الصفحة الأولى
الشعب يضع الحكومة أمام اختبار المياه.. حراك احتجاجي في سبع محافظات: حقوقنا المائية خط أحمر
بغداد ـ طريق الشعب
تعد أزمة المياه في العراق، تهديدا وجوديا لحياة الملايين، وتضع البلاد أمام اختبار صعب؛ ففي ظل شحّ الإطلاقات المائية من دول الجوار، وتزايد نسب التلوث والملوحة في الأنهار، خرج ناشطون من سبع محافظات جنوبية ووسطى ليعلنوا من مدينة المدحتية في بابل، أنهم بصدد تصعيد احتجاجاتهم عبر التظاهرات الشعبية، ملوّحين بخطوات أشدّ في حال استمرار التراجع الحاد في الحصص المائية، لاسيما في ملف خور عبدالله.
وهدد الناشطون بالتصعيد عبر التظاهرات، في إطار مناقشتهم ملفي شح المياه وخور عبدالله.
وقال الناشط من بابل، ضرغام ماجد، أن الاجتماع جاء بعد سلسلة من التظاهرات الشعبية، احتجاجًا على قلة الإطلاقات المائية من الجانب التركي وتلوث الأنهار بمياه الصرف الصحي، مشيرًا إلى أن النقاش تناول إجراءات بديلة، بينها الضغط الشعبي والرسمي لحماية صحة المواطنين.
استثمار المصالح المشتركة
فيما أكد الناشط عبد الأمير الشمري من المثنى أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على الحكومة العراقية، داعيًا إلى استغلال الأوراق الاقتصادية والتجارية مع تركيا للضغط نحو إطلاق الحصص المائية، إضافة إلى تحريك الملف أمام المنظمات الدولية. فيما قال صالح الموسوي من واسط: أن الحضور يمثل أحرار المحافظات، وأن هناك خطوات تصعيدية قد تُتخذ قريبًا، سواء عبر التظاهرات أو استفتاء شعبي، خاصة فيما يتعلق بخور عبدالله، مع التحذير من مقاطعة البضائع التركية التي تقدر قيمة تبادلها التجاري مع العراق بـ17 مليار دولار سنويًا.
وأكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، أن العراق لا يتسلم سوى أقل من 40% من حصته المائية، في حين تتطلب الحاجة الفعلية استلام 70–80% لتلبية احتياجات الزراعة ومياه الشرب.
وأشار إلى أن السنوات الأربع الماضية شهدت جفافًا حادًا وشحًا في الإيرادات المائية، ما اضطر الوزارة لتقليص الخطة الزراعية الصيفية والاكتفاء بخطط هيكلية لتقليل الضرر، في وقت تراجع فيه الخزين المائي إلى 8% فقط، وهو ما وصفه بشدة الوضع الصعب والمعقد.
وأضاف شمال، أن الوزارة تعمل على خطتين أساسيتين: الحفاظ على الخزين المائي المتبقي وإطالة عمره لأقصى مدى ممكن، وتنفيذ حملة لإزالة التجاوزات على المياه، بمشاركة القوات الأمنية ووزارة الداخلية ودعم مباشر من رئيس الوزراء ووزير المالية، مع تشديد الإجراءات القانونية بحق المخالفين، بهدف تحسين كفاءة منظومة الري والواقع المائي في البلاد.
استراتيجية مواجهة التحدي الخطير
من جهته، اعتبر النائب السابق فوزي أكرم ترزي أن أزمة المياه ليست مؤقتة، داعيًا إلى اعتماد استراتيجية النقاط الثلاث لمواجهة التحدي الخطير، والتي تشمل: تشكيل مجلس أعلى لإدارة المياه بكامل الصلاحيات، الانفتاح على المراكز الدولية المتخصصة لتقنيات المياه، وربط ملف المياه بالورقة الاقتصادية للعراق لتحريك ملف الإطلاقات المائية مع تركيا.
وقال أن أزمة المياه تتفاقم مع مرور الوقت، ولا سيما في محافظات الجنوب والفرات الأوسط التي بدأت تعاني بشدة من آثار الجفاف.
ارتفاع التراكيز الملحية
من جهته، حذر عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية، ثائر مخيف الجبوري، من تفاقم ظاهرة اللسان الملحي في البصرة بسبب شح المياه، مشيرًا إلى أن الأزمة تشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا يهدد المحافظات الجنوبية.
وأكد أن شح المياه انعكس على الزراعة ومياه الشرب، حيث ظهرت شكاوى من وجود مياه آسنة في مناطق الفرات الأوسط، وارتفاع تراكيز الملوحة التي تؤثر على المشاريع الزراعية كبساتين النخيل والمزروعات الأخرى، مؤكدًا أن زيادة الإطلاقات المائية العذبة هي الحل لتقليل نسب الملوحة، فيما إنشاء سدود وحواجز لعزل المياه المالحة يُعد خطوة طويلة الأمد ومكلفة للغاية.
وأشار المختص في شؤون المياه، تحسين الموسوي، إلى أن الأزمة تعود جذورها إلى قرارات خاطئة منذ سنوات، حيث أدت إلى توقف الأنشطة الزراعية وجفاف البحيرات والمستنقعات والاعتماد المتزايد على المياه الجوفية غير المرئية. وأضاف، أن إدارة ملف المياه لا تقتصر على وزارة الموارد المائية، بل تتداخل فيه جهات عدة، فيما تستهلك الزراعة الجزء الأكبر عبر أساليب الري التقليدية القديمة، بينما تتأثر جودة المياه بالتجاوزات البيئية التي تتحمل مسؤوليتها وزارات أخرى مثل البيئة والصحة.
العراق الخامس عالمياً
وأكد الموسوي، أن التأجيل المستمر لمعالجة الأزمة من قبل الحكومات المتعاقبة أدى إلى تفاقم المشكلة، وأن الاعتماد على حلول موسمية أو الأمطار لم يعد مجديًا، في ظل أن العراق أصبح خامس دولة في العالم من حيث شدة التطرف المناخي ويعاني حصارًا مائيًا من دول الجوار. وانتقد عدم وجود سياسات ناجعة للترشيد أو التقنين، وعدم اعتماد تقنيات حديثة في الري أو برامج للتوعية والإرشاد، مشددًا على أن المشرع العراقي يتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية لعدم إقراره قانون المجلس الأعلى للمياه، الذي يفترض أن يكون هيئة مستقلة قادرة على وضع حلول استراتيجية طويلة الأمد.
وخلص الموسوي الى أن ملف المياه يجب أن يُدار بسياسة سيادية مركزية، بعيدًا عن تضارب الصلاحيات بين الوزارات والمحافظات، وبعقلية وطنية تراعي مصلحة العراق العليا، لتجنب المزيد من الأخطار البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
تحليل الأزمة والحاجة إلى الترشيد
وتظهر المؤشرات أن العراق يواجه أزمة مائية مستمرة ومعقدة، تتسبب في شح الموارد وتأثير مباشر على الزراعة ومياه الشرب، مع ارتفاع معدلات الملوحة في المناطق الجنوبية، خصوصًا البصرة. ويُعد ضعف الإطلاقات المائية من الدول المجاورة، وعدم وجود سياسات ترشيد فعالة، إضافة إلى التجاوزات البيئية، عوامل رئيسية في تفاقم الأزمة.
ويؤكد الخبراء، أن ترشيد استهلاك المياه، واعتماد التقنيات الحديثة للري وحصاد مياه الأمطار، وتطوير البنية التحتية للمياه، وتطبيق سياسات صارمة لمنع التجاوزات، كلها خطوات ضرورية لتفادي كارثة بيئية واقتصادية مستقبلية. كما أن إدارة مركزية مستقلة للملف المائي، لا تهتم للتجاذبات السياسية والمحاصصة، تعتبر من أهم المتطلبات لضمان توزيع عادل ومستدام للمياه، وحماية الحقوق السيادية للعراق، وتأمين حياة كريمة للمواطنين.
وتتقاطع التحذيرات من المختصين والسياسيين عند نقطة محورية: أن أزمة المياه في العراق ليست آنية ولا ظرفية، بل هي مسار طويل سيزداد تعقيداً بفعل التغيّر المناخي وسياسات دول الجوار. ما يجعل الحاجة إلى حملات توعية واسعة مسألة ملحّة، ليس فقط لترشيد الاستهلاك، بل لبناء ثقافة مجتمعية تدرك أن المياه ثروة نادرة يجب التعامل معها باعتبارها ركيزة للبقاء.
اليوم، يقف العراق عند مفترق طرق: إما أن يواصل ترحيل الملف وتجاهل المخاطر، أو أن يتعامل معه بجدية كملف سيادي، عبر إصلاحات جذرية تبدأ بإدارة مركزية قوية، وتستند إلى حلول تقنية حديثة، وتستثمر الضغط الشعبي والدبلوماسي في المطالبة بحقوق العراق المائية من دول المنبع.
*******************************************
راصد الطريق.. وصار لشؤونكم مكتب في كل شارع
يبحث المواطن عن أية وسيلة لإنجاز معاملاته وسط الروتين القاتل في دوائر الدولة. ولأن الأبواب الرسمية مغلقة غالباً، صار الحل الأقرب في مقرات النواب، الذين يفتتحون مكاتب في الأحياء السكنية، وتوفر ممرات بديلة نحو المؤسسات الحكومية. يكفي كتاب موجه من "النائب" إلى الجهة المعنية، يُعلن عنه بعدها على صفحته الشخصية وكأنه إنجاز تاريخي!
لكن هذه الظاهرة الآخذة بالتوسع مع اقتراب موعد الانتخابات، لا تقتصر على النواب الفاعلين، بل وتشمل المرشحين أيضاً. فالعديد منهم افتتحوا مكاتب للترويج لأنفسهم من خلال "خدمة المواطنين"، وكأن الحل والربط بأيديهم. بل وتحولت هذه المقرات إلى منافذ لإغداق الأموال بسخاء. فالممول مستعد، والمواطن المتعب بحاجة إلى من يختصر الطريق.
والسؤال: ما صلاحيات المرشح أصلاً؟ ببساطة: هو مقرب من أحد المتنفذين في السلطة، ولديه حاسوب وطابعة لتمرير الطلبات، "خدمةً للمواطن" .. وضمانا لصوته الانتخابي.
حتى الموظفون دخلوا على الخط، فأصبحوا يتلقون "كتب شكر" بالجملة تضاف إلى سجل خدمتهم، من نائب أو مرشح أو رئيس حزب. بل ووصل الأمر أحيانا حد منح قطع أرضٍ سكنية، في موسم انتخابي لا حدود له.
أما المواطن الذي لا يعرف نائباً ولا مرشحاً، فمصيره..
******************************************
الصفحة الثانية
متنبئ جوي يتوقع انخفاض الحرارة وهطول أمطار خفيفة
بغداد – طريق الشعب
توقّع خبير التنبؤات الجوية صادق عطية، امس السبت، انحدار التيار النفاث الغربي إلى أجواء العراق نهاية الأسبوع الجاري، مصحوبًا بكتلة هوائية خريفية معتدلة الحرارة.
وأوضح عطية في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، أن التأثير الرئيسي لهذا التيار يتمثل في انخفاض درجات الحرارة على عموم البلاد، مع احتمال تشكّل سحب واطئة تتساقط منها أمطار خفيفة في بعض مناطق شمال العراق. وأضاف أن الانخفاض الحراري سيكون شاملًا لجميع المدن، لكنه يختلف بدرجات متفاوتة من منطقة لأخرى.
وأشار الخبير إلى أن التيار النفاث الغربي (Jet Stream) هو مجرى هوائي يتحرك من الغرب إلى الشرق بسرعة تقارب 200 كم/س، وسمكه العمودي 4 كم، وعرضه الأفقي بين 500 و1000 كم.
ويعد هذا التيار من أهم العوامل المؤثرة على مناخ العراق والفصول الانتقالية، إذ يجلب معه الاضطرابات الجوية والأمطار عند اقترابه جنوبًا، بينما يؤدي ابتعاده شمالًا في الصيف إلى أجواء مستقرة وجافة تحت تأثير المنخفض الحراري الموسمي.
***************************************
احتجاجات في البصرة والسليمانية ونينوى بسبب تأخر الرواتب وخطوط النقل الجديدة
متابعة ـ طريق الشعب
شهدت 3 محافظات، خلال الأيام الماضية، سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات التي تركزت حول مطالب الموظفين والمتعاقدين، والخوف من تأثير بعض القرارات الإدارية على مصادر رزق المواطنين، إضافة إلى المطالبة بحماية الحريات العامة.
البصرة
ففي محافظة البصرة، نظم عدد من المتعاقدين ضمن عقود الألف درجة وظيفية في الأمن الغذائي وقفة احتجاجية أمام ديوان المحافظة، مطالبين بإطلاق رواتبهم التي لم يتقاضوها منذ سبعة أشهر.
وأكد المحتجون، أنهم يوجهون مطالبهم مباشرة إلى محافظ البصرة أسعد العيداني ونائبه الإداري ماهر العامري، مشيرين إلى أن رواتبهم متدنية ولا تتجاوز 300 ألف دينار.
في السياق ذاته، شهدت المحافظة صباح يوم الخميس فض تظاهرة المهندسين والعلوميين النفطيين بالقوة، تزامنًا مع زيارة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري الرسمية إلى البصرة. وكان هؤلاء المعتصمون قد نظموا التظاهرة أمام مبنى شركة نفط البصرة لمدة سبعة أشهر، مطالبين بتأمين فرص عمل لهم، ومحذرين من خطوات تصعيدية إذا استمر تجاهل مطالبهم. وقد سبق أن شهدت احتجاجاتهم توترات متكررة، كان آخرها في حزيران الماضي حين تبادلت نقابة المهندسين والشرطة المحلية الاتهامات حول اعتداءات خلال احتجاجات سابقة.
وأكد خريجو الأقسام الهندسية والاختصاصات النفطية والعلوميون أنهم يطالبون بالتوظيف في الشركات النفطية بصفة أجر يومي، موضحين أن كتاب وزارة المالية لم يعترض على ذلك كون هذه الشركات تمول ذاتيًا. وأشار المحتجون إلى استمرار مظاهر التهميش والاعتداءات الأمنية، وهددوا بغلق الحقول النفطية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
السليمانية
وفي السليمانية، نظم عدد من الناشطين المدنيين وقفة احتجاجية يوم الخميس للتنديد بالاضطرابات الأمنية الأخيرة، مطالبين بحماية الحريات العامة ووقف العنف السياسي.
وقال الناشط المدني بهاء الدين بكر، إن الأحداث الأخيرة كانت نتيجة صراعات سياسية بين الأحزاب، وأنها لا تمثل تطلعات أهالي المدينة وقيم شعب كردستان. وأوضح أن "الخلل في إدارة النظام السياسي أفرز صراعات دموية أدت إلى تكرار جرائم القتل والعنف"، مشددًا على أن الحرية جزء أساسي من حقوق أبناء الإقليم، ولا يجوز السماح بانتهاكها. ودعا بكر المثقفين والإعلاميين والسياسيين إلى توحيد جهودهم لوقف الاعتداءات واعتماد الحوار والديمقراطية بدلًا من العنف.
كما أعلن عدد من سائقي مركبات النقل العام في مرآب "شهرزور" عن رفضهم قرار فتح خط جديد لنقل المسافرين بين السليمانية ومحافظة ديالى، معتبرين أن الخط سيؤثر سلبًا على عملهم ومصدر رزقهم.
وقال فرهاد سعيد، ممثل السائقين، إن القرار تم تبريره بأكثر من حجة، منها كونه صادرًا عن وزير النقل الاتحادي أو لدعم ذوي شهداء الأسايش، مطالبًا بفتح خطوط مماثلة من جميع محافظات الإقليم نحو ديالى لضمان العدالة، وعدم التأثير على خطوط أخرى، خصوصًا خط السليمانية – بغداد. وأضاف أن الوضع الحالي لا يمثل واقعًا جيدًا للسائقين الذين يعملون في ظروف صعبة، ولن يقبلوا بأي قرار يهدد أرزاق مئات العاملين في قطاع النقل.
وتظهر هذه الاحتجاجات والمظاهرات، في البصرة والسليمانية، مدى التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يواجهها المواطنون، ما يستدعي جهودًا حكومية وإقليمية عاجلة لمعالجة مطالبهم وحماية حقوقهم، سواء على صعيد الرواتب والتوظيف، أو ضمان الحريات العامة ومصادر الرزق.
نينوى
ونظمّت رابطة سائقي الشاحنات في نينوى، أمس السبت، وقفة احتجاجية في منطقة القوسيات شمالي الموصل، لوّح خلالها المشاركون باللجوء إلى الإضراب العام، احتجاجاً على ما وصفوه بـ"المعاناة المستمرة" في نقاط التفتيش والسيطرات، ولا سيما سيطرة سد الموصل.
وقال عدد من السائقين إن "أبرز معاناتهم تتمثل في الإجراءات المرهقة داخل السيطرات الأمنية، وخصوصاً سيطرة سد الموصل التي لا تعترف بإجراءات السيطرات الأخرى، مما يضطر السائقين أحيانًا إلى المبيت عدة أيام قبل السماح لهم بالدخول إلى ساحات التفريغ".
وأكد السائقون أن هذه التعقيدات تسببت بخسائر مالية كبيرة وتأخير وصول البضائع، مطالبين الحكومة المحلية والجهات الأمنية بـ"إيجاد حلول عاجلة تنهي معاناتهم وتضمن انسيابية الحركة التجارية في نينوى".
وأكدوا أن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يدفعهم إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية، بما في ذلك الإضراب الكامل، لحين الاستجابة لمطالبهم وتحقيق تسهيلات في الإجراءات الأمنية.
*******************************************
الانتخابات البرلمانية 2025 تدابير أمنية مشددة وقرعة لاختيار موظفي الاقتراع
بغداد – طريق الشعب
شدد رئيس اللجنة الأمنية العليا لانتخابات مجلس النواب لعام 2025، الفريق أول الركن قيس المحمداوي، على منع ظهور أي عنصر من القوات الأمنية في وسائل الإعلام إلى جانب المرشحين، مؤكداً التزام القوات الأمنية بالحياد التام والوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف.
وقالت خلية الإعلام الأمني في بيان، إن المحمداوي ترأس مؤتمراً موسعاً في قيادة شرطة محافظة واسط، بحضور ممثلين عن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات وضباط العمليات المشتركة وقادة الشرطة في محافظات واسط والمثنى والديوانية، إضافة إلى قادة الحشد الشعبي ورؤساء مكاتب المفوضية في هذه المحافظات.
وأضاف البيان أن المؤتمر ناقش الاستعدادات الجارية لتأمين الانتخابات المقبلة، حيث استمع المحمداوي إلى إيجاز مفصل من قادة الشرطة حول الخطط الموضوعة، مشدداً على ضرورة توفير الأجواء الآمنة للمقترعين وضمان وصولهم إلى المراكز الانتخابية دون عرقلة، مع تهيئة خطط ساندة تشمل الدفاع المدني والجهد الإعلامي.
أرقام المرشحين والمستبعدين
وفي السياق ذاته، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن عدد المرشحين الحاليين بلغ 7,734 مرشحاً، فيما تم استبعاد 788 مرشحاً من السباق الانتخابي.
وأوضح رئيس الفريق الإعلامي للمفوضية، عماد جميل، أن 53 مرشحاً أعيدوا إلى السباق بعد قبول طعونهم من قبل الهيئة القضائية والمحكمة التمييزية.
قرعة لاختيار موظفي الاقتراع
كما تستعد المفوضية اليوم الأحد لإجراء قرعة لاختيار موظفي مراكز الاقتراع في المكتب الوطني ببغداد، حيث تقدم أكثر من 900 ألف شخص بطلبات، وسيتم اختيار 250 ألفاً منهم فقط.
وبيّنت المفوضية أن مجلس المفوضين حدد مكافآت موظفي الاقتراع بين 150 و400 ألف دينار، وفقاً لطبيعة العمل والمسمى الوظيفي، على أن تشمل المكافآت يوماً واحداً من يومي الانتخابات، مع إمكانية إضافة 100 ألف دينار إذا تطلب عمل بعض الموظفين في كلا اليومين.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في العراق أكثر من 21 مليوناً و700 ألف شخص، فيما ستجرى الانتخابات البرلمانية في 11 تشرين الثاني المقبل لاختيار 329 نائباً، بواقع 320 مقعداً عاماً و9 مقاعد مخصصة للكوتا.
*****************************************
بيان الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة انعقاد مهرجان لومانتيه 2025
يعيش العراق ظروفا معقدة وعصيبة، تفاقمها التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط. اذ تتعمق الأزمة البنيوية الشاملة بفعل المحاصصة والطائفية السياسية والفساد والسلاح المنفلت، وتتعدد مظاهر تفكك الدولة، وغياب سلطة القانون والسيادة الوطنية، وضعف البنية التحتية، وفقدان الثقة بالدولة ومؤسساتها، وانزلاق شرائح جديدة نحو البطالة والفقر والعوز، وتفاقم التفاوت الاجتماعي، مقابل أقلية ضيقة تحكم قبضتها على مفاصل السلطة والثروة. فيما يتفشى الفساد ويمتد الى مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية.
وتتعاظم الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان وقمع الاحتجاجات السلمية والتضييق على حرية الرأي والتعبير وملاحقة وترهيب الناشطين المدنيين. وتصاعدت مؤخرا الانتهاكات الفظة لحقوق المرأة وجرائم العنف وقتل النساء، خصوصا بعد تمرير البرلمان للتعديلات السيئة الصيت على قانون الأحوال الشخصية.
ويتنامى رفض شعبي للواقع القائم ولمنظومة الحكم الفاسدة، وتتعدد اشكال الاحتجاج والنضال الجماهيري والمطلبي والذي يشمل قطاعات وفئات واسعة في المجتمع.
ويشارك الشيوعيون العراقيون، إلى جانب القوى الديمقراطية، بنشاط في هذا الحراك الاحتجاجي، ويستعدون ايضا لخوض الانتخابات القادمة، في خضم نضال مثابر من أجل التغيير الشامل: إنهاء منظومة المحاصصة الطائفية والإثنية الفاسد والميليشيات المسلحة، وبناء دولة مدنية ديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. ان هذا البديل الديمقراطي وحده هو القادر على ضمان السيادة الوطنية والاستقلال للعراق، ومنع التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية، سواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها أو من قبل القوى الإقليمية الرجعية.
ويؤكد حزبنا الشيوعي مجددا تضامنه الثابت مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الإبادة الصهيونية على غزة ومخططات التهجير والضم والتوسع الاستيطاني التي تنفذها حكومة نتانياهو الفاشية، بدعم مطلق من الامبريالية الامريكية. كما يعلن تضامنه مع شعوب لبنان وسوريا واليمن في مواجهة الاعتداءات الصهيونية الغاشمة . ويؤكد وقوفه مع شعب السودان وقواه الوطنية والديمقراطية لوقف الحرب الكارثية ومن اجل بديل مدني ديمقراطي.
ويحيي حزبنا نضالات شعوب العالم وقواها التقدمية والأحزاب الشيوعية واليسارية، معلنا تضامنه معها ضد الإمبريالية والليبرالية الجديدة والفاشية والعسكرة، من اجل السلام، ولبناء عالم بلا حروب، وتحقيق تطلعات الشعوب إلى نظام اجتماعي جديد قائم على قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة والتعاون، وهي القيم الأساسية للاشتراكية.
ويتطلع الحزب الشيوعي العراقي والمشاركون في خيمة صحيفته المركزية "طريق الشعب"، وهم يحتفلون بالعيد الـ90 لصحافته، الى تضامن المشاركين مهرجان اللومانتيه ، مع شعبنا العراقي في نضاله من أجل التغيير الشامل وبناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان، وتعزز مشاركة المرأة، وتحقق العدالة الاجتماعية.
الحزب الشيوعي العراقي
ايلول (سبتمبر) 2025
*************************************************
الصفحة الثالثة
تُهم كيدية وفيديوهات مبفركة ناشطون: اعتقالات تعسفية تطال المطالبين بالحقوق وحرية التعبير!
بغداد – طريق الشعب
أثار تصاعد سياسات تكميم الأفواه والاعتقالات التعسفية في محافظة البصرة قلق منظمات حقوق الإنسان والناشطين المحليين، وسط تحذيرات من أن هذه الممارسات تشكل انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان والدستور العراقي، وخاصة المادة 38 التي تكفل حرية التعبير.
وتأتي هذه التطورات في وقت يؤكد فيه مركز العراق لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني على ضرورة حماية الحريات الأساسية ومحاسبة الجهات المخالفة للقانون. وفي ذات الوقت يؤكد أعضاء مجلس محافظة البصرة، ان حرية التعبير مكفولة قانونيا ولا تتعرض للانتهاك!
شيطنة الناشطين!
ورصد بيان لمركز العراق لحقوق الإنسان، أطلعت عليه "طريق الشعب"، ممارسات بعض الجهات المتطرفة والفصائل المسلحة التي تعمل على شيطنة الناشطين ومنظمات حقوق الإنسان والترويج لفكرة امتلاكهم أجندات خارجية.
