اخر الاخبار

الصفحة الأولى

شركة اتصالات وطنية لكسر هيمنة الشركات الخاصة.. خبراء يرهنون  نجاحها بالشفافية والتمويل الذكي

بغداد - طريق الشعب

بعد عقود من هيمنة شركات محددة على قطاع الاتصالات في البلاد، وقعت الحكومة العراقية، أخيراً، عقد تأسيس الشركة الوطنية لخدمات الاتصالات الهاتفية النقالة، كشركة مساهمة عامة، تقدم خدمة الجيل الخامس “5G” المتطورة. ومن المقرر أن تساهم في الشركة ثلاث جهات حكومية رئيسية وهي كل من صندوق تقاعد موظفي الدولة، المصرف العراقي للتجارة، وشركة السلام العامة التابعة لوزارة الاتصالات.

وطبقا لمختصين، فإن خطوة تأسيس الشركة يجب أن تتبعها الحكومة بـ"تخصيصات مالية كبيرة، إضافة إلى تشكيل وتدريب فرق فنية مختصة بهذا المجال".

ويعد ملف شركات الهواتف النقالة من الملفات الشائكة والمثيرة للجدل، إذ أقدم رئيس الحكومة السابق مصطفى الكاظمي على تجديد رخص شركات الهاتف النقال في 8 تموز 2020، لمدة 5 سنوات، من دون أن توفي الشركات ما بذمتها من أموال لخزينة الدولة.

وسمح قرار التجديد لـ (الشركات الرئيسية الثلاث) بالسيطرة على كافة حزم الاتصال، أي احتكرتها بالكامل، وبحصولها على حزم إضافية كان من المفترض أن تكون مخصصة لشركة اتصال رابعة، وهي الشركة الوطنية التي جرى تأسيسها أخيرا.

لا تقييد للقطاع الخاص

وفي إعلان التأسيس الرسمي، أكد رئيس الوزراء، ان الهدف هو ان تكون الشركة منافساً فعالًا لبقية الشركات في تقديم أفضل خدمات الاتصالات، التي أصبحت تشمل الاقتصاد والتعليم والتنمية بشكل عام.

وقال السوداني، إن هذه الخطوة تعد الأولى من نوعها بدخول ثلاث جهات حكومية في تأسيس شركة للهاتف النقال، مع إتاحة الاكتتاب أمام المواطنين للمساهمة في رأس المال، كأحد المسارات التي تعتمدها الحكومة لتعزيز الاقتصاد غير النفطي.

وأضاف أن تأسيس الشركة لا يعني تقييد القطاع الخاص، وإنما خلق بيئة تنافسية تضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين. وأكد ضرورة استكمال الإجراءات لضمان إطلاق الخدمة، خصوصًا مع توفير خدمة الجيل الخامس “5G” المتطورة التي ستكون متاحة لكافة المواطنين.

وتعد خدمات الاتصالات والإنترنت في العراق من الأسوأ في بلدان المنطقة والأعلى تكلفة أيضا، فبطاقات التعبئة أسعارها مرتفعة مقارنة بالخدمات المقدمة، إذ أن البطاقة الواحدة تستخدم لإجراء المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، وتحتسب المكالمة فيها بالدقائق وليس بالثواني.

كما يعاني المواطن من ضعف جودة الاتصالات داخل المدن.

ما شروط نجاحها؟

من جهته، قال الباحث في الشأن المالي والمصرفي، مصطفى حنتوش، إن التعاون بين الشركة الوطنية للاتصالات وشركة فودافون البريطانية يمثل فرصة استراتيجية للعراق، إذا ما استُغلت بشكل صحيح.

وأضاف حنتوش لـ"طريق الشعب"، أن هذه الشركة، بصفتها جهة حاصلة على رخصة من هيئة الإعلام والاتصالات، ستعمل تحت إشراف الهيئة، مع تمويل من صندوق التقاعد والمصرف الوطني، ما يضمن توفير إطار مالي وإداري متين.

وتابع حنتوش، أن نجاح الشركة في تقديم خدمات اتصالات عالية الجودة يمكن أن يجعلها الرائدة في السوق المحلية خلال فترة زمنية قصيرة، لافتاً الى أن دمج الخبرة العالمية لشركة فودافون مع الدعم الحكومي، سيشكل نموذجاً عملياً يمكن الاستفادة منه لتعظيم أرباح الشركة ودعم خزينة الدولة.

وزاد بالقول: إن المشروع يمثل نموذجاً يحتذى به لتعظيم العائدات وتعزيز كفاءة القطاع العام، مؤكداً أن الهدف هو خلق بيئة استثمارية مستدامة، تخدم المستهلكين وتحقق استفادة الدولة بشكل مباشر.

 

فرصة لتطوير السوق وكسر الهيمنة

من جانبه رهن المختص في الشأن التكنولوجي، سامر الظفيري، نجاح الشركة الوطنية للاتصالات بـ"تقديم خدمات جاذبة ومتنوعة لاستقطاب المستخدمين، على ان تكون خدمات ذات جودة وتعزز قدرة منافستها، إضافة لتطبيق معايير صارمة في إطار الجودة والخدمة، إلى جانب الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وبرامج تتبع الأداء لضمان استمرارية العمل بكفاءة".

وقال الظفيري في حديث مع "طريق الشعب"، أن وجود شركة مدعومة حكومياً، يسمح بكسر احتكار وهيمنة الشركات الخاصة المعروفة في السوق العراقي، شرط أن يتم توفير إطار تنظيمي واضح، ودعم مالي واستراتيجي من قبل الدولة لصالح عمل هذه الشركة، إلى جانب دعم الشراكات الدولية التي تقدم خبرة عالمية في مجال الاتصالات.

وأضاف “إذا نجحت الشركة في الالتزام بالمعايير المهنية والتقنية العالية، يمكن أن تصبح نموذجاً يحتذى به في تطوير قطاع الاتصالات، وتحقيق منافسة عادلة تخدم المستهلكين وتعزز مكانة العراق في السوق الاقليمية”.

ثلاث محاور أساسية

وعضّد الخبير الاقتصادي، صالح الهماشي، من طرفه، ما ذهب اليه الظفيري، بالقول أن "اهمية الشركة الوطنية للاتصالات، تكمن في انها من الممكن ان تحقق تأثيرا مباشرا على السوق المحلية، وخلق منافسة عادلة".

وقال الهماشي في تعليق لـ"طريق الشعب"، أن نجاح هذه الشركة مرهون بثلاثة محاور: "الإطار التنظيمي والرقابي الصارم لضمان الشفافية ومكافحة الفساد، التمويل الذكي والاستثمار المستدام لدعم مشاريع تكنولوجية حديثة؛ والاهم هو الشراكات التقنية العالمية للاستفادة من خبرات الشركات العالمية الرائدة، مع الحفاظ على الملكية الوطنية والمعرفة التقنية.

واكد أن تحقيق هذه الشروط يسمح بتقديم نموذج اقتصادي علمي يجمع بين الربحية والاستدامة ودعم خزينة الدولة.

صراع محتمل بين أطراف حكومية

بدوره، قال الخبير في مجال الاتصالات والمعلومات التقنية عمار داود العيثاوي، إن "تشكيل شركة وطنية للاتصالات خطوة مهمة، إذا ما أديرت بالشكل الصحيح، فهذه الشركة يمكن أن تحقق أرباحا هائلة جداً للدولة".

ونبّه إلى أن هناك صراعا بين الجهات المختصة حول عمل شركات الاتصالات في العراق، فشركة (سي أم سي) التابعة لهيئة الإعلام والاتصالات هي المسؤولة عن إعطاء التراخيص، ووزارة الاتصالات هي المسؤولة عن البنى التحتية، والصراع بين هذه الجهات، سوف يشتد مع وجود مردودات مالية.

تفاصيل الرخصة الرابعة

وفي تشرين الاول من 2023، قرّر مجلس الوزراء منح الرخصة الرابعة للهاتف النقال إلى شركة السلام العامة التابعة لوزارة الاتصالات، لتأسيس شركة وطنية جديدة تدير شبكة اتصالات حديثة تعتمد على تقنيات الجيل الخامس (5G) لأول مرة في العراق، بالشراكة الفنية مع شركة فودافون العالمية.

وأبرز الجهات المشاركة في المشروع، هي: شركة السلام العامة (مملوكة لوزارة الاتصالات، تمثل الجهة التنفيذية الحكومية للمشروع)، وشركة NMTC الوطنية (تم تأسيسها لتكون حاملة للرخصة)، اضافة الى الشركاء الماليون: هيئة التقاعد الوطنية (صندوق التقاعد)، ومصرف التجارة العراقي TBI، والشريك الفني (فودافون البريطانية، تقدم خدمات استشارية وتشغيلية دون تملك الحصة).

فيما تتراوح الكلفة الإجمالية التقديرية لتأسيس الشبكة وتشغيلها بين 1 إلى 2 مليار دولار أمريكي، تشمل: البنية التحتية الأساسية، التراخيص الترددّية، الأنظمة التشغيلية والدعم الفني، الإنفاق التسويقي وتطوير الشبكة.

وبناءً على تحليل السوق، من المتوقع أن تتجاوز أرباح الشركة السنوية 150–200 مليون دولار خلال السنوات الخمس الأولى، مع نمو سنوي يتراوح بين 8% إلى 12%، وتُعاد الأرباح إلى الدولة وصناديق التقاعد، ما يعزز الأثر الاقتصادي والاجتماعي.

أخيرا، يمثّل مشروع الرخصة الرابعة للهاتف النقال في العراق فرصة استراتيجية لإحداث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات، وتمكين الدولة من بناء نموذج وطني ربحي وخدمي، لكن نجاح هذه الخطوة يتطلب إدارة كفوءة، شفافية عالية، وتحقيق توازن بين الجوانب التقنية، الاقتصادية، والاجتماعية.

****************************************

راصد الطريق.. إلى مفوضية الانتخابات: هل من إجابات مقنعة؟

طرقت فرق من جهات أمنية في الدفاع والداخلية والحشد الشعبي، أبواب بيوت بعض المرشحين للانتخابات البرلمانية المقبلة، واتصلت بآخرين، وطلبت منهم معلومات محددة غير مفهومة المغزى، وذات طابع شخصي، في اجراء غير مسبوق يشكل تدخلا غير مبرر في الشأن الانتخابي، المفترض ان تديره المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وحدها.

وكان جميع المرشحين قدموا في وقت سابق، وثائق وتعهدات تخص العملية الانتخابية الى الجهة المختصة، لتنظر في طلبات ترشحيهم ثم المصادقة عليها، كما في العمليات الانتخابية السابقة.

اليس في ذلك ما يثير الشكوك؟ فمثل هذه السلوكيات تذكرنا بأجواء حسبناها أصبحت من الماضي. ثم اين هو الحق الدستوري في الخصوصية الشخصية، وفي حرمة المساكن وكونها مصونةٌ لا يجوز دخولها أو تفتيشها أو التعرض لها الا بقرار قضائي ووفقاً للقانون؟ فهل يا ترى كان هذا الاجراء وفقاً للقانون؟!

ان على مفوضية الانتخابات ان تقدم إجابات مقنعة ووافية على هذه التساؤلات، وبعكسه يصح القول، ان الجهات سابقة الذكر تدخلت بشكل سافر في شأن لا يعنيها، وقد تكون لها في ذلك "مآرب أخرى"!

****************************************

الصفحة الثانية

شبكات مراقبة الانتخابات: قوى كبيرة تخالف القانون الانتخابي وتهدر المال

بغداد - طريق الشعب

قال بيان عن عدة منظمات لمراقبة الانتخابات، إن " القوى السياسية الكبيرة خالفت القانون الانتخابي من خلال رفع صور ولافتات كبيرة عليها صور وشعارات التحالفات الانتخابية، ما يجعل العدالة والمساواة الانتخابية في خطر".

وأكد البيان، أن هذه الافعال تمثل دعاية انتخابية صريحة (قبل موعد انطلاقها).

ولفتت شبكات مراقبة الانتخابات، إلى أهمية مساءلة هذه القوى عن المخالفات المالية الواضحة في نشر هذه الدعاية، باعتبار أن قانون الأحزاب ينص على مراقبة آليات الصرف والتمويل لهذه الاحزاب، وبالتالي ينبغي ان يدقق في موضوع الهدر في موضوع الدعاية الانتخابية.

وطالبت أيضاً من مفوضية الانتخابات على توجيه إنذار مباشر إلى هذه التحالفات لازالت مخالفاتها، وتوجيه كوادرها بالتعاون مع الدوائر البلدية لرفع صور الدعاية الانتخابية.

***************************************************

رائد فهمي يلتقي سكرتير الحزب الشيوعي البريطاني ويحيي مؤتمر شبيبته في لندن

لندن – طريق الشعب

استقبل سكرتير الحزب الشيوعي البريطاني الرفيق روبرت غريفيثس في لندن السبت الماضي، الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وحضر اللقاء الرفيق سلم علي، عضو اللجنة المركزية، وعضوا اللجنة التنفيذية للحزب الشقيق، الرفيقة كارول ستافريس والقائد النقابي أليكس غوردن. 

وبعد أن رحّب غريفيثس بالرفيق فهمي بحرارة، مشيرا الى العلاقة التاريخية بين الحزبين، جرى التداول في تطورات الأوضاع على الصعيد العالمي وفي منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه الأحزاب الشيوعية وقوى اليسار.

وعبّر فهمي عن التقدير العالي لتضامن الشيوعيين البريطانيين الثابت مع نضال الشعب العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية، والتطلع الى تعزيز العلاقة بين الحزبين. كما أشاد بدور الحزب الشقيق في حركة الاحتجاجات الشعبية الواسعة في بريطانيا ضد حرب الإبادة الصهيونية في غزة وتضامنا مع فلسطين ولبنان وسوريا، وبمساهمته ايضا في حركة التضامن مع الشعب السوداني. وقدم تحليلا للتطورات الجارية في الشرق الأوسط ومشاريع الامبريالية الامريكية والكيان الصهيوني، ومخاطر تجدد الحرب على ايران، والتداعيات المحتملة لهذه التطورات على العراق وبلدان المنطقة. وتناول بتفصيل رؤية الحزب للتغيير الشامل، بالخلاص من منظومة الطائفية والفساد، وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. وأشار الى دور الحزب في تجميع القوى المدنية، وفي الحراك الاحتجاجي المتصاعد والتهيؤ لخوض الانتخابات المقبلة.

وجرى تبادل الآراء في اللقاء حول سبل تطوير العلاقة بين الحزبين وتعزيز دور الاحزاب الشيوعية على الصعيدين الوطني والعالمي. 

بعد انتهاء اللقاء، لبّى الرفيق فهمي الدعوة لحضور إحدى جلسات المؤتمر الـ51 لمنظمة الشبيبة الشيوعية البريطانية، الذي كان قد اُفتتح صباح السبت الماضي بحضور حوالي 100عضو يمثلون فروعها في ارجاء بريطانيا. وألقى كلمة حيا فيها المؤتمر، متمنيا لأعماله النجاح. ولقيت الكلمة الترحيب من المندوبين وقوبلت بتصفيق حار.

****************************************

قراءة في مبادرة الرئيس الصيني للحوكمة العالمية

رائد فهمي

تأتي مبادرة الحوكمة العالمية التي أطلقها الرئيس شي جينبينغ في اجتماع مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون في ظروف يواجه فيها النظام الدولي الذي أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية أزمة حقيقية، تلازمت مع تحديات ومخاطر جديدة تتهدد عالمنا اليوم. وكان الرئيس شي جينبينغ مصيبًا ودقيقًا في تشخيصه بأن الحوكمة العالمية باتت أمام مفترق، وأن إصلاحها بات ضرورة لحماية السلم العالمي وبناء عالم أكثر عدلًا يضمن احترام سيادة جميع الدول وحقوق شعوبها في التحرر والاستقلال والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

فخلال العقود الأخيرة أصبح النظام الدولي يمر بأزمة شرعية نتيجة لانتهاك العديد من المبادئ والقواعد التي نصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة، كحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية واحترام وحدة الأراضي وسيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الالتزام بمبدأ تعاون الدول في مواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي، وفي مجال الصحة وعدم الانتشار النووي. كما اقترن كل ذلك بتراجع التعاون الدولي والعمل المتعدد الأطراف، مما كان له تداعيات خطيرة على الأمن والسلام والاستقرار في العالم، وإضعاف دور الأمم المتحدة وهيبتها وسلطتها وتهميش وكالاتها.

ومن العوامل الأساسية الأخرى في زعزعة نظام الحوكمة العالمية والقناعة بشرعيته تمركز التحكم في هيئاته بيد الدول الكبرى وممثليها، على حساب تمثيل الدول النامية ومشاركتها في صناعة القرار الدولي. فأصبح النظام في حالة افتراق وعدم تناغم وانسجام مع واقع عالم اليوم الجيوسياسي والاقتصادي والتحولات التي شهدها نحو القطبية المتعددة، مع التنامي المتسارع لقوة الصين والهند والبرازيل الاقتصادية والتكنولوجية وتأثيرها في الشؤون الدولية، وذلك على سبيل المثال لا الحصر. ومع تنامي تأثير الأحزاب والتيارات اليمينية والقومية المتطرفة وصعود العديد منها إلى السلطة في عدد من البلدان الأوروبية وفي بلدان أمريكا الجنوبية، وتولي دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، ازداد نظام الحوكمة العالمية هشاشة وضعفًا، ما انعكس في ازدياد بؤر الحروب والنزاعات والتوتر.

ونجد في بنود مبادرة الحوكمة العالمية تأكيدًا للقواعد والمبادئ التي نصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة، والتي جرى التجاوز عليها أو التخلي عنها، كالمساواة والسيادة بين الدول والالتزام بالقانون الدولي ونبذ الازدواجية في المعايير والتطبيق الانتقائي لقواعد النظام الدولي ومواد القانون الدولي. كما جاءت بنود المبادرة منسجمة ومعززة لأهداف «ميثاق المستقبل» الذي تم إقراره في قمة المستقبل التي انعقدت في أيلول عام 2024.

