اخر الاخبار

الصفحة الأولى

رفع شعار {وعي وتغيير} وجسّدها بالفعاليات النوعية مهرجان {طريق الشعب} العاشر فتح نوافذ أمل لعراق المواطنة والعدالة

بغداد _ بسام عبد الرزاق

على مدى يومي الجمعة والسبت الماضيين، احتضنت حدائق ابي نؤاس، فعاليات مهرجان "طريق الشعب" بموسمه العاشر، والذي يمثل الحدث الصحفي الأبرز في العراق، من حيث تنوع الفعاليات وأهميتها، فضلا عما يعكسه من عمق في العلاقة بين الصحافة الحرة والمجتمع، والتي اسستها وارستها صحافة الحزب على مدى تسعة عقود.

قص شريط المهرجان

صبيحة الجمعة، 31 تشرين الأول، وقرب نصب شهريار وشهرزاد، افتتح رئيس تحرير جريدة "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري فعاليات المهرجان، بإلقاء كلمة في المناسبة، بعدها قام سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، بقص شريط المهرجان ايذاناً بانطلاق فعاليات الموسم العاشر.

وكانت الاجواء أكثر من مثالية: طقساً وحضوراً. فيما ملأت الفعاليات المنسقة المكان. وفي كل زاوية نشاط وحديث ولقاء يتجدد، على مدار الساعة. كان الجمهور يتجول في فضاء المهرجان قبل انطلاق فعاليات الندوات في الخيمة الكبرى.

الندوة الأولى

انطلقت الندوة الأولى، المعنونة: "الانتخابات البرلمانية.. احدى وسائل التغيير"، وتحدث فيها كل من استاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الجبار أحمد، والكاتب والصحفي فلاح المشعل، وعضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق بهجت الجنابي، فيما أدار الندوة الرفيق ايوب عبد الحسين. وشهدت الندوة مداخلات مهمة تزامنا مع قرب اجراء الانتخابات البرلمانية بدورتها السادسة.

الندوة الثانية

في منتصف النهار، انطلقت فعاليات الندوة الثانية، وخصصت لشخصية المهرجان، حيث اختارت اللجنة التحضيرية الراحل الدكتور فالح عبد الجبار شخصية الموسم العاشر، وحاضر فيها كل من: د. لاهاي عبد الحسين، ود. جاسم الحلفي، ود. سعد سلوم، والكاتب والروائي زهير الجزائري، فيما ادار الندوة، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي فاروق فياض.

في الندوة، تحدثت د. لاهاي عن أطروحات د. فالح عبد الجبار في الدولة والمجتمع، وركزت على منهجه في تحليل البنية الاجتماعية والسياسية العراقية، ورؤيته للعلاقة بين الدين والدولة، والسلطة والمجتمع المدني. واشرت أبرز محاور مشروعه النظري الذي حاول من خلاله قراءة التحولات التاريخية والفكرية في العراق من منظور سيسيولوجي يستند إلى الماركسية النقدية. كما قارنت بين بعض أفكاره ومقولات مفكرين آخرين مثل علي الوردي.

فيما قارن د. سعد سلوم بين الوردي وعبد الجبار من زاوية تطور الفكر الاجتماعي العراقي، حيث ركز الأول على المجتمع فيما ركز الثاني على الدولة.

وقدم الكاتب زهير الجزائري شهادة إنسانية عن فالح عبد الجبار، استعرض فيها محطات حياته الكفاحية والعملية والفكرية، منذ بداياته في العمل السياسي والتنظيمي، مروراً بتجربته في المنفى، وتحدث عن فالح بوصفه مثقفاً جمع بين العمل الميداني والبحث الأكاديمي، وبين الالتزام السياسي والنزعة المعرفية النقدية.

بدوره، قال د. جاسم الحلفي، عن الراحل عبد الجبار، انه "كان يعلّمنا أن المثقف لا يقف على التل بل ينزل إلى الميدان، كان يزرع فينا منهج التفكير النقدي وربط المعرفة بالفعل. شارك معنا في ساحة التحرير عام 2016 مؤمناً بأن الفكر لا يكتمل إلا بالفعل، وكرّس دراسته الأخيرة لتحليل حركة الاحتجاج بوصفها تحوّلاً في الوعي الوطني، مؤمناً بأن المعرفة فعل مقاومة، وأن الفكر حين يتصل بالناس يصبح طاقة للتغيير".

انشطة متنوعة ومشاركة شبابية

بعد ذلك، استمرت أنشطة المسرح الصغير بتقديم الفعاليات النوعية، حيث تنوعت الفقرات. وقدّم الفنان امير النهر عزف صولو على آلة العود، وقراءات شعرية للشعراء: علاء حميد، تبارك عسكر، سجاد حسين، محمد لاكوط، فضلا عن تقديم مسرحية "طريق الشعب" للمخرج والممثل محمد علي، فيما شاركت فرقة الصويرة الموسيقية في تقديم عدد من الاغنيات ادتها الشابة حنين عامر، اضافة الى تقديم فعالية نوعية لفرقة الرقص "الجوبي" حظيت بتفاعل كبير من الجمهور.

الندوة الثالثة

الندوة الثالثة والأخيرة ضمن فعاليات اليوم الأول، كانت بعنوان: "الصحافة الرقمية.. وتقنيات الذكاء الاصطناعي"، حاضر فيها كل من: د. ارادة الجبوري، ود. صفد الساموك، والصحفي علي شغاتي، فيما ادارتها عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيقة دينا الطائي.

تناولت الندوة الدور الذي يؤديه الذكاء الاصطناعي والتحديات التي تواجه العاملين في المؤسسات الصحفية، وكيف بدأت المؤسسات بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي في انتاج المواد الاعلامية وتأثير هذا الأمر على العاملين في هذا القطاع.

استذكار المواسم السابقة

بعد ختام الفعاليات في خيمة الندوات، وانتهاء فقرات المسرح الصغير، بدأت فعاليات الحفل المركزي على المسرح الكبير، والتي دشنت بتقديم كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان "منشورة في صفحة 5"، القاها رئيس تحرير جريدة "طريق الشعب"، الرفيق مفيد الجزائري، استذكر فيها انطلاقة المهرجان في عام 2013، الحدث الأول والوحيد من نوعه عراقيا وعربيا، وهو شعور يغمر الصحفيين الشيوعيين لسنين طويلة، مع كل مشاركة لجريدتنا "طريق الشعب" في مهرجانات الصحافة الشيوعية والتقدمية، في بلدان القارة الأوروبية بشكل خاص.

واضاف الجزائري، انه "تسع دورات والمسيرة تتواصل، وهذه الدورة العاشرة تشهد وتضيف المزيد، وتمثل الافق الحافل بالوعد لهذا المهرجان، الذي شقّ طريقه خلال السنوات الماضية، بدعم من الاوساط الإعلامية والثقافية والاكاديمية والمدنية، ومن جمهوره الواسع المتسع باضطراد".

ونوه الجزائري في ختام الكلمة، الى تطلع القائمين على المهرجان في السنة المقبلة، الى اقامته في عراق افضل، عراق سائر بإرادة بناته وابنائه، على طريق الأمان والاستقرار والمواطنة والعدل الاجتماعي.

بعد الكلمة، بدأت فعاليات المهرجان الشعرية والفنية، حيث قرأ الشاعران، عباس الغالبي وسمير السلمان قصائد معبرة، فيما احيت الحفل الختامي فرقة بغداد الفنية بقيادة الفنان علي حسن، فضلا عن مشاركة رائعة لفرقة ينابيع العراق برفقه الفنان علي طلال.

اجواء بغدادية ومساهمات كبيرة

صبيحة اليوم الثاني، السبت، عادت اجواء المهرجان إلى القها، والوافدون يتجولون بين اللوحات التشكيلية والمنحوتات والبازارات واكشاك الصحف والمكتبات ودور النشر ومنظمات المجتمع المدني والنقابات، فضلا عن باحة "المطعم" بحلته الجديدة، والذي قدم أكلات بغدادية شهية، وحرص القائمون عليه من الرفيقات والرفاق، على اظهاره بما يليق بالمهرجان واوقاته الطويلة.

واحتضنت خيمة الندوات، فعالية جديدة، حيث ساهم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، بالشراكة مع "طريق الشعب" بإقامة ندوة عن: "الثقافة ودورها في الارتقاء بالوعي"، تحدث فيها كل من: د. سمير الخليل، الاستاذ علي الفواز، د. فوزي الهيتي، وادارها الاستاذ حسب الله يحيى.

بعد الندوة، عادت انشطة الفضاء المفتوح، واستمرت الفعاليات الفنية المتنوعة في المسرح الثانوي، والذي احتضن مساهمات من بغداد والمحافظات.

حوار عن العراق والبديل

في الساعة الثالثة ظهراً، تحولت فعاليات المهرجان الى ندوة مركزية، حيث توقفت جميع الأنشطة الثانوية التي اتسم بها المهرجان خلال اليومين، حيث بدأت فعالية الندوة المركزية، في حوار موسع مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، اداره الاعلامي المعروف عماد الخفاجي.

تحدث الرفيق فهمي، عن جملة من الموضوعات السياسية، والتحديات التي تواجه العراق محليا واقليميا ودوليا، فضلا عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، وما افرزته التجربة السياسية خلال العقدين الماضيين من ازمات مستمرة وقائمة، وما انتجته قوى المحاصصة والطائفية في العراق، متحدثا عن البديل لانهاء هذا الوضع المتأزم.

التحرر من اغلال المحاصصة

وبعد ختام الندوة المركزية، بدأت فعاليات الحفل الختامي للمهرجان، وقدمت عضو اللجنة المركزية للحزب، الرفيقة انتصار الميالي، كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان في المناسبة "منشورة في الصفحة 5"، وجاء فيها، ان "المهرجان يجيء، وبلادنا تستعد وتهيئ لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي نريدها حقاً ان تكون شفافة وعادلة ونزيهة وتعكس ارادة المواطنين العراقيين وتطلعاتهم الى مستقبل افضل، وبلد أمن ومستقر، متحرر من قيود وأغلال نهج المحاصصة، والسلاح المنفلت، والفساد المستشري. ان الكثير في هذه الانتخابات سيعتمد على المواطن وحسن أختياره، وان يمنح صوته لمن وقف ويقف معه مطالباً ومدافعاً عن حقوقه واماله".

واضافت: "انها فرصة لفتح فضاءات جديدة للعمل السياسي والبرلماني في بلدنا، عبر التكامل والتنسيق مع مختلف الفعاليات والنشاطات الجماهيرية والمطلبية والاحتجاجية، والتوجه للعمل المثابر لتوحيد الجهود والطاقات في اصطفاف وطني وشعبي واسع، يسعى الى البديل، وفرض ارادة الشعب".

جوائز المهرجان

وبعد الكلمة، بدأ حفل توزيع جوائز المهرجان السنوية، "جائزة كامل شياع للتنوير، جائزة هادي المهدي لحرية التعبير، جائزة شمران الياسري (ابو كاطع) للعمود الصحفي"، وكانت الجوائز من نصيب محدد من الفاعلين في هذه المجالات، حيث نال ملتقى "سومريون" جائزة التنوير، والمحامي محمد جمعة حصل على جائزة حرية التعبير، والكاتب ابراهيم المشهداني نال جائزة العمود الصحفي.

بعدها قرأ الشاعر المعروف حمزة الحلفي قصيدة بالمناسبة، تفاعل معها الجمهور. وفي ختام المهرجان البهيج، قدمت فرقة "اصوات بابل" بقيادة المايسترو علي خصاف باقة من الاغنيات التراثية المعروفة.

جوائز أخرى

وفي هذا العام تم منح جوائز أخرى لابرز ثلاث مساهمين ومشاركين وفاعلين ونشطين في فعاليات المهرجان، حيث حصل عليها كل من: الرفيقة عفيفة ثابت ام دريد وصحيفة الحقيقة البغداداية وصحيفة النصير الشيوعي.

نبأ قاس وحزين

ولم يشأ مهرجان "طريق الشعب" العاشر، ان يغادر دون ان يترك اثراً من النوع الحزين على قلوب العاملين في الصحيفة ورفاقهم واصدقائهم، حيث جاءت الصدمة القاسية برحيل الرفيق العزيز جواد كاظم الطائي "ابو أوس ـ علي مالية" في مغتربه الهولندي، تزامناً مع مهرجانه الذي احبه وقدم له الكثير في السنوات السابقة، وقرأ الرفيق الدكتور صبحي الجميلي، رسالة تعزية بهذا الرحيل المفجع، كان وقعها كبيراً على الحاضرين في ختام الفعاليات.

*****************************************

الصفحة الثانية

اتفاق بغداد وأنقرة المائي خطوة إيجابية أم مسكّن مؤقت لأزمة العطش؟

بغداد – طريق الشعب

أثار توقيع الحكومة وثيقة جديدة مع نظيرتها التركية بشأن إدارة المياه المشتركة، موجة واسعة من ردود الفعل، بين من اعتبرها خطوة إيجابية لمعالجة أزمة الشح المائي، واخرين وصفوها بغير الكافية لحل جذري لأزمة العطش في البلاد.

وقال عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ثائر الجبوري، إن "الاتفاق يمثل تقدماً مهماً في مسار التعاون مع أنقرة، لكنه يحتاج إلى ضمانات فعلية وآليات تنفيذ واضحة لتأمين الحصص المائية للعراق"، مشيراً إلى أن "العراق يعاني منذ عقود من تقليص الإطلاقات المائية، ما أثر على الأمن الغذائي وزاد التصحر".

ويشمل الاتفاق تنفيذ مشاريع استراتيجية لتحسين نوعية المياه، وتطوير تقنيات الري، واستصلاح الأراضي، بتمويل عراقي من عائدات النفط المصدّر إلى الشركات التركية.

ويبقى نجاح هذا الاتفاق مرهونا بكمية المياه التي تصل فعلاً إلى الأراضي الزراعية خلال المواسم المقبلة، لا بالتصريحات الرسمية.

*****************************************

٤٢ في المائة من الشركات تقدم إفصاحاً مالياً جزئياً.. سياسيون يخفون ثرواتهم والتهرّب الضريبي وغسل الأموال يُضاعفان غموض حجمها

بغداد - طريق الشعب

في العراق، يظل حجم الثروات الحقيقية للأفراد والشركات مجهولاً إلى حد كبير، وسط غياب الشفافية المالية والرقابة على الإيرادات غير النفطية. هذا الغموض المالي يثير تساؤلات حول توزيع الثروات، ومصادرها، وأثرها على الاقتصاد الوطني والمجتمع، في بلد يمتلك موارد كبيرة، لكنه يفتقد بيانات دقيقة تكشف الصورة كاملة.

وفي هذه الجزئية أكد مختصون أن غياب السجلات المالية الدقيقة، وعدم التمكن من تتبع الأموال، يجعل من الصعب معرفة الثروات الفعلية للاثرياء، ويترك الفرصة واسعة للتقديرات والتحليلات التي غالباً ما تبقى ناقصة أو غير دقيقة.

هذا وتشير دراسات  وتقارير مختلفة إلى أن هناك أصولاً عراقية ضخمة "مفقودة" أو منقولة خارج البلاد، حيث يُقدّر أن هناك على الأقل 50 أصلاً كبيراً بالخارج لا تُعرف تفاصيلها. كما تشير التقديرات إلى أن حوالي 250 مليار دولار قد تكون "ضاعت" أو سُرّبت من موارد الدولة خلال العقدين الماضيين.

وتكشف بيانات أخرى عن ضعف مستوى الإفصاح المالي في الشركات العراقية، إذ بلغت نسبة الشفافية في التقارير السنوية لـ 30 شركة مدرجة نحو 42٪ للفترة 20132017، ما يعكس محدودية المعلومات المتاحة حول حجم الأصول والاستثمارات.

كما يُشير معامل جيني للدخل لعام 2023 إلى مستوى تفاوت ملحوظ، حيث بلغ حوالي 29.8، ما يدل على وجود فجوة في توزيع الدخل والثروات بين شرائح المجتمع المختلفة

غياب الشفافية المالية

في هذا الصدد، قال الباحث في الشأن الاقتصادي نبيل التميمي، أن هناك فئة من الأثرياء العراقيين المعروفين بأعمالهم واستثماراتهم على الأرض، مثل مستثمرين في محطات الطاقة الكهربائية في كردستان وبغداد، وأصحاب مشاريع إسكانية وشركات مقاولات، ولهم حضور اقتصادي بارز.

وأشار في حديثه مع "طريق الشعب"، إلى أنه حتى الحكومة العراقية أبدت اهتماماً بهذه الشخصيات، من خلال زيارات رسمية لواشنطن ونيويورك، لتعريف مسؤولي الدول الأجنبية برجال الأعمال والمستثمرين العراقيين البارزين.

ورغم وضوح أسماء هؤلاء المستثمرين وأعمالهم، أكد التميمي أن "حجم ثرواتهم الفعلية غير معروف بشكل دقيق"، مبيناً  أن "الدولة نفسها لا تمتلك بيانات دقيقة عن أصولهم المالية، ما يجعل من الصعب تقدير مقدار الثروات الحقيقية".

واضاف ان "السياسيين كذلك لا يكشفون عن حجم ثروتهم و مصادر أموالهم بنفس الطريقة، كونها  مرتبطة بمكاسب من المال العام، مما يزيد من تعقيد تقدير الثروات".

وأضاف التميمي أن هذا الوضع مرتبط بعدة عوامل، منها "عدم وجود شفافية مالية كافية، وصعوبة تتبع الأموال في ظل بعض ممارسات التهرب الضريبي وغسيل الأموال، والتي تعمل على إخفاء الأرقام الفعلية للأثرياء".

وأشار التميمي إلى أن المعلومات المنتشرة غالباً مستمدة من تقارير تقديرية، لكنها ليست رسمية ولا يمكن الاعتماد عليها كونها غير دقيقة، وتُستخدم لأغراض تحليلية عامة فقط او اثارة الرأي العام".

وأكد أن التعامل مع هذه البيانات يجب أن يكون بحذر، مع الاستناد إلى أسس علمية لتقديراتها، بعيداً عن الشائعات أو التداولات غير الموثوقة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وختم التميمي بالقول إن معرفة حجم الثروات الحقيقية في العراق تتطلب وجود بيانات دقيقة وشفافة من الجهات الرسمية، وهو ما لا يتوافر حالياً، ما يجعل تقديرات الثروات غير محددة ويزيد من أهمية متابعة التطورات الاقتصادية والسياسات المالية المتعلقة برجال الأعمال والمستثمرين وتطوير عمل هيئة الضرائب والنزاهة".

الإيرادات غير النفطية خارج الرقابة

من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي علي محسن أن توزيع الثروة المنقولة وغير المنقولة في العراق لا يشير إلى وجود معدلات ثراء فاحش بين الأفراد، وأن سوق العمل المحلي لا يقدم معلومات دقيقة عن الدخول والأصول.

