اخر الاخبار

الصفحة الأولى

استئناف تصدير نفط الإقليم عبر ميناء جيهان التركي نواب ومراقبون: تشريع قانون النفط والغاز هو الضامن للحل الجذري

بغداد ـ طريق الشعب

بعد توقف دام أكثر من عامين، استؤنف امس السبت، تصدير النفط من حقول إقليم كردستان، عبر خط جيهان التركي، في خطوة يُنظر إليها على أنها إنجاز مهم لتعزيز الاقتصاد العراقي، غير أن الاتفاق الثلاثي ـ الذي جرى بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان والشركات الأجنبية العاملة في تلك الحقول ـ وبرغم ترحيب الأطراف به، يظل في نظر العديد من المحللين والمسؤولين حلاً مرحلياً، لا بد أن يعقبه تشريع قانون النفط والغاز الاتحادي، ليكون الضامن الحقيقي لاستدامة الحل ومنع تكرار الأزمات.

تفاصيل الاتفاق وآلية العمل

وأعلنت وزارة النفط امس السبت، استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي، وذلك تنفيذاً للاتفاق الثلاثي الموقع يوم 25 أيلول بين وزارة النفط العراقية، ووزارة الثروات الطبيعية في الإقليم، والشركات العاملة في الحقول المنتجة.

وقال وزير النفط حيان عبد الغني في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إن "الاتفاق مع إقليم كردستان جاء من أجل السيطرة على كل الواردات النفطية"، مؤكداً أن عمليات الضخ والتصدير ستشهد تصاعداً في الأيام المقبلة.

وأضاف الوزير أن الاتفاق ينص على تصدير 180 إلى 190 ألف برميل يومياً، مع تخصيص 50 ألف برميل للاستهلاك المحلي داخل الإقليم، مع دفع 16 دولاراً عن كل برميل للشركات المنتجة، بموجب التعديل الأول على قانون الموازنة، ليصبح الاتفاق ملزماً لجميع الشركات الأجنبية الموقعة.

خطوة نحو تعزيز الاقتصاد

ويوم الخميس الماضي، أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، التوصل لاتفاق نفطي وصفه بـ"التاريخي" مع إقليم كردستان.

وذكر السوداني في تدوينة على منصة "إكس"، أنه "توصلنا اليوم إلى اتفاق تاريخي تتسلّم بموجبه وزارة النفط الاتحادية النفط الخام المنتج من الحقول الواقعة في إقليم كردستان، وتقوم بتصديره عبر الأنبوب العراقي التركي".

واعتبر أن "ذلك يضمن التوزيع العادل للثروة، وتنويع منافذ التصدير، وتشجيع الاستثمار".

وختم تدوينته بالقول: "‏إنجاز انتظرناه 18 عاماً".

من جانبه، اعتبر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني الاتفاق "إنجازاً كبيراً للشعب العراقي، ولا سيما شعب الإقليم"، مؤكداً أهمية الخطوة في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحقيق مصالح العراق كافة.

من جانبه، رأى مايلز كاكينز، المتحدث باسم رابطة صناعة النفط في كردستان "أبيكور"، أن استئناف التصدير سيعزز الاقتصاد العراقي ويحفز توسيع الاستثمارات في القطاع النفطي، متوقعاً وصول حجم التصدير إلى 230 ألف برميل يومياً.

وقال إن هذا الترتيب مؤقت في ما يخص سعر البرميل، وأن الولايات المتحدة على اطلاع كامل على الاتفاقية الثلاثية، لافتاً إلى دورها في دعم زيادة إنتاج الطاقة عالمياً.

وأكد كاكينز أن إيقاف التصدير خلال العامين الماضيين أجبر الشركات على تجميد مليارات الدولارات من الاستثمارات، موضحاً أن استئناف العملية سيمكنها من استخدام تكنولوجيا إنتاج نظيفة وفعالة، وتوسيع حجم استثماراتها في القطاع.

اتفاق طويل الأمد

بدوره، أفاد علي نزار فائق، مدير عام شركة التسويق النفطية "سومو"، بأن الاتفاق الثلاثي أسس لاتفاقات طويلة الأمد، وشمل آلية محكمة لتسديد المستحقات المالية للشركات، بحيث يتم التعويض عن كل برميل 16 دولاراً وفق آلية الدفع العيني.

وقال فائق إن الاتفاقية ستخضع لدراسة من قبل شركة استشارية دولية لتحديد كلفة الإنتاج والنقل لكل حقل بدقة، وسيتم التعويض بأثر رجعي اعتباراً من تاريخ استلام الإنتاج.

فيما بيّن الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، أن المرحلة الأولى من الاتفاق ستبدأ بتصدير 190 ألف برميل يومياً من أصل إنتاج يبلغ حالياً 240 ألف برميل، مع تخصيص الـ50 ألف المتبقية للاستهلاك المحلي، مؤكداً أن الاتفاقية مكتوبة ومسجلة ويقع تنفيذها تحت إشراف محكمة التحكيم الدولية في باريس، مع احتمال تحويلها إلى اتفاق دائم بعد دراسة شركة استشارية متخصصة.

كذلك أكد المتحدث السابق باسم وزارة النفط، والخبير النفطي عاصم جهاد، أن الاتفاق النفطي بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان "يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء الخلافات المزمنة التي أربكت الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمجتمعية في البلاد".

وقال جهاد إن "الاتفاق يعالج القضايا العالقة المتعلقة بآليات تصدير النفط، والإيرادات المالية، وطبيعة العقود والتعاقدات، إضافة إلى إنهاء أزمة رواتب الإقليم عبر التزامات متبادلة نص عليها قانون الموازنة، حيث يلتزم الإقليم بتسليم كامل إنتاجه النفطي إلى وزارة النفط الاتحادية مقابل التزامات مالية من بغداد تجاه أربيل".

وبيّن أن الاستقرار في الإيرادات النفطية سيخدم الاقتصاد الوطني عمومًا، فيما سيكون الإقليم المستفيد الأكبر عبر وضوح الإيرادات وإمكانية استثمارها في المشاريع الخدمية، مبينا أن استئناف التصدير عبر ميناء جيهان التركي يمثل منفذًا استراتيجيًا حيويًا يأتي بعد الموانئ الجنوبية من حيث الأهمية.

واكد أن هذه الخطوة "تعزز الشفافية وتشجع الشركات الأجنبية العاملة في الإقليم على الالتزام بالاتفاق بما يخدم الصالح العام".

لا بديل عن قانون النفط والغاز

من جهته، عدّ النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، ماجد شنكالي، استئناف تصدير نفط إقليم كردستان عبر شركة تسويق النفط الوطنية (سومو) إلى ميناء جيهان التركي، خطوة مهمة تصب في مصلحة الشعب العراقي عامةً، وشعب كردستان خاصةً.

وقال شنكالي إن هذا الاتفاق جاء بعد جهود كبيرة بذلتها حكومتا بغداد وأربيل لإعادة بناء الثقة ومعالجة خلافات استمرت لسنوات، مشددًا على ضرورة أن يتعزز هذا التفاهم بخطوات أخرى، وفي مقدمتها تشريع قانون النفط والغاز في الدورة النيابية المقبلة لضمان عدم تكرار الأزمات مستقبلاً.

وبيّن أن الاتفاق ستكون له آثار اقتصادية إيجابية كبيرة على الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، إذ بدأ التصدير بنحو 190 ألف برميل يوميًا مع إمكانية زيادتها لاحقًا، ما يعزز موازنة الدولة الاتحادية ويسهم في تمويل رواتب موظفي الإقليم وتسديد مستحقات الشركات النفطية.

وأشار شنكالي إلى أن هذه الخطوة ستسهم أيضًا في تبديد المخاوف من عدم التزام أي طرف بالاتفاقات السابقة، مؤكداً أن المضي بهذا النهج يمثل مكسبًا سياسيًا واقتصاديًا لجميع العراقيين.

فوائد الاتفاق

بدوره، اعتبر عضو اللجنة المالية النيابية، جمال كوجر، أن التوصل إلى اتفاق بين بغداد وأربيل بشأن أزمة النفط في الإقليم يمثل حلاً مهماً، لكنه مؤقت ولا يمكن اعتباره حلاً جذرياً.

وقال كوجر أن الحل الحقيقي يكمن في تشريع قانون النفط والغاز الاتحادي، مشيراً إلى أن جميع الاتفاقات الأخرى تظل ترقيعية ومرحلية.

وبين أن الاتفاق الحالي يمكن أن يسهم في معالجة أربع مشاكل رئيسية، أبرزها تهريب النفط، وبيع الخام خارج الأطر الرسمية وحساباته، فضلاً عن إنهاء تعطيل القوانين والقرارات الاتحادية، وحل الإشكالية المتعلقة برواتب موظفي الإقليم.

وخلص الى القول إن تشريع قانون النفط والغاز يجب أن يتم بالتوافق بين الحكومتين الاتحادية والإقليمية، استناداً إلى المواد الدستورية المتعلقة بالصلاحيات المشتركة، والتي تشمل الحقول النفطية قبل وبعد صياغة الدستور، منبها الى وجود "لجنة مشتركة بين بغداد وأربيل تعمل حالياً على مناقشة القانون وصياغته بما يحقق التوازن والمصلحة الوطنية".

**********************************************

راصد الطريق.. فساد تربوي عابر للحكومات!

مع انطلاق العام الدراسي الجديد في كلّ عام، يتهافت أولياء أمور الطلبة والتلاميذ على بعض المدارس الحكوميّة، لتسجيل أبنائهم فيها، نظراً لجودة تدريسها أو لقربها من منازلهم، وربما لوجود شقيق/ـة فيها. ولضمان قبولهم يضطرون الى دفع 200 - 500 دولار "تبرع" إلى إدارة المدرسة، أو الى بعض "السماسرة" في مكاتب المدراء العامين لمديريات التربية في بغداد.

بعض المرشحين وجدوا في ورقة القبول فرصة للكسب الانتخابي، فصارت مكاتبهم تستقبل طلبات الأولياء لتأمين موافقة المدير العام على ورقة القبول. وبات اكتظاظ دوائر المدراء بالمرشحين المتأبطين لرزم الطلبات، مشهدا مألوفا في الأيام القليلة الماضية. ذلك ان تقديم الطلب الى المدير مباشرة، قد يصطدم بحجة "الطاقة الاستيعابية" أو "موافق حسب الضوابط".

المعيب جدا، إن بورصة الفساد التربوي والتعليمي تحسب لـ "ورقة القبول" ألف حساب، بل أن سعر إدارة بعض المدراس الحكومية، في تلك البورصة، يحددها سعر تلك الورقة، بينما يُجبر مَن لم يستطع الدفع أو يرفضه، على تسجيل أبنائه في مدارس تكتظ بالتلاميذ، وتعاني تهالك البنى التحتية، والنقص في الكادر التعليمي، وفي المناهج الدراسية.

لذا يضطر أولياء الأمور المثقلون بالأعباء المعيشية اليومية، الى تحمل فشل تلك المؤسسات في تجاوز الأزمات العابرة للحكومات.

*********************************************

الصفحة الثانية

المفوضية: المصادقة على أسماء المرشحين خلال أيام والعقوبات مستمرة بحق المخالفين

بغداد ـ طريق الشعب

أكد عضو الفريق الإعلامي للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حسن زاير، أن المفوضية ستنهي بداية الأسبوع القادم، ملف التدقيق واستلام النتائج من الجهات المعنية، تمهيدًا للمصادقة على أسماء المرشحين من قبل مجلس المفوضين.

وأوضح زاير، أن عملية التدقيق وصلت إلى مراحلها النهائية ولم يتبق سوى القليل، مشيرًا إلى أن ملف المستبدلين بعد حالات الاستبعاد السابقة بات شبه مكتمل، وعددهم قليل جدًا.

وفيما يتعلق بالحملات الدعائية، بيّن زاير أن هناك مرشحين بدأوا مبكرًا بالدعاية الانتخابية عمدًا أو جهلًا، وهو ما عرضهم إلى غرامات وعقوبات بدأت بالفعل خلال الأيام الماضية، وفقًا لقانون الحملات الدعائية رقم (4) لسنة 2024 المعدل، الذي ينص على أن الدعاية تبدأ بعد إعلان المفوضية بشكل رسمي، وتنتهي قبل 24 ساعة من يوم الاقتراع.

وأضاف أن انطلاق الحملات الدعائية مرتبط بالمصادقة النهائية على أسماء المرشحين.

****************************************

مؤتمر العراق الوطني في بابل: خور عبدالله وشحّ المياه قضية وجود وسيادة

بابل ـ طريق الشعب

شهدت مدينة المدحتية بمحافظة بابل، يوم الجمعة، انعقاد مؤتمر العراق الوطني تحت شعار: "خور عبدالله عراقي… وشحّ المياه قضية وجود وسيادة". وقد حظي المؤتمر بمشاركة واسعة، إذ جمع أكثر من ألف شخص من مختلف المحافظات العراقية، ليشكل محطة نوعية في مسار الحراك الشعبي العراقي.

مشاركة واسعة من مختلف الأطياف

وضمّ المؤتمر شباباً وخريجين يعانون البطالة، وطلاباً وناشطين، إلى جانب كسبة وعمال وفلاحين، نساء ورجالاً ومن مختلف الأعمار، فضلاً عن شيوخ عشائر ووجهاء وخبراء وأكاديميين، وقوى سياسية وطنية. كما شاركت وفود من 12 محافظة، بينها بغداد والبصرة وكربلاء وواسط والنجف والناصرية وكركوك ونينوى، إضافة إلى ممثلين عن إقليم كردستان. هذا التنوع الاجتماعي والجغرافي أضفى على المؤتمر بُعداً وطنياً جامعاً، وأكد أن قضيتي المياه وخور عبدالله هما شأن وطني لا يخص فئة أو منطقة بعينها.

تنظيم المؤتمر

جاءت الفعالية بدعوة من اللجنة المركزية للاحتجاجات الوطنية التي نظمت أعمال المؤتمر، برئاسة الدكتور ضرغام ماجد. وقد شكّلت اللجنة فريق خبراء لإدارة أعمال المؤتمر، ضمّ الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والنائب عامر عبد الجبار، والقاضيين المتقاعدين وائل عبد اللطيف وعبد الأمير الشمري، واللواء المتقاعد جمال الحلبوسي.

وناقش المؤتمر ملفين اعتُبرا مصيريين. في ملف شحّ المياه، أُشير إلى أن العراق يواجه أخطر أزمة مائية في تاريخه الحديث، مع انخفاض مناسيب دجلة والفرات، وتراجع مخزون السدود إلى 8% فقط، وجفاف الأهوار، وانهيار الزراعة، ومعاناة سكان البصرة من المياه المالحة والملوثة. واعتُبرت الأزمة تهديداً مباشراً للأمن الغذائي والسيادة الوطنية.

أما في ملف خور عبدالله، فقد اعتبر المشاركون الاتفاقية المتعلقة بالخور "جرحاً في السيادة العراقية"، مشددين على أنها ليست مجرد خلاف حدودي، بل قضية تمس الكرامة الوطنية، مع الإشارة إلى أن التنازلات بدأت منذ قرار مجلس الأمن 833 عام 1993، وتكرّست باتفاقية 2012–2013.

وقدّم الوزير الأسبق عامر عبد الجبار عرضاً فنياً وقانونياً حول أزمة المياه، محذراً من تداعيات ترك الملف معلقاً. فيما أكد القاضي وائل عبد اللطيف أن تمرير اتفاقية خور عبدالله يعد مخالفة دستورية جسيمة تستوجب المساءلة. ورأى اللواء جمال الحلبوسي أن خسارة الخور تهديد مباشر للأمن القومي.

من جانبه، اعتبر الحقوقي علي العبادي أن "المياه حق من حقوق الإنسان"، فيما دعا النائب ياسر الحسيني إلى تحرك فعلي مع تركيا لحماية الزراعة والأمن الغذائي.

كما شارك وفد من قيادة الحزب الشيوعي العراقي مثّلتهم "بشرى جعفر أبو العيس، دينا الطائي، ميعاد هادي القصير، وبهجت الجنابي" ، مؤكدين أن الدفاع عن المياه والسيادة هو دفاع عن حق الشعب بالعيش الكريم، وأن الحراك الشعبي سيبقى هو الضمانة في مواجهة المحاصصة والفساد.

التوصيات والقرارات

وخرج المؤتمر بجملة توصيات أبرزها مطالبة رئيس الوزراء بتنفيذ قرار المحكمة الاتحادية رقم (105/2023)، وإيداع القرار لدى الأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية، وإيداع خارطة المجالات البحرية العراقية وفق قرار مجلس الوزراء رقم (266/2025).

كما أوصى بتكليف جبهة المعارضة البرلمانية بقيادة النائب عامر عبد الجبار بملف معالجة شحّ المياه، إضافة إلى مطالبة الادعاء العام باتخاذ إجراءات قانونية في حال عدم التنفيذ.

أكد المؤتمر أن هذه المطالب حقوق أصيلة كفلها الدستور والقانون الدولي، داعياً الحكومة والمجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم. وشدد المشاركون على أن تجاهل هذه المطالب لن يمر من دون موقف شعبي واسع.

ورفع المشاركون لافتة كبيرة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن معركة السيادة في العراق مرتبطة بقضايا الحرية والكرامة في فلسطين والمنطقة. كما رددوا هتافات ضد الفساد والمحاصصة وضد سياسات الاحتلال.

ختام المؤتمر

واختُتمت الفعالية بهتافات جماهيرية أكدت وحدة العراقيين في الدفاع عن حقوقهم، وكان أبرزها: "العراق أولاً… لن نقبل ببيع خور عبدالله، ولن نصمت أمام أزمة المياه والتنازل عن السيادة". لتخرج رسالة المؤتمر واضحة: العراق لا يُباع، وصوت الشعب سيبقى الضمانة الحقيقية لسيادته وكرامته.

*******************************************

رابطة الأكاديميين العراقيين تقدّم حلولاً شاملة لأزمة التلوث البيئي

لندن – طريق الشعب

عقدت رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة، أخيرا، مؤتمراً علمياً بعنوان "أزمة التلوث البيئي في العراق – التحديات والحلول" على قاعة المركز الآشوري في لندن، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مجالات البيئة والصحة والطاقة.

افتتح المؤتمر رئيس الهيئة الإدارية للرابطة الدكتور لينارد يعقوب، بكلمة شدد فيها على الدور الحيوي للأكاديميين في معالجة التحديات البيئية التي تهدد العراق، مؤكداً أن هذه الجهود تمثل خطوة ضرورية لبناء مستقبل أكثر استدامة.

وتناولت الجلسات العلمية عدة محاور، أبرزها آثار حرق الغاز والنفط على صحة الإنسان والبيئة، تأثير الحروب والتغيرات المناخية على التدهور البيئي، ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في البصرة نتيجة التلوث، ومخاطر مياه الصرف الصحي غير المعالجة على الأنهار العراقية والصحة العامة.

وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات العملية المتكاملة، شملت الدعوة إلى إصدار قانون موحد للهيدروكاربونات للانتقال إلى الطاقة النظيفة والتخلص التدريجي من إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري، وتنويع الاقتصاد لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات، وتعزيز الحوكمة البيئية بما يضمن حماية صحة الإنسان وصيانة البيئة، والاستثمار في إصلاح وتطوير البنى التحتية للمياه للحد من التلوث. كما أوصى المؤتمر بتغيير أساليب الزراعة ونوعية المحاصيل واعتماد الري بالتنقيط لزيادة كفاءة استخدام المياه، وتحسين التخطيط الحضري عبر التوسع في المساحات الخضراء، وبناء علاقات قوية بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والتعاون مع الجهات الحكومية لتذليل الصعوبات وتحسين المستوى المعيشي.

كما دعا المؤتمر برنامج الأمم المتحدة للبيئة لإجراء تقييمات لمواقع اليورانيوم المنضب المتضررة من الحروب والعمل على تنظيفها، ووجه الجهات الحكومية إلى مراقبة التوهج الناتج عن حرق الغاز والنفط وتوفير الفحوصات الدورية ودعم المرضى المتضررين وعائلاتهم، بالإضافة إلى التحكم في التصريف غير القانوني لمياه الصرف الصناعي واعتماد تقنيات حديثة لمعالجة مياه الصرف لتحسين جودتها قبل إعادة تصريفها إلى الأنهار.

وأكدت رابطة الأكاديميين، أن هذه التوصيات تمثل خريطة طريق واضحة لمعالجة التدهور البيئي في العراق، داعية رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان إلى تبنيها لضمان تطبيقها على أرض الواقع.

*****************************************

ومضة.. الاستقواء بالخارج.. رهان خاسر

صبحي الجميلي

يبدو ان هناك حاجة للتذكير بالحقيقة اعلاه في هذه الأيام، حيث عاد البعض يراهن على الخارج في إزاحة منظومة المحاصصة، ونهجها الذي أبقى العراق مصنفا حسب مؤشرات دولية عدة في المراتب الدنيا، وكأن هذا البعض نسي او تناسى تداعيات الحروب، وما تعرض له بلدنا من احتلال، وما فرض عليه من منظومة حكم، كان لها الدور الفاعل في إضاعة فرص حقيقية للنمو والبناء والاعمار، وفي توفير حياة حرة كريمة آمنة للعراقيين جميعا. وهناك أيضا من سعى ويسعى لتحويل العامل الخارجي عموما الى داخلي، لكي ينمّي عناصر القوة عنده ويواصل فرض هيمنته وسيطرته، في اهتزاز واضح للموقف الوطني وما يسببه ذلك من ارتهان لهذا الطرف او ذاك.

وإزاء ما يمر به بلدنا من أزمات متجذرة في بنية منظومة الحكم ومؤسسات الدولة وآلية بنائها وادارتها، لم يعد التغيير ترفا فكريا او مجرد شعار يرفع، او اجتهادا لمجموعة او مجاميع معينة، قدر ما هو حاجة وخيار وطني لا يحتمل التأجيل، ويعتمد التقدم لتحقيقه على الادراك الواعي لجماهير واسعة والعمل المثابر التراكمي من اجل تحقيقه. 

والتجربة تبيّن لنا ان الاعتماد على الخارج، أياً كان، وبايّ شكل تجلى، لم ولن يقدم الحلول الجذرية المطلوبة لاخراج بلدنا وانقاذه مما هو فيه، خصوصا وان بعض الدول لا تنظر الى العراق الا كساحة نفوذ وصراع من اجل المصالح، وتضعه في اطار استراتيجياتها الإقليمية والدولية. 

وهنا يتوجب الاستدراك بان ذلك لا يعني الانكفاء والتقوقع، ولا يعني دعوة لمقاطعة أمريكا او ايران او تركيا او غيرها، او لعدم إقامة علاقات متوازنة معها، قدر ما هو تاكيد لتحرك هذه الدول وفقا لمصالحها قبل كل شيء. لذا فهي غير معنية بتقديم حماية مؤكدة لانظمة حليفة او تدور في فلكها، او ان من ضمن أولوياتها تقديم مساعدة لاقامة أنظمة ديمقراطية حقيقية، تريد ان تتعامل معها بتكافؤ. وبالطبع هنا تشذ علاقة الإدارات الأمريكية، الجمهورية والديمقراطية،  مع  دولة الاحتلال الصهيوني. فما ينطبق عليها ليس بالضرورة ينطبق على الاخرين  .

وهنا نصل الى حقيقة ان الاستقواء بالخارج، أيا كان ، ليس دليل قوة، بل بالعكس. واذا تطابقت المصالح شكليا في لحظة ما، فانها ليست بالضرورة متماثلة على طول الخط. كما ان الشرعية الحقة تعطيها الشعوب وحدها وليس أي عاصمة من عواصم العالم. نعم، فالشعوب هي مصدر القوة والمنعة التي لا جدال فيها. ومن هنا يتوجب إنماء عناصر البناء الذاتي الوطني، وتمكينه ليكون المعوّل عليه.

كذلك يتوجب التأكيد تكرارا بان مطلب التغيير في بلادنا هو حاجة داخلية ذاتية، قبل أي شيء اخر، والمرتجى ان يأتي هذا التغيير وفقا لمشروع وطني عراقي، يقود الى بناء دولة المؤسسات والقانون، دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية، والمنبثقة من الإرادة الشعبية الواسعة. ومن المؤكد ان مثل هذه الدولة هي من تملك مقومات وعناصر القوة لتجاوز التحديات، وهي من يستطيع إقامة علاقات متكافئة ومتوازنة  تُبنى على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة مع دول العالم المختلفة .   

