اخر الاخبار

الصفحة الأولى

اقتصاديون يحذرون من التزامات مالية آجلة الإنفاق الحكومي المتضخم يبتلع عوائد النفط

بغداد - طريق الشعب

يشكّل الإنفاق الحكومي المتضخم المعضلة الأخطر التي تواجه المالية العامة في العراق منذ سنوات، إذ باتت الرواتب والمخصصات التشغيلية تبتلع النسبة الأكبر من عوائد النفط، فيما تراجع الاستثمار التنموي إلى مستويات شبه معدومة. وبرغم التحذيرات المتكررة من خبراء الاقتصاد والمؤسسات الدولية، استمرت الحكومات المتعاقبة، والحالية أيضا، في توسيع قاعدة التعيينات وتوزيع الامتيازات من دون إنتاجية حقيقية، الأمر الذي حوّل الموازنة العامة إلى أداة للإنفاق الاستهلاكي والترضية السياسية، بدلاً من أن تكون وسيلة للنهوض الاقتصادي والاجتماعي.

وطبقا لمراقبين، فإن جميع القطاعات العامة، ترتبط بشكل وثيق بسوء التخطيط والإدارة، وبالفساد وهدر المال العام، الامر الذي يجعلها في مواجهة اختلال مزمن، يهدد بانهيارها في اية لحظة.

وكشف الانخفاض الأخير في أسعار النفط، عن هشاشـة الوضع المالي للدولة، وتفاقمت المخاوف من دخول البلاد في عجز متنامٍ قد يدفعها إلى الاقتراض أو إلى فرض إجراءات تقشفية قاسية.

وقال عضو مجلس النواب مصطفى الكرعاوي، تعقيبا على تأخر رواتب المتقاعدين، ان "الخزينة العامة للدولة لا تمتلك رصيداً استراتيجياً كافياً، وأن الحكومة لا تعترف بأزمة السيولة".

وعلل الكرعاوي الأزمة المالية بـ"غياب الخطط الاقتصادية، واستمرار الاعتماد على النفط".

انفاق متضخم

وفي هذ الشأن حذر الخبير الاقتصادي عبد الرحمن الشيخلي، من ان الانفاق الحكومي في العراق بات يمثل الخطر الأكبر على استقرار المالية العامة، مؤكداً أن التوسع غير المبرر في التعيينات، ومعظمها بلا جدوى إنتاجية، يفاقم حجم الضغط الاقتصادي.

وقال الشيخلي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن تقارير دولية من بينها تقرير صندوق النقد الدولي تؤكد أن معدل ساعات العمل الفعلية للموظف الحكومي في العراق لا يتجاوز ربع ساعة يومياً، وهو ما يعكس عبئاً هائلاً بلا مردود حقيقي.

وأضاف الشيخلي، أن "تراجع أسعار النفط الأخيرة جعل عائدات البلاد بالكاد تغطي الرواتب والمخصصات التشغيلية، دون أي مجال للاستثمار أو التنمية"، معتبرا أن "استمرار صرف المخصصات الضخمة للدرجات الخاصة، رغم انخفاض الإيرادات، يمثل مفارقة صارخة. وكان الأجدر بالحكومة أن تبدأ بخفض هذه الامتيازات بدلاً من تركها عبئاً ثقيلاً على الخزينة".

ونبه الى أن العراق "مقبل على التزامات مالية خفية ستفاجئ الحكومات المقبلة، ناجمة عن مشاريع استثمارية نُفذت بالدفع بالآجل مع شركات أجنبية، ما يعني أن الحكومات القادمة ستجد نفسها مطالَبة بسداد مبالغ ضخمة في السنوات المقبلة، سواء عبر تخصيص كميات من النفط أو بوسائل دفع أخرى، وهو ما سيشكل ضغطاً جديداً على الاقتصاد المنهك".

وبيّن أن الإنفاق العشوائي والاتفاقات غير المدروسة سيجعلان العراق عرضة لأزمات متتالية، مؤكداً ان الايرادات غير النفطية – رغم ارتفاعها مؤخراً الى نحو 14%، وقد تصل ربما الى 20% – لكنها ما زالت غير قادرة على تغطية الانفاق المتضخم".

وأشار الشيخلي إلى أن الأزمة في العراق لا يمكن القول انها مالية فقط، بل هي سياسية وانتخابية أيضاً، إذ تحوّل التعيين والإنفاق الحكومي إلى أداة لشراء الولاءات وكسب الأصوات الانتخابية، وهو ما كرس ثقافة الهدر والمحاصصة على حساب التنمية الاقتصادية.

ولفت إلى أن "الحملات الانتخابية للأحزاب والمرشحين تكلف ملايين الدولارات، في وقت تعجز فيه الدولة عن دفع مستحقات بعض دوائرها لأكثر من 11 شهراً".

وانتقد الشيخلي بشدة إعداد الموازنات العامة، مبيناً أن الموازنة الثلاثية التي أُقرت عام 2023 اعتمدت سعراً مبالغاً فيه للنفط بلغ 85 دولاراً للبرميل، رغم تحذيرات صندوق النقد الدولي بضرورة عدم تجاوز سقف 60 – 65 دولاراً.

وقال إن الحكومة وقعت في “الفخ” عندما انخفضت الأسعار الى ما دون 70 دولاراً، لتجد نفسها أمام عجز مالي ضخم يصعب تغطيته، وهو ما يفسر تأخر إقرار موازنة 2025 حتى الآن.

وخلص الشيخلي الى القول إن المشكلة الجوهرية في العراق تكمن في غياب التخطيط الحقيقي، مؤكداً أن إدارة الدولة منذ 2003 وحتى اليوم تسير بعشوائية كاملة، من دون حسابات دقيقة أو إستراتيجيات واضحة، ولذلك جاءت النتائج كارثية بهذا الشكل.

الرواتب تبتلع عوائد النفط

الى ذلك، اشار الخبير في الشأن الاقتصادي زياد الهاشمي، إنّ العراق يواجه تحدياً مالياً خطراً مع بداية العام الحالي، بعد التراجع التدريجي في أسعار النفط، ما أدى إلى هبوط عائداته الشهرية من النفط إلى أقل من 7 مليارات دولار.

ونوه الهاشمي في حديث مع "طريق الشعب"، الى أن هذا الانخفاض "ترافق مع استمرار تضخم الإنفاق العام من دون ضوابط، نتيجة الارتفاع الكبير في مدفوعات الرواتب والإعانات والكلف التشغيلية الأخرى، الأمر الذي وضع المالية العامة للدولة تحت ضغط غير مسبوق".

وأضاف الهاشمي، أن هذا الوضع "سيدفع الحكومة للجوء مجدداً الى زيادة الاقتراض وإصدار حوالات خزينة أو سندات حكومية لتغطية العجز المتنامي".

ونبه الى ان هذا "يكشف بوضوح هشاشة الاقتصاد العراقي وانكشافه أمام أي صدمات مالية ناتجة عن تقلبات أسعار النفط، في ظل غياب أدوات وقائية وصناديق مالية تحمي الموازنة من مخاطر الاعتماد الريعي.

ولفت كذلك الى ان الموازنة الثلاثية "أُقرت على أساس أسعار نفط مرتفعة مع حجم إنفاق كبير وعجز يُفترض أنه مسيطر عليه، لكن هبوط الأسعار الى ما دون 70 دولاراً للبرميل أربك الخطط المالية للحكومة وأدخلها في عجز عميق، “لن يكون من السهل التخلص منه في المدى القريب”، على حد تعبيره.

خزينة شبه خاوية

من جانبه، قال أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، ان الأرقام تكشف صورة واضحة ومقلقة لحجم وطبيعة الخلل المالي الذي يواجهه العراق.

وأضاف السعدي في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "إجمالي الرواتب في النصف الأول من عام 2025 بلغ نحو 50 تريليون دينار، فيما لم تتجاوز إيرادات النفط 65 تريليونا"، ومعنى هذا أن قرابة 77 في المائة من عوائد النفط تكون من حصة الأجور، ما يترك الموازنة عاجزة عن تمويل الإنفاق الاستثماري أو تكوين احتياطيات مالية، وحتى عن تغطية الالتزامات الأخرى مثل السلع والخدمات والدعم والديون الخارجية، وهو ما يجعل الخزينة شبه خاوية رغم ارتفاع الايرادات".

وأضاف السعدي، أن العجز في العراق "يكمن في الاختلالات الهيكلية، وفي مقدمتها تضخم كتلة الأجور والتقاعد، وتوسع الجهاز الإداري بما يتجاوز قدرة الاقتصاد على التمويل، فضلاً عن الاعتماد المفرط على النفط مع ضعف القاعدة الضريبية والرسوم، وانخفاض تحصيل الايرادات المحلية، إضافة إلى الفساد والهدر وسوء الإدارة الذي يستنزف الموارد بلا أي مردود تنموي".

وأشار إلى أن هذه المعادلة "تعني غياب الاستثمار الحقيقي في البنى التحتية والمشاريع الإنتاجية، وإبقاء الاقتصاد رهينة للنفط وتقلبات أسعاره"، محذرا من ان أي "هبوط في سعر البرميل بمقدار خمسة دولارات فقط قد يحوّل الواردات المالية الى فجوة بعشرات المليارات من الدنانير، ويدفع الدولة الى الاقتراض أو السحب من الاحتياطيات أو اللجوء لسياسات تقشفية قاسية".

وانتقد السعدي الموازنات الثلاثية التي وُصفت بالضخمة، مؤكداً انها "فشلت لانها لم تترافق مع إصلاحات هيكلية جدية، وبقيت مجرد موازنات تشغيلية قصيرة المدى تعتمد على ريع متقلب وتخضع لأولويات سياسية آنية بدلاً من أن تكون أداة للتنمية المستدامة".

واعتبر أن الحل يتطلب إعادة هيكلة الأجور والحد من التوظيف غير الضروري، وتوسيع الإيرادات غير النفطية عبر إصلاح النظام الضريبي والكمارك، وتفعيل ضريبة على أصحاب الثروات الكبيرة، مع رفع كفاءة الإنفاق العام. كما شدد على ضرورة تأسيس صندوق سيادي يعمل كعازل ضد تقلبات السوق، وتوجيه الموارد نحو مشاريع إنتاجية وشراكات مع القطاع الخاص لخلق فرص عمل مستدامة.

وخلص الى القول ان العراق "يواجه أزمة بنيوية عميقة تحتاج الى إعادة صياغة أولويات الإنفاق وإدارة أكثر كفاءة وشفافية، حتى لا يبقى الاقتصاد أسيراً لتقلبات أسعار النفط".

***********************************************

الشيوعي العراقي يدين العدوان الصهيوني على قطر

في تطور خطير يحمل أبعاداً سياسية وأمنية بالغة الدلالة، ارتكب الاحتلال الصهيوني عدوانًا آثمًا جديدا، هذه المرة على دولة قطر، مستهدفاً قيادة حركة حماس ووفدها المفاوض.

وبهذا الفعل الإجرامي، تواصل حكومة الاحتلال ارتكاب جرائمها، ليس بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية فحسب، بل بحق شعوب المنطقة جميعًا، وسط تواطؤ أمريكي واضح رغم محاولات التنصل من مسؤولية هذا العدوان لاحقًا.

إن هذا الاعتداء الغادر يؤكد أن القوى اليمينية المتطرفة الحاكمة في دولة الاحتلال، وبدعم أمريكي وغربي، ماضية في نهجها التدميري الرافض لأي فرصة لوقف الجرائم أو إحلال السلام أو تلبية الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني. كما يكشف استهتارها بالقوانين والمواثيق الدولية، خاصة وأن قطر دولة مستقلة ذات سيادة، تربطها علاقات مباشرة مع دولة الاحتلال، وتحتضن المفاوضات بينها وبين حماس، فضلًا عن علاقاتها الواسعة مع الولايات المتحدة التي كانت على علم مسبق بالعدوان ولم تتحرك لوقفه، وهو ما يفضح مجددًا انحيازها السافر ضد مصالح شعوب المنطقة، ومنها بلدان الخليج. ما ينبغي ان يدعوها مع بعض الدول العربية، الى وقفة مراجعة جدية للمواقف ازاء مشاريع التطبيع المطروحة.

لقد تجاوز هذا العدوان كل الخطوط الحمراء، وجاء بمثابة رسالة تهديد مباشرة لشعوب المنطقة كافة، دالًا على نزعة الحكام الصهاينة إلى الحرب والتوسع وسفك الدماء، وسعيهم المحموم لإقامة ما يسمى بـ«إسرائيل الكبرى» وفرض هيمنتهم على مقدرات المنطقة وشؤونها.

إن استمرار هذا النهج العدواني، عبر القتل اليومي، وحصار غزة وتجويع سكانها، ومساعي تهجيرهم قسرًا، وضم الضفة الغربية، والاعتداءات المتكررة على سوريا ولبنان، والمضي في مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، يشكل جميعه ناقوس خطر لشعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية. وهو ما يتطلب وعيًا عميقًا بخطورته، وحشد كل الوسائل لمقاومته وإفشاله، مع الاستفادة من تصاعد التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني لكسر الحصار ووقف الغطرسة الصهيونية، وفرض وقف إطلاق النار، وفتح الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.

ويغدو من الضروري اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تحقيق وحدة الموقف الفلسطيني والعمل المشترك، باعتبارهما شرطًا أساسياً لمواجهة هذه السياسات العدوانية وإفشال مخططاتها.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٠-٩-٢٠٢٥

*******************************************

راصد الطريق.. موسم التسريبات والاستغلال.. الى اين؟

عادت التسريبات الصوتية تتصدّر المشهد الانتخابي مجدداً، لكنها هذه المرة لم تقتصر على تسجيلات مشبوهة، بل تعدّتها إلى تصريحات علنية عن مقاطع فيديو تمسّ محارم بعض الخصوم، وكأننا أمام سوق نخاسة سياسي، لا يعرف خطوطا حمراء. ف

مسؤول سابق أعلن – بلا حياء – وعلى الهواء مباشرة، أن تلك المقاطع بحوزته، لكنه لن يستخدمها "احتراماً لشرف الخصومة"، في مشهد يعكس حجم الانحدار القيمي. فيما لم تحرّك هيئة الإعلام والاتصالات ولا مفوضية الانتخابات ساكناً!

وفي مشهد آخر، عرض  برنامج تلفزيوني تسريباً صوتياً لمدير مكتب نائبة برلمانية، وهو يساوم أعضاء مجموعة "واتساب" على تحويل ملفاتهم للرعاية الاجتماعية من الرفض إلى القبول، بل ويعدهم بمنح إعانات اخرى، مقابل اصواتهم الانتخابية. والمثير أن ممثلاً للمفوضية حضر الحلقة واعتبرذلك "جريمة انتخابية وابتزازاً"، لكن المفوضية نفسها لم تكلّف نفسها عناء متابعة الملف، تاركة الفضيحة للنسيان، كما عشرات الخروقات السابقة.

هذا الصمت المريب على ممارسات كهذه، لا يعني سوى: أن مؤسسات الدولة تعيش حالة عجز أو تواطؤ مقصود، وهو ما يضعها أمام اختبار أخلاقي وقانوني خطير.

فالخطر اليوم لم يعد يكمن في شراء الأصوات وحسب، بل وفي بيع الكرامات وتسليع الأعراض، وسط رقابة رسمية صمّاء وغياب لأيّة محاسبة.

*********************************

الصفحة الثانية

اعتداء جبان على مقر للشيوعي الكردستاني في كركوك

كركوك ـ طريق الشعب

تعرض مساء يوم الاثنين الماضي، مقر الحزب الشيوعي الكردستاني في منطقة قرنجير بمدينة كركوك لإطلاق نار من قبل مجهولين كانوا يستقلون سيارة من نوع نيسان باترول، على الطريق العام كركوك – السليمانية.

وأفاد بيان صادر عن محلية كركوك للحزب الشيوعي الكردستاني بأن الحادث لم يسفر عن أي إصابات بين العاملين أو الزوار، واكتفى بإلحاق أضرار مادية بالمقر وبعض سيارات الأصدقاء.

وأكد البيان أن الحزب يدين بشدة هذا العمل الإرهابي والجبان، مطالبًا الأجهزة الأمنية في المنطقة بالقيام بدورها الكامل في ملاحقة مرتكبي الحادث، والكشف عن هويتهم أمام الرأي العام وتقديمهم للعدالة.

وفي سياق متصل، أصدرت رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين بيانًا تضامنيًا مع الحزب الشيوعي الكردستاني، أدانت فيه الاعتداء واعتبرته عملاً جبانًا وحاقدًا، مؤكدة على ضرورة كشف مرتكبي الهجوم وتقديمهم إلى الجهات القضائية لينالوا جزاءهم.

وأعربت الرابطة عن تمنياتها للرفاق في الحزب بالسلامة ومواصلة جهودهم المثابرة في خدمة أبناء الشعب العراقي.

*********************************************

الاحتجاجات تتواصل.. من فاجعة {هايبر ماركت} إلى أزمة المياه والسياسات التركية

بغداد – طريق الشعب

تواصلت موجات الغضب الشعبي في عدد من المحافظات، حيث نظم العشرات من عوائل ضحايا فاجعة “هايبر ماركت” في الكوت وقفة احتجاجية أمام موقع الحادثة، رفضاً لقرار قضائي بإطلاق سراح عدد من المتهمين بكفالة، بينهم المحافظ السابق محمد جميل المياحي ومدير البلدية.

إطلاق سراح المتهمين

وقال حيدر رحمن الطائي، والد أحد الضحايا، إن "الشهداء وعوائلهم احترقوا مرة أخرى، وهذه المرة بنار القضاء"، مشدداً على أن ما جرى "تسييس واضح للقضية وغياب للعدالة"، مطالباً بإيقاف جميع المتهمين حتى استكمال التحقيقات. وحذّر من وقوع صدام محتمل بين عوائل الضحايا والمفرج عنهم، محمّلاً السلطات القضائية والحكومة الاتحادية المسؤولية عن أية تداعيات.

وفي النجف، خرج مئات المواطنين في تظاهرات حاشدة بقضاء المشخاب، احتجاجاً على تفاقم أزمة المياه الملوثة وسوء الخدمات. وطالب المحتجون بإقالة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة، متهمين السلطات المحلية بالعجز عن تلبية المطالب الشعبية.

كما رفع المتظاهرون وفقا لمراسل "طريق الشعب"، محسن العبايجي، شعارات تدعو إلى مقاطعة البضائع التركية، احتجاجاً على سياسة أنقرة المائية وقطعها الحصص المائية عن العراق، الأمر الذي تسبب بجفاف واسع النطاق وتضرر الزراعة.

تهديد بالتصعيد

بدوره، هدّد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية التعاونية في نينوى، عبد الحميد الراشدي، بالتصعيد الشعبي إذا لم تستجب الحكومة لمطالب المزارعين المتعلقة بصرف مستحقات الحنطة لموسم 2024 – 2025، ومعالجة أزمة المياه.

وقال الراشدي، إن "الأزمة المائية تمثل خطراً استراتيجياً على مستقبل الزراعة في نينوى"، داعياً وزارة الموارد المائية إلى إعداد خطة شاملة لتقليل الاعتماد على الإطلاقات التركية وتفعيل الموارد المحلية. وكان مزارعو ناحية ربيعة قد نظموا الشهر الماضي وقفة احتجاجية ضد فرض ما وصفوه بـ"الإتاوات غير القانونية" على منتجاتهم الزراعية، مؤكدين تعرضهم لضغوط من جهات متنفذة. ويشير مراقبون إلى أن تنوع الاحتجاجات بين المطالب القضائية، والخدمية، والزراعية، يكشف عن تصاعد النقمة الشعبية وتراكم الأزمات التي باتت تهدد استقرار الأوضاع، في ظل غياب حلول عاجلة من قبل السلطات المحلية والاتحادية.

أصحاب الشهادات العليا

من جهتهم، نظم خريجو الوجبة الثالثة من حملة الشهادات العليا والأوائل، وقفة احتجاجية على أرض حديقة الشواف ومن أمام وزارة التخطيط، للمطالبة بإعادة الدرجات الوظيفية المحذوفة وضمان شمولهم أسوة بزملائهم في الوجبات السابقة.

وأوضح ممثل حملة الشهادات العليا في بغداد، حسنين أبو طبيخ، أن قضيتهم تتمثل في إلغاء وزارة المالية لآلاف الدرجات الوظيفية، ما جعل فرصهم في التعيين مهددة بالتلاشي، رغم شمولهم بالقانونين (59 و67 لسنة 2017).

وأشار أبو طبيخ إلى أن وزارة المالية حذفت أكثر من 7000 درجة وظيفية لأسباب تتعلق بالتقاطع الوظيفي أو عدم المباشرة بالوظيفة في الوجبتين الأولى والثانية من تعيينات مجلس الخدمة الاتحادي. وأضاف: "اليوم نعبر عن قلقنا من احتمال حرمان أعداد كبيرة من المتقدمين رغم استحقاقهم، بسبب قلة الدرجات المتبقية البالغة 8600 درجة فقط، مقابل أعداد تفوق ذلك بكثير".

وطالب المحتجون، من خلال بيانهم، رئيس الوزراء بإعادة الدرجات المحذوفة وإضافتها إلى المتبقي لضمان شمول جميع المستحقين وإنصاف هذه الشريحة المهمة من أبناء العراق.

وأكد المشاركون أن التظاهرة جاءت سلمية للتعبير عن مطالبهم المشروعة دون الإضرار بالممتلكات أو المواطنين، معربين عن أملهم في الاستجابة الحكومية للحفاظ على حقوقهم وتحقيق العدالة الوظيفية.

*******************************************

حملة في النجف تطالب بحل الأحزاب المرتبطة بفصائل مسلّحة

متابعة ت طريق الشعب

أطلق "تجمع الاستقلال العراقي" في محافظة النجف، حملة قانونية تحت شعار "حل الأحزاب المسلحة وحماية الديمقراطية"، بهدف استبعاد الكيانات السياسية المرتبطة بفصائل مسلّحة من المشهد الانتخابي.

وقدّم التجمع شكوى رسمية إلى مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في النجف وإلى المحكمة الاتحادية العليا، شملت كيانات مرتبطة بـ 11 فصيلاً مسلحاً.

وقال رئيس الحملة الدكتور عباس الفتلاوي، في تصريح صحفي، إن الشكوى استندت إلى نصوص دستورية وقانونية واضحة، منها المادة (9) من الدستور العراقي التي تحظر تكوين ميليشيات خارج إطار القوات المسلحة، إضافةً إلى مواد قانون الأحزاب السياسية رقم (36) لسنة 2015 التي تمنع ارتباط أي حزب بفصيل عسكري أو مسلّح.

وأضاف الفتلاوي أن الحملة استندت أيضاً إلى المادة (151) من قانون المرافعات المدنية رقم (83) لسنة 1969، التي تجيز إصدار أوامر ولائية عاجلة لمنع وقوع أضرار جسيمة، مؤكداً أن استمرار نشاط هذه الأحزاب يشكّل تهديداً للنظام الدستوري ونزاهة الانتخابات.

وطالب "تجمع الاستقلال العراقي" المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإصدار قرار فوري يقضي بحل هذه الأحزاب وشطب تسجيلها، ومنعها من المشاركة في انتخابات 2025، إلى جانب إصدار أمر ولائي عاجل من المحكمة الاتحادية لإيقاف جميع إجراءاتها لحين البت النهائي بالشكوى.

**************************************

تعزية

الى عائلة الرفيق عزت جبر "ابو باسل"

تلقينا ببالغ الحزن والاسى العميقين وفاة شقيقتكم " أم محمد" بعد مرض عضال لم يمهلها كثيرا، ولا يسعنا الا ان نتقدم اليك ولجميع افراد العائلة الكريمة بالمواساة الصادقة والصبر على هذا المصاب، املين ان تكون خاتمة الاحزان.

المكتب السياسي

 للحزب الشيوعي العراقي

7-9-2025

**************************************

تعزية

رفيقنا العزيز احسان طبلة المحترم

افجعنا خبر وفاة ابنتك الغالية الرفيقة اوراس ، بعد صراع صعب ومؤلم مع المرض الغادر.

لقد خسرنا معك بوفاتها، ابنةً بارّة وفيّة، وكادراً شيوعياً واعداً، وشخصية لافتة بصفاتها الوطنية الإنسانية.

