ص7
المهندس علي البياتي
مطلوب نهج حكومي جاد
يفسح المجال أمام الكفاءات العراقية
حاوره :يوسف ابو الفوز
المهندس علي حسين البياتي (مواليد 1988) درس في الجامعة المستنصرية، كلية الهندسة قسم الهندسة الكهربائية، وتخرج عام 2012، وصل فنلندا عام 2015، طبيعة العمل الحالي في فنلندا مهندس الكترونيك في شركة ABB:
• كيف اجتزت مشكلة اللغة، وقضية معادلة الشهادة؟
ــ الأمر استغرقت مني وقتًا وجهدًا كبيرًا حتى اجتزت امتحان اللغة. أما معادلة الشهادة فكانت سهلة من الناحية الإجرائية، لكن سرعان ما اكتشفت أن المعادلة وحدها لا تكفي. فقدمت على مئات الوظائف في الشركات والمؤسسات، ولم أتلقَّ أي رد. هنا أدركت أن عليَّ أن أبدأ من جديد، فقررت دخول الجامعة في فنلندا. نجحت بتفوق في امتحان اللغة والدخول، والتحقت بجامعة متروبوليا في قسم الهندسة الكهربائية والأتمتة – تخصص إلكترونيات. شهادتي العراقية ساعدتني كثيرًا، إذ تمكنت من معادلة عدد من المواد، ما جعلني أجتاز أول سنتين بسرعة أكبر. خلال دراستي كان لدينا برنامج تدريب عملي، فتقدمت للحصول على تدريب صيفي في شركة ABB، وهناك وجدت الفرصة التي كنت أبحث عنها. بدأت رحلة جديدة بالجمع بين العمل في الشركة ومواصلة دراستي الجامعية، وهذا شكل نقطة تحول في مساري المهني. تجربتي علّمتني أن التحديات في المهجر ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية جديدة. بالصبر والجهد يمكن تجاوز صعوبات اللغة والمعادلة وسوق العمل، وتحويلها إلى فرص لبناء مستقبل مختلف
• كيف تعاملت شركات التوظيف معك، هل وجدت العمل المناسب لاختصاصك؟
ــ الحقيقة، معظم الشركات لم تكن تعطي فرصة جدية للمتقدم ما لم يكن قد أنهى دراسته داخل فنلندا أو يمتلك خبرة عملية محلية. صحيح أنه من الممكن العثور على عمل، لكن غالبًا يكون في وظائف بعيدة تمامًا عن مجال التخصص الهندسي، أما العمل في مجال الاختصاص، فقد بقي أمرًا صعبًا حتى التحقت بالجامعة الفنلندية وبدأت الدراسة فيها، حيث فتحت أمامي أبواب التدريب العملي، ومنه حصلت على فرصة حقيقية للعمل في مجالي
•لماذا غير بعض المهندسين اختصاصهم وعملوا في أعمال أخرى؟ ولماذا يعاني البعض من البطالة؟
السبب الرئيسي هو صعوبة إيجاد وظيفة في الاختصاص دون وجود (وسيط) أو دعم قوي. في كثير من الأحيان لا يعتمد الأمر على الكفاءة فقط، بل على العلاقات والمعارف. إضافة إلى ذلك، هناك تمييز واضح في سوق العمل ضد المهاجرين، وهذا ليس مجرد انطباع شخصي، بل أمر تعترف به حتى الحكومة الفنلندية نفسها. ورغم امتلاك الكثير من المهاجرين مهارات عالية وخبرات جيدة، إلا أنهم يواجهون تحديات في الحصول على فرص متكافئة. هذا ما يدفع بعض المهندسين إلى تغيير مسارهم المهني والاتجاه إلى أعمال بعيدة عن اختصاصهم الأصلي، فقط من أجل البقاء والاستمرار. في حين يبقى آخرون يعانون من البطالة، رغم رغبتهم الكبيرة بالعمل وقدرتهم على الإبداع والإضافة.
• مدى دعم جمعيات للمهندسين لكم؟
من خلال تجربتي الشخصية، أرى ان دورها في دعم المهندسين المهاجرين محدود جدًا. فهي لا تقدم المساندة الكافية في مسألة إيجاد فرص عمل، أو في ربط المهندسين الجدد بسوق العمل المحلي.
• هل يمكن التعاون مع جهات، نقابات، لتقدم الدراسات والمقترحات لتحسين البنية التحتية في العراق، والعمل على تأهيل الكادر المحلي (الوطني)؟
ــ نعم، يمكن التعاون مع الجهات الرسمية والنقابات والمؤسسات ذات العلاقة لتقديم الدراسات والمقترحات التي تُسهم في تحسين وتطوير البنية التحتية في العراق. ومن خلال خبرتي العملية في فنلندا، وكذلك من خلال عملي افي شركة ABB، أؤكد أنني قادر على المساهمة في هذا المجال، سواء عبر:
o نقل التجارب والخبرات الناجحة رغم اأنه مازلت اعنقد ان استفادة الوطن من خبراتنا مازال محدودا، بسبب غياب سياسات واضحة لاستيعاب الكفاءات، مع ذلك، يمكن ملاحظة أن الحكومة في الفترة الأخيرة بدأت بمحاولات لتسهيل الاستثمار، وتقديم بعض التسهيلات للمشاريع والأفكار.
نبراس سعد: المهندس في الخارج عليه أن يعادل شهادته ويثبت كفاءته
طريق الشعب -خاص
نبراس سعد مهندس برامج حاسبات، تحدث عن أبرز التحديات التي تواجه شريحة المهندسين العراقيين في بلاد المهجر وعلى وجه الخصوص في كندا قائلاً:
أن أهم المشاكل التي تواجه المهندسين العراقيين في كندا هي عدم الاعتراف بشهاداتهم وخبراتهم، مما يضطرهم لمعادلة شهادتهم، والدراسة لسنوات وبكلفة باهضة جداً، أو العمل في وظائف لا تتناسب مع مؤهلاتهم وبأجر قليل. كما يواجهون صعوبات في الحصول على تراخيص مزاولة المهنة في البلدان الجديدة، إضافة إلى التحديات الإجتماعية والإقتصادية المتعلقة بالإندماج في مجتمع جديد يختلف في ثقافته وعاداته.
وأشاد نبراس بالمهندسين العراقيين بقدرتهم على إثبات كفاءتهم والحصول على وظائف في تخصصاتهم، ورغم أن بعض المهندسين ممن لم يحالفه الحظ مما دفعهم هذا الى مزاولة عمال أخرى، تختلف عن اختصاصاتهم ولا علاقة لها بالدراسة الأكاديمية التي حصلوا عليها في بلدهم الأم، وهناك صعوبات أخرى قد تواجهه البعض من يصر على العمل باختصاصه، هي الحصول على تراخيص مزاولة المهنة حيث أن الكثير من الشركات يطلب الخبرة العملية وهذا غير متوفر للقادمين الجدد فضلا عن صعوبات اللغة، وغالبا ما تكون في سوق العمل منافسة قوية ويضطر المهندس العراقي للتنافس مع مهندسين محليين أو مهاجرين آخرين، وهذ يجعل الحصول على فرصة عمل أمرًا صعبًا. ويضيف: على الجانب الأخر، فالحكومة الكندية ونقابات المهن الهندسية تقدّم مجموعة متنوعة من المساعدات لدعم المهندسين المهاجرين وتأهيلهم لسوق العمل الكندي. هذه المساعدات تهدف إلى تسهيل عملية الإعتراف بالشهادات والخبرات، وتوفير الدعم اللازم للاندماج المهني والثقافي، كما تلعب هذه النقابات دورًا حاسمًا في مساعدة المهندسين المهاجرين من خلال التوجه و التدريب و التنسيق مع أصحاب الورش لتوفير برامج تدريبية مجانية ( الحصول على الخبرة ) وعند إنتهاء المهندسين من هذه الدورات، يجري إعادة تأهيلهم و يندمجون في سوق العمل، ورغم ذلك هذه العملية ومحاولة الإندماج ليس سهلة في ظل التضخم والكساد التي يشهده العالم، و كندا تتأثر به كثير مما يضطر الكثير من المهندسين وأصحاب الاختصاصات أن يغير طبيعة عمله، ويؤكد المهندس نبراس مع ذلك أن هناك العديد من قصص النجاح الملهمة للمهندسين العراقيين الذين تمكنوا من تحقيق إنجازات كبيرة في كندا وبلدان أخرى. لأن إصرارهم على المواصلة لهذا الطريق الشاق قادهم إلى النجاح، أحد الأمثلة النجاح المهندسة المعمارية الدكتورة زها حديد وجراح الأطراف الاسطوانية العبقري الدكتور منجد المدرس، هناك مهندسون عراقيون وصلوا إلى مناصب رفيعة في شركات كندية. بعضهم يعملون كمستشارين أو في مجال الهندسة المدنية، مستفيدين من خبرتهم الأكاديمية، وهناك أطباء أصبحوا عالميين في مجال اختصاصهم وتتجاوز قصص نجاحهم حدود كندا لتشمل دولًا أوروبية.
ويختتم قائلا: يبقى السؤال الأكبر لو كانت البيئة مناسبة لهذه العقول لكانت هذه الكوادر العلمية والفنية تساهم في تقديم خبراتهم وابداعاتهم لخدمة بلدانهم ومواطنيهم.
الكاركاتير العراقي
يتجول في مدن كندية
ماجدة الجبوري – مونتريال
خلال زيارتنا الأخيرة لثلاث مدن كندية- كيبك، أوتاوا، ومونتريال- برزت لكل مدينة هويتها الخاصة، تمتزج فيها السياسة بالتاريخ والفن، وتتناغم عمارتها القديمة، ذات الطراز الفرنسي، مع المساحات الخضراء الرحبة. في هذه المدن، بدأ الحضور الثقافي كثيفاً، وكأنك تتنقل بين فصول مفتوحة من كتاب حيّ.
في مونتريال، وتحديداً في "ساحة جان كارتيه " المخصصة للمشاة، شدتنا ملامح فنية متعددة. الساحة سُميت تيمّناً بالفنان الكندي جان كارتيه، الأستاذ الجامعي في فن السيراميك، الذي ساهم في مدّ الجسور بين الفنون التطبيقية والصناعات الفنية، وأسس ورشاً تعليمية أثّرت في أجيال من الفنانين.
وسط هذا الفضاء، تواجد عدد من الرسامين يعرضون أعمالهم على المارة. لفتني كشك صغير تزيّنه عشرات الرسوم الكاريكاتيرية، بعضها لوجوه مشاهير، وأخرى لسيّاح عاديين. دخلت الكشك، حيث كان الفنان منغمسًا في رسم ملامح أحد الزبائن، وحين انتهى، بادرته بالسلام وأبديت إعجابي بأعماله. عرّفني بنفسه: عبد العال الشذر، فنان عراقي سبعيني من البصرة، مهاجر يقيم في كندا منذ أكثر من عقدين.
حدثني الشذر عن بداياته: تخرّج في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد عام 1974، وخدم في المسرح العسكري، ثم درّس في جامعة البصرة حتى عام 1994، قبل أن يغادر العراق إلى الأردن، ثم يستقر في كندا منذ عام 2000. يقول: "هذا الكشك هو مصدر رزقي، أستأجره من البلدية مقابل 600 دولار، ونرسم طوال أيام الصيف الذي لا يتجاوز 100 يوم في السنة".
أضاف أن في الساحة نفسها يعمل فنانون عراقيون آخرون، منهم طارق المعروف من الحلة، خريج فن النحت، وفنان ثالث يُدعى فاضل. تأثّر الشذر مؤخراً بانخفاض أعداد الزوار الأميركيين بسبب التوتر بين كندا والولايات المتحدة، " لأن الأميركيين يدفعون بالدولار، وغيابهم يؤثرعلى دخلنا"، كما قال. وعن زبائنه، يروي: " في مرة، همست لي امرأة أن زوجها قاضٍ كبير من كيبيك. بدأ الرجل يتأملني وأنا أرسمه ممسكاً بمطرقة القاضي (چاكوك)، ثم ابتسم لزوجته. أظنه عرف أنها أفشت سرّه". للأسف، لم أتمكن من لقاء الفنان طارق المعروف، الذي يغلق كشكه مبكراً كل يوم. لكنني غادرت الساحة وأنا أحمل انطباعاً حيّاً عن فنانين عراقيين يواصلون رسم الحياة، من قلب الشتات، بأدوات بسيطة وروح عالية.
الفنان المغترب سلام غريب
يضيء جوانب
من حياته الإبداعية
ستوكهولم: عاكف سرحان
استضافت الجمعية المندائية في ستوكهولم الفنان المهندس سلام غريب شيخ داخل "أبو عادل"، في أمسية بعنوان "محطات من الذاكرة" بتاريخ 11/10/2025 بحضور ج مهرة من ابناء الجالية العراقية.
أدار الحوار والتقديم الأستاذ لؤي حزام عضو الهيئة الإدارية للجمعية.
ثم بدأ الفنان جولة ممتعة عن سيرة حياته وتسميته "سلام" لأنه ولد في مدينة العمارة عند إنتهاء الحرب العالمية الثانية 1945، وتدرج في مراحل دراسته في بغداد، وبعد تخرجه مهندساً، درس أيضاً لمدة سنة في معهد الفنون الجميلة مسائياً لإمتلاكه موهبة الفن التشكيلي من النحت والتخريم وغيرها. وعرج على حياته المهنية وعمله في معمل السكر في ميسان، ومعمل المشروبات الروحية، ومعمل الجلود "باتا " وغيرها، وما تركه من سمعة طيبة بين هذه المؤسسات في المثابرة والتطوير بلمساته الفنية.وكما تناول بشكل مختصر عن مساهماته في عمل منظمات المجتمع المدني. وأخذتنا عدسة المهندس عدي حزام إلى مشغل الفنان سلام في بيته وإستعراض أعماله الفنية المتعددة، من أعمال على الخشب، والسيراميك، والقشط بالكتابة والرسم على الزجاج، والتخريم النحاسي والفضي، والمصوغات النحاسية والفضية والمطعمة بالمينا الحارة الملونة. وأشار أيضاً إلى أعماله التي شارك بها في المهرجان التشكيلي الذي أقامته منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد بمناسبة الذكرى 91 لتأسيس الحزب.