وإذ تشدد فلسفة المبادرة على ضرورة المحافظة على مكانة الأمم المتحدة وتعزيز هيبتها وسلطتها وضمان دورها غير القابل للتعويض في الحوكمة الدولية، فإن المبادرة تدعو إلى العمل من أجل تعزيز الديمقراطية في الحوكمة العالمية بتوسيع مشاركة الدول النامية في هيئات وأطر المنظمات العالمية، كعضوية مجلس الأمن على سبيل المثال، وعدم السماح بأن تفرض بعض الدول رؤيتها وقواعد عملها على الآخرين وعلى عمل مؤسسات نظام الحوكمة العالمية كما هو الحال حاليًا.

ولا تكتفي جمهورية الصين الشعبية، من خلال الرئيس شي جينبينغ، بإعلان التزامها بالمبادئ والقواعد والآليات التي تضمنتها المبادرة، وإنما تعمل على تجسيدها عمليًا وتطبيقها في علاقاتها مع شركائها الدول في منظمة شنغهاي للتعاون، وقدمت عدة مشاريع مشتركة تنسجم مع أهداف المبادرة، وحثّت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون على تقديم المثل في تطبيق المبادرة.

إن اشتداد حدة الصراعات في عالمنا اليوم وتعمّق الاستقطاب السياسي، والتي تعكس في جوهرها تناقضات النظام الرأسمالي على الصعيد العالمي وفي مراكزه المختلفة، والتنافس المحموم على السيطرة والاستحواذ على الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة وعلى التكنولوجيا المتقدمة والأسواق، والتي وصلت حد شنّ الحرب التجارية وإطلاق العنان للتسلح المفرط، لا يشجع على التوقع بأن تلقى هذه المبادرة الاستجابة المرجوة من هذه الدول، خلافًا لمعظم دول العالم الأخرى. لذا تكتسب أهمية خاصة الدعوة لأن تلعب دول منظمة شنغهاي للتعاون دورًا نشيطًا ورياديًا في تطبيق المبادرة وتقديم أنموذج جاذب لدول العالم.

************************************

رائد فهمي يتفقد الرفيقة رجاء كمال الدين

لندن – طريق الشعب

خلال زيارته الأخيرة إلى لندن، زار الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، الرفيقة رجاء كمال الدين (أم زيد) للاطمئنان على صحتها، متمنيا لها السلامة والعافية.

وعبرت الرفيقة أم زيد عن سعادتها واعتزازها بهذه الزيارة وحرص قيادة الحزب على تفقد أحوال رفيقاته ورفاقه.

****************************************

الرفيق العزيز وسام مهدي عضو اللجنة المركزية وعائلته الكريمة

تلقينا بألم وحزن كبيرين، نبأ وفاة والدكم المناضل الرفيق (مهدي حميد حيدر) بعد صراع مع المرض.

نستذكر معكم التاريخ النضالي للفقيد الذي انتمى لحزبنا الشيوعي العراقي، منذ نعومه أظفاره، وكان من سجناء انقلاب 8 شباط 1963 الأسود، وشارك مع رفاقه في مختلف الأنشطة الحزبية النضالية، من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.

نجدد لكم تعازينا الحارة، متمنين لكم الصبر والسلوان على هذا الفقدان الأليم.

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

2-9-2025

***********************************

كل خميس.. البطالة لأبناء الكادحين.. والمناصب لأبناء الطغمة.. العدالة المغيّبة

جاسم الحلفي

حين يُحرم أبناء الكادحين من أبسط فرص العمل، وتُوزع المناصب كغنائم بين أبناء الطغمة الحاكمة، تغيب العدالة .. فيرتفع صوت الشارع محتجاً. وقد غطت "طريق الشعب" في عددها الصادر امس الأول الثلاثاء 2 أيلول 2025، أخبار سلسلة التظاهرات والوقفات الاحتجاجية، التي كان عنوانها الأبرز المطالبة بفرص العمل. حيث تدفق الخريجون على الساحات العامة، واحتج أهالي المناطق التي اجتاحها الجفاف، وتظاهر موظفون وعاملون في قطاع النفط مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم. ولكن بدل أن تنصفهم الحكومة وتستجيب لمطالبهم المشروعة، كان الاعتقال هو الجواب، وكأن الحل الأمني هو الأداة الوحيدة المتبقية لدى السلطة. وهو مشهد يتكرر منذ سنوات: حكومات عاجزة، وشباب يطرقون أبواب العمل فلا يجدونها الا موصدة.

لم تعد البطالة في العراق مجرد رقم في تقارير الإحصاء، بل تحولت إلى محرّك لغضب اجتماعي متصاعد ووقود للتظاهرات. شباب ينزلون إلى ساحات الاحتجاج للمطالبة بفرص عمل تحفظ كرامتهم، فيما المناصب والوظائف توزّع كما الغنائم بين أبناء الطغمة الحاكمة والنافذين، ليشغلوا المواقع المهمة في المؤسسات السيادية وبضمنها التعيين كسفراء ودبلوماسيين. وهنا تتجسد الفجوة الفاضحة، فأبناء الفقراء يطاردون الفرص الضائعة، بينما أبناء الطغمة يتوارثون الامتيازات كأنها حق طبيعي.

العدالة الحقيقية تعني أن تتساوى الفرص وأن تُرفع الحواجز أمام الفقراء، لا أن تُصادر حقوقهم لصالح أبناء السلطة. لكن الواقع يسير عكس هذا تماماً، فتتسع اللامساواة، ويتفاقم الفقر، وتتحول الوظائف إلى ملكية حزبية وعائلية، فيما يُترك المهمشون لمصير البطالة واليأس أو لقوارب الهجرة. وحين يخرج هؤلاء إلى الشارع محتجين، يُواجهون بالقمع والاعتقال، وكأن المطالبة بالحق جريمة، والدفاع عن الكرامة تهديد لـ"هيبة الدولة".

في ظل نظام سياسي محكوم بالمحاصصة والطائفية السياسية والريع النفطي، بات الفضاء العام في العراق مسدوداً. فمؤسسات التمثيل الديمقراطي فقدت مصداقيتها، والنقابات المستقلة أُضعفت، والشارع أُغرق في سرديات الخوف والهويات الفرعية. ومع ذلك، ورغم كل هذا الانسداد، ظل المجتمع ينبض بالحياة. وانتفاضة تشرين، والحركات العمالية، والنسوية، والشبابية، كلها دلائل على أن الناس العاديين حين يصبحون جماعة واعية بذاتها، يشقّون الطريق نحو التغيير.

لقد أثبتت التجربة العراقية أن التغيير لا يأتي من النخبة الحاكمة ولا من مؤسساتها المعطوبة، بل من إرادة الناس. فالحركة الاجتماعية ليست شعاراً ولا ومضة عابرة، بل مشروع عميق رغم بطئه، يعيد ترتيب أولويات المجتمع، ويمنح الأمل لمن سُلب منه الصوت. إنها وعد التاريخ الذي يُكتب من الهامش، لا من قصور السلطة.

الكرامة لا تُمنح من فوق، بل تُنتزع في ساحات الاحتجاج. وحين تُصادر العدالة في المؤسسات، تستعيدها الجماهير في الشوارع.

*************************************

الصفحة الثالثة

فلاحو المثنى يطالبون بمستحقاتهم المالية عن الموسم الزراعي السابق قوات الأمن تفرّق تظاهرة للعاطلين في البصرة

بغداد – طريق الشعب

خرجت تظاهرات واسعة في ثلاث محافظات هي البصرة والمثنى وبابل، خلال اليومين الماضيين، طالبت بتوفير العمل وتقديم الخدمات، وبمستحقات الفلاحين عن موسمهم الزراعي السابق.

وتشهد البلاد تظاهرات يومية، نتيجة غياب العدالة الاجتماعية والتسويف لمطالب المواطنين وعدم تقديم الخدمات المناسبة، وهذا يعود الى استمرار منظومة المحاصصة في تبني نهج المحاصصة والفساد كأسلوب وحيد في الحكم.

البصرة.. احتجاجات الخريجين تتواصل

وصعّد خريجو الاختصاصات النفطية من احتجاجاتهم، واقدموا على انزال راية شركة نفط البصرة واغلقوا جميع أبوابها، وذلك بعد سبعة أشهر من التظاهرات المتواصلة، مطالبين بتوفير فرص عمل دون تحقيق مطالبهم.

وقال ممثل التظاهرة حسن الشاوي، إن "المحتجين قرروا التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم، والمتمثلة بتوفير فرص تعيين ولو بصفة أجر يومي لهم ضمن الشركات الرابحة التابعة لوزارة النفط، فضلاً عن إلزام الشركات الأجنبية والمحلية العاملة في الحقول النفطية بتشغيل أبناء المحافظة حصراً أسوة بمحافظة ذي قار".

وطالب المتظاهرون بتفعيل مكاتب التشغيل الفرعية في الأقضية والنواحي "بعد حل المكتب المركزي، إذ تحولت هذه المكاتب إلى مجرد كرفانات بلا جدوى"، حسب العديد منهم.

فض الاحتجاج بالقوة

وفي وقت سابق، أقدمت القوات الأمنية على فض تظاهرة لعشرات العاطلين عن العمل أمام بوابة شركة مصافي الجنوب المطالبين بالتعيين في مشروع FCC.

وقال احد المتظاهرين أحمد شاكر، إن "القوة المكلفة بحماية التظاهرة جرى تغييرها، وبالتالي جرى هذا الاعتداء على المعتصمين بالقوة وفض تظاهرتهم"، مؤكداً انهم لم يشهدوا مثل ذلك من القوة المكلفة سابقاً. في إشارة الى ان موضوع فض الاعتداء قد تم تدبيره في وقت مسبق.

وأضاف شاكر أن "المتظاهرين يتظاهرون بشكل يومي أمام بوابة شركة المصافي في المحافظة، ويحاولون الضغط على المسؤولين من اجل الاستجابة لمطالبهم، لكنهم فوجئوا بتغيير القوة المكلفة بالحماية، والتي اعتدت عليهم، وأصيب بسبب ذلك عدد من المتظاهرين بضربات مباشرة".

السماوة تظاهرة ضد استثمار الأراضي

وعبّر عدد من أبناء عشيرة الشنابرة في السماوة، عن رفضهم لقرار تخصيص أرض تعود ملكيتها لهم، لصالح أحد مشاريع الاستثمار خلافاً للقانون، واحتشدوا امام هيئة استثمار المحافظة.

وأكد المتظاهرون، ان "ملكية الأرض تعود للعشيرة وهي مسجلة قانونيا"، مؤكدين أنهم لن يسمحوا بالتصرف بأملاكهم دون شرائها أو دفع تعويض لهم" حسب قولهم.

..وتظاهرة فلاحية اخرى

كما نظم عدد كبير من مزارعي محافظة المثنى، تظاهرة أمام سايلو السماوة، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة عن تسويق محصول الحنطة للموسم الزراعي الماضي.

وأكد الفلاحون المتظاهرون، أنهم تسلموا جزءا بسيطا من مستحقاتهم، وهي لا تكفي لتغطية احتياجاتهم الزراعية، وهذا ما يجعل موسهم الزراعي المقبل في خطر، مشيرين إلى أن "تأخر صرف المستحقات حتى الآن يعني انقطاع الدعم الحكومي للمزارعين بعكس التصريحات والوعود التي تصدر عن المسؤولين".

خريجو الحلة: نريد التعيين!

وشهدت مدينة الحلة، تظاهرة كبيرة لمئات الخريجين، طالبوا فيها بتوفير درجات وظيفية.

وأغلق المحتجون تقاطع الثورة وسط المدينة تعبيراً، ورفضوا التسويف المستمر لمطالبهم من قبل الحكومة المحلية والاتحادية.

وأكدوا استمرار حراكهم الاحتجاجي منذ عام ونصف العام، من دون استجابة لمطالبهم.

وقال المتظاهر أحمد حسين: استخدمنا كل الوسائل السلمية دون جدوى، ووافقنا على جميع الحلول الممكنة سواء بأجور رمزية أو عقود بأجر يومي، أو حتى كمحاضرين مجاناً لحين توفير التخصيصات، لكن لم يُستجب لنا.

فيما أكد المتظاهر ليث الحسيني، أن تظاهراتهم ستستمر: "اذا استمر التجاهل سوف نلجأ للتصعيد مجدداً".

****************************************

عين على الاحداث

شتريد المرأة، بعد؟!

صادق مجلس النواب على المدونة المكملة لقانون الأحوال الشخصية خلال جلسةٍ استغرقت نصف ساعة، وخلَت من جدول عمل ومن القراءات الأصولية. وألغت المدونة القيود على زواج القاصرات، وفرضت الولاية الجبرية على المرأة لأبيها ثم لزوجها، وحرمت الأم من الحضانة عند زواجها أو هجرانها، ومددت فترة "النشوز" إلى سبع سنوات بدلاً من سنتين، وأسقطت حق النفقة عن الزوجة عند عوقها، وأقرّت الاحتكام إلى رأي الزوج في قضايا المهر والخدمة والمعاشرة، وأعطته حق تطليقها إذا ما جُنّت أو عُمِيَت أو شُلّت أو أصابها الجذام أو البرص، فيما حجبت هذا الحق عنها إذا ما ابتُلي هو بهذه الأمراض!

فضحتونا  حتى بالأمم المتحدة!

حذّر ممثل الأمم المتحدة، محمد الحسان، من الفساد المالي والإداري المتفشي في مؤسسات الدولة العراقية، معتبراً إياه، وخاصة السياسي منه، خطيراً جداً، وعثرة أمام العدالة والتنمية. كما أكّد الحسان على أهمية تطبيق النُظم والأسس الخاصة بمكافحة الفساد والتي وضعتها المنظمة الدولية، وتعزيز قدرات الهيئات الرقابية في مجال التحقيق والشفافية، والتي إذا ما طُبِّقت سترسّخ قضاءً نزيهاً مستقلاً خالياً من الإنتقائية في المحاسبة. هذا ويأمل الناس أن تجد دعوات الأمم المتحدة إلى الوقوف بحزم وثبات ضد الفساد وتعزيز النزاهة وحماية استقلالية القضاء، صدى لدى "أولي الأمر"، رغم عدم ثقة الكثيرين بقدرات هؤلاء على ذلك.

حقوق المرأة فص گلاص

جاء العراق في المرتبة ما قبل الأخيرة عربياً من حيث الوصول إلى الخدمات الرقمية والعمليات المالية والتمكينية (الشمول المالي)، وسجّل نسبة 22 في المائة، مما يجعله أحد الدول المعرضة لعدم الاستقرار. وفيما بلغت نسبة الشمول المالي للنساء العربيات 29 في المائة، لم تُثبت أية معطيات عن عدد النساء العراقيات اللواتي يمتلكن حساباً مصرفياً، في الوقت الذي تحتل فيه المرأة العراقية المرتبة الأخيرة عالميًا في مشاركة النساء في القوى العاملة، فمن بين 13 مليون امرأة قادرة على العمل، هناك مليون واحدة فقط تحصل على وظيفة، أي بنسبة 7 في المائة.

شكو مستعجلين!!

أكدت الحكومة على أنها تعمل على إجراءات لمواجهة الشحّة المائية، أبرزها المضي في تحويل مذكرة التفاهم مع تركيا بشأن الإطلاقات المائية إلى اتفاقية، فضلاً عن تنظيم داخلي يتضمن ردم بحيرات وأحواض الأسماك غير القانونية، وتغيير الخارطة الزراعية لاستبعاد المحاصيل المستهلكة للمياه، والتنسيق مع الفلاحين لترشيد عمليات الري باستخدام تقنيات حديثة. هذا، وفي الوقت الذي يعد فيه الناس الإجراءات التي وعدت بها الحكومة من البديهيات المعروفة للجميع، يتساءلون عن أسباب عدم تنفيذ ذلك قبل حلول الكارثة، وما الذي يمنع من الإسراع في تنفيذها حالياً، إذ لا توجد مؤشرات واضحة على ذلك حتى الآن.

نجاحات {منقطعة النظير}

كشف البنك المركزي العراقي عن تراجع الودائع في المصارف الحكومية بنسبة 11.7 في المائة، وفي المصارف الخاصة بنسبة 7.2 في المائة خلال ما مضى من هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وفي الوقت الذي تؤكد فيه هذه البيانات على فشل الحكومة في تنفيذ الاستراتيجية التي تبنّتها لتوسيع استخدام الدفع الإلكتروني وبالتالي زيادة حجم التعاملات المصرفية، يدعو المختصون إلى الإسراع بإصلاح القطاع المصرفي، وتعزيز ثقة المستهلك، وضمان وجود بيانات دقيقة وموثوقة يمكن الاعتماد عليها في صياغة سياسات نقدية ومالية أكثر انسجامًا مع متطلبات النمو الاقتصادي، محذرين من تحوّل الاستراتيجيات المتبعة إلى مصدر للتراجع المخيف.

****************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

أزمة طاقة رغم الثروة النفطية

تحت هذا العنوان، كتبت فيليسيتي برادستوك مقالًا لموقع Oilprice، تحدثت فيه عن معاناة البلاد، التي تمتلك خامس أكبر احتياطيات نفطية مُثبتة في العالم وتُعد ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، من أزمة طاقة مستمرة وانقطاعات يومية في الكهرباء، نتيجة سنوات من الاضطرابات السياسية، وسوء إدارة الأموال العامة، وإهمال البنية التحتية للطاقة. ويأتي ذلك في وقت تُلحق فيه العقوبات الأكثر صرامة على الكهرباء الإيرانية ضررًا بالغًا بقطاع الطاقة العراقي، مما يُبرز الحاجة إلى الاستثمار لتحقيق استقلالية أكبر في مجال الطاقة على المدى الطويل.

لا موازنة بلا نفط

وذكرت الكاتبة أن عائدات الصادرات النفطية في العراق تُساهم بشكل كبير في الاقتصاد الوطني، حيث تمثل حوالي 90 في المائة من إجمالي إيرادات الحكومة. وأشارت إلى أن انخفاضها بنحو 22 في المائة بين عامي 2022 و2023، بسبب تراجع أسعار النفط الخام وانخفاض الإنتاج بعد تخفيضات "أوبك+"، وانقطاع الإمدادات من شمال البلاد، أدى إلى تأخير خطير في إقرار التشريعات الرئيسية والميزانية الوطنية، إضافة إلى تقييد التمويل لمشاريع الطاقة الكبرى.