نقاسمك والعائلة الكريمة جميعا الاحزان في مناسبة هذا الحدث الجلل، ونرجو لكم الصبر عليه وتحمل وطأته، ونواسي معكم رفاق الفقيدة وزملاءها واصدقاءها ومحبيها داخل الوطن وخارجه. وستبقى ذكرى الرفيقة اوراس حيّة في قلوبنا ، متجددة على الدوام.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

9/9/2025

*********************************************

كل خميس.. التغيير بين تهويل الطغمة.. وضجيج الشعبوية

جاسم الحلفي

ليس جديداً أن تتصدى طغمة الحكم لأي حديث عن التغيير بروح ملؤها التخويف والتهويل. فمنذ سنوات وهم يشيعون أن التغيير يعني الفوضى، وأنه لا يأتي إلا عبر الدم والحرب والاحتلال. يزرعون الرعب في النفوس كلما لاح أفق احتجاج أو ارتفعت أصوات الغضب المشروع. يطلقون التصريحات أو يتركون أبواقهم تقوم بالمهمة: ترهيب الناس وربط أية محاولة إصلاح بمصائر مظلمة. مرة يحدّدون تواريخ، وفي أخرى يتحدثون عن سيناريوهات جاهزة، وكأنهم يمتلكون مفاتيح الغيب.

لكن ما ينبغي التوقف عنده هو أنّ الضجيج الشعبوي لا يقلّ إساءة لعملية التغيير. هنا نجد أصواتاً ملأت الفضاء بالتهريج والوعود الكبرى، تتحدث بثقة زائفة عن مواعيد مرتقبة وانقلابات وقرارات حاسمة على الأبواب. كلماتهم أقرب إلى شائعات مقهى، منها إلى قراءة سياسية. هذه الشعبوية لا تنبع من وعي سياسي ولا من إدراك لموازين القوى، بل من رغبة في حصد الانتباه ولو على حساب الحقيقة.

الطرفان، على اختلاف دوافعهما، يلتقيان في النتيجة: الإساءة لفكرة التغيير وتشويه صورته. الطغمة الحاكمة تستخدم التخويف كسلاح دفاعي لإدامة سلطتها، والشعبويون يسيئون من حيث لا يدرون ربما حين يحوّلون التغيير إلى وعد غوغائي بلا أفق. وبين التهويل والضجيج يضيع جوهر العملية التغييرية، بوصفها فعلاً تاريخياً ينهض من إرادة الناس، لا من إشاعات الطغمة ولا من أوهام المغامرين.

التغيير، في جوهره، عملية اجتماعية عميقة مرتبطة بصراع المصالح بين الطبقات. ليس قراراً فوقياً يُملى من قصر، ولا صفقة تُبرم في أروقة النفوذ، ولا انقلاباً يراد به بثّ الرعب ليلاً. إنه فعل تراكمي يتجذّر في الوعي الجمعي، ويتنامى في ساحات الاحتجاج، وفي نضال الكادحين والمحرومين: المطالبين بفرص العمل، المنادين بالخدمات، والمكافحين ضد الفساد من مختلف الفئات الاجتماعية، من عمّال وفلاحين ونخب ثقافية وطلبة ونساء وشباب. وحين يتبلور هذا الوعي ويأخذ شكل قوة منظّمة، يصبح التغيير حقيقة لا يمكن كبحها.

ولا بد من الإشارة إلى أنّ العامل الخارجي الذي شنّ الحرب وفرض الاحتلال على العراق، قد أنجز مهمته التخريبية بتهشيم الدولة وتدمير مؤسساتها. غير أنّ الكارثة لم تتوقف عند هذا الحد، إذ تولّت طغمة الفساد بعده دفة الحكم، فنهبت ما تبقّى من موارد وأجهزت على ما لم يطله الخراب الخارجي والإقليمي، لتجعل الانهيار شاملاً ومركّباً.

لكن التغيير المنشود اليوم ليس مستورداً ولا مفروضاً من الخارج، بل هو فعل وطني داخلي. فالعراقيون وحدهم، بتجاربهم وتضحياتهم، هم القادرون على رسم أفق بديل. وكل قراءة تغفل هذه الحقيقة إما تعيد إنتاج خطاب الطغمة أو تقع في فخ الشعبوية.

إن أخطر ما يواجه قوى التغيير الجاد هو هذا الضباب الكثيف من الشائعات والتهويل. فهو يبدّد الثقة، ويشوّش البوصلة، ويزرع اليأس في نفوس المتطلعين إلى فعل ملموس. لذلك فإن مهمة الوعي النقدي هي أن يميز بين التحليل الرصين والتهويل المضلّل، بين مشروع التغيير الحقيقي وضجيج الشعوبيين. فالتغيير ليس وعداً معلّقاً في الهواء، بل هو صيرورة تحتاج إلى تنظيم وحركة اجتماعية واسعة تتجاوز أوهام الطغمة وأوهام الشعبوية معاً.

بهذا المعنى، يصبح الوعي بحد ذاته أداة مقاومة. مقاومة التخويف السلطوي ومقاومة التضليل الشعبوي معاً.

والتغيير، في النهاية، ليس ما يقوله هذا الطرف أو ذاك، بل ما يصنعه الناس بإصرارهم وإرادتهم الجماعية.

*****************************************

الصفحة الثالثة

التمويل الدولي للبيئة يفوق حجم مخصصاتها في الموازنة التحديات المناخية تتفاقم.. والوزارة عاجزة مالياً وإدارياً!

بغداد - طريق الشعب

برغم حجم التحديات البيئية التي تواجهها البلاد، ما تزال وزارة البيئة في العراق تُعامل كوزارة هامشية، ذات دور رقابي محدود، لا كوزارة سيادية قادرة على فرض القوانين وتنفيذ البرامج الاستراتيجية.

ويجمع مختصون ومراقبون على أن غياب الدعم المالي الكافي جعل الوزارة تعتمد بشكل متزايد على التمويل الخارجي من صناديق ومنظمات دولية، وهو ما ساهم في تنفيذ بعض المشاريع، لكنه لم يحقق تحولاً جوهرياً في إدارة الملف البيئي.

وفي الوقت نفسه، تبقى البيئة خارج دائرة الأولويات السياسية، حيث تُمنح الوزارات الأمنية والنفطية الحصة الكبرى من الاهتمام والتخصيصات، بينما تُترك وزارة البيئة على هامش الاهتمام الرسمي، رغم أن التغير المناخي يهدد الأمن المائي والغذائي والاقتصادي للبلاد

وزارة ثانوية

في هذا الصدد، حذّر الخبير البيئي أحمد صالح نعمة من استمرار النظرة القاصرة الى وزارة البيئة باعتبارها جهة رقابية فقط، مؤكداً أن هذا الواقع يشكّل أحد أبرز أسباب عجز الدولة عن مواجهة التحديات البيئية المتفاقمة في العراق.

وقال لـ"طريق الشعب"، ان “وزارة البيئة ما تزال تُعامل كوزارة ثانوية ذات صلاحيات محدودة، في حين أن طبيعة التحديات البيئية في العراق تتطلب أن تتحول إلى مؤسسة تنفيذية فاعلة تمتلك القرار والموارد، وقادرة على فرض القوانين والتعليمات والإجراءات الرادعة بحق المخالفين”.

وأضاف نعمة ان “حصر دور الوزارة في الجانب الرقابي فقط أدى الى تعطيل الكثير من أعمالها، سواء على صعيد المنع المبكر أو التوعية المجتمعية أو التصحيح الميداني، وهو ما جعلها بعيدة عن قدرتها على التدخل المباشر في معالجة الأزمات البيئية”.

وأوضح الخبير البيئي أن العراق يمرّ حالياً بـ”فترات جفاف شديدة وغير مسبوقة”، إلى جانب “انتهاكات واسعة للنظام البيولوجي”، لافتاً إلى أن هذه التحديات تنعكس بصورة مباشرة على حياة المواطنين، سواء من خلال نقص المياه وتراجع الزراعة وتدهور الغطاء النباتي، أو من خلال انقراض أنواع حيوية من الكائنات نتيجة الصيد الجائر والتجاوز على البيئة الطبيعية."

وبيّن نعمة أن “الوزارة بحاجة إلى موازنات مالية كبيرة تُمكّنها من إطلاق مشاريع استراتيجية وحملات رقابية وتنفيذية واسعة، تشمل مراقبة الأنهار والسدود ومصادر المياه، وضبط المخالفات الصناعية، فضلاً عن مواجهة الصيد الجائر والتجاوزات المتكررة من قبل بعض الصيادين والحرف والمصانع التي لا تلتزم بمعايير السلامة البيئية”.

وأضاف أن “ضعف التخصيصات المالية جعل وزارة البيئة عاجزة عن بناء أجهزة رقابية حديثة أو تشغيل فرق ميدانية متخصصة، فضلاً عن ضعف القدرة على دعم مراكز البحث والدراسات البيئية، وهو ما يحدّ من وضع حلول علمية وعملية لمشاكل متراكمة تتفاقم عاماً بعد آخر”.

ودعا كذلك الى “إعادة النظر في هيكلة الوزارة وتوسيع صلاحياتها التنفيذية، بما يسمح لها باتخاذ قرارات حاسمة في مواجهة التحديات البيئية، وفرض الغرامات والعقوبات الرادعة بحق الجهات المخالفة، إضافة إلى تعزيز التعاون مع وزارات أخرى مثل الزراعة والموارد المائية والصحة، لضمان تكامل الجهود في حماية النظام البيئي”.

وختم بالقول إن “مستقبل الأمن البيئي في العراق مرهون بمدى جدية الدولة في التعامل مع وزارة البيئة كوزارة سيادية ذات ثقل تنفيذي ومالي، لا كجهة شكلية محدودة الإمكانيات، لأن أي تأخير في هذا الاتجاه يعني خسائر مضاعفة في المياه والتربة والتنوع البيولوجي، وانعكاسات خطيرة على حياة الانسان والاقتصاد الوطني".

موازنة محدودة

من جهته، اكد عضو المرصد العراقي الأخضر عمر عبد اللطيف أن وزارة البيئة تعاني منذ سنوات من ضعف التمويل الحكومي، إذ تُصنَّف ضمن الفئة “C” في الموازنة العامة، إلى جانب وزارات مثل الشباب والرياضة، والثقافة، والهجرة والمهجرين، وهو ما انعكس سلباً على قدرتها في أداء مهامها الحيوية.

وقال في حديث لـ"طريق الشعب"، إن “موازنة وزارة البيئة محدودة للغاية، الأمر الذي جعلها تعتمد بشكل شبه كلي على التمويل الدولي، ولا سيما من صندوق المناخ الأخضر وبرامج الأمم المتحدة المعنية بالبيئة”، مبيناً أن “حجم التمويل الذي تحصل عليه الوزارة من هذه المنظمات في كثير من الأحيان يفوق مخصصاتها الحكومية السنوية”.

وأشار الى أن هذا الدعم الدولي مكّن الوزارة من تحقيق بعض التقدم في برامج مواجهة التغير المناخي خلال السنوات الأخيرة، لكن الاعتماد على المنح وحدها لا يكفي لمواجهة حجم التحديات البيئية في العراق، مؤكداً أن “المطلوب هو ان تُعامل الوزارة كوزارة سيادية وتُمنح تخصيصات مالية كبيرة تمكّنها من بناء برامج وطنية مستقلة ومستدامة”.

وأضاف عبد اللطيف ان “النموذج الامثل يمكن ملاحظته في دول متقدمة مثل اليابان، حيث تُعد وزارة البيئة وزارة سيادية ذات قرار ونفوذ، تماماً كما هو الحال في العراق بالنسبة لوزارات الدفاع والداخلية، التي تحظى عادة بالاهتمام السياسي وتدخل ضمن صفقات المحاصصة بين الكتل”.

وبيّن ان المشكلة في العراق "تكمن في غياب الوعي بأهمية البيئة، رغم أن البلاد تعاني بشكل مباشر من تداعيات التغير المناخي، سواء من خلال شح المياه والجفاف أو التلوث الناتج عن الصناعة والاستخراجات النفطية وغيرها".

وأضاف “ما زلنا نعتبر وزارة النفط، وهي من أبرز مسببات التلوث في البلاد، أهم وأعلى من وزارة البيئة، لأن اقتصاد العراق ريعي يعتمد على النفط، بينما يتم تهميش وزارة البيئة التي يُفترض أن تكون خط الدفاع الأول عن صحة المواطنين وموارد البلاد الطبيعية”.

ولفت الى أن “العراق لم يبلغ بعد مرحلة النضج التي تؤهله لاعتبار وزارة البيئة ضمن الوزارات السيادية، وما زال ينظر إليها كوزارة ثانوية”.

لكنه أكد أن “الواقع المناخي المتدهور في البلاد يفرض اعادة النظر في هذه المقاربة، وضرورة رفع التخصيصات المالية للوزارة لتكون قادرة على مواجهة التغيرات المناخية وحماية البيئة العراقية بشكل فعّال”.

رهينة المنح الخارجية

الى ذلك، قال المراقب للشأن البيئي حيدر رشاد، إن تعامل  صناع القرار مع وزارة البيئة ما زال يتسم بالسطحية وعدم إدراك حجم المخاطر التي تهدد العراق، مشيراً إلى أن النظرة السائدة للوزارة باعتبارها جهة ثانوية انعكست على ضعف دورها في مواجهة الكوارث البيئية التي تتسع عاماً بعد آخر.

وأضاف في حديث مع "طريق الشعب"، أن العراق "يواجه اليوم أزمات مركبة، تبدأ من شح المياه والجفاف والتصحر، ولا تنتهي عند التلوث الصناعي والصحي وازدياد العواصف الغبارية"، مبيناً أن “هذه التحديات تستلزم وجود مؤسسة قوية وتمتلك الصلاحيات والموارد اللازمة للتدخل المباشر، لان تكون مجرد جهة رقابية محدودة الصلاحيات”.

وأوضح رشاد، أن “غياب الدعم المالي الكافي جعل الوزارة رهينة للمنح الخارجية والمساعدات الدولية”، لافتاً إلى أن “هذا الاعتماد وإن كان ساهم في تمويل بعض البرامج، إلا أنه لا يمكن أن يشكل بديلاً دائماً عن تخصيصات وطنية رصينة تضمن استمرارية العمل البيئي”.

ودعا في ختام حديثه إلى “التعامل مع وزارة البيئة بوصفها وزارة سيادية تمثل صمام أمان للأمن الوطني، تماماً كما ينظر الى الدفاع والداخلية والخارجية”، مؤكداً أن “العراق لن يتمكن من مواجهة موجات التغير المناخي الخطيرة الا إذا أُعيد النظر جذرياً بمكانة الوزارة وصلاحياتها ضمن هيكل الدولة”.

****************************************

عين على الأحداث

{الجنة تحت أقدام الأمهات}

كشف ناشطون أن مدوّنة الأحوال الشخصية، بما تضمنته من انتهاكات فظّة لحقوق النساء، تفضح إصرار البعض على إهانة المرأة – الأم، حين انتزعوا منها الحضانة عند زواجها، مهما كان عمر الأطفال، وحرموها من حقها في السكن، ومنعوها من الخروج من البيت دون إذن مسبق من زوجها، وألغوا تأثير التضخم على المهر، وحصروا حق الطلاق بالرجل، فيما عدا ثلاث حالات يُسمح فيها للمرأة بطلب الطلاق بعد موافقة رجل الدين: الهجران، والضرب المتواصل دون إمكانية إقناع الزوج بالتوقف عن هذا التعذيب، وعدم الإنفاق، رغم حصول الرجل على طاعة مطلقة وعلى المتعة الجنسية متى شاء.

آه يا بلد!!

حذّرت السفارة العراقية في روسيا من محاولات استدراج أو توريط بعض العراقيين، ومنهم المقيمون في روسيا أو خارجها، للمشاركة في الحرب الروسية – الأوكرانية، مؤكدةً موقف العراق الثابت بالحياد إزاء الأزمة، ودعوته الدائمة إلى اعتماد الحلول السلمية وإنهاء الصراع عبر الحوار. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن أخبارًا انتشرت على مواقع التواصل، تحدّثت عن وجود هذه الحالات. الناس الذين أثار قلقهم توريط الشباب العاطل، والذين يفتقدون إلى مقوّمات الحياة الكريمة، في هذه المذبحة، على يد العصابات والمتنفّذين الفاسدين، دعوا الحكومة إلى توضيح الأمر بشفافية، واتخاذ الإجراءات المناسبة لإنقاذ المتورطين، ومعاقبة من ورّطهم.

ملوّث لأن {ابلاش}

احتلت بغداد الحبيبة المرتبة الثانية عالميًا في قائمة أكثر المدن تلوثًا بالهواء، وفق قياسات الجسيمات الدقيقة PM2.5، التي تُعد الأخطر بسبب قدرتها على التغلغل في الرئتين ومجرى الدم. جاء ذلك في بيانات منصة IQAir  السويسرية المتخصصة بمراقبة جودة الهواء، والتي سجّل مؤشرها (AQI) في بغداد حوالي 150 نقطة، وهو مستوى يُصنَّف ضمن فئة "غير صحي"، خاصةً للأطفال وكبار السن والمرضى. الناس، الذين نصحتهم المنصة بتجنّب الأنشطة الخارجية وارتداء الكمّامات في المناطق الأكثر تلوثًا، يرون بأن عجز المتنفّذين عن سرقة الهواء أو جباية الأموال عن تنفّسه، يقف وراء إهمالهم لمهمة حمايته من التلوّث.

{اللِّي بِعِبّه طلي!}

صادق رئيس الجمهورية على قائمة تضمّ 86 سفيرًا، على الرغم من اعتراضات العديد من النواب على شرعية جلسة تعيينهم، والطّعون التي قُدّمت للمحكمة الاتحادية بشأن مدى أهلية بعضهم للمنصب. كما جاءت اعتراضات النواب بسبب عدم اطّلاعهم على سير المرشحين قبل التصويت بوقت كافٍ، واتهام بعض من هؤلاء "الدبلوماسيين" بشبهات فساد لم تُحسَم قضائيًا، ووجود أحكام جنائية مخلة بالشرف بحقّ البعض الآخر. ويتساءل الناس عمّا إذا كان صعبًا على الحكومة أن تُجِّبَ الغيبةَ عن نفسها عبر إعلام الجمهور بشفافية عن حقيقة هذه الشبهات والاتهامات، وكشف سير المرشحين عبر فضائية الدولة والصحافة اليومية

الإناء وما ينضح منه

حذّر مراقبون من ارتفاع حملات التسقيط السياسي وتبادل الاتهامات بين الأحزاب والمرشحين في الانتخابات، وتقلّص اهتمامهم بالتنافس المشروع بين البرامج. وهي تصرفات لا تندرج في مستنقع "المحتوى الهابط" فحسب، بل تتعدّاه إلى التأثير السلبي على المشاركة الفعلية للناخبين في الانتخابات، ومدى قناعتهم بمصداقيتها، لا سيّما بعد أن شهدت البلاد عزوفًا كبيرًا عن التصويت في الانتخابات السابقة. ويرى الناس أن هذه الخروقات لقانون الأحزاب ليست غريبة، بل جاءت مكمّلة لمثيلاتها في استغلال المال العام، والبذخ غير المحدود للمال السياسي، ووجود أجنحة مسلّحة للقوى المشاركة، واعتماد دعاية تخلق استقطابًا طائفيًا وقوميًا، يهدّد وحدة البلاد والعباد.

******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق وإعادة تشكيل الجغرافيا السياسية للطاقة

نشر تشارلز هايز مقالًا في موقع  AInvest، تحدّث فيه عن المفاوضات الجارية بين الحكومة العراقية وشركة إكسون موبيل، حول إنشاء تخزين نفطي في سنغافورة، كجزء من استراتيجية العراق الأشمل لتنويع بنيته التحتية التصديرية، وتجاوز مخاطر التسويق، وضمان استقرار سلسلة التوريد للنفط العراقي متوسط الكبريت، وهو نوع مفضل لدى المصافي الآسيوية، وبالتالي تنويع الصادرات وتعزيز أمن الطاقة، مؤكداً على أن هذا التوجه يتماشى مع طموح الشركة الأمريكية في الاستحواذ على 86.4 في المائة من صادرات العراق النفطية إلى آسيا، سعيًا لموازنة الواردات الصينية والهندية مع الواردات الأمريكية، وبالاستفادة من البنية التحتية التكريرية والموقع الجيوسياسي لسنغافورة.

نقلة نوعية

واعتبر المقال هذه الخطوة محورية في ترسيخ دور العراق في الانتقال العالمي للطاقة، والتخلص من قيود منظمة أوبك التي تعيق رغبته في إنتاج 6 ملايين برميل يوميًا. كما تهدف الخطوة إلى تقليل مخاطر الصراعات الإقليمية التي تهدد مسارات التصدير، والحد من النفوذ الإيراني والروسي، في ظل إعادة تشكيل سوق النفط العالمي.

وأكد الكاتب على أن هذه الشراكة، التي أوردتها وسائل الإعلام الرسمية العراقية وأكدتها مصادر صناعية، تمثل تحولًا كبيرًا في الاستراتيجية النفطية لبغداد، حيث تتجاوز مجرد تصدير النفط الخام، إلى الانخراط في البنية التحتية المتكاملة، وترتيبات تقاسم الأرباح في مراكز التكرير والتجارة الآسيوية.

بوابة لتنويع الأسواق

وأشار المقال إلى أن قرار العراق بالاستفادة من منشآت التخزين التابعة لإكسون موبيل في سنغافورة، يعكس طموحه في تعميق حضوره في آسيا، حيث لا يزال الطلب على النفط الخام والمنتجات المكررة قويًا، وحيث تُعد سنغافورة نقطة ارتكاز في تجارة النفط العالمية، بفضل بنيتها التحتية التكريرية المتقدمة، وموقعها الاستراتيجي الذي يسهل التوزيع الفعّال في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مستشهداً بتقرير لمجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري لعام 2025 الذي أكد على أن سوق البنية التحتية لخطوط أنابيب النفط الخام ينمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 4.5 في المائة حتى عام 2033، مدفوعًا بزيادة الواردات وتطورات تكنولوجية مثل مراقبة الأنابيب باستخدام الذكاء الاصطناعي.

التحولات الجيوسياسية

وشدد المقال على أن للشراكة بين العراق وإكسون موبيل آثارًا جيوسياسية عميقة. فمع تشديد العقوبات الأمريكية والأوروبية على صادرات النفط الروسي، يبحث المكررون الآسيويون عن موردين بديلين.

ويُتيح الاصطفاف الاستراتيجي للعراق مع الصين والهند فرصة ليكون لاعبًا رئيسيًا في هذا التحول، إذ تدير الشركات الصينية المملوكة للدولة 34 في المائة من الاحتياطيات النفطية المؤكدة في العراق، فيما ارتفعت حصة الشركات الهندية من صادرات العراق إلى 38.4 في المائة في عام 2025. ويكتسب هذا التنويع أهمية خاصة مع تعقّد السياسات التجارية الأمريكية والتوترات الإقليمية، لا سيما في ظل الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة ترامب على مستوردي النفط الخام في آسيا.

آثار السوق

وتوقع المقال أن يحصل العراق على فرص أكبر لتسعير نفطه متوسط الكبريت، بعيدًا عن ربطه الحصري بمؤشري برنت ودبي، خصوصًا في ظل توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن يشكل الطلب الآسيوي 60 في المائة من إجمالي نمو الطلب العالمي على الطاقة في عام 2025.

المخاطر والتحديات

ورغم المزايا الاستراتيجية التي عدّدها الكاتب، أشار إلى وجود تحديات كبيرة تواجه طموحات العراق، من بينها احتمالية تعرض البنية التحتية للتصدير في الجنوب – والتي يعتمد عليها العراق بشكل رئيسي – للتعطيل، كما ظهر في هجمات الطائرات المسيّرة منتصف عام 2025. كذلك، يمكن أن يُثير الاعتماد الكبير على الشراكة مع طرف واحد كالصين، إلى جانب الاعتماد على الديون، مخاوف اقتصادية. ويُعد إغلاق مضيق هرمز من أخطر التحديات، إذ إن اندلاع حرب إقليمية شاملة قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة، نتيجة تعطيل سلاسل التوريد العالمية.

البحث عن سوق مستقرة

وفي تقرير آخر نُشر في موقع بلومبرغ، كتب الصحفي خالد الأنصاري عن نفس الموضوع، ناقلًا عن المدير العام لشركة تسويق النفط العراقية (سومو)، تأكيده على حاجة العراق إلى خلق سوق مستقرة للنفط الخام، وضرورة وجود تخزين استراتيجي جيد للنفط الخام والمنتجات النفطية في المستقبل.

وأشار التقرير إلى أن المنشآت الواقعة خارج العراق ستمكّن "سومو" من تجاوز تأثير الأزمات الإقليمية، مثل التوترات التي وقعت في وقت سابق من هذا العام في مضيق هرمز، والتي شكّلت خطرًا حقيقيًا على استمرارية الإمدادات.