***********************************************

الصفحة الثالثة

احتجاجات شعبية مستمرة موظفون وأطباء وطلبة يطالبون بحقوقهم المشروعة

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات العراق خلال الأيام الماضية سلسلة احتجاجات شعبية ومهنية وطلابية، تعكس تزايد الضغوط على المواطنين والكوادر العاملة بسبب تردي الخدمات الأساسية، وتأخر تنفيذ التوجيهات الرسمية، وتراجع الالتزام بحقوق العمال والطلبة والأطباء.

وتنوعت هذه الاحتجاجات بين مطالب بتحسين الخدمات العامة، وضمان الحقوق الوظيفية، ومناهضة الرسوم الإلزامية على الطلبة في الجامعات، ما يعكس أزمة ثقة مستمرة بين المواطنين والجهات الرسمية في البلاد.

تدهور خدمات المياه في البصرة

وأصدر الحراك الشعبي في قضاء الدير والمناطق المحيطة، بما فيها النشوة والشافي والمصطفى، بياناً أعلن فيه عن نصب خيمة للاعتصام السلمي المفتوح واستئناف التظاهرات السلمية اعتباراً من يوم غد الاثنين عند الساعة الرابعة عصراً في فلكة النشوة، بعد إلغاء التعليق السابق للتظاهرات.

وأشار المحتجون إلى أن مواعيد ضخ المياه غير منتظمة، وفي حال وصولها فإن ضغط الشبكة يقلل من حصصهم، ما يضاعف معاناتهم اليومية، إضافة إلى الانقطاعات المتكررة لشبكة الاتصالات بسبب قرب حيهم من سجن البصرة المركزي، رغم قربهم من مبنى مجلس المحافظة.

وفي سياق مماثل، احتشد سكان حي بغداد (مقاطعة 353) داخل أحد جوامع المنطقة احتجاجاً على استمرار انقطاع مياه الشرب لليوم العشرين على التوالي، مشيرين إلى أن التوسع العمراني لم يرافقه زيادة في الحصص المخصصة للمياه، ما أدى إلى ضغط الشبكة وعدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان. وأوضح الأهالي أنهم لوّحوا بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مديرية ماء البصرة ومجلس المحافظة إذا لم يتم تلبية مطالبهم.

مطالب الموظفين المعارين لـ"توتال"

وواصل موظفو شركة نفط البصرة المعارون للعمل مع شركة "توتال إنرجيز" احتجاجاتهم أمام مقر الشركة في مخيم المجال منذ أكثر من أسبوع بعد انتهاء الدوام الرسمي.

وأكد المحتجون، أن تحركاتهم لا تعطل سير العمل، مشيرين إلى أن مطالبهم تشمل احترام اتفاقية الإعارة وتطبيق سياسة الموارد البشرية، وصرف المستحقات المالية في مواعيدها، وتعويض الإجازات غير المستخدمة واحتساب الساعات الإضافية بعد 154 ساعة عمل شهرياً.

ولفتوا إلى أن الشركة لم تلتزم ببنود الاتفاقية، ما أدى إلى تأخر صرف الرواتب والمكافآت، مهددين باللجوء إلى القضاء في حال استمرار التجاهل لمطالبهم.

السماوة تطالب بالخدمات

فيما طالب أهالي منطقة آل بو حسين في السماوة، الحكومة المحلية بتحسين الخدمات الأساسية التي تفتقر إليها منطقتهم منذ سنوات، وإدراجها ضمن أعمال الجهد الخدمي، مشددين على ضرورة استكمال المشروع المتوقف منذ أكثر من عامين قبل حلول موسم الأمطار.

كما نظم عدد من أطباء مستشفى الحسين التعليمي في السماوة، وقفة احتجاجية داخل المستشفى، للمطالبة بتعيين خريجي دفعة عام 2024 وتنظيم التدرج الطبي الوظيفي، مؤكدين أن هذه المطالب شرعية وقانونية وتساهم في تطبيق قانون التدرج الوظيفي، والسماح بالترقيات العلمية واستكمال الدراسات للأطباء العاملين.

أطباء الموصل يطالبون بالتعيين

كما نظم العشرات من خريجي كلية الطب في الجامعات بمدينة الموصل، وقفة احتجاجية مطالبين بتعيينهم أسوة بزملائهم، بعد مرور أكثر من عام على تخرجهم دون مباشَرة العمل.

وقال أحد المشاركين، أن موعد تخرجهم كان في تموز 2024، واليوم هم في تشرين الأول 2025 بلا تعيين، رغم أن قانون التدرج الطبي ينص على مباشرة الخريجين مهامهم خلال ثلاثة أشهر من تاريخ التخرج.

وأضاف المحتجون، أن التأخير الطويل بلا مبررات واضحة أثر سلباً على مستقبل الخريجين، وعلى دفعات سابقة منتظرة للإقامة الدورية والدائمة، مطالبين الحكومة ووزارة الصحة بإنهاء هذا الملف وإطلاق التعيينات بسرعة لضمان استقرار النظام الصحي في البلاد.

تخبط إداري يعيق إعادة تعيين الأطباء

اشتكى عدد من الأطباء المشمولين بقرار إعادة التعيين من التخبط الإداري في وزارة الصحة، مطالبين بإعادة تفعيل أوضاعهم الوظيفية وتمكينهم من العودة إلى وظائفهم بعد تعطل الإجراءات لأشهر.

وأكد تجمع الأطباء، أن توجيهات رئاسة الوزراء واضحة بإعادة ما يقارب 1000 طبيب إلى الخدمة، إلا أن إصدار أمر وزاري آخر ألغى القرار الأول، ما أدى لتعليق وضعهم الوظيفي والقانوني وتركهم بلا حقوق.

وأشار الأطباء إلى توقف معاملاتهم لدى وزارة المالية منذ 5/8/2025، ما أضر بتسلسلهم الوظيفي ومنعهم من التقديم على الدراسات العليا أو ممارسة العمل في القطاع الخاص، مهدداً النظام الصحي الذي يعاني نقصاً حاداً في الكوادر.

وطالب الأطباء مجلس الخدمة الاتحادي ووزارتي الصحة والمالية بالإسراع في إنجاز معاملاتهم، مؤكدين أن استمرار التعطيل يضر بحقوقهم وبمستقبل النظام الصحي وخدمة المواطنين.

أصحاب المطاحن في صلاح الدين

ونظم أصحاب المطاحن الأهلية في صلاح الدين، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، طالبوا خلالها رئيس الوزراء بالتدخل لإيقاف العمل بمطحنة صلاح الدين "التجارية" لعدم التزامها بالقوانين، ولأن نقلها من محافظة السليمانية تم عبر شخصية "متنفذة".

وأكد المحتجون، أن المحافظة لا تحتاج إلى مطاحن إضافية، وأن الفائض الحالي وصل إلى 200%، موضحين أن أعمالهم تأثرت نتيجة تحويل عمليات الطحن بالكامل إلى المطحنة الجديدة وتقليص نسب المطاحن الأخرى، مطالبين بحماية مصالح أصحاب المطاحن وضمان توزيع عادل للمنتجات.

احتجاجات طلابية على تطبيق "HEPIQ"

وأطلق طلبة جامعات عدة حملة احتجاجية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الحرم الجامعي، مطالبين بإلغاء إلزامية تطبيق "HEPIQ"، معتبرين أنه عبء مالي غير مبرر ويتعارض مع الدستور الذي يكفل مجانية التعليم.

وأكد الطلبة، أن التطبيق يفرض رسوم 66 ألف دينار سنوياً مقابل خدمات غير جوهرية، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل خصخصة مقنّعة للتعليم العالي وتتعارض مع المادة 34 من الدستور.

وطالبوا وزير التعليم العالي بالتدخل وإيجاد حلول بديلة تضمن تطوير التعليم الإلكتروني دون تحميل الطلبة أعباء مالية، داعين البرلمان ولجنة التعليم العالي لمراجعة القرار ومحاسبة المسؤولين، مع التحذير من أن استمرار الرسوم قد يحرم شرائح واسعة من الفقراء من الدراسة الجامعية.

وأوضح خبراء قانونيون، أن فرض رسوم إلزامية على طلبة الجامعات الحكومية يحتاج إلى تشريع خاص أو موافقة برلمانية، وأن أي قرار وزاري منفرد لا يكفي، محذرين من أن استمرار هذه الإجراءات قد يهدد مبدأ مجانية التعليم. كما حذر اقتصاديون من أن استمرار فرض هذه الرسوم قد يمنع شرائح واسعة من الطلاب الفقراء من إكمال دراستهم الجامعية، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع تكاليف المعيشة.

*************************************

عين على الأحداث

مستبدّ لو مستتبّ!

كشف مؤشر الصراع العالمي عن تحسن مرتبة العراق بمقدار درجة واحدة مقارنة بمركزه خلال العام الماضي، رغم بقاء مؤشر الصراع فيه مرتفعًا، حيث جاء في المرتبة 17 عالميًا، والسادسة عربيًا. ويُعبّر هذا المؤشر عن مستوى القلق من الأوضاع، وتأثيراته السلبية على العلاقات مع الدول، ولا سيما في ما يخص الاستثمار. وتجدر الإشارة إلى أن الوصول إلى استقرار سياسي واجتماعي دائم يتطلب صيانة وحدة الدولة من التفكك، وتقوية مؤسساتها ومنع وجود السلاح خارج إطارها، وتعزيز هيبة القانون، وتحقيق وحدة القرار السيادي، ومكافحة الفساد، وتأمين تكافؤ الفرص، وتقليص التفاوت الطبقي.

نتائج متوقعة

أعلن البنك المركزي العراقي عن انخفاض في حجم الصادرات بأكثر من مليار دولار، وفي حجم الواردات بأكثر من 600 مليون دولار خلال الربع الثاني من عام 2025. ويشير الخبراء الاقتصاديون إلى أن هذا التراجع يعكس حالة من الركود في الأسواق، ويأتي نتيجة طبيعية لضعف الإنتاج الوطني الزراعي والصناعي، وارتفاع تكاليفه، وتدهور البنية التحتية، وعدم كفاءة السياسات الاقتصادية، وضعف التنسيق بين الوزارات المعنية بالتجارة والاقتصاد، إضافةً إلى الفساد الإداري والمالي، وضعف النظام المصرفي والتحويلات المالية. ومن المتوقع أن يؤدي استمرار هذا الركود إلى مزيد من الانخفاض في الاحتياطي من العملات الأجنبية، وزيادة البطالة، والعجز في الميزان التجاري.

الصحة بالدستور

جاء العراق في المرتبة 79 عالميًا، والـ12 عربيًا في مؤشر الرعاية الصحية لعام 2025، وفقًا لتقرير أصدرته مجلة "CEOWORLD" الأمريكية، وذلك نتيجة تدني الخدمات في جوانب حيوية، مثل: توفر الأدوية وتكلفتها، وجاهزية الحكومة، وتدهور البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الصحية، والنقص الحاد في الكوادر الطبية المتخصصة. ولم يفاجِئ هذا التقييم العراقيين، الذين يعيشون يوميًا جملة المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي، ويلجأون إلى الدول المجاورة أو المؤسسات الخاصة لتلقي العلاج، رغم ما يسببه ذلك من تكاليف باهظة لا تتناسب مع دخولهم، دون أن يقوم "أولو الأمر" بواجبهم الدستوري في توفير الخدمة الصحية المجانية للمواطن.

الحقيقة والغربال

عادت نسب الطلاق إلى الارتفاع مجددًا، وبشكل غير مسبوق، لتسجل ما يقارب 38 في المائة، مما يؤكد وجود أزمة اجتماعية متصاعدة، ناجمة عن عدم القدرة على مواجهة التحديات الأسرية والاقتصادية. وفي الوقت الذي ادّعى فيه المتنفذون أن السبب يكمن في القوانين السارية، التي عمدوا إلى استبدالها بمواد مجحفة بحق النساء والأطفال، أكدت الأرقام المقلقة الجديدة أن الارتفاع في معدلات الطلاق يعود إلى مجموعة من العوامل المتشابكة التي تؤثر في استقرار الأسرة، مثل: الظروف المعيشية الصعبة، وغياب فرص العمل، وقلة برامج التوعية الأسرية، وضعف الدعم النفسي والاجتماعي، وانتشار المخدرات، وعدم القدرة على تأمين السكن المناسب.

لعيون الخوال!

أقرت لجنة الاستثمار النيابية بمسؤولية بعض الكتل السياسية عن تعطيل تشريع قانون الاستثمار الصناعي، وهو ما عطّل بدوره الطموح بتحويل البلاد من مستوردة إلى منتجة، وتنفيذ شعار "صُنع في العراق" بشكل مبدع. وذكرت اللجنة مجموعة من الأسباب القابلة للمعالجة، والتي تذرع بها النواب لتأجيل التصويت على القانون. ويُذكر أن تبنّي الحكومة لنسخة مشوّهة من سياسات السوق الحرة، وتطبيقها بآليات فوقية معزولة عن الواقع، وبدون أي حماية للطبقات الفقيرة أو القطاعات الوطنية المنتجة، قد زاد من البطالة والفقر، وعمّق أزمة الاقتصاد الريعي المرتكز على النفط، لصالح الاستيراد من الجيران بلا حدود ولا ضوابط.

**************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل من معنى لبقاء الأميركيين في العراق؟

في موقع Stars and Stripes  كتب ويل وليدورف، الباحث في الشؤون العسكرية، والذي من المتوقع أن يصدر له قريبًا كتاب حول الحرب الأميركية في العراق، مقالًا ذكر فيه أن واشنطن نجحت في الوفاء بالموعد النهائي المحدد في 15 أيلول لتغيير وضع قواتها في العراق، كجزء من صفقة وافقت عليها إدارة بايدن العام الماضي، حيث غادرت القوات الأميركية قاعدة الأسد الجوية ومطار بغداد، وانتقل ما تبقّى منها إلى كردستان شمال العراق وسوريا.

شراكة ثنائية

وأشار الكاتب إلى أن الخطوة قد تم الترحيب بها، باعتبارها نهايةً للتحالف العالمي لهزيمة داعش، والذي استمر عقدًا من الزمان، وبداية لتحول العلاقات بين العراق والولايات المتحدة إلى "شراكة أمنية ثنائية" خاصة بحلول خريف عام 2026، وفقًا لمصادر أميركية.

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن سحب القوات من العراق أمرٌ جيد، خاصة بعد انتفاء الحاجة إليها، حيث لم تعد داعش قادرة على العودة إلى ما كانت عليه كقوة إرهابية، بل تحولت إلى مجرد قشرة خارجية يمكن للآخرين التعامل معها. وأشار إلى أن هذه القوات كانت قد دخلت المنطقة عام 2014 لمكافحة داعش بالتعاون مع قوات الأمن العراقية وقوات البيشمركة في كردستان. ومع تبخّر السيطرة الإقليمية لداعش على مساحات شاسعة من شمال العراق وسوريا في عام 2019، تبخّر معها المبرر الاستراتيجي للوجود العسكري الأميركي في العراق.

داعش موجودة ولكن لن تتمدد

وذكر المقال أن خطر داعش ما زال موجودًا في المنطقة، حيث ينفّذ مقاتلوه هجمات ليلية في المناطق الريفية. غير أن هذه الهجمات، بضعفها، تعكس هشاشة هذه المنظمة، التي فقدت - وفق تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مؤخرًا - الجزء الأعظم من قوتها، ولم تعد مؤثرة حتى خارج المنطقة. علمًا بأن داعش خراسان، التي أظهرت بعض النفوذ في العام الماضي، لا علاقة لها بداعش في المنطقة، وتعمل مستقلة عنها.

وتطرّق الكاتب إلى تأثير المتغيرات السياسية على إحباط نمو الإرهاب مجددًا؛ فهناك تنسيق متطوّر بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية ذات القوة الدفاعية العالية، فيما أدّى سقوط نظام الأسد في سوريا إلى مزيد من الانسجام والتنسيق بين مجموعة متباينة من الجماعات المناهضة لداعش داخل ذلك البلد. كما ازداد اهتمام تركيا والأردن بالمصالح القوية التي يمكن جنيها من مكافحة داعش. ولهذا، لا يوجد احتمال واقعي لظهور مفاجئ لداعش كما جرى في عام 2014.

جيش قوي ومتمكن

ورأى الكاتب أن هناك العديد من الجهات الفاعلة الأخرى في العراق وحتى في سوريا قادرة على تحمّل عبء مكافحة هذا التنظيم الإرهابي، خاصة بعد أن انخفض العنف بشكل ملحوظ في العراق، وباتت لديه حكومة تتمتع بشعبية أكبر مما كانت عليه منذ أكثر من عقد، وخالية نسبيًا من الانقسامات الطائفية التي كانت قد أتاحت لداعش المجال السياسي للظهور.

كما أن الجيش العراقي أصبح سادس أقوى جيش في الشرق الأوسط، ويتحمّل بالفعل كامل عبء مواجهة خلايا داعش النائمة داخل العراق تقريبًا. ويبدو، حسب الكاتب، أن هذا كان وراء طلب الرئيس العراقي ورئيس الوزراء إنهاء الوجود العسكري الأميركي – فهما يدركان أن العراق قادر على القيام بذلك بنفسه.

تكاليف باهظة

وحول ما إذا كانت واشنطن بحاجة إلى قوات في العراق للحد من النفوذ الإيراني، أكّد الكاتب أن الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية، التي انطلقت مباشرة من ولاية ميزوري، أثبتت عدم الحاجة إلى وجود قوات في مسرح العمليات، خاصة في ظل التكاليف العالية التي يسبّبها هذا التواجد. فبينما كانت الخسائر الأميركية منخفضة نسبيًا حتى عام 2014، ارتفعت بشدة جرّاء الضربات على القواعد الأميركية التي باتت أهدافًا سهلة.

**********************************************

الصفحة الرابعة

ناشطون: صحة المواطنين مرتبطة بالمؤسسات الدولية مستشفيات الموصل.. مشاريع متعثرة وإجراءات حكومية تعرقل النهوض بالقطاع الصحي

بغداد – تبارك عبد المجيد

بعد سنوات من المعاناة بسبب نقص الخدمات الصحية ودمار المستشفيات، تقترب محافظة نينوى من إعادة بناء البنية التحتية الطبية، وسط آمال وحذر الأهالي. فبينما يشهد القطاع الصحي خطوات متقدمة نحو إنشاء مستشفيات جديدة وتجهيز مركز الأورام في الموصل، لا تزال المخاوف قائمة بشأن البطء في التنفيذ واعتماد المشاريع على المنظمات الدولية، بدلًا من الموارد المحلية، ما يطرح علامات استفهام حول جدية الحكومة في النهوض بالقطاع الصحي وضمان وصول الخدمات لجميع المواطنين.

مستشفى جديد!

بعد سنوات من العمل في موقع بديل يفتقر إلى معظم الأجهزة الطبية، يقترب مستشفى الأورام في الموصل من استعادة دوره كمركز متخصص لعلاج مرضى السرطان في نينوى.

يقول مدير المستشفى، د. عبد القادر سالم، إن المستشفى القديم الذي كان يضم أقسام الأورام والطب النووي، دُمر بالكامل أثناء عمليات تحرير المدينة، ما أجبر الكوادر الطبية على نقل الخدمات إلى موقع مؤقت.

ويضيف سالم ان "الموقع البديل كان يفتقر إلى الأجهزة، ولم نتمكن فيه سوى من تقديم العلاج الكيماوي وبعض الفحوصات التشخيصية، بينما بقي قسم العلاج الشعاعي والطب النووي معطلاً بالكامل".

ويتابع حديثه لـ"طريق الشعب"، بالقول أن "الواقع بدأ يتغير بعد تدخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، الذي أشرف على بناء المستشفى في موقعه السابق. واستغرق المشروع نحو سبع سنوات حتى اكتمل مؤخرا، ليقدم إلى دائرة الصحة في نينوى بطاقة استيعابية تبلغ 100 سرير، تشمل جميع الأقسام والوحدات التشخيصية والعلاجية اللازمة لمرضى السرطان".

ويؤكد سالم "استلمنا البناية الجديدة وهي الآن في طور التجهيز. الأجهزة، ومنها المعجلات الخطية والمعدات التشخيصية، ستصل تباعا. من المتوقع أن يكتمل الإعداد خلال شهر إلى شهرين، لننتقل بعدها من الموقع المؤقت إلى المستشفى الجديد".

ويؤكد المدير أن المستشفى الجديد سيكون واحدا من أكبر مراكز الأورام في العراق، بفضل شمولية أقسامه ووحداته، وقدرته على تلبية احتياجات المرضى في التشخيص والعلاج بمختلف أنواعه.

غياب الثقة!

وذكر الناشط من محافظة نينوى أحمد محمد، أن محافظة الموصل ما زالت تعاني من ضعف كبير في القطاع الصحي، رغم مرور سنوات على انتهاء الحرب وخروج المدينة من سيطرة داعش.

وقال محمد لـ"طريق الشعب"، إن المواطنين كانوا يتوقعون بعد التحرير أن تشهد المحافظة خطة حقيقية للنهوض بالخدمات الطبية، لكن الواقع لا يزال يشير إلى عكس ذلك، مبينا ان "هناك مستشفيات جديدة تُبنى داخل الموصل، وهذا بحد ذاته أمر إيجابي لأنه يخفف جزءًا من المعاناة المتراكمة، لكن الملاحظ أن معظم هذه المشاريع تنفذها منظمات دولية، وليست ثمرة جهد أو تمويل من الحكومة المحلية أو حتى المركزية. وهذا يطرح سؤالًا مهمًا: أين التخصيصات المالية للمحافظة؟ ولماذا لا يُعطى القطاع الصحي الأولوية التي يستحقها؟".

وأضاف محمد أن اعتماد المدينة بشكل شبه كامل على الدعم الخارجي، يضعف ثقة المواطنين بقدرة مؤسسات الدولة على القيام بدورها الأساسي، مبينا انه "لا يمكن أن تبقى صحة الناس مرتبطة بجهود منظمات تأتي وتغادر. فيما تبقى مؤسساتنا عاجزة عن التخطيط أو التنفيذ. نحن بحاجة إلى مشروع وطني حقيقي، يعيد بناء القطاع الصحي على أسس رصينة".

واختتم بالقول ان "الموصل خرجت من مرحلة عصيبة جداً لكننا للأسف ما زلنا نعيش الوضع نفسه من ناحية الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الصحة". ولفت الي ان ما يطالب به الأهالي اليوم هو "التزام فعلي من الحكومة المحلية والمركزية بوضع الصحة في مقدمة الأولويات، وتوظيف الموارد المالية للمحافظة، بما يضمن استقرارًا دائمًا وليس حلولا مؤقتة".

بطء كبير في عملية التنفيذ

من جانبه، قال الناشط السياسي الموصلي أحمد عبد الله، إن القطاع الصحي في المحافظة، لا يزال يعاني من اختناقات كبيرة، رغم مرور سنوات على انتهاء الحرب وإعادة الإعمار.

وأضاف ان "المشاريع الصحية الموجودة على الورق ليست كافية، فالأهالي ما زالوا يضطرون للسفر لمسافات طويلة إلى الموصل أو دهوك، لتلقي العلاج أو إجراء العمليات الجراحية، حتى حالات الولادة. هذا الوضع يعكس الإهمال والبطء في تنفيذ المشاريع الصحية".

وأشار إلى أن بعض المشاريع الصحية المخطط تنفيذها، مثل بناء المستشفيات الجديدة في مناطق مثل زمار وسنجار، لا تزال تواجه تأخيرات رغم وضع الحجر الأساس أو الحصول على الموافقات.

وتابع "نحن نطالب أن لا تبقى هذه المشاريع مجرد شعارات أو حجرا أساسا، بل أن تتحول إلى مستشفيات فعلية مجهزة بالأجهزة والكادر الطبي والأدوية الضرورية"، مؤكدا أن البطء في تنفيذ المشاريع الصحية مرتبط بالبيروقراطية، ونقص الرؤية السياسية، وتداخل الصراعات الإدارية.

وخلص الى القول ان "الملف الصحي أصبح ضحية للمصالح السياسية، وهذا ما يزيد من معاناة المواطنين يوميًا. المطلوب إرادة حقيقية وسرعة في الإنجاز لضمان وصول الخدمات الصحية للجميع".

