اخر الاخبار

الصفحة الاولى

موجة تضامن شعبي وعالمي مع شعب فلسطين الشيوعي العراقي يساند التحركات العالمية: على العراق تفعيل دوره دبلوماسياً وشعبياً

بغداد – طريق الشعب

تتصاعد فعاليات التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، ضد حرب الإبادة والتجويع الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني منذ عامين في قطاع غزة، حيث تزداد وتيرة الاحتجاجات الجماهيرية الرافضة لاستمرار الحرب، والمطالبة بتوفير الطعام والدواء والماء والمساعدات الإنسانية الأخرى.

وتشهد عواصم دول أوروبية وأفريقية وعربية احتجاجات أسبوعية منددة بالإبادة، وتطالب بالإيقاف الفوري للحرب.

ومن المقرر ان يعقد في 22 أيلول الجاري مؤتمر في الأمم المتحدة، ترعاه المملكة العربية السعودية وفرنسا، للاعتراف بدولة فلسطين، فيما أعلنت العديد من الدول انضمامها إلى هذا الحدث التاريخي، ومنها بريطانيا وبلجيكا وفنلندا وأستراليا وكندا، مقابل رفض إسرائيلي – أمريكي، إذ قررت الولايات المتحدة عدم منح سمة دخول للوفد الفلسطيني إلى الأراضي الأمريكية والمشاركة في المؤتمر.

نساند الاعتراف بدولة فلسطين

وقال الرفيق حيدر مثنى، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، إن "الشيوعيين العراقيين يدعمون الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة، ولطالما ساندنا هذا الحق في مختلف الميادين".

وأضاف في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن "التضامن الشعبي العالمي الواسع، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بعد أحداث طوفان الأقصى، هو الذي أجبر الحكومات الغربية على تسريع وتيرة الاعتراف بدولة فلسطين".

وتابع ان "الصورة التي تُنقل يومياً من غزة، وما يعيشه شعبنا الفلسطيني من ولايات متمثلة بالقتل اليومي والتجويع الممنهج ومنع الماء والدواء وأي فرصة للحياة، فضلاً عن التدمير الكامل للبنى التحتية، جعلت قادة العالم يتحركون باتجاه المطالبة بإيقاف هذه الحرب المدمرة".

وأكد الرفيق مثنى، أن "العديد من هذه الدول التي تريد الآن الاعتراف بالدولة الفلسطينية كانت ولا تزال تقدم بشكل أو آخر أشكال الدعم للاحتلال الصهيوني وحكومته اليمينية الفاشية المتطرفة، وبالتالي بسبب هذا الدعم غير المحدود في الكثير من الأحيان، ازدادت معاناة شعبنا الفلسطيني".

إمكانيات أخرى للتحرك دولياً

وعن أهمية التحرك والمساندة الحكومية والشعبية في المنطقة عموماً، والعراق خصوصاً، أشار مثنى إلى أن "ما قدمته الشعوب في المنطقة العربية غير كافٍ حتى الآن، وهي بالإمكان أن تتحرك بصورة أوسع للتضامن مع الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض عليه".

ولفت إلى أنه "برغم التحرك الحكومي العراقي باتجاه دعم القضية الفلسطينية، إلا أنها لا تزال غير ذات تأثير كبير، لذلك ينبغي أن يفعل العراق دوره باعتباره رئيس الدورة الحالية لجامعة الدول العربية، وأن يستخدم الأساليب الدبلوماسية للضغط على البلدان المختلفة من أجل دعم الاعتراف بدولة فلسطين".

وأضاف مثنى أن هناك "إمكانية لتحريك ما جرى التوصل إليه في اجتماع بغداد للقمة العربية، وكذلك تفعيل البيان الختامي للقمة الطارئة العربية الإسلامية، ومنها كسر الحصار الجائر المفروض على غزة والضفة الغربية".

وفي حديثه، شدد الرفيق حيدر مثنى عضو المكتب السياسي للحزب، على وجود إمكانية يمكن أن يستخدمها العراق، وهي "فرض نوع من التعامل الاقتصادي مع الدول الداعمة للكيان المحتل، وإرغامها على إيقاف الدعم له".

وختم الرفيق مثنى حديثه بالتأكيد على "أهمية وحدة القوى الفلسطينية في مواجهة العدوان، والرجوع إلى الاتفاقيات التي أبرمت فيما بينها، من أجل النضال سوياً من أجل دولة فلسطينية حرة ومستقلة".

معركة ضد الظلم والاستبداد

من جانبه، قال أثير الدباس، المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، إن "موجة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها تكشف عن تطور مهم في الوعي السياسي، إذ لم تعد القضية الفلسطينية حبيسة صراع إقليمي محدد أو موضوعاً تفاوضياً مؤجلاً، بل أضحت معياراً يقاس به صدق الالتزام بالمعايير الديمقراطية والإنسانية".

وأضاف ان "هذا التضامن يعبر عن رفض متصاعد لسياسات الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية، ويؤكد أن محاولات شرعنة القمع والعنف لم تعد تجد رواجاً أمام الضمير العالمي الحر".

وشدد الدباس في تصريح لـ"طريق الشعب"، على أن "دولة العراق بما تحمله من ثقل تاريخي وسياسي مطالبة اليوم بأن تحول موقفها من دائرة الشعارات إلى دائرة الفعل السياسي المؤثر، المطلوب ليس إعلان الإدانة، بل استخدام الأدوات السياسية والدبلوماسية في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدين الاحتلال وتطالب بوقف الحرب، والعمل على بناء موقف عربي متماسك لوضع حد لمساعي تصفية القضية الفلسطينية".

ولفت إلى إمكانية أن "تضع الحكومة العراقية قضية التضامن مع فلسطين جزءاً من سياستها الخارجية، وأن تستثمر مكانتها في المنطقة لتعزيز محور السلام والعدالة".

وأكد الدباس أن "التيار الديمقراطي يؤكد أن الوقوف مع الشعب الفلسطيني ليس خياراً أخلاقياً فحسب، بل هو أيضاً جزء من معركة العراقيين أنفسهم من أجل بناء دولة عراقية خالية من الاستبداد والعنف والهيمنة، فالقضية الفلسطينية بعمقها السياسي والإنساني هي امتداد طبيعي لنضال الشعوب في وجه الاحتلال والاستغلال، وأي تقاعس في نصرتها هو تفريط في مبادئ الحرية والعدالة التي ننشدها جميعاً".

دعوة لتحمل المسؤولية

علي صعيد آخر أكد عزيز الربيعي الأمين العام لتيار الخط الوطني على ضرورة استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسات الاحتلال التي تستهدف كرامته وحقه في الحياة الحرة الكريمة.

وقال الربيعي إن "ممارسات التجويع وحرمان المدنيين من أبسط مقومات العيش تمثل جريمة إنسانية مرفوضة ومدانة، وتتناقض مع القيم الأخلاقية والمواثيق الدولية".

وأكد الربيعي في حديثه لـ"طريق الشعب" موقف تياره الثابت، قائلاً: "نرفض هذه السياسات اللا إنسانية، وندعو المجتمع الدولي والقوى الحية لتحمل مسؤولياتهم لوقف هذه الانتهاكات، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والعدالة".

***********************************************

راصد الطريق.. وهل المياه الخضراء صالحة للشرب؟!

شهدت محافظات بابل والنجف وكربلاء انخفاضًا شديدًا في منسوب المياه في نهر الفرات، الذي يُغذي محطات مياه الشرب، ما أدى إلى تعكّرها وتلوثها بالطحالب، وعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري. السلطات المسؤولة، التي حاولت أن تطمّن المواطنين الى عدم وجود مخاطر صحية في هذه المياه، لم تستطع إخفاء الحقائق؛ حيث أشار بيانٌ لمديرية ماء بابل إلى ارتفاع نسبة نوعٍ من البكتيريا التي تنمو في المياه العكرة، فيما أكدت مديرية ماء النجف رصدها حالات تلوث بطحالب عشبية خيطية ومواد عضوية أخرى، طرأت على مياه نهر الفرات، وتسببت بانسدادات في فلاتر التصفية العاملة ضمن المشاريع والمجمّعات الضغطية.

وفي الوقت الذي تعيش فيه بلادُنا وضعًا مائيًا خطيرًا ومخيفًا، بعد انخفاض الخزين المائي إلى 8 مليارات م3 فقط ، أي ما يعادل 8 في المائة من الطاقة المتاحة، جرّاء فشل الحكومة في انتزاع حصتنا من مياه دجلة والفرات من دول المنبع، وتخلّف الإدارة المائية، يتجلى عطش العراقيين، خاصة في البصرة والمناطق المجاورة لنهر الفرات وفروعه، دون أن نلحظ تحركًا جديًا ومبرمجًا لتخفيف الآثار الخطيرة للمشكلة بشكل عام، والإسراع في تحسين أساليب معالجة المياه، وتوفير مياه صالحة للشرب على الأقل للمواطنين بشكل خاص.

*************************************************

الصفحة الثانية

الحكومة: الحقوق التقاعدية مصانة وإلغاء نظام صندوق التقاعد إجراء تنظيمي

بغداد ـ طريق الشعب

أكدت الحكومة، أمس السبت، أن قرار إلغاء مشروع نظام إلغاء نظام "صندوق تقاعد" موظفي الدولة لا يترتب عليه أي ضرر أو مساس بحقوق الموظفين أو المتقاعدين، وصدر بناءً على طلب رسمي من هيئة التقاعد الوطنية بعد خضوعه لتدقيق قانوني من قبل مجلس الدولة.

وذكرت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في بيان، أنها "تود أن توضح للرأي العام بشأن القرار المتعلق بإلغاء مشروع نظام إلغاء نظام صندوق تقاعد موظفي الدولة، إذ أن القرار صدر بناءً على طلب رسمي من هيئة التقاعد الوطنية، وذلك لعدم وجود تعليمات نافذة خاصة بعمل الهيئة". وأشارت إلى أن "وزارة المالية أعدت مشروع النظام الداخلي لتشكيلات هيئة التقاعد الوطنية، ونص على أن صندوق تقاعد موظفي الدولة كأحد تشكيلات الهيئة، مما يتطلب إلغاء النظام لحين إصدار تعليمات نافذة خاصة بالهيئة".

ووفقاً للبيان، فإن "القرار قد خضع إلى تدقيق قانوني من قبل مجلس الدولة، وتم رفعه بعد ذلك إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء على وفق الأطر الدستورية والقانونية النافذة، لغرض عرضه على مجلس الوزراء للتصويت عليه".

وشددت الأمانة على أن هذا القرار "لا يترتب عليه أي ضرر أو مساس بحقوق الموظفين أو المتقاعدين، وأن جميع الاستحقاقات التقاعدية والمالية محفوظة ومصانة بالكامل وفق القانون".

*****************************************

اعتصام خريجي جامعة كرميان في خانقين يدخل يومه الـ 16 احتجاجات متواصلة تندد بـ{اتفاقية خور عبد الله} وبالإهمال الحكومي

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات، خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية، تعكس حجم الإحباط والغضب الاجتماعي لدى المواطنين والمجموعات المختلفة، على خلفية القضايا التعليمية، الاقتصادية، والبنى التحتية، بالإضافة إلى ملفات سيادة البلاد والقوانين المحلية.

اتفاقية خور عبد الله

ونظم العشرات من الناشطين والأهالي في مدينة الكوت تظاهرة ليلية انطلقت من ساحة تموز وجابت شوارع المدينة الرئيسية، للمطالبة بإلغاء اتفاقية خور عبد الله وإيداع قرار المحكمة الاتحادية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

وأكد المتظاهرون استعدادهم للتصعيد حتى تحقيق مطالبهم.

وقال فالح الموسوي، أحد منظمي التظاهرة، أن هذه الاحتجاجات تهدف إلى دفاع عن سيادة البلاد وإعادة الحقوق المسلوبة، بينما حذر المتظاهرون من استمرار التسويف الذي يشمل ملفات أخرى مثل تظاهرات الخريجين والتحقيق في حريق الهايبر ماركت.

اتحاد المقاولين يشكو التهميش

من جهته، شكا رئيس اتحاد مقاولي البصرة حسين المالكي من "الظلم والتهميش" الذي يواجه مئات الشركات المحلية بسبب احتكار العقود لشركات محدودة، وتعطيل قرارات مجلس الوزراء.

وقال المالكي خلال مؤتمر صحفي في مقر الاتحاد: إن "مئات الشركات البصرية حُرمت من فرص العمل لسنوات طويلة، بينما تمنح المشاريع لشركات محدودة، مع تمييز واضح وعدم شفافية في توزيع المشاريع، فضلاً عن تعطيل قرارات مجلس الوزراء التي يفترض أن تُنصف الجميع".

وأضاف أن "الوعود التي أطلقها محافظ البصرة بإشراك الشركات المحلية لم تتحول إلى واقع، وبقيت نفس الشركات السابقة هي المستفيد الوحيد بينما ظلت مئات الشركات الأخرى مهمشة".

وطالب المالكي بـ"كسر الاحتكار وتحقيق العدالة في توزيع المشاريع، والالتزام بتنفيذ قرارات مجلس الوزراء ووزارة التخطيط، وفتح حوار مباشر وشفاف مع محافظ البصرة لإيجاد حلول عاجلة"، مؤكداً أن "إنصاف الشركات البصرية هو حق أصيل وضمانة لتنمية حقيقية، وعند عدم تحقيق هذه المطالب سيتم اتخاذ خطوات تصعيدية ومفاجئة تسبق المظاهرات والاعتصامات".

احتجاج في "الشهداء والأسرى"

وناشد أهالي وشيوخ ومثقفو حي الشهداء وحي الأسرى الحكومة المحلية وشركة النرجس المنفذة لمشروع البنى التحتية بعدم تهميش منطقتيهم مقارنة ببقية مناطق البصرة.

وأكد الأهالي أن الشركة لم تباشر العمل في المنطقتين رغم المطالبات المتكررة، ورفضوا الأعذار المتعلقة بوجود تجاوزات أو غياب الموافقات، وطالبوا بالإسراع في تنفيذ المشروع لإنهاء معاناتهم المستمرة.

احتجاج على تردي المياه في النجف

وخرج عشرات المواطنين من النساء والرجال في تظاهرة أمام مجسرات ثورة العشرين احتجاجاً على تردي نوعية المياه التي تصل إلى منازلهم، والتي وصفوها بأنها ذات رائحة كريهة ولون مائل للاخضرار، مؤكدين أنها تهدد صحتهم وصحة أطفالهم، محذرين من مخاطر انتشار بكتيريا خطيرة تسبب التهابات وأمراضاً حتى مع الاستخدام اليومي.

وطالبت المتظاهرة سهاد سالم، الحكومة المحلية والوزارات المعنية بالإسراع في معالجة الأزمة عبر تركيب منظومات وفلاتر تمنع دخول الملوثات، قائلة: "الماء الذي يصلنا ملوث فلا نستطيع أن نغسل به ولا أن نشرب منه، أبسط الحقوق تُسلب منا، أخرجونا من هذه المعاناة وأعطونا حقوقنا التي نستحقها".

خريجو جامعة كرميان

ويواصل خريجو جامعة كرميان في قضاء خانقين اعتصامهم المفتوح منذ 16 يوماً، احتجاجاً على عدم الاعتراف بشهاداتهم من قبل الحكومة الاتحادية نتيجة الخلافات السياسية بين بغداد وأربيل، ما انعكس سلباً على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.

وقال منسق الاعتصامات رازان ماجد، إن "الخريجين يعانون من غياب الإنصاف مقارنة بزملائهم في جامعات الوسط والجنوب وحتى جامعات إقليم كوردستان، حيث رُفض الاعتراف بشهاداتهم الصادرة من الكليات التابعة للجامعة، رغم أن الجامعة معترف بها على مستوى حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية".

وأضاف أن "الأسباب وراء عدم الاعتراف قد تكون سياسية بالدرجة الأولى، وجزءاً من تداعيات الخلافات المستمرة بين بغداد وأربيل، وهو ما انعكس سلباً على مستقبل الخريجين، حيث لم تشمل أكثر من 7 آلاف درجة وظيفية خُصصت لمحافظة ديالى أي خريج من جامعة كرميان، فضلاً عن حرمانهم من التعيينات الخاصة بالأوائل في العراق وكوردستان".

وأشار ماجد إلى أن "المعتصمين نصبوا الخيام منذ أكثر من أسبوعين وواصلوا إضرابهم عن الطعام دون أي استجابة فعلية من الجهات الرسمية، على الرغم من زيارات وفود حزبية وحكومية"، مؤكداً أن "الاعتصام سيستمر وقد يتجه إلى مراحل تصعيدية إذا لم يتم إيجاد حل عادل ينصف أكثر من 17 ألف خريج".

من جانبه، قال الناشط المدني علي صوفي إن "هذه الاحتجاجات يجب أن تكون درساً لجميع القيادات السياسية والحكومية في حكومتي الإقليم وبغداد بأن الشعب لن يسكت بعد الآن عن المطالبة بحقوقه المسلوبة". وأضاف أن "المحتجين لن يستقبلوا بعد الآن أي مسؤول يأتي إلى خيام الاعتصام ليتظاهر بدعم القضية، بل يريدون دعماً حقيقياً يتمثل بالذهاب إلى بغداد وأربيل والعمل على إنصاف حقوق الخريجين".

وتكشف أزمة خريجي جامعة كرميان جانباً من التحديات المتراكمة التي يواجهها قطاع التعليم العالي في العراق، حيث تتحول الخلافات السياسية بين بغداد وأربيل إلى عقبة مباشرة أمام مستقبل آلاف الطلبة. ويؤكد مراقبون أن استمرار تجاهل مطالب الخريجين قد يوسع فجوة الثقة بين المواطنين والمؤسسات الرسمية، ويحوّل الاحتجاجات الطلابية إلى سابقة ضاغطة.

احتجاج في كركوك

الى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي ناحية تازة خورماتو وقرية بشير جنوبي كركوك، احتجاجاً على قرار نقل عدد من أفراد الشرطة المحلية إلى تشكيل جديد ضمن قيادة شرطة المحافظة.

وقال أحمد أصغر جواد، منسق التظاهرة، إن "الأهالي نظموا وقفة احتجاجية سلمية قرب مركز شرطة ناحية تازة للتعبير عن رفضهم لإجراءات نقل المنتسبين"، مشيراً إلى أن "قوات الشرطة المحلية في تازة وبشير لعبت دوراً محورياً في تعزيز الأمن وحماية الأهالي منذ سنوات، وأي تغيير في مواقعهم قد يترك فراغاً أمنياً يهدد استقرار المنطقة".

من جانبه، قال أحد المتظاهرين ويدعى (أبو علي التازلي)، إن "أكثر من 50 منتسباً من قصبة بشير وشرطة تازة جرى نقلهم إلى قوة جديدة مشكلة داخل قيادة شرطة كركوك تحت اسم قوة فرض القانون"، مطالباً بوقف القرار والإبقاء على عناصر الشرطة في مناطقهم لخدمة الأهالي وحمايتهم.

ويخشى سكان المنطقة أن يؤدي هذا الإجراء إلى إضعاف المنظومة الأمنية المحلية التي طالما اعتمدت على معرفة عناصر الشرطة بطبيعة المنطقة والعشائر والعلاقات الاجتماعية، وهو ما ساهم في تقليص المخاطر الأمنية ومنع تكرار الخروقات خلال السنوات الماضية.

وتعكس الاحتجاجات والتظاهرات في البلاد، تنامي الإحباط الاجتماعي والغضب الشعبي بسبب الإهمال الحكومي، سواء في مجالات التعليم العالي، المشاريع الاقتصادية، البنى التحتية، أو السيادة الوطنية. كما أن استمرار تجاهل مطالب المواطنين قد يؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات وتحويلها إلى ضغوط سياسية واجتماعية مباشرة على الحكومة المحلية والمركزية، في وقت يطالب فيه المتظاهرون بخطوات عملية وحقيقية بدل التصريحات والشعارات الإعلامية.

******************************************

ومضة.. التغيير مطلوب وممكن !

صبحي الجميلي

منذ مدة والعديد من القوى ، بما فيها قطاعات شعبية واسعة ، يضع مسالة التغيير على جدول اعماله ، ويُقرّ بان استمرار الحال على وفق  النهج المتبع حتى الآن في بناء الدولة وادارتها، لن يفضي الا الى المزيد من التدهور على الصعد كافة.

فالمنظومة التي تقاسمت السلطة منذ ٢٠٠٣ حتى اليوم انطلقت في بناء مؤسسات الدولة   واسناد المواقع والوظائف العامة، من المحاصصة، التي قيل ويقال انها تضمن التوازن والمشاركة ، في حين انها تختزل " المكونات " وتحصر تمثيلها  في أحزاب وافراد  وعوائل معينة ، وتُغيّب منطق الكفاءة والوطنية والنزاهة. وقائمة السفراء المقرة حديثا ، شاهد قريب على ذلك .

هذا النهج المتبع تسبب في هشاشة البناء المؤسسي للدولة، وفي اضعافها وشل قدرتها على القيام بواجباتها على الوجه المطلوب، وغيّب الوطنية العراقية الجامعة، وأضاع سنوات من فرص البناء والاعمار واهدر المال العام، وثلم القرار الوطني العراقي المستقل، وفتح أبواب العراق لكل من هب ودب . وأصبحت هذه المنظومة بفعل نهجها وطبيعتها، عاجزة جتى عن صيانة السيادة الوطنية وحفظ حقوق العراق في أراضيه وسمائه ومياهه .

وبمرور الزمن ، وتفاقم المشاكل المستعصية، وانكفاء المتنفذين على ادامة نفوذهم وسلطتهم وتفردهم بالقرار واحتكاره، أصبحت هذه المنظومة التي  لا تمثل الا نفسها ومصالحها ، عائقا امام التوجه الجدي لبناء عراق جديد ، يوظف  امكانياته كافة  لبناء مجتمع مرفه يتمتع بثرواته وبكامل حقوقه. وغدت المنظومة اقلية معزولة عن الأكثرية المطلقة من المواطنين ، ومن مختلف أطياف الشعب العراقي ، التي تعاني الامرّين ، فيما يتفيّأ المتنفذون في ظلال  نعيم الاباطرة والسلاطين .

و قاد هذا النهج والتمسك به الى افراز حكومات لا تمتلك ناصية قرارها الموضوع خارجها، وهي عموما افتقرت الى رؤى متكاملة واستراتيجية لمعالجة الازمات البنيوية، التي يعيش البلد تداعياتها.

من جانب آخر، وحيث تعجز هذه المنظومة عن ملاقاة حاجات الناس والاستجابة لها ، فانها تنساق ، وبعكس كل ما تعلنه ، الى المزيد من التضييق على الهامش الديمقراطي والحريات، والى تنميط حياة الناس وتأطيرهم  بما تريد هي، ومصادرة حق التعبير والرأي والاحتجاج .  والشاهد الراهن هو القمع الذي تتعرض له المظاهرات والتجمعات المطلبية والاحتجاجية. ناهيك عما تعرضت له انتفاضة تشرين ٢٠١٩ من بطش وعسف وملاحقة وتغييب واغتيال.

فاهمية التغيير تنبع أساسا من الفشل المتراكم للمنظومة ونهجها، وعجزها طيلة ٢٢ عاما عن تقديم الحلول ، رغم اغداق  الوعود. واعتدنا ان نسمع كل من يأتي الى السلطة من المنظومة ذاتها  يلقي بالمسؤولية على من سبقه، ويطالب باعطائه فرصة أخرى ، وعلى هذا المنوال وصل بنا الحال الى ان يغدو صرف الراتب مكرمة وإنجازا كبيرين!

 لذا فان استمرار هذا النهج لا يعني الا غياب الحلول الجذرية، وعليه يكون التغيير لا ترفا فكريا ومناشدة معزولة عن الواقع ، بل ضرورة لانقاذ البلد مما هو فيه من سوء.

ويتوجب هنا التأكيد بان التغيير المنشود ينصب على الخلاص من المحاصصة ونهجها المدمر والفاشل ، وقطعا هو لا يستهدف أيا من أطياف شعبنا المتآخية ، فهي دفعت جميعا فاتورة الفشل المتراكم للمتنفذين على اختلاف تلاوينم. وهو أيضا لايستهدف افرادا او مجموعة بعينها ، بل يراد منه وقف الانزلاق والمزيد من التدهور، وفتح  فضاءات جديدة والسيرعلى طريق بناء عراق مختلف يقوم على الديمقراطية الحقة ، والمواطنة، والعدالة الاجتماعية ، وبناء دولة المؤسسات والقانون ، كاملة السيادة ومالكة قرارها الوطني المستقل .

وبهذا المعنى المقصود بالتغيير المنشود فان لأطياف شعبنا جميعا مصلحة في تحقيقه ، ويبقى الشعب العراقي بفعالياته المختلفة ، وعلى تعدد مشاربها وانتماءاتها ، هو الحاضن الأساس له ، فيما تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الأحزاب والقوى المتطلعة الى التغيير. اما النخب الثقافية والفكرية ، ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات ، فتُنتظر منها المبادرة الى رفع الوعي واعلاء شأن المواطنة العراقية الجامعة وتعرية الخطاب الطائفي المقيت.

نخلص الى ان التغيير المطلوب قابل للتحقيق ، وهو بحاجة الى جهود متراكمة ، وعمل صبور ، وتحشيد للطاقات الوطنية ، والى مشاركة جماهيرية واسعة في الانتخابات ،  والى عمل سلمي متعدد الاشكال لايجاد  توازن جديد للقوى، قادر على تحويل التذمر والمعاناة الى مشروع وطني بديل .

***********************************************

الصفحة الثالثة

مراقبون: المال السياسي والدعاية المبكرة يهددان نزاهة الانتخابات.. والعقوبات غير رادعة

بغداد ـ طريق الشعب

مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقبلة، تتصاعد المخاوف حول نزاهة العملية الانتخابية، بعد استبعاد اكثر من 700 مرشح لأسباب متعددة؛ إذ يرى مراقبون أن الانقسامات السياسية، وحجم الإنفاق الضخم على الدعاية التي لم تبدأ رسميا بعد، وغياب الثقة الشعبية بالمنظومة الحاكمة، يزيد من التعقيدات المحيطة بالاستحقاق القادم.

وتعد الانتخابات البرلمانية القادمة، من أكثر الدورات تعقيدا منذ سنوات، بحسب المراقبين، حيث بات العراقيون يواجهون العديد من المشكلات في اختيار ممثليهم، في ظل ارتفاع أعدادهم، ووجود المال السياسي، الذي يعيق وصول المستقلين للسلطة.

 

استغلال المال السياسي

وكان تحالف الشبكات والمنظمات الوطنية لمراقبة الانتخابات في العراق، حذر قبل يومين، من تصاعد ظاهرة الدعاية الانتخابية المبكرة واستغلال المال السياسي من قبل بعض الأحزاب والتحالفات، قبل تحديد أرقام القوائم والمرشحين.