واكد لـ"طريق الشعب"، ان "هذا بحد ذاته يثير تساؤلات حول مصادر دقة البيانات التي تنشرها الصحافة الدولية حول الأثرياء العراقيين". وأوضح محسن أن العراق يعاني مما يمكن وصفه بـ “ثقافة مالية مظلمة”، حيث تبتلع منظومة الدولة ألوان المال المختلفة، ولا تظهر سوى الأرقام الجزئية التي تتسرب إلى التداول العام. وأضاف أن التهرب الضريبي وغسيل الأموال يمثلان أحد الأسباب الرئيسة لإخفاء حجم الثروات الفعلية، لكنه أشار إلى أن المشكلة أعمق من حلقة مفقودة واحدة، وأن هناك عدة حلقات مرتبطة ببنية الاقتصاد والرقابة المالية في البلاد. وأشار محسن إلى أن "الإيرادات غير النفطية قد تكون المصدر الرئيس لجزء كبير من هذه الأموال، كونها غالباً خارج نطاق الرقابة الدولية، ومع استمرار العجز في قدرة الدولة على ضبط هذه الإيرادات، يصبح مصيرها غير معروف، ما يعزز الشكوك حول استقرارها في أي خزينة رسمية". واعتبر في السياق ذاته، أن هذا الواقع "يفسر جزئياً سبب صدور تقارير دولية تحاول تقدّير ثروات الأثرياء العراقيين، رغم نقص البيانات الرسمية". وخلص إلى أن غياب آليات الرقابة والمتابعة الفعلية في العراق يجعل من الصعب معرفة الحجم الحقيقي للثروات، ويؤكد الحاجة الماسة لتعزيز الشفافية المالية وإنشاء سجلات دقيقة للأصول والاستثمارات على مستوى الدولة.

*******************************************

بلاغ صحفي حول لقاء مشترك.. بين الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي العمالي العراقي

عقد وفدان من قيادتي الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي العمالي العراقي لقاءً مشتركًا في مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد.

ضمّ وفد قيادة الحزب الشيوعي العراقي عددًا من الرفاق أعضاء المكتب السياسي من ياسر سالم وحيدر مثنى، بالإضافة الى دكتور سوران قحطان، فيما ضمّ وفد الحزب الشيوعي العمالي العراقي كلاً من الرفاق ثائر سليم وهمام الهمام وصحبي البدري، أعضاء المكتب السياسي.

تداول الطرفان خلال اللقاء جدول أعمال شمل الأوضاع العامة في العراق، والموقف من الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، وسبل التعاون والتنسيق بين الحزبين في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والفئات الكادحة، وتعزيز التيار العلماني والمدني والتحرري في المجتمع.

وفي مستهل اللقاء، استعرض الجانبان تقييمهما للوضع السياسي الراهن، وتفاقم الأزمات المعيشية، واستمرار الفساد وانعدام العدالة الاجتماعية، وهيمنة قوى المحاصصة الطائفية والإثنية على مفاصل الدولة، مؤكدَين أن التغيير الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال بناء حركة سياسية جماهيرية واسعة تتبنى مشروع العدالة الاجتماعية والعلمانية والمساواة.

وأكّد الطرفان على ضرورة توحيد الجهود بين القوى اليسارية والديمقراطية لمواجهة التحديات الراهنة، واتفقا على جملة من النقاط المشتركة، من أبرزها:

1. النضال من اجل تحقيق الدولة المدنية، وضمان حرية التعبير والتنظيم والتظاهر، وصون الحريات السياسية والفكرية والمدنية.

2. مكافحة الفساد ونهب المال العام، ووضع حد لسياسات الإفقار وارتفاع الأسعار والضرائب غير العادلة.

3. النضال من اجل توسيع قاعدة العدالة الاجتماعية، والعمل من اجل إقرار نظام لضمان اجتماعي شامل.

4. النضال في سبيل تشريع قانون حرية العمل النقابي عادل يضمن الحقوق النقابية والحريات العمالية، ويكفل الأمن الاجتماعي والعيش الكريم للعمال.

5. النضال من اجل تطبيق قانون العمل رقم (37) لسنة 2015، وتوفير الموارد البشرية والمالية لتحقيق ذلك.

6. النضال بكل الوسائل المشروعة، الحقوقية والاجتماعية، لإلغاء قانون الأحوال الشخصية رقم (1) لسنة 2025 وانهاء العمل بكل المدونات ذات الطابع الطائفي والتمييزي المرتبطة به؛ والسعي الدائب في سبيل المساواة الكاملة بين المرأة والرجل.

وفي نهاية اللقاء اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والحوار، والسعي إلى عقد لقاءات أوسع تضم القوى اليسارية والمدنية بهدف بلورة مواقف موحدة إزاء التطورات السياسية القادمة، وبالأخص الانتخابات البرلمانية المقبلة.

*******************************************

رائد فهمي: ندين بشدة المجازر الوحشية في السودان وندعو إلى أوسع حملة تضامن مع شعبه

يدين الحزب الشيوعي العراقي بشدة المجازر الوحشية التي ترتكبها ميليشيات «الدعم السريع» بحق المدنيين في مدينتي الفاشر وبارا، وفي مناطق أخرى من دارفور وكردفان في السودان. إن ما يجري هناك ليس سوى استمرارٍ لنهج القتل الجماعي والإبادة الذي يعاني منه الشعب السوداني مع تصعيد الحرب المدمرة، في ظلّ إفلاتٍ تام من العقاب وتقصيرٍ دولي فاضح في حماية المدنيين الأبرياء.

إنّ الحزب الشيوعي العراقي يقف بثبات إلى جانب الرفاق في الحزب الشيوعي السوداني، وإلى جانب الشعب السوداني الشقيق وقواه الوطنية الديمقراطية في نضالها البطولي ضد الحرب الكارثية وجنرالاتها، وضد القوى الطفيلية التي تتنازع على السلطة والثروة وتغرق البلاد في الدماء والفقر والانقسام. هذه الحرب ليست صراعًا داخليًا فحسب، بل هي أيضًا انعكاس لتدخلات قوى إقليمية ودولية تسعى إلى تفكيك السودان وإضعافه خدمةً لمصالحها على حساب معاناة شعبه.

نطالب المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والمدافعة عن حقوق الانسان، بالتحرك الفوري لوقف هذه المجازر الوحشية، وتأمين الحماية العاجلة للمدنيين، وفتح الممرات الإنسانية، وإجراء تحقيق دولي شفاف ومستقل يضمن محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب والإبادة.

كما نعبّر عن تضامننا الكامل مع النداء الأممي الذي وجّهه الحزب الشيوعي السوداني إلى القوى التقدمية والأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم، وندعو إلى أوسع حملة تضامن شعبية وإعلامية مع الشعب السوداني من أجل إنهاء الحرب، وتحقيق العدالة والسلام، واستعادة المسار المدني الديمقراطي الذي يضمن  الذي يضمن حرية الإنسان وكرامته.

الرفيق رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

30 تشرين الأول 2025

*********************************************

تظاهرات واعتصامات في ٤ محافظات احتجاجاً على شح المياه

بغداد ـ طريق الشعب

تظاهر العشرات من مزارعي قضاء الشطرة شمال ذي قار، امس الاثنين، قرب سدة البدعة مطالبين بإيجاد حلول لشح المياه وزيادة الإطلاقات المائية من نهر دجلة، لتغذية نهر الغراف الذي يسقي الأراضي الزراعية في الشطرة. وقال مسؤول الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين نعمة، أن من بين المطالب صرف مستحقات الفلاحين عن محصول الحنطة للموسم الماضي، وشمولهم بالخطة الزراعية للموسم المقبل.

تظاهرات واعتصامات فلاحية في ٣ محافظات

فيما يواصل المئات من الفلاحين والمزارعين من محافظات النجف والديوانية والسماوة  وكربلاء، اعتصامهم وتظاهراتهم في مفرق غماس، احتجاجًا  على تضررهم جراء شح المياه، مطالبين بتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها، نتيجة عدم قدرتهم على زراعة أراضيهم.

ورفع المحتجون لافتات تطالب بضرورة وضع سياسات مائية وزراعية تلائم التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي"، مشددين على "أهمية دعم الفلاحين وتعويضهم لضمان عدم هجرتهم لاراضيهم بسبب الأزمات المتكررة".

**************************************

تعزية

الرفيق العزيز بسام الصالحي، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني

الرفاق الأعزاء في قيادة الحزب الشقيق

تلقينا بحزن وأسى عميقين نبأ الرحيل المبكر للرفيق العزيز فهمي حمدي شاهين، عضو المكتب السياسي لحزبكم الشقيق، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني.  أن رحيل الرفيق "أبو كفاح"، المناضل الوطني الباسل الذي كرّس حياته ومنذ باكورة شبابه لقضية الشعب الفلسطيني العادلة وانتصارها، ولم يتوقف عن العمل والعطاء حتى أيامه الأخيرة، خسارة كبيرة لحزبكم الشقيق والحركة الوطنية الفلسطينية.  لقد تعرّفنا على الرفيق "أبو كفاح" وخصاله الثورية وروحه الوطنية والأممية عن قرب في مجرى العمل المشترك، ولعب دورا مميزا في تعزيز أواصر الرفقة الكفاحية بين حزبينا. كما ساهم بنشاط في تعزيز العلاقات بين الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية، وفي حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني التحرري.   في هذه المناسبة الحزينة، نبعث من خلالكم بأحر التعازي ومشاعر المواساة الصادقة الى عائلة الرفيق الراحل "أبو كفاح"، والى كل رفاق دربه ومحبيه. ستبقى ذكراه العطرة حيّة في قلوبنا. 

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

31-10-2025

**********************************************

الصفحة الثالثة

الإفلات من العقاب يغذي تكرار العنف ويهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي!

بغداد – تبارك عبد المجيد

مع تصاعد المخاطر التي تواجه حرية التعبير والصحفيين، وتواصل الإفلات من العقاب عن جرائم القمع التي طالت المتظاهرين منذ تشرين الأول 2019، يواصل ناشطون ومدافعون عن حقوق الإنسان في العراق المطالبة بالعدالة والمساءلة، محذرين من أن استمرار الصمت الرسمي وعدم محاسبة المتورطين في قتل واعتداء وإخفاء عشرات الناشطين والمتظاهرين يُكرس ثقافة الإفلات من العقاب، ويضعف ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها، ويهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

تعزيز الحماية!

ودعا رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان، علي العبادي، إلى ضرورة تعزيز الحماية المهنية لوسائل الإعلام والصحفيين في جميع أنحاء العالم، ولا سيما في العراق، وتمكينهم من أداء رسالتهم النبيلة بأمان واستقلالية.

وقال العبادي لـ"طريق الشعب"، إن إسكات الصحفيين يعني إسكات صوت الحقيقة، وعندما تُكمم أفواه الإعلاميين، نفقد جميعًا أصواتنا".

وأشار إلى أن المركز ينظر بقلق بالغ إلى تزايد الأخطار التي يتعرض لها الصحفيون أثناء تأدية واجبهم المهني، سواء كانت اعتداءات لفظية أو تهديدات قانونية أو اعتداءات جسدية أو حالات اعتقال وتعذيب وحتى القتل، مؤكّدًا أن هذه الانتهاكات تمثل اعتداءً صارخا على حرية التعبير وحق المجتمع في المعرفة.

وأكد العبادي، أن مركز العراق لحقوق الإنسان يدعو السلطات العراقية وجميع الحكومات والمؤسسات الدولية إلى تبنّي سياسات وإجراءات واضحة تضمن سلامة الصحفيين ومحاسبة الجناة الذين يرتكبون الجرائم بحقهم، مشددًا على أن الإفلات من العقاب يشجع على تكرار الانتهاكات ويقوّض الثقة في العدالة وسيادة القانون.

وأضاف أن "الضحايا من الصحفيين الذين سقطوا في العراق على مدى السنوات الماضية يجسدون أسمى معاني المهنية والمصداقية، وستظل رسالتهم حاضرة في ضمير كل من يؤمن بالحرية والعدالة".

وختم العبادي بيانه بدعوة المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان إلى الوقوف صفا واحدًا للدفاع عن حرية الصحافة والمطالبة بالمساءلة، مؤكدا أن حماية الصحفيين هي حماية للحقيقة، وأن حرية الإعلام هي الركيزة الأساسية لأي مجتمع ديمقراطي حر.

غياب ثقة المواطنين

وقال الناشط علي القيسي، إن السلطات الحالية لم تظهر أي إرادة حقيقية لمحاربة الإفلات من العقاب، موضحاً أن القوانين موجودة والمحاكم تعمل، لكن هناك حماية سياسية واضحة للمتورطين في الجرائم ضد المتظاهرين والناشطين.

وأضاف أن هذا الواقع يجعل العدالة غائبة والجرائم مستمرة دون محاسبة، مؤكدًا أن أي إصلاح قضائي أو أمني يواجه عقبات سياسية كبيرة تمنع تحقيقه.

وتابع القيسي حديثه لـ"طريق الشعب"، أن الإفلات من العقاب أثر بشكل مباشر على ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها، لافتا إلى أن الناس أصبحوا يشعرون بأن النظام يحمي القتلة أكثر من حماية حقوقهم الأساسية.

وأوضح أن هذا الإحباط يقلل من المشاركة المدنية ويهدد الاستقرار الاجتماعي والسياسي على المدى الطويل، لأنه يفتح المجال أمام تكرار العنف.

وقال القيسي إن تدويل ملف ضحايا القمع أصبح ضرورة ملحة لضمان العدالة، مضيفًا أن المجتمع الدولي يمكن أن يساهم في حماية الشهود وعائلات الضحايا ومطالبة السلطات بكشف الحقيقة ومحاسبة المتورطين. وتابع أن الضغط الدولي والمجتمعي ليس تدخلاً في السيادة، بل وسيلة لضمان الحق في التعويض وإنصاف الضحايا، مؤكدًا أن كشف المسؤولين عن القتل والاختطاف واجب أخلاقي ووطني في الوقت نفسه.

حماية للمتورطين

وقال الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان سجاد علي، إن استمرار الإفلات من العقاب منذ احتجاجات تشرين 2019 يوضح أن هناك حماية سياسية متجذرة للمتورطين في القمع والقتل، مضيفًا أن كسر هذه الدائرة يتطلب إجراءات عملية وحقيقية، مثل تشكيل لجان قضائية مستقلة بإشراف دولي، وضمان الحماية الكاملة للشهود وعوائل الضحايا، ومتابعة قضائية صارمة لا تسمح لأي جهة سياسية بالتحكم في نتائج التحقيقات أو تعطيلها.

وأضاف علي لـ"طريق الشعب"، أن هناك العديد من الضحايا الذين لم يُحاسب قاتلوهم رغم وجود أدلة دامغة ووثائق مصورة، من بينهم شهداء مجزرة جسر الزيتون الذين سقطوا خلال التظاهرات السلمية، والناشط هشام الهاشمي الذي اغتيل أمام أعين الجميع، وعدد من المتظاهرين في الناصرية الذين اختفوا قسريًا ولم يُعرف مصيرهم حتى اليوم.

 وأكد أن هذه الأمثلة تثبت أن الإفلات من العقاب أصبح نهجًا وليس مجرد تقصير فردي، وأن استمرار هذا الواقع يبعث برسالة خطرة لكل من يحاول الدفاع عن حقوقه أو المطالبة بالإصلاح.

وتابع علي، أن المجتمع المدني والدول المعنية بالملف العراقي يمكن أن تتعاون لإعادة فتح التحقيقات عبر توثيق الجرائم، وتقديم الدعم القانوني واللوجستي للشهود وعوائل الضحايا، مع ضمان حماية من يتقدم للإدلاء بشهادته، مؤكدًا أن هذا التعاون الدولي ليس تدخلاً في السيادة، بل وسيلة لضمان العدالة والمساءلة، خاصة مع فشل القضاء الوطني في محاسبة المتورطين حتى بعد مرور أكثر من خمس سنوات.

وقال علي ان "الرسالة التي يود الناشطون إيصالها واضحة: لن ننسى شهداءنا ولن نتوقف عن المطالبة بالعدالة. لن نقبل أن تُحمي السياسات الجناة أو تُسكت عن الجرائم التي أزهقت أرواح الأبرياء. العدالة ليست خيارا، بل واجب وطني وأخلاقي تجاه كل شخص فقد حياته أو تعرّض للأذى أثناء الدفاع عن حقوقه وحقه في الاحتجاج السلمي."

وأضاف قائلاً: "كل يوم يمر دون محاسبة هو يوم يُكرس ثقافة الإفلات من العقاب، ويضعف ثقة المواطنين بالدولة ومؤسساتها. لذلك نحن نطالب بالتحرك العاجل، وإصدار قوانين واضحة للعدالة الانتقالية تضمن كشف الحقيقة، والتعويض للضحايا، ومحاسبة كل من تورط في قتل أو اختطاف أو قمع المتظاهرين."

****************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

حلول مشكلة المياه: جعجعة بلا طحين

حول الإجهاد المائي في دول الشرق الأوسط، ومنها العراق، كتبت نور حمّاد مقالًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ذكرت فيه أن 16 من أصل 25 دولة في المنطقة هي الأكثر معاناة من شُحّ المياه في العالم، مشيرةً إلى أن المياه المشتركة، كموردٍ طبيعيٍّ نادرٍ واستراتيجيٍّ في الوقت ذاته، تكون عرضةً للممارسات الاحتكارية والنزاعات البينية.

النزاع على حصة العراق

وذكر المقال أن حقوق المياه في الأحواض النهرية المشتركة في سوريا والعراق تُعد من أكثر القضايا الخلافية في المنطقة، فكلتا الدولتين تقعان في موقع المصب، ما يجعلهما عرضةً للتغييرات الأحادية في إمدادات المياه من الدول الواقعة عند المنبع، والتي قد تُحوِّل مجرى الأنهار لتلبية احتياجاتها المحلية.

وعلى الرغم من تراجع التوترات بين أنقرة ودمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد، وتحسُّن العلاقات بين تركيا والعراق، فإن حلّ النزاعات المائية القديمة لا يزال يتقدّم بوتيرة غير واضحة.

عدم احترام الاتفاقيات

وجاء في المقال أن تركيا وسوريا وقّعتا عام 1987 اتفاقيةً لتقسيم حقوق المياه بينهما، شملت بشكل غير مباشر العراق من خلال معاهدة سورية–عراقية لاحقة أُبرمت عام 1990، إضافةً إلى مذكرة تفاهم في عام 2009 لتعزيز التعاون الفني بين الدول الثلاث المتشاطئة. إلا أن تركيا قامت بتغيير تدفقات الأنهار وبناء السدود بما أضرّ بجيرانها من دول المصب، ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول التركي، الذي يهدف إلى توليد الطاقة الكهرومائية وريّ أكثر من مليون هكتار من الأراضي الزراعية في جنوب البلاد، ويضم أكثر من 22 سدًّا على نهري دجلة والفرات، وهما المصدران الرئيسيان للمياه في كلٍّ من سوريا والعراق.

وأضافت الكاتبة أنه نتيجةً لذلك، تراجعت حصة العراق من مياه النهرين بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة منذ عام 1975، وتفاقمت المشكلة حين قامت إيران بتحويل مجاري المياه من نهر الزاب الصغير (الذي انخفضت مستوياته بنسبة 80 في المائة بسبب سدّ “كولسا” الإيراني) ونهر ديالى، لاستخدامها في الزراعة ومياه الشرب داخل الأراضي الإيرانية.