رفض شعبي

وبيّن المقال أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والمياه في جميع أنحاء البلاد يؤدي غالبًا إلى اندلاع عشرات الاحتجاجات الجماهيرية، خاصةً حين يتزامن ذلك مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة، التي تتجاوز 50 درجة مئوية وتؤدي إلى انهيار شبكة الكهرباء. فيما أصبحت الانقطاعات القصيرة التي تمتد لعدة ساعات أمرًا شائعًا، يعالجه السكان من خلال شراء الطاقة من مولدات أهلية تعمل بالديزل.

مشكلة مستعصية تبدو غريبة

وأعربت الكاتبة عن إن الدهشة من وجود أزمة طاقة في بلد يتميز بإنتاجه النفطي المرتفع وبتواجد كثيف لشركات أجنبية نشطة في هذا القطاع، سرعان ما تتبدد حين تتوضح العوامل التي أدت إلى ذلك، بدءًا من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وما أعقبه من سنوات اضطرابات سياسية، وسوء إدارة لقطاع النفط، والنقص الحاد في الاستثمار في الشبكة الوطنية، إلى جانب ترسخ حالة عدم اليقين السياسي، والفساد، واختلاس الأموال العامة المخصصة للبنية التحتية للطاقة.

وذكّرت الكاتبة بأن العراق، الذي يعتمد بشكل كبير على واردات الغاز من دول أخرى لتوليد الطاقة - كإيران، التي توفر نحو 47 في المائة من الغاز الذي يستهلكه - يمتلك احتياطيات غاز كبيرة، لكنه يقوم بإحراقها منذ سنوات بدلًا من تطوير هذه الصناعة. وهو ما يؤدي إلى خسائر اقتصادية هائلة وتلوّث بيئي خطير في آن واحد.

رُبّ ضارة نافعة

وأشارت الكاتبة إلى أن قرار إدارة ترامب بإلغاء الإعفاء الممنوح سابقًا للعراق من مشتريات الكهرباء الإيرانية، قد قلّل من قدرته على شراء الكهرباء من إيران، التي كانت تمثل حوالي 3 في المائة من إمدادات الطاقة في البلاد. ونقلت عن خبراء قولهم إن هناك فرصة لبغداد لمواجهة هذا المأزق من خلال زيادة استثماراتها في البنية التحتية للطاقة، التي أُهملت طويلًا.

ومع ذلك، أكد المقال على أن أزمة الطاقة في العراق لا يمكن حلّها بشكل فوري، حتى وإن كان بالإمكان تحفيز التنمية على المدى البعيد. فشبكة الكهرباء الحالية لا تولد أكثر من 28 جيجاواط، وهو حجم صغير جدًا بالنسبة لبلد يبلغ عدد سكانه 46 مليون نسمة، ويصل الطلب فيه خلال فترات الذروة إلى نحو 48 جيجاواط.

ويستدعي هذا الوضع تعزيز سلطة الحكومة المركزية، وزيادة الاستثمارات في تحسين وتوسيع شبكة النقل، ومشاريع الطاقة المتجددة، وتنويع مصادر الطاقة، وتعزيز أمنها على المدى الطويل، إضافة إلى تقليل قدرة الجارة الشرقية على التأثير في البيئة السياسية للبلاد.

****************************************

الصفحة الرابعة

ثروة اقتصادية سائبة بيد الفاسدين المنافذ الحدودية.. ثغرة تهدد الأمن والاقتصاد رغم الإصلاحات الحكومية

بغداد - طريق الشعب

يشكّل ملف المنافذ الحدودية واحداً من أكثر الملفات حساسية في العراق، لارتباطه بأبعاد أمنية واقتصادية مباشرة، فبدلا من أن تكون بوابة لتنظيم حركة التجارة وحماية الأمن الغذائي والدوائي، تحولت بفعل الفساد والتهريب وضعف الرقابة إلى مصدر استنزاف لموارد الدولة، وبوابة خلفية لتهريب السلع والبضائع لصالح أجنحة اقتصادية وعسكرية مرتبطة بأحزاب وميليشيات.

وبرغم تأكيد رئيس الوزراء المضي بـ"إجراءات إصلاحية"، إلا أن استمرار وجود منافذ غير رسمية وطرق تهريب “نيسمية” على الحدود مع دول الجوار، يبقي الخلل قائماً، ويجعل من تلك الإصلاحات رهينة بإرادة مواجهة شبكات معقدة من الفساد والمصالح الداخلية والخارجية، التي لا ترغب برؤية منافذ العراق منظمة وخاضعة لسلطة القانون.

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أكد خلال زيارته مقر هيئة المنافذ الحدودية، في 26 آب، أهمية مواكبة التطور التكنولوجي في عمل المنافذ الحدودية، مشيراً إلى جهات وجود جهات داخلية وأخرى خارجية لا ترغب بتنظيم منافذ العراق.

وأكد السوداني أن أمن بالبلد بشكل عام، خصوصاً الأمن الدوائي والغذائي، يقترن بعمل هيئة المنافذ الحدودية، موضحاً أن "المنافذ واحد من الملفات التي يؤشر عليها عدم التنظيم والممارسات السلبية ونقاط ضعف الدولة بسبب حالات الفساد والتهريب"، وأن الحكومة اتخذت إجراءات "حقيقية" وإصلاحات هيكلية ومنها نظام "الأسيكودا" الذي هيّأ الأرضية للعمل بشكل مختلف.

وقال السوداني، ان هناك وجود جهات داخلية وخارجية لا يروق لها تنظيم عمل المنافذ، مؤكداً أن الحكومة اتخذت إجراءات وإصلاحات هيكلية لضمان الانضباط والرقابة، بما في ذلك نظام “الاسيكودا” والأتمتة والحوكمة الالكترونية.

وأوضح أن أي تقاعس عن ضبط المنافذ يؤثر على الأمن والاستقرار، ويتيح فرصاً للفساد والتهريب، ما يهدد الاقتصاد الوطني ويعرقل المشاريع التنموية.

وطبقا لتقديرات وزارتي التجارة والتخطيط، فان حجم الاستيرادات يتجاوز 70 مليار دولار سنويا.

ويملك العراق منافذ حدودية على امتداد حدوده مع الدول الست المحيطة به، ويبلغ عدد هذه المنافذ (22) منفذا بريا وبحريا، عدا عن المنافذ الجوية المتمثلة بالمطارات، اضافة الى المنافذ غير المرخصة التي طالما بقيت بوابة فساد للميليشيات والأحزاب المتنفذة والمسؤولين الفاسدين.

وبحسب تقرير مشترك سابق، صادر عن هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية، فان البلاد تتكبد خسائر باهظة نتيجة الفساد في المنافذ الحدودية، مع دول الجوار.

طرق نيسمية تعمل بحيوية

في هذا الصدد، أكد المتخصص في شؤون المنافذ الحدودية، مصطفى الفرج، أن الفساد مستشر في عمل الجمارك والمنافذ الحدودية، مشيراً الى وجود جهات داخلية وخارجية لا ترغب في القضاء على هذه الظاهرة، برغم الإجراءات الحكومية الحديثة الرامية لضبطها.

وقال الفرج في حديث لـ”طريق الشعب”، إن الدولة لم تتمكن حتى الان من السيطرة على المنافذ غير الرسمية داخل حدود العراق، كما لا يمكن ضم منافذ اقليم كردستان مع المنافذ المركزية، وهو ما يفتح ثغرات كبيرة تؤدي إلى خروقات واسعة تتيح الفساد وعمليات التهريب الجمركي بشكل متزايد.

وأضاف أن البيروقراطية المفرطة في عمل الجمارك والمنافذ أثرت سلباً على فعالية الرقابة، مشيراً إلى أنه رغم ضبط عشرات الحاويات يومياً، إلا أن ذلك ما يزال لم يشكل رادعاً لعمليات التهريب المستمرة.

وأشار الفرج إلى أن تطبيق نظام “الاسيكودا” والحوكمة الالكترونية في الجمارك الرسمية لم يحقق زيادة ملموسة في الايرادات، نظراً لاستمرار عمل المنافذ غير الرسمية بشكل شبه مفتوح، ما يقلل من أثر أي برامج تنظيمية أو اصلاحات الكترونية.

وأكد أن "وجود هذه المنافذ غير الرسمية يحرم الدولة من الاستفادة الكاملة من جهود الرقابة ويتيح استغلال الموارد المالية عبر تهريب البضائع".

وتطرق الفرج الى أمثلة عملية، مشيراً إلى أن "التهريب يشمل السجائر والمعسل والمشروبات الكحولية والذهب، حيث تصل نسبة دخول هذه المواد عبر الطرق غير الرسمية الى نحو 80%، بينما لا تدخل الدولة سوى 20% فقط بشكل قانوني، وفقاً لإحصاءات أعلن عنها محافظ البنك المركزي قبل أشهر".

وأضاف أن التهريب "يتم غالباً عبر طرق من كردستان إلى بغداد، بأسعار تسعير لكل حاوية تصل الى آلاف الدولارات، بما يشكل خسائر مالية كبيرة للميزانية العامة ويغذي مكاسب الفاسدين".

وأشار الفرج إلى أن هذه العمليات غير القانونية لا تتعلق فقط بالتهريب التجاري، إذ تمتد لتشمل أي سلعة عالية الرسوم الجمركية، حيث يظل سعرها في السوق منخفضاً بشكل غير مبرر على الرغم من زيادة الرسوم الرسمية بنسبة تصل الى 200%، بسبب دخولها عبر الطرق غير القانونية.

ولفت إلى أن "استمرار هذه الظاهرة سببه وجود جهات متنفذة داخل الدولة تستفيد من هذه القنوات، إلى جانب تجار متواطئين، ما يزيد من صعوبة القضاء على الفساد دون إعادة هيكلة شاملة للمنافذ والمراقبة الفعلية عليها".

واتم حديثه بالقول: "يجب القضاء على الطرق النيسمية والمنافذ غير القانونية قبل الشروع في أي برامج الكترونية جديدة"، مؤكداً أن "هذه الخطوة تمثل شرطاً أساسياً لضمان فعالية الرقابة الجمركية، وحماية إيرادات الدولة، وتحقيق الانضباط المالي، وضمان أن موارد الدولة تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني بدل أن تذهب لمصلحة الفاسدين".

ولدى إقليم كردستان (6) منافذ تجارية برية رئيسة مع كل من تركيا وإيران، مسؤولة عن توريد نحو (50%) من احتياجات كردستان العراق من المواد الغذائية والإنشائية ومواد أخرى كقطع غيار السيارات والأدوية والأثاث، فضلا عن العديد من البضائع التي يستوردها العراق بشكل عام من الجارين الشمالي والشرقي.

ومن أبرز منافذ الإقليم مع إيران، منفذ حاج عمران، وباشماخ، وبرويز خان، وكرمك، إضافة إلى منافذ أخرى صغيرة تستخدم في تنقلات المسافرين والبضائع البسيطة مثل “كيلي”، و”شوشمي”، و”طويلة”، و”الشيخ صالح”، و”بشته”.

ومع تركيا لدينا منفذان؛ الأول إبراهيم الخليل، وهو التجاري الرئيس. والثاني منفذ سرزيري.

انفلات أمني ينعش الفوضى

من جانبه، قال الخبير الأمني عدنان الكناني أن الفوضويين يزدهرون في أوقات الانفلات الأمني والفوضى، مشيراً إلى أن بعض الأفراد الذين أعلنوا أنفسهم زعامات خلال فترات عدم الاستقرار استغلوا غياب الرقابة والسيطرة الأمنية لتحقيق مصالحهم الشخصية.

وقال الكناني في حديث لـ"طريق الشعب"، إن هؤلاء الفوضويين "وجدوا بيئة خصبة لممارسة نشاطاتهم في ظل غياب أجهزة رقابية قوية"، مضيفاً أن الوضع الحالي "يختلف تماماً، حيث بات هناك نظام وسيطرة قانونية، ومحاولات جادة لضبط إيقاع الأمن والاستقرار في البلاد".

وشدد الكناني على الدور الاستراتيجي للمنافذ الحدودية، مبيناً أن البعض يظن أنها مجرد نقاط لدخول وخروج البضائع والجمارك، بينما هي في الحقيقة تمثل سلطة الدولة ومفتاحاً لضمان الأمن الوطني واستقرار الاقتصاد المحلي.

وأوضح أن المنافذ الحدودية "تسمح إما بدعم الاقتصاد والزراعة والصناعة أو بإلحاق أضرار جسيمة بالداخل، من خلال إدخال بضائع غير مطابقة للمواصفات، مواد غذائية أو طبية منتهية الصلاحية، مواد سامة، أو حتى مخدرات وأسلحة، ما يؤثر بشكل مباشر على الأمن العام ويهدد الشباب الذين يمثلون عماد البلد ومستقبله".

وأشار إلى أن بعض الجهات داخل العراق، وبعض المسؤولين أو العملاء، يسعون الى "استغلال هذه المنافذ لتحقيق مكاسب شخصية أو تنفيذ أجندات خارجية تستهدف زعزعة الأمن الداخلي وإضعاف الاقتصاد الوطني، عبر ضرب الزراعة والصناعة المحلية ووقف المشاريع التنموية، ما يؤدي إلى زيادة البطالة".

وأضاف أن هذه الجهات "تعمل على خلق بيئة من التبعية الاقتصادية للعراق لدول الجوار، من خلال تقويض القدرة الإنتاجية للقطاعات الحيوية داخل البلاد، والتي تضمن له استقلالية اقتصادية، وجعل السوق العراقي مستهلكاً شرهاً للسلع القادمة من الخارج".

واستشهد الكناني بمنفذ جريشان الرابط بين العراق والكويت، موضحاً أن هذا المنفذ منذ عام 2003 وما يزلل تحت سيطرة القوات الأمريكية، دون أي رقابة عراقية فعلية، وهذا بحد ذاته يفتح الباب امام تهريب الأسلحة والمسلحين والمخربين، إضافة إلى مواد خطرة تهدد الأمن الداخلي".

وأضاف أن العراق يواجه تحدياً أكبر "بسبب وجود منافذ رسمية وغير رسمية على طول حدوده مع إيران، سوريا، الكويت، تركيا والسعودية، مشدداً على ضرورة ضبط هذه المنافذ كخطوة حيوية للحفاظ على الأمن والاستقرار وتعزيز الاقتصاد المحلي".

وأكد أن ضبط وتنظيم المنافذ الحدودية "يمثل أداة رئيسية لضبط الامن بالدرجة الاساس، و لحماية الاقتصاد الوطني من الفساد والتهريب، وتحفيز الزراعة والصناعة المحلية، وخلق فرص عمل للشباب، وتقليل معدلات الفقر"، مشيراً الى أن "أي خلل في ادارة هذه المنافذ يؤثر سلباً على استقرار الدولة وسيادة القانون".

وختم الخبير الامني حديثه بالقول إن "السيطرة الفعالة على المنافذ الحدودية لا تتعلق فقط بالجانب الاقتصادي، وتعد محور أساسي للأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي، وأن أي تقاعس أو فساد في إدارتها يفتح المجال أمام تهديدات متعددة من الداخل والخارج، تهدف الى زعزعة استقرار العراق وإضعاف قدرته على حماية مصالح شعبه".

وقبل يومين، أكد رئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي، أن هناك سيطرة "تامة" على المنافذ الحدودية، لحماية المنتج الوطني ومنع تهريب المحظورات.

وقال المتحدث باسم الهيئة علاء الدين القيسي في بيان طالعته "طريق الشعب"، أنه "في إطار المتابعة الميدانية المستمرة، تفقد رئيس هيئة المنافذ الحدودية عمر الوائلي طريق كركوك - السليمانية، للتأكد من سيطرة الجهات الأمنية على المنفذ وضبط حركة البضائع".

وأكد الوائلي خلال الجولة "ضرورة تعزيز حماية المنتج الوطني من المنافسة غير المشروعة، ومنع مرور المواد الممنوعة من الاستيراد عبر المعابر غير الرسمية"، مشدداً على "أهمية تطبيق القانون على جميع المنافذ لضمان سلامة الاقتصاد الوطني".

وأعلن الوائلي، الأسبوع الفائت، تحقيق أرقام غير مسبوقة في الإيرادات. وفيما أشار إلى أن استتباب الأمن في العراق رفع من مستوى حركة التجارة الدولية، وأكد أن جميع البضائع المستوردة تخضع للفحص الدقيق قبل دخولها للعراق، وجميع منافذ العراق تعمل بنظام الأتمتة والحوكمة.

أيدٍ خفية تهدد الصناعة والزراعة

بدوره، قال الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، أن تقدم أي بلد يعتمد بشكل رئيس على إنتاجه المحلي في مجالات الصناعة والزراعة والنقل والمواصلات والسياحة، مشيراً إلى أن تحقيق الاكتفاء الذاتي يضع الدولة في وضع اقتصادي صحي ويحد من هدر العملة الوطنية والعملات الأجنبية، ويبقي الموارد داخل البلد لتطوير الصناعة وتحقيق الكفاية الذاتية.

واكد أن هذا المسار يسهم مباشرة في تقليص معدلات البطالة والفقر.

وأوضح في حديث مع "طريق الشعب"، أن بعض دول الجوار للعراق تعتمد استراتيجية معينة، إذ تسعى الى قتل القطاع الانتاجي المحلي في العراق، ليصبح السوق العراقي مستهلكتاً للسلع والمواد الغذائية والميكانيكية والبناء القادمة من تلك الدول، مما يجعلها الممول الرئيسي للاقتصاد العراقي.

وأشار انطوان الى وجود “أيدٍ خفية” وراء تدمير الصناعة العراقية، مرتبطة بجهات خارجية، واستفادت كثيراً من المنافذ الحدودية، حين كانت تُدار بطريقة غير قانونية وانتشر فيها الفساد.