وأفاد بأن الواقع عكس ذلك، وأن هذه المنظمات تعمل ضمن إطار احترام القانون ومعايير حقوق الإنسان وتطبيق الدستور العراقي، داعيا الجهات المعنية الى متابعة الخروقات الحاصلة، بما في ذلك الطعن في الأعراض والحقوق، لما يشكله ذلك من انتهاك صريح لمعايير حقوق الإنسان.
كما شدد البيان على ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير وفق ما نص عليه الدستور العراقي، وخاصة المادة (38)، التي تكفل حرية التعبير عن الرأي بجميع الوسائل.
اعتقالات تعسفية
وقال علي العبادي، رئيس مركز العراق لحقوق الإنسان، إن محافظة البصرة وبعض المحافظات الأخرى تشهد سلسلة اعتقالات تستهدف الصحفيين والناشطين. وأضاف العبادي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "اخر الاعتقالات طالت الناشط أبو حسن الرماحي، المعروف باسم علي التميمي، الذي كان يسلط الضوء على موضوع الخدمات الصحية. تمت مداهمة منزله في منتصف الليل من قبل قوة استخباراتية، وهو ما يمثل سياسة ممنهجة تستهدف حرية الرأي وتعوق مسار الديمقراطية".
وأشار العبادي إلى غياب الشفافية من قبل الجهات الرسمية، قائلاً: "الغريب أن قيادة شرطة البصرة لم تصدر أي بيان بهذا الخصوص، ما يعكس تأثيرات غير واضحة وغيابا للشفافية في التعامل مع هذا الملف".
ودعا العبادي رئيس مجلس الوزراء ومحافظ البصرة للتدخل، وأضاف: "اليوم نظمنا وقفة ومؤتمرًا صحفيًا بالتعاون مع مراكز حقوق الإنسان والمجتمع المدني لتوضيح هذا الأمر، ضمن سلسلة برامج تهدف إلى رفض سياسة تكميم الأفواه".
وأكد العبادي ضرورة احترام حرية الرأي والتعبير، مشيرا إلى أن الدستور العراقي في المادة 38 يكفل هذا الحق، مضيفا ان "هذا الموضوع يقع على مسؤولية الحكومة ويشكل تحديا أمامها. نأمل أن تصل رسائلنا، لأنه لا وجود للإصلاح ما دامت هناك سياسات لتقييد وتكميم الأصوات الحرة".
دعاوى كيدية واتهامات باطلة
من جهته، انتقد الناشط السياسي حكيم العيداني ما وصفه بـ"تكميم الأفواه" و"لاعتداء على الأصوات الحرة"، مشيراً إلى تصاعد الدعاوى القضائية الكيدية والاتهامات الباطلة ضد أي شخص يطالب بحقوقه أو يدافع عن المظلومين.
وقال العيداني لـ"طريق الشعب"، إن "هذا الأسلوب يذكرنا بقوانين حزب البعث التي كانت تتحكم بالأصوات الحرة، ونتساءل لماذا تتكرر علينا نفس الممارسات؟ ولماذا لا يتم تعديل هذه القوانين لحماية المواطنين والناشطين؟".
واضاف "كفى ظلما وتكميما للأفواه، ودعوا العالم يسمع معاناة المواطن بحرية".
وأشار العيداني إلى أن الناشطين والإعلاميين غالبا ما يعملون دون مقابل، ويدافعون عن حقوق الناس بكل نزاهة وشرف، في حين يتمتع المسؤولون بالحماية والمخصصات والرواتب، مضيفًا أن "الرسائل التي ينقلها الناشطون للمسؤولين تهدف لإيصال معاناة المواطنين، وبالتالي يجب احترامها وعدم تحويلها إلى سبب لملاحقة قضائية".
وطالب العيداني بوقف ما وصفه بالدعاوى الكيدية والاعتقالات بسبب الفيديوهات أو المنشورات، معتبراً أن "هذه المرحلة يجب أن تتوقف، وأن تكون حرية التعبير مصانة، بعيداً عن التضييق والاعتقالات التعسفية".
حرية التعبير "مكفولة"!
وفي السياق، أكد عقيل الفريجي، رئيس اللجنة الأمنية في محافظة البصرة، أن عمليات الاعتقال في المحافظة تتم وفق إجراءات قانونية صارمة، وأن الأجهزة الأمنية لا تستطيع تنفيذ أي اعتقال إلا بناء على أوامر قضائية صادرة عن المحكمة أو وجود شكوى قانونية.
وقال الفتلاوي لـ"طريق الشعب"، إن "الاعتقال يكون عن طريق دعوى أو أمر إلقاء قبض من المحكمة، ولا يمكن لأي جهاز أمني تنفيذ الاعتقال دون سند قضائي أو وجود شكوى أو مخالفة قانونية تستدعي ذلك”. وأضاف أن “الدعاوى القضائية موجودة وفق أصولها القانونية، والولاية فيها للمحاكم، والأجهزة الأمنية تقوم بتنفيذ أوامر المحكمة فقط".
وحول حرية التعبير، أوضح الفتلاوي أن الدستور العراقي يكفل حرية التعبير وحقوق المواطنة، مشيراً إلى أن هذه الحرية "يجب أن تُمارس دون انتهاك خصوصية الآخرين أو تجاوز حرمتهم، وألا تتحول إلى سلوك مسيء أو اعتداء على الآخرين".
وأشار إلى أن حرية التعبير متاحة حالياً في العراق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، القنوات الإعلامية، المقاهي والأماكن العامة، حيث يمكن توجيه النقد لأي مسؤول، بما في ذلك رئيس الوزراء ورئيس الدولة والمحافظين.
وأضاف أن "الحرية موجودة، والانتقاد مسموح، لكن يجب مراعاة خصوصية الآخرين وعدم استخدام الحرية للتجاوز على الآخرين".
واختتم بالقول إن "حرية الرأي والكلام الشخصي والحريات الفردية مكفولة بالدستور ومدعومة من القانون، ونحن نؤكد دعمنا الكامل لحرية التعبير عن الرأي".
*******************************************
عين على الأحداث
حريات نص ردن
أعلن مركز "ميترو" لمراقبة حرية الصحافة عن قيام مسلحين بمهاجمة مكتبٍ في السليمانية يضم عددًا من المنظمات المحلية والدولية، وتخريبه ونهب محتوياته، محذرًا من أن هذه الاعتداءات قد تخلق بيئة غير آمنة لعمل المنظمات الدولية وتضرّ بحقوق الإنسان وسمعة البلد، ومطالبًا بإطلاع الرأي العام على تفاصيل هذه الانتهاكات، وإدانتها، وحماية مكاتب المنظمات المحلية والدولية ووسائل الإعلام المستقلة. الناس، وهم يدينون هذه الممارسات اللاديمقراطية والمنافية للحقوق الدستورية، يدعون إلى مواجهتها، مذكّرين أصحابها بعجزهم عن استغلالها في التغطية على فشلهم وفسادهم، ومذكّرين إيّاهم بالمصير الذي انتهى إليه من مارسها قبلهم.
التمييز والادّعاء
كشف مختصون عن الصعاب الاقتصادية والاجتماعية الخطرة التي ستخلقها مدوّنة الأحوال الشخصية للعراقيات، حين تُشجّع على الزواج المبكر الذي يُبعد غالبًا النساء عن التعليم والعمل، وتَحرِم المرأة المعيلة والمطلّقة والأرملة من حقوقها المالية، مُلقيةً إيّاها ومن تعيلهم في براثن الفقر والعوز والتشرّد. كما تنتهك المدوّنة الدستور حين لا تعتبر العنف الأسري جريمة، بل "تأديبًا" يُمارسه الذكر بحقّ الإناث، إضافةً إلى تأثيراتها السلبية على تماسك الأسرة، وعلى مسار التنمية والإنتاج الوطني، ودعمها المطلق للسلطة الذكورية التي تفرض تمييزًا بشعًا ضد النساء، مهما علا الزعيق عن احترام البعض لكرامة المرأة كإنسانة، وسعيهم لتمكينها كمواطنة.
وانهارت جبال الإسمنت
أودى انهيار جزء من جسر قيد الإنشاء في كربلاء بحياة شخصين وجرح آخرين، في مسلسل من حلقات متتالية لانهيار مجسّرات ومبانٍ، جرّاء الفساد الذي يعيق تطبيقًا فاعلًا لإجراءات السلامة والإشراف في المشاريع الإنشائية الحكومية. وفي الوقت الذي اكتفت فيه الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق، رأى الناس أن هذه الحوادث لا تمثّل استهتارًا بحياة المواطنين والمال العام وخطط إصلاح البنى التحتية فحسب، بل تهدّد أيضًا ثقة المواطنين بقدرة الدولة على حماية أرواحهم وضمان سلامتهم، ممّا يستدعي معالجة شفّافة وحقيقية، ومحاسبة جادّة وحازمة للمقصّرين، وإبعاد هذه الملفات عن المناكفات السياسية التي عادةً ما تسبق التنافس الانتخابي.
يصلون متأخرين كعادتهم
في خضمّ الأزمة المائية التي تمرّ بها البلاد جرّاء نقص الإطلاقات من دول المنبع والجفاف لسنين متتالية، كشف مختصون عن كميات المياه العذبة التي تستهلكها الشركات النفطية في إنتاج النفط، والتي بلغت خمسة مليارات لتر يوميًا، أي بمعدل برميل ونصف من الماء مقابل إنتاج برميل واحد من النفط. وفيما يُتوقّع أن يرتفع هذا الرقم ليصل إلى ثمانية مليارات لتر من الماء يوميًا في غضون خمس سنين، يطالب الناس الحكومة بإجبار الشركات على استعمال مياه البحر المالحة، حمايةً لزراعتنا وثروتنا الحيوانية، بل وحتى مياه الشرب، وهو إجراء يُقال إن الحكومة قد اعتمدته مؤخرًا.
كي لا تختلط الأوراق
أعلنت الحكومة عن نجاح الجهود التي بذلتها أجهزتنا الأمنية، وعلى مدى شهور، في تحرير المواطنة الروسية إليزابيث تسوركوف، التي اتُّهمت بالعمل لصالح الموساد وتحمل جنسية الكيان الصهيوني إلى جانب جنسيتها. وفي الوقت الذي يتّفق فيه الناس مع تأكيد الحكومة على أنها لن تتهاون في إنفاذ القانون وإعلاء سلطة الدولة، ولا تسمح لأي أحد بالإساءة إلى سمعة العراق والعراقيين، يطمحون إلى أن يتم ذلك بشكل سريع، وأن تُعلَن النتائج على الشعب بشفافية، لنعرف ما إذا كانت تسوركوف جاسوسة تم استبدالها بشروط تخدم أمننا الوطني، أو بريئة تم تحريرها وإحالة مختطفيها إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
***************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
صراع السرديّات في العراق
نشر موقع Eurasia Review دراسة تحليلية حول العلاقات العراقية بدول الجوار، أعدّها الباحث بيتون داي، وأشار فيها إلى تحوّل العراق إلى ساحةٍ تتصارع فيها سرديّات مختلفة؛ تُجمّل بعضها النفوذ الإيراني، فيما يسعى بعضها الآخر إلى تجميل النفوذ التركي في البلاد، مؤكّدًا ان رغبة الطرفين في انتزاع أكبر مساحة من الهيمنة لصالحهما، وتقليص مساحة نفوذ الخصم، هي ما تقف وراء هذا الصراع وتغذّيه.
الصديقان اللدودان
وذكّرت الدراسة بما لطهران من نفوذ كبير على السياسة العراقية، تمتعت به تاريخياً من خلال علاقاتها مع المؤسسات الحاكمة وحلفائها في محور المقاومة، والأجهزة الأمنية، في وقت تبدو فيه للتوترات الداخلية المتصاعدة والانتكاسات الإقليمية الأوسع نطاقًا، تأثيراً على تقليص هذا النفوذ، ما يثير لديها قلقاً كبيراً، لاسيما مما قد تسفر عنه الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في تشرين الثاني المقبل.
من جانبها، تشهد العلاقات بين بغداد وأنقرة تذبذبًا واضحًا؛ فبينما وقّع العراق مؤخرًا سلسلة من الاتفاقيات التاريخية مع تركيا تُرسّخ التعاون العسكري بين البلدين، بما في ذلك التدريب المشترك، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق أمن الحدود، توترت الأجواء بسبب الدعم التركي للمتمرّدين السوريين الذين أطاحوا بنظام الأسد، والذي زاد من مخاطر تنامي نفوذ حلفاء دمشق الإرهابيين السابقين على أمن العراق، فيما بقيت الانتهاكات التركية للسيادة العراقية أمرًا مرفوضًا لدى العراقيين، الذين تباينت مستويات رفضهم، وفقًا لمواقفهم الأيديولوجية وعلاقاتهم الإقليمية. وخلصت الدراسة إلى أن هذا التذبذب كفيل بخلق حالة من عدم اليقين لدى القادة الأتراك.
نارٌ تحت الرماد
وادّعى الباحث أنه، وجراء هذا القلق، يجري تضخيم المخاطر الناجمة عن تقلّبات موازين القوى الإقليمية، وما تشكّله من تهديدات مباشرة للسيادة العراقية، بهدف إقناع بعض المعارضين بقبول الواقع القائم، أو التقليل من حرصهم على استقرار البلاد، بغية إرباكهم وتضليلهم، ريثما يُجرى تقييم استراتيجي للصراع وإعادة تنظيم الصفوف في مواجهة الضغوط الخارجية.
ورأى الكاتب في الخلافات الحادة بين رئيس الحكومة وأطرافٍ متنفذة وقوية في العراق تجسيدًا لهذا الادعاء، حيث أطلقت هذه الأطراف سرديّات تنشر رؤى مختلفة، تُسلّط الضوء على جوانب معينة من الواقع وتُقلّل من أهمية جوانب أخرى، بهدف التحكّم في تشكيل التصوّر العام، واستخدام المظالم المحلية، والهويّات الطائفية، والمشاعر القومية لإضفاء الشرعية على الأجندات السياسية، وتوجيه الانتباه الجماعي نحو – أو بعيدًا عن – جهات فاعلة وأحداث معيّنة.
ساحة لصراع السرديّات
وأعرب الكاتب عن تصوّره بأن العراق يُشكّل مصدرًا غنيًا وفريدًا للشائعات، إذ إن مشهده الإعلامي المسيّس، الذي تُعدّ الطائفية وخطاب الكراهية من أبرز سماته المميّزة – بحسب تقرير حديث للأمم المتحدة – يُعدّ ساحة معركة سرديّة، تتميّز بالمنافذ التابعة سياسيًا، التي غالبًا ما تُضخّم الروايات العدائية والمعلومات المضللة لتحقيق مكاسب سياسية. ولأن مثل هذه الحملات لا تستهدف الجمهور الغربي، فقد يصعب على المراقبين الخارجيين فهم جاذبيّتها أو تقدير حجم تأثيرها في تشكيل الرأي العام.
وأكّدت الدراسة أن هذا الإعلام يتمتّع بمرونة ملحوظة، إذ يدمج باستمرار التطوّرات الجديدة في سرديّات مألوفة، لتبرير الأجندات السياسية الجارية، وتشويه سمعة المعارضين. وتمكّنه هذه المرونة من إعادة صياغة السياقات، والحفاظ على الاتساق الأيديولوجي، واستغلال لحظات الأزمة، وتحقيق أهداف طويلة الأجل دون أن يبدو انتهازيًا.
كما تلعب بعض هذه السرديّات دورًا ليس في الإقناع فقط، بل في تشتيت الانتباه، أو التضليل، أو التفرقة، عبر إشارات متناقضة، تفضي إلى كلا الاتجاهين: تهديداتٍ صاخبةٍ تفتقر إلى المتابعة، وإشاراتٍ تهدئة تُخفي التعبئة؛ وذلك لإخفاء النوايا الاستراتيجية.
وختم الباحث دراسته بعدد من الاستنتاجات حول الخطط التي تُنفَّذ في العراق لإنقاذ النفوذ الإقليمي، وإعادة ضبط الاستراتيجيات الأوسع، وتوظيف مزيج من الخطاب العدواني، والتناقضات، والعنف المُستهدف منخفض المستوى، وتجنّب المواجهات المباشرة التي قد تُقوّض المكانة السياسية، والحفاظ على مرونة التكيّف مع إبقاء الخصوم غير متيقنين من النوايا الحقيقية.
وخلص إلى أن سرديّات الخصوم لا تكشف فقط عمّا يريدون للآخرين أن يصدّقوه، بل تكشف أيضًا عمّا يسعون إلى طمسه.
******************************************
الصفحة الرابعة
مبادرات تطوعية لانقاذ التلاميذ والطلبة من عبء التكاليف مع اقتراب العام الدراسي.. مصاعب تواجه الأسر العراقية في تجهيز أبنائها
بغداد – تبارك عبد المجيد
مع اقتراب العام الدراسي الجديد، تواجه العديد من الأسر تحديات مالية كبيرة لتوفير مستلزمات أبنائها من كتب وقرطاسية وملابس مدرسية. إذ أصبح ارتفاع الأسعار ونقص الموارد المدرسية يشكل عبئا مضاعفا على الأهالي، سواء الموظفين ذوي الدخل الثابت أم أصحاب الأجور اليومية الذين يفتقرون إلى ضمانات مالية.
ويبرز هذا العبء في حياة الأطفال أيضا، حيث يشعر بعضهم بالنقص أمام زملائهم الذين يستطيعون الحصول على أحدث المستلزمات، ما يخلق فجوة واضحة بين الطلبة على أساس اقتصادي ويؤثر على نفسيتهم.
وفي ظل هذه التحديات، باتت المبادرات المجتمعية التطوعية جزءا من الحل، لتخفيف الضغط عن الأهالي وضمان حصول الطلبة على أدواتهم التعليمية الأساسية.
فوارق طبقية تؤذي التلاميذ
يقول احسان محمد، وهو موظف وأب لثلاثة أطفال، انه "برغم أنني موظف وأحصل على راتب ثابت، إلا أن ارتفاع تكاليف المعيشة يجعل من الصعب توفير كل احتياجات أطفالي اليومية، من ملابس وكتب وقرطاسية وحتى الطعام. أتساءل دائما عن وضع أصحاب الأجور اليومية، والذين لا يملكون دخلًا ثابتا، كيف يمكنهم تأمين مستلزمات أبنائهم الأساسية في ظل الأسعار الحالية؟".
ويضيف محمد لـ "طريق الشعب"، ان "الوضع أصبح مرهقا نفسيا وماليا على الأسرة، ومع بداية كل عام دراسي أشعر بثقل المسؤولية، إذ أرغب في منح أطفالي مستلزمات جيدة، لكن الواقع الاقتصادي يفرض حدودا صارمة".
وتابع ان "هناك أطفالا لا يستطيع أولياء امورهم توفير كافة المستلزمات المدرسية لهم، ما يضعهم في حرج أمام الأسر التي تملك المال لتجهيز أطفالها بكافة أنواع وأحدث المستلزمات. هذا الوضع يخلق نوعًا من التميز والطبقية بين الأطفال ويؤثر على نفسيتهم ويجعلهم يشعرون بالنقص مقارنة بزملائهم".
وأضاف "نحن جميعا بحاجة إلى دعم حقيقي من الجهات المعنية لتخفيف الضغط عن العائلات ومساعدة الأطفال، بعيدا عن الفروقات المادية التي تؤثر على تعليمهم وحياتهم النفسية".
السوق تستنزف جيوب الفقراء
من جهتها، قالت هناء جبار، مديرة مدرسة، إن "الاستعدادات للعام الدراسي الجديد تمثل تحديا كبيرا ليس على مستوى محافظتنا فحسب، بل على مستوى معظم مناطق البلاد، حيث تعاني أغلب العائلات من صعوبات في تجهيز أبنائها".
وأضافت جبار في حديث لـ"طريق الشعب"، انه "قبل نحو عشر سنوات، ومع تطبيق سياسة التعليم المجاني، كانت المدارس تزود الطلبة والتلاميذ بالكتب والقرطاسية ومستلزمات الدراسة قبل بدء العام الدراسي، الأمر الذي خفف العبء المالي عن الأسر. لكن هذه الممارسات تراجعت تدريجيا في السنوات الأخيرة، حتى أن بعض المدارس أصبحت تقدم أدوات مكتبية بسيطة وذات نوعية رديئة، كما أنها لا تكفي جميع الطلاب".
وتابعت أن "الاعتماد على السوق لتوفير المستلزمات المدرسية أدى إلى رفع الأسعار، بسبب الطلب الكبير على الملابس والحقائب والدفاتر والقرطاسية. هذا الوضع يخلق ضغطا نفسيا على الأسر، ويؤثر سلبًا على الأطفال، حيث يلاحظون الفروقات بين زملائهم، وقد يصل الأمر إلى الشعور بالحرمان أحيانًا أو حتى التوجه نحو تصرفات خاطئة مثل السرقة".
وأكدت جبار، أن الحل الأمثل يكمن في العودة إلى النظام السابق الذي يضمن توفير المستلزمات المدرسية الأساسية لجميع الطلاب، بما فيها الكتب، الدفاتر، والقرطاسية، بالإضافة إلى توحيد زي الطلاب، لتقليل التنافس غير الشريف بين الطلاب والتخفيف من العبء المالي على الأسر.
وقالت انه "إذا تم توفير مستلزمات مدرسية مجانية وموحدة، فقد يستفيد الطلبة بشكل مباشر، بينما يبقى السوق التجاري هو المستفيد الأكبر من عدم تنظيم هذه الأمور. ومن جانب آخر، فإن تجهيز الأطفال بشكل جيد مع بداية العام الدراسي يضفي شعورا بالفرح والتفاؤل لدى العائلات، ويحفز الطلاب على التركيز على مستقبلهم التعليمي رغم التحديات الكبيرة التي تواجه المدارس، خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية وعدم توفر ساحات للعب وحدائق كبيئة صحية".
وأضافت أن هذه التحديات تتطلب تدخل الجهات المعنية لضمان توفير بيئة تعليمية متكاملة تقلل الفوارق بين الطلاب وتساعد الأسر على تخطي الصعوبات المالية في بداية كل عام دراسي.
مبادرات إنسانية
فيما تقول هاجر حسين، ناشطة وباحثة في مجال التعليم ومؤلفة لكتاب تعليمي (رحلة تعليم)، إن "ارتفاع تكاليف المعيشة أصبح عبئا كبيرا على الأهالي، خصوصا الذين لديهم أكثر من طالب في المنزل. ومع اقتراب العام الدراسي يواجه الأهالي ضغوطا لتوفير قرطاسية متكاملة لأبنائهم، تشمل الأقلام والدفاتر والكتب. وفي بعض الأحيان تكون الكتب غير متوفرة في المدارس، ما يضطرهم لشرائها بأنفسهم لضمان متابعة أبنائهم للمناهج الدراسية".
وتضيف هاجر لـ"طريق الشعب"، أن العبء يتضاعف على الأهالي الذين لديهم أبناء في المراحل النهائية، حيث يحتاج هؤلاء الطلاب إلى ملازم لكل المناهج ودروس خصوصية، لضمان التحصيل الدراسي، خصوصا أن المدارس الحكومية لا توفر تعليما كافيا لهذه المراحل. وهكذا يضطر الأهالي لإنفاق ميزانيات إضافية لتأهيل أبنائهم وتحقيق المعدلات المطلوبة، لا سيما في الصف السادس الإعدادي الذي يمثل مرحلة حاسمة لتحديد مستقبل الطالب واختيار اختصاصه الدراسي.
وتلفت هاجر إلى أن هذه الضغوط لا تقتصر على الجانب المالي، بل تمتد إلى الجانب النفسي، إذ يشعر بعض الطلبة بأنهم عبء على ذويهم، بينما يعاني الأهالي من الضغط المستمر لتوفير جميع المستلزمات التعليمية، ما يجعل بداية العام الدراسي تجربة مرهقة للأسرة بأكملها.
ولتخفيف هذه الأعباء، أطلقت هاجر وفريقها التطوعي مجموعة من المبادرات العملية؛ منذ عام 2016، يتم توزيع الملازم الدراسية مجانا لطلاب الصف السادس الإعدادي في جميع محافظات العراق، حيث يستفيد منها أكثر من خمسة وعشرين ألف طالب سنويا. ويعاد تدوير الملازم من الطلاب الذين أنهوا دراستهم لتوزيعها على الطلبة الجدد، ما يقلل العبء المالي على الأسر، ويضمن حصولهم على موارد لازمة لتحقيق التفوق الدراسي.
كما قامت المبادرة بجمع الكتب الدراسية من الطلاب الذين أنهوا مراحل دراسية معينة، وتوزيعها على الطلاب الجدد لمواجهة نقص الكتب، الذي لم تتمكن وزارة التربية من معالجته، وهو حل بسيط لكنه فعال وساهم في معالجة جزء من المشكلة.
المدرسة الحرة
والى جانب ذلك، أطلق متطوعون مبادرة "المدرسة الحرة"، التي تقدم تعليما مجانيا غير تقليدي، يركز على المهارات الحياتية مثل المسؤولية المجتمعية والتعليم القائم على العلوم والتكنولوجيا والسينما، بهدف تهيئة الطلبة لمستقبل أفضل، ومنحهم فرصا أكبر في سوق العمل. وقد يستفيد من هذه المبادرة أكثر من خمسة وستين طالبا، وتم تبني الفكرة لاحقًا في بعض المدارس الحكومية والأهلية وحتى في المنازل.