غياب وحدة القرار

وأكدت الكاتبة على أن الخلافات الداخلية في العراق حالت دون اتخاذ إجراءات حازمة ضد هذا التجاوز على الحقوق، مشيرةً إلى أن وزارة الموارد المائية العراقية كانت مستعدةً عام 2021 لمقاضاة إيران أمام محكمة العدل الدولية بشأن سياساتها المائية، لكن القضية لم تصل إلى المحكمة على الأرجح بسبب النفوذ السياسي والاقتصادي لإيران في البلاد. كما يغيب التنسيق الفعّال بين إقليم كردستان وحكومة بغداد حول بناء السدود والتعاون المائي.

رياح التغيير المحتملة

ورغم التعقيدات، رأت الكاتبة وجود بوادر تغيير إيجابي في الأفق؛ فقد أدّى تقارب العلاقات العراقية–التركية إلى حراكٍ دبلوماسيٍّ نشطٍ حول ملف المياه، أسفر عن توقيع اتفاقٍ إطاريٍّ لتقاسم المياه عام 2024، إلا أن أنقرة لم تنفذ التزاماتها المتعلقة بحصص المياه بالكامل حتى الآن. كما اتفق العراق وسوريا في أغسطس 2025 على تعزيز التعاون المائي من خلال تشكيل فرقٍ فنيةٍ مشتركة لمراقبة مستويات المياه والمؤشرات الهيدرولوجية الأساسية، إلى جانب تنسيق المواقف المشتركة مع تركيا بشأن تقاسم الموارد المائية. غير أن فعالية هذه الإجراءات الجديدة لا تزال غير واضحة.

القانون الدولي وتقاسم الموارد المائية

وذكر المقال أن القانون الدولي ينص على توزيع حقوق المياه في الموارد المشتركة، مثل الأنهار العابرة للحدود، بشكلٍ منصفٍ ومعقولٍ بين الدول. كما ينص اتفاق الأمم المتحدة لعام 1997 بشأن استخدام المجاري المائية الدولية في الأغراض غير الملاحية على مبدأَي الاستخدام العادل والمعقول، ويلزم الدول بالتعاون وتجنّب التسبب بضررٍ جسيمٍ للدول الأخرى. غير أن هذا الاتفاق يُعد إطارًا عامًا غير مُلزِم بشكلٍ صارم، ولا تزال العراق الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي انضمت رسميًا إلى الاتفاقية، فيما تتواصل الوعود والحوارات دون أن تصل إلى حلولٍ تتناسب مع سرعة التغييرات المناخية في المنطقة.

*********************************************

أفكار من أوراق اليسار.. وتبقى هي حتفهم!

إبراهيم إسماعيل

في السابع من هذا الشهر، وقبل ما يقارب نصف قرن من الزمان، وفي وادٍ كردستانيٍّ سحيق، احتفلتُ مع رفاقي الأنصار بذكرى ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى. قلتُ لصاحبي يومها "أنا لا أميل إلى هذه التسمية، فالأصح أن نسميها ثورة العاشقين". أجابني مبتسمًا "إلامَ تبقى مسكونًا بالشعر؟" لكن الشعر هو الذي قادني للبحث عن عالم الصدق والنقاء والحرية، فاهتديتُ للإنتماء لكم. ثم إنها حقًّا، وبعيدًا عن الرومانسية، ثورةُ حفاةٍ وجياعٍ تجلّى عشقهم بما حملوه للبشرية من عدلٍ وخبزٍ وأمان، من قناديل بشارةٍ لا تخبو رغم الأعاصير، ومن سواعدَ استعانت برقّة القلب لتستنطق حجر الحكمة والنبوءات، وتنقّب في الروح الإنسانية عن عذوبة العصافير، كي تحميها من أنانية التملك ووحشية الاستغلال. ثورةُ بُسطاءَ كمخيض الفجر، وضعوا الحقَّ في الحياة هدفهم الأوّل، فدافعوا باستِماتةٍ عن السلام العالمي، وتفرّدوا في تشخيص العلاقة الجدلية بين الأممية والديمقراطية وحقّ تقرير المصير، جاعلين من هذا الحق مدخلًا وحيدًا للتعاون والوحدة الطوعية والاندماج بين الأمم، ومنفّذين فكرتهم هذه بأبهى صورةٍ عرفها التاريخ.

نعم، يا صاحبي، هؤلاء العشّاق، الحفاةُ الجياع، هم من حققوا خلال نصف قرنٍ أضخمَ نهضةٍ حضارية، تخطّوا بها التخلّف الاقتصادي والثقافي، ووفّروا منجزاتٍ غير مسبوقة في مستوى الخدمات كالتعليم والصحة والنقل والسكن والطرقات والتغذية ورعاية الأطفال والحاجات الثقافية، مع فرص عملٍ وفيرة وتوظيفٍ أوسع للنساء اللواتي ضمِمنَ مساواةً حقيقيةً مع الرجل، وأرسلوا أوّل إنسانٍ إلى الفضاء، وعضّدوا كفاح الشعوب التابعة والمستعبدة، وساهموا في تفكيك النظام الكولونيالي وتحقيق الاستقلال السياسي، مُعيقين الهيمنة الكاملة للإمبريالية على العالم، ومرغمين الوحوش الرأسمالية على التنازل عن العديد من الحقوق لصالح الشغيلة.

وإذا كانت الأشياء تُعرَف بأضدادها، فلولا القبحُ ما عُرف الحُسن، ولولا السقمُ ما عُرفت العافية – كما قال الجاحظ – فإن حجم العداء والكراهية والتشنيع الذي تعرّضت له ثورة أكتوبر على أيدي النازيين والفاشيين والكذّابين ومزوّري التاريخ ومرتكبي جرائم الإبادة الجماعية وسارقي لقمة الخبز من أفواه الأطفال ومخرّبي البيئة وأعداء التقدّم والإبداع، والحاقدين على كل من يختلف معهم في الفكر والثقافة واللون والجنس، لأقوى دليلٌ على أنها كانت ثورةً للحبّ والصفاء والعدل بين البشر. ثورةٌ ما تزال بدروسها ترشد الإنسانيةَ إلى غد الخلاص، وتُديم المشروع الثوري، وتُحفّز على تعزيز الكفاح متعدّد الأشكال، وعلى تطوير الفكرة وعصرنتها بما يتوافق مع ضرورة تعشيق النضال الطبقي مع القضايا الوطنية والديمقراطية، وتعزيز التضامن الأممي، في زمن العولمة المتوحشة وهيمنة طغمةٍ صغيرةٍ على اقتصاد العالم وثرواته ومستقبله؛ زمن الفاشية الجديدة والجوع والتمايز الطبقي الشنيع، خاصةً في هذه الأيام التي باتت فيها الشعوب تدرك أكثر من أي وقتٍ مضى أن الاشتراكية لم تعد مجرد خيارٍ اقتصادي، بل استراتيجيةً لمواجهة الرأسمالية في أشرس صورها، وللدفاع عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والسلام.

وإذا كان تسربُ وتراكمُ العديد من الأخطاء والخطايا قد أدّى إلى انهيار التجربة التي وُلدت عن ثورة العاشقين، لأسبابٍ موضوعية وذاتية، كعبادة الفرد والبيروقراطية وتغليب المركزية على الديمقراطية، والتنكر للفعل الموضوعي للقوانين الاقتصادية والاجتماعية، وغياب أية مراجعات فكرية لتطوير آليات الديمقراطية الاشتراكية – وخاصةً جوهرها المتمثل بالحرية – فإن أي قراءةٍ منصفةٍ للتاريخ تؤكد أنه لا علاقةَ وثيقة بين تلك الأسباب وبين الثورة وميقاتها ومجرياتها.

ولهذا، بقيت دروسُ الثورة مصدرَ قلقٍ مميتٍ لكلّ مستغِلّي الناس، وتجربةً يقتدي بها كلّ المكافحين للخلاص من العبودية، وعهدًا صادقًا بأن فجر الحرية والعدالة آتٍ لا ريب فيه.

*********************************************

الصفحة الرابعة

رفيقنا العزيز جواد كاظم الطائي (أبو أوس).. وداعاً

تنعى هيأة تحرير "طريق الشعب" رفيقها العزيز جواد كاظم الطائي (علي مالية - أبو اوس)، الذي رحل عن عالمنا صباح السبت الأول من تشرين الثاني 2025 عن ... عاما.

في مجرى عشرات السنين منذ ستينات القرن الماضي، انخرط أبو اوس بتفانٍ وحماس في صفوف حزبنا الشيوعي، وفي النشاط متنوع الاشكال، ضمن تنظيماته وتشكيلاته. وفي سنوات السبعين كُلفه الحزب  بالعمل في جهازه الاعلامي، ومن ثمّ كادرا إداريا في دار الرواد، حيث سعى بالتفاني ذاته لانجاز المهمات المكلف بها.

وفي أواخر العقد السابع، غداة الحملة القمعية التي اطلقها النظام الدكتاتوري ضد الحزب ومناضليه وجماهيره، لبّى أبو اوس نداء الحزب، وتوجه للالتحاق بفصائل الأنصار الشيوعيين، التي كانت تتشكل وتبني أولى قواعدها في مناطق إقليم كردستان الجبلية، لتدشن عاجلا كفاحها المسلح ضد السلطة الدموية وعصابات مرتزقتها.

وما أن نقل الحزب اصدار "طريق الشعب" الى قواعد الأنصار أوائل الثمانينات (بجانب اطلاقه بث إذاعة "صوت الشعب العراقي") حتى كان أبو اوس منغمرا في مهمة المسؤول الإداري لفصيل الاعلام وبضمنه الجريدة، فضلا عن واجبات حزبية أخرى، سياسية وعسكرية.

وبالهمة والحرص ذاتهما، نهض الرفيق أبو اوس في سنوات التسعين، حين بدأ اعلام الحزب يبث اذاعيا وينشر صحفيا من بلدة شقلاوة بمحافظة أربيل، نهض بمهمات مسؤوله الإداري وعلى أكمل وجه.

ولم يختلف الحال بعد انهيار النظام الدكتاتوري سنة 2003، حين عاد أبو اوس الى بغداد بمعية قيادة الحزب، التي استأنفت عملها منها، واستأنف هو عمله في "طريق الشعب"، التي رجعت هي أيضا الى بغداد، وكانت السبّاقة الى الصدور منها والتوزيع فيها وفي العراق بأسره.

ومنذ ذلك الحين، حتى اللحظة التي توقف فيها نبض قلبه وانطفأت حياته، أولَ شهرنا هذا، واصل أبو اوس عمله، بتفانيه ووفائه المعهودين، وإخلاصه غير المحدود، مديراً لادارة "طريق الشعب" وعضوا في هيئة تحريرها.

مجيدة بحق هي المسيرة النضالية للرفيق أبو اوس – جواد كاظم الطائي، التي تواصلت ستين عاما تقريبا، بقي خلالها متمسكا بالحزب، يخوض في صفوفه الكفاح الوطني والديمقراطي، بدأب وصمت وتواضع ووفاء منقطع النظير، يواجه بشجاعة مصاعبه الجمة، ويتحمل اوزاره الثقيلة، ويواصل السير بعزم مع رفاقه البواسل المضحّين، قدما الى الامام من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب.

تبقى وديعة بين جوانحنا، رفيقنا الغالي أبا أوس، كبير القلب وطيّبه، أخانا الوفيّ وصديقنا الصدوق..

 

رفاقك في "طريق الشعب"

هيأة تحرير ومحررين وعاملين

2 تشرين الثاني 2025

*********************************************

الرفيق جواد كاظم الطائي (علي مالية).. وداعاً

ونحن في أجواء اختتام مهرجان طريق الشعب العاشر، تلقينا بألم وحزن عميقين نبأ الوفاة المفاجئة لرفيق النضال والدرب جواد كاظم الطائي (على مالية / أبو آوس). 

فعلى هذا النحو المفجع والمفاجيء والصادم رحل العزيز على مالية، وهو يواصل عطاءه الذي بدأه منذ كان يافعا في مدينته المحمودية.

غادرنا بهدوء، كما هي سجيته، الشيوعي المقدام والنصير الشجاع، والمتفاني في سبيل تحقيق أهداف الحزب، والعامل فيه بهمة ونشاط، لا يكل ولا يمل حتى آخر لحظات حياته، حيث كان منغمسا، وهو على بعد اضطراري عن الوطن، في التحضير للمهرجان العاشر لطريق الشعب.

تولى الفقيد مهمات حزبية عدة، في مختلف مراحل عمله في صفوف الحزب، في التنظيم الحزبي، وفي حركة الأنصار الشيوعيين، وكذلك في إعلام الحزب الذي امتد لعشرات السنين.

غادرنا العزيز أبو آوس، نائب سكرتير لجنة الرقابة المركزية للحزب، وعضو هيئة تحرير جريدة " طريق الشعب "، تاركا غصة وألما في قلب كل من عمل معه وعرفه ولمس خصاله الحميدة الكثر.

 رحل عنا الرفيق وافر العطاء، الناكر لذاته والمتواضع والمحب لرفاقه والمتمتع بعلاقات حميمية واسعة، إنه مثال يحتذى في السلوك والعطاء.

إنها لخسارة كبيرة فقدان عزيزنا أبو آوس، الصادق الصدوق، فهو نموذج فذ في الإخلاص والتفاني والعطاء، ثابت وراسخ القناعة في خياره رغم كل الظروف الصعبة والتحديات الجمة.

في هذا الرحيل المفجع والخسارة الكبيرة، نتقدم بخالص العزاء والمواساة إلى زوجته وأبنائه وبناته وأحفاده، ولرفاقه وأصدقائه ومحبيه، راجين للجميع الصبر والسلوان في هذا الفقدان المؤلم.

عزيزنا أبو آوس أنت باق معنا فمثلك عصي على النسيان.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢-١١-٢٠٢٥

*****************************************************

رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين تنعى الرفيق النصير جواد كاظم الطائي (علي مالية / أبو أوس)

تلقينا يوم امس 1 / 11 / 2025، نبأ الرحيل المفاجئ والمفجع للرفيق النصير جواد كاظم الطائي ( علي مالية / أبو اوس) في هولندا، على اثر مرض لم يمهله طويلا.

الرفيق الراحل المعروف بين رفاقه الانصار بـ(علي مالية)، كان من اوائل الملتحقين بالحركة الانصارية مقاتلا في جبال كردستان، متنقلا بين قواطع العمليات المختلفة والمتباعدة. كلف بمهمات كثيرة ادارية وسياسية وعسكرية اداها بجدارة وباخلاص وبمحبة لحزبه ومبادئه، اخرها عضو في مكتب الفوج التابع للمكتب العسكري المركزي في موقع (خوا كورك).

تميز الرفيق ابو اوس، بصبره وهدوءه وابتسامته المتفائلة، وكذلك في اصراره على العمل مهما اختلفت الظروف وصعبت، فكان خير داعم ومساند لهيئة تحرير جريدة الحزب (طريق الشعب)، ومساهم في التحضير لمهرجانها العاشر حتى اخر ايامه.

ان رحيل الرفيق النصير علي مالية خسارة كبيرة لحزبه ورفاقه الذين سيفتقدون تواصله الحميمي معهم، فهو الرفيق الذي لا تمنعه صحته المتدهورة من التواصل اليومي مع رفاقه والسؤال عنهم واحوالهم بكلماته المعبرة والمعروفة والتي تشيع الفرح والامل.

اننا في رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين، اذ نعبر عن حزننا العميق بهذا المصاب الجلل، نتوجه الى عائلة الرفيق جواد كاظم الطائي  (ابو اوس) وجميع رفاقه واصدقائه ومحبيه باحر التعازي واصدق المواساة متمنين للجميع الصبر، وللرفيق علي مالية خلود الذكرى.

رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين

اربيل 2 / 11 / 2025

******************************************

تعزية 

فجعت لجنة الرقابة المركزية برحيل رفيقها جواد كاظم الطائي نائب سكرتير اللجنة الذي توفي في هولندا اثر مرض عضال. لقد كان الفقيد الراحل مناضلا جسورا في مكافحة النظام الديكتاتوري عبر مشاركته في حركة الأنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي ومشاركا فاعلا في هيئة تحرير جريدة طريق الشعب فضلا عن مثابرته بدون كلل في مهمات لجنة الرقابة المركزية. ونحن اذ نعرب عن شديد مواساتنا وتعازينا بهذا المصاب الجلل معاهدين رفيقنا الراحل السير على ذات الطريق الذي اخترناه معا ، لزوجته ام اوس ولأولاده وجميع افراد اسرته جميل الصبر والسلوان

لجنة الرقابة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

1/11/2025

**************************************

أبو أوس وداعاً

كاظم الموسوي

خبر صاعق فاجأني وانا اقرا نعيه في صفحة رفيق مشترك. حين كتب رفيق آخر كلمة تحية له في احتفال جريدة طريق الشعب بذكرى صدور اول جريدة شيوعية في العراق، صدمت ايضا وهرعت ابحث عن صحة الخبر من اول كلمة في المقال، غادرنا. واتصلت برقمه الهولندي للتحدث مع اي من العائلة قبل ان أكمل قراءة المقال المرفق بصورته الشخصية الملونة، واذا صوته يرد بدهشة فقلت له باقة ورد اخرى أزفها لك اضافة للباقة المرسلة لك اليوم في الجريدة، ولكن الكلمة الاولى غير موفقة فقد أدمعت عيناي يا ابا اوس، وانت العزيز الذي بقي يستحق أكثر من باقة الورد تلك.

حين شاركته في مهرجان الجريدة السنوي وخرجنا منه قبل أعوام قال للرفيق المصاحب لنا، أنا وابو بشير اصدقاء من ايام الجامعة وكنا نتزاور بين الكليات ونلتقي في كلية الفنون الجميلة عند رفاق ورفيقات اخر، ذكر اسماء بعضهم واستمرت المعرفة في العمل في الجريدة، ولقاءات متواصلة تختصر مسافات المطبعة ودار الرواد ومقر الجريدة في شارع السعدون او مقر الحزب في الكرادة.

والتقينا في الجبال في كردستان وشاركته في إعداد احتفالات عيد الحزب والأول من ايار والمناسبات الرفاقية الشخصية ايضا، وحوارات الهم الحزبي والوطني والأممي. ولم ينقطع حبل التواصل ونحن في منافي الله الواسعة.

وحين عاد إلى بغداد مساهما بتفان ونزاهة وصدق في الجريدة التي سهر الليالي مع رفاق ورفيقات لأجل ان تصدر وتشع بين الكادحين والمستضعفين في الارض، اعدت اللقاء به كلما ازور العراق، ونستعيد سوية او مع اخرين صفحات من تلك الايام.

فجعت .. وبألم قاس اكتب هذه الكلمات. هل حقا حل الوداع الأخير قبل أوانه، ورحل صديق لا تكفيه مفردات المحبة والصداقة والرفقة المخلصة لمعانيها والوفاء الذي ملأ صفحة مراسلاتنا وأوجاعنا وهمومنا في وسائل التواصل الاجتماعي. صعب عليّ ان اقول لك وداعا ولكنها الأقدار التي لا تراعي ولا تنتظر وتردد ما قاله الأولون عن الفراق الأخير، هي التي تضيف لاحزاننا ما يراكمها ويجمع في سلتها ما لا يطاق له ذكر.

