البصرة وحدها "لديها أكثر من ثلاثين تريليون دينار عراقي بذمة وزارة المالية".

كما أشار إلى ان "غياب الموازنة الرأسمالية للمشاريع الاستثمارية للشركات الإنتاجية، أثر سلباً على الصيانة والفحص المبكر، بالإضافة إلى تأخير إنشاء محطات وخزانات وأنابيب جديدة لنقل النفط".

وشدد الجابري على ضرورة "إطلاق تخصيصات مالية عاجلة لشركة نفط البصرة، لضمان صيانة وفحص الأنابيب التصديرية، وإنشاء منظومة أنابيب جديدة، واستبدال المضخات والتوربينات التالفة".

وحذر في ختام حديثه من أن "تجاهل هذه الإجراءات قد يؤدي إلى حوادث كبيرة تزهق الأرواح وتضر بالاقتصاد الوطني والبيئة العراقية"، مؤكدًا أن "الشركة مسؤولة عن تصدير النفط المنتج من الجنوب عبر منشآتها وخزانات".

متقادمة وتحتاج لتحديث

من جانبه، أكد الخبير النفطي عاصم جهاد أن "المنشآت النفطية العراقية متقادمة وبحاجة ماسة إلى التحديث، خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية"، مشدداً على أن هذا الأمر ضروري "لضمان كفاءة عمليات استخراج ونقل ومعالجة النفط الخام، وكذلك المنشآت المتعلقة باستثمار الغاز والغاز المصاحب".

وأشار جهاد في حديث لـ"طريق الشعب"، إلى أن "عمليات التحديث المستمرة تسهم في تحسين مرونة إدارة المنشآت النفطية وحركة النفط الخام والمنتجات النفطية، كما تقلل من الخسائر الناتجة عن تقادم المعدات والإهمال".

ولفت الخبير النفطي إلى أن "الإهمال في صيانة المنشآت النفطية قد يؤدي إلى حوادث كارثية، خاصة في ظل طبيعة المواد القابلة للاشتعال والانفجار، مثل المنتجات النفطية والغاز".

واكد أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يؤدي الى عواقب ومخاطر كبيرة، مشددا على أهمية تطبيق معايير السلامة المهنية لضمان سلامة المنشآت وسلامة العاملين فيها، مؤكداً أن كل منشأة تختلف عن الأخرى من حيث نوعية الصيانة ومتطلبات التحديث، بحسب الشركة المسؤولة والقطاع الذي تديره.

وزاد بالقول إن "الصيانة الدورية، مثل الصيانة السنوية التي تشمل توقف أجزاء معينة من المنشأة لإصلاحها، تعتبر من الإجراءات الأساسية لتجنب أي تأثير على الإنتاج، خاصة خلال مواسم الذروة".

وشدد في ختام حديثه على ضرورة "اعادة تقييم جميع المنشآت وتحديثها بما يتوافق مع المعايير الفنية الحديثة".

اهمال منظومة السلامة

الى ذلك، أكد الخبير النفطي إحسان العطار أن منشآت النفط والغاز تُعد من أكثر البيئات الصناعية خطورة على مستوى العالم، مشيراً إلى أن العراق يعتمد ذات المعايير والتعليمات الدولية المعمول بها في هذا المجال، لضمان السلامة التشغيلية للعاملين والمنشآت.

وقال العطار في حديث مع "طريق الشعب"، إنّ إجراءات الصيانة في القطاع النفطي العراقي تنقسم إلى نوعين رئيسيين، الأول، هو الصيانة السنوية الدورية التي تُنفذ في المصافي ومحطات الضخ وكبس الغاز، حيث يتم عزل الوحدات التشغيلية بالكامل ضمن ما يُعرف بعملية الإغلاق الكامل (Shut Down)".

وتُجرى أعمال الصيانة، بحسب العطار، تحت إشراف مباشر من مهندس السلامة المسؤول الذي يتولى متابعة جميع الخطوات لضمان تنفيذها في بيئة آمنة وخالية من المخاطر.

وبيّن أن النوع الثاني من الصيانة هو "الصيانة الاضطرارية، التي تُنفذ عند حدوث توقف مفاجئ أو خلل طارئ في العمل"، موضحاً أن هذه الحالة "تُعد أكثر تعقيداً وخطورة لأنها تتطلب حضور مهندس السلامة فوراً لإجراء الكشف الموقعي قبل الشروع بأي عمل".

وأضاف أن فرق الصيانة "لا يُسمح لها بالمباشرة إلا بعد أن يصدر مهندس السلامة أمراً رسمياً بالموافقة، وذلك بعد التأكد من خلو الموقع من أية تسربات نفطية أو غازية أو مخاطر تشغيلية محتملة".

وأشار العطار إلى أن "أي حادث مؤسف، سواء كان حريقاً أو انفجاراً في منشأة نفطية، يخضع عادة لتحقيق مهني دقيق يبدأ بطرح أسئلة محددة، من بينها: هل تم إشعار مهندس السلامة المختص؟ وهل حضر إلى موقع الحادث؟ وهل أصدر أمر المباشرة بأعمال الصيانة؟"، مؤكداً أن الإجابة الواضحة عن هذه الأسئلة تُحدد ما إذا كانت الإجراءات قد جرت ضمن السياقات الأصولية أم جرى تجاوزها.

وفي ما يتعلق بحادث الانفجار الأخير في محافظة البصرة، أوضح العطار أن تحديد أسبابه الحقيقية والجهة المسؤولة عنه مرهون بمدى التزام لجنة التحقيق بالآليات الفنية المعتمدة في قطاعات النفط حول العالم، مشددًا على أن التحقيق الفني الدقيق وحده كفيل بكشف الحقيقة والوصول إلى النتائج العادلة.

*******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل ستكون الانتخابات خطوة نحو تجذير الديمقراطية الناشئة؟

لأسبوعٍ آخر، اهتمّ عددٌ من المواقع الإعلامية بأخبار الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في العراق في 11 تشرين الثاني الجاري، وتأثيراتها على صعيد البلاد والمنطقة.

اختبار للحاكمين

فقد نشر موقع World Politics Review تقريرًا أشار فيه إلى أن العراق يستعد لإجراء الانتخابات البرلمانية التي ستحدد ما إذا كان رئيس الحكومة، الذي تولّى منصبه عام 2022، سيحصل على ولاية ثانية. وذكر الموقع أن اتهاماتٍ واسعة النطاق بشراء الأصوات قد انتشرت في البلاد، حيث كشف أحد المسؤولين لوكالة أسوشيتد برس عن وصول سعر الصوت الواحد حاليًا إلى 200 دولار. وذكّر الموقع قرّاءه بما كتبه في الفترة نفسها من العام الماضي عن العراق، من أن ما يساعد على الاستقرار في هذا البلد هو زيادة الإنفاق، وبالتالي تقليل التأثير السلبي لتركيز السلطة بيد جهة واحدة وشكوى الآخرين من تهميشهم. واختتم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن انتخابات الشهر المقبل قد تمثل تحديًا لسلطة الحاكمين واختبارًا لتماسكهم في ظل فضائح الفساد الأخيرة.

احتدام المنافسة

وفي موقع Intelligence Online كتب إسماعيل عدنان مقالًا ذكر فيه أن التوقعات تشير إلى احتمال تراجع حظوظ رئيس الحكومة في الحصول على ولاية ثانية بعد الانتخابات المقبلة، مما أنعش طموحات عددٍ من قدامى ضباط الاستخبارات والأمن لتولي هذا المنصب، ودفع القوى الإقليمية المجاورة، التي تمتلك مصالح أساسية في بغداد، إلى متابعة تلك الطموحات بدقةٍ متناهية.

وأشار الموقع الى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العراق، التي كان من المخطط أن تحصل في تشرين الأول الماضي للمشاركة في نسخة جديدة من مؤتمر بغداد، قد تأجّلت كما يبدو ارتباطًا بالانتخابات العامة العراقية المقررة في 11 تشرين الثاني، خشية أن تُفسَّر دعمًا لرئيس حكومة يعاني موقفه السياسي من ضعفٍ متتالٍ، شجّع العديد من المسؤولين الأمنيين على السعي للحلول محلّه.

وزعم الموقع أن من بين هؤلاء المسؤولين المرشحين مستشار الأمن القومي، ورئيس جهاز المخابرات الوطني، والقائد السابق لجهاز مكافحة الإرهاب، وجميعهم من الشخصيات التي تتمتع بعلاقات جيدة مع كلٍّ من الرياض وواشنطن، ولا يبدو أن لإيران اعتراضات قوية عليهم، فضلًا عن تمتع بعضهم بسجلٍّ مهنيٍّ مهم.

تأثير الخارج

وفي موقع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، كتب حسين عبد الحسين مقالًا أشار فيه إلى أن المرشحين يتعاملون في دعاياتهم بحذرٍ شديد، متعهدين بالحياد في الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة وإيران، في الوقت الذي يستخدمون فيه اتهامات “التطبيع مع إسرائيل” سلاحًا لتشويه سمعة منافسيهم. ونقل الكاتب عن محللٍ سياسيٍّ مناصرٍ لرئيس الحكومة الحالية قوله إن قادة سياسيين قدّموا وعودًا بالتطبيع الكامل مع إسرائيل، ومنهم من راح يغازل واشنطن ويقدّم لها ضمانات من تحت الطاولة، قبل أن يستدرك المحلل بالتأكيد على أن أي انفتاحٍ متصوَّر على الكيان يُعدّ بمثابة انتحارٍ سياسي. وذكر الكاتب أن الكيان الإسرائيلي ليس اللاعب الإقليمي الوحيد الذي يؤثر في الخطاب الانتخابي، فهناك إيران التي بات المرشحون — حتى أولئك الذين كانوا تاريخيًا من حلفائها — يدعون الآن إلى الحياد لحماية العراق من النزاعات الإقليمية، بما في ذلك الحروب المحتملة التي قد تشمل إيران أو الولايات المتحدة أو الكيان.

ويمثّل ذلك في رأي الكاتب، تغييرًا جذريًا عن الانتخابات السابقة، ويؤشر إلى تزايد الواقعية السياسية على حساب الولاء الأيديولوجي، وإلى توجّهٍ أوسع نحو سياسةٍ قائمةٍ على المصالح، حيث تصبح الاعتبارات المحلية وديناميات السلطة أهمّ من الولاءات الخارجية.

منظومة المحاصصة

وأشار الكاتب إلى أن نموذج تقاسم السلطة الطائفية والإثنية الذي وضعته الولايات المتحدة قد أضعف البلاد كثيرًا، بل وأدى إلى تقسيم كل طائفة إلى فصائل متنافسة، في وقتٍ تستنزف فيه هذه المنظومة عائداتٍ نفطية سنوية تبلغ 120 مليار دولار، بسبب الفساد، وقطاع الدولة المتضخم، والمحسوبية لكسب الولاءات، دون أن يجري جذب الاستثمار في البنية التحتية أو تنويع الاقتصاد، وهو ما يُعدّ مهمةً ضرورية للخلاص من الاعتماد على النفط.

واختتم الكاتب مقاله بالتذكير بأن الديمقراطية في العراق، رغم حداثتها، بدأت تتجذّر، إذ تبرز هناك تحوّلات نحو تحالفاتٍ براغماتية وتراجعٌ للنفوذ الخارجي، مما يمنح الأمل بمستقبلٍ أكثر استقرارًا واستقلالية.

***********************************

عين على الأحداث

قوية ما تتصدق!

صرّح المبعوث الأمريكي الخاص إلى العراق بأنه سيعمل مع الأطراف السياسية والدينية والاقتصادية لضمان عراقٍ مستقرٍّ ومزدهرٍ وشريكٍ حقيقيٍّ لبلاده بعيدًا عن الصراعات الإقليمية، لاسيّما وأنه يمتلك إمكانات بشرية واقتصادية هائلة، وأن استثمارها بالشكل الصحيح يمكن أن يجعل منه مركزًا إقليميًا للتنمية والاستقرار في الشرق الأوسط. هذا وفي الوقت الذي تبدو فيه وعود المبعوث ورديةً جدًا ولا تتناسب مع تصريحات رئيسه في قمة شرم الشيخ، فإن العراقيين، الذين لا يمكنهم تصديقها بعد عقودٍ من الخديعة التي مارستها واشنطن بحقهم، يطالبون "أولي الأمر" ألّا يترنحوا أمامها مهما بدا "المندوب السامي" ثملًا أو مسطولًا.

مو وقتها!

أكّد العديد من الفلّاحين ومسؤولي مديريات الزراعة في المحافظات قربَ حدوث تداعياتٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ خطيرة، جرّاء التوقّف التامّ للخطط الزراعية والجفاف غير المسبوق الذي ضرب هذه المناطق، ولا سيّما أنّ القطاع الزراعي يُمثّل مصدرَ رزقٍ رئيسًا لأغلب سكّانها، الذين اضطرّ كثيرٌ منهم إلى بيع حيواناتهم بأسعارٍ زهيدة، والهجرة إلى ضواحي المدن بحثًا عن لقمة العيش. هذا، وفي الوقت الذي يندهش الناس فيه من منع زراعة الأراضي التي لا يعتمد فلاّحوها على دجلة والفرات في ريّها، يتساءلون عمّا إذا كان "أولو الأمر" على دراية بما يحصل من كارثة، أم إنّهم منشغلون بالتنافس الانتخابي.

شويّة خردة!

كشفت وثيقةٌ رسميةٌ صادرةٌ عن ديوان الرقابة المالية عن ارتفاع إجمالي ديون شركات الهاتف النقال لصالح الدولة إلى نحو 155 مليار دينار، منها 100.3 مليار دينار و4.8 ملايين دولار بذمّة شركة زين العراق، و55.5 مليار دينار بذمّة شركة آسيا سيل. هذا، وفي الوقت الذي يشكّل عدم تسديد هذه الديون ضررًا بالغًا بالإيرادات غير النفطية ونزيفًا ماليًا واقتصاديًا، فإنّه يُضعف الثقة بالدولة وببيئة الاستثمار، ويتطلّب ليس تحصيلًا ماليًا سريعًا فحسب، بل القيام أيضًا بإصلاح الإطار القانوني والرقابي، وضمان الشفافية والعدالة فيما يتعلّق بالمال العام، الذي لا أحد يعرف سبب تهاون المسؤولين في حمايته!

صفّوا النيّة!

أقرّت الحكومة بارتفاع معدّل الإنفاق الحكومي رغم العجز الحاصل في الموازنة العامة، مؤكّدةً عدمَ إمكانية الاعتماد على النفط كمصدرٍ وحيدٍ للدخل على المدى الطويل، لأنّه عرضةٌ لتقلّبات الأسعار والأحداث في المنطقة. جاء ذلك بالتزامن مع 22 قرارًا خدميًا واقتصاديًا واسعًا اتّخذتها الحكومة قبل أيامٍ من موعد الانتخابات، منها توزيع أراضٍ سكنية على الأسرة التعليمية، ورفع عدد المشمولين بالرعاية الاجتماعية إلى 7.6 ملايين مواطن، وتعويض مزارعي الشلب. هذا، وفي الوقت الذي لم تفسّر لنا الحكومة فيه السبب الذي دفعها إلى زيادة الإنفاق رغم العجز، تساءل الناس عن سرّ تدفّق هذه المكرمات الخدمية في هذا التوقيت بالذات.

قُل خَربطةً ولا تَقُل جهلًا!

اعترفت محافظة ديالى بأنّ إزالة تمثال العلّامة مصطفى جواد قد تمّت بطريقةٍ غير لائقة، مفنّدةً اتّهام وزارة الثقافة لها بعدم قانونية الهدم، لأنّ لديها كتبًا رسمية تؤكّد موافقة الوزارة على ذلك، ورافضةً استنكارَ الأخيرة الشديد وإدانتها البالغة لما تعرّض له التمثال من إزالةٍ غير قانونية. هذا، وكانت بلدية الخالص قد هشّمت التمثال بحجّة رغبتها في تأهيل مدخل القضاء، ممّا أثار استياء الناس والنخب الثقافية من الطريقة التي تمّ بها رفع التمثال، ولا سيّما أنّ قراراتٍ كهذه، تمسّ رموز البلاد، ينبغي أن تُشرك باتخاذها الفعّالياتُ الثقافية والاجتماعية، وأن تتمّ بطريقةٍ تتناسب ومكانةَ تلك الرموز.

*******************************************

الصفحة الرابعة

ندوة في مهرجان {طريق الشعب} العاشر تبحث دور الانتخابات البرلمانية في إحداث التغيير

بغداد ـ طريق الشعب

ضمن فعاليات مهرجان "طريق الشعب" العاشر، أقيمت ندوة حوارية موسعة تحت عنوان "الانتخابات البرلمانية.. إحدى وسائل التغيير"، ناقشت العديد من القضايا الجوهرية المرتبطة بالانتخابات النيابية المقبلة، وطرحت تساؤلات مهمة حول مدى قدرة المشاركة الشعبية على إحداث التغيير الحقيقي، وصناعة الإصلاحات المنشودة في العراق.

شارك في الندوة كل من: الدكتور عبد الجبار أحمد، الكاتب والصحفي فلاح المشعل، وعضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق بهجت الجنابي، وادارها الرفيق أيوب عبد الحسين، حيث قدموا رؤى متعمقة حول طبيعة العملية الانتخابية والواقع السياسي في البلاد، مركّزين على التحديات البنيوية والممارسات السائدة التي تؤثر في فاعلية هذه الانتخابات.

مقدمات خاطئة تؤدي إلى نتائج خاطئة

وأكد الدكتور عبد الجبار أحمد أن أي تحليل للنتائج الانتخابية يجب أن يبدأ من الأسس والمقدمات التي تقوم عليها الانتخابات، مشيرًا إلى أن معظم الانتخابات السابقة كانت مبنية على مقدمات خاطئة سواء في الإجراءات، أو القانون الانتخابي، أو آلية توزيع الدوائر، أو حتى أسلوب عدّ الأصوات.

وقال الدكتور أحمد أن هذه الأخطاء الجوهرية تؤدي في النهاية إلى نتائج مشوهة لا تعكس إرادة الناخبين الحقيقية.

وأشار إلى أن الانتخابات هي جزء من العملية الديمقراطية وليست كل شيء، حيث إن المنظومة السياسية الأكبر والآليات الأخرى المرتبطة بالحكم هي التي تحدد الإنجاز الفعلي على الأرض.

الانتخابات البرلمانية: أداة أم غاية؟

وتساءل أحمد عن مدى كون الانتخابات البرلمانية في العراق سياسية عامة أم مكوناتية، مشيرًا إلى أن تشكيل الرئاسات الثلاث أوجد نمطًا توافقيًا قد يُرضي أطرافًا معينة لكنه في الوقت نفسه يضعف الأسس الديمقراطية للانتخابات.

وأضاف أن المرشحين الذين يروّجون لمشاريع الدولة القوية، غالبًا ما ينخرطون بعد فوزهم، في تحالفات مكوناتية، وبالتالي يتم تحويل الأصوات المخصصة لمشروع الدولة إلى خدمة مصالح زعامات محلية ومكونات سياسية.

وشدد على أن الحزب الشيوعي العراقي أو الأحزاب المدنية الديمقراطية، هي القوى الوحيدة القادرة على إحداث التغيير الحقيقي.

المادة 76 وتشكيل الحكومة

وأشار أحمد إلى أن المادة 76 من الدستور الخاصة بتفسير الكتلة الاكبر تشكّل أحد أبرز العقبات أمام الانتخابات النزيهة، لأنها تتحدث عن كتلة اجتماعية مكوناتية وليس عن مشروع سياسي حقيقي.

وأوضح أن هذا المنظومة سمحت بتولي بعض رؤساء الحكومات للمناصب العليا دون فوز حقيقي في الانتخابات، أو بحصولهم على عدد محدود جدًا من المقاعد، مؤكداً أن هذه المادة تخدم مصالح القابضين على السلطة والموارد الاقتصادية والسلاح، وليس مصالح المواطنين أو مشاريع الدولة المستقلة.

المشاركة والمقاطعة: أيهما يحقق التغيير؟

وتطرّق احمد إلى موضوع المشاركة الانتخابية والمقاطعة، موضحًا أن كلا الخيارين لا يستطيع وحده تغيير المنظومة السياسية الحالية، إذا لم يترافق مع إصلاحات حقيقية لإزالة تأثير المال السياسي والسيطرة الاقتصادية والعسكرية.

وأكد أن الانتخابات يجب أن تكون وسيلة لتغيير الوجوه والبرامج والحكومة، وليس مجرد استبدال الأقنعة، موضحا أن التركيز على الانتخابات كغاية بحد ذاتها يؤدي إلى تحويل العملية الديمقراطية إلى صراع زعاماتي مكوناتـي يهمش صوت الشعب والمشاريع السياسية الوطنية.

وأشار أحمد إلى أن المال السياسي والسلاح والسلطة التنفيذية تشكّل عناصر ضغط قوية تؤثر في نتائج الانتخابات، ما يجعل العملية الانتخابية غير عادلة ويميل التنافس لصالح المرشحين المهيمنين.

 وأضاف أن الكتلة الأكبر في البرلمان تعتبر كتلة اجتماعية وليست تحالفًا سياسيًا، وبالتالي لا يمكن تحقيق أي تغيير جذري دون تعديل المادة 76 من الدستور وتغيير توزيع الموارد الاقتصادية والسياسية.

وختم أحمد حديثه بتسليط الضوء على أن تعريف الدولة الحقيقي في العراق هو الاحتكار الرسمي للقوة، وأن مشاريع تقوية الدولة غالبًا ما تكون وهمية، بسبب ممانعة القابضين على السلطة على تعزيز مؤسسات الدولة الحقيقية، مشددا على أن الدولة لا يمكن أن تتطور أو تتحسن إذا بقيت البُنى التحتية السياسية والاقتصادية والسلاح تحت سيطرة المكونات والزعامات الحاكمة.

غموض وتأويل

من جانبه، أكد الكاتب فلاح المشعل أن الانتخابات العراقية الحالية تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالدستور والعملية السياسية، موضحًا أن المادة السادسة والسبعين من الدستور، التي تنص على أن الكتلة الأكبر التي تفوز في الانتخابات تُكلَّف بتشكيل الحكومة، تنطوي على غموض كبير وقابلية للتأويل، ما يفتح المجال لمشكلات تطبيقية حقيقية.

وأشار المشعل خلال حديثه إلى أن هذه المادة الدستورية "عائمة"، معتبرا أن الدستور جامد وغير مفصل، ولا يوضح الإجراءات الدقيقة لتشكيل الحكومة بعد الانتخابات، ما يترك المجال لتفسير هذه المادة بشكل يحدّ من حقوق الفائزين، حتى عند حصولهم على أكبر عدد من المقاعد.

وأوضح أن العملية السياسية خلال ثلاث وعشرين سنة لم تنتج دولة قوية، بل سلطات متفرقة تسيطر عليها الأحزاب والميليشيات وأصحاب النفوذ، بينما ضاع حلم بناء الدولة العراقية بعد عام 2003، وتحولت السلطة إلى أدوات للنفوذ والمصالح الخاصة.

وأضاف أن هذه الأحزاب لم تُجرِ أي مراجعة حقيقية لتجربتها السياسية، سواء على المستوى السياسي أو المالي والإداري، ما يفاقم الإشكالية ويضعف ثقة المواطنين في العملية الانتخابية.

وفيما يتعلق بالانتخابات نفسها، أكد المشعل أن الانتخابات الحالية لم تعد مرتبطة بمشروعية الواقع العراقي، بل أصبحت "عملية سياسية تُفرز نتائج صراع قديم بين الكتل"، مشيرًا إلى أن الصراع اليوم أصبح داخل كل كتلة، سواء الشيعية أو السنية، حيث تتصارع الأطراف على السلطة بعيدًا عن البرامج الانتخابية الحقيقية.

وقال إن الحصول على أكبر عدد من المقاعد يتطلب هدر الأموال العامة، سواء في الحملات الإعلامية أو الدعايات، مؤكداً أن هذه الأموال تأتي غالبًا من القطاع العام  حيث يعاد ضخها لشراء الأصوات والذمم، ما يجعل الانتخابات صراع رؤوس وأموال فقط.

وأوضح المشعل أن موقف الحزب الشيوعي من المشاركة في هذه الدورة محسوب بدقة، لأنه يكشف مدى ارتباط الحزب بعناصره وبالشارع والمجتمع، ويتيح تقييم أثر المقاطعة السابقة، ويحدد عدد الشخصيات المستقلة والقادرة على الصعود تحت عنوان الحزب أو ضمن تحالف البديل الذي يشكّل الحزب قوامه الرئيسي.

وأكد المشعل أن الانتخابات الحالية لن تُحدث تغييرًا جديا أو مؤثرًا في الحياة الاجتماعية العراقية، مشيرًا إلى أن القانون الانتخابي مصمم على مقاس الكتل الكبيرة، وأن المسار الديمقراطي الحقيقي يتطلب فتح المجال أمام الجميع دون احتكار.

وأشار إلى غياب التشريعات التي تضمن للمواطن حق الوصول إلى البرلمان والتعبير عن صوته بحرية، وعدم وجود آليات لمحاسبة النواب أو الوزراء بعد انتهاء الدورة، ما أدى إلى تفشي الفساد وإهدار المال العام، محذرًا من أن العملية السياسية تحولت إلى "غابة مفتوحة للنهب بلا رقيب ولا حسيب".

وفي ختام حديثه، شدد المشعل على أهمية دعم تحالف البديل والديمقراطيين المستقلين، موضحًا أن وصول ثلاثة إلى خمسة نواب من هذه القوائم إلى البرلمان سيشكل كتلة مؤثرة، قادرة على ممارسة الضغط والحوار الجاد مع الحكومة والبرلمان، وتقديم صوت شعبي حقيقي يمثل المواطنين ويحقق تغييرات ملموسة في العملية السياسية العراقية.

تحديات جوهرية

بدوره، أكد بهجت الجنابي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أن الانتخابات البرلمانية في العراق تواجه تحديات كبيرة ما يصعب من مهمتها كونها احدى وسائل التغيير السياسي والاجتماعي في البلاد.

وأشار الجنابي إلى أن نجاح القوى المدنية لا يُقاس فقط بعدد المقاعد التي تُحصَل في البرلمان، مبينًا أنهم شاركوا في عدة انتخابات، وكان لديهم حملات واسعة وأصوات معتبرة، ولكن عدم وصولهم للبرلمان لا يعني فشل المشروع، لأن عملية التغيير في مفهومهم تشمل طرح المشروع السياسي والمجتمعي، وبناء العلاقات مع الناس، ونشر الثقافة السياسية والوعي العام.

واختتم الجنابي حديثه بالقول إن الانتخابات يمكن أن تكون وسيلة مناسبة لنشر الوعي السياسي والتفاعل المجتمعي الحقيقي، وليس مجرد سباق للحصول على مقعد نيابي، مؤكدًا أن المشاركة الواعية تعكس مدى ارتباط القوى المدنية بالمجتمع وفاعليتها في تعزيز الوعي السياسي وبناء مشروع بديل حقيقي داخل البرلمان.