واختتمت هاجر حديثها بالقول: إن المبادرات البسيطة يمكن أن تحقق تأثيرا حقيقيا على الطلبة والأهالي، وتخفف من الضغط المالي والنفسي قبل بداية العام الدراسي. وقد تمكنت المبادرة من الانتشار خارج العراق، حيث تبنت فرق تطوعية في اليمن نفس الأفكار والتفاصيل، وحققت نتائج إيجابية لمدة سنتين متواصلتين.
**************************************************
دعوات الى جهود حكومية ومجتمعية لمعالجة الظاهرة.. شباب ذي قار في مواجهة اليأس أرقام الانتحار تتضاعف ثلاث مرات منذ 2016
بغداد – طريق الشعب
كشف التقرير السنوي للواقع الأمني والجنائي في محافظة ذي قار عن تسجيل 117 حالة انتحار خلال عام 2024 في مؤشر ينذر بارتفاع الضغوط النفسية والاجتماعية بين الشباب.
ويشير خبراء ومختصون إلى أن هذه الظاهرة تعكس تأثير مجموعة من العوامل المتشابكة، تشمل الفقر والبطالة والمشاكل الأسرية، إضافة إلى نقص خدمات الصحة النفسية وغياب المرافق الترفيهية، فضلاً عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والتطرف الديني.
وتطرح هذه الأرقام سؤالاً عاجلاً حول الإجراءات الحكومية والمجتمعية المطلوبة للحد من تفاقم هذه الظاهرة وحماية الشباب من الانزلاق نحو خيارات مأساوية؟
أرقام تتضاعف!
وذكرت بيانات المؤتمر التحليلي للواقع الأمني والجنائي السنوي الثاني عشر، الذي عقدته شرطة ذي قار مطلع عام 2025، عن تسجيل 117 حالة انتحار خلال عام 2024 مقارنة بـ87 حالة في 2023، بزيادة قدرها 34 في المائة.
وعزت البيانات أسباب هذه الظاهرة إلى الاكتئاب الشديد، القلق، المشاكل الأسرية والمالية والصحية المزمنة، إضافة إلى الشعور بالوحدة والتعرض للعنف.
وتشير الإحصاءات إلى أن حالات الانتحار في ذي قار تضاعفت ثلاث مرات منذ عام 2016 حين سُجلت 48 حالة فقط، لتصل إلى 53 حالة عام 2017، قبل أن تنخفض إلى 51 حالة في 2018، ثم ارتفعت إلى 55 حالة في 2019، و80 حالة في 2020، و83 حالة في 2021، و105 حالات في 2022، وانخفضت مجددا إلى 87 حالة في 2023، قبل أن تقفز إلى 117 حالة في 2024، معظمها بين الشباب والشابات.
الفقر والبطالة أبرز الاسباب
يقول حسين العامل، ناشط وصحفي من المحافظة، أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بين الأسر والشباب والمعاقين يعد من أبرز الأسباب التي تؤثر سلباً على الحالة النفسية للشباب، ما يؤدي إلى شعور باليأس والإحباط قد يصل بالبعض إلى الانتحار.
ويضيف العامل لـ "طريق الشعب"، أن "بعض الحالات ترتبط بالتطرف الديني"، مشيراً إلى حركة القربان التي تدعو أتباعها أحياناً إلى الانتحار لإثبات ولائهم المذهبي، وهو ما ظهر في عدة حالات سُجلت في المحافظة.
كما لفت إلى أن بعض حالات الانتحار تتضح لاحقاً أنها مرتبطة بـ"جرائم الشرف"، خاصة ضد النساء، حيث تُسجل في البداية كحالات انتحار قبل أن يكشف التحقيق أنها جرائم تهدف إلى “غسل العار”.
وتحدث العامل أيضاً عن دور المشاكل الأسرية، مثل التفكك الأسري وحالات الطلاق، إضافة إلى الأمراض النفسية والخجل المجتمعي الذي يمنع كثيرين من طلب العلاج، ما يزيد من احتمالية الانتحار.
ولم يغفل العامل الحديث عن غياب الأماكن الترفيهية والمنتديات الرياضية العامة في المدينة، والتي يمكن أن توفر للشباب متنفساً صحياً لهواياتهم وطاقاتهم، مؤكداً أن غياب هذه المرافق يفاقم الشعور بالإحباط واليأس.
ويُعد هذا الارتفاع في حالات الانتحار مؤشراً مقلقاً يدعو الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأسباب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية الكامنة وراء هذه الظاهرة.
الصحة النفسية غائبة
علي عودة، ممرض وناشط من محافظة ذي قار، قال أن الظاهرة مرتبطة بعدة عوامل مترابطة، تتجاوز مجرد البعد الاقتصادي، مردفا أن الجانب الاقتصادي مهم بالطبع، لكنه ليس العامل الوحيد.
وأضاف أن المشكلة الأساسية تكمن في نقص خدمات الصحة النفسية في المحافظة، حيث لا يتوفر سوى أربعة أطباء أخصائيين نفسيين، في مقابل عدد سكان يزيد على مليوني نسمة. واعتبر أن هذا النقص الحاد في الخدمات النفسية يعد عاملاً مؤثرًا بشكل مباشر على ارتفاع حالات الانتحار، خاصة مع تفاقم الضغوط الاجتماعية والعائلية.
وأوضح عودة لـ"طريق الشعب"، أن الضغوط النفسية داخل الأسرة تمثل جانبا مهما أيضا، فهي تضيف عبئا إضافيا على الشباب الذين يواجهون صعوبات اقتصادية واجتماعية متزايدة.
وزاد بالقول: إن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل كبير في تفاقم المشكلة، مشيرا إلى أن الشباب أصبحوا يتأثرون بالمسلسلات والأفلام والقصص الوثائقية المنتشرة على الإنترنت، ما يجعلهم يرون الانتحار كخيار في مواجهة الضغوط أو كحل لمشاكلهم، وهو ما لم يكن موجودا بنفس القوة قبل ثورة الإنترنت وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكد علي ان هناك حاجة ملحة إلى توسيع خدمات الصحة النفسية في ذي قار، ومراعاة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى توعية الشباب حول مخاطر الانتحار وطرق التعامل مع الضغوط النفسية.
تفاقم الإحباط واليأس بين الشباب
فيما قال الباحث الاجتماعي من مدينة الناصرية سامر الربيعي، أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب حلولاً جذرية لأسبابها الأساسية، وعلى رأسها البطالة والفقر، وغياب فرص العمل المناسبة.
واضاف الربيعي لـ"طريق الشعب" أن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم الإحباط واليأس بين الشباب، إذ تروج لصور حياة مثالية للمشاهير تجعلهم يقارنون أنفسهم بها ويشعرون بعدم الكفاية.
ونبه ايضا الى أن التفكك الأسري يفاقم المشكلة عبر غياب الدعم العاطفي والنفسي، ما يعزز شعور الشباب بالوحدة والعزلة. كما شدد على أن تعاطي المخدرات يزيد من تدهور الصحة النفسية ويعزز توجه البعض نحو خيارات مأساوية مثل الانتحار.
ولفت إلى أن غياب المرافق العامة والترفيهية كالملاعب ودور السينما والمتنزهات يساهم في تعميق مشاعر الإحباط لدى الشباب الفقراء، مؤكدًا أن توفير هذه الأماكن بشكل مجاني أو بأسعار رمزية يمثل ضرورة ملحة.
وأوضح أن غياب مؤسسات تحتضن طاقات الشباب وتطور مهاراتهم دفع بالكثير منهم إلى ارتياد المقاهي التي قد تتحول إلى بؤر لتعاطي المخدرات، مستغربا ضعف البرامج الحكومية في مواجهة هذه الظاهرة.
وأشار الربيعي إلى أن الضغوط النفسية الناتجة عن المشاكل الأسرية، إضافة إلى إصرار بعض العائلات على تحقيق أبنائها معدلات دراسية تفوق قدراتهم، قد تدفع الطلبة إلى الانتحار عند الفشل، مؤكدًا أهمية دور المرشد التربوي في تقديم الدعم والإرشاد. كما أشار إلى أن التفاوت الطبقي وانتشار أفكار متطرفة، مثل حركة القربان التي تتبنى الانتحار كوسيلة لإثبات الولاء المذهبي، يمثل عامل خطر إضافي يفاقم معدلات الانتحار.
وشدد الربيعي على ضرورة تكامل الجهود الحكومية والمجتمعية لمعالجة الظاهرة، عبر توسيع خدمات الصحة النفسية، ودعم الشباب اقتصاديا، وتعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر الانتحار، والتأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والمخدرات، مع التركيز على توفير بيئة آمنة ومساندة للشباب لمواجهة الضغوط النفسية والاجتماعية.
*********************************************
الصفحة الخامسة
بسبب ارتفاع تكاليف السكن والخدمات العراقيون يخفضون نفقات الغذاء إلى النصف
متابعة – طريق الشعب
كشفت وزارة التخطيط عن تراجع نسبة إنفاق الأسر العراقية على الغذاء إلى النصف، مبينة أن نفقات الغذاء كانت تُشكل أكثر من 60 في المائة من مجمل الدخل خلال السنوات الماضية، وحالياً انخفضت إلى نحو 31-32 في المائة – وفقا للوزارة. وفيما يذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، أن هذا التحوّل يعكس إعادة توزيع الموارد نحو السكن والصحة والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى، وينسجم مع أولويات المعيشة وتوزيع الإنفاق على مختلف الحاجات الحياتية، يرى اقتصاديون أن هذا التحوّل في الانفاق لا يعني بالضرورة تحسنا في القدرة الشرائية أو حصول انخفاض في أسعار الغذاء، لافتين إلى ان الأسر تضطر إلى تقليل نفقات الغذاء لتغطية تكاليف السكن والخدمات الضرورية المتزايدة.
ويشير الهنداوي في حديث صحفي إلى ان "الإجراءات الحكومية الأخيرة ساهمت في تحقيق استقرار نسبي في أسعار المواد الغذائية، رغم تسجيل بعض الارتفاعات الطفيفة في سلع محددة تراوحت بين 0.5 و3 في المائة فقط"، مبينا أن "تقارير الوزارة أظهرت انخفاضاً في معدل التضخم خلال شهر تموز الماضي بنسبة 0.1 في المائة على المستوى الشهري، وهو ما يعكس تحسناً محدوداً، لكنه مهم في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة".
هل تحسنت القدرة الشرائية؟!
الباحث في الشأن الاقتصادي علي عبد الله، يرى أن التحول في إنفاق الأسرة العراقية من الغذاء إلى قطاعات أخرى مثل السكن والخدمات والتعليم، يشير إلى تغيّر في نمط الاستهلاك، لكنه لا يعني بالضرورة تحسناً في القدرة الشرائية.
ويوضح في حديث صحفي أنه "عندما كان 60 في المائة من الدخل يُنفق على الطعام، كان ذلك علامة على هشاشة الوضع المعيشي. واليوم ورغم انخفاض النسبة إلى نحو 30 في المائة، إلا أن ارتفاع تكاليف السكن والطاقة والنقل جعل الكلفة النهائية للحياة أثقل على كاهل المواطن. بمعنى أن المواطن لم يشعر فعلياً بانخفاض العبء، إنما تغيّر موقع هذا العبء من الغذاء إلى عناصر أخرى".
الرفاهية المستحيلة!
من جانبها، ترى المواطنة البغدادية وفاء الربيعي أن "تكاليف المعيشة ارتفعت، وأن الأسرة كانت في السابق تنفق أغلب دخلها على الطعام، أما الآن فنصرف معظم رواتبنا على الإيجار والفواتير".
وتضيف في حديث صحفي ان "أسعار المواد الغذائية قد تكون مستقرة نسبياً، لكن السكن والكهرباء والإنترنيت تسحب الجزء الأكبر من رواتبنا. حتى الترفيه البسيط أصبح رفاهية لا نستطيع التفكير فيها".
وتوضح أنه "على سبيل المثال، راتب أسرتي الشهري يقارب مليوناً ونصف المليون دينار، لكن إيجار المنزل وحده يستهلك أكثر من 700 ألف دينار شهرياً، وفواتير الكهرباء والماء والإنترنيت تقارب 300 ألف، فلم يتبقَّ سوى القليل للطعام وبقية الاحتياجات. لذلك نشعر أن حياتنا تزداد صعوبة مع كل ارتفاع في الأسعار".
وتُعد تكلفة المعيشة أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تحدد قدرة المواطن على تلبية احتياجاته، خاصة في ظل ارتفاع إيجار السكن، مع الأخذ في عين الاعتبار التفاوت الكبير بين رواتب الموظفين من وزارة إلى أخرى. فهناك دوائر راتب الموظف فيها لا يزيد على 600 ألف دينار شهرياً.
أجور الخدمات والنقل
يبلغ متوسط تكاليف الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والإنترنيت لشقة صغيرة، نحو 150 ألف دينار شهرياً. فيما ترتفع فاتورة الكهرباء خلال الصيف بسبب استخدام أجهزة التبريد. لذلك كثيرا ما يُطالب مواطنون الحكومة بدعم أسعار الكهرباء والوقود لتقليل الضغط على ميزانية الأسر.
ويبلغ سعر لتر البنزين العادي 450 دينارا، بينما تتراوح كلفة المواصلات العامة الشهرية للفرد بين 40و50 ألف دينار، وهو ما يمثل عبئاً إضافياً على دخل الأسر، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى خدمات نقل عامة منتظمة.
تعزيز القوة الشرائية
يواجه المواطن اليوم تحديات معيشية معقدة. فبينما انخفضت نسبة الإنفاق على الغذاء، بقيت كلفة المعيشة الكلية مرتفعة وتواصل الارتفاع، نتيجة الزيادات في تكاليف السكن والطاقة والخدمات.
ويؤكد خبراء أن الاستقرار في أسعار بعض السلع لا يكفي لتحقيق الراحة الاقتصادية، ما لم ترافق ذلك سياسات حكومية تعزز القوة الشرائية وتحسن مستوى الخدمات. ووفقا للاقتصادي علي عبد الله، فإن "العراق يحتاج إلى إصلاحات أعمق في السياسة المالية ودعم مباشر للفئات محدودة الدخل حتى يشعر المواطن بتغير ملموس".
هذا ويرى مواطنون أن نوعية الخدمات المقدمة لا توازي تكاليفها، مشيرين إلى انهم يسددون فواتير مرتفعة للماء والكهرباء، في حين يصلهم الماء متذبذبا وغير صالح للاستهلاك البشري، والكهرباء ضعيفة وغير مستقرة.
وبالعودة إلى المواطنة وفاء الربيعي، فإنها تنوّه إلى ان المواطن لا يبحث عن حياة مترفة "فقط نريد أن نعيش بكرامة، وألا يذهب معظم دخلنا للسكن وفواتير الخدمات".
****************************************
ليلاً ودون سابق إنذار إزالة جدار خرساني من معبد الصابئة في بغداد
متابعة – طريق الشعب
أفاد رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائيين غانم هاشم، بقيام "جهات غير معروفة" بإزالة 32 كتلة خرسانية من جدار معبد الصابئة في بغداد "ليلاً"، مشيراً الى أن أسباب إزالة الجدار "غير منطقية".وأوضح في حديث صحفي أنه تمت إزالة الكتل الخرسانية في الساعة 1 ليلا، وبعد إزالتها بات "بيت المعرفة" في المعبد مكشوفا، مشيرا إلى أن المعبد يضم مكان عبادة ومدرسة و"بيت المعرفة" المعني بثقافة الطائفة الصابئية المندائية.
ولفت هاشم الى انه عند الاستفسار من القوات الامنية عن قرار الإزالة، أكدت عدم علمها بالأمر، وعزته الى دائرة بلدية المنصور بحجة "جعل بغداد أجمل". متسائلاً: "أي دائرة بلدية تقوم بأعمال كهذه في الساعة 1 ليلاً؟!".
وبُني هذا المعبد (المندي) في ثمانينيات القرن الماضي، على أرض ملك صرف باسم وزارة المالية مخصصة لطائفة الصابئة، تبلغ مساحتها 1200 متر مربع. وقد اتخذ بعض الصابئة المُهجّرين من هذا المعبد مأوى لهم.
********************************************
تحويل الأرصفة إلى كراجات.. متى تنتهي هذه الظاهرة؟!
متابعة – طريق الشعب
تشهد بغداد منذ سنوات تحوّل مساحات كبيرة من الأرصفة في المناطق التجارية، إلى كراجات غير رسمية تستغلها محال ومطاعم ومقاه ومعارض سيارات، بشكل علني. فيما تُفرض رسوم مرتفعة من دون غطاء قانوني، على المواطنين الذين يركنون مركباتهم على تلك الأرصفة.
ووفقا لوكالات أنباء، فإن هذه الظاهرة أصبحت مشهدا يوميا في قلب العاصمة، ما يعكس غياب الرقابة وضعف المتابعة من الجهات البلدية والأمنية. في حين يؤكد مواطنون، أن الأمر لا يتوقف على الأرصفة فقط، فهناك محال ومطاعم حوّلت أجزاء من الشوارع المقابلة لها، إلى كراجات!
ويواجه البغداديون معاناة مزدوجة: فمن جهة تُحتل الأرصفة المخصصة للمشاة وتُستخدم كمواقف خاصة، ومن جهة أخرى تُفرض عليهم رسوم عالية في كراجات معظمها غير مرخّص.
وبحسب وكالة أنباء "بغداد اليوم"، فإن على سبيل المثال، هناك مطاعم في المنصور تستحوذ على الأرصفة وتحولها إلى مواقف خاصة لزبائنها، ما يجبر المارة على النزول إلى الشارع وتعريض أنفسهم للخطر.
وتضيف القول أنه "في متنزه الزوراء، الذي يُفترض أن يكون متنفساً مجانياً للعائلات، يُجبر المواطن على دفع ثلاثة آلاف دينار مقابل ركن سيارته داخل المتنزه، بينما يدفع خمسة آلاف دينار في المواقف المحيطة بالمتنزه".
ويرى مراقبون أن "هذه الممارسات تكشف عن خلل إداري ورقابي واضح. فبدلاً من أن تنظم الدولة قطاع المواقف وتوفّر خدمة منظمة برسوم عادلة، تُترك المساحات العامة للاستغلال العشوائي الذي يحوّل الرصيف والشارع إلى مشاريع جباية شخصية".
ويشيرون إلى أن هذه الفوضى لا تضر المواطن فقط، بل انها تسيء أيضاً إلى صورة العاصمة التي يُفترض أن تعكس النظام والالتزام بالقانون، محذرين من أن استمرار غياب التنظيم سيؤدي إلى تفاقم المشكلة. إذ يتوسع الاستحواذ على الأرصفة ويزداد الضغط على المواطنين.
******************************************
التجريف يأتي على نخيل {سيد أحمد الرفاعي}
متابعة – طريق الشعب
حذّر مهندسون زراعيون في ناحية سيد أحمد الرفاعي غربي محافظة ميسان، من تهديد مباشر يُحيق ببساتين النخيل في الناحية، متمثل في "التجريف الممنهج" وأزمة المياه المتفاقمة.
وقال عدد من المهندسين في حديث صحفي، أن عمليات تجريف البساتين وتحويلها إلى أراضٍ سكنية باتت تشكل خطرًا على إنتاج التمور والنشاط الزراعي بشكل عام في الناحية، مشيرين إلى ان ميسان، وعلى وجه الخصوص ناحية سيد أحمد الرفاعي، تنتج سنويا أصنافًا نادرة وثمينة من التمور، على الرغم من قلة الإمكانات وضعف الدعم الحكومي.
وأشاروا إلى أن زراعة النخيل، في حال حُظيت بدعم واهتمام كافيين وبخطط طموحة، لساهمت في تحقيق مردود اقتصادي كبير للبلاد، لا سيما أن العراق يشتهر بإنتاج أصناف مهمة من التمور.
ويعتمد معظم سكان هذه الناحية على الموارد الزراعية. حيث تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة حوالي 360 ألف دونم، تتغذى بالمياه في غربها من جدول السابلة المتفرع عن نهر الغراف في قضاء الرفاعي، وفي شرقها تتغذى من جدول البزون في نهر الشذيرية. وبفعل أزمة المياه المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، تضرر الواقع الزراعي في الناحية كثيرا، ما دفع العديد من أصحاب البساتين والأراضي الزراعية إلى تجريف أراضيهم وتحويلها إلى قطع سكنية – حسب وكالات أنباء.
***************************************
هل من بدائل لأصحاب البسطات المُزالة؟!
بغداد - أحمد علي عبد الله
في إطار حملة "بغداد أجمل" التي تواصل أمانة العاصمة تنفيذها لتحسين المظهر العام في المدينة، شرعت بلدية المنصور يوم 2 أيلول الجاري في تنفيذ حملة لإزالة التجاوزات في المنطقة. حيث رفعت بسطات الباعة من على أرصفة "شارع الرواد"، مثلما حصل في مناطق أخرى من العاصمة.
وأثارت حملة المنصور غضب واستياء أصحاب البسطات والاكشاك، بعد أن أزيلت مصادر دخلهم الوحيدة. حيث ذكر عدد منهم لـ"طريق الشعب"، أن الحملة التي نفذتها البلدية تمت دون إنذار مسبق، ما أدى إلى فقدانهم مصادر عيشهم بشكل مفاجئ.
ويرون أن هذا الإجراء "تعسفي"، موجبين على البلدية رد اعتبارهم وتعويضهم.
فيما لفتوا إلى أن البلدية "تتجه لقطع سبل عيش الكسبة، من الخريجين والشباب العاطلين عن العمل، عبر إزالة مصادر دخلهم، في وقت تعجز فيه الحكومة عن إيجاد حلول بديلة تنقذ هؤلاء الكادحين من شبح البطالة".
وينوّه أصحاب البسطات إلى أن "البلدية تتغاضى عن تردي الخدمات في مناطق شعبية مجاورة، مثل الاسكان والوشاش. حيث تتقاعس عن اداء واجبها الأساسي في تحسين البنى التحتية لتلك المناطق، وبدلاً من ذلك تركز على تلميع صورة الشارع على حساب الكادحين، من دون النظر إلى العواقب الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن ذلك، ما يثير التساؤل حول أولويات مسؤولياتها".
وتعرّض عدد من أصحاب البسطات للاعتقال بسبب احتجاجهم على إزالة مصادر دخلهم. في حين أفاد البعض بأن "موظفي البلدية أصروا على رفع الأكشاك والبسطات بما فيها من سلع، بالقوة، دون تفاهم أو مراعاة"، ما أدى إلى تصاعد التوتر بين الطرفين.
ويطالب هؤلاء المتضررون بتوفير بدائل لهم. فمعظمهم مسؤولون عن عائلات، مشيرين إلى ان وضع حلول جذرية لمشكلة البطالة بات ضرورة ملحة، بدلاً من التركيز على إزالة التجاوزات دون تقديم بدائل حقيقية.
***************************************
النفايات تخنق حيّاً كربلائياً
متابعة – طريق الشعب
ناشد أهالي حي الإعلام في مدينة كربلاء، بلدية المدينة إيجاد حل عاجل لمشكلة تراكم النفايات والأنقاض في شوارع الحي وساحاته ومداخله، مبينين أن النفايات تسببت في تصاعد مستويات التلوث البيئي وزيادة المخاطر الصحية، فضلا عن تشويه المظهر العام للمنطقة.
وأشاروا إلى أن الوضع الحالي يتطلب معالجة عاجلة، من خلال إرسال كوادر البلدية كي ترفع النفايات بشكل فوري، مع إجراء متابعة مستمرة من قبل قسم الخدمات في البلدية، لضمان عدم تكرار المشكلة مستقبلاً.
وفي السياق، يذكر مواطنون من أهالي الحي، أنه بسبب تراكم النفايات فترات طويلة وتصاعد روائحها الكريهة، يضطر المواطنون إلى حرقها، ما يضاعف من مخاطرها. حيث تتصاعد أعمدة الدخان السام وتنتشر في أجواء الحي، في الوقت الذي يُحذر فيه اختصاصيون في الصحة والبيئة، من مخاطر تلك الأدخنة لما تسببه من أمراض تنفسية وسرطانية.
*********************************************
مواساة
- تتقدم لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي بالتعازي الحارة إلى الرفيقة إيناس جبار، بوفاة والدتها بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، سكرتيرها الرفيق حيدر بشبوش، بوفاة والدته.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى الرفيق جبار نعمة الكعبي (ابو ايناس)، بوفاة الرفيقة عقيلته إثر مرض عضال.
للفقيدة الذكر الطيب ولذويها الصبر الجميل.
- بمزيد من الحزن تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السيمر واللجنة الرياضية في محلية الحزب في البصرة، الرفيق عبد طاهر فلحي سكرتير المنظمة السابق، والذي فارق الحياة الخميس الماضي إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
كان الفقيد متميزا في عمله الرياضي على مستوى المحافظة والوطن.
له الذكر الطيب ولذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان.