****************************************

أبو أوس: بصمات إنسان مضيء

حسب الله يحيى

كان استقباله الحميمي في صباحه المبكر؛ يقترن بابتسامة تزهر من القلب.. وكأن الرجل.. حديقة تفتح شهيتها للصباح كل يوم. (ابو اوس) كان الجميع يعرفونه بهذا الاسم، فيما رفاقه يسمونه (علي مالية) نظراً لأمانته في حفظ وصيانة ورعاية اموال الحزب، وندرة من كانوا يعرفونه باسمه الرسمي (جواد كاظم الطائي). كان صباحه الاثير، يقترن بقهوة مُرّة تملأ رائحتها مقر "طريق الشعب" وتضفي على المكان خصوصية، تصاحبها ضحكة من القلب وكلمة اثيرة ترافق كل جملة ينطقها (عزيزي) حتى اصبحت قرينة لسانه وهوية قاموسه اللغوي. حتى اذا عبرت هذه العتبة البكر من الاستقبال الحميمي الذي يبدأ به كل ضيف يقصده، ينتقل الى (السياسة) بوصفها حياة شعب، وهموم كادحين وارادة تحكمها قيمها ومبادئها ومسؤولياتها، فإذا انتفت هذه المواصفات من هذه الارادة، تحولت هذه الارادة الى سلطة ظالمة، والى قيم بالية، وافكار ضحلة وممارسات سيئة السمعة تقترن بكل اولئك الذي يفتقرون الى الضمير والى الوطن والى الفضيلة من حيث هي.. سعادة البشر، وبناء الوطن، وزهو البلاد.

(ابو اوس) شخصية متفردة في طريقة تعاملها مع الآخرين.. تجالسه فتتعلم منه وان كنت قد قرأت مكتبة عامة، فللرجل عوالمه وتجاربه وخزينه المعرفي مقترناً بتواضعه النبيل.

تناقشه في شؤون الحزب.. فيغلبك. وتحاوره في سياسة البلاد والعباد.. فيهيمن رأيه على رأيك. وتتعاطف مع اوجاعه وشيخوخته، فيحدثك عن الشبيبة وآمالها، تنصحه بأضرار القهوة والافراط في تناولها، فينصحك بالصحوة والانتباه. تحدثه عن المرأة.. فيبتسم بكل حواسه، ويباهي نفسه بالإخلاص والاحفاد والعالم السعيد.

وعندما يرد طيب الذكر (النواب) او (الجواهري) تتبين انه على معرفة بهما ويحفظ لهما قصائد ويسجل لهما مواقف. وحال التوقف عند الطبيعة وثلج كردستان، يفتح لك سجلاً مشرفاً من النضال الباسل مع رفاق تعرف الكثير عنهم، ولا تعرف عن الحياة القاسية التي عاشوها فوق الجبال.

ولأن السجون تقترن بحياة الشيوعيين، تجد ان (ابا اوس) على دراية بتفاصيل قاسية وظروف صعبة ومحاولات نضالية في الافلات من سجون: نقرة السلمان، والحلة، وبعقوبة، والكوت.. وتدرك ان الرجل خزين عجيب، ممتلئ بالذكريات والمواقف والتجارب.. مثلما تتبين انه شخصية نادرة في هذا الزمن الاغبر، حيث تضيع وتذوب كل القيم النبيلة.. فهو في صدقه لا يختلف بشأنه اثنان، وفي امانته لا يمكن ان يكون في موطن شك حتى من المرء نفسه، وفي تشخيصه للأشياء وللأشخاص تطمئن تماماً الى كل ما يقوله، ولا ينتابك شعور بأنه ينطلق من عاطفة او منظور معين، وانما تتبين تماماً ان الرجل موضوعي ودقيق ونبيل حتى في من يختلفون او يختلف مع آرائهم التي ترافق متغيرات الظروف والاجواء.

(ابو اوس) كائن تحبه، وان قسى عليك في راي تقوله مثلما تتقبل منه نقاءه في ادق وأصعب الامور. ولأنه مخلوق نادر، يتفق الجميع على محبته، فان هذا (الجميع) يقبل منه نصائحه وارشاداته وحسن تصرفه وحسن حلوله لأصعب الامور تعقيداً.

ترى.. هل كان (ابو اوس) الشيوعي الانموذج، ام انه القدوة الحسنة بين كثرة ممن يحسنون محبة الناس، لأن هذا هو ديدنهم وهذه صفاتهم ومن اجل هذا يضحون ويستشهدون ويصبحون علامات متميزة في زهدهم ونقائهم وحسن سيرتهم ونظافة اياديهم.

(ابو اوس) غابة من الفضائل التي تجعل الزمان يشيخ ويتعلم ويقتدي بسلوكهم ونقائهم واخلاصهم ومحبتهم.. فمثله نبع صافٍ من الانسان الذي تصطفيه القلوب وتحترم حضوره الدائم وتستظل بإنسانيته كل القلوب ويحتكم الى عقله النير كل المحبين لشعبهم ووطنهم.

(ابو اوس): اطمئن فأنت موجود في كل نبضة من نبضات قلوبنا.. وانت السلام الذي نفئ اليه في كل وقت، ونحييه غائباً وحاضراً بيننا.. بصماتك لا تمحى.

************************************************

الصفحة الخامسة

مهرجان {طريق الشعب}  مسيرة تتحدى الفساد وتحتفي بالحياة السيدات والسادة، الرفيقات والرفاق

 ضيوفنا المحترمون

 طاب مساؤكم

ووافر الامتنان لكم على حضورِكم الجميل، والمشاركة الكريمة للكثيرين منكم، في وقائع أول يومي مهرجاننا العاشر، وصولا الى حفلنا هذا، الذي نختتم به فعاليات اليوم.

 ولقد كان يوما طيبا، حافلا بالنشاطات الاعلامية والثقافية، والجلسات الحوارية، واللقاءات الحميمية. يوما نتطلع ونعمل على ان يرفدَه نهارُ غدٍ السبت ومساؤه، بالمزيد من الفعاليات المنوعة، والاحداث الممتعة.

ايها الاحبة

لا نكاد نصدق ونحن نعيش وقائع مهرجان طريق الشعب العاشر، ان اثني عشر عاما بالتمام والكمال، مرّت على ذلك اليوم، الذي أطلقنا فيه مسيرة هذا المهرجان، الاول والوحيد من   نوعه عراقيا وعربيا. هذا الحدث السنوي، الذي نحتفي فيه بكل ما هو عريقٌ وجديدٌ ومتجدد، في عوالم الاعلام والثقافة والعمل الوطني والديمقراطي.

 وحين تعود بنا الذاكرة الى ساعة انطلاقه، ربيع سنة 2013، من هذا المكان ذاته، من جوار نصب شهرزاد وشهريار في شارع ابو نواس البغدادي، نستحضر إحساسنا العميق حينها بالرضا، إذْ نُحقق المطمح الذي ظل يراودنا، نحن الصحفيين الشيوعيين العراقيين، سنين طويلة، ويتململ في دواخلنا مع كل مشاركة لجريدتنا، في مهرجانات الصحافة الشيوعية والتقدمية، في بلدان القارة الاوربية بوجه خاص.

  كذلك نستذكر الشعور الذي كان يغمرنا حينذاك، بأننا لا نطلق حدثا عابرا، لا ننظم  فعالية اعلامية - ثقافية كبيرة لمرة واحدة وكفى، وانما ندشن مشروعا طويل الأمد، مشروعَ مهرجانٍ يتواصل عاما بعد عام، ويتجدد سنويا ويرتقي.

وكان ذلك بمثابة عهدٍ التزمناه، وحرصنا على الوفاء به، ونحن نعاود إقامة المهرجان في الاعوام التالية، التي تعاقبت وصولا الى هذا العام، وهذا المهرجان، الذي نتحرك الساعة على اعتاب منتصفه.

تسع دورات مهرجانية توالت في السنوات الماضية، حافلةً بعشرات الندوات الحوارية في قضايا الصحافة والاعلام والفن والفكر والعلم والثقافة والسياسة وسواها، والتي شارك فيها أضعاف عددها من الباحثين والاعلاميين والاكاديميين والادباء والفنانين والنقاد والخبراء من مختلف الاختصاصات

 تسع دورات شهدت ما لا يحصى من النشاطات الغنائية والموسيقية والتشكيلية والمسرحية والشعرية والكتبية والشبابية والرياضية والنسوية والعمالية، ومن معارض الرسم والفوتوغراف والكاريكاتير، والتي ساهم في تقديمها وإقامتها مئات المبدعين في مختلف ميادين الفن والادب، والناشطين في شتى المجالات من الاصدقاء والرفاق.

تسع دورات مُنحت في سياقها حوالي ثلاثين جائزة لشخصيات ومنظمات ومراكز مرموقة، في مجالات حرية التعبير وثقافة التنوير والعمود الصحفي، وعشرات الجوائز الاخرى والشهادات التقديرية للكثير من المشاركين والناشطين والعاملين المتفانين في المهرجان .

تسع دورات حضرها وتابع فعالياتها المنوعة آلاف المواطنين، بضمنهم الكثيرُ من الشخصيات الأدبية والفنية والاجتماعية والسياسية والرياضية المرموقة، اضافة الى الشيوعيين واصدقائهم.

تسع دورات .. والمسيرة تتواصل، وهذه الدورة العاشرة تشهد وتضيف المزيد، الى ما عرضنا له على عجالة  في الدقائق السالفة. مثلما تؤشر الافق الحافل بالوعد لهذا المهرجان ، الذي شق طريقه خلال السنوات الماضية، بدعم من  الأوساط الإعلامية والثقافية والأكاديمية والمدنية، ومن جمهوره الواسع والمتسع باضطراد، حتى غدا اليوم حدثا مميزا من احداث بغداد السنوية، الإعلامية والثقافية

العزيزات والاعزاء

ينعقد مهرجاننا هذه السنة ونحن على أبواب انتخابات برلمانية جديدة، تسعى فيها قوى المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، مرة أخرى، الى ضمان إعادة انتاج حكمها وبقائها متسلطة على العراق، عبر آليات بعيدةٍ عن الديمقراطية والعدالة، ومخالفةٍ للدستور والقانون، ومنتهكةٍ للحقوق والحريات.

ويتجلى هذا الواقع ساطعا في الحملة الانتخابية الجارية حاليا، والتي تتواصل في أجواء بذخ مهول، يقوم أساسا على النهب الصارخ ومتنوع الاشكال للمال العام، والاستغلال الفاضح لإمكانات الدولة وممتلكاتها، وفي ظل اعتماد قانون انتخابي يفتقد الانصاف، وتجاهلٍ للنصوص الدستورية والقانونية، ذات الصلة بالمال السياسي، وباستبعاد الجماعات المسلحة من السباق الانتخابي وغير ذلك.

ويحدث هذا فيما تستمر معاناة الأكثرين في البلاد، الذين تطحنهم الازمات المتفاقمة، والسياسات الاقتصادية والمالية الفاشلة، وإذ تتعاظم الفجوة بين المعدمين المحرومين، وأصحاب المليارات والملايين من حديثي النعمة، وتتمسك القوى المتنفذة بنهجها المدمر على حساب الغالبية الساحقة من العراقيين، ضحايا الفقر والمرض والبطالة والبؤس، خصوصا منهم الشباب.

ويقينا ان هذا الواقع الكارثي المتأزم، ومعه التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية المتلاحقة، يحمّلان الجميع مسؤولية وطنية لا مهرب منها، مسؤولية المشاركة الواسعة في الانتخابات، ومنح الأصوات الثمينة لمن هم أهل لها، لمن وقفوا دائما في صف الناس، ودافعوا دائما عن مطالبهم العادلة، وناصروا دائما حقوقهم ومصالحهم المشروعة.

الحضور الكرام

غدا السبت يوم آخر في مهرجاننا هذا العام. يوم سيضجّ مثل يومنا هذا، بمختلف النشاطات والاحداث، الجديرة بالمتابعة والمشاركة. وعندما ينتهي مساءً، ونودع معه المهرجان العاشر، سنتوجه طامحين الى مهرجان السنة المقبلة، مهرجان طريق الشعب الحادي عشر، الذي نتطلع الى اقامته في عراقٍ أفضل، عراق سائر بإرادة بناته وابنائه، على طريق الأمان والاستقرار والمواطنة والعدل الاجتماعي.

والسلام عليكم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة اللجنة التحضيرية لمهرجان طريق الشعب العاشر في حفل اليوم الاول.

********************************************

من {كفاح الشعب} إلى {طريق الشعب} تسعون عاماً من الكلمة والموقف

الحضور الكريم

الرفيقات والرفاق والاصدقاء الاعزاء

طاب مساؤكم وأهلا وسهلاً بكم في حفل ختام المهرجان العاشر لطريق الشعب.

فعلى مدى اليوميين الماضيين، كان هذا المكان الجميل الهادئ طافحا بالحيوية والنشاط، حيث تعددت المساهمات والمشاركات والفعاليات السياسية والثقافة واجتماعية ورياضية متنوعة، ساهم المشاركون في المهرجان، بإنجازها وما لاقته من تفاعل وتجارب من الحضور.

كما تم تنظيم ورش وندوات عدة، كان ابرزها الندوة الحوارية مع الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والمرشح في بغداد عن قائمة "البديل". وفي المهرجان ايضاً تحدثنا في ندوة خاصة عن شخصية المهرجان لهذا العام، الدكتور الراحل فالح عبد الجبار، الكاتب والباحث المعروف.

وبعد قليل ستعلن أسماء الجهات والاشخاص الذين تم اختيارهم هذا العام لينالوا الجوائز الثلاث للمهرجان.

يأتي مهرجاننا العاشر، بعد ان احتفلنا بالذكرى (90) لصدور أول صحيفة شيوعية كفاح الشعب في 31 تموز 1935، ومنذ ذلك الوقت، تعددت الاسماء وبقى الهدف واحد، حيث رفعت صحافة الحزب عاليا، رايات النضال من اجل الحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي،  حياة افضل للعمال والفلاحين وسائر بنات وابناء الشعب العراقي، ومن أجل اعلاء قيم الثقافة والتنوير والوعي والمواطنة والعدالة.

ويجيء المهرجان وبلادنا تستعد وتهيئ لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي نريدها حقاً ان تكون شفافة وعادلة ونزيهة وتعكس ارادة المواطنين العراقيين وتطلعاتهم الى مستقبل افضل، وبلد أمن ومستقر، متحرر من قيود وأغلال نهج المحاصصة، والسلاح المنفلت، والفساد المستشري ان الكثير في هذه الانتخابات سيعتمد على المواطن وحسن أختياره، وان يمنح صوته لمن وقف ويقف معه مطالباً ومدافعاً عن حقوقه واماله.

انها فرصة لفتح فضاءات جديدة للعمل السياسي والبرلمان في بلدنا، بالتكامل والتنسيق مع مختلف الفعاليات والنشاطات الجماهيرية والمطلبية والاحتجاجية، والتوجه للعمل المثابر لتوحيد الجهود والطاقات في اصطفاف وطني وشعبي واسع، يسعى الى البديل، وفرض ارادة الشعب.

وفي هذه الايام تمر الذكرى السنوية لانتفاضة تشرين 2019، وحري بنا ونحن نواصل ونعمل من اجل فرض السير على طريق التغير وفتح فضاءات جديدة، ان نستلهم الصبر والدروس منها، لتكون زاداً لنا في مسيرة النضال والعمل نجو عراق اخر يستحق العراقيون.

اننا نسعى ونعمل من اجل الخروج من واقع الحال المأزوم وكسر احتكار السلطة، وان نكون مساهمين فعليين في تغير موازين القوى، عبر مختلف وسائل العمل السلمية، ومنها المشاركة الواسعة في الانتخابات البرلمانية يوم 11/11 من اجل تحقيق بديلنا، وفتح افاق جديدة وواعدة لحاضر البلد ومستقبله.

انها ايام حاسمة، فلننحاز فيها الى النزيه والكفوء والمخلص، وخروج بلدنا من دوامة الازمات المتكررة ايها الاحبة.

دعونا في ختام هذه الكلمة، ان نقدم الشكر والتقدير الى جميع المساهمين في انجاز هذا المهرجان الكبير، للجنة التحضيرية والمتطوعين والشغيلة، والى المساهمين والمشاركين فيه.

الشكر الوفير للجهات الامنية التي ساهمت في توفير حماية للمهرجان، وكذلك الى دائرة بلدية الكرادة على ادامتها وتوفير هذا المكان الجميل والهادئ.

ستبقى طريق الشعب، كما الحزب، صوتاً عالياً منحاز للشعب، والوطن وكادحيه، ويدعم حقوق المواطنة والعدالة والديمقراطية الحقة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة اللجنة التحضيرية لمهرجان طريق الشعب العاشر في حفل اليوم الثاني.

**********************************************

الصفحة السادسة

طاولة إعلامية وجولة راجلة في المنصور للتعريف ببرنامج المرشح رائد فهمي

بغداد - ماجد مصطفى عثمان

نظّمت هيئة الحزب في الصالحية والمنصور فعالية ميدانية وسط بغداد، تمثلت بإقامة طاولة إعلامية وفرقة راجلة بساحة الرواد وبالقرب من مول المنصور، ضمن إطار الحملة الانتخابية لتحالف البديل.

وخلال النشاط، جرى توزيع أعداد كبيرة من الفولدرات التعريفية الخاصة بمرشح الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، حيث تفاعل المواطنون وأصحاب المحلات بإيجابية مع الحملة وأبدوا اهتمامهم بالبرنامج الانتخابي.

وفي السياق ذاته، شكّلت منظمة الحزب الشيوعي في المنصور فريق عمل ميداني لتثبيت اللافتات الدعائية الخاصة بالرفيق رائد فهمي في عدد من المواقع الحيوية، تعزيزا للحضور الإعلامي للحملة في مناطق المنصور والصالحية، بالإضافة إلى إقامة طاولة إعلامية أخرى في مقر الحزب في الكرخ، جرى خلالها توزيع المطبوعات الدعائية على المواطنين.

****************************************

المرشح عبد الكريم العارضي: الاستثمار في الشباب هو الطريق لإنقاذ الاقتصاد الوطني

النجف – طريق الشعب

شهدت محافظة النجف الأشرف نشاطا انتخابيا متنوعا لمرشح الحزب الشيوعي العراقي عبد الكريم عبد الله بلال العارضي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم 250، حيث التقى خلاله بشريحة واسعة من الشباب والفلاحين وأهالي ناحية الحرية في سلسلة من اللقاءات والندوات الحوارية.

واستقبل العارضي في مكتبه بمدينة الكوفة عددا من شباب الناحية، ودار حوار مفتوح حول محاور برنامجه الانتخابي، ولاسيما ما يتصل بتمكين الشباب، وتوفير فرص العمل عبر النهوض بالقطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة والاستثمار، فضلا عن دعم المبادرات الشبابية في مجالات الرياضة والفنون والمهارات الحياتية.

وفي مضيف الوجيه حسين البديري بمنطقة شط الغزالي، عُقد لقاء فاعل تناول فيه العارضي رؤيته في معالجة أزمة المياه وتطوير الزراعة الحديثة، مؤكدا أهمية دعم الفلاحين وتوسيع مشاريع الري بالتقنيات الجديدة، ما يعزز الأمن الغذائي ويعيد الزراعة إلى موقعها الطبيعي في الاقتصاد الوطني.