وأكد التحالف، أن هذه الممارسات تمثل خرقاً صريحاً للقانون وتمسّ بمبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين، داعياً المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة تشمل إنذار القوائم المخالفة وإزالة الإعلانات الدعائية المخالفة خلال 48 ساعة.

من جهته، أكد رئيس الفريق الإعلامي في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عماد جميل، أن المفوضية شكلت ما يقارب عشرين لجنة مركزية في مكاتب المحافظات إضافة إلى لجان في إقليم كردستان، تتولى مهمة رصد المخالفات الانتخابية وتلقي البلاغات من المواطنين والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين.

وأوضح جميل، أن بعض الجهات المخالفة جرى تنبيهها، فيما فُرضت غرامات مالية على من استمر في تجاوزاته، بلغت بين مليوني وخمسة ملايين دينار، خاصة فيما يتعلق بمخالفات النشر الدعائي.

وأضاف أن المفوضية حددت موعد انطلاق الحملات الانتخابية في التاسع عشر من الشهر الجاري، وتنتهي قبل أربع وعشرين ساعة من يوم التصويت المقرر في التاسع من تشرين الأول، حيث يبدأ الصمت الانتخابي.

وأشار إلى أن أي دعاية انتخابية خارج هذه المدة تعد مخالفة قانونية قد تصل عقوبتها إلى استبعاد المرشح أو الحزب من المنافسة، لاسيما إذا تضمنت خطاباً طائفياً أو محرضاً.

مخالفات الدعاية المبكرة

من جانبها، شددت عضو الفريق الإعلامي في المفوضية نبراس أبو سودة، على أن المفوضية تتابع المخالفات الخاصة بالدعاية المبكرة وتتخذ بشأنها الإجراءات القانونية اللازمة، بما يضمن عدالة المنافسة وتكافؤ الفرص.  وجددت التأكيد على التزام المفوضية الكامل بإجراء انتخابات نزيهة وشفافة وفق السياقات الدستورية والقانونية.

وفي سياق الاستعدادات الفنية، صادق مجلس المفوضين مؤخراً على الانتشار النهائي لسجل الناخبين الخاص بالتصويت العام، وبدأت المفوضية باتخاذ إجراءات طباعة السجل وتوزيعه على المراكز الانتخابية ضمن المدد المحددة. كما تواصل المفوضية استكمال طباعة أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون بطاقة بايومترية في مطابع دولية، على أن يجري توزيعها منتصف الشهر الحالي عبر ١٠٧٩ منفذاً ثابتاً، إضافة إلى الفرق الجوالة التي ستصل إلى المناطق النائية، وفق خطة لوجستية بالتنسيق مع اللجنة الأمنية العليا للانتخابات.

أما أوراق الاقتراع، فهي قيد الطباعة وتشمل نموذجين: الأول خاص بالقوات الأمنية والنازحين، والثاني للاقتراع العام الذي يطبع بشكل منفصل لكل محافظة بحسب القوائم والمرشحين. وسيجري توزيع هذه الأوراق فور وصولها إلى العراق، ضمن خطة لوجستية معدة مسبقاً وبجدول زمني يتناسب مع موعد الانتخابات.

رغم إعلان المفوضية فرض غرامات مالية على المخالفين تراوحت بين مليوني وخمسة ملايين دينار، إلا أن هذه العقوبات تبدو في نظر كثير من المراقبين غير رادعة بما يكفي. فالمبالغ المفروضة لا تعادل في بعض الحالات أكثر من عشرة في المائة من كلفة لافتة دعائية واحدة، ما يجعل بعض الكيانات السياسية تنظر إليها كجزء من "تكلفة الحملة" وليس كعقوبة تستحق التوقف أو إعادة النظر في السلوك الانتخابي.

هذا الواقع يثير تساؤلات حول جدوى هذه الغرامات في ضمان تكافؤ الفرص بين المرشحين، إذ قد يستغل المرشحون ذوو الإمكانات المالية الكبيرة هذا الهامش القانوني لتكثيف دعاياتهم المبكرة أو غير المشروعة، فيما يلتزم المنافسون الأقل موارد بالقانون، مما يخل بمبدأ العدالة الانتخابية.

ويرى مختصون أن المفوضية بحاجة إلى إعادة تقييم آليات الردع، عبر رفع سقف الغرامات وربطها بحجم الإنفاق الانتخابي أو اللجوء إلى عقوبات أشد مثل الحرمان المؤقت أو الاستبعاد الكامل عند تكرار المخالفات، بما يحافظ على نزاهة العملية الانتخابية وثقة الناخبين.

*****************************************

عين على الأحداث

ما رأيكم، دام {عزكم}؟

كشف ناشطون عن الانتهاكات المنافية للدستور ولحقوق الإنسان، التي وردت في مدوّنة الأحوال الشخصية التي أقرّها مجلس النواب بعجالة، وفي جلسة مشكوك بشرعيتها، مشيرين إلى مشاكل جدية فيها، كالسماح للزوج بعدم الالتزام بعقد الزواج بغض النظر عن موافقة الزوجة، وإلغاء حضانة الأم لأطفالها حين يبلغون السابعة من عمرهم وبأثر رجعي، وربط النفقة على الزوجة بتوفيرها المتعة الجنسية وطاعتها التامة للزوج، ومضاعفة فترة "النشوز"، وهو ما يعني بقاء الزوجة الكارهة لمواصلة العلاقة الزوجية معلّقة، لسبع سنوات قبل السماح بتطليقها. وقد ردّت الجيوش الإلكترونية لمنظومة المحاصصة على هذه الاتهامات بتخوين وتكفير الناشطين، دون أن تنفي أياً منها.

{الخير} ليجدام!

أعلن البنك المركزي عن ارتفاع الدين العام الداخلي مع نهاية شهر حزيران الماضي إلى 87 تريليونًا و748 مليار دينار، أي بزيادة قدرها 4 تريليونات دينار، وبنسبة 5.35 في المائة عن عام 2024، وبنسبة 19.59 في المائة عن عام 2023. وبرّر البنك هذه الزيادة بارتفاع مستحقات الفلاحين عن شراء محاصيلهم بمقدار 2.2 تريليون دينار. هذا، وفي الوقت الذي لم تُسَدَّد فيه حتى الآن كل مستحقات الفلاحين، فإن لجوء الحكومات بصورة متزايدة إلى الاقتراض يمثل خطرًا جديًا على خطط التنمية والموازنات الاستثمارية، واستهلاكًا غير مُجْدٍ للثروة الوطنية، فيما ستُثقل خدمة هذه الديون الموازنة وتزيد من عجزها.

كله في المواني!

كشف سائقو شاحنات لنقل البضائع من موانئ البصرة عن قيام شركات خاصة، تتبع جهات متنفذة، بتكديس الحاويات وتعطيل التعبئة والتفريغ عمدًا، لكي تتمكن من جمع غرامات تأخير مالية، تصل إلى أكثر من نصف مليون دينار عن كل حاوية، وقد تصل إلى 5 مليارات دينار لكل وجبة حاويات. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن فشل منظومة المحاصصة قد شمل الموانئ، التي تعاني من الفساد في عمليات التخليص الجمركي، ومن هيمنة السلاح المنفلت، وفرض الإتاوات على بعض الشركات والتجار، إضافة إلى تخلّف البنية التحتية، وغياب وسائل المراقبة الحديثة، وقلة الاعتماد على الأنظمة الذكية في التخزين والنقل والإدارة.

فشل شمولي

حذّر مجلس المياه والسلام والأمن، في تقريره لشهر آب 2025، من أن النزاعات المرتبطة بالمياه في العراق في تزايد خطير، وعلى نحو يهدد بتحولها إلى حروب أهلية محلية، مشيرًا إلى ما حدث في ميسان من صراعات على الماء واشتباكات عنيفة رافقت ردم مزارع الأسماك وأودت بحياة مزارعين، والى ما حدث في البصرة حين تم إغلاق قناة السويب الخاصة بمعالجة اللسان الملحي، الذي يضرب مناطق شط العرب وأبي الخصيب. هذا، وفيما تثير هذه التحديات قلق الناس، تدهشهم اللامبالاة التي يتعامل بها "أولو الأمر" مع خسارة البلاد لحصصها المائية وتلكؤهم في معالجة المشكلة على الصعيدين الدولي والمحلي.

شنسوي بالمدارس!

مع قرب بداية العام الدراسي الجديد، كشفت وزارة التربية عن الحاجة الفورية لثمانية آلاف مدرسة جديدة، وضرورة توفير 15 ألف مدرسة إضافية على المدى البعيد. ورغم الوعود الكبيرة التي أطلقها "أولو الأمر" بحل هذه المشكلة الخطيرة عبر عقود بناء بتمويل صيني، لم تُفتتح حتى الآن سوى 40 مدرسة، على أمل افتتاح ألف مدرسة أخرى قبل نهاية هذا العام. هذا، وفيما لم تعد المشكلة تقتصر على توفير المباني، بل امتدت إلى وجود نقص حاد في موظفي الخدمة والمعلمين، يتندّر الناس بكوميديا سوداء على "إنجازات" منظومة المحاصصة، متسائلين عما إذا كانوا يعتبرون المدارس بدعة مكروهة!

******************************************

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

هل يمثل الانسحاب الأمريكي تغييراً استراتيجياً؟

كتب محمد الدوح مقالًا لموقع Geopolitical Monitor الكندي، ذكر فيه أن قرار الولايات المتحدة المفاجئ بسحب قواتها من قاعدتَي عين الأسد وفيكتوريا في العراق، وإعادة نشرها في أربيل، وربما في دولة عربية مجاورة، يُمثل تغييرًا جوهريًا في الموقف العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

إعادة تموضع

وأشار الكاتب إلى أن هذه الخطوة تُعدّ في الواقع إعادة توجيه دقيقة، تهدف إلى تحقيق توازن جديد بين المتطلبات الأمنية للحفاظ على النفوذ الاستراتيجي، والمخاطر العملياتية المتعلقة بالسياسة الداخلية والتوترات الإقليمية. وأضاف أن فهم الأهداف والدوافع الكامنة والنتائج المتوقعة لهذه الخطوة يمكن أن يُسهم في تسليط الضوء على الإطار الأوسع لاستراتيجية الدفاع الأمريكية في المنطقة مستقبلًا، والتي يُعَدّ هدفها الرئيس الحفاظ على نفوذها في العراق، وتجنُّب أية مؤثرات سلبية على العلاقات مع حكومته، وحماية قواتها من المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة، وحرمان طهران من الميزة التكتيكية والرمزية المتمثلة في مهاجمة أهداف عسكرية أمريكية في وسط وغرب العراق.

ضغوط قوية

وادّعى الكاتب أن رئيس الحكومة العراقية يتعرّض لضغوط متزايدة من البرلمان وبعض شرائح الشعب لإنهاء "الوجود العسكري الأجنبي"، وبالتالي فإن الانسحاب من عين الأسد وفيكتوريا سيُخفف من هذه الضغوط، ويسمح لواشنطن بالحفاظ على وجودٍ سريّ وفعّال في أربيل ومواقع أخرى، مما يُساعد الحكومة على التمتّع بقدرٍ من الاستقلالية من جهة، ويساعد من جهة أخرى، البنتاغون على إدامة قدراته العملياتية في مجالات السيطرة على النيران، والاستخبارات، والمراقبة، خاصة حين تتوفر له بيئة آمنة سياسيًا في كردستان، التي تُعَدّ فيها القوات الأمريكية حليفة وثيقة وليست محتلة.

العوامل المؤثرة في القرار

ولخّص الكاتب أهم العوامل التي عجّلت باتخاذ قرار إعادة التموضع بتزايد مخاطر الفصائل العسكرية الحليفة لطهران، وتراجع الشرعية المحلية للوجود الأمريكي، الذي تحوّل إلى هدف سياسي سهل المنال، وربما أداة تعبئة وتأجيج للمشاعر القومية. كما تبرز من بين تلك العوامل المزايا الاستراتيجية لأربيل، والمتمثلة في الغطاء السياسي، والأمن العسكري، والفائدة الجغرافية، وتوافق المصالح، والموقع الاستراتيجي الذي يُؤمّن سهولة مراقبة مثلث إيران وسوريا وتركيا. ولا يُؤمّن هذا الموقع اللوجستيات وقنوات الاتصال الأمريكية مع الحلفاء الإقليميين فحسب، بل يُمكّن القوات الأمريكية أيضًا من الردّ بسرعة في مسارح عمليات متعددة. وأخيرًا، العمق الإقليمي في الدول العربية المجاورة، كالكويت أو الأردن، حيث تتوفّر قواعد آمنة وسهولة الوصول منها إلى سوريا والعراق والخليج.

العواقب الاستراتيجية

وتوقّع المقال أن تُصوّر طهران وحلفاؤها الخطوة الأمريكية على أنها تراجع وانتصار رمزي لهم، مستدركًا بالقول إن هذا التفسير غير ذي جدوى، لأن واشنطن لا تُغادر العراق؛ بل تُعيد تركيز جهودها على مناطق أكثر جدوى سياسيًا، وذات مواقع يسهل الدفاع عنها. كما أن الانسحاب سيُقلل الضغط الشعبي والبرلماني، ويُقدّم للحكومة العراقية تنازلًا سياسيًا رمزيًا دون أن يفرض انسحابًا أمريكيًا كاملًا، خاصة وأنه يضمن لواشنطن استمرار وصولها، عند الضرورة، إلى المجال الجوي العراقي، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، ومهام استشارية أخرى. ورأى الكاتب أن من المزايا غير المباشرة الأخرى للوجود الأمريكي في أربيل، تعقيد الحسابات التركية تجاه إقليم كردستان، حيث تُشير واشنطن، سرًا، إلى أن الأراضي الكردية تقع ضمن نطاق مصلحتها الأمنية.

التأثير الإقليمي

وعلى الصعيد الإقليمي، توقّع المقال أن تكون للخطوة الأمريكية تأثيرات واسعة على دول المنطقة، إذ ستُرسي إطارًا مرنًا، يُمكن لواشنطن الاستفادة منه في حال نشوب أزمة إقليمية، وتقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي، وربما حتى البري لحلفائها، وسيضمن احتفاظ واشنطن بالقدرة على أن تكون لاعبًا رئيسيًا في أي تصعيد مستقبلي يشمل سوريا أو إيران أو الخليج.

وأخيرًا، ومن منظورَي الفعالية والتكلفة والاستدامة على المدى الطويل، وجد الكاتب أن الانسحاب يتماشى مع الهدف الاستراتيجي الشامل لواشنطن، والمتمثل في الحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط، مع تقليل تكاليف الانتشار المُوسّع، وذلك بالوصول إلى وجود أخفّ، وأكثر قدرة على الحركة، موزّع في أنحاء أربيل والدول المجاورة، وذو نقاط ضعف أقل ومرونة أكبر، ولا يسبب أي توتر سياسي.

************************************************

الصفحة الرابعة

مراقبون: الصين تمثل رئة الاقتصاد الإيراني {سومو} تنفي تورط العراق جدل دولي حول شحنات نفط مشبوهة تصل الصين

بغداد - طريق الشعب

تثير بيانات تجارية حديثة شكوكاً متزايدة حول استخدام إيران أوراق منشأ عراقية وعُمانية لتسويق نفطها إلى الصين، في محاولة للالتفاف على العقوبات الأميركية. فبينما تنفي شركة تسويق النفط (سومو) أي تورط رسمي في هذه الأنشطة، تكشف سجلات الاستيراد الصينية عن كميات من النفط تُسجل كعراقي تفوق الحصص المعلنة بأكثر من 100 ألف برميل يومياً، ما يعادل مليارات الدولارات سنوياً.

يقول مختصون، ان هذا التناقض يضع العراق أمام تحديات مزدوجة، تشمل حماية سمعته النفطية في الأسواق العالمية، وتفادي تبعات محتملة من العقوبات الأميركية على شركات أو جهات قد تُتهم بالتورط في دعم “أساطيل الظل” الإيرانية.

وكشفت بيانات حديثة عن استيراد الصين لكميات من النفط تُسجَّل على أنها عراقية، لكنها تتجاوز بشكل كبير ما أعلن عنه رسمياً. ويشير هذا التناقض إلى احتمال استخدام إيران النفط العراقي كواجهة لتجاوز العقوبات الأميركية.

وبرغم نفي شركة تسويق النفط العراقية (سومو) أي تورط لها في هذا النشاط، تكشف السجلات الصينية عن وجود نحو (100) الف برميل يومياً إضافية تُسجل كنفط عراقي، بما يعادل أكثر من 2.5 مليار دولار سنوياً، منذ عام 2021، وهو نمط مستمر.

شحنات نفط "عراقية وعُمانية"

وأعلنت شركات متخصصة في تتبع الناقلات عن استخدام إيران مجموعة من الأساليب لإخفاء المصدر الحقيقي لشحناتها النفطية، تشمل تزوير وثائق الشحن والتلاعب ببيانات نظام التعرف الآلي (AIS) للسفن، ما يمكّنها من بث مواقع مزيفة.

وبيّنت الشركات، إن بعض الناقلات تقوم بمحاكاة عمليات التحميل بالقرب من ميناء صحار في عُمان، بينما يتم تحميل النفط فعليًا في المياه الإيرانية. وسمحت هذه الأساليب للنفط الإيراني بالوصول إلى الصين تحت غطاء أوراق منشأ عراقية أو عُمانية.

وقالت شركة “تانكر تراكرز” المتخصصة في تتبع الشحن: “يصل النفط الايراني الى الصين على أنه ‘نفط عراقي’ بكميات كبيرة بفضل وثائق سومو المزيفة"، مبينة انها رصدت "حدوث شيء مشابه مع النفط ‘العُماني’ نتيجة التزييف”. فيما اشارت شركة "كبلر" لتحليل البيانات الى أن ناقلات النفط الضخمة غالباً  توقف ارسال اشارات التتبع، ثم تعاود الظهور، لكنها نادراً ما تزيف مباشرة محطات التحميل العراقية. وفيما يتعلق بزيت الوقود، فقد لوحظ بعض التزييف المرتبط بمحطة البصرة العراقية، لكن بكميات صغيرة فقط.

وتُقدر "كبلر" أن ايران صدرت حوالي 245,000 برميل يومياً من زيت الوقود في عام 2024، بقيمة تقارب 6 مليارات دولار، حيث ذهبت حوالي النصف إلى الإمارات العربية المتحدة، و22 بالمائة الى الصين، و10 بالمائة الى ماليزيا، والباقي الى دول شرق آسيا أخرى.

سومو تنفي تهريب النفط

من جهتها، نفت شركة تسويق النفط العراقية (سومو)، برئاسة مديرها العام علي نزار الشطري، وجود أية عمليات خلط أو تهريب للنفط الخام أو المنتجات النفطية في الموانئ العراقية أو داخل المياه الإقليمية.

وقال الشطري في تصريح للوكالة الرسمية، إن عمليات التصدير تخضع لرقابة دقيقة وتتبع نظامًا صارمًا منذ لحظة التحميل وحتى وصول الشحنات إلى الجهات المستوردة.

وأضاف أن الشركة تعتمد على برامج تتبع متقدمة، من بينها برنامج شركة “كبلر” الأمريكية، الذي يوفر معلومات دقيقة عن حركة كل ناقلة.

وأوضح، أن بيع المنتجات النفطية يتم وفق أسعار عالمية مستندة إلى نشرات معترف بها، ومن خلال مزايدات تشارك فيها شركات دولية، مشيرًا إلى أن عمليات البيع والدفع تتم عبر آليات مصرفية عالمية واضحة وشفافة، ما يمنع أي محاولة تلاعب.

وأكد الشطري، أن جهات متعددة تشارك في الرقابة على عمليات التصدير، مشيرًا إلى أن وجود ناقلات غير معروفة لا يعني بالضرورة تهريبًا، فقد تكون مخصصة لنقل مواد تابعة لوزارات أخرى.

وأوضح في ختام حديثه أن الشركة تحتفظ بسجل كامل ومحدث لكل ناقلة تتعامل مع النفط العراقي، وتتعاون بشفافية عالية مع الجهات الأمنية والرقابية

أوراق وشهادات منشأ عراقية؟

وللتعليق على البيان، أكد الخبير في مجال اقتصاد النقل الدولي زياد الهاشمي، أن تصريح مدير شركة تسويق النفط العراقية (سومو) ركّز على الجوانب الرسمية للصادرات النفطية، وتجنب الحديث عن عمليات تهريب النفط العراقي التي تتم خارج سلطة الشركة.

وقال الهاشمي في حديث مع "طريق الشعب"، أن "النفط العراقي المهرب يُستغل أحياناً لتسهيل تهريب النفط الإيراني المعاقب، مستخدماً أوراق وشهادات منشأ عراقية".

وأضاف أن من المفترض أن "يطالب مدير سومو بفتح تحقيق حول اتهامات وزارة الخزانة الأمريكية، ومطالبة الجهات المعنية بمراقبة المرافئ والمياه الإقليمية العراقية وتشديد إجراءات التدقيق على السفن المغادرة".

ولفت الى أن استيراد الصين كميات من النفط بأوراق منشأ عراقية تتجاوز الحصص الرسمية، يشير إلى وجود نفط من مناشئ أخرى يُسوق عبر شهادات المنشأ العراقية.

وزاد بالقول إن بعض المصافي الصينية الصغيرة تتغاضى عن تدقيق صحة الوثائق بسبب الأسعار المنخفضة، ما يجعل من النفط الاضافي المباع وفق هذه الشهادات غالباً نفطاً إيرانياً مهرباً، بحسب بيانات الخزانة الأمريكية وعقوباتها السابقة على بعض المصافي الصينية.

كما أشار الى أن ايران تستخدم ما يُعرف بـ”اسطول الظل” لتهريب نفطها، مستغلة شركات في دول عربية، خاصة الإمارات، لتسهيل عمليات التعاقد والبيع واستلام الأموال وتحويلها لجهات أخرى، مما يعرض هذه الدول لمخاطر مباشرة مع الخزانة الأمريكية ويؤثر على سمعتها الدولية.

وشدد الهاشمي على أن "العراق رسمياً غير متورط في تهريب النفط الايراني، لكن وجود جهات نافذة داخل العراق وخارجه ساهمت بشكل غير مباشر في دعم جهود الأسطول الإيراني لتهريب النفط المعاقب"، وهذا بحسبه "قد يؤدي إلى فرض مزيد من العقوبات الأمريكية على أفراد وشركات ومؤسسات متورطة في كسر الحصار على النفط الايراني".

الصين.. رئة الاقتصاد الايراني

وللتفصيل في هذه المسألة، قال أستاذ الاقتصاد الدولي نوار السعدي، أن الصين أصبحت “الرئة التي يتنفس عبرها الاقتصاد الايراني، فمشتريات الصين للنفط الايراني تخفف كثيراً من عبء العقوبات المفروضة عليها".

وبحسب السعدي فان بيانات شركات تتبع شحنات النفط، اظهرت أن مشتريات الصين من الخام والمكثفات الايرانية تراوحت خلال النصف الأول من عام 2025 بين 1.3 و1.5 مليون برميل يومياً، وبلغت ذروتها قرب 1.8 مليون برميل يومياً في حزيران، وفق تقديرات شركتي “فورتكسا” و”كبلر”.

وقال السعدي في حديث مع "طريق الشعب"، ان حوالي 90 في المائة، من صادرات ايران النفطية تتجه نحو الصين، التي تستحوذ على نحو 13–14٪ من وارداتها من الخام خلال تلك الفترة، مع اعتماد شديد على مصافي “التيبوت” في شاندونغ، التي تجذبها خصومات عادةً تتراوح بين 7 – 8 دولارات للبرميل مقارنةً بالبراميل غير المعاقبة، الا انه لفت كذلك الى ان هذه الأرقام في الوقت نفسه، تجعل الاقتصاد الايراني معرضاً بشدة لتقلبات الطلب الصيني وسياساته التجارية والطاقة.

وحول فعالية ما يُعرف بـ”آلية الزناد” الأوروبية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، قال السعدي إن نجاحها يعتمد كلياً على موقف بكين. فالآلية قابلة للتفعيل من القوى الأوروبية، وتبدأ عداً تنازلياً لمدة 30 يوماً لإعادة تطبيق العقوبات الأممية القديمة، ما لم يُصادق مجلس الأمن على استمرار الإعفاءات.

واكد ان القدرة الردعية الاقتصادية تبقى محدودة، إذا استمرت الصين في امتصاص معظم نفط ايران عبر خصومات وعمليات نقل لوجستية مثل “الأسطول المظلم” او كما يعرف بـ"اساطيل الظل" ومحطات إعادة الشحن.

وأضاف أن ايران من جهتها، طورت أدوات تشغيلية للتغلب على العقوبات، مثل التخزين العائم الذي بلغ هذا الصيف نحو 40 مليون برميل، والتحميل المتناوب في "ميناء خارك"، قرب مناطق الاستلام الصينية، ما يحافظ على تدفق الإيرادات ولو بتكلفة أعلى.

بدائل محدودة

وأكد أن البدائل أمام إيران حيال تقلص مشتريات الصين محدودة، وتشمل تعميق الخصومات السعرية لجذب مشترين هامشيين في آسيا، وتوسيع آليات المقايضة والبيع المسبق مقابل سلع وخدمات، وزيادة التكرير المحلي والبتروكيماويات لتقليل تصدير الخام، وتكديس مخزون عائم انتظاراً لتحسن الظروف السياسية أو السوقية.

وشدد على أن جميع هذه البدائل أقل ربحية وأكثر تقلباً مقارنةً بالاعتماد على الصين كمشتر رئيس.

وعن دوافع الصين للاستمرار في شراء النفط الايراني رغم العقوبات، أشار إلى أنها اقتصادية واستراتيجية معاً.

واوضح أن الخصومات تحسّن هوامش المصافي، وتساهم في تنويع مصادر الخام بعيداً عن الموردين الغربيين أو الممرات المعرضة للاضطراب، فضلاً عن تعزيز النفوذ السياسي لدى شريك اقليمي مهم في المنطقة، مع تحقيق مكاسب مالية مباشرة للشركات الصينية عبر فاتورة واردات أقل.

وواصل السعدي قائلاً: إن استمرار تدفق النفط الايراني إلى الصين يضعف وحدة الموقف الغربي عملياً، حتى لو ظلت البيانات السياسية متصلبة. فطالما أن أكبر مستورد للطاقة في العالم يترك “بوابة خلفية” مفتوحة، فإن أي عقوبات قانونية ستواجه فجوة بين الرادع القانوني والتدفقات النقدية الفعلية إلى إيران.

وخلص الى أنه “طالما الصين تستورد بمتوسط 1.3–1.5 مليون برميل يومياً من الخام الايراني، ستظل فعالية أي عقوبات غربية ناقصة، وأي تغيير في هذا الثابت سواءً إرادياً من بكين أو نتيجة اضطرابات بحرية سيحول الأدوات القانونية الى ضغط مالي حقيقي سريع التأثير على الايراني والأسعار والتضخم في ايران".