*******************************************

تظاهرات واحتجاجات تطالب بالحقوق المشروعة

بغداد – طريق الشعب

شهدت محافظات العراق سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات التي عبّر فيها موظفون ومزارعون وأساتذة جامعيون عن استيائهم من تأخر الجهات الحكومية في تلبية حقوقهم المشروعة، والتي تراكمت على مدى سنوات. فيما حذر البعض من تصعيد خطواتهم في حال استمرار المماطلة.

ميسان

في ميسان، تظاهر العشرات من الفلاحين والمزارعين أمام ديوان المحافظة، احتجاجًا على تأخر صرف مستحقاتهم المالية للمحاصيل الموسمية في عامي 2023 و2024، وكذلك ضد قرار منع الزراعة الشتوية الذي أثّر على استقرارهم الاقتصادي.

قال المزارعون، إن احتجاجهم سلمي، لكنهم هددوا بـ مقاطعة صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة، مؤكدين أن الحكومة وأحزابها لم تقدم حلولًا لمشاكل المياه ولم تصرف المستحقات المالية، ما تركهم بلا عمل وتعويضات. ودعوا إلى تشكيل لجنة لمتابعة مستحقات المزارعين ومحاسبة المقصرين، وطالبوا بإقالة الحكومة المحلية التي لم تنصفهم.

بغداد

في بغداد، استأنف العشرات من موظفي شريحة 399 احتجاجاتهم أمام مجلس الخدمة الاتحادي وسط العاصمة، مطالبين بإتمام إجراءات تعيينهم بعد موافقة الحكومة الاتحادية. وأوضح مصدر مطلع أن هؤلاء الموظفين، الذين عملوا كـ فاحصين على وزارة الدفاع بصفة مدني، استكملوا جميع متطلبات التعيين بما في ذلك الفحص الطبي والتدقيق الأمني والتقاطع الوظيفي، لكن المجلس أجل النظر في ملفاتهم إلى ما بعد الانتخابات، على الرغم من موافقة رئيس مجلس الوزراء استنادًا إلى المادة 69 ثانياً من قانون الموازنة.

وشدد المحتجون على أن ما يُعرف بقائمة 399 قد تظاهروا لمدة ثلاث سنوات متواصلة للمطالبة بحقهم المشروع في التعيين وإلغاء كتاب إلغاء التعيين السابق، مؤكدين أن استمرار المماطلة يعرقل حياتهم المهنية ويهدد استقرارهم المالي والاجتماعي.

البصرة

وفي البصرة، خرج تدريسيون وموظفون في الجامعة التقنية الجنوبية في تظاهرة سلمية مطالبين بـ توزيع قطع الأراضي المخصصة لهم منذ أكثر من ثماني سنوات.

وأوضح المشاركون أن الأراضي الواقعة خلف الجامعة مملوكة لوزارة المالية وليس لبلدية البصرة، مشيرين إلى أن جميع الموافقات الرسمية متوفرة منذ فترة، بدءًا من رئيس الجامعة وصولًا إلى وزير التعليم العالي السابق والحالي، إلا أن بلدية البصرة تماطل في إنجاز المعاملات النهائية.

بدوره، أكد رئيس لجنة التعليم البرلمانية، ياسين العامري، أن مطالب الأساتذة الجامعيين "مشروعة ووصلت إلى طريق مسدود"، مشدداً على دعمه لهم ومطالبته محافظ البصرة ومدير بلدية البصرة ومدير التخطيط العمراني بالوقوف إلى جانب الأساتذة وحسم الموضوع بشكل عاجل.

وأشار العامري إلى أن جميع الإجراءات والموافقات اللازمة لتخصيص الأراضي قد اكتملت، وأن استمرار المماطلة يمثل إخلالًا بالحقوق المستحقة.

********************************************

الصفحة الخامسة

مرصد بيئي: هواء بسماية الأعلى تلوّثا في البلاد!

متابعة – طريق الشعب

أفاد "مرصد العراق الأخضر" البيئي بأن مجمّع بسماية السكني جنوبي العاصمة، تصدّر مناطق ومدن البلاد في نسب تلوّث الهواء.

وذكر المرصد في تقرير له الخميس الماضي، أن "مدينة بسماية كان يمكن أن تكون من المدن الجديدة النظيفة والنموذجية كونها بعيدة عن صخب وازدحامات العاصمة، إلا أن آفة التلوث لاحقتها بسبب قربها من معامل الطابوق التي تسببت في نسبة كبيرة من التلوث في العاصمة، فضلاً عن مقالع النفايات التي تحيط بها والتي تتعرض للحرق بشكل دائم".

وأوضح أن "التلوث يحيط بهذه المدينة في أوقات مبكرة من الصباح، وحتى في المساء، ويمتد الى مناطق وسط العاصمة"، مؤكداً وجود الكثير من حالات الاختناق، والتي نُقِل البعض منها الى المستشفيات القريبة بسبب التلوث الحاصل حول هذه المدينة.

وحذر المرصد في تقريره من ان التلوث في حال استمراره فإنه سيصيب المزيد من المواطنين الساكنين في هذه المنطقة بأمراض الجهاز التنفسي التي قد تتطور خلال السنوات المقبلة وتُصبح أشد خطرا، لافتا إلى أن ألوان المباني قد تتضرر هي الأخرى، إضافة إلى تضرر النباتات والحدائق الموجودة في المدينة.

ودعا المرصد الجهات المسؤولة إلى الانتباه للتلوث الذي اصاب بسماية، مقترحا غرس الأشجار حولها لتخليصها من هذه الآفة، اضافة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة تجاه المعامل المخالفة ومن يتسبب في حرق النفايات.

جدير بالذكر، أن مجّمع بسماية يُقارب من جانبه الشمالي الشرقي منطقة النهروان المعروفة بضمها معامل طابوق متعددة، إضافة إلى منطقة أبو ثيلة التي تضم معامل اسفلت. كما تجاور المجمّع وتُقاربه معامل لإنتاج القار والفلانكوت وأخرى لتدوير الزيوت، فضلا عن حي صناعي يضم الكثير من الورش الصناعية. فيما يُقاربه من جهة الجنوب مكب نفايات واسع يجري حرقه باستمرار.

البيئة ترصد مخالفات

قبل ثلاث سنوات تقدم العديد من أهالي بسماية بشكاوى لوزارة البيئة، بشأن انبعاثات غازية وروائح خانقة صادرة عن معامل ومنشآت صناعية قريبة. وبالفعل قامت الوزارة – وفقا لوثائق رسمية سبق ان نشرتها وكالات أنباء - بإجراء مسوحات ميدانية أظهرت وجود "تلوثٍ بيئي" في المجمع ومناطق أخرى مجاورة له.

وربطت تحقيقات برنامج الرقابة على الأنشطة المؤثرة على البيئة في الوزارة، ارتفاع نسب التلوث بـ"وجود معامل الاسفلت في منطقة أبو ثيلة، والتي تعمل ليلاً، اي خارج أوقات الدوام الرسمي للدوائر الحكومية، ما يتسبب في تصاعد الانبعاثات الغازية مع انتشار روائح الكبريت، الأمر الذي يشكل خطراً على صحة الناس في المكان".

وتشمل الوثائق مخاطبات رسمية صادرة من دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الوسط، وموجهة إلى مكتب وزير البيئة في 17 تشرين الأول 2023. حيث تضمنت إجراءات الدائرة في ما يتعلق بالشكاوى الواصلة إليها من ساكني بسماية.

وتظهر تلك المخاطبات قيام فرق فنية بمهام المسح الميداني للوقوف على أسباب التلوث الحاصل في المنطقة. إذ توصلت إلى أدلة دامغة على وجود التلوث، وقدمت توصيات بفرض عقوبات على المعامل المخالفة للشروط والقوانين البيئية.

واجرى فريق "بيئة بغداد" برفقة الشرطة البيئية والأمن الوطني والشرطة الاتحادية والقوة الماسكة للأرض في بسماية، زيارة ميدانية للكشف عن المخالفات البيئية للانشطة الصناعية. ووجه في الاثناء انذاراً لمعملين لتصفية وتنقية الزيوت، ومعمل لإنتاج الاسفلت المؤكسد، نظرا لـ"عدم الالتزام بالمتطلبات البيئية من خلال استخدام المخلفات النفطية في العملية الانتاجية، كذلك ارتفاع قراءات تراكيز المركبات العضوية المتطايرة (VOC) عن المحدد الوطني".

كما أظهرت وثائق أخرى مطالبة وزارة البيئة نظيرتها الداخلية، بإغلاق معامل مخالفة كانت قد أنذرتها سابقاً، بسبب "استمرار مخالفاتها دون معالجة وعدم التزامها بالمتطلبات البيئية الواجب توافرها في معامل الاسفلت، ما تسبب في تلوث عالٍ نتيجة تولد أدخنة وروائح تحتوي على مركبات عضوية وكيميائية ضارة أثناء عمليات انتاج وتصنيع الاسفلت".

وأكدت الوثائق وجود 20 معملا لإنتاج الاسفلت في منطقة أبو ثيلة التابعة لقضاء المدائن، منها 16 معملا يعمل خلال فترة الليل حتى ساعات الصباح الأولى. حيث تساهم تلك المعامل في ارتفاع نسب تلوث الهواء في مدينة بسماية والمناطق المجاورة لها.

وحتى الآن لم تتمكن دائرة حماية وتحسين البيئة في منطقة الوسط، ومديرية بيئة بغداد، من إيقاف أي من تلك المعامل، رغم إصدارهما انذارات وإشعارات بإغلاق عدد منها!

ماذا عن الإجراءات القانونية؟

وفقا للخبير القانوني فالح خضر غازي، فإن قانون حماية وتحسين البيئة العراقي رقم 27 لسنة 2009، اشترط معايير فنية خاصة لممارسة النشاطات الصناعية، منها إلزام صاحب المشروع قبل تنفيذه بتقديم تقرير يتضمن تقدير التأثيرات الإيجابية والسلبية للمشروع على البيئة، وتقدير كلفة التلوث نسبة إلى الإنتاج.

ويتابع غازي في حديث صحفي سابق، قوله: "كذلك اشترط القانون إلزام أصحاب المشاريع بمنع انبعاث الأدخنة أو الغازات أو الأبخرة أو الدقائق الناجمة عن عمليات إنتاجية أو حرق وقود في الهواء، وإجراء المعالجات اللازمة بما يتضمن مطابقتها للتشريعات البيئية. كما منح القانون الوزير أو من يخوله صلاحية إنذار أية منشأة أو معمل أو أية جهة أو مصدر ملوث للبيئة لإزالة العامل المؤثر خلال 10 أيام من تاريخ التبليغ بالإنذار".

ويلفت إلى انه "في حال عدم الالتزام فإن القانون منح صلاحية إيقاف العمل أو الغلق المؤقت مدة لا تزيد على 30 يوماً قابلة للتمديد حتى إزالة المخالفة، وفرض غرامة مالية لا تقل عن مليون دينار ولا تزيد على 10 ملايين دينار تكرر شهرياً حتى إزالة المخالفة".

ومن خلال متابعته، يرى غازي أن "وزارة البيئة تكتفي فقط بالغرامات"، مشددا على أهمية "اللجوء إلى غلق المعامل المخالفة وتشديد العقوبات عليها مع تكرار المخالفات، وإحالتها إلى المحاكم المتخصصة".

الحاجة إلى دعم حكومي

يقر ممثل مجمع مصانع النهروان لإنتاج الطابوق طالب السعيدي، بوجود انبعاثات ناتجة عن عملية حرق كور الطابوق، مبيناً في حديث صحفي سابق أن معالجة الانبعاثات تتطلب دعما حكومياً.

وفي ظل ذلك الواقع يبدي السعيدي استغرابه من منح الموافقات البيئية من قبل الجهات الحكومية لبناء "مدينة علي الوردي" السكنية التي لا تبعد عن مجمع معامل النهروان سوى 7 كيلومترات، عازيا أسباب استمرار انبعاثات المعامل الى "عدم قدرة أصحابها ماليا على استبدال أفران حرق الطابوق بأخرى حديثة".

وينوّه الى ان "وزارة البيئة تفرض غرامات مالية دورية على أصحاب المعامل، لكنها "تغض البصر عن محاسبة الأفران المتجاوزة التي أنشأت خارج المنطقة الصناعية والتي تساهم في تلوث الهواء بما نسبته 40 في المائة".

وكان وزير الصناعة خالد البتال قد زار في أيلول 2023 المنطقة الصناعية في النهروان ووعد بغلق المعامل المتجاوزة التي يبلغ عددها 90 معملا، لكن لم يحصل شيء على الأرض!

ويوجد في النهران 270 معملاً مجازاً لإنتاج الطابوق منها 70 معملاً أنشئ عام 2015، و90 فرناً افتتحت من دون موافقات أصولية – حسب وكالات أنباء.

*********************************************

تجارة البشر في بغداد؟!

عماد جاسم(*)

صدمتني تلك الطريقة المبتكرة لأصحاب بعض مكاتب تشغيل الايادي العاملة كما يطلقون عليها، بعرض مجموعة فتيات آسيويات وأفريقيات على جادة الطرق مع إجبارهن على التلويح للناس في قصدية الإعلان عن انفسهن وعن المكتب في مشهد يشابه بيع الرقيق في الجاهلية!

أي تحول هستيري دفع بمجتمع يحمل قيما ثقافية وانسانية، لأن يرتضي على نفسه المشاركة او السكوت على هكذا نوع من المتاجرة الرخيصة، بعد ارتفاع نفوذ اصحاب الاموال ليكونوا متحكمين ومتهكمين بمصير الفقراء والمعوزين؟ وكيف تسمح الدولة ومنظمات حقوق الانسان بانتشار ظواهر البيع العلنية، بل وازدياد نسب الاستغلال الجسدي دون رقابة تذكر؟! في أي خانة يمكن وضع مئات القصص عن مكاتب تجارية يديرها اصحاب الكروش وهم يبيعون البشر لشركات ومكاتب بلا هوية او مسميات، بل حتى الى بيوت لشباب يتقاسمون ولائم الاجساد المعروضة دون ادنى حساب للضمير؟ من يحمي الجائعين من بطش وتحكم وارادة المتنفذين؟ من ينقذ مجتمعنا من هذه التقليعة البائسة في استخدام الخادمات كواجهة اجتماعية مقرفة في يوميات الاذلال التي نشاهدها في المولات والمجمعات؟

حكايات مؤلمة تتقاسمها مكاتب تتوزع في ارجاء بغداد تصطاد الضحايا، بل تسجنها في شقق معتمة بمعاملة لا آدمية للخدمة واشياء أخرى.

تلك الوجوه الذابلة تبحث اليوم عن قوانين وإجراءات منصفة، وتلك المكاتب والشركات التجارية بحاجة إلى ضمائر وجهات رادعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) عن صفحته الشخصية في فيسبوك

******************************************

ميسان مطالبات بوضع حد لـ"سموم الطابوق"

متابعة – طريق الشعب

طالب مراقبون وناشطون بيئيون في محافظة ميسان، بفرض ضوابط ومعايير صارمة على معامل الطابوق التقليدية، مشددين على أهمية وقف الملوثات السامة التي تنبعث من مداخن تلك المعامل المنتشرة في مساحات واسعة من المحافظة، والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة السكان، لا سيما القريبون منها.  وتعد ميسان المحافظة الثانية بعد بغداد كأكبر منتجة للطابوق في البلاد. حيث تضم معامل في مواقع مختلفة، منها مجموعة كبيرة تقع في "منطقة الطبر" على طريق العمارة – البصرة، وأخرى تقع في "منطقة الطيب".

وذكر المراقبون والناشطون في حديث صحفي، أن الغازات و سحب الدخان المنبعثة من المعامل، تتسبب في ارتفاع نسب تلوث الهواء، وحتى التربة، مشيرين إلى ان الغازات، ونتيجة لعوامل فيزيائية، تسقط كالرذاذ على الأرض.

وحذروا من الأضرار الكبيرة التي تلحقها تلك الغازات بصحة الإنسان، مطالبين بوضع معايير سلامة صارمة على نشاط المعامل.

**************************************

كربلاء تُحذّر من «ثمرة الشيطان}!

متابعة – طريق الشعب

حذرت مديرية زراعة كربلاء من انتشار نبات "الداتورا" السام على أطراف الطرق والحدائق وضفاف البزول، مؤكدة أن تناوله أو لمس أزهاره يسبب غثياناً وتوسعا في حدقة العين وارتفاعا في حرارة الجسم ثم هلوسة وغيبوبة قد تؤدي إلى الوفاة. وأوضحت أن هذا النبات تنتج عنه ثمرة كروية تسمى "ثمرة الشيطان"، وتتفتح فيه أزهار بوقية بيضاء، ناصحة بإزالته من الجذور وحرقه، مع مراعاة ارتداء الكفوف عند إزالته.

يقول رئيس قسم الوقاية البيئية في مديرية الزراعة، ماجد حميد البهادلي، أن هذا النبات من العائلة الباذنجانية، وانه سام بدءاً من جذوره حتى بذوره.

ويلفت إلى ان النبات موجود في العراق منذ زمن بعيد وينبت بشكل عشوائي في المناطق السكنية والحدائق وضفاف الأنهار، مشيرا إلى ان لديهم تعاونا مع مكافحة مخدرات كربلاء، على إزالة النبات وإتلافه. 

***************************************

مدرسة طينية آيلة للسقوط في ديالى

متابعة – طريق الشعب

في مقطع فيديو، وثق عدد من سكان قرية آلبو محمد في ناحية العظيم شرقي ديالى، مدرسة ابتدائية طينية آيلة للسقوط.

وتفتقر هذه المدرسة، واسمها "الخيبر"، إلى مقومات السلامة، رغم انها تضم نحو 160 تلميذا – وفق تعليق مصوّر الفيديو، مشيرا إلى ان المبنى في الأساس كان منزلاً قديماً لأحد الأهالي، وتحوّل إلى مدرسة مؤقتة قد تنهار في موسم الأمطار.

ويلفت إلى غياب الخدمات الأساسية في المدرسة، بينما تظهر داخلها بين فترة وأخرى عقارب وأفاع، مناشدا الجهات المعنية التدخل العاجل لتأمين مبنى آمن ومناسب لأطفال القرية.

وتنقل وكالات أنباء عن أحد سكان القرية قوله، أن المدرسة تفتقر لأبسط مقومات السلامة "إذ يحتوي جزء منها على غرف سكنية قديمة، بينما الجزء الآخر كان مخصصاً للحيوانات، الأمر الذي تسبب في ظهور العقارب والأفاعي بشكل متكرر داخل الصفوف".

ويضيف قوله أن "المبنى الحالي يهدد حياة الطلبة والكادر التدريسي على حد سواء، ناهيك عن خطر تقادم البناء الذي قد يكون عرضة للسقوط مع موجات الأمطار القوية"، لافتا إلى أن "هناك مدرسة بديلة تم إنجاز بنائها بالكامل، إلا أن الإجراءات الإدارية لتسليمها وتشغيلها تسير ببطء شديد".

ويُطالب أهالي القرية وزارة التربية بالإسراع في تهيئة المدرسة الجديدة قبل بدء موسم الأمطار، لتجنب كارثة محتملة.

******************************************

"أسواق المستعمل" مقتنيات للفقراء وكنوز لعشاق الماضي!

متابعة – طريق الشعب

تنشر في بغداد وعدد من مدن البلاد، أسواق متخصصة في بيع الأغراض المستعملة، غالبا ما يعرض فيها الباعة بضائعهم على الأرض أو على بسطات متواضعة.  وتتنوع تلك الأغراض بين الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية والقطع المكتبية القديمة، وحتى المواد المعطوبة أو المكسورة. بينما يتفاوت قاصدو تلك الأسواق بين من يريدون شراء حاجيات لمنازلهم بأسعار زهيدة، ومن يفتشون عن مقتنيات تذكّرهم بالطفولة أو سنوات الشباب.  يشتري رحيم الكعبي منذ أكثر من 30 عاماً، أغراضاً مستعملة من "سوق الميدان" وسط بغداد، والذي يُطلق عليه "سوق هرج". يقول الكعبي في حديث صحفي: "لم أتخلَ عن هذه العادة القديمة. أزور السوق كل أسبوع تقريباً، وأجد دائماً ما ينفعني في البيت من مكواة ومراوح وأجهزة منزلية. معظم المعروضات أصلية اختفت ماركاتها في الأسواق، وما أشتريه هنا لا يتجاوز سعره 5 في المائة من السعر الطبيعي".  فيما يقول عبد الله الحاج رضا أن "ارتياد أسواق المستعمل أسلوب حياة بالنسبة لي. أقصدها كلما احتجت إلى غرض لبيتي، وخلال السنوات الخمس الأخيرة اشتريت معدات يدوية وصحوناً وقدوراً ومصابيح تعمل بالبطارية، وهواتف وساعات لي ولزوجتي وبناتي. وأنا لا أشتري إلا ما يستحق ذلك فعلاً، ويتطلب الاختيار صبراً ومعرفة". وتعرف أسواق المستعمل بأنها تبيع أغراضاً مستهلكة وربما معطوبة لا نفع لها إلا لفئة من الفقراء، لكنها أيضاً ذات قيمة كبيرة لأشخاص يحصلون على "صيد ثمين" - حسب ما يذكر فارس إسماعيل الذي يملك خبرة كبيرة في الأغراض القديمة ذات القيمة العالية. ورغم أنه لا يزال شاباً  لكنه يصف نفسه بأنه "صياد يتنقل بين أسواق المستعمل للبحث عن صيد ثمين".  يقول في حديث صحفي: "تعرفت على عالم المستعمل بعد أن عملت في طفولتي بائعاً متجولاً للمرطبات داخل منطقة الميدان. إذ عرفت معلومات عن أنواع وأصناف عدة من الأغراض ذات القيمة العالية، مثل النحاسيات والفضيات والأحجار الكريمة، والخزف والمنسوجات وغيرها"، مشيرا إلى انه "منذ أكثر من عشرة أعوام باتت تجارة الأغراض القديمة مهنتي. أشتري ما أراه مناسباً واحتفظ به أو أعيد بيعه لتجار أو زبائن يحبون الاقتناء". إلى ذلك، يقول بائع الأغراض المستعملة قاسم نصيف: "يمّيز الباعة روّاد السوق. بعضهم فقراء يبحثون عن مواد ضرورية بأسعار زهيدة، وآخرون هواة جمع أشياء قديمة"، مشيرا إلى ان "الكثير من الأغراض مصدرها منازل جرت تصفيتها قبل بيعها أو تجديد أثاثها. ورغم التطور الصناعي ودخول بضائع جديدة في مختلف المصنوعات، تبقى هناك أسواق متخصصة في بيع الأغراض المستعملة".

****************************************

مواساة

• بحزن وألم تلقت رفيقات ورفاق منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا نبأ رحيل الرفيق جواد كاظم الطائي (علي مالية)، بعد معاناة مع مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيد والصبر وقوة الإرادة لزوجته العزيزة أم أوس وأهله ورفاقه ومحبيه.

• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة المعقل في البصرة، فقيدها عبد الرحيم خضير الحمداني (أبو فراس).

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

• تنعى هيئة الشهيد البياتي في الحزب الشيوعي العراقي، الفقيد حامد العبيدي.

كان الفقيد احد الرموز الادبية البارزة، وله دوره في اغناء المسيرة الادبية والفنية في العراق وقدم الكثير لنهضة البلاد اسوة بالدول المتحضرة. كما قدم زهرة حياته لخدمة الفكر الوطني والتقدمي وفي سبيل بناء عراق حضاري ينعم بالسلم المجتمعي، وبناء دولة المؤسسات والعدالة الاجتماعية وتحقيق الرفاهية العامة.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

*************************************************

الصفحة السادسة

تقرير دولي: نزوح 70 ألف شخص خلال أسبوع التصنيف الأممي يعلن مجاعة غير مسبوقة في {الفاشر وكادوقلي} وسط حصار {الدعم السريع}

الخرطوم – وكالات

أكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة، وجود مجاعة لأول مرة في مدينتي الفاشر وكادوقلي بالسودان، بعدما فرضت قوات الدعم السريع حصارا وسيطرت عليهما.

تناول علف الحيوانات وجلودها!

وأشارت هذه التقارير إلى أن سكان الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، اضطروا إلى تناول علف الحيوانات وجلودها بعد انقطاع إمدادات الغذاء، فيما استهدفت أماكن تجمع السكان بغارات الطائرات المسيرة.

وهذه هي المرة الأولى التي يحدد فيها التصنيف المرحلي المتكامل، وهو مرصد عالمي للجوع مدعوم من الأمم المتحدة، أن المدينتين في حالة مجاعة، على الرغم من أنه أكد في الماضي وجود مجاعة في مخيمات للنازحين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

انتشار الجوع

وتسببت الحرب التي بدأت قبل عامين ونصف العام بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني في انتشار الجوع وسوء التغذية الحاد في أنحاء السودان، فضلا عن نزوح الملايين من الأشخاص وإثارة موجات من العنف العرقي في دارفور.

ويعد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المعيار المعترف به دوليا لقياس شدة أزمات الجوع، وتثير نتائجه انتقادات الحكومة السودانية المدعومة من الجيش.

وكان التصنيف المرحلي حدد مجاعة للمرة الأولى عندما قطعت الإمدادات الغذائية أثناء الحصار في مخيم زمزم للنازحين جنوب الفاشر في أغسطس 2024.

حصار لمدة 18 شهراً

وتعرضت الفاشر لهجمات قوات الدعم السريع وحوصرت لنحو 18 شهرا قبل أن تسقط أواخر الشهر الماضي، مما أدى إلى تعميق الانقسام الجغرافي في السودان.

وخلال الحصار قال سكان إن إمدادات الغذاء كانت تنقطع، مما أرغم السكان على أكل علف الحيوانات وأحياناً جلودها. وأضافوا أن الأماكن التي كان يتجمع فيها الناس لتناول الوجبات في المطابخ العامة كانت تستهدف بغارات طائرات مسيرة.

وذكر منسق منظمة أطباء بلا حدود سيلفان بينيكود لرويترز أنه نتيجة لذلك كان جميع الأطفال الذين وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة بعد الفرار من الفاشر يعانون سوء التغذية، بينما كان البالغون يصلون في حالة هزال.

وقال ممثلو الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية إنهم يجمعون أدلة على أعمال قتل جماعي واغتصاب مزعومة بعد أن فرضت قوات الدعم السريع سيطرتها على الفاشر.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن التاريخ يعيد نفسه في دارفور.

وضع متدهور

أفاد تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الذي استند إلى تحليل لشهر سبتمبر 2025، أن طويلة، إضافة إلى مليط والطويشة، وهما وجهتان أخريان للفارين من الفاشر، معرضتان لخطر المجاعة.