***********************************************
الصفحة السادسة
الاحتلال يحكم على غزة بالإعدام: الموت او مغادرة المدينة الأمم المتحدة تتبنى إعلان حل الدولتين بأغلبية ساحقة
متابعة – طريق الشعب
اعترف رئيس الأركان الاحتلال الإسرائيلي السابق هرتسي هاليفي، بأن الجيش "تسبب في مقتل أو إصابة أكثر من 200 ألف فلسطيني، منذ بدء الحرب على غزة، أي أكثر من 10 في المائة من سكان قطاع غزة". وهذا الرقم قريب من الأرقام التي قدمتها وزارة الصحة الفلسطينية، والتي يرفضها مسؤولو الاحتلال، ويعدونها "دعاية لحركة حماس"، على الرغم من أن وكالات الإغاثة الإنسانية الدولية اعتبرت أرقام الوزارة موثوقة.
وبلغت الحصيلة الرسمية وفق آخر الاحصائيات اكثر من 64 الف شهيد و163 الف جريح، ويخشى من وجود آلاف الشهداء الاخرين مدفونين تحت الأنقاض.
الأمم المتحدة تتبنى حل الدولتين
وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعلان حل الدولتين، وذلك قبل الاجتماع الذي دعت إليه فرنسا والسعودية في 22 أيلول الحالي للاعتراف بدولة فلسطين، وتبنته العديد من دول العالم، وأقرت الجمعية الإعلان بأغلبية، والذي حدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين، حيث صوت للقرار 142 دولة مقابل 10 دول معارضة بينها الولايات المتحدة وإسرائيل والأرجنتين، فيما امتنعت 10 دول أخرى عن التصويت منها ألبانيا وإثيوبيا والإكوادور.
ورحّب الرئيس الفرنسي بـ"إعلان نيويورك"، وعده خطوة في "طريق لا رجعة فيه نحو السلام".
ورفضت حكومة الاحتلال الصهيوني الإعلان، حيث قال المتحدث باسم خارجيتها أورين مارمورشتاين: "ترفض إسرائيل رفضا قاطعا قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة"، وهو "قرار مخز"، متهما الهيئة بأنها "سيرك سياسي منفصل عن الواقع".
وأضاف، أن "العشرات من بنود الإعلان المعتمد (…) لا تتضمن أي إشارة إلى حقيقة بسيطة مفادها أن حركة حماس هي المسؤولة الوحيدة عن استمرار الحرب، برفضها إعادة الرهائن ونزع سلاحها"، معتبرا أن "القرار لا يعزز حل السلام، بل على العكس يشجع حماس على مواصلة الحرب".
في المقابل، رحّب نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتبره "خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال".
أوقفوا الإبادة
وتستمر فعاليات التضامن الشعبية العالمية مع فلسطين، اذ احتشد الآلاف في مدينة أوكلاند بنيوزيلندا امس السبت، وطالبوا بوقف حرب الإبادة الجماعية والتجويع الإسرائيلية على غزة، وخرجت في عدة عواصم ومدن أوروبية فعاليات احتجاجية أخرى للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وسجل نحو 15 ألف شخص أسماءهم للمشاركة في تظاهرة تحت شعار "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة" وسط العاصمة الألمانية برلين.
وفي المنطقة العربية، شهدت مدن مغربية، الجمعة، وقفات شعبية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على الدوحة وغزة. وفي ليبيا، خرج متظاهرون في مدينة تاجوراء شرق العاصمة طرابلس دعما لأسطول الصمود الذي ينتظر أن ينطلق من مدينة بنزرت شمالي تونس باتجاه القطاع المحاصر.
العدوان يتواصل
وقصف جيش الاحتلال، امس، 3 مدارس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، وشرد آلاف النازحين الذين كانوا يأوون إليها، ووفقاً لوكالات الانباء، فإن جيش الاحتلال، شن سلسلة غارات عنيفة استهدفت مدارس "الست سورة"، و"العالية"، و"شحيبر" التابعة لوكالة الأونروا. والتي تؤوي آلاف النازحين الرافضين لترك المدينة والنزوح نحو الجنوب.
ويشير المراسلون الى أن "الجيش أنذر سابقا عبر اتصالات هاتفية، النازحين داخل هذه المدارس بالإخلاء تمهيدا لقصفها، لكنه لم يمنحهم مدة تكفي لاصطحاب مستلزماتهم الأساسية".
كما قصف بناية سكنية مكونة من عدة طوابق في منطقة أبراج الفيروز غربي حي النصر (غرب)، ومنزلا في شارع الصناعة جنوبي المدينة.
وألقى الجيش الإسرائيلي، امس السبت، منشورات ورقية على مناطق واسعة بمدينة غزة أنذر فيها الفلسطينيين بالإخلاء والتوجه إلى مناطق جنوبي القطاع، وهو ما يرفضه الفلسطينيون.
الحكم باعدام غزة
وأكدت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أولغا تشيريفكو، امس السبت، أن الاحتلال فرض حكما بالإعدام على مدينة غزة، وأشارت إلى أن "الفلسطينيين لم يعد أمامهم سوى الاختيار بين مغادرة المدينة أو الموت".
وذكرت تشيريفكو في مؤتمر صحفي من منطقة دير البلح جنوبي قطاع غزة، تحدث فيه إلى مجموعة من الصحفيين العاملين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، لقد "حُكم على مدينة غزة بالإعدام، إما المغادرة أو الموت، أُمر مئات الآلاف من المدنيين المنهكين والمرهقين والمذعورين بالفرار إلى منطقة مكتظة، حيث تضطر حتى الحيوانات الصغيرة للبحث عن مساحة للتحرك". وفي ذات الشأن، حذّر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، إدوارد بيجبيدر، الجمعة، من كارثة إنسانية وشيكة في مدينة غزة، في ظل توسع العمليات العسكرية واستمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع وتفاقم المعاناة الإنسانية.
وقال بيجبيدر، إن "الهجوم العسكري المتصاعد على مدينة غزة له عواقب مدمرة على أكثر من 450 ألف طفل"، مؤكدا أن الأطفال يدفعون الثمن الأكبر لهذا التصعيد.
*********************************************
قطر: القمة العربية الإسلامية ستناقش العدوان الاسرائيلي
الدوحة - وكالات
أعلن متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أمس السبت، أن "القمة العربية الإسلامية الطارئة المزمع عقدها في الدوحة، غداً الاثنين، ستناقش مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على بلاده. وقال الأنصاري وفق بيان نشرته الخارجية القطرية، أن القمة "ستناقش مشروع قرار بشأن الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر مقدم من الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية الذي انعقد امس الأحد"، وأردف الأنصاري، أن "انعقاد القمة العربية الإسلامية في هذا التوقيت، له عدة معان ودلالات".
وأوضح أن ذلك "يعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع دولة قطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي الجبان الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس، ورفض هذه الدول القاطع لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل".
وفي السياق، أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بيانا مشتركا لإدانة الهجوم على وفد حركة حماس، وجاء ذلك في بيان مشترك لوزارات خارجية الدول، أعربت فيه عن إدانتها للهجوم الإسرائيلي، واصفة إياه بأنه انتهاك لسيادة قطر، ومن شأنه زيادة التوتر في المنطقة.
وأشار البيان إلى أن مثل هذه الأعمال تعرض للخطر إمكانية إطلاق سراح الأسرى المتبقين، وإنهاء الحرب في غزة. ودعا جميع الأطراف إلى بذل جهود جديدة عاجلة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
كما دعت الدول الثلاثة لوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، لافتة إلى أنها تتسبب في تهجير جماعي للمدنيين وتدمير البنية التحتية الأساسية وخسائر أخرى.
*********************************************
بعد احتجاجات جيلZ: المفاوضات تسفر عن رئيسة وزراء للنيبال
كاتماندو - وكالات
أدت سوشيلا كاركي، اليمين الدستورية بعد تعيينها رئيسة للوزراء في نيبال لقيادة مرحلة انتقالية من ستة أشهر تُجرى فيها انتخابات، وذلك إثر احتجاجات دامية أطاحت الحكومة.
واستقال رئيس الوزراء السابق كاي بي شارما أولي، الثلاثاء الماضي، بعد إحراق البرلمان وتخريب كثير من المقار العامة ومنازل المسؤولين السياسيين ورموز أخرى للسلطة في العاصمة كاتماندو، ولاحقا حُل البرلمان وتقرر إجراء الانتخابات في 5 آذار 2026.
وقالت كاركي وهي أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في نيبال، أمام الرئيس رام تشاندرا بوديل، "أنا، سوشيلا كاركي.. أقسم باسم الوطن والشعب على أداء واجبي رئيسة للوزراء".
وقُتل ما لا يقل عن 51 شخصا في التظاهرات التي شهدتها البلاد احتجاجا على تعطيل وسائل التواصل الاجتماعي والفساد، وفق مصادر في الشرطة. وكان الجيش قد تمكن، الأربعاء الماضي، من استعادة السيطرة على الشوارع وفرض حظر تجول في العاصمة كاتماندو. ويأتي تعيين الرئيسة السابقة للمحكمة العليا المعروفة باستقلاليتها، بعد مفاوضات مكثفة بين قائد الجيش الجنرال أشوك راج سيغديل وبوديل، بمشاركة ممثلين عن "الجيلZ "، وهو الاسم الذي يطلق على حركة الاحتجاج الشبابية التي قادت التظاهرات. واستخدم آلاف النشطاء الشباب تطبيق ديسكورد لبحث الخطوات التالية، حيث اختاروا كاركي قائدة لهم.
وقالت مجموعة هامي نيبال الشبابية التي كانت عنصرا رئيسيا في الاحتجاجات في منشور على إنستغرام "فعلناها"، داعية إلى تكريم "أرواح من ضحوا بأنفسهم من أجل هذه اللحظة".
*******************************************
الناتو يعزز دفاعاته الجوية في بولندا
وارشو - وكالات
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته، أن "الحلف سيعزز دفاعاته على جبهته الشرقية عقب اختراق مسيّرات روسية الأجواء البولندية الأسبوع الماضي".
وقال روته للصحفيين في بروكسل، إن الحلف سيطلق عملية "لتعزيز وضعنا على جبهتنا الشرقية بشكل أكبر".
وأصدر الأمر ببدء هذه العملية التي أطلقت عليها تسمية "الحارس الشرقي"، وفق ما أكد القائد الأعلى للقوات المتحالفة في أوروبا الجنرال الأميركي أليكسوس غرينكيفيتش.
وستبدأ العملية خلال الأيام المقبلة وستساهم فيها دول عدة في التحالف "بما فيها الدانمارك وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وغيرها"، وفق روته.
وردا على سؤال بشأن تكاليف استخدام أنظمة أسلحة تقدّر بملايين اليوروهات للتصدي لمسيّرات أقل كلفة، خصوصا على المدى الطويل، قال الجنرال غرينكيفيتش إن حلف شمال الأطلسي يعمل على إيجاد حلول لذلك. وشدّد على أن التحالف سيعمل على "ضمان الحصول على أسلحة أقل كلفة" لتوفير دفاع "مستدام" على المدى الطويل.
وأعلنت فرنسا إرسال 3 مقاتلات رافال لتعزيز الدفاع عن المجال الجوي البولندي. كما قرّرت ألمانيا المساهمة في تعزيز الدفاع عن المجال الجوي البولندي.
وقال غرينكيفيتش إن عملية الحارس الشرقي ستوفر "ردعا ودفاعا محدّدي الأهداف على نحو أكبر حيث ومتى تقتضي الضرورة".
وكانت مقاتلات "إف-16″ و"إف-35" من بولندا وهولندا قد أسقطت ما لا يقل عن 3 مسيّرات من أصل 19 دخلت المجال الجوي البولندي ليل الثلاثاء، ونفت روسيا مسؤوليتها عن الاختراق.
*********************************************
الحشود الغاضبة تطالب برحيل الرئيس الفرنسي ماكرون
عادل محمد
بعد سحب الثقة من رئيس الوزراء الفرنسي والتعيين المتسرّع لرئيس جديد، اجتاحت، الأربعاء الفائت، شوارع المدن الفرنسية تظاهرات حاشدة، ساهم فيها ربع مليون ضد نظام ماكرون. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب برحيل الرئيس الفرنسي، واخرى ضد سياسات التقشف الليبرالية الجديدة، وفرض ميزانية تقشف على البلاد، المثقلة بديون بلغت 3,4 تريليون يورو، على حساب الفئات المتوسطة والفقيرة من السكان.
نقلت شاشات التلفزيون أحداثا متوازية: رئيس الوزراء المقال، فرانسوا بايرو يميني ليبرالي، وهو يصافح رئيس الوزراء الجديد، سيباستيان ليكورنو، القريب من زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان في مقر الحكومة الفرنسية. وفي الجانب الاخر صور لرجال الشرطة والدرك المدججين بالسلاح وهم يحاولون منع المتظاهرين من إغلاق الطريق السريع المؤدي إلى مدينة باريس.
تحت شعار "لنحاصر كل شيء!"، حركة الحصار مثيرة للاهتمام، لا سيما أنها جديدة كليًا. فقد نشأت بشكل عفوي، دون تأثير الأطر المنظمة وتطورت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبواسطة اجتماعات مرتجلة في مختلف أنحاء البلاد. بالمقابل كانت حركة "السترات الصفر" في عامي 2018/2019 بقيادة الفئات الدنيا من الطبقة الوسطى، الذين خشوا على دخلهم. ولم تكن "السترات الصفر" بمنأى عن شعارات اليمين المتطرف المعادية للأجانب. في المقابل، يبدو أن نشطاء حركة "الحصار" ينتمون بشكل أكبر إلى دوائر أكاديمية وطلبة يساريين يسعون إلى "إسقاط" النظام السياسي جذريًا. وتؤشر المشاركة الواسعة في الحركة الاحتجاجية، دعوة النقابات والأحزاب اليسارية والمبادرات المختلفة الى تعبئة واسعة للتعبير عن رفضها لسياسات حكومات ماكرون قصيرة الأجل.
لقد نشر وزير الداخلية اليميني القومي، الذي لا يزال يؤدي مهام منصبه، جيشًا قوامه 80 ألفًا من "ضباط إنفاذ القانون" المدرعين والمدججين بالسلاح في شوارع المدن الكبرى لمواجهة التظاهرات، التي اتسمت بالسلمية إلى حد كبير.
استهداف الرئيس
تستهدف الاحتجاجات رئيس الجمهورية ماكرون، الذي حل البرلمان في حزيران 2024، بشكل مفاجئ ردا على خسارة حزبه في انتخابات البرلمان الأوربي. كان ماكرون يسعى للحصول على اغلبية برلمانية، لتعزيز سياساته، لكنه خسر أغلبيته البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي جرت أوائل تمز 2024.، واحتل تحالف اليسار المركز الأول، ما دفع الرئيس الى التجاوز على نتائج الانتخابات الديمقراطية، وتوظيف صلاحيته في تعيين رئيس الوزراء لحرمان تحالف اليسار من حقه الطبيعي. ولذلك لم تصمد الحكومتان السابقتان، واستُقبل رئيس الوزراء الجديد، بانطلاقة خريف فرنسا الساخن.
**************************************
لومانتيه: الاحتجاجات بداية خريف ساخن
قالت جريدة اللومانتيه القريبة من الحزب الشيوعي الفرنسي، ان الاحتجاجات انتشرت كالنار في الهشيم في جميع أنحاء البلاد. وكان العاشر من أيلول مهمًا، واستُخدم للتعبير عن آراء الناس.
ومثل كل تلك الشرارات التي تُؤجج نيران الغضب الاجتماعي، كانت المئات من التظاهرات العفوية نوعًا ما، شاهدا على استياء واسع النطاق. وعبّرت عن رفضها القاطع لإجراءات التقشف والظلم الاجتماعي الذي يُفاقم فقر الفئات الأضعف، ويضمن رخاءً أكبر للأغنياء. لكنها أيضًا، والأهم من ذلك تُمثّل تحذيرًا صارخًا موجهًا مباشرةً إلى رئيس الجمهورية.
وفي ختام التعليق عبرت الجريدة عن أملها في أن يُمثّل العاشر من أيلول بداية مرحلة جديدة. وقد دعت النقابات العمالية إلى تظاهرات في جميع أنحاء فرنسا في الثامن عشر من الشهر ذاته. وفي نهاية هذا الأسبوع، سيظل "مهرجان اللومانتيه" كما كان دائمًا: منبرًا قويًا للآمال في عالم أكثر عدلًا.
حركة فرنسا الأبية
جان لوك ميلينشون يُحذّر وزير الداخلية من استخدام العنف ضد المحتجين. من جانبه قال وزير الداخلية، أنّ الأمر برمته لا علاقة له بحركة شعبية. وأضاف: "لقد اختطف اليسار المتطرف، من خلال نفوذ حركة فرنسا الأبية، الحركة وشوّهها".
وحثّ جان لوك ميلينشون، أتباعه على توخي الحذر: "وزير الداخلية يريد وقوع حوادث. كونوا حذرين، فهو يعشق القمع، ويريد أن تُعرض صور العنف في الأخبار".
اما زعيمة اليمين المتطرف ماري لوبان وحزبها فقد التزما الصمت، ربما يعود ذلك لكون الاحتجاجات يسارية، او لان رئيس الوزراء المعين يحتفظ بعلاقة جيدة معهما.
وبحلول نهاية اليوم، تم اعتقال حوالي 350 متظاهرا. وتبادل المتظاهرون والشرطة الاتهامات بالمسؤولية عن أعمال الشغب العنيفة. لكن المؤكد هو أن الكثيرين، وخاصة الشباب، استمتعوا بوقتهم لأن الاحتجاجات كانت غير تقليدية ومفعمة بالحيوية، وحتى أصغر حصار كان يمكن اعتباره نجاحًا. ويرى كثيرون أن هذه مجرد البداية. وإذا نفذت النقابات الرئيسية، وخاصة في قطاع النقل، الإضراب في 18 أيلول، فتشارك الشبيبة مدفوعة بالشعور بالقوة، إلى جانب رغبة في أن يُسمع صوت الشعب مجددًا للمعنيين في البرلمان والوزارات.
*****************************************
الصفحة السابعة
أمميةٌ فاشية تتشكّل ومركزُها نظام ترامب
ترجمة وإعداد: رشيد غويلب
قال عمدة شيكاغو، براندون جونسون، ردًا على تهديد دونالد ترامب بنشر الحرس الوطني في شيكاغو: "إنه متهور وخارج عن السيطرة"، معلنًا عن إرشادات واضحة "حول كيفية التصدي لهذا الاستبداد"، كعدم السماح لشرطة شيكاغو وموظفيها بالتعاون مع الجيش في الدوريات أو في ملاحقة المهاجرين.
فبحجة مكافحة الجريمة، يسعى ترامب إلى إخضاع المدن التي يحكمها الديمقراطيون من خلال نشر الحرس الوطني. وقبل أسابيع، حرّك ترامب الحرس الوطني في واشنطن ووضع الشرطة تحت السيطرة الفيدرالية. وهو نفس التهديد الذي يواجه مدينتي لوس أنجلوس وشيكاغو. كما أنشأ ترامب أيضًا قوة من الحرس الوطني "للرد السريع"، قابلة للنشر في حال وقوع اضطرابات. وتحدث نائب مدير موظفي البيت الأبيض، ستيفن ميلر، على قناة "فوكس نيوز" عن "سيادة الشرطة الفيدرالية"، أي هيمنة الشرطة الفيدرالية على البلاد. وتُذكّر هذه العبارة بمصطلح "سيادة البيض" العنصري. وفي الواقع، تلجأ هذه الإجراءات البوليسية إلى أساليب قديمة للسيطرة على الأقليات من خلال القمع. وهذا لا يُزعج أثرياء الفئات الوسطى في أمريكا.
وهناك خلاف داخل المعسكر الديمقراطي حول تقييم أفعال ترامب: هل الرئيس، كما هو الحال غالبًا، منشغلٌ بالإيماءات الاستعراضية؟ أم أنه يتصرف بثباتٍ تام؟ وهناك علق اللواء المتقاعد في الحرس الوطني، راندي مانر، بأن تصرفات إدارة ترامب ذكّرته بثلاثينيات القرن العشرين في ألمانيا.
هل تتشكل الفاشية؟
في مقالة حملت عنوان "تَشَكلُّ أممية فاشية مركزُها نظام ترامب"، نُشرت في جريدة "عالم الشعب" القريبة من الحزب الشيوعي الأمريكي في 21 آب 2025، والتي نشر موقع "شيوعيون" الألماني في 5 أيلول 2025 ترجمتها، يعتمد دافيد ليثبردج، تعريف الزعيم الشيوعي البلغاري جورجي ديميتروف، الشهير للفاشية، أساسًا لتحليل نموذج ترامب الفاشي المعاصر. وهو التعريف الذي اعتمدته الأممية الشيوعية (الكومنترن) في مؤتمرها السابع عام 1935.
لكن من المفيد الإشارة ايضاً الى التحليل الذي قدمته المناضلة الأممية الألمانية البارزة، كلارا زيتكن، في خطابها خلال الاجتماع الموسع للأممية الشيوعية في 20 حزيران 1923، والذي لم تتبنَّه الأممية، مع الأسف. وبهذا ضيعت إمكانية تفادي وصول النازية الألمانية إلى السلطة بعد عشر سنوات، وبالتالي تجنب ما ارتبط بذلك من دمار وكوارث إنسانية وتضحيات عظيمة، تحملت شعوب الاتحاد السوفيتي القسط الأكبر منها (27 مليون عسكري ومدني). فما الذي ميّز تحليل زيتكن، إلى جانب ريادتها في دراسة الفاشية التي وصلت إلى السلطة في إيطاليا في عشرينيات القرن الماضي؟
أهمية تحليل كلارا زيتكن للفاشية
كانت كلارا زيتكن على دراية بانشقاق الحزب الاشتراكي الإيطالي، لأسباب عدة، من بينها موقف الأممية الشيوعية الداعي إلى ضرورة تأسيس حزب شيوعي. وعلى الرغم من ذلك، دعت مبكرًا إلى ضرورة تجميع القوى في مواجهة الفاشية. وقدمت زيتكن رؤية جديدة للثورة المضادة، تجاوزت النمط الكلاسيكي:
"حامل الفاشية ليس طبقة صغيرة، بل شرائح اجتماعية واسعة، جماهير غفيرة تمتد حتى إلى البروليتاريا، ما جعلها ناجحة للغاية في أوروبا الغربية، إذ قدم الفاشيون رؤية لعالم أفضل في برنامج ثوري زائف".
ولأن إيطاليا لم تستطع الخروج من أزمة ما بعد الحرب، لجأت جماهير من مختلف الطبقات الاجتماعية إلى الفاشية. وأكدت زيتكن أن الفاشية أصبحت "ملاذًا للمشردين سياسيًا، والمُهجّرين اجتماعيًا، والمُعدمين، والمُحبطين".
"إذا فهمنا فقط أن الفاشية لها تأثير تحريضي ومثير على الجماهير الاجتماعية الواسعة التي فقدت أمنها الوجودي السابق، وبالتالي، في كثير من الأحيان، إيمانها بالنظام الحالي، فسوف نكون قادرين على محاربتها"، إذ كان واضحًا بالنسبة لكلارا زيتكن أن للفاشية خصائص مختلفة في كل بلد، تبعًا للظروف الخاصة. ومع ذلك، تشترك جميع البلدان في سمتين أساسيتين: برنامج ثوري زائف يستغل بمهارة فائقة أمزجة ومصالح ومطالب أوسع فئات المجتمع، واستخدام أشد أساليب الإرهاب وحشيةً وعنفًا.
واتبعت كلارا زيتكن نهجًا في مكافحة الفاشية: "لن نتغلب عليها بالوسائل العسكرية وحدها - إن صح التعبير - بل يجب علينا هزيمتها سياسيًا وأيديولوجيًا أيضًا. يجب أن نخوض المعركة بأقصى طاقة، ليس فقط من أجل أرواح البروليتاريين الذين استسلموا للفاشية، بل أيضًا من أجل أرواح الطبقات الدنيا والمتوسطة، وصغار المزارعين، والمثقفين - باختصار، كل تلك الطبقات التي، بسبب وضعها الاقتصادي والاجتماعي، أصبحت اليوم على خلافٍ متزايد مع الرأسمالية الكبرى". وهذا ما وصفه أنطونيو غرامشي لاحقًا بـ"صراع على الهيمنة".
وأضافت زيتكن: "لا يهم الفاشية ما إذا كان العامل في المصنع يحمل روحًا بيضاء وزرقاء بألوان بافارية، أو يعشق الجمهورية البرجوازية السوداء والحمراء والذهبية، أو الراية الحمراء ذات المنجل والمطرقة، أو يرغب في عودة آل فيتلسباخ، أو يفضل رؤية صديقنا براندلر رئيسًا للجمهورية السوفيتية الألمانية. يكفيه أن يكون أمامه بروليتاري واعٍ طبقيًا، فيقضي عليه. لذلك، يجب على العمال أن يتحدوا في النضال، بغض النظر عن الحزب أو التنظيم النقابي". أي ما أطلقت عليه "جبهة بروليتارية موحدة"، على عكس سياسة "التضاد" التي انتشرت في صفوف الأممية، مع بداية هيمنة الستالينية على خطابها الرسمي.