********************************************

الحكومة تخطو خطوة إصلاحية لدعم حقوقهم وتعزيزها ناشطون: تحديات اجتماعية ونفسية متعددة تحيط بحياة القاصرين

بغداد – تبارك عبد المجيد

صادق مجلس الوزراء، أخيرا، على مشروع تعديل قانون رعاية القاصرين، بهدف معالجة أموال هذه الفئة، وتوسيع نطاق الرعاية الاجتماعية والثقافية والمعنوية لهم، في إطار السعي لتعزيز حقوق هذه الفئة، وتوفير بيئة آمنة تضمن نموهم النفسي والاجتماعي.

لكن ناشطين، يؤكدون أن التعديلات القانونية وحدها لا تكفي، إذ يواجه القاصرون في العراق تحديات اجتماعية ونفسية متعددة، بدءاً من فقدان الأسرة أو المعيل، مروراً بالحرمان من التعليم والرعاية الصحية، وصولاً إلى مخاطر الانخراط المبكر في سوق العمل أو التعرض للاستغلال.

وتتضمن التعديلات معالجة الأموال المودعة قبل عام 1990 والتي فقدت قيمتها بسبب الظروف السياسية آنذاك، وتعديل مادة تتعلق باستثمار أموال القاصرين في مشاريع مضمونة الربح بدلاً من المشاريع المحدودة الفائدة، إضافة إلى إدراج مواد تهتم بالجانب الإنساني من خلال الرعاية الاجتماعية والثقافية والمعنوية للقاصرين. وشدد الوزير على حرص الوزارة على المضي قدمًا في إصلاح هذا الملف، بما يسهم في تنفيذ خطط جديدة لخدمة القاصرين ماديًا ومعنويًا.

وزير العدل: خطوة اصلاحية

من جهته، أكد وزير العدل خالد شواني، خلال مشاركته في حفل تكريم القاصرين المتميزين بمبنى الوزارة، أن مجلس الوزراء صادق على مشروع تعديل قانون رعاية القاصرين لحل مشكلة أموالهم.

وقال الوزير أن هذه "الخطوة الإصلاحية تهدف إلى منح ملف القاصرين اهتماما كبيرا، وتبني ممارسات عملية تصب في خدمة حقوق هذه الفئة"، مبينا أن الوزارة أنجزت مشروع تعديل قانون رعاية القاصرين، وصوّت عليه مجلس الوزراء بعد تدقيقه من قبل مجلس الدولة، وهو الآن معروض أمام مجلس النواب بانتظار التصويت عليه، لدخوله حيز التنفيذ بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية.

عنف واستغلال مجتمعي

من جهتها، قالت الباحثة الاجتماعية بلقيس الزاملي، إن "القاصر في العراق لا يواجه مشكلة مادية فحسب، بل يعيش تحديات اجتماعية ونفسية معقدة، نتيجة فقدان المعيل أو العائلة، وما يترتب على ذلك من حرمان عاطفي وحرمان من التعليم والرعاية الصحية".

وأضافت الزاملي في حديث مع "طريق الشعب"، أن "الكثير من القاصرين يتعرضون للتسرب من المدارس والانخراط المبكر في سوق العمل بسبب الفقر، فيما يعاني آخرون من مخاطر العنف أو الاستغلال، نتيجة غياب بيئة أسرية داعمة".

وبيّنت الزاملي، أن "دائرة رعاية القاصرين بذلت جهوداً مهمة في إدارة أموال هذه الفئة، لكن الجانب الاجتماعي لا يقل أهمية عن الجانب المادي، إذ يحتاج القاصر إلى برامج نفسية وثقافية تدمجه في المجتمع، وتبني شخصيته بشكل سليم".

وأكدت أن "التعديل الجديد لقانون رعاية القاصرين يمثل خطوة إصلاحية، لكنه سيكون أكثر فاعلية إذا ترافق مع خطط عملية للرعاية الاجتماعية، تشمل شراكات مع منظمات المجتمع المدني لتأهيل القاصرين وتنمية مهاراتهم وضمان دمجهم في الحياة العامة".

وختمت الزاملي بالقول: "الاهتمام بالقاصرين ليس مجرد التزام قانوني، بل هو استثمار في مستقبل العراق، لأن هذه الشريحة إذا حصلت على الرعاية المناسبة ستتحول إلى قوة منتجة وفاعلة قادرة على المساهمة في بناء المجتمع".

غياب البرامج الاجتماعية

كذلك أكدت الناشطة الاجتماعية مرح إياد، أن الكثير من القاصرين يواجهون تحديات متعددة ومعقدة على المستوى اليومي، بدءاً من فقدان الأسرة أو أحد الوالدين، مروراً بالحرمان من التعليم والرعاية الصحية، وصولاً إلى التعرض لمخاطر الاستغلال أو العمل المبكر. هؤلاء الأطفال يعيشون في بيئات غير مستقرة، سواء بسبب النزاعات أو الهجرة الداخلية، ما يزيد من شعورهم بالضياع والعزلة".

وقالت إياد لـ"طريق الشعب"، أن "الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وارتفاع تكاليف الحياة، جعلت القاصرين يفتقدون أبسط الحقوق، مثل الغذاء الكافي والمياه النظيفة والكهرباء المستمرة، بينما يجد بعضهم نفسه مضطراً للعمل في سن صغيرة لتغطية احتياجاته الأساسية".

وأضافت أن "غياب البرامج الاجتماعية المتكاملة والرعاية النفسية للأطفال يزيد من مخاطر الانحراف الاجتماعي، ويحد من قدراتهم على تطوير مهاراتهم وإمكانياتهم، ما ينعكس سلباً على مستقبلهم واستقرار المجتمع. لذا من الضروري أن تترافق أية جهود قانونية أو مالية، مثل تعديل قانون رعاية القاصرين، مع سياسات عملية تشمل التعليم، الرعاية الصحية، الدعم النفسي، والأنشطة الثقافية والاجتماعية، لتوفير بيئة آمنة ومستقرة، تضمن لهم حقوقهم الأساسية وتحميهم من الانحراف والاستغلال"

عجز واضح عن الرقابة والدعم

فيما قال الباحث القانوني مصطفى البياتي إن "الأطفال في العراق يواجهون أوضاعاً صعبة على المستوى الاجتماعي والقانوني، إذ يعاني الكثير منهم من فقدان الأسرة أو الحرمان من الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والحماية من الاستغلال".

وأضاف الجبوري لـ"طريق الشعب"، أن "قانون الطفل في العراق لم يُشرع بالشكل الكافي حتى الآن، وهو ما يترك ثغرات كبيرة في حماية الأطفال من العنف، الاستغلال، أو العمل المبكر. غياب إطار قانوني واضح يجعل تطبيق حقوق الطفل ضعيفاً، ويجعل الجهات المعنية عاجزة عن فرض الرقابة أو تقديم الدعم الفعلي".

وأكد أن "التحدي الأكبر يكمن في عدم وجود سياسات متكاملة تربط بين الجانب القانوني والاجتماعي، بحيث لا يقتصر الاهتمام على حماية الطفل من الناحية المادية فقط، بل يشمل توفير بيئة آمنة ومستقرة تضمن نموه النفسي والاجتماعي بشكل صحي".

واختتم الجبوري بالقول إن "تشريع قانون شامل للطفل وتفعيله بجدية يمثل خطوة أساسية لحماية الأطفال في العراق، لأنه سيضع مسؤوليات واضحة للجهات الرسمية ويخلق آليات فعالة لمتابعة حقوق الأطفال وتحقيق العدالة لهم".

*********************************************

الصفحة الخامسة

بكتيريا وطحالب ضارة تحذيرات من تلوّث مياه الشرب في ثلاث محافظات

متابعة – طريق الشعب

أعرب ناشطون ومدوّنون على مواقع التواصل، من محافظات كربلاء والنجف وبابل، عن مخاوفهم بشأن رصد تلوّث بكتيري في مياه الشرب، محذرين من تداعيات إهمال هذا الملف وما قد يسبّبه من أمراضٍ تتفشّى بشكل سريع يصعب السيطرة عليه.

هذا التحذير دفع الجهات المعنيّة في تلك المحافظات إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على جودة المياه، بعد أن أقرّت بحقيقة تلوث مياه الشرب.

في حين نفت وزارة الموارد المائية، في بيان لها أول أمس الجمعة، ما تردد في بعض وسائل الإعلام حول تلوث مياه الشرب في عدد من محافظات البلاد، مؤكدة أن الفحوصات المختبرية أثبتت صلاحيتها للاستخدام البشري.

وقالت أن "فرقاً فنية متخصصة من وزارتي الموارد المائية والصحة والبيئة أجرت فحوصات مختبرية دورية ومستمرة لعينات مياه الشرب، للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية العراقية والمعايير الصحية"، مضيفة أن "نتائج الفحوصات أكدت أن المياه صالحة للاستخدام البشري".

وأكدت أن "ما يتم تداوله بشأن تلوث المياه لا أساس له من الصحة".

ويعاني العراق تلوّثا متزايدا في المياه في ظل تراجع مناسيب نهري دجلة والفرات على إثر التغير المناخي وقلة الإيرادات المائية القادمة من دول الجوار. وتؤدي قلة المياه إلى ترسّب وتركّز الملوّثات الكيميائية والبيولوجية في الأنهر ومسارات المياه نحو محطات المعالجة، ما يهدد صحة الناس، لا سيما إن عمليات المعالجة ليست بالمستوى المطلوب – وفقا لمراقبين.

النجف ترصد تلوثا

حسب ما نقلته وكالات أنباء عن بيان صدر أخيرا عن مديرية ماء النجف، فإنه جرى رصد حالات تلوّث طرأت على مياه نهر الفرات وأدت إلى انحرافاتٍ في المسارات المعتمدة في عمليّتَي التصفية والتعقيم، ضمن المشاريع والمجمعات الضغطية.

وأشارت المديرية في بيانها إلى انها رصدت طحالب عشبية خيطية ومواد عضوية أخرى ظهرت في الآونة الأخيرة في المياه. بينما أرجعت ظهور هذه الشوائب إلى "إطلاقات المياه الرديئة جدّاً والآسنة من المخزون الوطني القديم"، لافتة إلى تأثر لون المياه ورائحتها بفعل تلك الشوائب، ما أثر بالتالي على مسار عملية التعقيم.

وبيّنت أنّها قامت بـ"مضاعفة كميات مواد التعقيم المستخدمة، والتي تساهم في معالجةٍ جزئية للظاهرة. حيث انّ مشاريعنا ومجمّعاتنا المائية غير مصمّمة لمعالجة حالات تلوث مثل هذه".

وشهدت مجسرات ثورة العشرين وسط النجف، أول أمس الجمعة، تجمهر عشرات المواطنين نساء ورجالا، محتجين على تردي نوعية المياه الواصلة إلى بيوتهم، والتي وصفوها بأنها ذات رائحة كريهة ولون مائل للاخضرار، مشيرين إلى أن ما يحصل يمثل انتهاكاً لحقوقهم الأساسية وتهديداً مباشراً لصحتهم وصحة أطفالهم.

وحذّر المحتجون من انتشار بكتيريا خطيرة في المياه، تسبب التهابات وأمراضاً حتى مع أبسط الاستخدامات اليومية، مطالبين الحكومة المحلية والوزارات المعنية بالإسراع في معالجة الأزمة عبر نصب منظومات وفلاتر تمنع دخول الملوثات.

بين النفي والتأكيد!

من جهتها، أفادت دائرة صحة محافظة كربلاء بأنّ "الفرق الصحية تقوم بعمليات فحص في معظم مناطق المحافظة عبر لجان التعزيز الصحي في الدائرة. فقد جرى فحص المياه من مصدرها الرئيس، ولا تزال العمليات مستمرة، وحتى الآن لم تؤكد الفحوصات تلوّث المياه"!

وفي المقابل عقدت الدوائر الصحية والبيئية والمائية في كربلاء، أخيرا، اجتماعاً موسعاً برعاية المحافظ، لمناقشة أزمة المياه في المحافظة واتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة المياه، أبرزها زيادة الإطلاقات المائية من نهر الفرات وتعزيز عمليات التعقيم والفحوصات المختبرية المستمرة.

أما مديرية ماء بابل، فقد أكدت، وفقا لوكالات أنباء، أن "الماء الخام في المحافظة يحتوي على عكورة (كثافة) عالية جداً، بالإضافة إلى نوع من الطحالب، والسبب أن هذه المياه واردة من مخزون السدود. لذلك، نواجه تحدياً واستنفاراً كاملاً لكوادرنا بهدف تصفية المياه، كما أن المياه المخصّصة للشرب تخضع لفحوصٍ مختبرية لقياس نسبة الكلور".

بدورها، قالت دائرة صحة بابل أنّها اتّخذت إجراءات عاجلة لمعالجة تلوّث المياه. وأعلنت في بيان لها أنها شكّلت، بمشاركة قطاعات الرعاية الصحية الأولية، فرقاً ميدانية لجمع نماذج من مياه المجمّعات والمشاريع، بهدف ضمان خلوّها من المسبّبات المرضية.

وذكرت أنّه جرى "إرسال عيّنات إلى مختبر الصحة العامة لإجراء الفحوص الكيميائية والبكتيريولوجية، والتأكد من سلامتها للاستهلاك البشري".

وعلى أعقاب ذلك، قالت خلية المتابعة في مجلس بابل، أن "الدوائر الرقابية أخذت نماذج أرسلت إلى المختبرات لفحصها بخصوص الزرع الميكروبي والعناصر الثقيلة، والنتائج الأولية إيجابية وتؤكد أن المياه المجهزة ضمن المحددات الطبيعية".

مختبر الصحة العامة: الأمر لا يدعو للقلق!

من جانبه، قال مدير مختبر الصحة العامة في وزارة الصحة سامر رحيم الحسيني، في بيان صحفي، أن "نتيجة فحص المياه لمحافظة مجاورة لبابل، والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهرت وجود نوعٍ من البكتيريا، هي نتيجة لا تدعو للقلق".

وبيّن أنّ "البكتيريا الزائفة الزنجارية (Pseudomonas) موجودة أصلاً في الطبيعة، أي في التربة والمياه السطحية وحتى أحياناً في أنابيب المياه القديمة، وأنّ معظم سلالاتها غير ممرضة للإنسان السليم، ولا تسبّب مشكلة إلا إذا كانت بأعداد كبيرة جدّاً أو عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة كمرضى السرطان ومرضى العناية المركزة ومن خضع لزراعة الأعضاء"، مشيراً إلى أنّ "ارتفاع نسبة العكورة يساعد على نمو هذه البكتيريا مؤقتاً، لكنه لا يعني أن المياه غير صالحة للشرب في حال كانت نتائج بقية الفحوص الكيميائية والبيولوجية ضمن الحدود القياسية".

ولفت الحسيني إلى أنّ "الركود أو الترسّبات في الشبكات أو الخزانات كلّها عوامل قد تؤدّي إلى ظهور هذه البكتيريا. وهذه النتيجة غالباً مرتبطة بالتوزيع والخزانات أكثر ممّا هي مرتبطة بالمصدر الأساسي للماء".

وطمأن الأهالي بأنّ "المياه تخضع يوميّاً لفحوصٍ كيميائية وبيولوجية في كلّ المحطات"، مشيرا إلى أن "النتائج بأكملها لا تزال لغاية الآن ضمن الحدود العراقية والعالمية".

جدير بالذكر، ان أعدادا كبيرة من العراقيين تعاني أمراضا سرطانية، فضلا عن الأمراض المزمنة وضعف المناعة وغيرها، لذلك أن هؤلاء معرضون لأمراض خطيرة موشكة فيما إذا شربوا مياها ملوثة بـ "البكتيريا الزائفة"، التي يرى الحسيني ان أضرارها تشتد على حاملي مثل تلك الأمراض أكثر من غيرهم.

في حين يبدو التلوّث في المصادر المائية واضحا للعيان. إذ ان مشاهد النفايات المتراكمة على ضفاف الأنهار ومياه الصرف الصحي والمخلفات الصناعية التي تودع في تلك المصادر، باتت ظاهرة يومية لا تُخفى على أحد، هذا بالإضافة إلى تقادم الكثير من محطات معالجة المياه وخزّاناتها وأنابيبها – وفقا لمتابعين.

ذروة الخطورة

إلى ذلك، رأى الاختصاصي في الشأن البيئي عدنان العامري، أنّ "ملف المياه بلغ ذروة الخطورة، وأنّ غياب المعالجة الحكومية في تلك المحافظات، يدلّ على عجز الحكومة"، مضيفا في حديث صحفي قوله: "أنّنا اليوم بحاجة إلى تحرك حكومي تجاه الدول المتشاطئة مع العراق لإيجاد حلول للملف. أمّا الحلول الترقيعية التي تتحدّث عنها مديريات المياه والصحة فهي غير مجدية".

وشدّد على ضرورة تعزيز إطلاقات المياه في الأنهار، قبل أن تتفاقم الأزمة وتشمل محافظات أخرى.

وسبق أن سجّلت مياه محافظة البصرة تلوّثاً هو الأقسى على مدى العقود الماضية. حيث وصلت المياه إلى المنازل محمّلةً بالشوائب والديدان والطحالب.

وكانت وزارة الموارد المائية قد أفادت الأربعاء الماضي، بأنّ المخزون الاستراتيجي للمياه في البحيرات وصل إلى حدّه الأدنى في تاريخ الدولة العراقية منذ ثلاثينيات القرن الماضي. فيما حذّر اختصاصيون من كوارث بيئية وإنسانية في المستقبل القريب، جرّاء هذا التراجع في المخزون المائي.

*************************************************

اگول.. لا تمسّوا صندوق التقاعد!

هندي حامد الهيتي

منذ اليوم الأول الذي يلتحق فيه الموظف بوظيفته، تبدأ رحلة الاستقطاع من راتبه لصالح صندوق التقاعد، رحلة تمتد غالباً لثلاثة عقود ونصف العقد، يُقتطع خلالها جزء ثابت من راتبه الشهري ليُودَع في صندوق يفترض أنه آمن.. صندوق يُستثمر في مشاريع اقتصادية رابحة، ليُدرّ أرباحاً تعزز رأسماله وتكفل للموظف ولمن يعيلهم، حياة كريمة بعد التقاعد.

هذا الصندوق ليس منّة من أحد، بل هو حقٌ صريح ومدخرات عمر، وقانونٌ واضح لا لبس فيه. إنه بمثابة خزينة أمانٍ للموظف في شيخوخته، في الوقت الذي تخونه فيه الصحة وتخذله القدرة على الكدّ والعمل.

لكن، ما الذي يجري اليوم؟

نرى العبث بمقدرات هذا الصندوق، واستباحته من قبل من لا يملكون الحق ولا الشرعية للتصرف به، دون استئذان أصحابه من المتقاعدين والموظفين الذين لا يزالون يدفعون من رواتبهم شهرياً وهم يحلمون بيومٍ ينعمون فيه ببعض راحة. هذا التصرف ليس مجرد مخالفة، بل هو خيانة للأمانة، وازدراء للقانون، واحتقار لمواطِن كَرّس زهرة شبابه في خدمة وطنٍ لم يكرّمه في شيخوخته.

لقد سبق لصدام أن استولى على صندوق الضمان الاجتماعي للعمال، واليوم، السلطة السياسية تكرر المشهد، لكنها هذه المرة تستهدف صندوق التقاعد، فتجعل ملايين الشيوخ والمرضى والعاجزين في مهب الريح، بينما هم في أمسّ الحاجة إلى الاستقرار والعلاج، لا يُمهَلون حتى ليومٍ واحد. ويزيد الطين بلة أن هنالك من يتقاضون رواتب تحت مسمى "متقاعد"، وهم لم يدفعوا فلسًا واحدًا للصندوق! رواتبهم تُصرف بقرارات خاصة، لفئات سياسية أو فئوية، بعضهم يتقاضى أكثر من راتب، وبعضهم رواتبه اضعاف رواتب المتقاعدين الحقيقيين.. هؤلاء جميعاً يُربَطون بصرف رواتبنا، صحيح ان مستحقاتهم تصرف عن طريق وزارة المالية وليس من صندوق التقاعد لكن ربط صرف رواتب المتقاعدين المشمولين بصندوق التقاعد مع صرف رواتب هؤلاء المحسوبين على وزارة المالية يحدث اشكاليات عند عدم توفر السيولة لدى الوزارة المعنية او تأخر دفع مبالغهم لأي سبب آخر، ما يؤخر ويعطل انتظام الصرف. فليُعزلوا عن صندوقنا! وليُفصلوا عنّا، نحن الذين اقتطعنا من أرزاق أطفالنا ومن صحتنا لعقود من أجل يومٍ نعيش فيه بكرامة!

وللمفارقة، بينما تُمنح الامتيازات لفئات لم تدفع شيئًا، نجد موظفين سابقين ممن خدموا الدولة في عقودٍ سابقة، يُحرَمون من حقوقهم التقاعدية لأسباب سياسية، رغم أنهم دفعوا ما عليهم من استقطاعات قانونية! فأين العدالة؟ أين القانون؟ نحن لا نتحدث عن أصحاب الدرجات الخاصة، بل عن موظفين عاديين، خدموا وأخلصوا، ودفعوا ولم ينالوا! إن السكوت على ما يجري هو خيانة أخرى، خيانة للمتقاعد، للمواطن، للإنسان. فكل يومٍ تتأخر فيه الرواتب، وكل دينار يُهدر من الصندوق، هو سكين جديد يُغرس في خاصرة من أفنوا أعمارهم في خدمة بلدهم.

القلق ينهشهم، والمرض يلاحقهم، والغد يبدو أقرب إلى المجهول. يا من تتربعون على الكراسي، اعلموا أن أموال صندوق التقاعد ليست ملكًا لكم، بل هي ملك ملايين من الشرفاء، من الذين تعبوا وسكتوا طويلاً. إنهم اليوم يرفعون صوتهم ليقولوا: لا مساس بأموالنا. لا عبث بحقوقنا. لا استهانة بحياتنا. والساكت عن الحق، شيطانٌ أخرس.

*******************************************

مواساة

  • بحزنٍ عميق وألمٍ بالغ، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، الرفيق العتيد حسين شنان السعيدي (ابو كمال)، الذي ترجل بعد مسيرةٍ نضاليةٍ طويلة ومشرّفة، أفناها في سبيل المبادئ التي آمن بها، مدافعًا عن قضايا الشعب والوطن والحرية. كان الراحل مثالاً للالتزام والتفاني، وصوتًا شجاعًا في وجه الظلم والاستبداد. وظل وفياً لقيم الحزب ومبادئه حتى آخر لحظة في حياته. وساهم مساهمة فاعلة في العمل ضمن منظمات الحزب في سوق الشيوخ وجنوب ذي قار. له الذكر الطيب، ولعائلته الكريمة ورفاقه أحر التعازي وأصدق المواساة.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، الرفيقة العزيزة ثورة مصطفى الجنابي (ام عيسى)، بوفاة زوجها. له الذكر الطيب دوما، وللرفيقة وعائلتها الكريمة الصبر والسلوان وخاتمة الأحزان.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق علي البعقوبي، بوفاة ابن عمه العقيد المتقاعد يحيى علوان الجميلي، والد كاتب العدل في ديالى احمد يحيى الجميلي. للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق محسن عزيز (ابو زهراء)، بوفاة ابن ابن اخيه.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.  كما تعزي الرفيق مصطفى محمد البركي، بوفاة عمه.  الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله.

  • رتتقدم اللجنة الاساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، بالتعازي والمواساة للرفيق ناصر جمعة، بوفاة زوجته. للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الكريمة الصبر والسلوان.
  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا الرفيق العزيز عزت أبو باسل، بوفاة شقيقته إثر مرض عضال.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها الكريمة وللرفيق أبو باسل.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى الرفيقة منتهى الصافي (ام مشتاق ) بوفاة زوجها.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان. كما تعزي الرفيق وليد علي حسين الكرخي، بوفاة شقيقته. الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها في بلدروز.

**************************************************

بصريون ينتقدون تراكم النفايات على ضفاف شط العرب

متابعة – طريق الشعب

انتقد مواطنون بصريون ظاهرة تراكم النفايات على ضفاف شط العرب في شارع الكورنيش، مشيرين إلى أن هناك إهمالا واضحا لملف التنظيفات في هذه المنطقة التي تُعد واجهة سياحية للبصرة.

وقال المواطنون أن الكورنيش يحتاج إلى حملات إدامة وتنظيف منتظمة، باعتباره مكانا حيويا ومتنفسا ترتاده العائلات باستمرار، مبدين في حديث صحفي، أسفهم على إهمال هذا المتنفس بعد أن بُذلت جهود كبيرة وأنفقت أموال طائلة من أجل إحيائه.

وتساءلوا عن دور البلدية في إدامة المكان، ودور الشرطة المجتمعية ومنظمات المجتمع المدني في توعية المواطنين بعدم رمي النفايات في غير أماكنها، مؤكدين أن هناك مواطنين لا يشعرون بالمسؤولية ازاء نظافة الأماكن العامة، يقومون برمي الأوساخ في مياه النهر وعلى ضفافه وحتى في الشوارع.

وشددوا على ضرورة متابعة هذه المشكلة ومحاسبة كل من يلوّث "متنفسنا الوحيد".

***************************************************

ص6

خبراء أمميون يؤكدون أن الصمت والتقاعس ليسا خياراً في مواجهة فظائع الاحتلال جيريمي كوربن يحاكم بريطانيا: شريكة في إبادة الشعب الفلسطيني

متابعة – طريق الشعب

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، نسف المباني السكنية في مدينة غزة ضمن خطته لتهجير السكان واحتلال المدينة، في حين وثقت المصادر الطبية استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في غارات جديدة.

وأصدر الجيش، صباح أمس، بيانا يدعو فيه سكان المدينة لإخلائها بسرعة، مدعيا تخصيص منطقة المواصي منطقة إنسانية، وهي التي قصفها مرارا منذ بداية الحرب رغم بيانات مماثلة.

نحو موقف حاسم لتفادي الكارثة

وقال خبراء في منظمة الأمم المتحدة، إن "الصمت والتقاعس ليسا خيارا في مواجهة الفظائع الإسرائيلية في قطاع غزة" داعين إلى عقد اجتماع طارئ للجمعية الأممية واتخاذ موقف حاسم لتفادي كارثة أكبر في القطاع.

ووجه الخبراء نداءً عاجلاً طالبوا فيه بالتحرك العاجل والفوري، وتفعيل أداء الأمم المتحدة في العمل على احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، ووقف العنف، وضمان وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة دون عرقلة أو تأخير، واعتبروا أن أي شيء أقل من ذلك يجعل المجتمع الدولي "شريكا في هذه الانتهاكات الجسيمة".

وشدد الخبراء على أن المطلوب بشكل عاجل هو إنهاء الحصار وإعلان وقف فوري لإطلاق النار، معتبرين أن اللحظة الحرجة التي يعيشها تحتاج إلى الجمعية العامة بصفتها أعلى هيئة في الأمم المتحدة، كي تتخذ "قيادة حاسمة وتتصرف لمنع وقوع كارثة أكبر".