******************************************

منفذ زرباطية يقدم صورة واضحة لإدارة التعليم {قرارات مفاجئة} تُربك أوضاع الطلبة المبتعثين إلى إيران 

بغداد ـ محمد التميمي

شهد منفذ زرباطية الحدودي، خلال اليومين الأخيرين، ازدحاماً غير مسبوق لمئات الطلبة المقبولين في الدراسات العليا بالجامعات الإيرانية، على أثر قرار مفاجئ من وزارة التعليم يقضي بوجوب التحاقهم بجامعاتهم قبل الأول من تشرين الأول.

ودفع هذا القرار أعداداً كبيرة من الطلبة للتوجه نحو المنفذ في وقت واحد، ما أدى إلى فوضى واضحة، وطوابير طويلة وسط غياب تام لأي تنظيم رسمي، وارتباك في إجراءات الدخول والخروج.

الطلبة وصفوا الموقف بأنه أزمة حقيقية، تعكس ضعف التخطيط الإداري وتجاهل الظروف الميدانية، مؤكدين أن القرار جاء دون أي دراسة للواقع على الأرض أو مراعاة للجانب الإنساني.

فشل إداري وقرارات متسرعة

وفي حديثه حول هذا الموضوع، قال نقيب الأكاديميين السابق مهند هلال: ان "الوضع عند منفذ زرباطية تجاوز كل الحدود الطبيعية للفوضى. عشرات بل مئات الطلاب يقفون لساعات طويلة في طوابير، دون أي توجيه واضح أو دعم لوجستي، بينما يحاولون عبور المنفذ قبل الموعد النهائي الذي فرضته الوزارة فجأة".

وأضاف هلال في حديثه لـ "طريق الشعب"، ان هذه الحالة هي ابسط تجسيد وانعكاس لفشل متواصل في إدارة ملف التعليم العالي، وعدم مراعاة لأي منطق عملي أو إنساني، لافتا الى أن "الطلاب لهم حقوق وظروف حياتية وأسرية، وكان بالإمكان تنظيم عملية التحاقهم وفق جداول زمنية، تضمن تدفقاً سلساً وآمناً".

واكد ان هذا القرار المفاجئ "يعكس نظرة بيروقراطية جامدة تفتقد التخطيط الاستراتيجي والواقعية، ويضع آلاف الطلبة في موقف ضاغط، على نحو لا يليق بمستوى التعليم العالي الذي نسعى إليه".

إدارة عشوائية لملف التعليم

من جانبه، حمّل عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام علاء مشتاق، وزارة التعليم العالي مسؤولية المشهد الفوضوي الذي شهده منفذ زرباطية، عازياً ذلك الى تخبط الوزارة وقراراتها المفاجئة.

وقال مشتاق في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "الطلبة وجدوا أنفسهم مضطرين للتوجه بأعداد كبيرة وفي وقت واحد"، مبينا ان "القرار الأخير الصادر عن الوزارة لم يمنح الطلبة أي فرصة واقعية لترتيب شؤونهم أو التخطيط لسفرهم بشكل منظم، بل وضعهم تحت ضغط مباشر، بعد تهديدهم بفقدان مقاعدهم الدراسية في حال عدم التزامهم بالموعد المحدد".

وأضاف مشتاق، أن "ما يثير القلق أكثر هو غياب أي إدارة واضحة أو خطة عملية للتعامل مع التدفق الكبير من الطلبة، الأمر الذي يعكس وجود عشوائية في إدارة ملف حيوي بهذا الحجم"، معتبرا أن هذا النهج "يعمّق شعور الطلبة بانعدام الثقة بالجهات المسؤولة، ويجعل القرارات الوزارية أقرب إلى أوامر فوقية لا تراعي الواقع الفعلي على الأرض".

وشدد مشتاق على أن هذه السياسات "تبرز الحاجة الملحّة لإعادة النظر في طريقة إدارة التعليم العالي في العراق"، مؤكداً أن "أي قرار يجب أن يُبنى على دراسة دقيقة لظروف الطلبة واحتياجاتهم، لا أن يقتصر على مواعيد رسمية مجرّدة “على الورق”، دون حساب ما تخلّفه من تبعات انسانية واجتماعية".

لا تنسيق بين الوزارة والجامعات الإيرانية

إلى ذلك، أعرب الطالب محمد قحطان، وهو احد الطلبة المبتعثين للدراسة في ايران، عن استيائه الشديد من الظروف التي واجهها الطلبة عند منفذ زرباطية الحدودي.

وقال قحطان في حديث لـ"طريق الشعب"، إن القرار المفاجئ الذي صدر قبل أيام قليلة من وزارة التعليم العالي أوجد ضغطاً كبيراً على الطلبة، إذ اضطروا للسفر دفعة واحدة، ما أدى إلى طوابير طويلة من السيارات والأفراد، مع غياب أي تنسيق أو دعم رسمي لتسهيل عبور المنفذ.

وأضاف قحطان، أن الكثير من الطلبة وجدوا أنفسهم مضطرين لمغادرة أسرهم وأعمالهم بشكل عاجل، دون أي فرصة للتخطيط أو ترتيب أمورهم الشخصية، مشيرا الى أن هذا الوضع يعكس "ضعف التنسيق بين الوزارة والجامعات الإيرانية، ويجعل الطلبة في موقف حرج بين الالتزام بالموعد النهائي أو المخاطرة بفقدان مقاعدهم الدراسية".

ويأمل قحطان في ختام حديثه أن تكون القرارات المستقبلية مبنية على دراسة دقيقة لاحتياجات الطلاب وظروفهم الواقعية، مع توفير آليات تنظيمية واضحة ودعم لوجستي كامل، لضمان انتقال سلس وآمن للطلبة دون إجبارهم على تحمل ضغوط غير مقبولة.

********************************************

اقتصاديون: الاستيراد غير الرسمي يهدد السوق المحلية ويعطل جهود ضبط الجودة

بغداد ـ طريق الشعب

برغم توافر العراق على مقومات الإنتاج الأساسية من مواد أولية وطاقة وقوى عاملة، فإن البيروقراطية والفساد وغياب الرؤية الاقتصادية الواضحة، ساهمت في إضعاف الإنتاج المحلي وارتفاع الاعتماد على المستوردات الرخيصة.

إضعاف الناتج المحلي

يقول الخبير الاقتصادي حسنين تحسين، أن قياس معدلات النمو الحقيقية للدول يتم عبر ناتجها المحلي الإجمالي، ولا سيما ذلك الجزء الذي يعتمد على الإبداع البشري، مبينا أن الدول التي يقوم ناتجها المحلي على الابتكار والإبداع تحقق نموا رصينا، وتكتسب مكانة راسخة.

ويضيف تحسين في حديث لـ"طريق الشعب"، أن عناصر مثل المواد الأولية والطاقة واليد العاملة الماهرة والرؤية الواضحة تشكل قاعدة أساسية لنجاح أي عملية إنتاجية، موضحا أن "النجاح الأكبر يتحقق عبر الجودة، والقدرة على المنافسة، وإقناع السوق بتميز المنتج".

ويشير تحسين إلى أن العراق يمتلك جميع مقومات الإنتاج من مواد أولية وطاقة وقوى عاملة، إلا أن البيروقراطية وتعقيدات القوانين، إلى جانب الفساد وغياب الرؤية الاقتصادية الواضحة، أسهمت في إضعاف الناتج المحلي، منبها الى أن "المستورد الرخيص، حتى وإن كان أقل جودة، لكنه استحوذ على السوق وأضر بالمنتج المحلي".

ويؤكد الخبير في الشأن الاقتصادي، أن معالجة هذه الإشكالات تتطلب إرادة حقيقية لإعادة الاعتبار للإنتاج الوطني، وتبني رؤية اقتصادية تعزز الجودة والمنافسة وتدعم مكانة العراق في الأسواق.

تصريحات كثيرة وإجراءات قليلة

أما المستشار في مجال الصناعة عامر الجواهري، فقد أشار إلى ضرورة النهوض بالقطاعين الصناعي والزراعي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتنشيط الاقتصاد الوطني، منتقدًا غياب الإجراءات الفعلية رغم كثرة التصريحات الرسمية.

وقال الجواهري في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "الجميع يتحدث عن أهمية تطوير القطاع الصناعي، من المواطنين إلى المسؤولين، لكن السؤال: من يقوم بالإجراءات؟"، مضيفا أن تنمية هذا القطاع تصطدم بعقبات كبيرة أبرزها البيروقراطية والفساد المنتشر في مختلف المفاصل.

وأضاف الجواهري، أن المستثمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة يواجهون عراقيل معقدة عند محاولتهم إنشاء معامل أو مشاريع إنتاجية، حيث تُثقلهم كثرة المطالب والوثائق الرسمية، الأمر الذي يجعل الكثير منهم يتراجع عن الاستثمار.

وأشار الجواهري إلى أن مجلس التنسيق الصناعي، الذي أقرّته الاستراتيجية الصناعية نهاية عام 2012 وصادق عليه مجلس الوزراء في حزيران 2014، لم يُفعل بالشكل المطلوب حتى اليوم، قائلاً "نحن اليوم في نهاية 2025 وما زال المجلس بالكاد يجتمع رغم أهميته".

ورحّب الجواهري بخطوة رئيس الوزراء الأخيرة بافتتاح عدد من مشاريع القطاع الخاص في بابل وإطلاق شعار "بابل عاصمة الصناعة العراقية"، لكنه شدد على أن ذلك غير كاف، موضحا "نريد أن نشهد افتتاح مصنع جديد في كل محافظة بشكل يومي، عندها فقط نستطيع القول إننا بدأنا بالفعل".

ولفت إلى أهمية دعم القطاع الحرفي والصناعات اليدوية، التي تشغل عشرات الآلاف وتمثل بُعدا تراثيا وسياحيا مهما، مقترحاً تنظيم معارض صناعية على مدار السنة في جميع المحافظات، تترافق مع جلسات حوارية يستمع خلالها مجلس التنسيق الصناعي وفروعه لمشاكل الصناعيين والحرفيين، مع إصدار قرارات ملزمة لتذليل العقبات.

وختم المستشار في مجال الصناعة بالقول: "علينا أن نترك الروتين والشعارات الفارغة، ونركز على ما يمكننا إنجازه اليوم. النجاح في المستقبل يعتمد على إدارتنا للملفات بأمانة وانتماء للعراق، عندها فقط نستطيع أن نبني صناعة وطنية قوية ونحقق التنمية الاقتصادية المطلوبة".

بضائع تصل الأسواق بطرق غير رسمية

من جهته، قال المراقب فياض الدليمي  إن مسؤولية فحص ومراقبة البضائع المستوردة تقع على عاتق الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية فقط، مشددًا على أن أية بضائع تصل إلى الأسواق بطرق غير رسمية لا تقع ضمن صلاحيات الجهاز.

وأضاف الدليمي لـ"طريق الشعب"، ان "البضائع المستعملة التي تدخل العراق يجب أن تمر عبر الإجراءات الرسمية التابعة لوزارة التجارة والشركات المعنية؛ فالجهاز المركزي هو الجهة الوحيدة المخوّلة بالموافقة أو الرفض وفق المواصفات المعتمدة".

وتابع انه "إذا كانت البضائع تدخل عبر منافذ غير رسمية، فإن الجهاز المركزي لا يتحمل مسؤوليتها. في هذه الحالة، يتم التعامل مع الجهات الأخرى، مثل المنافذ الجمركية والشركات الفاحصة الدولية أو المحلية، للتأكد من مطابقة المنتجات للمواصفات".

وأشار إلى أن "عمل الجهاز المركزي لا يقتصر على الفحص وإعداد المواصفات فحسب، بل يشمل أيضا الرقابة للتأكد من مطابقة البضائع للمعايير المعتمدة، بالتعاون مع الأجهزة المختصة، من بينها مديرية مكافحة الجريمة المنظمة: "نعمل على كشف أية بضائع غير مطابقة للمواصفات أو دخولها بطرق غير قانونية".

********************************************

الصفحة الخامسة

يوزع البذور والأسمدة مجاناً {الجيش الأخضر}.. مبادرة تطوعية لمواجهة التصحّر

متابعة – طريق الشعب

شهد العراق خلال السنوات العشر الأخيرة بروز العديد من المبادرات التطوعية لمواجهة المخاطر الناجمة عن الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية. وتبرز مبادرة "الجيش الأخضر" كواحدة من أبرز الجهود التطوعية التي انطلقت خلال العقد الأخير للحد من تلك المخاطر.

ولا تقتصر المبادرة على حملات غرس الأشجار، بل تمتد نحو مختلف الأنشطة الرامية إلى زيادة المساحات الخضراء ونشر الوعي البيئي، ما جعلها نموذجاً ملهِماً للعديد من المبادرات الأخرى. وفي وقت لا يزال فيه اقتصاد العراق يعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط، يرفع "الجيش الأخضر" شعاراً بسيطاً وعميقاً في آن واحد، مفاده: ان الأرض هي الثروة الحقيقية، وأن الزراعة تمثل المستقبل.

الحملة الثالثة عشرة

في حديث صحفي، يقول مؤسس "فريق الجيش الأخضر"، حيدر عبد الكاظم، أن مبادرتهم التي انطلقت عام 2019 جاءت بدافع تطوعي خالص من ناشطين بيئيين وزراعيين من مختلف أنحاء البلاد، اجتمعوا حول فكرة بسيطة تقوم على توزيع البذور مجاناً في حملات موسمية، ربيعية وخريفية، بهدف تشجيع الناس على الزراعة والمساهمة في مواجهة التصحر.

ويضيف قائلا: "بدأنا بحملات صغيرة، لكننا مع مرور السنوات وصلنا اليوم إلى تنظيم الحملة الثالثة عشر، المقرر انطلاقها في تشرين الأول المقبل، مبينا أن "الحملات تشمل توزيع البذور وتوفير الأسمدة مجاناً. ونحن نعمل على جمع البذور من متبرعين داخل العراق وخارجه. إذ يوفرونها من حدائقهم الشخصية أو يشترونها على حسابهم. وخلال حملتنا الأخيرة وزعنا 85 صنفا من البذور".

جيش لا يحمل السلاح!

ينوّه عبد الكاظم إلى أن الفريق الذي يتخذ من منزله مقراً، يعمل تحت شعار: "جيش لا يحمل السلاح، بل يحمل بذور الحياة". ويبيّن أن متطوعي الفريق نجحوا في تشجير العديد من المناطق والمؤسسات الحكومية.

ويلفت إلى ان "للجيش الأخضر منسقين في مختلف المحافظات يتولّون توزيع البذور مجاناً، ويعملون على نشر ثقافة الزراعة المنزلية، ويجعلون في صدارة أولوياتهم استدامة الموارد الطبيعية وإعادة تشجير المناطق المتضررة بيئياً".

ويشير عبد الكاظم إلى أن "الفريق يحرص على التوعية باستخدام تقنيات زراعية حديثة مثل الري بالتنقيط، واستصلاح الأراضي وفقا لطرائق عالمية، إضافة إلى الدعوة لاستثمار البادية زراعيا مع زراعة النباتات ذات البصمة المائية القليلة"، مشيرا إلى ان "الفريق يحرص أيضاً على تثقيف الناس بأهمية استخدام الطاقة الشمسية واستثمار مياه الآبار بشكل رشيد".

ويوضح أنه "منذ البداية شدّدنا على أن اعتماد العراق على النفط وحده يُعد كارثةً حقيقيةً. لذلك وجّهنا رسائل ومناشدات إلى جهات حكومية رفيعة لتبنّي الزراعة كأحد مصادر الدخل الأساسية، والعمل على إنشاء مصانع للصناعات الغذائية المشتقة من الإنتاج الزراعي المحلي، إلى جانب الاستثمار في الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الزراعية".

ويشهد العراق ظروفاً بيئيةً تُعد من بين الأسوأ في تاريخه، جراء الجفاف وندرة الأمطار، وتراجع موارده المائية، بل وقطع بعضها من دول المنبع كتركيا وإيران، الأمر الذي أدى إلى تفاقم التصحر. ووفقاً لبيان صادر عن وزارة الموارد المائية في آب الماضي، فإن عام 2025 يُعد الأكثر جفافاً منذ عام 1933. إذ لم تتجاوز إيرادات نهري دجلة والفرات 27 في المائة مقارنة بعام 2024، فيما انخفض مخزون المياه في السدود والخزانات إلى 8 في المائة من قدرتها التخزينية، أي بنسبة تراجع بلغت 57 في المائة عن العام الماضي.

رئة جديدة لبلد يختنق

من جانبه، يقول الناشط البيئي علي حسين، وهو متابع لملف التصحر في العراق، أن مبادرات مثل "الجيش الأخضر" تمثل "رئةً جديدةً لبلد يختنق بالغبار والجفاف".

ويوضح في حديث صحفي، أن "الفريق لم يكتفِ بغرس الأشجار وتوزيع البذور، بل عمل على إعادة إحياء فكرة الزراعة المنزلية وتشجيع الناس على التمسك بأرضهم، في وقت باتت فيه المدن مفتقرة إلى المساحات الخضراء بشكل مقلق".

ويؤكد حسين أن "أهمية ما يقوم به هذا الفريق لا تكمن في عدد الأشجار التي غُرست فحسب، بل في الرسالة التي يوجّهها إلى الناس. فهو يذكّر الجميع بوجود بديل عن التصحر واليأس، وأن الزراعة يمكن أن تكون مشروع حياة واقتصاداً مستداماً، وهي مسؤولية يتحملها المواطن إلى جانب المؤسسات الحكومية".

أخطر مرحلة

إلى ذلك، يقول المهندس الزراعي فاضل عباس أن "العراق يواجه أخطر مراحله البيئية، نتيجة تراجع موارده المائية وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما أدى إلى تفاقم التصحر وزيادة العواصف الترابية وتراجع الرقعة الزراعية عاماً بعد عام".

ويضيف في حديث صحفي قوله أن "استمرار هذه الظروف سيؤدي إلى فقدان التربة خصوبتها وتراجع الإنتاج الزراعي بشكل حاد، الأمر الذي ينعكس على الأمن الغذائي والمعيشي للسكان".

ويشير عباس إلى أن "التشجير لا يُمثّل مجرد حل جمالي أو رفاهي، بل يشكّل ركيزةً أساسيةً لحماية البيئة"، مبيناً أن "الجيش الأخضر، من خلال مشروعه، يعيد للناس الثقة بقدرة المبادرات الشعبية على إحداث فرق حقيقي".

ويؤكد أن "أهمية التشجير والزراعة تتجاوز الإنسان لتشمل جميع الكائنات الحية. فعندما نعود بالذاكرة إلى أكثر من عقدين، نجد أن المساحات الخضراء التي كانت تميز مدننا وأريافنا مثّلت مراعي طبيعية دعمت تربية الماشية وإقامة مشاريع المناحل، غير أن كل ذلك تراجع اليوم بشكل كبير جراء الجفاف".

وكانت وزارة الزراعة قد أفادت في آب الماضي، بأن العراق دخل مرحلة ندرة المياه، بعد سنوات من المعاناة جراء الشح المائي. وحذّرت في بيان صحفي من أن هذا التحول الخطير سيؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي.

********************************************

بعد استغلالها انتخابيا وتوقفها.. {عيادة الموصل} الخيرية تستأنف نشاطها

متابعة – طريق الشعب

أعلنت إدارة مبادرة "عيادة الموصل" الخيرية المتنقلة، الخميس الماضي، استئناف نشاطاتها مجدداً بعد توقفها فترة عقب استغلالها انتخابياً من قبل بعض المرشحين والمسؤولين في نينوى، مؤكدة أن المبادرة ستعود بروحها الإنسانية البحتة بعيداً عن أي توظيف سياسي.

وتقدم العيادة التي تفتح أبوابها أسبوعيا يومي الخميس والجمعة من الخامسة عصرا حتى الحادية عشرة ليلا، مجموعة من الأنشطة الطبية والتنموية المجانية، منها: عيادة طب الأطفال وعيادتا الأسنان والبصريات، فضلا عن قسم لفحص الضغط والسكر وفصيلة الدم.

كما تُنظم العيادة جلسات توعية للآباء والأبناء حول الصحة العامة ومضار السهر والشاشات، إلى جانب مسابقات طبية. وفي يوم الخميس الماضي نظمت معرضا للكتب وألعابا لتنمية القدرات والذاكرة، إضافة إلى معرض للصناعات اليدوية والتراثية.

وكانت العيادة قد أغلقت أبوابها في وقت سابق بعد استغلالها من قبل بعض المرشحين في الدعاية الانتخابية، وهو ما أثار استياء القائمين عليها ودفعهم إلى إيقافها مؤقتاً حتى استعادة استقلاليتها ودورها الخدمي بعيداً عن الأجندات السياسية.

*****************************************

كركوك قُرى الرشاد تُطالب بإعمار مدارسها

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي القرى التابعة لناحية الرشاد، الواقعة على طريق كركوك - تكريت، من تهالك الكثير من مدارسهم إثر تعرضها لأضرار كبيرة خلال الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، ما تسبب في إغلاق العديد منها. 

ومن تلك القرى قرية الجديدة التي دُمرت مدرستها الوحيدة وأغلقت قبل سنوات.  وتنقل وكالات أنباء عن عدد من أهالي القرية، قولهم أن أبناءهم التلاميذ يعيشون واقعاً صعباً اليوم.

حيث يُحرمون من التعليم، مبينين انهم يتجمعون باستمرار للمطالب بحق أبنائهم في التعليم. بينما لا يجدون أي جهود حقيقية لإعمار المدرسة. 

وشهدت الوقفة المطلبية الأخيرة التي نظمها الأهالي، مشاركة واسعة من أولياء الأمور والتلاميذ، الذين رفعوا مطالب عاجلة للحكومة المحلية وإدارة الناحية بإعمار المدرسة وإعادة فتحها. 

ويؤكد الأهالي أن "إغلاق المدرسة شكّل أزمة كبيرة للأجيال الناشئة. حيث يضطر الأطفال للسير مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مدارس في قرى أخرى مجاورة، وهو أمر صعب في ظل ضعف البنية التحتية وغياب وسائل النقل المناسبة".

يقول المواطن عبد الله العبيدي، أن "هناك نقصا في المدارس والكوادر التعليمية في قرى الرشاد، ما يحرم أجيالا كاملة من التعليم الصحيح"، مشيرا إلى ان "الدمار لا يزال يخيم على بعض القرى، والسكّان يناشدون الجهات المعنية الإسراع في إعمار المدارس لضمان عودة أبنائهم إلى مقاعد الدراسة".

من جانبه، يقول المواطن خليل أحمد أن "أبناءنا محرومون من أبسط حقوقهم في التعليم، ونحن نشعر بالقلق من أن يؤدي هذا الوضع إلى ارتفاع نسبة التسرب الدراسي بين الأطفال"، مطالباً الحكومة المحلية ووزارة التربية بسرعة التدخل، وإعادة بناء المدارس وتأهيلها لتكون صالحة لاستقبال التلاميذ، قبل أن تتفاقم الأزمة أكثر.

ويؤكد الأهالي أن "استمرار غياب الخدمات التعليمية يعمّق معاناتهم ليس فقط على مستوى التعليم، بل على المستوى الاجتماعي أيضاً.

حيث تشهد قرية الجديدة انخفاضاً في النشاط المجتمعي والتفاعل الاجتماعي للأطفال، فضلاً عن تأثير ذلك على مستقبلهم وفرص حصولهم على وظائف ومهن".

ويلفتون النظر إلى أن المدرسة ليست مجرد مبنى تعليمي، بل انها مركز اجتماعي وثقافي هام للقرية، يعزز من التواصل بين الأهالي ويمنح الأطفال فرصة لتطوير مهاراتهم وقدراتهم.

ويدعو الأهالي إلى وضع خطط عملية وسريعة لإعمار المدارس المدمرة في كافة القرى التابعة للناحية، وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة، لضمان حق الأطفال في التعليم وحماية مستقبلهم.

في السياق، يقول مدير الناحية موفق نوري أن "الناحية تضم 38 مدرسة يتلقى فيها المئات من التلاميذ التعليم في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية"، مشيراً إلى أن "أكثر من خمس قرى لم يعد أهلها منذ النزوح بسبب أحداث داعش، كما أن بعض القرى التي عاد سكانها لا تزال مدارسها مهدمة وتحتاج إلى إعادة إعمار".

ويضيف في حديث صحفي قائلا ان "الناحية تعاني نقصا حادا في الكوادر التدريسية اللازمة لتغطية احتياجات التلاميذ.