*******************************************

الصفحة الرابعة

الصناعة الوطنية.. الخسائر تتراكم.. والاستيراد المنفلت يُضيّع هويتها

بغداد – تبارك عبد المجيد

تواجه الصناعة الوطنية في العراق أزمة عميقة تهدد وجودها بعد سنوات طويلة من الإهمال وغياب السياسات الداعمة. فقد توقفت عشرات المصانع عن العمل، وتحولت المناطق الصناعية إلى مساحات شبه خالية من العمال ورؤوس الأموال. وبينما يحذر الخبراء من خطورة استمرار هذا التراجع الذي يعصف بهوية الاقتصاد، يشدد مستشارون وباحثون على أن إنقاذ هذا القطاع الحيوي يتطلب إعادة هيكلة جادة وشراكات استراتيجية، تعيد للمصانع دورها في تشغيل الأيدي العاملة، وتوفير السلع المحلية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد الذي أغرق السوق ببضائع رديئة وأضعف المنتج العراقي.

المصانع متوقفة

أكد عامر الجواهري، مستشار التنمية الصناعية، أن العراق بحاجة ماسة إلى تحرك جاد لإعادة هيكلة الشركات العامة، مشيراً إلى أن هذه العملية بدأت منذ عام 2010 لكنها لم تتقدم بالشكل المطلوب حتى اليوم.

وقال الجواهري لـ"طريق الشعب"، إن وزارة الصناعة والمعادن تمتلك أكبر عدد من الشركات العامة مقارنة ببقية الوزارات، ما يجعلها محوراً أساسياً في الاقتصاد الوطني. وأضاف أن إعادة الهيكلة يجب أن تقوم على تصنيف المصانع بحسب أوضاعها: مصانع متدهورة كلياً، أو متوقفة جزئياً وقابلة للإصلاح، أو صالحة للاستثمار المباشر، أو تبقى تحت الإدارة الحكومية دون تغيير.

وأوضح أن كل مصنع يجب أن يُدرس من حيث منتجاته وحاجة السوق إليها وطاقة إنتاجه الممكنة والدور الذي يمكن أن يلعبه في دعم الاقتصاد. وأكد أن استمرار توقف بعض المصانع لعشرات السنين يؤدي إلى تبديد الموارد البشرية والمادية، بما في ذلك الرواتب والكهرباء والوقود، دون أي مردود إنتاجي.

وبيّن الجواهري أن جميع شركات وزارة الصناعة العامة تعمل بخسارة، باستثناء بعض المصانع مثل "الأسمدة الجنوبية" التي تحقق أحياناً أرباحاً محدودة. وأضاف أن الهدف ليس مجرد تشغيل هذه المصانع لتغطية الرواتب، بل تحريك عجلة الاقتصاد من خلال استثمار الكوادر والخبرات المتاحة، سواء عبر الإنتاج المباشر أو من خلال تقديم خدمات علمية وصناعية تدعم الاقتصاد الوطني.

واقترح الجواهري إدخال هذه المصانع في "شراكات استراتيجية" تشمل تحديث التكنولوجيا والمعدات وأساليب الإدارة والتسويق وتوسيع تنوع المنتجات وخدمات ما بعد البيع، مشيراً إلى أن هذه الشراكات قد تتطور لاحقاً إلى تحويل بعض المصانع إلى شركات مساهمة عامة، مع احتفاظ الحكومة بحصة استراتيجية لضمان استدامة الإنتاج. وختم بالتحذير من أنه في حال استمرار الإهمال، فإن المصانع ستتحول في النهاية إلى خردة تُباع مع الأراضي، وسيبقى الاقتصاد العراقي يعاني من الركود في مختلف القطاعات.

مناطق صناعية بلا رؤوس أموال

من جهته، أكد الخبير الصناعي عبد الحسن الشمري أن المصانع في العراق تعرضت خلال السنوات الماضية إلى تراجع وتخريب كبير، سواء بسبب القوانين الحكومية أو نتيجة غياب المتابعة الحقيقية من الجهات المعنية.

وقال الشمري إن المناطق الصناعية في بغداد تكاد تكون خالية من العمال ورؤوس الأموال والصناعيين، بعدما فقدت قدرتها على المنافسة أمام البضائع الأجنبية. وأضاف أن السلع المستوردة التي تغزو السوق غالباً ما تكون رديئة الجودة لكنها تباع بأسعار زهيدة، وهو ما يضعف المنتج المحلي ويخلق فجوة كبيرة في عمليات البيع والشراء، الأمر الذي انعكس سلباً على الصناعيين وأدى إلى توقف العديد من المعامل الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.

وشدد الشمري على أن الحكومة مطالبة بتغيير سياساتها الاقتصادية لتكون أكثر دعماً للإنتاج الوطني، مبيناً أن لكل دولة هوية صناعية ينبغي الحفاظ عليها. لكنه أشار إلى أن العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم شهد تراجعاً واضحاً في هذا القطاع الحيوي. وكشف أن أغلب المعامل المسجلة لدى التنمية الصناعية واتحاد الصناعات العراقية متوقفة عن العمل حالياً، وهو ما يمثل خطراً كبيراً على مستقبل الصناعة الوطنية وفرص النهوض بالاقتصاد.

حماية المنتج وتشجيع الاستثمار

من جانبه، أوضح الباحث الاقتصادي عبد الله نجم أن المصانع تمثل العمود الفقري لأي اقتصاد متوازن، فهي ليست مجرد مصدر للسلع المحلية، بل تسهم أيضاً في تشغيل الأيدي العاملة وتقليل نسب البطالة وتنشيط الدورة الاقتصادية داخلياً. وأكد أن غياب المصانع أو توقفها يترك تداعيات خطيرة على السوق المحلية، إذ يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الاستيراد، ما يثقل ميزان المدفوعات ويجعل الاقتصاد هشاً أمام أي تقلبات خارجية.

وأشار نجم في حديثه إلى "طريق الشعب"، إلى أن الصناعات الوطنية ليست مجرد إنتاج مادي، بل هي عامل أساسي لتحقيق الأمن الاقتصادي والاستقلالية. ولفت إلى أن استمرار توقف المصانع العراقية منذ سنوات أضعف قدرة البلاد على المنافسة وأفقدها هويتها الصناعية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع معدلات البطالة وتراجع فرص التنمية المستدامة.

ورهن الباحث إعادة إحياء المصانع بوضع "استراتيجية حكومية واضحة" تقوم على حماية المنتج المحلي وتشجيع الاستثمار الصناعي، مع فرض معايير صارمة على الاستيراد لمنع إغراق السوق بالبضائع الرديئة.

**************************************

اعتماد مفرط يهدد المنتج المحلي استيراد مليار بيضة خلال 8 أشهر رغم قرار المنع

بغداد – طريق الشعب

رغم إعلان المجلس الوزاري للاقتصاد في السابع من نيسان الماضي، إيقاف استيراد بيض المائدة، نتيجة لتمكن المنتج المحلي من تلبية حاجة السوق، فيما تكشف الأرقام التركية مفارقة لافتة؛ إذ استورد العراق نحو 990 مليون بيضة خلال ثمانية أشهر فقط من العام الحالي، بقيمة إجمالية بلغت 66 مليون دولار.

ووفق بيان جمعية مصدري المنتجات الحيوانية في بحر إيجة، جاء العراق في المرتبة الأولى عالميًا كأكبر مستورد للبيض التركي بين كانون الثاني وآب 2025، متقدمًا على روسيا والولايات المتحدة وكازاخستان والإمارات وإيطاليا. وأرجعت الجمعية هذا الارتفاع إلى الأزمة العالمية الناجمة عن تفشي إنفلونزا الطيور في دول مثل الولايات المتحدة والبرازيل وأوروبا، ما تسبب بإعدام أعداد هائلة من الدواجن وانخفاض الإنتاج المحلي هناك، في حين وجدت تركيا في العراق سوقًا واسعًا لتعويض النقص.

اعتماد مفرط على الاستيراد

وتشير الحسابات الاقتصادية إلى أن الكمية المستوردة تعادل 33 مليون طبقة بيض (بواقع 30 بيضة للطبقة الواحدة) خلال ثمانية أشهر، أي بمعدل يزيد على 4 ملايين طبقة شهريًا، ما يعكس اعتمادًا مفرطًا على الاستيراد في سلعة يُفترض أن الإنتاج المحلي يغطيها بالكامل.

ولا يقتصر الملف على البيض وحده؛ إذ تشير بيانات البنك المركزي إلى أن قيمة الاستيرادات العراقية بلغت نحو 87.4 مليار دولار حتى أيلول الجاري، بزيادة 32% عن العام الماضي.

وتتصدر دول آسيا قائمة المصدرين للعراق، بقيمة تفوق 59 مليار دولار.

ويرى خبراء اقتصاديون أن استمرار هذا الاعتماد المفرط على الاستيراد، حتى في منتجات أساسية كالبيض، يكشف ثغرات كبيرة في إدارة الملف الاقتصادي والزراعي، ويضع مستقبل الأمن الغذائي للبلاد أمام مخاطر جدية.

غضب المنتجين المحليين

وفي شهر شباط من العام الحالي، نظم مربو الدواجن تظاهرات أمام مقر وزارة الزراعة في بغداد، مطالبين الحكومة بضبط المنافذ الحدودية ومنع دخول الشحنات المستوردة والمهربة.

وقال محتجون قدموا من محافظات عدة، بينها الأنبار والنجف وذي قار، إن مشاريعهم تواجه خسائر قاسية، كما حذروا من ظاهرة "البيض المدبلج"، حيث يعاد تعبئة البيض المستورد في صناديق محلية لبيعه على أنه إنتاج عراقي، فضلًا عن مخاوف استغلال الشحنات في تهريب المخدرات، مشيرين إلى إمكانية إخفاء 36 ألف حبة مخدرة في شحنة واحدة فقط.

مفارقة الأسعار

ويؤكد مربو الدواجن، أن الإنتاج المحلي قادر على تغطية الاستهلاك الوطني، غير أن غياب السياسة الداعمة جعل نصف المشاريع البالغ عددها نحو 8 آلاف مشروع فقط يعمل فعليًا. ويباع كارتون البيض المحلي بسعر يتراوح بين 60 و65 ألف دينار، بينما ينخفض سعر المستورد إلى 45 ألف دينار، ما يسبب انهيار السوق المحلي وتكبيد المنتجين خسائر فادحة.

****************************************

وقفة اقتصادية.. إلغاء نظام صندوق التقاعد ودلالاته

إبراهيم المشهداني

ألغى مجلس الوزراء بقراره المرقم 11 في آب 2025، نظام صندوق تقاعد موظفي الدولة رقم 4 لسنة 2008 دون أن تتوضح مبررات هذا الإجراء بما فيه الكفاية ليس فقط للمتقاعدين الذين أكثر ما يخشونه تعرض رواتبهم، ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي بموجب النظام الذي ألغاه مجلس الوزراء، إلى رفع غطاء الحماية لها، وهذا الإجراء من وجهة النظر الاقتصادية ليس مجرد خطوة إدارية عابرة لكنها خطوة تراجعية مرتبطة بالسيولة الحكومية المعرضة بسبب طبيعة مصادرها إلى أزمات تنعكس بالضرورة على حياة المتقاعدين وعوائلهم.

إن تناول هذا الموضوع ودلالاته تدفع للبحث في موضوعة  صناديق الثروة السيادية التي يشكل  صندوق رواتب المتقاعدين  أحد مقارباتها، فإن الاهتمام بصناديق الثروة السيادية يتعاظم يوما بعد آخر ليس فقط في عديد البلدان التي تستخدمها بل أن الباحثين والدارسين توسعوا في إعطائها حيزا كبيرا من البحث  في شتى الأنشطة الاقتصادية  وخصوصا في الدول ذات الاقتصادات الريعية، وما زاد من الاهتمام بها تحولها مع الزمن إلى أداة مهمة من أدوات السياسة الاقتصادية في الوقت الحاضر حيث يلجأ إليها العديد من الدول لتحقيق طائفة من الأهداف تصب جميعها في تحقيق التنمية المستدامة ومنها المحافظة على الثروة وتنميتها من خلال عمليات الاستثمار على المدى البعيد، ويمكن لهذه الصناديق في نهاية المطاف ان تتحول إلى مصادر لتوليد الدخل والناتج المحلي الإجمالي .

وبعيدا عن الاستطرادات النظرية من النافع عرض تجارب الدول النفطية القريبة والبعيدة، فتشير الأبحاث إلى أن صناديق الثروة السيادية في دول الخليج العربي تشكل صمام أمان لحقبة ما بعد نضوب الثروة النفطية، وهي مرشحة لأن تلعب دورا أكبر في خريطة الاقتصاد العالمي وخاصة بعد ان أعلنت السعودية عن توسيع صندوقها ليصل حجم موجوداته إلى تريليوني دولار، فيما جهاز أبو ظبي للاستثمار يصل إلى المرتبة الرابعة بأصول بلغت 592  مليار دولار ليأتي بعدها جهاز قطر للاستثمار في المرتبة التاسعة، اما الدول الأجنبية فقد جاءت أمريكا في المركز الأول على المستوى العالمي فقد بلغ حجم أموال صندوق الضمان الاجتماعي 3 تريليونات دولار نتيجة استثمارات خارجية، وفي  المركز الثاني تحتله  اليابان حيث بلغت حجم أموال الصندوق الحكومي (المعاش الوطني)  1.3 تريليون دولار، أما المركز الثالث فمن نصيب النرويج المسمى بصندوق المعاش الوطني بنحو 954 مليار دولار ناتج عن استثمارات بترولية، ومن الجدير بالتنويه إلى أن هذه الصناديق قد اعتمدت على مبادئ سانتياغو التي ينظمها 23 مبدأ.

صحيح أن العراق قد سبق وبادر إلى صناعة تجربته الخاصة في مجال الصناديق السيادية لكنها وللأسف ولدت بائسة حيث قام بأنشاء صندوقين الأول صندوق التقاعد الذي انحصرت مهمته في تأمين رواتب المتقاعدين من موظفي الدولة فقط، ولم يشمل العاملين في القطاع الخاص ولأن هذا الصندوق كان محدودا في مهمته ويفتقر إلى الشفافية في معلوماته وانشطته ولأنه مرتبط بوزارة المالية فلم يعر له الاقتصاديون اهتماما بالبحث والدراسة. اما الثاني  الذي تم إنشاؤه بموجب القانون رقم 77 لسنة 1974 كمؤسسة مالية ذات شخصية معنوية واستقلال مالي واداري يديره مجلس إدارة يتكون من ممثلين عن وزارة الخارجية  والإسكان والتخطيط  والتجارة  والعدل بالإضافة إلى رئيس الصندوق، وتشير المعلومات إلى أن مهام الصندوق هذا حددت بوضع السياسات العامة للاستثمار وتقرير المساهمة في مشاريع وبرامج التنمية  وإقرار شروط الإقراض وما يقترضه الصندوق لحسابه ومتابعة علاقات العراق المالية والخارجية المتعددة الأطراف والثنائية وكل ما يتعلق بإدارة مساهماته في المنظمات والصناديق والهيئات والشركات الدولية  والإقليمية والاتفاقات الضريبية مع الخارج، غير أن هذا الصندوق قد غيب كل ما نتج عن انشطته وأمست ممتلكاته في عداد المفقودات تناولناها في عمود سابق، وبناء على كل ما تقدم فان الحكومة مطالبة بمراجعة قراره وتشريع قانون خاص بصندوق المتقاعدين في القطاعين العام والخاص وبناء صناديق سيادية أخرى تقوم على أساس مبادئ سانتياغو أسوة بدول الخليج والتجارب العالمية التي أشرنا اليها باختصار.

**************************************************

الصفحة الخامسة

على أبواب العام الدراسي الجديد أزمة الأبنية مستمرة وأسعار المستلزمات ترتفع

متابعة – طريق الشعب

لم يبقَ على انطلاق العام الدراسي الجديد في العراق سوى 17 يوماً، وسط استعدادات يشهدها القطاع التعليمي على مستويات مختلفة تشمل تهيئة المباني المدرسية، وطباعة المناهج وتسوية الملاكات التعليمية والتدريسية، وغيرها، لكن في المقابل لا تزال ملامح الأزمات البنيوية في هذا القطاع جلية، من نقص الأبنية المدرسية واكتظاظ الصفوف بالطلبة والتلاميذ وارتفاع أسعار مستلزمات الدراسة ونفقاتها في ظل ظروف معيشية صعبة تُرهق أولياء الأمور الفقراء وذوي الدخل المحدود.  

ويواجه قطاع التعليم في البلاد تحديات تتكرر سنويا، ما يشغل الكوادر التدريسية والطلبة على حد سواء، في تساؤلات مقلقة قبيل انطلاق العام الدراسي: هل ستتكرر المشكلات ذاتها، أم سيكون هذا العام مختلفا؟!

ومع بدء العد التنازلي تبرز تحولات لافتة، من بينها إطلاق مدارس ذكية في تجربة جديدة يُتوقع أن تنعكس إيجاباً على أداء الطلبة، إضافة إلى إنجاز مشروع الأبنية المدرسية النموذجية أخيرا، إلا أن ازمة اكتظاظ المدارس والصفوف لا يبدو انها حُلت.

في حين لا يزال أولياء الأمور متذمرين من غلاء أسعار المستلزمات الدراسية وضُعف التدريس الذي يُرغم الطلبة على الانتظام في دورات تقوية مكلفة، فضلا عن النفقات الدراسية اليومية المُرهقة. 

وعن تفاصيل الاستعدادات، يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، ان الهيئات التعليمية والتدريسية باشرت الدوام منذ 1 أيلول الجاري، على أن ينطلق العام الدراسي يوم 28 من الشهر نفسه.

ويوضح في حديث صحفي، أن الوزارة بدأت مبكرا طباعة المناهج، مبينا أن الكتب ستكون كاملة باستخدام المسترجعة من العام الماضي والجديدة المطبوعة هذا العام.

فيما يشير إلى تهيئة الأبنية والقاعات الدراسية والمدارس وتسوية الملاكات التعليمية والتدريسية، مؤكدا أن ملف الأبنية من أولويات الوزارة "حيث تم إدخال أكثر من 1700 مدرسة إلى الخدمة خلال العامين الماضيين، ويجري العمل حالياً على 500 مدرسة أخرى".

وعن المدارس الكرفانية، ينوّه إلى أن الوزارة وجّهت بالإسراع في التخلص منها ومنع استخدام مادة السندويتش بنل. بينما يلفت إلى ان المدارس الطينية ستُزال "فهناك مشاريع جديدة يتم العمل عليها بالقرب من هذه المدارس وسيتم نقل الطلبة إليها حال إكمالها".

ومن المقرر أن يساهم مشروع الأبنية المدرسية النموذجية المنجز أخيرا، في الحد من الدوام المزدوج والثلاثي وفي غلق المدارس الطينية والكرفانية في عدد من المدن - وفقا للمتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد.

إذ يوضح في حديث صحفي، أن مواقع مشروع الأبنية النموذجية "سُلّمت إلى مديريات التربية في بغداد والمحافظات، وتمت المباشرة بتأثيث هذه المدارس بأجهزة التكييف والأجهزة المكتبية والرحلات والسبورات"، لافتا إلى أن هذه المدارس حديثة وتنفذ لأول مرة في العراق من ناحية المساحات المستخدمة والتصاميم الهندسية والمعمارية.

وينّوه إلى "تحويل 50 مدرسة نموذجية في بغداد والمحافظات إلى مدارس ذكية، وذلك بالتعاقد مع شركة عالمية رصينة متخصصة في التقنيات"، مبينا أن هذه المدارس تحتوي على شاشات ذكية تفاعلية بديلة عن السبورات، تعمل بالألواح الشمسية، وانه تم تجهيز وتهيئة أكثر من 8 آلاف جهاز لوحي ستوزع على الطلبة، تحتوي على جميع المناهج الدراسية الخاصة بكل مرحلة.

وبينما يذكر مجيد في حديث صحفي سابق أن "العراق يحتاج الى 12 ألف مدرسة، وفق أرقام وزارتي التربية والتخطيط، لإنهاء الاكتظاظ الحاصل"، يرى عضو لجنة التربية البرلمانية جواد الغزالي، أن البلاد تحتاج إلى نحو 10 آلاف مدرسة.

هل تُطبق مدارسنا المعايير الدولية؟!

يرى الخبير التربوي حيدر الموسوي أن "المعايير الدولية تنص على ألا يزيد عدد التلاميذ في الصف الواحد على 25 تلميذا. في حين يضم بعض الصفوف في العراق أكثر من 70 تلميذا، ما ينعكس سلباً على جودة التعليم والتحصيل الدراسي".

ويؤكد في حديث صحفي أن "التوجه نحو التعليم الحديث يتطلب خفض العدد إلى 10 طلبة في الصف، وهو ما يستدعي مضاعفة عدد الأبنية المدرسية الحالية عشرات المرات. في حين لا يزال نظام الدوام المزدوج معمولاً به في معظم المناطق، بل أن العمل يجري أيضا على الدوام الثلاثي".

عبء على أولياء الأمور

يشكل نظام الدوام المتعدد عبئاً إضافياً على أولياء الأمور. إذ يعرب المواطن أبو بنين من بابل، عن معاناته اليومية بسبب تعدد أوقات دوام أبنائه في المدارس، ما يُجبره على إيقاف عمله كسائق "ستوتة" مرات عدة في اليوم ليوصل أبنائه إلى مدارسهم أو يعيدهم منها.

ويقول في حديث صحفي أن "كثرة المشاوير وتكاليف الوقود تُشكّل ضغطاً إضافياً على ميزانية العائلة"، مطالباً الجهات المعنية بـ"تقليل نظام الدوامات المتعددة أو توفير خطوط نقل مدرسية مجانية لتخفيف الضغط عن الأسر العاملة".

تحديات تُنهك الفقراء

تواجه الأسر الفقيرة وذات الدخل المتدني وحتى المتوسط، تحديات اقتصادية عديدة مع اقتراب موعد العام الدراسي، كما هو الحال مع المواطنة أم رند من بغداد. إذ تعاني، وهي أم لثلاث بنات في مراحل دراسية مختلفة، ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية وأجور النقل.

وتقول في حديث صحفي أن تجهيز بناتها بات يكلف أكثر من نصف دخل الأسرة، مضيفة قولها أن "أجور خطوط النقل ترتفع كل عام حتى أصبحت عبئاً كبيراً متزايداً على الأسر، خاصة ممن لديها أكثر من طالب أو تلميذ".

وتدعو أم رند، شان أبو بنين، إلى "توفير خطوط نقل مدرسية مجانية أو بأسعار رمزية، لتخفيف العبء عن العائلات، إلى جانب وضع تسعيرة موحدة للمستلزمات المدرسية وتشديد الرقابة على الأسواق".

تفاوت في أسعار المستلزمات

وعن أسعار المستلزمات الدراسية، يقول علي كاظم، وهو صاحب مكتبة في كربلاء، أن "الأسعار شهدت تفاوتاً واضحاً هذا العام حسب المرحلة الدراسية ونوعية التجهيزات: "حيث تزداد متطلبات المراحل المتوسطة والإعدادية مقارنة بالابتدائية، ما يرفع الكلفة".

ويضيف في حديث صحفي قوله أن تنوع التصاميم واختلاف جودة المنتجات في السوق توفر خيارات متعددة تلبي جميع الأذواق "لكن الأسعار ترتفع مع المنتجات ذات الجودة العالية، فيما تبقى الخيارات الاقتصادية متاحة".

ويشير إلى أن قدرة الأسر الشرائية هي العامل الأهم في اختيار المستلزمات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

******************************************

{محرقة} مستشفى الصويرة تخنق الناس وتُلوّث البيئة

الصويرة – سيف فاضل

في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون المستشفيات أماكن لعلاج المرضى وحمايتهم، تحوّل مستشفى الصويرة العام في نظر الكثيرين، إلى مصدر للأمراض والتلوث البيئي، وذلك بفعل محرقة النفايات الطبية التي تعمل في داخله، والتي تنفث سمومها وسط المنازل والمحال التجارية.

منذ سنوات يشهد هذا المستشفى عمليات حرق يومية للمخلفات الطبية، ما يبعث كميات كبيرة من الدخان الكثيف والروائح الخانقة في محيط المستشفى، لتطال الأحياء القريبة.

ووفقا لصاحب صيدلية قريبة من المستشفى، فإن المحرقة تسببت في تلويث محيط مبنى المستشفى، وفي خنق أنفاس أصحاب المحال التجارية المجاورة له، والذين عبروا من جانبهم عن استيائهم من هذا الوضع. إذ يقول بعضهم: "ما ان نفتح محالنا حتى نستنشق الأمراض".  ومن بين الفئات الأكثر تضررًا من هذا التلوث، مرضى الربو والمصابون بأمراض الجهاز التنفسي. إذ يعانون تفاقم حالاتهم الصحية نتيجة استنشاق الهواء الملوث الصادر عن المحرقة، ما يعرّض حياتهم للخطر يومًا بعد آخر. يقول المواطن يوسف كاظم، وهو مصاب بالربو، أنه يتجنب مراجعة المستشفى بسبب دخان المحرقة.