وقال إن رئيس المنافذ الحدودية على علم بالجهات التي تسعى لإفساد مناطق المنافذ وإدخال بضائع غير مطابقة للمواصفات، وشخص هذه الجهات، مؤكداً أن هذه القضية بالغة الأهمية.

وأضاف أن هناك عناصر داخل العراق تعمل وتخدم مصالح خارجية، وستتضرر مصالحهم بشكل مباشر عند ضبط وتنظيم عمل المنافذ. وهو ما اشار له رئيس الوزراء في تصريحه.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء أعلن مؤخراً أن حجم استيرادات العراق وصل الى نحو 70 مليار دولار؛ واذا دققنا وتابعنا هذا الموضوع، نجد انها مرتبط بمصالح دول الجوار، ودول أخرى،

وتساءل في ختام حديثه بالقول: “ماذا لو بقي جزء كبير من هذه الاموال داخل العراق، وماذا لم تم إنتاج هذه السلع داخلياً بأيادي عراقية؟ كم مصنعاً سيوفر فرص عمل للشباب في مختلف الاختصاصات، ويسهم في الحد من البطالة والفقر؟".

*******************************************

وقفة أقتصادية.. المشاركة بين القطاعين العام والخاص.. ماذا وكيف؟

إبراهيم المشهداني

اعتمد العراق على القطاع العام لفترة طويلة كقطاع رئيسي والسبب في ذلك عدم قدرة القطاع الخاص على تمويل المشاريع الخاصة واقتصر على تملك بعض المشاريع الصغيرة لكنها تدار بطرق بدائية تفتقر إلى عنصر المبادرة والابتكار. ويبقى النمو الاقتصادي معلقا بانتظار قدرة القطاع العام على النهوض بعملية التنمية رغم بعض المشاكل التي تواجه التفرد بالقطاع العام بوصفه البديل الأكثر قدرة على التمويل وإدارة ا لاقتصاد الأمر الذي دفع الدولة للتفكير بالبحث عن بديل مشترك يجمع بين القطاعين العام والخاص كتوجه لإصلاح الاقتصاد العراقي.

إن الشراكة التي أقدمت عليها الحكومة العراقية وشرعت لها قانونا خاصا الذي يشكل عقدا طويل الأجل يقوم على توظيف امكانياتهما البشرية والمادية والإدارية والتنظيمية والمعرفية والمساهمة في تحمل المسئولية المشتركة في إنشاء المشاريع ذات النفع العام وتأمينها لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية بتقديم خدمات أفضل لأكبر عدد من الشرائح الاجتماعية وأريد بهذا القانون تدشين عملية الإصلاح الاقتصادي. 

   لكن القطاع المختلط التي تمتد جذوره إلى عشرات السنين الماضية منذ تأسيس شركة السمنت العراقية بدعم من المصرف الزراعي وكان السبب في ذلك عدم قدرة القطاع الخاص على تنفيذ المشاريع الصناعية الكبيرة. ومن المعروف أن عدد مشاريع القطاع المختلط 42 شركة ومن أبرزها على سبيل المثال شركة الصناعات الالكترونية وشركة الصناعات الخفيفة وشركة الهلال الصناعية والشركة الوطنية للصناعات الكيميائية والبلاستيكية وغيرها وقد لعبت هذه المصانع دورا ما زالت تختزنه الذاكرة العراقية، ويمتلك هذا القطاع أفضل الأراضي والأبنية والبنى التحتية غير ان الحكومة كالمعتاد قد أهملت هذا القطاع.

   غير أن الشراكة بين القطاعين  لا ينبغي النظر إليها  انطلاقا من جذورها التاريخية او الواقع المؤلم على ضوء النمو الاقتصادي الراهن الذي يعاني من مشاكل بنيوية تتجسد في الطابع الركودي طبعا باستثناء قطاع البترول ومدى مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي فلهذا القطاع خصوصية معينة حيث يشكل لوحده 96 في المائة من إجمالي الإيرادات ويشكل 85 بالمائة في تمويل الموازنة السنوية و42 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فيما تشكل الصناعة والزراعة معا 5.9 من الناتج المحلي الإجمالي وعجزت  الحكومة من تنفيذ برنامجها بتحقيق  إيرادات سنوية مقدارها  20 تريليون دينار، وحسب إحصاءات البنك المركزي فان الديون الخارجية بلغت 54 مليار و601 مليون دولار في عام 2024 بينما كانت 56 مليار و207 مليون دولار في عام 2023 مما تشكل 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا، دعك من حجم الدين الداخلي الذي وصل في شهر شباط  من  عام 2025 إلى  82 تريليون دينارا، فهل يمكن للمشاريع التشاركية بين القطاعين  أن تسهما معا بنسبة ما في تحمل أعباء الدين وتوفير  فرص العمل؟  ويبدوا لنا أن المشاركة في القطاعين لم يفلحا لحد الآن أن يظهرا أية إمكانية تحمل أعباء تنموية تنهض بالاقتصاد خارج حالة الركود بسبب التحدي الأكبر المتأتي من ضعف العملية التخطيطية وهيمنة السوق الموازي وحالة الفساد وعمليات التهريب التي تسهم بدور تخريبي في تقييد الإنتاج والمبادرة والابتكار في العملية الإنتاجية وضعف الأنشطة الرقابية على أداء المشاريع.

إن السير في إنجاح عملية المشاركة بين القطاعين العام والخاص تتطلب حزمة من الإجراءات المقننة نذكر منها:

  1. إعادة النظر في تدعيم القطاع المختلط وتوفير الأجواء الملائمة لتوسيع منظومته المؤسسية من المشاريع الأفضل جدوى في توسيع العمالة الكثيفة عبر تقديم التسهيلات الائتمانية وإدخال عناصر التكنولوجية في خطوط الإنتاج وتحديث المكائن في المشاريع القديمة.
  2. تدعيم مشاريع القطاع الخاص القائمة والارتقاء بنشاطها وخاصة توفير مصادر التمويل الداعم عبر الموازنة الاتحادية القادمة والارتقاء بمستواها لكي تكون جاهزة للمشاركة مع القطاع العام وفق عقود طويلة الاجل تتمتع بالشفافية والمرونة القابلة لإجراء التغييرات التشريعية والبنيوية إذا اقتضت متطلبات التنمية الاقتصادية موضوعيا.
  3. اختيار الإدارات التي تتمتع بمستوى عال من الكفاءة والخبرة القادرة على التنفيذ والمتابعة والمراقبة وتطوير الإنتاج من خلال الحوكمة ومعايير الجودة.

*********************************************

الصفحة الخامسة

بين النبذ الاجتماعي وضعف الدعم الحكومي {كرماء النسب} في العراق يواجهون مصيراً مجهولاً

متابعة – طريق الشعب

بغطاء بسيط رث بدأت حياة الرضيع كريم النسب "عبد الله"، الذي أطلق عليه هذا الاسم بعد أن تم رميه أمام بوابة جامعة كركوك، ليجد نفسه داخل غرفة زجاجية في مستشفى الأطفال التابع لدائرة صحة المحافظة، وذلك في مشهد يعيد إلى الذاكرة سلسلة من الحوادث المشابهة التي شهدتها المدينة خلال السنوات الماضية، والتي لم تُحظ باهتمام حكومي كافٍ.

ويطلق وصف "كرماء النسب" على مجهولي النسب من الأولاد غير الشرعيين من علاقات خارج إطار الزواج، أو نتيجة اغتصاب، أو من نسب صحيح لكن استغنى عنهم آباؤهم فلم يُعرف نسبهم.

وتنقل وكالة "شفق نيوز" عن مصدر مسؤول في مستشفى الأطفال، قوله ان "الطفل عبد الله يتمتع بصحة جيدة نسبياً. وقد أُجريت له الفحوصات الطبية اللازمة للتأكد من سلامته، وهو الآن تحت المراقبة المستمرة".

ويضيف المصدر الذي حجبت وكالة الانباء اسمه، أن "الكوادر الصحية تتناوب على رعاية عبد الله بشكل يومي وتحرص على توفير الدفء والهدوء له"، مبيناً أن "الإجراءات القانونية بدأت فور العثور على الطفل. إذ تم نقله إلى المستشفى بمذكرة قضائية رسمية، فيما يجري التنسيق مع الجهات المتخصصة للنظر في ملف تبنيه وفق الضوابط القانونية".

ولا توجد إحصائية رسمية لكرماء النسب في العراق، إلا أنه في عام 2017 كانت دور الأيتام تضم قرابة 4500 طفل ما بين يتيم وكريم نسب في مختلف محافظات البلاد، باستثناء محافظات كردستان - حسب تصريحات رسمية.

مشكلات اجتماعية واقتصادية

في حديث صحفي، يرى الباحث الاجتماعي عبد الرحمن علي، أن "ظاهرة رمي الأطفال حديثي الولادة في الشوارع ليست مجرد تصرّف فردي، بل هي انعكاس لمشكلات اجتماعية واقتصادية عميقة. إذ ان الكثير من الأمهات يجدن أنفسهن مضطرات للتخلي عن أطفالهن بسبب الفقر أو الخوف من وصمة اجتماعية، وأحيانًا نتيجة نقص الدعم النفسي والأسري".

ويشير إلى أن "المجتمع بحاجة إلى تكثيف برامج الدعم للأمهات والفتيات، وإنشاء ملاجئ مجهزة، إلى جانب تسهيل إجراءات التبني لتوفير حياة كريمة للأطفال الذين تُركوا دون ذنب"، مشدداً على "ضرورة متابعة الحالات بشكل مستمر وتقديم الدعم النفسي للأمهات المحتاجات، مع إيجاد بدائل قانونية وسريعة لحماية الطفولة".

الشارع يتعاطف مع عبد الله

أثار حادث عبد الله موجة تعاطف واسعة في الشارع المحلي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. حيث عبّر ناشطون عن أسفهم لاستمرار هذه الظاهرة. فيما اعتبر بعضهم إطلاق اسم "عبد الله" على الرضيع خطوة رمزية تمنحه هوية مؤقتة إلى حين استقرار وضعه.

وكتب أحد المواطنين في تدوينة له، أن "هذا الطفل بريء من ذنب الكبار.. عبد الله اليوم أصبح ابنًا لكل كركوك". فيما علق آخر: "كل يوم نسمع عن رمي أطفال في الشوارع.. نأمل أن تتحرك السلطات لإنهاء هذه الظاهرة".

وأبلغ مصدر أمني مسؤول في كركوك، وكالة "شفق نيوز"، بأن "حالة عبد الله هي الرابعة في المحافظة خلال العام الحالي. حيث تم العثور على أطفال حديثي الولادة في أماكن عامة ومهجورة، بعضهم لم يتجاوز عمره يوماً أو يومين"، مشيرا إلى أن "الجهود مستمرة لتتبع أي معلومات قد تكشف هوية الأمهات اللواتي تخلين عن أطفالهن. كذلك لتقديم الدعم للأطفال المتروكين، إلا أن غياب الوعي الاجتماعي أحيانًا يعقد المهمة".

المسألة تتعقد

وفقا لاختصاصيين اجتماعيين وقانونيين، فإن أسباب هذه الظاهرة تتراوح بين الفقر المدقع وعدم القدرة على توفير متطلبات المعيشة، والحمل خارج إطار الزواج والضغوط الاجتماعية، والنزاعات العائلية والمشكلات الزوجية، مشيرين إلى أن المسألة تتعقد في ظل عدم توفر ملاجئ تؤوي الأطفال المتروكين وترعاهم.

ويوضح الاختصاصيون أن التعامل مع هذه الحالات بشكل إنساني سريع يمكن أن يقلل من المضاعفات النفسية والجسدية التي قد يتعرض لها الأطفال.

ومن الناحية القانونية، يوضح المحامي محمد العلي، أن "رعاية الأطفال المتخلى عنهم تخضع لإشراف محكمة الأحداث، التي تمنح حق الضم للعائلات الراغبة وفق شروط محددة أهمها السمعة الاجتماعية الجيدة، والاستقرار المادي والنفسي، وخلو سجل العائلة من الجرائم، وعدم وجود أطفال بيولوجيين في الأسرة".

ويضيف في حديث صحفي قوله أن "التبني يتم أولًا بشكل مؤقت لمدة ستة شهور تحت متابعة باحث اجتماعي قبل أن يصدر قرار الضم الدائم، لضمان حماية الطفل قانونيًا واجتماعيًا".

وتنص المادة 383 من قانون العقوبات العراقي على عقوبة الحبس لأي شخص يترك طفلاً في مكان خال من الناس بحيث يعرضه للخطر والجوع.

وتبقى هوية الطفل عبد الله محصورة بالكوادر الصحية التي تتبناه مؤقتاً إلى حين حسم مصيره قانونيًا، ما يعكس حاجة المجتمع لتوفير مظلة قانونية لحماية هؤلاء الأطفال من خلال توفير الملاجئ، أو تسهيل التبني القانوني.

ومن أبرز قضايا كرماء النسب في العراق، قضية الطفل "جوجو" في ديالى، والتي أثارت جدلاً واسعاً مطلع العام الجاري، خاصة أن الطفل كان موجوداً في ثلاجة الموتى أسابيع عدة، دون إصدار تصريح رسمي بدفنه، بسبب الإجراءات القانونية التي تتطلب فترة زمنية محددة للبحث عن ذويه أو أقاربه، وتسليمه لهم.

**************************************

بابل.. بساتين النخيل تعاني العطش والآفات

متابعة – طريق الشعب

لم يدر في خلد المزارع علي كاظم، وهو من منطقة بيرمانة في قضاء السياحي بمحافظة بابل، أن بستانه سوف يطاله الجفاف يوما، ويشح إنتاجه من التمور.

وكانت بساتين هذه المنطقة تنتج في سابقا كميات كبيرة من التمور، بأصناف مختلفة مثل الزهدي والخستاوي والشكر والمكتوم. حيث ينتج بستان كاظم نحو 5 أطنان سنويا، لكنه اليوم لا ينتج سوى 3 أطنان، في ظل الجفاف وشح الأمطار.

يقول كاظم في حديث صحفي، أن "المشكلة لا تكمن فقط في شح المياه. فالآفات الزراعية فاقمت الأزمة هي الآخرى"، مبينا أن "أشجار النخيل تعاني عطشا شديدا وضعفا واضحا نتيجة شح المياه، خصوصا مع الاعتماد على مياه الآبار ذات الكلفة العالية".

وشهدت بساتين النخيل في قضاء السياحي تراجعا ملحوظا في إنتاج التمور خلال السنوات الأخيرة. حيث قدّر عدد من المزارعين المحليين نسبة الانخفاض بأكثر من 40 في المائة مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات.

ويؤكد المزارعون هناك، أن استمرار موجات الجفاف وغياب الدعم الزراعي الكافي ينذران بتراجع أوسع في زراعة النخيل في بابل، ما قد يهدد واحدة من أقدم وأشهر البيئات الزراعية المنتجة للتمور في العراق.

*******************************************

إجابة من وزارة النفط

تلقت "طريق الشعب" من وزارة النفط إجابة على تقرير صحفي نشرته في عددها المؤرخ 29 تموز 2025. وهذا نصها:

إلى صحيفة طريق الشعب الغراء

نهديكم أطيب تحياتنا

إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء بتاريخ 29/7/2025، تحت عنوان (عقود من الخسائر المالية والضجيج والدخان والمولدات الأهلية سيدة الموقف الكهربائي)، نود إعلامكم بأن شركة توزيع المنتجات النفطية قد بينت بأن رئاسة الوزراء أصدرت توجيهات بشأن تجهيز المولدات الأهلية خلال أشهر الصيف بمنتوج زيت الغاز بالمجان وهي كميات كبيرة جدا، حيث بلغت القدرة الكلية للمحافظات كافة (11229410 Kva) وبكمية (45) لتر/ شهريا، مع العرض بأن الشركة تعتمد في عملية التجهيز على الكتب الواردة من وزارة الكهرباء/ مركز الوقود، شهريا، حيث يتم إعلام شركة التوزيع عن ساعات تشغيل الكهرباء الوطنية لكافة المحافظات.

شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير

********************************************

مطاعم موصلية تُطعم العمال والفقراء بالمجان

متابعة – طريق الشعب

في قلب مدينة الموصل يقدم مطعم "المجاني" الكائن إلى جوار جامع النبي يونس، يوميا، وجبات إفطار وغداء مجانا لمئات الفقراء وذوي الدخل المحدود.

في حديث صحفي، يقول السبعيني محمد علي، أنه يزور المطعم يوميا ليتناول وجبته المجانية، بسبب عدم قدرته على شراء الطعام، مبينا أن "الفقراء يرتادون المطعم لأنهم مجبرون على ذلك".

ويشير إلى أن المطعم يُقدم وجبة الدجاج مرتين في الأسبوع، وانه يُعد واحدا من سبعة مطاعم مشابهة في المدينة.

من جانبه، يقول الطباخ في مطعم "المجاني" سفيان أحمد، أنه "يومياً نطبخ للفقراء كيسين الى كيسين ونصف الكيس من الرز، ونضيف الفاصوليا وأفخاذ الدجاج يومي الاثنين والخميس".

فيما يقول محمد قدو، مدير المطاعم السبعة، أن "الافطار المجاني يبدأ في الساعة السابعة والنصف صباحا، ويتألف من شوربة العدس والصمون"، مضيفا في حديث صحفي أن "وجبة الغداء تبدأ بعد صلاة الظهر، وتتضمن رزا ومرقا. وفي يوم الاثنين والخميس، نُقدم إضافة إلى هذه الوجبة الدجاج".

هذه المطاعم يقع معظمها في مناطق تجمّع العمال والكسبة. ويُحظى المشروع الذي انطلق عام 2021، بدعم من أشخاص خيرين متمكنين ماليا.

 ولا يستفيد من هذه المطاعم العمال والكسبة فقط، بل حتى الأسر ذات الدخل المحدود تحصل على طعامها منها.