وأجاب على بعض المداخلات والأسئلة. وفي الختام شكر الأستاذ لؤي الحاضرين، وقدم سكرتير الجمعية المهندس ماجد مهدي، باقة ورود للفنان سلام غريب تكريماً له.
التشيكليون العراقيون في ديترويت
يلوّنون بيت نهرين الثالث للفنون بإعمالهم
كمال يلدو
افتتح يوم 10 تشرين الأول 2025 في مدينة وورن الواقعة في ضواحي ديترويت الامريكية معرض بيت نهرين الثالث للفنون، واستمر حتى اليوم التالي 11 تشرين الاول.
شارك في المعرض نخبة طيبة من الفنانات والفنانين، إضافة لمجموعة من الطلبة، وكانت المشاركات كالآتي:
إيمان توما شارك بعملين، طيف الهيتي ثلاثة أعمال، راني اسطيفان أربعة أعمال، عماد تامو خمسة أعمال، صباح وزي ستة أعمال، ميسون ستو سبعة أعمال، سبيا كادو ثمانية أعمال، أزهر متي تسعة أعمال، مع مشاركة الدي جي جوزيف عربو، ووضع عشرة طاولات للكتب بالإضافة الهدايا المتنوعة.
تنوعت المشاركات المعروضة بين الأعمال الزيتية، والرسوم البارزة والنحت والتصوير الفوتوغرافي، أما المواضيع فتنوعت هي الأخرى ما بين رصد مشاهد من الحياة اليومية ومواضيع فيها مناجاة لحلم يعيد العراق إلى ألقه وبين عوالم أراد الفنان أن يعرضها، وهو القاسم المشترك الأعظم لمعظم الاعمال،
الوطن تمثل بماضيه وحاضره ومستقبله أيضا، علما أن المفردات التاريخية لحضارة وادي الرافدين كانت حاضرة بقوة في الاعمال الزيتية وفي المنحوتات، وحتى في الميداليات والقمصان (تي شيرت) التي كانت معروضة للبيع، كما أضاف الدي جي جوزيف عربو لمسة جميلة في موسيقاه التي اختارها.
المهرجان الشعري الآشوري
في مدينة ديترويت ٢٠٢٥
ديترويت - طريق الشعب
استضافت قاعة النادي الاجتماعي الآشوري – الأمريكي في ولاية مشكان الأمريكية يوم 17 /10 /2025، مهرجان الشعر الآشوري للعام ٢٠٢٥ والذي أشرفت عليه إضافة للنادي، جمعية الشعراء الآشوريين في مدينة وندزور الكندية.
شارك في الأمسية التي حضرها جمع طيب من الاخوات والاخوة، نخبة من الشاعرات والشعراء بلغ عددهم (١١)، وتليت القصائد باللغة السريانية (اللهجة الآشورية) وعدة قصائد باللغة العربية.
اما ترتيب المشاركين فكان كآتي:
من مدينة شيكاغو: الشعراء نينوس نيراري وهرمز يوسف.
من مدينة ديترويت: الشعراء، جان يلدا خوشابا، ايزريا كيوركيس، وردا زيا وردا وكريم ديشا.
من مدينة وندزور الكندية: الشاعرتان نهى لازار الساتي وإيمان بلبلي، والشعراء بولص الآشوري، دشتو الريكاني وإدمون دنخا ايشا.
دارت عوالم وصور القصائد الشعرية التي تليت حول محورين، الوطن (الماضي، الذكريات، حال العراق اليوم، الأمل بالمستقبل وآلام الغربة) المرأة (الحب، الام والصديقة وواهبة الحياة)، وقد أجاد المشاركون في ترجمة مشاعرهم عبر الإلقاء الذي حمل بين طياته تلك الاحاسيس النقية.
ومن جانبه، استحسن الجمهور هذه المبادرة والأمسية، وكذلك الخدمة في القاعة عبر تقديم القهوة والشاي والمقبلات، إضافة لقيام العديد من الأعزاء بجلب كتبهم ودواوينهم الشعرية وتوزيعها في الأمسية.
اما عريف الحفل والأمسية الصديق يوئيل ايشو، فقد كان بحق نجما، أجاد بكل حرفية ترتيب المشاركين وشد الحضور لفقرات البرنامج، وليس بعيداً في استخدام الطرفة الجميلة.
** الصديقة لونا بولص، قدمت ايجازا عن أبرز النشاطات الثقافية في مدينة ونزور الكندية.
اما الشاعرة نهى لازار الساتي، فقد قدمت مساهمتها ضمن المنهاج، لكنها شاركت بفقرة إضافية وسط تصفيق وتشجيع الحضور .
ص8
حملة الرفيق رائد فهمي الانتخابية تتواصل في بغداد
بغداد – ماجد مصطفى عثمان
نظم الفريق المركزي للانتخابات التابع إلى الحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، جولة راجلة في شارعي المشجّر والضغط بمنطقة الغزالية في بغداد، وذلك في إطار حملة الحزب الإعلامية للانتخابات البرلمانية المقبلة.
ووزع الفريق على المواطنين أعدادا كبيرة من ملصقات تُعرّف بتاريخ الحزب ومسيرته النضالية، وبطاقات تُعرّف بالرفيق رائد فهمي وبرنامجه الانتخابي ضمن "تحالف البديل".
مرشح الحزب في النجف يواصل حملته الإعلامية
النجف - احمد الجنابي
نظم مرشح الحزب الشيوعي العراقي في النجف للانتخابات البرلمانية المقبلة، المهندس الزراعي الاستشاري عبد الكريم بلال العارضي، أول أمس الأحد، جولة راجلة في سوق الحي العسكري بمركز المحافظة، وذلك في إطار حملته الإعلامية.
والتقى المرشح، يرافقه عدد من الرفاق والأصدقاء، بالعديد من المواطنين. وتحدث إليهم عن برنامجه الانتخابي، وتحديدا عما يتعلق بالثروة الحيوانية وتطويرها.
وألقى المرشح، ويحمل التسلسل (2) ضمن "تحالف البديل" - القائمة (250)، الضوء على أسباب ارتفاع أسعار اللحوم منذ العام الماضي، مبينا أن أبرزها هو تأجير أراضي المراعي التي تصل مساحاتها لملايين الدونمات، إلى متنفذين، وبالتالي عدم السماح لمربي الأغنام برعي أغنامهم فيها.
وتحدث المرشح أيضا عن واقع الشباب والبطالة المتفشية بينهم. وقد رافقه في جولته الرفيقان عبد الرزاق الحكيم وأحمد عباس.
ديالى.. طاولة إعلامية دعما للمرشح صالح المصرفي
ديالى ـ طريق الشعب
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى طاولة إعلامية جوالة في مدينة بعقوبة، جرى خلالها توزيع أكثر من مئة بطاقة تعريفية خاصة بمرشح الحزب صالح المصرفي، تسلسل (١) في تحالف البديل رقم ٢٥٠.
وشملت الجولة عددًا من الشوارع والمحال ومقهى الراحل أبو رقية، حيث قدّم أعضاء الطاولة شرحًا تفصيليًا عن تحالف البديل وبرنامجه الانتخابي وأهدافه الإصلاحية.
وقد لاقت الحملة تفاعلًا إيجابيًا من المواطنين، فيما أكد القائمون على النشاط احترامهم لجميع الآراء.
شيوعيو كربلاء يواصلون التعريف ببرنامج {البديل} الانتخابي
كربلاء ـ طريق الشعب
شهدت المدينة القديمة في كربلاء المقدسة نشاطًا انتخابيًا ميدانيًا لفريق الحزب الشيوعي العراقي ومرشحه المهندس مرتجى الجبوري، بالتسلسل (2) ضمن تحالف البديل (رقم القائمة 250).
تضمّنت الجولة توزيع السيرة الذاتية للمرشح وبرنامجه الانتخابي على المواطنين، إلى جانب عدد من أدبيات الحزب التي تعرّف بمواقفه وأهدافه.
وحظي الفريق بتفاعل طيب من الأهالي الذين عبّروا عن اهتمامهم بما طرحه المرشح من رؤى إصلاحية ومواقف وطنية تعبّر عن تطلعاتهم نحو العدالة والخدمات وفرص الحياة الكريمة.
دعم ثقافي لمرشح الحزب الشيوعي د. سلام الزهيري في ميسان
ميسان ـ طريق الشعب
زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي في ميسان الأستاذ عصام كاظم، رئيس ملتقى ميسان الثقافي وأستاذ معهد الفنون الجميلة، في إطار النشاطات التعريفية ببرنامج الحزب ومرشحيه.
وضم الوفد كلًا من سكرتير اللجنة المحلية علي السفير، وبشرى أبو العيس عضو اللجنة المركزية، ومرشح الحزب عن كوتا الصابئة المندائيين الدكتور سلام الزهيري.
جرى خلال اللقاء طرح مشروع الحزب في التغيير والإصلاح، والتعريف ببرنامج الزهيري الانتخابي الذي يولي اهتمامًا خاصًا بدعم الثقافة والفنون بوصفها ركائز أساسية لبناء الإنسان والمجتمع.
من جانبه رحّب الأستاذ عصام كاظم بالوفد، مثنيًا على اهتمام الحزب بالمشهد الثقافي في ميسان، ومعلنًا دعمه الكامل للدكتور الزهيري واستعداده للمساهمة في الترويج لبرنامجه الوطني.
وفي ختام اللقاء قدّم كاظم هدية رمزية تمثّلت بنسخ من كتابه "الحرية بين دفتي الكتاب" تقديرًا للزيارة.
استمرار الحملة الانتخابية لمرشح الحزب في البصرة
البصرة – طريق الشعب
يواصل شيوعيو البصرة الحملة الانتخابية الإعلامية لمرشح الحزب للانتخابات البرلمانية المقبلة كاظم السعداوي.
حيث نظم فريق من الشيوعيين جولة راجلة في شارع الكورنيش بمركز المحافظة. ووزع على المواطنين بطاقات تُعرّف بالمرشح وببرنامجه الانتخابي. وتبادل الرفاق الحديث مع عدد من المواطنين، حول الانتخابات وأهمية المشاركة فيها، سعيا للخلاص من نظام المحاصصة الطائفية وبناء دولة المؤسسات. ضم الفريق كلا من الرفاق محمود سعدون عضو اللجنة المركزية، وجمعة الزيني عضو مجلس المحافظة السابق، وهشام خلف من هولندا، وعددا من أعضاء محلية البصرة.
كذلك نظم الرفيق المرشح السعداوي، يرافقه فريق إعلامي، جولة راجلة في منطقة "صناعية حمدان". ووزع الفريق على العمال والفنيين بطاقات تُعرّف بالمرشح وملصقات تشرح برنامجه الانتخابي. كما تحدث معهم حول الطبقة العاملة كركيزة مهمة يُناضل الحزب من أجل حقوقها.
ونظم الشيوعيون حملة ميدانية لطرق أبواب المواطنين وتعريفهم بالمرشح وبرنامجه. وقد شملت الحملة منطقة "كوت الحجاج". فيما نظم شيوعيو قضاء شط العرب جولة راجلة في شوارع القضاء وأسواقه. وتجاذبوا مع المواطنين الحديث حول أهمية الانتخابات كأداة للتغير.
حملة الشيوعيين الانتخابية متواصلة في واسط
الكوت – طريق الشعب
يواصل الشيوعيون العراقيون في واسط حملتهم الانتخابي لمرشحيّ الحزب في المحافظة ضمن "تحالف البديل"، الرفيق وصفي هلال كاظم، التسلسل (2)، والرفيقة صابرين فهد إسماعيل، التسلسل (12).
حيث نظم عدد من مساندي "تحالف البديل"، يرافقهم سكرتير اللجنة المحلية في واسط الرفيق تيسير حذر العتابي، جولة ميدانية في منطقة المزاك بقضاء الأحرار. ووزعوا على المواطنين بطاقات تُعرّف بالمرشحين وببرنامجهما الانتخابي. كما علقوا إعلانات انتخابية في أماكن عامة.
حملة ميدانية مستمرة يقودها شهيد الغالبي
الرفاعي ـ طريق الشعب
في أجواء ودية مفعمة بالتفاعل، التقى المرشّح الدكتور شهيد أحمد الغالبي، تسلسل (4) عن التحالف المدني الديمقراطي (القائمة 206)، بمجموعة من أهالي مدينة الرفاعي خلال جولة ميدانية شملت عددًا من الأحياء والأسواق.
دار الحديث حول هموم الناس اليومية وتطلعاتهم إلى تحسين الخدمات وتوفير فرص العمل للشباب، فيما استعرض الغالبي أبرز ملامح مشروعه الانتخابي القائم على الإصلاح والتنمية. الأهالي عبّروا عن ارتياحهم لطرح المرشّح وأفكاره، مؤكدين دعمهم له باعتباره صوتًا مدنيًا صادقًا يسعى إلى التغيير الحقيقي.
بين عمال الحي الصناعي وورشه
جولة جديدة للمرشح بهجت الجنابي في بابل
بابل ـ طريق الشعب
ضمن نشاطاته الانتخابية المتواصلة، نفّذ المرشح بهجت الجنابي، تسلسل (2) ضمن تجمع الفاو – زاخو (القائمة 213)، جولة راجلة في حي الصناعي بمحافظة بابل، التقى خلالها عددًا من الأهالي وأصحاب الورش والعاملين في المنطقة.