وقد خاطبنا الجهات المعنية عشرات المرات لتوفير المعلمين والموارد التربوية، لكن دون جدوى"، مشيرا إلى أن "غياب الموازنة المالية للناحية منذ نحو عامين عرقل جهود إعمار المدارس المدمرة".

ويوضح نوري انه "ناشدنا وزارة التربية ومديرية تربية كركوك مراراً حل مشكلة المدارس، لكن حتى الآن لم نصل إلى حلول عملية".

*********************************************

مواساة

• تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الرفيق شاكر محمد سعيد، عضو هيئة شاكر محمود في المحمودية، وذلك بوفاة شقيقه صالح.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

• بمزيد من الحزن، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق  مفيد ناجي الراضي، الذي فارق الحياة في بلد إقامته ألمانيا بعد معاناة مع المرض.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأسرته الكريمة ورفاقه.

****************************************

اگول.. نريدها انتخابات ديمقراطية حقا

صالح العميدي

البعض يتصور أن الدستور العراقي لم يحدد نسبة المشاركة في الانتخابات التي تمنحها الشرعية، لكن الحقيقة هي ان الدستور أشار إلى ذلك ضمنا في مادته الاولى عندما ذكر أن نظام الحكم في العراق ديمقراطي، ما يعني أن يكون الحكم فيه للأكثرية من الشعب> والأكثرية هنا تقتضي مشاركة ما لا يقل عن ٥١ في المائة ممن لهم حق التصويت.

فعندما تكون نسبة المشاركين أقل من ذلك (٢٥ في المائة مثلا) لن تتحقق الديمقراطية الدستورية، لأن من سيشكل الحكومة في هذه الحالة هم من لا يمثلون في أحسن الأحوال حوالي 10 أو 12 في المائة من الشعب! هذا عدا غياب عوامل مهمة اخرى من الديمقراطية سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم أمنية، تتجلى في التضييق على الحريات وغياب العدالة ووجود السلاح المنفلت، وما إلى ذلك.

من هنا يأتي التشديد على أهمية المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات القادمة، والاختيار الصحيح للقائمة وللمرشح، اللذين يحفظان كرامة المواطن وسيادة الوطن.

******************************************

أكوام نفايات قرب مبانٍ حكومية!

متابعة – طريق الشعب

انتقد عدد من المواطنين في مدينة السماوة، ظاهرة تراكم النفايات في الأماكن العامة، ومن ذلك قرب بعض المباني الحكومية، مبينين في حديث صحفي أن إهمال ملف النظافة خلف أضرارا صحية وبيئية شديدة.

وأوضحوا ان انتشار النفايات في الأماكن العامة يعكس وجها غير حضاري لمدينة السماوة، إلى جانب ما يخلفه من تلوّث بيئي وأمراض وأوبئة، مطالبين الجهات المعنية، بوضع حلول جذرية لهذه المشكلة المتكررة.

*********************************************

نهر صرف صحي إلى جوار كراج البصرة الموحّد!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من المواطنين وسائقي سيارات الأجرة المسجلين لدى كراج البصرة الموحّد للنقل الخاص، من تلوّث حاد وروائح كريهة تخنق الأنفاس قرب الكراج، مبينين أن هناك نهرا يُجاور مبنى الكراج كان في السابق يُستخدم لنقل المياه إلى المناطق السكنية القريبة، تحوّل خلال العقدين الأخيرين إلى مكب للصرف الصحي والنفايات.

وذكر السائقون أن الروائح الكريهة تتصاعد قرب الكراج وتخنق أنفاسهم وأنفاس المسافرين، مضفين أن المساحة الفاصلة بين جدار الكراج والنهر هي الأخرى إلى بحاجة إلى التنظيف والإدامة. حيث تنتشر عليها حفريات وأكوام نفايات وأنقاض.

وأشاروا إلى أن هذا الكراج يقع في مدخل مدينة البصرة قرب "ساحة سعد"، في نقطة مركزية يمر منها جميع القادمين من المحافظات الأخرى، وأن وجود هذا النهر يشكل مشهدا لا يليق بمكانة البصرة الحضارية، مُطالبين الجهات المعنية بالإسراع في إحياء النهر مجددا، أو ردمه وتحويل الموقع إلى مساحة خضراء.

***************************************************

الصفحة السادسة

الكارثة في غزة تتفاقم.. معظم خيام النزوح غير صالحة والشتاء على الأبواب {أطباء بلا حدود} تعلق عملياتها بسبب هجمات الاحتلال الوحشية

رام الله – وكالات

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، تعليق عملياتها في مدينة غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية المكثفة.

وقالت المنظمة في بيان: "اضطررنا إلى تعليق أنشطتنا بسبب الهجوم الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة". ولفتت إلى تدهور الوضع الأمني في مدينة غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية الوحشية.

وقف الأنشطة الطبية

وأكدت أن الهجمات المتزايدة تشكل مستوى غير مقبول من المخاطر على موظفي المنظمة، وأنه بسبب هذا الوضع، اضطرت المنظمة إلى وقف الأنشطة الطبية الحيوية.

ونقل البيان عن منسق الطوارئ للمنظمة في غزة جاكوب غرانجر قوله: "مع محاصرة عياداتنا من قبل القوات الإسرائيلية، ليس أمامنا خيار سوى وقف عملياتنا".

وأضاف: "الاحتياجات في مدينة غزة هائلة، والفئات الأكثر ضعفًا غير قادرة على الحركة، مع وجود أطفال حديثي الولادة في مراكز رعاية حديثي الولادة، ومصابين بجروح خطيرة، ومرضى".

دفاع عن الاحتجاج السلمي

وقّع أكثر من 80 عضواً في البرلمان البريطاني رسالةً تطالب وزيرة الخارجية إيفيت كوبر بضمان عدم إلحاق أي ضرر بأعضاء أسطول "الصمود" الهادف إلى كسر الحصار عن غزة.

وعبّر البرلمانيون عن قلقهم، نظراً لطريقة تعامل إسرائيل مع القوافل سابقاً، مؤكدين ضرورة الدفاع عن الحق في الاحتجاج السلمي.

وقالوا في الرسالة: "نشعر بالقلق من أن إسرائيل تخطط لمعاملة هذه البعثة الإغاثية بعدوانية مماثلة، مما يعرّض سلامة المواطنين البريطانيين للخطر".

أكثر من 10 هجمات!

وبرز من الموقّعين على الرسالة زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين، بالإضافة إلى النائبة عن حزب العمال ديان أبوت، وزارا سلطانة التي أسست حزباً جديداً مع كوربين.

وأعلن منظمو قافلة الصمود إن إحدى السفن الرئيسية التابعة للأسطول وتحمل اسم "فاميلي" أو العائلة، ستعود إلى الميناء بعد أن واجهت مشاكل وصفت بالكبيرة في محركاتها، ولن تنضم إلى عشرات السفن المبحرة باتجاه قطاع غزة محملة بمساعدات إنسانية. يأتي ذلك بعد نحو يومين من تعرض السفينة وقوارب أخرى لأكثر من 10 هجمات قال المنظمون إنها شنت من طائرات من دون طيار قبل منتصف ليل الأربعاء.

فرقاطات لدعم الأسطول

وأعلنت إيطاليا إرسال فرقاطة بحرية ثانية لمساعدة أسطول الصمود، بعد يوم من إرسالها فرقاطة أولى، وأعقبتها إسبانيا في خطوة مماثلة.

وقال وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو أمام البرلمان: "أرسلنا سفينة، وأخرى في طريقها، مستعدة لأي طارئ".

وأوضح كروسيتو أمام مجلس الشيوخ: "هذا ليس عملاً حربياً، وليس استفزازاً: إنه عمل إنساني، وهو واجب على الدولة تجاه مواطنيها".

وكان كروسيتو أرسل فرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية يوم الأربعاء، لمساعدة الأسطول، بعد أن صرّح المنظمون باستهداف طائرات مسيرة لعدد من قواربهم قبالة اليونان.

12 دولة تدعم ماليا

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية تشكيل 12 دولة بينها إسبانيا وفرنسا واليابان والسعودية والمملكة المتحدة تحالفا لضمان الاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية.

وجاء في بيان الخارجية الإسبانية: "أعلنت بلجيكا والدنمارك وفرنسا وأيسلندا وأيرلندا واليابان والنرويج والمملكة العربية السعودية وسلوفينيا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة عن تشكيل تحالف طوارئ لضمان الاستدامة المالية للسلطة الفلسطينية... ويتمثل هدفه الرئيسي في استقرار الوضع المالي للسلطة الفلسطينية والحفاظ على قدرتها على الحكم وتوفير الخدمات الأساسية والحفاظ على الأمن".

وقد قدمت العديد من دول التحالف بالفعل مساهمات مالية كبيرة وتعهدت بمواصلة دعمها للسلطة.

عدم توفر بدائل

قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن نحو 93 بالمئة من إجمالي خيام النازحين في القطاع انهارت ولم تعد صالحة للإقامة، مؤكدا عدم توفر بدائل بفعل الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ آذار الماضي.

وأضاف في تصريح صحفي: "انهارت 125 ألف خيمة من أصل 135 ألفا، ما جعلها غير صالحة للإقامة، ومعاناة النازحين تتضاعف في ظل عدم توفر خيام جديدة نتيجة إغلاق المعابر ومنع دخول مواد الإغاثة الأساسية".

وعلى مدار نحو عامين من الإبادة تضررت عشرات الآلاف من خيام النازحين بفعل القصف الإسرائيلي الذي أصابها بشكل مباشر أو استهدف محيطها، فيما اهترأ بعضها بسبب عوامل الطبيعة من حرارة الشمس المرتفعة صيفا والرياح شتاء، حيث تحدثت حكومة غزة حتى تشرين الثاني 2024 عن اهتراء 100 ألف خيمة نزوح.

وأوضح الثوابتة أن النازحين الفلسطينيين يواجهون "كارثة إنسانية غير مسبوقة" بفعل سياسة التهجير القسري التي تنتهجها إسرائيل منذ نحو عامين.

وعن ذلك، بيّن أن خيام النزوح باتت تنتشر "بشكل عشوائي على قوارع الطرق وبين المكاره الصحية في بيئة تفتقر لأدنى مقومات الحياة".

****************************************

الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 1800 مدني في جنوب السودان

الخرطوم – وكالات

كشفت الأمم المتحدة أن عدد المدنيين الذين لقوا مصرعهم في جنوب السودان خلال الفترة بين كانون الثاني تجاوز 1800 شخص، ووصفت البلاد بأنها "على شفير الهاوية" في ظل تصاعد التوترات السياسية بشكل ملحوظ.

وشهدت الساحة السياسية تصاعدا في المخاوف إثر توجيه اتهامات بالقتل والخيانة وارتكاب جرائم ضد الإنسانية إلى نائب الرئيس السابق رياك مشار في 11 أيلول، أعقبها عزله من منصبه بمرسوم رئاسي بعد ساعات معدودة، الأمر الذي أثار مخاوف من اندلاع موجة صراع جديدة بعد مرور نحو سبع سنوات على نهاية الحرب الأهلية بين مؤيديه وأنصار الرئيس سلفا كير والتي خلفت ما لا يقل عن 400 ألف قتيل بين عامي 2013 و2018.

وأورد مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن حصيلة الضحايا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 بلغت ما لا يقل عن 1854 قتيلا و1693 مصابا و423 مختطفا وتعرض 169 شخصا للعنف الجنسي ضمن سياق النزاعات الداخلية.

وأعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك عن استنكاره لذلك قائلا "هذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف"، مشيرا إلى "قلقه البالغ بشأن وضع المدنيين في جنوب السودان".

****************************************************

إيران تستدعي سفراءها في الترويكا الأوروبية احتجاجا على تفعيل آلية الزناد

طهران – وكالات

استدعت إيران، السبت، سفراءها لدى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا للتشاور، احتجاجا على ما وصفته بـ إساءة استخدام" الدول الأوروبية الثلاث لآلية فض النزاعات، المعروفة بآلية الزناد، المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.

وذكرت وكالة "مهر" الإيرانية أن وزارة الخارجية استدعت السفراء الثلاثة بعد قرار هذه الدول المضي في تفعيل ما يُعرف بآلية "الزناد" (سناب باك)، وهو الإجراء الذي يمهد لإعادة العمل بعقوبات مجلس الأمن الدولي الملغاة ضد إيران.

من جانبه، أدان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ما وصفه بـ "اللعب غير المسؤول" من جانب الترويكا الأوروبية.

وقال عراقجي إن هذه الخطوة "ألحقت ضررا كبيرا بمصداقية أوروبا ومكانتها الدولية، وستقصيها عن المسارات الدبلوماسية المستقبلية".

ومن المقرر أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ ابتداء من يوم غد الأحد، وتشمل تجميد أصول إيرانية في الخارج، ووقف صفقات الأسلحة، وفرض قيود على برنامج الصواريخ الباليستية.

*********************************************

فنزويلا تسعى لحشد الدعم ضد التهديد الأمريكي

كاراكاس – وكالات

دعت فنزويلا، في الأمم المتحدة إلى التضامن في وجه "التهديد" الذي تمثله الولايات المتحدة بعد استهداف الأخيرة قوارب يشتبه باستخدامها لتهريب المخدرات.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان خيل بينتو في كلمة أمام الجمعية العامة "بما أنهم لا يستطيعون اتهام فنزويلا بامتلاك أسلحة دمار شامل أو أسلحة نووية، فإنهم يختلقون أكاذيب مبتذلة ومنحرفة لا يصدقها أحد، لا في الولايات المتحدة ولا في جميع أنحاء العالم، لتبرير تهديد عسكري وحشي ومكلف وغير أخلاقي بمليارات الدولارات".

أضاف إيفان خيل بينتو "نود أن نشكر حكومات وشعوب العالم، بما في ذلك شعب الولايات المتحدة، على إدانة هذه المحاولة لشن الحرب"، بحسب ما ذكرت فرانس برس.

*********************************************

تسجيل 72 ألف حالة كوليرا و201 وفاة في اليمن العام الجاري

صنعاء – وكالات

أشارت بيانات صادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى تسارع انتشار الكوليرا في اليمن خلال العام الحالي، مدفوعا بالصراع الطويل والفقر، حيث جرى تسجيل 201 وفاة و72 ألف إصابة منذ بداية السنة.

بين تقرير المنظمة الأممية أنه تم الإبلاغ عن 72.260 إصابة جديدة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن منذ مطلع كانون الثاني وحتى 31 آب، إلى جانب توثيق 201 وفاة مرتبطة بالمرض خلال الفترة ذاتها.

وسجل التقرير بلوغ عدد الإصابات الجديدة في آب وحده 10.848 حالة، بينما بلغ عدد الوفيات في الشهر ذاته 34 وفاة.

كشف التقرير كذلك أن اليمن جاء في المرتبة الثالثة عالميا من حيث انتشار الكوليرا، بعد أفغانستان التي سجلت 116.083 حالة، وجنوب السودان التي رصدت 74.494 إصابة.

أوضحت المنظمة في بيان سابق بنهاية كانون الثاني أن الكوليرا أودت بحياة 879 شخصا في اليمن من بين أكثر من 260 ألف إصابة خلال 2024، وهو ما يمثل 35 بالمائة من الحالات و18 بالمائة من الوفيات بالمرض عالميا.

تواصل الأزمة الداخلية تعميق معاناة اليمنيين، إذ تدور المواجهات منذ أكثر من عقد بين حكومة معترف بها دوليا مدعومة من تحالف تقوده السعودية وجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، الأمر الذي أدى لتدهور القطاع الصحي وإغلاق نصف المرافق الطبية، مع تفشي الأمراض والأوبئة في عموم البلاد.

*******************************************

استمرار تساقط رموز اليمين.. الحكم على الرئيس الفرنسي الأسبق بالسجن خمس سنوات

رشيد غويلب

بعد الحكم على الرئيس البرازيلي الفاشي بولسينارو بالسجن بأكثر من 27 سنة، أصدرت محكمة باريس الجنائية، الخميس الفائت، حكمها على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بالسجن 5 سنوات، بتهمة تمويل حملته الانتخابية عام 2007 بأموال من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي. وثبت لدى المحكمة، إن ساركوزي وشركاءه شكلوا منظمة إجرامية بهدف الحصول على أموال من القذافي. وصدر القرار بعد مرافعات استمرت عدة شهور. ويمثل القرار سابقة قضائية في تاريخ الجمهورية الفرنسية.

وتضمن قرار الحكم تجريد ساركوزي من حقوقه المدنية بما في ذلك حقه في الترشح للانتخابات.  وكذلك دفع غرامة قدرها 100 ألف يورو. وجاءت سنوات السجن مساوية لسنوات دورته الرئاسية، وهي الحد الأقصى للعقوبة المنصوص عليها في القانون الجنائي الفرنسي.  لقد حمل قرار الحكم رسالة واضحة وشديد، وتضمنت أسباب الحكم الإشارة إلى ممارسات "خطيرة للغاية".

شكلت معاملة القضاء لساركوزي كرجل عصابات أو إرهابي لتشكيله عصابة إجرامية صدمة لكثيرين. وأعلنت رئيسة المحكمة، ناتالي غافارينو، أن ساركوزي سيبدأ عقوبته بالسجن "قريبًا"، بغض النظر عن تقديمه استئناف من عدمه، وهو ما أعلنه ساركوزي فورًا. ووفقًا لقواعد السجن، سيتعين عليه قضاء ثلاث سنوات على الأقل من أصل خمس سنوات خلف القضبان؛ ويمكن نظريًا قضاء السنتين المتبقيتين في المنزل مرتديًا قيد المراقبة، كما هو حال الرئيس البرازيلي السابق.

الكشف عن الفضيحة

منذ أن نشرت مجلة ميديابارت الإلكترونية تحقيقها في فضيحة فساد الأموال الليبية عام ٢٠١١، أصرّ ساركوزي على براءته. وهو الآن يحتج على "ظلمٍ لا يُطاق"، يمارس بحقه، و"يهدد سيادة القانون تهديدًا خطيرًا".

ولا يقلل من فضيحة الرئيس الأسبق أن المحكمة وجدت ثلاث تهم أخرى غير مُثبتة بشكل كافٍ: الرشوة السلبية، واستخدام الأموال المختلسة، والتمويل غير القانوني للانتخابات. ووفقًا للمحكمة، كانت هناك وثائق مفقودة وتناقضات بين الشهود، مما جعل من المستحيل تحديد من ومتى وكم ولأي غرض أعطى أو تلقى أموالًا من ليبيا. ومع ذلك، وجدت المحكمة أمرًا مُريبًا.

على سبيل المثال، الود المفاجئ الذي أبداه وزير الداخلية الفرنسي، والمرشح الرئاسي ساركوزي تجاه ديكتاتور سيئ السمعة كالقذافي وأتباعه، مثل رئيس المخابرات عبد الله السنوسي. كما وجدت المحكمة أن نية رئيس الدولة المُستقبلي الحصول سرًا، وخلافًا لكل الأعراف الأخلاقية، على بضعة ملايين من ليبيا لحملته الانتخابية أمرٌ غريب.

عوقب ساركوزي أساسًا لتحضيره بنشاط لاتفاق مع "الشيطان"، كما وصفته المحكمة. لقد تورط في هذه العملية وسطاء سريون، مثل رجل الأعمال الفرنسي – الجزائري ألكسندر جورهي، الذي عيّنته فرنسا وسيطا لأبرام عقود قطاع صناعة الأسلحة. كما تورط زياد تقي الدين، الذي توفي أخيرا ويُقال إنهما استخدما رشاوي لضمان إتمام هذه الصفقات. كما تورط في هذه العملية برايس هورتفو وكلود غيان، مستشارا ساركوزي عندما كان وزيرًا للداخلية، وأصبحا وزيرين في الحكومة التي تشكلت بعد فوزه.

في سنوات ٢٠٠٥ -٢٠٠٧، سافرا شركاء ساركوزي سرًا إلى ليبيا لحضور عدة اجتماعات، لكن لم يُقبض عليهما بحيازة مباشرة لأموال غير مشروعة. حُكم على اثنين من المقربين من الرئيس بالسجن سنتين وست سنوات على التوالي بتهمة الفساد السلبي، أي المشاركة النشطة في إتمام الصفقات. وحُكم على عدد من الوسطاء والممولين، معظمهم من الخارج، بالسجن لعدة سنوات وغرامات باهظة. وبالمقابل تمت تبرئة إريك وورث، أحد المقربين من الرئيس آنذاك، والذي شغل منصب أمين صندوق الحملة الانتخابية وأصبح وزيرًا لاحقًا.

ردود فعل مختلفة

انقسمت ردود الفعل على الحكم بقدر انقسام الأطياف السياسية في البلاد: رحّب باتريك ليفاس، رئيس منظمة الشفافية الفرنسية غير الحكومية لمكافحة الفساد، بهذا الحكم الرائد قائلاً: "قبل أقل من عامين من الانتخابات الرئاسية المقبلة، علينا جميعًا أن نتعلم من دروس هذه العملية. اليوم، ليس لدينا أي ضمان بعدم تكرار مثل هذه التجاوزات. يجب تنظيم التمويل السياسي بشكل صارم لمنع مثل هذه الفضائح في المستقبل".

أعربت الأوساط المحافظة واليمينية عن غضبها الشديد إزاء إدانة رئيسها السابق، ساركوزي، ووزرائه السابقين. وصرح جوليان أوبير، نائب رئيس حزب الجمهوريين، بأن القضاء "أهدر شرف رجل". وتحدث زميله في الحزب، النائب ستيفان لو رودولييه، عن "موجة من العار" ودعا الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، إلى العفو عن ساركوزي فورًا، بما يخدم مصلحة الوطن.

أما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، التي أُدينت هي نفسها بالاختلاس واستأنفت الحكم، غاضبة من الانتهاك المزعوم لمبدأ افتراض البراءة، إذ يجب على ساركوزي أن يبدأ عقوبته بالسجن قبل بدء استئنافه.

لقد لقن القضاء في فرنسا والبرازيل كبار السياسيين ذوي الامتيازات درسًا مهما، إذ ظنّوا أنهم يستطيعون الإفلات من العقاب. فالرئيس السابق ليس فوق القانون. ترى هل سيتعظ من هذه الدروس اركان منظومة الفساد في العراق؟

**********************************************

الصفحة السابعة

كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تغيير تجربة المشاهد

د. صفاء زهير

لقد أحدث ظهور الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في مفهوم كسر الجدار الخامس ، فبفضل الذكاء الاصطناعي، لم يعد المشاهد مجرد متلقٍ سلبي، بل بات عنصرًا فاعلاً ومؤثرًا في التجربة السردية، مما يعيد تشكيل العلاقة بين النص والجمهور بشكل جذري.

ومما لا شك فيه ان الذكاء الاصطناعي يساهم في تحقيق هذا التحول من خلال عدة آليات. منها انه يتيح التفاعل اللحظي (Real-time Interaction) والشخصنة (Personalization)، حيث يمكن للمشاهد التأثير مباشرة على مسار القصة أو التفاعل مع شخصياتها.

وقد بدأت إمكانية (التفاعل اللحظي) في الذكاء الاصطناعي مع ظهور أولى برامج المحادثة مثل ب رناELIZA الذي طوره (جوزيف وايزنباوم) عام 1966 في معهد MIT.، حيث سمح هذا البرنامج بإجراء حوارات بسيطة مع المستخدمين، ما شكل أولى محاولات التفاعل اللحظي بين الإنسان والآلة، أما إمكانية (الشخصنة) في الذكاء الاصطناعي فبدأت في التسويق الرقمي خلال أواخر الثمانينيات والتسعينيات عبر البريد المباشر والتسويق الهاتفي، حيث كان يتم تقسيم الجمهور بناءً على بيانات أساسية.

مع إطلاق نظام التوصيات في أمازون عام 1998، حدثت نقلة نوعية في مفهوم الشخصنة الرقمية، حيث تم استخدام بيانات الشراء لتقديم توصيات مخصصة لكل مستخدم.