*******************************************

سنجار .. أهالي ناحية الشمال يطالبون بإنشاء محطة وقود

سنجار – طريق الشعب

طالب أهالي ناحية الشمال في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، بإنشاء محطة تعبئة وقود حكومية ثانية في الناحية، بعد أن أصبحت "محطة سنوني" الحكومية الوحيدة، غير قادرة على تلبية احتياجات عشرات الآلاف من المواطنين، في ظل ازدياد أعداد المركبات.  وذكر عدد من المواطنين لـ"طريق الشعب"، أن طوابير المركبات تمتد يوميا أمام المحطة إلى مسافات طويلة، مبينين أن مئات السيارات تنتظر ساعات من أجل الحصول على حصص بسيطة من الوقود. وطالبوا وزارة النفط والحكومة المحلية في نينوى، بإنشاء محطة حكومية جديدة، أو تفعيل منافذ إضافية لتوزيع الوقود، للتخفيف من الضغط الحاصل على "محطة سنوني"، وتأمين وصول الوقود إلى الجميع بشكل عادل.

*******************************************

قرية في ذي قار عطشى منذ 6 سنوات

متابعة – طريق الشعب

يعاني سكان "قرية أم الغزلان" في قضاء الدواية بمحافظة ذي قار، انقطاع المياه عنهم منذ 6 سنوات على إثر توقف المجمع المائي الذي كان يغذيهم بالمياه، وتلكؤ إنشاء مشروع حكومي لمعالجة الأزمة.

وفي حديث صحفي، قال شيخ القرية علي السعيدي، أن "الأهالي يعانون انقطاع المياه منذ 6 سنوات في ظل تلكؤ إنشاء مشروع أيسر الجبسية الإروائي"، موضحا أن "هذا المشروع بدأ العمل فيه بعد مراجعات مستمرة من قبل الأهالي مع الدوائر ذات العلاقة. واكتملت المرحلة الأولى منه ضمن موازنة الأمن الغذائي للمحافظة".

وأضاف السعيدي قوله أن "أعمال المرحلة الثانية من هذا المشروع كان من المفترض أن تتم من قبل الجهد الخدمي والهندسي التابع لمجلس الوزراء، بعد أن حصلت موافقة رئيس المجلس محمد شياع السوداني على ذلك في 10 أيلول 2024، لكنها لم تبدأ حتى الآن".

وأكد أن "هذا التلكؤ تسبب في استمرار معاناة أهالي القرية في الحصول على المياه، فضلاً عن تفشي العديد من الأمراض الجلدية وتضرر المواشي والمزروعات جراء الجفاف".

وطالب السعيدي الجهات الحكومية المعنية، بـ "الاسراع في استئناف المرحلة الثانية من هذا المشروع الحيوي لإنهاء أزمة المياه في القرية".

ويضطر أهالي "قرية أم الغزلان" إلى جلب المياه من مناطق بعيدة أو شرائها من أصحاب الحوضيات، ما يُرهقهم ويُثقل كواهلهم.

*********************************************

عبء جديد على الفقراء.. بغداد ترفع سعر الأمبير ومواطنون يستاءون من القرار

متابعة – طريق الشعب

أعرب مواطنون في بغداد أول أمس الثلاثاء، عن استيائهم من قرار مجلس محافظة بغداد القاضي بزيادة تسعيرة اشتراكات المولدات الأهلية في العاصمة، لشهر أيلول الجاري.

ففي كتاب صادر عن المجلس بتاريخ 1 أيلول 2025، موجه إلى الأقضية والنواحي وأقسام الطاقة في المحافظة، حُددت تسعيرة أعلى مما كان محددا في شهر آب. حيث بلغ سعر الأمبير للتشغيل النهاري من 10 صباحا حتى 12 ليلا 7 آلاف دينار، وللتشغيل الليلي من 12 ظهرا حتى 6 صباحا بلغ سعر الأمبير 9 آلاف دينار.

بينما بلغ سعر الأمبير للتشغيل الذهبي (المتناوب مع انقطاع الكهرباء طيلة ساعات اليوم)، 14 آلف دينار بالنسبة للمولدات التي تتسلم حصة وقودية، بعد أن كان في شهر آب الماضي 12 آلف دينار.

أما المولدات التي لا تتسلم حصة وقودية، فحُدد سعر الأمبير للتشغيل الذهبي بـ 16 ألف دينار، بعد أن كان في آب 15 ألف دينار.

ووفقا لكتاب المجلس، فإن التسعيرة تُعدل بحسب ساعات انقطاع الكهرباء الوطنية. فإذا كانت ساعات القطع أقل من المعدل المحدد أعلاه، يُخول مدراء الأقضية والنواحي بخفض السعر بما يتناسب مع عدد ساعات التشغيل. 

وقال المواطنون في أحاديث صحفية ومنشورات على مواقع التواصل، أنهم كانوا يأملون من مجلس المحافظة المساهمة في معالجة أزمة الكهرباء، لكن قراره الأخير فاقم المشكلة بعد أن رفع الأسعار وربطها بمدة القطع اليومي للتيار الكهربائي الوطني.

وأشاروا إلى أن "الزيادة الجديدة مثّلت عبئًا إضافيًا على العائلات، في وقت تعاني فيه غالبية المناطق انقطاعات لساعات طويلة.

***************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الرفيق سليم الطائي، بوفاة خاله.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

كما تعزي صديق الحزب فلاح حموزي، بوفاة شقيقته.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ، الرفيق عباس معن العكيلي واخوانه، بوفاة شقيقهم رسول معن.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

**********************************************

الصفحة السادسة

أسطول الصمود يواصل الإبحار وسفينة يونانية تنضم إلى رحلة دعم غزة

الرئيس الفرنسي: احتلال وضم الأراضي لن يوقف اعترافنا بفلسطين

رام الله - وكالات

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الاعتراف بدولة فلسطين لن يقف في وجهه أي هجوم أو أي محاولة لضم الأراضي، مستنكرا القرار الأميركي بعدم منح تأشيرات للمسؤولين الفلسطينيين، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ووصفه بأنه "غير مقبول" ويجب التراجع عنه.

وكتب ماكرون في تغريدة على منصة إكس "ندعو إلى إلغاء هذا الإجراء وضمان التمثيل الفلسطيني بما يتماشى مع اتفاقية البلد المضيف".

وأعلنت واشنطن الأسبوع الماضي عدم السماح للرئيس الفلسطيني محمود عباس ومسؤولين آخرين بالسفر إلى نيويورك، حيث من المقرر أن يعترف عدد من حلفاء الولايات المتحدة بدولة فلسطينية.

حشد أوسع دعم دولي

وقال الرئيس الفرنسي إنه أجرى محادثات هاتفية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واتفقا على المشاركة معا في رئاسة مؤتمر حل الدولتين في نيويورك في 22 أيلول الجاري، مؤكدا أن الهدف هو حشد أوسع دعم دولي ممكن لحل الدولتين لتلبية التطلعات المشروعة لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتابع "لن يؤدي أي هجوم أو محاولة للضم أو تهجير قسري للسكان إلى عرقلة الزخم الذي شكلناه مع ولي العهد، وهو زخم انضم إليه بالفعل شركاء كثيرون"، في إشارة إلى خطط إسرائيل لاحتلال مدينة غزة وضم الضفة الغربية.

ودعا ماكرون إلى تنفيذ وقف إطلاق نار دائم في غزة والإفراج عن جميع الأسرى وإيصال المساعدات الإنسانية ونشر مهمة استقرار في القطاع.

عقوبات صارمة على إسرائيل

وفي نهاية تموز الماضي أعلن ماكرون أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية خلال اجتماعات الجمعية العامة التي ستُعقد من 9 إلى 23 أيلول الجاري، وبعد ذلك أعلنت أكثر من 12 دولة غربية أنها ستحذو حذو فرنسا، أبرزها أستراليا وبريطانيا وكندا.

كما أعلن وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو أن بلاده ستعترف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة الشهر الجاري، وستفرض عقوبات صارمة على إسرائيل.

وقال إن الزخم العالمي للاعتراف بالدولة الفلسطينية سببه ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو - المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية - في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأكد أن الاستيطان والضم المفترض للضفة الغربية غير مشروع بموجب قرارات محكمة العدل الدولية.

وأضاف بريفو أن بلجيكا عززت عقوباتها على إسرائيل من خلال حظر استيراد منتجات المستوطنات، ومعاقبة الوزيرين المتطرفين، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى مستوطنين ارتكبوا أعمال عنف.

وستشمل الإجراءات البلجيكية - بحسب بريفو- أيضا تخفيض الخدمات القنصلية تجاه المواطنين البلجيكيين الذين يعيشون في مستوطنات غير مشروعة، وحظر الطيران وعبور الأسلحة وغير ذلك.

ضمان وصول المساعدات الإنسانية

في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه "من الضروري منع التدمير الكامل لغزة ووقف قتل المدنيين، وأكد أن سياسة إسرائيل في تقييد إيصال الإغاثة تثير مخاوف حقيقية".

ودعا لافروف في مقابلة مع صحيفة "كومباس" الإندونيسية إلى الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار بالقطاع، والإفراج غير المشروط عن الأسرى والمعتقلين، مشددا على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية الآمنة إلى جميع المحتاجين.

كسر الحصار على غزة

في الاثناء، أعلنت مبادرة "المسيرة إلى غزة" اليونانية، أنّ سفينة ستنطلق الاثنين المقبل الموافق 8 أيلول الجاري من جزيرة سيروس في بحر إيجة، لتنضم إلى "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى غزة.

وأوضحت المبادرة في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ "أسطول الصمود العالمي انطلق من أجل إعادة تسليط الضوء على صوت الشعب الفلسطيني وكسر الحصار المفروض على غزة".

وأضافت المبادرة: "ستبحر سفينة تحمل الأمل والتضامن من جزيرة سيروس إلى غزة، من أجل إيصال رسالة صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني البطل".

وأشار البيان أيضاً إلى أن السفينة ستنقل إلى قطاع غزة مواد أساسية ومساعدات جُمعت من أجل الشعب الفلسطيني خلال حفل موسيقي نُظم في أثينا مساء الأحد الفائت. ووفقاً للبرنامج الذي أعدته المبادرة، سيُقام حفل موسيقي كبير دعماً للشعب الفلسطيني في 7 ايلول، تليها تظاهرة في 8 ايلول، وهو الموعد المقرر لإبحار السفينة إلى غزة.

تضامن قوي وملهم

والأحد، انطلقت نحو 20 سفينة ضمن "أسطول الصمود العالمي" من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى فجر الاثنين من ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا. ومن المنتظر أن تلتقي هذه السفن بقافلة أخرى تنطلق من تونس، غداً الجمعة، قبل أن تواصل رحلتها باتجاه غزة خلال الأيام المقبلة.

ودعت منظمة العفو الدولية، إسرائيل إلى السماح لـ "أسطول الصمود" بتنفيذ مهمته السلمية بأمان وعدم التعرّض له. وقالت المنظمة في بيان، نشرته على منصة إكس، إنّ الأسطول يُعد "تضامناً قوياً وملهماً مع الفلسطينيين الذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة تحت الحصار الإسرائيلي القاسي وغير القانوني، والإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة المحتل".

******************************************************

الجامعة العربية تدق ناقوس الخطر:  ليبيا على شفا صراع جديد

طرابلس - وكالات

أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن بالغ القلق إزاء تصاعد التوتر في غرب ليبيا، وخاصة ما يخص حشد قوات عسكرية بالقرب من العاصمة طرابلس.

وأكد أبو الغيط، أن الجامعة تتابع عن كثب مجريات الأوضاع، مشيرا إلى أن استمرار هذا النهج قد يعرض البلاد لخطر الانزلاق مجددا إلى دوامة الصراع بما له من تداعيات على أمن ليبيا ووحدتها.

وحث أبو الغيط كافة الأطراف على الانخراط بجدية في مسارات التفاوض، مؤكدا استعداد جامعة الدول العربية مواصلة دفع الحوار الليبي - الليبي بالشكل الذي يسهم في تعزيز الاستقرار بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

وتشهد ليبيا حاليا تحديات كبيرة بما في ذلك الانقسام بين مجلس النواب في طبرق والمجلس الأعلى للدولة في طرابلس، فضلا عن التوترات حول السيطرة على المؤسسات الاقتصادية مثل المصرف المركزي، وقد أدى الحشد العسكري الأخير بالقرب من طرابلس إلى تصاعد التوترات.

وشهدت الساعات الماضية تحركات عسكرية في غرب ليبيا حيث سمع دوي إطلاق نار ورصدت تحركات مكثفة لآليات عسكرية في مناطق من طرابلس، ليل الإثنين وصباح الثلاثاء، في ظل أجواء من التصعيد دفعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إلى إصدار بيان تحذيري.

***********************************************

طائرات الاحتلال  تلقي 4 قنابل قرب قوات "يونيفيل" جنوب لبنان

بيروت – وكالات

قالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) إنّ طائرات مسيرة إسرائيلية أسقطت أربع قنابل يدوية بالقرب من جنود حفظ السلام الذين كانوا يعملون على إزالة عوائق تعرقل الوصول إلى موقع للأمم المتحدة.

وأضافت، في بيان الأربعاء "يعد هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفراد يونيفيل وممتلكاتها منذ اتفاق وقف الأعمال العدائية في تشرين الثاني الماضي".

وتابعت "سقطت قنبلة واحدة على بعد 20 متراً، وثلاث قنابل أخرى على بعد حوالي 100 متر من أفراد وآليات الأمم المتحدة".

وأشارت "يونيفيل" إلى أنه تم إبلاغ جيش الاحتلال الإسرائيلي مسبقاً بأعمال إزالة العوائق التي تقوم بها القوات في المنطقة الواقعة جنوب شرقي قرية مروحين، جنوبي لبنان. وأضافت "حرصاً على سلامة قوات حفظ السلام عقب الحادث، تم تعليق الأشغال التي كانت تجري يوم أمس".

****************************************

إضراب في البرلمان البريطاني احتجاجاً على تدني الأجور وظروف العمل

لندن - وكالات

أعلن المئات من موظفي أمن مجلسي البرلمان البريطاني إضرابهم عن العمل احتجاجا على تدني أجورهم، وظروف شغلهم الصعبة.

وأعلن أعضاء اتحاد الخدمة العامة والتجارية الذين يعملون في قصر وستمنستر أنهم سيضربون عن العمل بين الساعة 07:00 و19:00 بتوقيت بريطانيا يومي الأربعاء والخميس القادمين على مدار أسبوعين.

وقالت النقابة إن قرار صاحب العمل بإلغاء ستة أيام من الإجازة السنوية من عقود الأعضاء، وتوقف الأجور عن الزيادة، وتوسع الفجوة في الأجور بين الأعراق، أثار غضبهم بشكل خاص. ىوقال متحدث باسم البرلمان البريطاني: "قرار المضي قدمًا في الإضراب هو نتيجة مخيبة للآمال بعد أشهر من المشاركة المستمرة لمحاولة حل المخاوف العالقة".

وخلال فترة الإضراب، لن يتمكن الجمهور الذي يحمل تذاكر لحضور جلسة أسئلة رئيس الوزراء من دخول المبنى، ولن يسمح لحاملي تصاريح البرلمان بإحضار ضيوف إلى المجمع.

وأشارت النقابة إلى أنها ستنفذ أيضا إجراءات عمل أقل من الإضراب، تشمل حظر العمل الإضافي والعمل وفقا للعقد بالضبط، حتى 12 ايلول.

*****************************************

قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين

هل سلمت سياسات ترامب الصين مفاتيح النظام العالمي الجديد؟

رشيد غيولب

في نهاية الأسبوع الفائت، عقدت في مدينة تانجين الصينية قمة بلدان منظمة شنغهاي للتعاون. وهي منظمة دولية سياسية واقتصادية وأمنية أوراسية، تأسست عام 2001 في مدينة شنغهاي الصينية، وتضم 10 دول أعضاء هي الصين والهند وروسيا وباكستان وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وبيلاروسيا، و16 دولة أخرى بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23,5 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي العالمي.

تسعى منظمة شنغهاي للتعاون، التي وصفها الرئيس الصيني بالأداة المُفضّلة "لإضفاء طابع ديمقراطي على العلاقات الدولية" ومحرك "التعددية القطبية الحقيقية". ووصفها الرئيس الروسي بوتين بـ "الأغلبية العالمية". وقالت فيها وسائل الإعلام الصينية: "لم تعد أغلبية صامتة، بل قوة جديدة تُسمِع صوتها" لترسيخ مكانتها كبديل موثوق لتطور النظام العالمي، مدفوعةً باستياء واسع النطاق من رسوم دونالد ترامب الكمركية وعدم اليقين بشأن الموقف الدولي للولايات المتحدة. في القمة، دعت الصين إلى توحيد جهود الجنوب العالمي، وهو مصطلح يشمل العديد من الدول التي لا تتشارك دائمًا في الأهداف والاحتياجات، وتضم حتى دول متنافسة إقليميا مثل الهند وباكستان. حضر القمة قرابة 20 دولة من دول من آسيا الوسطى، بالإضافة إلى إيران وتركيا وفيتنام..

التنين الصيني والفيل الهندي رقصا معا

يُقرّب النزاع الكمركي مع الولايات المتحدة الهند من الصين وروسيا. وفي تيانجين، لوحظ انفراج في العلاقات بين الهند والصين، مما قد يتطور إلى تحالف يجمع بلدين مختلفين تمامًا، يُشكلان معًا ثلث سكان العالم.

 قال الرئيس الصيني في خطاب الافتتاح: "الصين والهند هما الدولتان الأكثر سكانًا في العالم، وتنتميان إلى الجنوب العالمي. ومن الضروري أن تكونا صديقتين وجارين جيدين، وأن يتحد التنين والفيل". لم تُنفِ الحكومة الهندية هذه الكلمات، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، واصفةً حوارًا ناقش فيه "شريكا التنمية، لا المتنافسان"، كيفية تحسين العلاقات التجارية الثنائية في ظلّ "عدم اليقين العالمي بشأن التعريفات الكمركية".