وخلال الجولة، تحدّث الجنابي عن أبرز محاور برنامجه الانتخابي، مؤكدًا أن همّه الأول هو تحسين الواقع الخدمي ودعم بيئة العمل والإنتاج المحلي، وتعزيز فرص الشباب في القطاعات الصناعية.
وعبّر المواطنون عن ترحيبهم بالزيارة وتقديرهم لتواصله الميداني، مؤكدين دعمهم لنهج الحزب الشيوعي القريب من الناس وسعيه الصادق لإحداث تغيير حقيقي في بابل.
شيوعيو البصرة يزورون عائلة الشهيد هندال
البصرة – طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي البصرة عائلة الشهيد القائد النقابي وسجين "نگرة السلمان" هندال جادر حاجم (ابو عيدان) في منزلها بمركز المحافظة. وضم وفد الشيوعيين كلا من سكرتير محلية البصرة كاظم السعداوي وعبد القادر العيداني ومقداد حسين عبد الزهرة العبادي وباسم محمد حسين وعبد الكريم الحربي. وقد كان في استقبالهم نجل الشهيد، جمال وأولاده. وتحدث الرفيق سكرتير المحلية عن الشهيد ومواقفه البطولية المعروفة في البصرة، خصوصاً بعد انقلاب 1963 الدموي. وذكر أن الحزب في البصرة سمّى قاعة مقره باسم الشهيد هندال إكراما له. وفي السياق ذاته تحدث عن الوضع الراهن وعن الحملة الانتخابية للحزب. فيما تحدث الرفيق عبد القادر العيداني، الكاتب وموثق سجن "نكرة السلمان"، عن علاقته بالشهيد منذ عام 1963. حيث التقى به في السجن وتوثقت علاقتهما الشخصية والعائلية أيضا. وقد أهدى العيداني نجل الشهيد، مجموعة كتب، منها كتاب من تأليفه خصص جزءا منه لهندال.
كما قدمت محلية البصرة لوح الوفاء إلى العائلة.
ص9
تقييم منجزات وزارة التعليم العالي
قراءة نقدية لرسالة الوزير عبر {السوشيال ميديا}
محمد الربيعي
للمرة الأولى في تاريخ العراق، تلجأ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى منصات التواصل الاجتماعي لبث رسالة مصورة حول ما وصف بـ "منجزات حققها الوزير نعيم العبودي في التعليم العالي والجامعات العراقية"، في تزامن لافت مع بدء الحملة الانتخابية.
الادعاء بزيادة البحوث
(الأوراق البحثية)
يدّعي الفيديو أن فترة ترؤس الوزير للوزارة (منذ تشرين الاول 2022) شهدت نشر أكثر من 69 ألف بحث علمي عراقي (أي بمعدل 24 ألف بحث في السنة الواحدة). في الحقيقة، هذا الرقم ليس مختلفا كثيرا عن عدد الأبحاث المنشورة في العام السابق للوزارة الحالية، والذي وصل إلى أكثر من 20 ألف بحث. وكذلك، لم تكن الأرقام في السنوات التي سبقتها مختلفة بشكل كبير. لكن الملحوظ والمميز في هذه الفترة هو الارتفاع الكبير في النشر الزائف. فالكثير من هذه الأبحاث (مع التحفظ على الأبحاث النزيهة) أما أنها مسروقة، أو من إنتاج "مصانع الأوراق" التجارية، أو مقتبسة بشكل غير أمين، أو حتى مزورة. إن وجود عدد كبير من الباحثين الذين ينشرون بمعدل 100 بحث سنويا وبضمنهم مسؤولون كبار في الوزارة، وتزايد أعدادهم بمرور الوقت، بالإضافة إلى ازدياد عمليات سحب الأوراق من المجلات العلمية، يؤكد دور الأوراق المزورة في زيادة العدد الإجمالي. كما أن هذه الفترة تتميز بنشر أبحاث تفتقر إلى التأثير العالمي والمجتمعي أو الجودة البحثية المطلوبة، الأمر الذي حال دون الإشارة إلى الجودة في الفيديو، ربما لأنها قد تمثل "وصمة عار". الأهم من ذلك، لم يذكر الفيديو أن البحث العلمي لم يتلق أي دعم مالي مباشر من الوزارة، بل تحمل الباحثون تكاليفه بأنفسهم.
زيادة الجامعات في تصنيف التايمز.. هل هو إنجاز حقيقي؟
وأشار الفيديو إلى زيادة عدد الجامعات العراقية المدرجة في تصنيف التايمز للتعليم العالي. لكنه غفل عن حقيقة أن تصنيف التايمز يدرج كل جامعة تتقدم بطلب للاشتراك وتستوفي استمارة المشاركة. فالسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اقتصر العدد على 27 جامعة فقط، وليس 100 جامعة على سبيل المثال؟ كما تجاهل الفيديو الإشارة إلى أن ما يقارب 90 في المائة من جامعات العالم لا تشارك في هذا التصنيف من الأساس، وبالتالي لا يتم تصنيفها. علاوة على ذلك، تقع غالبية الجامعات العراقية المشاركة في مؤخرة التصنيفات، مما يشير إلى إخفاق كبير حتى ضمن نطاق الجامعات المحدودة المشاركة.
المؤشر البيئي والتنموي.. سوء فهم للتصنيفات الدولية
ذكر في الفيديو أيضا أن العراق صعد إلى المركز الأول عربيا في "المؤشر البيئي والتنموي" وفقا لتصنيف التايمز. وهنا يجب التوضيح أنه لا يوجد مؤشر بيئي وتنموي شامل على مستوى الدول يصدر عن التايمز. لربما ما يقصد على الأرجح هو تصنيف التايمز للتنمية المستدامة للجامعات، حيث صعد العراق إلى المركز الأول عربيا من حيث عدد الجامعات المشاركة في هذا التصنيف. هذا يعني أن عددا كبيرا من الجامعات العراقية بادرت بتقديم بياناتها والمشاركة في هذا التصنيف الذي يقيم مساهمة الجامعات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. مع أنها اختفت من تسلسل أفضل الجامعات العربية في التصنيف حيث تصدرت الجامعات السعودية والإماراتية والمصرية والقطرية ولم تتصدر أي جامعة عراقية قائمة الأداء، ما يشكل انتكاسة إضافية، فالإنجاز الحقيقي ليس بكثرة المشاركة، بل بتميز الأداء.
ارتفاع عدد الطلبة الأجانب (الدراسة المجانية).. جدلية الجودة والتأثير
تطرق الفيديو أيضا إلى ارتفاع عدد الطلبة الأجانب الملتحقين بالجامعات العراقية ليصل إلى 3000 طالب. وهذا يعود إلى شروط قبول ميسرة، منها قبول معدل 85 في المائة لدراسة بكالوريوس طب الأسنان والصيدلة، و90 في المائة للطب البشري، مع منح دراسية مجانية. هذا التوجه يأتي على حساب أعداد الطلبة العراقيين الذين قد يجدون صعوبة في المنافسة، ويضع ضغطا هائلا على التدريسيين. فهل هذا ما يجب أن نفخر به كإنجاز في الوقت الذي يدفع كثير من العراقيين أجورا للحصول على مقاعد مماثلة في الجامعات الحكومية المفترض بها أن تكون مجانية، أم أنه يثير تساؤلات حول جودة التعليم المقدم ومدى قدرة الجامعات على استيعاب هذا العدد دون المساس بمستوى الأداء الأكاديمي؟
تأسيس كلية التميز.. حل جذري أم تكتيك دعائي؟
بالنسبة لتأسيس كلية التميز كإنجاز يشير له الفيديو، يتبادر إلى الذهن سؤال جوهري: ألم تنجب جامعاتنا وكلياتنا القائمة، على امتداد عقود من الزمن، نخبة من العقول والكوادر المتميزة؟ ولمن تحديدا توجه هذه الكلية الوليدة خدماتها؟ هل هي نخبة مصطفاة، تنتزع انتزاعا من سياق تعليمي متهالك؟ وما الجدوى الحقيقية المرجوة منها؟ هل ستنتج هذه الكلية وظائف نوعية جديدة تتجاوز ما تعانيه الكليات الأخرى من تخمة في بعض التخصصات وشحّة في أخرى؟ ألا يمثل هذا الإجراء، في جوهره، مجرد تكتيك دعائي فاشل آخر لتلميع صورة التعليم العالي الباهتة، دون الغوص في أعماق مشاكله المستعصية وتقديم حلول جذرية؟ والأسئلة تتوالى: أين البنايات الجديدة التي تليق بهذه الكلية الرائعة؟ أين المختبرات المتطورة؟ ما هي اختصاصات هذه الكلية؟ أم أن كل هذه "الإنجازات" جاءت على حساب ما هو موجود، باقتطاع أجزاء من مبان قديمة وترحيل أثاث مهترئ في مسرحية ترقيع؟
أين المبررات الأكاديمية والعلمية التي تبرر لهذا الصرح المصطنع اسمه "التميز" أن يتفوق على بقية الكليات؟ أم أن الأمر كله مجرد استعراض لأسماء وأسلاك تربط أساتذة من أقسام أخرى، ثم تغليف الفكرة بشعار براق على لافتة توحي بالعظمة، في حين أن الواقع ما هو الا فراغ تعليمي معاد تدويره؟
هل يعقل أن تتحول كلية مصطنعة إلى جامعة من الهواء؟ جامعة لا سند لها سوى اسم "التميز" الغريب الذي يراد به أن يبعث رسالة ضمنية لكل طلبة الطب والهندسة وغيرهم: أنكم ببساطة أقل تميزا، وربما أغبياء لاختياركم التخصصات "العادية"، بينما هنا في "التميز" تخلق العبقرية!
تضمين مادة "جرائم البعث".. أولويات المناهج التعليمية
أشار الفيديو إلى ادراج مادة "جرائم البعث" في مناهج الكليات العراقية واعتماد تدريس كتب المراجع الدينية كإنجاز. هذا يثير تساؤلا حول الأولويات في صياغة المناهج: لماذا لم تدرج مقررات في "فلسفة المواطنة" او "المواطنة الصالحة" وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي وتطوير المهارات الشخصية والقيادية، أو مادة لتدريس النزاهة ومكافحة الفساد، أو مادة التفكير النقدي او حتى مادة عن الحرية الأكاديمية؟ ولماذا لم يتم اعتماد كتب أكاديمية متخصصة في مكافحة الفساد والحوكمة الرشيدة وأخلاقيات المهنة، وكتب في علم النفس الاجتماعي وعلم الاجتماع السياسي التي تتناول مفاهيم الهوية والصراع والتسامح وبناء السلام، ودراسات حالة (Case Studies) واقعية من العراق والعالم حول الفساد ونتائجه وجهود مكافحته وكتب الأدب والتاريخ العراقي التي تحتفي بالتنوع الثقافي وتبرز الوحدة الوطنية؟
ما يثير الاستغراب في رسالة الفيديو هو الغياب التام لأي إشارة إلى إنجازات تتعلق بجودة التعليم بحد ذاتها. لم يتطرق الفيديو إلى خطوات عملية لرفع مستوى العملية التعليمية، أو برامج تهدف إلى ربط التخصصات الدراسية بحاجة سوق العمل ومتطلباته المتغيرة، ولا إلى أي برنامج إصلاحي حقيقي. وكأن التعليم نفسه أصبح تفصيلا ثانويا في مؤسسة تحولت تدريجيا إلى دائرة أمنية بامتياز، تمارس الابتزاز والتخويف بحق الأساتذة والموظفين والطلبة على حد سواء.
أما الواقع الذي تجاهله الفيديو، فهو أكثر فجاجة من أن يخفى:
-إهانة التدريسيين عبر تجاهل نتائج امتحاناتهم وتدخل الوزير في رفع درجات الطلبة الفاشلين.
- التعيينات الولائية التي جعلت من منصب العميد ورئيس الجامعة مكافأة سياسية لا استحقاقا علميا.
-فرض الإتاوات على الطلبة، حيث يبتزون بمبالغ مالية تسخر لخدمة جهات لا علاقة لها بالتعليم.
-تحويل الوزارة إلى جهاز رقابي بوليسي، يراقب ويعاقب بدل أن يطور ويحفز.
كل ذلك غاب عن الفيديو، وكأن الرسالة المقصودة ليست تحسين التعليم، بل تحسين صورة السلطة. وهنا تكمن المأساة: حين يصبح الترويج أهم من الإصلاح، ويستبدل الحديث عن الرؤية التعليمية باستعراضات فارغة لا تعني شيئًا للطلبة ولا للأساتذة.
الأكثر إثارة للقلق هو تجاهل الفيديو الكامل لمطالب الهيئة التدريسية. فبدلا من الالتفات إلى حقوقهم واحتياجاتهم، أو التركيز على برامج تدريب وتطوير مستمرة لتحسين مستوياتهم التعليمية والبحثية، خلا الفيديو من أي ذكر لهذه الجوانب الحيوية التي تمثل عماد أي تقدم في القطاع التعليمي.
قرار لرابطة أساتذة جامعة ماكغيل بكندا: مقاطعة أكاديمية لإسرائيل
صدر عن رابطة أساتذة جامعة ماكغيل (MAUT)، التي تضم نحو 900 عضو، قرارٌ بتأييد المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل. جاء القرار عقب تصويت شارك فيه 114 عضوًا، صوّت 104 منهم لصالح المقاطعة، بينما عارضه 8 وامتنع أستاذان عن التصويت. ويُعدّ هذا القرار خطوة تاريخية، إذ يأتي بعد أعوام من الدعوات الأكاديمية للمقاطعة منذ عام 2005، غير أنّ حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها إسرائيل على غزة منذ عامين، وتدهور الأوضاع في الضفة الغربية، قد أسهما في ترسيخ القناعة بضرورة هذا الموقف وكشف طبيعة الجرائم الاستعمارية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني.