محاكمة شعبية لحكومة بريطانيا

نظم الزعيم اليساري البريطاني جيريمي كوربن، محاكمة شعبية خصصت لبحث الوضع في قطاع غزة ودور الحكومة البريطانية في دعم الاحتلال الصهيوني، قدم فيهما 29 خبيراً شهاداتهم للمحكمة الشعبية، بعد رفض الحكومة طلبا برلمانيا قدمه كوربن للتحقيق رسميا في دورها في الحرب.

واكد كوربن في مقابلة صحفية، أن "محكمة غزة الشعبية التي عُقدت على مدى يومين في لندن كشفت حجم تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ضد الاحتلال".

ورأى كوربن أن الحكومة البريطانية تتحمل مسؤولية مباشرة عن الإبادة الجماعية في غزة بسبب استمرارها في دعم إسرائيل سياسيا وعسكريا، مؤكدا أن الحل يكمن في زيادة الضغط الدولي على إسرائيل وفرض عقوبات صارمة، لافتا إلى أن تصاعد هذا الضغط سيقرّب من إنهاء الحرب ووقف معاناة المدنيين.

ولفت كوربن إلى أن الحكومة البريطانية تحاول التهرب من المساءلة كما فعلت في حرب العراق، قائلا "سنكشف حجم التواطؤ البريطاني في الإبادة الجماعية، وسنسعى لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني".

التهجير ليس خياراً

وأكدت مصر رفض التهجير الجماعي للفلسطينيين ووصفت ما يجري في غزة بالإبادة الجماعية، مواصلة بذلك تصعيد انتقادها للهجوم الإسرائيلي على القطاع.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن "التهجير ليس خيارا مطروحا وهو خط أحمر بالنسبة لمصر التي لن تسمح بحدوثه". وأضاف أن التهجير يعني تصفية القضية الفلسطينية ولا يوجد أي أساس قانوني أو أخلاقي لطرد شعب من وطنه.

في السياق، وجه وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو انتقادات للاتحاد الأوروبي حيال الحرب في غزة، معتبرا أن التكتل (ليس على مستوى المسؤولية)، مشيرا إلى أن مصداقيته على صعيد السياسة الخارجية "في طور الانهيار".

وقال بريفو إن الأمر يتعلق "بتوجيه رسالة سياسية ودبلوماسية قوية" و"الضغط على الحكومة الإسرائيلية للاستجابة بأسرع ما يمكن لحالة الطوارئ الإنسانية" في غزة.

********************************************

لبنان.. حزب الله يعلّق على تحرك خطة حصر السلاح

بيروت - وكالات

قال المسؤول في حزب الله محمود قماطي، أمس السبت، إن " حزبه يعتبر أن جلسة مجلس الوزراء، الجمعة، بشأن خطة الجيش لحصر السلاح بيد الدولة تتيح الفرصة للعودة إلى الحكمة والعقل منعا من انزلاق البلد إلى المجهول".

ورحب مجلس الوزراء اللبناني، بخطة للجيش لنزع سلاح حزب الله قائلا: إن "الجيش سيبدأ في تنفيذها، دون أن يحدد إطارا زمنيا لذلك، ولفت إلى أن قدرات الجيش محدودة في ذلك المجال. لكنه أضاف أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان سيعيق تقدم الجيش".

وأدلى وزير الإعلام بول مرقص بتصريحات للصحفيين بعد اجتماع مجلس الوزراء، لكنه لم يقل خلالها إن المجلس وافق رسميا على الخطة.

وقال قماطي، ان "حزب الله توصل إلى تقييمه بناء على ما أعلنته الحكومة بأن تنفيذ خارطة طريق أميركية في هذا الشأن مرهون بالتزام إسرائيل". وأكد أنه "ما لم توقف إسرائيل غاراتها وتسحب قواتها من جنوب لبنان، فإن تنفيذ الخطة يجب أن يبقى معلقا حتى إشعار آخر".

وقال: "إعلان الحكومة أن أي تقدم في تطبيق مندرجات الورقة الأميركية مرهون بالتزام إسرائيل وهذا يعني أن التطبيق مجمد حتى إشعار آخر".

*************************************************

قيود أميركية جديدة ضد المشاركين في اجتماعات الأمم المتحدة!

واشنطن - وكالات

تعتزم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تشديد القيود على العديد من الوفود التي تنوي المشاركة في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبالخصوص الوفد الإيراني، ويأتي ذلك بعد رفض منح تأشيرات للرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له لحضور الاجتماع.

ووفقا لمذكرة داخلية لوزارة الخارجية الامريكية اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، قد تُفرض قيود سفر وقيود أخرى قريبا على وفود إيران والسودان وزيمبابوي، وربما البرازيل.

وحسب تقرير الوكالة، فإن القيود الأخرى المحتملة لا تزال قيد الدراسة، معتبرة أن تلك القيود "خطوة أخرى في حملة إدارة ترامب الصارمة على التأشيرات، بما في ذلك مراجعة واسعة النطاق لمن يحملون بالفعل تصاريح قانونية للقدوم إلى الولايات المتحدة، ومن يسعون للدخول لحضور اجتماع الأمم المتحدة".

وبالنسبة للبرازيل، قالت أسوشيتد برس إنه لم "يتضح إذا كانت أي قيود محتملة على التأشيرات تؤثر على الرئيس لولا دا سيلفا أو أعضاء المستوى الأدنى من وفد البلاد إلى اجتماع الأمم المتحدة".

وعادة ما يكون رئيس البرازيل أول زعيم عالمي يتحدث أمام المسؤولين المجتمعين في اليوم الافتتاحي للدورة بينما يكون رئيس الولايات المتحدة هو المتحدث الثاني. وعلى الرغم من تسميتها "كأهداف محتملة"، لم تحدد المذكرة القيود التي قد تُفرض على وفدي السودان وزيمبابوي.

**********************************************

فنزويلا: نريد الحوار وسندافع إذا تعرضنا لهجوم

كاراكاس – وكالات

أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أن بلاده ستنتقل إلى مرحلة الكفاح المسلح إذا تعرضت لأي هجوم من جانب الولايات المتحدة، وجاء ذلك خلال اجتماعه مع قادة عسكريين في العاصمة كاراكاس، مساء أمس الأول الجمعة، لبحث تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي قال لفنزويلا: "سنسقط طائراتكم".

وقال مادورو: "نحن حالياً في مرحلة كفاح غير مسلح، وهي مرحلة سياسية واتصالية ومؤسساتية. لكن إذا تعرضت فنزويلا لهجوم، فإننا سننتقل إلى مرحلة الكفاح المسلح".

وأضاف: "نحن صانعو سلام، لكننا أيضاً أمة محاربين. لا يمكن لأحد أن يستعبدنا. يجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن خططها لتغيير النظام في فنزويلا بالعنف". وأكد أن "بلاده منفتحة دائماً على الحوار والمفاوضات شريطة أن تُحترم إرادة الشعب الفنزويلي".

والجمعة، علّق ترامب على تحليق طائرتين حربيتين فنزويليتين قرب سفينة حربية للبحرية الأمريكية، قائلا: "إذا وضعونا في موقف خطير، فسيتم إسقاط تلك الطائرات".

فيما قالت وكالة CNN، نقلا عن عدة مصادر- إن "ترامب يدرس خيارات لتنفيذ ضربات عسكرية تستهدف عصابات مخدرات تنشط في فنزويلا، منها ضربات محتملة داخل البلاد". وفي وقت سابق من الأسبوع، ضرب الجيش الأميركي قاربا من فنزويلا في جنوب البحر الكاريبي، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا، وهو ما عزاه ترامب إلى أنه كان ينقل مواد مخدرة محظورة.

********************************************

مهرجان جريدة الشيوعي النمساوي.. مشاركة واسعة ورؤية مشتركة للسلام والعدالة

رشيد غويلب

احتضنت حديقة "براتر" في العاصمة النمساوية فيينا في الفترة 30 – 31 آب الفائت الدورة 78 لمهرجان جريدة الحزب الشيوعي النمساوي "صوت الشعب".

يعد المهرجان، الذي انطلق لأول مرة عام 1946، منتدى مفتوحا للحركات والمبادرات اليسارية، على غرار مهرجان اللومانتيه الفرنسي، أكبر مهرجان يساري أوربي. يشارك في المهرجان العديد من الأحزاب الشيوعية واليسارية، والحركات الاجتماعية. والمهرجان تظاهرة يسارية سياسية ثقافية اجتماعية فنية كبيرة. وقد شهد على مدى يومين، فعاليات سياسية وثقافية، وحفلات موسيقية ومسابقات رياضية وفقرات للأطفال، توزعت على خيم واجنحة الأحزاب والمنظمات المشاركة، التي احتضنت ندوات وفعاليات ونشاطات مختلفة.

 برنامج حافل

 وكما هو الحال في عام 2024، كانت مواضيع الحرب في غزة وأوكرانيا، ومشكلات ارتفاع أسعار السكن والطاقة والسلع الغذائية وقضايا اللاجئين والمرأة والشباب والبطالة والبيئة، بارزة في منصات الندوات الموزعة على أرض المهرجان.

بالإضافة إلى طاولات الحوار شهد المهرجان سياسيا، العديد من اللقاءات الثنائية بين قوى اليسار ونقابات عمالية ومنظمات شبابية وحركات من بلدان مختلفة. لقد عززت هذه اللقاءات  فهمًا مشتركًا مفاده أن النضال من أجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية يتطلب جهودًا مشتركة عابرة لحدود الدولة الوطنية. وإن بناء شبكات التضامن والاستراتيجيات الملموسة المشتركة ليس مهما فقط، بل هو أمرٌ لا غنى عنه..

تُعدّ القرية الأممية نقطة جذب قوية في المهرجان، حيث تُعرض أحزاب ومنظمات يسارية من مختلف بلدان العالم أهم التطورات الجارية فيها، بالإضافة إلى مواقفها من قضايا العالم المؤثرة، أو الملتهبة. وتضمن برنامج هذه الدورة مناقشات جوهرية. على سبيل المثال، طاولة حوار حول كيف التغيرات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي على صعيدي الممارسة والنظرية، موضوعة "السلام بدلًا من السلاح"، الذي يتناول تزايد عسكرة أوروبا. وكذلك مبادرات السلام ومفهوم الحياد، إلى جانب مناقشة تطورات حركة التحرر الكردستانية، والقوانين الأوربية بشأن سلاسل التوريد وحقوق الإنسان، أو اليسار وشبكات التواصل الاجتماعي.

واحتلت النشاطات الثقافية والفنية المتنوعة حيزا كبيرا من فعاليات المهرجان.  

أبرز الفعاليات السياسية

خلال يومي المهرجان، استضافت حزب اليسار الأوربي، وشارك في العديد من الندوات السياسية الهامة، تناولت قضايا السلام والعدالة الاجتماعية والديمقراطية في أوروبا. من أبرزها مناقشة "استراتيجيات اليسار اليوم"، التي شارك فيها: إينيس شفيردتنر، الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الألماني)، وبيتر ميرتنز السكرتير العام لحزب العمل البلجيكي، وغونتر هوبفغارتنر زعيم الحزب الشيوعي النمساوي. وتم خلالها تناول التحديات والفرص المتاحة لقوى اليسار في ظل تفاقم التفاوتات والأزمة البيئية وتنامي العسكرة.

أكد بيتر ميرتنز على دور الأحزاب اليسارية كـ "مكبر صوت للطبقة العاملة" داخل البرلمانات، قادر على توجيه الحركات الاجتماعية في النضال نحو مجتمع اشتراكي حقيقي. وأكدت إينيس شفيردتنر، أن الحديث بصراحة عن الصراع الطبقي ليس حنينًا للماضي، بل هو القوة الأساسية القادرة على توحيد الناس وممارسة ضغط حقيقي على النظام الرأسمالي. وحذّر غونتر هوبفغارتنر من الحكومات التي تُهيئ المجتمعات للحرب، من خلال خفض المساعدات الاجتماعية، وإعادة تشكيل أولويات الصراع الاجتماعي، داعيا الأحزاب الشيوعية واليسارية إلى توحيد النضالات ضد حكومات الحرب.

ومن بين الفعاليات المهمة الأخرى طاولة حوار بعنوان: "السلام بدلًا من إعادة التسلح"، حيث وجّه فالتر باير رئيس حزب اليسار الأوربي، رسالةً واضحةً لا لبس فيها: لا يمكن للاتحاد الأوروبي أن يدّعي دعم السلام بينما يُطبّق القانون الدولي بشكل انتقائي، وشدد باير على أن: "يُطالب الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على روسيا، لكنه يغضّ الطرف عن حرب الإبادة الجماعية في غزة.  ان هذا ليس جهلًا، بل تواطؤ".

وجرى مجددا تأكيد ً مطالب مثل: فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل، والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، ونزع السلاح بدلاً من الانزلاق نحو حرب عالمية جديدة. وخلص باير إلى أن "أوروبا يجب ألا تعبث بالأسلحة النووية. لتحقيق شعارات من أجل السلام، لا للناتو. من أجل أوروبا الشعب، لا لأوربا الأوليغارشية ومناصري الحروب".

وتناولت طاولة حوار أخرى، أوضاع قوى اليسار وتصوراتها في وسط وشرق أوروبا، والتحديات الإقليمية في ظل أزمات متعددة. وللأسف، اقتصرت المشاركة على متحدثين من جمهورية التشيك، مما أدار النقاش بطبيعة الحال من منظور جيوسياسي وسياسي تشيكي. وضمت قائمة المشاركين التشيك ميلان كراجكا (نائب رئيس الحزب الشيوعي في بوهيميا ومورافيا)، وماركيتا جوريكوفا (الرئيس المشارك لحزب اليسار التشيكي، وجيري مالك من "ترانسفورم اوربا".

جرى التركيز على التطورات السياسية الراهنة في جمهورية التشيك، قبيل الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول المقبل، وتناول القانون المناهض للديمقراطية الذي يحظر الأنشطة الشيوعية، باعتباره تحديًا خطيرا للقوى التقدمية.

أظهر المهرجان حيوية القوى التقدمية في أوروبا والعالم، والتزام اليسار بتوفير الوضوح السياسي والمساحة التنظيمية اللازمة لنمو الطاقات.

وستستكمل الحوارات التي شهدها المهرجان، بعد شهرين، في فيينا خلال اعمال المنتدى الأوروبي السنوي للقوى اليسارية والتقدمية والخضراء، الذي سيعقد في مقر اتحاد نقابات العمال النمساوي. وستشارك في أعماله مجددًا الأحزاب والحركات والمثقفون الملتزمون ببناء أوروبا أكثر عدلًا.

*************************************************

الصفحة السابعة

هل يريدون إحياء مشروع {ريفييرا} غزة؟

د . ماهر الشريف

شارك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وجاريد كوشنير صهر دونالد ترامب في اجتماع عُقد في البيت الأبيض في 27 آب/أغسطس الجاري وترأسه الرئيس الأميركي لبحث "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة، ولم يُكشف شيء عن فحوى ما دار في هذا الاجتماع الذي استمر 90 دقيقة. وبحسب صحيفة "الباييس" الإسبانبة فإن هذا الاجتماع "الذي لم يكن مدرجاً على جدول أعمال الرئيس ترامب ناقش مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، وسبل زيادة المساعدات الإنسانية لسكان القطاع وأزمة الرهائن". وأكد موقع "أكسيوس" أن بلير وكوشنير "طرحا أفكاراً حول طريقة حكم قطاع غزة من دون وجود حركة "حماس" في السلطة". وبحسب الموقع نفسه فإن خطة "اليوم التالي" في غزة ستكون "عنصراً مفتاحياً لأي مبادرة دبلوماسية تهدف إلى وضع حد لهذه الحرب التي قتلت 62000 فلسطيني خلال نحو عامين من المعارك"، لكن "إعادة إعمار القطاع الذي جرى تدميره بصورة كاملة وتصوّر هندسة سياسية وأمنية ترضي جميع الأطراف سيكونان أمراً صعباً للغاية"[1].

"هل يفكر بلير بالفعل في إعادة إعمار القطاع المدمر"؟

هذا هو عنوان المقال الذي نشره الصحافي الفرنسي الشهير جورج مالبرونو اليوم الجمعة وورد فيه: "كنا قد نسيناه نوعاً ما، وها هو ذا يعود إلينا مجدداً؛ رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير يتدخل فيما يحدث في غزة؛ ففي 27 آب/أغسطس، اجتمع في البيت الأبيض، مع دونالد ترامب، وصهره جاريد كوشنر، وهو رجل أعمال مُلِم بإسرائيل ودول الخليج الغنية؛ والهدف؟ كيف نحوّل قطاع غزة، الذي دُمّرت ثلاثة أرباعه جراء حرب استمرت عامين، إلى مركز تجاري وسياحي حديث، أي إلى الريفييرا الشهيرة التي يتصورها الرئيس الأميركي لفترة ما بعد الحرب؛ مشروعٌ غير متوقع، وهو مشروع يعمل عليه رئيس الوزراء البريطاني السابق ومؤسسته منذ عدة أشهر". ويتابع الصحافي نفسه: "لا يزال توني بلير، البالغ من العمر 72 عاماً، والذي كان تابعاً لجورج دبليو بوش في سنة 2003، مستعداً لتقديم الخدمات مقابل المال، ولا يزال يقوم بأعمال تنظيف كثيرة"، وخصوصاً أنه يتمتع "بمعرفة واسعة بإسرائيل وفلسطين؛ فمن سنة 2007 إلى سنة 2015، عمل وسيطاً دولياً بين الطرفين، فكانت مهمته فاشلة تماماً؛ ولم يتقدم السلام إطلاقاً...لكن قيمته المضافة تكمن في النفوذ الذي احتفظ به لدى الأميركيين؛ لذا، استمع إليه المحاورون العرب الذين طُلب منهم تمويل إعادة إعمار غزة؛ أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فلم يواجهه توني بلير قط، بل فضّل الضغط على محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية...لكن ما نعرفه هو أنه على اتصال دائم مع رون ديرمر، أقرب مستشاري نتنياهو، والمسؤول تحديداً عن إعادة إعمار غزة، وأنه حافظ على علاقات مع رجال أعمال إسرائيليين نافذين، ويُقال إن هؤلاء، إلى جانب شركات استشارية دولية أخرى، سيشاركون في إعادة إعمار القطاع"[2].

علاقة قديمة بين بلير الطموح والمستثمر الكبير كوشنير

بحسب صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية، فإن توني بلير التقى جاريد كوشنير صهر دونالد ترامب، في مطلع آذار/مارس 2017، وناقش معه احتمال قيام تعاون بينه وبين دونالد ترامب، بحيث يضطلع رئيس الوزراء البريطاني السابق بدور مستشار خاص لشؤون الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأميركي. وقد فاجأ هذا الخبر المراقبين على اعتبار أن لدى ترامب وبلير رؤيتين مختلفتين للشؤون الدولية. وتضيف الصحيفة أن بلير وكوشنير التقيا ثلاث مرات منذ أيلول/سبتمبر الأخير. وصرّح ناطق باسم توني بلير "لا يمكنني الإفصاح عن فحوى محادثات خاصة". وكان توني بلير يرتبط بعلاقات طيبة مع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وساهم مساهمة كبيرة في انخراط بريطانيا مع الولايات المتحدة لدى قيامها بغزو العراق. وبعد تركه رئاسة الحكومة في سنة 2007، ظل بلير حتى سنة 2015 الموفد الخاص لـ "اللجنة الرباعية" الخاصة بالشرق الأوسط، المكوّنة من الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة[3].

ويُعتقد أن المعهد الذي أسسه باسم "معهد توني بلير للتغيير العالمي" متورط في خطة دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا" جديدة، وهو ما أكدته صحيفة "الغارديان" البريطانية في 6 تموز/يوليو 2025، وأضافت ان معهد بلير شارك في تطوير هذه الخطة وفي وضع مشروع إقامة منطقة صناعية في القطاع، على أن ينفذ هذا المشروع "رجال أعمال إسرائيليون ويستخدم نماذج طورها مجلس مجموعة بوسطن للاستشارات في سياق رؤية ترامب للسيطرة على القطاع وتحويله إلى منتجع سياحي"[4]. بينما كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" في أوائل الشهر نفسه أن معهد توني بلير شارك في تطوير خطة لغزة تُسمى "الثقة الكبرى"، بحيث "يتم إنشاء مجمعات عقارية فاخرة، وأرخبيل من الجزر الاصطناعية شبيه بتلك الموجودة في دبي، ومناطق اقتصادية خاصة منخفضة الضرائب، ومنطقة لتصنيع السيارات الكهربائية تحمل اسم إيلون ماسك، يُرجح أنها وُضعت قبل خلاف هذا الأخير مع ترامب". واقترحت الخطة دفع نصف مليون فلسطيني لمغادرة قطاع غزة.

ويفسر حضور توني بلير في الاجتماع الذي عقد قبل يومين في البييت الأبيض بـ "الالتزام المستمر" لرئيس الوزراء البريطاني السابق "في النقاشات حول السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط"، كما تذكّر صحيفة "هآرتس"، إذ هو "شارك في وضع خطط تخص غزة بالتعاون مع الإمارات العربية خلال إدارة بايدن، وقابل في الشهر الماضي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس". أما جاريد كوشنير فهو "لم يترك مطلقاً الحلقة المحيطة بدونالد ترامب وعمل في الكواليس خلال السنوات الأخيرة"، كما أشارت إلى ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" وكان "في إدارة ترامب الأولى في أصل النجاح الدبلوماسي الأكير للرئيس، الذي تمثّل في تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية". وبحسب "هآرتس" فإن كوشنير "يقدم منذ أشهر استشارات إلى موفد ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يصفه بـ "معلمه الروحي". وتشير صحيفة "واشنطن بوست" من جانبها إلى أنه يتعاون مع صناديق استثمارات سيادية في بعض بلدان الخليج. ولدى سؤال متحدث باسم الرئاسة عما دار في اجتماع البيت الأبيض، اكتفى بالقول: "لقد أشار الرئيس ترامب بوضوح إلى أنه يأمل في إنهاء الحرب وفي ضمان السلام والازدهار لجيمع سكان المنطقة؛ وليس لدى البيت الأبيض ما يقول عن الاجتماع حالياً أكثر من هذا"[5]. وكان توني بلير قد التقى مع ستيف ويتكوف في البيت الأبيض في تموز/يوليو الماضي، في اليوم نفسه الذي زار فيه بنيامين نتنياهو دونالد ترامب، حسبما أفاد موقع "أكسيوس"، وأضاف الموقع الإخباري أن كوشنير زار إسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر والتقى بنيامين نتنياهو لمناقشة حرب غزة. وكان دونالد ترامب، كما هو معروف، قد أعلن في شباط/فبراير الفائت أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على قطاع غزة وتُعيد توطين جميع الفلسطينيين خارجه بصورة دائمة، وإعادة تطوير القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهي خطة كررت فكرة طرحها كوشنير قبل عام لإفراغ غزة من سكانها الفلسطينيين وتحويلها إلى مشروع عقاري ساحلي. ورغم الترحيب الإسرائيلي بهذه الفكرة، إلا أنها قوبلت برفض قاطع من شركاء أميركا في الشرق الأوسط، وبإدانة عالمية، ووصفها خبراء حقوق الإنسان والأمم المتحدة بأنها "تطهير عرقي"[6].

وختاماً فإن اجتماع 27 آب الجاري في المكتب البيضاوي يشير إلى أن دونالد ترامب لم يتخلَّ عن مشروع "ريفييرا" غزة، وذلك بعد أن أعلن قبل يومين أنه يتوقع انتهاء الحرب "خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع". بينما أكد مبعوثه ستيف ويتكوف، الذي كان أقل تفاؤلاً، أن ذلك سيتحقق "بحلول نهاية العام"، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة التي تشنها على القطاع المنكوب، ويستعد جيش الاحتلال لاحتلال مدينة غزة وتهجير سكانها.

********************************************

التعليم وإعداد المواطن للديمقراطية.. تشجيع التفكير النقدي

رعد موسى الجبوري

“الديمقراطية تتطلب باستمرار إعادة التفكير وإعادة النظر في علاقتها بالعالم المتغير”

جوليان هكسلي

الديمقراطية تعني نظاما يكون الحكم فيه للشعب، أي أن للمواطنين دور وحق المساهمة في ادارة شؤون مجتمعهم، ويقوم هذا النظام على مبادئ احترام حقوق الإنسان وحرية التعبير. وممارسة المواطنين لحقوقهم الديمقراطية تأتي اما بشكل مباشر أو من خلال انتخاب ممثليهم. ولكن هل يمكن لأفراد لا يمتلكون مهارات التفكير النقدي الحر ان يمارسوا حقهم الديمقراطي؟

تحدد اليونسكو التفكير النقدي احدى المهارات الاساسية المطلوبة في القرن الحادي والعشرين. فما انعكاسات هذا على الواقع وخاصة في بلدنا العراق؟

 لا يمكن لمواطن لا يمتلك القدرة على التفكير النقدي ان يساهم ببناء مجتمع ديموقراطي. وهذه القدرة تعتبر من اهم المهارات الأساسية لتحقيق ممارسة سليمة للديمقراطية ولبناء حياة اجتماعية مستدامة، وبدون التمكن من هذه المهارة يصبح المرء عرضة لسيطرة الآخرين عليه وتضليله وتلاعبهم به.

فعلى الدولة والمجتمع الديمقراطي تمكين الافراد من هذه القدرة من خلال توفير واتباع مناهج واساليب تربوية وتعليمية كفوءة وشاملة واتباع طرق تُعزز شعور الافراد بالمسؤولية، والبدء منذ سن مبكرة بتعزيز هذا وتوفير الفرصة للافراد لتطوير مخيلتهم الابداعية بوقت مبكر وبشكل صحيح، وهذا ما تدعو اليه الأمم المتحدة في النقطة 4.7 من الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، فلا تنمية صحيحة ومستدامة بدون هذه التربية.

وبهذا الصدد، تقول الدكتورة لندا ارند خبيرة التفكير الناقد: “إن الحياة التي لم يتم فحصها لا تستحق أن تعاش، لأنهم سيدركون أن العديد من الحيوات التي لم يتم فحصها معًا تؤدي إلى عالم غير نقدي، وغير عادل، وخطير". فلا يمكن اعداد الشباب وتمكينهم من مواجهة تحديات المستقبل الا بتزويدهم بتعليم وتربية جيدة، وتمكينهم من معالجة المعلومات التي يتلقونها بشكل صحيح واعدادهم ليتمكنوا من تطوير أحكام وقرارات سليمة.