ولا تتوقف المشكلة على المحرقة، فالمستشفى يشهد ضغطا غير مسبوق. إذ زادت نسبة الراقدين فيه 300 في المائة على قدرته الاستيعابية، نتيجة قدوم مرضى من مناطق وقصبات متعددة خارج الصويرة، مثل النهروان، تاج الدين، جبلة والعزيزية، وهذا ما يزيد من حجم النفايات الطبية اليومية.

ورغم كل هذه المخاطر، فإن التخلص من النفايات الطبية لا يزال يتم بالحرق التقليدي، دون الاستفادة من التوجهات الحديثة نحو استخدام النفايات في إنتاج الطاقة.

الغريب هو أن المستشفى، بدلاً من أن يكون مكانًا للتعافي، بات مصدر قلق للأهالي، الذين يشعرون أن خطر التلوث يحيط بهم من كل جانب. فهل يُعقل أن تتحول مؤسسة صحية إلى مسبب للمرض؟ وأين دور الجهات الرقابية في متابعة ما يجري داخل هذا المرفق الحساس؟

لذلك، من الضروري أن تتحرك الجهات المعنية، سواء وزارة الصحة أم وزارة البيئة أم الحكومة المحلية، لوضع حد لهذه الكارثة البيئية والصحية، عبر تبني حلول حديثة لإدارة النفايات الطبية، واعتماد وسائل أكثر أمانًا وفعالية، تحفظ حياة الناس وتعيد للمستشفى صورته كمكان للشفاء، وليس مصدرا للداء.

*******************************************

أهالي {سكيوه} في الشطرة: أطفالنا يعبرون النهر على قنطرة متهالكة

متابعة – طريق الشعب

يشكو أهالي "قرية سكيوه" في قضاء الشطرة شمالي ذي قار، من تهالك القنطرة الوحيدة التي يعبرون من خلالها النهر الصغير في المنطقة، مبدين قلقهم على أطفالهم التلاميذ من العبور إلى مدارسهم على ذلك "المعبر المميت".

وقال عدد منهم في حديث صحفي، أن "المسؤولين زارونا مراراً ووعدونا قبل سنتين بإنجاز معبر نظامي خلال شهر، لكن ذلك لم يتم حتى الآن"، مطالبين الحكومة بالتحرك "قبل وقوع كارثة بحق أطفالنا".  وأبدى الأهالي غضبهم من "عجز الحكومة المحلية ومجلس المحافظة عن توفير أبسط الخدمات للقرية"، مشيرين إلى أن إنشاء المعبر لا يكلف سوى مبالغ بسيطة "ومع ذلك عجزت الحكومة المحلية عن تنفيذه رغم الأموال التي تحصل عليها محافظة ذي قار".

وقال بعضهم أن مسؤولين طلبوا منهم تسليم بطاقاتهم الانتخابية مقابل إكمال المعبر!  فيما هددوا بالقول: "إذا غرق طفل آخر سنرفع دعوى ضد المسؤولين، لأن أرواح أولادنا في أعناقهم" مؤكدين أن "هناك أكثر من 80 تلميذا سيستخدمون المعبر للوصول إلى مدارسهم والعودة منها، مع بدء العام الدراسي الجديد".

وسبق أن سقط طفل من هذا المعبر، ولقي حتفه غريقا – وفقا للأهالي الذين عدوا هذه الحادثة "ذمة في أعناق المسؤولين".

وتعاني قرى عديدة في ذي قار ومحافظات أخرى، إهمالا خدميا في مختلف القطاعات، فيما تعزو السلطات المحلية ذلك، غالبا إلى قلة التخصيصات المالية وعدم إطلاق الموازنات.

******************************************

الرميثة أهالي "الجزرة" يُطالبون بالخدمات الأساسية

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي منطقة الجزرة في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، من افتقار منطقتهم للخدمات الأساسية. حيث تعاني نقصا كبيرا في البنى التحتية وحرمانا من المشاريع الخدمية.

وذكر الأهالي في حديث صحفي، أن معاناتهم تتفاقم خلال موسم الأمطار.

إذ تغص الطرقات بالمياه والأطيان بسبب عدم احتوائها على شبكات لتصريف المياه، فضلا عن افتقارها للتبليط، مطالبين الجهات المعنية، بالإسراع في تزويد منطقتهم بالخدمات المطلوبة، وانهاء معاناتهم التي طال أمدها.

**********************************************

مواساة

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة، عائلة الرفيق الراحل سعدون محمد مذكور (ابو سلام)، بوفاة ولده سلام.

الذكر العطر دوما للفقيد وجميل الصبر والسلوان لعائلته الكريمة وأبنائه.

كذلك تتقدم المنظمة بالتعازي الحارة إلى الصديق د. حمزة فاضل، بوفاة والده.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

وتعزي المنظمة أيضا عائلة الرفيق الراحل عامر هجول، برحيل شقيقه سعدي هجول.

للفقيد الذكر العطر ولذويه الصبر والسلوان.

  • تتقدم اللجنة الاساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، بالتعازي الخالصة إلى الرفيقين حازم وكريم رهيف الفتلاوي وأشقائهما، بوفاة ابن عمهم عادل هاشم الفتلاوي.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأبنائه وجميع ذويه.

***************************************

الصفحة السادسة

أسطول الصمود العالمي يتعرض لهجوم آخر بمسيّرة تزامناً مع تصاعد جرائم الكيان الصهيوني دول أوربية تتحرك اتخاذ اجراءات رادعة

طريق الشعب - وكالات

أعلن وزير الخارجية الاسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أنّ بلاده قدّمت خطة عمل تشمل توسيع قائمة العقوبات بحقها، داعيا إلى تعليق كامل للاتفاقية الأوروبية معها.

وقال ألباريس، انه "لا يمكننا الاستمرار في الوقوف بلا تحرك.. الاتحاد الأوروبي لم ينجز شيئا، ووقت الكلمات انتهى ويجب التحرك بالأفعال".

رفض احتلال غزة

من جانبه، شدد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول على أنّ: "برلين تطالب الاحتلال الإسرائيلي باحترام المبادئ الإنسانية في قتالها ضد حركة حماس، وأعلن رفض بلاده خطط احتلال غزة".

وكشف وزير الخارجية الهولندي كاسبار فيلدكامب أنّ بلاده أرسلت رفقة السويد رسالة إلى الاتحاد تدعو للضغط على الاحتلال الإسرائيلي وحماس للتوصل إلى اتفاق في غزة، مؤكدا أن هولندا ستقترح فرض حظر على استيراد منتجات المستوطنات بالضفة الغربية. فيما وجه وزير الخارجية الايرلندي، سيمون هاريس، خطابا شديد اللهجة للاتحاد، قائلا: "إذا لم نفرض عقوبات على إسرائيل الآن فمتى؟"، مؤكدا أنّ "منظمات دولية أثبتت وقوع أفعال إبادة جماعية في غزة وأن الإدانات لم تعد كافية".

عقوبات على المستوطنين

في الاثناء، أعلنت وزيرة الخارجية النمساوية، بيت ريزينغر، أنّ بلادها تسعى لاتخاذ إجراءات ملموسة ضد المستوطنين المتطرفين تشمل فرض عقوبات، مشيرة إلى أنّ "الوضع الإنساني في غزة كارثي ويستدعي تدخلا عاجلا".

وقال وزير الخارجية الدنماركي، لارش لوكه راسموسن، إنّ بلاده مستعدة لفرض عقوبات على وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو ومنع تصدير منتجات المستوطنات، فيما اتهمت رئيسة الوزراء مته فريدريكسن حكومة تل أبيب بأنها "تتنصل من مسؤولياتها" ولا تبدي أي مؤشرات على تغيير مسارها.

وزيرة الخارجية السلوفينية، تانيا فايو، أوضحت أن بلادها اتخذت بالفعل إجراءات ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينها منع دخول وزراء إسرائيليين وحظر التعامل التجاري وتصدير الأسلحة، مؤكدة أنها ستطالب بخطوات أوروبية أكثر صرامة.

استمرار العدوان

وتأتي هذه المواقف الأوروبية في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي مباشر، والذي خلّف حتى الآن 64 ألفا و605 شهداء وأكثر من 163 ألفا و319 جريحا معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب مئات آلاف النازحين.

كما أدّت المجاعة التي تسببت بها الحرب والحصار إلى استشهاد 399 فلسطينيا، بينهم 140 طفلا، وفق إحصاءات فلسطينية رسمية.

وعلى الرغم من هذه الأرقام الكارثية، لا يزال الاتحاد الأوروبي عاجزا عن اتخاذ موقف موحد تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وسط خلافات داخلية تعكس تباينا بين دول تدفع باتجاه العقوبات والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأخرى تتمسك بخطاب دبلوماسي يفتقر لأي أدوات ضغط فاعلة.

طائرات مسيرة!

بالتزامن، أعلن أسطول الصمود العالمي إنه تعرّض لهجوم ثانٍ أثناء تواجده في المياه التونسية قبالة ميناء سيدي بوسعيد، أمس الأربعاء، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم الأول.

وندد النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بالهجوم الذي استهدف قارب "ألما" الذي يرفع العلم البريطاني، مشيرين إلى أن المقذوفات أُطلقت من طائرة مسيّرة وأدت إلى اندلاع حريق في السطح العلوي للسفينة.

وبشكل مماثل للقارب الذي تعرّض للهجوم السابق، والذي كان على متنه الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، نشر النشطاء على متن "ألما" مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة، يبدو أنها تدعم فرضية الهجوم الخارجي.

وتظهر تلك الصور أحد الناشطين قبيل لحظات من الهجوم، الذي تلاه انفجارات على السطح العلوي.

عرقلة كسر الحصار

وفي أعقاب الحادثة، أعلن الأسطول في بيان أنه "تم إخماد الحريق" مؤكدًا أن "جميع الركاب وأفراد الطاقم هم في أمان" وأشار إلى أنه يعتزم مغادرة تونس إلى غزة بمجرد الانتهاء من الفحوصات الميكانيكية.

ويهدف الأسطول إلى فك الحصار عن غزة وإيصال كميات من المساعدات للمدنيين، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. ويعتبر امتدادا لعدة محاولات سابقة، كانت قد انتهت بالفشل جراء منع البحرية الإسرائيلية السفن من الدخول إلى غزة، وأحيانا اعتقال النشطاء على متنها.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام، ندد النشطاء على متن السفينة بما وصفوه بأنه "نية عرقلة مهمة كسر الحصار عن غزة"، وانضمت إليهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، فرانشيسكا ألبانيز، فيما تجمع المئات من المتضامنين في ميناء العاصمة التونسية.

يضم أسطول الصمود العالمي نحو 50 قاربًا من أكثر من 40 دولة، ويستعد الوفد الإيطالي، الذي يضم برلمانيين وعضوين من البرلمان الأوروبي، للانضمام إليه يوم الخميس، انطلاقا من ميناء أوغوستا في جزيرة صقلية.

*************************************************

تنديد دولي بالهجوم الصهيوني على قطر

الدوحة - وكالات

تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف اجتماع الوفد المفاوض من حركة "حماس" في الدوحة، واعتبرته دول عدة انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

وأعربت عدد من الدول العربية والإقليمية والدولية عن إدانتها البالغة للهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، معتبرة هذه الحادثة انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعديا على سيادة دولة مستقلة وسلامة أراضيها، وخطوةً تُفضي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط.

*************************************************

استقالة رئيس وزراء نيبال إثر تظاهرات شبابية واسعة

كاتماندو – وكالات

قدم رئيس وزراء نيبال استقالته غداة احتجاجات واسعة النطاق خرجت تنديدا بالفساد وحظر السلطات لوسائل التواصل الاجتماعي، ما أسفر عن مقتل 19 شخصًا وإصابة المئات.

وقد استمرت التظاهرات، التي كان يقودها الشباب، حتى بعد رفع الحظر على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع اشتداد الاحتجاجات، أعلن رئيس الوزراء خادجا براساد أولي أنه سيستقيل فورا.

وأضرم المحتجون النار في مبنى البرلمان ومنازل السياسيين الكبار، بما في ذلك رئيس الوزراء السابق بوشبا كمال داهال. وقد استخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.

وإثر تلك الاحتجاجات، فرضت السلطات حظر تجول تام في العاصمة كاتماندو ونشرت قوات الجيش، بينما دعت الأمم المتحدة إلى تحقيق فوري وشفاف في القمع الدموي لتلك المظاهرات.

***********************************************

تظاهرات غاضبة تعمّ فرنسا وسط تحضيرات لإضرابات أشمل

باريس - وكالات

ألقت الشرطة الفرنسية القبض على أكثر من 200 شخص، أمس الأربعاء، بينما حاول متظاهرو حركة "لنغلق كل شيء" شلّ حركة النقل والحياة اليومية في مختلف أنحاء فرنسا، وذلك بعد يومين من انهيار حكومة فرانسوا بايرو على خلفية إجراءات التقشّف المثيرة للجدل.

واندلعت الاحتجاجات في مختلف أنحاء البلاد بعد أن جرى تنظيمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات "تلغرام" من دون قيادة مركزية، وذلك في أعقاب انهيار الحكومة ومع مسارعة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى تعيين حليفه القديم سيباستيان ليكورنو رئيسًا جديدًا للوزراء.

واكتسبت هذه الحركة، التي لا تتمتع بقيادة مركزية، زخمًا بفعل الغضب من التضخم وإجراءات التقشّف، إضافة إلى ما يصفه أنصارها بـ"الطبقة السياسية المختلّة".

وقد أيّدت نقابتان رئيسيتان، هما CGT وSUD، تحركات الأربعاء، في وقت تُحضَّر فيه إضرابات أشمل في 18 أيلول. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "إبسوس" أن 46% من الفرنسيين يدعمون الحركة، بينهم شرائح واسعة من اليسار.

ويواصل العاملون في قطاع الرعاية الصحية والصيدليات احتجاجاتهم على التخفيضات في التعويضات الطبية، فيما حذرت النقابات من احتمال إغلاق 6 آلاف صيدلية من أصل 20 ألفًا في فرنسا.

وقال الطالب الجامعي توماس لـ"يورونيوز" قبيل احتجاجات الأربعاء: "لقد حان الوقت ليفهم ماكرون والسياسيون أننا جادون". وأضاف: "نحن غاضبون من النظام السياسي، ومن واقع أن فاحشي الثراء والشركات لا يدفعون ما يكفي من الضرائب".

*****************************************

غروسي: استعداد إيران لعدم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أمر مثير للأمل

القاهرة – وكالات

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إن استعداد إيران المعلن لعدم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي أمر "مثير للأمل".

وذكر غروسي في تصريح إن طهران أعربت عن مخاوفها ومن واجب الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيجاد حلول، مؤكدا أن استئناف عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران سيرسل إشارة جيدة، والحوار هو الشيء الأهم.

وأعلنت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التوصل إلى تفاهم جديد بشأن استئناف التعاون في ظل ما وصفته طهران بـ"الوضع الجديد"، الذي أعقب الهجمات الأمريكية والإسرائيلية في حزيران الماضي على مواقعها النووية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن "إيران والوكالة الذرية توصلتا إلى تفاهم حول كيفية التعاطي في ظل الظروف الراهنة"، مشيرا إلى أن الاتفاق يأتي بعد فترة من تعليق التعاون.

وأكد بقائي أن الاتفاق "يتماشى تماما مع القانون الذي أصدره البرلمان الإيراني بشأن آليات التعاون مع الوكالة".

وجاء الإعلان بعد اجتماع ثلاثي في القاهرة ضم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ونظيره المصري بدر عبد العاطي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

***********************************************

البرازيل ترفض تهديدات ترامب باستخدام القوة ضدها

برازيليا – وكالات

رفضت الحكومة البرازيلية، تصريحات المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، التي قالت إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يستبعد استخدام القوة ضد البرازيل في حال إدانة الرئيس السابق جايير بولسونارو.

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في بيان: "إن الحكومة البرازيلية تدين استخدام العقوبات الاقتصادية أو التهديد بالقوة ضد ديمقراطيتنا"، مؤكدة أن حماية حرية التعبير تبدأ أولاً بـ"حماية الديمقراطية واحترام إرادة الشعب المعبَّر عنها في الانتخابات".

ونددت برازيليا بمحاولات "قوى مناهضة للديمقراطية" استغلال حكومات أجنبية للضغط على مؤسسات الدولة، في إشارة إلى جهود إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس السابق، الذي يقيم منذ أشهر في الولايات المتحدة ويسعى لإقناع ترامب بمعاقبة بلاده دفاعاً عن والده.

وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت في الآونة الأخيرة رسوماً جمركية بنسبة 50% على السلع البرازيلية، وألغت تأشيرات، وفرضت عقوبات على عدد من أعضاء الحكومة وقضاة المحكمة العليا الفيدرالية، من بينهم القاضي أليكسندري دي مورايش الذي ينظر في قضية بولسونارو.

ويواجه الرئيس البرازيلي السابق تهماً خطيرة تشمل: "المشاركة في منظمة إجرامية مسلحة، ومحاولة انقلاب، وتقويض النظام الديمقراطي، وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة، والإضرار بالتراث المحمي". وإذا تمت إدانته بجميع التهم فقد يتجاوز الحكم بحقه 40 عاماً من السجن.

ودخلت القضية مرحلتها النهائية، ومن المتوقع صدور الحكم يوم الخميس أو الجمعة، بعد أن صوّت أول قاضيين في المحكمة العليا بالفعل لصالح الإدانة.

*************************************************

الرئيس الكولومبي يُعرّي فاشية نتنياهو

ترجمة: رشيد غويلب

كتب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، تعليقا على موقع "أكس"، إثر القصف الإسرائيلي لسفينة تابعة لأسطول الصمود قرب ميناء تونس:

إن هجوم نتنياهو على سفينة تحمل طعاماً للفلسطينيين يذكرنا بهجوم الغواصات النازية على الأسطول التجاري الأميركي. ببساطة لأنه كان يحمل طعاماً للأوروبيين أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما سادت مجاعة هائلة في أوروبا، وكان الناس يجمعون فتات الطعام من الشوارع، في حين كانت البراري الأميركية الخصبة توفره بسخاء.

كان التضامن الأمريكي مع الشعوب الأوروبية مثالاً رائعاً على التضامن الإنساني، وربما ستُخلّد الولايات المتحدة في التاريخ، لآلاف السنين المقبلة لتضحيتها بملايين الأرواح البشرية الثمينة دفاعاً عن الحرية. ولهذا السبب تحديداً، سيُذكر الاتحاد السوفيتي أكثر من روسيا وماو تسي تونغ وتيتو، والرجال والنساء العظماء الذين اختاروا حمل السلاح وقيادة شعوبهم دفاعاً عن الحرية.

والآن يقوم الشعب الفلسطيني بجمع بقايا الطعام من الشوارع، ويقوم قتلة الشعوب الجدد بقصف السفن المدنية التي تحمل الطعام للأطفال الجائعين الاحياء.

نحن شهود فظاعةً لاإنسانية، ومعظم الحكومات الأمريكية والأوروبية تعجز عن الرد؛ إنها متواطئة في إبادة جماعية، كما حدث في الماضي: لقد دعمت حكومة إيطالية، وحكومة فرنسية، وحكومة إسبانية وبرتغالية، وحكومة سويدية هتلر. إلا أن شعوبها ثارت وقاتلت بأسلحتها البدائية في الغابات والقرى والجبال ضد الوحش الذي انقض على الحرية والإنسانية.

أعتقد أن الوقت قد حان لجميع شعوب العالم للانتفاض ضد العار الذي يسود حتى في بلدانهم. لقد كشفت الإبادة الجماعية في غزة عن جميع مرتكبي الإبادة الجماعية في العالم، العنصريين وكارهي الأجانب، والحوش المعادين للبشرية. ويجب على البشرية أن تنهض، فقد حان وقت الثورات.

وهذا التاريخ لأجداد الأوروبيين، الذين ثاروا ضد هتلر، ولقي الملايين منهم حتفهم تحت القنابل وفي المعارك، وثاروا ضد حكوماتهم المتعاونة مع النازية، يجب أن يقتدي به اليوم أحفادهم؛ لقد كانوا مثالاً للإنسانية. سواء كانت بيضاء أم سوداء، فإن أوروبا اليوم مليئة بالألوان، وهنا يكمن ثراؤها الجديد، الذي أساءت فهمه مركزية أوروبية آرية تميل إلى تجاهل أن روسيا هي أوروبا، وأن أوروبا لا تستطيع الدفاع عن أفضل تراثها الليبرالي والديمقراطي من تاريخها الطويل إلا من خلال الدفاع عن التنوع البشري والثقافي.

يجب على الشعوب الأوروبية أن تنهض، بدءًا من الشعب الألماني، الذي شُلَّت حركته بمتلازمة أوشفيتز (محارق النازية – المترجم)، فصار أخيرًا يدعم النازية الجديدة في بلدان أخرى. هتلر يعيش في نتنياهو، وأصدقاء هتلر الجدد يدعمونه.

إن الهجوم على السفينة المدنية المحملة بالطعام للأطفال الفلسطينيين هو الشرارة التي أشعلت السهول.

وعلى سكان مختلف ولايات الولايات المتحدة أن ينهضوا أيضًا. لا ينبغي للبيض ولا السود، ولا للسكان الأصليين، ولا للعرب ولا لللاتينيين في الولايات المتحدة أن يركعوا أمام من يقلب الصليب. ما كان ليسوع أن يسمح لقاتل جماعي بدخول هيكله، حتى لو غفر له. يسوع هو الشخصية العريقة في دين طالب بالحب للبشرية جمعاء؛ ما كان ليدافع عن هيرودس (من ملوك اليهود قبل الميلاد. لا ينتمي للسلالة المقدسة حسب المعتقد اليهودي – المترجم) أبدًا.

ألا ينبغي للعرب الأثرياء أن يتخلصوا من الركود الناجم عن تضاؤل ثرواتهم النفطية؟ والخوف على فقدان المباني الفاخرة التي قد تُقصف، وترك فلسطين وشأنها؟ لقد حان وقت الثورات.

*************************************

الصفحة السابعة

المرأة والطفل ضحايا لبعض بنودها مدونة الأحوال الشخصية بين الماضي والحاضر

بغداد – نورس حسن

لم تكن "أم زهراء" (اسم مستعار) تتوقع أن يتحول مرضها إلى مبرر قانوني للتخلي عنها من قبل زوجها، لكنها وجدت نفسها ضحية لبنود مدونة الأحوال الشخصية، التي تمنح الرجل حق الامتناع عن الإنفاق على الزوجة إذا مرضت. هذه التجربة المؤلمة كشفت لها حجم الفجوة بين ما يفرضه التشريع الجديد، وبين ما تحتاجه الأسرة العراقية اليوم من حماية وتماسك.

الأحكام غير القطعية وتغير الزمان والمكان

القاضي وائل منذر يوضح لـ"طريق الشعب"، أن الفكرة التي بُنيت عليها المدونة، تتعلق بإعادة الأحكام الشرعية الخاصة بعقد الزواج وتحويلها إلى نصوص مكتوبة، لكن الإشكالية أن التعديل اشترط اعتماد الرأي المشهور في المذهب الجعفري، ما أدى إلى إعادة صياغة جميع الآراء القديمة كما هي، بعضها يعود لقرون، من دون مراجعةِ تجعلها تتناسب مع تطورات العصر.

ويشير القاضي إلى أن المدونة نصّت على تنظيم مسألة ضرب الزوجة وأحكام النفقة عند مرضها، استنادا إلى فتاوى لا تنسجم مع واقع المجتمع اليوم، بل وتتعارض مع الفطرة الإنسانية.

ويضيف، أن بعض الأفعال التي تدخل ضمن "ضرب الزوجة" قد تعد نوعا من التعذيب المحّرم دستوريا، وهو ما يتعارض مع المادة 29 من الدستور التي تؤكد على بناء أسرة متماسكة. ويرى أن الأحكام التي كانت ملائمة في عصور سابقة، حين كان الناس يعيشون في قرى صغيرة والأمراض تنتشر بصورة أوبئة، لم تعد مناسبة اليوم مع تطور المجتمع. كما يؤكد أن الأحكام غير القطعية يجب أن تتغير باختلاف الزمان والمكان، وأن على المدونة أن تراعي النصوص الدستورية والاتفاقيات الدولية وقانون العقوبات.

 ويشير إلى أن "المدونة يمكن الطعن بها أمام المحكمة الاتحادية في حال ثبوت تعارضها مع الدستور، لكن ذلك يتطلب أن يتقدم بالطعن شخص متضرر له مصلحة مباشرة"، وينصح أولياء الأمور الذين يبرمون عقود الزواج وفق المدونة أن يشترطوا بنودا قانونية تحفظ حقوق بناتهم مثل فرض جزاءات مالية أو خيار فسخ العقد لضمان الحد الأدنى من الحماية.