في شبابها، كان لكلارا زيتكن تواصل مع الشيخ فريدريك إنجلز، الذي كان يُحب وصف الجماهير المنظمة بأنها "قوات عنف" لا تُحقق القوة العسكرية ضدها الكثير. ولهذا ضمنت هذه الفكرة في تحليلها: "يجب ألا نحارب الفاشية على غرار الإصلاحيين في إيطاليا، الذين توسلوا إليهم: لا تفعلوا بي شيئًا، لن أفعل بكم شيئًا! كلا! العنف ضد العنف! ليس العنف كإرهاب فردي – فهذا لن ينجح، بل العنف كقوة نضال طبقي ثوري بروليتاري منظم".
بينما ركز البلاشفة دائمًا على الطبقة العاملة والفلاحين، ذوي النفوذ الساحق في روسيا، كهدفين رئيسيين لسياساتهم، وسّعت زيتكن نطاق ذلك. فبدلًا من الانقسام، كانت الخطوة الأولى بالنسبة لها هي "الجبهة البروليتارية المتحدة". لكنها لم تتوقف عند هذا الحد:
"يجب أن نسعى إما إلى دمج الطبقات الاجتماعية التي تستسلم الآن للفاشية في نضالنا، أو على الأقل تحييدها. لنُولِ أهمية قصوى لحقيقة أننا، بكل عزم وثبات، نخوض النضال الأيديولوجي والسياسي من أجل أرواح أفراد هذه الطبقات، بمن فيهم المثقفون البرجوازيون".
وقد حظيت كلارا زيتكن بتصفيق حار على خطابها، ومع ذلك، لم يكن لهذا الخطاب أي تأثير فعلي على أنشطة الأممية الشيوعية. فمنذ عام 1928، تبنّت الأممية شعار "الفاشيين الاجتماعيين"، وبالتالي لم يُنظر إلى الفاشيين على أنهم الخصم الأخطر، بل اعتُبر الديمقراطيون الاجتماعيون كذلك. وبدلًا من النضال من أجل أرواح الطبقات غير البروليتارية، كما أكدت زيتكن، كان الشعار السائد هو: "طبقة ضد طبقة".
عاشت كلارا زيتكن حتى شهدت وصول النازية إلى السلطة في ألمانيا عام 1933، وألقت خطابًا جريئًا في أول جلسة للبرلمان، بصفتها رئيسة السن، ثم عادت إلى موسكو، حيث توفيت في 20 حزيران 1933.
ما هي الفاشية؟
كتب دافيد ليثبردج في جريدة "عالم الشعب": في 3 أغسطس، ألقى رئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، خطابًا في تجمع جماهيري حاشد لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. وكان موضوع خطابه: "حفظ التاريخ وتغيير المستقبل". وإذا أردنا أن نتذكر تاريخ الفاشية، وتطورها، وهزيمتها، ونهضتها من جديد اليوم – فيجب أن نبدأ بزعيم الحزب الشيوعي البلغاري والسكرتير العام للأممية الشيوعية (الكومنترن)، جورجي ديميتروف.
قبل تسعين عامًا، في الثاني من آب عام 1935، قدّم ديميتروف تقريرًا إلى المؤتمر العالمي السابع للأممية الشيوعية. وقد تضمّن هذا التقرير تعريفًا مفصلًا للفاشية. فما هو هذا التعريف؟ وما هي الفاشية؟
عرّفت الأممية الشيوعية الفاشية بأنها: "دكتاتورية إرهابية علنية لأكثر عناصر رأس المال المالي رجعيةً وشوفينيةً وإمبرياليةً". وأعلن ديميتروف أن الفاشية نشأت من احتدام الصراع الطبقي، وأنها: "ليست شكلاً من أشكال سلطة الدولة التي تعلو على الطبقتين، البروليتاريا (الطبقة العاملة) والبرجوازية (الطبقة الرأسمالية)"، بل على العكس "الفاشية هي سلطة رأس المال المالي نفسه".
ورأى ديميتروف أن الفاشية ليست مرحلة حتمية من مراحل تطور الرأسمالية، بل تعتمد على تطور "قوى البروليتاريا المناضلة". ومن هذا المنظور، تُعتبر الفاشية محاولةً استباقية لكبح نمو القوى الثورية.
وأكد ديميتروف أنه لا يوجد نموذج واحد للفاشية، بل إنها قادرة على الوصول إلى السلطة بوسائل متنوعة: فقد تُلغي جميع الأحزاب والحركات السياسية، أو تُبقيها شكلًا دون مضمون، وقد تتخفى بأقنعة مختلفة، وتُقدّم نفسها للجماهير بأساليب متنوعة.
في كتاب "ألف باء المصطلحات السياسية"، الصادر في موسكو عام 1982، يُكرَّر تعريف ديميتروف الكلاسيكي للفاشية، مع إضافة خصائصها النمطية: العنصرية، القومية المتطرفة، معاداة الشيوعية، تدمير الحريات الديمقراطية، وانتشار الديماغوجية الاجتماعية. وتشمل الدول الفاشية الأولى: ألمانيا النازية، إيطاليا الفاشية، إسبانيا في عهد فرانكو، البرتغال في عهد سالازار، اليونان في السبعينيات، تشيلي في عهد بينوشيه، ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
هل تتطور فاشية اليوم في قلب الإمبريالية، وخاصة في الولايات المتحدة؟
نحن ندخل مرحلة تاريخية جديدة. والسؤال الأهم، ليس فقط بالنسبة للأحزاب الشيوعية حول العالم، بل للطبقة العاملة العالمية، هو: هل تتطور اليوم، في قلب الإمبريالية – وخاصة في الولايات المتحدة – فاشية جديدة؟
في زمن ديميتروف والأممية الشيوعية، ظهرت الفاشية في سياق صعود الطبقة العاملة، وتنظيمها في أحزاب شيوعية، واستعدادها للثورة. ولحماية سلطتها، لجأت أكثر عناصر الرأسمالية رجعيةً إلى شكل أكثر وحشية من أشكال النظام الرأسمالي: الفاشية. فهل يمكن للفاشية أن تنشأ فقط في فترات صعود الثورة؟ وهل يشترط ظهورها اشتداد الصراع الطبقي وصولًا إلى حرب طبقية مفتوحة؟
في الوقت الذي كان ديميتروف يُقدّم فيه تحليله، كان الزعيم الشيوعي الإيطالي، بالميرو تولياتي، يُلقي سلسلة محاضرات في موسكو، استند فيها إلى تحليل ديميتروف، مؤكدًا أن "الفاشية قد تتخذ أشكالًا مُختلفة في بلدان مُختلفة"، وإنها "تتخذ جوانب مُختلفة في البلد نفسه وفي أوقات مُختلفة".
توصل تولياتي إلى أن جميع الأنظمة السياسية الرأسمالية تميل بطبيعتها نحو الرجعية، وبالتالي نحو الفاشية. وقال: "هذا الميل نحو شكل الحكم الفاشي موجود في كل مكان، لكن هذا لا يعني بالضرورة ظهور الفاشية في كل مكان". ومثل ديميتروف، رأى تولياتي أيضًا أن الكثير يعتمد على قوة نضال الطبقة العاملة.
لقد تغيّر الكثير وتعلمنا أكثر خلال القرن الذي انقضى منذ أن قدّم ديميتروف تقريره إلى الأممية الشيوعية، وألقى تولياتي محاضراته. ففي سبعينيات القرن العشرين، كتب الشيوعي اليوناني نيكوس بولانتزاس كتابًا مهمًا بعنوان "الفاشية والديكتاتورية"، تأثّر فيه بموجة الثورات التي امتدّت من أوائل الستينيات إلى منتصف السبعينيات.
حاجج بولانتزاس بوجود العديد مما أسماه "دول الاستثناء"، أي الدول والأنظمة التي تمثل استثناءات عن النموذج الكلاسيكي للرأسمالية. وقد شملت هذه الاستثناءات: الفاشية، البونابرتية، القيصرية، الأنظمة العسكرية الاستبدادية، وأشكالًا مختلفة من الدول البوليسية.
من وجهة نظره، كان من الضروري تحديد الشكل الدقيق للدولة اليمينية المتطرفة القائمة أو التي تلوح في الأفق، من أجل معرفة كيفية مواجهتها بفعالية. ورغم أن تحليله ينطوي على الكثير من الصواب، إلا أن التحدي الأكبر اليوم هو دراسة الواقع الفعلي والملموس في السياق التاريخي الراهن داخل قلب الإمبريالية.
لقد حلل كل من ديميتروف، وتولياتي، وبولانتزاس الفاشية من زوايا مختلفة وفي أوقات كانت فيها القوى الثورية للطبقة العاملة قوية نسبيًا، وكانت الرأسمالية ترى في الفاشية ضرورةً لضمان البقاء في السلطة آنذاك، كانت الفاشية التعبير الأقصى عن الوحشية الكامنة في الرأسمالية.
وكما قال الشيوعي الكندي نورمان بيثون: "هددهم بتخفيض مكاسبهم المالية، وسوف يستيقظ ويزأر الوحش بداخلهم". لكن ما نتعلمه اليوم، وما أصبح واضحًا بشكل متزايد، هو أن الفاشية يمكن أن تصل إلى السلطة حتى عندما تكون الطبقة العاملة بعيدة عن الثورة. ففي أغلب البلدان الرأسمالية، لا تشكّل القوى الشيوعية أو اليسارية تهديدًا مباشرًا، ولا يبدو أن الطبقة الرأسمالية مُضطرة إلى التخلي عن "الديمقراطية الليبرالية" – تلك الواجهة المزيفة للهيمنة البرجوازية. ومع ذلك، نرى زحفًا واضحًا نحو الفاشية.
أمريكا.. مسيرة ثابتة نحو الفاشية
هذا ما يحدث اليوم، خاصة في الولايات المتحدة. ففي العديد من الدول الأوروبية، تحقّق الأحزاب اليمينية المتطرفة نجاحات انتخابية كبرى. وفي دول مثل المجر، السلفادور، الأرجنتين، الهند، إسرائيل، وصلت قوى اليمين المتطرف إلى السلطة.
تتشكل الآن أممية فاشية عابرة للحدود، والولايات المتحدة تقع في مركزها، باعتبارها قلب الإمبريالية العالمية. ويتجلّى هذا بوضوح في صعود دونالد ترامب ونظامه، الذي يمثل نموذجًا متطورًا – وربما فريدًا – من الفاشية المعاصرة. ونشهد زحفًا بطيئًا ولكنه ثابت نحو شكل جديد من الفاشية. لم تتبلور بعد في نظام كامل، ولكن المؤشرات واضحة ومتسارعة. ويمكن لأي مراقب نبيه أن يلاحظ هذه المؤشرات. فالإعلام يُغطي الأحداث والتصريحات اليومية، لكنه غالبًا ما يفشل في فهم الترابط العضوي بين الوقائع، والتي تشكّل في مجموعها بنية فكرية وتنظيمية فاشية. حتى التصريحات الطريفة أو المقلقة، مثل دعوة ترامب لتغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا"، أو تهديداته بضم غرينلاند، أو مهاجمة كندا، يتم نسيانها بسرعة، ويتم طمسها تحت وطأة أحداث يومية جديدة. هذه الديماغوجية المفرطة أصبحت وسيلة لخلط الأوراق، وإغراق الجمهور في دوامة الأحداث.
لكن الحقيقة المرّة هي أن الجامعات تُدمر، والمتاحف تُهدد، والمراقبة تتزايد، والمقاومة تُقمع، ووسائل الإعلام تُقاضى وتُجبر على الخضوع، والاحتجاجات تُجرّم، خاصة تلك المناهضة للإبادة الجماعية. نظام ترامب مشبع بـ الديماغوجية الاجتماعية. خصومه يُوصمون بـ"الشيوعيين" أو "اليساريين المتطرفين"، رغم أنهم لا يقتربون حتى من الشيوعية. فحين يصف ترامب أحدًا بالشيوعي، فهو يُعيد إنتاج خطاب مكارثي قديم يهدف إلى إثارة الكراهية والخوف، ودعوة مبطنة إلى العنف. وكما فعل كل القادة الفاشيين، من هتلر إلى يومنا هذا، يتم استخدام معاداة الشيوعية كأداة رئيسية للتحريض والقمع.
تمامًا كأي زعيم فاش أو شبه فاش، يؤكد ترامب أنه سيعيد "القانون والنظام"، وينشر الجيش في الشوارع. ويُخطط حاليًا لإنشاء قوة شرطة وطنية بدعم من حركته المتطرفة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، والتي تتحول شيئًا فشيئًا إلى ميليشيا فاشية. ومنذ اليوم الأول، حكم ترامب بالمراسيم، متجاوزًا الكونغرس والمحاكم، وكل ما يمثل المؤسسات الديمقراطية.
الطريق إلى مواجهة الفاشية
هناك طريق واحد فقط لهزيمة الفاشية. كان جورجي ديميتروف يُدرك هذا الطريق جيدًا: يجب على جميع القوى الشعبية، من الوسط إلى اليسار، من الديمقراطيين الاجتماعيين إلى الشيوعيين، ومن النقابات إلى الحركات الطلابية، أن يضعوا خلافاتهم جانبًا، ويشكّلوا جبهة جماهيرية موحدة لمقاومة الفاشية، بكل أشكالها. هذه المهمة ليست سهلة، لأن التعاون الطبقي والانتهازية منتشرة في صفوف اليسار الإصلاحي؛ والأحزاب الشيوعية لا تزال في مرحلة إعادة البناء في ظل ثورات مضادة مستمرة. لكن مع ذلك، فهذه المهمة ضرورية ولا غنى عنها. يجب أن تُهزم الفاشية، لا بالتحليل وحده، بل بالفعل السياسي والتنظيمي الموحد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة ختامية حول جريدة "عالم الشعب":
تعود أصول "عالم الشعب" إلى صحيفة "ديلي ووركر" التي أسسها شيوعيون واشتراكيون ونقابيون ونشطاء في شيكاغو عام 1924. تنقّلت الصحيفة بين أسماء مختلفة، لكنها حافظت على تقاليد الصحافة النضالية للطبقة العاملة. اليوم، توفّر "عالم الشعب" منصة يومية لأخبار الحركة الشعبية التي يقودها العمال، وتُعبّر عن أصوات: العمال، العاطلين، الأشخاص ذوي البشرة الملوّنة، المهاجرين، النساء، الشباب، كبار السن، العاملين الثقافيين، الطلبة، وذوي الاحتياجات الخاصة. كما تنشر الصحيفة تحليلات وآراء ماركسية طوّرها الحزب الشيوعي الأمريكي، بالإضافة إلى مساهمات من تيارات يسارية أخرى.
عن موقع الجريدة الإلكتروني.
**********************************************
الصفحة الثامنة
{من الجديد في الشعر الكلاسيكي البناء}.. أمسية الشاعر د. حسين الركابي في المقهى الثقافي
لندن _ طريق الشعب
احتضن المقهى الثقافي العراقي في لندن، في شهر آب المنصرم، امسية شعرية للشاعر والطبيب الأستاذ حسين عنبر الركابي، وكان فيها ما يثير بعض الأسئلة حول الشعر والشعراء وطرق الإلقاء وطبيعة الصور والمواضيع.
في كراس رولان بارت المثير ( لذة النص ) وكذلك في مقولة جاك دريدا : " لا شيء خارج النص " وما قدمه لنا ميشيل فوكو في ( الكلمات والأشياء ) ما يكفي من مدلولات حول المعنى والقيمة المعرفية للنصوص، وإذا أضفنا لكل هذا عبارة الزاهد والمتصوف الشهير النفري التي تقول : " كلما إتسعت الرؤيا ، ضاقت العبارة " فسنجد انفسنا امام طلسم وسديم من الأسئلة حول ما يمكن ان نأخذ من كلمات الشاعر أي شاعر، وإذا آمنا بمقولة ( موت المؤلف ) لبارت نفسه وقصدية المؤلف لأمبيرتو إيكو، ستكون عدتنا اكثر تعقيداً وصعوبة.
لقد دار حديث طويل،بين الحضور والضيف، حول تأويل النصوص وأبعادها المترامية والغريبة أحيانا على كاتب النصوص نفسه، و بناءً على مقولات علم النفس الفرويدي ، فنحن هنا امام جدار صلد عصي على التحليل والتفسير وفهم ما قصد إليه المؤلف ، وقد نستغرب حتى الدهشة من الصور التي توصلنا اليها التآويل الى محطات لم تك في بال المؤلف وملايين القراء.
تبدو هذه المقدمة ضرورية، عند تناول أي نص أدبي او بصري وحتى مسرحي بمعناه الحركي أو النص الموسيقي وفن الرقص ولو أردتم أبعد فحتى حركات الجسد عند البكاء والحزن او اللطم والنواح في حياة الإنسان وطقوس الدين الحزينة وحفلات الأعياد والأفراح كذلك.
كان شاعر الأمسية حسين عنبر الركابي بطريقة إلقائه وطبيعة قصائده، قد أثار العديد من التساؤلات ، فهو لم يلق قصائده كغيره من الشعراء ، فلم نسمع صوته يصعد ويهبط او يعلو ويخفت ، مثل غيره كما تعودنا عليه ، كان يسمعنا كلماته بهدوء ، بعبارات ذات رنين اقرب الى الهمس وكمن يتكلم مع نفسه ، وكانت قصائده أيضا غير مألوفة، فقد كتب نصا شعرياً عن داء الكلب وعبر عن عوالم عديدة، عالم الطفل الذي أرعبه الكلب المهاجم ، عالم اطباء البيطرة، الذين يريدون علاج هذا المرض ، عالم الكلب المريض ( المكلوب ) ومأساته وعالم الوسط او المحيط الذي جرت فيه محاولة عض الطفل. موضوعة غريبة على قراء الشعر عندنا وقد يرون فيها ما ليس له ضرورة، لكن من يمنع شاعراً، أراد ان يتحدث عن موضوعٍ مثيرٍ أو الذي يلح عليه ويقض مضجعه؟
نظم الشاعر قصيدة أيضاً عن المحاورة التي جرت بين صعصعة أحد أصحاب الأمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان عندما آلت الأمور إليه بعد تنازل الحسن بن علي عن الخلافة. مقدما لنا معنى حفظ العهد وعدم الخوف من قول الحق في وجه حاكم مثل معاوية الذي كان يبغض آل النبي وعلي واولاده بالذات. معطياً صورة للأنسان في مثل هذه المواقف الحرجة وكذلك مؤكداً على الثبات وعدم الخوف مهما يكن.
ومن القصائد التي لها وقع غير مألوف ، قطعته الشعرية عن حواء وآدم وعالمهما الأخضر و الشجرة التي كانت سببا في حرمانهما من الجنة وهبوطهما الى الأرض. كما كان لغزة حصتها من الأمسية فكانت القصيدة التي خص الشاعر بها غزة محط إهتمام الحضور.
كانت مداخلات الحضور قيمة وواعية وذات أفق واسع بحيث تناولت النصوص وكذلك مواضيعها ومن جملة التساؤلات ما طرحه الفنان السينمائي علي كامل حول حرية القارىء في تأويل النص وقضية القصدية عند الشاعر، لأن هذا قد يحد من مخيلة المتلقي ويسد عليه باب الصور الخاص به للنص المطروح. اما الشاعرة المميزة دلال جويد فسألت عن الجمهور الذي يتوجه إليه الشاعر وضرورة أن يصل النص الى المتلقي بدون شرح او تفسير من قبل الشاعر. وكانت الفنانة والروائية ساهرة سعيد قد سألت عن صعوبة النص واللغة المقعرة التي أحستها في قصائد الشاعر. وكان سؤال أستاذة الأدب الإنكليزي السيدة مريم شرارة هو : إذا كانت هناك قصيدة عمودية، فهل هناك قصيدة أفقية ؟
وقد اجاب الشاعر على الأسئلة وبين موقفه من موضوعة الفن للفن وما يترتب عليها من إلغاء للمعنى وقصدية المبدع، التي هي سبب نشوء النص بالذات. كما أجاب على موضوعة التأويل ومدى احقيته في تفسير النص، وهو يرى ان ليس كل ما يأتينا من الخارج علينا القبول به. ثم تطرق لقصيدة النثر واعطى لها مكانتها التي احتلتها عن جدارة وكذلك قصيدة التفعيلة التي لم تبتعد عن القافية والوزن كثيراً، وظلت ملتزمة ببحور الفراهيدي، وانكر صعوبة نصوصه وشبهها ببساطة نصوص الروائي الكبير نجيب محفوظ، وسهولة فهمها. لكنه أشار الى ضرورة ان يتحلى المتصدي للنصوص بقدر من المعرفة والإستيعاب لمشاكل النص الشعري.
كان مقدم الأمسية الصحفي اللبناني الأستاذ جعفر الأحمر بطرحه لتساؤلاته المركزة للضيف، موسعا أفق النقاش وشارحاً بعض المعاني، موفقاً جداً وادار الأمسية بحرفية واقتدار فشكراً له
ومن نماذج القصائد التي ألقاها الشاعر الضيف هذه المقاطع المختلفة:
قصةٌ قصيرةٌ عن امرأةٍ تحتَ شجرةٍ في أرضٍ خضراء.
آدَمٌ أضحَتْ خُطاهُ اسْتَهَلَّتْ
حينَ صارَ الصُبحُ في السَهْلِ مٌفْلَتْ.
قادَهُ السَّهْوُ لِحَوَّاءَ سارتْ
لِاعْتِلاءِ التَّلِ حَيثُ استقَلَّتْ.
جَنْبَ مُمْتَدٍّ مِنَ اللونِ خَضْرٍ
مُزْهِرِ الأرجاءِ فيهِ استَظَلَّتْ.
***
رَمَى الأخضَرُ المُنْساقُ رَفَّاً حَوالَها
وما شاعَ من زَهرٍ، على الرأسِ شالَها،
فَحاطَ بأسوارٍ مِنَ الرِّفْقِ وَجْهَها،
وَلَفَّعَ بالتَّطوافِ ما شابَ بالَها.
حَمَامٌ مِنَ الدارِ العَتيقَةِ مُوغِلٌ
بِجَوفِ سماءٍ كانَ مِنها جَمالَها.
منازِلُ إذْ تَستَطْلِعُ العَينُ بَعضَها،
أتَتْ رَغَباتُ النَفسِ تَبغِي اكتِمالَها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن حوار بين صعصعة ابن صوحان ومعاوية إبن أبي سفيان
حول افضلية بيت النبي على بيوت قريش
قد كان أبيضَ خَصبَ الغَدَقْ.
وما كان يَسألُ عما تَولّى وعمّا مَرَقْ.
وكان عظيمَ الصِلاءِ صَبِيبَ المَرَقْ
وللناسِ غيثَ السَماءِ إذا ما دَفَقْ.
لقد كانَ يَزكو على عاتِقَيــــــــه ِالعَرَقْ.
أجابَ ابنُ سُفيانَ في غَيضةِ المُكبِــرِ:-
- فماذا تَبَقَيْتَ وَيحَكَ من مَفخَـــــرِ،
لِذا الحيِّ أعْني قُرَيشَ العُلى الأظهَرِ؟
فقالَ ابنُ صَوحانَ ذي الناطقِ الأقدَرِ:
- تَركتُ لهم صَفوةَ الكاثِرِ الأوفَرِ،
وما ليس يَصلُحُ إلاّ لَدى الأجدَرِ،
تَرَكتُ إليهم قِرى الخُبزِ والأحمَرِ،
جُلوسَ السَريرِ كذلكَ والمِنبَرِ،
ومُلكاً إليهِمْ تَركتُ إلى المَحشَرِ،
وأنَّــــى يَكونُ لذلكَ مِن مُنكِرِ،
وهُم للإلهِ مَنـــــــارٌ على أرضِه،
وأنْجُمُهُ في السماءِ لَدى المُبصِرِ؟
أجابَ ابنُ سُفيانَ في نَشوةٍ تَعتَري:-
صَدَقتَ ابنَ صوحانَ من قائلٍ مُخبِرِ.
فَجاءَ الجَوابُ جَدا مِقوَلٍ حازِمِ:
- عَدَتْكَ وقَومَكَ مِن ذا يَدُ القاسِمِ.
- "لِماذا عَدَتْ " قالَ "وَيلَكَ مِن آثِم؟"
- لأهْلِ الجَحيمِ جَرَى الويلُ والظالِمِ،
فَتِلكَ لهُم لا سِواهُم بَني هاشِمِ.
من حالات الطنطل
الّلامُ في اسْمِي لا تكونُ رَخوةً مُختَزَلـةْ
والنونُ لا بُدَّ لها من رَنَّـةٍ وجَلجَاــةْ.
لا يَنْطِقُ الطاءَ فَمٌ إذا بَراهـا خَجِلــة.
اسمي بِغَيرِ لفظِه الصَحيحِ بَدءُ مُعضِلـة.
بعضُ شُجوني هذه اللامُ الركَيكةُ المُهَلهَلة.
******
أسكَنَني الإنسانُ في دُروبِه المُنعَزِلــــة.
وخَصّني بالليلِ حينما يَبُثُّ أوَّلَــــه،
لكي أحِلَّ في الظلامِ، حَقَّــهُ وأخْيِلَــه.
أرومُ للبَـــرِّ عنِ النَّفاذِ أنْ أُحَوِّلَـــه.