وذكر مرصد الجوع أن إجمالي السودانيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد انخفض ستة في المئة ليصل إلى 21.2 مليون شخص، أي ما يعادل 45 في المئة من إجمال السكان، بفضل الاستقرار التدريجي وتحسن الوصول إلى وسط السودان، حيث فرض الجيش السوداني سيطرته منذ بداية العام. لكن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أوضح أن الوضع تدهور في منطقتي دارفور وكردفان مع تركيز القتال هناك، مما حرم الناس من سبل المعيشة ورفع الأسعار ودفع كثيرين منهم للنزوح.

وأضاف أن خفض المساعدات العالمية والعوائق البيروقراطية التي تقوض قدرة الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى على توفير الغذاء والخدمات الأخرى زادت من التحديات الإنسانية في السودان.

كردفان بؤرة أخرى للحرب

تخضع كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، لحصار من الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، المتحالفة مع قوات الدعم السريع، على رغم انتشار الجوع فيها منذ بداية الحرب.

وتتحول منطقة كردفان على النطاق الأوسع إلى بؤرة جديدة للحرب على نحو متزايد، إذ تقع بين دارفور التي تسيطر عليها قوات "الدعم السريع"، وبقية البلاد التي يديرها الجيش.

وقال التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إن مدينة الدلنج المجاورة قد تكون أيضا في حالة مجاعة، لكن نقص البيانات حال دون تأكيد ذلك.

نزوح إضافي

نزح أكثر من 70 ألف شخص من مدينة الفاشر والقرى المجاورة في ولاية شمال دارفور خلال الفترة ما بين 26 تشرين الأول و2 تشرين الثاني، بحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة.

ويأتي ذلك بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، وسط تقارير تؤكد وقوع انتهاكات مروعة ضد المدنيين.

وأوضحت بيانات برنامج تتبع النزوح التابع للمنظمة أن غالبية النازحين توجهوا إلى مناطق داخل الفاشر نفسها ومدينة طويلة المجاورة. كما تم رصد نزوح إضافي بلغ 8631 شخصا خلال يومي الأول والثاني من نوفمبر فقط، فيما تستمر حالة انعدام الأمن في الطرق المؤدية إلى المدينة، ما يعيق حركة التنقل ويهدد سلامة السكان.

وأكد التقرير استمرار التوتر وعدم الاستقرار في شمال دارفور، مع تزايد موجات النزوح وانعدام الأمن.

وبحسب المنظمة، فإن برنامج تتبع النزوح يواصل متابعة الوضع عن كثب، موضحا أن المزيد من المعلومات حول حركة النزوح في السودان ستصدر قريبا.

****************************************

مادورو يعلن اعتماد فنزويلا خطة دفاعية شاملة

كاركاس – وكالات

أعلن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو أن بلاده اعتمدت خطة دفاعية وانتقالية شاملة للمواجهة في حال وقوع العدوان الأمريكي.

وقال مادورو خلال مؤتمر استثنائي للحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي الحاكم وجناح الشباب فيه، بث على قناة Venezolana de Television: "في إطار المفهوم الاستراتيجي للدفاع الشامل عن الوطن، تم اعتماد خطة للانتقال من الكفاح السلمي إلى الكفاح المسلح في حال تعرض فنزويلا لهجوم من الإمبراطورية الأمريكية".

وأضاف أن الخطة تنص على "الانتقال إلى الكفاح المسلح للدفاع عن وحدة أراضي فنزويلا وكرامتها وحقها في السلام ومستقبلها".

وأكد على ضرورة أن يبدأ الحزب الشيوعي الفنزويلي الشعبي فورا بتنفيذ القرار المعتمد، ليكون الشعب على أهبة الاستعداد "لمقاومة الحرب النفسية الإمبريالية، والقيام بأعمال ملموسة في جميع أنحاء البلاد".

وتابع "الولايات المتحدة مؤمنة ومقتنعة ببدء عصر استعماري جديد، عصر سيادة البيض، وأن على شعوب الجنوب الرضوخ لحكم أمريكا الشمالية". مشيرا إلى أن الإمبريالية تسعى لاستعادة "الهيمنة العسكرية والاقتصادية والثقافية المفقودة".

وشدد على أن "لا أحد سيسلب فنزويلا حقها في الاستقلال والحياة". مؤكدا أن "العالم أجمع ينظر إلى فنزويلا كمثال على النضال الناجح من أجل السلام، والحفاظ على كرامتها وقيمها ومبادئها". وأن البلاد ستدخل "عصرا جديدا من السلام والازدهار والسعادة".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع المنصرم بأن الولايات المتحدة زادت من وجودها العسكري قبالة سواحل فنزويلا، حيث من المحتمل أن يصل عدد قواتها هناك إلى 16 ألف جندي.

وأكدت الصحيفة أن الحشود العسكرية الأمريكية الضخمة في منطقة البحر الكاريبي تشير إلى أن إدارة ترامب تستعد لتوسيع العمليات في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوترات بين واشنطن وكاراكاس ويزيد من احتمال توجيه الولايات المتحدة ضربات أولى على فنزويلا.

******************************************

الطاقة الذرية: على إيران التعاون مع مفتشي الوكالة

فيينا – وكالات

نقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي قوله إن على إيران أن "تحسن بشكل جدي" تعاونها مع مفتشي الأمم المتحدة لتجنب زيادة التوتر مع الغرب.

وقال جروسي للصحيفة إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أجرت أكثر من 10 عمليات تفتيش في إيران منذ حربها مع إسرائيل في يونيو حزيران، إلا أنه لم يُسمح لها بالوصول إلى منشآت نووية مثل فوردو ونطنز وأصفهان، التي قصفتها الولايات المتحدة.

وصرح جروسي في تشرين الأول بأنه تم رصد حركة بالقرب من مخزون اليورانيوم المخصب الإيراني، لكن ذلك "لا يعني وجود نشاط تخصيب".

وبعد هذه التصريحات، قال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن جروسي "يدرك تماما الطبيعة السلمية" للبرنامج النووي الإيراني ويجب ألا يعبر عن "آراء لا أساس لها" بشأنه.

واتهم المسؤولون الإيرانيون الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتبرير القصف الإسرائيلي، الذي بدأ في اليوم التالي لتصويت مجلس محافظي الوكالة على إعلان إيران منتهكة لالتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وصرح جروسي لصحيفة فاينانشال تايمز بأنه في حين تحاول الوكالة التعامل مع العلاقات "المتوترة" مع إيران بتفهُّم، فإن طهران لا تزال بحاجة إلى الامتثال.

******************************************

{الأغذية العالمي} يدعو لفتح المعابر في غزة

رام الله – وكالات

دعا برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إلى فتح كلّ معابر قطاع غزة المدمر من أجل توسيع نطاق العمليات الإنسانية، مشيرا إلى أن نحو مليون شخص في القطاع تلقوا مساعدات غذائية منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.

وقالت عبير عطيفة، المتحدثة باسم البرنامج، في تصريحات صحفية "بعد 3 أسابيع ونصف على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وزعنا طرودا غذائية على نحو مليون شخص في أنحاء القطاع كافة"، مشيرة إلى أهمية فتح المزيد من المعابر وتوسيع الوصول الإنساني داخل القطاع.

وأضافت "لرفع مستوى عملياتنا إلى الحد المطلوب ووفقا لالتزاماتنا، نحن بحاجة إلى وصول أفضل، بما في ذلك فتح مزيد من المعابر الحدودية والسماح باستخدام الطرقات الرئيسية داخل غزة"، لافتة إلى أن البرنامج يستهدف إيصال المساعدات إلى 1.6 مليون شخص.

وتابعت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "ما زال لدينا فقط معبران حدوديان يعملان"، داعية إلى فتح المعابر المؤدية إلى شمال القطاع من أجل استقرار الأسواق وتلبية احتياجات السكان.

يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يشغل حاليا 44 مركز توزيع للأغذية في القطاع، من أصل 145 يهدف إلى تشغيلها.

ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، تواصل إسرائيل خرقه سواء عبر تنفيذ غارات جوية ضد المدنيين أو منع دخول المساعدات الإنسانية بالكميات المتفق عليها.

وحسب إحصاءات حكومية، فإن متوسط عدد الشاحنات التي دخلت منذ بدء الاتفاق لا يتجاوز 89 شاحنة يوميا من أصل 600 شاحنة يفترض دخولها كل يوم لتأمين الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين.

وبدعم أميركي، شنت إسرائيل حرب إبادة جماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، خلفت 68 ألفا و872 شهيدا فلسطينيا، و170 ألفا و677 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا طال 90 في المائة من البنى التحتية المدنية، مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

*********************************************

زهران ممداني.. وجهٌ تقدّمي جديد في السياسة الأمريكية

قحطان المعموري

يُعدّ زهران كوامي ممداني واحدًا من أبرز الوجوه السياسية الصاعدة في الولايات المتحدة، إذ استطاع خلال فترة وجيزة أن يتحول من ناشط اجتماعي شاب إلى مرشح جاد لمنصب عمدة مدينة نيويورك، حاملاً معه خطابًا تقدّميًا يعبّر عن جيل جديد من الأمريكيين المؤمنين بالعدالة الاجتماعية والمساواة.

وُلد زهران ممداني في 18 أكتوبر 1991 في العاصمة الأوغندية كمبالا. من أصول إسلامية هندية.  نشأ في عائلة ذات خلفية فكرية وثقافية مميزة؛ فوالده هو الأكاديمي المعروف محمود ممداني، أستاذ العلوم السياسية، ووالدته هي المخرجة السينمائية ميرا ناير. تنقّل زهران بين أوغندا وجنوب أفريقيا قبل أن تستقر العائلة في نيويورك، حيث تلقى تعليمه الأساسي والعالي.. درس في كلية "Bowdoin" الأمريكية، وحصل على درجة البكالوريوس في دراسات "الأفارقة والأفريقيات"، ليبدأ بعدها رحلته في العمل المجتمعي والسياسي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبدأ نشاطه السياسي متأثرًا بالتيار التقدّمي في الحزب الديمقراطي.

دخل ممداني عالم السياسة من بوابة البرلمان التشريعي لولاية نيويورك، حيث أعلن في عام 2019 ترشحه ممثلًا عن الدائرة السادسة والثلاثين في كوينز. تمكّن من تحقيق فوز مفاجئ في الانتخابات التمهيدية عام 2020، حين تغلّب على النائبة الديمقراطية المخضرمة أرابيلا سيموتاس، ليصبح من أبرز الوجوه الشابة داخل الحزب الديمقراطي. في يناير 2021 تولّى رسميًا مقعده في البرلمان، وأعيد انتخابه لاحقًا في عامي 2022 و2024. خلال فترة عمله التشريعية، طرح أكثر من عشرين مشروع قانون تناولت قضايا العدالة الاقتصادية والإسكان وحقوق العمال والمواصلات العامة.

يُعد زهران ممداني من أبرز أعضاء جناح "الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا" داخل الحزب الديمقراطي، وهو تيار يؤمن بضرورة إصلاح النظام الاقتصادي والاجتماعي ليصبح أكثر عدالة، ومن أبرز أولوياته: الإسكان الميسور، والنقل العام المجاني، والعدالة الاقتصادية، ومكافحة التمييز.

تميّز ممداني بمواقفه الجريئة من قضايا السياسة الخارجية، خصوصًا دعمه الواضح للشعب الفلسطيني وانتقاده المستمر للسياسات الإسرائيلية، كما لم يتردّد في توجيه انتقادات حادّة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب الانتهاكات ضد المسلمين في ولاية غوجارات، ما أثار جدلاً واسعًا في الهند والولايات المتحدة على حد سواء. هذه المواقف جعلته عرضة لهجمات من شخصيات سياسية محافظة، من بينها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتهمه بالشيوعية وهدّد باعتقاله على خلفية مواقفه من قضايا الهجرة وإنفاذ القانون.. رغم ذلك، ردّ ممداني بهدوء مؤكدًا التزامه بالدستور الأمريكي وبالدفاع عن حقوق المهاجرين.

في عام 2025 أعلن ممداني ترشحه لمنصب عمدة مدينة نيويورك، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية في تاريخ المدينة. استطاع أن يفوز في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي متفوقًا على شخصيات ذات وزن سياسي كبير مثل الحاكم السابق أندرو كومو.  كما حمل برنامجه الانتخابي شعار العدالة الاجتماعية والمساواة، مركزًا على دعم الإسكان الميسور وتوسيع الخدمات العامة وتقليص الفجوة الاقتصادية بين سكان المدينة.  بفوز ممداني اليوم، يمكن القول، بأنه أول مسلم وأول أمريكي من أصول جنوب آسيوية يتولى منصب عمدة نيويورك.

رغم صعوده السريع وشعبيته المتزايدة، يواجه ممداني انتقادات تتعلق بقلة خبرته التنفيذية، وبتحديات تحويل رؤيته التقدمية إلى واقع عملي في مدينة معقدة مثل نيويورك. كما يتعرض لحملات إعلامية من اليمين المحافظ تشكك في مواقفه السياسية وجنسيته المزدوجة، إلا أنه يرد على ذلك بالتأكيد على انتمائه الكامل للولايات المتحدة وإيمانه بقيمها الديمقراطية. يُعتبر زهران ممداني من أكثر السياسيين استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعتمد على الفيديوهات القصيرة والبث المباشر للتواصل مع مؤيديه إضافةً الى أسلوبه العفوي والصريح الذي جعله قريبًا من الشباب والمهاجرين، كما ساهم في ترسيخ صورته كسياسي من الناس ولأجل الناس.

إن صعود زهران ممداني لا يعبّر فقط عن قصة نجاح شخصي، بل يمثل تحوّلاً واسعاً داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، فهو يرمز إلى دخول جيل جديد من السياسيين المؤمنين بالعدالة الاجتماعية والمساواة العرقية، والرافضين للنهج التقليدي للنخب السياسية، ويُنظر إلى تجربته على أنها دليل على إمكانية التغيير من داخل المؤسسات الديمقراطية، وعلى أن القواعد الشعبية – وخاصة الشباب والمهاجرين – باتت قادرة على إعادة تشكيل ملامح السياسة الأمريكية.

*********************************************************

الصفحة الثامنة

 ضمن حملة الرفيق رائد فهمي الانتخابية.. الشيوعيون يطرقون أبواب أهالي مدينة الحرية

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

يواصل الشيوعيون في بغداد حملتهم الانتخابية للتعريف بمرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، حيث نظم الفريق المركزي للحملة الانتخابية، مع المحلية العمالية ومحلية الكرخ الأولى والمثقفين، فرق جوالة لطرق الأبواب في منطقة الحرية دور نواب الضباط.

وانطلقت الفرق لطرق الابواب بين الازقة والشوارع الرئيسية في مدينة الحرية، حيث تم خلال الجولة طرق عدد كبير من الأبواب، والتحدث مع المواطنين حول برنامج المرشح الرفيق رائد فهمي الذي يسعى إلى اقامة دولة مدنية ديمقراطية لا مكان للمحاصصة والفساد فيها، والتركيز على مبادئ العدالة الاجتماعية لتوزيع ثروات البلد بشكل متساوي لكل الافراد من خلال الضمان الصحي والتربوي وتقديم الخدمات، إضافة إلى تحسين الاقتصاد العراقي باعادة الصناعة الوطنية والزراعة، ومعالجة الأزمات التي تعصف بالبلاد جراء نظام المحاصصة والفساد.

وكان التفاعل ايجابي من قبل العوائل التي تم طرق أبوابها واصحاب المحلات والمارة، ورحبوا باعضاء الحملة، مؤكدين ثقتهم بنزاهة الحزب الشيوعي والتصويت لمرشحه الرفيق رائد فهمي.

***************************************

مسيرات راجلة ينظمها شباب الناصرية الشيوعيون  دعما للمرشحة هيفاء الأمين

أيمن عمار – الناصرية

يواصل الشباب الشيوعي في مدينة الناصرية حملاتهم الراجلة في عدد من الشوارع والمناطق الحيوية، شملت شارع الحبوبي، شارع النيل، وكورنيش الناصرية، ضمن نشاطات التعريف بمرشحة الحزب الشيوعي العراقي هيفاء الأمين، تسلسل (3) ضمن التحالف المدني الديمقراطي رقم (206).

وتضمنت الحملة توزيع فولدرات تعريفية وشرح أبرز ملامح البرنامج الانتخابي للمرشحة، من خلال التواصل المباشر مع المواطنين لعرض رؤيتها الهادفة إلى الإصلاح ومكافحة الفساد، وتعزيز الدولة المدنية، وإعلاء قيم العدالة الاجتماعية وفرص العمل والخدمات العامة.

وشهدت الحملة قبولا واسعا من المواطنين في المناطق التي تمت زيارتها، فيما أكد الشباب الشيوعيين استمرار نشاطاتهم الميدانية في مختلف مناطق محافظة ذي قار خلال الأيام المقبلة، ضمن جهود تعزيز المشاركة الانتخابية والتعريف ببرنامج الحزب وتحالف البديل.

******************************************

منظمات الحزب الشيوعي العراقي في البصرة تواصل نشاطها الانتخابي دعماً لمرشحها كاظم السعداوي

البصرة – طريق الشعب

نفذّت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في البصرة أنشطة انتخابية جديدة ضمن حملتها الجارية لدعم مرشح الحزب كاظم السعداوي، تسلسل (2) في قائمة تجمع الفاو – زاخو رقم 213 حيث توزعت على عدد من المناطق والأقضية في المحافظة.

ندوة في النشوة

في منطقة النشوة شمالي البصرة وعند مضيف الشيخ أبو صاحب، أقيمت جلسة حوارية حضرها عدد من الأصدقاء وشارك فيها الرفاق جمعة الزيني، علي حمزة، هشام عبد الواحد، والمرشح كاظم السعداوي.

استُهل اللقاء بالترحيب بالحضور، وقدّم الرفيق جمعة الزيني المرشح إلى المجتمعين، لتبدأ بعدها مناقشة موسعة تناول فيها السعداوي أبرز محاور برنامجه الانتخابي.

تحدث السعداوي عن أهمية المشاركة في الانتخابات، بوصفها وسيلة للتغيير والإصلاح السياسي، مشيرا إلى أن العراق يمرّ بمنعطف خطير نتيجة تدمير متعمّد لبنى الاقتصاد الوطني، وغياب الدعم الحكومي للصناعة الوطنية التي فقدت حضورها في السوق المحلي، مقابل الاعتماد شبه الكامل على تصدير النفط واستيراد السلع الأجنبية.

كما سلط الضوء على إهمال القطاع الزراعي وحرمان المزارعين من الدعم والإسناد، الأمر الذي جعل المنتجات المحلية عاجزة عن المنافسة.

خور عبدالله والتعليم العام

وضمن عرضه لأبرز فقرات برنامجه الانتخابي، توقف السعداوي عند قضية خور عبدالله، مؤكدا أنها تحوّلت إلى ملف مهمّش لدى القوى المتنفذة التي تتعامل معه كصفقة سياسية، رغم أنه قضية سيادة وطنية وثروة اقتصادية لا يجوز التنازل عنها.

وتناول أيضا واقع التعليم في العراق، مشيرا إلى معاناة الطلبة في المدارس والجامعات بسبب غياب الرقابة الحكومية وضعف البنى التحتية وتراجع المناهج وعدم وجود منح مالية كافية للطلبة في الأقضية والنواحي، مع ازدياد الاعتماد على التعليم الأهلي الذي أضعف كفاءة المؤسسات الحكومية وأدى إلى تفاقم الأزمة التعليمية.

مواقف داعمة من وجهاء النشوة

من جانبه، أشاد الشيخ أبو صاحب وأبناء عمه بنزاهة الرفيق جمعة الزيني، مستذكرين دوره الإيجابي عندما كان عضوا في مجلس محافظة البصرة.

وأكد الشيخ أن المرجعية الدينية بالنسبة لهم خط أحمر، وأن مواصفات الوطنية والنزاهة تنطبق على الشيوعيين، مثمّنا مواقف الحزب المبدئية ومشاركته في الدفاع عن مصالح الشعب.

وفي ختام اللقاء، بادر أبناء عمومته إلى استلام أكثر من 800 كارت وبرنامج انتخابي للمرشح كاظم السعداوي، متعهدين بتوزيعها على الأقرباء والأصدقاء في عموم المنطقة.

أنشطة في الأمن الداخلي وأم قصر والزبير

إلى جانب جلسة النشوة، واصلت منظمات الحزب في البصرة فعالياتها الميدانية، إذ نظّمت منظمة مظفر النواب جولة راجلة في منطقة الأمن الداخلي، التقت خلالها عشرات المواطنين في الشوارع والمحال التجارية، حيث عبّر معظمهم عن ترحيبهم بالحزب ومرشحه.

وشارك في الجولة الرفاق أبو عمار، أبو صفاء، أبو أثير، علي محسن، ومحمد باقر من منطقة القبلة، وتم توزيع البرنامج الانتخابي للرفيق السعداوي وكارتات تعريفية به.

وفي قضاء أم قصر، بادر الرفيق سعيد بجهود فردية إلى تعليق بوسترات المرشح على الطريق الاستراتيجي، في حين نظّم شباب منظمة الزبير جولة راجلة في مناطق المربد الجديد والقديم، بمشاركة الرفاق أحمد حيدر وأحمد فيصل، لتعريف المواطنين ببرنامج الحزب ورؤيته الإصلاحية.

******************************************

فرقة جوالة في المنصور تُعرّف بمرشح تحالف البديل رائد فهمي

بغداد – طريق الشعب

نظّمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور والصالحية نشاطا ميدانيا تمثل في فرقة جوالة عند تقاطع الروّاد في منطقة المنصور، بهدف التعريف بمرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.

وتجوّل كادر الفرقة بين المحال التجارية والمواطنين في الشوارع العامة، حيث أجروا حوارات مباشرة حول أهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة بوصفها وسيلة أساسية لـتغيير منظومة المحاصصة الطائفية ومحاربة الفساد، مؤكدين أن مشروع تحالف البديل يمثل خياًرا وطنيا يسعى إلى بناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

********************************************

جولة راجلة في البطحاء ومحاضرة في قلعة سكر ضمن نشاطات المرشح د. شهيد الغالبي

احمد طه – الشطرة

في إطار الحملة الانتخابية لـ التحالف المدني الديمقراطي (206)، نظّمت محلية الشطرة فعالية ميدانية في مركز مدينة البطحاء، تضمنت تشكيل فريق عمل لتثبيت الفلكسات الدعائية الخاصة بالرفيق الدكتور شهيد أحمد الغالبي، مرشح الحزب الشيوعي العراقي تسلسل (4)، إلى جانب تنفيذ جولة راجلة للتعريف ببرنامجه الانتخابي وأهداف التحالف.

وخلال الفعالية، جرى توزيع أعداد كبيرة من الفولدرات التعريفية بين المواطنين وأصحاب المحال التجارية، الذين أبدوا تفاعلا واهتماما ببرنامج المرشح، مؤكدين دعمهم للمشروع المدني الديمقراطي الذي يطرحه التحالف.

وفي سياق متصل، شهد ديوان الإخوة آل زاير بطي في ريف قلعة سكر محاضرة قدّمها الدكتور شهيد الغالبي حول الانتخابات والتداول السلمي للسلطة، رحّب في مستهلها بالحضور مثمنا دعوتهم، وتحدث عن الأزمات التي يعاني منها البلد وسبل تجاوزها عبر التغيير الشامل وبناء برلمان يرتقي بمستوى الوطن والمواطن.

وقد لاقت المحاضرة ردود ايجابية من الحاضرين الذين عبّروا عن تقديرهم لطروحاته الوطنية، مؤكدين دعمهم ومساندتهم لمشروعه الانتخابي الهادف إلى ترسيخ قيم المدنية والديمقراطية والإصلاح الحقيقي.

****************************************

ميعاد الزيدي تتجول في المشتل للتعريف ببرنامجها الانتخابي

بغداد – طريق الشعب

قامت المرشحة ميعاد رعد الزيدي، تسلسل (50) ضمن تحالف البديل رقم (250)، بجولة ميدانية في منطقة المشتل ببغداد، للتعريف ببرنامجها الانتخابي وبأهداف تحالف البديل.

وخلال الجولة التقت الزيدي بعدد من الأهالي وأصحاب المحال التجارية، واستمتعت إلى ملاحظاتهم حول الواقع الخدمي والمعيشي، مؤكدةً أن برنامجها يركز على دعم الشرائح المنتجة وتمكين المرأة والشباب وتطوير الخدمات.

وفي المقابل، لقيت حملة المرشحة استجابة وتفاعل ايجابي من المواطنين ودعوة إلى الاستمرار بهذا النشاط الدعائي التعريفي.

*****************************************

شيوعيو ديالى ينظمون نشاطا ميدانيا في بلدروز  دعماً للمرشح صالح المصرفي

ديالى  – طريق الشعب

نظّم شيوعيو ديالى وبمشاركة فعالة من رفاق الحزب في بلدروز نشاطا انتخابيا ميدانيا تمثل في طاولة إعلامية جوّالة جابت شوارع المدينة وأسواقها ومحالها التجارية.

وخلال الحملة، تم توزيع أكثر من ألف مطوية وبطاقة تعريفية خاصة بمرشح الحزب الشيوعي العراقي صالح المصرفي، رقم (1) في قائمة تحالف البديل رقم (250)، مع تقديم شروح مفصلة للمواطنين حول معنى البديل، ورؤيته، وبرنامجه السياسي والإصلاحي.

وأكد المشاركون في الحملة أن التصويت لمرشح الحزب الشيوعي العراقي يمثل خطوة مهمة لكسر جدار الطائفية والفساد، ودعم النهج الوطني النزيه الذي يجسده الحزب ومرشحوه.

وقد حظيت الحملة باستقبال حافل وتفاعل واسع من الأهالي، الذين عبّروا عن تقديرهم للحزب الشيوعي وتاريخه.

*****************************************

نشاطات ميدانية واسعة للحزب الشيوعي العراقي في واسط دعماً لمرشحي تحالف البديل

واسط – طريق الشعب

في إطار الحملة الانتخابية الواسعة التي تقودها منظمات الحزب الشيوعي العراقي في محافظة واسط، شهدت مدن المحافظة سلسلة من النشاطات الميدانية للتعريف بمرشحي الحزب وصفي هلال كاظم (تسلسل 2) وصابرين فهد إسماعيل (تسلسل 12) ضمن تحالف البديل رقم (250).

ففي مدينة الكوت، تم رفع لوحة دعائية بإطار حديدي في شارع الكورنيش بجهود الرفيقين حازم رهيف وفرات، إلى جانب توزيع أعداد كبيرة من الكارتات التعريفية بالمرشحين داخل المدينة، كما جرى تجهيز الرفيق حنون سمير بعدد إضافي من الكارتات لتوسيع نطاق الحملة في الأحياء القريبة.