اليوم نجد عباراتٌ شائعة مثل "رأيتُ ذلك على التلفاز" أو "قرأتُ ذلك على فيسبوك او سمعت هذا من الشيخ أو الزعيم القائد، وكثيرون يعتبرون ان هذه العبارات تبرير لصحة محتوى المعلومات. وهذا يشدد من خطر التلاعب في الافكار وتضليل السلوك اكثر من الماضي. فهل تضمن الاساليب والمناهج التربوية في نظام التعليم العراقي تنمية هذه المهارات؟ فلا يولد الانسان وهو يمتلك القدرة على تنظيم المعلومات والتمييز بين الصحيح والخاطئ، أو بين الحقيقة والرأي الذاتي الفردي، فيجب على البشر تعلم ذلك. وعلينا ان نقر انه لا يُمكن مجرد الطلب ببساطة من الأطفال اغلاق شاشات اجهزتهم الإلكترونية او عدم الاستماع الى تصريحات المتنفذين حتى لا يتعرضوا للتحريفات والأكاذيب أو يتأثروا بها. ولكن الاسلوب الفعال هو تسليحهم بمهارات التفكير النقدي وتقييم المعلومات وكشف الاكاذيب والخرافة والاحتيال.

التفكير النقدي هو مهارة فكرية أساسية تستند على سلوكٌ فطري، ولكن يكون في البداية غير مدرب لمواجهة تعقيدات التطور واساليب التضليل المتزايدة دوما، لذا يجب ان يدرب ويطور كمهارة اساسية يمتلكها الفرد. وهنا يجب على النظام التعليمي والمعلمون واولياء الامور تشجيع الطلاب على ممارسة وتطوير التفكير النقدي في المدرسة من خلال تشجيعهم على تقييم موقفٍ ما أو التعمق في تفسير وفهم وجهات نظر مختلفة لتكوين حكم خاص بهم. ويُمكن أن يكون ذلك موقفًا نقديًا قائمًا على إطار معياري، مثل ماهي حقوق الإنسان، وماهي الاخلاق القويمة ومفهوم التسامح وتقبل الاخر وكيفية الاستجابة لظروفٍ مُحددة. وهذا الأخير يتوافق مع نهج التربية النقدية.

لا توجد هناك طرق مُختصرة نسلكها للتفكير النقدي، فالتفاعل الإنساني الدائم هو مبدأ أساسي. ومن خلال النقاشات المستمرة، يطور المرء فهمه، ويتعلم كيفية القيام برد الفعل، ويتمكن من التعبير عن أفكاره بوضوح. التفكير النقدي يتجاوز بكثير مجرد جمع المعارف أو الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة، بل هو جزء من شخصية الفرد وطريقة للتفكير.

والتفكير النقدي هو القدرة على تحليل المعلومات وتقييمها والتشكيك فيها بموضوعية وتركيز علمي للوصول إلى استنتاجات سليمة. ان هذا لا يعني مجرد قبول كل شيء، بل يستوجب فصل الحقيقة عن الخيال من خلال اختبار الافتراضات، وتقييم مصداقية المصادر، ودراسة وجهات النظر من زوايا متعددة. وهذه مهارة أساسية للفرد تساعده في حل المشكلات واتخاذ القرارات والمشاركة الاجتماعية الواثقة والرصينة، لا سيما في ظلّ تزايد ضخ المعلومات في عصرنا الحالي وكثرة الأخبار الزائفة من خلال استخدامات وسائل التواصل والذكاء الاصطناعي.

يمكن تحديد العناصر الأساسية للتفكير النقدي كالتالي:

  1. تحليل المعلومات، فلا يجب الاقتصار على جمعها وقبولها فحسب، بل من الضروري ان يشمل ذلك أيضًا التحقق من دقتها وأهميتها ومصداقيتها.
  2. التساؤل والتشكيك في الادعاءات، فيجب اختبار ما يدعيه الآخرون وما يعتقدونه ووضعها تحت مقياس التشكيك والتساؤل واختبار حججهم والتحقق من صحتها.
  3. تعدد وجهات النظر، يجب تعلم النظر إلى القضايا من زوايا مختلفة وعديدة وليس من زاوية واحدة لتكوين صورة شاملة حول المواضيع.
  4. الاستنتاجات يجب ان تستند الى حقائق، فيجب تعلم اتخاذ القرارات والأحكام بناءً على الحقائق والأدلة، وليس على الآراء أو المشاعر او نسخ اراء ومعتقدات الاخرين بدون تمحيص وتدقيق.
  5. التأمل والتفكر، يجب تعلم التأمل في عمليات التفكير واتخاذ القرارات الخاصة بالشخص بشكل نقدي موضوعي بهدف تحسين وتطوير المهارات باستمرار.

أما أهمية تنمية وتطوير مهارة التفكير النقدي فتكمن في التالي:

1 التعامل مع التعقيد، ففي عالم سريع التغير باستمرار، يساعد التفكير النقدي على فهم وادراك المعلومات المعقدة وتصنيفها.

2 مكافحة التضليل، فالتفكير النقدي مهارة مهمة للتعرف على الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة ومواجهتها.

3 اتخاذ القرارات باستقلالية، مهارة التفكير النقدي تمكن الفرد من المشاركة المسؤولة والواثقة في المجتمع من خلال اتخاذ قراراته الخاصة والمدروسة.

4 تحسين الكفاءة لحل المشكلات، مهارة التفكير النقدي تعزز القدرة على تحليل المشكلات بشكل منهجي، وتمكن من إيجاد حلول مُرضية قائمة على الادلة والبيانات.

في ألمانيا ما بعد الحرب، أدت اختلافات المناهج في التعليم السياسي والديني إلى جدل في النظام التعليمي. وفي عام ١٩٧٦، اجتمع المعلمون في بلدة بويتلسباخ الصغيرة لمناقشة وجهات نظرهم المختلفة؛ وتوصلوا إلى ثلاثة مبادئ مهمة:

(١) يجب عدم تلقين الطلاب افكارا متطرفة وحمايتهم من تكوين اراء خاصة تستند على شحن العواطف ومسايرة روح القطيع بدون تمحيص في تأثيراتها الاجتماعية والانسانية.

(٢) ضرورة طرح القضايا المثيرة للجدل سياسيا وعلميا بطريقة نقاش نقدي هادئ ورصين في داخل الدرس.

(٣) ضرورة تمكين الطلاب من تحليل الوضع السياسي والاجتماعي، وتقييم كيفية تأثيره على مصالحهم، والبحث عن سبل ووسائل للتأثير على الوضع بما يتماشى مع مصالح ابناء الوطن ووحدة المجتمع.

وما زالت هذه المبادئ الاساسية تتمتع بأهمية كبيرة في التعليم الألماني اليوم والذي يعتمد على مبدأ تشجيع الجدل والنقاش كمبدأ اساسي في التعليم وبالاستناد على مبادئ التربية النقدية التي تعتبر الاساس في تطور الفرد والمجتمع.

ولكن في بلدان أخرى يسودها الطابع التسلطي ومتخلفة تكنولوجيا واقتصاديا عن المانيا لا تزال هذه المسألة موضع جدل، ففي البرازيل مثلا، كتب باولو فريري، وهو معلم برازيلي وفيلسوف ورائد في علم التربية النقدية، أنه في التعليم الذي يحدد المشكلات، سنجد القوة لتطورنا. ولكن وفي بلد باولو فريري نفسه، تم إنشاء منظمة لالغاء التفكير النقدي من الفصول الدراسية، ففي عام 2015، أسس ميغيل نجيب، وهو محام من ساو باولو، منظمة Éscolas sem Partido (مدارس بدون أحزاب سياسية) بعد أن ازعجه مدرس تاريخ قام بمقارنة تشي جيفارا بالقديس فرانسيس الأسيزي. وقام المشرعون الكاثوليك والانجيليون وبتأثير من منظمة نجيب، بطرح مبادرات تشريعية لمنع المعلمين في جميع أنحاء البرازيل من تناول القضايا السياسية والاجتماعية والأخلاقية في فصولهم الدراسية. ومن بين هذه المشاريع، مشروع قانون قدمه القس الإنجيلي ماغنوس مالطا إلى مجلس الشيوخ البرازيلي عام ٢٠١٦، والذي كان يبغي الزام المدارس بعرض ملصقات في جميع الفصول الدراسية تُبيّن مسؤوليات المعلمين وحق الطلاب في عدم "تلقينهم". وقد احتجّ اتحاد التعليم البرازيلي الى جانب الطلاب والعديد من أعضاء هيئة التدريس، بشدة على هذا القانون، الذي عُرف فيما بعد باسم  قانون "حظر الكلام".

لم يتم اقرار مشروع القانون، لكن منظمة "المدارس غير الحزبية" ما زالت تواصل حملتها. ونجد اليوم في العالم كثيرا من الحكام الشعبويون الذين يهاجمون المعلمين ويتهموهم بتلويث افكار الشباب بآراء يسارية حرة. ومنهم رودريغو دوتيرتي في الفلبين وفيكتور أوربان في المجر ودونالد ترامب في الولايات المتحدة، وجميعهم يبدون اهتمامًا خاصًا بعمل المعلمين، ويرونهم تهديدًا محتملًا للحكم اليميني الاستبدادي.

 يُعد التفكير النقدي أحد أهم مبادئ عصر التنوير وازدادت أهميته في القرن الحادي والعشرين ويعتبر من اهم المهارات التي يجب على الفرد ان يمتلكها اليوم. ان هذا المبدأ صحيحٌ بشكل عام وخارج نطاق التعليم ايضا، لكن للتعليم دورا خاصا في تطبيقه العملي.

وهذا درس علينا تعلمه من تاريخنا، فلم تزدهر الثقافة العربية الاسلامية لتكتسب موقعا مفصليا في الحضارة البشرية الا بعد انفتاحها على العلوم والمعارف العالمية والتفاعل معها بشكل ايجابي وباطلاق حرية الفكر واستخدام ادوات التفكير النقدي. فيقول العالم العربي الكبير ابن الهيثم البصري في تأسيسه لمنهجية النقد والشك المنهجي في منظومته العلمية: «وحسن الظن بالعلماء في طباع جميع الناس... فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم، بل طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم، المتوقف فيما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان، لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جبلّته بضروب الخلل والنقصان». ولم يتراجع دور الحضارة العربية الا بعد هيمنة الأفكار والأنظمة الاستبدادية وانتشار قمع الأفكار المعارضة، ما أعاق تطوير ثقافة النقاش والتفكير النقدي؛ ورسخ من سيطرة وانتشار الجهل. وبعد ذلك انتقل مركز الثقافة العالمية إلى أوروبا وتراجعت الثقافة العربية لتصبح في ظل التاريخ.

جاء الفيلسوف التربوي يوهان كومينيوس، الذي عاش في القرن السابع عشر ويُعتبر أباً للتعليم الحديث، وقدم بياناً يعكس تطور هذه الفلسفة في نشر الفكر النقدي ويصف مهام التعليم والتدريب:

- النهج التدريجي (omnia gradatim)

- البحث في كل شيء بشكلٍ مستقل، دون الخضوع لأي سلطة

- التصرف بمبادرة ذاتية: "الممارسة الذاتية".

وبعد مرور سنوات عديدة، وتحديدًا في عام ١٩٩٦، حدّد تقريرٌ لليونسكو، أعدته اللجنة الدولية للتعليم في القرن الحادي والعشرين، برئاسة جاك ديلور، رئيس المفوضية الأوروبية من عام ١٩٨٥ إلى عام ١٩٩٥، أربع ركائز أساسية للتعليم:

  • تعلّم اكتساب المعرفة - وهو تعليم عام واسع يُمكّن من تعلّم متعمق في مواضيع مختارة.
  • تعلّم الفعل - وهو لا يقتصر على اكتساب المهارات المهنية فحسب، بل يشمل أيضًا القدرة على التعامل مع المواقف المتنوعة والعمل ضمن فريق.
  • تعلّم الوجود - وهو تطوير شخصية الفرد والقدرة على التصرف باستقلالية متزايدة وشعور متنامٍ بالحكمة والمسؤولية.
  • تعلّم العيش معًا - وهو تطوير تفهم الآخرين وخلق وعي بالروابط الجامعة.

وحسب ما يقول عالم النفس التربوي السويسري بياجيه: يفترض هذا "أن يستكشف الطلاب، كل ما يحفز العقل والذاكرة واللغة واليد، ويكتشفون ويناقشون ويفعلون ويكررون بمبادرةٍ ذاتيةٍ ودون هوادة - وتبقى مهمة المعلم الوحيدة حينها هي الانتباه أن كل شيء يجري كما ينبغي".

ان تعزيز تدريب هذه المهارة في المدارس والجامعات العراقية سيعزز من روح الديموقراطية والابداع والتسامح والتراص الاجتماعي واعداد الشباب العراقي لتحديات القرن الحادي والعشرين. من خلال خلق بيئة تعليمية افضل تتسم بالتنوع والمرونة الكافية لتلبية احتياجات المتعلمين، وتُتيح باستمرار تطوير مجتمع تعاوني من الطلاب والمعلمين ان كان في مجموعات صغيرة او كبيرة، وسيتعلم الطلاب التواصل بنجاح، والعمل معًا كفريق، وممارسة الانضباط الذاتي، وتحسين مهاراتهم الاجتماعية والشخصية. ومن خلال التعاون، يُحسّنون فهمهم لمحتوى التعلم، ويُعززون مهارات التفكير النقدي لديهم.

ويمكن تطبيق التعليم الديمقراطي في أي فصل دراسي وبغض النظر عن المادة الدراسية، وبطريقة مُصممة خصيصًا لكل فئة. يبدأ هذا التعليم عندما يعمل المعلمون والطلاب معًا لممارسة مهارات ومواقف معينة تُعزز المواطنة الديمقراطية الفاعلة.

************************************************

ص8

الحرائق.. إهمال متكرر
وسياسات فاشلة تهدد أرواح المواطنين
صلاح العمران

في ظل تزايد حوادث الحرائق في المراكز التجارية والصناعية بالعراق، تبرز تساؤلات كبيرة حول فاعلية سياسات
الحكومة في التعامل مع هذه الكوارث المتكررة. بينما تُعلن أرقام رسمية عن انخفاض في نسبة الحرائق، تُظهر الوقائع
ارتفاعاً مأساوياً في الضحايا والخسائر، مما يؤكد وجود إهمال كبير في تطبيق معايير السلامة.

هل الحل في التعويضات؟
تعويض ذوي ضحايا حريق الكوت بمبلغ 10 ملايين دينار لكل حالة وفاة لاقى استياءً واسعاً، خاصةً مع المقارنة
بالتعويضات الأخرى المتعثرة مثل تلك المذكورة في المادة 140، التي ينتظرها المواطنون منذ سنوات. هذه التعويضات،
رغم أهميتها، لا تعالج جذور المشكلة في غياب أنظمة السلامة والإنذار المبكر.

المحاصصة
سرطان ينخر جسد الدولة
وهو ما أكده تقرير المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في 17 تموز 2025، أشار التقرير
فالمحاصصة الطائفية – الاثنية، وهي أسّ البلاء، يَعضُ عليها المتنفذون بأنيابهم حماية لمصالحهم ونفوذهم وادامة
لسلطتهم. وبدل تقديم حلول تخرج البلاد من أزماتها، وتحدّ من تفاقم معاناة المواطنين متعددة الاشكال وتخلصهم من
تداعياتها، ظلت الحكومات المتعاقبة تركض وراء سياسة «إطفاء الحرائق» وما يصاحبها من هدر للأموال والوقت، ومن
ضياع فرص حقيقية للتقدم والنمو ومعافاة البلد وتحقيق الرفاه والعيش الرغيد لشعبه والتنمية الحقيقية المستدامة. مما أدى
إلى:
- إهمال فحوصات السلامة السنوية.
- انعدام وسائل الإطفاء الأساسية.
- عدم وجود أنظمة إنذار مبكر في المباني التجارية والصناعية.
وفي هذا الصدد، حذر خبير السلامة المهندس سعيد كنهار في مقابلة سابقة مع مجلة "الشرارة" (العدد 159، تشرين
الأول 2022)، وكذلك خلال جلسة "ملتقى جيكور" في 13 آب 2024، من خطورة استمرار هذا الإهمال، مؤكداً أن
السياسات الحالية غير كافية للحد من الكوارث.
فيما أعلن الدفاع المدني عن انخفاض الحرائق بنسبة 58 بالمائة مقارنة بالسنوات الماضية، شهدت الأيام الأخيرة سلسلة
حرائق مروعة في الكوت وبغداد ومحافظات أخرى، مما يضع هذه الأرقام موضع شك. فهل هذا انخفاض حقيقي أم
تلاعب بإحصاءات؟

حلول معلنة
وإحصاءات مفبركة

أكد المهندس عبد الله الرائدي، خبير الإطفاء، في عدة مقابلات تلفزيونية، أن توفير أجهزة الإنذار المبكر ومعدات السلامة
الأساسية هو الحل الوحيد للحد من الكوارث. ودعا إلى مراجعة شاملة لسياسات السلامة وإدارات الطوارئ، مطالباً
بتحقيق شفاف في أسباب الحرائق المتكررة.
لا يمكن أن تستمر حياة المواطنين العراقيين تحت تهديد الحرائق التي يمكن منعها. التعويضات ضرورية، لكن الأهم هو
الوقاية. على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في تطبيق معايير السلامة وملاحقة المقصرين، لأن أرواح العراقيين
ليست رقماً في إحصائية، بل هي ثروة الوطن الأولى.

الأموال العامة
والخطأ الدستوري
خليل ابراهيم العبيدي

في عددها الصادر في الرابع والعشرين من شهر تموز لهذا العام، كتب الأستاذ ابراهيم المشهداني في صحيفة (طريق
الشعب الغراء) حول الأموال العامة وحرمتها وضرورة حمايتها، نود استكمالا لما بدأ به الأستاذ، أن نشير إلى خطأ
دستوري أبعد الدولة عن مسؤوليها المباشرة وفقا للدستور النافذ، إذ ورد في أولا من المادة 27 منه، الأموال العامة حرمة
وحمايتها واجب على كل مواطن، ولم تشر هذه المادة الدستورية صراحة على أن الدولة قبل المواطن هي المسؤولة عن
تلك الأموال، فقد كان الأولى أن يكون نص المادة على النحو التالي، للأموال العامة حرمة وحمايتها واجب على الدولة،
وعلى كل مواطن، وهذه الأموال كما جاء في (ثانيا من المادة 71 من القانون المدني العراقي رقم 40 لسنة 1951) لا
يجوز التصرف فيها أو الحجر عليها او تملكها بالتقادم.
إن ما ذهب إليه الأستاذ المشهداني كان يشير بدقة إلى واجب الدولة الذي تغافله الدستور بالنص الصريح، ربما اكان عمدا
او سهوا، ووفقا للحالتين فان المال العام صار اليوم مستباحا على نحو غير مسبوق، وكانت الاستباحة في كل مرافق
الدولة، فعلى صعيد الأصول العراقية كما يكتب المشهداني بمختلف اشكالها المتواجدة خارج الوطن فان المعلومات تشير
على انها موزعة على أكثر من 50 بلدا، وأنها تشكل بوجودها واستثمارها دعما للتصنيف الائتماني للبلاد، وأنها تمثل
موردا مستديما للخزانة المركزية، وأنها أموال على ما يبدو، كما تشير الأنباء، اما أن تكون مهملة، واما إنها تهمل عمدا
لأغراض التلاعب بمصيرها .
إن وزارة المالية معنية بأمور هذه الأموال، كل ما عليها ان تحصر هذه الأموال بموجب جرد أصولي بالتعاون مع
الوزارات والهيئات المالكة بالتنسيق مع بعثاتنا الدبلوماسية، وان يعاد تقييمها وفقا لأسعارها الحقيقية، وان يتم معالجة كل
مرفق أو مملوك على حدة وفقا لقانون بيع واستئجار أموال الدولة رقم21 لسنة 2013. الأمل معقود على الوزارة في
دراسة موضوع هذه الأموال والحفاظ عليها من محاولات النصب والاحتيال، سيما أنها خارج البلاد بحاجة للمتابعة
والتأشير.

القضاء والفساد

ا.د. حاكم محسن الربيعي

الفساد موجود في كل الانظمة السياسية والاقتصادية في كل دول العالم ، ولكنه بفوارق نسبية، و يبقى للحكومات دورها
الاساسي في محاربة كل مظاهر الفساد، لأن للفساد أثارا سلبية على مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولاسيما في
تعطيل المشاريع الاستثمارية والخدمية ونهب المال العام، وربما يؤدي إلى الافلاس في حالة غياب الرشد والعقلانية في
الانفاق العام، بحيث تظهر الحكومات في حالات لا تستطيع تدبير رواتب وأجور العاملين فيها ، مما يجعلها تلجأ إلى

الاقتراض، وهي حالة غير مقبولة وغير مرضية، ولها اثارها السيئة على اقتصاد الدولة، ولكن عندما يكون في الدولة
قضاء نزية وفاعل يستطيع ان يفعل الكثير، فالقضاء مستقل وله دوره في اشاعة العدالة الاجتماعية في حالة استقلاليته
وأبعاده عن التحزب والسياسية، ومن المعروف ان القضاء والجيش والجامعات في العراق مستقلة بموجب قانون
المحافظات رقم 69 لسنة 1969 المعدل، ولكن هل بقي فعلا مستقلا، وهنا نشير إلى ما فعله القضاء الايطالي، وتحديدا
القاضي الايطالي السيد "أنطونيو دي بيترو" إنه القاضي الذي أعلن الحرب على الفساد في العام 1992 حين اكتشف
خلال التحقيقات تورط بعض السياسيين في قضايا رشوة، ثم توسّع في التحقيق ليجد نفسه حيال شبكة ضخمة متورطة فيها
شخصيات من كل المستويات، وزراء ومدراء شرطة، مدنيون وعسكريون، ديبلوماسيون، رجال أعمال وزوجاتهم
وأولادهم وأصهرتهم وأزلامهم فماذا فعل هذا البطل ؟اتخذ دي بيترو قرارا شجاعا بتوقيف كل المتورطين مهما كانت
مناصبهم، وشملت الاعتقالات 5000 شخص بينهم أكثر من 1000 من رجال الدولة والسياسة وزراء في الحكومة ثم
رئيس الوزراء، بتينو كراسكي الذي هرب بعدها إلى تونس ليقضى بقية حياته، و تأكد القاضي دي بيترو انه كان يحارب
دولة بأكملها، وقد أضاف لقائمة أعدائه عصابات المافيا مطلقاً على العملية تسمية "الأيادي النظيفة". هبّ الايطاليون
كالمجانين لحجم الفساد وخرجوا في مظاهرات تدعمه وتعتبره بطلا مخلّصاً وأصبح اسمه أغنية الإيطاليين في ملاعب
الكرة مع شعار "دي بيترو جعلتنا نحلم".
تحوّل هذا القاضي إلى أسطورة حية، ألهبت جرأته المحللين والكتّاب وعما اذا كان ما قام به كان جنونا او معجزة قال هذا
القاضي يوما أنه اتّخذ القرار، وهو يعلم أنه قد يدفع حياته ثمناً لذلك، وأنه اجتمع بمجموعة شباب من نخبة الشرطة
وأفهمهم أن مصير إيطاليا صار في أيديهم ولا مجال للخوف بعد، فبدأوا بعمليات اختراق واسعة لشبكات الفساد التي
دمّرت الدولة من الداخل ، ويجيب "دي بيترو" مازحا : "يشبه الفساد زواج المصلحة إذا أفسدنا المصلحة يبطل الزواج
ويصبح الأحبة أعداءً يدمّر بعضهم بعضا. دخل هذا القاضي تاريخ إيطاليا ملغياً منظومة عمرها أربعين عاما وتسبب
أيضا في إفناء أحزاب تاريخية، وكانت نهاية الجمهورية الإيطالية الأولى على يديه لتعلن الجمهورية الثانية ، فهل في
عراق اليوم قاض نظير القاضي الايطالي السيد دي بيترو. كلنا أمل في ظهور دي بيترو عراقي.

عمارة الفقراء؛ بين المسؤولية والتهميش
حسن الجواد

ناطحات السحاب الفاخرة والواجهات الزجاجية اللامعة التي تزين مدن العراق، تعكس بشكل واضح واقع عمارة ما بعد
الحداثة: تركيز على الطبقات الغنية وإهمال شبه كامل لاحتياجات الفقراء. بينما تُبنى الأبراج الضخمة وتُصمم الفلل
الواسعة، يعيش آلاف العراقيين في منازل ضيقة، غير صحية، أو حتى في أماكن غير معدة للسكن، ليكشف هذا التباين
المعيشي أزمة إسكانية عميقة تتطلب تدخلًا عاجلًا ومسؤولية واضحة من الحكومة.
ليس الحديث هنا عن إسكان فاخر، بل عن حق أساسي للإنسان في السكن الكريم. فقد أثبتت التجارب العالمية أن العمارة
الاقتصادية لا تعني التخلي عن الكرامة أو عن الاحتياجات الأساسية. في البرازيل، على سبيل المثال، تم تطوير مشاريع
سكنية منخفضة التكلفة توفر للأسرة المساحات الضرورية، وتدمج المدارس والمراكز الصحية في نفس الأحياء. وفي
الهند، صُممت وحدات صغيرة متعددة الاستخدامات، تراعي حجم الأسرة، وتجمع بين الحد الأدنى من الموارد والجودة
في البناء، بحيث يشعر السكان بالانتماء لأحيائهم دون الإحساس بالتهميش.
في العراق، يمكن الاستفادة من هذه التجارب بتصميم منازل بالحد الأدنى، لا تتجاوز الموارد الأساسية، لكنها ضمن حدود
الاحترام الإنساني. الحد الأدنى هنا لا يعني التضحية بالراحة أو الصحة، بل يعني إيجاد توازن بين المساحة، جودة
المواد، واستغلال الأراضي المتاحة بكفاءة. كما يمكن دمج هذه الوحدات مع مساحات عامة ذكية، مثل ساحات للعب
الأطفال، وأماكن للتجمع الاجتماعي، بحيث تنشأ مجتمعات متكاملة، وليس مجرد مساكن صغيرة.
المطلوب أكثر من مجرد مشاريع إسكانية محدودة؛ إنه التزام حكومي طويل المدى. توزيع الأراضي، تسهيل التمويل،
وضع معايير تصميمية تحمي الكرامة، ومتابعة جودة البناء، كلها عناصر أساسية لإنجاح عمارة الفقراء. الاستثمار في
هذه المشاريع لا يقتصر على الجانب الإنساني، بل يمتد ليشمل الجانب الاقتصادي والاجتماعي، حيث يقلل من التفاوت
الطبقي، ويحد من الزحف العشوائي، ويخلق فرص عمل خلال مرحلة البناء والصيانة.
عمارة الفقراء هي أكثر من مجرد مشروع معماري؛ إنها رسالة واضحة عن مجتمع يقدر الإنسان، ويرى في العدالة
الإسكانية مؤشرًا على حضارته. ومن خلال التصميم الذكي والالتزام بالحد الأدنى من المعايير الإنسانية، يمكن للعراق أن

يحقق نموذجًا مستدامًا للسكن الاقتصادي، يوازن بين احتياجات السكان وموارد الدولة، ويضع حدًا للتهميش الذي طالما
عانى منه الفقراء.