وأنفُخُ الصمتَ على النخيلِ حتّى أُجفِله،
كيْ يُربِكَ القلبُ بِمِشيَةِ الوَحيدِ أرجُلَه،
أصيرُ في قَفاهُ من يَــــدٍ تَطُوفُ أنمُلة.
شَريطَتايَ عُتمَةٌ وخَلـــوَةٌ مُتّصِــلةـ
******
سيرة موجزة للشاعر حسين عنبر الركابي
مكان الميلاد: مدينة البصرة.
مكان الإقامة: البصرة ولندن.
عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق.
صدرت له حتى الآن أربع مجاميع شعرية:
1- مجموعة " قصائد عمودية" عن دار الرافد في لندن سنة 1997.
2- مجموعة "قصة الخليقة" عن دار العودة في بيروت سنة 2003.
3- مجموعة "بلدُ العراق وبَحرُ المُنسَرِح" عن دار الحكمة في لندن سنة 2014.
4- مجموعة "مَطرٌ في الوعي" عن دار المكتبة الأهلية في البصرة سنة 2022
- نشر دراسة نقدية عن القاص الإنكليزي جورج أوروَل.
- نَظَّر لموسيقى العمود كأساس للتنغيم الشعري في اللغة العربية دون التنكّر للقوالب الحديثة في الشعر.
- نَظَّر، في دراسية، في الشرائط المثلى لتلقي الشعر.
- طبيب تخرّج في كلية الطب جامعة البصرة.
- عضو الكلية الملكية لأطباء الباطنية- دبلن.
*********************************************
المحلية العمالية.. تزور عائلة الشهيد عبد السادة جعفر
بغداد - عامر عبود الشيخ علي
زار وفد من اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الخميس الماضي، عائلة الشهيد عبد السادة جعفر (ابو هافال) في منزلها.
ونقل الوفد إلى العائلة تحيات قيادة الحزب ورفاق المحلية العمالية. فيما توقف عند المآثر البطولية للشهداء وتضحياتهم بحياتهم من اجل وطنهم وابناء شعبهم من الكادحين والفقراء.
وتحدث الرفاق ايضا عن الأوضاع السياسية والاقتصادية المزرية في البلاد، والتراجع المستمر في تقديم الخدمات لابناء الشعب، متطرقا الى الانتخابات المقبلة وإلى "تحالف البديل" الذي يُشارك فيه الحزب.
هذا وأعربت عائلة الشهيد عن اعتزازها بتواصل الحزب معها، محملة الوفد تحياتها لقيادة الحزب، ومعاهدة على مواصلة السير على خطى الشهيد في نضاله وكفاحه ومبادئه التي ضحى بروحه من اجلها.
ضم الوفد كلا من الرفاق سكرتير المحلية حسين علي وجمال الطائي وكامل نصيف ومهدي صالح (ابو آذار) ومحمد قيس.
**********************************************
شيوعيو واسط يزورون مكتب النائب المستقل مصطفى الشمري
الكوت – طريق الشعب
لبت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط دعوة وجهها إليها المرشح في "تحالف البديل" في المحافظة، مصطفى فالح الشمري، لزيارة مكتبه في الكوت، من أجل التعارف والتنسيق.
وبحفاوة وترحاب جرى استقبال الوفد من قبل السيدين عامر مطشر وعباس قمر.
وخلال اللقاء تبادل الطرفان الأحاديث حول بذل الجهود والإمكانيات لتعريف المواطنين ببرنامج "تحالف البديل" وتوجهاته، باعتبارها بديلا واقعيا عن برامج وتوجهات الأحزاب الطائفية.
ضم الوفد كلا من الرفاق نجم خطاوي، حيدر خليل واسماعيل جميل.
********************************************
شيوعيو الديوانية يتفقدون رفيقين
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الرفيقين يوسف عباس (ابو أسامة) وحسن صاحب (ابو علاء) في منزليهما، وذلك للاطمئنان على صحتيهما وإدامة التواصل معهما.
وتبادل الرفاق مع الرفيقين الحديث عن مواقف الحزب السياسية واستعداداته للانتخابات البرلمانية المقبلة.
ضم الوفد كلا من عضو اللجنة المركزية وسكرتير المحلية الرفيق ميعاد القصير، ونائب السكرتير الرفيق نعيم ابو علي، وعضو مكتب المحلية الرفيق سرحان عودة، وعضو لجنة العلاقات الرفيق مكي الاطرقچي.
*****************************************
الصفحة التاسعة
أشبال العراق يحصدون برونزيتين في بطولة آسيا للمبارزة
متابعة ـ طريق الشعب
حقق منتخب العراق للأشبال بالمبارزة إنجازًا مميزًا في بطولة كأس آسيا للأشبال، المقامة حاليًا في العاصمة الأوزبكية طشقند، بحصده ميداليتين برونزيتين.
وذكر اتحاد المبارزة في بيان أن الميدالية الأولى جاءت في سلاح الشيش، فيما أحرز المنتخب البرونزية الثانية في سلاح السابر (السيف العربي) بعد وصوله إلى الدور نصف النهائي وخوضه مواجهة قوية أمام منتخب أوزبكستان المضيف.
وأشار البيان إلى أن لاعبي المنتخب مصطفى محمد، علي السجاد رعد، يوسف قحطان، وحيدر أحمد قدموا مستويات مميزة عكست تطور المبارزة العراقية على مستوى الفئات العمرية. وأكد الاتحاد أن هذا الإنجاز يمثل خطوة مهمة نحو إعداد جيل جديد قادر على تمثيل العراق في الاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، بعد أن أثبت اللاعبون قدرتهم على منافسة أقوى المنتخبات الآسيوية واعتلاء منصات التتويج.
****************************************
انطلاق دوري نجوم العراق تحديثات تنظيمية وتحديات الارتقاء
متابعة ـ طريق الشعب
انطلق دوري نجوم العراق في موسمه الثالث (2025-2026) وسط أجواء مختلفة تعكس رغبة الاتحاد العراقي لكرة القدم في تقديم نسخة أكثر احترافية وتنظيمًا من ذي قبل. البداية جاءت عبر ثلاث مواجهات في الجولة الافتتاحية، على أن تستكمل بقية المباريات خلال يومين متتاليين، ما يمنح المشجعين جرعة مبكرة من الإثارة والتشويق.
وشهدت الجولة الافتتاحية ثلاث مباريات؛ جمعت الأولى أمانة بغداد بديالى، فيما التقى الطلبة مع زاخو، وخاض نوروز مواجهة أمام الكهرباء، على أن تستكمل بقية المباريات يومي الأحد والاثنين بمواجهات بين نفط ميسان والميناء، القاسم والنفط، دهوك والكرمة، الغرافة والموصل، أربيل والنجف، إضافة إلى مباراة الكرخ أمام القوة الجوية.
لكن الأهم من نتائج المباريات، هو ما تحمله البطولة من تغييرات جوهرية على صعيد الإدارة والتنظيم، فالدوري يدخل هذا الموسم بملامح جديدة تمثل خطوة في مسار طويل نحو مواكبة الدوريات الإقليمية والعالمية.
من أبرز هذه التغييرات، إلزام الأندية بعقد مؤتمرات صحفية قبل وبعد المباريات، في محاولة لتطوير ثقافة التواصل الإعلامي وتعزيز الشفافية. هذا الإجراء، إلى جانب فرض غرامات على الغياب، يهدف إلى إشراك المدربين واللاعبين في صناعة رواية الدوري وإغناء النقاش الرياضي، وهو ما كان غائبًا في المواسم السابقة.
أما على صعيد التحفيز الفني، فقد أعاد الاتحاد العراقي الاعتبار لنظام الجوائز الذي ظل غائبًا لسنوات طويلة بفعل الأزمات المالية. الجوائز المباشرة بعد المباريات، وكذلك الشهرية لأفضل لاعب ومدرب، تمثل دافعًا إضافيًا لتقديم مستويات عالية، فضلًا عن كونها وسيلة لتسليط الضوء على النجوم الصاعدين وتعزيز المنافسة الفردية والجماعية.
وعلى المستوى الجماهيري، يشهد الدوري لأول مرة اعتماد المعلق الداخلي في الملاعب، وهو تفصيل بسيط ظاهريًا لكنه يحمل أثرًا كبيرًا في تعزيز تجربة المشجعين وربطهم بالمباراة لحظة بلحظة.
في البعد الإعلامي، يواصل الدوري شراكته مع رابطة "لاليغا" الإسبانية وشركات إنتاج تلفزيوني عالمية، بهدف رفع جودة البث ليقترب من صورة الدوريات الأوروبية. هذه الخطوة ليست مجرد ترف بصري، بل تمثل ركيزة أساسية في تسويق المسابقة وفتح آفاق أوسع أمام الأندية واللاعبين على المستويين التجاري والجماهيري.
وبين هذه التغييرات، يبقى التحدي الحقيقي أمام الاتحاد والأندية هو الاستدامة في تطبيق هذه الخطوات، وضمان ألا تبقى مجرد بروتوكولات شكلية، بل أن تتحول إلى ثقافة كروية جديدة تسهم في تطوير الكرة العراقية، وتجعل دوري نجوم العراق علامة مميزة في المشهد الرياضي الإقليمي.
***************************************
تدشين دوري السيدات بكرة السلة بثلاثة انتصارات
متابعة ـ طريق الشعب
انطلقت، يوم الجمعة، منافسات بطولة دوري السيدات لكرة السلة بمشاركة أندية عراقية وزعت على أربع مجموعات، وفقًا للوائح الاتحاد العراقي لكرة السلة.
وشهدت الجولة الافتتاحية إقامة ثلاث مباريات، حيث حقق نادي أوروك الفوز على العمارة بنتيجة (36-18)، وحصدت لاعبة أوروك ريام حيدر جائزة أفضل لاعبة في اللقاء.
وفي المباراة الثانية، سجل نادي غاز الشمال فوزًا كبيرًا على كيوان بنتيجة (158-22)، لتنال لاعبة الفريق أوا كريم لقب أفضل لاعبة.
أما المواجهة الثالثة، فقد انتهت بتفوق نادي الصناعات الحربية على التعاون بنتيجة (61-44)، ليختتم اليوم الأول من البطولة بأجواء تنافسية واعدة.
**********************************************
محمد صلاح على بُعد خطوة من إنجاز تاريخي في الدوري الإنكليزي
ليفربول ـ وكالات
يقترب المصري محمد صلاح نجم ليفربول من تحقيق رقم إعجازي جديد في الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث يحتاج إلى مساهمة تهديفية واحدة فقط ليتفوق بفارق 100 هدف عن أقرب منافسيه منذ عودته إلى "البريميرليغ" في عام 2017.
ويحل ليفربول ضيفًا على بيرنلي، اليوم الأحد المقبل، على ملعب "تيرف مور" ضمن الجولة الرابعة من الدوري، في مباراة قد تشهد كتابة فصل جديد في مسيرة صلاح التاريخية.
ووفقًا لبيانات موقع ترانسفير ماركت، خاض صلاح 291 مباراة في الدوري مع ليفربول، سجل خلالها 185 هدفًا وصنع 88 أخرى، ليصل مجموع مساهماته إلى 272. وفي حال تسجيله أو صناعته لهدف أمام بيرنلي، سيرفع رصيده إلى 273 مساهمة، متفوقًا على الكوري الجنوبي سون هيونغ مين الذي يملك 173 مساهمة فقط، قبل رحيله عن توتنهام إلى الدوري الأمريكي.
ويأتي في المركز الثالث الإنكليزي هاري كين برصيد 169 مساهمة مع توتنهام قبل انتقاله إلى بايرن ميونخ في 2023، بينما يحتل البلجيكي كيفن دي بروين المركز الرابع بـ150 مساهمة قبل رحيله مؤخرًا إلى نابولي.
وبهذا، يواصل "الفرعون المصري" تعزيز مكانته كأحد أبرز النجوم في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، معزّزًا أرقامه الاستثنائية بقميص "الريدز".
***********************************
وقفة رياضية.. لماذا ألغت الأندية بعض ألعابها؟
منعم جابر
تنتعش الرياضة وتزدهر بفضل الأندية الرياضية، فهي التي تساهم في صناعة الأبطال والنجوم وإنعاش الواقع الرياضي، وبالتالي تحريك عجلة النشاطات والفعاليات. ولا سيما أننا شرّعنا عملنا الرياضي ووثقناه دستوريًا في المادة (36) التي تنص على: "ممارسة الرياضة حق لكل فرد، وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها".
وعليه، فإن الرياضة حق دستوري للمواطن، وعلى الدولة دعمها وتوفير مقومات ممارستها، من خلال مساندة الأندية بالملاعب والمنشآت الرياضية لمختلف الألعاب، ورعاية الأبطال. فبما أن الدستور أقر النشاطات الرياضية، فقد أصبحت حقًا قانونيًا وشرعيًا لكل أبناء الوطن.
إلا أننا، وللأسف، نجد بعض المؤسسات الرياضية تتخذ خطوات لتقليص النشاطات، ومن أبرزها إلغاء بعض المدارس دروس التربية الرياضية، خاصة في المدارس الأهلية وبعض الحكومية. وبدلًا من أداء مهمته الأساسية، يُحوَّل معلم أو مدرس التربية الرياضية إلى إداري يُكلَّف بمهام تنظيمية تخص المدرسة، بعيدًا عن درسه الذي لا يقل أهمية عن بقية المواد الدراسية. في حين يفترض أن يكون درس التربية الرياضية جزءًا منهجيًا أساسيًا لا يمكن الاستغناء عنه.
من هنا أقول لأحبتي في الأندية الرياضية: رعاية الأندية القائمة وإنشاء أندية جديدة في المناطق الشعبية ضرورة، مع توفير مستلزماتها، لا أن نلجأ إلى تقليصها بحجة قلة الإمكانات. وهنا أناشد مجالس المحافظات لتقديم الدعم والمساعدة للأندية القادرة على استقطاب الرياضيين، والعمل على كسب الموهوبين وتوجيههم رياضيًا وثقافيًا وإبداعيًا. كما أدعو إلى دعم منتديات الشباب وتفعيل دورها، فهي كانت دائمًا مجالًا رحبًا لتطوير مهارات الشباب في مختلف الجوانب الرياضية والثقافية والفنية.
وبذلك نسد الطريق أمام الأخطاء والانحرافات التي قد يتعرض لها الشباب، ونوجههم نحو ممارسة الألعاب الرياضية، وهو ما سينعكس إيجابًا على المجتمع ويدفع به إلى السلوك القويم.
**********************************************
الكندي إيفان دانفي يحصد أول ذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى
طوكيو ـ وكالات
أحرز الكندي إيفان دانفي، يوم السبت، أول ميدالية ذهبية في النسخة العشرين من بطولة العالم لألعاب القوى، بعد فوزه بسباق 35 كيلومتر مشيًا الذي أقيم في العاصمة اليابانية طوكيو.
ونجح دانفي، البالغ من العمر 34 عامًا، في إنهاء السباق بزمن قدره 2:28.22 ساعتين، متفوقًا على البرازيلي كايو بونفيم الذي حصل على الفضية بزمن (2:28.55 س)، فيما نال الياباني هاياتو كاتسوكي البرونزية بزمن (2:29.16 س).
وأعرب البطل الكندي عقب تتويجه عن سعادته قائلاً: "هو حلم تحقق. يشرف عليّ نفس المدرب منذ أن كنت في العاشرة من عمري، وكان هدفي منذ البداية أن أصبح بطلًا للعالم. في النصف الثاني من السباق وجدت نفسي في المقدمة، لكن آخر كيلومترين كانا الأصعب في حياتي."
ويُعد هذا الإنجاز العالمي الأول لدانفي، الذي سبق أن أحرز برونزيتين في سباق 50 كيلومتر مشيًا ببطولة الدوحة 2019 وأولمبياد طوكيو 2021، قبل أن ينجح هذه المرة في خطف الذهب بعد تأخره في المراحل الأولى، مستفيدًا من عقوبة على الإكوادوري دافيد هورتادو في الأمتار الأخيرة.
وشهدت البطولة غياب الإيطالي ماسيمو ستانو، حامل الرقم القياسي العالمي (2:20.43 س) والمتوج بذهبية يوجين 2022، بسبب إصابة في أوتار الركبة.
****************************************
الصفحة العاشرة
الاشتراكية ليست يوتوبيا إنها حية وتزدهر
إعداد: إبراهيم إسماعيل
في السنوات الأخيرة، تنامى الاهتمام مجددًا في أوروبا وخارجها بالاشتراكية، ربما بسبب تزايد عدم المساواة، والتغير المناخي المخيف، وإخفاقات الحوكمة النيوليبرالية. وقد رافق هذا الاهتمام جدل واسع، لم يخلُ من مرارة انهيار التجربة الواقعية الأولى، والمتغيرات التي شهدها العالم بعد ذلك الانهيار. ولعل من أبرز الكتب التي ناقشت الأمر بعمق، كتاب (الاشتراكية الإسكندنافية)، للمنظّر في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الدنماركي والناطق الرسمي باسم تحالف الحمر والخضر، بيلي دراغستيد، الذي لعب دورا رائدا في تطوير استراتيجيات اليسار في بلاده، وفي استجاباته للتحولات السياسية والاقتصادية خلال العقدين الماضيين.
مجتمع هجين
يعتمد كتاب دراغستيد على التجربة الاقتصادية والسياسية للدنمارك في إعادة تحليل وتفسير استراتيجية اليسار، مما قاده إلى استنتاجات غير تقليدية. فهو يرى أن الاقتصار على تقييم الدول الإسكندنافية بوصفها أنظمة رأسمالية خالصة يعيق قدرة اليسار على بناء بدائل اشتراكية ناجحة، كما يغفل قيمة مؤسسات مهمة، مثل التعاونيات التي يملكها العمال، والقطاع العام القائم خارج السوق. ويؤكد دراغستيد على أن هذه المجتمعات هجينة، تجمع بين الرأسمالية والاشتراكية بدرجات متفاوتة من بلد إلى آخر، وأن السعي لإسقاط الرأسمالية واستبدالها بالاشتراكية دفعة واحدة هو نهج غير مثمر، ويحول دون إجراء إصلاحات جذرية وفعالة. ومن هذا المنطلق، يقترح دراغستيد سلسلة من عشرة إصلاحات تمهد الطريق نحو اقتصاد أكثر ديمقراطية؛ خمسة منها تركز على ديمقراطية وتوزيع الملكية، والخمسة الأخرى تهدف إلى تقليص دور السوق وتحويل الخدمات إلى حقوق اجتماعية. ويركز دراغستيد على وجود مساحات خارج سيطرة الرأسمالية، مثل التعاونيات والخدمات العامة، يمكن توسيعها تدريجيا، إذ لا توجد - حسب تصوره - قطيعة مفاجئة بين الرأسمالية والاشتراكية، بل انتقال مستمر بينهما. وهو يرى أن التعاونيات قادرة على المنافسة، وأكثر إنتاجية، وتمنح أجورا أعلى، وتقاوم الأزمات بشكل أفضل، ولا بد من استخدام أدوات سياسية لتشجيعها، وتفضيلها في العطاءات الحكومية، ومنحها دعمًا ماليًا وغير ذلك.
ويخشى دراغستيد من التأميم ومن دور الدولة، حيث أثبتت التجربة التاريخية - برأيه - أن ذلك قد يؤدي إلى مركزية مفرطة؛ فرغم أن الملكية تصبح "عامة" بالاسم، فإن الناس لا يشعرون بأنها ملكهم. ويقترح بدلا منها نماذج ملكية ديمقراطية مباشرة، كالتعاونيات وصناديق العمال وتنظيم السوق، دون أن يرفض الملكية العامة، بل يرفض أن تقوم الاشتراكية فقط على ملكية الدولة.
اليسار والرأسمالية
يتناول كتاب (الاشتراكية الاسكندنافية) التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للدنمارك ودول الشمال، ويطرح مقترحات لبناء اشتراكية ديمقراطية تمنع الرأسمالية من الهيمنة على الاقتصاد، لما تمثّله من نظام غير عادل، يهدد أسس الديمقراطية نفسها. كما هو الحال في الولايات المتحدة، حيث يؤدي تركز الثروة في النظام الرأسمالي إلى نشوء قوة أوليغارشية ذات نفوذ سياسي، لا يستند إلى تفويض ديمقراطي، بل إلى السيطرة على الثروة.
وعلى الرغم من أن دراغستيد يرى اليسار بارعا في فضح مضار الرأسمالية، إلى الحد الذي بات فيه الملايين يقرّون بخطر استمرار هذا النظام، إلا أنه لا يجده قادرا على حشد أغلبية تنجز تحوّل الاقتصاد نحو نموذج أكثر عدالة وديمقراطية، أي نحو الاشتراكية؛ وذلك بسبب ضعف قدرة اليسار على تقديم بديل واقعي، والإجابة عن الأسئلة الصعبة المتعلقة بديمقراطية الاقتصاد وسوق العمل. ولهذا السبب، ظلّت الاشتراكية تُعامل في هذه المجتمعات لفترة طويلة كحلم طوباوي، غير متجذر في النضالات اليومية، سواء في البرلمان أو النقابات أو الحركات الشعبية. ومن هنا، صار لزاما أن تُطرح الاشتراكية بشكل ملموس ومفهوم وقابل للتطبيق.
رأسمالية "لطيفة"
لا يتفق دراغستيد مع توصيف دولة الرفاه في المجتمعات الإسكندنافية بالرأسمالية بـ"اللّطيفة"، مستشهدا بشخصيات يسارية أمريكية وبريطانية، مثل بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز وجيريمي كوربين، الذين رأوا في دول الشمال مصدر إلهام لوجود عناصر اشتراكية قوية. فإذا عرّفنا الاشتراكية - حسب دراغستيد - بأنها تنظيم النشاط الاقتصادي ضمن إطار ديمقراطي للملكية المشتركة، فإن الدول الإسكندنافية أقرب إلى الاشتراكية من الولايات المتحدة؛ لأنها تمتلك قطاعات عامة ضخمة في مجالات التعليم والصحة والرعاية، مملوكة وتدار من قبل الدولة، وممولة من الضرائب، وليس من السوق. كما يضم القطاع الخاص تعاونيات واتحادات يملكها العمال أو المستهلكون؛ إذ تعود ملكية ثاني أكبر سلسلة متاجر في الدنمارك لحوالي مليوني مواطن، وهناك 20 في المائة من المساكن مملوكة بشكل جماعي من خلال تعاونيات سكنية غير ربحية.
الهجوم النيوليبرالي
ويشير دراغستيد في كتابه إلى أن النموذج الإسكندنافي بلغ ذروته في السبعينيات، حين كان الرخاء الاجتماعي في أوجه، وقد وُضعت حينها خطط لنقل ملكية الشركات الكبرى إلى صناديق يسيطر عليها العمال. لكن الهجوم النيوليبرالي اللاحق قلّص تلك المكاسب عبر الخصخصة وتراجع دور الدولة. ورغم المقاومة المتواصلة، التي نجحت في عرقلة القضاء على القطاعات العامة والتعاونيات، فإنه وبدون تغيير بنية الملكية، يبقى أي إصلاح اجتماعي هشا وسهل الانهيار. ولكي تتحقق هذه الاشتراكية الديمقراطية الراديكالية، التي تستلهم أفضل ما في الاشتراكية الديمقراطية التقليدية، وتضيف إليها إصرارا على التغيير البنيوي، أي ليس فقط في توزيع الثروة، بل في تغيير الملكية أيضا، يرى دراغستيد ضرورة وجود دعم شعبي قوي، ونقابات عمالية فاعلة، وتقليص نفوذ الطبقة المالكة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن موقع مؤسسة روزا لوكسمبورغ – بتصرّف
**********************************************
{كيف يُدار العالم؟} حماية البنى التقليدية
يجمع كتاب "كيف يُدار العالم؟"، الصادر حديثاً عن دار الرافدين، حوارات الفيلسوف الأميركي نعوم تشومسكي، مع الصحافي ديفيد بارساميان، وقد حرّرها آرثر نايمان، وترجمها إلى العربية الهادي المعموري. تعود هذه الحوارات إلى التسعينيات والثمانينيات، إلا أنها لا تزال تطل على الراهن، بتنوّع موضوعاتها، وبالإضافات التي كتبها تشومسكي، والتي تعرض رؤيته وأفكاره عما يصنع السياسة.
يجمع الكتاب، الذي يقع في 383 صفحة، أربعة أعمال صدرت منفصلة، وهي: الأهداف الرئيسية للسياسة الخارجية الأميركية، والقلة المزدهرة والكثرة القلقة، والأسرار: الحياة والديمقراطية، والصالح العام.
يبدأ الكتاب الأول من لحظة التحول التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، مع تفوق الولايات المتحدة صناعياً، وتضاعف إنتاجها ثلاث مرات. في هذا السياق، يستعيد تشومسكي وثيقة التخطيط السياسي رقم 23 (1948)، التي تُقرّ بأن الولايات المتحدة تملك نصف ثروة العالم، مقابل 6.3% من سكانه، ما يستدعي، بحسب الوثيقة، ابتكار نمط علاقات دولية يضمن استمرار هذا التفاوت الكبير.