كما شهدت إحدى الأمسيات الفلاحية في شواطئ النجف نقاشات موسّعة حول سبل إصلاح الواقع الزراعي، وتفعيل الاستثمارات المحلية لتشغيل الطاقات الشابة في مشاريع إنتاجية مستدامة.

وقد أبدى الحضور ارتياحهم ودعمهم لتحالف البديل وبرنامجه الوطني الهادف إلى بناء اقتصاد منتج يضع الإنسان في صميم التنمية.

******************************************

شيوعيو بابل يواصلون الدعم لحملة المرشح بهجت الجنابي

بابل- محمد علي محيي الدين

للأسبوع الثاني على التوالي، وبحضور الرفيق بسام محي (أبو رافد)، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، التقى مرشح الحزب الرفيق بهجت الجنابي (تسلسل 2) ضمن قائمة الفاو- زاخو (رقم 213) بعدد من الشخصيات الاجتماعية الحليّة في اجتماع أقيم على قاعة آذار.

وجرى خلال اللقاء التداول في العملية السياسية وأهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات، ومناقشة البرنامج الانتخابي للحزب، إلى جانب تبادل الآراء حول القضايا المتعلقة بالشأن العام. وقد أبدت الشخصيات المشاركة ترحيبها الواسع ودعمها المطلق للمرشح والسياسات التي ينتهجها الحزب في الظروف الراهنة. من جانب آخر، نفذت المنظمات الحزبية في الحلة ومدن أخرى جولات ميدانية شملت توزيع كارتات المرشح وإجراء حوارات بنّاءة مع المواطنين، بهدف تشجيعهم على المشاركة في التصويت، حيث لاقت هذه الجولات ترحيبا شعبيا مشجّعا.

كما قامت فرق حزبية أخرى بزيارة بعض الأحياء السكنية والأسواق التجارية لتعزيز الوعي الانتخابي، فيما علّقت فرقا أخرى لافتات بأحجام مختلفة في الشوارع الرئيسية والفرعية للمدينة.

*******************************************

المرشحة ميسلون علي مثنى:  الثقافة والفن ركيزتان أساسيتان  لبناء وعي انتخابي مسؤول

بغداد – طريق الشعب

تواصل المرشحة ميسلون علي مثنى، تسلسل (34) ضمن تحالف البديل رقم (250)، نشاطها الانتخابي الميداني في عدد من مناطق العاصمة بغداد، في إطار حملة تواصل مباشر مع المواطنين والمثقفين وأبناء الأحياء البغدادية.

وشملت جولاتها الأخيرة مناطق السيدية والكرادة وشارع الأطباء (الكندي) والمناطق المجاورة، حيث التقت خلال زياراتها بعدد من الشعراء والفنانين وشخصيات من الوسط الثقافي، وأجرت معهم حوارات صريحة حول دور الثقافة والفن في رفع الوعي الاجتماعي وترسيخ قيم المواطنة والعدالة.

وأكدت مثنى خلال لقائها أن مشروع تحالف البديل يولي أهمية خاصة لدعم المبادرات الثقافية والفنية بوصفها أحد أهم أدوات التغيير الإيجابي وبناء الإنسان، مشددة على أن الاهتمام بالشباب المبدع وتمكين المرأة في مجالات الثقافة والإعلام والفن يمثل جزءا أصيلا من برنامج التحالف.

كما ناقشت مع الأهالي والمشاركين في اللقاءات جملة من القضايا الخدمية والمعيشية، واستعرضت رؤيتها لمعالجة التحديات التي تواجه سكان بغداد، لاسيما في مجالات التعليم والعمل والبيئة الحضرية.

وقد لاقت هذه اللقاءات ردودا إيجابية من قبل الحضور، الذين عبّروا عن دعمهم لخطابها الوطني المنفتح، ولبرنامج تحالف البديل الذي يسعى إلى بناء دولة مدنية عادلة، تُعلي من شأن الثقافة والفكر كمدخل لإصلاح حقيقي وشامل.

****************************************

حملة طرق الأبواب تتواصل في بغداد دعما للمرشح رائد فهمي

بغداد – طريق الشعب

بمشاركة الرفيق حسين النجار، عضو المكتب السياسي، والرفيق ظافر مردان، عضو اللجنة المركزية، انطلق فريق إعلامي داعم من رفاق أساسية الجواهري في حملة ميدانية دعائية نشطة ضمن منطقة المعلمين.

وجرى تشكيل أربع فرق راجلة تولت طرق أبواب المنازل في عدد من الأزقة للتعريف بقائمة تحالف البديل (250) ومرشح الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي – تسلسل 2.

تخللت الجولة حوارات مباشرة مع الأهالي حول البرنامج الانتخابي، ركزت على قضايا الإصلاح والعدالة الاجتماعية وضرورة المشاركة في الانتخابات وصناعة البديل الوطني.

وقد كانت ردود الفعل إيجابية في معظمها، حيث عبّر المواطنون عن تقديرهم لدور الحزب ومواقفه الوطنية، مؤكدين دعمهم لخيارات التغيير الديمقراطي التي يمثلها تحالف البديل.

*********************************************

من الشامية إلى الديوانية.. ميعاد القصير يروّج لمشروعه الانتخابي

الديوانية – طريق الشعب

شهدت محافظة الديوانية يوما انتخابيا حافلا بالحراك والنشاط الميداني لمرشح تحالف البديل ميعاد القصير، تسلسل (1) ضمن القائمة رقم 250، الذي تنقل بين الريف والمدينة في تواصل مباشر مع المواطنين.

ففي ريف الشامية، احتضن ديوان الرفيق عيسى جعفر (أبو ثائر) ندوة حوارية ناقشت سبل الإصلاح وتفعيل دور المواطن في التغيير الحقيقي، فيما أقيمت ندوة ثانية في ديوان الرفيق علي شاطي (أبو حيدر) في منطقة إيشان هديب الحاج حمود، تناولت قضايا الزراعة والخدمات ومعاناة الريف، وسط تفاعل إيجابي مع خطاب المرشح.

أما في مركز مدينة الديوانية، فقد نظم فريق الحملة طاولة إعلامية دعائية وجولة راجلة بين الأسواق والأحياء، هدفت إلى تعريف الأهالي ببرنامج تحالف البديل وأهدافه في بناء دولة العدالة والتنمية، وسط ترحيب ملحوظ من المواطنين.

****************************************

دعما لحملة المرشح كاظم السعداوي.. البصرة تشهد نشاطا دعائيا واسعاً

البصرة – طريق الشعب

نفّذت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في البصرة سلسلة نشاطات ميدانية للتعريف بمرشح الحزب كاظم السعداوي (تسلسل 2) ضمن تحالف الفاو – زاخو رقم 213.

شملت الفعاليات حملات راجلة وطاولات إعلامية في مناطق متعددة من المدينة، بينها سوق الجمعة، شارع أربعين، كردلان، نهر حسن، الجبيلة، الفراهيدي، العباسية، حي الأصدقاء، والحضارة في العشار.

وتخللت الأنشطة حوارات مباشرة مع المواطنين وتوزيع المئات من الكارتات والبرامج الانتخابية، وسط تفاعل إيجابي من الأهالي ودعم واضح لبرنامج الحزب ومرشحه.

كما أقام صديق الحزب الأستاذ التربوي أحمد ابو محمد جلسة حوارية للتعريف بالمرشح، تحدث فيها المرشح، وحضرها عدد من الاصدقاء.

وتواصلت النشاطات في منطقة الأصمعي والجمهورية والحضارة والألبان في العشار وحي الاصدقاء، فضلا عن الجولات الميدانية الراجلة.

******************************************

محمد الخويلدي من الديوانية: مشروعنا يسعى لإنقاذ العراق من الأزمات

الديوانية – طريق الشعب

تشهد محافظة الديوانية أنشطة انتخابية تصاعدية مميزة للمرشح محمد عبد العظيم الخويلدي، تسلسل 6 ضمن تحالف البديل رقم 250، حيث تنقّل بين عدد من المناطق والقرى في إطار حملته الانتخابية.

استهل الخويلدي نشاطه بلقاءات ودية مع أهالي مدينة الحمزة، عرّف خلالها بمشروعه الوطني وأهدافه في الإصلاح والتغيير، داعيا المواطنين في الديوانية إلى المشاركة في الانتخابات وانتخاب البديل.

كما عقد جلسة حوارية مع عشيرة آل زرفات ناقش فيها رؤيته لإنقاذ العراق من أزماته الخانقة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وفي مثلها جلس أيضا في مضيف السادة الاميال العنجوز، وندوة أخرى في مضيف السيد شاكر عبد الزهرة.

وفي قرية آل ظاهر، حظي بتأييد واسع من الأهالي الذين أعلنوا دعمهم له ولتحالف البديل.

واختتم نشاطه بجولة راجلة في قضاء الحمزة، لاقت ترحيبا وتشجيعا من المواطنين، في أجواء سادها التفاؤل والأمل بالتغيير.

*********************************************

ختام المعموري تحظى بتأييد واسع  من وجهاء وشيوخ المعامرة الموسوية

بغداد – طريق الشعب

بحضور جمعٍ من السادة والشيوخ والوجهاء، أُقيمت ندوة انتخابية مميزة دعما للمرشحة ختام المعموري، تسلسل (65) ضمن تحالف البديل رقم (250)، استضافها السادة المعامرة ألبو علي في منطقة الزعفرانية – الأربع شوارع.

الندوة التي شارك فيها الشيخ عدنان المطلوب والشيخ عدنان البرهان والشيخ علي الصيهود، إلى جانب نخبة من وجهاء القبيلة والسادة الموسوية، شهدت حوارا أخويا حول أهمية المشاركة في الانتخابات ودعم المرشحين القادرين على تمثيل الناس بصدق وكفاءة.

وقد عبّر الحضور عن تقديرهم لتحالف البديل وبرنامجه الإصلاحي، مؤكدين دعمهم الكامل للمرشحة ختام المعموري ومشروعها في خدمة المواطنين وتعزيز العدالة الاجتماعية.

************************************************

الصفحة السابعة

منظمات شيوعية عديدة تخوض حملة انتخابية كبيرة في بغداد

بغداد – طريق الشعب

تتواصل في بغداد الحملة الانتخابية التي ينظمها الحزب الشيوعي العراقي للتعريف بمرشحه الرفيق رائد فهمي، تسلسل (2) ضمن تحالف البديل رقم (250)، حيث شهدت مناطق متعددة نشاطات واسعة شاركت فيها الفرق الجوالة التابعة للفريق المركزي للحملة، إلى جانب منظمات الحزب في المحلية العمالية ومحلية الكرخ الأولى ومحلية المثقفين وأساسية الكاظمية.

ففي منطقة الكاظمية، انطلقت أربع فرق جوالة في جولة انتخابية ميدانية شملت المنطقة الممتدة من كورنيش الكاظمية حتى ساحة التجنيد، بهدف التعريف ببرنامج مرشح الحزب الرفيق رائد فهمي، وطرح رؤيته في الإصلاح السياسي والاقتصادي ومعالجة الأزمات الناتجة عن نظام المحاصصة والفساد.

وشملت الجولة زيارة المنازل والمحال التجارية ولقاء الأهالي، حيث أكد المواطنون ثقتهم بمرشح الحزب المعروف بمواقفه ونزاهته ودفاعه الدائم عن قضايا الناس.

وفي سياق متصل، تتواصل المبادرات الفردية الداعمة للحملة، إذ يقيم الرفيق مهدي جواد (أبو حازم) في حي العامل طاولة إعلامية يومية أمام منزله، ضمن نشاطات اللجنة المحلية العمالية، للتعريف بمرشح الحزب وبرنامجه الانتخابي.

وقد تحولت الطاولة إلى فضاء حواري مفتوح مع الأهالي والمارة، جرى خلاله توزيع الكارتات التعريفية وشرح أهداف تحالف البديل، إضافة إلى تعليق لافتات دعائية في محيط المنطقة وعدد من شوارع حي العامل والبياع.

*****************************************

هيفاء الأمين في جولات ميدانية بين النصر والرفاعي والشطرة

ذي قار – طريق الشعب

واصلت المرشحة هيفاء الأمين، تسلسل (3) ضمن التحالف المدني الديمقراطي في ذي قار (رقم 206) نشاطها الميداني الدعائي، في جولة شملت مدن النصر والرفاعي والشطرة بمحافظة ذي قار، حيث التقت بالمواطنين في أجواء ودّية مليئة بالحوار والتفاعل.

ففي مدينة النصر، كان في استقبالها جمع من الأهالي، حيث تجوّلت في الأسواق وجلست في أحد المقاهي مع نخبة من المثقفين في حديث تناول قضايا السياسة والانتخابات والمدنية، وناقش التحديات الراهنة بروح مسؤولة وأمل كبير بالإصلاح. ثم واصلت زيارتها إلى مدينة الرفاعي، حيث التقت بعدد من الشباب وتبادلت معهم الأفكار والرؤى حول مستقبل البلاد ودور الجيل الجديد في صنع التغيير.

أما في مدينة الشطرة، فقد خصّت الأمين زياراتها لعدد من روّاد العمل السياسي من الرفاق القدامى وعائلاتهم، مستذكرة قصص نضالهم وصمودهم في مواجهة الدكتاتورية، ومؤكدة أن تضحياتهم تبقى منارة للأجيال المقبلة. كما زارت الحي الصناعي في الشطرة والتقت بعدد من العاملين فيه، مثمنة إصرارهم على العمل والإنتاج رغم الظروف الصعبة. وختمت الأمين جولتها برسالة تقدير وامتنان لأهالي النصر والرفاعي والشطرة، مؤكدة أن اللقاء المباشر مع الناس يمنحها طاقة متجددة لمواصلة طريق التغيير والإصلاح.

****************************************

ذي قار.. تجمعات انتخابية حاشدة للدكتور شهيد أحمد الغالبي

ذي قار – طريق الشعب

شهدت مدينة الشطرة تجمعا انتخابيا كبيرا للدكتور شهيد أحمد الغالبي، المرشح عن التحالف المدني الديمقراطي رقم القائمة (206) بالتسلسل (4)، حيث أقيم في معقل السادة الغوالب، وبمشاركة واسعة من السادة والشيوخ والوجهاء القادمين من مدن المنار وسوق الشيوخ والشطرة والناصرية والنصر والرفاعي، فضلا عن عدد من الحضور من أرياف المحافظة.

وتخللت التجمع كلمات استعرض فيها الحضور السيرة المهنية والوظيفية للدكتور الغالبي، مؤكدين دعمه بوصفه ممثلا للوطنيين المخلصين وساعيا لترسيخ مبادئ النزاهة والعمل الجاد من أجل الإصلاح.

وفي كلمته، رحّب الدكتور الغالبي بالحضور، معربا عن امتنانه للتضامن الكبير الذي أبداه أبناء المحافظة من شمالها إلى جنوبها، ومؤكدا في الوقت ذاته أن هذا الدعم يحمّله مسؤولية أكبر لمواصلة مسيرة العمل الوطني.

واختتم الغالبي التجمع بتوجيه الشكر والتقدير لجميع المشاركين، متمنيا لهم التوفيق والسداد في خدمة أبناء محافظة ذي قار.

****************************************

المرشحة سلمى المعيني تجوب مناطق بغداد للتعريف ببرنامج تحالف البديل

بغداد – طريق الشعب

تواصل الأستاذة التربوية سلمى المعيني، المرشحة بتسلسل (19) ضمن تحالف البديل رقم (250)، نشاطها الانتخابي الميداني في العاصمة بغداد، حيث نفذت خلال الأيام الماضية جولات ميدانية مكثفة شملت معظم مناطق الرصافة والكرخ، سيرا على الأقدام.

ففي قاطع الرصافة، زارت المعيني مناطق شارع فلسطين (ثلاث مرات)، وشارع المستنصرية، والباب الشرقي، والأعظمية، وحي العقاري قرب مستشفى الكندي، وحي الطرق والجسور (الإدريسي)، فيما شملت جولاتها في قاطع الكرخ مناطق المنصور، حي دراغ، حي الجامعة، الداوودي، الإسكان، علي الصالح، الوشاش، الصالحية، مجمع 28 نيسان، كرادة مريم، والبياع (المعارض وشارع 20 التجاري).

وخلال هذه الجولات، قامت المعيني بتوزيع أكثر من 5000 كارت تعريفي ببرنامج تحالف البديل وأهدافه الوطنية، كما التقت بالعشرات من المواطنين وأصحاب المحال التجارية والأهالي في مختلف المناطق.

وقد لاقت جولاتها ترحيبا واسعا ومقبولية كبيرة لتحالف البديل لما يحمله من خطاب وطني إصلاحي يدعو إلى العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ودعم الفئات التربوية والتعليمية في المجتمع.

*****************************************

حملة ميدانية في الكوت وشيخ سعد ترويجاً لمرشحي الحزب الشيوعي العراقي

واسط – طريق الشعب

أقامت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في واسط سلسلة من النشاطات الميدانية في مركز مدينة الكوت وناحية شيخ سعد، للتعريف بمرشحي الحزب ضمن تحالف البديل رقم 250، وهما وصفي هلال كاظم (تسلسل 2) وصابرين فهد إسماعيل (تسلسل 12).

شملت الفعاليات جولات ميدانية في منطقة الزهراء وسوق شيخ سعد، تخللتها حوارات مباشرة مع المواطنين حول برنامج الحزب وأهداف التحالف، إضافة إلى تعليق لافتات انتخابية عند المدخل الشمالي لمدينة الكوت مقابل متنزه المفتاح.

وشارك في النشاطات عدد من الرفاق والمتطوعين، بينهم نجم خطاوي، محسن زاير، ميثم السعيدي، حيدر خليل، أبو عراق، مؤمل، نصر، أبو جورج، وإسماعيل جميل.

******************************************

عباس الكيّم يقود حملة انتخابية ميدانية في بابل

بابل – طريق الشعب

واصل المرشح عباس محمد الحسن الكيم، تسلسل (19) ضمن قائمة تحالف الفاو – زاخو رقم (213) في محافظة بابل، نشاطه الانتخابي الميداني بجولة في شارع 40 وسط مدينة الحلة، التقى خلالها المواطنين وعرّفهم ببرنامجه الانتخابي القائم على خدمة الناس والنهوض بالمحافظة. كما زار المرشح ناحية المدحتية، حيث كان في مرقد الإمام الحمزة الغربي وشارك في لقاء موسّع جمعه بعدد من الشيوخ والوجهاء والأهالي في المضيف العامر للمرحوم الشيخ الحاج هاشم الحسن (أبو يوسف)، بحضور أبنائه الكرام الذين استقبلوه بكرم وترحيب كبير.

وخلال اللقاء، أكد الكيم على أهمية المشاركة في الانتخابات البرلمانية، داعيا إلى أن يكون الاختيار قائما على النزاهة والكفاءة، كما استعرض أبرز محاور برنامجه الانتخابي وأولويات العمل لخدمة أبناء بابل، مشددا على ضرورة تحفيز المواطنين للمشاركة من أجل التغيير والإصلاح.