المدونة لا ترى المرأة مواطنة بل مجرد جسد

من جانبها، وجدت الناشطة النسوية والأخصائية النفسية إلهام مكي، بأن المدونة "ألغت البعد الإنساني في التعامل مع النساء، بل لم تنظر إليهن حتى كمواطنات". وتساءلت: "الكثير من النساء لا يملكن دخلا ثابتا، فما مصير الزوجة المريضة حين يتخلى عنها زوجها؟"، مضيفة أن المدونة حصرت نظرة المشرعين للمرأة في بعدها الجسدي فقط، متناسية دورها في بناء الأسرة والمجتمع.

وترى مكي خلال حديثها لـ"طريق الشعب"، أن البنود الواردة ستؤدي إلى مزيد من الانتكاسات، وزيادة حالات الطلاق والتفكك الأسري، مؤكدة أن الضحية الأولى هي المرأة والطفل، عمود بناء المجتمع.

تكميم أصوات ناشطين

ورغم محاولات "طريق الشعب" التواصل مع ناشطين آخرين للتعليق على المدونة، فقد رفض كثيرون التصريح خوفا على سلامتهم الشخصية، وهو ما يعكس مستوى التضييق على حرية التعبير في مثل هذه القضايا.

الناشطة سنية محمد ذكرت لـ"طريق الشعب"، أن المدونة قد انتهكت الفطرة الإنسانية حين تسامحت مع ضرب الزوجة تحت ذرائع مختلفة، وربطت بين النفقة و"الاستمتاع" الجسدي، أي حرمان المرأة من الإنفاق، حتى لو كان امتناعها عن العلاقة الزوجية لأسباب طبية.

وبينما يستمر الجدل حول هذه المدونة، يبقى السؤال معلقا: هل يعكس هذا التشريع واقع المجتمع العراقي وتطلعاته لبناء أسرة متماسكة، أم أنه يعيد إنتاج قراءات قديمة ومحددة للنص الديني، رغم أن الزمن قد تجاوزها لصالح قراءات أخرى؟

*****************************************

مستفيدات من الرعاية الاجتماعية يتحدثن عن معاناتهن  بسبب بخس الرواتب

بغداد – طريق الشعب

تواجه عدد من النساء المستفيدات من الرعاية الاجتماعية تحديات يومية بسبب تدني الإعانات التي يحصلن عليها، حيث تصف كثيرات الوضع بأنه غير كاف لتغطية الاحتياجات الأساسية لأسرهن.

أم جميلة، إحدى المستفيدات، تقول لـ"طريق الشعب"، ان "الراتب الذي نحصل عليه لا يتجاوز 200 الف دينار شهرياً، وهو بالكاد يكفي لشراء الطعام لأطفالي، ولا يمكن الاعتماد عليه في دفع فواتير الماء والكهرباء أو شراء الأدوية الضرورية. نحن نعيش كل شهر بقلق دائم، ولا نعرف كيف سنوفر احتياجات البيت خاصة مع ارتفاع اسعار اغلب المواد الغذائية".

أما سارة حسين، وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال، فتؤكد أن الخلل في الرواتب يجعل النساء أكثر هشاشة: "الرعاية الاجتماعية كان من المفترض أن تكون حماية لنا، لكن بخس الرواتب يضاعف معاناتنا. أحيانا أضطر لبيع أغراض بسيطة من البيت لتوفير الحد الأدنى من المصاريف اليومية". وتلفت الى ان "مفردات الحصة التموينية بسيطة وهي الاخرى لا تسد شيئاً من متطلبات عائلتي اليومية".

تتفق النساء على أن بخس الرواتب يجعل من الصعب تحقيق أي استقرار أسري أو تأمين احتياجات الأطفال الأساسية، مؤكدات أن الرعاية الاجتماعية، بدل أن تكون سندا، أصبحت عبئا إضافيا يزيد من الضغط النفسي والمعيشي عليهن.

وتظل هذه الأصوات تعكس الواقع الصعب الذي تعيشه آلاف النساء المستفيدات من برامج الرعاية الاجتماعية، وتضع الضوء على ضرورة مراجعة الرواتب وإيجاد حلول عاجلة لضمان حياة كريمة للمرأة وأسرها.

*****************************************

المرأة بين خسارة المكاسب وضرورة التغيير

لم تخسر المرأة العراقية مكتسباتها الطبيعية بفعل الصدفة، بل جرى انتزاعها تدريجياً، على يد طغمة سياسية، غرقت في الفساد والمحاصصة الطائفية. هذه المنظومة لم تكتف بتهميش النساء من مواقع القرار، بل ذهبت أبعد من ذلك بتشريع مدونات وقوانين تنتهك إنسانيتها، مثل مدونة الأحوال الجعفرية التي اختزلت المرأة في جسد للمتعة، متناسية دورها الأساس في بناء الأسرة والمجتمع، بمعنى أن فساد المنظومة قد وصل الى حد تقنين التمييز ضد النساء بدلاً من حمايتهن.

على مدى السنوات الماضية تراجعت فرص النساء في العمل والتعليم، وتفاقمت معاناتهن مع العنف الأسري والاقتصادي، فيما بقيت القوانين عاجزة أو متواطئة. وبينما تُرفع شعارات تمكين المرأة في المناسبات، يكرس الواقع اليوم خسائر متلاحقة جعلت النساء يقفن في خانة الدفاع عن أبسط حقوقهن.

أمام هذا المشهد القاتم، لا مخرج سوى صناديق الاقتراع. فالانتخابات المقبلة تمثل فرصة حقيقية للنساء كي يواجهن الفساد السياسي والطائفية، ويخترن من يمثل قضاياهن بجدية. المشاركة الواعية ليست ترفا سياسيا، بل ضرورة وجودية: إما أن تستعيد المرأة صوتها وحضورها عبر الاقتراع، أو تترك الساحة لمن حولها إلى ضحية للقوانين الجائرة وصفقات المحاصصة.

لقد آن الأوان أن تدرك المرأة العراقية أن التغيير لن يمنح لها من فوق، بل عليها أن تنتزعه من داخل النظام السياسي نفسه، عبر المشاركة والمساءلة. فصوتها اليوم هو بداية الطريق لاستعادة ما سُرق منها بالأمس، وصناعة عراق أكثر عدلا ومساواة.

المحرر

*******************************************

الرعاية الصحية للنساء: تحديات مستمرة وحاجة ملحة للإصلاح

حوراء فاروق

تظل الرعاية الصحية للنساء في العراق أحد أبرز القطاعات التي تعاني من تراجع ملموس على مدى السنوات الماضية، على الرغم من أهمية دور المرأة في بناء المجتمع والأسرة. فالنساء يواجهن تحديات متشابكة تتراوح بين محدودية الخدمات وغياب التغطية الطبية الشاملة وارتفاع التكاليف في القطاع الخاص، في حين يفتقر القطاع الحكومي إلى التجهيزات والأدوية الأساسية.

تشير الإحصاءات إلى أن العديد من النساء، خصوصا في المحافظات الجنوبية والريفية، يواجهن صعوبة كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة، مثل متابعة الحمل والولادة، والفحوصات النسائية الدورية، ما يزيد من معدلات المضاعفات الصحية والوفيات المرتبطة بالحمل والولادة. ويؤكد أطباء أن غياب التوعية الصحية المناسبة وزيادة الضغط على المستشفيات الحكومية من أبرز أسباب هذا التردي.

ولعل أحد أبرز التحديات هو ارتفاع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، حيث تضطر المرأة، خصوصا من الطبقات المتوسطة والفقيرة، إلى دفع مبالغ باهظة مقابل فحوصات أو عمليات بسيطة، ما يجعلها عرضة للإهمال أو تأجيل العلاج إلى حين توافر القدرة المالية. وتضيف هذه المعوقات عبئا إضافيا على الأسرة، وتؤثر بشكل مباشر على الأطفال والزوجين.

كما أن النظام الصحي في البلاد لا يوفر حماية كافية للنساء العاملات، سواء في القطاع العام أو الخاص، إذ لا توجد برامج شاملة للضمان الصحي أو رعاية ما بعد الولادة، بينما يغيب الدعم النفسي والاجتماعي للنساء المصابات بأمراض مزمنة أو حوادث صحية مفاجئة.

يقول أطباء ومراقبون، إن اعتماد الحلول المؤقتة أو التعامل الجزئي مع هذه القضايا يزيد من معاناة المرأة ويضعف القدرة على الحفاظ على صحتها وصحة الأسرة.

وتشير الناشطات النسويات إلى أن هناك فجوة كبيرة بين التشريعات المعلنة والواقع الصحي، إذ لا تزال المرأة تواجه تحديات ثقافية واجتماعية تحول دون حصولها على الرعاية الصحية الكاملة، مثل معوقات الوصول للمراكز الصحية في بعض المناطق الريفية، أو رفض بعض العائلات السماح للمرأة باستشارة الطبيب، خاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية.

وفي الوقت نفسه، يرى خبراء أن تحسين الرعاية الصحية للنساء لا يقتصر على زيادة عدد المستشفيات أو توفير الأدوية فقط، بل يشمل تطوير برامج التوعية الصحية، وتدريب الكوادر النسائية الطبية، وتأمين خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي، بالإضافة إلى تعديل السياسات الحكومية لضمان وصول المرأة إلى الخدمات الأساسية دون تمييز أو تكلفة عالية.

إن الرعاية الصحية للنساء في العراق ليست رفاهية، بل ضرورة حيوية تؤثر مباشرة على بناء الأسرة والمجتمع. وبغياب إصلاحات عاجلة ومستدامة، ستستمر الفجوات الصحية في تعميق معاناة المرأة، وزيادة معدلات الأمراض والوفيات، وهو ما ينعكس سلبا على المجتمع ككل. لذلك، فإن تعزيز الرعاية الصحية للنساء يجب أن يكون أولوية حقيقية، تشمل التمويل الحكومي، دعم القطاع الخاص المنظم، وخلق بيئة آمنة ومتاحة للمرأة، للحصول على الخدمات الصحية التي تضمن لها حياة كريمة ومستقرة.

*****************************************

عين المرأة.. تعليم الفتيات لمكافحة الفقر وتحقيق التنمية

انتصار الميالي

لا يقتصر تعليم الفتيات على مجرد الوصول إلى المدرسة، بل يشمل شعورهن بالأمان في الصفوف الدراسية، وبالدعم لما يخترنه من المسارات المهنية والمجالات. وبجانب الشواهد على أهمية تعلم الفتيات في عملية تحقيق التنمية، فانه حق أساسي بغض النظر عن الجنس والهوية، ومحمي بنص المادة ٢٦ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما انه عندنا مكفول دستوريا ووفقا لقانون إلزامية التعليم الذي ينص على اكمال الدراسة الابتدائية. لكن ذلك غير كافٍ كما يبدو، إذ لاتزال التفاوتات بين الجنسين في التعليم قائمة.

وفقا لليونسكو، هناك نحو 130 مليون فتاة تتراوح أعمارهن بين 6 و17 عاما خارج المدرسة، واغلب المنتميات إلى أفقر الأسر هن الأكثر عرضة للبقاء خارج المدرسة مقارنة بأقرانهم من المجتمعات الأكثر ثراء. ويتسع عدم المساواة في التعليم في البيئة المتأثرة باالنزاعات والحروب والتغيرالمناخي.

والأسباب عديدة ومختلفة منها الفقر والاعراف وزواج الأطفال والعنف القائم على التمييز. وفي بعض الأماكن لا تُلبّي المدارس احتياجات الفتيات المتعلقة بالسلامة والنظافة والصرف الصحي. فيما لا تُراعي ممارسات التدريس الفوارق بين الجنسين، مما يُؤدي إلى فجوات في التعلّم وتنمية المهارات، علما ان أي توقف أو تراجع في تعليم الفتيات هو تراجع عن التقدم.

فبدون التعليم تُحرم الفتيات من فرصة اكتساب مهارات تُمكّنهن من تولي زمام الأمور، ليس فقط في منازلهن ومسيرتهن المهنية وحياتهن، بل أيضًا في مجتمعاتهن وبلدهن. حيث بإمكانهن تعليم أطفالهن بفعالية أكبر، مما يُسهم في بناء جيل بأكمله. وبتعليمهن نمنحهن فرصة الارتقاء وتحقيق أقصى إمكاناتهن القيادية.

أن تعليم الفتاة استثمار في مستقبلها، وفي بناء مستقبل بلد مزدهر وسلمي، وهو أداة فعّالة في تعزيز التفاهم والاحترام بين افراد المجتمع، وله دور رئيسي في التصدي للتحديات البيئية والاجتماعية، وتحسين سبل العيش وزيادة الدخل,

ان التعليم الجيد هدف أساسي من اهداف التنمية المستدامة. والحصول على تعليم جيد للفتيات خصوصاً، يكسر دائرة الفقر ويخفف من حدته، لذا فمن الضروري مطالبة حكومتنا اليوم بوضع التعليم كأولوية في السياسات والممارسات، والضغط على الجهات ذات العلاقة لتوفير التعليم الابتدائي المجاني للجميع، بما في ذلك الفئات الضعيفة والمهمشة، وتعديل قانون الزامية التعليم ليشمل حتى اتمام الدراسة الثانوية. فالحاجة ماسة إلى التزام مستمر بضمان التعليم الشامل والمنصف، وخاصةً للفتيات، كونه يوفر الاستقرار للحاضر والفرص للمستقبل. فعندما تواصل الفتاة الدراسة يصبح مستقبلها أكثر إشراقًا ويُمكّنها من بناء حياة أفضل لنفسها، كما يُسهم في صحة وسلامة وازدهار أسرتها ومجتمعها.

*******************************************

رفع المحال المتجاوزة يفاقم معاناة النساء ويقطع رزقهن

بغداد – طريق الشعب

واجهت عشرات النساء العاملات في بغداد تحديات جديدة بعد الإجراءات الأخيرة لأمانة بغداد برفع المحال التجارية المتجاوزة، إذ شكلت هذه الخطوة ضربة قاسية لمصادر رزق الكثير منهن، خصوصا اللواتي يعتمدن على تلك المحال الصغيرة كوسيلة لإعالة أسرهن في ظل أوضاع اقتصادية صعبة.

أم مريم، التي كانت تدير بسطة لبيع الملابس، تقول لـ "طريق الشعب"، "لم أكن أملك سوى هذه البسطة لإعالة أطفالي بعد وفاة زوجي، اليوم أُجبرت على العودة إلى البيت بلا دخل، ولا أعرف كيف سأوفر قوت يومهم".

أما زهراء علي، وهي شابة فقدت عملها في محل لبيع المواد الغذائية ازيل ضمن الحملة، فأكدت أن البدائل غائبة، مضيفة "بحثت عن فرصة عمل أخرى لكن الأجور قليلة جدا ولا تكفي حتى لأجور النقل، نحن بحاجة إلى حلول حقيقية وليس إلى قرارات تقطع رزقنا".

وأكدت الناشطة اسراء المالكي، أن هذه الإجراءات لم تراع واقع النساء اللواتي يشكلن شريحة واسعة من الباعة الصغار، مضيفة أن "القرار فاقم من هشاشة أوضاع المرأة العاملة التي تعاني أصلا من التمييز وغياب الضمانات الاجتماعية".

وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه تقارير اقتصادية إلى ارتفاع نسب البطالة بين النساء في العراق، ما يجعل إجراءات رفع المحال المتجاوزة عبئا إضافيا يهدد الاستقرار المعيشي لشرائح واسعة، ويضاعف من معاناة الأسر التي تعتمد على دخل النساء كرافد أساسي للحياة اليومية.

*******************************************

الصفحة الثامنة

السلم والديمقراطية أساس الشيوعية

أحمد علي عبد الله

يقول فريدريك إنجلز في جوابه على سؤالٍ حول إمكانية إلغاء الملكية الخاصة بالوسائل السلمية، أي دون الحاجة إلى الثورة والكفاح المسلح، إن "من المستحسن أن يتم إلغاء الملكية الخاصة سلميًا، والشيوعيون بالتأكيد هم آخر من يعترض على هذه الطريقة." ويضيف أن الشيوعيين: "يدركون جيدًا أن الثورات لا تُصنع عمدًا وبإرادتهم."

ويتضح للقارئ عند قراءته لجواب إنجلز أمران مهمان:

  • لا يعارض الشيوعيون الحل السلمي لإلغاء الملكية الخاصة، التي يصفها إنجلز بأقصر طريق للثورة الاجتماعية.
  • ليست الثورات العنيفة من صنع الشيوعيين، وقيامها ليس بإرادتهم.

أي إن خيار الحل السلمي موجود منذ بداية نشوء الماركسية، وهو الخيار الأنجع للتطبيق إذا كان الأمر منوطًا بالشيوعيين أنفسهم. فالثورات العنيفة واشتداد الصراع الطبقي عبر التاريخ، كانا نتيجةً لأفعال الطبقات المستغِلة السائدة، التي تلجأ إلى العنف لقمع جميع أشكال تنظيم العمال لأنفسهم ولمّ شتاتهم، فتجبرهم على اللجوء إلى العنف المضاد لإحداث الثورة الاجتماعية وإلغاء الملكية الخاصة.

وقد أدت التجارب التاريخية التي لم تشهد حلاً سلميًا للصراع الطبقي، إلى الاعتقاد بأن الحلول السلمية ما هي إلا نوع من الطوباوية، خاصة بعد تطور الرأسمالية إلى مرحلة الإمبريالية، والحروب التي شنتها لفرض السيطرة واستغلال ثروات الشعوب، وتعمّق التناقضات الطبقية في المجتمعات الصناعية، وبين المراكز الرأسمالية والدول النامية، وظهور دول عمالية كالاتحاد السوفيتي ودول الديمقراطيات الشعبية، واحتدام الصراع الطبقي على الصعيد الدولي.

غير أن التغيرات التي يشهدها تطور الرأسمالية، وخضوع البرجوازية فيها لنضال الشغيلة، واضطرارها لتحقيق جزء من مطالب العمال، كتخفيف القيود على التنظيمات العمالية، وتقليل عدد ساعات العمل، وتوفير بيئة عمل سليمة وصحية ملائمة لكرامة العمال، وتطور المجتمع المدني، والنقابات، والمنظمات، والأحزاب، والحركات الشعبية، جعلت من الحل السلمي والنضال البرلماني سبيلًا أكثر واقعية من أي وقت مضى.

إن الفكر الماركسي، الذي يدعو إلى تبني أشكال متعددة من النضال، منها العنيف، والسياسي، والاقتصادي، وغيرها، يحمل في طياته أسس مفاهيم المدنية، والديمقراطية، والمواطنة، والعدالة الاجتماعية، التي يناضل سائر تقدميي العالم من أجل تحقيقها. وبالتالي، فإن الرؤية الجامدة التي تنص على أنه لا يمكن تحقيق المجتمع اللاطبقي إلا بالثورة المسلحة وجميع أشكال العنف المسلح، تبدو غير دقيقة اليوم، خاصة وأن الديمقراطية تبقى من أبرز أهداف الشيوعيين، إلى جانب العدالة الاجتماعية، على طريق مجتمع خالٍ من الملكية الخاصة المستغِلة، مجتمع يحكم فيه الشعب نفسه بنفسه. ولنا في مقولة لينين: "لا يمكن تطبيق الاشتراكية إلا عبر الديمقراطية"

خيرُ دليل.

نستنتج من خلال ما قرأناه أن إنجلز قد وضع أمام الشيوعيين مساحة واسعة لوضع استراتيجية التغيير، وعرضها على التجارب التاريخية، وتحليل هذه التجارب، واستخلاص منافعها، ونقد أخطائها.

*******************************************

المحاصصة.. قمة الفساد

خليل ابراهيم العبيدي

لم يعد خافيا على أحد ما وصلت إليه حال البلاد جراء اقتسام المناصب والعناوين وأموال العباد، وفق مبدأ الأغلبية ونتائج الانتخابات، فللأغلبية الطائفية حصة الأخ الأكبر في العملية، ويليه في حصة المكون من يأتي بالمرتبة الثانية، وهكذا دواليك تجري المحاصصة من درجة صاحب المكناسة إلى من يتولى منصب الرئاسة، ومن عنوان خبير حتى درجة السفير بعض النظر عن الخبرة وسعة التفكير، ودون الالتفات إلى الشهادة العلمية، المهم الانتماء والدرجة الحزبية، ـو مدى القرابة والعلاقات العائلية، بل حتى من الحواشي وخدام الطبقة السياسية، والمحاصصة لم تبق الفساد في أعالي الدرجات بل تربعت هي فوقه لتوزع كل شيء حسب التوافق وحسب الاستحقاقات، وبالأمس عمت الفوضى جلسات البرلمان وأجلت الاجتماعات عدة مرات على خلفية اختيار السفراء وسد الشواغر في السفارات، ففساد المحاصصة وصل إلى ممثلي البلاد لدى دول العالم دون النظر إلى كفاءة الممثل او ما يحمله من مؤهلات، والكل يتناسى أن السفير هو من يمثل العراق أمام حكومات الدول المعتمد لديها، يجب أن يكون صاحب اختصاص، يجيد فن المفاوضة واللغات،  وان لا يكون رضيع زق او زير نساء، وان اختياره حسب القانون يجب أن يكون ممن عمل في الخارجية ومن ملاك البعثات، حقا أن المحاصصة تقف عند هرم الفساد،  بل وأعطته حجما فاق حجمه المعتاد ووفقها اختير السفراء رغم عيوب بعضهم ليمثلوا البلاد.

******************************************

بيت البغدادي الثقافي ينظم ندوة موسعة عن تحديات المرأة العراقية وآفاق المستقبل

بغداد ـ طريق الشعب

نظم بيت البغدادي الثقافي، ندوة موسعة بعنوان "المرأة العراقية: تحديات الواقع وآفاق الغد"، بحضور ورعاية مدير ناحية البغدادي الدكتور عصام خميس شلال العبيدي، ورئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكي أوديشو، وعدد من الشخصيات الثقافية، إضافة إلى مشاركة واسعة من الموهوبات والفنانات في المدينة.

استهلت الندوة بكلمة ترحيبية لمدير الناحية، أشاد فيها بجهود القائمين على الفعالية ودورهم في دعم المواهب النسائية. ثم قدمت أوديشو عرضاً عن تاريخ رابطة المرأة العراقية ودورها في الدفاع عن قضايا المرأة.

وألقى مدير البيت الثقافي، صدام عبد الله أحمد، كلمة شكر فيها الجهات المتعاونة، مستعرضاً قصص نجاح لعدد من المواهب المحلية، فيما تولت الأستاذتان رغدة إسماعيل وصفا سهيل إدارة جلسات الندوة، حيث سلطتا الضوء على أبرز التحديات التي تواجه المرأة وسبل تجاوزها.

كما قدّم المهندس أحمد محمود شكري، مسؤول الفريق البيئي، مداخلة استعرض خلالها تجارب نجاح نسائية، في حين ألقت عدوية العبيدي كلمة الرابطة مؤكدة ضرورة تمكين المرأة وتعزيز قدراتها. وقدمت الفنانة ياسمين ثامر مداخلة عن أهمية نشر الوعي بقوانين حماية المرأة.

واختُتمت الندوة بتوزيع الشهادات التقديرية وتكريم عدد من الفنانات والمواهب التي أسهمت في إنجاح مهرجان البغدادي الثقافي الأول.

**************************************

شيوعيو البصرة يزورون رفيقهم عبد القادر العيداني

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من لجنة الشهداء والسجناء السياسيين في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الرفيق السجين السياسي وموثِّق سجن "نكرة السلمان" عبد القادر العيداني (أبو واثق)، في منزله بمركز المحافظة.

وتبادل الرفاق مع رفيقهم العيداني الأحاديث عن فترة السجن وعن كيفية تمكنه من توثيق عدد كبير من السجناء.

كما استمعوا إلى حديثه عن نشاطات الشيوعيين في ذلك السجن القابع وسط الصحراء، من محاضرات علمية وأدبية واجتماعية وسياسية. كذلك عن كيفية إعداد الطعام وتحسين نوعيته بإضافة المطيبات وغيرها.

وفي الختام، قدم الوفد لوح الوفاء إلى العيداني، فيما أهدى رفاقه من جانبه، مجموعة من الكتب.

ضم الوفد كلا من الرفاق مقداد حسين وعبد الزهرة عذار وباسم محمد حسين وعبد الكريم الحربي.

*****************************************

الشيوعيون يهنؤون المهندسين الزراعيين بعيدهم

النجف – طريق الشعب

حضر وفد من المختصة الزراعية الفلاحية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، حفل الاستقبال الذي أقامته نقابة المهندسين الزراعيين في النجف، في مناسبة يوم المهندس الزراعي 9 أيلول.

الوفد الذي تقدمه المهندس الزراعي الاستشاري الرفيق كريم بلال، قدم التهاني في المناسبة إلى رئيس النقابة المهندس الزراعي علي النفاخ وأهداه باقة ورد. كما قدم الوفد التهاني إلى أعضاء الهيئة الإدارية.  وتحدث الرفيق بلال خلال اللقاء عن البرنامج المائي الزراعي للحزب الشيوعي العراقي، وعن امكانيات تجاوز ازمة المياه من خلال برامج علمية.