الصين صوتا للدول النامية

في خطابه الرئيسي، دعا شي إلى تعددية أطراف "أكثر عدلاً وإنصافاً"، ورفض "منطق الهيمنة والتنمر وعقلية الحرب الباردة" القائمة على المواجهة بين الكتل. تُقدم بكين نفسها صوتاً للدول النامية، وشريكاً للتضامن، قادراً على طرح ليس فقط الكلمات، بل أيضاً الموارد المتنوعة.

ترغب بكين في توسيع نطاق عمل منظمة شنغهاي للتعاون من خلال مفهوم للأمن يشمل التجارة والدبلوماسية. ويساهم في تحسن العلاقات مع الهند. وأزال وجود ناريندرا مودي وفلاديمير بوتين العديد من العقبات أمام إنشاء محور أوراسي. وفي أول اجتماع ثنائي يُعقد على الأراضي الصينية منذ سبع سنوات، أعرب شي ورئيس الوزراء الهندي عن أملهما في أن يرقص "التنين والفيل" معًا كـ "شريكين لا متنافسين".

ودعت الوثيقة الختامية المشتركة (إعلان تيانجين، الذي يُمثل منصة سياسية حقيقية)، ورؤية للتنمية الاستراتيجية لمنظمة شنغهاي للتعاون للسنوات العشر المقبلة، إلى الإسراع في إنشاء بنك تنمية للمجموعة. وترى بكين أن هذا يُعد أداةً حاسمةً لتعزيز تبادل العملات الوطنية واستخدامها في المعاملات التجارية بدلاً من الدولار الأمريكي. وتهدف الصين من خلال هذه الأدوات إلى ترسيخ صورتها كمزود عالمي للسلع العامة، معارضةً ضمنيًا للغرب، الذي غالبًا ما تعتبره الاقتصادات الناشئة متعاليًا.

خلال الاجتماع بين شي جين بينغ وبوتين، وقّع الزعيمان أكثر من 20 اتفاقية تعاون، شملت مجالات الطاقة والطيران والذكاء الاصطناعي والزراعة. استغل شي وبوتين الاجتماع للتأكيد على علاقاتهما الطيبة. وقال شي، إن العلاقات صمدت أمام اختبار التغيير الدولي، وهناك إمكانية لتعزيزها. وبينما وصف شي بوتين بـ "الصديق القديم"، وصفه بوتين بـ "الصديق العزيز".

أكبر منظمة إقليمية في العالم

عززت القمة صورة منظمة شنغهاي للتعاون كمنتدى سياسي متنامٍ: من ست دول أصلية إلى عشر دول دائمة العضوية وستة عشر شريكًا، مع إتاحة الفرصة لأرمينيا وأذربيجان للانضمام للمنظمة.

يبدو الاتفاق قويًا بشكل خاص فيما يتعلق بالتجارة ومعارضة التعريفات الكمركية والعقوبات. ولكن المفقود هو التصور المشترك بشأن الأزمات الأكثر إلحاحًا، من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، كما يتضح من الحذر الذي عبر عنه البيان المشترك بشأن غزة مقارنةً بالتصريحات الأكثر انتقادًا لإسرائيل التي أدلى بها الرئيس التركي أردوغان، الذي حضر اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون مع الدول الشريكة.

يعتقد العديد من المحللين أن الأهمية الرمزية قد تستمر في التغلب على الأهمية الملموسة والعملية. لكن المؤكد هو أن الصين تسعى إلى استغلال الاستياء الواسع النطاق من النظام الدولي الحالي، الذي يراه الكثيرون غير متوازن وغير مواتٍ. ولكن من أجل خلق نظام متعدد الأطراف جديد، من الضروري إشراك الاتحاد الأوروبي بطريقة أو بأخرى، والذي يلعب حالياً دور الخادم الأحمق للولايات المتحدة، ولكنه مع ذلك كيان يمثل 450 مليون مستهلك و15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

الهيمنة الأمريكية شيء من التاريخ

استندت هيمنة الولايات المتحدة بعد عام ١٩٤٥ إلى أربعة عوامل: ناتج إجمالي محلي شكّل في البداية حوالي ٥٠ في المائة من الناتج ا الإجمالي لمحلي العالمي؛ الدولار كعملة احتياطية للعالم أجمع، التفوق النووي؛ والقوة الناعمة في جميع المجالات: الاستهلاك والموسيقى والسينما..

تم الحفاظ على هذه المكانة الرائدة وتعززت بفضل تحالف امتدّ حول العالم من القطب الشمالي إلى أستراليا (حلف الناتو في أوروبا، وحلف جنوب شرق آسيا في آسيا).

أثبتت قمة تيانجين أن تلك الأيام قد ولت. يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة اليوم حوالي نصف ما كان عليه آنذاك، قرابة ٢٦ في المائة، بينما تُشكّل الصين والهند معًا ٢٤ في المائة، دون احتساب الدول الأخرى (روسيا، تركيا، إيران، باكستان، وغيرها). لم يعد الدولار عملة الاحتياطي المُسلّم بها، وإن كان لا يزال يلعب دورًا مهيمنًا: فاليوم، يُدار قرابة 54 في المائة من التجارة العالمية بالدولار، بينما يُدار 30 في المائة منها باليورو، و4 في المائة باليوان الصيني، و4 في المائة أخرى بالين الياباني، والباقي بعملات أخرى.

في عام 1945، كانت هناك قوة نووية واحدة (الولايات المتحدة)؛ وفي عام 1948، كانت هناك قوتان نوويتان (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي)؛ واليوم هناك تسع دول نووية: الصين والهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية وفرنسا وبريطانيا العظمى

انتشر الانبهار بـ "أسلوب الحياة الأمريكي" (الاستهلاك الجامح، والسعي وراء الثروة، وتجاهل البيئة) ليشمل العالم بأسره تقريبًا، ولكن لهذا السبب تحديدًا، لم يعد نموذجًا يُحتذى به، بل أصبح ببساطة النمط السائد في القرن الحادي والعشرين، وهو محط تشكيك متزايد.

 في هذا الوضع المختلف تمامًا، قد يفترض المرء أن الولايات المتحدة بحاجة إلى حلفاء أكثر اليوم مما كانت عليه قبل 80 عامًا، أو حتى قبل 40 عامًا. على العكس من ذلك، بعد توليها السلطة في 20 يناير، لم تستغرق حكومة ترامب سوى أقل من أسبوعين لإثبات أن شعار "أمريكا أولاً" يعني في الواقع "أمريكا بمفردها" - سنفعل ذلك بمفردنا؛ لسنا بحاجة إلى حلفاء: ادفعوا الثمن!

إن الوحشية التي يبتز بها ترامب الأموال من أوروبا واليابان وكندا وغيرها من الدول "الصديقة" كان لها أثر متناقض، إذ حوّلت الصين إلى مناصرة للتجارة الحرة، والامتثال للقواعد الدولية، والتفاوض بدلاً من الابتزاز. وقد أسر هذا دولاً لا علاقة لها بـ "الاشتراكية على الطريقة الصينية"، لكنها كبيرة وذات نزعة قومية كافية لرفض مزاعم واشنطن الاستعمارية الجديدة.

بعبارة أخرى، لم تكن نتائج القمة ممكنة، إلا لأن إدارة ترامب سلّمت شي جين بينغ مفاتيح النظام العالمي الجديد.

المشكلة هي أن الإمبراطورية المتدهورة قادرة على إلحاق قدر كبير من الضرر ببقية العالم، وتريد ذلك: ومن غير الواضح إلى أي مدى تستطيع بلدان منظمة شنغهاي للتعاون إيجاد نهج مشترك للتعامل مع مشاكل مثل إنهاء الحرب في أوكرانيا، والتوترات بين الصين وتايوان، وإدخال بديل للدولار، والتعاون التجاري فيما بينها.

****************************************

الصفحة السابعة

في الحي الصناعي بمنطقة الشيخ عمر.. معاناة متواصلة للعمال والورش الصناعية

بغداد - بسمة رياض

داخل إحدى ورش تصليح السيارات في الحي الصناعي بمنطقة الشيخ عمر في بغداد، بدت مكائن تصليح المواد الاحتياطية مهملة وغير مستعملة، بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وهو الانقطاع الذي حرمهم من تصليح وإنتاج هذه المواد، مما انعكس سلبا على عملهم، كما ذكر صاحب الورشة، الذي دعا الجهات المعنية إلى التعاون معهم وتقليل ساعات الانقطاع، لاسيما في أوقات الذروة، حتى يتمكنوا من إنجاز أعمالهم، أسوة بإقليم كردستان، حيث تتمتع الأحياء الصناعية هناك باستمرارية التجهيز بالكهرباء خلال ساعات العمل، الأمر الذي يساعد في إنجاز الأعمال بنجاح، بينما لا تصل الكهرباء إلى الحي الصناعي ببغداد سوى ساعة واحدة مقابل أربع ساعات إطفاء.

سبب للبطالة

كما يؤدي انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، إلى فقدان العديد من العمال للقمة العيش، جراء قيام أصحاب الورش بتسريح العمال. وبهذا الصدد، يقول الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار، بأن "معاناة العاملين في ورش الشيخ عمر تمثل مشكلة حقيقية، بسبب مواجهة ظروف العمل الصعبة ومشاكله التي تستمر من دون حلول، رغم تكرار طرحها على المسؤولين. ومن أبرز اشكال تلك المعاناة عدم انتظام التجهيز بالكهرباء خلال أوقات العمل، رغم اعتماد تلك الورش بشكل أساسي على أجهزة كهربائية، يؤدي توقفها إلى توقف العمل تماماً، وعدم إمكانية تصليح المعدات العاطلة".

تقنين الاستيراد

من جهته، سلط أحد أصحاب الورش – الذي فضّل عدم الإفصاح عن اسمه – الضوء على مشكلة أخرى يعاني منها القطاع، وهي فتح باب استيراد قطع الغيار والسيارات بصورة مبالغ فيها، مما انعكس سلبا على مهنتهم. ودعا إلى مساعدتهم عبر تقنين الاستيراد كي يستمر عملهم ويتمكنوا من كسب دخل يعيلهم وأسرهم، مؤكداً على أن العمال يمتلكون القدرة على تصنيع وإنتاج قطع الغيار محلياً، عوضا عن استيرادها من دون رقابة، فالبلاد تمتلك اليد الصناعية القادرة على الإنتاج ومنافسة المستورد.

وفي هذا السياق، علق الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق عدنان الصفار بالقول: "إن إصلاح قطع الغيار محليا يتطلب مبالغ لا تناسب أصحاب السيارات، مما يدفعهم إلى شراء البديل الجديد الأقل كلفة، رغم أنه مستورد في الغالب بشكل غير منظم ولا يتمتع بأي متانة وجودة".

أماكن مناسبة

ويعد افتقار الحي الصناعي إلى مرائب خاصة لإيقاف السيارات مشكلة أخرى، تُجبر من يريد اصلاح سيارته على ايقافها في أماكن بعيدة عن الورش. ويلفت الصفار بهذا الصدد إلى أن "عدم توفر كراجات قريبة لوقوف السيارات يشكل مشكلة إضافية تواجه العاملين"، مؤكداً على أن "تلك المشاكل التي يواجهها العمال وأصحاب الورش تتطلب وقفة حقيقية"، ومطالبا الجهات المعنية في أمانة بغداد ووزارة الكهرباء، فضلا عن جهات أخرى، بإبداء اهتمام جدي وفاعل في معالجتها، بما يحافظ على حقوق العاملين ومصالحهم. فالحي الصناعي في شارع الشيخ عمر، يضم مئات المحلات الصناعية والمهنية التي تشكل مصدر رزق أساسي للعاملين فيها، والذين يقدمون الكثير من خبراتهم وإمكانياتهم الفنية في تلبية طلبات أصحاب السيارات والخدمات الصناعية الأخرى.

****************************************

حمالو شركات القطاع الخاص جهد مضاعف ولا ضمان اجتماعي

بغداد- طريق الشعب

يواجه الحمالون العاملون في شركات القطاع الخاص ظروف عمل صعبة، تتسم بالجهد البدني الشاق وانعدام الضمانات الاجتماعية، إذ يضطرون إلى نقل المواد الأولية والبضائع الثقيلة داخل المخازن والمعامل وتحميلها على المركبات لساعات طويلة، دون أن يتمتعوا بحقوق التقاعد أو الرعاية الصحية.

يقول أحمد كريم، وهو يعمل في إحدى شركات المواد الغذائية لـ "طريق الشعب"، إن يومه يبدأ فجرا ولا ينتهي إلا مع حلول المساء، "لكننا رغم كل هذا التعب لا نُشمل بالضمان الاجتماعي، وأي إصابة قد تعني نهاية عملنا وخسارة مصدر رزق العائلة". ويضيف "إن أرباب العمل يرفضون تسجيلنا بحجة الكلف الإضافية، فيما لا يجد الحمال خيارا سوى القبول بهذا الإجحاف، خوفا من فقدان العمل".

من جانبه، يشير الحمال حيدر محمود، الذي يعمل في إحدى شركات الأثاث، إلى أن طبيعة العمل تعرضهم باستمرار لإصابات الظهر والمفاصل، "إلا أن الشركة لا توفر لنا حتى تأمينا صحيا بسيطا، فنضطر لتحمل تكاليف العلاج من جيوبنا".

ويؤكد هؤلاء العمال أن أجورهم الشهرية لا تتناسب مع حجم المخاطر، حيث لا تتجاوز رواتب أغلبهم الحد الأدنى (350 ألف دينار)، بينما تغيب عنهم أي ضمانات مستقبلية، ما يجعلهم أكثر عرضة للفقر والعوز في حال المرض أو العجز. وهكذا، تبقى معاناة حمالي شركات القطاع الخاص، بين جدران المخازن وساحات التحميل والتنزيل، شاهدا على واقع يفتقر لأبسط الحقوق العمالية، في ظل رفض أصحاب الشركات الاعتراف بحقهم في الضمان الاجتماعي.

*******************************************

لماذا لا تلتفت الحكومة إلى عمالة الأطفال؟

حوراء فاروق

تعد عمالة الأطفال واحدة من أبرز التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البلاد منذ سنوات طويلة، إذ أصبحت ظاهرة متفشية في المدن والأرياف على حد سواء، حتى غدت مألوفة في الأسواق، وورش العمل، والشوارع. ورغم خطورة هذه الظاهرة، وتأثيرها العميق على مستقبل الأجيال، إلا أن غياب السياسات الحكومية الجادة في مكافحتها يثير تساؤلات ملحة: لماذا لا تلتفت الحكومة العراقية إلى عمالة الأطفال بالقدر الكافي؟

واقع مرير يعيشه الأطفال

في مختلف المحافظات، يمكن أن تشاهد الأطفال يعملون في مهن شاقة تفوق أعمارهم، مثل بيع السلع البسيطة في الشوارع، والعمل في الورش الميكانيكية، وحمل الأثقال، وحتى الانخراط في أعمال البناء. بعضهم يشتغل لساعات طويلة مقابل أجور زهيدة، فيما يُحرم آخرون من التعليم ويُُجبرون على ترك مقاعد الدراسة بسبب الفقر أو الظروف العائلية الصعبة.

وتشير الأرقام، وإن كانت متضاربة بسبب ضعف الإحصاءات الرسمية، إلى أن آلاف الأطفال العراقيين يعملون في ظروف غير إنسانية. هذه الظاهرة تهدد جيلا كاملا بالحرمان من حق التعليم، وتنذر بترسيخ دوامة الفقر والجهل، إذ يصبح الطفل الذي يترك المدرسة اليوم، أبا غير متعلم غدا، ما يعني إعادة إنتاج المشكلة بشكل متواصل.

الأسباب الاقتصادية والاجتماعية

ويعد الفقر والبطالة الواسعة التي تعاني منها العائلات، من أبرز أسباب عمالة الأطفال في العراق. فالأسر محدودة الدخل غالبا ما تضطر لإرسال أبنائها إلى سوق العمل لتأمين قوت يومها، خاصة في ظل غياب شبكات الضمان الاجتماعي الفاعلة. كما لعبت النزاعات المسلحة والأزمات السياسية دورا بارزا، إذ أنتجت ملايين الأرامل والأيتام، ودفعت آلاف العائلات للنزوح، ما جعل الأطفال يتحملون مسؤوليات تفوق أعمارهم. إلى جانب ذلك، ما زالت بعض الأعراف الاجتماعية تنظر إلى عمل الطفل بوصفه مساهمة إيجابية في إعالة أسرته، من دون إدراك العواقب بعيدة المدى.

غياب السياسات الحكومية الواضحة

ورغم خطورة هذه الظاهرة، لا يبدو أن الحكومة العراقية وضعت معالجة عمالة الأطفال ضمن أولوياتها. فالتشريعات القائمة، مثل قانون العمل العراقي، تحدد الحد الأدنى لسن العمل بـ 15 عاما، لكنها تبقى حبرا على ورق في ظل ضعف آليات الرقابة وانعدام العقوبات الرادعة.

وزارات العمل والتربية والداخلية لم تتمكن من بلورة خطة وطنية متكاملة للحد من الظاهرة، بل إن التنسيق بينها يكاد يكون معدوما.  وغالبا ما تطرح المشكلة في المؤتمرات والندوات كعنوان إنشائي، من دون أن تترجم إلى خطوات عملية على الأرض، مثل برامج دعم مالي مباشر للعائلات الفقيرة، أو توفير بيئة تعليمية جاذبة تحمي الأطفال من الانقطاع عن الدراسة.

وهنا يبرز تساؤل آخر أكثر إيلاما: لماذا لا يشمل الأطفال العاملون ـ على الرغم من استغلالهم في مهن خطرة ومجهدة ـ بأي شكل من أشكال الضمان الاجتماعي، الذي يفترض أنه يحمي العاملين؟ إن تجاهل هذه الفئة لا يفضح فقط هشاشة السياسات الحكومية، بل يكشف عن قصور عميق في فهم معنى العدالة الاجتماعية، إذ يتركون بلا حماية ولا حقوق، وكأنهم غير موجودين في حسابات الدولة.