وجاء في بيان القرار الصادر أن رابطة أساتذة جامعة ماكغيل تعلن تأييدها للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، استنادًا إلى تقارير دولية تؤكد ارتكابها انتهاكات ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وتوصيفها من قبل منظمات مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش كنظام فصل عنصري. وأشارت رابطة الأساتذة في بيانها إلى تدمير الجامعات الفلسطينية ومقتل آلاف الطلبة والأكاديميين، وإلى تواطؤ المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية في هذه الانتهاكات. ودعت إدارة ماكغيل إلى إنهاء اتفاقياتها مع الجامعات الإسرائيلية، مع التأكيد على أن المقاطعة تستهدف المؤسسات لا الأفراد.
رلى الجردي: من واجبنا، كأساتذة وباحثين وأمناء مكتبات ومعلمين، أن نفكّ ارتباطنا بممارسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية
قدّمت البروفيسور والروائية رلى الجردي خلال اجتماع رابطة أساتذة جامعة ماكغيل (MAUT) قرارًا يدعو إلى المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، مؤكدة أن "سياسات إسرائيل وأفعالها في غزة تُطابق التعريف القانوني للإبادة الجماعية"، وأن المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية "متورطة في المشروع الاستعماري ضد الفلسطينيين".
واستهلّت الجردي مداخلتها بالتذكير بأن 170 منظمة مجتمع مدني فلسطينية أطلقت عام 2005 دعوةً إلى مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، موضحة أن "هذه الدعوة تستهدف المؤسسات الإسرائيلية وليس الأفراد"، وأن المقاطعة هي "موقف أخلاقي قبل أن تكون إجراءً سياسيًا".
وقالت الجردي إن جامعة ماكغيل تحتفظ "باتفاقيات تبادل طلابي مع أربع جامعات إسرائيلية تُعدّ ركائز لنظام الفصل العنصري والاستعمار والاحتلال العسكري الموجّه ضد الشعب الفلسطيني"، مضيفة: "أخلاقيًا وعقلانيًا، لا يسعنا إلا أن نشكك في استمرار هذه الاتفاقيات في ظل الإبادة الجماعية في غزة وتدمير المدارس والجامعات هناك".
وأشارت إلى أن جميع الجامعات في غزة دُمّرت، وأن "آلاف الطلاب والمعلمين قُتلوا أو شُوهوا أو سُجنوا أو هُجّروا"، مشددة على أن "الاعتداءات الإسرائيلية طاولت العاملين في المجال الطبي وعمال الإغاثة والصحافيين، وهو ما يتناقض مع كل قيم الجامعات التي تزعم الدفاع عن الحرية والعدالة".
وفي معرض حديثها عن مسؤولية الأكاديميين، قالت الجردي: "من حقنا، بل من واجبنا، كأساتذة وباحثين وأمناء مكتبات ومعلمين، أن نفكّ ارتباطنا بممارسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية. نملك القدرة، كبشر وأعضاء في المجتمع الدولي، على اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء تواطؤ جامعتنا مع نظام الفصل العنصري".
وأضافت أن "الأدلة على تواطؤ المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية واضحة لا لبس فيها، فهي مؤسسات تُعلن صهيونيتها بفخر، وتُبنى على أراضٍ مسروقة، وتُسهم في إنتاج معرفة تُبرّر التطهير العرقي ضد الفلسطينيين". وتابعت: "أي حجة تُساق ضد هذه الحقائق لا تفضح إلا لغة التواطؤ الخبيثة التي تهدف إلى تعطيل مقاطعة عادلة لأنظمة تُرسّخ العنف العنصري وتُطبّعه".
واستحضرت الجردي تجربة شخصية مؤثرة بقولها: "لقد عايشت سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية بشكل مباشر. المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982، على بُعد 15 دقيقة من منزلي، تركت أثرًا لا يُمحى في ذاكرتي. لم أكن بحاجة إلى مرجع قانوني لأدرك أن إسرائيل مارست تطهيرًا عرقيًا ضد الفلسطينيين".
وختمت الجردي كلمتها بدعوة أعضاء رابطة ماكغيل إلى التحرك الفوري: "المقاطعة هي الإجراء الأخلاقي والعقلاني الأساسي الذي نملكه. عندما نتحد، يمكننا العمل من أجل الصالح العام. علينا أن نؤيد المقاطعة الآن، ليس بعد شهر أو عام، بل الآن".
ميشيل هارتمان Michelle Hartman: القضية ليست حدثًا مؤقتًا، بل تتعلق بمبدأ العدالة والمحاسبة
وفي حديثنا مع البروفيسور والمترجمة ميشيل هارتمان، قالت إن فكرة المقاطعة لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة عمل طويل ومستمر: "أعتقد أننا نتحدث عن هذا منذ نحو عشرين عامًا. في 2004–2005، كانت فلسطين أول من طالب بمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية، وبدأت المجموعات الصغيرة المختلفة تناقش هذا الأمر. على مرّ السنين ازداد العمل والتنظيم، خاصة عند وقوع أزمات مثل أعوام 2008، 2014، 2021، ومع تفاقم الوضع خلال العامين الماضيين، انضم عدد أكبر من الناس وأصبح هناك دافع أقوى للتحرك الجماعي".
وأضافت هارتمان أن القرار لم يكن مبادرة فردية: "الذين اقترحوا القرار هم زملاء أعرفهم منذ زمن، لكنه لم يكن مبادرة فردية؛ بل نتيجة عمل مشترك لعدد من الأشخاص والمجموعات".
وقالت إن التصويت تمّ رسميًا خلال اجتماع جمعية الأساتذة (MAUT) الذي حضره 114 عضوًا من أصل نحو 900، بما يفوق النصاب القانوني المطلوب. وكانت النتيجة 104 أصوات مؤيدة، 8 ضد، وامتناع اثنين، وسط محاولات بعض المعارضين لسحب النصاب. ووصفت هارتمان الحضور بأنه "أكبر من المعتاد بكثير، مما يعكس حجم الاهتمام واتساع التأييد لهذه القضية داخل الجامعة".
وردًا على المخاوف المتعلقة بالحريات الأكاديمية واستهداف الأفراد، شددت هارتمان على أن القرار يستهدف المؤسسات وليس الأشخاص: "قرارنا لا يستهدف الأفراد؛ لا يتعلق باليهود أو بالإسرائيليين كأشخاص. المقصود هو المؤسسات وليس الأشخاص. الهدف هو منع جامعة ماكغيل من التعاون المؤسّسي مع مؤسسات تُسهِم أو تتواطأ في انتهاكات جسيمة".
وأضافت أن المقاطعة تشمل التعاون البحثي الذي قد يساهم في دعم برامج عسكرية أو انتهاكات جسيمة: "إذا كان هناك تعاون باحث مع مختبر في تل أبيب أو حيفا أو في جامعة بن غوريون يساهم في تطوير أسلحة أو دعم نظام يمنع وصول الضروريات الأساسية للناس، فنحن نعارض استمرار هذا النوع من التعاون".
وأكدت هارتمان أن هناك معايير واضحة للفصل بين المؤسسات والأفراد، مع مراعاة حالات استثنائية محدودة، لكنها شددت على أن "المقاطعة تستهدف الإطار المؤسسي ككلّ، لا فردًا بعينه".
أوضحت هارتمان أن القرار مُلزم للرابطة ويقع على عاتقها الضغط على إدارة الجامعة لتطبيقه، قائلة: "الرابطة مُلزمة بأعضائها وتعمل نيابة عنهم في مطالبة الجامعة بقطع هذه العلاقات". مضيفة أن إدارة الجامعة لم تصدر أي تعليق رسمي بعد. وأشارت إلى أن "الإخطار الرسمي قد يستغرق بعض الوقت، وسنتأكد من متابعة هذا الأمر لاحقًا لضمان التزام الجامعة بما كُلفت به".
وفيما يخص خطوات التنفيذ العملية، قالت: "سنواصل الضغط على رئاسة الجامعة عبر مختلف القنوات ونضع الخطوات العملية التي سيتم الإعلان عنها خلال الأيام والأسابيع القادمة. هدفنا هو الالتزام الكامل بالمقاطعة رغم التحديات، والاستمرار في الضغط على الجامعة للقيام بالخطوات الصحيحة".
أشارت هارتمان إلى أنه لا يوجد جدول زمني محدد بعد، لكنها شددت على الرغبة في المضي قدمًا بسرعة: "نرى الشعب الفلسطيني ينتظر منذ أكثر من 75 عامًا. لذا نشعر، ونرى الناس في غزة اليوم ينتظرون لمدة عامين". وأكدت أن المقاطعة ستستهدف البرامج الطلابية والشراكات الجديدة، بما في ذلك مشروع لم يُبنَ بعد بشراكة مباشرة بين جامعة تل أبيب وماكغيل. وختامًا، قالت هارتمان إن المقاطعة ليست هدفًا بحد ذاته، بل وسيلة للضغط على المؤسسات الإسرائيلية للالتزام بالمعايير الدولية: "المقاطعة ليست غاية بحدّ ذاتها، بل وسيلة ضغط سلمية لإيقاف الظلم".
كما أعربت عن الثقة بالحماية الجماعية التي يوفرها الدعم الواسع من الزملاء: "لم يعد الأمر يتعلق بشخص واحد أو ثلاثة أشخاص، بل أصبح الأمر يتعلق بتكاتفنا جميعًا. كما قال أحد الزملاء بأننا نعلم أن ما نفعله صحيح، وقد لا يكون سهلًا، لكنه واجب أخلاقي".
دانيال شوارتز Daniel Schwartz: الأعذار التي يقدّمها الصهاينة الليبراليون أصبحت أكثر انغلاقًا على الذات، وأكثر دفاعًا عن العنف
دعم البروفيسور دانيال شوارتز، وهو أستاذ يهودي في جامعة ماكغيل، القرار التاريخي للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، مستندًا إلى تجربته الشخصية ونظرته للقمع الفلسطيني والإبادة الجماعية.
أوضح شوارتز كيف شكلت بيئته اليهودية في الولايات المتحدة نظرته للقضية الفلسطينية: "نشأتُ في بيئةٍ صهيونية، وإن لم تكن الصهيونية محور حياتي، لكنها كانت جزءًا منها، كما هي حال معظم اليهود الذين نشأوا في الولايات المتحدة. فغالبًا ما تكون المعابد اليهودية هناك ذات توجهٍ صهيوني ليبرالي، وترى فيها العلم الإسرائيلي مرفوعًا". موضحًا "نشأتُ في كاليفورنيا، في وادي السيليكون، حيث يعيش عدد كبير من المهاجرين الإسرائيليين. شاركتُ في منظمات شبابية يهودية، كانت في ظاهرها تهتم بأنشطة الأطفال كالرياضة أو الترفيه، لكنّ البعد المتعلق بـ"الدولة" (أي إسرائيل) كان يظهر لاحقًا، خاصة في المعسكرات الصيفية".
وأضاف: "في تلك المعسكرات، قُدِّمت لنا نسخة من الصهيونية تُسمّى "الصهيونية الليبرالية"، تدّعي الإيمان بالحوار والانفتاح، لكنها في جوهرها تعتبر كل من يشكك في "حق إسرائيل في الوجود" شخصًا غير عقلاني أو متطرفًا. كانت هناك فكرة ضمنية بأن بعض الآراء لا تستحق النقاش أصلًا لأنها "جنونية"، وهذا في حد ذاته نوع من الإقصاء. لم أكن أدرك هذا التناقض حينها، لكنه اتضح لي لاحقًا، خاصة عندما التحقتُ بالجامعة".
وتحدّث عن تجربته المبكرة في إسرائيل، والتي أثرت بشكل كبير على وعيه بالقضية: "هناك رأيتُ الجدار العازل يرتفع، وشاهدتُ قرى مهدمة ومباني مهجورة كنت أظنها آثارًا من العصور القديمة، ثم اكتشفت لاحقًا أنها أطلال قرى فلسطينية دمّرت".
وعن التحول الفكري في الجامعة، قال: "بدأتُ أقرأ وأتعرف على وجهات نظر مختلفة، من لبنانيين وفلسطينيين. ومع الوقت تغيّرت قناعاتي تدريجيًا... كنتُ في الأصل معارضًا لحرب العراق، فبدأت أتساءل: كيف يمكنني معارضة حرب استعمارية كهذه على العراق، وأدعم في الوقت نفسه دولة تمارس استعمارًا مماثلًا ضد الفلسطينيين؟".
أكد شوارتز أن المقاطعة تستهدف المؤسسات وليس الأفراد: "دائمًا أقول إن الأمر لا يتعلق بالأفراد، بل بالمؤسسات، وأن الجامعات في إسرائيل تدعم الإبادة الجماعية بنشاط... إنهم يطورون أنظمة أسلحة ويدربون الجنود كشراكات مع الجيش".
وأوضح أن القرار جاء نتيجة جهود طويلة للنقاش والتوعية، وليس استجابة لأحداث محددة فقط: "بعض الأساتذة، مثل ميشيل هارتمان في جامعة ماكغيل، يناضلون من أجل تبني قرار المقاطعة الأكاديمية والثقافية منذ سنوات، بينما آخرون انضموا حديثًا. بصراحة، لولا ما جرى بعد 7 أكتوبر، لما كنا وصلنا إلى هذه النقطة".