ضم الوفد إضافة إلى الرفيق بلال، الرفيقين علي حسين عبود ورمزي محمد البنا.

*******************************************

شيوعيو الديوانية يتفقدون رفيقين

الديوانية – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، الرفيقين رحمن ساجت (أبو سلام) وفرحان (ابو واقد)، في منزليهما، لإدامة التواصل معهما.

وتبادل الوفد مع الرفيقين الحديث حول مواقف الحزب من الأحداث الدائرة والانتخابات القادمة، فضلا عن "تحالف البديل" الذي يشارك فيه الحزب.

مشددا على أهمية دعم الحملة الانتخابية المرتقبة.

ضم الوفد كلا من الرفاق ميعاد القصير ونعيم ابو علي وسرحان عودة.

******************************************

شيوعيو ديالى يتفقدون مدير دائرة السجناء السياسيين

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، مدير دائرة السجناء السياسيين في المحافظة نهاد عماد مبارك، للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية.

وتمنى الوفد للسيد مبارك وافر الصحة والعافية. وتبادل مع الحديث حول أوضاع السجناء السياسيين وهمومهم.

*********************************************

الشيوعيون يزورون الرفيقة ثورة الجنابي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من المختصة المركزية الاجتماعية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيقة ثورة مصطفى الجنابي (أم عيسى)، في منزلها، لتقديم التعازي برحيل زوجها العميد المتقاعد قحطان عيسى الراوي، إثر مرض مزمن.

وشكرت الرفيقة وعائلتها الوفد وقيادة الحزب، على التعازي.

ضم الوفد كلا من الرفاق خيال الجواهري ونهاوند جليل وعباس حسن.

***********************************************

الصفحة التاسعة

رونالدو يعادل الرقم القياسي لهدافي تصفيات المونديال

لشبونة ـ وكالات

واصل البرتغالي كريستيانو رونالدو، أسطورة كرة القدم العالمية، كتابة التاريخ بعد أن سجل رقماً قياسياً جديداً خلال مباراة منتخب بلاده ضد المجر في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. صاحب الـ40 عاماً نجح في تسجيل الهدف الثاني للبرتغال من ركلة جزاء، ليمنح فريقه التقدم بعدما كانت النتيجة تشير إلى التعادل (1-1). ووفقاً لشبكة "بليتشر ريبورت"، أصبح رونالدو الهداف التاريخي لتصفيات كأس العالم بمختلف القارات، بعدما وصل إلى الهدف رقم 39، معادلاً الرقم القياسي السابق المسجل باسم الغواتيمالي كارلوس رويز. وبات النجم البرتغالي بحاجة لهدف واحد فقط لينفرد بالرقم القياسي. وكان رونالدو، الهداف التاريخي للمنتخبات الوطنية، قد سجل ثنائية في الجولة الافتتاحية ضد أرمينيا، متجاوزاً الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يملك 36 هدفاً في التصفيات حتى الآن.

******************************************

مقررات جديدة لتطوير دوري نجوم العراق

متابعة ـ طريق الشعب

كشف الاتحاد العراقي لكرة القدم، أمس الأربعاء، عن حزمة من المقررات الجديدة الخاصة بتنظيم وتطوير دوري نجوم العراق لموسم 2025-2026، وذلك في إطار مساعيه للارتقاء بالمستوى الفني والتسويقي للبطولة.

وقال عضو الاتحاد، غالب الزاملي، إن الاتحاد أتم اتفاقه مع شركة عالمية متخصصة لتقديم جائزة رجل المباراة في كل جولة من منافسات الدوري، مشيراً إلى أن الموسم الجديد سيشهد أيضاً منح جوائز شهرية لأفضل لاعب وأفضل مدرب، بهدف تحفيز الأداء الفني ورفع مستوى التنافس.

وأضاف الزاملي أن الاتحاد شدد على ضرورة التزام الأندية بعقد المؤتمرات الصحفية قبل وبعد المباريات، مبيناً أن أي نادٍ يخالف هذه التعليمات سيتعرض لعقوبة مالية تصل إلى 15 مليون دينار عراقي.

كما أوضح أن الاتحاد وضع تعليمات تنظيمية وأمنية خاصة بالمنافسات، تتضمن عقد اجتماعات تنسيقية مسبقة مع مشرفي المباريات ومنسقي الأمن، لضمان تنفيذ الإجراءات بشكل دقيق وتفادي أي خلل قد يؤثر على سير البطولة.

وأشار الزاملي إلى أن الموسم الجديد سيشهد تطويراً على مستوى النقل التلفزيوني، مع إطلاق موسيقى رسمية خاصة بالدوري تُعزف لأول مرة في تاريخ المسابقة، في خطوة تهدف إلى تعزيز الجانب الترويجي والبصري للبطولة.

واختتم عضو الاتحاد حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد يسعى إلى تعزيز مهنية العمل الإعلامي، ورفع مستوى التواصل بين الأندية والجماهير ووسائل الإعلام، بما يسهم في تعزيز صورة الدوري وزيادة شعبيته.

ومن المقرر أن ينطلق دوري نجوم العراق يوم السبت 13 أيلول 2025، حيث سيقام كرنفال افتتاحي كبير قبل المباراة الأولى، بحضور رئيس رابطة الدوري الإسباني (لاليغا) خافيير تيباس.

*********************************************

تحديد موعد قرعة كأس آسيا تحت 23 عاماً

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، امس الأربعاء، عن المنتخبات الـ16 المتأهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، المقرر إقامتها في السعودية مطلع العام المقبل.

وأوضح الاتحاد أن قرعة النهائيات ستُجرى يوم الخميس الموافق 2 تشرين الأول المقبل، بمشاركة المنتخبات المتأهلة.

وضمت القائمة كلاً من: العراق، السعودية، الأردن، قطر، الإمارات، لبنان، سوريا، إيران، كوريا الجنوبية، اليابان، أوزبكستان، الصين، قيرغيزستان، باكستان، تايلاند، فيتنام وأستراليا.

ومن المقرر أن تستضيف المملكة العربية السعودية البطولة خلال الفترة من 7 إلى 25 كانون الثاني 2026.

*******************************************

تكليف عراقي بالإشراف على البطولة العربية للأندية في الكويت

متابعة ـ طريق الشعب

سمّى الاتحاد العربي لكرة اليد، علاء عبد الحسن، رئيس لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي، للإشراف على منافسات البطولة العربية للأندية بنسختها الأربعين، المقررة إقامتها في دولة الكويت خلال الفترة من 12 إلى 22 أيلول 2025.

كما كلف الاتحاد الحكمين الدوليين العراقيين، عمار ناصر وحيدر سلمان، بالمشاركة في إدارة مباريات البطولة التي تُعد من أبرز البطولات القارية على مستوى الأندية العربية في لعبة كرة اليد.

وقال رئيس الاتحاد العراقي لكرة اليد، أحمد رياض، إن هذا التكليف جاء نتيجة لما يتمتع به عبد الحسن والحكمان ناصر وسلمان من خبرة واسعة وكفاءة عالية.

وأضاف أن عبد الحسن يُعد من الركائز الإدارية البارزة في منظومة كرة اليد العراقية، فيما يمتلك الحكمان سجلاً مميزاً في إدارة المباريات المحلية والعربية بمهنية عالية، الأمر الذي يسهم في ضمان سير البطولة بأجواء من التنافس الرياضي النزيه.

*********************************************

مبابي: الأموال تزيد المشاكل ولولا شغفي لأصابتني كرة القدم بالاشمئزاز

مدريد – متابعات

أجرى قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد كيليان مبابي مقابلة مطولة مع صحيفة ليكيب الفرنسية، في عودة إعلامية لافتة سلطت الضوء على محطات مفصلية في مسيرته، من رحيله عن باريس سان جيرمان إلى مستقبله الكروي وطموحاته مع النادي الملكي والديوك.

في المقابلة، تحدث مبابي (26 عاماً) بصراحة عن خلفيات خروجه من باريس سان جيرمان، مؤكداً أن الخلاف كان متعلقاً بمستحقات مالية، نافياً أن يكون هدفه الإضرار بالنادي الباريسي. وأضاف: "لا أريد أن أُنظر كلاعب انتقامي، انتهت قصتي مع باريس دون مرارة".

ورغم فوز سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا بعد أشهر من رحيله، أكد مبابي أنه شعر بالفخر لأصدقائه هناك، قائلاً: "لدي أصدقاء في الفريق، انتهت قصتي ورحلت دون ندم".

على صعيد آخر، استعرض المهاجم الفرنسي بدايته مع ريال مدريد، حيث سجل ثلاثة أهداف في أول ثلاث مباريات بالدوري الإسباني لموسم 2025-2026، مؤكداً أنه يعيش حلمه في العاصمة الإسبانية، رغم الضغوط الكبيرة والتوقعات العالية.

وتطرق مبابي إلى نظرته لعالم كرة القدم، واصفاً إياه بأنه مليء بالتعقيدات: "كلما زادت أموالك، زادت مشاكلك... لولا شغفي باللعبة، لكان عالم كرة القدم قد أملأني بالاشمئزاز منذ زمن طويل". بل ذهب أبعد من ذلك حين قال: "لن أنصح طفلي أبداً بالدخول في عالم كرة القدم".

وعلى مستوى المنتخب الفرنسي، واصل مبابي كتابة تاريخه بعد أن تجاوز رقم تييري هنري بتسجيله الهدف الـ52 بقميص الديوك، ليصبح على بعد خطوات من تحطيم الرقم القياسي لأوليفييه جيرو. وأكد أنه لن يتوقف عند هذا الإنجاز، قائلاً: "لا يزال هناك الكثير من العمل، هدفي هو اللحاق بجيرو".

أما بشأن جائزة الكرة الذهبية، فقد استبعد نفسه من المنافسة هذا العام، لكنه دافع عن زميليه وصديقيه عثمان ديمبيلي وأشرف حكيمي، معتبراً أن ترشيحهما يعد إنصافاً لمستواهما. كما لمح إلى إمكانية تولي زين الدين زيدان تدريب المنتخب الفرنسي في 2026، واصفاً ذلك بالسيناريو المثير.

المقابلة التي جاءت بعد سلسلة من التألق مع ريال مدريد والمنتخب الفرنسي، عكست صورة لاعب لا يكتفي بإنجازاته، يجمع بين الطموح الكبير والانتقاد الصريح لكواليس اللعبة، في مزيج يبرز شخصيته كلاعب استثنائي يعيش بين النجاح المستمر والتحديات الدائمة.

********************************************

وقفة رياضية.. السليمانية عاصمة للرياضة النسوية

منعم جابر

كان لاختيار محافظة السليمانية في إقليم كردستان عاصمةً للرياضة النسوية عام 2025 في العراق، ونتيجةً للاهتمام بالمرأة في إقليمنا العزيز، أثرٌ كبير في تقدم المرأة في أغلب مجالات الحياة، ومنها الرياضة. ولعل هذا التتويج لم يكن مجرد لقب تحصل عليه هذه المحافظة، بل تحول إلى شرف كبير لها وفرصة مواتية لبنات وسيدات هذه المحافظة المناضلة. ورغم أهمية الموضوع، فإنه يشكل فرصة لترسيخ موقع حواء في الخارطة الرياضية، وقد يكون حافزاً قوياً ومؤثراً في نهضة الرياضة النسوية وتقدمها في كردستان وباقي المدن والمحافظات العراقية.

إن اختيار محافظة السليمانية عاصمةً للرياضة النسوية لعام 2025 يفرض على المؤسسات الرياضية العاملة في العراق ـ مثل وزارة الشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، والجامعات، ومديريات الرياضة الجامعية والمدرسية ـ أن تقدم دعماً ومجهوداً عالياً للنهوض بالرياضة النسوية، تعريفاً وتشريفاً بالمرأة التي تشكل نصف المجتمع. فهذا الشرف الكبير للسليمانية يتطلب من هذه الجهات إطلاق برامج رياضية محفزة، وتنظيم بطولات ومعسكرات تدريبية وندوات نقاشية متخصصة حول الرياضة النسوية وكيفية إحيائها وتنشيطها، مع التأكيد على دور المرأة في هذه المرحلة.

لقد أصبح الواقع الرياضي في إقليم كردستان فاعلاً وأساسياً، إذ تبنّت حكومة الإقليم دوراً مؤثراً في دعم وتشجيع الرياضة النسوية، ما دفع برياضة المرأة إلى الأمام. فالواقع الرياضي للمرأة في الإقليم يشهد تقدماً ملحوظاً بفضل إسهام الحكومة في تشجيع بنات الإقليم على الولوج إلى عالم الرياضة والألعاب، وهو ما حقق طفرات كبيرة ونتائج طيبة. وتزداد هذه الإنجازات أهمية مع الدعم الذي تحظى به الرياضيات من المدارس والكليات، إضافة إلى التشجيع الذي تقدمه العوائل الكردستانية، وهو ما شكّل ويشكّل دافعاً قوياً لممارسة الرياضة بمختلف أنواعها.

الأمر المهم أن المؤسسات الرياضية المختلفة تساهم في دعم مشاركة الفتيات على اختلاف أعمارهن، وهو ما يضمن تواصلاً بين الأجيال في عطائهن. ويعد نادي "أفروديت" نموذجاً للعمل المؤسساتي في الإقليم، وداعماً أساسياً للرياضة النسوية، حيث تشرف عليه وتديره رياضيات سابقات، ويضم فرقاً لمختلف الفئات العمرية، إضافة إلى العديد من الأكاديميات والمدارس الرياضية التي توفر بيئة ملائمة وآمنة لتدريب الفتيات، ما يمنح العوائل الطمأنينة والثقة لإرسال بناتهن إلى ممارسة الرياضة.

وهنا أوجّه ندائي إلى قادة المؤسسات الرياضية مثل وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية: أنتم مطالبون بتقديم الحوافز والمشجعات لبنات الوطن الرياضيات، إذ إن النموذج القائم في محافظة السليمانية يدفع برياضة المرأة نحو النجاح والرقي والتقدم، ويستلزم منكم دعماً ومساندة مادية وفكرية لإنضاج هذه التجربة وتعميمها على بقية المحافظات والمدن العراقية. فما تحقق في الإقليم ينبغي أن يكون حافزاً لبناتنا في الوسط والجنوب لتقديم نماذج متقدمة في ممارسة الرياضة بمختلف ألعابها، لأن الرياضة تشكّل دافعاً قوياً للمرأة لتحقيق النتائج والإنجازات.

إن الدعم والإسناد المقدمين للرياضة النسوية في الإقليم يجب أن يكونا حافزاً لبناتنا الرياضيات في عموم العراق، لدورهن البارز في المجال الرياضي. ويسرّنا هنا أن نبارك للسيدة ليلى محمد ونشد على يديها لدورها الكبير في هذه الفعاليات والنشاطات الرياضية النسوية، ومساهمتها في اختيار السليمانية عاصمةً للرياضة النسوية في العراق لعام 2025.

إن ما تناله السليمانية اليوم هو حق مستحق، بجهودها وحركتها واندفاعها في عالم الرياضة النسوية، وما أنجزته كردستان في هذا المجال، حيث باتت الكثير من اللاعبات العراقيات في مختلف الألعاب من بنات الإقليم، وهو أمر نفخر به كعراقيين جميعاً. كما أن البنية التحتية للرياضة النسوية في الإقليم تشهد تطوراً ملحوظاً، إذ تضم منشآت رياضية متخصصة، منها قاعات للجمباز، وأخرى للألعاب الفردية والجماعية مثل كرة السلة والطائرة، إضافة إلى المسابح ومراكز الكاراتيه والملاكمة. وهذه المنشآت تساعد بنات كردستان وتشكل حافزاً لنمو الرياضة النسوية وازدهارها سواء على مستوى الاحتراف أو الهواية، مع وجود مساعٍ لإنشاء أكاديميات رياضية متخصصة للفتيات.

إن طموحات السليمانية، ومعها عموم محافظات كردستان، تشهد تقدماً ورقياً في مختلف المجالات، ومنها الرياضة، وخاصة الرياضة النسوية، حيث تسعى بنات كردستان بجهود حثيثة إلى تطوير هذا القطاع، مع الدور المتميز في إنشاء بنى تحتية متطورة للألعاب النسوية.

ختاماً، نبارك لبنات كردستان من الرياضيات هذا التطور المشرّف والتعامل الإيجابي مع الرياضة النسوية، آملين أن يكون ذلك انطلاقة جديدة لمستقبل أكثر إشراقاً للرياضة النسوية في العراق.

***********************************************

الصفحة العاشرة

هذا القارئ عدو شرس!

أمين الزاوي

الذي حاول اغتيال نجيب محفوظ في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1995 بوسط القاهرة، لم يكن قد قرأ يوماً ما ولو رواية واحدة للكاتب، ومع ذلك طعنه بالسكين رغبة في قتله لا لشيء إلا لأنه كان يكتب الروايات ويقرأها القراء.

والذي اغتال الروائي الطاهر جاووت في ضواحي مدينة الجزائر العاصمة في يونيو (حزيران) عام 1993 لم يكن من قراء الأدب ولم يقرأ له ولو نصاً واحداً، وربما من أعطاه أمر الاغتيال قال له إنه يكتب روايات وأشعاراً ومقالات في الجرائد، بهذا المعنى فهو عدو مبين.

والذي حاول اغتيال الروائي سلمان رشدي في أغسطس (آب) عام 2022 بنيويورك قام هو الآخر بذلك من دون أن يكون قارئاً لروايات الكاتب ولم يكن يفهم في أمر الأدب شيئاً.

هذا المرض الأيديولوجي الخطر الذي يدفع الإنسان إلى اقتراف جريمة قتل كاتب لأنه يكتب الكتب مع أنه لم تسبق له قراءتها، هو ظاهرة متفشية في العالمين العربي والإسلامي، وإذا كانت الجهات أو التنظيمات أو الأفراد الذين حرضوا وأمروا بتنفيذ اغتيال نجيب محفوظ والطاهر جاووت وسلمان رشدي وفرج فودة وغيرهم يختلفون في الأسماء واللغات والإقامات، فإنهم جميعاً خريجو مدرسة أيديولوجية واحدة، هي مدرسة التطرف والتعصب التي تنشر كراهية الجمال وتجنّد من أجل محاربة الاختلاف والتنوع وتفشي ثقافة الخوف من حرية الخيال والتخييل.

إن الذين أمروا بالقتل وأفتوا به هم أخوة من الرضاعة الأيديولوجية، حتى إن اختلفوا في الظاهر، بين الشيعي والسني و"الإخواني" و"الداعشي".

وإذا كانت الرواية هي لعبة الخيال أولاً، فكيف وصل بهؤلاء إلى اغتيال كاتب ورشته اللغة والخيال؟

يبدو لي أن أول مؤسسة تخرج القتلة وتصنع القنابل البشرية العنقودية هي المدرسة، فالمدرسة، بصورة عامة، في بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، هي الفضاء الأول الذي يبدأ فيه غسل أدمغة الأطفال الصغار، فإن الطفل في هذه البلدان يولد ملكاً كما يولد الأطفال في العالم السوي، يولد من رحم أم حنون ويرضع من ثدي سخي، لكن بمجرد أن يخطو إلى المدرسة يتحول إلى إسفنجة يمتص سموم أيديولوجيا الموت والكراهية والتعصب، فيتحول شيئاً فشيئاً إلى غول معبأ بأفكار مريضة، ومراهقاً يبدأ بمعاداة الجمال والأدب وأهل الأدب والفن، ثم لا تتوقف حدود الكراهية عند ذلك بل تمتد لتصل إلى كراهية أمه وأخته وأبيه وجاره، وشيئاً فشيئاً يتحول التلميذ إلى قنبلة حقيقية مستعدة للانفجار ولا ينتظر سوى من يأمره بالسحب على الفتيل.

لمحاربة هذه الثكنة الأيديولوجية الخطرة التي يمر بها جميع أطفال الحي والمدينة والوطن، وهم رأسمال القراءة المستقبلي والمفترض، يجب أن تتوافر في ذوي السلطة السياسية والتنفيذية الجرأة الكافية والكاملة في تغيير البرامج المدرسية جذرياً بإدخال نصوص العقل والنقد فيها، ثم إن الأمر لا يتوقف عند تغيير البرامج المدرسية فقط ولكن المطلوب أيضاً إعادة النظر في الجيل الجديد من المشرفين على العملية التربوية الذين هم أصلاً ضحايا هذه المدرسة ونتاجها، فلا فائدة من برامج ذكية ومعاصرة ونقدية وعقلية مع مؤطرين وتربويين يؤمنون بقيم مناهضة ومتعارضة مع العقل والجمال والحرية والمساواة.

وقبل التفكير في تجهيز الثكنات بأسلحة للحروب من دبابات وطائرات حربية لحماية الوطن من العدو الخارجي، علينا العمل على تجهيز ثكنات العقول لكي نحمي أنفسنا من أنفسنا، وثكنات العقول هي المدرسة التي يجب أن تكون عصرية وجمهورية.

ويجب أن تتوازى العملية الأمنية والعسكرية النبيلة التي تحارب الإرهاب مع عملية تجفيف منابعه الفائضة في المدرسة، فإذا كانت قوات الأمن تسهر ببسالة على مكافحة الإرهاب في الجبال والأحراج وعلى الحدود، وفي الوقت نفسه تخرج المدرسة سنوياً مئات آلاف الإرهابيين، فالوضع على هذا النحو يبدو عبثياً.

وفي ظل المدرسة الراهنة، تظل العلاقة بين الطفل والقراءة وبين الطفل والأدب وبين الطفل والفن وبين الطفل والجمال معطوبة ومنكوبة، بل إنها متوترة، وكأنما هذه المدرسة تأسست لتكون جبهة مناهضة للقراءة الحرة.

ولا سلم في مجتمع لا يكون فيه المواطنون متصالحين مع القراءة ومقبلين بتفاؤل على الثقافة والفنون والآداب.

وتستمر معاداة الأدب بوصفه الحامل لحرية الخيال في جامعاتنا أيضاً، فحال هذه الأخيرة ليست أفضل من حال المدرسة، بل إنها استمرار لها، فلقد حولت الجامعات الغباء إلى عمل أكاديمي، وأصبح الجهل مؤسسة أكاديمية في كل التخصصات.

فمحاربة القراءة تحدث في الجامعة عبر طرق مقنعة تارة ومفضوحة تارة أخرى، حيث يمنع بعض الأساتذة طلابهم من إجراء بحوث وأطروحات أو القيام بأعمال تطبيقية عن روايات أو عن روائيين قد يمثلون في نظرهم خرقاً للمألوف من خلال أسئلة محرجة تطرحها نصوصهم، مما يجعل الجامعة الراهنة استمراراً لما تنتجه المدرسة من غباء وتعصب.

وتشكل وسائل الإعلام التقليدية، بصورة عامة، كالقنوات التلفزيونية والإذاعات، في ظل لهفة الإعلانات وسلطة المعلنين، حصاراً آخر ضد القارئ والقراءة الإبداعية الجادة، بالتالي ضد العقل والنقد والجمال، وفي المقابل يفسح المجال لبرامج الدجل والفتاوى التي تثير الفتن بالحفر في كتب التراث القديمة والبحث عن الشاذ فيها واستجلابه كمقياس مثير للفتنة في حاضرنا المعقد والذي له خصوصياته الحضارية والدينية والتكنولوجية والإنسانية.

كما أن ما تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي التي انتشرت وعمّت بين الناس وأصبح استعمالها سلاحاً ذا حدين، فدمقرطة الإعلام مسألة إيجابية، وتوزيع الخيرات الثقافية والإعلامية عبر الإنترنت ثورة عالمية حقيقية، لكن كثيراً ما تستثمر هذه الخيرات الخيّرة في باب الشر، إذ نلاحظ تشكل ميليشيات من الذباب الإلكتروني التابعة والموجهة من قبل قوى ظلامية خطرة ومتطرفة تطلق النار على كل عقل مستنير أو فكر مجتهد أو كتاب مُسائل يخرج عن القطيع، وجراء ذلك أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي منصة لخطابات التكفير والتخوين والعنصرية الدينية والقومية واللغوية، وهذه الميليشيات الإلكترونية بعملها المثير للفتنة والكراهية تدعم ما تقوم به المدرسة والجامعة في محاربة العقل والنقد، بالتالي معاداة القراءة الجادة.