التذرع بالأزمات الأكبر

أحد التفسيرات لغياب الاهتمام الحكومي يتمثل في انشغال الدولة بأزمات تبدو أكبر وأشد تعقيدا، مثل الملف الأمني، الصراعات السياسية، الفساد المالي، وتحديات إعادة الإعمار. في هذا السياق، توضع قضية عمالة الأطفال في مرتبة ثانوية، باعتبارها مشكلة اجتماعية يمكن تأجيلها، بينما تعطى الأولوية للقضايا الأمنية والسياسية. لكن هذا التبرير يُظهر قصر نظر واضح، لأن استمرار الظاهرة يعني تكريس جيل غير متعلم وضعيف البنية، ما يفاقم من أزمات البلاد المستقبلية. فالأمن والاستقرار لا يمكن تحقيقهما من دون الاستثمار في الإنسان، وخاصة في الطفولة التي تشكل أساس أي مجتمع.

دور المجتمع المدني والمنظمات الدولية

في ظل هذا الغياب الرسمي، حاولت منظمات المجتمع المدني، إلى جانب المنظمات الدولية مثل اليونيسف ومنظمة العمل الدولية، سد الفراغ من خلال إطلاق حملات توعية، وتوفير دعم نفسي وتعليمي للأطفال العاملين. غير أن هذه الجهود تبقى محدودة مقارنة بحجم المشكلة، ولا يمكن أن تنجح من دون دعم مباشر من الحكومة عبر تشريعات وإجراءات تنفيذية صارمة.

الحاجة إلى رؤية وطنية

إن معالجة عمالة الأطفال تتطلب رؤية وطنية شاملة تبدأ من تجفيف منابع الفقر عبر سياسات اقتصادية عادلة، وتمر عبر تعزيز شبكة الضمان الاجتماعي، بحيث لا تجبر العائلات على إرسال أبنائها للعمل، وصولا إلى إصلاح النظام التعليمي ليصبح بيئة جاذبة للأطفال، بدلا من أن يكون عبئا ماليا ونفسيا على أسرهم.

كما يجب تفعيل الرقابة على أصحاب العمل الذين يستغلون الأطفال، وفرض عقوبات واضحة وصارمة بحقهم. وبالتوازي، ينبغي تنفيذ حملات توعية اجتماعية تغيّر من الصورة النمطية التي تعتبر عمل الطفل "مساعدة للعائلة"، لتبرز أن ذلك هو استلاب لحقه في التعليم والنمو السليم.

وأخيرا، السؤال عن سبب تجاهل الحكومة العراقية لظاهرة عمالة الأطفال يكشف عن خلل عميق في ترتيب الأولويات الوطنية. فبينما تغرق الدولة في ملفات السياسة والأمن، يتعرض مستقبل البلاد للتهديد بصمت من خلال إهمال جيل كامل.

 إن ترك الأطفال يكدحون في الشوارع والورش وهم في عمر الدراسة يعني إنتاج مجتمع هش، يعاني من الجهل والفقر والعنف. وبالتالي فإن الالتفات إلى هذه الظاهرة ليس مجرد خيار اجتماعي أو أخلاقي، بل هو استثمار في مستقبل العراق برمته. فالدول تُبنى عبر الأجيال، وإذا ضاعت الطفولة، ضاع معها الأمل في غد أفضل.

ويبقى التساؤل مفتوحا بإلحاح: لماذا يترك الأطفال العاملون خارج مظلة الضمان الاجتماعي، وكأنهم ليسوا جزءا من الطبقة العاملة التي يفترض بالدولة حمايتها؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تمثل اختبارا حقيقيا لمدى جدية الحكومة في حماية المواطن العراقي، صغيرا كان أم كبيرا.

*****************************************

لحظة عمالية

البسطيات بين مطرقة الحكومة وسندان الحاجة

نورس حسن

ليست البسطيات مجرد مساحة عشوائية على أرصفة المدن، بل هي انعكاس واضح لفشل السياسات الاقتصادية في احتضان الفقراء والعاطلين عن العمل. كل بسطة تعني أسرة تنتظر رغيفها اليومي، وشابا أو كهلا وجد نفسه خارج دائرة التعيين وفرص العمل الرسمية، فلم يجد سوى الرصيف مكانا لمقاومة البطالة.

اليوم، ومع إجراءات الحكومة المتسارعة لرفع البسطيات بحجة التنظيم وإزالة "التشويه البصري"، يتبادر للذهن سؤال أكثر قسوة: ما مصير آلاف العاملين على تلك الأرصفة؟ هؤلاء الذين لا يشملهم ضمان اجتماعي، ولا تصلهم يد الرعاية الاجتماعية، ولا يملكون أي شبكة أمان سوى رزقهم اليومي من مبيعات بسيطة.

الحكومة تتحدث عن "إعادة النظام" و"تنظيم الشوارع"، لكن الحقيقة أن هذه الإجراءات كثيرا ما تُنفذ بلا بدائل واقعية. فلا أسواق بديلة مهيأة، ولا فرص عمل جديدة، ولا تعويض يخفف من وطأة القرار، مما يدفع بعشرات الأسر نحو المجهول بعد أن تجد نفسها فجأة بلا مصدر عيش، لتضاف إلى طوابير البطالة والفقر المتنامية.

المفارقة أن الدولة، وهي ترفع البسطيات، لم تقدم حلولا جدية لمعالجة جذور المشكلة، في وقت كان الأجدر بها فيه أن تبدأ بتوسيع شمول الفقراء بالضمان الاجتماعي، أو إيجاد برامج قروض صغيرة تساعد هؤلاء على تحويل أرزاقهم إلى مشاريع نظامية. لكنها فضلت في الواقع أن تقدم "المظاهر" على "الجوهر"، وأن تجعل حسابات المشهد الحضري أهم من إنصاف الفئات المهمشة.

رفع البسطيات بهذا الشكل لا يحقق العدالة الاجتماعية، بل يزيد الاحتقان. فالمجتمع الذي يُترك فيه الضعفاء وحدهم في مواجهة قرارات حكومية قاسية، سيبقى يرزح تحت أزمات تتكرر بأشكال مختلفة، لأن الفقر لا يعالج بالمنع، وإنما بخلق البدائل.

*****************************************

غياب العقود الرسمية يسهلّ فصل العاملين دون إنذار

بغداد – طريق الشعب

يواجه العديد من العاملين في شركات ومصانع القطاع الخاص شبح الطرد التعسفي من دون أي إنذار مسبق، الأمر الذي يضعهم أمام واقع قاس يتمثل بفقدان مصدر رزقهم بشكل مفاجئ ومن دون حقوق تذكر.

محمد كرم، أحد العاملين السابقين في معمل لتعبئة المواد الغذائية ببغداد، يؤكد أن إدارة المصنع استدعته مع مجموعة من زملائه وأبلغتهم بإنهاء عقودهم بشكل فوري، بحجة تقليص النفقات. ويضيف: "عملت ثماني سنوات بلا عقود رسمية ولا ضمان اجتماعي، وفي النهاية وجدت نفسي في الشارع بلا تعويض أو حتى كتاب إنهاء خدمة".

ولا يختلف حال هشام ثامر كثيرا، إذ فقد عمله في إحدى شركات المقاولات بعد سنوات من الخدمة، مشيرا إلى أن قرار الاستغناء صدر شفهيا ومن دون أي مستند قانوني، ما حرمه من فرصة المطالبة بحقه.

ويشير عاملون متضررون إلى أن غياب العقود الرسمية والرقابة الحكومية جعلهم الحلقة الأضعف أمام أصحاب العمل الذين يلجأون إلى الطرد التعسفي متى ما أرادوا، دون الالتفات إلى ما يخلفه ذلك من آثار اجتماعية ونفسية على أسر كاملة تعيش على رواتب محدودة. ويطالب العاملون الجهات المعنية بضرورة إلزام الشركات بتوقيع عقود واضحة وتفعيل القوانين الرادعة للطرد التعسفي، حفاظا على أبسط حقوقهم الإنسانية.

***********************************************

الصفحة الثامنة

هيفاء الأمين تلتقي عدداً من شباب ذي قار

الناصرية – طريق الشعب

التقت الرفيقة هيفاء الأمين القيادية في الحزب الشيوعي العراقية، مجموعة من الشباب في محافظة ذي قار، مساء أمس الأول، ودار نقاش حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر فيها المحافظة.

وذكرت الأمين، ان " الحوار كان مهماً مع الشباب الذين قدموا أسئلة تتعلق بالشأن الانتخابي ودور المرشحين لعضوية مجلس النواب المقبل وبرامجهم الانتخابية"

كما شاركت الرفيقة في الأمسية الثقافية التي نظمها مقهى وملتقى سومريون، الذي استضاف فيها الفنان هيثم الجاسم، وتحدث عن فرقة ذي قار للتمثيل. وفي سياق هذه الفعالية، التقت الأمين بعدد من الأصدقاء والمختصين والأكاديميين، ودار بينهم حوارات مختلفة.

*****************************************

في الديوانية.. ميعاد القصير في ضيافة قرية الطحينية

 الديوانية – طريق الشعب

استضاف الشخصية الوطنية والاجتماعية أبو عقيل النبهاني في منزله الرفيق ميعاد القصير عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الذي تحدث إلى عدد من مواطني قرية الطحينية، عن المستجدات السياسية ومواقف الحزب منها.

وتطرق الرفيق ميعاد في اللقاء إلى الأزمات التي يمر بها المواطنون في المحافظة ومنها أزمة الماء والكهرباء، وكذلك ما يتعرض له الفلاحون من غبن وتسويف في مطالبهم المشروعة، فضلاً عن الاحتياجات المهمة ومنها الخدمات الصحية.

وتناول ميعاد القصير في حديثة تحالفات الحزب في الانتخابات ومشروعه الرامي إلى التغيير الشامل، وفي السياق قدم الحاضرون عددا من الأسئلة والملاحظات وركزت على أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات والتصويت للقوى التي تمتلك مشروعاً للتغيير.

*****************************************

في النجف.. كريم بلال يتحدث عن سياسة الحزب وتحالفاته الانتخابية

النجف – طريق الشعب

نظم الشيوعيون في محافظة النجف، عصر الثلاثاء 2 أيلول الجاري، ندوة سياسية في مضيف الفقيد الرفيق عبد الله عبد نور الفتلاوي أبو نجم، نطقة الهارمية، للتعريف ببرنامج الحزب الشيوعي العراقي وتحالف البديل الانتخابي.

وتحدث الرفيق كريم بلال عن سياسة الحزب الشيوعي العراقي في مجال التحالفات وبالأخص تحالف البديل، وتطرق إلى سلبيات نهج المحاصصة الطائفية والحزبية، وتنامي الفساد بشكل كبير جدا والتجاوز على حقوق الانسان وكرامته.

وتطرق بلال في الندوة إلى غياب الإرادة السياسية للحكومة الاتحادية في معالجة ملف المياه، والتي بدأت بالتفاقم كذلك الإهمال المتعمد لقطاع الزراعة والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وغياب الخدمات المقدمة للمواطنين. وقدم الحاضرون عددا من الأسئلة والملاحظات في ختام الجلسة، وأشادوا بسياسة الحزب والتحالفات، مشددين على أهمية المشاركة في ممارسة دورهم في الحياة السياسية من خلال المشاركة في الانتخابات والفعاليات الأخرى التي تهدف إلى التغيير الشامل.

********************************************

شيوعيو نينوى يستقبلون السيد هادي باباشيخ

الموصل – طريق الشعب

استقبل مكتب اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في نينوى، السيد هادي باباشيخ الباحث والمتخصص في الشأن الايزيدي.

وخلال اللقاء تبادل الطرفان الحديث حول أوضاع المجتمع والتحديات التي يواجهها مواطنو نينوى بجميع اطيافهم القومية والدينية، مشددين على أهمية تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك من أجل خدمة الناس وتحقيق العدالة الاجتماعية.

وعبّر السيد باباشيخ عن اعتزازه بالحزب الشيوعي، مشيدا بدوره في الوقوف إلى جانب أبناء الشعب في مختلف الظروف.

****************************************

رابطة المرأة تستقبل ممثلة دار الكتب والوثائق

بغداد – طريق الشعب

في إطار التعاون المشترك بين منظمات المجتمع المدني ودار الكتب والوثائق في وزارة الثقافة، استقبلت رابطة المرأة العراقية أول أمس الثلاثاء في مقرها، مسؤولة شعبة المنظمات والشخصيات العامة وممثلة الدار في اللجنة الرئيسة للحفاظ على الوثائق نيشتمان ابراهيم عبد علي، وذلك للاطلاع على ما أنجزته لجنة الأرشفة في الرابطة بشأن حفظ وتوثيق تاريخها وإصداراتها الممتدة منذ عام ١٩٥٢. وتناول اللقاء سبل تطوير آليات الأرشفة والتوثيق وإتلاف المواد المتضررة، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون المستقبلي من خلال إشراك عضوات لجنة الأرشفة في الدورات التدريبية التي تنظمها دار الكتب، بما يساهم في رفع القدرات وتطوير المهارات في مجال التوثيق وحفظ الذاكرة المؤسسية.

وأكد الطرفان أهمية استمرار التواصل وتبادل الخبرات بما يخدم صون ذاكرة الحركة النسوية العراقية، والحفاظ على إرثها التاريخي ومسيرتها الممتدة لأكثر من سبعين عاماً.

وفي السياق، قالت سكرتيرة الرابطة السيدة شميران اوديشو، أن "الأرشفة ليست مجرد حفظ للوثائق، بل هي حفاظ على ذاكرة نضال المرأة العراقية ومسيرتها الغنية. ومن واجبنا نقل هذه التجربة للأجيال القادمة كجزء أصيل من تاريخ العراق الاجتماعي والإنساني".

****************************************************

..وفي النجف رابطة المرأة تعقد ندوة تربوية

عقدت رابطة المرأة العراقية في النجف بالتعاون مع "رواق الثقافة والفن" في المدينة، الاثنين الماضي، جلسة حوارية بعنوان "التعليم في مدارس النجف - الواقع والطموح".

وتحدث في الجلسة مدير قسم محو الأمية والتعليم المسرع في تربية النجف أحمد محمد الموسوي، عن أبرز التحديات والمعالجات في شأن القضاء على الامية، وتخصيصات وزارة التربية في الموازنة، وقضايا الابنية المدرسية والمدارس الاهلية وتدريب المعلمين وتأهيلهم.

وفي الختام، قدم مديرا الرواق سعد الجد وحامد الرماحي، كتابي شكر وتقدير إلى الموسوي ومديرة الجلسة السيدة سهاد الخطيب.

*******************************************

الصفحة التاسعة

في مُستهلّ مشواره الآسيوي منتخبنا الأولمبي يحقق فوزاً كبيراً على نظيره الباكستاني

بغداد – طريق الشعب

رشق منتخبنا الأولمبي لكرة القدم، شباك نظيره الباكستاني بثمانية أهداف مقابل هدف، وذلك في مستهل مشواره في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً، والتي أُقيمت امس الأربعاء، على الملعب الأولمبي في العاصمة الكمبودية بنوم بنه.

وسجل لمنتخبنا كل من، أموري فيصل في الدقيقة 31، بينما احتفل اللاعب علي جاسم بتسجيل ثلاثة اهداف في الدقائق (47، 64، 72)، وسجل زميله أحمد عايد هدفين في الدقائق (75، 90)، وسجل اللاعبان ذوالفقار يونس وعلي صادق هدف لكل منهما في الدقائق (84) (83).

بينما جاء هدف باكستان الوحيد عن طريق اللاعب مخيب هارون في الدقيقة (60) من عمر اللقاء.

وسيواجه منتخبنا نظيره العماني السبت المقبل الموافق 6 أيلول الجاري، فيما يلاعب نظيره منتخب كمبوديا يوم الثلاثاء، 9 من الشهر ذاته.

*************************************************

أرنولد: نلعب من أجل الفوز وكأس ملك تايلاند محطة إعداد للملحق الآسيوي

متابعة ـ طريق الشعب

أكد مدرب المنتخب العراقي لكرة القدم، غراهام أرنولد، أن "أسود الرافدين" يخوضون بطولة كأس ملك تايلاند بهدف الفوز، مشيراً إلى أن البطولة تشكل محطة تحضيرية مهمة قبل الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم.

وخلال مؤتمر صحفي عقده في بانكوك أمس الأربعاء، أوضح أرنولد أن الفريق مستعد لمواجهة منتخب هونغ كونغ في نصف نهائي البطولة يوم الرابع من أيلول المقبل، مشدداً على أن ارتداء قميص العراق يعني اللعب بروح الانتصار فقط، وأن جميع اللاعبين الـ 23 يستحقون التواجد في التشكيلة.

وأشار أرنولد إلى أن الأجواء الحارة في تايلاند لم تؤثر على اللاعبين لاعتيادهم على مثل هذه الظروف في العراق، مضيفاً أن البطولة قد تكون الفرصة الأخيرة للإعداد قبل الملحق الآسيوي، حيث سيواجه العراق منتخبي إندونيسيا والسعودية في تشرين الأول المقبل.

وبشأن أوضاع اللاعبين، أكد المدرب إصابة بشار رسن بتمزق عضلي سيبعده عن مباراتي البطولة، ليتم استدعاء المهاجم عمار محسن، لاعب أي كي براغ السويدي، بديلاً عنه. ووصف أرنولد الفرصة بأنها "ذهبية" لمحسن، مؤكداً أنه سيمنحه دقائق لعب لاستثمار مستواه التهديفي المرتفع في الدوري السويدي، حيث سجل 14 هدفاً وصنع 3 في 20 مباراة.

من جانبه، أوضح المنسق الإعلامي للمنتخب، سلام المناصير، أن القائمة الحالية ليست نهائية، إذ ستشهد تغييرات محتملة قبل الملحق، بسبب ارتباطات بعض اللاعبين مع أنديتهم أو تعرضهم لإصابات، مشيراً إلى أن أرنولد سيتابع مباريات أندية الشرطة والزوراء وزاخو لاختيار عناصر جديدة.