كما شدّد على أن المقاطعة تركز على برامج التبادل الأكاديمي التي تربط الجامعات الكندية بالإسرائيلية: "المقاطعة تستهدف بالأساس برامج التبادل الأكاديمي، وهي برامج تُستخدم لتجميل صورة إسرائيل وتجنيد الدعم لها".
حول ردّ إدارة الجامعة المتوقع، قال شوارتز: "لا أتوقع منهم أن يوافقوا بسهولة. عادةً تبدأ الجامعات بالتجاهل، ثم الرفض، ثم التشكيك في شرعية التصويت. وقد يحاولون لاحقًا إلغاء القرار أو تعطيله عبر تصويت مضاد".
وتحدث عن حماية حريته الأكاديمية في كندا مقارنة بالولايات المتحدة: "الحال في كندا على الأقل ليس كما هي الحال في الولايات المتحدة... الدستور الكندي وميثاق الحقوق والحريات يحميانا، لذلك لا أعتقد أن الجامعة تستطيع فصلي بسبب موقفي".
وعن التحديات الشخصية، قال: "ليس كثيرًا. أحيانًا تصلني رسائل إلكترونية من أشخاص غاضبين، لكنها نادرة، وغالبًا ليست من زملاء مباشرين... أشعر تجاههم بالحزن أكثر من الغضب؛ لأنهم يؤمنون بوهمٍ لا وجود له في الواقع".
وأكد شوارتز أن المقاطعة الأكاديمية هي وسيلة للضغط على المؤسسات الإسرائيلية وليس هدفًا فرديًا: "المقاطعة تستهدف بالأساس المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية التي تسهم في الإبادة الجماعية، لا الأفراد، وتهدف إلى المساءلة والضغط السلمي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ضفة ثالثة" – 15 تشرين الأول 2025
ص10
الحكاية الشعبية.. مستويات التباين والتشابه
ريسان الخزعلي
في بعض حكايات الشعوب الشعبيّة- التي تُعتبر جزءاً من ثقافاتها الشعبية العامة - الكثير من التشابه: تشابه الفكرة ، تشابه االبناء الحكائي، غير أنَّ الصياغات سواء كانت شفاهية أو تدوينيّة ، تكون متفاوتة ومتباينة بشكل أو آخر.
إنَّ مثل هذا التشابه لايقتصر على الحكايات الشعبية ، وانما يمكن ملاحظته في الاساطير ايضاً لدى مختلف شعوب الارض، وقد كُتبت دراسات متعددة في هذا المجال، أفاضته بحثاً وتأسيساً وتأصيلاً .
في كتاب (الحكاية الشعبية العراقية – دراسة ونصوص) للأستاذ كاظم سعد الدين، استوقفتني أربعة نصوص (شعرية ونثرية) لحكاية واحدة، تُعزز فكرة تشابه الحكايات الشعبية عند مختلف الشعوب . ففي حكاية (شجرة جونيبر) المشهورة على لسان (كرشن) في (فاوست) لها ما يقابلها في لغات أخرى.
ففي النص الالماني القديم، ترد الحكاية الشعبية هكذا :
أمي التي ذبحتني ، أبي الذي أكلني ، أختي الصغيرة تبحث عن ساقيَّ وتلفهما برباط من حرير ، تفتحهما تحت شجرة الجوز..طر..طرأنا عصفور جميل .
أما نص أغنية (جوته) فيرد على النحو الآتي :
أمي التي قتلتني ، أبي الوغد الذي أكلني
أختي الصغيرة دفأت ساقيَّ في مكان رطب هناك اصبحت طيراً جميلاً في الغابة .
طر ايها الطائر ، طر ايها الطائر .
وفي النص المصري :
انا الديك الاخضر..امشي عالحيط واتمخطر
ومرات ابوي دابحاني ، وابوي ياكلني حامي
واختي تلم عظامي .
أما النص العراقي ، فالطير يُلخّص الحكاية بأغنية :
انا طير اخضر
امشي واتبختر
أمي ذبحتني ، وابوي اكلني
واختي العزيزه لمّت اعظامي واحيتني .
إنَّ تفاصيل الحكاية الشعبية هذه قد وردت في الكثير من المرويات الشفاهية والتدوينية وبطرائق روي مختلفة ، لكنها تمسك بفكرة الحكاية ذاتها ، وهنا أُورد نص الاستاذ كاظم سعد الدين ، لما يمتاز به من اختزال وتركيز وتحليل ، وبتصرف محدود جداً :
الحكاية تُبيّن قصة زوجة الأب التي خدعتها جارتها ، ورتّبت لها ذبح ابن زوجها من زوجته المتوفاة ، وقدّمت لحمه في شكل (كبّه)..، وبعد ان يأكله الأب تأخذ اخته عظامه وتجمعها وتدفنها تحت (حِب) الماء، فتنبت نبته ، تكبر وتثمر(رقيّه) بطيخة حمراء ، تنضج وتنشق ويخرج منها طائر أخضر ينشد تلك الأغنية وينتقم من ابيه وزوجته ، ويُكافيء اخته لأنها أعادته إلى الحياة .
وفي تحليل المؤلف الذي يستند الى كتاب الدكتور فاضل عبد الواحد ( عشتار ومأساة تموز )..، تكون هذه الحكاية مشابهه الى اسطورة تموز وأخته ( كشتن – انا ) التي افتدته من الموت في العالم السفلي بديلاً عنه، وانقاذه من قبضة شياطين العالم السفلي المتمثلة بزوجة الأب .
في تشابه الحكايات والأساطير، لابدَّ من الإشارة إلى أنَّ الحكايات الشعبية العراقية تعتبر من أوّل الحكايات تأريخاً - تأسيسا وتأصيلا وتأثيراً ، ولنا في الآداب السومرية والبابلية والآىشورية والاكدية أكثر من دالّةٍ ودليل . من هنا يكون تعليل تشابه بعض الحكايات الشعبية لدى شعوب الارض، يعود إلى انتشار تلك الآداب وتأثيرها كما يؤكد ذلك (صاموئيل نوح كَريمر) في الكثير من كتبه ودراساته: من ألواح سومر، الأساطير السومرية، وغيرها ، وهكذا يكون مثالنا (أربعة نصوص لحكاية واحدة ) تماهياً مع توصلات ( كَريمر ) حيث يقول ، كما جاء في كتاب الحكاية الشعبية العراقية:
إنَّ السومريين انتجوا ادباً واسعاً راقي التطوّر، يتميز بالسمات الشعرية بصورة عامة، ويتكونمن الملاحم والأساطير والتراتيل والمراثي والأمثال والحكم..، وقد نقل الآشوريون والبابليون المؤلفات الأدبية السومرية بأَسرها وترجمها الحيثيون الى لغتهم وقلّدوها بصورة واسعة لا ريب فيها . وتأثرت بها المبتكرات الأدبية العبرية والى حدٍ ما الإغريقية القديمة شكلاً ومضموناً بصورة عميقة جداً.
وفي تعليق للمؤلف على قول كَريمر يقول:
انتقلت اذن كثير من الاساطير والمعتقدات السومرية إلى هذه الاصقاع المتباعدة وصرنا نعتبرها اصيلة في بلدها لجهلنا تاريخنا وتاريخ اساطيرنا وحكاياتنا .
ومن قول كَريمر وتعليق المؤلف، تتضح فاعلية التأثير، هذا التأتثير الذي أوجد ويوجد التشابه في الحكايات الشعبية والأساطير، ومنها الحكاية الشعبية (شجرة جونيبر) التي وصلتنا بأربعة نصوص: شعرية ونثرية...
الموت
إلى روح النبيل والنقي الفقيد ابو سلام الموسوي
يوسف المحمداوي
لا تصرها…
الحقيقة الواضحة واجب ذكرها..
وانته تدري وآنه أدري ..
قيمة المحاره درها…
وكل نفس محسوب يبنادم عمرها…
لا تسرها…
الموت دورة من الحياة الكل تمرها…
البلم يجري…. بماي نهري…
النخلة ما تنكر وتستاحش تمرها….
علمونا
وفهمونا من الصغر نبرد شما حومر جمرها…
وخبرونا الحاجة من تبات وسط السوگ ماتسوه سعرها…
والقصيدة الما تبلل ذوق كل الناس
مغشوشة بشعرها…
والدموع الجاريه من عيون باطل…
خد المخادع نشرها…
الشمس وجه الصبح ما ينخاف منها…
لكن الينخاف من عده ظهرها…
وطالب الحگ بعذرها…
ولا تصرها…
هي دشداشة بخت لو خلت من حوبتها اطرها…
يا حديقه المارضت يكبر شجرها…
مر ثمرها…
يا حبيبة الما تضم بوسات سرها..
حل هجرها…
الغابة حفنه ذياب تعوي…
العقل كنز افكار تذوي…
والغريزة البينه تغوي…
وماينه ما عاد يروي..
ونارنه مو نار تچوي…
الليله مو نجمات تضوي…خارطة كل ليله مرهونة بفجرها…
هواي عدنه اسياد بافكار الغوايه..
وهيه مو كل آيه آيه..
آية الشيطان يبنادم روايه…
ولاتظن الستر جبه .. لو .. عبايه..
الصدگ للحرة نفانيف السترها…
الگهوة مرة وتظل مره شما تكثر من شكرها…
حلو ة ياخوختنه بس علگم جذرها..
الحرير اللابسه باطلنه بازه…
وذلة بنادم تره ساعات عازة…
بالنفاق اليسري بينه الكل عبرها…
جدي آدم وهدنه التفاح من حوا وعذرها
وجنة الرحمن مجبور الهجرها….
لا تغشني بجنة الباچر حواري تصب خمرها…
گبلي چم آدم سكرها…
والتفطّن …واعي جداً…
وردة الايمان محبوسة بعطرها…
لا تسرها…
ولا تثمّن ضحكتك للضيف جوده…
الگصبه ما يصلح كسرها…
وما تخاف الارض من الغيمه سوده…
تدري باچر من تزخ أبيض مطرها…
وقيمة المحاره درها…
والمحابس غالية بشبگة شذرها…
ومن وصلت التالي عمري…
گمت أهذري…
شلك بروح نغسل ديرم وطرها…؟
وانته تدري وآنه ادري
الموت دورة من الحياة الكل تمرها…
شلون ألمّك
سامي عبد المنعم
مأخذ وياك السفن …
والسفانه والبوصله
وخشبة السكان بيدك
وتاركلي بحر مجنون كلش
والموج .. وآنه بلا جرف
والگيش هم وياك أخذته
ليل يعبر ليل والدنيه ممطره
إبوحشة الغربة عفتني …
وسافرة .. وبلا وداع
سنين تانيتك تجي
حنيت بابي .. وكل شبابيچي
وناطريت … هلال جيتك
مثل عيد الله الچبير
من تسافر .. مدري شيسافر بروحي
مدري ياهو مني يزعل
مدري ياهو .. ايطشني بشليلك خرز
گاعد ابوحشة غيابك خوف
ودموعي مطر
وانت ليلك فرح وشموع …
وسهر كاسات .. والباقي سفر
امگابل .. آنه وحزني والشباچ
حته الكاس مل من السهر
خايف أبيا لحضه اجيسك …
خاف افزز نومتك من أشتهيك
حاير .. شلون أدور عذر …
ويغفرلك غيابك …؟
نوبه ألومك .. نوبه أسامح
نوبه أعاند .. نوبه أصالح
نوبه أفديك إبحياتي ….
نوبه أزعلنك … وأذمك
وانت چن زيبگ مراية عرس
وذاب عالدوشگ ورد…
وشلون ألمك ..؟
يعكاب
عطا السعيدي
محل يعگاب وكتك والشكاير بور
والناعور يصفر والدلو خالي
عطش وأتله المواسم صوهد بتشرين
لابشر بديم ولا نحر چالي
زيزاية حَماد وشح عليها الغيم
چا شلحگ عليها شينفع وشالي
بتبنها ولا توفي ولا تسد طَلاب
حاصل ما أريدن بس ستر حالي
وتعللي ونوالك مثل وسط سهيل
يبطي سهيل وآنا بحضن چتالي
نوالك چود منحر والوكت حدار
ما يلحگ بعد ما بالعمر تالي
وتساوت ما بعد بالروح مچمن للحزن خالي
ولو شح الرفيج وطول المطراش
چا ياهو اليوصل ليك مرسالي
آنا بعازة فزعتك يالفزعتك غيث
وذراع الگصير بعازة الوالي
عفاني وكاددت والعاتيات اثگال
ما خففن وزني وخفن اثگالي
بعمري ولا شكيت لغير شخصك حال
ولا انت بچلمة المنگود ترضالي
إذا نوبات غيضي يجاوز المعقول
وأثگب وأشتعل لا تنكد أفعالي
اشو مثل الرطينة وعندي مدري شلون
شيغلي الرخيص ويرخص الغالي
وتگلي أسكت وشوف المالهم بالضول
صارلهم مكان وگدر من تالي
عاد أزهگ وكت البالخرچ مضموم
وألحَج بالگباحة الراح والحالي
مهي ساعة وزة مطلوب بيها الغيظ
دخن والعتب خلي العتب تالي
مدام اتوازنت والغي طفح ليفوگ
جاشلك بحيلك والنشط والي
تبي تجرب گدرتي اعلى الصبر يعگاب
لا يخفاك صبري ولا وسع بالي
آنا أبن الكل دهرهم مآتم وعاشور
الفرح طيف ونسيته وراح من بالي
هلي ادور السنين وعيدهم تابوت
من هور الصحين الحزن يبرالي
ولو نوبات أغني بطور آنا الياويل
واليسمع أغناي يگول هنيالي
مو بطران أكابر على اعناد الضيم
ما ودي التورج عليّ عذالي
صلافة عين مني شما يلچني الضيم
وآنا وداعتك لا بطر لا سالي
آنا معاشر الضيم من الصغر لليوم
صار الضيم وصمة بگصتي يلالي
يطويني الحزن طوي الغزل للصوف
وأبعد عن طريچه ويضل بذيالي
آنا بياهي التهي وسنيني كلهن سود
بأولهن بديت ومالهن تالي
ياصبر الصبرته ولا صبر أيوب
وياحزن اللبسته أگدار يحلالي
اورجك خاف أگدار خاطرك يعگاب
وخاف يهز كيانك ثگل حَمالي
فصمت أعنان صبري بدعوة اكعن بيه
وتگنطر عن ضهرها وطاح خيالي
آنا يعگاب مدنف مايگصني السيف
مغتاض اعلى غيضك كل گصد مالي
ما مـجـبــور
كاظم العطشان
ما مــجبــور ..