الدرهم

مصطفى عبد الحسين أسمر

أثمن هدية من الله تعالى هي الطفولة وما أقصر أيامها، أنا ممن عاصر العملات المعدنية وكنا عندما نعثر على عمله نقدية
معدنية نعتبر من المحظوظين، كنت أنا منهم إذا عثرت على درهم على الأرض وحيدا وكأنه طفل ضاع من أهله كنت
فرحا، أذكر حينها أني حلقت في الجو وكان لي جناحان طرت إلى أمي مباشره وهي كانت بالنسبة لي الملاذ الآمن وقلت
لها أنظري يا أمي.. درهم.. وجدت درهما على الأرض.
فضربت على صدرها وقالت لي من أين حصلت عليه كنت فرحا وألهث ولم أنطق بكلمة إنما أشرت إليها نحو الزرع
الطبيعي هناك على التلة وأمي تركض بدورها إلى جدتي تلك المرأة العجوز طيبة القلب فقالت كعادتها وهي تنادي باسم
أبي وهو ابنها الوحيد "يمه جواد ولك وين لكيته جده".
جده هناك يم الزرع ع التلة قريب ع بيت حسوني.
قالت جدتي وهي ترمي بالدرهم إلى الأعلى ليعود ويسقط في يدها خير إن شاء الله
اطلبت أمي أن انتظر عودة أبي حتى نحكم ماذا نفعل به.
أما أنا فكنت أضع خططا لأني صرت غنيا وحاليا أنا اساوي أولاد شيخ قبيلتنا في القرية. ورحت أأخذ الساحة المقابلة
لدارنا ذهابا وإيابا، ماهي خطتي في استثمار هذا الدرهم وأنا وحيد الأهل ليس لي أخ أو أخت، هنا عاد أبي من العمل
الشاق كان يعمل فلاحا أجيرا في البساتين او المزارع، وفي هذا اليوم لم يوفق في فلس واحد وكما يقول المثل يد أمامه ويد
خلفه، استقبلته أمه وهي تتكئ على عكازها، أمي قالت جواد اليوم ابنا وجد هذا الدرهم، ابي من فرحته راح يهز عجيزته
وأيضا بنفس الخفة هز رقبته بنفس الخفة التي يهز بها عجيزته، وقال يا لله أشكرك.
اجتمع الزعماء الكبار للعائلة أمي وأبي وتترأسهم الجدة، فكان القرار ليس كما اشتهي وأحب، إذ أمرت جدتي أن تحتفظ
بالدرهم هي في كيسها القماشي الأسود، وكانت مكافئتي قطعة خبز أسمر، لكن خطة أهلي لم تكن ناجحة، إذ تم دفع الدرهم
ومعه أربعة دراهم أخرى فصل لابن شيخ قبيلتنا الذي ضرب أحد أبناء قبيلة أخرى تجاورنا ضربه على رأسه وشجه
وأصدر الشيخ قرارا بدفع كل منزل خمسة دراهم، هكذا نحن نجد الثروات وزعمائنا وأهلنا يهدرونها، بعدها أهلي اشتروا
اختراع العصر آنذاك.. التلفزيون.. لكن كانوا حريصين جدا أن أابتعد عن الشاشة وأن لا أسهر كثيرا فقط ساعة واحدة أو
اقل، كنت أتمنى أن اشاهد براحتي البرامج البسيطة خوفا من أشعة التلفزيون ان تسبب لي العمى وكانت جدتي تسميه
الشيطان.
كل هذه القوانين محاها تقادم السنين، حاليا أبنائي كل واحد منهم عنده هاتف حديث و24 ساعة قرب أنواع البرامج
والفيديوهات، أقول وعاد الزمن بجدتي وتشاهد ما يحصل بالمستقبل وبدل الدرهم كل واحد منهم يصرف أكثر من ألف
دينار يوميا والخبز الأسمر استبدل بالبيتزا والبرجر والريزو والبيبسي، اعتقد كان قرار حرماني من الدرهم قرارا ظالما
وإني لم أحظ بطفولة جميلة كما كنت اعتقد، أرجو أن يحظى أطفال المستقبل بحياة أكثر حرية لآرائهم و يبعدونهم عن
القيم الكذابة الخادعة.

الشيوعيون يتفقدون
الفنان جمال السماوي

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق الفنان جمال السماوي في منزله، للاطمئنان عليه بعد
تعرضه لوعكة صحية ألمت به.
وتمنى الوفد للسماوي وافر الصحة والعافية ونقل إليه تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنياتهم له بالسلامة. فيما قدم له باقة
ورد.
وشكر السماوي قيادة الحزب ورفاقه على المبادرة، التي كان لها أثر إيجابي كبير عليه وعلى عائلته.
ضم الوفد كلا من نقيب الفنانين الأسبق الرفيق صباح المندلاوي والرفيق عباس حسن والرفيقتين د.خيال الجواهري
ونهاوند جليل.

الصفحة التاسعة

بحثًا عن تحسين المستوى قبل ملحق المونديال العراق يواجه تايلاند في نهائي كأس ملكها

متابعة ـ طريق الشعب

يخوض منتخب العراق مواجهة حاسمة أمام نظيره منتخب تايلاند، اليوم الأحد، في نهائي بطولة كأس ملك تايلاند بنسختها الـ 51، والتي تُعد محطة مهمة ضمن تحضيرات "أسود الرافدين" لخوض الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم 2026 المقرر في تشرين الأول المقبل.

وكان المنتخب العراقي قد تجاوز منتخب هونغ كونغ في نصف النهائي بنتيجة (2-1)، في بداية إيجابية للمدرب الجديد غراهام أرنولد، الذي يسعى لتثبيت أركان حقبته مع "أسود الرافدين" وبناء مزيد من الثقة لدى اللاعبين قبل مواجهة مصيرية ضد إندونيسيا والسعودية في الملحق.

تنطلق المباراة النهائية بين العراق وتايلاند في تمام الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت بغداد.

من المرجح أن يعتمد أرنولد على خطة (4-4-2) بتشكيلة مكوّنة من: أحمد باسل، فراس بطرس، زيد تحسين، أحمد يحيى، مناف يونس، إبراهيم بايش، منتظر الماجد، أمجد عطوان، ماركو فرج، أيمن حسين، مهند ميمي.

يرى مراقبون أن الفوز بكأس ملك تايلاند سيكون دفعة معنوية كبيرة للمنتخب العراقي قبل خوض اختباراته الرسمية في الملحق، فيما حذر بعض الخبراء من وجود نقاط ضعف فنية تحتاج إلى معالجة سريعة لضمان الجاهزية الكاملة للمرحلة المقبلة.

********************************************

العراق يواجه السعودية في نصف نهائي كأس الخليج للشباب

متابعة ـ طريق الشعب

يخوض المنتخب الوطني العراقي تحت 20 عاماً مواجهة قوية أمام نظيره المنتخب السعودي، اليوم الأحد، في إطار منافسات الدور نصف النهائي من بطولة كأس الخليج للشباب تحت 20 عاماً، التي تستضيفها مدينة أبها السعودية على ملعب مدينة الأمير سلطان الرياضية.

وسيفتتح منتخب العراق، وصيف المجموعة الثانية، مباريات المربع الذهبي بملاقاة المنتخب السعودي متصدر المجموعة الأولى عند الساعة الرابعة عصراً، فيما يلتقي في المباراة الثانية منتخب عمان متصدر المجموعة الثانية مع منتخب اليمن وصيف المجموعة الأولى عند الساعة الثامنة مساءً.

وكان "شباب العراق" قد ضمنوا بطاقة التأهل بعد أن أنهوا دور المجموعات في المركز الثاني، حيث فازوا على البحرين، ثم تفوقوا على مصر بهدفين نظيفين، قبل أن يخسروا أمام عمان بهدف وحيد. وتشهد مدينة أبها منافسات النسخة الأولى من بطولة كأس الخليج للشباب تحت 20 عاماً 2025، التي انطلقت في 28 آب الماضي وتستمر حتى 10 أيلول الحالي، بمشاركة ثمانية منتخبات هي: العراق، السعودية، قطر، الكويت، اليمن، عمان، البحرين، إلى جانب مصر التي شاركت بدعوة خاصة من اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم بعد اعتذار الإمارات.

**********************************************

راندي متي يقود سيدات العراق بالكرة الطائرة في تحدٍ إقليمي جديد

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للكرة الطائرة، مشاركة المنتخب النسوي في بطولة غرب آسيا الثانية للسيدات التي ستقام في العاصمة الأردنية عمان خلال شهر تشرين الأول المقبل، بمشاركة منتخبات من المنطقة.

وقال رئيس الاتحاد حبيب علي لاوندي إن البطولة ستنطلق مطلع الشهر المقبل وتستمر حتى 11 تشرين الاول، مؤكداً أن الاتحاد جدد الثقة بمدرب المنتخب راندي متي لقيادة الفريق خلال المنافسات المقبلة. وأوضح أن المدرب سيعلن عن قائمة اللاعبات بعد متابعة مستواهن في بطولة الأندية العراقية.

وأشار لاوندي إلى أن المنتخب النسوي سيقيم معسكراً تدريبياً داخلياً الأسبوع المقبل بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان، استعداداً للمنافسات.

وتضم قائمة المنتخب العراقي 20 لاعبة، منهن: فانيست بريار، دانيلا نجم، ديما بكر، نورما منير، ديا ولي، دشني قاسم، هيلين عمر، هميشه هوشيار، أماندا أدور، فينيسيا أسحق، باخان عثمان، دورين روميل، كاجين جلال، مورين صبري، شايه رجالاك، بهره حامد، فيوليت يوخنا، ميراي سعد، وبريفا رزكار.

يُذكر أن فريق سنحاريب توج بلقب الدوري العراقي للكرة الطائرة للسيدات، بعد فوزه يوم الجمعة الماضي على فريق آكاد عنكاوا بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد.

*******************************************

سينر يصنع التاريخ ويضرب موعداً مع ألكاراز في نهائي أمريكا المفتوحة

نيويورك ـ وكالات

تأهل الإيطالي يانيك سينر إلى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس بعد فوزه على الكندي فيليكس أوجيه ألياسيم بصعوبة بنتيجة (6-1، 3-6، 6-3، 6-4)، محققًا الانتصار رقم 300 في مسيرته الاحترافية.

وسيواجه سينر في النهائي الإسباني كارلوس ألكاراز في حدث استثنائي، إذ ستشهد المرة الأولى في العصر المفتوح أن يلتقي لاعبان في ثلاث نهائيات كبرى خلال موسم واحد.

وقال سينر عقب اللقاء: "لقد كان موسمًا رائعًا، البطولات الكبرى هي أهم محطات العام، والوجود في نهائي جديد، خصوصًا في ختام الموسم، أمر لا يضاهيه شيء. اللعب أمام هذا الجمهور دائمًا مميز". وأضاف: "مواجهة فيليكس كانت صعبة للغاية، لكنه أظهر مستوى مختلفًا عن البطولة السابقة، وأرسل الكرة بشكل أفضل، لكني سعيد جدًا بالفوز".

وتعد المباراة النهائية الخامسة تواليًا بين سينر وألكاراز، حيث تفوق الإسباني في 3 مواجهات، فيما حسم الإيطالي نهائي ويمبلدون. ويتفوق ألكاراز إجمالًا في المواجهات المباشرة (9-5)، وفاز في آخر ثلاث مواجهات جمعتهما على الملاعب الصلبة.

ودخل سينر التاريخ بوصوله إلى نهائيات البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد، ليصبح رابع لاعب في العصر المفتوح يحقق هذا الإنجاز بعد رود ليفر، روجر فيدرر، ونوفاك ديوكوفيتش. ويأمل الإيطالي البالغ من العمر 24 عامًا أن يصبح أصغر لاعب في العصر المفتوح يحقق هذا الإنجاز، متجاوزًا فيدرر الذي وصل إلى النهائيات الأربعة في عام 2006 بعمر 25 عامًا.

كما يسعى سينر لأن يكون أول لاعب منذ فيدرر (2008) يدافع عن لقب أمريكا المفتوحة، وأيضًا ثاني لاعب في التاريخ بعد السويسري يحقق ثنائية أستراليا وأمريكا المفتوحة في عامين متتاليين.

***********************************************

أسود الرافدين ينطلقون من البحرين نحو تصفيات آسيا لكرة الصالات

متابعة ـ طريق الشعب

وصل المنتخب العراقي لكرة الصالات إلى العاصمة البحرينية المنامة، لإقامة معسكره التدريبي الأخير، في إطار التحضيرات لخوض منافسات تصفيات كأس آسيا المقرر إقامتها في المملكة العربية السعودية للفترة من 20 إلى 24 أيلول الحالي.

ويخوض "أسود الرافدين" التصفيات ضمن المجموعة الرابعة إلى جانب السعودية البلد المضيف، والصين تايبيه، وباكستان. ومن المقرر أن يلعب المنتخب مباراتين وديتين أمام نظيره البحريني يومي 8 و10 أيلول الحالي، ضمن معسكره التدريبي.

ويشارك في التصفيات 31 منتخباً تم توزيعها على ثماني مجموعات، سبع منها تضم أربعة منتخبات، ومجموعة واحدة تضم ثلاثة فرق. وكان المنتخب العراقي قد أنهى معسكره الأول في الإمارات، حيث فاز في المباراة الأولى بنتيجة (3-2)، وخسر الثانية (2-1)، قبل أن يتوجه اليوم إلى البحرين لمواصلة الاستعدادات.

وتضم قائمة المنتخب العراقي 19 لاعباً هم: حارث سعد، طارق زياد، حيدر مجيد، مهند عبد الهادي، مصطفى إحسان، محب الدين جمعة، حيدر صافي، سالم فيصل، سالم كاظم، صهيب وليد، حسين أحمد، عمر سبتي، إبراهيم أحمد، علي شهاب، غيث رياض، حامد علاء، محمد رعد، علي محسن، ووليد خالد.

وسيواصل المنتخب تدريباته في البحرين وصولاً إلى الجاهزية الكاملة لخوض التصفيات التي تنطلق في السعودية في العشرين من أيلول الحالي.

******************************************************

وقفة رياضية.. الاتحادات الرياضية في المحافظات.. أدوات فعالة للعمل الصحيح

منعم جابر

قبل أيام، ظهر على شاشة التلفزيون برنامج رياضي في إحدى القنوات الفضائية يحمل اسم (هاتريك)، من تقديم الزميل داود إسحاق، وطرح موضوعًا مهمًا بمناسبة الانتخابات الخاصة بالاتحاد العراقي لكرة القدم.

تناول البرنامج قضية حساسة تتعلق بعدم جدوى وجود الاتحادات الرياضية في المحافظات، واعتبر أنها تشكل ثقلًا انتخابيًا ولا تقدم عملاً متميزًا أو إنتاجيًا. وقد اجتمع بعض المتابعين على رأي حل هذه الاتحادات لما اعتبروه عدم جدواها وفائدتها.

هنا أرى أن هذا الرأي لا يتطابق مع الحقيقة، فهذه الأدوات – أي الاتحادات الرياضية في المحافظات – هي التي تكشف الطريق الصحيح نحو الإصلاح وتسير بالعمل نحو الإبداع والنجاح. أما غياب هذه الأدوات أو فشلها، فهو نتيجة عدم استخدامها بالشكل الصحيح والمناسب.

في البناء الرياضي، يتوجب مساهمة كل الطاقات والقدرات من أجل النهوض بالرياضة وكرة القدم، إذ أن توسيع قاعدة اللعبة وبناء قاعدة كروية رصينة يؤدي إلى ظهور المواهب والقدرات الكروية. أما العكس، فسيقلص حجم القاعدة ويؤدي إلى غياب الواهبين.

إذا نظرنا إلى واقع كرة القدم وكافة الألعاب الرياضية، نجد أن الفرق الشعبية في الماضي، وملاعبها المنتشرة في المحافظات والمدن العراقية، قدمت لنا أعدادًا كبيرة وبارزة من نجوم اللعبة. وحينما تقلصت هذه الملاعب وانحسرت الفرق الشعبية، أدى ذلك إلى ضعف القاعدة الكروية الرصينة التي كانت تعتمد عليها كرة القدم الشعبية. أما اليوم، فنجد أن تقلص الفرق والساحات الشعبية والاكتفاء ببعض المدارس والتجارب الجديدة أسفر عن وجود عدد أقل من المواهب والمبدعين.

أقول بصراحة، إن الساحة الرياضية اليوم تحتوي على عناصر كثيرة من الطارئين وغير المتخصصين الذين يسعون لتحقيق مكاسب ومنافع شخصية، بينما كان رجال الأمس يبحثون عن صناعة المجد الرياضي والنجاح. لذلك، نجد أن العاملين في المؤسسات الرياضية هذه الأيام يركزون على مصالحهم الشخصية أكثر من المصلحة العامة.

إن الواجب الملقى على عواتقنا هو البحث عن الشخصيات الملتزمة بقضايا شعبها ووطنها، والدفاع بحرص عن آمالها وطموحاتها. فالخراب الذي حل بالوطن والقيم والمبادئ دفع الجزء الأكبر من أبنائه للبحث عن فرص الكسب الضيق والمنافع الشخصية، مما أثر على القطاع الرياضي أيضًا، بسبب غياب الوعي والتوجيه الصحيح، ودفع بعض قادة القطاع إلى الانغماس في الفساد والمحسوبية، ضاربين عرض الحائط خطوات النجاح والتقدم.

وخاصة أن التجربة الانتخابية جديدة على الوسط الرياضي، مما دفع أعضاء وطواقم الهيئات القيادية في المحافظات إلى تجريب حظوظهم في العمل بالمؤسسات والاتحادات الرياضية، وهذا ما دفع البعض من الهيئات العامة إلى المشاركة في الانتخابات. ويؤكد ترشيح أكثر من نصف الهيئة العامة لكرة القدم للمكتب التنفيذي للاتحاد، أن المرشحين لهذه المناصب هم من الجادين والراغبين بالعمل من أجل النهوض بكرة القدم والانتقال بها إلى العالمية.

لذلك، أدعوهم إلى بذل جهود متميزة من أجل خير اللعبة وازدهارها. ونأمل أن يقدم الاتحاد الكروي الجديد نفسه بكل صدق وجرأة للنهوض باللعبة وتطويرها. كما نتمنى من الاتحاد العراقي أن يقدم قائمة انتخابية منسجمة مع نفسها ومختلفة عن القوائم السابقة في الانتخابات الماضية.

*********************************************

الأولمبي العراقي يتغلب على العُماني في تصفيات آسيا تحت سن 23 عاماً

متابعة ـ طريق الشعب

حقق المنتخب الأولمبي العراقي لكرة القدم، يوم السبت، فوزاً مهماً على نظيره العُماني بهدف دون مقابل، ضمن الجولة الثانية لمنافسات المجموعة السابعة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً. وجرت المباراة على ملعب مدينة "بنوم بنه" في العاصمة الكمبودية بنوم بنه، حيث انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين. وفي الشوط الثاني، تمكن اللاعب مصطفى قابيل من تسجيل هدف العراق في الدقيقة 62، قبل أن يتعرض اللاعب علي مخلد للطرد في الدقيقة 65 نتيجة اللعب الخطر، ليكمل المنتخب العراقي المباراة بعشرة لاعبين حتى صافرة النهاية. وتضم مجموعة العراق "G" كل من منتخبات كمبوديا (صاحبة الأرض)، وسلطنة عُمان، وباكستان، ويتأهل إلى النهائيات صاحب المركز الأول في كل مجموعة، إلى جانب أفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثاني من بين المجموعات الـ11، ما يجعل فوز العراق على عمان خطوة مهمة نحو المنافسة على بطاقة التأهل.

*************************************************

الصفحة العاشرة

قاموس اقتصادي فلسفي / دورة الرأسمال

اعداد: د. صالح ياسر

دورة الرأسمال (Circulation of Capital ): هي عملية تحرك الرأسمال في مجالي الانتاج والتداول. وتتضمن هذه العملية تحول الرأسمال النقدي الى رأسمال انتاجي، والرأسمال الانتاجي الى رأسمال سلعي، الرأسمال السلعي الى رأسمال نقدي وهكذا. ويظهر الرأسمال خلال دورته هذه تحت ثلاثة أشكال:

شكل رأسمال نقدي، باعتبار ان النقود الموجودة لدى الرأسمال تستخدم لشراء وسائل الانتاج وقوة العمل.

شكل رأسمال انتاجي، أي تحت شكل وسائل الانتاج الرأسمالي وقوة العمل التي اشتراها.

شكل رأسمال سلعي، أي تحت شكل سلع جاهزة تحتوي فائض القيمة، الذي خلقة العمال المأجورون.

 

والرأسمال، تحت شكليه الأول والثالث، يقوم بوظيفته في مجال التداول، أما تحت شكله الثاني، فيقوم بوظيفته في مجال الانتاج. والدور الحاسم في دورة الرأسمال تقوم به عملية الانتاج. ففيها يتم خلق القيمة وفائض القيمة ويعتبر الرأسمال النقدي، والرأسمال الانتاجي، والرأسمال السلعي ثلاثة أشكال وظيفية للرأسمال الصناعي، وكل شكل منها يؤدي وظيفة خاصة في عملية دورة الرأسمال. إن ما يميز الاشكال السابقة جميعاً هو أن دافعها المحرك انما هو الحصول على فائض القيمة، وأن الرأسمال يوجد في حركة مستمرة، ماراً بمرحلة الانتاج ومرحلتي التداول.

غوستون بوتول يقرأ فلسفة ابن خلدون الاجتماعية حداثيا

 

عبد الكريم الحجراوي

يعـاود كتاب "ابن خلدون... فلسفته الاجتماعية" لغوستون بوتول الظهور إلى الواجهة من جديد، عبر ترجمة جديدة أنجزها غنيم عبدون، وراجعها مصطفى كامل فودة (دار أقلام عربية - القاهرة) بعد ترجمته الأولى التي صدرت عام 1955 بتوقيع عادل زعيتر، وبعد نحو ربع قرن من صدور النسخة الأصلية للكتاب عام 1930، التي تلتها طبعة ثانية عام 1934. وترجع أهمية هذا الكتاب لما يمثله مؤلفه من مكانة علمية في علم الاجتماع، فهو من أبرز من أعادوا الاعتبار لابن خلدون في الفكر الاجتماعي الغربي، وأسهم عبر اهتمامه المتكرر بمنجزه في إشاعة ذكره بين علماء الاجتماع وهواة الفلسفة والأدب.

يسلط الكتاب الضوء على عبقرية ابن خلدون متعددة الأوجه، فهو صاحب ثقافة موسوعية انعكست بوضوح في مؤلفاته. غير أن هذه الثقافة الواسعة لم تحجبه كما يشير بوتول عن التفاعل المباشر مع العالم الخارجي، على خلاف كثير من أقرانه من أهل البحث والدراسة الذين يميلون إلى العزلة والانكفاء على أوراقهم.

يرى بوتول أن سر عبقرية ابن خلدون يكمن في امتلاكه لخصيصة نادرة من خصائص العقول العبقرية، وهي قابليته الفطرية للانفعال والاندهاش والتساؤل إزاء مسائل يعتبرها الناس من البدهيات، فلا يتوقفون عندها كثيراً. فوجود الأسرات والسلطة والبدو والحضر، كلها أمور كانت مألوفة في نظر الغالبية، كما كانت التفاحة مألوفة قبل نيوتن. لكن ابن خلدون لم يرض بمجرد تقرير هذه الوقائع، بل راح يتأملها ويسأل لماذا؟ وكيف؟ ومن هنا انطلقت عبقريته.

نكبات متتالية

خاض ابن خلدون حياة مملوءة بالمحن والنكبات، إذ فقد أسرته وأساتذته في الطاعون الذي اجتاح شمال أفريقيا وهو لا يزال صغيراً، ثم فشل في بلوغ السلطة التي طمح إليها، مما أودى به إلى السجن. ولم تقف المآسي عند هذا الحد، بل فجع بغرق زوجته وأبنائه أثناء قدومهم للإقامة معه في مصر. نكبات متتابعة وسوء حظ لازم مسيرته في شمال أفريقيا، وفي الأندلس، وحتى في مصر التي لم يسلم فيها من الخلافات المتكررة مع علمائها، بسبب طبيعة شخصيته الصلبة والجافة. ويرى بوتول أن هذه المآسي كانت العامل الحاسم في تشكيل عبقرية ابن خلدون، «لولا هذه المآسي التي لحقت به لصار ابن خلدون شخصية كبيرة راضية عن ذاتها، ولكتب على أقصر تقدير مجموعة من الحكم العادية التي يوجد منها الكثير». فهذه النكبات جعلته يخوض تجارب نابضة بالحياة، «بل بلغت مرتبة الملحمة الشعرية أحياناً، مما جعل مؤلفات أرسطو ودروس موبيدان تبدو له تافهة لا تطابق الواقع» ص 140. وتكتمل مأساة ابن خلدون، الذي عاش في لحظة تاريخية فاصلة تزامنت مع انهيار الحضارة العربية، بأن مؤلفاته لم تلق ما تستحقه من اهتمام في زمنه، وبقي صوته من دون صدى. فلو أن كتاباته ظهرت في ظرف تاريخي أكثر خصوبة، لكانت كفيلة بتأسيس علم قائم بذاته، ولانطلقت منها مدرسة فكرية كاملة، ولأسست لسلسلة طويلة من الدراسات والأفكار، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.  فـ"المقدمة" كانت آخر شعاع ينبعث مما سمي بحق "النهضة العربية"، قبل أن ينتقل المشعل إلى أوروبا، إذ ازدهرت العلوم وتحول ابن خلدون لاحقاً إلى مرجع يستعاد هناك، أكثر مما استحضر في بيئته الأولى.

عمل أصيل

يحدد بوتول في كتابه مواطن عبقرية ابن خلدون، فهو لم يكن مؤرخاً إخبارياً، وإنما كتب تاريخاً جامعاً ضخماً فريداً لا مثيل له منذ عهد فلاسفة اليونان، كما أنه قدم عملاً أصيلاً على وجهين، الأول من ناحية الموضوعية، فلم يكن في آداب الشرق شيء يشبه ما قام به ابن خلدون. والثاني أنه استخدم منهج الملاحظة على دراسة المجتمعات، هذا المنهج الذي استخدمه الفلاسفة العرب الكبار في مؤلفاتهم في العلوم الطبيعية والطب، لكن عبقرية ابن خلدون، كما يرى بوتول، تمثلت في نقله هذه المنهجية إلى مجال العلوم الإنسانية. وبذلك امتلك ابن خلدون القدرة على النقد السليم، والحرص العميق على الموضوعية، وهو ما يجعله سابقاً لعصره بقرون. ولعل السمة الرئيسة في مؤلفاته هي إيثاره للملاحظة والتجربة الواقعية على التفكير النظري المجرد، وبهذا يكون أدار ظهره تماماً لفلسفة القرون الوسطى في أوروبا، وبرز كرائد وإن لم يكن مؤسساً لفلسفة التاريخ، ولعلم الاجتماع القائم على الملاحظة وجمع الوقائع. يفسر بوتول أسباب أهمية "المقدمة"، موضحاً أنها ليست مجرد بحث نقدي في التاريخ، بل عمل تأسيسي غير مسبوق، ابتعد فيه ابن خلدون من اتجاه المؤرخين الشرقيين في جمع كل الروايات والوقائع من دون  تمحيص، ووضعهم الأحداث التاريخية جنباً إلى جنب مع الأساطير التي تفتقر إلى التصديق، بدافع استعراض موسوعية معرفتهم، لا رغبة في التمييز بين الصحيح والزائف.