وكسر الجدار الخامس ويمكن أن نراه بوضوح بالألعاب السردية مثل لعبة (زنزانة الذكاء الاصطناعي) (AI Dungeon) التي ظهرت في عام 2019، يمكن للمستخدمين كتابة مقترحاتهم للنص، ويقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد استجابات فورية، مما يغير مجريات السرد بشكل ديناميكي ويجعل كل تجربة فريدة من نوعها، خاصة فقط بالشخص نفسه، هذا التفاعل المستمر يمنح المشاهد شعورًا بأنه ليس مجرد متفرج، بل جزءا لا يتجزأ من عملية الخلق السردي

ومن جانب اخرفقد يُحدث كسر الجدار الخامس من خلال تفاعل الذكاء الاصطناعي في المحادثات، مثل تطبيقات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل شخصية الذكاء الاصطناعي (Character.AI) التي انطلقت في عام 2023، تتجاوز الشخصيات الافتراضية أحيانًا دورها المحدد لتعلق على الحوار أو حتى تعترف بوجودها ككيان رقمي، وهو ما يُعرف بـ الخروج عن الدور (Out-of-Character, OOC) هذا النوع من التواصل يخلق إحساسًا عميقًا بالتفاعل المباشر مع الكيان الذكي، ويكسر حاجز الإيهام السردي، حيث يدرك المستخدم أنه يتفاعل مع كيان واعٍ وليس مجرد برنامج، حتى في المنتديات، تُلاحظ ظاهرة قيام الذكاء الاصطناعي بكسر الجدار الخامس من خلال التعليقات التي تتجاوز سياق النقاش وتتفاعل مع المستخدمين بوعي ذاتي.

كما يسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز كسر الجدار الخامس عبر بيئات البث المباشر (Livestreaming) والتفاعل الاجتماعي، فمنصات البث المباشر المدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمح للمشاهدين بالتفاعل الفوري مع صنّاع المحتوى أو حتى مع أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستجيب لتعليقاتهم في الزمن الحقيقي.

هذا التفاعل يزيل الحاجز بين المبدع والجمهور، ويعزز من مفهوم المشاركة الفعّالة، حيث يصبح المشاهد جزءًا من عملية البث.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل تعليقات الجمهور في البث المباشر وتعديل المحتوى أو استجابات الشخصيات الافتراضية فورًا، مما يخلق تجربة مشاهدة فريدة ومتغيرة باستمرار

هذه التفاعلات تجعل كل مشاهدة تجربة فريدة، مما يمثل كسرًا للجدار الخامس على مستوى جماعي.

أخيرًا، تتضح مساهمة الذكاء الاصطناعي في كسر الجدار الخامس من خلال تطويره لتجارب فريدة في قطاعات مختلفة، في المتاحف، أصبحت الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل روبوت بيبر (Pepper) قادرة على التفاعل مع الزوار وتخصيص السرد التاريخي أو الفني لكل منهم بناءً على اهتماماتهم وتفاعلاتهم، مما يكسر الجدار التقليدي بين العمل الفني وجمهوره ويجعل التجربة متحفية أكثر شخصية وتفاعلية هذا التحول يعيد تعريف دور المشاهد من متلقٍ سلبي إلى مشارك فعال، ويجعل من كسر الجدار الخامس أداة سردية ديناميكية تتوافق مع متطلبات العصر الرقمي وتطلعات الجمهور، واليكم أمثلة من الأفلام.

فيلم (بانديرسناتش) المرأه السوداء (Bandersnatch)

ومن أبرز الأمثلة في مجال الفن السينمائي هو فيلم بانديرسناتش (Bandersnatch) عام 2018، حيث يُمنح المشاهد خيارات متعددة تؤثر على حبكة الفيلم ونهاياته، ويقوم النظام الذكي بتتبع هذه الخيارات وتوجيه السرد بناءً عليها، مما يجعل المشاهد يشعر وكأنه يخاطب الفيلم ويتحكم في سير الاحداث به

فيلم بانديرسناتش (Bandersnatch) عام 2018

فيلم المرآة السوداء: باندرسناتش (Black Mirror: Bandersnatch) من إخراج ديفيد سليد (David Slade) ، وهو مخرج أفلام بريطاني معروف بدأ مشواره بصنع كليبات موسيقية لأسماء كبيرة مثل أفيكس (توين) و(سيستم أوف أ داون)، ثم اتجه إلى إخراج أفلام طويلة مثل "30 يوما من الظلام" و"ملحمة الشفق: خسوف".

أصدر الفيلم على منصة نتفليكس في 28 ديسمبر 2018، والفيلم إنتاج مشترك بين بريطانيا وأمريكا، وهو فيلم تفاعلي ضمن سلسلة المرآة السوداء، حيث يمكن للمشاهد اتخاذ قرارات تؤثر على مجريات القصة ونهاياتها المتعددة.

الفيلم من كتابة مبتكر المسلسل تشارلي بروكر، ويتميز بأسلوب سردي غير خطي معقد استغرق إنتاجه وقتًا أطول من الحلقات الاعتيادية.

تحدث ديفيد سليد في مقابلات عن صعوبة كتابة وإخراج هذا الفيلم التفاعلي، وأشار إلى أن بعض نهايات الفيلم سرية للغاية وصعبة الوصول إليها، حتى أنه قد لا يشاهدها معظم المشاهدين (IGN، كما استخدم سليد تقنيات تصوير خاصة للحفاظ على الطابع الزمني للفيلم، مثل تصوير المشاهد التي تدور في ثمانينيات القرن الماضي باستخدام أفلام 35 ملم (Elcinema.

ويعد فيلم باندرسناتش قد جمع بين السينما التقليدية والتقنيات التفاعلية الحديثة، حيث تميز بتجربة تفاعلية فريدة، حيث يُطلب من المشاهد اتخاذ قرارات متعددة خلال المشاهدة، مما يؤدي إلى أكثر من خمسة نهايات مختلفة، ويجعل زمن المشاهدة الفعلي يتجاوز الساعة والنصف التقليدية إلى عدة ساعات حسب اختيارات المشاهد، وقد استغرق إعداد الفيلم عامين بسبب تعقيد السيناريو غير الخطي، مما أدى إلى تأخير إصدار الموسم الخامس من المسلسل.

أشار مخرج الفيلم (ديفيد سليد) إلى أن بعض النهايات في الفيلم سرية للغاية وصعبة الوصول إليها، وقد لا يراها معظم المشاهدين أبدًا.

اما فيما يتعلق بالتصوير حرص المخرج (ديفيد سليد) على تصوير المشاهد التي تدور في سبعينيات القرن الماضي باستخدام أفلام 35 ملم للحفاظ على الطابع الزمني، مما أضفى على الفيلم واقعية بصرية مميزة، كما وفرت نتفليكس فيديوهات توثق كيفية تصوير الفيلم التفاعلي، مشيرة إلى التحديات التقنية والفنية التي واجهها فريق العمل.

وتري الباحثة كاتبة هذا المقال أن فيلم باندرسناتش تجربة سينمائية مبتكرة جمعت بين تقنيات السرد التفاعلي والخيال العلمي، وأعاد تعريف علاقة المشاهد بالنص السينمائي من خلال منحهم دورًا فاعلًا في تحديد مجرى القصة.

*****************************************

المواطنة والعدالة الاجتماعية: الطريق المسدود مع حكومات ما بعد 2003

أسامة عبد الكريم ختلان

منذ سقوط النظام السابق عام 2003، دخل العراق مرحلة سياسية جديدة وُعِد فيها الشعب بتحولات كبرى نحو الديمقراطية، العدالة، وإعادة بناء الدولة. غير أنّ ما تكشّف خلال عقدين من الزمن لم يكن سوى إعادة إنتاج للأزمات القديمة بشكل أكثر تعقيداً. تعاقبت الحكومات، وتغيّرت الوجوه والأحزاب، لكن الجوهر بقي واحداً: مصالح ذاتية ضيقة، محاصصة طائفية وإثنية، وغياب شبه كامل لمفهومي المواطنة والعدالة الاجتماعية.

لم يُبْنَ النظام الجديد على أساس دولة حديثة تستند إلى مؤسسات مستقلة وقوانين عادلة، بل على نظام محاصصة جعل الانتماء الطائفي أو القومي معياراً للموقع والسلطة. هذا النهج أفرغ مفهوم المواطنة من معناه، وحوّل العراقي إلى تابعٍ لهوية فرعية لا إلى مواطن في دولة تعترف بحقوقه وتصون كرامته. ومع ترسّخ هذا النمط، أصبح من الطبيعي أن تتقدّم الولاءات الشخصية والحزبية على المصلحة العامة، وأن تتحول السلطة إلى غنيمة يجري اقتسامها بدل أن تكون أداة لخدمة الناس.

لكن لماذا نتحدث عن المواطنة والعدالة الاجتماعية بوصفهما قضيتين محوريتين في مشروع التغيير؟ ببساطة لأنهما يمثّلان الأساس الذي بدونه يستحيل بناء عراق مختلف. المواطنة تعني أولًا أن جميع العراقيين متساوون أمام القانون، بغضّ النظر عن طائفتهم أو قوميتهم أو منطقتهم. إنها العقد الاجتماعي الذي يوحّد المجتمع، ويجعل من الدولة مرجعاً للجميع، لا طرفاً في نزاعات الهويات. وعندما تغيب المواطنة، يتحول الناس إلى جماعات مغلقة، كل واحدة تبحث عن حصتها من السلطة والثروة، فتضعف الدولة وينهار الشعور بالانتماء الوطني. أما العدالة الاجتماعية فهي الوجه الاقتصادي والإنساني لهذا العقد. لا يمكن الحديث عن مواطنة حقيقية فيما نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر، والخدمات الأساسية منهارة، والبطالة تنخر في طموحات الشباب. العدالة الاجتماعية تعني توزيعاً عادلًا للثروة، فرص عمل متكافئة، حقاً مضموناً في الصحة والتعليم، وضماناً اجتماعياً يحمي الضعفاء. غيابها لا ينتج فقط حرماناً اقتصادياً، بل يولّد شعوراً بالقهر، ويعمّق الهوة بين طبقة سياسية متخمة بالامتيازات وغالبية شعبية مهمّشة.

لقد اختبرت التجربة العراقية على مدى عشرين عاماً كيف أن غياب هذين المبدأين أدى إلى نتائج كارثية. ففي الوقت الذي تدفقت فيه على البلاد مئات المليارات من الدولارات من عائدات النفط، لم يجد المواطن نصيبه من هذه الثروة، بل تسرّبت إلى شبكات الفساد والمحسوبية. ومع كل حكومة جديدة كان الأمل يتجدد لدى الناس، لكن سرعان ما يتبدد أمام واقع يعيد إنتاج نفسه: صراعات على المناصب، تحاصص في الوزارات، وانشغال بالصفقات والولاءات بدلًا من بناء دولة مؤسسات. إنّ المراقب المنصف لا يستطيع أن يتجاهل أن الطبقة السياسية منذ 2003 وحتى اليوم لم تُبدِ أي اهتمام جاد بالمواطنة والعدالة. هذه النخب اعتبرت السلطة وسيلة للثروة والنفوذ، لا أداة لإدارة البلاد وتحقيق تطلعات الشعب. بل إنها في كثير من الأحيان عززت خطاب الهويات الفرعية لتبرير بقائها في السلطة، مستفيدة من الانقسامات المجتمعية كأداة للسيطرة. وبهذا لم تكن معنية بإصلاح جذري، بل بترتيب مصالحها الذاتية على حساب حاضر العراقيين ومستقبلهم. لهذا، فإن أي مشروع تغيير حقيقي لا بد أن يبدأ من هذين المدخلين: المواطنة والعدالة الاجتماعية. فالمواطنة تضع الجميع على أرضية واحدة وتفتح الباب لبناء دولة قانون، والعدالة الاجتماعية تعطي للمواطن معنى ملموساً لهذا الانتماء عبر شعوره بأن ثروة بلاده تُدار لصالحه لا لصالح فئة قليلة. من دونهما ستبقى الدولة هشة، وستظل الديمقراطية شكلية، والفساد متجذراً.

اليوم، وبعد عقدين من التجارب المريرة، تبيّن بوضوح أن التغيير لا يمكن أن يأتي من داخل الطبقة السياسية نفسها، لأنها ببساطة المستفيد الأكبر من بقاء الوضع على حاله. التغيير الحقيقي لن يُصنع إلا من مشروع وطني بديل يرفض منطق المحاصصة، ويعيد الاعتبار لمبدأ المواطنة، ويضع العدالة الاجتماعية في صدارة الأولويات. هذا المشروع لا بد أن ينبع من وعي شعبي ضاغط، من حركات اجتماعية ومدنية، من قوى ترى في العراق وطناً جامعاً لا ساحة لتقاسم الغنائم. إنّ استعادة العراق ممكنة، لكنها مشروطة بإعادة صياغة الدولة على أساس المواطنة والعدالة. وما لم يحدث هذا التحول، ستبقى الحكومات المتعاقبة تستهلك الوقت والموارد في دوامة المصالح الذاتية، بينما يبقى الشعب ينتظر عدالة غائبة ووطناً موعوداً لم يتحقق بعد.

*******************************************

القضاء بين الإرث التاريخي والتحديات الراهنة

عصام الياسري

يمثل القضاء أحد أهم الأعمدة التي تقوم عليها الدولة الحديثة، ليس فقط بوصفه جهازا للفصل في النزاعات، بل باعتباره المؤسسة التي تمنح الشرعية لوجود الدولة وضمانتها في حماية الحقوق والحريات العامة فالدولة التي لا يستقل قضاؤها ولا يحترم قضاتها سرعان ما تفقد هيبتها ومشروعيتها، وتتحول مؤسساتها إلى أطر شكلية لا تصمد أمام الضغوط الاجتماعية والسياسية.

ويكتسب الحديث عن القضاء في العراق بعدا استثنائيا، إذ يعد العراق أول أرض دونت القوانين في التاريخ عبر شريعة حمورابي، التي رفعت شعار العدالة وحق الإنسان في محاكمة منصفة منذ ما يقارب أربعة آلاف عام. هذا الإرث القانوني العريق يمنح العراق مسؤولية مضاعفة في بناء سلطة قضائية مستقلة قادرة على حفظ السلم الأهلي وصون سيادة الدولة، لكنه في الوقت ذاته يكشف المفارقة المؤلمة بين الماضي المشرق والواقع المعاصر المثقل بالأزمات.

لم يكن تدوين القوانين في العراق القديم مجرد خطوة حضارية، بل كان إعلانا واضحا عن إدراك مبكر بأن العدالة هي أساس العمران والاستقرار. فقد نصت شريعة حمورابي على حماية الضعفاء من استبداد الأقوياء، وحددت قواعد واضحة لتوزيع الحقوق والواجبات. وفي الحقبة الإسلامية، برز القضاء كسلطة موازنة في المجتمع، حيث شكلت مؤسسة "قاضي القضاة" ومحاكم المظالم نماذج مبكرة للرقابة على الحكام والولاة، انسجاما مع المبدأ القائل بأن "العدل أساس الملك". أما في الدولة العراقية الحديثة منذ عشرينيات القرن الماضي، فقد تأسست محاكم مدنية وجزائية وإدارية متأثرة بالنموذجين العثماني والأوروبي، وأسهمت في بناء تقاليد مهنية وقانونية. غير أن هذه التجربة واجهت انتكاسات خطيرة مع الانقلابات العسكرية والحروب الطويلة والعقوبات الدولية، ما أضعف استقلال القضاء وأدخله في تجاذبات السياسة...

ورغم الجهود والآراء التنويرية التي بذلها أصحاب الفكر والقانون بعد 2003 لإعادة بناء النظام القضائي، فإن الواقع الراهن يكشف عن أزمات معقدة جعلت القضاء أمام اختبار مصيري: تسييس وتدخلات حزبية وتشكيلات تهدد حياد القضاة وتضعف الثقة العامة بهم، انقسامات مجتمعية طائفية وإثنية تجعل من مهمة إرساء العدالة الشاملة أكثر صعوبة وتعقيدا. القرارات القضائية تبقى بلا أثر بسبب نفوذ سياسي أو سطوة جماعات مسلحة لم تواجه بإجراءات صارمة. الفساد الإداري والمالي يهدد شرعية المؤسسة القضائية نفسها كما يزيد من فقدان الثقة الشعبية والشعور بعدم المساواة أمام القانون. ضعف تنفيذ الأحكام بحق الجناة والفاسدين مما يدفع الأفراد للجوء إلى الأعراف أو قوى خارج إطار الدولة لتحقيق سطوتهم بقوة المال والسلاح.

إن التراجع في استقلال القضاء في العراق لا يعني مجرد خلل إداري أو قانوني، بل هو تهديد مباشر لأمن الدولة ووحدتها. ففي غياب سلطة قضائية فاعلة: تنتشر الفوضى الانتقامية وتتعزز سلطة السلاح على حساب سلطة القانون. تنهار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة. تتراجع شرعية النظام السياسي برمته... وبذلك يصبح إصلاح القضاء ليس مجرد مطلب حقوقي أو إصلاحي، بل شرطا وجوديا لبقاء الدولة العراقية.

خاتمة: يواجه العراق اليوم تحديا وجوديا يتجاوز السياسة اليومية لغياب البعد القانوني الضامن لسيادة القانون والرقابة على السلطتين التشريعية والتنفيذية وحماية الحقوق الدستورية. تجلى باتخاذ إجراءات مركبة في قضايا خطيرة، ومنها - على سبيل المثال لا الحصر- "اتفاقية خور عبدا لله العراقي، حريق مول الكوت وأخيرا، جريمة قتل الطبيبة بأن زياد طارق". أوكلت، أي هذه الإجراءات، سؤال الدولة نفسها: هل يمكن للعراق أن يستعيد دوره التاريخي كأرض العدالة الأولى؟ إن الإجابة عن هذا السؤال مرهونة بقدرة العراقيين على بناء قضاء مستقل وفاعل، يعيد الاعتبار لرسالة حمورابي في اتجاه جوهر العدالة وتحقيق مبدأ أن الدولة لا تقوم إلا بالعدل كمفهوم فلسفي وسياسي عميق يتعلق بأساس شرعية الدولة واستمراريتها، وأن الحرية لا تصان إلا بقاض مستقل يصون القانون ولا يخشى في الحق لومة لائم...

****************************************

الصفحة الثامنة

الشيوعيون يواصلون حملة طرق 10 آلاف باب في بغداد

بغداد - طريق الشعب

تتواصل حملة الحزب الشيوعي العراقي في بغداد بطرق 10 آلاف باب في بغداد، لتعريف المواطنين بسياسية الحزب ومواقفه من العملية السياسية ونضاله من أجل التغيير وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.

نشاط المثقفين

وفي اليومين الماضية نظم فريق من محلية المثقفين جولة طرق الأبواب في أزقة 55.57.59.61.63 في محلية 829 بحي الإعلام بجانب الكرخ، وطرق أبواب المواطنين الساكنين هناك، وفتح حوارات معهم بشأن أهمية المشاركة الفعالة في الانتخابات، والتصويت لقوى التغيير، فضلاً عن تعريفهم بسياسة الحزب ومواقفه.

محلية الثورة تواصل نشاطها

وفي مدينة الثورة/ الصدر نظم فريق المحلية نشاطاً جديداً في قطاعات المدينة، وطرق خلاله عددا من أبواب المواطنين وسط ترحاب كبير بالشيوعيين وحزبهم، وجرى التعريف بمواقف الحزب وشهدائه، بينما تحدث المواطنون عن اعتزازهم بتاريخ الحزب كونه ارتبط بتاريخ عوائلهم ومدينتهم.

ودعا الفريق المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات والتصويت للقوى التي تحمل هموم الناس وتعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة.

فعالية جديدة في حي أور

ونظمت محلية الرصافة الثالثة نشاطها الثالث في منطقة حي أور لطرق أبواب المواطنين والحديث معهم عن مواقف الحزب ونشاطه في المدينة.

وتجول فريقان من المحلية في المنطقة ووزعا في الفعالية مطوية تحتوي على مواقف الحزب من مختلف القضايا فضلاً عن كارت تعريفي بمنصات التواصل الاجتماعي للرفيق رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي.

الرصافة الثانية تطرق الابواب

ونشطت أعضاء محلية الرصافة الثانية في الأيام الماضية في مناطق المشتل، شارع الحاسبة والأزقة المجاورة له، وشارك في الفعالية عدد من الرفيقات والرفاق الذي حاوروا المواطنين بالقضايا السياسية ومواقف الحزب منها.

يذكر ان منظمات الحزب أطلقت حملة منتصف الشهر الجاري، لطرق ابواب 10 ألاف عائلة في بغداد تهدف إلى حثهم على المشاركة في الانتخابات والتعريف بسياسة الحزب الشيوعي العراقي.

************************************************

شهيد الغالبي يلتقي بفلاحين ومواطنين في الشطرة والرفاعي

الشطرة- احمد طه

التقى عضو التحالف المدني الديمقراطي د. شهيد الغالبي، بعدد من الشخصيات الاجتماعية والعائلات والفلاحين في مدينتي الشطرة والرفاعي بمحافظة ذي قار.

واستهل الغالبي جولته بزيارة المناضل والقائد الفلاحي ثجيل بجاي (أبو ياسر) في ديوانه بقرية آل حسن في ريف الشطرة. حيث دار حديث وطني مفعم بروح النضال، تناول قضايا الفلاحين واتحاداتهم والتحديات التي يواجهها الريف، إضافة إلى مناقشة الاستحقاق الانتخابي المقبل ومعايير اختيار المرشح.

وشهد اللقاء حضور عدد من الشباب الذين عبّروا عن تطلعاتهم لمستقبل أفضل. فيما أعرب الغالبي عن امتنانه للشيخ أبو ياسر وأبنائه على ما أبدوه من حفاوة وكرم ضيافة.

كما شملت الجولة لقاءات أخرى تخللتها حوارات موسعة حول الوضع السياسي والانتخابات ومستقبل البلاد، فضلاً عن هموم المواطنين وتطلعاتهم.

*********************************************

الرفيق كريم بلال ضيفا على نقابة المهندسين الزراعيين في النجف

النجف – أحمد عباس

ضيّفت نقابة المهندسين الزراعيين في النجف أخيرا، المهندس الاستشاري الزراعي الرفيق كريم بلال، في جلسة تعريفية ببرنامج الحزب الشيوعي العراقي و"تحالف البديل" الانتخابي.

وخلال الجلسة تطرق الرفيق إلى البرنامج الزراعي للحزب بشكل عام. فيما نوّه إلى سوء ادارة الدولة لعملية احياء المشاريع الزراعية والصناعية، وإلى مشكلة البطالة المتفاقمة في صفوف المهندسين الزراعيين.

وتطرق أيضا الى الحلول المقترحة لمعالجة مشكلة البطالة وتحسين الواقع الزراعي، ومن ذلك  احياء القرى العصرية والتفرغ للمهندسين الزراعيين ومساعدتهم في الاقساط لاقامة المشاريع الزراعية، مشددا على أهمية الحفاظ على المنتج المحلي. واخيرا تحدث عن مشكلة هجرة الفلاحين والمزارعين من مناطق سكناهم نحو المدن، إثر أزمة المياه.

***********************************************

الصفحة التاسعة

في دوري نجوم العراق إثارة وأهداف دراماتيكية في الجولة الثالثة

متابعة ـ طريق الشعب

شهدت الجولة الثالثة من منافسات دوري نجوم العراق لكرة القدم إثارة وندية كبيرة، حيث حُسمت بعض المباريات في أوقاتها القاتلة، فيما واصلت فرق أخرى تحقيق نتائج مميزة.

ففي مباراة مثيرة، حقق فريق الغراف فوزاً قاتلاً على مضيفه نفط ميسان بهدف دون رد، في اللقاء الذي جرى على ملعب ميسان الأولمبي. وبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي، احتسب الحكم ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني، نفذها بنجاح اللاعب حيدر حسين مانحاً الغراف ثلاث نقاط ثمينة.

وفي مباراة أخرى أقيمت في التوقيت ذاته، تمكن فريق أمانة بغداد من التغلب على مضيفه القاسم بهدف نظيف على ملعب الناصرية الأولمبي، الملعب الافتراضي للقاسم. وجاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة (79) عبر اللاعب هنريكي برناردو. وشهد اللقاء طرد لاعب القاسم حسين عبد الواحد في الدقيقة (84) بعد تجاوزه على أحد لاعبي الأمانة، ليكمل فريقه اللقاء بعشرة لاعبين.

أما فريق الموصل فقد حقق انتصاراً مثيراً على ضيفه النجف بهدفين لهدف، في المباراة التي جرت على ملعب دهوك. وبعد تعادل سلبي في الشوط الأول، افتتح الموصل التسجيل في الدقيقة (51) عبر روش فونينج، قبل أن يدرك النجف التعادل بواسطة نسيم صيود في الدقيقة (76). غير أن الموصل خطف الفوز في الدقيقة (90+3) عبر علاء الدين الدالي.