اشيـلك يلـطحت للـگاع
ولا مـجـبـور ..
أصيـرلَّك حـضـن وذراع
ولا مجـبـور
أخـاوي الـريـح الـمسـودن
وشِد هِـدْب الجفـون اشـراع
چـم مـره الضـعـت ولـگاك
بعـيـون الرخـص تـنبـاع
چــم مـره الـتصـير اسـوار
بچـفـوف الدغـش لـمّـاع
چـا شتـريــــد ....!!
تـشبگني مـلح وتـريد جـرحي ايـطيب
انه اجـروحي نـزيـزه وماتِـلم ابـساع
چـا شـتريـد ....!!
الِـمّـك مـن صـرت عـاگـول
ونته الفـارگـتني وشـهگـتك نـعناع !
چـا شتـريــد ...
اطـش صـبر العـمر شـوبـاش
وحـصـد بـس رجـيف اوداع ؟!
لاولله .... السنـيـن اعـيـون
مـوش الكـل درب تـنبـاع
لـيش اشـتـل تـعـب ويـضـيع
مـو ذاك الـگـبلـهن ضـاع
گالـولي المـحبه احـظـوظ
بـس گـلت الـخيانه اطـــباع
مامــجـبـــور...
{على ياذمة}
صابرين الكعبي
على يا ذمة صغت روحي إعلى نسيانك
على يا جلمة ويضيع اسمي على لسانك
واحنيهن نذر كلما يجيني الشوك
واندك اعلى بيبانك
اطيح وي ضوه اليشعل روازيني
بخور وعالدرب تكبر نياشيني
احط من صورتك صوتك
واكول من استحي كبالك تحاجيني
عليش المايشبهك يزغر بعيني
وليش برودتك بالروح تجويني
تعال اظفر حزن روحي وي كل ليلك
يجي وجهك حزن محراب يغفرلي
يماخذني ثواب انسان مات ونيته يشوفك
يباجيني على نزوة كيف لاعذرك ولاعوفك
ص11
الجديد في المكتبة
- كآبة المقاومة/ رواية الكاتب المجري لاسلو كراستا هوركاي/ الفائز بجائزة نوبل 2025، ترجمة الحارث النبهان. اصدار: دار التنوير- بيروت.
- متعة النقد/ دراسات ومدونات نقدية في المسرح العراقي والعربي، تأليف د. صميم حسب الله يحيى، اصدار نقابة الفنانين – بغداد.
- شؤون عائلية/ شعر رعد مشتت، اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراق.
- الجهات الاربع/ قصص سلام القريني، اصدار دار توليب- بغداد.
- التاريخ والوعي الطبقي/ تأليف جورج لوكاش، ترجمة د. حنا الشاعر/ اصدار: دار الاندلس- بيروت.
- اللغة المنسية/ دراسة ممهدة لفهم الاحلام والحكايات العجيبة والاساطير. تأليف ايريس زوم، ترجمة محمود منقذ الهاشمي. اصدار: دار حوار – سوريا.
- صدر العدد الجديد (59/ 2025) من مجلة "ابن رشد" العلمية الدورية المحكمة التي تصدر عن جامعة ابن رشد. من مواد العدد: تحديات الذكاء الاصطناعي في عصر الالهاءات/ دور التخطيط التربوي في رعاية الموهوبين/ النوع الاجتماعي/ المكان، بلاغة الانصاف، تجليات المكان.
مأزق الذوات المُحررة
أذكّرُ قومي ظلمهم لي وبغيهم وقلَّةَ إنصافي على القربِ والبعدِ
أ.د. لمى عبد القادر خنياب
الحرية (liberte) بمعناها العام (( غيابُ الإكراه الخارجي )) [لالاند :727]. تسقط ظلال هذا المعنى على أحياز متباينة: اجتماعية، وسياسية، وأخلاقية، وتمثل الحرية الاجتماعية الشكل التقليدي للحرية، فالحرُّ هو المحكوم بإرادته لا بإرادة غيره، وهو ضدُّ العبد، والسجين، والأسير. إنَّ السعيَ وراء الحرية والفكاك من طوق العبودية والرِّق غاية حاول بلوغها الإنسان منفردًا أو مذابًا في جماعات، فهل بلغ الإنسان الحرية ؟ أحُكمَ بإرادته أم مازال محكومًا بإرادة غيره ؟ وكيف لذات تشكلت مفاهيمها في ظل الآخر المتغلغل فيها (المُستعبِد) أن تفكِّر؟ هل ستفكر الذات ضد بعض الذات لأجل الذات؟
يفترض هذا المقال أنَّ الحرية وهم استولى على بني الإنسان بعامة، سواء كان حرًا - بالتصنيف الاجتماعي- أم عبدًا لغيره، فالمرء محكوم بإرادة الأغيار أيًّا كان تصنيفه المجتمعي، ومجمل محاولات التحرر والنضال الفردي الناجح ضد العبودية أفضت بصاحبها إلى الدخول في طور عبودية جديد. إذ لا يعرف العبدُ معنى للحرية إلا ما يراه من ممارسات السادة لها، وعليه حين يُعتق العبد سيحاكي انموذج الحرِّ الذي يعرف، بل الذي لا يعرف سواه، ولا يطول به العهد حتى يدرك الفخَّ الذي أمسك بخناقه، فسيضطر إلى احترام النواميس التي أذلته دهرًا، هذا إلى جانب أنَّ مثاله المحتذى مخترق الذات بقوانين مجتمعية تثقل كاهله وتستعبده من حيث يدري ولا يدري، بل يرى هيجل أنَّ ذات السيد مخترقة بعبده، إذ لا يصل السَّيد إلى رغباته واحتياجاته إلا عبر عبيده فكأنَّه ((قام بإقحام عنصر غريب عنه بين رغبته الذاتية والشيء، فلم تعد له علاقة بالشيء إلا عبر (واسطة) العبد، ولم تعد موضوعات رغبته مستقلة ذاتيًا، بل أصبح عمل العبد هو الذي يشكلها و يصنعها نيابة عنه، فيتحول بذلك إلى وعي ذاتي آخر )). [جدلية العبد والسيد عند هيجل: 233] . ولا يكاد الحرُّ الجديد يلتمس سبيلًا للنجاة من مصيدة الحرية بعد انهيار انموذجه إلا وكان على حساب أناه الجريح. فإمَّا انشطار للذات وتشظٍ لها، أو ذوبانها في الآخر.
ولاختبار سلامة هذا الافتراض سأقف عند تجربة عنترة بن شداد لبلوغ الحرية، فهي التجربة الأشهر في التراث العربي القديم .
تبدأ حكاية عنترة – في تاريخ الأدب الرسمي- بالمشهد المفصلي في سيرة صاحبها، إذ أغار بعض العرب على قومٍ من بني عبس فأصابوا منهم مغانم، فتبعهم فرسان بني عبس وعنترة فيهم للخدمة، فنازلوهم واشتد القتال بينهم، فما كان من شدَّاد بن معاوية العبسي – والد عنترة – إلا أن يقول له: كر يا عنترة، فقال إذ ذاك عنترة قولته الشهيرة: (( العبدُ لا يُحسِنُ الكَّر، إنَّما يُحسِنُ الحِلابَ والصَّر ))، لا أحسبه كان يفاوض أباه لقاء حريته بقدر ما كان يعربُ عن غيظ كُظم طويلًا، لكنَّ القَدَر ابتسم أخيرًا، انكسر طوق العبودية بقول أبيه: (كر وأنت حرّ)...
مذ تلك اللحظة اندفع عنترة يحاكي صورة الفارس الحر محترمًا نواميس الأحرار والسادة، فانطلق في سوح الوغى، وكانت حرب داحس والغبراء ميدانه الرحيب، فلم يكل له ساعدٌ، ولم يُغمد له سيف، وأخلص لبني قومه فكان فارس عبس وبطلها الاسطوري، لكنَّه لم ينجُ من الغمز أو التندر، أو من نظرة دونية من طرفٍ خفي. فكان السؤال الذي مزَّق أناه: أيثور ضدَّ هذه الأعراف التي حررته بعد استعباده، وجعلته سيّدًا من سادة قومه أم يعرضُ عمَّا في عرفهم من ازدراء للونه وكل ما يتصل به، ويظل أداة قومه لطحن أعدائهم ؟ هنا تحديدًا تتهشم الذات التي جاهد لتحريرها، ويشفُّ شعره عن بعض نثارها:
أذكرُ قومي ظلمهم لي وبغيهم
وقلَّةَ إنصافي على القربِ والبعدِ
بَنَيْتُ لهمْ بالسَّيفِ مجْداً مُشيّداً
فلمَّا تناهى مجدهمْ هدموا مجدي
يعيبونَ لوني بالسواد وإنَّما
فعالهم بالخبثِ أسودُ من جلدي
ومثله أيضًا:
خدمتُ أناسًا واتخذتُ أقاربا
لِعَونيَ ولكن أصبحوا كالعقاربِ
ينادونَني في السِّلمِ يا ابن زبيبةِ
وعندَ صدامِ الخيلِ يا ابن الأطايبِ
ولولا الهوى ما ذُلَّ مثلي لِمثلِهم
ولا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالبِ
أيُّ هوى ؟ أتراه هوى عبلة حقًا أم هوى السيادة ؟!
ثم يعاود ترميم ذاته معزِّيًا إيَّها بفروسيته الفريدة، وقبوله لعنصره ولونه تارة ، فيقول:
ما ساءني لوني واسم زبيبةَ
إذا قَصُرت عن همتي أعدائي
وبمحاولته تهشيم انموذج الحرِّ بفرادته هذه تارة أخرى، فيصف نزالًا بينه وبين أحد الشجعان، بطلٌّ من الأحرار لكنَّ انتماءه لمعشر السادة لم ينجهِ من قبضة عنترة، ورمح العبد الذي تفوَّق على السادة، التي وثَّقها بقوله :
جادَت لَهُ كَفّي بِعاجِلِ طَعنَةٍ بِمُثَقَّفٍ صَدقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكتُ بِالرُمحِ الأَصَمِّ ثِيابَهُ
لَيسَ الكَريمُ عَلى القَنا بِمُحَرَّمِ
مع ملازمة عقدة سواد اللون ودمامة الشكل له، فلا يملك كبت غيظه من وسامة خصمه متشفيًا بسحقها قائلًا : فَتَرَكتُهُ جَزَرَ السِباعِ يَنُشنَهُ يَقضِمنَ حُسنَ بِنانِهِ وَالمِعصَمِ
هكذا يظل عنترة متأرجحًا بين التمرد على أعراف السادة فيؤكد بُعده عن مجتمعهم الذي اجتهد لبلوغه، والتماهي معه وقبول قوانينه التي أعلت من شأنه فوق العبيد فصار في مرتبة أعلى من سائر العبيد لكنَّها – بلا شكٍّ - أدنى من السادة، تموضع مزَّق الذات، وأدخلها في نمط عبودية جديد، إنَّها العبودية الطوعية - على حدِّ تعبير دو لابويسيه - التي تقدمُ انموذج الحُرِّ المروَّض.
سايكولوجية حرية الرأي ما بين المرفوض والمقبول
د. ناهدة محمد علي
ان حرية التعبير ما بين الخاص والعام لكل مجتمع؛ مختلف في مقاييسه في التعبير عن وجهات النظر في موضوع الاذواق والاراء الاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى الفولكلور الشعبي والملابس والاكلات الشعبية وعلى هذا الاساس لكل مجتمع مقاييسه وخطوطه الحمراء في التعبير عن وجهات النظر والاراء والتصورات ويحدث هذا ابتداء من العائلة ثم المدرسة والمجتمع حيث تتبلور الآراء والانطباعات وتنعكس على السوشيال ميديا بتأثر العالم بعضه بالبعض الآخر ذلك ان العالم قد اصبح قرية كبيرة، فوجهات النظر المطروحة في الصين مثلا او المانيا لها صداها بين مؤيد ومعارض في ارجاء العالم وهنا يتبادر السؤال عن مدى تقبل المجتمع او الرأي العام للرأي الآخر او الراي المناقض للاغلبية.