وفي قضاء النعمانية، أُطلقت حملة دعائية قوية تضمنت رفع لافتات وتعريف المواطنين ببرامج الحزب وتحالف البديل، وسط تفاعل ملحوظ من الأهالي.

كما نظم رفاق منظمة أساسية الكوت نشاطا انتخابيا في منطقة داموك، جرى خلاله توزيع كارتات تعريف بمرشحي الحزب، واللقاء مع أهالي المنطقة.

*******************************************************

الصفحة التاسعة

الرفيقة أم دريد تروّج  للمرشح رائد فهمي

بغداد – طريق الشعب

نفذت الرفيقة أم دريد نشاطا فرديا متميزا، للترويج لمرشح الحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم 250.

وشمل النشاط توزيع أكثر من 60 كارتا تعريفيا بالرفيق رائد فهمي بين الأطباء والمرضى والمراجعين، حيث لاقت المبادرة ردود فعل متميزة من الأغلبية الذين عبّروا عن احترامهم للحزب ومواقفه الوطنية.

وخلال الجولة، التقت الرفيقة صدفةً بأحد مرافقي المرضى، وهو ابن شقيق الشهيد تحسين الشيخلي، لتنشأ على إثرها محادثة ودّية تناولت تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، وتضحيات شهدائه، والواقع الراهن للبلاد، بمشاركة عدد كبير من الحاضرين الذين أبدوا اهتمامهم بالنقاش وتقديرهم للفكرة.

*****************************************

وفود رياضية وشعبية  تزور مكتب المرشح عبد الكريم بلال في النجف

النجف – طريق الشعب

استقبل المرشح عبدالكريم عبدالله بلال العارضي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250) في النجف، في مكتبه الانتخابي بمدينة الكوفة، الشيخ طالب هجوج الجنابي ونجله، إلى جانب مجموعة من الشباب الرياضيين ومواطنين من منطقة أبو غرب في ريف العباسية.

وخلال لقائه بالشيخ الجنابي، قدّم العارضي عرضا لأبرز محاور برنامجه الانتخابي، متناولا التحديات التي تواجه العراق وسبل معالجتها، فيما عبّر الشيخ عن ترحيبه بهذه الأفكار والرؤى الوطنية، وطلب تزويده بمواد الدعاية الانتخابية للمساهمة في دعم حملة العارضي والترويج لها.

كما استقبل المرشح في مكتبه مجموعة من الشباب الرياضيين من مسؤولي فرق كرة القدم الشعبية في ناحية العباسية، وهي فرق: الملوك، الأمل، النوارس، شباب المدرسة، أنوار الفرات، المحبة، السعدة، ودار الحديث حول برنامج المرشح في مجال دعم الشباب والطلبة، حيث طرح الحضور مجموعة من الأسئلة تمت الإجابة عنها بالتفصيل.

وفي لقاء آخر، زار مكتب المرشح عدد من مواطني منطقة أبو غرب في ريف العباسية، للاستفسار عن برنامج تحالف البديل، إذ أوضح العارضي محاور التحالف ورؤيته بشأن القطاع الزراعي وسبل النهوض به، مجيبًا على استفساراتهم ومؤكدا حرصه على دعم المزارعين وتطوير البنى الخدمية في مناطقهم.

****************************************

جولة انتخابية ليلية للمرشح عامر فيصل الشهيلي في منطقة البلديات

بغداد – طريق الشعب

نفّذ المرشح الدكتور عامر فيصل الشهيلي (أبو مكسيم)، تسلسل (18) ضمن تحالف البديل رقم (250) في بغداد، جولة راجلة ليلية في منطقة البلديات، التقى خلالها بالمواطنين وأصحاب المحال التجارية، متحدثا معهم عن برنامجه الانتخابي ورؤيته للخدمات العامة والتنمية المحلية.

وخلال الجولة، تم توزيع 250 نسخة من البرنامج الانتخابي للمرشح إلى جانب الكارت التعريفي، وسط تفاعل إيجابي من الأهالي الذين عبّروا عن ترحيبهم بمبادرات المرشح واهتمامه بالتواصل المباشر مع المواطنين في مناطقهم.

*****************************************

دعماً للرفيق رائد فهمي  الحملات الدعائية تصل اليوسفية

بغداد – طريق الشعب

نفذت هيئة شاكر محمود في الكرخ الثانية (الإعلام) حملة ميدانية ضمن نشاطات الحزب الشيوعي العراقي، لتوزيع الفولدر التعريفي والكارت الخاص بحملة الرفيق المرشح رائد فهمي، في منطقة اليوسفية/ قضاء المحمودية.

وشارك في الحملة فريق من الرفاق الذين وزعوا أعدادا كبيرة من الفولدرات والبطاقات بين الأهالي وأصحاب المحال، بهدف التعريف ببرنامج الحزب وأهدافه الإصلاحية.

وقد لاقت الحملة استجابة وتشجيع حقيقي من المواطنين الذين عبّروا عن تقديرهم لنشاط الحزب الميداني وتواصله مع الناس في الاماكن العامة.

**************************************

حملة محمد الخويلدي تواصل نشاطها في مضايف الديوانية

الديوانية – طريق الشعب

في أجواء ودّية أخوية عقد المرشح محمد عبد العظيم الخويلدي، تسلسل (6) ضمن تحالف البديل رقم 250، جلسة تفاعلية في مضيف السيد فيصل غازي الميالي بمحافظة الديوانية، حضرها عدد من الوجهاء.

استُهل اللقاء بكلمات ترحيبية عكست روح الاحترام والتقدير المتبادل، تلتها مناقشات ومداخلات عميقة تناولت الأوضاع السياسية والخدمية في البلاد، وسبل الخروج من الأزمات المتراكمة.

وأكد الخويلدي خلال حديثه أن تحالف البديل يسعى إلى إطلاق مشروع وطني حقيقي يضع مصلحة المواطن أولا، ويرتكز على العدالة الاجتماعية والإصلاح الإداري والاقتصادي.

**********************************************

نشاط شيوعي ميداني في الكوت دعماً للمرشح وصفي هلال

واسط – طريق الشعب

واصل الحزب الشيوعي العراقي في الكوت نشاطاته الانتخابية دعما لمرشحه وصفي هلال كاظم، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250)، حيث جرى تعليق ثلاث لافتات في المدينة، إلى جانب توزيع كارتات تعريفية على أصدقاء الحزب واللقاء بهم في منطقة أم هليل.

كما أقامت منظمة أساسية الكوت فعالية ميدانية في منطقة داموك تضمنت لقاءات مباشرة مع الأهالي وتوزيع بطاقات تعريف بمرشحي الحزب، وسط تفاعل إيجابي وترحيب من المواطنين.

وشارك في النشاط الرفاق نجم خطاوي، إسماعيل جميل، حيدر خليل، ومؤمل.

***************************************

سامراء تحتضن فعالية جماهيرية  لدعم مرشحي تحالف البديل في صلاح الدين

صلاح الدين – طريق الشعب

استضافت مدينة سامراء فعالية جماهيرية حاشدة لدعم مرشحي تحالف البديل في محافظة صلاح الدين، بمشاركة أعضاء من مجلس الأمناء وغالبية المرشحين عن الأقضية والنواحي المختلفة في المحافظة، إلى جانب حضور واسع من الشباب والنساء وممثلي المجتمع المحلي.

واستُهلت الفعالية بعزف النشيد الوطني العراقي والوقوف دقيقة صمت حدادً على أرواح الشهداء، تلاها ترحيب شعري وأدبي من الشاعر مهند الشلال الذي أضفى على الافتتاح طابعا وطنيا مميزا.

وألقى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وعضو مجلس الأمناء في التحالف، كلمة أكد فيها أن تحالف البديل يراهن على وعي الناس لا على نقاط ضعفهم، موضحا أن مشروع التحالف يقوم على إشراك المواطنين في القرار السياسي والعمل عبر الفكر والرؤية الإصلاحية. من جانبه، تحدث السيد أثير الدباس، عضو مجلس الأمناء والمنسق العام للتيار الديمقراطي، عن أهمية المشاركة الواعية في الانتخابات ودور الناخب في إحداث التغيير الحقيقي، فيما ألقت السيدة إيمان كاظم (أم ذنون)، ممثلة تنسيقية صلاح الدين، كلمة عبّرت فيها عن دعمها للتحالف واعتبار لقاء سامراء خطوة مهمة في مسار الإصلاح السياسي داخل المحافظة.

كما استعرض الدكتور حارث السامرائي ملامح برنامجه الانتخابي، متناولا قضايا الخدمات والتنمية ودعم الشباب والبنى التحتية، تلاه عدد من المرشحين الذين عرضوا مشاريعهم المستقبلية أمام الحاضرين.

وشهدت الفعالية فقرات شعرية ألقاها عريف الحفل بأسلوب احترافي أضفى أجواءً حماسية وتفاعلاً كبيراً بين الجمهور، الذي عبّر في ختام اللقاء عن دعمٍ صادق لتحالف يسعى إلى التغيير عبر الفكر والعمل المؤسسي بعيداً عن الأساليب التقليدية.

****************************************

تحالف البديل في الديوانية  تفاعل شعبي واسع مع برنامج ميعاد القصير

الديوانية – طريق الشعب

يواصل المرشح ميعاد هادي القصير، تسلسل (1) ضمن تحالف البديل في محافظة الديوانية، نشاطاته الانتخابية المتنوعة التي شملت لقاءات ثقافية وجولات ميدانية للتعريف ببرنامجه الانتخابي.

زار القصير اتحاد الأدباء والكتّاب في الديوانية مهنئا الهيئة الإدارية الجديدة بمناسبة نجاح مؤتمرهم الانتخابي، وقدم باقة ورد بهذه المناسبة.  وكان في استقباله الأستاذ كامل داود رئيس الفرع، والدكتور عقيل حبيب عضو الهيئة الإدارية، وعدد من الأدباء والكتاب الذين رحبوا بالوفد وأبدوا اهتمامهم بمشروع تحالف البديل، مؤكدين دعمهم للمرشح وبرنامجه الانتخابي الذي يولي أهمية خاصة لدور المثقف في التغيير الاجتماعي والسياسي.

 وشارك في الزيارة الرفيق هادي جابر (أبو لهيب)، والصديق صالح حسوني، والرفيق حسين الوحاش. كما تضمنت جولات المرشح زيارات إلى عدد من أصدقاء ورفاق الحزب، من بينهم الرفيق هاتف العذاري الخطاط والشاعر، في إطار التواصل مع الفعاليات الثقافية والاجتماعية في المحافظة. وفي مركز مدينة الديوانية – ساحة الراية، أقيمت طاولة إعلامية جرى خلالها توزيع الفولدرات والكارتات التعريفية بالمرشح، تلتها زيارة إلى الرفيق حامد الهلالي شقيق الفنان الرفيق عايد نجم الهلالي، حيث تم توزيع مجموعة من المواد التعريفية على المواطنين الذين أبدوا تفاعلا إيجابيًا مع الحملة.  واختُتمت نشاطات اليوم بجولة مسائية في شارع الثورة وسط الديوانية، تم خلالها توزيع الفولدرات والكارتات التعريفية بالمرشح، وسط أجواء حماسية وتفاعل شعبي لافت مع دعوة تحالف البديل نحو الإصلاح والتغيير الجاد.

*****************************************

تحالف البديل يقيم مهرجانه الانتخابي في بعقوبة بحضور جماهيري واسع

بغداد – طريق الشعب

أقام تحالف البديل في بعقوبة، مهرجانه الانتخابي الكبير على القاعة الملكية، وسط حضور جماهيري ومشاركة أغلب مرشحي التحالف في محافظة ديالى.

استُهل المهرجان بعزف النشيد الوطني العراقي، تلاه ترحيب بالحضور وكلمة افتتاحية تناولت أهداف التحالف ورؤيته للمرحلة المقبلة.

وصعد المرشحون تباعا إلى منصة الاحتفال لتقديم أنفسهم واستعراض برامجهم الانتخابية التي ركزت على تحسين الخدمات وتعزيز الأمن ودعم الشباب والمرأة، إضافة إلى تشجيع الاستثمار المحلي وتطوير البنى التحتية في المحافظة.

وشهد المهرجان تفاعلا من الجمهور الذي أبدى الاهتمام ببرامج المرشحين وتوجهات التحالف، في أجواء سادها الحماس والتفاؤل مع اقتراب موعد الانتخابات.

******************************************

في ميسان.. زيارات ولقاءات اجتماعية  دعماً لمرشح كوتا الصابئة سلام الزهيري

ميسان – طريق الشعب

زار وفد من محلية الحزب الشيوعي العراقي في ميسان وتنسيقية التيار الديمقراطي عددا من الرفاق والأصدقاء ضمن نشاطات الحملة الانتخابية الرامية إلى التعريف بمرشح الحزب عن كوتا الصابئة المندائيين، الرفيق الدكتور سلام الزهيري، ضمن القائمة المستقلة رقم (٣٢٧)، والتثقيف ببرنامجه الانتخابي الوطني.

وتضمنت الزيارة لقاء عائلة الرفيق الراحل كاظم إبراهيم، حيث استُذكر تاريخه النضالي ودوره البارز في مسيرة الحزب، مؤكدين المضي على نهجه في الدفاع عن حقوق الناس وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية.  كما شملت الزيارات كلا من الأصدقاء حسين شكير، كريم خليل، والرفيق ماجد زغير، حيث دار حوار مثمر حول أهمية المشاركة في الانتخابات ودعم المرشحين الوطنيين المعبّرين عن إرادة التغيير والإصلاح. وأشاد الحاضرون بالبرنامج الانتخابي للحزب الذي يركّز على محاربة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة بين أبناء الشعب العراقي، مؤكدين دعمهم للدكتور سلام الزهيري لما يتمتع به من كفاءة ونزاهة وإخلاص.

*********************************************

الصفحة العاشرة

عين المرأة.. صوت المرأة الانتخابي ودوره في إحداث التغيير

انتصار الميالي

في ظل الواقع المؤلم والمأساوي والمتأزم الذي تعيشه النساء والفتيات العراقيات خصوصاً والعراقيون بشكل عام، ومن منطلق المسؤولية سأنتخب وأشارك لأرى صوتي كمواطنة له وقعه في القرار السياسي لبلادي، ولعل من واجبي أيضاً أن أشجع وأحث وأدعو كافة النساء والفتيات ممن يمتلكن حق التصويت بضرورة المشاركة في التصويت بإرادة وطنية بعيدة عن التخندق والانجرار الطائفي وسياسة بيع الأصوات، لأن صوتكِ يشكل الفارق والفيصل في تغيير اللوحة السياسية، ويخلق إرادة تؤمن بحقوق النساء وتدافع عن قضاياهن المشروعة.

ولأننا مواطنات شجاعات في كل الظروف سيكون لصوت المرأة دوره الكبير في إحداث التغيير المجتمعي والسياسي، خاصةً من خلال المشاركة في الانتخابات وصنع القرار، وهنا تأتي أهمية أن يكون لصوت المرأة التعبير الحر عن رأيها الشخصي في من ستنتخب، ليتحول من حق شخصي إلى أداة مهمة في تغيير المنظومة السياسية وخروجها من خندق المحاصصة المقيت إلى منظومة قائمة على العدالة والديمقراطية وتعمل على تحسين واقع المجتمع ككل.

يا نساء ويا بنات العراق، صوتك أمانة وقوة وواجب وطني وحق دستوري. لا تبخلن على العراق بمشاركتكن في التصويت يوم الانتخابات البرلمانية، أصواتكن تصنع الأثر وتساهم في تصحيح العمل التشريعي وصنع القرارات الداعمة لحقوق الإنسان والمرأة، وبناء الاستقرار الوطني، وصناعة مستقبل أفضل لكنَّ ولبلدنا العراق. إن مشاركتكن ضرورية لتمكينكن ولضمان تمثيلكن بشكل عادل في العملية السياسية المقبلة.

مشاركتكن تعزز الوحدة والسلام وتفتح آفاقاً على التقدم والرفاهية، والانتخابات فرصة للتغيير وضمان التمثيل العادل وانتخاب برلمانيات وبرلمانيين يمثلون الجميع فعلياً ويتحملون المسؤولية تجاههم ويرفضون كل أشكال الاضطهاد أو التهميش تجاه أي فئة، يمارسون دورهم الرقابي والتشريعي ويحرصون على بناء مؤسسات حكومية حقيقية وأكثر شمولاً بعيدة عن نهج المحاصصة والفساد، تحترم وجود النساء كشريكات وقياديات قادرات على تأدية أدوارهن بمسؤولية وحرص عالٍ في مستويات عدة، مؤسسات قادرة على خدمة مصالح الشعب وتحرص على تلبية كل احتياجاتهم وحقوقهم التي نص عليها الدستور، وتتحكم بالموارد الاقتصادية بأمانة وتؤسس لنظم تعليمية وتربوية تكفلها الدولة، وتعيد إحياء المصانع وتهتم بالزراعة وتوفير فرص عمل، وتقدم الدعم الأسري والضمان الاجتماعي، وتضع حداً للعنف الموجه ضد المرأة بكل أشكاله المختلفة.

كلنا ننتظر هذا اليوم، الذي نحول فيه الصناديق الانتخابية إلى صناديق للتغيير بأصواتنا كعراقيين جميعاً وخصوصاً نحن النساء والشابات، ونحن على ثقة أنها ستكون على أساس مبدأ تقدير الذات والولاء للوطن، لنضمن احترام كرامة الإنسان وحقوقه المدنية.

************************************************

تداعيات التعديلات على قانون الأحوال الشخصية.. نساء يروين معاناتهن بعد التطبيق

بغداد - نورس حسن

بعد أشهر من بدء تطبيق التعديلات الجديدة على قانون الأحوال الشخصية، تتصاعد شكاوى نساء كثيرات وجدن أنفسهن في مواجهة تعقيدات قانونية واجتماعية غير متوقعة، انعكست على حياتهن الأسرية واستقرار أطفالهن. وتشير شهادات متضررات إلى أن إجراءات الحضانة، والنفقة، وتثبيت الزواج والطلاق، باتت أكثر صعوبة، فيما يحذر حقوقيون من أن التعديلات "خلقت ثغرات واسعة تُستغل ضد النساء".

حضانة تهدد واستغلال يتصاعد

تقول مها عودة وهي أم لطفلين "بعد تطبيق التعديلات، أصبح زوجي السابق يهددني بشكل دائم بالمطالبة بالحضانة في كل خلاف. تغير القانون بطريقة جعلتني أشعر أن حضانة أولادي ليست مضمونة، وصرت أتنازل عن حقوقي المالية كلما أراد الضغط عليّ". وترى الأم مها بأن قانون الأحوال الشخصية بعد إجراءات التعديل لم يعد قانونا ينظم الأسرة، بل قانوناً يعاقب الأم، وينتقم من الزوجة". وتضيف أن تهديد سحب الحضانة" "تحوّل إلى وسيلة ابتزاز في كل خطوة"، موضحة بأنها اضطرت للتراجع عن المطالبة بالمؤخر والنفقة، كي تتجنب الدخول في معركة قضائية قد تطول وقد تسلبها حتى رؤية أطفالها.

نفقة معلّقة وإجراءات أكثر تعقيداً

أما تبارك عامر فتروي للجريدة بأن التعديلات" أثرت بشكل مباشر على إجراءات النفقة. قال لي القاضي إن بعض البنود تحتاج تفسيرا لأن القانون الجديد لم يوضح آليات التنفيذ. أصبحت أراجع المحكمة أسبوعيا بلا نتيجة، وكأن كل شيء عاد لنقطة الصفر. كيف تعيش امرأة بلا مورد مالي؟".

وتضيف "ان ضغط بعض الرجال وإصرارهم على تشريع التعديل على قانون الأحوال الشخصية، الذي بات سيئ الصيت، ليس التمسك بحضانة الأطفال بقدر ماهو التخلص من النفقة التي كان يفرضها القانون السابق". وتشير إلى أن زوجها السابق يستغل هذه الثغرات للتملص من الدفع "يقول لي إن القانون تغيّر، وإنه غير ملزم بدفع المبلغ نفسه الذي كان مقررا سابقا. أشعر أننا أمام قانون لا يعرف كيف يطبق، لكنه يعرف كيف يرهق النساء فقط".

زيجات غير مثبتة تتحول إلى أزمة

في المقابل، تكشف زهرة حميد عن مشكلة، تعاني منها نساء كثيرات، فتقول " تزوجت بعقد شرعي داخل البيت، وكان يفترض تثبيته في المحكمة لاحقا، لكن بعد التعديل، الإجراءات أصبحت أصعب. فجأة أصبحت مهددة بأن زواجي غير معترف به بالكامل. زوجي يستغل الوضع ويرفض الذهاب للمحكمة، ويقول إن القانون سمح له بخيارات أخرى". وتتابع زهرة بأسى"أصبحت معلّقة. لا أستطيع الانفصال ولا إثبات حقوقي. كل ما أعرفه أن تعديلا قانونيا جعل حياتي تقف عند حاجز إداري لا ينتهي".

التعديلات ولّدت نزاعات جديدة

ووفق حقوقيين، فإن التعديلات سببت نزاعات كثيرة، حيث يؤكد المحامي جعفر السعدي لـ " طريق الشعب" أن التعديلات" أُقرت دون دراسة كافية"، مشيرا إلى أنها فتحت الباب أمام تفسيرات واسعة تسببت في إرباك المحاكم. ويضيف بأن " هناك مواد فضفاضة تتعلق بالحضانة وسنّها، فليس من المعقول بعد سنوات من التعب والسهر والمتابعة، تسلب الحضانة من الأم فقط لأن الرجل يريد الانتقام من طليقته لا أكثر، بعيدا عن مصلحة الطفل". ويشير المحامي السعدي إلى أن القانون الجديد "لم يوازن بين الحقوق والالتزامات ومصلحة المحضون"، موضحا أن تطبيقه أدى إلى زيادة حالات الابتزاز داخل الأسرة، خصوصا أن بعض الأزواج يستخدمون نصوص القانون للتخفّف من النفقة أو الضغط لإسقاط حقوق الزوجة.

دعوات لإعادة النظر

من جانبها، تشير الناشطة النسوية هالة التميمي إلى أن منظمات المجتمع المدني تلقت خلال الأشهر الماضية "ارتفاعا ملحوظا" في شكاوى النساء المرتبطات بقضايا الطلاق والحضانة.

وتقول بان "التعديلات الأخيرة خلقت واقعا جديدا غير عادل. بعض النصوص بحاجة إلى إعادة صياغة عاجلة، ليس فقط لحماية النساء، بل لضمان استقرار الأسرة العراقية".

وتؤكد على أن ضعف حملات التوعية أوقع كثيرا من النساء في جهل كامل بحقوقهن الجديدة، ما جعل البعض يصبحن ضحية الاستغلال أو التهديد.

أخيرا، وبينما تتصاعد الشكاوى وتتعقد القضايا أمام المحاكم، يبقى انتظار المراجعة القانونية، هو الأمل الذي تتمسك به المتضررات. فالتعديلات التي كان يفترض أن تطور النظام الأسري، تحولت لدى الكثيرات إلى تحد يومي يقوض الأمن الاجتماعي ويزيد الخلافات بدلا من حلها.

**********************************************

نساء القطاع الخاص: استغلال وظيفي وغياب الحماية القانونية

بغداد – طريق الشعب

تواجه النساء العاملات في القطاع الخاص ظروف عمل صعبة تتراوح بين الأجور المتدنية وساعات العمل الطويلة وغياب العقود الرسمية، وسط شكاوى متزايدة من غياب الرقابة وضعف الإجراءات القانونية لحمايتهن.

سارة عبد الكريم، عاملة في أحد المولات التجارية تقول بأن ساعات عملها تتجاوز العشر ساعات يوميا دون أي تعويض إضافي، وتؤكد على "إننا نعمل بدون عقود، ولا نستطيع الاعتراض تجنبا لخسارة عملنا".

من جانبها ذكرت مروى شاكر، عاملة في صالون نسائي، أن صاحب العمل يفرض غرامات مالية على العاملات عند أي خطأ، مما يقلل من دخلهن الشهري. " نحن نعمل بنظام النسبة، لكن نتحمل كل الأخطاء، ولا توجد زيارات رقابية أو جهة تحمينا".

كما تكشف ريم جاسم، موظفة سابقة في شركة تسويق إلكتروني، عن تعرضها لتحرش من أحد المدراء، مؤكدة أن غياب لجان داخلية مختصة وحماية قانونية دفعها إلى ترك العمل، وتقول "حاولت تقديم شكوى، ونصحوني زملائي بعدم الحديث عن الموضوع.، مما أجبرني على ترك العمل بسبب تمادي المدير الذي استغل صمتي".

وتشير منظمات حقوقية إلى أن معظم العاملات في القطاع الخاص يعملن دون عقود مكتوبة، فيما تتكرر حالات الفصل المفاجئ والاستغلال الوظيفي، وسط غياب واضح لدور وزارة العمل في متابعة تلك الانتهاكات.

وتتطالب ناشطات بفرض رقابة فعلية على أصحاب العمل، وتعديل القوانين لضمان بيئة آمنة وأجور عادلة وإجراءات رادعة ضد التحرش والاستغلال، مؤكدات أن "حماية النساء العاملات ضرورة لبناء سوق عمل عادل ومستقر".

***********************************************

تفاقم مشكلة العنف الأسري في ظل صمت الحكومة والبرلمان

متابعة ـ طريق الشعب

أكد تقرير نشر في الشهر الماضي عن Iraqi Center for Human Rights على تسجيل 53000 حالة من العنف الأسري خلال العامين الماضيين، منها 21,595 حالة في 2022 و18,436 في 2023، و13,857 في النصف الأول من 2024.  وأشار التقرير إلى 75 في المائة من هذه الحالات كانت اعتداءات من الزوج نحو الزوجة، و6 في المائة من الأبوين نحو الأطفال، و2 في المائة نحو كبار السن.

هذا ورغم أن التقرير قد ربط هذا التزايد بأسباب منها الأزمات الاقتصادية، انتشار المخدرات، ضعف الوعي الأسري، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فإن المراقبين يعتقدون بأن عدد الحالات المبلّغ عنها، والتي استند اليها التقرير، أقل بكثير من الواقع، بسبب إحجام المعنفات عن التصريح بما تعرضن له بسبب وصمة العيب، التحرّش الاجتماعي، والخوف من التبليغ. السؤال المشروع عن دور الحكومة والبرلمان في مواجهة هذه المشكلة الخطيرة، ووضع حلول مناسبة لها، يبقى معلقاً إلى حين!!

*******************************************

استغلال أصوات النساء في الانتخابات.. وتقييد دورهن في المطالبة بحقوقهن

حوراء فاروق

في كل دورة انتخابية، يتكرر المشهد ذاته، حملات انتخابية تحتفي بوجود النساء على القوائم، وصور لمرشحات يتصدرن الملصقات، وشعارات تتغنى بتمكين المرأة ومشاركتها في العملية السياسية. غير أن هذا المشهد المبهج ظاهريا يخفي واقعا أكثر تعقيدا وأقل عدالة، واقع تستغل فيه قوى سياسية مشاركة النساء كوسيلة لتعزيز حضورها الانتخابي، دون أن تتيح لهن مساحة حقيقية للدفاع عن حقوقهن أو التأثير في القرارات المصيرية التي تمس حياتهن.