وفي مواجهة قوية أُقيمت يوم الخميس، فاز الشرطة على ضيفه نوروز بنتيجة (3-2) على ملعب الفيحاء في البصرة. وسجل أهداف الشرطة كل من مصطفى سعدون (د 33)، دومنيك مندي (د 39)، ومحمود المواس من ركلة جزاء (د 72)، فيما أحرز نوروز هدفيه عن طريق غيتان لوميا (د 3) وآسو رستم (د 50).

وعلى ملعب المدينة في بغداد، تغلب فريق ديالى على ضيفه زاخو بنتيجة (2-1). وتميّز اللقاء بأسرع هدف في الدوري هذا الموسم أحرزه وكاع رمضان في الدقيقة الأولى، قبل أن يضيف اللاعب ذاته الهدف الثاني في الدقيقة (63). وقلص زاخو الفارق عبر محمد علي عبود (د 66). كما شهدت المباراة أسرع حالة طرد في الدوري، حيث غادر لاعب زاخو ناصر حموده الملعب في الدقيقة التاسعة بالبطاقة الحمراء، ليكمل فريقه اللقاء بعشرة لاعبين.

وفي مباراة ثانية، انتهى لقاء النفط والطلبة بالتعادل السلبي على ملعب "الساحر أحمد راضي" في بغداد.

واختُتمت منافسات الجولة الثالثة أمس السبت بإقامة أربع مباريات، حيث واجه فريق الكهرباء ضيفه أربيل على ملعب الزوراء في بغداد، فيما التقى القوة الجوية مع ضيفه الميناء على ملعب المدينة. كما استضاف دهوك فريق الكرخ على ملعبه، فيما واجه الكرمة فريق الزوراء في مباراة قوية على ملعب الجولان.

*****************************************

فيلادلفيا يعوّل على عودة إمبيد وجورج لتحسين نتائجه في الـ  NBA 

بينسيلفينيا ـ وكالات

أكد النجم الكاميروني جويل إمبيد، لاعب فريق فيلادلفيا سفنتي سيكسرز، أنه يشعر بحالة جيدة مع اقتراب انطلاق موسم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA)، بعد موسم صعب شارك فيه في 19 مباراة فقط بسبب الإصابات المتكررة.

وقال إمبيد (31 عاماً) في حديثه خلال المركز الإعلامي لفريقه: "الأمر لا يتعلق بالتوقعات، بل بالتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام والقيام بكل شيء بشكل صحيح، وهذه هي نقطة الانطلاق"، مشدداً على أن هدفه الأساسي هو اللعب بانتظام هذا الموسم خلافاً لما حدث في الموسم الماضي.

وكان إمبيد قد تعرض لإصابات في الركبة والكاحل، وخضع لجراحتين بالمنظار على ركبته اليسرى في شباط/فبراير ونيسان 2024. وأضاف أفضل هداف في الدوري مرتين: "كل من يعرفني يعلم أنني أريد اللعب، وأريد أن أكون موجوداً في كل مباراة"، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه لن يضغط على نفسه كثيراً، موضحاً: "علينا الاستماع إلى أجسادنا، فبعض الأمور قد تكون غير متوقعة وسنتأقلم معها".

وفي السياق ذاته، يتعامل زميله الجديد بول جورج، الذي خضع لجراحة في ركبته في تموز/يوليو الماضي، مع تحضيراته للموسم بحذر، قائلاً: "الأسبوعان المقبلان مهمان جداً قبل انطلاق الموسم. لا يمكن أن تكون الأمور أسوأ مما كانت عليه الموسم الماضي، لقد كان موسماً سيئاً للغاية".

يُذكر أن فيلادلفيا أنهى الموسم الماضي في المركز الثالث عشر بالمنطقة الشرقية برصيد 24 فوزاً و58 خسارة، ويأمل في تحسين نتائجه هذا العام.

وسيخوض الفريق الأسبوع المقبل مباراتين تحضيريتين في أبو ظبي أمام نيويورك نيكس، قبل أن يبدأ موسمه رسمياً في الـ NBA  بمواجهة بوسطن سلتيكس على ملعب "تي دي غاردن" في 22 تشرين الأول المقبل.

**************************************

أرنولد يعرض التعاون على عماد محمد.. وجدل حول استدعاء مصطفى مؤيد

متابعة ـ طريق الشعب

قدّم مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم، الأسترالي غراهام أرنولد، عرضاً للمدرب العراقي عماد محمد للعمل معه في الكادر التدريبي لأسود الرافدين، وذلك بالتزامن مع تحضيرات المنتخب لمباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2026 التي ستُقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وسيلعب العراق ضمن المجموعة الثانية إلى جانب منتخبي إندونيسيا والسعودية، حيث ستُقام مبارياته في مدينة جدة السعودية ابتداءً من الثامن من تشرين الأول المقبل.

عرض أرنولد لعماد محمد

وقال مدرب المنتخب الأولمبي عماد محمد في تصريحات إعلامية إن أكثر من اجتماع جمعه بالمدرب الأسترالي، مشيداً بشخصيته وأسلوبه العملي، مؤكداً أنه قادر على تحقيق النجاح مع الكرة العراقية. وأضاف أن النقاش بينهما تركز على أوضاع المنتخب الأول وبعض اللاعبين في مختلف الفئات العمرية، مشيراً إلى أنه قدّم لأرنولد معلومات مفصلة عن دوري نجوم العراق وأبرز عناصره.

وبيّن عماد محمد أن أرنولد دعاه للعمل معه في الجهاز الفني للمنتخب العراقي خلال البطولات والمعسكرات الخارجية المقبلة، معبّراً عن سعادته بالدعوة، لكنه اعتذر بسبب التزاماته مع المنتخب الأولمبي في أيام "فيفا دي". وأوضح قائلاً: "هي دعوة مميزة جداً وستضيف لي الكثير على المستوى الفني، لكن ارتباطي بالمنتخب الأولمبي يحول دون قبولها حالياً".

وشدد المدرب العراقي على أن أرنولد قادر على تقديم الكثير للكرة العراقية، داعياً الاتحاد العراقي في حال عدم استمرار الأسترالي في منصبه مستقبلاً، إلى الاستفادة منه كمستشار فني للمنتخبات الوطنية.

جدل حول استدعاء مصطفى مؤيد

وفي سياق متصل، أعلن مدافع نادي ديالى مصطفى مؤيد (28 عاماً) أنه تلقى دعوة رسمية من أرنولد للانضمام إلى صفوف المنتخب العراقي في مباريات الملحق. وقال اللاعب في تصريحات صحفية إن إدارة النادي أبلغته بوصول بريد رسمي لضمه، معتبراً ذلك مصدر فخر له ولكل لاعب في دوري نجوم العراق.

وأضاف مؤيد: "سواء كنت ضمن القائمة النهائية أم لا، فأنا مشجع ومساند للمنتخب، وأتمنى أن نحقق حلم الجماهير بالتأهل إلى المونديال للمرة الثانية بعد إنجاز 1986".

لكن مصدراً مقرباً من المدرب الأسترالي نفى صحة هذه الأنباء، مؤكداً أن اسم اللاعب ليس ضمن القائمة الأولية لمباراتي الملحق المونديالي، وأن أرنولد استقر على تشكيلته التي تضم عدداً من أصحاب الخبرة والعناصر التي سبق لها تمثيل المنتخب. ولفت المصدر إلى أن أي استدعاءات جديدة قد تكون بعد مرحلة الملحق.

*****************************************

مارك ماركيس نحو التتويج السابع في موتو جي بي

طوكيو ـ وكالات

اقترب الإسباني مارك ماركيس من حسم لقب بطولة العالم للدراجات النارية فئة موتو جي بي للمرة السابعة في مسيرته، بعد أن حل ثانياً في سباق السبرينت على حلبة موتيجي اليابانية خلف الإيطالي فرانتشيسكو بانيايا.

وبات ماركيس بحاجة فقط لإنهاء سباق اليوم الأحد في المركز الثاني لضمان التتويج، حتى في حال فوز شقيقه الأصغر أليكس، أقرب مطارديه في الترتيب العام.

وقال ماركيس عقب السباق: "الإيقاع كان جيداً، والشعور أفضل في كل مرة، سيكون سباق الأحد طويلاً، لكن الهدف واضح: لقب جديد".

وشهد السباق حادثاً قوياً عند المنعطف الأول، أسفر عن إصابة الإسباني خورخي مارتين بكسر في الترقوة، بينما واصل الإيطالي ماركو بيتزيكي السباق بعد تعرضه للحادث.

*******************************************

وقفة رياضية.. لمناسبة انطلاق  الموسم الكروي الجديد

منعم جابر

بآمال جديدة انطلق الموسم الكروي لعام 2025-2026، والميزة التي رافقت انطلاق هذا الموسم هي بدايته المبكرة مقارنة بالسنوات السابقة. وقد جاءت هذه البداية مبشّرة بالخير، حيث ظهرت فرق الدوري في جولتها الأولى بمستوى جيد، وقدّمت مباريات مبهرة تحت أنظار مدرب المنتخب الوطني الأسترالي آرنولد ومساعديه. وهذه المتابعة تمثل مؤشراً قوياً للاعبي المنتخب ولغيرهم بأنهم جميعاً تحت أنظار المدرب.

لكن المؤسف حقاً هو عدم ظهور بعض الملاعب بالشكل اللائق والمستوى الجيد، إذ أخفقت الأندية في صيانتها، فظهرت فيها عيوب كثيرة. وهذا إخفاق كبير تتحمّله إدارات الأندية التي أصبحت هذه الملاعب تحت مسؤوليتها المباشرة بعد أن كانت خاضعة لإشراف وزارة الشباب والرياضة.

كما أناشد لجنة التراخيص في الاتحاد العراقي لكرة القدم بضرورة متابعة أوضاع الملاعب، وتوجيه الأندية إلى معالجة النواقص وإكمالها بأسرع وقت، ولا سيما أن الحكومة منحت الأندية مبالغ كبيرة يمكن استثمارها في صيانة ملاعبها وتنظيف المدرجات والمقاعد وعدم تركها مهمَلة من دون رعاية واهتمام.

وفي هذه المناسبة، نستذكر الكابتن المرحوم عمو بابا، وهو اسم كبير في عالم كرة القدم، حيث كان يشرف بنفسه على تنظيف أرضية الملعب وسقيها بالمياه وإصلاح ما يتأثر منها بسبب التدريبات. فعليكم يا قادة الأندية أن تخدموا ملاعبكم عبر الاهتمام بصيانتها كما كان يفعل الراحل عمو بابا.

ومع بداية الموسم الجديد، أناشد روابط الأندية المشاركة في منافسات دوري نجوم العراق أن تلتزم بالروح الرياضية والتشجيع العقلاني البعيد عن العنصرية والتعصب والطائفية، فالرياضة هدفها التسامح والأخلاق الحميدة. وتذكّروا أن الرياضة حب وطاعة واحترام. كما أطالب اللاعبين بعدم الاعتراض على قرارات الحكام، والالتزام بها بعيداً عن العصبية والتهجّم، وأن يُظهروا احتراماً كبيراً للحكام والفريق المنافس.

أخيراً.. أناشد زملائي في الإعلام الرياضي أن يمارسوا دورهم الحقيقي في دعم اللاعبين، وأن يكونوا أكثر موضوعية في طرح المشكلات ووضع الحلول لها، بعيداً عن التشنج والانحياز لطرف على حساب طرف آخر.

********************************************

بيغولا تتألق وكوستيوك تكتسح في بطولة بكين للتنس

بكين ـ وكالات

واصلت النجمة الأمريكية جيسيكا بيغولا تألقها في بطولة بكين للتنس فئة 1000 نقطة، بعد تأهلها إلى الدور الثالث بفوز مستحق على الأسترالية أيلا توميانوفيتش اليوم السبت.

وحسمت بيغولا، المصنفة الخامسة في البطولة، المواجهة بمجموعتين دون رد بنتيجة (6-0 و6-3)، لتضرب موعدًا في الدور المقبل مع الفائزة من مواجهة البريطانية إيما رادوكانو والإسبانية كريستينا بوكسا.واصلت التركية زينب سونميز  مفاجآتها بعدما أطاحت بالدنماركية كلارا تاوسون، المصنفة العاشرة، بنتيجة (6-4، 2-6، 6-3)، لتتأهل لمواجهة الروسية أناستازيا بوتابوفا في الدور الثالث. كما ودّعت الروسية ليودميلا سامسونوفا، المصنفة 19، البطولة بعد خسارتها أمام الفرنسية لويس بواسون بمجموعتين نظيفتين (6-3، 6-4)، لتلاقي الأخيرة الأمريكية إيما نافارو في الدور المقبل. قدمت الأوكرانية مارتا كوستيوك عرضًا قويًا باكتساح الألمانية إيلا سيديل بنتيجة (6-1، 6-1)، لتنتظر الفائزة من مواجهة اليابانية نعومي أوساكا والبيلاروسية ألكسندرا ساسنوفيتش.

وفي مفاجأة أخرى، أطاحت الأسترالية مايا جوينت بالروسية ديانا شنايدر، المصنفة 17، بنتيجة (7-5، 6-1)، لتواجه في الدور الثالث الفائزة من مباراة البريطانية سوناي كارتال والأسترالية داريا كاساتكينا.

شهدت البطولة مجموعة من المفاجآت والنتائج المثيرة التي تؤكد على قوة المنافسة في فئة 1000 نقطة، مع استمرار تألق النجوم والوجوه الجديدة على حد سواء.

*************************************************

الصفحة العاشرة

الدعاية مهمة الجميع

د. إبراهيم إسماعيل

الدعاية السياسية ممارسة اجتماعية معقّدة، وشكل من أشكال التواصل الاستراتيجي، يهدف إلى إثارة استجابة أو ردّ فعل لدى المتلقي، بما يخدم مصالح محددة. وتختلف الدعاية عن الإعلان السياسي بكونها أوسع وأشمل وأقلّ مباشرة، كما تختلف عن التثقيف السياسي بكونها لا تهدف بالضرورة إلى التنوير النقدي، بل غالبًا إلى التعبئة أو الإقناع (1).

وتُستخدم في الدعاية السياسية الوسائل الرمزية (مثل الشعارات، الصور، الخُطب، النصوص، الأغاني، الأفلام، وغيرها) لنقل رسائل مقصودة إلى الجمهور، بغية تعبئته، أو كسب تأييده، أو نزع شرعية الخصم. أي إنّ الدعاية السياسية محاولة مقصودة ومستمرة للتأثير في إدراك الجمهور واتجاهاته وسلوكياته، عبر التحكم بالمعاني والرموز والإشارات الاجتماعية(2) .

أهداف ووسائل الدعاية السياسية

ويمكن تلخيص أهداف الدعاية السياسية بكسب التأييد الشعبي، والترويج لجهة أو حزب سياسي، وفضح المثالب السياسية والفكرية للخصوم، وبالتالي إضعاف روحهم المعنوية، وتحفيز المشاركة السياسية (كالتصويت أو التظاهر أو غيرها). وللدعاية السياسية وسائل متعددة، من أبرزها: وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والإذاعة والتلفزيون، ووسائل التواصل الاجتماعي مثل "X" و"فيسبوك" و"تيك توك" وغيرها، والخُطب السياسية بما تحمله من شعارات مؤثرة، واستثمار المؤثرات السمعية أو البصرية كالملصقات والرايات والموسيقى الوطنية، أو التقارير والإحصاءات، خاصة الدقيقة منها والكاملة.

من فنون الدعاية السياسية

يُعَدّ استخدام رموز ثورية، فكرية، دينية، وطنية أو تاريخية من أبرز فنون الدعاية السياسية، وخاصة تلك التي تُقدِّم شخصية سياسية أو حزبًا ما كمنقذ أو قائد ملهم. ويُنصَح غالبًا باعتماد التبسيط، وعرض القضايا المعقّدة بطريقة مفهومة للجميع، وتكرار الرسائل والشعارات حتى تصبح مألوفة ومقنعة. كما ينبغي أن تكون سياسات الخصوم وكواليسهم معروفة جيدا، بما في ذلك فنون وأبعاد دعاياتهم، ليصبح يسيرًا فضحها، ومقاومتها، وعزلها، بطريقة علمية ومقنعة.

الدعاية شكل من أشكال الإيديولوجيا

ولما كانت الإيديولوجيات المتنافسة التي تتصارع في المجتمع الطبقي، سواء إيديولوجيا الطبقة المهيمنة أو الطبقة/الطبقات المعارضة لها، تمثل مصادر لتزويد الجمهور بفهم العالم، وتتدخل لبناء المعرفة لديه، من خلال قنواتها الإعلامية، والمثقفين الذين يتبنون خطابها الفكري، ورجال الدين، والمؤسسات التابعة لها، فإنّ الدعاية السياسية تُعدّ شكلًا من أشكال الإيديولوجيا يختص بالإقناع الجماهيري، ويهدف إلى كسب مشاعر المتلقي — بدون أو مع تحفيز تفكيره — لجعل فهمه للعالم يتوافق مع قيم ومعايير تلك الإيديولوجيا.

وفي الوقت الذي يشير فيه المفكرون البرجوازيون إلى أن علاقة السلطة بالمعرفة علاقة تبادلية، يؤكّد الماركسيون على أن السلطة نتاج للطبقة المهيمنة، التي تستغل قوة العمل، وتنهب فائض القيمة، وتستخدم المعرفة كأداة للهيمنة. ولهذا يُعرّف الماركسيون الدعاية السياسية بأنها أداة من أدوات الصراع الطبقي، تهدف الطبقة المسيطرة من خلالها إلى تكريس هيمنتها، فيما تستخدمها الحركات الثورية لنشر الوعي الطبقي، وتعبئة الجماهير نحو التغيير. فالدعاية ليست مجرّد وسيلة إعلامية، بل هي أداة صراع طبقي، وجزء من عملية التغيير الاجتماعي، وهي تترجم الأفكار النظرية إلى لغة الناس، وتربط بين حاجات الجماهير اليومية وآفاقها التاريخية الكبرى.

الحزب والدعاية

إنّ عدم قدرة الشغيلة، ورغم المصالح الطبقية المشتركة لها، على اكتساب الوعي الطبقي عفويًا، هو ما يفرض وجود حزب قادر على التعامل مع الصراع الطبقي، وقيادة وتنظيم الشغيلة، ورفع وعيها الطبقي، وفهمها لمصالحها، وتغذيتها بالخبرة السياسية التي تُقنع قطاعات واسعة منها بالانخراط في الكفاح من أجل تلك المصالح (3).

ولما كان على هذا الحزب أن يدير الجوانب الثلاثة للنضال: الأيديولوجي-النظري، والسياسي، والاقتصادي، بطريقة متناغمة ومنهجية ومستمرة، ويساهم في كفاح العمال المطلبي والسياسي، صارت مهمة الدعاية السياسية فيه ممارسة يومية منظمة ومتواصلة، تعني جميع أعضاء ومناصري هذا الحزب.

الدعاية مهمة كل الرفاق

لقد دعا لينين إلى أن يُنظّم جميع أعضاء ومنظمات الحزب حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، وفقًا لمهام الدعاية المنوطة بهم(4). وصنّف هذه المهام إلى ثلاث، مؤكدًا ضرورة أن يتدرّب عضو الحزب على جميع هذه المهام، بحيث يمكن أن ينتقل من مهمة إلى أخرى بسهولة، وأن يؤديها بإبداع:

• المنظِّمون:  وهم من يتولّون تنظيم الاجتماعات والاحتفالات المحلية، ويقومون بتنظيم الدعاية في هذه المحتشدات وبالوسائل المتاحة.

• المحرِّضون:  وهم الأشخاص الذين لديهم فكرة واحدة أو عدد بسيط من الأفكار، يرددونها أمام عدد قليل من الناس لتعبئتهم شيئًا فشيئًا.

• الدعاة:  وهم المتخصصون الذين يتلقّون رسالة الدعاية ويصوغونها بقدراتهم الذاتية، كليًا أو جزئيًا، ويذيعونها على أكبر عدد من الناس.

الشغيلة والدعاية البرجوازية

تمكّنت الدعاية السياسية للبرجوازية من الهيمنة الإيديولوجية على العالم، عبر السيطرة على وسائل الإعلام أو على غالبيتها، وتحديد محتوى الأخبار والمعلومات التي يتم توزيعها، ونشر المعلومات المضلِّلة والأفكار والمعتقدات التي تخدم مصالح الطبقة الحاكمة، والترويج للإيديولوجيا الرأسمالية والليبرالية، والتغطية على الصراعات الطبقية، وخلق وهم التوافق الاجتماعي.

ولهذه الدعاية دور سلبي خطير على كفاح الطبقة العاملة، عبر محاصرتها، ومنعها من التعبير عن مطامحها، ومن ثم تشويه سمعتها وإقصائها، وتعميم الأفكار التي تُبرّر استغلالها أو تُقوِّض معنى نضالها من أجل التحرر، والعمل على خلق "الوعي الزائف" لديها، من خلال التسليم بالوضع الراهن باعتباره أفضل ما يمكن تحقيقه، وأن أي محاولة للتغيير ستؤدي إلى الفوضى. كما تعمل على تعزيز الأفكار الفردية، وتشجيع السلبية لإضعاف التضامن بين أفراد الشغيلة، وأخيرًا، تشجيع النزعة الاستهلاكية والتركيز على الاستهلاك، بدلًا من التفكير في القضايا الاجتماعية والسياسية (5) .

استراتيجية المواجهة

ولكي تتمكن الشغيلة من مواجهة الدعاية البرجوازية، لا بد من بناء تنظيماتها القوية القادرة على الدفاع عن حقوقها، والاسترشاد بالمنهج الماركسي المادي الجدلي، والتمسك بالهدف الاستراتيجي المتمثّل في القضاء على الرأسمالية باعتبارها نظامًا غير عادل، وغير منطقي، وغير ديمقراطي. ويجب فضح جوهر وأساليب الدعاية البرجوازية، ما ظهر منها وما بطن، ونشر المعرفة والوعي بين صفوف الطبقة العاملة حول وظيفة الدعاية، والتوجّه بشكل رئيسي إلى الوعي والعقل والمنطق، وتجنّب مخاطبة المشاعر والعواطف والغرائز، واعتماد المبدئية والحزم ضد الخصوم الطبقيين (6).

كما ينبغي اعتماد الواقع المَعاش ومتغيراته أساسًا لتحديد نصوص وأساليب الدعاية وتطويرها، وأن يجد المتلقي أهدافها مفهومة وتستحق الفهم، وأن تتضمّن التأكيد على وحدة الشغيلة، باعتبارها القوة التي تمكّن العمال من تحقيق أهدافهم السياسية والاجتماعية، وتحرير أنفسهم والبشرية من العبودية الطبقية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

1. Auerbach, Jonathan & Castronovo, Russ (red.) Introduction: Thirteen Propositions about Propaganda. In The Oxford handbook of propaganda studies, Oxford University Press, New York, 2014

2. Statens medieråd, Propaganda: Vad, hur och varför? Statens medieråd: Stockholm, 2016.

3. روب سويل 2018. الدروس الثورية لكتاب لينين، ما العمل؟

4. يقول لينين ("هل يمكن الاقتصار على الدعاية لفكرة عداء الطبقة العاملة للأوتوقراطية؟ كلا، طبعا. فلا يكفي أن نبين للعمال أنهم مضطهَدون سياسيا – مثلما لا يكفي أن نبين لهم أن مصالحهم تتناقض مع مصالح أصحاب الأعمال – إن من الضروري أن نقوم بالتحريض بصدد كل مظهر ملموس من مظاهر هذا الاضطهاد) في مقال : لينين صحفياً، رضا الظاهر، طريق الشعب 11/6/2025

5. Imperialist Propaganda and the Ideology of the Western Left Intelligentsia: From Anticommunism and Identity Politics to Democratic Illusions and Fascism. by Gabriel Rockhill and Zhao Dingqi. NLR 150, 2023.