وتلخص هذه الصياغة قراءة تشومسكي، لمنطق الهيمنة الذي وَسَم السياسة الأميركية طوال الحرب الباردة، وما بعدها، وحدّد سياساتها في العالم.
في الكتاب الثاني، يركز تشومسكي على التحولات الاقتصادية والاجتماعية في الولايات المتحدة والعالم منذ السبعينيات، مفسراً كيف صُمّمت السياسات لتخدم "الأقلية المزدهرة"، ويقصد بها النخب الاقتصادية والسياسية، على حساب الطبقات الوسطى والدنيا.
يربط تشومسكي هذه التحولات بمفهوم "إدارة الديمقراطية"، من خلال ضبط الإعلام، والسيطرة على الرأي العام، وتقييد المشاركة السياسية الفعلية. كما يربط بين السياسات الاقتصادية الداخلية والخارجية، فتظهر الهيمنة العسكرية والتحالفات الدولية ضرورةً لحماية المصالح الاقتصادية للنخب الأميركية.
وذلك باستخدام التدخلات الخارجية، والانقلابات السياسية التي تضمن بقاء الحكومات الموالية لاقتصاد السوق المفتوح، وتمنع وصول أنظمة وطنية إلى الحكم، أو تطيح بها، ويأخذ مثالاً لهذه الهيمنة، التدخل الأميركي في تشيلي، ونيكاراغوا.
يفتتح الكتاب الثالث بتساؤل إن كانت الولايات المتحدة ديمقراطية بالفعل، ويسوّغ انتقاداته لنشر الديمقراطية الأميركية، بوصفها مشروعاً يبقي السلطة في يد البنى الاقتصادية التقليدية وحلفائها، حيث تبقى الديمقراطية، مقبولة، ما لم تمسّ مصالح الأقلية.
وينفي في الكتاب الرابع، تسامح الديمقراطية الحقيقية مع ما يدعوه "النتائج الحتمية لنظام السوق"، التي تقسم العالم إلى فاحشي ثراء، ومدقعي فقر. تتلخص مقولة تشومسكي في هذا الكتاب، بالدفاع عن الديمقراطية التشاركية، في طرح يسعى إلى التقليل من التفاوت الطبقي، وبناء آليات قادرة على انتزاع القرار العام من هيمنة السوق.
في الكتب الأربعة، لا تظهر رؤية تشومسكي للصراع العالمي على أنه صراع بين أيديولوجيات، بل بين من يحتكرون الثروة، ومن لا يملكونها. أما عن الحرية التي تُسوَّق على أنها مرادف للرأسمالية، فليست، بحسب تشومسكي، أكثر من خدعة تخفي حقيقة أن الشركات المسيطرة على السوق لا تستطيع البقاء من دون حماية حكومية قوية. وبهذا المعنى، تكون استعادة القرار العام من قبضة رأس المال العالمي شرطاً لأي ديمقراطية حقيقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"العربي الجديد" – 11 آب 2025
************************************************
دورية (أسطور) للدراسات التاريخية.. العدد 23
صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا العدد الثالث والعشرون من الدورية نصف السنوية المحكّمة "أسطور" للدراسات التاريخية. وقد اشتمل هذا العدد على الدراسات التالية: "من هدنة مودروس إلى مؤتمر لوزان: من السلام المفروض إلى السلام الخاضع لإعادة التفاوض" لأوديل مورو، و"معاني لوزان عند العرب والأتراك" لمحمود حداد، و"إقصاء العرب في لوزان: منعطف تاريخي حاسم" لإليزابيث ف. تومسون، و"على هامش مفاوضات لوزان: اتفاقية صلح عربي حجازي – تركي بعد فوات الأوان" لمحمد جمال باروت، و"وثيقة تفريق السلطنة على الخلافة ’الخلافة وسلطة الأمة‘": سياقها التاريخي وتداعياتها في الفكر الإسلامي" لوجيه كوثراني، و"نهاية الخلافة العثمانية ومسلمو شبه القارة" لعزمي أوزجان. وفي باب "ترجمات" نُشرت دراسة "التاريخ والتحليل النفسي: جينيالوجيةُ علاقة" لفرانسوا دوس، وقد ترجمها أنس ريري. أمّا باب "مراجعات كتب"، فَضمّ قراءة في كتاب "أتاتورك: سيرة حياته" لكلاوس كرايزر، وهي من إعداد سيار الجميل، ومراجعة كتاب "وادي موسى والبترا في القرنين التاسع عشر والعشرين"، لمثنى المصري، ومراجعة كتاب "’كان يعشق الحقيقة‘: اعترافات مؤرخ شاهد على هزيمة فرنسا أمام القوات النازية"، ليونس غاب. وقد استحدثت هيئة تحرير الدورية بابًا جديدًا من أبواب المجلة عنوانه "كلاسيكيات: أعمال مؤسِّسة" للتعريف بالدراسات الاستشراقية والدراسات العربية الرائدة في مجالها؛ من أجل إخضاعها للنقد العلمي وإبراز مكانتها العلمية في تطوير البحث التاريخي. وفي هذا الباب نُشرت دراستان: "إنجازات صلاح الدين الأيوبي لهاملتون جب"، وقد ترجمها طاهر كنعان، و"هاملتون جب وأعماله عن الإسلام والحروب الصليبية بين مرآة الاستشراق والتاريخ"، لأحمد محمد شعير. وفي باب "وثائق ونصوص" نُشرت دراسة عنوانها "وثائق عثمانية حول دار حسين باشا تونس في مدينة إستانبول" لمؤيد مناري. واختُتم العدد بباب "ندوة أسطور"، وقد اهتمّ بالكتابة التاريخية في لبنان، وفيه ثلاث أوراق: "أهمية منهجية التاريخ التسلسلي والكمي في كتابة تاريخ لبنان"، لسعاد أبو الروس، و"التأريخ للمدن اللبنانية"، لخالد زيادة، و"التاريخ المحلي في جبل لبنان في النصف الأول من القرن العشرين"، لسيمون عبد المسيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – تموز 2025
**************************************************
قاموس اقتصادي فلسفي.. الرأسمال
اعداد: د. صالح ياسر
الرأسمال (capital):
على عكس ما يتصور كثيرون، ليس الرأسمال شيئا ماديا بل هوعلاقة اجتماعية، انه مقولة اقتصادية أساسية في اسلوب الانتاج الرأسمالي، ويعبّر عن العلاقات الاجتماعية القائمة بين طبقة الرأسماليين والطبقة العاملة، عن علاقات استغلال العمال الأجراء من طرف الرأسماليين. وتقوم هذه العلاقات على أساس أن وسائل الانتاج هي ملك خاص للرأسماليين، في حين تحرم جماهير العمال فيها من وسائل الانتاج، وتضطر الى بيع قوة عملها كيلا تموت جوعا، وهي تغني الرأسماليين بعملها. ولهذا يعرف الرأسمال بإعتباره تلك القيمة، التي عن طريق إستغلال العمل المأجور، تعطي قيمة اكبر منها، أي فائض القيمة. وينافح منظروا الاقتصاد السياسي البرجوازي للبرهنة كما لو ان كل أداة عمل هي رأسمال بحد ذاتها، مشوهين وبشكل متعمد مفهوم رأس المال لتعتيم الطابع الاستغلالي لإسلوب الانتاج الرأسمالي، أي محاولة اخفاء استغلال الرأسماليين للعمال، وتصوير الرأسمال على أنه شئ مادي ومقولة تسمو على التاريخ. والواقع أن الراسمال مقولة تاريخية، ولا يمكن أن يكون غير ذلك، الا في ذهن منظري الاقتصاد السياسي البرجوازي.
الاشكال التي يتخذها الرأسمال:
الرأسمال الربوي:
هو شكل تاريخي خاص للرأسمال الذي يعطي فائدة، يسم نظام عهد الرق، والنظام الاقطاعي، والعلاقات الراسمالية غير المتطورة. لقد برز الرأسمال الربوي، في مرحلة تفسخ النظام المشاعي البدائي، في اعقاب نشوء التباين في التملك، وأسهم، بدوره، في التفسخ التالي لهذا النظام، وفي الانتقال الى نظام الرق. وفي مرحلة تفسخ الاقطاعية، أسهم الراسمال الربوي في تهيئة الشروط لنشوء أسلوب الانتاج الرأسمالي. فهو كان يعمل، من جهة، على تهديم صغار المنتجين، وتحويلهم الى بروليتاريين وعمال أجراء، كما عجل، من جهة أخرى، تراكم الرأسمال النقدي الذي تحول الى رأسمال صناعي فيما بعد.
الرأسمال السلعي:
هو أحد أشكال الرأسمال الصناعي، الوظيفية الثلاثة. وهو يمثل، من الناحية المادية، كتلة معينة من السلع المنتجة من جديد، من سلع الاستهلاكين الانتاجي والشخصي. أما من حيث القيمة، فهو لا يشمل الرأسمال الموظف فحسب، بل ويشمل أيضا فائض القيمة الذي يتكون عن طريق استثمار قوة العمل في عملية الانتاج. وفي مرحلة معينة من تطور الرأسمالية انفصل الرأسمال السلعي تحت شكل رأسمال تجاري سلعي مستقل، له شكل التابع للرأسمال الصناعي.
الرأسمال الصناعي:
هو الرأسمال الذي يستخدم لاستغلال العمال المأجورين في الانتاج الصناعي أو الزراعي. وخلافا لأشكال رأسمال ما قبل الرأسمالية (الرأسمال التجاري، والرأسمال الربوي) يعتبر الرأسمال الصناعي الشكل الوحيد الذي لا يجري فيه الحصول على فائض القيمة فحسب، بل وإنتاجه فيه أيضا. إن ظهور الرأسمال الصناعي يعني ظهور الانتاج الرأسمالي، الذي تتم فيه، في أعقاب توسعه، ثورة في التكنيك، وفي التنظيم الاجتماعي لعملية العمل، كما تتم فيه الاستعاضة عن المجتمع الاقطاعي بالمجتمع البرجوازي.
عندما يتم الرأسمال الصناعي دورته، يكون قد تحول، على التوالي، من شكل نقدي، الى شكل سلعي، ومن الشكل السلعي، الى الشكل الانتاجي، ومنه الى الشكل السلعي من جديد، فالشكل النقدي. هذه المراحل الثلاث، في دورة الرأسمال الصناعي، تتلاءم مع ثلاثة اشكال وظيفية للرأسمال الصناعي هي:
- الرأسمال النقدي؛
- الرأسمال الانتاجي؛
- الرأسمال الصناعي.
ويوجد الرأسمال الصناعي، في الاشكال الثلاثة، في وقت واحد. لذا فهو قائم في حركة دائمة، في دوره. ويجسد الرأسمال الصناعي، بصورة مباشرة، التناقض القائم بين الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع الرأسمالي: طبقة البرجوازية وطبقة البروليتاريا.
********************************************
الصفحة الحادية عشر
حرية التعبير
"كل من يريد ان يقتل روح الشعب؛ يبدأ بخنق كلمته، ولكن الكلمة لا تقهر، لأنها ليست ملكاً لفرد، بل ملك لروح الجماعة.. انها تتسرب دوماً من الشقوق، وتقاوم الصمت بالهمس، وتتحول الهمسة الى صرخة، والصرخة الى قوة تاريخية".
كارل ماركس
*****************************
المحتوى الهابط.. قانونياً لا توجد جريمة عنوانها المحتوى الهابط!!
سالم روضان الموسوي*
1- لوحظ في الفترة الأخير اهتمام رسمي بمفهوم "المحتوى الهابط" وأصدرت بعض أجهزة الدولة بما فيها مجلس القضاء الأعلى توجيهاً الى محاكم التحقيق بتشديد الإجراءات ضد مرتكبي "المحتوى الهابط" وعلى وفق ما ورد في توضيح مجلس القضاء الأعلى الذي نشر في الموقع الالكتروني الرسمي للمجلس وجاء فيه ( وجّه مجلس القضاء الأعلى محاكم التحقيق بالتنسيق مع الجهات المختصة لمتابعة صُنّاع المحتوى الهابط، واتخاذ الإجراءات القانونية المشددة بحقهم، حفاظًا على الذوق العام. ويأتي ذلك في ظل تزايد حالات نشر المحتوى الهابط عبر مواقع التواصل الاجتماعي)كما وجد تصريح رسمي في موقع مجلس القضاء الأعلى لإحدى القاضيات الفاضلات توضح فيه أسباب ما يقوم به القضاء من ملاحقة أصحاب هذا المحتوى الهابط وعلى وفق قولها (ذهب القضاء الى معاقبة المتطرفين في الأفكار وأصحاب المحتوى الهابط على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال ما ينشره هؤلاء من سلوكيات مخالفة لعادات المجتمع وتقاليده وذلك للحد من تلك الظاهرة وصولا الى عدم المساس بحريات وحقوق الآخرين, ومن هنا تظهر تلك الأهمية من خلال محاسبة المسؤولين عن نشر المحتوى الضار الذي يهدد السلم الاجتماعي او ينتهك كرامة الأفراد)ويستخلص من كل ما تقدم ان الأسباب التي أدت الى تفعيل محاسبة هؤلاء هو الحفاظ على السلم الاجتماعي وحماية الاسرة والمجتمع العراقي والحفاظ على الذوق العام،
2- لذلك لابد وان تكون المعالجة بجانبها القضائي معالجة محايدة مجردة من أي دوافع وأسباب خارج نطاق القانون، لان مهمة القضاء تطبيق القانون، وعلى وجه الخصوص في القانون الجنائي، حيث لا يمكن معاقبة أي شخص ما لم يكن هناك نص يجرم الفعل ويحدد له عقوبة على وفق ما ورد في المادة (19/ثانياً) من الدستور العراقي التي جاء فيها (لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص. ولا عقوبة إلا على الفعل الذي يعده القانون وقت اقترافه جريمة، ولا يجوز تطبيق عقوبة اشد من العقوبة النافذة وقت ارتكاب الجريمة) وكذلك ما ورد في المادة (1) من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل،
3- ومن العرض أعلاه هل توجد جريمة عنوانها المحتوى الهابط؟ الجواب بالمطلق كلا، لا يوجد نص في المنظومة التشريعية العراقية يجرم فعل عنوانه (محتوى هابط)، لكن هذا العنوان تداولته وسائل الاعلام، كما تداولته الخطابات الرسمية التي صدرت عن مجلس القضاء الأعلى وكذلك وزارة الداخلية، وهو عنوان اعلامي وليس قانوني، ولا يشكل فعلا يجرمه القانون، وما يثبت هذا القول ان اغلب الذين احيلوا الى القضاء واتخذت بحقهم الإجراءات القانونية كانت استناداً الى احكام المادة (404) من قانون العقوبات التي جاء فيها (يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة او بغرامة لا تزيد على مائة دينار كل من جهر باغان او اقوال فاحشة او مخلة بالحياء بنفسه او بواسطة جهاز الي وكان ذلك في محل عام.) ومن شروط ارتكاب هذا الفعل ان يكون القول جهرا وان يكون مخل بالحياء العام.
4- لكن معيار تحديد مقدار الاخلال بالحياء العام غير محدد ويخضع لسلطة المحكمة التقديرية، وهذه تعتمد على عدة عوامل أولها مقدار ما تتمتع به المحكمة من معرفة بالقواعد الأخلاقية السائدة في المجتمع، كما تخضع لقيم القضاة الشخصية ويقول احد الباحثين الدكتور هشام محمد فوزي في كتابه الموسوم (رقابة دستورية القوانين دراسة مقارنة بين امريكا ومصر، وتم طبعه ونشره عام 1999) ان قيم القضاة الشخصية هي الأساس في تحديد الحكم الذي تصدره المحكمة، ومعنى القيم الشخصية هو إمكانيات القضاة الشخصية سواء العلمية او المهنية ومقدار الالتزام بالحياد والاستقامة والقدرة على الاستنباط، وهذا يعني ان القاضي يعتمد على اجتهاده وما يراه دون الالتفات الى أي جهة سواء كانت طرف في الخصومة وخارجها وانه يعبر عن قيمه وقناعاته ولا يلتفت الى السياسة واتجاهاتها ويبتعد عنها قدر الإمكان حتى لا يتلوث بها، لان عالم السياسة بمثابة السيرك بينما القضاء هو محراب القداسة، على وفق قول احد قضاة المحكمة العليا في أمريكا (هارولد بيرتون) عندما تم تعيينه في المحكمة العليا بعدما كان عضوا في الكونغرس الأمريكي، حيث قال عند جوابه لسؤال وجه اليه ما هو شعورك عندما انتقلت من العمل في الكونغرس الى العمل في المحكمة العليا فأجاب (انه نفس الإحساس الذي يشعر به المرء لما ينتقل من السيرك الى الدير)، نقلاً عن الدكتور هشام محمد فوزي في كتابه أعلاه (ص263)، لذلك فان المحتوى الهابط هو عنوان اعلامي وليس مفهوم قانوني، اما مضمون المحتوى فانه يخضع للتجريم على وفق احكام قانون العقوبات النافذة،
5- لكن هل ما جرى كان يقف عند الفعل الفاضح او المخل بالحياء العام؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من ملاحظة بعض الأمور والتحقق منها وعلى وفق الاتي (1-الفترة التي ظهر فيها إتمام الجهات الرسمية 2- الأشخاص المستهدفين بالملاحقة وموقعهم الاجتماع 3- ومقدار مساس قولهم ببعض الشخصيات الرسمية 4- وماهية العقوبات التي صدرت بحقهم وهل تساوت بين الفعل المخل بالاداب العامة وبين الذي فيه مساس بالشخصيات الرسمية 5- هل أسهمت تلك الإجراءات بالحد من ذلك ام انها ما زالت على ذات الوتيرة التي ظهرت بها)ولابد من الوقوف على الأسباب وهل تشكل ظاهرة اجتماعية، حيث لوحظ ان اغلب الأفعال التي تنسب الى مرتكبي الفعل الفاضح او الاخلال بالآداب العامة كانوا هؤلاء على صلة ببعض الشخصيات العامة، والبعض الاخر حاول ان يعبر عن سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بطريقة ساخرة، يهدف من خلالها الى لفت الأنظار الى ما يحصل في المجتمع، حيث يعتبر المختصون بصناعة الرأي العام ان السخرية سواء بالكلام ومن مفرداته (النكات) او بالإشارة او التعبير الجسدي تعد واحدة من عناوين النقد والرفض للحالات السلبية في المجتمع، ويشير الدكتور عمر محمد الطالب في كتابه الموسوم (اثر البيئة في الحكاية الشعبية العراقية، منشورات دار الجاحظ للنشر عام 1981) حيث يقول ان المجتمعات تلجأ الى أسلوب السخرية عبر خلق الروايات على لسان حيوانات وهمية وتنسب اليها اقبح الصفات تعبيرا عن رفضهم لطغيان المستبد والطاغية وهذا يوضح وجود خيط رفيع بين حرية التعبير عن الرأي وبين تكييف التصرف او القول على انه مخل بالآداب العامة ويعد من عناوين المحتوى الهابط، مع التنويه الى ان اغلب الذين صدرت بحقهم احكام اما من الطبقات الفقيرة المسحوقة، او من بعض الفتيات اللواتي يعمل في مجال الاغواء والملاهي، لكن لوحظ أيضا امتداد هذا العنوان ليطال بعض الأشخاص ممن كان لهم موقف من بعض الاحداث او من بعض الأشخاص من ذوي الشوكة والنفوذ، ويبقى الامل قائم ويعتمد على قدرة قضاتنا الافاضل بالتمييز بين هذين الاتجاهين، وان يكونوا على قدر ثقة الناس بالقضاء في ان يكون الحامي للحريات من تغول السلطات وأصحاب النفوذ، ونصيرا وداعماً للفقراء والمعوزين وأصحاب الرأي والفكر النقدي للأوضاع الراهنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*قاض متقاعد
*******************************************
المحتوى الهابط وخطاب الإثارة
محمد باسم يحيى*
في زمن التيك توك والإنستغرام، حيث تُقاس القيمة بعدد "الإعجابات" و"المشاركات"، أصبحت كلمة "كرنج" (المأخوذة من الإنجليزية Cringe والتي تعني محرج او مثير للسخرية) او المحتوى الهابط، سلاحاً يستخدمه الشباب العراقي ضد كل ما هو تقليدي أو محلي أو لا يلائم ما هو دارج غربيا. لم تعد الكلمة مجرد تعبير عن موقف محرج، بل تحولت إلى أداة لوصم الموروث الثقافي بالقدم وعدم الملائمة. فمن يرتدي الدشداشة أو العباءة، أو يفتخر بأكلة شعبية أو حتى ينشر صورة في مكان تراثي، يُنظر إليه على أنه "غير مواكب" للعصر، بل ويُسخر منه تحت وسم "كرنج"، بينما يوصف المشارك فيشار الى انه جذاب او راق في الوسط الرقمي الغربي).
كيف انتشرت ثقافة "الكرنج" في العراق؟
مع انفتاح العراق على العالم بعد 2003، وتسارع وتيرة العولمة الرقمية وسهولة الوصول الى شبكة الإنترنت، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي النافذة الرئيسية التي يطل منها الشباب على العالم. لكن هذه النافذة لم تكن محايدة؛ فخوارزميات السوشيال ميديا تفضل المحتوى الغربي، خاصة الأمريكي، الذي يروج لنمط حياة معين: الموضة السريعة، الموسيقى الغربية، الأفلام والمسلسلات الأجنبية، وحتى أنماط الطعام. في المقابل، نجد أن المحتوى المحلي، سواء كان متعلقاً بالملابس التقليدية، الأغاني العراقية، أو حتى اللهجة الدارجة، بدأ يُنظر إليه على أنه "مُحرج" أو "غير راقٍ" مقارنة بما يُعرض في الفيديوهات الأجنبية. وهكذا، تحولت كلمة "كرنج" من مجرد تعبير عن الإحراج إلى أداة للتنمر على كل ما هو عراقي أصيل, بل ان هذا النوع من المحتوى صار اداة للشهرة، اذ يعتمد البعض مشاركته بشكل ساخر للحصول على جرعة من الافيون الرقمي (الاعجابات والتعليقات).
العولمة الرقمية: غزو ثقافي بلا مواجهة
المشكلة ليست في استخدام كلمة "كرنج" بحد ذاتها، بل في ما تمثله من استلاب ثقافي. فالعولمة اليوم ليست تبادلاً متكافئاً بين الثقافات، بل هي تسويق مكثف للقيم الغربية على أنها "المعيار العالمي للحداثة والجمال" وان كل ما يحيد عن هذه معاييرها هو متخلف ويجب استبداله. والنتيجة؟
- تفضيل الأجنبي على المحلي: أصبح الشباب يستهلكون المحتوى الغربي بشراهة، بينما ينفرون من إنتاجهم الثقافي الخاص، وكأن كل ما هو محلي "غير كُفْء" للمنافسة.
- ضياع الهوية: عندما يُسخر من الزي التقليدي أو اللهجة المحلية، فإن ذلك يخلق جيلاً منفصلاً عن جذوره، غير قادر على الفخر بتراثه، فتحول زي المناسبات من الملابس الشعبية الى ملابس حديثة.. وكذا الطعام واستخدام المفردات.
- تأثير اقتصادي: حتى الشركات المحلية بدأت تتخلى عن هويتها لتلائم "الموضة العالمية"، مما يفقد السوق العراقي تنوعه، الاسواق التي كانت مليئة بمحلات خياطة الازياء التقليدية اصبحت بؤر للاشخاص "الكرنج" ومن العار التقرب منها.
- هل "الكرنج" مجرد موضة عابرة أم بداية انهيار ثقافي؟ بعض المتفائلين يرون أن "الكرنج" مجرد مصطلح عابر، سيختفي عندما تتغير الموضة. لكن الواقع يقول إن المشكلة أعمق: الأجيال الجديدة تربط "المحلي" بالتخلف: بسبب غياب التوعية الثقافية، يظن كثير من الشباب أن الحداثة تعني تقليد الغرب بحذافيره ونبذ كل ما هو متوارث واصلي. التراث يُهجر لصالح "المحتوى السريع": الأغاني الشعبية، الحكايات التراثية، وحتى الأكلات البغدادية الأصيلة تختفي لأنها "لا تندمج" مع ثقافة السوشيال ميديا. التنمر باسم "الكرنج" يخلق انقساماً: فالكبار يرون في المصطلح استهانة بتراث الأجداد، والصغار يعتبرونه حرية تعبير وثورة. ان الخط الفاصل بين "الكرنج" و"الأصالة" هو احترامنا لذاتنا. فالشعوب التي تنجح في الحفاظ على هويتها هي التي تمزج بين الأصالة والحداثة من دون انبهار أعمى بالغرب. السؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: أليس من "الكرنج" حقاً أن نرفض تراثنا لمجرد أنه لا يحصل على "لايكات" كافية؟ ربما حان الوقت لأن ندرك أن الجمال ليس له لون واحد، وأن الحداثة لا تعني القطيعة مع الماضي، بل البناء عليه. فالعراق ليس بحاجة إلى أن يكون نسخة اجنبية كي يكون "راقياً"، بل يحتاج إلى أن يكون نفسه، لكن بصورة عصرية متطورة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مختص في دراسات اللغات الاجنبية في مركز CIS / العراق.