الكوتا بين الحلم والواقع

وعلى الرغم من أن نظام الكوتا أسهم في رفع تمثيل المرأة داخل البرلمان، إلا أن هذا التمثيل ظل في كثير من الأحيان شكليا، موجها، ومسيطرا عليه من قبل القوى المتنفذة. فبعض الأحزاب تتعامل مع ترشيح النساء كجزء من "معادلة انتخابية" لا أكثر، ووجود ضروري لتحسين شكل القائمة وضمان الالتزام بالقانون، لكنه لا يترجم بالضرورة إلى تمكين سياسي فعلي.

وتظهر شهادات من داخل الأوساط السياسية أن الكثير من المرشحات يتم اختيارهن بناء على الولاء الحزبي أو العلاقات الاجتماعية لا على أساس الكفاءة أو الرغبة الحقيقية في العمل السياسي. وتكون مهمة بعضهن مقتصرة على جمع الأصوات من محيطهن الاجتماعي، بينما تدار الحملات والقرارات الأساسية من قبل لجان حزبية غالبا ما تضم رجالا يحتكرون مواقع النفوذ.

خيبة أمل

هذا النمط من "التمثيل المشروط" ينعكس بوضوح بعد الانتخابات. فبدلا من أن تكون المرأة صوتا مستقلا داخل البرلمان، تجد الكثير من النائبات أنفسهن مقيدات بقرارات الكتلة السياسية، غير قادرات على تبنّي مواقف تتعلق بقضايا النساء ما لم تتوافق مع الخط الحزبي العام. وهكذا تتحول المشاركة السياسية للمرأة من فرصة للتغيير إلى واجهة تجميلية تخدم أهداف القوى المتنفذة.

ومن أبرز مظاهر التقييد هو الضغط الذي تتعرض له النائبات عند مناقشة مشاريع قوانين تتعلق بالأحوال الشخصية، الحماية من العنف الأسري، أو حقوق الأمهات والزوجات. فهذه الملفات غالبا ما ترتبط بتوازنات دينية واجتماعية حساسة، وتخشى الكثير من الأحزاب الاقتراب منها خشية خسارة قواعدها أو إثارة الجدل. وبذلك، تمنع النائبات من لعب دور طبيعي وضروري في الدفاع عن حقوق النساء، رغم أنهن منتخبات ليمثلن نصف المجتمع.

وخير مثال على ذلك، النقاشات الطويلة التي دارت حول قانون العنف الأسري، والتي أظهرت أن أصوات النساء في البرلمان لم تكن قادرة على دفع التشريع إلى الأمام رغم الحاجة الملحّة إليه، بسبب اعتراضات حزبية. وكثير من النائبات تحدثن في جلسات مغلقة عن تعرضهن لضغوط تمنعهن من تبني مواقف قوية قد تفسر بأنها “خروج عن خط الكتلة".

تشهير بالمعارضات

فضلا عن ذلك، فإن الحملات التشهيرية ضد النائبات اللواتي يجرؤن على الكلام في قضايا حساسة تشكل عاملا آخر يقيّد حضور المرأة. إذ تلجأ بعض الجهات إلى استهداف النساء سياسيا واجتماعيا، ما يجعل الكثير منهن يتجنبن الدخول في مواجهات مع القوى النافذة حفاظا على خصوصيتهن وسلامتهن وسمعتهن.

في المقابل، تظهر بعض القوى السياسية خطابا إصلاحيا يدعو إلى دعم المرأة، لكنه يبقى مجرد خطاب. فحين تصل النائبة إلى البرلمان، تجد أن الأدوات واللجان المؤثرة مسيطر عليها من قبل الرجال، وأن المساحة المتاحة أمامها لاتخاذ قرارات فعلية محدودة للغاية. حتى المراكز القيادية داخل الأحزاب نفسها، من مكاتب سياسية وهيئات قيادية، لا تزال حكرا على الرجال في معظم القوى.

هذه المعادلة دفعت بعض الناشطات والخبراء إلى القول إن المشاركة السياسية للنساء في العراق هي "مشاركة مقيدة" تحقق للأحزاب مكاسب شكلية، لكنها لا تصنع تغييرا جوهريا في واقع النساء. والنتيجة أن البرلمان يضم نساءً، لكن القوانين والسياسات التي تحمي حقوق المرأة لا تتقدم بالسرعة أو بالشكل المطلوب.

ما العمل؟

إزاء هذا الواقع، يبرز سؤال جوهري: هل يكفي وجود النساء في البرلمان لتحقيق التغيير؟ أم أن المطلوب هو إعادة النظر في بيئة العمل السياسي نفسها، وتفكيك البنى الحزبية التي تحتكر القرار وتقيد الأصوات الحرة؟

إن تمكين المرأة سياسيا لا يتحقق بمجرد رفع عدد النساء في القوائم الانتخابية، بل بتوفير شروط حقيقية للاستقلالية، ورفع الضغط الحزبي، ودعم النائبات في تبني مواقف جريئة تتعلق بحقوق النساء. كما يتطلب الأمر تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية صوت المرأة، ورفض تحويل المرشحة إلى مجرد رقم أو صورة في حملة انتخابية.

لا يمكن أن تستمر الأطراف السياسية في التباهي بمشاركة النساء، وهي في الوقت ذاته تقيد دورهن. فتمثيل المرأة ليس منّة سياسية، بل حق دستوري، ومسؤولية وطنية، وضمان لاستقرار المجتمع وعدالته.

***********************************************

الصفحة الحادية عشر

الصوت الانتخابي والوعي الوطني

د. شاكر كتاب

الانتخابات على الأبواب وسترتفع بأعلى مدياتها الأصوات التي حولتها إلى لعبة أطفال جنونية فترات طويلة. ستغرق الشوارع بصورهم الممتلئة بشاعة وشعاراتهم المحشوة فراغا وخداعا. وسيبحث المواطن عن نفسه وسط هذا الزحام من شجر فحول التوت. لكن الفترة المؤلمة التي ما زلنا نعيش ظلامها علمتنا التفكير بحثا عن مغادرة الخراب واهتداءً إلى صراط مستقيم ستكون بداياته إشعاعا وإن كان باهتا لكنه يفتح في الأفق شيئا من أمل.

المواطن سليم الوعي والشاعر بالمسؤولية سيقارن بين القوائم وهوياتها ومضامينها وشخوصها وسيستذكر سنوات المرار الفائتة وسيهتدي حتما إلى ضالته التي سيجد فيها نفسه ومستقبله ومصلحة بلاده وأهله وكل شعبه.

سيرى أن المدنيين، وبالرغم من أنهم لم ينتظموا بقائمة واحدة وهذا أمر مؤسف حقا، هم أقرب إليه وإلى سلامة الاختيار وهم الأهل للثقة أكثر وهم الأقرب إلى تطلعاته.

ومن بين المدنيين هناك اليسار الديمقراطي الذي، عدا عن تمثيله لمصالح الشعب الوطنية العليا، فهو متمسك بمصالح الكادحين من شغيلة اليد والفكر وآمالهم في العدالة الاجتماعية والمساواة وفي العمل على إعادة الاعتبار للدولة وبنائها على أسس مؤسساتية متينة وراسخة يكون فيها الاقتصاد المزدهر والقضاء العادل المستقل قولاً وفعلاً وقيادة عملية التغيير الجذري بالسبل السلمية الديمقراطية.

سنتذكر ونحن في كابينة التصويت في المراكز الانتخابية:

1- تاريخ المشروع اليساري المدني والديمقراطي في بلادنا، وهو جزء من مشروع إنساني عالمي كبير، الذي يرفض عسكرة المجتمع وأريفة المدينة ومنع تكرار تجربة الحكم الكنائسي في أوروبا أثناء الهيمنة على السلطات والتداعيات المأساوية الناجمة عن ذلك.

2- الإنجازات الحضارية والاقتصادية الكبرى التي حققتها الأحزاب المدنية واليسارية الديمقراطية في البلدان التي تولت فيها الحكم وامتلكت فيها القرارات الحاسمة.

3- الأمن والاستقرار الذي تعمل القوى المدنية والديمقراطية على تحقيقه في بلادنا والذي عجزت حكومات ما بعد الاحتلال عن تنفيذه منذ عام 2003 إلى يومنا هذا.

4- شكل الدولة العصرية التي يعمل المدنيون الديمقراطيون على تحقيقها في بلانا والتي قدمت نماذجها الراقية بلدان العالم المختلفة والتي تمكن الديمقراطيون في مختلف بلدان العالم من تحقيقها على أرض الواقع وأنجبت نماذج تستحق الإعجاب والتقدير والتي تضمنتها برامج قوانا المدنية المساهمة في الانتخابات.

5- على يد المدنيين الديمقراطيين واليسار على وجه الخصوص ستكون حقوق الإنسان كاملة وحرياته المتنوعة أمرا واقعيا وسيكون العمل على تطبيقها نصا وروحا حقيقةً ملموسة وليست شعارات للتمويه والتغطية ولتمرير مآرب آخري.

6- القوى المدنية والديمقراطية واليسارية عملت وتعمل وستعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الراسخة والتي رأسمالها الأول هو المواطنة والمواطن لا الطائفية ولا العنصرية.

7- القوى المدنية لا تعترف بالمحاصصة بل تطالب بالنوع المهني المتخصص وبالنزاهة والوطنية كشروط أساسية للترشيح للمواقع الإدارية المسؤولة وغير المسؤولة.

8- نتذكر المستوى الأخلاقي والأدبي ونظافة السريرة ونزاهة اليد لممثلي المدنيين واليسار الديمقراطي عند تسلمهم مواقع تنفيذية وتشريعية متقدمة في الدولة.

9- كانت وستكون مصلحة الوطن العراقي الحبيب لا البلدان الأخرى ومستقبل شبابنا وشعبنا كله لا غيرهم قبل كل شيء وفوق كل شيء.

على الناخب أن يشعر وأن يعرف أنه يتحمل مسؤولية تقرير مصير ومستقبل البلاد والعباد في العراق وهو يتوجه نحو مركز الاقتراع وحين يدخل كابينة ملء استمارة التصويت، بما في ذلك مصيره هو شخصيا ومصير أهله وأطفاله ومستقبلهم. 

*************************************************

الإعلام سلاح ذو حدّين

طارق العبودي

ليس كل ما يُعلَن ويُقال ويُنشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي صحيحًا ويمكن الوثوق به أو الركون إليه. فالنشر في هذا الفضاء يأتي بحكم الحرية النسبية، إذ لا يوجد حجر أو حظر على ما يُنشر من أطراف متعددة، ولكلٍّ آراؤه وتوجهاته ودوافعه وأغراضه من وراء النشر. لذلك نقول بعدم الوثوق بكل ما يُنشر بشكل مطلق، وأي خبر لا يُعزَّز بالوثائق والأدلة لا يمكن الوثوق به.

لكن هذا لا يعني غياب الأقلام الوطنية النزيهة التي تقف إلى جانب الحق والحقيقة، وتنشر المعلومة أو الخبر بعد التأكد من مصدره، لأن الإعلام سلاح فتاك وخطير تستخدمه قوى متعددة، خصوصًا قوى الظلام والعناصر العميلة لقوى خارجية، غايتها زرع الفتنة ونشر الفوضى وإشاعة الإحباط، وإضعاف المعنويات، وزرع اليأس، وقتل الأمل بين أوساط الجماهير.

لذا، يجب الحذر من صُنّاع الفوضى ومافيات الكذب والخداع الذين يستغلّون الظرف السياسي والاجتماعي الحرج وضعف الوعي لدى الكثيرين، واستعداد الناس لتقبّل مثل هذه الإشاعات. فالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدّين، يمكن أن يبني كما يمكن أن يهدم إذا لم نُحسن استخدامه، ولم نعتمد الدقة والحذر في ما نكتب وننشر.

كثير من القوى تقاتل خصومها من خلال الإعلام، فتزرع الذعر والفوضى والخوف في صفوف الطرف الآخر، مستخدمةً أحدث الوسائل العلمية في نشر الأخبار عبر عناصر متخصّصة في هذا المجال، وبذلك تحقق أهدافها وتنتصر دون قتال.

نتمنى من العراقيين الأصلاء أن يُوظّفوا أقلامهم الحرة لدحر وصدّ أي إشاعة مغرضة تستهدف نشر الفرقة والفتنة وزرع الكراهية بين أبناء البلد الواحد، وأن يقفوا ضدها بنشر ثقافة التسامح والمحبة والتآزر، والتأكيد على اللحمة الوطنية، لأنها الضمانة الحقيقية لاستقرار العراق.

ونحن مقبلون على انتخابات برلمانية، يفترض الالتزام بشرف المنافسة والخصومة بعيدًا عن التسقيط والتشهير والطعن بين الكتل والأحزاب السياسية، كي نرتقي إلى مستوى الوعي والنضج والمسؤولية الأخلاقية والوطنية.

كما يجب أن يتغيّر شكل وجوهر النظام السياسي القائم على المحاصصة السياسية والإثنية، من خلال الوعي السياسي والنضج الاجتماعي وحُسن اختيار العناصر الوطنية النزيهة المشهود لها بالإخلاص والكفاءة والأمانة وحب الوطن والشعب، والابتعاد عن العناصر التي تتاجر بالدين، وتحتمي بالطائفة والعشيرة، وتشتري الذمم بالمال السياسي والوعود الكاذبة.

فلا يُلدغ الحرّ من جحر مرتين.

*************************************************

محاكاة بين الأحياء والأموات عذرا يا قبور الأحبة

إحسان باشي العتابي

في ظل واقع مؤلم يثقل الصدور، وتحت وطأة الخيبات المتراكمة التي صنعها جهل وأطماع وغياب الضمير الشبه جمعي، وجدت نفسي أبحث عن مساحة صادقة اتنفس فيها شيئا من الطهر، فكانت وجهتي نحو من أحب… اولئك الذين غابوا بأجسادهم، لكن حضورهم ما زال يملأ الذاكرة والوجدان. قصدت مدافنهم واحدا تلو الآخر، لا أفرق بين قبر وآخر، فجميعهم اخذوا معهم جزءا مني ومن هذا الوطن الذي أحبوه حتى الرمق الاخير. لكن في لحظة صفاء داخلي، خيل إلي أن الصمت الذي يخيم على قبورهم كان يحمل شيئا من العتاب.

تساءلت مع نفسي: لعلي مقصر؟ فقررت أن استوضح الامر، فكانت البداية من زميل المهنة الاكبر سنا الصحفي هادي المهدي. سألته بصوت خافت يشبه همس انسان أشقته ظروف الحياة العصيبة:

زميلي المحترم، أراك ممتعضا هل ضايقتك زيارتي؟

ابتسم بتلك الابتسامة الرقيقة وقال:

زيارتك أفرحتني يا زميلي المحترم، لكنها أحزنتني في الوقت نفسه.

قلت بدهشة:

وكيف ذلك؟

فأجابني:

كيف تزورني، وتغفل عن زيارة زميلتنا الخلوقة أطوار بهجت بنت العراق وضحية مهنة المتاعب؟ الا تعلم ان لها علينا حقوقا كثيرة، كما تعلمنا ذلك كله في أدبياتنا الأخلاقية الشخصية والمهنية؟

أطرقت خجلا وقلت: صدقت يا زميلي المحترم، إذن سأقصد قبرها اولا لأعود اليك لاحقا.

اتجهت نحو قبر زميلتي اطوار، فسمعتها – او هكذا خيل إلي – تعاتبني قائلة:

يا زميلي المحترم، كيف تفضل زيارتي على زيارة من يكبرني أو يصغرني سنا؟ الا تعلم أن لكل خصوصيته واحترامه؟ ثم أضافت بصوت مفعم بالحنان والتواضع:

زميلي المحترم، توجه لزيارة مدافن أحبتنا من ابناء وبنات تشرين، ففقدهم عظيم، وابدأ من قبر حيدر الزاملي فهو أصغرهم سنا.

وبالفعل توجهت إلى قبره، وما ان رآني حتى قال:

يا عم، زيارتك اسعدتني جدا، لكني أعتب عليك.

فسألته: ولم يا بني؟

أجابني بابتسامة يملأها الطهر:

نعم، انا أصغر ضحايا الوطن في ثورة تشرين، لكن أرجوك، اقصد قبر رهام يعقوب والبقية من حرائر العراق، فلهن السبق بالثناء والتقدير والاحترام.

بقيت أدور بين القبور، من شهيد إلى آخر، من عاشق للوطن إلى عاشقة له، حتى وجدت نفسي غارقا في بحر من الرموز والذكريات. عندها تساءلت بصوت عال:

أليس جرما ان يقتل من يحمل في قلبه هذا القدر من النقاء تجاه الآخرين، وهذا العشق للوطن؟

غادرت المكان مثقلا بالأسى كما أتيت، بل أشد وجعا، لكني تركت هناك شيئا من قلبي بين القبور… وشيئا من الأمل، بأن يأتي يوم يكرم فيه من أحب العراق بدل ان يغتال حبه له. وسأبقى أنا ومن يشاركني النهج نعزف نشيد الحرية، بأمل ان يتجسد واقعا في يوم ما، على ارض " مهد الحضارات " العراق.

**********************************************

دور الأمم المتحدة في حماية الأسرة والمرأة والطفل من قوانين جائرة في العراق

سعد إبراهيم

تشكل الأمم المتحدة إطاراً وآليات متعددة لحماية حقوق الأسرة والمرأة والطفل، وتُطبّق مبادئ المساواة وتمكين المرأة وحقوق الطفل وفقاً للمعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها الدول، بما فيها العراق. فيما يلي عرض موجز لمسارات وتدقيقات عمل الأمم المتحدة ذات الصلة، مع الإشارة إلى السياق العراقي والتحديات والآليات العملية التي تُستخدم.

أولا: الإطار القانوني الدولي الذي تعتمد عليه الأمم المتحدة

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يحمي حقوق الأسرة والمرأة والطفل كحقوق أساسية تشمل الكرامة والمساواة وعدم التمييز.

العهدان الدوليان الأساسيان (1966)

العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (ICCPR)

العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (ICESCR)

اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW)** وتوصياتها العامة.

اتفاقية حقوق الطفل (CRC) وآلياتها، بما فيها المراقبة الوطنية والدولية.

إعلان ومنهاج عمل بيجين وقرارات مجال تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

معاهدات أخرى وحديثة تخص حماية الأطفال في نزاعات مسلحة، ومكافحة العنف ضد المرأة، وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وغيرها.

ملحوظة: العراق طرف في العديد من هذه المعاهدات والاتفاقيات، وتلتزم الأمم المتحدة بدور التيسير والتدقيق والتوصيات من أجل تنفيذها الوطني.

ثانياً: آليات الأمم المتحدة في العراق لحماية الأسرة والمرأة والطفل

1) الآليات السياسية والدبلوماسية

المشاورات والدعائم السياسية مع الحكومة العراقية ومنظمات المجتمع المدني لإقرار وتعديل القوانين بما يتماشى مع المعايير الدولية.

التقارير المتبادلة والمتابعة مطالبة الدولة بتقديم تقارير دورية حول التقدم في تنفيذ الأحكام الدولية والتوصيات الصادرة عن اللجان المعنية (مثلاً لجنة حقوق الطفل، لجنة القضاء على التمييز ضد المرأة).

التوصيات الفنية والإرشادات إصدار مذكرات وفهارس إرشادية لمواءمة القوانين الوطنية مع العهود الدولية وترجمتها إلى اللغة الإنكليزية كعامل مساعد في إرسالها إلى الجهات المعنية.

2) الدعم الفني وبناء القدرات

التدريب وبناء القدرات للمؤسسات الحكومية وزارة العدل، وزارة المرأة، الجهات القضائية، هيئات حماية الطفل، وخلافه.

دعم المؤسسات الوطنية للمساءلة وبناء أنظمة حماية مرافق إدارية وقضائية وأساليب جمع البيانات وتحليلها حول حقوق المرأة والطفل.

3) الدعم الإنساني والتنمية

منظمات الأمم المتحدة المعنية (اليونيسف، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الصحة العالمية، وهيئات أخرى) تعمل على:

تعزيز حماية النساء والأطفال في حالات النزاع والكوارث.

دعم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، والتغذية، والتعليم الآمن للطفل.

  مكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي.

4) آليات المراقبة والتقرير

لجان التقييم والبروتوكولات متابعة تنفيذ العراق لالتزاماته الدولية عبر تقارير وطنية ودولية وتوصيات.

المساءلة الدولية في حالات الانتهاكات الجسيمة، تُستَخدم آليات مجلس حقوق الإنسان ولجان الاستعراض الدوري الشامل وغيرها للتسريع بالاستجابة والتصحيح.

ثالثاً: أمثلة على القضايا والتوجهات التي تعالجها الأمم المتحدة في العراق

حماية المرأة من العنف والتمييز توصيات لإصلاح القوانين والآليات القضائية التي تميِّز ضد المرأة، وتوفير خدمات دعم وتحريك قضايا العنف المنزلي والاغتصاب والتحرش وجرائم الشرف وفق المعايير الدولية.

حقوق الطفل وتوفير بيئة آمنة للتعليم والصحة تعزيز الحق في التعليم للجميع، وحماية الأطفال من الاستغلال الاقتصادي والجنسي، وتقديم الرعاية الصحية الشاملة في المناطق المتضررة.

المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة اقتصادياً دعم السياسات العامة التي تضمن فرص تعليمية ومهنية متساوية، وتسهيل الوصول إلى الخدمات المصرفية والقيادة والمناصب العامة.

إصلاح أنظمة العدالة والوقاية من التمييز والقوانين الجائرة مراجعة القوانين الوطنية التي قد تقف حجر عثرة أمام الحقوق الأساسية للأسر والنساء والأطفال وتقديم مقترحات تشريعية منسجمة مع العهود الدولية.

رابعاً: أمثلة عملية على نتائج وتحديات

نتائج محتملة:

تعديل تشريعي يتماشى مع CEDAW وCRC.

تعزيز قدرات القضاة والموظفين في تطبيق حقوق المرأة والطفل.

إطلاق مبادرات حماية طفل في مراكز الرعاية والتعليم والصحة.

تحديات محتملة:

تباين في التطبيق بين الإقليم والآخر داخل العراق.

القيود الأمنية واللوجستية في بعض المناطق، مما يعيق الوصول للخدمات.

وجود تمايز ثقافي واجتماعي يحتاج إلى عمل تشاركي مع المجتمع المحلي.

خامساً: كيف يمكنك الاستفادة أو المشاركة؟

إذا كنت جهة حكومية أو مجتمع مدني:

استخدم توصيات الأمم المتحدة كمرجعية لتعديل القوانين والسياسات الوطنية.

شارك في عمليات المراقبة والتقويم من خلال تقارير وطنية تتوافق مع جداول الأمم المتحدة.

إذا كان هدفك معرفة حقوقك:

راجع المواثيق الدولية التي صدّق عليها العراق وتعرف على حقوق الأسرة والمرأة والطفل وفقاً لها. تواصل مع هيئات الأمم المتحدة المعنية (مثلاً اليونيسف، المجلس القومي لحقوق الإنسان في العراق إن وجد، المؤسسات القانونية المحلية) للحصول على الدعم والخدمات اللازمة.

إذا كان الهدف منها حماية المرأة العراقية من التهميش والإقصاء لحقوقها في الميراث والحضانة لأطفالها من قوانين رجعية عفى عليها الزمن.

تحليل تطبيق المواثيق الدولية في العراق، ورصد الفجوات والتقدم، واقتراح توصيات عملية لتقليل التمييز.

مصادر رئيسية يمكنك البدء بها:

وثائق العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وحقوق الإنسان.

اتفاقية حقوق الطفل (CRC) والتوصيات اللاحقة.

اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (CEDAW).

تقارير الأمم المتحدة الخاصة بالعراق في مجالات حقوق الإنسان والتنمية والمرأة والطفل.

تقارير وبرامج اليونيسف وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وUN Women وWHO وغيرها عن العراق.

ونتطلع إلى دور الأمم المتحدة ان تكون قوانينها نافذة وفق القوانين والمعايير الدولية لحماية الأسرة العراقية والمرأة العراقية بالذات لما تعانيه من اجحاف في حقوقها المشروعة كانسان حالها حال الرجل في الميراث والحضانة، والعنف الأسري الذي يطيل العائلة العراقية وأساسها المرأة العراقية التي تعاني من أبسط الحقوق المشروعة لها في القوانين الأخيرة التي سنت مقبل البرلمان العراقي بالرغم من المعارضة المجتمعية في تغير قانون الاحوال الشخصية لصالح الرجل، وأملنا كبير في الأمم المتحدة أن تتخذ قوانين قوية ورادعة لما يجري في العراق بحق الطفل والنساء تحديدا .

المصادر: الموسوعة الكيدية لأمم المتحدة لحقوق المراءة والطفل العالمية

***********************************************

الصفحة الثانية عشر

قراءة في كتاب {صفحات من سيرة المناضل كامل كرم}

زهير كاظم عبود

تشكل عملية سرد السيرة والذكريات مساهمة فاعلة في توثيق الأحداث وفقاً لسيرة الراوي، وتعكس صورة تفصيلية تساهم في عملية التوثيق التاريخي للفترة التي يدونها الكاتب، وأمام صور صادقة ودقيقة لم تغفلها الذاكرة ولا تناساها العمر لمناضل كرس حياته خدمةً لحزب آمن بمبادئه وأهدافه إيماناً حقيقياً، ليكرس شبابه وشيخوخته في تحقيق تلك الأهداف.

مذكرات المناضل كامل كرم توثيق للذاكرة، وصفحات مجيدة من صفحات العطاء الإنساني، ومواقف تطغى حتى على حياة العائلة واستقرارها، فيكتبها ضمن كتاب تم طبعه في دار الرواد المزدهرة عام ٢٠٢٥ في بغداد، يبدأ فيه رحلته وعمله في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، ويسرد فيه معاناته ضمن أبناء منطقة باب الشيخ والصدرية ودخوله المدرسة، ومن ثم متابعته الدراسة مع العمل، وخلال تلك الفترة يبدأ الوعي الوطني في العام ١٩٥٢ ليصبح عضواً في اتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة، وبذاكرة حديدية يتذكر فيها رفاقه ومعارفه والأحداث التي جرت في العهد الملكي، ومواقف الحزب منها في مقارعة الرجعية، ومشاركاته الفعالة ضمن التظاهرات وكتابة الشعارات وتوزيع بيانات الحزب، وتبدأ معاناته الشخصية كأي عراقي من الكرد الفيليين الذين تحملوا من ضيم وظلم الحكومات العراقية المتعاقبة ما لم تتحمله الجبال.