مبدأ الشك

في مواجهة هذا المنهج، أعمل ابن خلدون مبدأ الشك، وراح يمحص الروايات، ويقدم تفسيرات للظواهر الاجتماعية، محللاً أثر النشأة والبيئة في تكوين سمات الأفراد والمجتمعات. وكان ابن خلدون واعياً تماماً بفرادة ما يقدمه، وأشار صراحة إلى أصالة مشروعه، إذ قال في مقدمته: «واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث غريب النزعة، عزير الفائدة، أعثر عليه البحث، وأدى إليه الغوص». ولم يكن يدرك حينها أن ما يكتبه يمثل نشأة علم جديد، يتجاوز التعليم التقليدي للتاريخ، ويتجه نحو دراسة ما  يسمى اليوم بـ"قوانين تطور المجتمعات الإنسانية". هذا المعنى الذي فطن إليه عالم الاجتماع النمسوي لودفيغ جومبلوفيتش، لاحقاً بقوله: "لقد أردنا أن ندلل على أنه قبل أوغست كونت، بل قبل فيكو الذي أراد الإيطاليون أن يجعلوا منه أول اجتماعي أوروبي، جاء مسلم تقي، فدرس الظواهر الاجتماعية بعقل متزن، وأتى في هذا الموضوع بآراء عميقة، وما كتبه نسميه اليوم: علم الاجتماع" ص 43.

ولا تتوقف جهود ابن خلدون التي سبقت زمنها في جعله فقط مؤسساً لعلم الاجتماع، بل تمتد إلى أن تكراره الدائم لأفكاره حول العلاقة بين المناخ والبيئة والنظام الغذائي من جهة، وأخلاق الشعوب وطبائعهم من جهة أخرى، يجعل منه شبه رائد لنظريات المادية التاريخية فهو يؤكد مراراً، وبالحرف الواحد: "اعلم أن اختلاف الأجيال في أحوالهم، إنما هو باختلاف نحلتهم من المعاش". هذه العبارة تتكرر في المقدمة بصيغ مختلفة، وهي تؤسس لفكرة محورية مفادها بأن الشروط المادية (المعاش) كالبيئة، ونمط الاقتصاد، وطبيعة النشاط اليومي هي ما ينتج البنى الذهنية والاجتماعية، لا العكس.

أفكار ثورية

طرحت مقدمة ابن خلدون خلدون مجموعة من الأسئلة المهمة التي أثيرت لاحقاً في أوروبا من بينها العلاقة بين الحضارة والبداوة، وتأثير المدنية في حريات الفرد. ففي القرن الـ18، طرح جان جاك روسو سؤالاً مشابهاً حول الأثر المفسد للحضارة والثقافة الفكرية والرفاهية المادية في الدول الكبرى، وتوصل إلى نتيجة قريبة مما ذهب إليه ابن خلدون بأن التقدم ينطوي على الاستبداد والفساد، ويفضي إلى تقليص حريات الأفراد. ليبقى السؤال قائماً: هل نختار البداوة بما فيها من استقلال وحرية، أم نخضع لحضارة المدن التي تقدم الرفاهية بثمن العبودية؟ فالكرامة والاستقلال الفردي يتنازعان مع متطلبات الحياة الحضرية التي تقوم على عبودية الأكثرية. ويقف بوتول معجباً بما وصل إليه ابن خلدون في هذه المسألة قائلاً: "وإنه ليؤثر في النفس أن نرى أحد رواد علم الاجتماع الأوائل وقد أوقفه هذا التناقض الذي تحاول مجتمعاتنا الحديثة أن تجد له حلاً" ص 143.

ويرصد بوتول مجموعة من الأفكار والنظريات التي تقاطعت مع أفكار ابن خلدون مع مفكري الغرب، مثلما هو الحال مع مكافيلي في كتابه «الأمير» الذي اشترك معه في معالجة دورة قيام الدول وانهيارها، وكان له اهتمام خاص بالنظام العسكري كركيزة أساسية لاستقرار الدولة.

معلومات مغلوطة

وسبق ابن خلدون نيتشه في فكرة رفض العبودية، فابن خلدون كان فخوراً بأنفته، وإذ كان عليه أن يختار بين العبودية والقبيلة المستقلة، فإنه سيرفض الحضارة لأن عبودية الأكثرية هي شرط قيام الحضارة، وسيفضل حياة البدو الذين لا يظهرون في الأمصار إلا لغزوها والسيطرة عليها. بقيت الإشارة إلى أن المترجم لم يتوان في الرد على عدد من المعلومات المغلوطة وغير الدقيقة التي أوردها بوتول عن ابن خلدون، مستعيناً بمصادر عدة، أبرزها دراسة ساطع الحصري عن "المقدمة"، التي خصص أحد فصولها لنقد كتاب بوتول تحديداً. ومن بين ما تصدى له المترجم، زعم بوتول أن ابن خلدون كان يؤمن بالخرافات، وأنه نسب بناء الآثار الرومانية إلى العمالقة. بينما الحقيقة هي أن ابن خلدون تناول هذه الأقوال بالنقد والتجريح في مواضع واضحة، لكن بوتول على ما يبدو لم يكلف نفسه عناء قراءة الفصل بأكمله فتوهم أن ابن خلدون يعتقد بصحتها ويقر بها. كما زعم أيضاً أن ابن خلدون تجاهل عمداً ذكر البلاد الأوروبية، بينما تظهر "المقدمة" خلاف ذلك، إذ إنها مذكورة في مواضع عدة، لا بنبرة استخفاف أو ازدراء، بل في كثير من الأحيان مقرونة بالإعجاب والثناء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اندبندنت عربية" – 22 ىب 2025

***********************************************

في ألمانيا... قراءة ماركس جريمة!

سعيد محمد

بدا الأمر في البداية كأنه انتصار رمزي لكل قرّاء الماركسية في ألمانيا. في الثامن من نيسان (أبريل) 2025، قضت المحكمة الإدارية في هامبورغ لمصلحة جمعية «المدرسة المسائية الماركسية – منتدى السياسة والثقافة» ضد جهاز حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية الألمانيّة).

فقد حظرت المحكمة على الجهاز الاستمرار في تصنيف الجمعية كتنظيم «يساري متطرف» بعدما كانت قد ذُكرت في تقرير للجهاز في 2021، وهو ما كلّفها أيضاً صفة مؤسسة لـ «المنفعة العامة».

لكن ما بدا انتصاراً قد يتحول اليوم إلى سلاح في يد السلطات الألمانية في ظلّ ما تشهده البلاد من تضييق لمساحات الحرية الفكرية والأكاديمية وتجريم الفكر النقدي تحت ذريعة حماية «النظام الديموقراطي»، إذ إنّ حيثيات الحكم المكتوبة، التي كشف عنها الشهر الماضي، ذهبت أبعد من مجرد رفع التصنيف، وتساءلت بشكل جوهري عن مدى توافق الماركسية ذاتها مع الدستور الألماني، لتخلص إلى الزعم بأنّ «الأنشطة المتعلقة بنظريات كارل ماركس تقف من حيث المبدأ في تعارض مع النظام الديموقراطي الحرّ».

تأسست «المدرسة المسائية الماركسية» في عام 1981، واشتهرت بتنظيم حلقات قراءة معمّقة في المجلد الأول من «رأس المال»، إضافة إلى نشر الكتب وتنظيم الندوات غالباً في جامعة هامبورغ.

ورغم أن المحكمة أقرت في نيسان الماضي بأنّ صلة الجمعية بالحزب الشيوعي الألماني لم تعد حاسمة (عضو واحد فقط من أصل 26 ينتمون إلى المدرسة فاعل في الحزب)، وأن منتسبيها يفتقرون إلى «الموقف النضالي الفعال» اللازم لقلب النظام، إلا أنها رأت أن مجرّد الارتكاز على ماركس يكفي لاعتبار المشروع «غير متوافق» مع الدستور.

وقالت المحكمة في الحيثيات إنّ نظرية ماركس تقوم على قلب النظام الاقتصادي والاجتماعي، وليس على مجرد إصلاحه، وإن الحديث عن «ديكتاتورية البروليتاريا» يعبّر عن إقصاء شرائح اجتماعية من المشاركة السياسية، ما يعني نزعةً لا ديموقراطية وفقاً لتفسير المحكمة. واعتبر قانونيون هذا الحكم سابقة خطيرة، إذ يعني أن «أي جمعية ثقافية قد تُعنى بقراءة ماركس يمكن أن تُعدّ بحدّ ذاتها موضع شبهة دستورية، ما يفتح الباب لملاحقة أي نشاط ماركسي أكاديمي أو فكريّ آخر»، فيما تساءل آخرون عما إذا كانت الرأسمالية بحد ذاتها قد أصبحت جزءاً من الدستور الألماني لا يمكن المساس به.

من جهتهم، قال منتسبو المدرسة إن المحكمة أساءت قراءة ماركس، إذ عاملت نصوصه كأنها كُتبت اليوم من دون سياقها التاريخي، متجاهلة أن ماركس نفسه دعا إلى تكييف وسائل التغيير بحسب الظروف. وأكد بيان للمدرسة بأنّها ليست تنظيماً ثورياً، بل فضاء تعليمي نقدي، وأنها تتعامل مع الماركسية أساساً كأداة تحليل للرأسمالية.

العارفون بدواخل المدرسة قالوا إن منتسبيها يفكرون الآن في استئناف الحكم، لكنهم سيبدؤون أولاً بفعل ما أجادوا فعله منذ أربعة عقود: تنظيم ندوة نقاش مسائية جديدة حول ما إذا كانت الراديكالية الفكرية تهديداً للديموقراطية لمجرد كونها راديكالية، وهل ستصبح قراءة ماركس جريمة يعاقب عليها دستور (ساكسونيا) الجديد – نسبة إلى دستور ولاية ساكسونيا الألمانية المتعسف (1831)؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الأخبار" اللبنانية – 25 آب 2025

****************************************************

جيوفاني أريغي.. مرحلة أخيرة من الرأسمالية الأميركية

محمود منير

يصف أستاذ علم الاجتماع والمنظّر الاقتصادي الإيطالي جيوفاني أريغي في كتابه "القرن العشرون الطويل – المال والسلطة وأصول عصرنا"، سقوط الاتحاد السوفييتي في اللحظة الرائعة بالنسبة للبرجوازية الأوروبية تذكّر بـ"العصر الجميل" الذي عاشته في العشرينيات، لكنها لم تدرك أن هذا الازدهار المفاجئ وغير المسبوق لم يحلّ تراكمات الأزمات الاقتصادية، بل ينقلها من شكل إلى شكل أكثر إزعاجاً في المستقبل.

الكتاب الذي نُشر في منتصف التسعينيات، وصدرت نسخته العربية حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب بترجمة عدنان حسن، جاء ضمن موجة أدبيات استمرت حتى اليوم، وضع معظمها اقتصاديون من خلفيات ماركسية مثل أريغي، الذي اعتبر أن الدورة الرأسمالية الرابعة وهي الأميركية تعيش مرحلة أخيرة كما حدث مع سابقاتها البريطانية والهولندية وجنوة الإيطالية، يُستبدل فيها الإنتاج بالمضاربة المالية ومن ثم يصبح تبادل القيمة على نحو مجرد.

المرحلة الأخيرة التي لم تنته منذ أكثر من ربع قرن، يحللها المؤلف انطلاقاً من كون الاقتصاد هو محرّك التاريخ، حيث لا يتأتى توسّع الرأسمالية  بشكل خطي سلس، بل عبر تراكم سلسلة من الخطوات المتدرجة. وبما أن "دورة نيويورك" دخلت غالباً في أزمتها النهائية فسيكون هذا أقصر فترة لهيمنة رأسمالية، قياساً بالدورات السابقة، لكنه يخلص إلى أنه لا يزال من غير الواضح أن يحدث تغييرٌ في قيادة الاقتصاد العالمي، وبداية مرحلة جديدة من التطور الرأسمالي، أي إزاحة أميركا من قبل شرق آسيا بوصفها المركز الأكثر ديناميكية لسيرورات التراكم الرأسمالي.

قبل رحيله بأربعة أعوام، عاد أريغي لتأكيد خلاصته هذه في مقابلة أجريت معه، بقوله إنه ليس لدى الصين ما تكسبه بالنفوذ العسكري بل إنها ستخسر كل شيء، وليس أمامها سوى الصعود السلمي لقوتها الاقتصادية وعدم فرض الهيمنة وهي المسألة الوحيدة التي يخشاها الغرب. وذهب أبعد من ذلك حين دعا بلدان الجنوب إلى تعزيز الروابط في ما بينها من دون فك الارتباط مع بلدان الشمال، وسيكون الجنوب في وضع أفضل مع عالم متعدد الأقطاب، الذي يعني التقليل من التدخلات العسكرية للولايات المتحدة في العالم، فضلاً عن استقرار الأسواق وانتعاشها.

لم يبن المنظّر الإيطالي مقولاته إلا بعد فحص معمّق لتاريخ الرأسمالية في سبعة قرون، حيث السمة الرئيسية المشتركة بين جميع دورات تراكم رأس المال الأربع هي أن كل دورة كانت لها مرحلتان، في المرحلة الأولى يكون هناك توسع هائل في إنتاج السلع والتجارة، ثم يبدأ معدل الربح الناتج بالانخفاض في المرحلة الثانية التي تشهد تركيزاً على التمويل والمضاربة كما يحدث اليوم تماماً، وهو يقدّم شروحات غنية بالتفاصيل والشواهد التاريخية ويقارن بين النظريات والاستنتاجات التي وضعت حولها.

السؤال حول إمكانية ظهور قوة رأسمالية مهيمنة جديدة لتحل محل الولايات المتحدة، انشغل به أريغي في مؤلفاته اللاحقة مثل "الفوضى والحوكمة في النظام العالمي الحديث" (مؤلف مشترك، 1999) وكتابه الأخير "آدم سميث في بكين" (2007)، وفيها يرجح أن يعيش النظام العالمي فترة طويلة من الفوضى ليس فيها غلبة جلية للولايات المتحدة أو الصين، من دون أن يتنبأ كم ستطول هذه الفوضى وماذا سيُسفر عنها، أو أنها تستقر نظاماً لأجلٍ غير مسمى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 7 آب 2025

****************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد الناقد ناجح المعموري

على الرغم من وطأة المرض وتدهور حالته الصحية؛ تمكن الناقد الكبير الاستاذ ناجح المعموري من انجاز كتاب نقدي جديد حمل عنوان: "احلام حبل الغسيل/ الاسطورة والتاريخ في رواية الشر".

وهو مجموعة دراسات موسعة عن الروائي العراقي المغترب: فلاح رحيم. الكتاب صدر عن دار الرافدين – بغداد.

هذا الكتاب خلاصة لتجربة المعموري النقدية الرائدة والتي تفاعلت مع الفكر والحياة والاساطير التي اشتغل عليها عبر سلسلة من الكتب الفكرية المعمقة. ناجح المعموري سبق وان اصدر اكثر من اربعين كتاباً في القصة والرواية والشعر، الى جانب دراساته المعمقة عن الاساطير والاديان القديمة وعدّ منجزه ثروة فكرية ومعرفية وابداعية لا بد من الاحتفاء بها .******************************************************

ما بين الزَّمَخْشَريّ والمَعَرّيّ

د. سعيد عدنان

قال جارُ الله  محمودُ بنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَريّ

(467 ه– 538 ه)  في أبي العلاءِ أحمدَ بنِ عبدِ الله المَعَرّيّ ( 363ه – 449 ه ) قولةً، لا مساغَ لها، أقحمها إقحامًا في سياق تفسير آيتينِ كريمتينِ من سُورة المُرسَلات ،  أراد  بها مذمّتَه والتشنيعَ عليه. وإذا كان قد قيل أمثالُها  في أبي العلاء ، من قبلُ ومن بعدُ، فإنّها غريبةٌ نابيةٌ أن تكونَ من الزَّمَخْشَريّ نفسه ، العالمِ الجليل ذي المكانةِ المكينةِ في الفكر العربيّ الإسلاميّ .   

وُلِدَ محمودُ بنُ عُمَرَ في سنة 467 ه ، بقريةِ زَمَخْشَر من أعمال خُوَارِزْم ، وتُوفّي في سنة 538 ه بجُرجانيّةِ خُوارِزْم  . وكان قد نشأ على حبّ العربيّة ، والتضلّعِ منها ، وعلى التمسّك بالديانةِ والاستقامةِ عليها حتّى صارا عنده، العربيّةُ والدينُ، لا ينفكُّ أحدُهما من الآخر. ومن أجلِ العربيّةِ والدين سعى في الأرض؛ ينتقلُ من بلدةٍ إلى أخرى ؛ يسمع ويدوّن، حتّى نزل مكّةَ المكرّمة فأطال المُكثَ بجوار البيتِ المُعظّم؛ يدرس ويؤلّف ، ويتعبّد؛ فلُقّب بـ "جار الله"، ثمّ أصبحَ اللقبُ أدلَّ عليه من اسمه .

كان الزَّمَخْشَريّ على مذهبِ أبي حنيفةِ في الفقه، وعلى طريقةِ المعتزلةِ في العقيدةِ، وكان يَجهرُ باعتزاله ، ويُضيف إلى ألقابه لقبَ : " المعتزليّ". وكان غزيرَ التأليفِ كثيرَ الكتابة ؛ يزاول النثرَ والشعرَ، وله من الكتب ما هو في الطبقة الأولى من ميدانه؛ كمثل: "المفصّل" ، وهو من أجلّ كُتب النحو ، وكمثل: " أساس البلاغة " ، وهو معجمٌ فريدٌ بين المعجمات ؛ يُعنى بمعاني الألفاظ على الحقيقة والمجاز ، وله " الكشّاف " ، التفسيرُ الجليلُ المحكمُ البيان، وله " مقاماتٌ " جعلها قائمةً على الموعظة، والصلاح ، والإنابة ، ولم يسلِك فيها سبيلَ بديع الزّمان في مقاماته، وله "المستقصى في الأمثال" ، وله غير ذلك كثير . وهو ، من بعدُ ، من أربابِ البيانِ الرفيعِ الذي يُحكم الإحاطةَ بالمعنى إحكامًا تامًّا بدون نقص أو زيادة . وهذا هو مأتى الغرابةِ والنبو في قولته في أبي العلاء !

أمّا قولته التي  جرى بها قلمُه في النيل من أبي العلاء فقد جاءت ، في "الكشّاف"، وهو يفسّرُ الآيتينِ الكريمتينِ ، من سُورة " المُرسَلات ": { إنّها تَرمي بشَرَرٍ كالقَصْرِ، كأنّه جِمالاتٌ صُفْرٌ } ، فبعد أن أتمّ التفسيرَ أورد بيتَ عِمران بن حِطَّان :

دعتْهُم بأعلى صوتِها ورمتهُمُ ... بمثلِ الجِمالِ الصُّفْرِ نزّاعَةُ الشَّوى

ولم يقل فيه شيئًا ، ثمّ أورد قولَ أبي العلاء :

حمراءَ ساطعةَ الذوائبِ في الدُّجَى ... تَرمـــي بكُـــلِّ شَرَارةٍ كَطِـــرافِ

وقال : " فشبهها بالطِّراف – وهو بيتُ الأدَم – في العِظَمِ والحُمرةِ ، وكأنّه قصد بخُبثه أن يزيدَ على تشبيه القرآن ، ولتبجُّحه بما سُوِّلَ له من توهُّم الزيادةِ جاء في صدر بيته بقوله : " حمراء " توطئةً لها ومناداةً عليها وتنبيهًا للسّامعينَ على مكانِها ، ولقد عَمي – جمعَ الله له عمَى الدارينِ – عن قوله عزّ وجلّ : { كأنّه جِمالاتٌ صُفْر } فإنّه بمنزلة قوله كبيتٍ أحمر ."   

أفكان ذلك في مقصودِ أبي العلاء وهو ينشئ بيته ؟  أكان يُضمرُ مضاهاةَ الآية الكريمة ؟ أكان يصدر عن خُبثٍ وسوء طويّة إذ قال ما قال ؟   أم هو بريء من هذا كلّه ، وأنّ ما ذهب إليه الزَّمَخْشَريّ  هو من محض تصوّرهِ  الذي زلّ فيه عن الصوابِ فألبس البيتَ غيرَ لبوسه ، وأنطقه بما لم يقل؟

إنّ بيتَ أبي العلاء الذي وقفَ عنده الزّمَخْشَريّ هو من قصيدةٍ طويلةٍ قالها الشاعرُ في رثاءِ السيّدِ الحسينِ بنِ موسى العلويّ الطالبيّ، أبي أحمد ، نقيبِ العلويينَ في بغداد، ووالدِ الشريفين الرضيّ والمرتضى، وأنشدها، ببغداد ، في محفل العزاء،  سنة400 ه، يعزّي بها ابنيه  ؛ مطلعها:

أَوْدَى فليـتَ الحادثاتِ كَفـــــافِ ... مــــالُ المُسيـــــفِ وعَنبرُ المستـــافِ

الطـــــــاهرُ الآبــــــاءِ والأبنــاءِ والــ ... أثــــــــــــــوابِ ،  والآرابِ،  والأُلافِ

وقد بناها على مواردِ الرثاء في الشعر؛ من تفجّعٍ، وتحزّنٍ، وأسى ، إلى ذكرِ المحمودِ من سجايا المرثي؛ كالشّجاعةِ، والكرمِ، والنّجدةِ، ثمّ التعزّي بعَقِبه ذوي الحكمةِ والرأي والسّدادِ . أمّا البيتُ الذي عُني به الزّمَخْشَريّ، وذمّ أبا العلاء من أجله،  فهو في موردِ الثناء على المرثي وأُسرته بعلوِ منزلةِ الآباء ، وبالكرم الجزل الذي تُوقَد له النيران :

ويُخــــــــالُ موســـى جــــدُّكم لجَـــــــلالـِـــه ... في النفسِ صاحبَ سُـورةِ الأَعْرافِ

المـوقِدي نــــارِ القِرى الآصــــالَ والــ ... أَســــحـــارَ بـــالأَهضـــــامِ والأَشــْـــــــعافِ

حمراءَ ساطعةَ الذوائبِ فــــــي الدُّجى... تــَرمــــي بكـُـــــــلِّ شَـــــــــرارةٍ كـــــــطِــــرافِ

نـــــــارٌ لـهــــــــــا ضَـــــرميّــــــةٌ، كــــــــرمـــيّـــــةٌ ... تــــأْريثُــــها إرثٌ عـــــــــــنِ الأَسـْـــــــلافِ

تَسقيكَ والأرْيَ الضَّريبَ ولو عَـدَتْ ... نَهْـــــيَ الإلـــــــــهِ لثـــلّثــــــتْ بِسُـــــــــــــلافِ

يُمســــــي الطــــــريدُ أمــامَــــها ، وكـــأنـــّه ... أسَــــــدُ الشَّــــرى أو طــــائرٌ بشَـــــرافِ

لقد افتنّ أبو العلاء في تصوير نار القِرى، وفصّل فيها ، واستوحى أشياءَ من القرآن الكريم ومن الشعرِ القديم، ومدّ فيها من خياله المُبتكِر ؛ لكنّه لم يكن، بأيّة حال، في مقامِ مضارعةِ الذكرِ الحكيم فضلًا عن الزيادة عليه . والموردُ، كلُّه ، من موارد الشعر العربيّ في الكرم ، ونارِ القِرى؛ التي هي ممّا يتمجّدون به ، ويُطيلون الحديثَ عنه بزهوٍ وانتشاء ، والقصيدة، من بعدُ ، كلّها من رفيعِ الكلام المستوي على نهج الأدب العربيّ والفكر الإسلاميّ .

ثمّ إنّ القرآنَ الكريم ، منذ أُنزل، كان مَدَدًا لأصحاب الشعرِ والنثر؛ يُطيفون به ، ويقتبسون من معناه ومن صياغته ، ويُحَلُّون آثارَهم به ، وقصارى البليغِ أن يستضيءَ بأقباسٍ منه.

ليس في بيتِ أبي العلاءِ خبثٌ ، وليس فيه  سوءُ قصد ، وإنّما هو جارٍ على سُنّةٍ من سُننِ الشعر العربيّ في البيان ، ولكنّ جارَ اللهِ محمودَ بنَ عمرَ الزَّمَخْشَريّ أراد ، لأمرٍ ما، أن يَطعُنَ في أبي العلاءِ أحمدَ بنِ عبدِ الله المعرّيّ ، وأن ينحرفَ بكلامه عن جهته ، وأن يذهبَ به إلى حيثُ لم يُردْ...!

***************************************************

الخطاب وصناعة المعرفة

علي حسن الفواز

لا طريق للمثقف الذي يكتب، أو يفكر عبر الكتابة.. الا الذهاب الى غابة المعرفة، للتعرّف على اسرارها، والتزود من فيض عوالمها، ليس لصناعة المثقف" الحطاب" أو المثقف الذي يشبه روبن هود، بل لكي تكون صناعة المعرفة ممارسة في "حماية الوعي" عبر تغذية الحدوس، وعبر صيانة مفهوم قوة، في التأسيس والتأهيل، وفي صياغة الأسئلة التي تتقصى اسرار الغائب والمحذوف والمخفي، وباتجاه يجعلها اكثر استعدادا للقبول والتفاعل مع ما تصنعه النظريات والمناهج، وما تدعو اليه من سجال وتواصل، ومن أفهام يخص ما هو نظري في تداولية واستعمال  مفاهيم تلك المعرفة، وكذلك كل ما يخص ما هو اجرائي، يُعنى بالتحقق العملي في تمثيل الصيغة الأسلوب والربط والتوظيف.. من أكثر المصطلحات اثارة للجدل هو "الخطاب" الذي تصنعه المعرفة، بوصفه مجالها ونتاجها، واداتها في فحص وظائف تلك المعرفة، وفي التعرّف على حيوية توظيفها في مجال الدرس العلمي و"المجال العام" وفي تنشيط فاعليات القراءة، وفي الكشف عن تأثيرها داخل الممارسات الثقافية والكلامية.. كما ان توسيع مساحة الخطاب، يعني الانتقال بالمعرفة الى مستوى علاقتها بحيوية الأفكار، وبفاعلية  وظائفها، في الاشهار والنقد والتحليل، وفي المقاربات النظرية والمنهجية، لكن ذلك لا يحدّ  الاكتفاء بها، على المستوى الاكاديمي أو النقدي، بل سيكون الأخطر تمثيلا لعلاقتها بالايديولوجيا، وتحول خطابها الى سلطة، لأن هذه السلطة ستذهب الى صناعة منابر ومؤسسات وقوانين، وحتى سجون ومستشفيات ومدارس، وأنظمة للمراقبة والفحص، لتكون تحت هيمنة دوغمائية لتلك السلطة، وعلى نحوٍ يجعلها خاضعة الى سياسات لا حدود لها، فبقدر ما تبدو حمائية فإن مصطلحاتها لن تكون بعيدة عن المكر في التوصيف، وفي التعويم، مثل "الأمن العام" و"الذوق العام" و"الاخلاق الرشيدة" وحتى تداول المفاهيم مثل "الهوية" و"الأمة" و"الدولة" و"الطائفة" وغيرها..