كان المسجد في العهود الماضية مؤسسة لإنتاج المؤمن والمواطن على حد سواء، فعلى حصير المساجد، بيوت الله، تعلم الفلاسفة الحكمة وتعلم الأطباء الطبابة وتعلم التاجر أخلاق التجارة وتعلم الشاعر بحور الشعر وتعلم الصوفي طرح أسئلة الوجود الغامضة، وتعلم القاضي العدل وتعلم الفقيه الفقه على أصوله، أما اليوم فقد تخلى المسجد عن هذا الدور أو تناساه فيصبح كثير من المنابر مرتعاً لأصوات العنف والقذف وسبّ المرأة والآخر المختلف، والدعوة على أصحاب الديانات الأخرى، وبذلك ما عادت المساجد، أو معظمها، تدعو إلى القراءة، قراءة كتب الفلسفة وعلم الاجتماع والأدب وعلم النفس والتاريخ والدين، وإن المؤمن يظل ناقص الإيمان إذا لم يكُن مواطناً أولاً يعي واجباته وحقوقه في مجتمعه.

وفي واقع المدرسة فيه معطوبة والجامعة مؤسسة للغباء الأكاديمي، وفيه الإعلام ملعب للدجل، وفيه وسائل التواصل الاجتماعي ثكنات للذباب الإلكتروني المجند لمصلحة أيديولوجيا العنف والظلام، وفيه المسجد، بيت الله، غارق في خطاب التكفير والقذف، في واقع مثل هذا، وهو للأسف واقعنا اليومي في كل بلدان شمال أفريقيا والشرق الأوسط، يكون القارئ عنيفاً، يخلط ما بين الرواية كجنس أدبي وحقول المعرفة الأخرى، ولا يفرق ما بين الكاتب وشخوص رواياته، قارئاً يختزل كل شيء ليصل إلى أحكام أيديولوجية جاهزة، قارئاً لا يقرأ لكنه يحكم ويقتل، يزرع الكراهية والعنصرية الدينية والإثنية والهوياتية، قارئاً ضد الحرية لنصوص كتبت أصلاً في الدفاع عن الحرية الفردية والجماعية.

إن مجتمعاً بهذه المواصفات المختلة، وهو للأسف حال مجتمعاتنا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، يمثل حصاراً أسمنتياً على حرية الكاتب، ومصدراً للخوف اليومي لديه ليتحول بوعي أو من دون وعي إلى رقابة ذاتية خطرة يفرضها على نفسه، فتقص جناح حرية الخيال التي هي شرط أساس في الإبداع والتفكير. وحال الخوف والرقابة الذاتية العنيفة لا تنتجان في الأخير سوى أدب يلوك الـ"كليشيهات" الأيديولوجية الباردة.

وكما ينتج هذا المجتمع المختل خوفاً لدى الكاتب ينتج خوفاً آخر لدى السلطة، فتضاعف هذه الأخيرة من أجهزة القمع والرقابة على الكتب استجابة لأصوات الدهماء التي تتكلم بلسان القارئ وهي لا تقرأ، وإن قرأت لا تعرف ماذا تقرأ ولا كيف تقرأ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اندبندنت عربية" – 28 آب 2025

*********************************************

أغان من أجل فلسطين عند مفترق الطرق بين الإنسانية والهاوية

محمد السيد الطناوي

أطلقت المغنية النمساوية إيزابيل فري (Isabel Frey)، وهي أيضاً باحثة موسيقية وناشطة سياسية، ألبوماً غنائياً جديداً باللغة اليديشية، تلك اللغة التي لطالما عبرت عن معاناة يهود أوروبا الشرقية، وعن نضال الاشتراكيين اليهود الذين قاوموا الفاشية والنازية. واليوم، ورغم أن اليديشية أصبحت حكراً في الغالب على الطوائف اليهودية الحريدية الأرثوذكسية، يعيد فنانون مثل إيزابيل فري توظيفها أداةً ثقافية مقاومة تعبر عن التضامن مع قضايا عادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جاء الألبوم الجديد تحت عنوان "أغان من أجل فلسطين: أغانٍ يديشية جديدة عن الحزن والغضب والحب" (New Yiddish Songs of Grief, Fury, and Love)، ويضم 17 أغنية تستلهم تجارب تاريخية وتوظف اللغة واللحن اليهودي التقليديين للتعبير عن موقف واضح ومباشر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ووصفت أغاني الإصدار ممارسات الاحتلال بأنها حرب إبادة جماعية وتجويع ممنهج، وهو توصيف يتعمد التصادم مع الرواية الرسمية الإسرائيلية، ويضع المغنين في موقع الاحتجاج الأخلاقي والسياسي الصريح.

صدر الألبوم عن مجموعة فنية يهودية تحمل اسم "أغان من أجل فلسطين"، تضم فنانين من خلفيات دينية وسياسية متنوعة، اجتمعوا على استخدام اليديشية في وجه آلة القتل العسكرية الإسرائيلية، وفي التعبير عن تشابه المعاناة بين الفلسطينيين اليوم وما تعرض له اليهود في أوروبا من اضطهاد ومجازر، خصوصاً خلال الهولوكوست. من بين أبرز المشاركين في المشروع، إلى جانب فري، كل من جوي دوبكين (42 عاماً)، المنتج الفني وعازف الغيتار والشاعر المعروف في الأوساط الفنية اليديشية، وجوش فاليتزكي، أحد أبرز ملحني الأغنية اليديشية في العصر الحديث. ساهم في العمل الفنانون نعوم ليرمان، ومايا براون، ودانيال خان، وليندا غريتز، إستر غوستمان وآخرون، يشكلون معاً ما يشبه الجوقة اليسارية اليهودية المعارضة للصهيونية.

يتسم الألبوم بتركيزه على تقاطعات الذاكرة اليهودية مع الحاضر الفلسطيني، فتُستخدم اليديشية ليس لتكريس انفصال اليهودي عن محيطه، بل لتذكير العالم بأن الألم والمعاناة لا يمكن تبريرهما حين تمارَسان ضد الآخر. في أغنية "الجدران الساقطة"، يستدعي دوبكين معاناة اليهود في معسكرات الاعتقال النازية، ليقارن بينها وبين ما يحدث اليوم في غزة. يغني بصوت دافئ مشوب بالغضب: "هذا الجرح يجب عدم تحويله إلى سلاح". تعتمد الأغنية على مزيج هارمونيك ثري، فيقود الغيتار الهيكل اللحني بينما يضفي الماندولين لمسة معدنية مشرقة، ويعمق التشيلو الإحساس بالحزن.

أما أغنية "نشيد الشتات"، فتمثل إعادة كتابة لنشيد "هاتيكفا" الإسرائيلي، لكن بكلمات تنقض القومية والعسكرة. بصوت ثلاثي جمع فري وإشتر راتشكو وبنجي فوكس، تقدم الأغنية تصوراً إنسانياً بديلاً للوطن، لا يتأسس على الحدود والسيادة، بل على العدل والسلام. وزعت الأغنية بلحن تأملي وبوتيرة أبطأ من الأصل، ما منحها طابعاً أقرب إلى الترتيل الجماعي.

في الأغنية التي حملت عنوان "لا"، تؤكد المجموعة أن الثأر لا ينتج عدالة، وأن دماء الآخرين لن تمنح الخلاص. تقول الكلمات: "لن يحيي موتهم الموتى، لن يكون جوعهم خبزنا". أدّت الأغنية إستر غوستمان، وجاءت بنبرة تشبه إلقاء بيان سياسي صارم، على خلفية من التشيلو البطيء.

من جانب آخر، جاءت أغنية "الدم المقدس" لتقتبس من أدعية يديشية تقليدية ارتبطت بالمذابح ضد اليهود. بصوت نعوم ليرمان، ومن دون أي مرافقة موسيقية، يتحول الدعاء إلى موقف أخلاقي: "سأغفر ذنوباً أخرى، لكن لن أغفر خطيئة سفك الدماء...". يراد من هذا الابتهال أن يُفهم في سياقه الحديث: لا تكرار للمجازر، أياً كان ضحاياها أو مرتكبوها.

أغنية "قطعة من قلبي" تروي حكاية صديق الطفولة الذي تحول إلى صهيوني يدافع عن الجرائم، وتقول كلماتها: "نحن نقف عند مفترق الطرق بين الإنسانية والهاوية". جاءت الأغنية بلحن حزين، يقوده البيانو ويكمله الكلارينيت بصوت خافت، بينما يؤدي جوش واليتزكي الغناء بنبرة أقرب إلى الحكي. أما أغنية "جيل فقد الخوف"، فتعيد إحياء روح المقاومة في غيتو وارسو وتربطها بغزة اليوم، مؤكدة وحدة المصير الإنساني في مواجهة القمع. غنتها ليندا غريتز بنبرة سردية تصاعدت تدريجياً، فيما ظل البيانو يحافظ على بساطة الهارموني والتوزيع.

في أغنية "علينا أن نوقف الإبادة الجماعية"، تُستلهم الكلمات من بيان أصدرته المجموعة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتؤكد النكبة المستمرة وضرورة دعم الشعب الفلسطيني في نضاله. جاءت الأغنية في صيغة هتافية وتشاركية، بأصوات مايا براون ونعوم ليرمان، وبتكرار لحني بسيط يسهل غناؤه جماعياً، ليبدو ترنيمة احتجاجية مفتوحة.

في أغنية "من أصدر الحكم"، غنّى دانيال خان بروح الفولك، متسائلًا: "من قال إننا في حاجة إلى هذه الأرض؟ ومن دفع روحه ثمناً لهذا الطين؟". تميزت الأغنية بتوزيع درامي قادته آلات البيانو، والأرغن، والكمان والكلارينت، وجاءت الجمل اللحنية قصيرة وتدريجية، بما يشبه حواراً داخلياً مع الذات والتاريخ.

ورغم الحزن الذي يطغى على الألبوم، أهدت إيزابيل فري أغنية احتفالية بعنوان "تحيا الحياة"، تشيد فيها بالصمود الفلسطيني بكل تفاصيله: من الأرض والبحر إلى الشعراء والمعلمين والمُسعفين. تقول كلماتها: "تحيا فلسطين، تحيا عائلاتها، يحيا الشهداء، تحيا العودة...". جاء اللحن بسيطاً ومفرحاً، يدور حول مقام الماجور بإيقاع ثابت معتدل.

تمثّل أغاني هذا الألبوم إعادة صياغة للأغنية اليديشية التقليدية، إذ وُظّفت عناصر من الصلوات العبرية، ومراثي تيشا بآف، وقصائد الاحتجاج السياسي، لخلق خطاب فني معاصر يقف في وجه العنصرية والإبادة والاحتلال. من خلال أصواتهم، جعل الفنانون من الفلسطينيين أبطالاً في هذه المراثي الجديدة، وكأنهم يعيدون تعريف مفهوم "الشعب المضطهد" خارج الإطار الصهيوني. بهذا المشروع الجريء، تُعيد اليديشية مكانتها بوصفها لغة مقاومة وليست لغة طائفية، وتثبت أن للفن ذاكرة، وأن الغناء يمكن أن يكون سلاحاً ضد الظلم، وقُبلة للحياة في قلب المأساة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 18 آب 2025

********************************************

لبيبة هاشم.. "فتاة الشرق" التي دعت إلى نهضة نسوية

رحلة نسوية فريدة امتدت من بيروت إلى القاهرة أواخر القرن التاسع عشر، تعرّف القارئ بأحوال النساء العربيات في ذلك العصر، وتلقي الضوء على الصحافة والأدب المرتبطَين بهن. هذا ما تستعرضه الباحثة اللبنانية فاطمة الخواجا في كتابها الجديد "لبيبة ماضي هاشم (1882-1952): نحو ريادة نسائية"، الصادر عن جمعية "نساء ذوات ثقافة مزدوجة"، والذي يعيد إحياء سيرة لم تنل الاهتمام الكافي.

يوثق الكتاب سيرة لبيبة هاشم، الأديبة والصحافية اللبنانية التي لعبت دوراً محورياً في الصحافة النسائية والثقافة العربية في أوائل القرن العشرين. فقد أسست هاشم مجلة فتاة الشرق في مصر عام 1906، وكتبت في صحف ومجلات كبرى مثل الهلال، وأنيس الجليس، والمقتطف، والثريا، داعية عبر ذلك إلى النهوض بالمرأة العربية اجتماعياً وثقافياً.

من بيروت إلى القاهرة

تُقدّم الخواجا رؤية شاملة لمسيرة لبيبة هاشم، كما تستعرض السياق التاريخي لـ هجرة الشوام إلى مصر وتأثيرها على النهضة الثقافية، لافتة إلى أن معظم الدراسات السابقة لم تولِ هاشم الاهتمام كما يجب، رغم كونها "حلقة مفقودة في تاريخ الصحافة النسائية العربية". وتتتبّع سيرة هاشم منذ ولادتها في بلدة كفرشيما وتلقّيها تعليمها في مدارس الإرساليات، قبل أن تتزوج من عبده هاشم وتنتقل معه إلى مصر حيث استقرت ونشطت أدبياً واجتماعياً بين عامَي 1896 و1919، مطلقة أول أعمالها "حسنات الحب" عام 1898.

استَلهمت هاشم، وفقاً للكتاب، أعمالها من كتب رفاعة الطهطاوي، وعائشة تيمور، وزينب فواز، وكرّست جهودها للدعوة إلى تحرر المرأة العربية عبر العلم والعمل، مواصلة مسيرة رائدات مثل عائشة تيمور، وملك حفني ناصف، ومي زيادة، ومتناولة القضايا الاجتماعية والسياسية للمرأة، بما في ذلك الزواج والطلاق ولبس الحجاب وتعليم البنات.

ريادة نسوية

يوضح الكتاب أن هاشم عُيّنت عام 1919 من قبل حكومة الملك فيصل الأول مفتّشة عامة لمدارس البنات، واستمرت في إصدار مجلة فتاة الشرق حتى عام 1939، كما شاركت في الحياة السياسية والثقافية ضمن عضويتها في الحزب الوطني المصري، وبرزت بوصفها واحدة من خطيباته المؤثّرات. واللافت أنها ترجمت رواية "الغادة الإنكليزية" ذات الطابع الرومانسي، من دون ذكر مؤلفها، ما أثار جدلاً حول أصالتها وإن كانت هي قد كتبتها بالفعل هرباً من قيود المجتمع.

ضمّت مكتبة لبيبة ماضي هاشم الأدبية مجموعة من الأعمال التي تشمل القصة القصيرة مثل "جزاء الإحسان" و"جزاء الخيانة"، والرواية مثل "قلب الرجل" و"شيرين"، بالإضافة إلى مسرحيتين ومقالات عديدة في التربية والتعليم والأخلاق الاجتماعية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 29 آب 2025

*****************************************

الصفحة الحادية عشر

احدث الكتب

"قصائد الحاسوب" عنوان لأحدث مجموعة شعرية، صدرت مؤخراً للشاعر عارف الساعدي. القصائد تتميز برشاقة وبساطة ورقة مفرداتها وصورها وألقها. وتتناول محوراً واحداً يتعلق بالحاسوب وتأثيره في حياة الشاعر وحواسه وعوالمه ومن ثم تكوين هذه الرؤى في نصوصه الحية. الديوان صدر ضمن منشورات مكتبة عدنان- بغداد.

* سهيل نجم، شاعر ومترجم بارع يثير الانتباه في دقة اختياره للكتب التي يترجمها والقصائد التي ينشرها. وقد رفد المكتبة العربية بالعديد من ترجماته الهامة والجديرة بالاعتزاز، آخرها كتابيه المترجمين:

- في الجدل بين الادب والفلسفة/ تأليف عدد من الكتاب. وصناعة الخرافة وما بعد الرواية.

الكتابان صدرا عن دار قناديل- بغداد.

**********************************************

الإيقونات والرمزيات السيميائية: النافع والضار.. اجتماعياً؟!

ثامر عباس

منذ أن وجد الإنسان على وجه البسيطة ، ومنذ أن شرع بتكوين الجماعات والمجتمعات ، سواء منها المترحلة / البدوية ، أو المستقرة / الحضرية ، وهو يحاول أن يعطي لوجوده الإنساني قيمة ويضفي على حياته الاجتماعية معنى . ذلك لأن كينونة الإنسان – من دون سائر المخلوقات الأخرى – لا ترتهن فقط بالعناصر الطبيعية (جغرافية وإيكولوجية)، أو ترتبط بالمعطيات المادية (اقتصادية واجتماعية) فحسب ، وإنما هي متعلقة بمجموعة من العوامل الروحية (اعتقادات وديانات) ، والنفسية (دوافع ونوازع) ، والرمزية (إيحاءات ودلالات) وكذلك . لا بل أن هذه الأخيرة تتقدم - من حيث التأثير والأهمية - على ضرورات الأولى وتجبّها في بعض الأحيان والظروف . ولهذا فقد وجد (( ان السلطة الرمزية – كما لاحظ الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي (بيار بورديو) – من حيث هي قدرة على تكوين المعطى عن طريق العبارات اللفظية ، ومن حيث هي قدرة على الإبانة والإقناع ، وإقرار رؤية عن العالم أو تحويلها ، ومن ثم على تحويل التأثير في العالم ، وبالتالي تحويل العالم ذاته، قدرة شبه سحرية تمكن من بلوغ ما يعادل ما تمكن منه القوة (الطبيعية أو الاقتصادية) بفضل قدرتها على التعبئة )) . وهو الأمر الذي لم تتوانى مختلف السلطات - قديمها وحديثها - في استثمار دوره واستغلال تأثيره في توجهات أفرادها وتعبئة جماعاتها ، على صعيد تنميط وعيهم ، ونمذجة سلوكهم ، وتأطير علاقاتهم.

والمقصود بالعبارات الواردة في العنوان الرئيسي (الايقونات والرمزيات السيميائية) على وجه التحديد ؟ هو ان (الايقونات) مجموعة (الصور) و(الرسوم) و(النصب) و(التماثيل) وما يدخل في نطاقها ، التي غالبا"ما ترمز الى (شخصية) ما أسطورية متخيلة ، أو تاريخية حقيقة ، أو (موقع) ما أثري شاخص ، أو ديني مقدس ، أو (حدث) سياسي كبير ، أو عمل عسكري مميز .

أما بالنسبة للعبارة الثانية (الرمزيات) فالمراد بها هنا الإشارة الى كل ما يرتبط بكيان (الدولة – السلطة ) ومؤسساتها السيادية؛ الأعلام الوطنية ، واللافتات السياسية ، والعملات الرسمية ، والشارات التكريمية ، والأوسمة العسكرية ، وما يدخل في نطاقها من جهة . وما يتعلق بشخصية (المجتمع) وطبيعة هويته الحضارية ، لجهة تنوع ثقافاته القومية ، وتعدد طوائفه الدينية، وتباين جماعاته القبلية العشائرية من مثل ؛ الأضرحة والمقامات التي ترمز الى شخصيات دينية، والأعلام والرايات التي ترمز الى الخصوصيات القبلية والعشائرية ، والاحتفالات والمهرجانات الثقافية التي ترمز الى الأعياد والمناسبات ، والصور والملصقات التي ترمز الى الشخصيات الاثنية والمذهبية.

ورغم الاختلافات الكبيرة والتباينات الواسعة بين المجتمعات المصنفة (متقدمة)علميا"وصناعيا" وحضاريا"، وبين نظيرها المصنفة (متأخرة) في ذات المجالات والميادين والحقول ، إلاّ أن كليهما لا ينيا يحرصان على الاحتفاء بأهمية ودور (الايقونيات) و(الرمزيات) في حياة شعوبهما ؛ إن من حيث قدرتها السيميائية في إحداث التغييرات المطلوبة والمرغوبة سواء في مضامير السياسة أو قطاعات الاقتصاد ، أو من حيث سعة الانتشار سوسيولوجيا"وعمق التأثير سيكولوجيا". ولهذا فقد أشار الباحث الغربي (ديفيد هوكس) الى أهمية العامل (السيميائي) في التلاعب ببنى الوعي والتحكم بأنماط السلوك ، بحيث لا تستحيل فقط الرموز المجردة الى أشياء واقعية فاعلة ومؤثرة فحسب ، بل ان تأثيرها في الواقع يغدو أشدّ وقعا"وأكثر حضورا". ولهذا فقد كتب يقول (( كلما ابتعد الاقتصاد عن إنتاج الأشياء المادية الواقعية وصار ، بدلا" عن ذلك خاضعا" للتبادل السلعي الذي يتحقق من خلال توسط التمثيل المالي ، جاز لنا أن نتوقع أن تولى الفلسفة قوة مجددة متزايدة لأنظمة الدلالة التي تبلغ حدّ اعتبارها الواقع الوحيد الذي نمكن معرفته )) .

وفي إطار هذه الرؤى والتصورات ، تبدو (الإيقونات) و(الرموز) التي باتت تتوالد وتتناسل على إيقاع التصدعات والانقسامات والصراعات (سلاح ذو حدين) ، ينبغي التعامل معها بحرص شديد وحذر بالغ وإلاّ فإن العواقب الناجمة عن إساءة استخدامها ستكون كارثية ومدمرة ، ليس فقط على صعيد سلطة (الدولة) التي قد لا تحسن التعاطي مع هذه الأشكال والتعابير (السيميائية) ، بحيث يمكن أن يقوّض شرعيتها ويتحدى سلطتها ويهدد وجودها فحسب . وإنما على كيان (المجتمع) الذي ربما يشتط في توظيف دورها واستثمار قدراتها واستخدام إيحاءاتها ، بحيث يفضي به ذلك ليس فقط الى التصادم مع الدولة التي اختارت أن تكون طرفا"في أتون هذا المعترك (السيميائي) الخطر فحسب ، وإنما الانخراط في دوامات تصعيد الاحتقانات وتأجيج الكراهيات وتعميق الانقسامات.

ولغرض معرفة الكيفية التي من خلالها تستحيل هذه الأشكال والتعابير (الرمزية) التي ترتكز فاعليتها ويتمحور تأثيرها على ما تتوفر عليه من قوة (ناعمة)هائلة بإمكانها فعل الأعاجيب ، الى عامل شديد القوة في التأثير سواء في حالات النهوض والتطور أو في حالات النكوص والتقهقر ! . ينبغي أن نشير الى أن تلك الأشكال والتعابير لا تحمل في ذاتها - من حيث الأصل والطبيعة – خصائص معينة يمكن اعتبارها (إيجابية) أو (سلبية) بالمطلق ، وإنما هي – ضمن بئيات اجتماعية وظروف سياسية وسياقات تاريخية – تستحيل ؛ أما الى عامل (بناء) و(تعمير) بإمكانه تقوية كيان (الدولة) وتعزيز هيبتها من جهة ، وجمع شتات المكونات الاجتماعية المتنافرة وسمتنة وحدتها من جهة أخرى . وإما ينقلب الى عامل (هدم) و(تدمير) باستطاعته تحطيم كيان الأولى وتشتيت شمل الثانية بزمن قياسي .

وهكذا ففي (الحالة الأولى) يمكن ملاحظة أهمية الدور وقوة التأثير الذي تمارسه الرموز والإيقونات ، عند تعرض الدولة أو المجتمع الى ما يهدد وجودهما الجغرافي والسياسي بالفناء ، حيث يمكن استثمارها في شحذ الهمم وتقوية العزائم لرفع مستويات التحدي وتصليب روح المقاومة . وذلك بالحضّ على وضع الخلافات والصراعات البينية جانبا"، والتركيز من ثم على ما يدعم سيادة الدولة ويعزز سلطتها من جانب، ويحافظ على وحدة المجتمع ويحمي شخصيته ويصون هويته من جانب ثان ، أي بمعنى استثمار تلك الرموز السيميائية استثمارا"وطنيا" وإنسانيا"وحضاريا". وأما في (الحالة الثانية) فإن هذه الأخيرة ستكون وبالا"على الدولة وشرا"مستطيرا"على المجتمع في حال واستغلال دورها الاجتماعي واستثمار مخزونها النفسي ، عند وقوع الحروب والصراعات (الأهلية) التي تكون الدوافع (القومية - العنصرية) و(الطائفية - المذهبية) و(القبلية - العشائرية) سببا"أساسيا"في اشتعال فتيلها واندلاع سعيرها . 

ولعل حالة المجتمع العراقي في الوقت الحاضر تعطينا المثال / الانموذج الأشدّ ضراوة على استغلال واستثمار الرمزيات والايقونات وفقا لتوصيف الحالة (الثانية) ، حيث تنهمك قواه السياسية وتنخرط مكوناته الاجتماعية بحمية لا تحسد عليها في أتون من المنافسات البدائية المزيادات الفجة ، التي تستعرض مختلف (الصور) و(الأعلام) و(الرايات) و(الشارات) و(التشابيه) ، التي لا تخفى دلالاتها (الدينية – الطائفية) و(القبلية – العشائرية) و(الاثنية – العنصرية) بشكل سافر ، لا بل يكاد يكون استعراضا"(استفزازيا") على صعيد جمعي ، بحيث تستنفر كل العصبيات وتجيش كل الأصوليات بما يوحي بأن المجتمع تحوّل من الحالة الحضارية الى الحالة البربرية!    