وما بين معاناة شهادة الجنسية والمواطنة المنقوصة بنظر الحكام، وبين حواجز إكماله الدراسة الجامعية وممارسته التعليم في مدارس الفيليين، يتطور نشاطه الحزبي بعد قيام ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨، ومعاناته السياسية خلال الحكم الجمهوري الأول، وتكليفه بأول مهمة حزبية خارج العراق في العام ١٩٦٢ إلى إيران.

ويبدأ فصل جديد تتزاحم فيه الأحداث والصور بعد نجاح انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣، فتتشارك في معاناته العائلة بأكملها حيث تتعرض للتفتيش والاقتحام والملاحقة والتوقيف، ويوثق ضمن صفحات موجزة مواقف الفيليين ضمن مناطق باب الشيخ في التصدي بشجاعة لفلول الحرس القومي، ومع نجاحه بالاختفاء وتمكنه من عبور الحدود باتجاه إيران وافتراقه عن زوجته وهو في أول سنوات زواجه، يسرد بالتفصيل معاناته في التنقل والاتصال وهو لا يملك أية وثيقة تدل على هويته، وأمام سلطة غاية في الشراسة والتعاون مع سلطة البعث، ليعود مرة أخرى لتجاوز نقاط التفتيش والعبور باتجاه إيران بشكل غير قانوني، ليختزل تلك المواقف بالواجب الملقى على عاتقه من أجل مواصلة النضال مهما كانت الظروف، ويتمكن أيضاً من تجاوز نقاط التفتيش وعناصر السافاك ليستقر مؤقتاً في قرى تضم أقاربه.

وبذلك تميز هذا الاستقرار لكامل كرم بضربة الحظ التي لم تتوفر لغيره من المناضلين الهاربين من مخالب البعث، ويعمل خلال رحلته تلك في منظمة طهران للحزب، وفي عمل مشترك مع عناصر حزب توده الإيراني، وخلال تلك الأيام العصيبة يأتيه خبر ولادة طفله الأول (علاء). وبعد انقلاب عبد السلام عارف في ١٨ تشرين الأول ١٩٦٣ على البعثيين، تقرر عودته للعمل في صفوف الحزب داخل العراق ليساهم في إعادة بناء منظمة بغداد للحزب عام ١٩٦٤، ولاحقاً تم تكليفه بمهام حزبية في المنطقة الجنوبية.

وفي الأثناء حصل انشقاق عام ١٩٦٧ في الحزب وما تركه من تأثير سلبي على الحزب والتنظيم، وبعد عودة البعث مجدداً إلى السلطة يتعرض خلال عام ١٩٧٠ إلى الاعتقال والتعذيب، حيث تشمله عجلة التعذيب ليفقد معها قدرة إحدى عينيه على النظر، وبعد إطلاق سراحه تم إرساله إلى موسكو في العام ١٩٧٢، وبعد عودته نُسِب للعمل في مقر بغداد العلني للحزب.

تعرضت عائلته إلى التسفير ضمن عملية الانتقام التي شنتها سلطة البعث على الفيليين لمواقفهم المعارضة لها، فعاد للاختفاء في العمل السري. وفي طهران يلتئم شمل العائلة ضمن ظروف غير طبيعية وغير عادلة. إلا أن ما نتمكن من استلاله من بين هذه المذكرات هو المواقف الشجاعة والصمود الأسطوري لزوجته (أم علاء) التي لم تشكُ من معاناة ولا من إبعاد زوجها، ولا من حضانتها وتربية أولادها بعيداً عن والدهم، ولم تتململ أو تضعف عزيمتها بسبب ثقل عمل زوجها ضمن صفوف الحزب الشيوعي العراقي.

وصفحة العبور والعمل ضمن أفغانستان في هذه المذكرات تُعد من بين أغرب وأكثر الصفحات في المعاناة والغرابة، تلك المعاناة التي خففتها علاقات كامل كرم الشخصية والاجتماعية، ويشكل طريقاً لعبور الرفاق إلى الاتحاد السوفيتي من إيران، وتمثيله للحزب في أفغانستان للفترة من ١٩٨٦ – ١٩٩٠، والعمل ضمن الساحة الأفغانية مع المتغيرات والأحداث السريعة، ومع انسحاب القوات السوفيتية وتدهور الأحوال في مجمل معالم الحياة الأفغانية، تنقطع عن كامل كرم التعليمات والبريد الحزبي، وذهبت عبثاً جميع اتصالاته لمعرفة التعليمات الجديدة، فيعود إلى الشام حاملاً معاناته وعائلته متمسكاً بعقيدته وإيمانه بالحزب، وضمن معاناة أخرى في الشام تزيده تمسكاً بالحزب، حتى التحاقه بعائلته التي تمكنت من اللجوء إلى مملكة السويد.

متابعة تلك الصفحات توضح لك صورة من صور معاناة الشيوعيين في مراحل سياسية مختلفة، وتبرز لك حجم العطاء الذي يبذله الشيوعي من أيامه وحياة أسرته واستقرارها التزاماً بأهداف ومقررات الحزب، هذا العطاء الذي لا يقابله ثمن أو ربح سوى صفحات النقاء والإيمان الخالص بشعار "الوطن الحر وخبز الفقراء"، ويبقى حلم كامل كرم قائماً في إمكانية تحقيقه ضمن أهداف ومبادئ الحزب الشيوعي العراقي في الوطن السعيد الذي يضمن الحرية والكرامة والخبز، وفي الشعب الذي يتطلع إلى مستقبل زاهر وطاقات واعدة تتحمل المسؤولية في إعادة بناء ما تم تخريبه وتهديمه من قواعد الوطن.

**************************************************

الصفحة الثالثة عشر

العراق في مجموعة قوية بقرعة كأس آسيا لكرة الصالات

متابعة ـ طريق الشعب

أوقعت قرعة كأس آسيا لكرة الصالات 2025 التي أُجريت اليوم الأربعاء في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، المنتخب الوطني العراقي في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات إندونيسيا وقرغيزستان وكوريا الجنوبية، في البطولة التي تستضيفها إندونيسيا خلال المدة من 27 كانون الثاني ولغاية 7 شباط 2025.

وشهدت القرعة توزيع المنتخبات الستة عشر المشاركة على أربع مجموعات، حيث ضمّت المجموعة الأولى منتخبات إندونيسيا والعراق وقرغيزستان وكوريا الجنوبية، فيما جاءت المجموعة الثانية بتواجد تايلاند وفيتنام والكويت ولبنان، وضمّت المجموعة الثالثة اليابان وأوزبكستان وطاجيكستان وأستراليا، أما المجموعة الرابعة فتكوّنت من إيران وأفغانستان والسعودية وماليزيا.

وبحسب نظام البطولة، يتأهل الفريقان الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، وسط طموحات عراقية بتقديم مستوى مميز والمنافسة على إحدى بطاقات التأهل إلى الأدوار المتقدمة من البطولة القارية.

*******************************************

تصفيات المونديال تحذير من الإرهاق قبل مواجهتي العراق والإمارات

متابعة ـ طريق الشعب

تتواصل التحضيرات داخل المنتخب العراقي لكرة القدم استعداداً لمواجهتي الإمارات ذهاباً وإياباً، ضمن الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026، في وقت تزايدت فيه الدعوات لتصحيح الأخطاء الفنية والبدنية قبل الاستحقاق المصيري المنتظر.

ويخوض "أسود الرافدين" لقاء الذهاب أمام نظيره الإماراتي في 13 تشرين الثاني الجاري على استاد محمد بن زايد في أبو ظبي، على أن تُقام مباراة الإياب في 18 من الشهر نفسه، لتحديد ممثل القارة الآسيوية في الملحق العالمي المقرر في المكسيك خلال آذار المقبل.

المدرب العراقي سعد عبد الحميد دعا الجهاز الفني للمنتخب، بقيادة الأسترالي غراهام أرنولد، إلى إنهاء ما وصفه بـ "الاستنزاف البدني الكبير" الذي يتعرض له اللاعبون خلال المباريات الأخيرة، مشيراً إلى أن "الأسلوب الحالي يُجبر اللاعبين على بذل مجهود مفرط، خصوصاً الأظهرة الذين يقطعون مسافات طويلة بين الدفاع والهجوم، ما يؤدي إلى تراجع أدائهم عند تنفيذ الكرات العرضية".

وقال عبد الحميد إن "الفريق العراقي يمر بظروف صعبة قبل مواجهة الإمارات بسبب عدم جاهزية عدد من اللاعبين المهمين، وإصابة الثلاثي أيمن حسين وإبراهيم بايش ويوسف أمين"، مؤكداً ضرورة أن "يتحلى أرنولد بالشجاعة ويستبعد المصابين إذا لم يبلغوا الجاهزية المطلوبة، مع الاعتماد على البدلاء المجربين مسبقاً".

وأضاف: "يمتلك المنتخب أكثر من عشرين لاعباً قادرين على تقديم مستويات جيدة، وعلى المدرب أن لا يحصر خياراته في 14 أو 15 لاعباً فقط، بل ينظر إلى الجميع بعين واحدة ويمنحهم الفرصة لإثبات جدارتهم".

وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر مقربة من المنتخب أن المدرب أرنولد يعيش قلقاً متزايداً بسبب الإصابات المتكررة في صفوف الفريق، بعد تفاقم إصابة مدافع الشرطة أحمد يحيى خلال مباراة فريقه أمام تراكتور الإيراني في دوري أبطال آسيا.

وبحسب المصادر، فإن "اللاعب أبلغ الجهاز الفني بأنه قد يعتذر عن المشاركة في مواجهتي الإمارات، لعدم قدرته على اللعب الكامل خلال 90 دقيقة"، فيما ينتظر المدرب الأسترالي نتائج الفحوص الطبية لتحديد موقفه النهائي.

وأشارت المعلومات إلى أن اللاعب مهند جعاز، المحترف في صفوف ساربسبورغ النرويجي، يُعد المرشح الأبرز لتعويض غياب أحمد يحيى، كونه الظهير الأجهز حالياً وسبق له تمثيل المنتخب في بطولة خليجي 26 بالكويت.

من جانبه، حذّر الحارس الدولي السابق عماد هاشم من مغبة إجراء أي تجارب جديدة في مركز حراسة المرمى خلال هذه المرحلة الحساسة، مؤكداً أن "الوقت لا يسمح بالمغامرة أو اختبار وجوه جديدة".

وأوضح هاشم أن "الاعتماد يجب أن يكون على الحراس الأساسيين جلال حسن وأحمد باسل وفهد طالب"، مشيراً إلى أن "جلال حسن هو الأجدر بحماية عرين المنتخب لما يمتلكه من خبرة واسعة وقدرة على التعامل مع المواقف الصعبة".

ومن المقرر أن يعلن أرنولد قائمته النهائية قبل نهاية الأسبوع الحالي، تمهيداً لانطلاق المعسكر التدريبي في العاصمة بغداد يوم الخميس المقبل، قبل التوجه إلى أبو ظبي لخوض مباراة الذهاب أمام الإمارات.

ويأمل المنتخب العراقي في تجاوز عقبة الإمارات وانتزاع بطاقة التأهل إلى الملحق العالمي، بحثاً عن حلم طال انتظاره ببلوغ نهائيات كأس العالم 2026.

*********************************************

مواعيد وملاعب مباريات الدور الثاني من بطولة كأس العراق

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، مواعيد وملاعب مباريات الدور الثاني من بطولة كأس العراق للموسم 2025-2026، والتي ستُقام على مدار ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الجمعة المقبل.

وتفتتح منافسات الدور الثاني بإقامة خمس مباريات يوم الجمعة، تنطلق ثلاث منها عند الساعة الثالثة عصراً، حيث يواجه الرمادي ضيفه الكرمة على ملعب الرمادي، فيما يستقبل نفط ميسان فريق نفط البصرة على ملعب الناصرية الدولي الذي يُعد ملعبه الافتراضي، في حين يلتقي المصافي على ملعبه مع الميناء.

وعند الساعة السابعة والنصف مساءً تُقام مباراتان؛ تجمع الأولى الموصل بضيفه الحشد الشعبي على ملعب دهوك، وهو الملعب الافتراضي للموصل، بينما يلتقي الناصرية مع أربيل على ملعب الناصرية الدولي.

وتُستكمل المنافسات يوم السبت المقبل (8 تشرين الثاني) بإقامة أربع مباريات، تبدأ اثنتان منها عند الساعة الثالثة عصراً، حيث يواجه غاز الشمال ضيفه القاسم على ملعبه، فيما يستضيف كربلاء فريق أمانة بغداد على الملعب الثانوي في كربلاء.

وفي الساعة السادسة مساءً، تُقام مباراتان أخريان؛ تجمع الأولى دهوك بضيفه الحسين على ملعب نادي دهوك، والثانية بين نوروز وضيفه البحري على ملعب نوروز.

وتُختتم مباريات الدور الثاني يوم الخميس (13 تشرين الثاني) الحالي، بمواجهة الحدود وضيفه الكرخ على ملعب أمانة بغداد، وهو الملعب الافتراضي لفريق الحدود.

******************************************

أربيل تحتضن بطولة العراق المفتوحة للغولف

متابعة ـ طريق الشعب

تتواصل في محافظة أربيل منافسات بطولة العراق المفتوحة للغولف لليوم الثالث على التوالي، في مبادرة تُعد الأولى من نوعها على مستوى البلاد، بمشاركة عدد من الرياضيين ومحبي اللعبة، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد العراقي للغولف ومسؤولين في القطاع الرياضي وعدد من القناصل والدبلوماسيين.

وانطلقت فعاليات البطولة يوم الاثنين الماضي، واستمرت منافساتها خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، على أن تُختتم يوم الجمعة المقبل (7 تشرين الثاني الجاري)، على أرض ملعب أربيل هيلز للغولف، الذي يُعد من أبرز الملاعب المجهزة في الإقليم.

وتُنظم البطولة من قبل الاتحاد العراقي للغولف، بالتنسيق مع المديرية العامة للرياضة في أربيل، في إطار الجهود المبذولة لتطوير اللعبة ونشرها في العراق، وتعزيز حضورها ضمن الأنشطة الرياضية المتنوعة التي تستضيفها المدينة.

وتُقام المنافسات وفق قواعد الاتحاد العراقي للغولف المعتمدة من قبل هيئة تنظيم الغولف الدولية (R&A)، إضافة إلى القواعد المحلية لملعب أربيل هيلز التي أقرتها اللجنة التنفيذية للبطولة.

يُذكر أن هذه الفعالية مُدرجة ضمن تصنيف WAGR العالمي للغولف للهواة، فيما ستكون القواعد المحلية متاحة للمشاركين خلال الجولة التدريبية الرسمية قبل انطلاق المنافسات الختامية.

****************************************

إصابة أشرف حكيمي  تُثير القلق في باريس والمغرب

باريس ـ وكالات

تعرض الدولي المغربي أشرف حكيمي، نجم نادي باريس سان جيرمان، لإصابة مقلقة خلال مباراة فريقه أمام بايرن ميونخ التي انتهت بخسارة الباريسيين بنتيجة (2-1)، مساء الثلاثاء، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.

وشهدت المباراة لحظة مؤلمة حين تدخل مهاجم الفريق البافاري لويس دياز بعنف على حكيمي، ما أجبره على مغادرة الملعب وهو يذرف الدموع، في مشهد أثار قلق الجهاز الفني للنادي الفرنسي والجماهير المغربية على حد سواء.

ووفقًا للتقارير الطبية الأولية التي أوردتها إذاعة "مونتي كارلو" الفرنسية، فإن اللاعب يعاني من التواء في الكاحل الأيسر العالي، وسط مخاوف من أن تمتد فترة غيابه لأسابيع وربما لأشهر، بحسب درجة الإصابة التي لم تُحدد بعد.

وأوضح مصدر مطلع أن حكيمي تمكن من المشي على قدمه المصابة بعد دقائق من خروجه، مستعينًا بالعكاز، ما يُشير إلى أن الإصابة قد لا تكون كسراً، بانتظار نتائج الفحوص الطبية الدقيقة المقررة اليوم الأربعاء لتحديد مدى خطورتها وبرنامج علاجه.

من جانبه، قال مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي في تصريحات عقب المباراة:

"كرة القدم رياضة احتكاكات، وهذه الأمور تحدث، الطبيب سيُحدد غدًا طبيعة إصابة حكيمي ومدة غيابه".

وتأتي إصابة حكيمي في توقيت حساس، قبل نحو شهر ونصف من انطلاق كأس الأمم الإفريقية 2025 في المغرب، ما يُثير قلق مدرب المنتخب وليد الركراكي الذي يعتبر نجم باريس أحد الركائز الأساسية في تشكيلة “أسود الأطلس”.

وبين قلق الجماهير المغربية وانتظار بيان النادي الباريسي الرسمي، تتجه الأنظار إلى نتائج الفحوص الطبية التي ستكشف ما إذا كان حكيمي سيتمكن من المشاركة في البطولة القارية، أو سيُجبر على الغياب عن الملاعب لفترة طويلة.

*******************************************

وقفة رياضية.. {البديل} صوت الرياضيين وأملهم

منعم جابر

يُعاني القطاع الرياضي منذ عقود من مشكلات كثيرة وأخطاء تراكمت، خصوصاً منذ تسلّط النظام الدكتاتوري على رقاب شعبنا المناضل، وهيمنته على المؤسسات الرياضية والشبابية. لقد عانينا من ظلمه وجوره، وفي مقدمة ذلك سيطرة أزلامه على تلك المؤسسات، التي حوّلها إلى ميدان يتلاعب به كما يشاء.

أما اليوم، فنجد أن الفرصة مواتية أمام أبناء شعبنا العراقي للإشراف والعمل الجاد من أجل النهوض بالقطاع الرياضي، والانتقال به إلى واقع أفضل وآفاقٍ مشرقة.

كثيرون يرون في طموحات وتطلعات أحبّتنا المرشحين ضمن القوائم الانتخابية، ولا سيما قائمة "البديل" رقم (250)، الأمل الحقيقي لبناء الرياضة العراقية وإصلاحها. فقد ساهمنا في هذه القائمة وقدمنا أنفسنا كمرشحين فيها، إلى جانب رفاقنا وأصدقائنا الذين نؤمن بأنهم سيشكلون حافزاً لإصلاح القطاعين الرياضي والشبابي.

تضمّن برنامج قائمة "البديل" إصلاحاً شاملاً للواقع الرياضي، وسعياً حقيقياً لتفعيل المادة الدستورية رقم (36) التي تنص على أن: (ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها.)

من هنا نسعى لتحقيق آمال الرياضيين وتطلعاتهم في الحصول على الأراضي السكنية، وضمان الحقوق والمكاسب المستحقة للرواد والأبطال الرياضيين، وتطبيق القانون رقم (6) لسنة 2013. إن ما تحقق للرواد والرياضيين الأبطال هو ثمرة التغيير، وهدفهم المنشود، لاسيما أن معظمهم من الفقراء والكادحين الذين ترتبط آمالهم بما تقدمه الدولة من دعمٍ ورعاية.

لقد سعينا، منذ عام 2003، إلى تقديم العون والدعم للرياضيين، وخصوصاً الرعاية الصحية للرياضيين من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. وستكون قائمة "البديل" رقم (250) صوتاً صادحاً في البرلمان الجديد (الدورة السادسة) للدفاع عن حقوق الرياضيين وإنصاف المظلومين منهم.

كما نؤكد على الدور المتميز لرفيقنا رائد فهمي وبقية الرفاق في دعمهم للرياضة، ومطالبتهم الدائمة بتنفيذ البرنامج الرياضي للحزب، الذي أولى اهتماماً كبيراً بمسيرة الرياضة ودورها وأثرها في المجتمع. وسنظل ندعم كل الجهود الإصلاحية من أجل الارتقاء بالرياضة العراقية.

إن قائمة "البديل" هي الصوت المدوي لإصلاح القطاع الرياضي والدفاع عن جميع الألعاب الرياضية. وأنتم، يا أبطال الرياضة والمخلصين لها، مدعوون للتصويت لمرشحي "البديل"، لأنها القائمة الأكثر مصداقية وحرصاً على بناء الوطن والدفاع عنه.

قائمتنا هي القائمة المدنية الديمقراطية، التي تعبّر عن آمال الجماهير وتطلعاتها، وعن الكادحين والفقراء الذين يجدون فيها أملاً حقيقياً في الدفاع عن حقوقهم وأمانيهم، وتسعى جاهدة لخدمة الوطن في جميع المجالات، وفي مقدمتها الرياضة.

فنحن ما زلنا في بداية الطريق، ولم نحقق بعدُ الإنجازات الأساسية التي تليق ببلدنا. ولم تتوفر لدينا بعدُ إدارة رياضية شجاعة وقادرة على العمل العلمي المنظم.

لذا أقول لأحبّتي العاملين في المؤسسات التشريعية والتنفيذية: أمامكم طريق طويل وشاق لتحقيق الإنجازات الرياضية المطلوبة. وعليكم أن تشرّعوا القوانين المناسبة لدعم العمل الرياضي وتنظيم أوضاع الأندية والاتحادات والمؤسسات الرياضية، لتكون منطلقاً لعملٍ رياضي ناجح يسهم في تقدم الرياضة العراقية وتحقيق أهدافها المنشودة.

وستبقى الرياضة وسيلةً لنشر السلم المجتمعي، وطريقاً للسعادة والحرية. ونحن "البديل" الحقيقي.

*************************************************

الصفحة الرابعة عشر

{مهرجان إيزيس الدولي} بدورته الثالثة: عروض وتجارب نسوية متجدّدة

وائل سعيد

"إيزيس"، مهرجان نوعي وليد، يهتم بمسرح المرأة، انطلقت دورته الأولى عام 2021 بتنظيم مؤسسة "جارة القمر"، إحدى مؤسسات المجتمع المدني، وبرعاية وزارة الثقافة المصرية وعدد من الجهات والهيئات المختلفة. من جديد، يعود المهرجان في نسخته الثالثة والتي تحمل اسم الفنانة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، التي رحلت عن عالمنا في الثالث من حزيران/ يونيو الماضي بعد مسيرة حافلة في بلاط أبي الفنون. وقد احتشد برنامج الدورة الجديدة بعدد كبير من الفعاليات، دارت وقائعها على مدار ثمانية أيام، منذ الخامس والعشرين من أيلول/ سبتمبر وحتى الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

شهدت خريطة الدورة الثالثة عددًا من المبادرات والمفاجآت المستحدثة، من بينها إطلاق "مسابقة فتحية العسال" للتأليف المسرحي في دورتها الأولى، تكريمًا للكاتبة والمناضلة التي ارتبطت إسهاماتها دومًا بقضايا المرأة. كما توزّعت فعاليات البرنامج بين ندوات فكرية وورش تدريبية، وشهادات ولقاءات مفتوحة مع المسرحيين، إلى جانب مسار العروض المسرحية الذي ضم 16 عرضا من ست دول، مصرية وعربية ودولية، فضلًا عن عروض سينمائية وأخرى جماعية غنائية، ضمن برنامج الفنون المجتمعية، من شأن هذه الإضافات أن تُكسب الدورة الثالثة شخصية خاصة تميزها عن سابقتيها، وتؤسس لمرحلة أقوى حضورًا في مسيرة المهرجان.

طريقة للنفاذ عبر حائط شفاف

لعل أبرز ما يميّز هذه الدورة هو اتساع أفق المشاركات، ووضوح الرهان على ربط قضايا المرأة بالبحث الجمالي على الخشبة، بحيث لم يكن المسرح مجرد مرآة لمعاناة النساء، بل تحول إلى مختبر لأشكال أدائية جديدة، وحس لا يخلو من المغامرة أو التجريب، على مستوى مختلف العناصر المسرحية، البداية كانت مع حفل الافتتاح من مسرح السامر بالعجوزة، وهو حفل شبابي بامتياز بداية من مخرجته تغريد عبد الرحمن، مرورًا بفقرة مستحدثة للفنان أبانوب بيباوي من شباب الصعيد، الذي قدم رسمًا حيًا على مدار نحو ثلث ساعة للوحتين مقلوبتين، مستخدمًا يديه وقدمه، وعند اكتمال العمل وتعديله تبين أن اللوحتين تمثلان، سميحة أيوب وفتحية العسال. تضمن الحفل أيضًا عرضًا حركيًا في التحطيب، قدّمته فتيات فريق جمعية الصعيد للتربية والتنمية، على غير المعهود في هذا المجال، وكان من اللافت أن غالبية الحفلات التي ضمها البرنامج رفعت لافتة كامل العدد.

إلى جانب العروض، احتوى برنامج الدورة على عدد من الفعاليات من بينها سبع ورش عمل تناولت الكتابة المسرحية، الأداء الحركي، الرقص المعاصر، والإدارة المسرحية. كما قدمت الندوة الرئيسية للمحور الفكري بعنوان "تقاطعات الذكاء الاصطناعي مع الصناعة المسرحية"، بجانب شهادات المبدعات من خلال مائدة مستديرة تستمر للعام الثالث تحت عنوان، "كيف نفذن من الحائط الشفاف". وتعد بمثابة منصة نقاش مفتوح حول قضايا المسرح والمرأة وطرق كسر الحواجز غير المرئية التي تواجهها. العنوان مستلهم من كتاب "المرأة الثالثة" لجيل ليبوفتسكي، وفيه يطرح عالم الاجتماع نظرية دعاها الحائط الشفاف، تتبع نماذج من النساء استطعن رغم المعاناة الجندرية والمجتمعية أن ينفذن من الأنظمة القمعية للمرأة.

شملت قائمة المكرمات كلًا من المخرجة والممثلة الإيطالية آنا دورا دورنو، الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي، الفنانة عايدة فهمي، المخرجة المنفذة علا فهمي، الفنانة معتزة عبد الصبور، الأكاديمية منى صادق، وفنانة الاستعراض الشهيرة فريدة فهمي. ومن الملاحظ تنوع خلفيات المكرمات السبع بين الإخراج والتمثيل والأكاديمية وفنون الاستعراض.

أما حفل الختام، فقد انطلق من مسرح الريحاني بعماد الدين، وشهد تقديم العرض المسرحي "الفزاعة"، وهو عمل متعدد الوسائط يجمع بين الرقص المعاصر والموسيقى الحية، ويتناول معاناة النساء مع أجسادهن خلال مراحل الحياة المختلفة، من البلوغ مرورًا بالحمل والولادة والطمث، وصولًا إلى حالات التسليع الجسدي.