*****************************************

الحزب الشيوعي العراقي يواصل حملته في ديالى دعما للمرشح صالح المصرفي

ديالى – طريق الشعب

نظم الحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى فعالية انتخابية ميدانية ضمن حملته الداعمة لمرشحه صالح المصرفي تسلسل (1) في تحالف البديل رقم (250)، حيث تضمنت إقامة طاولة إعلامية جوالة جابت عددا من التقاطعات والشوارع الرئيسية في المدينة للتعريف ببرنامج التحالف وأهدافه.

تركز النشاط في شارع أيسر خريسان وامتد إلى شارع الأطباء وفلكة الفاروق وسوق الملابس، إذ قام الفريق الميداني بتوزيع أكثر من 2000 بطاقة ومطوية تعريفية ببرنامج تحالف البديل وأهدافه الإصلاحية، شملت أصحاب المركبات والمارة ورواد الأسواق.

وقد حظي النشاط بتفاعل إيجابي من المواطنين الذين أبدوا تأييدهم لبرنامج التحالف وأفكاره.

ويأتي هذا النشاط ضمن سلسلة فعاليات ميدانية متواصلة ينفذها الحزب في مختلف مناطق ديالى، بهدف التعريف بمرشحه وبرنامجه الانتخابي.

******************************************

في بغداد.. المرشحة شميران مروكي توقع كتابها {تأملات في رحاب الكتب}

بغداد – رفاه المعموري

شهدت قاعة مقهى قهوة وكتاب في منطقة الكرادة داخل، حفلا لتوقيع الكتاب الجديد للناشطة النسوية المعروفة شميران مروكي، والموسوم "تأملات في رحاب الكتب"، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي، إلى جانب أصدقاء ومتابعين لمسيرتها النضالية والفكرية الممتدة.

وجرى تقديم قراءة لمقدمة الكاتب حسب الله يحيى عن الكتاب، مشيرا إلى أن مروكي "امرأة تمتلك عقلا راجحا ورؤية تقدمية لا تتوقف عند حدود ثابتة، بل تواصل البحث والمعرفة رغم صعوبات الحياة وتجاربها الطويلة في ميادين النضال والسجون والعمل العام".

أدار الجلسة الأستاذ ستار الناصر، الذي استعرض محطات من حياة المؤلفة، مبينا أن ما لم يُذكر من سيرتها ربما يفوق ما كُتب عنها، لما تميزت به من نشاط إنساني وثقافي وفكري ترك أثراً في محيطها الاجتماعي والسياسي.

يتضمن الكتاب مجموعة من المقالات الفكرية والثقافية التي تتناول قضايا متعددة تمتد من النضال الوطني والعدالة الاجتماعية إلى الفكر السياسي والنقد الثقافي، حيث تقدم المقالات رؤى تحليلية للأعمال التي تناولتها، وتضيء الجوانب الجدلية والملهمة فيها، ما يجعل الكتاب أشبه بـ "مكتبة مصغرة ودليل قراءة محفّز".

وفي ختام الحفل، تحدثت شميران مروكي عن تجربتها مع الكتاب قائلة: "هذا العمل ليس بديلاً عن قراءة الكتب الأصلية، بل هو جسر يربط القارئ بما فاته أو تعذر عليه الوصول إليه، وأداة يمكن أن تفيد الباحثين والمهتمين في سعيهم للمعرفة".

وأضافت أن ما قدمته في هذا الإصدار هو ثمرة حب طويل للمعرفة وسعي متواصل لتقريب الفكر إلى الناس، مؤكدة أن "الكتاب بلغ غايته إن هو أشعل فضولاً أو ألهم قارئاً للبحث والتأمل".

************************************************

الصفحة التاسعة

صمت دولي وخذلان إنساني السودان.. قتل ونزوح ومعاناة لا تنتهي

الخرطوم ـ وكالات

تشهد ولايات كردفان ودارفور موجات نزوح غير مسبوقة، إذ أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أكثر من ألف وخمسمئة شخص من ولايتي شمال وجنوب كردفان خلال يوم واحد فقط، جراء انعدام الأمن وتصاعد العنف المسلح، لتضاف هذه الأرقام إلى عشرات الآلاف من الأسر التي تركت منازلها في الأسابيع الأخيرة هربًا من الموت والجوع.

نزوح كبير

النازحون، وفق تقارير المنظمة، تشتتوا في مدن عدة داخل الولايتين، وفي مناطق من ولاية النيل الأبيض، حيث يعيشون ظروفًا إنسانية قاسية في ظل غياب المأوى والمساعدات الأساسية. هؤلاء المواطنون الذين لم يحملوا سوى ما يستطيعون حمله بأيديهم، يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد أن تحولت مدنهم إلى ساحات حرب لا تميّز بين مقاتل ومدني.

وفي شمال كردفان، تتواصل الانتهاكات ضد المدنيين بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة بارا، وسط تقارير عن عمليات قتل ميدانية واغتصاب ونهب ممنهج. أما في مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، فقد وصفتها منظمات محلية ودولية بأنها "مدينة منكوبة"، بعد أن تحولت إلى مقبرة جماعية مفتوحة، حيث قُتل المئات واغتُصبت النساء وأُجبر الآلاف على الفرار عبر ما أصبح يُعرف بـ "طريق الموت" نحو بلدة طويلة.

تحذيرات من تكرار الجرائم

كما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تكرار أحداث العنف الجماعي في دارفور بالسودان بعد سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على مدينة الفاشر الأسبوع الماضي.

وقالت رئيسة اللجنة، ميريانا سبولياريتش، إن "التاريخ يعيد نفسه"، معربة عن قلق بالغ إزاء التقارير عن عمليات قتل جماعي محتملة داخل المدينة، التي كانت آخر معاقل الجيش السوداني في المنطقة.

أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن مئات المدنيين والعناصر غير المسلحة ربما لقوا حتفهم خلال سقوط المدينة. وأشار شهود إلى أن مقاتلي قوات الدعم السريع فصلوا الرجال عن النساء والأطفال قبل سماع دوي إطلاق نار، بينما نفت القوات استهداف المدنيين أو إلحاق أي ضرر بهم.

وقالت سبولياريتش في تصريحات صحفية: "الوضع في السودان مروع"، مؤكدة أن عشرات الآلاف فروا من المدينة، فيما يرجح أن عشرات الآلاف الآخرين ما زالوا عالقين داخل الفاشر دون طعام أو ماء أو رعاية طبية. وأضافت أن الوضع "يتجاوز تماما ما نعتبره مقبولا"، مشيرة إلى أن الفارين "كانوا يتساقطون أحيانا، بل ويموتون من الإرهاق أو متأثرين بجروحهم".

احتجاز آلاف المدنيين

وتقول شبكة أطباء السودان إن قوات الدعم السريع لا تزال تحتجز آلاف المدنيين داخل الفاشر وتمنع خروجهم، وتُعيد الفارين إلى المدينة، بينما تُترك الجثث في الشوارع دون دفن. فيما كشفت وزيرة الرعاية الاجتماعية سليمى إسحاق عن مقتل نحو 300 امرأة واغتصاب 25 أخريات، معتبرة ما يجري "تطهيرًا عرقيًا ممنهجًا" يعيد للأذهان مجازر الجنينة عام 2023 التي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف شخص.

من جانبه، أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أن للمحكمة اختصاصا قضائيا بالنظر في الجرائم المرتكبة في ولاية دارفور السودانية، مؤكدا استمرار التحقيقات بالجرائم المزعومة منذ اندلاع الصراع بالسودان.

وأعرب خان عن قلقه من تقارير عن قتل واغتصاب وجرائم أخرى بالفاشر تُتهم قوات الدعم السريع بارتكابها في المدينة التي أعلنت سيطرتها عليها نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي وكانت تحاصرها سابقا.

وأكد العمل على جمع الأدلة المتعلقة بالجرائم المزعومة في الفاشر لاستخدامها في ملاحقات قضائية، داعيا الأفراد والمنظمات المعنية إلى تقديم المعلومات والأدلة بشأن أحداث الفاشر.

موقف الشيوعي السوداني

وكان الحزب الشيوعي السوداني قد حمّل ميليشيات الدعم السريع مسؤولية المجازر التي تُرتكب في بارا والفاشر وكردفان ودارفور، وطالب بتحقيق دولي مستقل ومحاسبة فورية للجناة.

 كما انتقد الحزب انسحاب الجيش من الفاشر دون حماية المدنيين، مؤكدًا أن ما يجري ليس مجرد صراع على السلطة، بل هو حرب ضد الشعب السوداني بأسره تستهدف وحدته وثرواته ومستقبله.

ودعا الحزب إلى تضامن أممي واسع ووقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة، محذرًا من أن الاكتفاء بـ "بيانات الشجب" لم يعد مجديًا، وأن العدالة يجب أن تتحول من شعار إلى فعل.

*************************************

شهيدان في غزة مع استمرار خروقات الاحتلال واحتجاجات عالمية ضد تسليح الكيان

رام الله ـ وكالات

استُشهد فلسطينيان وأُصيب عدد آخر، الاثنين، في مدينتي رفح والمحافظة الوسطى جنوبي ووسط قطاع غزة، إثر تجدد خروقات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول الماضي.

وقالت مصادر محلية إن الشهيدين سقطا برصاص قوات الاحتلال قرب منطقة البركسات شمالي رفح، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين شرق مخيم البريج وسط القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة الضحايا منذ بدء الهدنة بلغت 236 شهيداً و600 مصاب، فيما جرى انتشال 502 جثمان من تحت الأنقاض.

وأشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الاحتلال يواصل تنفيذ ما وصفه بـ "جريمة الإبادة الجماعية" بحق المدنيين في غزة، ولكن بـ "وتيرة أقل ضجيجًا" من خلال قصف متقطع يتطور كل بضعة أيام إلى موجات قصف واسعة. وبيّن المرصد أن الجيش الإسرائيلي تسبب منذ بدء الهدنة باستشهاد 219 فلسطينياً، بينهم 85 طفلاً، بمعدل يفوق عشرة شهداء يومياً، فضلاً عن إصابة المئات، ما يؤكد أن سياسة القتل لم تتوقف.

كما وثق المرصد موجتي عدوان واسعتين خلال تشرين الأول، الأولى في 19 منه وأسفرت عن استشهاد 47 شخصاً، والثانية في يومي 28 و29 من الشهر نفسه، حين سقط 110 شهداء بينهم عشرات الأطفال والنساء.

وفي سياق متصل، أطلق نشطاء في مدينة هيوستن الأمريكية حملة بعنوان "حظر الأسلحة في هيوستن"، تزامناً مع مؤتمر بحري دولي، للمطالبة بوقف مرور أي شحنات عسكرية عبر الميناء باتجاه الاحتلال. واعتبر منظمو الحملة أن وقف عبور "شحنات القتل" يمثل خطوة عملية لوقف الدعم الأمريكي للجيش الإسرائيلي.

وشهدت موانئ أوروبية، بينها جنوة ورافينا وبرشلونة، احتجاجات مشابهة وإضرابات عمالية رفضاً لنقل أسلحة إلى الاحتلال، في تحرك متصاعد يربط بين أخلاقيات التجارة البحرية وجرائم الحرب في غزة.

************************************************

الصين تنفي تصريحات ترامب بإجرائها تجارب نووية

بكين  –وكالات

نفت الصين، امس الاثنين، بشكل قاطع الاتهامات التي وجّهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قيامها بإجراء تجارب نووية سرية تحت الأرض، مؤكدة التزامها الثابت بسياسة التنمية السلمية وعدم استخدام الأسلحة النووية أولاً.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي: "الصين لطالما التزمت بمسار التنمية السلمية، واتبعت سياسة عدم البدء باستخدام السلاح النووي، كما حافظت على استراتيجية دفاعية بحتة وعلّقت جميع التجارب النووية امتثالاً لالتزاماتها الدولية."

وجاء نفي بكين بعد تصريحات للرئيس الأميركي خلال مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة CBS، قال فيها إن "روسيا تجري تجارب نووية، والصين تجري تجارب، لكنهما لا تتحدثان عنها"، ملوحاً بإمكانية أن تستأنف واشنطن بدورها هذه التجارب.

وأضاف ترامب أنه "لا يريد أن تكون الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي لا تجري تجارب نووية"، مشيراً إلى أن كوريا الشمالية وباكستان تقومان أيضاً بتجارب على ترساناتهما النووية.

وفي تصريحات سابقة الأسبوع الماضي، أعلن ترامب أن بلاده ستستأنف اختبار ترسانتها النووية "فوراً"، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

وتؤكد الصين من جانبها أنها تلتزم تماماً بمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، داعية جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد وحماية الأمن والاستقرار الدوليين.

***************************************

اللقاء العالمي الخامس للحركات الشعبية: التضامن وسيلة نحو عالم أكثر عدلا

رشيد غويلب

انعقد اللقاء العالمي الخامس للحركات الشعبية في روما، في الفترة 21 - 26 تشرين الأول 2025، في مركز "سبين تايم لابس" الاجتماعي. وفي 23 تشرين الأول، استقبل البابا ليون الرابع عشر ممثلي الحركات الشعبية في قاعة الاستقبال بالفاتيكان. وقد أرسى هذا التعاون بين الفاتيكان والحركات الشعبية البابا الراحل فرنسيس، الذي بادر بعقد اللقاء العالمي الأول عام 2014.

الملتقى العالمي للحركات الشعبية يمثل جزءا من عملية عالمية. في جميع أنحاء العالم، ينظم المهمّشون أنفسهم للنضال من أجل الحق في السكن والعمل والغذاء وظروف معيشية عادلة؛ وكان البابا فرنسيس يُحبّ أن يُشير إليهم بـ "الأرض والسقف والعمل". وقال إن الحركات الشعبية تُمثّل "أملًا بعالم مختلف"، عالمٌ تُشكّل فيه العدالة والتضامن والإخاء محورًا أساسيًا.

السعي إلى تنظيم عالمي

كلمة واحدة ترددت في مساهمات المشاركين: "التنظيم". ويرتبط السؤال عن نوع التحالف الذي يريدون تشكيله في المستقبل بإدراك ضرورة إيجاد حلول جديدة: "هناك حاجة إلى استراتيجيات جديدة لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وتمتع جميع الناس بالكرامة المتساوية".

مثلا، وضحت غلوريا موراليس بالوس، من مجموعة كاليفورنيا "بيكو" "كانت الولايات المتحدة بالنسبة للكثيرين أرض الأحلام؛ أما الآن فقد أصبحت أرض الكوابيس". كما أشارت إلى عمليات ترحيل المهاجرين قائلةً: "الحكومة تعتقل الناس تعسفيًا". "هؤلاء هم نفس العمال الذين وفروا الخدمات الأساسية خلال وباء كورونا". وشددت بالوس على: "كيف يُمكننا أن نُفهم هؤلاء الناس أنهم ليسوا وحيدين، وأن هناك من يفهم معاناتهم وينظم جهودهم لمساعدتهم"؟

وأكد مشارك آخر علىً: "نحن بحاجة إلى جمع الحركات الكاثوليكية والعلمانية للتفكير في تحالف عالمي. بعد إدانة الظلم والحرب، علينا الاستجابة للظواهر العالمية والتنظيم عالميًا. وفي هذا الصدد، يُعد أسطول الصمود العالمي نموذجًا يُحتذى به، تمامًا كما نريد التحدث إلى ملايين الأمريكيين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج ضد ترامب".

البابا ليو الرابع عشر: "الأرض والمأوى والعمل حقوقٌ مقدسة"

اجتمع في 26 تشرين الأول قرابة ألفي، بينهم 180 مندوبًا الى اللقاء العالمي، يمثلون 130 منظمة من 26 دولة، في الفاتيكان، للقاء البابا. وحضر اللقاء ناشطون من مختلف أرجاء العالم: فقراء، ومهاجرون، وعمال مزارع، وجامعو قمامة.

ومن بين المحافظين والتقليديين، رحّب البعض بانتخاب البابا ليو باعتباره عودةً إلى النظام بعد سنوات "عصيبة" في عهد البابا فرانسيس. إلا أن هذا التقييم كان سابقًا لأوانه. فقد بدد خطاب البابا الجديد آمال هؤلاء في استعادة النظام المحافظ التقليدي. فبأسلوبٍ حادٍّ وغير معتاد، ندد البابا ليو الرابع عشر بالظلم الاجتماعي ودعا إلى التغيير. وأعلن أن هناك حاجةً إلى مزيدٍ من العدالة والتضامن.

واستخدم ليو الرابع عشر كلمةً أثارت استياء العديد من رجال الدين في عام ٢٠١٣: "الاطراف". قال: "الأمور الجديدة تُفهم بشكل أفضل من الاطراف"، مقتبسًا كلام سلفه حرفيًا تقريبًا. يُمثل هذا انقلابًا جذريًا: لم تعد الحقيقة من الأعلى، بل من الأسفل. لم يعد المركز كمكانٍ مُميزٍ للفهم، بل الهوامش كفضاءٍ لاهوتي. قال: "اليوم أريد أن أتأمل في أمورٍ جديدةٍ من الأطراف ". بادرةٌ تُظهر وعيًا بالحاضر، وحقيقة أن العالم قد تغير، لكن الظلم لا يزال قائمًا.

وقال في الأطراف، "تبدو الأمور مختلفة"، بينما "في المركز، لا يوجد وعي يُذكر بمشاكل المهمشين؛ وعندما تُناقش هذه القضايا في النقاشات السياسية أو الاقتصادية، يُكوّن المرء انطباعًا بأنها قضايا جانبية".

ومن الهامش تحديدًا، استعاد البابا ليو "راية فرانسيس الاجتماعية، وأكد أن "الأرض، والسكن، والعمل حقوق مقدسة تستحق النضال من أجلها" - وهي عبارة ميّزت بداية خطابه وحددت نبرة الدعم والمشاركة الاجتماعية في الاجتماع. "تماشيًا مع مطالب فرانسيس، أقول اليوم: الأرض، والسكن، والعمل حقوق مقدسة. إنها تستحق النضال من أجلها، وأريدكم أن تسمعوني أقول: "أنا معكم! أنا معكم".

تنظيم الأمل

حمل البيان الختامي عنوان "تنظيم الأمل" من خلال بناء تحالف عالمي "ضد الإقصاء".  وكام برنامج العمل الذي وُضع في ختام المؤتمر..

يُعد التحالف العالمي ضروريًا لأن المشاكل عالمية، "في عالم مجزأ يتسم بالعنف والظلم وتجاهل الكرامة الإنسانية". بدءًا من الحرب: "أكثر من 50 صراعًا مسلحًا قائمًا". ثم هناك "التفاوتات الاقتصادية" المتزايدة باستمرار. وتآكل أبسط الحقوق في مكان العمل بسبب تزايد عدد العمال "غير الرسميين" (60 في المائة عالميًا، و80 في المائة في بعض بلدان الجنوب) "الذين لا يتمتعون بأي حقوق أو حماية اجتماعية". السياسات الإجرامية للدول تجاه المهاجرين: في العام الماضي، "مات أو اختفى أكثر من 2500 مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط، هربًا من الحرب والجوع واليأس". إضافةً إلى ذلك، هناك "ملايين المشردين"، والتدمير البيئي الذي يؤثر سلبًا على أفقر الناس، و"استغلال الموارد الطبيعية اللازمة للتقنيات والأسلحة الجديدة"، و"عنف الرجال ضد المرأة"، والحرمان الممنهج من "الحق العالمي في الصحة".