هذا التحول سينزع عن المعرفة كثيرا من قيم وجودها في النسق، وسيخضعها الى سلطة التاريخ، والى "الأعراف الاجتماعية" و"الاحكام السياسية" حيث ستتفرض على التداول مهيمنات خادعة وزائفة، تتخفى عبر اقنعة الخطاب الإعلامي، والخطاب الديني والخطاب الرئاسي، وحتى الخطاب الطائفي وغيرها.. 

لقد عمد فوكو الى ربط الخطاب بالافكار، وحتى بالتطبيقات التي جعلت منه غامضا، وخاضعا لمرجعيات تلك السلطة اسرارها، وهذا ما جعله بعيدا عن الاستخدامات النقدية، لا سيما الأدبية، إذ يؤشر هذا البعد نوعا من العزل المفهومي، والتأويلي، وما يستدعيه من إمكانات يمكن أن تجعل من الخطاب " واقعا معرفيا" على مستوى  الفاعلية النقدية، وعلى مستوى توظيفها  كأداة في زعزة المعنى، وفي توسيع مساحة المعرفة ذاته، لا سيما وأن فوكو قام بدراسات واسعة- ليست أدبية- لكن يمكن اعتمادها في النقد الأدبي، والنقد الثقافي كأدوات تخص موضوعات الجنسانية والقمع والمراقبة والسجن، والتي نحتاج التعرّف على مرجعياتها النقدية للتعرّف على الخطاب الذي اقترن بها، في تاريخنا، وفي علاقة هذا التاريخ بالسلطة المستبدة التي ورثناها منذ اكثر من الف سنة..

********************************************************

شاعر وديوان

بهدف تقديم صورة متكاملة عن شاعر ما؛ نقدم احدث قصيدة له، تنشر لأول مرة الى جانب مراجعة نقدية لأحدث ديوان صدر له.

المحرر الثقافي

***************************************************

رياض الغريب.. نسر بقلب عصفور

رعد كريم عزيز

يتحرك الشاعر رياض الغريب في ديوانه ( نسر وحيد تتبعه العائلة) بمنطقة خطرة حيث يمشي على سراط يفصل بين الشعر بروحيته المنطلقة في حقل التأويل وبين السرد المتسلسل للحكاية متتبعا تأريخه الشخصي وعلاقته بالحياة بما تمثله من سياسة وحروب وعلاقات عائلية لذا تاتي نصوصه مثل حكاية بسيطة تستدرج القارئ حتى يقع في الفخ التاويلي بعد ان تلبسته الحالة الواقعية ,ويظن انه يمشي مع نص بسيط يمكن ان يكتبه اي كاتب يملك ناصية اللغة والدخول الى الشعر ,ولكن رياض الغريب يكسر التوقع باكتناز التجربة وهو يراهن عليها كثيرا الى درجة المسير مع الحكاية بتفاصيل عامة وشخصية يستقيها من تاريخ الشعب العراقي المعاصر ,فهو غير معني بالاساطير والمصطلحات الثقافية الصعبة التي تحتاج الى ترجمة وحتى ان جاءت احيان فانها واضحة ولا تقع في فخ التعقيد:

(يحدق الأحفاد بها

الأولاد المسنون

سيقولون لهم

كان رحمه الله

يسهر كثيرا

يتشاجر معنا

لأننا نسهر كثيرا أيضا

خارج المنزل)

هذه المفارقة يشتغل عليها الشاعر كي يتفادى مطالبة النقاد بالالتماعات خارج النص حتى يطبقوا عليها مساطرهم النقدية بالمصطلحات المتوارثة والمترجمة,اننا هنا نتحدث عن شاعر يبغي تتبع صوته الشخصي كي يكون قريبا من القارئ ,اي يسعى لكي يكون صوت القارئ غير المعلن والذي لم يفصح عنه من قبل.

علينا الاتيان بامثلة اكثر كي نقنع من يتعارض مع هذا الرأي:

(هل هذا وطن يسيل أمامه على اللوحة

هل هذا دمعه الذي يحتسيه خلسة

عن أنثى تأخذه لبياضها

تحدثه عن شجيرات الظل التي اقتنتها أخيرا

واحدة منها

تحب فيروز

ترقص في الفجر حين نلملم نعاسها)

اننا ازاء بناء شعري بسيط جدا نسبة لتقبله وهضمه بسهوله من جميع الاوساط ,البسطاء ثقافيا والمتعلمون والمثقفون,لانه يدخل الحاسة النقدية من اوسع الابواب ,ولكننا نحتاج الى التنبه للحظة الانتقال من الاعتياد والواقعية الى منطقة الادهاش والشعر:

(يقال

انه المتسلق الوحيد

للجبال

لكنه

حين أستقرت

طلقة القناص

في ظهره

أصبح

الوحيد في عزلته) نسر وحيد تتبعه العائلة/

لم يدخل رياض الغريب لعبة كيمياء اللغة او الايغال في الاستعارة على الرغم من انها كانت سلاحا لدرء الخطر ايام الرقابة القاسية لانه يكتب عن الواقع بروح الخيال فاننا اذا فككنا النص السابق نجد النسر رغم اصابته بطلقة قناص فانه (اصبح الوحيد في عزلته )نسر وحيد تتبعه العائلة./

هنا نجد ان الطلقة استعارة بديلة للانكفاء والعيش في عزلة قسرية وهي تنقلب من معادلة الموت بطلقة قناص الى الدخول في منطقة عزلة قاسية.

ومن المعلوم ان خريطة الشعر العراقي تنتشر فيها الاجيال والجماعات ورياض الغريب من جماعة الاسكندرية ايام ثمانينات القرن الماضي (علي الاسكندري ,حسين السلطاني ,خالد البابلي , هشام العيسى) واخرون حيث نشطت الاسكندرية بروح الصداقات والتكاتف على الرغم من انتمائهم لاتحاد ادباء بابل ,ولقد عمل الشعراء في الملتقى في منطقة مختلفة استفادت من التجريب والادهاش اللغوي وتوليد المعاني باكثر من اسلوب ,الا ان رياض الغريب بقي ممثلا للصوت الهادئ الذي يستند على الحكاية في الشعر واختيار ثيمة اجتماعية وكانه يتحدث الى العائلة او الى احد الجيران بما شاهده في السوق او ما اتاه في الحلم ليلة البارحة.

على وفق هذا السياق فان الشعر يحتاج هنا الى معايشة حياتية او ان الحياة تحتاج الى معايشة شعرية وهي تعتمد على المفردات الواضحة ولكن اكيد ان النسق الدلالي للجمل هو من يمنح شعره وضوحا يقع في خانة السهل الممتنع:

(إلى اصدقائي في السليمانية

في تلك المدينة

لا قاتل في انتظاري

اجلس صباحا كئيبا وحزينا

كعجوز يشعر بهشاشة العظام

ابتسم لهشاشة ذاكرتي

وافكر بحبيبتي

وحديقة بيتي التي كانت

انثاي في الصباح

اتنفس هواء نقيا فيها

واشرب شايا

تعده حبيبتي

وافكر بقاتلي

متذكرا شاعرا جنوبيا

كلما اراد الذهاب لعمله

يفكر فيه

الغامض

الملثم

الذي نعرفه

ويعرفنا جيدا

واحدا واحدا)

الشاعر ينطلق للكتابة مسلحا بعلاقته بالاسرة اولا والاصدقاء ثانية تحت سماء البلاد بعدة لغوية تخدم منحاه الشعري الذي يستفيد من السرد كثيرا للملمة الحكايات عن الاولاد والحرية والحروب دون ان يجره الشعر الى مناطق اخرى او تغويه اللغة في مساربها الاستعارية ,فبقي وفيا للشعر اليومي الواضح والمدهش معا.

********************************************

جَمَل جَمَل.. سَفِينَةُ الصَّحْرَاءِ

رياض الغريب

الْجَدُّ خَرَجَ

مِنْ حَرْبٍ طَوِيلَةٍ

مَعَ الْحَيَاةِ

يَحْتَاجُ أَحْيَانًا

أَنْ يَتَفَرَّغَ لِحَيَاتِهِ

أَنْ يَكُونَ وَحِيدًا

يَقْرَأَ كِتَابًا

أَوْ يُمَرِّنَ نَفْسَهُ

عَلَى النُّعَاسِ

حَفِيدَتُهُ

الَّتِي سَرَقَتْ حَيَاتَهُ

شَجَرَةٌ فِي مُنْتَصَفِ الطَّرِيقِ

أَوْ قِطَّة

يَضْحَكُ الْجَدُّ

وَيَقُولُ:

لَيْتَهَا تَنْظُرُ

أَوْ تَقْرَأُ سِيرَةَ

رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ مِحْنَتِهِ

الْجَدُّ

كَوْمَةُ أَسْئِلَةٍ

تُنَبِّهُ مَعْنَاهُ

لَا يَمُرُّ عَلَى كُلِّ خُطُوَاتِهِ

يَمُرُّ فَقَطْ

لِضَحْكَةِ حَفِيدَةٍ

تَرَكَتْ فِي قَلْبِهِ

يَوْمًا مَا

معناه

الْأَحْفَادُ

قَارُورَةُ مَاءٍ

قُرْبَ رَأْسِكَ فِي اللَّيْلِ

يَقُولُ لِنَفْسِهِ

يَشْرَبُ مِنْهَا

حَتَّى يَنَامَ

وَعَلَى طَرِيقَتِهِ فِي الشُّرْبِ

اِحْتَسَى كُلَّ الضَّحَكَاتِ

وَنَامَ

الْجَدُّ ـ أَعْنِي

الْأَبْنَاءُ

يَنَامُونَ عَلَى ضَحَكَاتِ أَوْلَادِهِمْ

أَمَّا الْجَدُّ

فَضَحَكَاتٌ كَثِيرَةٌ

تُذَكِّرُهُ بِحَيَاتِهِ

حَتَّى أُول لَحْظَةٍ

خَجَلٍ عِنْدَ الْبَنَاتِ

مِنْ أَحْفَادِهِ

لَهَا قِصَّةٌ

فِي تِلْكَ الْحَيَاةِ

فِي الْأَخِيرِ

يَرْقُصُ مَعَهَا

وَيُغَنِّي

جَمَلٌ جَمَلٌ

سَفِينَةُ الصَّحْرَاءِ

جدها مثل جمل

تحمل

كل هذه آلحياة

***********************************************

الصفحة الثانية عشر

لشاعر {جمهورية البرتقال} في ذكرى رحيله احتفاء بإبراهيم الخياط في بعقوبته الحبيبة

بعقوبة – طريق الشعب

احتضنت قاعة نقابة معلمي ديالى في مدينة بعقوبة، الخميس الماضي، جلسة استذكار للشاعر والصحفي الراحل إبراهيم الخياط، الأمين العام الأسبق لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، في مناسبة الذكرى السادسة لرحيله.

الجلسة التي نظمتها عائلة الفقيد، وأدارها الناقد د. علي متعب، حضرها وزير الثقافة الأسبق ورئيس تحرير "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، ووفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، وآخر من الاتحاد العام للأدباء والكتاب مثله رئيسه الشاعر د. عارف الساعدي وأمينه العام الشاعر عمر السراي، فضلا عن جمع من المثقفين والأدباء من ديالى وخارجها.

وشهدت الجلسة كلمات وشهادات استذكارية بحق الفقيد، "شاعر جمهورية البرتقال"، نسبة إلى ديوانه الشعري "جمهورية البرتقال".

د. عارف الساعدي استهل الجلسة بكلمة باسم اتحاد الأدباء العراقيين، استذكر فيها الفقيد. وقال: "نستذكره اليوم فتنسكب في ذاكرتنا حقول من الطيبة والكفاءة والشجاعة والهمة والصبر. نستذكره فنتذكر مواقف الشجعان وصلابة الافذاذ الذين صنعوا من الاتحاد معقل قوة ومواجهة وكفا من الرحمة والود. ففي زمنه استحدثت الرعايات الاجتماعية والصحية وبدأ الالتفات بشكل جدي لوضع الادباء الصحي والاجتماعي، اذ لم تكن تلك العناية والرعاية قبل الخياط بذات اهمية، لكنها بعد إبراهيم اصبحت سياقا بنى عليه الاخوة في الاتحاد وطوروها كثيرا لتصبح سياقات مؤسسية راسخة ورصينة".

وأضاف قائلا أن "ما يميز إبراهيم الخياط هو روحه القيادية العالية"، متابعا القول أن الخياط "لم يكن مديرا او اميناً روتينيا وتقليديا في مؤسسة عريقة كمؤسسة الاتحاد، انما كان حاضنة لكل ادباء العراق، وفي زمنه تحول الاتحاد إلى بيت لكل ادباء العراق، وكل اديب عراقي بدأ يشعر بالانتماء إلى اتحاده بوصفه حائط الصد والمدافع عنه من غوائل هذا الزمن".

وكانت لاتحاد أدباء ديالى كلمة في الجلسة، وأخرى للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة. 

فيما ألقى الرفيق مفيد الجزائري كلمة حيّا فيها مبادرة إحياء الذكرى السنوية السادسة لرحيل أبي حيدر "الشاعر العذب، والمناضل الوطني الثابت، والمكافح الوفيّ من اجل الشعب والوطن، والزميل المجدّ والمتفاني في "طريق الشعب"، والكادر المتميز في العمل النقابي للادباء والكتاب العراقيين"".

وقال ان مسيرة الخياط الأدبية والإعلامية والنقابية "كانت وتبقى موحية وملهمة بالنسبة للكثيرين من الناشطين في صفوف اتحاد الادباء وفي الاوساط الثقافية والإعلامية عموما". وان الاحتفال بذكرى رحيل الفقيد الخياط هو احتفال متجدد بمسيرته وانجازه متعدد الوجوه.

وفي سياق الجلسة ألقى الشاعر الكبير ناظم السماوي ومضة شعرية جميلة مكرسة للفقيد الخياط في ذكرى وفاته السادسة. كما قدم بعض الأدباء والحضور الآخرين شهادات أدبية وإنسانية بحقه.

************************************************

تعقد أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الاثنين، جلسة حوارية بعنوان "الترجمة بين الثقافة والتاريخ"، يشارك فيها كل من ‏د. بهاء محمود علوان، ‏د. خالدة حامد و‏د. هيثم الزبيدي.

الجلسة التي من المقر أن تديرها الشاعرة ابتهال بليبل، تبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبي نؤاس.

******************************************************

مخرجها الفنان جواد الأسدي مسرحية {سيرك} في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي

متابعة – طريق الشعب

شهد مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته الـ32 التي انطلقت الاثنين الماضي، مشاركة عراقية عبر تقديم عرض جديد لمسرحية "سيرك"، من تأليف وإخراج الفنان جواد الأسدي وتمثيل شذى سالم وأحمد الشرجي وعلاء قحطان. فيما كرّم المهرجان الفنان الكبير الراحل سامي عبد الحميد والفنانة الراحلة إقبال نعيم.

وبالإضافة إلى العرض المسرحي "سيرك" الذي قُدم يومي الأربعاء والخميس الماضيين، شارك باحثون عراقيون في جلسات نقاشية عُقدت في سياق الفعاليات. حيث نُظمت أول أمس الجمعة ندوة خاصة لتكريم الفنان الراحل سامي عبد الحميد، تحدث فيها من العراق كل من د. ميمون الخالدي ود. عبد الكريم عبود ود. بشار عليوي، ومن السودان د. عادل حربي.

معلوم ان مسرحية "سيرك" سبق ان عرضت في العراق وخارجه، وحققت نجاحا كبيرا.

*************************************************

سنجار احتفال كبير بـ{جماعية شرفدين}

سنجار - داود سليمان

تجمع آلاف الإيزيديين الخميس الماضي في "معبد شرفدين" على جبل سنجار، محتفلين بمناسبة "الجماعية"، إحدى أهم المناسبات الدينية لدى أبناء هذه الطائفة. وشهد الاحتفال حضورًا واسعًا من العائلات الإيزيدية التي ارتدت الزي التقليدي الأبيض، رمز السلام لدى الإيزيديين. فيما أقيمت طقوس دينية خاصة بالمناسبة وسط أجواء من الفرح والطمأنينة.

ويفيد الإيزيديون بأن "الجماعية" تمثل رمزًا للتجدد الروحي والتماسك الاجتماعي. حيث يجتمعون سنويًا في هذه المناسبة للتعبير عن تمسكهم بعقيدتهم ومقدساتهم.

ويأتي الاحتفال هذا العام في ظل استمرار التحديات الأمنية والخدمية التي تواجه قضاء سنجار، إلا أن الحشود الغفيرة عكست إصرار المجتمع الإيزيدي على إحياء تقاليده الدينية والحفاظ على هويته.

**********************************************

{بذرة أمل} مبادرة تطوعية  لتشجير المدارس والكليات

متابعة – طريق الشعب

أعلن الأكاديمي في الجامعة العراقية علاء نجاح، أول أمس الجمعة، عن مبادرة مشتركة بين طلبة كليته وعدد من البلديات في بغداد لجمع بذور الأشجار وزراعتها في المدارس والكليات ومناطق العاصمة، استعداداً للعام الدراسي المقبل. وأوضح في حديث صحفي أن المبادرة، التي انطلقت حملاتها قبل عامين تحت عنوان "بذرة أمل"، بدأت مع عدد من طلبته بالتعاون مع أمانة بغداد وبلدية الرشيد. حيث استطاعت زراعة أشجار في عدد من مدارس منطقة السيدية ومتنزهاتها.

وأشار إلى ان المبادرة، جُمعت خلالها بذور بمشاركة أصدقاء وأقارب، حتى توفرت بكميات كبيرة، مضيفا أن حملة تشجير الجزر الوسطية أمام المدارس والكليات ستنطلق نهاية الشهر الحالي.

***********************************************

أكثر من 70 سفينة والعدد بازدياد {أسطول الصمود} العالمي يواصل رحلته باتجاه غزة

متابعة – طريق الشعب

يواصل "أسطول الصمود" العالمي رحلته في البحر المتوسط باتجاه غزة، لكسر حصارها، متحديا الظروف الجوية الصعبة. فيما تصاعدت أعداد مراكبه لتصل إلى 70 سفينة وقاربا، حاملة أكثر من 35 ألف ناشط من 40 دولة. 

وانطلق الأسطول يوم الأحد 31 آب الفائت من ميناء برشلونة بـ24 سفينة مختلفة الأحجام، لتلحق به قوافل من إيطاليا. ومن المنتظر أن تنظم قافلة من ليبيا وأخرى من تونس بـ7 سفن. فيما أعلن الأسطول المغربي تأجيل موعد انطلاقه إلى هذا اليوم الأحد، بسبب سوء الأحوال الجوية، ولتنسيق المواعيد مع بقية القوافل. 

وتعرض بعض السفن والمراكب إلى أضرار بسبب عاصفة في عرض المتوسط. حيث أُجبر عدد من المراكب على العودة لبرشلونة لغرض التصليح، بينما واصلت المراكب الأخرى رحلتها.

ويضم الأسطول نحو 35 ألف شخص، من بينهم السويدية غريتا تونبرغ والممثلان الإيرلندي ليام كنينغهام والإسباني إدوارد فرنانديز، إضافة إلى شخصيات عامة مثل رئيسة بلدية برشلونة السابقة آدا كولاو، وعدد من البرلمانيين الأوربيين. كما أعلنت مجموعة باكستانية بقيادة النائب السابق مشتاق أحمد خان انضمامها إلى قافلة "صمود نوسانتارا" الماليزية.

ومن المتوقع أن يصل الأسطول إلى شواطئ غزة في منتصف أيلول الجاري، بعد محاولين سابقتين في حزيران وتموز اعترضتهما البحرية الإسرائيلية.

ولم يكن هذا المشهد مجرد تحرك بحري عابر، بل هو فعل إنساني وسياسي يحمل رسالة قوية إلى العالم، ويعكس ضميرا عالميا يرفض الاستسلام أمام جرائم الاحتلال الإسرائيلي والحصار الظالم المفروض على أكثر من مليوني إنسان منذ ما يزيد على 17 عاما.

وحمل الأسطول سياسيين وناشطين وصحفيين وأطباء ومتطوعين آخرين من أوربا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا، جميعهم اتحدوا حول هدف واحد: المشاركة في الحملة العالمية للصمود، والمساهمة في كسر الحصار عن غزة، ونقل الأدوية والمساعدات الإنسانية إلى شعب يواجه حرب إبادة شاملة.

الفن حاضر بقوة

تكثفت الصور التعبيرية لدى فنانين من مختلف أنحاء العالم، أخيراً، في استخدام نماذج لقوارب تحمل أعلاماً فلسطينية في عباب البحر، وتسير في حركة جماعية نحو اتجاه ما، مستوحاة من "أسطول الصمود". حيث تفاعل الفنانون مع الأسطول برسوم متعددة ومتداخلة، من بينها رسم "حنظلة"، وعبارة الحرية لفلسطين، والكوفية وعلامة النصر، ورسوم لشجر الزيتون، وبيوت وأطفال، وغيرها.

وعلى الأرض ازدادت نتاجات فنانين من تونس والمغرب وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وغيرها، في استعداد لدعم الناشطين واستقبالهم في كل دولة يصلون إليها. وقد تعددت الرسوم بين لوحات فنية، وملصقات، ورسوم الديجيتال، واستخدام الذكاء الاصطناعي، ومخططات سريعة ورسوم كاريكاتيرية. في حين انتشرت هذه الأعمال بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

*************************************************

قف.. يهربون الى الامام.. وبعد؟

عبد المنعم الأعسم

الجماعة المتنفذة، الحاكمة، وبوجيز الكلام، جرّت البلاد الى ورطة، وعرّضتها الى خطر الهاوية، وهي بدلا من مراجعة فشلها وذنوبها، والتخلي عن السياسات الكارثية التي تنتهجها، تعمل على ترقيع الثقوب، وايهام الجمهور باقتدارها الفارغ، والهروب الى الامام: لا تسمع دوي الاساطيل. لا ترى تداخل وانهيار الخرائط والاصطفافات. لا تشعر بقلق الملايين مما يحيق بمصائرها ومستقبلها، فمن جهة يظهر الهاربون الى الامام على ارض الواقع مهزومين، يدورون في فلك من الاوهام والرطانات، ومن جهة اخرى، يحاولون المماطلة واطلاق رسائل تطمينية في محاولة لكسب الوقت، في حين صارت المماطلة مكشوفة حتى لتلاميذ السياسة، فيما ارتدّ حُلم كسب الوقت الى وقت ليس في صالحهم. 

انهم يتهربون من مواجهة الاستحقاقات والاملاءات بتقديم وعود واستعراضات قوة، لم تعد موضع مصداقية، وتطمينات لا احد يصدقها، او يأخذها مأخذ الجد، ثم محاولة صرف الأذهان عن الحقائق، وعن التهديدات متعددة الاشكال والقنوات، فيما الشيء الوحيد الذي بقي في يدها هو صناعة الاوهام عن جدوى اللعب خارج الملعب، في وقت يمتلئ الفضاء بالشائعات عن الذعر الذي يضرب صفوفهم، وبالحقائق عن التصدع المتسارع في بيوتهم.

الى ذلك، تؤكد بديهيات علم الحركة عقم سياسة الهروب الى الامام، ويعزز تحذيراته بامثلة وفيرة عن زعامات هربت بدولها الى الامام، فوجدت نفسها في المزبلة، ودولها في كارثة.

*قالوا:

"الاوهام تجعل الحياة أمرا يمكن احتماله".

كولن ويلسون

   **********************************************

كتُبها في تزايد مكتبة الناصرية المركزية قبلة للباحثين والقرّاء

متابعة – طريق الشعب

تُعد المكتبة المركزية في الناصرية أحد أبرز الصروح الثقافية في المدينة. حيث تأسست عام 1945 وانتقلت في العام 1975 إلى مبنى نظامي تشغله حتى الآن.

وتضم المكتبة حاليا 20 ألف كتاب ورقي مهم ونادر، ونحو 200 كتاب الكتروني تشهد ازديادا باستمرار.

في حديث صحفي، يقول مدير المكتبة عباس ساجت، أن مكتبتهم تقدم خدمات مكتبية لطلبة العلم والباحثين، فضلا عن روّادها من هواة المطالعة، مشيرا إلى أن المكتبة حافظت على مقتنياتها، ولم تتعرض لأي محاولة سرقة بفضل جهود موظفيها وأهالي المدينة.

ويتحدث ساجت عن المكتبة الالكترونية الحديثة التي جرى إنشاؤها في مقر المكتبة المركزية، موضحا انها تضم حاليا 200 ألف كتاب، وانهم في صدد تطويرها بالتعاون مع العتبتين الحسينية والعباسية. فهناك اتفاق على جلب 5 ملايين كتاب الكتروني جديد خلال الأيام المقبلة.

ويشير إلى انهم أطلقوا مشروع "المكتبة الإلكترونية المتنقلة". وهو عبارة عن باص يقدم خدمات جوالة للمواطنين في مختلف المناسبات، إلى جانب مشروع "بوابة العلم" الذي يتيح للرواد الوصول إلى الكتب الإلكترونية عبر تقنية الباركود.

من جانبه، يقول مسؤول الشعبة الالكترونية في المكتبة غيث شنو، أن شعبته تساهم في تسهيل مهمة الباحثين والطلبة من خلال برنامج يتيح لهم البحث السريع عن الكتب "إذ يزودنا الطالب باسم الكتاب أو المؤلف، ونحن نمنحه رقم الكتاب مباشرة، ما يختصر عليه الجهد والوقت".

ويضيف في حديث صحفي قوله، أن الشعبة تتيح الحصول على كتب الكترونية بصيغة "بي دي اف".

إلى ذلك، تقول رئيسة أمناء المكتبات في ذي قار، صبيحة نوري، أن المكتبة المركزية تشهد إقبالا واسعاً من الباحثين "حيث يصل عددهم خلال موسم البحوث إلى أكثر من 25 شخصاً يومياً".

وتنوّه إلى أن المكتبة تضم كتبا باختصاصات تاريخية وقانونية وأدبية وعلمية، فضلا عن كتب قديمة نادرة.