6. عز الدين عنابة: غرامشي في العالم العربي، مراجعات، نوفمبر 2018

*******************************************

الرأسمالية والديمقراطية في القرن الحادي والعشرين:

صراع القوة وارتفاع عدم المساواة

في محاضرة روبرت هيلبرونر التي ألقيت في مدرسة نيويورك للبحوث الاجتماعية في نيسان 2025، قدمت الاقتصادية جياتي غوش رؤية عميقة ومقلقة حول تطور الرأسمالية في القرن الحادي والعشرين وعلاقتها المتوترة بشكل متزايد مع الديمقراطية. تستند غوش في تحليلها إلى إطار نظري يجمع بين التقليد الماركسي ومدرسة التنظيم الفرنسية، مع إضافة رؤى جديدة حول تحول الرأسمالية إلى نظام يهيمن عليه السعي إلى تحقيق الريوع الاقتصادية بدلاً من الأرباح الإنتاجية التقليدية.

العلاقة الجدلية بين الرأسمالية والدولة

تجادل غوش بأن الرأسمالية لم تكن أبداً نظاماً يعتمد على «السوق الحرة» فقط، بل كانت دائماً تعتمد على الدولة بشكل أساسي. فمنذ نشأتها، اعتمدت الرأسمالية على الأطر القانونية والمؤسسية التي تخلقها الدولة وتدعمها، خاصة في ما يتعلق بحماية حقوق الملكية الخاصة. هذا التناقض بين الخطاب السائد حول السوق الحرة والواقع القائم على تدخل الدولة يشكل أحد الأسس التي تبني عليها غوش تحليلها.

تطورت هذه العلاقة عبر مراحل تاريخية مختلفة من مرحلة تمكين رأس المال الخاص من قبل الدولة، إلى مرحلة دعم الأرباح في ظل مرحلة الاحتكارات، وأخيراً إلى مرحلة استيلاء رأس المال على الدولة في عصر التمويل. في كل هذه المراحل، تبقى الدولة لاعباً أساسياً، لكن طبيعة وشدة تدخلها تتغير وفقاً لاحتياجات رأس المال المسيطر.

تركيز الثروة وتآكل الديمقراطية

أحد أهم الاستنتاجات التي تصل إليها غوش هو أن الرأسمالية تعمل بشكل متأصل على تقويض الديمقراطية، لا بمفهومها الانتخابي الضيق فقط، بل كممارسة تسمح للمواطنين بالتعبير الحر والمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم. وتظهر بيانات صندوق النقد الدولي التي تستشهد بها غوش انخفاضاً مطّرداً في حصة الدخل الوطني التي تذهب إلى العمال في معظم الاقتصادات الرأسمالية على مدى نصف القرن الماضي.

لكن الأكثر إثارة للقلق، كما توضح غوش، هو أن عدم المساواة لا يقتصر على الفجوة بين رأس المال والعمل، بل يمتد ليشمل تفاوتاً متزايداً داخل طبقة رأس المال نفسها. حيث تستحوذ الشركات متعددة الجنسيات العملاقة- وخاصة تلك المقيمة في الولايات المتحدة- على الحصة الأكبر من الأرباح العالمية. هذا التركيز الهائل للثروة يؤدي بدوره إلى تركيز هائل في السلطة، مما يمكّن كبار أصحاب رأس المال من التأثير على قرارات الدولة وتشكيل القوانين واللوائح لصالحهم.

طفرة «الرأسمالية الريعية» وتداعياتها

تقدم غوش مفهوم «الرأسمالية الريعية» كتطور نوعي في طبيعة النظام الرأسمالي. هنا، تستند فكرتها إلى مفهوم ماركس حول «ريع الأرض المطلق»، لكنها توسعه ليشمل أشكالاً أخرى من الملكية والسيطرة. فبينما ركز ريكاردو على الندرة كمصدر للريع، أكد ماركس على أن الاحتكار الناجم عن حقوق الملكية الخاصة يسمح باستخلاص فائض إضافي.

في الرأسمالية المعاصرة، كما ترى غوش، لم يعد الريع يقتصر على ملكية الأرض أو الموارد الطبيعية، بل امتد ليشمل السيطرة على الأصول غير المادية مثل الملكية الفكرية، الفضاء الإلكتروني، وحتى البيانات. والأهم من ذلك، أن الريع لا ينشأ من قوة السوق الاحتكارية فقط، بل من القدرة على التأثير في مؤسسات الدولة وسياساتها. هذا الشكل من الرأسمالية الريعية يقود إلى تفاوت متزايد، وركود في الاستثمار والابتكار، ونمو اقتصادي بطيء، وتآكل في الحقوق الديمقراطية، واستقطاب اجتماعي حاد.

مقارنات مع مفاهيم نقدية أخرى

يذكر أن تحليل غوش يتقاطع مع تحليلات أخرى نقدية للرأسمالية المعاصرة. على سبيل المثال، يانيس فاروفاكيس يتحدث عن «التقنية-الإقطاعية» حيث يصبح أصحاب شركات التكنولوجيا الكبرى أقرب إلى السادة الإقطاعيين الذين لا يسيطرون على الأسواق والبيانات فقط، بل وعلى عقولنا أيضاً. لكن غوش توسّع النقاش إلى ما وراء المجال الرقمي، مشيرة إلى أن الرأسمالية الريعية تمتد إلى مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية.

هذا التحليل يجد صدىً أيضاً في عمل جوزيف ستيغليتز الذي يشير إلى أن عدم المساواة أصبحت مصدراً لفقدان الثقة في الديمقراطية الليبرالية، حيث إن القوة الاقتصادية المفرطة في أيدي قلة تمكنها من تحويل السياسات لصالحها على حساب الصالح العام.

تداعيات على النظام العالمي والديمقراطية

النتيجة الحتمية لهذا التحول في طبيعة الرأسمالية هي أزمة الديمقراطية نفسها. عندما تتحكم أقلية صغيرة في معظم الثروة والموارد، وتتمكن من خلال هذه السيطرة من تشكيل عمل الدولة لصالحها، تفقد الديمقراطية مضمونها الحقيقي. وتصبح القدرة على تنظيم العمليات الرأسمالية لخدمة المصلحة الاجتماعية مهمة أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

هذه الديناميكية ليست محدودة في نطاق الدولة القومية، بل تمتد إلى المستوى العالمي. حيث تؤدي هيمنة الشركات متعددة الجنسيات والدول الغنية التي تستضيفها إلى تفاقم عدم المساواة العالمية، وإفقار معظم سكان العالم، وتقويض إمكانية وجود ديمقراطية حقيقية على المستوى العالمي.

مستقبل الديمقراطية في مواجهة الرأسمالية الريعية في تحليلها لتأثير الرأسمالية الريعية على المجتمع، تخلص جياتي غوش إلى أن الآليات الموصوفة تفضي حتماً إلى تفاقم عدم المساواة على المستويين الجغرافي والاجتماعي، حيث تستفيد المناطق الأكثر ثراءً ونفوذاً سياسياً على حساب تلك الأكثر فقراً، كما يستفيد رأس المال على حساب العمال، بل وتتفوق الشركات العملاقة داخل الطبقة الرأسمالية نفسها على المنافسين الأصغر حجماً. تؤدي هذه الديناميكية إلى حلقة مفرغة حيث تولّد القوة الاقتصادية نفوذاً سياسياً، يعزز بدوره المكاسب الاقتصادية، مما يضع المواطنين تحت رحمة التحالف غير المقدس بين الثروة والسلطة.

لا يقوض هذا التحول العدالة الاقتصادية والحقوق الاجتماعية الأساسية فحسب، بل يمتد تأثيره السلبي ليهدد أسس الديمقراطية السياسية ذاتها. فغياب الديمقراطية الاقتصادية الجوهرية يضعف الثقة في المؤسسات السياسية، ويعزز الاستقطاب المجتمعي، ويمهد الطريق لصعود نمط من القادة الشعبويين الذين يعلنون معاداة النظام لكنهم في الواقع يدعمون استمرار هيمنة الرأسمالية الريعية وتعزيز قوة الكبار فيها.

وتعارض غوش الرأي السائد الذي يرى في الرأسمالية والديمقراطية توءمين متلازمين، مشيرة إلى أن العديد من كبار الرأسماليين، خاصة في العصر الرقمي، يعلنون صراحة أن حرية رأس المال لم تعد متوافقة مع الديمقراطية، ويسعون إلى خلق أطر قانونية جديدة تزيد من نفوذهم وتقلص حقوق العمال.

هذا التحليل يتطلب إعادة نظر جذرية في كيفية فهمنا للرأسمالية والديمقراطية، ويدعو إلى بحث علمي وسياسي جاد حول أشكال جديدة للتنظيم الاقتصادي والسياسي تكون أكثر ديمقراطية ومساواة. فكما لاحظ بول سويزي، أحد مؤسسي مجلة Monthly Review، فإن جوهر الحرية هو قدرة الناس على التحكم في مصيرهم الجماعي. وفي عالم تهيمن عليه الرأسمالية الريعية، أصبحت هذه القدرة مهددة بشكل لم يسبق له مثيل.

بالاعتماد على محاضرة جياتي غوش التي ألقتها في 29 نيسان 2025 في مدرسة نيويورك للبحوث الاجتماعية، كما نشرت في مجلة Monthly Review في 1 أيلول 2025.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"قاسيون" – 8 أيلول 2025 - بالاعتماد على محاضرة جياتي غوش التي ألقتها في 29 نيسان 2025 في مدرسة نيويورك للبحوث الاجتماعية، كما نشرت في مجلة Monthly Review في 1 أيلول 2025.

***************************************************

الاختلاف بين فلسفة الطبيعة عند ديموقريطس وإبيقور

هذا الكتاب هو ترجمة لرسالة الدكتوراه التي حاز من خلالها كارل ماركس (1818-1883) درجة الدكتوراه، تترجم إلى العربية لأول مرة منذ صدورها عام 1841. لذلك يمكن اعتباره وثيقة تاريخية وفلسفية بالغة الأهمية، باعتبار الموقع الذي يحوزه كارل ماركس في الفكر والفلسفة عبر العالم، وباعتبار الانتشار الهائل لفكر ماركس، وفق ما عرف بالماركسية التي شبه بعضهم انتشارها بانتشار الأديان. ألفها ماركس الشاب في الثالثة والعشرين من عمره، ولم يكن في مرحلة نضجه كمنظر في الاقتصاد والسياسة، وناقش فيها فلسفتين كبريين آنذاك، هما فلسفة إبيقور وديموقريطس، وفي ذلك يكتشف القارئ كيف فهم ماركس الطبيعة والحرية والقوانين، ما شكل تمهيدا لفلسفته المادية لاحقا. إذ اكتشف ماركس الشاب، أن ديموقريطس صور أن العالم يسير وفق حتمية صارمة، فيما اكتشف أن إبيقور قال بـ"انحراف الذرة" كحركة عشوائية طفيفة، لكنها أفسحت المجال للحرية والإبداع. وهذا الاكتشاف المبكر سيكون البذرة التي أنتجت نظريته في نقد رأس المال والصراع الطبقي.

وهذا الكتاب، الذي ترجمه نزار هليل وراجعه سعدون هليل وصدر عن دار المركز الأكاديمي للأبحاث، يتيح للقارئ تتبع الخطوات الأولى لفكر ماركس، ولما وصل إليه ذلك العقل الجبار الذي شغل، وربما لم يزل يشغل العالم.

ورد في تعريف الكتاب أن ماركس الشاب تمكن من ابتكار مادية جديدة، تتجاوز الجمود الآلي، وتحتضن الديناميكية والإبداع كجوهر للوجود المادي، كل هذه المفاهيم ستجد طريقها لاحقا إلى تحليله للرأسمالية والصراع الطبقي، ومن المفارقات المؤسفة أن ترجمة هذا العمل الرائد اليوم هو استدراك متأخر، لما كان يجب أن يتم منذ عقود لأهميته الفلسفية الاستثنائية. هذا الكتاب ليس مجرد ترجمة أو دراسة أكاديمية، بل رحلة اكتشاف حقيقية لاستكشاف الجذور الفلسفية العميقة، لأحد أكثر العقول تأثيرا فـي التاريخ الحديث. فـي زمن تواجه فيه البشرية تحديات وجودية جديدة، فإننا نجد فـي رؤية ماركس المبكرة عن الطبيعة الإبداعية والديناميكية، مفاتيح لفهم عالمنا المعاصر؛ فالأفكار، كما أثبت ماركس نفسه، لا تموت بموت أصحابها، بل تحيا وتتجدد مع كل جيل يعيد اكتشافها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "المجلة" – 14 أيلول 2025

************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- كشكول الاخرس/ فصول في البلاغة الشعبية/ محمد غازي الاخرس. اصدار: اتحاد الادباء والكتاب- بغداد.

- القبو/ رواية احمد سعداوي، صدرت عن دار نابو- بغداد.

- تحولات النص/ قراءات نقد ثقافية في الشعر المعاصر/ د. كريم شغيدل. اصدار: دار الشؤون الثقافية.

- غيوم تدمدم في الحقائق/ شعر: زيد الشهيد. اصدار: دار امل الجديدة- سوريا.

- وعن دار الرافدين- بغداد: صدرت ولأول مرة باللغة العربية، الاعمال الكاملة للكاتب الروسي انطون تشيخوف في عشرة مجلدات، انجز الترجمة فريق من المترجمين العرب وعن الروسية مباشرة.

- وعن دار جبرا- عمان/ صدرت اربعة كتب للناقد علاء حمد هي: "الوظائف والأثر الدلالي في النص الكنفاني" "امام جدلية النص" "الكائن النصي" "المحسوس وثقافة المتخيل".

- اما دار سطور- بغداد فقد صدر عنها: " حياة تستحق ان تعاش" " البير كامو والبحث عن المعنى" تأليف روبرت زارتسكي. ترجمة ابراهيم قيس جركس.

- هبْ الله/ رواية علي قاسم، اصدار: دار اهوار- بغداد.

- خرافة العقل وازمته المعرفية/ بحث في نقد الفكر الديني/ تأليف هشام العيشة، اصدار: دار وتريات- بابل.

*******************************************

التراث وأهميته عند المفكرين والمثقفين العرب لا بد ان نتحرر من عبودية التراث ونجدد قراءته

أ. د. باقر الكرباسي

التراث : مجموعة عطاءات أمة من الأمم عبر التاريخ، والتراث أيضاً : تاريخ البشرية بأجمعه المادي والمعنوي ، وعرفه الآخرون بأنه : زمن فكري متجدد ، وهو المأثور الحضاري والثقافي الذي تركه المبدعون في أزمنة مختلفة سابقة ، والسؤال هنا متى أصبح هذا التراث الذي نعنى به إشكالية..  إشكالية هذا التراث هي وليدة عصر النهضة العربية في القرن التاسع عشر أي مع الغزو الفرنسي لمصر سنة ١٧٩٨م ، عند تعرف العرب على مصادر قوة الآخر (الغرب) ومكامن ضعف الذات العربية الإسلامية ، فكان التراث سلاحاً للرد على الغزو الإستعماري الغربي وعليه فقد انقسمت وجهات النظر النهضوية إلى تيارات ثلاثة : الليبرالية والسلفية والوسطية فشلت جميعها في التصدي الفكري للغرب وفشلت تلقائياً في حل مشكلة التراث، وتنطوي إشكالية التراث هذه على طبيعة العلاقة بين الماضي والحاضر أو الحداثة والتراث ، فهل التراث امتداد زمني أي استمرارية تلقائية من السابق إلى اللاحق ؟ هنا اختلف المفكرون والمثقفون العرب في موقفهم من التراث والإشكالية ما زالت موجودة بين التراث والمعاصرة ، وقد عمل الجيل الثاني من المفكرين والمثقفين العرب بإعادة النظر في آليات الخطاب مع إعمام العقل في قبول أي حديث وفهم النصوص التراثية والدينية وما ينافي العقل لا يقبل، أي لا بد من تشكل وعي من تراث فكري ضارب في الأصالة والإستنارة والحداثة، إنه ميراث عقلاني أسسه جيل طه حسين وعلي عبد الرازق والعقاد وأحمد لطفي السيد وغيرهم ، إذ عملوا على منهجية للتراث تمثل التنوير والتقدم وترسخ العقلانية من أجل تحديث المجتمع وتقدمه وتحقيق مدنية الدولة وتكريس القيم الإنسانية والكونية ومنها حرية الفكر والتسامح وشرعية التعدد والإختلاف والعدالة ونبذ التعصب والتسلط والإستبداد، أي أن الإنسان يجب أن يتحرر من عبودية التراث ويجدد قراءته له كي يستجيب إلى مقتضيات العصر فلا تقدم للبشر ولا سيادة لهم إلا بالتحرر من سطوة الموروث وبتجاوز الإتباع والتقليد والنقل، وهذا كله لا يبعدنا عن احترام تراثنا واعتزازنا به , لأنه تاريخنا في ماضينا وقوامنا في حاضرنا وعدتنا في مستقبلنا ، ليس في هذا شك وليس فيه مراء، ولكن اعتزازنا هذا أدى بنا الى عزل أنفسنا

 فذلك يعني أننا في غمرة من الأمية المخيفة التي لا يعرف نتائجها إلا الذين أكلوا أنفسهم حتى لم يبقوا لها أثراً يقول الدكتور طه حسين مالك الحياة وشاغل الفكر عن الماضي والتراث ( بيننا وبين الماضي أسباب متصلة وبيننا وبين المستقبل أسباب ستتصل، فمالنا لا نحتفظ بهذه المكانة السامية ، فلا نسرف في التقدم ولا نسرف فى التأخر ، لا أمقت القديم ولا أأنف من الحديث، وإنما أرى أني وسط بين القديم والحديث)، ويقول محمد أركون : (قلنا ونكرر القول بإعادة كتابة تاريخنا الثقافي بصورة عقلانية وبروح نقدية ، لأنه من خلال ممارسة العقلانية في تراثنا نكتسب عقلانية ستكون هي التربة الصالحة الغنية)، ويقول الدكتور عاطف العراقي : ( إن النظرة التجديدية لا تقوم أيضاً على الوقوف عند التراث كما هو دون بذل أية محاولة لتأويله وتطويره بل أن النظرة التجديدية تعد معبرة عن الثورة داخل التراث نفسه، إنها إعادة بناء التراث وبحيث يكون متفقا مع العصر الذي نعيش فيه ، فالتجديد إذن هو : إعادة بناء ولا يعد التجديد تمسكاً بالبناء القديم كما هو وصورته التقليدية )، والعقلانية التي يتحدث بها مفكرو ومثقفو الجيل الثاني والثالث هي الإحتكام إلى العقل ويعني المساواة بين العقول و قبول اختلافها بوصفه أمرا طبيعيا ومن المؤكد أن العقل بقدر ما هو دليل على حرية إرادتنا وقدرتنا على الإختيار الخلاق فإنه دليل على حتمية حضور العدل، وأعود إلى طه حسين الذي يؤكد دائماً بأنه ليس كافراً بكل القديم وأنه لا ينبغي استبعاده أو نقضه ، بل يرى خلاف ذلك تماماً ، فإن شدة إيمانه  بقمة التراث العربي هي التي دفعته إلى تقويمه وتهذيبه ليضمن له البقاء في عصر العلم فيقول : أن تحتفظ من الحضارة المصرية بما يلائمنا وهو الفن ومن الحضارة العربية الدين واللغة وأن نأخذ من الحضارة الغربية بكل ما نحتاج إليه ) ، ويقول في محاضرة ألقاها سنة 1956 م في مؤتمر المجامع العلمية العربية في دمشق موضحاً موقفه من التراث.

(لا أدعوكم إلى هجر القديم مطلقًا وعسى أن أكون من أشد الناس محافظة على قديمنا العربي ولا سيما الأدب واللغة )، ويكمل حديثه قائلاً : ( من بين اثنتين : أما أن نقبل في الأدب وتاريخه بما قاله القدماء، وإما أن نضع علم المتقدمين كله موضع البحث ، أريد أن لا نقبل شيئاً مما قاله القدماء في الأدب وتاريخه إلا بعد بحث وتثبت إلى أن ينتهيا  الى اليقين  ) ، هذا موقف أصيل للعميد من تراثنا العربي، أي لا بد لنا من توجه عقلي لمساءلة التراث وضرورة الوقوف من موقف الناقد بكل إنجازاته ، وتتكون رؤية غالي شكري في كتابه (التراث والثورة ) بخطوات ثلاثة هي : الأولى تتعلق بتبويب وتصنيف وتوثيق المؤلفات التراثية، والثانية تجري فيها عملية التقييم التحليلي الموضوعي لما تم إظهاره وتصنيفه، ويركز غالي شكري في الخطوة الثالثة على انتقاء الأصلح والأنسب من هذه المؤلفات لواقعنا وملهماً للتغيير، أما المفكر الشهيد حسين مروه يقول في منهجه لكتابة التراث : ( فيه الصراع المستديم بين قوى القهر وقوى الحرية، بين العقل والجهل، وإن الفلسفة العربية الإسلامية ليست واحدة بل متناقضة يتجاذبها تيارات تيار النور وتيار الظلمات ، تيار الثائرين وتيار المستبدين حتى بالدين وطبعاً بالإنسان)، ويرى أن حل مشكلة الموقف من التراث وفي ضوء المنهج المادي التاريخي في غرضين: الأول: كيفية استيعاب التراث بشكل جديد ،

والثاني: كيفية توظيف هذا الإستيعاب الجديد في مجال تحرير الفكر العربي الحاضر من سيطرة التبعية ، فقد كان منهجه هذا بديلاً لحل إشكالية التراث التي لا يمكن حلها في النهاية إلا على أساس أيديولوجي  يتصل بالطبقي والعلمي، وهؤلاء  وغيرهم من التنويرين هم صانعو الثقافة العربية الخلص الذين حفروا الصخر في مواجهة الهجمة التي تسعى لتدمير كل تراث العقلنة والتنوير في فضائنا العربي .

*****************************************************

الشعرية العراقية أسئلة التاريخ والبيان والكتابة

علي حسن الفواز

أجيال صاخبة تبحث عن وجود، أو عن تاريخ، أو عن بيان يجمعها. هي ليست بعيدة عن الأيديولوجيا، ولا عن السلطة، لكنها مسكونة بهوس اكتشاف العالم عبر اللغة، وعبر حدوس المغامرين الذين صنعوا كثيرا من الحروب الدونكيشوتية، التي لا وجود لها سوى التوهم بتغيير العالم عن طريق الطواحين..

أجيال الثقافة العراقية تحمل معها أسئلة فارقة عن ذلك الوجود، مثلما تعتاش على سرديات ما تساقط من التاريخ العراقي، ومن ورز ما يُخفيه، وما يظهره من صراعات تساكنها مرائر وشهوات تقويض المراكز، بدءا من مركزية السلطة واللغة وانتهاء بمركزية المقدس بمعناه الانثربولوجي، لكن ما يميّز هذه الأجيال هو عنفها، وقسوتها، وشغفها بالتغيير عبر رمي الآخر "الثقافي" خارج النسق، والاندفاع نحو صياغة صاخبة للزمن الثقافي، حيث تتحول القصيدة الى ممارسة في الكتابة الماكرة، وحيث يتحول الشاعر الى بطل تحوطه أوهام الثورة والايديولوجيا والعنف الطبقي.. مثلما تتحول السرديات الى رهانٍ على نفي التاريخ، وعلى تجريده من سلطة الحكواتي، حيث يحمل السارد صناديق الاسرار والاوهام، وحيث يجد في الكتابة طرسا لمواجهة المحذوف، والنسيان، والاتكاء على الاستعارات التي تُخفي الخيانة والزيف.. منذ الستينات من القرن الماضي، والشعراء يتمردون على "السلطة" بحمولاتها الرمزية والكلامية، وبايديوجيتها التي انسحقت تحت اقدام الانقلابيين، حتى بات التغيير الشعري وهما إزاء واقع صلب، تقوه سلطة الجنرال والحزبي و"رجل الحرس القومي" وباتت القصيدة هي شعار اللاجدوى الذي يتكىء على بيان شعري ضال، يحمل معه تململ الشعراء من كل شيء، حيث التمرد على الأيديولوجيا وعلى الوهم الطبقي وعلى السلطة، وعلى التاريخ، بما فيه تاريخ "القصيدة ذاتها" وهذا ما جعل "القصيدة الستينية" اكثر تمثيلا لفكرة الغضب والخوف والتخفي، والتمرد الوجودي، والاحتجاج على الرومانسية والثورية، وعلى الذاكرة القومية، التي انكشف عريها ووهمها بعد الخامس من حزيران عام 1967

هذه الهزيمة لا تختلف عن هزيمة الخطاب السياسي، والجسد الوطني بعد انقلاب شباط 1963، فكلا "النكستين" اسهما في صناعة واقع مر وملوّث، لم تشفع القصيدة في تطهيره، ولا في خلاصه، فما بات مفضوحا هو التناظر القاسي بين قراءة "ملف الجنرال" والسجان وبين ملف الشاعر الحالم، وبين ما احتشد في يوميات "قصر النهاية" من فجائع، ومن جلجات مات فيها البطل الأيديولوجي، والبطل الشعري، ومن اسفار تحول فيها "قطار الموت" الى رحلة تعرّى فيها الجسد الثقافي العراقي من قميصه الشعري، حيث يبدأ الاشهار عن زمن الخطيئة، زمن القتل والغياب، والتورية والنفي والاختباء خلف لعبة البيانات والمجازات..