المسموح والمرفوض له مساحات مختلفة بين بقاع الارض فالتدخين مثلا في الاماكن العامة ممنوع في أستراليا ويعاقب عليه القانون وهو مسموح في كثير من الدول العربية اما ظاهرة الضوضاء العالية من قبل الحيوانات الاليفة او السكان المحليين أثناء الليل فهو مرفوض في كثير من الدول الغربية مراعاة لتوفير وقت الراحة استعداد لعمل اليوم التالي ويعاقب لمخالفته بينما هو مسموح بلا قيود في معظم الدول العربية اما عقوبة الاعدام فترفع عن جرائم الشرف في معظم الدول العربية لكنها تعد جريمة قتل في كل الدول المتقدمة وهناك دول ترفض عقوبة الاعدام كاقصى عقوبة ويحل محلها السجن المؤبد كما في نيوزيلندا وهنا نتساءل ماهي المعايير التي توضع لهذه الفكرة او تلك او هذه المخالفة القانونية او تلك وما هي المساحة المتاحة ومن يتدخل في وضع هذه المساحة؟
لنأخذ مثلا ظاهرة الالحاد او المثلية في المجتمعات المختلفة ،،سنرى ان مدى التمسك الديني والتشدد احيانا بلعبان دورا مهما في نشر او تقييد هذه الظاهرة والحديث عنها في السوشيال ميديا قد يوضع له خطوط حمراء متفاوتة ما بين السجن والملاحقة القانونية والاجتماعية وقد يكفر كل من يدعو لهذه الافكار وقد تتعرض حياته للخطر كما في الدول العربية ،بينما في مجتمعات أخرى لا دينية قد تصبح بنداً من بنود الدستور وتشرعن كحق من حقوق المواطن. وفي الكثير من دول العالم المعاصر نجد فكرة اختبار الدين او نفيه هو معتقداً حراً لا بعاقب عليه القانون طالما أعطى المساحة المشابهة للاديان والمعتقدات الأخرى. ولقد تبنت الكثير من الدول فكرة الجندرة او الاجهاض وفي هذه الدول من يوافق او يعارض وخاصة المتمسكون بالتعاليم الكنسية وقد أخذت الكثير من الدول الاوربية بفكرة الجندرة حيث يعطى الحق للطالب ان يختار جنسه فلا بدرج ضمن قائمة الذكور إذا كان ذكرا وكذلك الاناث فقد يختار في المستقبل جنسه وبشتعل الإعلام السياسي والاجتماعي بنفي وقبول هذه الفكرة لكن المساحة مفتوحة تماما ما بين الموافق والمعارض ومن المعروف ان طبيعة هذه المجتمعات هي عدم الاقتراب من اسوار الاخرين وتحترم الخصوصية في المجال الفكري والعملي والشخصي ايضا.
كما ان الاختلاف الفكري قد يفسد للود قضية في العالم العربي، بينما يبقى اختلاف الافكار على الورق وتبقى مجرد حوار بين مناهض ومؤيد عربياً، اما في الغرب فقد تصل الى الفضائح الشخصية والتهديدات العملية،، ولا مجال فيها للنقاش حيث تتدخل المصالح الشخصية والمادية للمؤيدين والمعارضين حين يتم وضع المصلحة الفردية اولاً وقد يجمع الفرد الواحد مؤيدين واتباع من خلال توزيع المصالح وهي في الغالب مادية وقد يقول البعض كل المبادئ تخفي وراءها مصالح اقتصادية ما دام الهدف هو المصلحة العامة او مصلحة البلد او المجتمع بكامله وليس فرداً او افراداً حيث يتخم البعض من خلال الترويج لأفكاره وتجويع الغالبية العظمى لأنها صدقت هذه الأفكار والمبادئ وهؤلاء الساسة او المروجون ما هم الا تجار معتقدات تباع متى ما علا سعرها وتركن متى ما هبط سعرها في سوق المبادئ وتبقى المصلحة العامة هي المحك وإعطاء الاولوية لتنقية الافكار من الشوائب ووضع صلاحيتها للتنفيذ بيد المختصين والعلماء الذين يضعون حاضر ومستقبل مجتمعاتهم على كفة ميزان لا تثقله المصالح الشخصية
ان الإعلام او الرأي العام المحلي وحتى العالمي يتأثر بالفكر الحر والمناقشة الشريفة وقد تعطي صورة واحدة انطباعا سلبيا او ايجابيا عن مصير شعب فقد كانت صورة الطفل السوري الرضيع المهاحر الغريق على احد السواحل تأثير كبير على الرأي العام العالمي او رؤية طفل عراقي يتناول طعامه من نفايات القمامة فكان تأثيرها قد هز الضمير العالمي.
اذن.. لماذا لا يتحرك الرأي العام المحلي او العالمي لهكذا ظواهر؟ أن الفكر الانساني في صراع دائم مع الفكر السلطوي وللأسف كثيرا ما ينجح الثاني ويمحق الاول بمنطق البقاء للأقوى لا للأصلح لكن هذا لا ينفي الصراع الابدي.
البوح {في محراب النون}
د. سمير الخليل
تتدفق مسارات البوح للذات الأنثوية في مجموعة (في محراب النون) للشاعرة (ورود الدليمي) على وفق انثيالات واستبصارات وتوغّل في مساحات الضوء وفردوسية التوق بحثاً عن المعنى المجازي السحيق الذي يثير أسئلة الذات والبحث عن الحلم والآخر المتدفّق في أعماق الوجدان وكينونة الأنثى المحلّقة وهي تستعيد صورة تلبسها بالجمال وصنع الشرفات العالية والإطلالات الباذخة بالدلالات الحافة وإثبات أنّ البوح هو صرخة الوجود، وأن (نون النسوة) لم تكن مجرّد أغنية عابرة، بل هي الفيض الذي يعيد تشكيل العالم من ضلع يكابد الرهافة حد التوجّع، ويمارس الحلم حدّ الهوس، ويتطلّع إلى مواسم الصبابة وكأنّها الوصايا الأخيرة، ولعلّ هذه الإيقاعات الوجدانية والصور الباذخة بالمعنى العميق، تمارس الحروف تشكيل القصيدة في شعر (ورود) لتتحوّل القصائد إلى تنويعات لاستعارة الجمال، وخلق حواريّة الوجود للذات الأنثوية وهي تغادر الغنائية واللّذة والكشف باتجاه البحث عن معنى وموقف وجودي متعالٍ رافض لتدجين الأنثى وترويضها.
تقدّم الشاعرة (ورود الدليمي) هذه التنويعات أو التراتيل الممهورة بالجمال، ولا يغادرها الألق الداخلي على الرغم من الأسى والوجع المكتوم وأعباء البحث لكنّها ترسم بقوة ملامح الفاتنة الباسلة وهي تستجلب التدفق وتراهن على مستحيلات الانبعاث ولا يهزمها الغياب والصمت والفراغ، فنصوص الشاعرة تتساوق مع امتلاء لهمٍّ داخلي، وبوح صوفي شفاف إذ تبتكر الخوض في المعاني المحلّقة، وتبرّئ الأنثى من صورتها التنميطية المستهلكة باتّجاه بوح وجودي يعيد انتاج التوق الجمالي وكأنّها ترسم ملامح يوتوبيا أنثوية تتوامض لخلق سؤال القصيدة وقصيدة السؤال. ولعلّ ما يميّز هذه المجموعة حضور الأداء التعبيري للّغة الشعرية المكثفة البعيدة عن الرؤى المستهلكة، واللّغة النمطية الجاهزة، والمسارات المطروقة، فالنصوص تبتكر لغتها، وتؤسس لمنظومة صوريّة وتداعيات السؤال والجوهر، والحفر في أعماق المعنى الخفي والدال ممّا يؤدّي إلى رسم ملامح ناهضة وزهو يطيح بما هو تقليدي لإضاءة محراب الكينونة الأنثوية، وهي تصنع وجودها وألقها وكينونة الحضور الذي يسرق الأنظار ويعيد ترتيب الفهم والسؤال، ويقدّم الروح الأنثوية وهي تعانق (برومثيوس) الذي يتلقّف الشعلة من أحضان الألوهة ليتحول السؤال إلى إبحار، وإعادة تشكيل المسمّيات، وإعادة تكوين الواقع المرادف للحلم والبوح والتدفّق الذي يمنح الوجود لوناً وأغنية وحلماًَوترحالاً، ووصفاً لكي يكون الجمال هو المنقذ كما صرخ بهذا (دستويوفسكي)، وبذلك تراهن الشاعرة على الجمال بوصفه المعادل الوجودي المحلّق لكائن مخملي وباسل هو (نون النسوة) ليس بمعناها القاموسي والنحوي بل بمعناها القائم على حضور استثنائي، وفعل يربك الصورة ليثير فجيعة الاستفهام والعثور على الأنثى التي تحمل في أعماقها فراديس لم تفكِّ شفرتها بعد، إذ تبوح الشاعرة في نص (أسرار النون) بقولها :
نون ... / رحم الحرف ومهد المعنى
قوس من نور يتقوّس ليحمي نقطة كأنها بذرة الخلق شفّافة كدمعة قمر تستحم في ندى الفجر في بطنها تسري أنهار النور كأغنية بلا بداية/ وتتّقد نيران الشوق كجمر في ليل الياسمين وتتنفس أنوثة من ماء يلمع/ كحلم يقطر من جفن الغيم ../ النقطة فوقها ليس حبراً هذه هي حدود الذات الأنثوية المنطلقة باتّجاه إعادة تشكيل اللّحظة الوجودية واللّحظة الصوفيّة واللّحظة الشعرية، وانبعاث الموقف سراً وسؤالاً وومضات تؤسس لعالم قائم على الرهان والجمال والتوق المنتج، إنها (قطرة الحياة الأولى)، ودفقها الساعي لتكوين مدن فاضلة للأنثى التي تعيد اكتشاف الكينونة الحقيقية لوجود الحلم والزهو وجمال الانتظار وبهاء التناغم مع الذات ومع الآخر ومع لحظة الانبثاق التي تشبه العثور على طوق نجاة، وملاذ يرسم صولة تجسّد معنى يشبه الخلاص والإمساك بجوهر المعنى العميق، وجلال الموقف وتزيح كثبان الفائض من الملل والتكرار والصور الباهتة باتجاه صنع فنار لتقاسم الموجة وارتدادها لتكوين صورة لحوريّة الأرض، وهي تعلن نوعاً من البقاء والتناغم ورفض الأفول بكلّ تداعياته، ونلحظ هذه المعطيات والتحليق بالمعاني على وفق منظومة الأداء اللّغوي التعبيري عند الشاعرة، إذ تشعر بأنك إزاء لغة وبوح غير تقريري أو نمطي مستهلك إنما يعتمد لغة شعرية عالية، تفتتح عوالم جديدة وصور شعرية مبتكرة حقاً وتقمع المتوقع وتكسر أفق التوقّع، وتتنوع النصوص في معانيها ورؤاها، وموضوعاتها المتنوعة الوجدانية، وصوفية التوق والحفر في فراديس الأنثى العبقة التي تقايض الجمال بالجمال، والتوق بالحلم والسؤال بالوجود والرهان على رقي الإبحار ورقي البحث ورقي السؤال وهي تؤسس لخارج الذات على الرغم من الوجع والأسى واغتراب الذات وثقل الهمّ:
أمشي داخلي كأنّي دير مهجور / كل زاوية فيه مسبحة / كلّ ركن بوح..
أحلام متطايرة
طالب حسن
1
لا احب تقليب
دفاتر الماضي لأنها أعجز
من أن تنقذ الحاضر
من مصائد الموت
2
يا للبؤس
أمضينا أعمارنا
ونحن نركض وراء سراب
كنا نحسبه ماء
3
ماذا أفعل
وقبل أن اصل
منتصف الطريق مات دليلي ؟
4
كثيرا ماكنت أحلم
بمدن غير مرئية
وبأمرأة لا تسألني عن
حياتي التالفة
5
دعيني أكابد أكثر
ما أنا آخر من يجمع
ثياب الشهداء ويعلقها
على حبال الذاكرة
6
حين خذلته النوافذ العالية
فكر أن يستعين بنخلة
مقطوعة الرأس
7
العالم صغير
وحدهم الشعراء
من يجعلونه أوسع
مما ينبغي
8
على ماذا أتكئ الآن
والخراب نفس الخراب
والوجوه نفس الوجوه
والفجر الذي كنا نحلم به
صار مقبرة للعابرين ؟
9
أظافرها التي خدشت
عفاف الوردة
نسيت ان تدفن الرائحة
المتطايرة من جثة
الورقة...
ص12
طه رشيد في {بيتنا الثقافي}
{مقاربات بين المسرحين
الفرنسي والعراقي}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، الفنان طه رشيد، الذي ألقى محاضرة بعنوان "مقاربات بين المسرح الفرنسي والمسرح العراقي"، بحضور نخبة من المهتمين بالشأنين الثقافي والمسرحي، وعدد من الفنانين المسرحيين من داخل العراق وخارجه.
المحاضرة التي احتضنتها قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، استهلها رشيد بالحديث عن الجوانب التاريخية والفكرية التي رافقت تطور المسرح الفرنسي، مشيرا إلى اهتمام الملك لويس الرابع عشر بالمسرح ودعمه له.
ثم تحدث عمّا واجهه المسرح الفرنسي من تحديات خلال الثورة الفرنسية، وصولًا إلى إعادة الاهتمام به في عهد نابليون بونابرت. كما تطرق إلى المسرح الفرنسي المعاصر، الذي يحظى باهتمام واسع، مؤكدا أن عدد المسارح النشطة في فرنسا تصل إلى مائة مسرح في اليوم الواحد، تتنوع بين مسارح حكومية وخاصة وأخرى مدعومة من الدولة.
وفي محور آخر من المحاضرة، تحدث رشيد عن بدايات المسرح العراقي. حيث انطلق في الكنائس من قبل القساوسة. ثم عرّج على مراحل تطوره وازدهاره في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، مشيرا إلى تأثير المسرح الملحمي على التجربة العراقية، فضلا عن تأثير أعمال شكسبير.
فيما تطرق إلى التراجع الذي شهده المسرح العراقي في نهاية سبعينيات القرن الماضي حتى سقوط النظام المباد 2003.
وألقى رشيد الضوء على الصعوبات والتحديات التي تواجه المسرح العراقي اليوم.
وأثارت المحاضرة نقاشات ومداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، وسلطوا الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين التجربتين المسرحيتين في العراق وفرنسا.
وأدار المحاضرة الفنان المسرحي د. زهير البياتي. حيث استبقها بتقديم نبذة عن مسيرة المحاضر الفنية الإبداعية.