يشارك "فزاعة" ضمن تسعة عروض مصرية في البرنامج، وزعت بين البرنامج الرسمي ومسار المسرح المجتمعي. وتتنوع بين معالجة قضايا العنف والجريمة، البحث عن الهوية والتحرر من القيود الاجتماعية، مواجهة الخيانات والضغوط النفسية، وتسليط الضوء على العادات والممارسات الاجتماعية الخاطئة. من بين هذه العروض: "هل تراني الآن" للمخرجة لبنى المنسي، "طقوس الإشارات والتحولات" للمخرج محمد الحضري، ومسرحية "الخروج" عن نص من تأليف التركية عدلات أغا أوغلو، بإعداد دراماتورجي خالد توفيق، وإخراج ساندرا سامح. تشكلت إدارة مهرجان إيزيس من المخرجة والممثلة عبير لطفي كرئيسة، فيما تشاركت الكاتبة والمخرجة عبير علي حزين، مهام الإدارة الفنية، مع الكاتبة والناقدة رشا عبد المنعم.

النسوية من الذات إلى الجماعة

تحل إسبانيا هذا العام ضيفة شرف الدورة الحالية، وتشارك بعرضين يبرزان ثراء التجربة المسرحية الإسبانية وتعدد مقارباتها النسوية والجمالية. يقدم العرض الأول "العرس الدامي" للمخرج باتي أبريغو، رؤية مغايرة للنص الأصلي لفريدريك غارسيا لوركا "عرس الدم".

في هذا العمل، تقوم البطلة بتجسيد جميع الشخصيات الدرامية، من الأم والعروس إلى الموت المجسد في صورة القمر، ويصبح تعليقها على الأحداث بمثابة مونولوغ استكشافي يبحث عن أدلة للإدانة والدفاع على حد سواء. تدور فكرة المسرحية حول سطوة العادات والتقاليد العتيقة على المجتمع وتحولها إلى قوانين تتحكم في مصائر البشر، من خلال صراع دموي بين عائلتين، يذكرنا بصراع شهير عند شكسبير، بعد أن هربت العروس يوم زفافها لأنها تحب رجلًا آخر.

العرض الثاني، هو "هيليناس Helenas"، ويستلهم أسطورة هيلين طروادة إلى جانب مواد وثائقية ليقترب من حيوات العديد من الـ هيلينات اللواتي تعرضن للوصم من مجتمع أبوي، على مدار تاريخ البشر الممتد، وذلك من خلال استقصاء السؤال المحوري حول الأسطورة، هل تتحمل الهيلينات مسؤولية حروب طروادة؟ ليقدم قراءة معاصرة للنص الأسطوري من منظور نقدي واجتماعي يرد الاعتبار لنساء التاريخ والأسطورة. معاناة أخرى، نتابعها لزوجة ترملت في العرض الياباني "الفراشة والخيط الأحمر" من تصميم وأداء الفنانة اليابانية- البلجيكية يوري ماتسومارو، مستوحى من تجربتها الشخصية.

جذب العرض اهتمام الحضور بمن فيهم إيزابيلا بوماريتو، مديرة مشروع البرنامج الثقافي الأوروبي المصري، وساتوشي كاواكيتا من مؤسسة اليابان في القاهرة، كما قدم للجمهور المصري تجربة مغايرة لفنون الأداء اليابانية المعاصرة من خلال أسلوب البوتو، المعروف بحركاته البطيئة وأدائه التعبيري عن الظلام والفجيعة الداخلية. مستكشفًا عبر الأداء الحركي الصامت موضوعات الحب، الفقدان، والروابط الأبدية بين الأرواح، في ضوء الأساطير اليابانية ورمزية الفراشات أو الخيط الأحمر للقدر.

عرض حركي بعنوان "حدود" للمخرجة الإيطالية آنا دورا دورنو ومشاركة خمس مصريات، يمثل تجربة تعاون مصري- إيطالية مدعومة من الاتحاد الأوروبي واتحاد المعاهد الثقافية يونيك والمعهد الثقافي الإيطالي في القاهرة. وهو نتاج ورشة عمل مشتركة امتدت خمسة أيام. ومن لبنان، نتابع في عرض "جوجينج" للفنانة حنان الحاج علي، دراما تجمع بين التجربة الشخصية والبعد الجماعي، إذ تمارس حنان في الخمسينات من عمرها رياضة الجري يوميًا لمواجهة هشاشة العظام والسمنة والاكتئاب، سرعان ما يتحول الركض إلى استعارة عن مواجهة الضغوط الاجتماعية، ليصبح وسيلة لاستعادة التوازن بين الجسد والحياة، حتى في عزلتها على الخشبة.

لا تقوم فلسفة المهرجان على التنافس – حتى الآن- وكونه مهرجانًا نوعيًا، فهو يهتم بالعروض النسوية أو التي تهتم بقضايا النساء، سواء أكان صانعها رجلاً أم امرأة. من أبرز الأمثلة على ذلك العرض الفلسطيني "فاطمة الهواري: لا تصالح" للمخرج غنام غنام، ويروي قصة فاطمة (1930–2012)، ضحية القصف في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1948، حين ادعت إسرائيل أن طائرة عربية مجهولة شنت غارة انتقامية على بلدة ترشيحا، وفي ظل هذا الإنكار لم تُقدّم أي معونة طبية أو صحية. بعد 47 عامًا، يحضر الطيار ذاته إلى بيت فاطمة بصحبة كاميرات (CNN) ليعترف بجريمته، حينها تقف الضحية في مواجهة القاتل، في سردية تمزج بين الحقيقة الفلسطينية وبين المرجعيات المزيفة للاحتلال، بما يلقي بظلاله على الممارسات المتصاعدة الراهنة للعدوان في غزة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ضفة ثالثة" – 5 تشرين الأول 2025

******************************************

بيلا تشاو: غناء إيطاليا ضد الفاشية والنازية

مروة صلاح متولي

لكل شعب من الشعوب أغنياته الخالدة التي أنشدها في لحظات المقاومة والنهوض والتحدي، هذه الأغنيات ليست مجرد ألحان تعزف وكلمات تغنى، وإنما هي صرخة الحرية والكرامة، والصياغة الفنية لآلام ومعاناة الشعب، ووسيلة التعبير عن الحلم الجمعي، ومساحة من الحرية يختلقها الخيال وسط القمع والقهر، إلى أن يتحول هذا الخيال إلى حقيقة. وفي ذاكرة الشعب الإيطالي تحمل أغنية «بيلا تشاو» مكانة استثنائية، كرمز من رموز الوطنية والنضال، وبعيدا عن الحقبة التاريخية والخلفيات السياسية والتوجهات الحزبية والاجتماعية التي ارتبطت بها هذه الأغنية، هي اليوم أغنية للإيطاليين جميعاً، وبعد أن كانت رمزاً للانقسام الذي عاشته إيطاليا تحت ويلات الحرب العالمية الثانية بين الشيوعية والفاشية والنازية، صارت رمزاً للوحدة، تروي وتعرف بحكاية إيطالية خالصة تتقاطع مع العديد من حكايات الكفاح والنضال لدى الشعوب الأخرى.

«بيلا تشاو» من أشهر الأغنيات الإيطالية القديمة، ويقال إنها الأغنية الأكثير ترديداً في إيطاليا بعد النشيد الوطني الإيطالي، يغنيها الإيطاليون في احتفالاتهم الوطنية ومسيراتهم الشعبية، ويتذكرون من خلالها التضحيات في سبيل تحرر الوطن وكرامة الشعب، وروح المقاومة التي لا تموت، والحرية التي لا يوجد ما هو أغلى وأثمن منها، هي جزء من الهوية الموسيقية الإيطالية المرتبطة بالنضال، تجد فيها كل جماعة صدى قضاياها الخاصة سواء كانت سياسية أو اجتماعية.

نسخة قديمة وأخرى حديثة

كانت أغنية «بيلا تشاو» موجودة قبل أن تصبح نشيداً للمقاومة أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد ظهرت النسخة الأولى أو الأقدم منها في القرن التاسع عشر، وكانت تغنى بواسطة النساء العاملات اللاتي كن يعملن قسراً في حقول الأرز، في ظروف قاسية للغاية غير عادلة وغير إنسانية، فكن ينشدن هذه الأغنية للتعبير عن معاناتهن ورفضهن للظلم الاجتماعي والاستغلال الطبقي، وهكذا حملت الأغنية منذ القدم روح نضال الطبقة العاملة من قبل ظهور النازية والفاشية. تتحدث النسخة القديمة من الأغنية وهي بلحن وإيقاع وتركيب النسخة الأحدث نفسه، عن طبيعة العمل في حقول الأرز، ذلك العمل الشاق القسري بظهور منحنية وسط جحافل من الحشرات والناموس، وتحت سطوة رب عمل متسلط غير رحيم، لكن رغم كل هذه المعاناة، تحلم الأغنية باليوم الذي يعمل فيه الجميع بحرية وبكرامة إنسانية.

أما النسخة الأحدث والأشهر والأكثر شيوعاً من الأغنية، فقد ظهرت إبان الحرب العالمية الثانية، حيث اتخذها المقاتلون المناهضون للفاشية والنازية نشيداً لهم، بعد أن أعادوا صياغة كلماتها على الإيقاع واللحن والأسلوب نفسه، بحيث تعبر الكلمات الجديدة عن المقاومة والتضحية في سبيل الحرية، وحقوق العمال أيضاً لتصبح رمزاً من رموز اليسار الشيوعي.

تغنى «بيلا تشاو» على لسان مقاوم يودع حبيبته الجميلة، وهو يلتحق بالمقاومين ليتصدى للغزاة، يعد نفسه للموت متقبلاً ذلك المصير بشجاعة وإيمان بما يقاتل من أجله، ويوصي حبيبته في حال موته كمقاوم أن تدفنه عاليا فوق الجبل تحت ظلال زهرة جميلة، ليقول كل من يمر على قبره ما أجمل تلك الزهرة، فهي زهرة المقاوم الذي مات من أجل الحرية، وكانت رايته الحمراء راية العمال.

الراية الحمراء وحقوق العمال

تمتاز الأغنية بلحنها الرشيق الرائع وإيقاعاتها اللطيفة، والاعتماد على التكرار الذي يجعلها تلتصق بالذهن وتعلق بالذاكرة، بالإضافة إلى اللمسة الشعبية التي توحي بأن هذه الموسيقى آتية من صلب الأرض وصوت الجموع. ربما يبدو للبعض أن اللحن قد يكون قريب الشبه من الألحان الروسية الفولكلورية، من حيث تكرار الكلمات والتصاعد النغمي، لكن الطابع الإيطالي هو الغالب على كل حال. تبدأ الأغنية بأنغام بطيئة هادئة ثم يتسارع الإيقاع لينطلق الغناء، وتتكرر كلمتي بيلا تشاو كثيراً طوال الأغنية، ويكون التكرار لثلاث مرات، وفي المرة الأخيرة تتكرر كلمة «تشاو» لأكثر من مرة، هذا التكرار يمثل تصاعداً يوحي بالقوة وانفجار الأمل حتى في أشد اللحظات حزناً وألماً، وقد يبدو هذا التكرار كأنه طلقات متابعة من الرصاص. تمضي الأغنية في تسلسل نغمي بسيط لكنه مؤثر، وتتراوح بين البطء والسرعة والارتفاع والانخفاض، بلحنها الجذاب وتعبيراتها الموسيقية المبهجة، رغم كلماتها الحزينة ومفردات الموت والوداع، ما جعلها أغنية رائجة حول العالم وليست مجرد نشيد شعبي إيطالي ارتبط بالمقاومة ومناهضة الفاشية وحسب، كما أنها معدة للغناء بشكل جماعي في الأساس وإن غنتها بعض الأصوات المنفردة، ومن السهل أن يشترك العامة والجموع في أدائها، بالإضافة إلى أنها لا تقدم موضوع التضحية والفداء بأسلوب مأساوي، والتفاؤل هو الطابع الغالب عليها حتى بعد الموت، إيماناً بالقيمة الأهم وهي الحرية، والراية الحمراء التي تشير إلى حقوق العمال.

ارتبطت هذه الأغنية ارتباطاً وثيقاً بالحركات الشيوعية واليسارية والعمالية داخل إيطاليا وخارجها، وتعد نشيداً يسارياً بامتياز، وتتجلى فيها الأفكار الشيوعية وربما بعض التأثيرات الروسية أيضاً. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية صارت الأغنية تغنى في المسيرات النقابية، والتجمعات والاحتفالات العمالية، وكما تتغنى الأغنية بالراية الحمراء في المقطع الأخير منها، تُرفع الراية الحمراء أيضاً أثناء غنائها في بعض التجمعات، كرمز لدماء المقاتلين والعمال الذين ضحوا من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية، بينما تتردد أنغام ذلك النشيد الشيوعي الذي يمجد المقاومة وينتصر للكرامة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"القدس العربي" – 21 تشرين الأول 2025

**************************************

ألبرتو مانغويل متأملاً استعارات القراءة

ما الدور الحقيقي للقارئ في صنع العالم الذي يحيط به؟ وكيف يمكن لرحلة بين صفحات الكتاب أن تتحول إلى رحلة داخل الذات؟ في كتابه الجديد "المسافر والبرج العاجي ودودة الكتب: القارئ بوصفه استعارة"، يقدّم الروائي والكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل تصوّراً متكاملاً لهذا الدور، في محاولة لفهم القراءة بوصفها تجربة تتجاوز مجرّد تلقي المعلومات.

يضمّ الكتاب الصادر بطبعة عربية عن منشورات كابصا في تونس، بترجمة خالد الجبيلي، رؤية معمّقة حول العلاقة بين الإنسان والمعرفة منذ العصور القديمة وحتى العصر الحديث، ويستعرض مسارات القراءة المختلفة من منظور فلسفي وأدبي، مسلطاً الضوء على استعارات القارئ.

من إدراك العالم إلى اختراعه

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول رئيسية، يقدّم في الفصل الأول القراءة بوصفها إدراكاً للعالم. يناقش مانغويل مفهوم "كتاب العالم" الذي يربط بين النصوص الأدبية والخرائط والعلوم الطبيعية والفنون، معتبراً أن كل تجربة معرفية تشكّل جزءاً من رحلة القارئ في عالم النصوص. كذلك يتطرق إلى كيفية تصفّح القرّاء للفضاءات الرقمية، وما يتيحه الإنترنت من تجربة قراءة تتجاوز حدود الورق، لكنه يحذر من الانغماس السطحي الذي قد يُبعد القارئ عن الحياة الحقيقية ويحوّله إلى مجرد متلقٍّ سلبي للمعلومة. الفصل الثاني يتناول القارئ في البرج العاجي، وهو استعارة للاغتراب عن العالم والمجتمع. هنا يصبح القارئ منغمساً في النصوص، لكنه منفصل عن الحياة الواقعية، كما يعكس هذا الفصل تطور الاستعارات التاريخية بدءاً من سفر نشيد الأنشاد وصولاً إلى أيقونات العصور الوسطى. ويشرح مانغويل كيف تحولت هذه الاستعارات عبر الزمن، لتشكل نموذجاً للقارئ الذي قد ينزوي عن المشاركة الاجتماعية، محتجزًا في عالمه الأدبي الخاص. أما الفصل الثالث، فيعرّف القارئ بوصفه مخترع العالم، حيث يتحول إلى مخلوق يصنع العالم من النصوص ويعيد خلق المعنى من خلال القراءة العميقة والمشاركة الفكرية. ويسلط الضوء على كيفية تطور القراءة عبر العصور بدءاً من النصوص السومرية وملحمة جلجامش، مروراً بالنصوص الكنسية، وصولاً إلى أعمال دانتي في الكوميديا الإلهية. يؤكد مانغويل (77 عاماً) من خلال كتابه الجديد أن العالم شبكة من التأويلات والقصص التي تشكّل وعينا وهويتنا، مشيراً إلى أن اللغة وحدها لا تكفي لنقل التجربة، ما يجعل الاستعارة أداة أساسية لفهم المعاني وإثراء النصوص، ويستعرض أيضاً تطور الاستعارات ودورها في تشكيل فهم المجتمعات للعالم من العصور الوسطى حتى العصر الحديث، مع تقديم أمثلة بصرية من المخطوطات واللوحات، لتوضيح كيف ارتبطت النصوص المقدّسة بالتصوير الرمزي ونقل المعاني عبر الأجيال والثقافات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 27 أيلول 2025

*************************************************

الصفحة الخامسة عشر

أخبار ثقافية

- من مدينة الناصرية، فاز الكاتبان المسرحيان علي عبد النبي الزيدي وعمار سيف بالمركز الثالث في مهرجان ايام القاهرة الدولي للمونودراما التي اقيمت مؤخراً.

- صدرت مؤخراً الكتب الآتية:

* قصة الطفل في العراق/ النشأة والتطور/ تأليف د. طاهرة داخل ظاهر. ط2/ اصدار دار الشؤون الثقافية- بغداد.

* اكره اللامبالين/ تأليف انطونيو غرامشي، ترجمة مينا شحاتة. اصدار: تكوين.

* غواية الابواب/ قصص علي لفتة سعيد. اصدار: دار الجندي المصرية.

* سيرة موجزة للألم، الحب. الموت. الجنون. تأليف حميد المختار، اصدار: دار سطور- بغداد.

* غراب يشحذ حفنة وقت/ شعر سهيل نجم، اصدار: خطوط وظلال- بيروت.

*************************************

قامات مصطفى جمال الدين .. الشاعر الفقيه بغدادُ ! مــا اشتبكتْ عليكِ الأعصرُ ... إلّا ذوتْ ووريقُ عمــرِكِ أخضـرُ

د. سعيد عدنان 

1

قَلّ أن يلتقي الفقهُ بالشعر من دون أن يجورَ عليه ، أو يطفئَ توقّدَه؛  لكنّهما عندما التقيا عند السّيّد مصطفى جمال الدين ( 1927 – 1996 ) تكاملا وتآزرا! ذلك أنّه أحسن التأليفَ بينهما، وأقام كلًّا منهما على ما ينبغي له . 

نشأ مصطفى بنُ جعفر جمال الدين في قريةٍ من قُرى سوق الشيوخ ، في بيت جدّه السّيّد عناية الله جمال الدين. وقد كان بيتُ جدّه مثابةً لأهل القرية؛ يقصدونه في شؤون دينهم ودنياهم، ويجدون عنده سعةً في ما ينوبهم . وإذ بلغ سنّ الدراسة أُلحِقَ بمدرسةٍ ابتدائيّة؛ يتعلّمُ القراءةَ والكتابة؛ حتّى إذا أتمّ السنةَ الرابعةَ منها؛ صار رأيُ الأُسرة أن يُصرفَ عنها، ويُبعثَ إلى النجف ؛  ليسلكَ مسلكَ الدراسةِ الدينيّة على نهجه آبائه.

وفي النجف ومدرستها الشاخصة عرَف طريقَ الأدب، وطريقَ الفقه، وحرَص على أن يسير فيهما معًا ، وأن يجعلَ منهما إلفينِ لا يُنكر أحدُهما الآخر. وقد كانت النجفُ في تلك السنوات من النصف الأوّل من القرن العشرين في ذروةٍ من ذرى مجدِها في الفقه والشعر، وما يتّصل بهما، وكان الناشئُ من أبنائها، ومن الدارسين فيها، لا يفتأ يملأ سمعَه وبصرَه بحلقات  الفقه، ومجالس الشعر، وبمناحي إدارةِ الكلام على شتى وجوهه، من تصريح وتعريض، وإلماحٍ وإخفاء؛ فيصفو ذوقُه، ويتهذّب طبعُه، ويستحكم ذهنُه، ويستقيم لسانُه على العربيّة الجزلةِ  الفصيحة؛ ويترشّح لما هو ميسّرٌ له من فقه أو أدب، أو أن يُقدّرَ له الجمعُ بينهما .

وقد أُتيح للفتى الناشئ أن تتصلَ أسبابُه بأسباب هذه البيئة، وأن يكونَ في الصميم منها؛ فيأخذَ عن شيوخ الفقه، وعن شيوخ الأدب، وأن يتفقّه بفقههم، ويتأدّبَ بأدبهم. وإذ يستعيدُ ، من بعدُ،  سنواتِ النشأة، تلك ، فإنّه يذكر بمحبّةٍ وثناء الشيخَ عليّ زين الدين، وأخاه الشيخَ محمّد أمين زين الدين، والشيخَ سلمان الخاقانيّ، ويذكر آخرين من وجوه المدينة في الفقه والشعر.

غير أنّه على إكباره نهجَ المدينة في الفقه والشعر؛ نازعته نفسُه نحوَ الجديدِ المفارق، بنحوٍ ما، لما عليه الشيوخ في تقاليدهم؛ وقد وَجَد من أقرانه، في السنّ والدراسة، من ينزعُ منزعَه ، ويقصد مقصده؛ فائتلفوا في جماعة أدبيّة اتّخذت لها عنوان: "الأدب اليقظ"، وهم مصطفى جمال الدين، ومحمّد بحر العلوم، وصالح الظالميّ، ومحمّد حسين فضل الله، وضياء الخاقانيّ، وحسين بحر العلوم، وجميل حيدر، ومحمّد الهجريّ، وجعلوا يلتقون، وينظمون الشعر في أغراض متّصلة بهم، ويسعون إلى زحزحة السائد المألوف بما لديهم من جديد .

أمّا في الفقه فقد انحاز إلى الفقيه المجدّد محمّد رضا المظفّر، وأخذ عنه،  ورأى في نهجه خُطّةَ الإصلاح المرتجاة. وحين أنشِئت كليّةُ الفقه، في سنة 1958، التحق بها، وتخرّج في سنة 1962، ولنباهته، واستقامة تحصيله عُيّن معيدًا فيها؛ فبدأ منحى آخرُ في حياته، لا يقلّ عن الفقه والشعر، هو المنحى الجامعيّ، كان له أن يتّسع مداه ، وأن يتمّ، من بعدُ، في رسالتين؛ الأولى: "القياس حقيقته وحُجيّته"، نال بها الماجستير من كلّيّة الآداب بجامعة بغداد، والثانية:

"البحث النحوي عند الأصوليين"، نال بها الدكتوراه من الكلّيّة نفسها . وكلتا الرسالتين مكينةٌ في بابها، أصيلةٌ في منحاها. وحين أُوكل إليه تدريسُ مادّةِ "العَروض" في كلّيّة الفقه وضع فيها كتابًا بعنوان: "الإيقاع في الشعر العربيّ من البيت إلى التفعيلة"؛ ما يزال موردَ الدارسين؛ يجدون فيه أصالةَ الرأي، وسلاسة المعالجة ، مع أمثلة من رفيع الشعر .

وآلت إليه، مع عمله في كلّيّة الفقه، رئاسةُ جمعيّة الرابطةِ الأدبيّة؛ فأحسنَ القيام عليها، وجدّد عهدها، وأصدر " مجلة الرابطة" ، مع هيئة تحرير ، هم وجوه الأدب في النجف يومئذٍ؛ حتّى إذا أخذت البلادُ تضيق بأهلها، وشرعت النُذُرُ تترى؛ غادر في سنة 1980، متنقّلًا من بلد إلى آخر ، ثمّ استقرّ في دمشق.

2

كانت محافلُ الشعر في النجف مدرسةً يتخرّج فيها الناشئون؛ إذ يتعلّمون، ممّن سبقهم، مقاماتِ الشعر، ومداخلَه، وألوان التصرّف فيه،  ويقفون على الألفاظِ ومواقعِها من النظم، ويمرُنون على الإلقاء؛  متشرّبينَ، في ذلك كلّه، تقاليدَ الفنّ وأصوله؛ فإذا خرجوا، من بعدُ ، إلى ميدان الصحافة، والمنابرِ العالية خرجوا مكتملي الأداة؛ معنى ومبنى. وقد تخرّج بهذه المحافل  السيّدُ مصطفى جمال الدين، وتكاملت عناصرُ الفنّ عنده؛ فاستقام له الشعرُ في أغراضه الرفيعة. إنّ الشعرَ عنده يتّخذُ منحيين واسعين؛ منحى الشأن العامّ، ومنحى الشأن الخاصّ؛ على أنّهما مؤتلفان منسجمان لا يطغى أحدهما بالآخر؛ وهو، من بعدُ، يعرف لكلٍّ موضعَه،  ويُدرك حسنَ مداخله. ولقد كان من منحى الشأن العامّ قصيدته: "بغداد، تحيّة للمدينة الخالدة في عيدها الألفي". التي نظمها في سنة 1962 من أجل الاحتفال الذي أُقيم للمدينة، وللفيلسوف الكنديّ في تلك السنة؛  وإذ ألقاها فيه نالت من الاستحسان والحفاوة ما إنّ أصداءه ما تزال تتردّد عند الدارسين:

بغدادُ ! مــا اشتبكتْ عليكِ الأعصرُ ...

إلّا ذوتْ ووريقُ عمــرِكِ أخضـرُ

مـرّتْ بكِ الدنيـــا وصبـحُكِ مشمِــسٌ ... ودجتْ عليـكِ ووجــهُ ليلِكِ مُقمِرُ

وقســـتْ عليــكِ الحــادثـاتُ فــراعَها...

أنّ احتمــالَكِ مـــن أذاهـــــا أكــــبرُ

حتّـى إذا جُـــنّتْ سيــاطُ عـــذابِـــها... راحـتْ مواقِعُــها الكــريمَةُ تَســخَـرُ

وقد استوفى الشاعر، في القصيدة، تاريخَ بغداد  بتقلّبِ الزمان عليها بين إقبالٍ وإدبار، وشدّةٍ ورخاء؛ لكنّها، في كلّ حالاتها ظلّتْ خضِلةَ الجَنان، صليبةً على الحدثان ، لا تني تتجدّد . وقد شهِد  السامعون للقصيدة ، حين أُلقيتْ ،  بجزالةِ اللغة ، ومتانةِ السبك ، وإحكام البناء، وابتكار الصور ، وصار مطلُعها يستعاد كلّما ذُكرت بغداد ، وذُكر تاريخُها . ومدارُ الشأن العامّ عنده على العراق ، والعربِ ، وتاريخِ الإسلام ، ورجالهِ الخالدين ، وعلى القيم الرفيعة. وهو إذ يتناول أمرًا عامًّا يُدنيه من نفسه ، وينفث فيه من روحه ، ويضع عليه مِيسمَه ؛ فيكتسب ، بذلك ، رونقًا وطَراوة .

وقد يجعل من أمرٍ خاصّ مدخلًا إلى قضيّة عامّة كالذي كان في قصيدته : " أُنشودة لوليد الصحراء يقظان " ؛ إذ صوّر بها انتفاضةَ شعبان سنة 1991 ، منطلقًا من الوليد، يقظان، ابنِ بنته :

نبّئـــوني يــا مــــــــن بــرفحــاءَ بــانـــوا ... كيـف يغفو بليلـِها اليقظانُ

كيفَ هزّتْ عواصفُ الرملِ مَهدًا... ضَجِرتْ من بكائهِ الأوطــانُ

ضـاقَ فيــه حضنُ الفراتينِ ذرعًـا... فتـــلَقّتْـــه هـــــذه الـــــكُــثـبـــــانُ

فَرَشـــتْ جَمــرَهــا لـــه مُهــجُ البيــ ... دِ وجـادتْ بشوكِها الســعدانُ

وتــــولــّتْــــه بـالـرضـاعـــةِ أثــــــدا..ءُ السوافــي وهَدْهَدَتْه الرِّعانُ

ثمّ ينفُذُ منه إلى تصوير أمرِ العراقِ وأهله، وما حاق به من أذى في تلك الحوادث المتتابعة. وهو فيها على نهجه من الرّصانة والتؤدة، ومتانةِ اللغة ، وإحكام السّبك . وقد لقيتْ، حين أُنشدتْ ، وحين نُشرتْ، إقبالًا واسعًا، ورأى فيها جمهورٌ عريض تعبيرًا عمّا وقع عليه، وأوذي به. ولقد كان الشاعرُ ، بها وبغيرها من قصائده ، صوتَ الناس المظلومين!