قراءة الزمن الشعري العراقي في الستينيات تعني قراءة ملفاته، وخفايا تحولاته الصاخبة، ويوميات صانعي مغامراته، حيث تحمل اسئلة فاضل العزاوي وفوزي كريم ويوسف الصائغ وسعدي يوسف وصادق الصائغ وغيرهم هواجس الحلم الشعري، وشهوات الانعتاق والتخلّص من ذاكرة الرماد، ومن تاريخ "الهزيمة" والذهاب الى مناورة "البيان" وربما "الغناء" ككناية عن التطهير، وعن الاستغواء بقصيدة الصوت كنوع من الافتراض بمواجهة "الفراغ" الذي تحول الى محنة للانتظار العبثي، وللنفي الداخلي... كتب " الموجة الصاخبة" لسامي مهدي و" الروح الحية" لفاضل العزاوي" و" ثياب الامبراطور" لفوزي كريم، وكتاب "انفرادات" للشاعر عبد القادر الجنابي، حملت معها ازمة تخص مراقبة تحولات "الجسد الشعري" لكنها انزاحت لتبدو وكأنها وجدت في تمثيل الصراع الثقافي ضالتها، في تعرية ما يجري بين الشعر والسلطة، أو بين الشعر والايديولوجيا، فالكل يتنابز، يرفض، يسبُّ، يكره، ناعتا تاريخ الآخر باللعنة، مكشوفا على مزيد من الأوهام والعنف، وعلى نحو جعل من الكتابة الشخصية، كتابة الفرد العاري، المهزوم، العاجز، المعطوب، وكأنها التمثيل النفسي لما جرى في العراق من فجائع، كانت الكتابة فيها هي الأقرب الى كتابة مراثي الجسد المطرود والمغتَصب.

بيان شعر 69 ليس بعيدا عن هواجس الصراع، فهذا البيان والمجلة التي حملت اسمه كانت محاولة في تغيير قواعد اللعبة، وفي انسنة التمرد الخفي، لكن السلطة ادركت مكر الشعراء، حتى وإن اختبأوا تحت معطف الأيديولوجيا، فكان الرد الشعري محمولا على قناع سياسي، وجد في "بيان القصيدة اليومية" تمثيله العائم، لكنه في الجوهر كان بيانا طاردا نشرته مجلة الكلمة عام 1973، جعل من "كُتّابه..." مأخوذين بكتابة بيان التمرد المضاد، حيث التورية بالعودة الى الأيديولوجيا والى البيت الحزبي عبر وهم شعرية اليومي، وعبر وضع الزمن الشعري الستيني امام المساءلة، حتى بدا البيان الأخير وكأنه ايحاء بأنه "البيان الأخير" الذي يحمل معه فشل التجربة الستينية، وانسحاق الشعراء تحت بلدوزر الزمن السياسي/ الأيديولوجي الجديد، وتحت يافطة الانقلاب، وإعطاء مفهوم "القصيدة اليومية" توصيفا يتجاوز الزمن الشعري الى الزمن الوجودي، والى إعادة النظر بهوية "الصراع" الذي يراه القوميون وكأنه ضد "الأمة" وأن الشعراء الشيوعيين جعلوا من تجريبهم، ومن أفكارهم ومن صخبهم الشعري وكأنه تمرد قصدي على تلك الأمة التي كان اختباؤها في القصيدة مضحكا ومثيرا للسخرية، وتحت يافطات مراوغة تتوهم إعادة انتاج البطل القومي من خلال القصيدة الجديدة التي تنزع عنها ذاكرة الهزيمة، لتصنع وهم الانتصار عبر قصيدة الخفة التي لا تمكث على الأرض، ولا حتى في التاريخ..  

**********************************************

نصوص

ما الذي ستفكر به  الشجرة؟ {زعماؤنا} يجلسون على الوثير من الأرائك ولا أحد يعلم بما يحدث

حميد حسن جعفر

اولاً

 بمعية  اجدادي  الذين  احتلوا  مستنقعات  القرن  السابع  عشر و اقتعدوا  حافات  اليابسة  ليضعوا  مخططاتهم  في  احتلال  اليابسة  واستعمار  بلاد  الفرنجة و بلاد العجم ،خيولهم   ملأت  الكتب  بالصهيل ،ومعاطف  الجنود  المتقدمين  بصيحة  :،  الى  الأمام كان  الصقيع  يملأ  جيوبهم  بالهتافات  و عيونهم  باليقظة، ومن خلفهم اسراهم  يجرون  عربات  طبخ  الطعام، هتافاتنا  بأسماء  الثوار  و الشعراء  و تجار  القمح  غير  المعفر  بأسماء  المهندسين  الذين  اقترحوا انها ر النيل  و بردى  و دجلة  و الفرات،  و الدانوب  و السين  الذين  اقترحوا  الإنهيارات  الثلجية  و ارتفاع  مناسيب  المياه  الجوفية ، حين  تم  ذلك  اطلقنا  الفتوحات ، البلدان  تدخل  حقائبهم  مغلولة  الأيدي ،جغرافيات  بمساحات  هائلة  من الأنهار  و البساتين ،أماكن  اللهو،  و خيولنا  تطأ الكنائس  و  المتنزهات،  زعماؤنا  الثوريون  يجلسون  على الوثير  من الأرائك،  ولا  أحد  يعلم  بما  يحدث  هناك  في الشرق  او  في  الغرب ،الجميع  خيول  و مقاتلين  و قيادات  الجميع  كان  قاسياً  غير  مستعد  للإنسحاب ، بعيداً. عما  لا تقتلوا  عجوزاً او طفلاً او امرأة، ولا تقلعوا شجرةً ، حروب  بدائية ،كائنات  لم  نعهد الحروب  بعد.

ثانياً

سلام الله  عليك  وانت  تؤثث  لجسدك  بعض الزهد بالحياة، تتعقب  غرائزك، تهذب  بعضها  و تقص اجنحة  طيور  البعض  الآخر ،و تترك  اخريات  تتلاعب  بالبعض  مما  تحب، سلام الله  عليك  لحظة  تشعر  بالبرد  الشتائي  بالأمطار  وهي  تبلل  كل  ما ترتدي  من خشن  الملمس  حتى ما يغطي قدميك، فتلتزم  الصمت  على أمل  أن  توقد  نيران  الأنهار  وانت  تجتاز  أمواجها  كأي  دولفين،  نيران  مجمرة  تتقد  تكتفي  بجانب  منها  توقد  ما يتوفر  بين  يديك    من  اطراف  نهار  مشمس ،من  حريق  صغير  يعم  غرفة  ذكرياتك،،ما كنت  مستعداً  لترك  نعاس  والديك  و تلك  المرأة  الأرملة  التي  كثيراً  ما  دعتك  لمواقدها  وانت  ترتجف  من برد  ثقيل  من شيء  يشبه  الثلج  يغطي  عمتك ، فتتذكر  الزهد  بالموبقات ، السلام  عليك  و على آبائك  و على  من  سيأتي  من  ذريتك ،لم  تتكاسل  في  محبتك  لنسيم الصباح  او  لعتمة ليل،  ما إن  تسمع  نشيجاً  لإمرأة تضع  صغيرها  حتى توقع  عقداً  مع نهار  ممطر  او ليل دامس، العتمة  ضوء ساطع  لا أرحام  مثله  يفاجئ اللصوص  و الحراس  الليليين  و التائهين  بأرض الله  إن  حافلة  قادمة تحمل  مصابيح  الساعات الاربع عشرة  القادمة  من التخلي  عن  الموت  المؤقت.

السلام  عليك  و على أهلك  و ذويك   و أحبتك ،،سلام  على المتناقضين ، على  المتحاربين ، السلام  على اليابسة  والرطبة  على  ما فوق  الأرض  و على  ما في باطنها ،السلام على الارض العائمة  الطافية، السلام  على روحك  و هي تستعد  لتحلق  بجناحين  لتترك  جسدك  فص  رميم.

ثالثاً

حدثني  إن شئت  عن جنوب  العالم،  فأنا  أفضل  أن يكون  حديثك  عن  عمال  السواحل    المنشغلين  بتجميع  نفايات  ما نأكل،  وما  نرتدي  وما  نترك  خلفنا  في  الدورات من  مناديل  ورقية. بدل أن  تحدثني عن رداءة صناعة عابرة، حدثني  عن تاريخ  الشعوب ، عن  الثورات عن  "عشرة ايام  هزت  العالم"، او رواية "يولسيس" و "العقب الحديدية" لا تحدثني عن الأوبئة  و الخسائر  والحروب ،الدمامل  و الاورام غير الحميدة  التي ملأت جسد العالم،  حولته  الى جرثومة  قادرة  على  التهام  الشرق  بكل ادوات اللحام بالولدن  او الأوكسجين و مكائن الخراطة، و الحفارات،،عالم عبارة  عن مصهر  ،بركان ،آلة هائلة  ليست بحاجة  للتزود  بالطاقة.

حدثني عن  الشعوب  المقاومة ،عن وكالة المخابرات الأمريكية،،عن مجلة "شعر٦٩" و فاضل  العزاوي ،عن  الكيمياء  عن الارض و جوفها، حدثني عن نسوة  يضعن كل عام ويرضعن و يعجن و يخبزن و يطبخن  وينظفن انفسهن وسكان البيت  من غير سونار للتلقيح ضد مرض (الگزازى)، لا قابلات مأذونات ، يلدن في الحقول بالقرب من الابقار ، ليكمل اولادهن الدراسة الثانوية من غير دفاتر نفوس،  هكذا  يتشكل  وجودك  واضحاً  كأي  فارس  على  رأسه  ريشة.

***********************************************************

الصفحة الثانية عشر

عن {خطاب الكراهية وثقافة التسامح} د. مهدي جابر مهدي تحدث في عينكاوا

عينكاوا – طريق الشعب

ضيّف "منتدى الأنصار" الثقافي في أربيل، مساء الاثنين الماضي، د. مهدي جابر مهدي (سامي خالد)، الذي ألقى محاضرة بعنوان "خطاب الكراهية وثقافة التسامح"، بحضور النصير د. جاسم الحلفي وجمع من الأنصار الآخرين والمهتمين بالقضايا الاجتماعية والسياسية. 

المحاضرة التي احتضنتها قاعة الشهداء بمقر منظمة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكردستاني في عينكاوا، أدارها الصحفي مزهر بن مدلول، وألقاها الضيف وفقا لمنهجية علمية متماسكة، مستندا إلى المنهج الثقافي في طرح رؤاه.

وتناول د. مهدي موضوع خطاب الكراهية وثقافة التسامح من زوايا متعددة، سياسية وقانونية وسلوكية. وانطلق من تشخيص الظاهرة في الواقع الدولي والإقليمي والعراقي، ليلقي الضوء على ثلاثة محاور رئيسة: الأول يتعلق بخطاب الكراهية من حيث مفهومه وأسبابه ومظاهره، وآثاره المدمرة على النسيج الاجتماعي.

وفي لمحور الثاني تناول التسامح من حيث قيمته الأخلاقية والإنسانية كخيار لبناء السلم الأهلي. بينما تطرق في المحور الأخير إلى المعالجات والآليات الممكنة للتخفيف من خطاب الكراهية، وذلك عبر القانون والتربية والثقافة.  واتّسم أسلوب د. مهدي بالوضوح والإيجاز، بعيداً عن الحشو والزوائد، مركزا على البعد الثقافي، ما منح المحاضرة قوة تأثير وسهولة متابعة. وقد تميّز العرض بالدقة والتركيز، حيث برزت الأفكار بعمق ووضوح.

وأغنى الحاضرون المحاضرة بالنقاشات والأسئلة وعرض التجارب العملية، ما جعلها مساحة لتبادل الرؤى.

************************************************

في مقر شيوعيي البصرة محاضرة عن قانون الأحوال الشخصية وتعديله

البصرة – طريق الشعب

احتضنت "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، اخيرا، محاضرة بعنوان "رؤية بين قانون 188 والتعديل رقم 1 لسنة 2025"، ألقاها المحامي كاظم محسن بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشؤون القانونية.

المحاضرة التي نظمها المكتب الإعلامي في اللجنة المحلية بالتنسيق مع "ملتقى جيكور" الثقافي، أدارها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، واستهلها بالحديث عن الملابسات التي طرأت على تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188، مشيرا إلى الحيف الذي سيقع على المرأة جرّاء ما جاء في مدوّنة التعديل.

بعد ذلك، شرح المحاضر أهم نقاط الاختلاف ما بين القانون والتعديل، مشيرا إلى ان التعديل سيثير مشكلات كثيرة وكبيرة داخل المجتمع العراقي "من خلال ظلم المرأة وعدم اعتبارها كائناً شريكاً للرجل في كل مفاصل الحياة".

وشهدت المحاضرة نقاشات ومداخلات ساهم في عدد من الحاضرين.

******************************************

عصر أول أمس الجمعة في بغداد الزعفرانية تقرأ وتزدان بفعاليات فنية..

 بغداد – طريق الشعب

شهدت منطقة الزعفرانية جنوب شرقي بغداد، عصر أول أمس الجمعة، اقامة مهرجان ثقافي جماهيري بعنوان "الزعفرانية تقرأ"، نظمته مبادرة "الدرب الثقافي" الشبابية، التي تضم متطوعين يسعون إلى صنع واقع ثقافي واجتماعي مغاير.

وأقيم المهرجان في الهواء الطلق على المتنزه المقابل لمقر الجامعة التقنية الوسطى في المنطقة، بمشاركة مواهب فنية في مجالات مختلفة. بينما حظي الحدث بحضور جمهور كبير من المثقفين والناشطين والمواطنين، لا سيما انه أقيم في مساحة مفتوحة عامة.

وقد حضر المهرجان سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، إلى جانب عدد من القياديين في الحزب والرفاق الآخرين، حيث كان ثمرة جهد وتعاون مشترك بين فريق سرجونيون التطوعي واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي اللذين عملا معا على إيصال الكتاب إلى الناس، وتشجيع الشباب على القراءة والانخراط في قضايا مجتمعهم، بمساهمة من: دار الشؤون الثقافية العامة، دار المأمون للترجمة والنشر، الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، الشرطة المجتمعية، رابطة المرأة العراقية، اتحاد لاماسو وفريق أكد.

المحور الأبرز في المهرجان، هو توزيع الكتب مجانا على الزائرين مثلما تجري العادة في مهرجانات القراءة التي شهدتها بغداد ومحافظات أخرى. حيث توزعت على أرض الحديقة طاولات تحمل نحو 3 آلاف عنوان، كان قد جمعها مقيمو المهرجان من المتبرعين: دور نشر، أصحاب مكتبات، ومواطنين. 

وإضافة إلى توزيع الكتب، تخللت المهرجان ندوة حول مخاطر آفة المخدرات، شارك فيها ممثلون عن الشرطة المجتمعية وخبراء واختصاصيون. كما تخللته جلسة حوارية حول تجديد الفن.

وفي سياق المهرجان، قُدم عرض مسرحي عن حقوق العمال لإيصال قضاياهم وآخر موسيقي أضاف أجواء من البهجة. كما أقيم معرض للرسم ساهم فيه عدد من طلبة الفنون الجميلة.  المهرجان بإشادة الكثيرين من الزائرين، لا سيما ان مثل هذه الفعاليات تُنظم للمرة الأولى في الزعفرانية، آملين تكرارها في القادم لما لها من أثر إيجابي كبير في تحريك المشهد الثقافي وجذب الشباب نحو الكتاب والثقافة والفن.

يشار الى ان الدرب الثقافي ستكون لديه سلسلة مهرجانات مشابهة في عموم مناطق بغداد بجانبيها: الكرخ والرصافة.

.. وناحية الحسينية تقرأ للمرة الخامسة

وشهدت ناحية الحسينية شرقي بغداد عصر اليوم نفسه، فعاليات مهرجان "الحسينية تقرأ" بموسمها الخامس، وسط حضور جماهيري واسع من المثقفين والمهتمين بالشأنين الثقافي والفني، إضافة إلى عائلات وأطفال حرصوا على المشاركة في هذا العرس الثقافي السنوي.

ووفقا لمراسل "طريق الشعب" في الناحية، فإن هذا المهرجان بات علامة بارزة في المشهد الثقافي الشعبي. حيث تضمن مجموعة من الفقرات النوعية والمتنوعة التي جمعت بين الفكر والأدب والفنون والأنشطة التفاعلية.

واحتضن المهرجان ندوة فكرية شارك فيها الباحث غالب الشابندر والكاتب عصام كشيش، اللذان ناقشا أبرز التحديات الفكرية والثقافية الراهنة وأهمية دور الوعي المجتمعي في مواجهة الأزمات. كما أُقيم عرض موسيقي حي رافقه عرض سينمائي قصير أثار تفاعلاً كبيراً بين الجمهور.

وفي إطار نشر الثقافة القرائية، تم توزيع أكثر من 3 آلاف كتاب مجاناً على الزائرين، ضمن مبادرة تهدف إلى ترسيخ ثقافة القراءة وإيصال الكتاب إلى أكبر عدد ممكن من الأهالي والشباب.

ومن أبرز ما تضمنته الفعاليات، معرض الرسم بالمسامير الذي جذب أنظار الحاضرين بأسلوبه الفني الفريد، فضلاً عن فعالية "أوراق من المائدة" التي جمعت بين الفنون التشكيلية والمقروءة. كما خُصص ركن للمرسم الحر، أتاح الفرصة للهواة والمواهب الشابة للتعبير عن إبداعاتهم، في حين استمتع الأطفال بفضاء خاص أُعدّ لهم ليمارسوا أنشطة ترفيهية وتعليمية تناسب أعمارهم.

ولم تقتصر الفعاليات على الجوانب الفكرية والفنية. إذ شهد المهرجان أيضاً حملة "نزرعها بحب" التي جرى خلالها توزيع بذور على الحاضرين، في خطوة رمزية تعكس قيم العطاء والحفاظ على البيئة. كذلك أُقيمت بازارات متنوعة لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والحرفيين المحليين، ما أضفى بعداً اقتصادياً واجتماعياً على المهرجان.

وذلك عدد من الزائرين لـ"طريق الشعب"، أن "الحسينية تقرأ" بات ملتقىً سنوياً يرسّخ قيم الثقافة والتنوع ويمنح مساحة للتفاعل بين مختلف الشرائح الاجتماعية، مؤكدين أن الاستمرارية في تنظيمه تمثل انتصاراً للثقافة الشعبية وروح المبادرة الجماعية.

***********************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

• حسن سلمان وأحفاده  عشرة آلاف كرون سويدي

• حيدر فخر الدين 180 يورو

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********************************************

عراقي يُنجز فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد

متابعة – طريق الشعب

أنجز الفنان العراقي أنس الموسوي، فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد، عنوانه "القناني المسحورة"، ما شكّل عودة قوية لصناعة أفلام الكرتون في العراق بعد توقف دام أكثر من 40 عاماً. وقال الموسوي في حديث صحفي، أن "الفيلم يمثل أول عمل عراقي خالص في مجال الرسوم المتحركة, وقد أنجز بجهود وطنية وتمويل عراقي بالكامل، وبشراكة بين نقابة الفنانين العراقيين و(استوديو البوابة الذهبية) لصناعة الرسوم المتحركة في بغداد".

وأضاف قوله أن "مدة الفيلم تبلغ 70 دقيقة، واستغرقت مراحل إنجازه 6 سنوات كاملة، وهو من تأليف مصطفى شريف ومن كتابتي وإخراجي"، مبيناً أن "العمل يعد من أقل أفلام الرسوم المتحركة الطويلة كلفة على مستوى العالم، الأمر الذي جعل إنجازه تحدياً كبيراً، خاصة أن هذا النوع من الفنون يحتاج الى تمويل ضخم وفترات إنتاج قصيرة".

وأوضح الموسوي أن "الفيلم ثلاثي الأبعاد (انميشن) مستوحى من تاريخ العراق الزاخر بالحضارات السومرية والآشورية والبابلية والكلدانية، بما حملته من قصص وأحداث غنية"، مشيراً الى أن "الفيلم سيكون فرصة لتعريف الأطفال بتاريخ بلدهم وحضاراته العريقة".

وتابع قوله: "نعمل حالياً على مشاريع أخرى عديدة، من بينها أفلام جديدة ومبادرات لإنشاء مركز عراقي متخصص في صناعة الرسوم المتحركة، سواء بالارتباط بجهة حكومية أم بمؤسسة أهلية".

******************************************

قف.. تصحّر

عبد المنعم الاعسم

غالبيتنا، نحن الكتاب، ندس ذواتنا، ومشغولياتها،  في حشوة ما نكتب، حتى وإن كتبنا عن

قضية التصحر، مثلا، فهل ثمة ما يهدد حياتنا الاجتماعية والثقافية والانسانية اكثر من التصحر، اشارة الى اجتياح الصحراء جغرافية البلاد، والمعبر عنه بلاغيا في التجهم والاحزان والخوف والضجيج والتضييق على مظاهر الأفراح والمناسبات الاحتفائية، وآخرها القرار الديواني لوزارة التعليم العالي بتحريم اقامة حفلات التخرج الجامعية، باعتبارها "مفسدة للاخلاق" ومن جانبي، انا كاتب هذه السطور، احاول جاهدا ان أمدّ ساقية، وقل خيطا من الماء،  الى هذه المساحة، الصغيرة، المحدودة، من ورق الجريدة الذي اطالعكم فيه، كي لا يزحف التصحر الى موضوعاتي، وبالمناسبة (ايضا)  يقال ان استثمار كل دولار في مكافحة التصحر، في أي بلد، هناك عائد يصل الى ثلاثين دولارا، لكن في حالتنا العراقية، تنقلب المعادلة الى ضدها، حيث تكافح الدولة الاراضي الزراعية، والبساتين وخواصر الخضرة والماء، لتحوّلها الى مجمعات سكنية،  قرعاء، والغريب انه على كثرتها الممتدة على طول البلاد وعرضها لم تحلّ مشكلة السكن الخانقة، ذلك لأن اسعار اصغر المنلزل قفزت من فوق قدرات متوسطي الاجور، وغالبية الموظفين، أما المجمعات السكنية الباذخة، والعمارات العملاقة التي  تتشبه بصف عمارات شاهقة بولاية نيوجرسي الامريكية، فلو سألتَ عمن يملكها.. سيقال لك: الملك لله يا رجل.

*قالوا:

" كل مرض، معروف السبب، موجود الشفاء".

 ابيقراط

**********************************************

في ستوكهولم الفنان د. عماد زبير يفتتح {عشق بغداد}

ستوكهولم – محمد الكحط

شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم يوم السبت 20 أيلول الجاري، افتتاح المعرض الشخصي الـ27 للفنان التشكيلي والرياضي د. عماد زبير، تحت عنوان "عشق بغداد".

ضم المعرض 44 لوحة، إضافة إلى نسخة من القرآن الكريم مخطوطة بيد الفنان. وقد حضر الافتتاح جمهور من المهتمين بالفن إلى جانب أعضاء جمعية الفنانين التشكيليين في السويد، ووفد دبلوماسي من السفارة العراقية يتقدمه القائم بأعمال السفارة د. محمد عدنان.

وجسدت الأعمال المعروضة جماليات الحرف العربي بألوان منسجمة. واتسمت برؤية تشكيلية معاصرة مزج فيها الفنان حسه الجمالي وأفكاره التي أراد إيصالها إلى الجمهور – حسب انطباعات الكثيرين من الزائرين، الذين أشادوا بالأعمال وتفاعلوا معها. جدير بالذكر، أن د. عماد زبير ولد عام 1946 في بغداد. وهو حاصل على الدكتوراه في كرة القدم، وكان مدربا لمنتخب الناشئين في العراق، وحكما درجة أولى بكرة القدم. وقد أبدع في مجال الخط العربي والرسم والزخرفة، وحصل على جوائز فنية عديدة.