******************************************************

المرأة على الرصيف الثامن / قصة: رَسْكين بوند*

ترجمة جودت جالي

كانت تلك سنتي الثانية في المدرسة الداخلية، وكنت جالسا على الرصيف رقم ثمانية في محطة أمبالا أنتظر القطار المتجه شمالا. أظن أني كنت في الثانية عشر من عمري وقتها. اعتبرني والداي كبيرا بما يكفي للسفر لوحدي، وقد وصلت بالحافلة الى أمبالا باكرا في الصباح.

قضيت معظم الوقت أتمشى جيئة وذهابا على الرصيف، أتصفح في كشك الكتب، أو أطعم البسكويت المكسر للكلاب الضالة. تأتي القطارات وتذهب، ويصبح الرصيف هادئا لبعض الوقت ثم، بوصول قطار، يصبح كتلة من الأجساد البشرية الجياشة، المتصايحة، فما أن تنفتح أبواب العربة حتى تندفع خارجة منها موجة بشرية على جامع البطاقات العصبي عند البوابة، وكلما حدث هذا أعْلق في الزحام وانجرف الى خارج المحطة، وعندما تعبت من هذه اللعبة ومن التمشي حول الرصيف وذهبت للجلوس على حقيبتي وأخذت أحدق بكآبة عبر خطوط السكك حيث تجري عربات الترولي مارة من أمامي أصبحت منتبها لصيحات مختلف الباعة، الرجال الذين يبيعون اللبن الخاثر والليمون، وباعة الحلوى، وصبي الجرائد.

غير أني فقدت الاهتمام بكل هذا الذي يدور على طول الرصيف وواصلت التحديق عبر خطوط السكك، شاعرا بالملل وبأني وحيد بعض الشيء. سألني صوت ناعم خلفي -" هل أنت لوحدك يا بني؟". نظرت الى الأعلى فرأيت امرأة تقف قربي. كانت منحنية علي ورأيت وجها شاحبا وعينين سوداوين عطوفين. لم تضع حلي وكانت ترتدي ببساطة شديدة ساريا أبيضا. قلت -" نعم، أنا ذاهب الى المدرسة"، ونهضت واقفا احتراما. بدت فقيرة، ولكن مظهرها يوحي بالوجاهة التي تستوجب الاحترام. قالت -" كنت أراقبك لبعض الوقت. ألم يأتي احد والديك  معك لتوصيلك؟" قلت -" لا أعيش هنا. علي أن أركب من هنا في قطار. على كل حال أنا أستطيع السفر وحدي". قالت -" أنا متأكدة من أنك تستطيع"، وأحببتها لأنها قالت ذلك، وأحببتها أيضا لبساطة ملبسها، ولصوتها الناعم الخفيض، ولصفاء وجهها. سألتني -" قل لي، ما اسمك؟". أجبتها -" آرون".-" وكم عليك أن تنتظر قطارك؟"-" أظن حوالي ساعة. يأتي في الثانية عشر".-"إذن تعال معي لتتناول شيئا من الطعام".

كنت سأرفض، خجلا أو ارتيابا، ولكنها قادتني من يدي وشعرت بأني سأبدو سخيفا لو سحبتها من يدها. أخبرتْ حمالا أن يهتم بحقيبتي وقادتني بعيدا الى طرف الرصيف. كانت يدها لطيفة ولم يكن امساكها ليدي محكما أو مرتخيا.

نظرت الى الأعلى نحوها مرة أخرى. لم تكن شابة، ولا عجوزا. لا بد أن عمرها كان متجاوزا الثلاثين، ولو أنها كانت في الخمسين لبدت بالشكل نفسه. أخذتني الى مطعم المحطة وأمرت بالشاي وكعك الساموسة والزلابية، وأخذت التهم على الفور متخليا عن التحفظ فيما انتابني اهتمام جديد بهذه المرأة العطوف. لقد كان للقائنا الغريب بعض التأثير في شهيتي. كنت طالب مدرسة جائعا، وأكلت قدر ما استطيع وبقدر ما يمكنني من التهذيب. استمتعت استمتاعا واضحا بمراقبتي وانا آكل، واعتقد أنه الطعام الذي قوى الرابطة بيننا ووطد صداقتنا، فتحت تأثير الشاي والحلوى بدأت بالتحدث بحرية تامة، وأخبرتها عن مدرستي، وأصدقائي، وما أحب وما أكره. سألتني بهدوء بين الحين والآخر، غير أنها فضلت الإصغاء. لقد جعلتني انفتح تماما، وسرعان ما نسيت بأننا غريبان عن بعضنا بعضا.

لكنها لم تسألني عن عائلتي أو أين نسكن، ولم أسألها أنا أين تسكن هي، قبلتها على ما كانت عليه بالنسبة لي، هادئة، عطوفا، وامرأة مهذبة أعطت حلوى لصبي وحيد... على رصيف محطة..

بعد حوالي نصف ساعة غادرنا المطعم وأخذنا نمشي عائدين على طول الرصيف. كانت توجد قاطرة تتحول على الخطوط بجانب الرصيف 8، وبينما كانت تقترب قفز صبي من الرصيف وركض عبر قضبان السكك متخذا طريقا مختصرا الى الرصيف التالي. كان على مسافة آمنة من القاطرة ولم يكن هناك خطر لو لم يسقط، ولكن بينما قفز عبر القضبان قبضت المرأة على ذراعي، وأظافرها نبتت في لحمي فأجفلت ألماً.

أمسكت أصابعها ونظرت اليها، ورأيت تشنج ألم وخوف وحزن يعبر قسمات وجهها. راقبتْ الصبي وهو يتسلق الرصيف الآخر، ولم تخفف مسكتها لذراعي إلا حين اختفى في الحشد، وابتسمت إلي مطمئنة، وأمسكت يدي مرة أخرى، ولكن أصابعها ارتجفت على أصابعي. قلت -" كان بخير" شاعرا بأنها هي التي بحاجة الى طمأنة.

ابتسمت ممتنة لي وضغطت يدي. مشينا سويا في الصمت الى أن وصلنا الى المكان الذي تركت فيه حقيبتي. ظهر أحد زملائي في المدرسة، اسمه ساتيش وبعمري تقريبا، مع أمه. صاح -" هلو، آرون! القطار يأتي متأخرا كالعادة. هل علمت بأن لنا مديرا جديدا هذه السنة؟".

تصافحنا ثم التفت هو الى أمه وقال -" هذا هو آرون يا أمي. إنه أحد أصدقائي وأحسن لاعب بولنغ في الصف".

قالت أمه الكبيرة المهيمنة وترتدي نظارات -" أنا سعيدة بمعرفتي ذلك". نظرت الى المرأة التي تمسك بيدي وأضافت -" وأفترض أنك أم آرون؟". فتحت فمي لأوضح، ولكن قبل أن أستطيع أن أقول شيئا ردت المرأة -" أجل، أنا أم آرون".

لم أكن قادرا على قول كلمة. رفعت رأسي ناظرا الى المرأة بسرعة، ولكن لم يبد عليها أبدا بأنها مرتبكة وكانت تبتسم لأم ساتيش. قالت أم ساتيش -" إنه شيء غاية في الازعاج انتظار القطار منتصف الليل. لكننا لا يمكن أن نترك الطفل ينتظر هنا وحده.

يمكن أن يحدث أي شيء لصبي في محطة كبيرة كهذه إذ يوجد الكثير من الأشخاص المريبين يتسكعون في الأنحاء. يجب على المرء أن يكون هذه الأيام حذرا من الغرباء".

قالت المرأة الواقفة الى جانبي -" يستطيع آرون أن يسافر لوحده"، وعلى نحو ما شعرت بالشكر لها لقولها ذاك، وقد سامحتها على كذبها، كما أني شعرت بالنفور الغريزي من أم ساتيش التي قالت وهي تنظر إلي عابسة من خلال نظاراتها -" حسن، كن حذرا يا آرون. كن حذرا حين لا تكون أمك معك، ولا تكلم الغرباء أبدا!".

حولت نظري من أم ساتيش الى المرأة التي أعطتني شايا وحلوى ثم أعدت النظر الى أم ساتيش. قلت -" أحب الغرباء".

صدمت أم ساتيش قليلا دون ريب وهي التي لم تعتد أن يعارض كلامها صبي صغير. قالت وهي تهز اصبعا صغيرا سمينا نحوي -" ها أنت ترين، خذيها مني! إن لم تراقبيهم طوال الوقت سيقعون في مشكلة رأسا. استمع دائما لما تقوله أمك، ولا تكلم الغرباء أبداً أبداً". حدقت فيها بامتعاض وتحركت أقرب الى المرأة التي صادقتني. كان ساتيش واقفا خلف أمه، يكشر لي، ومبتهجا لتعارضي مع والدته، مظهرا وقوفه معي.

قُرع جرس المحطة، والناس الذين كانوا حتى الآن يجثمون باستسلام على الرصيف أخذوا ينشطون. صاح ساتيش -" هاهو قادم"، فيما أطلقت القاطرة صافرتها وتلاعبت الأضواء الأمامية على خطوط السكك. تحرك القطار ببطء داخلا المحطة، والقاطرة تهسهس وتطلق موجات من البخار. ما أن توقفت حتى قفز ساتيش صاعدا درجات العربة المضاءة وصاح –" هيا يا آرون، هذه العربة فارغة!"، فالتقطت حقيبة سفري واندفعت نحو الباب المفتوح.

اتخذنا مجلسنا عند نافذتين مفتوحتين فيما وقفت المرأتان خارجا على الرصيف تتحدثان الينا، وكانت أم ساتيش هي المتحدثة أكثر. قالت –" احذرا أن تقفزا من القطارات المتحركة كما فعلتما الآن، ولا تبرزا رأسيكما من النوافذ، ولا تأكلا أي طعام سيء في الطريق". سمحت لي أن أكون مشمولا بفائدة نصيحتها، وهي لا ترى في "أمي" شخصية مقتدرة.

ناولت ساتيش حقيبة فواكه، وعصا كريكت، وعلبة حلوى كبيرة، وأخبرته أن يتقاسم الطعام معي، ثم تراجعت عن النافذة لتراقب "أمي" كيف تتصرف.

كنت متألما من اللهجة المتفضلة لأم ساتيش التي عبرت بوضوح عن اعتبارها عائلتي فقيرة جدا، وأنا لم أنو ترك المرأة الأخرى وسمحت لها بأن تتناول يدي بيديها، غير أنه لم يخطر على بالي قول شيء.

كنت مدركا أن أم ساتيش تنظر الينا بعينين قاسيتين، ووجدت نفسي كارها لها كرها مبالغا. سار الحارس على طول الرصيف نافخا صفارته لكي يغادر القطار. نظرت مباشرة في عيني المرأة الممسكة بيدي، وابتسمت لي ابتسامة لطيفة. انحنيت عندها خارج النافذة ووضعت شفتي على خدها وقبلتها. اهتزت العربة متقدمة وسحبت يدها. قال ساتيش –" وداعا يا أمي!" فيما بدأ القطار يتحرك ببطء خارج المحطة. لوح ساتيش وأمه لبعضهما البعض. قلت للمرأة الأخرى –"وداعا، وداعا.... يا أماه...". لم ألوح أو أصيح بل جلست ساكنا أمام النافذة، أحدق بالمرأة على الرصيف.

كانت أم ساتيش تتحدث اليها، ولكن لم يبد عليها أنها تصغي. كانت تنظر الي والقطار يأخذني بعيدا. وقفت هناك على الرصيف المزدحم، امرأة لطيفة شاحبة، ظللت أراقبها الى أن ضاعت في الحشد الموار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رَسْكين بوند (مواليد 1934) مؤلف ومترجم هندي من أصل بريطاني وهو مصنف مختارات أدبية كثيرة من بينها هذه التي تضم قصصا لكتاب عالميين عن السكك وقد اخترنا منها قصته هذه. من أعماله (الغرفة فوق السقف)1956 و(تحليق حمام) 1978 . كتب حوالي 500 قصة ورواية ومقال. كتب كثيرا عن الأطفال ولهم. تعكس قصصه ورواياته الحياة في هملايا والطبيعة والحب والفقدان كما تعكس الحياة اليومية.         

****************************************************

الصفحة الثانية عشر

اليوم الخميس في باريس انطلاق مهرجان {لومانيتيه} بدورته الـ90

باريس – طه رشيد

تنطلق هذا اليوم الخميس في العاصمة الفرنسية باريس، فعاليات الدورة 90 للمهرجان الأممي السنوي "لومانيتيه"، مهرجان جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي، وذلك بمشاركة أحزاب وصحف يسارية من مختلف أنحاء العالم، بضمنها الحزب الشيوعي العراقي وجريدته "طريق الشعب". 

وفي كل عام تنتظر غالبية الفرنسيين، واليساريون والتقدميون في العالم، هذا المهرجان منذ انطلاقته عام 1930 بمبادرة من منظمة الصحافة التي أسسها جان جوريس، أول رئيس تحرير لصحيفة "لومانيتيه" الانسانية. وحظيت الدورة الأولى بألف مشارك، ما شكّل حضورا لافتا حينها.

ولم يتوقف هذا المهرجان سوى خلال سنوات الحرب العالمية الثانية. ثم عاود الانطلاق مجددا، ليصل عدد المساهمين فيه سنويا، إلى أكثر من نصف مليون مشارك من داخل فرنسا وخارجها.

وللتذكير، فإن الرفاق الفرنسيين اضطروا إلى إلغاء نسخة المهرجان لعام 2020، بسبب أزمة كورونا الصحية. بينما شهد العام التالي انطلاقة جديدة للمهرجان، وتم لاحقا اختيار منطقة مفتوحة وواسعة في إحدى ضواحي باريس البعيدة موقعا لإقامة المهرجان، مع تذليل صعوبات الوصول إلى الموقع من خلال التنسيق بين إدارة المهرجان ومؤسسة النقل العمومي، لتهيئة باصات نقل مجانية تقل المشاركين من قلب العاصمة طيلة أيام المهرجان الثلاثة، والتي تبدأ سنويا في عطلة الأسبوع الثاني من شهر أيلول.

 ولم يتم اختيار هذا التاريخ اعتباطا، بل اخذ المنظمون في نظر الاعتبار بداية الدوام المدرسي وعودة معظم الفرنسيين من العطلة الصيفية مع انطلاقة الدورة الاقتصادية الجديدة!

وتعوّد الفرنسيون ان يروا الجديد في المهرجان على مختلف الصعد الأدبية والفنية. فهناك الفرق الموسيقية والغنائية، وقرية الكتب، وفعاليات فنية متنوعة، وعروض أفلام، ومعارض تشكيلية، إضافة إلى جلسات نقاشية وطاولات مستديرة، ومؤتمرات تتم خلالها مناقشة آخر احداث الساعة على المستويين المحلي والعالمي.

وسيشهد المهرجان هذا العام نشاطات متميزة تتخصص في دعم الشعب الفلسطيني، الذي يتعرّض لإبادة جماعية امام مرأى العالم!

القرية العالمية و"طريق الشعب"

يطلق اسم القرية العالمية على مساحة في أرض المهرجان مخصصة للأحزاب والصحف اليسارية العالمية، والتي تأتي من جهات العالم الأربع، وتنصب خيمات باسمها تقيم فيها فعاليات متنوعة. وتساهم "طريق الشعب" منذ أكثر من خمسة عقود، في هذا المهرجان بخيمة يرفرف عليها علم الحزب والعلم العراقي، تكون محطة سنوية للقاء بين الرفاق والأصدقاء من داخل فرنسا وخارجها، والذين يساهمون في تنشيط فعاليات الخيمة ويستقبلون الزائرين.

ومقرر أن تشهد خيمة "طريق الشعب" هذه الدورة، كالدورات السابقة، برنامجا متميزا حافلا بالندوات وعروض الأفلام، فضلا عن فعاليات لاستذكار نضال الرفاق الأنصار.

وفي كل عام يبادر الشيوعيون العراقيون إلى عقد ندوة سياسية وجلسة تعارف في مساء اليوم الذي يسبق المهرجان. حيث كان ضيف الخيمة مساء الخميس، الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، والذي ألقى الضوء في حديثه إلى الزائرين على مستجدات الوضع السياسي في العراق.

********************************************

في مهرجان القاهرة {سيرك} جواد الأسدي يحصد الجوائز

متابعة – طريق الشعب

حصد العراق 3 جوائز في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته الـ32، والذي اختتم الاثنين الماضي.

حيث فاز المخرج جواد الأسدي بجائزة أفضل نص عن مسرحيته "سيرك". بينما حصل الممثلان في العمل شذى سالم وأحمد الشرجي، على جائزتي أفضل ممثلة وأفضل ممثل.

وانطلق المهرجان يوم الاثنين قبل الماضي، وشهد ضمن ما شهده من فعاليات وندوات، ندوة خاصة لتكريم الفنان الراحل سامي عبد الحميد، تحدث فيها من العراق كل من د. ميمون الخالدي ود. عبد الكريم عبود ود. بشار عليوي، ومن السودان د. عادل حربي.

ومعلوم ان مسرحية "سيرك" سبق ان عرضت في العراق وخارجه، وحققت نجاحا كبيرا.

*****************************************

يوميات

  • يُضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، الخبيرة الاقتصادية الدكتورة إكرام عبد العزيز، لتتحدث في ندوة عنوانها "دور النساء المخترعات والمبتكرات في التنمية المستدامة".

تبدأ الندوة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يعقد منتدى نازك الملائكة في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، جلسة بعنوان "الأدب النسوي وتأثيره في المجتمع"، يتحدث فيها كل من د. فاضل عبود التميمي، د. سهير أبو جلود وأشواق النعيمي، وتديرها الشاعرة غرام الربيعي.

الجلسة التي من المقرر أن تُختتم بقراءات شعرية للشاعرتين ابتسام ابراهيم ورجاء الشجيري، تبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

*******************************************

أما بعد... شُحّة حضور الجمهور الثقافي

منى سعيد

قد يتذرع الكثيرون بقسوة ظروفنا الحالية معتبرين الحضور والتواجد في الفعاليات الثقافية من محاضرات أو ندوات أو حتى مشاهدة مسرحية جيدة إن وجدت، أو متابعة فيلم سينمائي في قاعة متميزة من قاعات المولات وما أكثرها في بغداد والمحافظات، معتبرين كل ذلك ضربًا من البطر وضياع الوقت.

وأستغرب مثلًا في الوقت نفسه تزاحم الناس على ارتياد المطاعم وقد انتشرت بطريقة أميبية في أرجاء العراق، وبكثافة حتى ليشعر المرء بأن العراقي لا زال يعاني من جوع عتيق أو كأنه يثأر من سنوات الحصار العجاف والحرمان من أبسط ملذات الحياة، فما أن تشعر العائلة بالضيق أو الضجر حتى تتوجه إلى أحد المطاعم لتتناول وجبتها وترجع للبيت في مهمة محسوبة بتكاليفها وبضيق أفقها رغم تفنن أصحاب المطاعم بتقديم أغلب وصفات الطعام المحلي والعربي وحتى العالمي.

وبالمقابل نلاحظ عزوف العوائل على نحو خاص عن حضور فعالية ثقافية معينة بات يقتصر حضورها على أصدقاء وأقارب المحاضر الأمر الذي يولد خيبة أمل ويؤشر تراجعًا ملحوظًا في مستوى الوعي الثقافي للعامة.

ومع ذلك نلاحظ دأب المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة على مواصلة فعالياتها بإخلاص واجتهاد دائمين، فلا تخلو مثلًا قاعة الجواهري في اتحاد الأدباء ببغداد من فعالية ثقافية تكاد تكون يومية رغم تكرار وجوه حضورها وأغلبهم من كبار السن أو من المعنيين بتقديم الفعالية نفسها، وكذا الأمر لفعاليات ونشاط بيتنا الثقافي في مقر الحزب الشيوعي صباح كل سبت، وقبلها في يوم الجمعة يشهد شارع المتنبي إقبالًا ملحوظًا من الشباب والعوائل لحسن الحظ سواء للتسوق ولحضور فعاليات بيت المدى والمركز الثقافي البغدادي، وفي اليوم نفسه تواصل السيدة كفاح عبد المجيد سعيها في استقبال المثقفين والكثير من عوائل منطقة الداوودي في ندوة كاليري مجيد، ومثلها يفعل مجلس الشعرباف في الكرادة الشرقية إذ يواصل تقديم محاضراته القيمة مساء يوم الجمعة، وطبعا هنا لا بد لنا من التعريج على المجالس الثقافية التي يزيد عددها عن ثلاثين مجلسًا في بغداد وغالبًا ما تديرها عائلات معنية بالهم الثقافي مثل مجلس الشعرباف والخاقاني والصفار وغيرها..

هذه الفعاليات تؤشر مدى الغنى الثقافي التاريخي لبغداد وللعراق أجمع لكن في الوقت نفسه لا بد من تأشير ظاهرة شُحّة حضور هذه الفعاليات، والتي يتحجج البعض منهم بصعوبة المواصلات وزحام الشوارع، أو إلى المزاج العام المتعكر بسبب الظرف السياسي والاجتماعي للبلد، متغافلين أن العائلة نفسها قد تلجأ أحيانًا للمتنزهات العامة على شحتها أو للمطاعم.

من جانب آخر يبدو أن التطور التقني والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي قد أثر بدرجة ملحوظة في شغل أوقات الناس بل وإدمانهم على متابعة برامجه رغم تقديمها المعلومة الخاطفة السريعة السطحية في كثير من الأحيان الأمر الذي يقودنا إلى واقع ساذج فيه الكثير من التفاهة بل إلى عالم بات يوصف بعصر التفاهة.

***************************************

قف.. لجان تحقيق..لا تُحقّقْ

عبد المنعم الأعسم

اذا ما واجهتك، وانتَ تدير مفاتيح دولة (لا سمح الله) قضية شائكة، لا قِبل لك بحلها، أو (على وجه الدقة) لا تريد حلها على اساس العدالة، لأسباب تتعلق بماء الوجه والسمعة ومستقبل الكرسي، أو انها تهدد سلطتك واحزابها ودواوينها وتكياتها، وفي طريقها لكي تتحول الى قضية رأي عام، او الى برميل بارود ايل للانفجار، واذا ما كانت تلك القضية من جنس القضايا الحساسة التي تورط فيها طرفٌ من عظم رقبتك، يهمك استرضاؤه ودوام رضائه، وفي حال كانت القضية تهمُّ طرفا خارجيا له سطوة، وتتبعه اصابع وأزرار، ولستَ في وارد ازعاجه، ولا في موضع ان تقول له "على عينك حاجب" وفيما اذا انتشرتْ في منافذ الاعلام وقائع انتهاك على سيادة بيتِك من خارج الحدود، وصارت على كل لسان وسُجلت عليك متواطئا، أو خائفا، ولمّا تستيقظ ذات صباح  على نارٍ صديقةٍ مهينةٍ لا يعترف فيها، ولا يعتذر عنها ذلك الصديق، واذا ما كبر السؤال عن السبب في صمتك حيال جريمة مروعة عن اغتيال مصمم لامرأة، ثم تسجل كحادث انتحار، واذا ما ضج الشعب والعالم بطلب تفسيرات عن حالة مقلقةٍ لا تقبل التأجيل والتسويف..

اقول، في حال كنتَ رئيس حكومة، وواجهت كل هذه القضايا فما عليك إلأ ان تآمر بتشكيل "لجنة تقصي" وتضع نتائجها في درج مكتبك.. ولا من شاف، ولا من دريْ.

*قالوا:

"الصدق مطية لا تهلك صاحبها".

حكمة قديمة

****************************************

اتحاد الأدباء العراقيين يستذكر الفنان الراحل زياد الرحباني

متابعة – طريق الشعب

نظم ملتقى الثقافة الموسيقية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، أول أمس الثلاثاء، جلسة بعنوان "زياد.. الفتى الرحباني المتمرد"، تحدث فيها الباحث والفنان ستار الناصر، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والفنانين.

الجلسة التي أدارتها الشاعرة د. راوية الشاعر، استهلها الناصر بالحديث عن "المدرسة الرحبانية" في الموسيقى والغناء، مبينا انها "مدرسة متشعبة وصعبة، انجبت فنانا متمردا مثل زياد، الذي أسس بدوره ثقافة موسيقية مغايرة، ورسم لنفسه خطا خاصا كشاعر وملحن ومطرب".

وأشار إلى ان تمرد زياد انعكس بوضوح في أعماله التي كتبها ولحنها لوالدته الفنانة الكبيرة فيروز، والتي انتشرت على نطاق واسع في العالم العربي. فيما ألقى الضوء بعدها على سيرة زياد كصانع موسيقى وشاعر ومسرحي، مستعرضا أبرز محطاته الفنية.

ثم عزف الناصر وغنى مختارات من أغنيات فيروز، من بينها "أعطني الناي وغنِّ"، "كتبنا وما كتبنا"، "جايب لي سلام"، "يا مرسال المراسيل"، "فايق يا هوى" و"سألوني الناس".

وشهدت الجلسة مداخلات وقراءات شعرية ساهم فيها عدد من الحاضرين.