******************************************
الاستعراق الثقافي
علي حسن الفواز
البحث عن الهوية يعني البحث عن الذات، والبحث عن الذات يعني البحث عن وجود له معنى، وعلى نحو يجعل من تلك الذات اكثر تحررا، وأكثر قدرة للدفاع عن سردياتها.. ان العراق السياسي المعقد، والصعب مارس عنفه المركزي على أي تمثيل حقيقي للعراق الثقافي، حتى بتنا نحتاج الى ما يمكن تسميته ب" الاستعراق" بحثا عن عراقيتنا التاريخية والاسطورية، وعن علاقة آمنة ما بين المشروع السياسي والمشروع الثقافي، بعيدا عن ذاكرة العنف والطرد، وامتلاك شرعة الوضوح لمسألة ونقد تاريخ العراق السياسي الذي ارتبط بالهيمنة والقسوة، حيث لا توجد حيادية في هذا الأمر، ولا احتيال يُبرر لسردية الطرد لكي تظل خاضعة الى "أطروحة" القوي العادل، أو التاجر المراوغ، أو الفقيه المُقنّع.. البحث عن الثقافي لا يعني الذهاب الى الصراع مع السياسي والاجتماعي والديني، بقدر ما يعني البحث عن المشروع المعرفي الذي يقوم على ادارة السياسات، وعلى تقويض ذاكرة العنف التي تشبه مشجب الأسلحة، والدخول الى فضاء "الاستعراق" من خلال التعليم والتنمية والأمن الثقافي، والعمل على صياغة "عقد ثقافي" يتسع لسرديات تُسهم في بناء المتخيل الوطني الجامع، وتشكيل رأي عام يقبل الأنا والآخر، ويُعطي لمفاهيم الحرية والعدل والديمقراطية والحق مجالا اجرائيا، على مستوى بناء العقل النقدي، وعلى مستوى بناء المؤسسات والأطر التي يصونها القانون والاجتماع.. ما فرضه "العراق السياسي" طوال عقود تحول الى نوع من "اللوثيان" بتوصيف هوبز، حيث تنامت معه مظاهر الدكتاتورية والاستبداد والكراهية والقهر النفسي، مثلما تنامت مظاهر الرجعيات السياسية، والعلاقة الملتبسة مع الآخر- الاستعماري والارهابي والطائفي والفاشستي- بعيدا عن أي مساءلة حقيقية لتاريخ هذا "العراق السياسي" الذي صنعه المستعمرون والانقلابيون والطغاة..
من جانب آخر تحوّل "العراق السياسي" الى مركز لتوليد العنف والكراهية، عبر تقويض خيارات البحث عن "العراق الثقافي" وإعادة النظر بكل التناقضات التي عاش اسقاطات رهابها، ويوميات عنفها الانقلابي، فضلا عن العمل على إعادة النظر بقضايا إشكالية تخص التراث والآخر، ومفاهيم موازية تخص الاستبداد السياسي وعلاقته بالسرديات التي اخضعت التاريخ الى سلطة الحاكم، وسلطة الفقيه.. إعادة النظر بحقيقة "العراق الثقافي" تستدعي معها مسؤولية الانفتاح على كشف المضمر و"المسكوت عنه" في تاريخ المركزيات الحاكمة من جانب، وفي تاريخ ما تركته مؤسساتها القامعة، في سجونها ومعتقلاتها، ووثائقها من جانب آخر، لأن ما تركه العراق السياسي لم يكن حافلا بالبراءة، ولا بروح فكرة الدولة الغائبة، وهذا ما يُرهِن نجاعة حفريات الثقافي بجدة فاعلية النقد، وعقلانية المراجعة، ليس باتجاه توليد عقدة "الثأر" الثوري كما يسميه البعض، بل بإعادة تأهيل المشروع الوطني، وتشغيل مفاتيح "العقل النقدي" على مستوى المراجعة وتشييد مؤسسة الدولة الراشدة، وعلى مستوى تحويل مشروع "الاستعراق" الى افق عملياتي لقراءة العراق الثقافي، في مرجعياته الاسطورية والملحمية والصوفية والكلامية، وعلى نحو يجعل من حكمة كلكامش العراقي هي الرهان الأكبر على قوة العمل، وعلى صناعة الأثر، وعلى ربطهما بفكرة الخلود..
********************************************
لماذا {تغير الأسماك رأيها على اليابسة}؟
أ.د. محمد الحاج هادي*
من الانعطافات الطريفة في بعض نتاجات الإبداع الأدبي المعاصر (سيميائيةُ العنوان) وتماهيها دلاليا مع المضمون لتشكّل إيقونة تدل على عمق الصورة الأدبية وقصدية التعبير الفني اللذين يوصلان إلى تناغم غائر في المفهوم يتجلّى بأشكال متوافقة حسب ما يقتضيه فحوى النص ليحسم للمتلقي الصراع اللفظي القائم، فيسير في قراءاته بخطى واثقة وهو يصحب في ذهنه هذه السيميائية.
وفي المجموعة الشعرية (تُغيّر الأسماكُ رأيَها على اليابسة) لحسين المخزومي جاء كل عنوان إشارة سيمائية شكلت مع نصها تكاملا دلاليًّا يشي بحنكة الاختيار الذي يوصل إلى التماهي المقصود مع النص:
"الفراغ ..
يشعر بالوحدة حين يملأه الناس"
حيث الارتباط بين العلامة واللفظ الصريح، وصولاً الى مساحة دلالية واسعة تعطيه أفقًا رحبًا في إنتاج دلالات جميلة تدور في فلك تماهي الإشارة مع النص والأفق الدلالي الواسع الذي يرتبط ارتباطًا عضويًا مع النص، ولا يمكن الاستغناء عنه في رسم الصورة الدلالية الكاملة لفهم فحوى النص. عنوان المجموعة جملة فعلية، وبالنظرة اللسانية التجريدية لبيان تأليفها نجدها تتألف من (فعل مضارع + فاعل + مفعول به + شبه جملة)، وهو تركيب يتمثل بالرتابة المعيارية لتأليف الجملة العربية الفعلية، فلا تقديم ولا تأخير ولا حذف ولا تقدير، وهذه المظاهر من مناورات البيان العربي في التركيب، إذن هو تأليف طبيعي، فهل هذه الرتابة دلّتْ على إبداع مقصود؟، أقول: نعم؛ لأننا لو غيّرنا في ترتيب هذا التركيب لأعطى لنا معاني لا تنطبق تمامًا على المعنى المقصود في الترتيب الاعتيادي الأول، ولو قدّمنا المفعول به – مثلا -(تُغيّر رأيَها الأسماكُ على اليابسة) لكان تقديمه يدل على خصوصية التغيير. إنّ المرسل استعمل لفظ (تُغيّر)، وهو فعل مضارع مرفوع، يمثل صدر الجملة الفعلية، واستعمال الفعل في الدلالة اللغوية العربية يدل على الحدوث والتجدّد، بمعنى أنّ هذا الحدث (التغيير) مستمر في (الأسماك)، ومتجدّد بحسب معطيات محيطها، لاسيما أنّ الفعل المضارع له دلالة على استمرارية الحدث، وهذا يعطي إشارة إلى ما تمتلكه هذه (الأسماك) من الحرية في التغيير. إنّ دلالة صيغة الفعل، وهي صيغة (تفعّل) تدل على أنّ التغيير ليس من الخارج، أي: ليس بأمر أحد، وإنّما نابع من قناعة داخلية لدى (الأسماك) تتطلب التغيير بما يتلاءم مع محيطها، فقامتْ بالمعالجة، وهذا يضمن لها الديمومة التي ترتبط بوضعها الجديد، فهذا التوظيف اللفظي للفعل المضارع يُبين ضرورته المقصودة في الاستعمال موازنة بأي تركيب لغوي آخر، وهنا نستأنس بأحد أركان النظرية البنيوية، وهو الاستبدال العمودي أو الأفقي في تحليل الألفاظ من أجل الوقوف عن كثب على قصدية التركيب وأهميته في بيان المراد. (الأسماكُ يتغيرُ رأيها على اليابسة) أو (تغيير رأي الأسماك على اليابسة) أو (الأسماكُ متغير رأيها على اليابسة) ... إلخ، فكل هذه الجمل لا تعطي المعنى الذي أعطته الجملة المستعملة، ولعل أهم اختلاف أنّ هذه الجمل تجعل التغيير ليس من داخل (الأسماك)، إنما هو مفروض عليها، وبهذا تفقد (الأسماك) حريتها في الاختيار، وتصبح تابعًا، فتبرد الصورة المنتزعة، وتبتعد عن الفهم الفلسفي للإبداع. ان استعمال المرسل للفظ (الأسماك)، اسم معرفة، بنيته الصرفية جمع تكسير على وزن (أفعال)، ولو استعملنا نظام الاستبدال لكان باستطاعته أنْ يقول: (يُغيّر السمك)، فما الفرق بينهما؟، والإجابة أنّ (أسماك) جمع تكسير يدل على القلة، و(سمك) اسم جنس جمعي، وإرادة الجنس تدل على الكثرة، ولا شك أنّه ليس كل (الأسماك) تمتلك القوة الكامنة في تغيير رأيها على اليابسة، وهي في هذا كبني البشر يتفاوتون في كوامنهم. أمّا اختيار لفظ (رأي) وإضافته إلى (الأسماك) ففيه بعدٌ مهم، إذ إنّ جعْل (الأسماك) تمتلك رأيًا يدل على وعي وقرار، فهذه الأسماك ليستْ أسماكًا اعتيادية، وإنما هي أسماك ذات إرادة عقلية تميز بها موجوبات الضرورة في التغيير حسب مستجدات محيطها. بقيتْ لدينا شبه الجملة (على اليابسة)، وفيها يتمثل التقييد بالمتعلق النحوي بجماله المعنوي الذي فتح الباب على مصراعيه في نضج الصورة الأدبية، ولاسيّما أنه استعمل حرف الجر (على) الذي يشي بديمومة حالها الفوقية موزانة لو أنه استعمل حرف الجر (في)؛ لأنه يحتمل أنّ (الأسماك) صارتْ على غير حالها، فدخلتْ في اليابسة، وليس فوقها، وشتان بين الصورتين. ان جملة العنوان (تُغيّر الأسماكُ رأيَها على اليابسة)، فنجد في جزئها الأول إحساس الرطوبة، وفي جزئها الأخير نجد إحساس الجفاف، وهذا التضاد مهم في التماهي مع نصوص المجموعة التي اكتنزتْ أفكارًا متنوعة من الدلالات تفاوتت في قربها من أصول فهم الدلالة اللفظية في (الاقتضاء والتضمن واللزوم)، حتى تصل في بعض الأحيان إلى التنافر، ليهز العقل بتصوره، فتنبلج أمامه الصورة الفنية بأبهى أشكالها، فتعطي البعد الفلسفي الذي يهيء المتلقي إلى نصوص المجموعة؛ ليرتقي بإداركه، فيرتشف من رحيق المعاني ما يدخله في حلبة الصراع الفكري القائم على فهم حقيقة الحياة ومتطلبتها بما يخلق جواً من المواءمة مع الخيال الناضج، وبهذا نتلمس الإبداع.
ــــــــــــــــــــــــــــ
* رئيس قسم اللغة العربية – جامعة الفلوجة
***********************************************
الصفحة الثانية عشر
في اتحاد الأدباء ببغداد.. استذكار العالم الراحل مهدي المخزومي
متابعة – طريق الشعب
نظم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب بالتعاون مع دار الشؤون الثقافية العامة وكلية الآداب في جامعة بغداد، الأربعاء الماضي، جلسة استذكار للعالم اللغوي الراحل د. مهدي المخزومي (1917 – 1993)، في مناسبة صدور أعماله الكاملة عن دار الشؤون.
الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، تحدث فيها عدد من النقاد والأكاديميين، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين باللغة.
د. مؤيد آل صوينت، أدار الجلسة واستهلها بالحديث عن المخزومي كأحد أبرز مؤسسي اتحاد الأدباء ورموزه، مذكّرا بإشادة الجواهري الكبير بعلمية المخزومي.
وفي كلمة قصيرة، أشار رئيس الاتحاد د. عارف الساعدي إلى مكانة المخزومي العلمية والأدبية، ودوره في صياغة المشهد الثقافي واللغوي العراقي، مبينا أن أعمال الراحل تُمثل مرجعا رصينا للأجيال القادمة، وانه جمع بين صرامة الباحث ورهافة الأديب، فكان علامة بارزة في الدرس اللغوي والنقد الحديث.
وكان أول المتحدثين في الجلسة عميد كلية الآداب د. علي عبد الأمير علاوي، الذي ذكر أن "المخزومي لم يكن مجرد أستاذ جامعي، إنما مؤسسة معرفية متكاملة. إذ ساهم في تأسيس مناهج لغوية جديدة، وخرّج جيلاً من الدارسين والباحثين الذين حملوا مشروعه العلمي إلى آفاق أوسع"، مشيراً إلى أن صدور أعماله الكاملة يشكل استعادة لواحد من أعمدة الدرس الأكاديمي في العراق والعالم العربي.
بعد ذلك، قدم د. طارق عبد عون الجنابي، مداخلة وصف فيها المخزومي بـ"العالم السامق النادر"، مستحضراً مشاهد عايشها معه في ميادين الثقافة، ومؤكداً أن حضوره العلمي حيّ ومتجدد.
بينما شبّه د. صاحب أبو جناح، المخزومي بـ "ظاهرة فكرية تقارب مكانة طه حسين في مصر والعالم العربي"، لافتا إلى شجاعته في مواجهة الجمود الفكري، وإلى ما تعرّض له من عزلة بسبب ذلك.
من جانبه، استعاد د. مالك المطلبي ذكرياته مع المخزومي أستاذاً في كلية الآداب، واصفاً إياه بـ "العالِم البارع في بث الأخلاق والحياة من بوابة اللغة، بوصفها ظاهرة فطرية ذات وظيفة وجودية".
إلى ذلك، أكد د. محمد عبد مشكور في مداخلة له، تميّز المخزومي في اختياره ونقله أهم كتب اللغة في العالم، مشيرا إلى "فرادته العلمية التي لا زالت تبعاتها تغني المشهدين الثقافيين العراقي والعربي".
وفي سياق الجلسة، أقيم معرض لوثائق نادرة تخصّ المخزومي، عرّفت بجانب من سيرته العلمية وإرثه الثقافي.
جدير بالذكر، أن للمخزومي مؤلفات عديدة في مجال اللغة العربية، أبرزها "الخليل بن أحمد الفراهيدي – أعماله ومنهجه"، "مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو"، "الدرس النحوي في بغداد" و"الفراهيدي: عبقري من البصرة".
**************************************
في ندوة وسط الكاظمية رفض شعبي لـ {استثمار} معمل فتاح باشا
بغداد – ماجد مصطفى
احتضنت المكتبة العامة في الكاظمية، الاثنين الماضي، ندوة جماهيرية حول قضية استثمار أرض "معمل فتاح باشا" للصناعات النسيجية في المدينة وتحويلها إلى مشاريع تجارية وسكنية.
وأثار قرار أشيع في آب الماضي يقضي بإزالة هذا المعمل واستثمار أرضه، استياء شريحة واسعة من العمال والمواطنين، مشيرين إلى عراقة هذا المعمل الذي شكل لعقود طويلة ركيزة أساسية في صناعة السجاد اليدوي، ومصدر عيش لمئات العائلات، ومنتقدين في الوقت نفسه الجهات الحكومية على توجهها لإزالة هذه المؤسسة الصناعية المهمة بدلا من تطويرها.
الندوة التي حضرتها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة بشرى أبو العيس، وجمع من المواطنين والمسؤولين الحكوميين، استهلها السيد باسم المنذري بالإشارة إلى أهمية "معمل فتاح باشا" من الجانب الاقتصادي، فضلا عن أهميته التاريخية.
وذكر ان مئات العائلات كانت تعتاش من هذا المعمل الذي لا يزال يواصل عمله، لكن بوتيرة أقل بسبب إهماله المتعمد وعدم تجديد مكائنه ورفده بالمزيد من العمال.
وأعرب الحاضرون عن رفضهم إزالة المعمل، مشددين على أهمية تطويره ورفده بالأيدي العاملة والمكائن الحديثة.
واختتمت الندوة بجملة من التوصيات في استنكار الاستثمار والإزالة، أهمها إيقاف تنفيذ قرار المساطحة فورا، الإبقاء على المعمل وتطويره وإشراك المجتمع المحلي في أي رؤية تخص مستقبل المعمل.
وكانت "طريق الشعب" قد نشرت في 20 آب الفائت، تقريرا مفصلا عن موضوع إزالة المعمل، ألقت فيه الضوء على واقع عمّاله الذين سبق أن خرجوا إبان تموز الماضي، في تظاهرة للمطالبة بضمان حقوقهم، في حين استدعاهم الوزير وهددهم بقانون 14 لسنة 2022 الخاص بالشركات الخاسرة، والذي يتيح تصفية المعمل وتسريح العاملين بلا استثناء وبلا حقوق – حسب ما أكده مصدر عمّالي للجريدة.
وأوضح المصدر أن "المعمل عرض لاحقا للاستثمار، حيث قدرت قيمة الأرض بحوالي 663 مليار دينار. وبعدها جرى الاتفاق على تأجيرها بمبلغ 9 مليارات دينار لمستثمرين سياسيين. ورغم أن المزايدة رست عليهم، فإنها توقفت لاحقا ولم يدفع المبلغ المتفق عليه. ولا تزال اللجنة المسؤولة تحاول إعادة النظر في الموضوع حتى اليوم".
************************************
في {كهوة وكتاب} استذكار الشاعر الراحل جبار رشيد
متابعة – طريق الشعب
احتضنت قاعة مقهى "كهوة وكتاب" في الكرادة، اخيرا، أمسية شعرية في ذكرى الشاعر الشعبي الراحل جبار رشيد، الذي فارق الحياة قبل خمس سنوات.
وأحيت الأمسية التي حضرها جمهور من متذوقي الشعر، أسماء شعرية معروفة في أوساط الشعر الشعبي، أمثال حمزة الحلفي ونوفل الصافي وأحمد الذهبي وأدهم عادل.
واستذكر الحاضرون الشاعر الفقيد، الذي استطاع رغم صغر سنه، احتلال مساحة مهمة بين أيقونات الشعر الشعبي العراقي.
في حديث صحفي، قال الشاعر حمزة الحلفي، أن "جبار رشيد مجلد شعري، وإنسان طيب تعجز الكلمات عن وصف طيبته وروعته. أنا محظوظ لأنني عرفته منذ بداياته، وهو صديقي أيضاً".
******************************************
{مملكة القصب} يمثل العراق في الأوسكار
متابعة – طريق الشعب
أعلنت اللجنة الوطنية العراقية لاختيار فيلم العراق لجائزة الأوسكار، اختيار فيلم "مملكة القصب" ليمثل البلاد رسمياً في سباق الجائزة لعام 2025.
وذكرت اللجنة في بيان صحفي، أن الفيلم، وهو من تأليف وإخراج حسن هادي، سينافس ضمن فئة أفضل فيلم دولي في الدورة الـ 98 للجائزة.
وأضافت القول أن "القرار جاء بعد اجتماعات ومشاورات مهنية تم خلالها تقييم الأفلام المتقدمة، وفقاً للمعايير المعتمدة من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة" في الولايات المتحدة، موضحة أن اختيار "مملكة القصب" يعكس "جودة العمل، وتميّز رؤيته السينمائية، وقدرته على تمثيل المشهد السينمائي العراقي في المحافل الدولية".
ومن المقرر أن يُقام حفل توزيع جوائز الأوسكار يوم 15 آذار 2026 في مدينة لوس انجلوس الامريكية.
*****************************************
كفاح الأمين.. يوقع كتابين في النجف
النجف – احمد عباس
أقامت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، أول أمس الجمعة، حفل توقيع لكتابي المؤرشف كفاح الأمين، الموسومين "كفاح وسلاح" و"نريد وطنا". الحفل الذي حضره جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، ألقى فيه الأمين الضوء على كتابيه، مبينا أن "كفاح وسلاح" يتناول سيرة حياة من استشهدوا في سبيل "وطن حر وشعب سعيد"، وأبرز نشاطاتهم، بينما يتحدث الكتاب الآخر عن انتفاضة تشرين الخالدة 2019.
وبعد مداخلات عن الكتابين ومؤلفهما قدمها عدد من الحاضرين، وقّع الأمين نسخا من كتابيه ووزعها على الراغبين في اقتنائها.
**************************************
قف.. الطائفية الانتخابية
عبد المنعم الأعسم
في هذه الانتخابات التي يجري التحضير لها، وجد مرشحو منظومة الفساد والفجور في الترويج الطائفي، كل من طرفه، الفزّاعة المناسبة لتخويف الجمهور، والوسط المغفل.. تخويفهم من مجازر مبيّتة، تهدد المقدسات والحقوق والمساجد والمستقبل، وتدبر المذابح والقبور الجماعية، والاستئصال السكاني، الامر الذي يتبادلة ساسة ودعاة الطرفين بمزيد من الشعارات المسمومة ولغة الكراهية والوعيد، ويستطيع المراقب ان يقتفي بوضوح اثر هذا التجييش الطائفي، المصنع، والمضخم، ويتابع وجهَه الاخر في ما يترشح من الغرف المظلمة حيث الصفقات والاتفاقات وتعهدات تقاسم المناصب بين الاقطاب السياسيين الطائفيين، فيما يُزجّ بالاتباع والمهرجين في حرائق الفتنة. والحال، فان الخطاب الطائفي الانتخابي ليس سوى جملة تتخذ من المذهب رداء (أو هوية) له.. جملة متكلفة البناء، مشوّهة العرض، مغشوشة الترجيع والتنصيص، تنفي عن نفسها الكيد والتآمر، وتعرض نفسها كجهة مظلومة، مُعتدى عليها، وذلك حتى اعلان نتائج الانتخابات، وبعدها، سيبدأ بوس اللحى.. وخذ وهات.
*قالوا:
" انزع الحب يصبح كوكبنا الأرضي مقبرة".
روبرت براوننج- شاعر إنكليزي
******************************************
قتيبة النعيمي في مهرجان موسيقي بلجيكي
متابعة – طريق الشعب
أعلن المؤلف الموسيقي العراقي قتيبة النعيمي، عن مشاركته في مهرجان "التقاء الشرق بالغرب" الموسيقي، الذي يقام يوم 20 أيلول الجاري في العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة أوركسترا بروكسل الفيلهارمونية.
وقال النعيمي في حديث صحفي انه سيقدم خلال الحفل قطعة أوركسترالية بعنوان "رقصة كردية" مكتوبة للكمان والأوركسترا بأسلوب معاصر، يؤديها عازف الكمان العراقي المغترب آلن عارف، مؤكداً أن اختياره هذه القطعة جاء لتسليط الضوء على التراث الموسيقي العراقي الغني والمتنوع من شمال البلاد إلى جنوبها.
وأضاف قوله أن هذه المشاركة تمثل فرصة لإبراز الموسيقى العراقية على الساحة العالمية، وإعادة إحيائها في محافل دولية مرموقة، مبينا أن "الموسيقى وسيلة فاعلة لتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب، وما أطمح إليه هو كسر الصورة النمطية عن الموسيقى العربية والعراقية، وإبراز حضورها بقوة في الذخيرة الأوركسترالية العالمية".
إلى ذلك، كشف النعيمي عن تحضيراته لحفل موسيقي ضخم يقام في الأول من تشرين الثاني المقبل في دار الأوبرا بالدوحة، وذلك برفقة أوركسترا قطر الفيلهارمونية، مبينا أنه سيقدم عملا أوركستراليا جديدا عن مدينة بغداد.
**********************************************
2000 سينمائي عالمي يقاطعون مؤسسات إسرائيل السينمائية
متابعة – طريق الشعب
وقّع أكثر من 2000 ممثل وفنان ومنتج، بينهم نجوم هوليوود، الأسبوع الماضي، تعهداً بعدم التعاون مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية يُعتقد تورطها في الانتهاكات ضد الفلسطينيين. ومِن بين مَن وقّعوا على وثيقة التعهد أوليفيا كولمان وإيما ستون ومارك رافالو وتيلدا سوينتون وريز أحمد وخافيير بارديم وسينثيا نيكسون. وجاء في الوثيقة: "استلهاماً من صناع الأفلام المتحدين ضد الفصل العنصري، الذين رفضوا عرض أفلامهم في جنوب أفريقيا بينما كان يمارس الفصل العنصري هناك، نتعهد بعدم عرض الأفلام أو الظهور في أو العمل مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية - بما في ذلك المهرجانات ودور السينما ومؤسسات البث وشركات الإنتاج - الضالعة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري بحق الشعب الفلسطيني". وذكرت الوثيقة أن "الدعوة موجهة إلى العاملين في صناعة الأفلام لرفض العمل مع المؤسسات الإسرائيلية المتواطئة في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان". وأضافت أن المؤسسات السينمائية الإسرائيلية شاركت في "تمويه أو تبرير" الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون.
واستند الموقعون في اعتماد التعهد إلى حكم محكمة العدل الدولية الذي اعتبر الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني، وإلى تقارير حقوقية تقيّم الهجوم على غزة بأنه جريمة إبادة.