******************************************

أفغانستان عشرات القتلى ومئات الجرحى

كابل  –وكالات

أعلنت السلطات الأفغانية، امس الاثنين، مقتل ما لا يقل عن 23 شخصاً وإصابة أكثر من 670 آخرين، إثر زلزال قوي ضرب إقليمي بلخ وسمنجان شمالي البلاد، وتسبب بتدمير مئات المنازل بشكل جزئي أو كلي، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عملياتها وسط مخاوف من ارتفاع حصيلة الضحايا.

وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الزلزال بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر، ووقع على عمق 28 كيلومتراً قرب مدينة خُلم، التي تبعد نحو 65 كيلومتراً شرق مزار شريف، ويقطنها حوالي 65 ألف نسمة.

وأوضح شرفات زمان، المتحدث باسم وزارة الصحة العامة الأفغانية، أن 534 مصاباً و20 جثة نُقلوا إلى المستشفيات في ولايتي بلخ وسمنجان، مشيراً إلى أن الأرقام "قابلة للزيادة" مع استمرار أعمال الإنقاذ. وأفاد صميم جويندا، المتحدث باسم مديرية الصحة في سمنجان، بأن بين المصابين نساءً وأطفالاً، وأغلبهم أصيبوا جراء انهيار أسقف المنازل.

وفي ولاية بدخشان القريبة، دمّر الزلزال نحو 800 منزل في قرية واحدة، وفق المتحدث باسم شرطة المقاطعة، إحسان الله كامغار، الذي أكد صعوبة الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب انقطاع الإنترنت وسوء الاتصالات.

وتسبب الزلزال بأضرار في المسجد الأزرق التاريخي في مزار شريف، حيث سقطت أجزاء من جدرانه، بينما بقي المبنى قائماً. كما أغلقت انهيارات صخرية لفترة وجيزة الطريق الجبلي الرابط بين كابل ومزار شريف.

وأوضحت الأمم المتحدة أن فرقها الميدانية بدأت بتقييم الأضرار وتقديم المساعدات العاجلة، مشيرة إلى أن الزلزال الجديد يأتي بعد أسابيع فقط من هزة مدمّرة ضربت شرق البلاد وأودت بحياة أكثر من 2200 شخص.

**************************************************

لبنان.. شهيد وسبعة جرحى في غارة صهيونية

بيروت  –وكالات

استشهد مواطن لبناني وأصيب سبعة آخرون، اليوم الاثنين، في غارة إسرائيلية جديدة استهدفت محيط بلدة الشرقية في الجنوب اللبناني، في تصعيدٍ خطير يعكس استمرار الاحتلال في خرق السيادة اللبنانية وتوسيع دائرة عدوانه رغم المطالبات الدولية بوقف التصعيد.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، إن الغارة الجوية التي نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية أدت إلى استشهاد مواطن لبناني وإصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة، نُقلوا جميعاً إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج.

وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن المسيّرة استهدفت سيارة مدنية في محيط البلدة، في وقتٍ تزامنت فيه الغارات مع تهديدات إسرائيلية متكررة ضد لبنان، ما يُعدّ انتهاكاً صارخاً لوقف إطلاق النار واعتداءً جديداً على المدنيين الآمنين.

وفي حادث آخر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن مسيّرة إسرائيلية ألقت قنبلة قرب جرافة تعمل في الحي الشمالي من بلدة الخيام، دون وقوع إصابات، بينما سجل استنفار واسع للجيش اللبناني في منطقة ميس الجبل رداً على تحركات مشبوهة للجيش الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة المقابلة لبلدة كروم المراح.

كما شنّت مسيّرة إسرائيلية أخرى غارة على مفرق زفتا، حيث سقطت ثلاثة صواريخ على الطريق العام، واقتصرت الأضرار على الماديات.

ويأتي هذا التصعيد في وقتٍ تشهد فيه الحدود الجنوبية توترات متزايدة، مع تكرار الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية وشنّ غارات على مناطق آهلة بالسكان، في تحدٍ واضح للقرارات الدولية.

***********************************************

الصفحة العاشرة

حامد العبيدي .. الوقت المهدور والموت

ريسان الخزعلي

في عزلةٍ حياتيّة  رافقها صمت  عميق،  عاشَ الشاعر/حامد العبيدي/سنواتهُ الأخيرة بعد أن عاجلته الخسارات الحياتية: الخيبة الوجودية، فقدان الرفاق والأصحاب، فقدان الزوجة، عدم الإنجاب، الريبة من تحوّلات لم يكن لها موقع في أحلامه، الانكسار النفسي، الإحساس بالغربة، الوقت المهدور في عدم  تأصيل التجربة الشعرية التي حملت بعض قصائدها  سمات أولى في تجديد الشعر الشعبي العراقي.  وهكذا جاء الموت ليجعل الغياب عزلةً أبديّة  نستعيد ظلال وجودها   من خلال  :مجموعتهِ الشعرية الوحيدة (ليالي الغريب) الصادرة في نهاية الستينيات، وقصيدتهُ في مجموعة (قصايد للوطن والناس) الصادرة في الذكرى الأربعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي المجيد، وبعض الأغاني .

حامد العبيدي، ولولا التعارضات الحياتيّة والوقت المهدور، لكان َ إضافة نوعيّة في مشهد تجديد الشعر الشعبي العراقي في حدود تجربته ولونه. ومن أهم القصائد التي جاءت باللون والشكل المغايريَن، قصيدة (مهجور). ورغم فرادة هذه القصيدة ذاتيّة التجربة، إلّا أن َّ الشاعر لم يواصل تأصيل نموذجها..!، ولأهميّة هذه القصيدة ، نُثبّت هنا نصّها ، لتكون العزاء الوجداني  لهذا الرحيل الصادم، والإشارة إلى الممكنات الفنيّة التي جاءت بها.

مهجور

ابكَهوَه امسامر الدّخان

وحدي اهناك

اباوع تنكسر نظراتي عالجدران

او تسيل النظره عالجدران

اتخط ادروب ما أعرف نهايتهه

او بدايتهه ..

درب منّا درب منّاك

صوره اهنا او صوره اهناك

او تكبر صورة النظرات بعيوني ..

او تتشابك مثل أشواك

وتلوّن نظرتي ادموع .. فوكَ ادموع .. فوكَ ادموع

وارجع من جديد اصحَه ..

الدمع ميفيد

واتروح الصّور واتغيب

اشوف اللون نفس اللون

نفس الكَهوَه .. نفس الناس

سكتة كَبر بالجدران

اونفس الشارع التعبان

او مرّت نسمه من ابعيد

تحمل طيف ( ميم ) وآه .. واتذكّرت

من يكَدر على النسيان

وين انت او لويش ابعيد..؟

كَلبي التهَب.. أرد اكتب ..

صفطة ورق تتمطه ابحزن عالميز

صوت الراديو مبحوح

والنار ابصدر لِوجاغ تاكل روحهه اوتطفَه

او خطوة صانع الكّهوَه والبصفّه

بسامير ابكَلب مذبوح

شكتبلك حچي اتعرفَه  ..

ماكو اجديد صدّكَني ..

نفس ايامنه المرّات ..

نفس ادموعنه الصلفَه

نفس احلامنه الترفَه

حتى الحلم  هاجرنَه

اوحتى الدمع ما وفّه

سنه .. سنتين .. شكتبلك

زمن عشناه .. او حبّيناه .. اوماننساه

راح وإنت َ هسّه اهناك ..

إنت َ اهناك  .. وآني اهناه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قصيدة ( مهجور ) كُتبت بلغة مدينيّة، وهموم مدينيّة ، وكل إشاراتها مدينيّة. والمُخاطب لا يخلو من البُعد السياسي، حتى وإن زاحمته أطياف المرأة . إنّها مرثيّة لخسارات مُبكّرة ، أكملتها خسارتنا برحيل الشاعر.

****************************************

يا صاحبي

سفاح ابو وليد

انطيني نهرٌ ازحٌف أوياك اجروف...،

...،هٍدني أمن القفصٌ شليتٌ جنحاني !

روحي امصحرٌه وتريد گطرة ماي..،

..،وازاني العطش والصيف چوٌاني

الصبرٍ بيّه نفٌذ والامل ظل كابوس..!

،والغيرّه اصبحٌت تندهني من ثاني

رجٌف شباچ گلبي وجرحي ظل بركان..،

،عار أعله الندى مايمطر الشاني...

اشكثرهميٌ أعله هاي الگاع فاض اشطوط

..،وأسنين التعٌب ماعگدٌت الساني

أنا ابزحمٌه وخجٌل من نظرة التاريخ...،

..،رايٍد منيٌ بصمه اتعلي بنياني

اجيتك ياحلو واظنوني ملتمات

،خافٌن ياوطّن لتگول ماجاني

انطيني سما وأنطيك راحة بال

صٍوّغني ابمهر واتشوفني خيٌال

..،زود البّيٌه يركض طالقٌه اعناني

انتفض بيٌه الجرح والباب شو محبوس !

واجناحتي رفّن وأنه بيٌه اشموس

اطلٍق ضحكتّي يامن خنگتّ الصوت

شايل غيض روحي اوعركهٌ ويّه الموت

چمّ موسٍم اجه وهذا أنه مو اني !

انطيني ورٌق اكتب عليه حروف

انطيني ضريٍح اشبگ عليه اچفوف

انطيني وطٌن مابيه الّه الخوف

عمري الجاي هوسهٌ ارگاب بين اسيوف .!

**********************************************

ترنيمة

إلى طريق الشعب

بمناسبة نجاح مهرجانها العاشر

حسين جهيد الحافظ

يمر الليل بيّ

اِمسامر احروفچ

فرح عاشگ

خلگ ناطور

ويمر بيّ النهار

ايطشر ألبسمات

عالوادم فرح مسرور

و أطير اويه الفرح

غناوة محبة

ابجنح عصفور

مراني الحزن شافچ

جزاني او راح

وعاشرني الفرح

٠ لحلچ  محبة حور

وياي للوكت

يجري نسابم طيب

يجبر خاطر المكيور

أحضنچ گلب بين أصلوع

و ألچ فدوه اِلعمر منذور

المامش صار

بيچ آمال يابو  وآمال

ماي امعاشر الناعور

ترفه أحلام عمري اوياچ

طگتلچ عشگ  بستان

رغم الگاع صبخه او بور

صيهود العشگ وياچ طگ خنياب

بسمچ شوگ يتغنه

الجبل والسهل

والصحراء وي الهور

طريق الشعب يا ام الجرايد

يا كفو منچ

يالاسمچ گمر وينور

وابجالچ دفو جويريد طگ

او طك نعناع غصن الزور   

ابعيدچ دارت الأيام

صواني اشموع تحضن ياس٠

شايل بالحنان ابخور   

تعلگ بيچ گلبي

 من الزغر لليوم

من يوم التهجه بيه

 دار او دور

لليوم او غرامچ بالگلب عايش

خبز تنور

تعود على عالسهر  والسمر

طبعي بيچ 

نزهه ارتاح مو مجبور

شالاج الوكت راية طيب

هلهولة غوه احديثات

و ايگلچ الف مشكور

اشگد مرت جرايد

 وأشكثر راحت

وانت انت هذبچ انت

ليلة عيد وادخول السنه

ورد جوري ابقدح شفاف

من بلور

ما همج ظلام الليل واشگد

طال فجر انت واسمج نور

شأهدي ابمنرجانچ

حرت مدري او أضمچ وين

الچ مو بس عمر ناذر

أدگ عمرين

طريق الشعب يا اهلال العيد

يا رمز الوفه بت الشيوعيين

*********************************************************

الصفحة الحادية عشر

القاص الرائد ذنون أيوب/ قبل عام 1954 في قصة من وحي الانتخابات عنوانها {رشوة}

سالم روضان الموسوي

وصلتني هدية ثمينة من إدارة مجلة "الثقافة الجديدة" العدد الرابع الصادر عام 1958 الذي صدر بعد أيام قليلة من ثورة 14 تموز، ووجدت فيها قصة للأديب والقاص العراقي الرائد ذنون أيوب عنوانها(رشوة) مشيراً الى انها من وحي الانتخابات، ومن المؤكد انها كتبت في ظل الحكم الملكي لان العدد كان معد للتوزيع وتم طبعه عام 1954، الا ان الظروف السائدة آنذاك حالت دون صدوره، حتى سنحت الفرصة بعد ثورة 14 تموز.

وفي مقدمة العدد كتب رئيس التحرير د. صلاح خالص، وكانت المقدمة وكأنها تستشرف ما نحن عليه الحال الان، او انها تقرير لواقع كان سائد وان القدر أعاد انتاجه لنا بصورة مطابقة له تماما، وجاء في المقدمة ما يرسم هذا الواقع حيث (نجد مقاليد الحكم في أيدى طغمة كريهة، لا تعنى بغير الدفاع عن مصالحها والتشبث بامتيازاتها وتوسيع ثرائها على حساب الاكثرية الساحقة من أبناء الشعب؛ نری هذه الاكثرية لا تملك من أمرها شيئا، ولا تتصرف بمصيرها الا بقدر ما يسمح لها به حكامها المفسدون؛ فلها الحق في أن تتألم وتشقى وتقاسي صنوف العذاب، على أن لا تجهر بالشكوى ولا تتبرم، على ان لا تمتعض ولا تحتج، بل وعلى ان ترقص طربا وتسبح بحمد حكامها الجشعين وشكرهم ، وتدعو لهم بطول البقاء وحسن الجزاء)،

مضيفاً: (أما الألسن الحرة، أما الصحف الشريفة، أما وسائل التعبير المخلصة الصادقة التي تظهر الفكر العراقي المتطور على حقيقته دون مسخ او تشويه ، فقد كتمت أنفاسها وسدت امامها السبل ووضعت دونها الحدود والقيود ووجهت اليها أشد الطعنات وأقوى الضربات، وشمخ الطغاة بأنوفهم وصعروا خدودهم وظنوا أنهم قضوا على الفكر العراقي ووأدوه ، فاطمأنوا الى وريقاتهم الصفراء واغدقوا عليها المال وبذلوا ما بذلوا لإتقان طباعتها وتزويق صفحاتها، ظانين انهم قد بلغوا الاوج ونالوا المرام) ثم يشير الى النتيجة الحتمية فيقول (ولكن الفكر العراقي لم يمت ، كما لم يستطع شكل المجتمع المزيف أن يفرض نفسه على مضمونه المتطور، وان يصوغه بالشكل الذي ينسجم معه؛ بل انه سرعان ما تحطم و تناثرت اجزاؤه تحت تأثير التنامي المطرد في محتوى المجتمع العراقي الاقتصادي والاجتماعي والفكري ، واذا بالمجتمع العراقي يأخذ الشكل الطبيعي الذي ينسجم مع تكوينه وتركيبه)

ويضيف المرحوم صلاح خالص بان هؤلاء الحكام الطغاة وخلال سنوات حكمهم حاولوا ارغام انوف الاحرار يقول (لم يترك فيها الخونة سلاحا الا شهروه، ولا طريقا للشر الا سلكوه، ولا وسيلة من وسائل الاضطهاد والتنكيل الا استعملوها ثم أغمضوا عيونهم وخيل لهم أن الرقاب قد انحنت أمام جبروتهم وأن الظهور قد التوت تحت سياطهم، وأن الركب تخاذلت من ضرباتهم، فاستهتروا ما شاء لهم الاستهتار وملأوا الارض فسقا وفجورا ولصوصية وظلما)

ويسرد لنا النتيجة التي آل اليها مصيرهم فيقول (بينما هم سادرون في احلامهم واذا بالشعب الجبار ينتفض واذا بالقيود تتداعى من انتفاضته الرهيبة واذا ببنائهم الذي تخيلوه شامخا متينا يتداعى بضربة من ضربات هذا العملاق الجبار وينتثر كالهشيم، أو كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف، واذا بالحرية تسحق الاستعباد، واذا بالحق يطارد الباطل، واذا بالخير يهزم الشر، واذا بالعدالة تعصف بالظلم، واذا بالفجر يبزغ فتتداعى امامه الظلمات وينكشف طريق المستقبل منيرا براقا امام الشعب) وعند الربط بين هذه المقدمة والمواد التي احتواها هذا العدد من المجلة، ومنها هذه القصة المعبرة عن واقع كان فيما مضى ثم ظهر مجددا في وقتنا الراهن، نجد إنها عبرت عن صورة تكاد تتطابق أسبابها ونتيجتها بينهما، ولأننا في أجواء الانتخابات البرلمانية وددت ان اعيد نشرها ليطلع عليها القراء ممن لم يتسنى لهم الحصول على المجلة، مع اني تصرفت قليلا جداً عندما استبدلت اسم جهة أشار اليها القاص بحرف رمزي حتى لا يفسر على انه من باب الترويج لجهة على حساب أخرى في ظل بازار الانتخابات الحالي

قصة عراقية/ من وحي الانتخابات

"رشوة"

بقلم: ذنون أيوب

ارسلت النجوم خيوطا واهية من النور وسط الزقاق الضيق والقى القمر بقعا بيضاء على أعلى الجدران السامقة. وكانت الجدران غير المنسقة قد اعطت بطونا كادت تتلامس، ومالت رؤوسها حتى لتكاد أن تتناطح ، وكانت تتعالى بين الفينة والفينة أصوات خفق نعال، سار، يرن صداها في ذلك الزقاق المقفر . وكانت «قنطرة الجان » قد فغرت فاها في منتهى الزقاق كزحاف خرافى يلتهم السابلة التهاما في جوفه المظلم المكرب وانشق باب واطىء، عن رجل هرم، وكان لانشقاقه صوت صدى أجش ، جوابا على طرق ملح على صفحة ذلك الباب المتداعى، ونظر الساكن الذى انسل من الباب الى الطارق بعينين كليلتين فأبصر عملاقا لم يترك الظلام مجالا لتبين قسمات وجهه ، ولكن العقال والعباءة والقنباز تحتهما كانت تدل على الوجاهة والنعمة، وتنحنح العملاق وبادأ بالسلام فأجاب الشيخ المتهدم، وعليكم السلام ورحمة الله » . وعلاصوت العملاق «احوالك يا عم حسينو ، ارجو أن تكون بخير . الاحوال صعبة في هذه الايام»!