أمّا الشأنُ الخاصّ فإنّه مكينٌ عنده لا يفتأ يلوذ به مُعربًا عن أشواق نفسه ولواعجها؛ ولقد وسَم ديوانَه الأوّل ، الذي صدر ببغداد سنة 1972 ، بما ينبئ عن مكنون النفس ، وعن نوازعها ؛ فدعاه:

"عيناكِ واللحنُ القديم" جاعلًا من

"اللحن القديم" كنايةً عن نفسه ؛ يقول :

قرّبــــي روحَــك الرقيقـــةَ منّـي... ودعيني أنسى مصارعَ فنّي

أنا يا حُلوتي شَجيّ مـــن الأنــــ ... ـــغامِ هيمــانُ لم يُمتّـــعْ بأُذْنِ

عــزفتْهُ قيثـــارةٌ لـــم تمـــازجْــــ ... ـــه هديـــرًا فعـــادَ أســـوأَ لَـحْنِ

وتناهَى إليكِ مـــن بعد عشريــ ... ـــن خليًّا مـمّــا يروقُ المُـغَنـّي

وحين كان في لندن ، سنة 1980 ، كتب: " الصحو الغائم " ، واقفًا عند اشتباك العلائق ، بالاقتراب والمباعدة :

أنتِ قطــــرُ النــدى وقلبــي وردُ ... فلمـــاذا الجفــــافُ بــي يستبــدُّ

مــــا لعينيـــكِ تومئـــان فتـخْـضر ... رُ دروبـي وتستفيـــق وتشــــدو

وإذا مـــا هَمَمــتُ سدَّ طريقَ الـ ... ـنورِ خـوفٌ وراء هدبيـك يبـدو

نبّئيني عن صحوِ عينيك ماذا ... يختبــي خـلفَه ؟ أبــرقٌ ورعـــدُ

أم غرامٌ بمُتقِني الجدفِ لم يتـ ... ــركْ مـجــالًا لســـابـحٍ يسـتـجـــدُّ

وهو مفصحٌ مبينٌ في كلا الشأنين؛ لا يضطرب بين يديه لفظ، ولا يختل نظام صورة، ولا يبعد عن القصد. وإذا كان من الشعراء من يغلو ويندفع؛ فإنّ مزيّةَ السّيّد مصطفى جمال الدين القصدُ والاعتدال ، وثبات الموقف؛ ولعلّ ذلك، عنده ، ممّا أفاده الشعرُ من الفقه ...     ***************************************

المتسابقون

عبدالامير العبادي

أَنا

يَجرُنِي الصَّمْتُ إلى وَرَقةٍ

أَكتُبُ يَوْمِيَّاتٍ صامِتَةً

تَستَفِزُّنِي رُعْبًا

إيَّاكَ أَنْ تَتْرُكَهَا

قَدْ تَتَطَايَرُ، وَتَقَعُ في يَدِ شُرْطِيٍّ

تَغَلِّفُكَ قُيودُهُ

تَغادِرُكَ الحُرِّيَّةُ الَّتي

لَن تَأْتي لِبَلَدِ الخُرافَةِ إطْلاقًا

أَنا

الأَسيرُ مُنذُ انتِصارِ كييفَ

أَحمِلُ شِعاراتِي الطَّبَقِيَّةَ

أَبْجَدِيَّتِي: لا لِلفاشِيَّةِ

أُعَلِّقُ في دارِي البَسِيطَةِ

لَوْحاتُ الموناليزا

أَو نَصبُ الحُرِّيَّةِ

مَقُولاتٌ لتشي غيفارا

أَو إِحدى لَوْحاتِ بيكاسو

يناكفني وَلَدِي:

«نُريدُ خُبْزًا ومَسرَحًا» قَالَ

«اعطِني جَوَازًا؛ أَحلِقُ فيهِ،

اشْتَرِ لي غُصْنَ زَيْتونٍ

يَحتَوِينِي في جَبَلٍ يَعصِمُني منَ الغَرَقِ»

هُم

ما زالَت أَسْرِجَةُ جِيادِهِمْ

تَتَدَلَّى بِوَهْمِ الفَخْرِ

ما زالَت رُؤاهُمُ لِلسَّيْفِ والغِمد

يَنتَظِرونَ وِلادَةَ القَعْقاعِ

أَو عنترة  العَبْسِيِّ

الخَيْلُ والبِيداءُ تُصاهِرُهُمْ

وَثاراتُهُم لِلوَحْشِيِّ وهِندَ

تَشُدُّ خُطاهُم

مَرْحَبًا بِكُم فِي الجِيلِ الأَلْفِ مِنْ آيْفونْ

«أَعطُونِي صَفِيحَةً مِنْهُ،

أَجعَلُكُمْ صَنَمِي المُؤَبَّدَ

*****************************************************

فيصل لعيبي.. هل للتشكيل قوانين؟

خنساء العيداني

القى الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي محاضرة ضمن المنهاج الثقافي لاتحاد الادباء والكتاب في البصرة، عنوانها (فيصل لعيبي.. التواشج الجيني بين قوانين الرسم الاكاديمي، وقوانين الرسم الاسلامي) قدمه فيها الدكتور عباس الجميلي.

قدم المحاضر في مستهلها تعريفات لمصطلحات المحاضرة، ومنها: التحوير او (التحريف او التغيير) في قوانين التشريح، وقد ادخل ضمن هذا المفهوم وتحوله من النحت الروماني الى برامج الفوتوشوب، وأيضا عرف مفهوم (الوضع الأمثل) الذي اعتبره (قمة التحوير) ونموذجه الأعلى منذ الحضارات الرافدينية والفرعونية وتوصلاتها المشتركة للوضع الأمثل، وانتقل الى مناقشة قوانين المنظور وافتراقها عن الرسم ببعدين.

وأعاد مفهوم (التعبير عن الروح المحلية بشروط المعاصرة) الى خطاب عصر النهضة العربية، كما أوضحه د. محمد عابد الجابري: في كتابه (نحن والتراث)، وهو مفهوم اختلف الفنانون في فهمه وتطبيقه، بين الجماعة البدائية (الرسم الانطباعي) وجماعة بغداد.

واكد الصالحي ان موضوعة التعبير عن الروح المحلية كانت مرتكزا اساسا في التوجهات الأولى في الفن التشكيلي العراقي (والرسم تحديدا) فنشات  جماعة بغداد للفن الحديث كاستجابة لهذا التوجه الفكري، وشرطه قبليا لتحقيق صفة الرسم، وليست نتاجا طبيعيا فرضته المواد المتيسرة في الطبيعة، وطبيعة ثقافة المجتمع العراقي والوضع الاجتماعي، وكان في جزء كبير منه عبر موجهات خارجية كما حدث في خطاب جماعة بغداد للفن الحديث، حيث استعير من خطاب الاشكالية الحضارية لعصر النهضة العربية.

وبعد رحيل جواد سليم، بدأت تخفت قضية (التعبير عن الروح المحلية) وعمد الستينيون الى التخلي شيئا فشيئا عن الفكرة باعتبارها شرطا قبليا لتحقق صفة الرسم، ولم تتبق الا محاولات منفردة من بعض الستينيين حيث شكلت وقتها مقترحات (حداثية) لموضوعة "التعبير عن الطابع المحلي"، مقارنة  بتجربة جواد سليم، وخارج هيمنته بشكل كبير، واهمها تجربة كاظم حيدر الذي بدأ اهم الخطوات في معرض الشهيد (1965)، الذي شكل مقترحا (حداثيا)، وقتها، لموضوعة (التعبير عن الروح المحلية)؛ فأحدث هزة في الموضوعات اكثر مما قدم من اشكال؛ فكان يتجه كثيرا الى تجريد شخوصه، بينما انتهى مقترح فائق حسن والجماعة البدائية الى اسلوب انطباعي لا علاقة له بقضية (التعبير عن الروح المحلية) سوى تصوير (المكان) المحلي في بساتين المناطق المحيطة ببغداد.

المقترح الاكاديمي

ان المقترح الاخر الذي وظف الاسلوب المدرسي الاكاديمي كحاضنة ممكنة لهذه الموضوعة اتبعه فنانون تأثروا بالفن الروسي ومنهم: محمد عارف وماهود احمد وعفيفة لعيبي وفيصل لعيبي وأخيرا وسماء الاغا؛ فقدم كل منهم مقترحاً ضمن اطار الرسم العراقي، حيث اتجهت عفيفة لعيبي لتصوير دواخل شخوصها المتمردة المتوحدة وابتعدت عن الطابع المحلي العراقي في منجزها.

وشكلت قضية التعبير عن الروح المحلية الاستراتيجية الموضوعاتية والشكلية لمنجز واسع من (الرسامين) العراقيين، ومنهم الرسام فيصل لعيبي الذي ترجم تلك الروح المحلية بنماذج من الفولكلور العراقي فشكلت موجها قرائياً للنقد اللاحق مما اعاق النقاد عن تقديم كشوفات في جوهر تجربة فيصل لعيبي.

ان المنجز الاهم الذي ينتمي للاسلوب الاكاديمي، والذي بقي وفيا لموضوعة الروح المحلية، كانت تتمثل في تجربة فيصل لعيبي الذي اتجه الى تحقيق تواشج بين قوانين الفن الاكاديمي ذي الابعاد الثلاثة، وقوانين الرسم الاسلامي ذي البعدين، واجراء تغييرات في قوانين التشريح ليلائم قوانين كلا الفنين.

نحن نتلقى الفن كشكل لذلك نقول بوجود حضور خلقه فيصل لعيبي بين قوانين الرسمين الاسلامي والاكاديمي عبر: الوضع الامثل (تحوير قوانين التشريح)، وبدائل قوانين المنظور، مما يعني ان محاولة فيصل لعيبي كانت في اجراء عدة تغييرات في الرسم الاكاديمي من خلال استخدام منظومة من  الأليات التقنية البديلة عن قوانين المنظور الاكاديمي ويسميها آل سعيد: المنظور التكراري والمنظور البعدي، وايضا استغلال التلاعب بدرجات اللون، وبالاحجام من اجل ابراز العمق. كما اوجد حلولاً اضافية اخرى للمشاكل المعقدة التي وجد نفسه داخلها ومنها: ان يخلق فضاءً غامضاً ومضغوطاً بقصدية، وكان يحاول تركيب اسلوب منظوري وهمي متعدد الزوايا اطلق عليه "اتجاهات النظر" او "زوايا الالتقاط" يحدّه في ابعد نقاطه عن المشاهد جدار احادي اللون يجعل الفضاء مشابهاً لعلب السردين. والبيوت الزجاجية للاسماك.. فبدت الشخوص طافية في الهواء، وعلى ارتفاعات مختلفة تشي ببعدها عن المشاهد، بينما تحولت الارضية الى جزء اسفل من الجدار في فضاء يماثل فضاء المسرح بلا ارضية.

تبرز اهمية الوضع الامثل عندنا باعتباره (نمطا شكليا اعلى) في الرسم، وقد استعار فيصل لعيبي، من الفنون القديمة للعراقيين القدامى والفراعنة والمسلمين، ما يعرف "بالوضع الامثل" وهو وضع تتخذ فيه الموجودات الاوضاع التي تظهر اهم خصائصها الشكلية ويستوجب ذلك درجة من (التحريف) في قوانين التشريح بالنسبة لجسد الانسان، ودرجة من التحريف المنظوري بالنسبة للاشكال الجامدة الاخرى، فاتخذت الاقدام واباريق الشاي وضعا جانبيا، بينما اتخذت الصحون وضع "عين الطائر"، واتخذت الاكتاف وضعا مبتكراً جديداً فيرسم فيصل لعيبي الكتف القريبة من المشاهد بوضع جانبي، ويرسم الكتف الابعد بوضع امامي، فكانت هي الازاحة الاهم لنسق (التعبير عن الروح المحلية) الذي انتجه فيصل لعيبي فاستخدم التصوير (بعين الطفل)، وتصوير ما يشعر به او ما يريد ان يراه، وليس ما يراه فعلا، وكان يحرك زاوية النظر عدة مرات داخل اللوحة، وقد اجرى تحويرات مهمة ومبتكرة في الوضع الامثل، بهدف تطويع الاسلوب الاكاديمي ليتفاعل شكليا مع الرسم الاسلامي والرافديني القديم.."، لدرجة انه ابتكر وضعه الامثل في تشريح الجسد البشري وفي تصوير الموجودات من زاوية النظر المثلى.

********************************************

الصفحة السادسة عشر

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

• د.موفق داود حنا 150 دولارا

• سعد كاظم 50 دولارا

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

******************************************

يوميات

• ترعى رابطة المرأة العراقية ومنتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، هذا اليوم الخميس، عرضا مسرحيا للأطفال بعنوان "كهرمانة"، من تأليف وإخراج وتمثيل مهند مختار.

يبدأ العرض في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

• دعا المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، إلى حضور افتتاح معرض شخصي للفنانة التشكيلية ذكرى سرسم، تحت عنوان "حنين"، وذلك هذا اليوم الخميس. 

يُفتتح المعرض في الساعة السادسة والنصف مساء على قاعة المعهد في شارع أبي نؤاس.

*******************************************

اما بعد.. وساوس قطار العمر

منى سعيد

بلغتْ الأربعين وشاخ معها حلمها الذي طالما راودها كل ليلة. إذ تخيلته فارسا شابا وسيما يقترب منها ويرمي لها بسهام الحب.. انما يوما بعد آخر بهتت صورته وتضاءلت، حتى اختفت تماما.. أما هو فقد بلغ الخمسين وما زال مُعتَدا بأولى أمنيات الشباب، من رغبة عارمة في الاقتران بشابة شقراء ليست أقل من ملكة الجمال حسنا.. ومع حلميهما أو لنقل أوهامهما غادرهما قطار العمر، وتسربت من بين أصابعهما رمال الزمن في غفلة منهما ..

ولا ادري أن صح وصف " قطار العمر" واقترانه بفرصة الحصول على زواج ناجح أم لا؟ لكن جرت عادة التشبيه به ، ومن تخلف عنه يفوته أو يفوتها قطار العمر. وربما قبل ذلك بقليل قد يتشبثان ولو بآخر عربة منه ..

سكون بارد ووحشة مدمرة تغشى عوالم العوانس من الجنسين، بعد غرقهم في بحور من الأمنيات دون بلوغ أي شاطئ. وهكذا يسرقهما العمر ليس فقط بسبب طموحهما المبالغ به وتصوراتهما الخاطئة في اختيار شريك الحياة، بل قد تجرفهما أحيانا تيارات الحياة الصعبة وعقباتها القاسية مثل الانشغال بالعمل والركض وراء توفير لقمة العيش، أو التنقل المتواصل بين مناطق وبيئات مختلفة حتى يسقطا في وهم اشد قساوة، يجعلهما يفكران بعدم جدوى المحاولة والتجريب بعد فوات الأوان.

ولعل اغلب ما تشتكي منه العوانس اليوم، هو ممارسة الرجال ضغوطا من الشك والغيرة المفرطة، بحيث انهن حتى حين تتساهل إحداهن، وتقدم رقم هاتفها على سبيل المثال لشخص تُعجب به وترغب بالتعرف عليه، فانه سرعان ما تتسرب الشكوك إليه متصور أنها فتاة سهلة، يمكن أن تتواصل مع أي شخص غيره، في مفارقة عجيبة تحتمها ظروف التواصل الاجتماعي وتجعل الجميع لا يفارقون تلفوناتهم ويتواصلون مع بعضهم من دون تردد .

قضية أكثر خطورة نشأت أخيرا بعد إقرار التعديلات على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 ، وما نص عليه بعض بنود المدونة "الجعفرية" من إجحاف وإلحاق ضرر كبير بحقوق المرأة، حرمها من الإرث و الحرية الشخصية ، بل وأمعن في أذاها عندما أطال فترة النشوز من عامين إلى سبع سنوات.

هذه القضايا وغيرها جعلت كثيرا من النساء يصرحن بعدم رغبهن بالزواج، خشية وقوعهن في تلك الفخاخ. بل واصبح بعض العوائل لا يعنيه زواج البنت كما في السابق، وصار يفضل عدم تزويجها حماية لها. وشخصيا أعرف سيدة إعلامية مثقفة، أوصت بناتها الشابات بعدم التفكير بالزواج، خصوصا ممن ينتمي للمذهب الجعفري!

أيّ تدمير أسري سنشهد، وأي فخاخ نصبت للمرأة العراقية؟ وكأن الذي تحملته من مسؤوليات ومشاكل سياسية واجتماعية في الفترات السابقة لم يكف القائمين على هذا القانون. وها هي بدلا من تكريمها، تواجه بالعقوبات لمجرد خلاف اسري بسيط! .

*************************************

افتتاح مقر للشعراء الشعبيين في قضاء الحي

الحي – بشار قفطان

تحت شعار "نعمل باليسير ولا ننسى الطموح"، افتتح أخيرا في قضاء الحي مقر لفرع "جمعية البيت العراقي" للشعر الشعبي، وسط عدد من الشعراء والمهتمين.

أدار حفل الافتتاح الشاعر همام قباني، فيما استهله عضو المكتب التنفيذي للجمعية الشاعر رحمن جمعة شلاش، بكلمة ذكّر فيها بالتاريخ النضالي للشعراء الشعبيين في مدينة الحي.

وقال: "سنعمل جاهدين على استقطاب جميع الشعراء، خصوصا الشباب لاكتشاف طاقاتهم الكامنة".

بعد ذلك ألقى القاص محسن ناصر الكناني، كلمة حيّا فيها الجهود التي بُذلت في افتتاح المقر. أعقبه الفنان قاسم بخيت بكلمة شدد فيها على اهمية دعم السلطات الانشطة الادبية والفنية، وعلى ضرورة كشف الطاقات الشعرية المبدعة بين الشباب.

وكانت للباحث غالي حميدي العسكر، كلمة تناول فيها دور المثقف في التصدي للأنظمة الفاسدة. وتحدث عن تاريخ مدينة الحي.

وفي سياق الحفل، قرأ عدد من الشعراء الحاضرين قصائد، وهم كل من ابو طيبة الكناني، رضا الحياوي، مروان العقابي وحازم اللامي.

وتلقى المحتفلون برقيات تهنئة من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الحي ومنظمة الحزب الديمقراطي الكردستاني.

********************************************

{الكابوشين} في كربلاء

 كربلاء – سلام القريني

عُرضت أخيرا على مسرح دائرة النشاط المدرسي في كربلاء، مسرحية من فصل واحد عنوانها "الكابوشين"، وذلك تزامنا مع ذكرى رحيل الكاتب الساخر لؤي زهرة.

المسرحية التي عُرضت بالتعاون مع "مركز باهرون" للثقافة والفنون، من تأليف الكاتب الراحل سعد هدابي وسينوغرافيا وإخراج إبراهيم الشذر، وتمثيل قحطان الأمير وابريال رضا وإبراهيم الطيار وعلي المطيري وسعد حسين، وإدارة "مدير مركز باهرون" محسن عكظ. 

وعن عنوان المسرحية، قال المخرج الشذر لـ"طريق الشعب"، ان "الكابوشين قرد من سعادين العالم الجديد، من أسرة السيبيدات. وهي مجموعات اكتشفت لأول مرة في القرن الخامس عشر عندما زار مكتشفون اوربيون العالم الجديد. حيث تتواجد في أمريكا الوسطى وامريكا الجنوبية"، مبينا أن "هذا القرد يمتاز بذكاء عالٍ. حيث ابتكر مطرقة وسندانا لتكسير الجوز".

وأدى الممثلون أدوارهم باتقان. إذ تمكنوا من اسقاط النص على واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العراق، وعلى تداعيات التداخل بين الدين والسياسة. فيما أضافت الموسيقى والديكور بعدا جماليا لشد المشاهد. حيث أدى الفنان قحطان الأمير بصوته، غناء للفنان الراحل داخل حسن.

ورأى عدد من المشاهدين أن هذا العرض المسرحي دلل على ان كربلاء لا تزال قادرة على إحياء المسرح، لا سيما انها كانت تضم واحدة من أعرق الفرق المسرحية في البلاد، والتي قدمت أسماء مهمة أمثال حازم كمال الدين وبدري حسون فريد وليلى محمد وعلي الشيباني ونعمة أبو سبع وغيرهم.

*******************************************

على هامش مهرجان {طريق الشعب}.. خضر عبد الرحيم يوقّع {حتى مصرع الفجر}

بغداد – عامر عبود الشيخ علي

نظمت خيمة اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، في سياق مشاركتها في مهرجان "طريق الشعب" العاشر، جلسة احتفاء بالكاتب خضر عبد الرحيم وكتابه الموسوم "حتى مصرع الفجر – سيرة سجين سياسي".

الجلسة التي حضرها جمع كبير من زائري المهرجان، تحدث فيها عبد الرحيم عن كتابه، مبينا أنه من أدب السيرة الذاتية، ويلقي الضوء على تجربة مريرة عاشها في سجون النظام القمعي، وعلى ما تعرّض له المعارضون، لا سيما الشيوعيون، من قساوة وحشية وتعذيب داخل الزنازين المظلمة.

وأشار إلى أن الكتاب يُعد وثيقة تاريخية لإدانة حقبة دموية للنظام البعثي الفاشي، وانه يصف فيه حالات رفاقه الذين كانوا معه في الزنازين.

وفي الختام، وقّع عبد الرحيم نسخا من كتابه ووزعها على الراغبين في اقتنائها. 

*****************************************

قف.. يضحكون.. على أنفسهم

عبد المنعم الأعسم

 

يقولون إن كل شيء هادئ على جبهات التماس، والأمور تحت السيطرة، وأن كل ما يقال عن وجود صراع شرس بين الأذرع السياسية لمنظومة الفساد والسلاح والفشل (يقولون) ليس صحيحًا، وما يُنشر عن تراشق خفي بالاتهامات بين حيتان المرحلة (يقولون أيضًا) هي مناقشات أخوية بين أهل البيت، فيما نتابع كيف صار خصوم الأمس سمنًا على عسل، وحلفاء البارحة طلّقوا بعضهم بالثلاث، وكثيرًا من الماء جرى، ويجري، على هامش السباق إلى السلطة.. ماء الثقة، وماء الوجه. أما الشعارات والبرامج والوعود القديمة فقد تخلى عنها أصحابها وصاروا أخف من الريشة، ومن زاوية يبدو أن المشهد استقر، فيما بينهم، على تصفيات حساب مبكرة: تلوي يدي هنا، ألوي يدك هناك. تتمدد في ساحتي بالجنوب أقضم من ساحتك بالشمال، وحتى الآن، تجري فصول لعبة "كسر العظم" في الكواليس، وكأنها تجري بين أشباح، أو بين لاعبي سيرك مقنّعين، ما يصلح مادة لمسرح اللامعقول: يضحكون والنار في ثيابهم، وكفّت أن تنير طريقهم إلى الإفلات من المصيبة القادمة. مثل حال فريد الأطرش، في أحد الأفلام المصرية، كان يغني "الحياة حلوة" وهو يبكي.

*قالوا:

"عندما أريد أن أحقق الفوز الأكيد لفريق ما فإنني أبحث عن لاعبين يكرهون الهزيمة "

روبرتو كارلوس - مدرب إنتر ميلان

*******************************************

اختتام معرض الكتاب الدولي في الموصل

متابعة – طريق الشعب

اختتم السبت الماضي في جامعة الموصل معرض الكتاب الدولي الذي نظمته جمعية الناشرين والكتبيين في العراق بالاشتراك مع "مؤسسة المدى" والمكتبة المركزية في الجامعة، وبدعم من منظمة اليونسكو.

وشاركت في المعرض الذي استمر أسبوعا، 70 دار نشر من العراق ودول عربية. فيما تضمنت فعالياته جلسات حوارية ثقافية وفكرية ساهم فيها 15 أديبا وأديبة، بينهم الشاعر كاظم الحجاج والروائي المغترب سنان انطوان والكاتب الكويتي سعود السنعوسي.

في حديث صحفي، قال مدير المعرض إيهاب القيسي، أن هذا المعرض هو الأول من نوعه داخل جامعة الموصل من ناحية الحجم، وانهم يطمحون إلى تنظيمه سنويا، مبينا أن كل يوم من أيام المعرض شهد ثماني فعاليات.

من جانبه، قال مدير "دار سطور" للنشر في بغداد، ستار محسن، أن المعرض شكل بادرة إيجابية للمشهد الثقافي الموصلي، وأن عددا من أكشاك شارع المتنبي انتقل إليه.

في السياق، قال الكاتب حسين سعدون، أنه شارك في المعرض بجلسة حوارية عن القراءة كأداة للتغيير والتنوير، مشيرا إلى أن الأجواء كانت جميلة وانه من الضروري تكرار مثل هذه الفعاليات في الجامعات.

ورأى أن "المعرض أتاح لطلبة الجامعة الاطلاع على مكتبات لا تتوافر عادة إلا في شارع المتنبي. إذ ان مكتبات الجامعات لا تستطيع تغطية جميع المصادر التي يحتاجها الطلبة، لذا فإن المعارض تأتي مكملة للجهد الأكاديمي".

وشهد المعرض طيلة أيامه توافد أعداد كبيرة من المثقفين والأكاديميين والطلبة فضلا عن العائلات.

**********************************************

ورشة حول خطورة زواج القاصرات

بغداد – طريق الشعب

نظم ديوان التأمين العراقي، أحد تشكيلات وزارة المالية، أخيرا، ورشة حول خطورة الزواج المبكر وزواج القاصرات.

وتحدثت في الورشة رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل أوديشو، عن الجوانب الاجتماعية لظاهرة الزواج المبكر، مشيرةً إلى أن أبرز الأسباب التي تدفع إلى هذا الزواج هي العادات والتقاليد والفقر وانخفاض مستوى التعليم، فضلاً عن الأزمات والنزاعات العامة.

وبيّنت أن لهذه الظاهرة آثاراً خطيرة على الفتيات، تشمل المضاعفات الصحية والنفسية وضعف المستوى التعليمي والاجتماعي، فضلاً عن ارتفاع معدلات الطلاق.

وشددت أوديشو على أهمية الإطار القانوني والحقوقي في الحد من هذه الظاهرة، منوّهة إلى ضرورة الالتزام بالاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، لا سيما اتفاقية حقوق الطفل.