وفي الختام قدم الرفيق مفيد الجزائري، شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الفنان طه رشيد.
عن الذكاء الاصطناعي
وإحياء الأزياء العراقية
متابعة – طريق الشعب
نظمت الدار العراقية للأزياء أول أمس الأحد، ندوة بعنوان "الذكاء الاصطناعي ودوره في صون وإحياء تراث الأزياء العراقية"، تحدث فيها الممثل عن "مركز صون التراث الثقافي" في بغداد وليد عبد المجيد البناء ومعاونة رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات في الدار أسيل أكرم.
واستعرض البناء التحديات التي تواجه الأزياء العراقية التراثية، والفرص التي يمنحها الذكاء الاصطناعي لإحيائها، مبينا انه من الأهمية استخدام التقنيات الحديثة، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي، في إحياء الزي العراقي بأسلوب عصري متجدد.
أما أسيل أكرم، فقد عرّفت بالذكاء الاصطناعي. وشرحت آلية تدريب النماذج الذكية وتزويدها بالبيانات، مشيرة إلى تجربة مشروع صيني استخدم منصة ذكية لتوثيق الملابس التراثية.
ولفتت إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا إبداعيًا في عالم التصميم، يساهم في فهم الماضي بعمق واستلهام المستقبل برؤية متجددة.
وخلصت الندوة إلى إطلاق مشروع مشترك بين "مركز صون التراث الثقافي" ودار الأزياء، تحت اسم "الأرشيف الرقمي للأزياء العراقية". إذ تقررت رقمنة وتوثيق مجموعة مختارة من أرشيف الدار.
نغمات عراقية وألمانية وفرنسية في أمسية بغدادية
متابعة – طريق الشعب
شهد مسرح "مجمع نخيل بغداد" الترفيهي، أول أمس الأحد، أمسية فنية جمعت بين النغمات العراقية والألمانية والفرنسية في عرض موسيقي مشترك. الأمسية التي جاءت ثمرة تعاون بين معهد الدراسات الموسيقية والمعهد الثقافي الفرنسي ومعهد كوتا الألماني، حضرها جمع من متذوقي الموسيقى.
وعبّرت الأعمال التي قدمها الفنانون عن روح الانفتاح والتقارب بين الشعوب. وتأتي هذه الأمسية في إطار خطة دائرة الفنون الموسيقية الساعية إلى تنظيم فعاليات فنية مشتركة مع فرق عربية وعالمية، بما يساهم في الانفتاح الثقافي وتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب.
افتتاح معرض استعادي
للتشكيلي الراحل جميل حمودي
متابعة – طريق الشعب
افتتح الخميس الماضي على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في بغداد، معرض استعادي للفنان التشكيلي الراحل جميل حمودي (1924 – 2003).
حضر المعرض جمع من الفنانين والمثقفين، إلى جانب وفد من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين يتقدمه نائب الهيئة الإدارية د. جواد الزيدي.
وضم المعرض، وقد حمل عنوان "أجيال"، مجموعة من أعمال الفنان الراحل توثق مسيرته الإبداعية، إلى جانب أعمال لابنته الفنانة عشتار، وحفيدته الفنانة والباحثة زينة عصام.
جدير بالذكر، أن الفنان جميل حمودي يُعتبر من الرواد البارزين، وله أعمال مهمة تنتمي إلى مدارس فنية متعددة. وقد حصل في العام 1947 على منحة حكومية لإكمال دراسته في فرنسا. حيث درس في أكاديمية المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة. وقد أقام هناك معارض عديدة. كما حصل في العام 1987 على وسام الفارس للفنون والآداب في فرنسا، وفي العام 2001 نال وسام جوقة الشرف في فرنسا أيضا.
طير السعد بين ضفتين
عن "دار لندن" للطباعة والنشر في لندن، صدر حديثا كتاب بعنوان "طير السعد بين ضفتين"، من تأليف سمير عبد الجبار.
الكتاب، وهو سيرة ذاتية، يلقي الضوء على محطات من حياة المؤلف ومسيرته الفنية في المسرح، ابتداء من كربلاء وانتهاء بباريس.
يقع الكتاب في 327 صفحة من القطع المتوسط.
ليس مجرد كلام
ثقافتنا {الرصاصية}..
عبدالسادة البصري
قبل ايام لعلع الرصاص في شارعنا. خرجنا نستطلع الأمر فقيل لنا: أخذوا عروسا من بيت فلان. وحين سألنا: لماذا الرماية العشوائية هذه؟ اجاب أحدهم : ناس فرحانة وتريد تعبّر عن فرحها!
أفراحنا رصاص / أحزاننا رصاص / وكل شيء في حياتنا رصاص !
في ما مضى كانت أفراحنا عفوية جداً، نملأ الدنيا سعادة وحبوراً، نرقص، نغني، نعزف بكل الآلات شيباً وشباباً، نساءً وأطفالاً، في القرية تسمع الطبول والمزامير و(الهلاهل) وتأخذك (الصفكة) و( الخشّابة) على قارب من فرح غامر. وفي المدينة تسمع للموسيقى وقعاً خاصاً وجلسات طربٍ وسعادةٍ لا توصف.
وكما هي الأفراح، كانت أحزاننا أكثر عفويةً، يجلّلنا الحزن ويسكن كل جوارحنا بكل أشكاله وطقوسه وآهاته.
وبين هذا وذاك كانت علاقاتنا الاجتماعية مفعمة بالمحبّة والتسامح والألفة والتعاون والمودة.
حينما يخطئ أحدنا يعاتَب حد البكاء، ليُعلنَ أسفه وندمه ويصحح خطأه ويظل يبحث عن الصواب دائما.
وحينما يُسيء بعضنا للآخر، يغفر إساءته ويسامحه ليعود نادماً لن يكررها أبداً.
وحين يحتاج واحد منّا مساعدةً يقف الجميع معه في شدّته ووحدته ويؤازروه ليتعافى .
ما الذي حصل اليوم فتحولت هذه الحياة المشرقة الجميلة الى شكل آخر، وصرنا نتعامل بلغة أخرى؟ هي لغة الرصاص والدم والموت والخراب والكراهية والحسد والبغضاء والخوف .
أفراحنا تتحول الى مآسٍ بعدما يلعلع الرصاص ليموت طفل أو امرأة أو شاب .
وأحزاننا تقود الى ساحة حرب لا تعرف أي نوع من الأسلحة قد أُستُعمِل فيها!
الموت صار مجانياً جداً، ولا نحسب أهمية للإنسان الذي هو أثمن رأس مال في الوجود!
ما الذي جعلنا نحب العنف هكذا ؟ حتى صرنا نلون حياتنا بالرصاص؟
أ لم يكن بمقدورنا حرق كل الأوراق الصفراء والسوداء والقاتمة في حياتنا، وجعل أيامنا خضراء وبنفسجية يجللها الفرح والطيبة والمحبة والتسامح والإلفة ؟
كيف ألبسنا حياتنا لبوس ثقافة الرصاص، وصرنا نتفاهم بلغة الموت والخراب؟ هذا السؤال علينا أن نتوقف لنفكّر في إجابته قليلا، قليلا فقط ، وسنعرف الحل حتماً.
افتتاح معرض استعادي
للتشكيلي الراحل جميل حمودي
متابعة – طريق الشعب
افتتح الخميس الماضي على قاعة المركز الثقافي الفرنسي في بغداد، معرض استعادي للفنان التشكيلي الراحل جميل حمودي (1924 – 2003).
حضر المعرض جمع من الفنانين والمثقفين، إلى جانب وفد من جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين يتقدمه نائب الهيئة الإدارية د. جواد الزيدي.
وضم المعرض، وقد حمل عنوان "أجيال"، مجموعة من أعمال الفنان الراحل توثق مسيرته الإبداعية، إلى جانب أعمال لابنته الفنانة عشتار، وحفيدته الفنانة والباحثة زينة عصام.
جدير بالذكر، أن الفنان جميل حمودي يُعتبر من الرواد البارزين، وله أعمال مهمة تنتمي إلى مدارس فنية متعددة. وقد حصل في العام 1947 على منحة حكومية لإكمال دراسته في فرنسا. حيث درس في أكاديمية المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة. وقد أقام هناك معارض عديدة. كما حصل في العام 1987 على وسام الفارس للفنون والآداب في فرنسا، وفي العام 2001 نال وسام جوقة الشرف في فرنسا أيضا.
قف
دبق على الشاشات
عبد المنعم الأعسم
مع اقتراب موعد السباق الانتخابي ننام كل ليلة على فضيحة من عيارات مختلفة، أبطالها مسؤولون يتطاولون، و"مسؤولات" يتطاولن، على المال العام، والشأن العام، وصارت الفضائح، وبخاصة حين تتعلق بالحياء العام مسلية مثل أفلام السهرة، فيما يظهر للمراقب يومًا بعد آخر، ما يُسجل كشبهة، أو فضيحة، أن الفضائيات "العراقية" المحلية باعت شاشاتها بالمزاد إلى كتل فاسدة تتحكم في مفاصل الدولة، وجماعات قبلية تتخاشن بعضها، وأشخاص فاسدين حتى النخاع، فتعرض نوابًا ووكلاء تدربوا بعجالة على أصول الملاسنة، يعرضون، على مدار الساعة، غسيل سمعة بائرة، بأربطة عنقٍ زاهية، ولحى سوداء ملمعة ومعشقة بخيوط بيضاء، يسلقون الجمهور بسياط من الفجاجة والأكاذيب والتلميع والدحلبة الريفية سيئة الضبط، الأمر الذي يدخل في مؤشرات انحطاط أخلاق السياسة وأخلاق المهنة على حد سواء. ومن تركات هذا الدبق، ابتعاد (أو إبعاد) كوكبة المحللين والكتاب المستقلين والمعرفيين والأكاديميين والمعلقين الشجعان ممن لم يُحسبوا على مرابط الفساد ونهب أملاك الدولة والولاء عابر الحدود، ما أسس لمسرح جريمة إعلامية يقف الجاني فيها على المنصة وبيده جاكوج القضاء، فيما يقف الشعب في قفص الاتهام.
*قالوا:
"أفضل أن أفشل بشرف على أن أنجح عن طريق الغش".
سوفوكليس - كاتب مسرحي إغريقي
يوميات
• يضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة و"دار الأدب البصري"، هذا اليوم الثلاثاء، الرحالة والصحفي عبد المنعم الديراوي، ليوقّع كتابه الموسوم "عواصف خليجية.. من أدب الرحلات".
حفل التوقيع الذي من المقرر أن يديره الشاعر جلال عباس، يبدأ في الساعة الخامسة والنصف مساء على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.
• يُضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت المقبل، القاضي المتقاعد سالم روضان الموسوي، ليتحدث في ندوة عنوانها "آليات تعديل الدستور العراقي بين النص والتطبيق".
تبدأ الندوة في الساعة الحادية عشرة ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
400 سينمائي بلغاري يناصرون غزة
متابعة – طريق الشعب
انتقلت مشاعر التضامن الشعبي البلغاري مع ضحايا الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، إلى الوسط السينمائي في بلغاريا، وذلك يوم 10 تشرين الأول الجاري إبان افتتاح المهرجان السينمائي الأشهر في هذا البلد، والمعروف باسم "سيني ليبري".
وتضمنت مذكرة وقعها أكثر من 400 مبدع سينمائي، دعوة إلى مقاطعة السفارة الإسرائيلية التي تشارك في رعاية المهرجان.
وكان من الموقعين مخرجو وصانعو أفلام كبار، فازت أعمالهم بجوائز في مهرجانات عالمية. وجاء في نص المذكرة انه "في خضم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وللسنة الثانية على التوالي، ينظم المهرجان أمسية احتفالية خاصة لإسرائيل، رُوج لها ترويجا واسعا عبر الإنترنيت وفي آلاف منشورات المهرجان. هذا ليس فقط غير لائق، لكنه أيضاً يستوجب الإدانة الأخلاقية".
واستشهدت المذكرة بتوصيف منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بما جرى في غزة بوصفه "إبادة". ودعت إلى تحقيق التوافق بين المبادئ الفنية والأخلاقية المعلنة وأولوياته في جمع التبرعات للمهرجان. وبتأثير ذلك اضطرت إدارة المهرجان الذي تترأسه جاكلين فغنشتاين المعروفة بتأييدها إسرائيل، إلى إلغاء الاحتفال الخاص الذي ينظمه المهرجان منذ عامين للسينما الإسرائيلية. كذلك ألغيت الأمسية التي تقام على شرف السفير الإسرائيلي، وسُحب من برنامج عروض المهرجان فيلم "رسالة من داود" الذي يتناول أحداث 7 تشرين الأول من وجهة نظر إسرائيلية، دون ذكر الأسباب.
الرفيق وليد شلتاغ:
65 مليونا لبيت الحزب والشعب
ما ان بدأت حملة التبرع لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي في بغداد قبل ثلاث سنوات، حتى حمل ما تحت يده من مال ليسهم به في إطلاق الحملة: 25 مليون دينار تبرع بها لانشاء بيت الحزب – بيت الشعب.
ولم تنقض سنة وبعض السنة، حتى عاد بمبلغ كبير آخر: 20 مليون دينار دعماً لانجاز المرحلة الثانية للمشروع العتيد.
ولم يكتف بهذا وذاك، فها هو اليوم يدق باب صندوق التبرعات حاملا "شدّة" عامرة ثالثة: 20 مليونا أخرى، يدفعه التطلع العميق الى رؤية بيت الشيوعيين – بيت العراقيين يفتح ابوابه لهم بعد سنة من الآن.
انه الرفيق وليد شلتاغ، ابن الحزب والعائلة المناضلة المضحية، والمكافح المتجدد من أجل وطن حر وشعب سعيد.