الرزق بيد الله يا اخي» وكان دماغ حسينو قد بدأ يعمل بنشاط محاولا استطلاع كنه الرجل وتبين مقصده. لا ريب أنه يعرفه، ولكن لعنة الله على الظلام، وعلى عينيه الكليلتين . انهما لا تسعفانه، الصوت غير غريب عليه، أهو رزق ساقه الله اليه جوابا على دعائه بعد صلاة الافطار؟ فليمض بالحديث خطوة أخرى لعل الامر يزداد وضوحا. هكذا ترى يا أخي شوارع الفقراء مظلمة كالقبور. ان مخصصات البلدية تصرف على العناية بشوارع الاغنياء، وانت تعلم ان هؤلاء يستطيعون التملص من الضرائب بسهولة لا نعرفها نحن العوام.  (ستتحسن أحوالكم يا عم حسينو اذا ما انتخبتم نوابا يقضون لكم مصالحكم ، اذا كان لهم عند البلدية نفوذ وجاه) ولمع شيء في ذهن حسينو الكليل، وقال في نفسه «لقد أمسكت رأس الخيط . داعية للانتخاب ۰۰۰۰۰ ولكن ترى الى أي فريق يدعو ان البلد قسمان قسم من الوجهاء أصحاب النفوذ الذين تسندهم السلطات المحلية، والآخرون مع الافندية المتهمين بال (ش)  الذين يهدد مخاتير المحلات من ينتخبهم بالسجن ويتوعدونهم بغضب الحكومة. و انفرج فمه الادرد عن ابتسامة وقال «لا حديث للناس الا الانتخابات لقد ماج الناس في المقهى اليوم ، وكلهم يدعون الى انتخاب النواب الذين يسمونهم نواب الشعب . لقد رمى شاب ورقة في بيتي اليوم ، فيها أسماء مرشحي الشعب . لقد قرأها علاوى جارى وافهمني ان احوالنا لا تتحسن اذا لم ننتخب من يدافع عن مصالحنا، ويغار على مصالح البلد» «ماذا؟ عم حسينو احذر دعاة السوء. ان هؤلاء ال (ش) هدامون كذابون، وعدا ذلك فأنت رجل فقير على باب الله، ما انت وهؤلاء. اظنك لم تعرفني؟ أنا حامد. أنت شيخ محنك فكيف تنطلي عليك مثل هذه الدعايات»؟ ودب نشاط في جسم الشيخ حسينو وبرقت عيناه . حامد ، أجل كيف لا يعرف حامداً ٠٠٠

ما أعظم مشيئة الله . حامد يطرق بابه ليلاً راجياً تأييد قريبه المرشح.  واعتدل الظهر المتقوس وأطبق الفكان وضح الامر. جاء الوجيه الأبي الى باب الفقير يطلب منه حاجة، يريد منه أن ينتخب سعدوناً أبا على الذى لا ينسى قط کیف مر به يوما منتشياً ورآه يهين صديقه فليح بصفعة على قفاه مداعباً وكيف أخذ يسخر منه وسط صغار الحمالين في السوق... ان هؤلاء الافندية (ش) لا يتسلون بالسخرية بالناس على الاقل، لا في أيام الانتخابات ولا في بقية أيام السنة ... أترى سعدون أحسن من هؤلاء حقاً؟ واشتد صوته «لقد تجشمت مشقة كبيرة في القدوم الى حينا الحقير، وطرق بابي الهرم مثلي. كان الأحرى بجاهك أن تقابلني نهارا.» وصقع الرجل بتلك اللهجة القوية المتتالية، ولعن قريبه ساعة طلب منه أن يدور على سكان الحي من الفقراء ليشتري اصواتهم ولم يكتم غضبه بل انفجر يقول «ليس لهذا أتيت فقط، ان سعدونا يوزع الصدقات في رمضان كما تعلم وقد جئت بحصتك، فأنت شديد الحاجة اليها كما تعلم هذه حصتك أبو العشرة» وقرقعت الورقة من فئة عشرة الدنانير في يده، واتاه الجواب دون أن تمتد يد لتلاقي يده حصتي كبيرة اذا يا حامد، والسبب هو انى أتمتع بسمعة بين أبناء المحلة. انهم يثقون بي، يلبون ما ادعوا اليه اليس كذلك؟ »

«حسينو ذكي كما عهدته تفضل خذ العشرة، والايام بيننا.»

اسمع یا سید حامد اتعلم ان دخلي اليوم كان درهما واحدا فقط ؟ وانني قد افطرت مع امرأتي على خبز وبصل وماء وبضعة خيارات؟ وانى لا اذوق اللحم فى الشهر أكثر من مرة؟ أعلم كل ذلك واعلم فوق ذلك بأن حسينو الذي يهين اصدقاءه السكيرين من الوجهاء بصفعهم على قفاهم لا يبيع صوته بدراهم كما يشترى الوجهاء والاشراف هذه الاصوات. ضع دراهمك في جيبك وقل لابن عمك سعدون ان ضمائر الناس لا تشترى بالدراهم. ».

وقرقع صوت الرجل العملاق ضاحكا «حسينو تعلم الخطابة من (ش). سترجع الى عقلك عندما يسوقك الشرطة الى المركز بالجلاليق» وومضت عينا حسينو غضباً، وابرقت فكرة في رأسه، فصاح بأعلى صوته «جنابك جاي ترشوني لأخذ صوتي . وفوق ذلك تهددني. يا ناس.

يا أهل المحلة. ما هم هؤلاء الذين يدعون الوجاهة لا يكتفون بإزعاجنا ليلا بل يريدون اذلالنا بدراهمهم فاذا ما أبينا أهانونا». وانشقت تلك الجدر عن أناس كالجان، وكأنهم خرجوا من الجدران بسحر ساحر، وكثر اللغط واعتلى حسينو دكة في الطريق ومضى يتكلم، واتاه علاوي ابن جاره الطالب بفانوس. وشعر حسينو بأنه سينتقم لمذلة عمر بكامله. لقد أدرك أنه انسان ذو قيمة، وأنه يعرف السياسة، وان له صوتا وتطاولت قامته، وارتفع صدره وانهالت الكلمات من فيه، وكانت وجوه جيرانه تنظر اليه واجمة ذاهلة. وما عرف ما قال، ولم يصح الا على صوت هتاف علاوي وتصفيق جيرانه وسمعوا صافرة الديدبان، فتسللوا إلى بيوتهم وهم يلغطون، واطبقت الجدران مرجعة السكينة والخنوع اليها، بادية في التواءاتها وانكساراتها وفى جوها المظلم الخافت الكتيب، وما كان ثمة من يعرف ما تحويه من قوة لا تغلب الا ذلك الراشي الذى هرول هارباً خوفا من تألب جمهور الصعاليك عليه، وهو يردد في نفسه «لعنة الله على النيابة التي يتحكم بها وبنتائجها أمثال هؤلاء الصعاليك الملاعين»

********************************************

العزلة والاغتراب عند كافكا

د. بهاء محمود علوان

إن الاغتراب الاجتماعي والعزلة التي فرضها كافكا على أبطالهِ كانت ناتجة لعدم الانتماء الكامل للتيارات المجتمعية المختلفة في عصره، وتم تفسيره في اتجاهات مختلفة ومنها، إن المناهج الإيديولوجية والنقدية الاجتماعية تنظر إلى أبطال كافكا على وفق المنظور الماركسي كممثلين لحالة من الاغتراب الاجتماعي، التي هي نتاج أزمة اجتماعية برجوازية رأسمالية متأخرة. أما من وجهة النظر الفلسفية التي تنظر إلى أبطال كافكا فتفسر الدراسات العزلة المجتمعية على أنها عزلة (للذات)، التي تمثلت في شخصية كافكا نفسه، وكذلك القلق الوجودي المتمثل في أعمالهِ وحجم الأزمات التي كان يعيشها. وفي وجهة النظر الدينية لأبطاله.   في روايتة (المسخ)، تعبير عن عدم الانتماء وعزلة البطل تظهر جليا بشكل خاص في فشل أي اتصال بين البطلِ ومحيطه. وفيها يعيش كريكور سامسا عزلة تامة عندما يصبح سجيناً لجسده. وأن حقيقة جسده الفاسد تؤدي إلى عزلته عن عائلته، وهو المحور الرئيس للأحداث في الرواية، وتجد التعبير عن ذلك بشكل الباب الذي يصفه الكاتب في روايته. وفي تصاعد أحداث الرواية يظهر لنا كافكا كيف أستيقظ كريكور ليجد جسده قد تحول إلى حشرة. وأحد جوانب تحوله هو فقدان القدرة على اللغة البشرية. صوته يتخلله عبارة (ليس كثيرا) و (صرير شديد ومؤلم)، مما يجعل كلامه غير مفهوم. في البداية لم يكن يريد الاعتراف بفقدان قدرته على الكلام أكثر من رغبته في الاعتراف بجسده الجديد. وكان يعزي النفس بالفكرة القائلة بأن (التغيير في صوته لم يكن أكثر من نذير بنزلة برد شديدة). وليس من الواضح ما إذا كانت قدرته على الكلام تفشل بشكل كامل منذ البداية أم أنها تفقدها مع مرور الوقت، لأن عائلته تستجيب في البداية للتغيرات الحاصلة على جسده، وفقدانه القدرة على التحاور. وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى استسلامه لذاك التحول الغريب والمتمثل بفقدان القدرة على الكلام، وما يترتب على ذلك من عدم القدرة على التواصل. يفسر سيكفريد دانكلماير غرابة اضطراب التواصل هذا على أنه تدفق تواصل بشري مسدود من جانب واحد. قبل التحول في رواية "المسخ"، كان كريكور يغلق بابه من الداخل. كان الباب وسيلة لحماية خصوصية الإنسان وبالتالي ضمان فرديته واستقلاليته. بعد التحول، فإن الباب تم إغلاقه من الخارج من أجل إبعاد كريكور عن الحياة العائلية. يتأمل كريكور الدور المتغير للأبواب في حياته منذ تحوله: (في وقت مبكر، عندما كانت الأبواب مغلقة، جاء الجميع إليه). أريد الآن بعد أن فتح أحد الأبواب كي أرى الآخرين على ما يرام، ولكن لم يأت أحد ليراني وأصبحت الباب تغلقُ من الخارج.   حاول كريكور في البداية التغلب على مشكلة التواصل. يستمع إلى محادثات عائلته عند الباب، لكن مع مرور الوقت، (لم يعد قادراً على الاستماع بسبب التعب العام). بعد أن تقبلت العائلة حالة كريكور الجديدة، قاموا بفتح الباب للسماح لكريكور بالمشاركة في المحادثات العائلية المسائية. وهذا يوضح الجانب الأحادي الذي يميز التواصل منذ لحظة التحول فصاعدا: يستطيع كريكور الاستماع إلى محادثات الأسرة، لكنه في مكان منعزلٍ ولا يمكن رؤيته من غرفة المعيشة. وبالتالي لا يزال منفصلاً عنهم ولا يستطيع المشاركة في المحادثات بسبب عجزه عن الكلام. ولسوء الحظ فإن حالته تقتصر فقط على جسده المادي، وبقيَّ كريكور يفكر ويشعر ويفهم مثل الإنسان. وهذه الحقيقة كانت غائبة عند عائلتهِ لظنهم بأنه حين فقد القدرة على الكلام، فأنه فقد القدرة على التفكير كذلك، وأنه لا يستطيع فهم الآخرين أيضاً.

وعلى وفق حالته الجديدة لم يعد يٌسمح لأي شخص من الخارج بالاقتراب منه، لكنه هو نفسه لا يستطيع التواصل مع الخارج أيضاً؛ والأسوأ من ذلك أن كل محاولات كسر عزلته لا تؤدي إلا إلى تعزيز عزلته أكثر. وفي أحد الأيام عندما حاول فتح الباب بكلِ ما أوتيَّ من قوة، وحين نجح في ذلك وخرج من عزلتهِ، يصاب كافة أفراد عائلته بالإغماء والشعور بالعداء نحوهِ. وأستقبل والده محاولته للهروب من عزلته، الموصوفة في الفصل الأول، بالنفور العنيف والتوبيخ، فيعود ثانيةً  إلى نفس الغرفة. وفي الفصل الثاني يتساءل كيف يمكنه الاستماع عند الباب. لكن محاولته كان لها تأثير معاكس تماماً، لأنه بمجرد أن تسمع العائلة أي ضوضاء، ويشعرون بإنصات كريكور لهم، يلتزمون الصمت. وفي ذروة الشعور بالوحدة والعزلة، حين يسمع أخته وهي تعزف على الكمان دون أن يتمكن من الاقتراب منها، في محاولة منه لكسر العزلة المفروضة عليهِ قسراً.

وهنا ترمز الموسيقى، كما أسماها الفيلسوف كانط، إلى (لغة الأحاسيس المجردة دون أية مفاهيم). إن عزف أخته على الكمان لتوقظ فيه شوقاً إلى المجتمع الإنساني والأمل في أن يكون ذلك ممكناً بالموسيقى، ومن دون اللغة لتظل هذه الرغبة غير محققة، ولا تزال الآمال مبددة بالعودة إلى (الدائرة الإنسانية).

****************************************************

شعريتنا والخروج من ذاكرة الرماد

علي حسن الفواز

بين أن نتذكر أو ننسى ثمة زمنٌ يمشي بينهما، وأفكار تنط أو تهرب، أو تتحول بصخبٍ أو ببطء، لكي تجعل التذكر مريبا، والنسيان تورية..

زمننا الشعري هو اكثر "الزمانات" عرضة لهذه الثنائية، ولغرائبية ما تحمله من مفارقات، ومن أوهام، تموت فيها كثيرٌ من الأسماء، وتحيا فيها أسماءٌ أخر، فيتحول وجودها في التذكر الى محاولة  في البقاء القاسي المُعانِد للزمن، أو البقاء الذي تحميه الأيديولوجيا أو التاريخ العائلي والمدرسي، وكلا الأمرين يجعلان من حكاية النصوص، في تذكرها أو نسيانها، مرهونة بما يمارسه آباؤها، أو ما يشاغب فيها أبناؤها، وعلى نحو يجعل من الزمن الثقافي عرضة الى التشظي، والى السهو، أو الى "الزهايمر" حيث تمارس عوامل التعرية وظيفتها في مراقبة خريف الجسد والغابة، وخريف القصيدة، حتى بدا الأمر وكأن هذا المشهد هو الذي نحتاج الى مراجعته، كي لا يصدمنا بثباته المراوغ، وبسلطته "التاريخية" على ذاكرتنا التي تشبه أحيانا مثل "ذاكرة الرمل"

أزمتنا مع الشعر هي ازمتنا مع الوجود واللاوجود، وهي ازمة مثيرة للجدل، على مستوى توصيف الريادة، أو على مستوى التعرّف على المغامرة والتجاوز، حتى لا يكتسب الحديث النقدي حولها طابعا انفعاليا، و"ثوريا، فتعيدنا الأسئلة الى الذاكرة، والى علاقتها بالتاريخ، وبقدرة هذا الشاعر أو ذاك، أو هذه التجربة أو تلك، على حيازة أدوات صناعة وجودٍ متعالٍ، أو "جيلٍ شعري، كالذي اعتدنا أن نسميه، عبر تشكلات شعرية لا يجمعها سوى الزمن، والعدوى الشعرية، والأثر الشعري، والبيان الذي يتحول الى شهادة ماكرة لتثبيت هذا "الجيل"

تلك الأزمة، أو المشكلة والعلة فتحت الباب، وستظل تفتحه على جحيم "ثقافي" لا نكشف من خلاله الّا عن علاقة هذه الأزمة بما يجاورها من أزمات سياسية وايديولوجيا، وأحيانا انقلابات عسكرية جعلت من الثقافي خارج السياق، وهذا ما يجعل إعادة تقييم التاريخ والذاكرة ليس بريئا، لأن سيكون خاضعا الى سلطة تلك العلاقة المريبة، مع السياسي والايديولوجي والانقلابي. اليوم ونحن عند الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، نجد انفسنا إزاء واقع شعري ملتبس، وغامض، تُعيدنا بعض اسئلته الى "القرن الماضي" والى ازمة البحث عن الهوية الشعرية وعلاقة هذه الهوية بالتاريخ والتجديد، بوصفهما ثنائية قلقة، لم تتخلص من عقدة السلطة، ومنها سلطة الشعر ذاته.. ثمة من يشكو هيمنة "قصيدة الشطرين" على الواقع الشعري، وأنها اعادت القصيدة الى نوع من "الرجعية الشعرية" والى ما يشبه النكوص التاريخي، وثما من يشكو رتابة "قصيدة النثر" وغموضها، وضعف بنائها الشعري والتصويري واللغوي، وثمة من يقول: إن "قصيدة التفعيلة" مازالت غنائية ورتيبة، وأن كثيرا منها لم يتخلص من "ذاكرة السياب" والبياتي وسعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر وغيرهم، وأن مفهوم "التجديد" لم يتحول الى مجال تاريخي، ينفي عنه شهوة التذكر، ويضع القصيدة الجديدة في سياق المغامرة والتجريب والتجاوز، وهي قضايا ثقافية في الجوهر، لكنها أيضا قضايا تاريخية مرهونة بفعالية تجديد الزمن الثقافي والنص الثقافي/ الشعري. النجاح في تقعيد مفهوم التجاوز يعني صياغة مفاهيمية للهوية والصورة الشعريتين، إذ إن ترك هذه الصياغة للعموميات سيسلب حق الشعر في الجدة، وفي اكتساب خصوصية وجوده في التاريخ الجديد، فالسياب وظاهرته الشعرية، والستينيون وظاهرتهم الشعرية، وحتى ما تلاهم من "أجيال" علقوا بالذاكرة أكثر من التاريخ، وهذا ما يجعل تحرير الذاكرة رهينا بتحرير الوعي، وبمواجهة أصحاب المعاطف القديمة، ليس بغاية الطرد والعزل، بل بنقدية مواجهة صدمات المستقبل، وبأن الكتابة الجديدة ينبغي أن تكون بمستوى تلقي تلك الصدمات، وبالقدرة على صياغة الأسئلة الجديدة، أسئلة الصوت وليس الصدى، أسئلة الوجود وليس الغياب، أسئلة الغابة وليس الشجرة، لأن ما يجري حولنا من تحولات فارقة يكشف عن اللامألوف في حياتنا، والتضاد الذي يجمع الغرابة بالاغتراب، ويُعرّض الذاكرة الى ما يشبه المحو، بوصفها ذاكرة "متحف العائلة" التي تحفظ المعطف والقميص والمخطوطة، وتكتفي بأن تجعل من "شاعر المتحف" يمارس أحيانا قسوة الأبوة أو فتنتها.. التمرد على الذاكرة قد يكون خيارا، والدعوة الى ما يشبه النسيان النبيل، لكي تدرك القصيدة الجديدة حريتها، ويدرك الشاعر أهمية أن يتحمل مسؤولية هذه الحرية، وأن يمارس وعيه بنوع من التعالي، والتصريح بأن الكتابة الجديدة قرين بفاعلية تأهيلها لتكون وجودا يصلح للمستقبل.  

********************************************

قُل ولا تقُل يا مصطفى جواد

د. مصطفى جواد (1904- 1969) العالم اللغوي والمؤرخ العراقي المعروف بحرصه على دقة وتصويب اخطاء اللغة العربية، ومؤلف الكتب البارزة: "قل ولا تقل" و "العراق في العصور الاسلامية" و "في اصول التاريخ" هذا العالم الجليل، نُصب له تمثال في مدخل مدينته الخالص محافظة ديالى قبل سنوات، وبدلاً من الاهتمام والعناية بهذه القامة العلمية المرموقة، جرى مؤخراً ازالة هذا التمثال وبطريقة لا تليق بمقامه. وأدعى احد المسؤولين في المحافظة ان التمثال قد ازيل للمجيء بتمثال آخر اكثر دقة وتشخيصاً، وكان يفترض نصب التمثال الجديد – اذا كان الامر صحيحاً – قبل ازالة التمثال الموجود، والا فان الامر سيتم نسيانه ولا وجود لتمثال جديد.