وتشارك منتخبات إندونيسيا والعراق وعُمان وقطر والسعودية والإمارات في الملحق الذي سيقام بنظام الدوري من دور واحد بين 8 و14 تشرين الأول المقبل، فيما يلتقي في المباراة الأخرى من نصف نهائي كأس ملك تايلاند منتخب جزر فيجي مع منتخب البلد المضيف تايلاند.

********************************************

تأجيل مباراتي الزوراء والشرطة في دوري نجوم العراق بسبب الاستحقاق الآسيوي

متابعة ـ طريق الشعب

قررت لجنة المسابقات في دوري نجوم العراق لكرة القدم، يوم الثلاثاء، تأجيل مباراتي فريقي الزوراء والشرطة في افتتاح الدوري المقرر في 13 أيلول الجاري، وذلك لارتباطهما باستحقاقات آسيوية تنطلق منتصف الشهر الحالي.

ويستعد فريق الشرطة لخوض منافسات دوري أبطال آسيا للنخبة 2025-2026، حيث أوقعته القرعة في مجموعة صعبة تضم تراكتور سازي الإيراني، ناساف الأوزبكي، السد والغرافة والدحيل القطرية، إلى جانب الأهلي والهلال والاتحاد السعوديين.

في المقابل، يشارك الزوراء ممثل العراق في دوري أبطال آسيا 2، حيث جاء في المجموعة الرابعة إلى جانب النصر السعودي، استقلال الطاجيكستاني، وغوا الهندي.

وأكدت لجنة المسابقات أنها منحت الفريقين فرصة للاستعداد والتحضير بشكل كامل قبل مشاركتهما في البطولتين القاريتين، مشيرة إلى أن مباريات الفريقين المؤجلة سيتم تحديد موعدها لاحقاً.

*********************************************

البريميرليغ يستقبل 4 طيور إيطالية تبحث عن ضالتها

لندن ـ وكالات

اختتم مانشستر سيتي فترة الانتقالات الصيفية بصفقة قوية، بعد نجاحه في التعاقد مع الحارس الدولي الإيطالي جيانلويجي دوناروما من باريس سان جيرمان مقابل 30 مليون يورو، ليوقع عقداً مدته خمس سنوات مع فريق المدرب بيب غوارديولا.

وجاء انتقال دوناروما بعدما استبعده المدرب لويس إنريكي من حساباته للموسم الجديد، رغم مساهمته الكبيرة في تتويج سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه. وخلال مسيرته مع النادي الباريسي، خاض الحارس الإيطالي 161 مباراة، حافظ خلالها على نظافة شباكه في 56 مناسبة، وتلقى 156 هدفاً، وفاز بعدة ألقاب محلية وأوروبية.

بانضمامه إلى السيتي، يصبح حارس ميلان السابق أحد أربعة لاعبين إيطاليين جدد انضموا للبريميرليغ هذا الصيف، إلى جانب المدافع الشاب جيوفاني ليوني المنتقل من بارما إلى ليفربول مقابل 35 مليون يورو، والظهير الأيمن نيكولو سافونا الذي ترك يوفنتوس لينضم إلى نوتنغهام فورست بـ 15 مليون يورو، إضافة إلى المدافع دييغو كوبولا (21 عاماً) الذي رحل من هيلاس فيرونا إلى برايتون.

ويضاف هؤلاء إلى سبعة لاعبين إيطاليين آخرين متواجدين في الدوري الإنكليزي حالياً، أبرزهم ساندرو تونالي (نيوكاسل)، فيديريكو كييزا (ليفربول)، وريكاردو كالافيوري (آرسنال)، ما يعكس الحضور المتزايد للكرة الإيطالية في البريميرليج خلال الموسم الجديد.

********************************************

أمريكا المفتوحة للتنس.. ديوكوفيتش يواصل سجلّه المثالي وسابالينكا تستفيد من انسحاب منافستها

نيويورك ـ وكالات

اجتاز النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش اختباراً صعباً أمام الأمريكي تايلور فريتز، فجر الأربعاء، ليبلغ نصف نهائي بطولة أمريكا المفتوحة للتنس، مواصلاً سعيه نحو لقبه الخامس والعشرين في البطولات الكبرى وتعزيز رقمه القياسي.

ديوكوفيتش، البالغ من العمر 38 عاماً، تفوق على وصيف النسخة الماضية بثلاثة مجموعات مقابل واحدة (6-3، 7-5، 3-6، 6-4)، ليعزز سجله في المواجهات المباشرة إلى (11-0). وأقر الصربي بعد اللقاء أن منافسه كان الأفضل في فترات طويلة، لكنه تمكن من إنقاذ نقاط حاسمة رجحت كفته، مؤكداً أن القتال والروح القتالية هما ما يصنعان الفارق.

وسيواجه ديوكوفيتش في نصف النهائي الإسباني كارلوس ألكاراز، في لقاء مرتقب يوم الجمعة، وهو يتفوق على خصمه (5-3) في سجل المواجهات، بما في ذلك فوزه في آخر مباراتين. وببلوغه نصف النهائي، عادل ديوكوفيتش رقم الأمريكي جيمي كونرز في عدد مرات الظهور (14) بالبطولة، كما بات أكبر لاعب في العصر الحديث يصل إلى نصف نهائي جميع البطولات الكبرى في موسم واحد.

على صعيد السيدات، تأهلت المصنفة الأولى عالمياً أرينا سابالينكا إلى نصف النهائي دون أن تلعب، عقب انسحاب منافستها التشيكية ماركيتا فوندروسوفا بسبب إصابة في الركبة. فوندروسوفا أعربت عن أسفها لعدم القدرة على خوض اللقاء، فيما تمنت لها سابالينكا الشفاء السريع.

وستلتقي سابالينكا في نصف النهائي مع الأمريكية جيسيكا بيجولا المصنفة الرابعة، في إعادة لنهائي العام الماضي الذي حسمته البيلاروسية. وبحسب إحصاءات "أوبتا"، أصبحت سابالينكا ثالث لاعبة في العصر الحديث تتأهل إلى نصف نهائي بطولة كبرى دون خوض أي نقطة بسبب انسحاب منافستها، كما باتت خامس لاعبة تصل إلى نصف نهائي البطولات الأربع الكبرى في موسم واحد كمصنفة أولى على العالم.

***************************************

وقفة رياضية.. الاتحادات الرياضية.. مطالبة بصناعة الأبطال

منعم جابر

كل الاتحادات الرياضية التابعة للجنة الأولمبية الوطنية العراقية مطالَبة بصناعة أبطال لرياضاتها في جميع الأيام والمواسم، لأن واجب هذه الاتحادات والمؤسسات الرياضية ينحصر عملها ودورها خلال عمرها ودورتها في إعداد أبطالها والعمل من أجل صناعة الرياضي البطل في حياتها وواجبها دون كلل أو ملل. وهنا يحق لنا أن نتساءل: ما هو الواجب الذي تضطلع به الاتحادات والأندية الرياضية وقادتها أثناء دوراتها الانتخابية أو بقائها في مركز قيادة هذه المؤسسات الرياضية لأربع سنوات (مدة الدورة الانتخابية) أو أكثر؟

إن كل المؤسسات الرياضية (اللجنة الأولمبية، الاتحادات والأندية الرياضية) تقود لدورة أولمبية واحدة أو لأكثر، وهي فترتها القانونية الأصولية، فماذا تعمل في هذه الفترة؟ وهنا أقول لأحبتي العاملين في المؤسسات الرياضية: إنكم مطالبون بأن تعملوا لصناعة بطل رياضي في كل أنواع الرياضة، وهذا لا يتحقق إلا من خلال وضع خطة وبرنامج طموح للاهتمام بالأعمار الفتية (براعم، أشبال، ناشئين، شباب)، ومن خلال هؤلاء تصنعون بطلاً لامعاً يستحق تمثيل الوطن أحسن تمثيل.

فلو أن كل نادٍ رياضي وكل اتحاد متخصص بلعبة معينة سار في الطريق الصحيح ورسم برنامجاً يفضي إلى صناعة البطل الرياضي المرموق، لاستطعنا أن نقدّم لعموم رياضتنا أبطالاً لامعين ونجوماً قادرين على الإنجاز وتحقيق (المعجزات). أما أن ننتظر دون سعي وعمل مخلص وبروح جهادية عالية لتحقيق الإنجاز الكبير، فإن عملنا سيفشل ونصاب بالإحباط والفشل. وهذا الواقع سيؤثر على رياضتنا ونتائج ألعابنا.

لقد كانت ألعابنا، وفي كل المراحل، كسولة وفاشلة لأنها لم تهتم بحقيقة مستويات أبطالنا، ولا نعطي اهتماماً لصغارنا، ولا نصنع منهم، ومن خلالهم، اهتماماً بالرياضة والألعاب. ونحاول أن نعطي كل الأطفال اهتماماً بهم وبتوجهاتهم وهواياتهم، وبذلك نساهم في صناعة أبطال الرياضة والألعاب.

إن قادة الاتحادات الرياضية، عندما نجدهم لا يهتمون برياضييهم ولا بصناعة أبطالهم، عند ذلك نقرأ على رياضتنا وأبطالنا السلام. وكذلك لو وجدنا أن أنديتنا الرياضية لا ترعى ولا تهتم بأبطال الرياضة ولا تشرف عليهم، عند ذاك تكون الرياضة مهملة، وعملنا الرياضي غير منتج.

إن المؤسسات الرياضية المعنية بالاهتمام والتطوير بالألعاب الرياضية ووضع الخطط والبرامج، كلٌّ في مجاله، سنجد أن هذه الاهتمامات ستساهم في إنعاش الواقع الرياضي وبعث الحياة فيه. أما إذا أُهملت الرياضة بكل ألعابها ولم تقدم المستوى المتطور والناضج، عند ذاك سنجد رياضة وألعاباً فاشلة، وهذا الحال نجده عندنا في عموم اتحاداتنا وأنديتنا الرياضية دون اهتمام جدي، لأن أغلب الأندية الرياضية يقودها غير المتخصصين والعارفين بأسرار الرياضة والألعاب.

لهذا أدعو أحبتي في الأندية الرياضية أن يضعوا في قيادة الأندية الرياضية قادة متخصصين في علوم الرياضة وأصولها لكي يساهموا في نجاح هذه المؤسسات الرياضية. وأقول لأحبتي في الاتحادات الرياضية: عليكم أن تختاروا قائداً أو مسؤولاً اتحادياً بمستوى المسؤولية، لأن بقاء هذه المؤسسات تحت قيادة (متخلفة) لا تعرف عن الرياضة وأسرارها إلا (الاسم)، يحقق لنا الفشل والإخفاق في هذه المؤسسات التي نرجو منها النجاح والتقدم.

لذا أقول لأهل الرياضة والألعاب: إنكم مطالبون بإعداد أجيال من الأعمار المبكرة حتى تستطيعوا أن تساهموا في صناعة أبطال الرياضة. أما إذا واصلتم هذا الطريق، فإن الفشل الذريع سيكون حليفكم وحليف الرياضة العراقية.

***********************************************

الصفحة العاشرة

{إعلان فيينا}.. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق

د. مصطفى البرغوثي

‏لأول مرة مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية على الصعيد الدولي يُعقد في فيينا، لأول مرة يعقد اليهود مؤتمراً لهم  بحضور  500 مشارك جاؤوا من كل أصقاع العالم، لأول مرة يكسر اليهود احتكار الصهيونية للتمثيل اليهودي ويسقط بالتالي ادّعاء وإجماع أن إسرائيل هي الممثلِّة الشرعية والوحيدة لليهود في العالم. ‏لأول مرة تتعزز الشرعية الأخلاقية والسياسية للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية بعد أن أصبح لهم داعمون من داخل الجماعة التي تدعي الصهيونية التحدث باسمها. ‏لأول مرة يتوفر لحركة المقاطعة العالمية غطاء يهودي دولي وغطاء أخلاقي وديني بحضور أكاديميين يهود معروفين في أمريكا وأوربا في حركات المقاطعة التي تتعرض لهجومات اللوبي الصهيوني. ‏لأول مرة يدعو اليهود في مؤتمر دولي رسميا إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و إلى إحياء المقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد المؤسسات الإسرائيلية. ‏لأول مرة في مؤتمر دولي يصرح يهوديٌ نجا من الهولوكوست/المحرقة قائلا إن إسرائيل ترتكب فظائع باسمنا، ويعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصريا استعماريا إحلاليا، يشبه نظام “الأبرتايد” في جنوب إفريقيا، ويدعوالمشاركون لتشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها. ‏لأول مرة يطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية لتشمل الاستيطان والحصار.

‏صدر عن المؤتمر إعلان ڤيينا "نرفض ادعاء أن الصهيونية تمثل اليهودية، وندين استخدام اليهودية كأداة للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني" (وفق نص الوثيقة السياسية المركزية للمؤتمر). ‏لأول مرة في مؤتمر يهودي دولي يتبنى المشاركون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض حل الدولتين باعتباره غطاءً لتكريس الاستعمار. يدعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها واعتبارها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية، وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين.

‏هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل، وهاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري، وهاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدعوى مكافحة معاداة السامية. وجاء في البيان الختامي "العار كل العار على حكومات الغرب التي تبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين.. يؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة السامية؛ بل إن الصهيونية نفسها تهدد الوجود الأخلاقي لليهودية".  ‏لأول مرة وفي موقف غير مسبوق يقول “ستيفن كابوس” (وهو ناجٍ من الهولوكوست) إن "من عاش جحيم النازية لا يمكن أن يصمت عما تفعله إسرائيل اليوم في غزة"، فيما تقول داليا ساريغ (المُنظِّمة الرئيسية للمؤتمر): "نحن يهود ضد الصهيونية ونرفض أن تُرتكب جرائم باسمنا، ونقف مع الفلسطينيين كجزء من التزامنا بالعدالة".

ويؤكد إيلان بابيه وهو مؤرخ إسرائيلي مشارك في المؤتمر أن "ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد احتلال بل استعمار إحلالي وأبارتايد وجرائم تطهير عرقي لاجدال فيها". ‏ليس عبثاً أن هذا المؤتمر عُقد في فيينا إذ علق أحدهم متهكما: "هنا وُلد هرتزل وفي القاعة المقابلة ماتت فكرته، وليس عبثا أنه في باحات وبهو المؤتمر، وضع المنظمون أغصان الزيتون ولا وجود لا لعلم فلسطين ولا لعلم إسرائيل ولا لدولة أخرى، فعلق أحد الضيوف من أوروبا الشرقية هل نحن في مؤتمر سياسي أم في معرض زيتون فلسطيني؟ فرد أحد الصحفيين قائلًا: "هنا الزيتون أصدق من كل أعلام الأمم المتحدة".

‏في خضم المناقشات تدخّل أحد الحاخامات الحريديين متضامنا مع الفلسطينيين بلغة عربية أنيقة قائلا "أنتم يا أهل غزة أشجع من بني إسرائيل أيام فرعون".

‏خلال استراحة قامت يهودية نمساوية عجوز تبلغ من العمر 91 سنة، ونجت من محرقة النازية، وغنت مع بعض الحاضرين أغنية "موطني" بعربية مكسّرة ثم قالت "كنت أغنيها أيام النكسة ولم أكن أعلم أنني سأغنيها ضد تل أبيب يوما"!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المركز الفلسطيني للإعلام – 13 تموز 2025

******************************************

صانعو الأدب ورافضو الأوسمة حين يصبح رفض الجائزة موقفا

طارق أبوعبيدة

في عالم الأدب، يمكن تمييز صنفين من الكتاب: صنف تلمع عيناه كلما رأى بريق الأوسمة، وصنف آخر يرفع حاجبيه بتأفف وكأنه يقول "احتفظوا بذهبكم، أنا أكتفي بالقهوة والورق". وفي الوقت الذي يتهافت فيه الكثيرون على صيد الجوائز في محافلها العالمية، حتى باتت أسماء بعضهم ملازمة لصخب النجومية والحضور الإعلامي، تحسَب لأقلية أخرى نزعتها المضادة؛ فمنهم من رفض الجائزة بعد التتويج، ومنهم من قاطعها طوال حياته الإبداعية، لأسباب تتنوع بين السياسي والأخلاقي، والإنساني والوجودي، أو الأدبي الخالص. قبل أيام، غيّب الموت الكاتب الروائي المصري صنع الله إبراهيم عن عمر ناهز 88 عاما، وهو أحد الذين تبوّؤوا مقعدهم بجدارة في نخبة رافضي الجوائز. برحيله، يفقد المشهد الأدبي العربي أحد أبرز الكتاب الذين حولوا السرد إلى مساحة للمقاومة، وجعلوا من الكتابة فعلا سياسيا ونقديا بامتياز، ليظل إرثه شاهدا موثقا على تحولات التاريخ العربي المعاصر.

مبادئ تتحدى بريق الذهب

لم تحظ الجوائز الأدبية بإجماع بين الكتاب منذ نشأتها. ففي عام 1925، رفض الكاتب الأيرلندي جورج برنارد شو جائزة نوبل للآداب، ساخرا من مؤسسها بالقول "قد أغفر له اختراعه للديناميت، لكنني لا أغفر له اختراع جائزة نوبل". وفي عام 1926، رفض الروائي الأميركي سنكلير لويس جائزة "بوليتزر" المرموقة احتجاجا على قرارات تحكيم سابقة، قبل أن يقبل "نوبل" بعد 4 سنوات.

وعلى المنوال ذاته، رفض ويليام سارويان جائزة "بوليتزر" عام 1940 لأسباب مبدئية، بينما وصفها إدوارد ألبي عام 1967 بأنها "شرف في حالة انحدار". أما الموقف الأكثر تشددا فكان للفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، الذي رفض جائزة نوبل عام 1964 والوسام الفرنسي عام 1945، تحاشيا لما اعتبره "فخ السلطة الرمزية".

صنع الله إبراهيم وفضاءات السرد

وُلد صنع الله إبراهيم في القاهرة عام 1937، وورث حب الأدب عن والده، مما شكل شخصيته الإبداعية المبكرة. التحق بدراسة الحقوق، لكن انحرافه نحو العمل السياسي والصحافة قاده ليصبح عضوا في التيار الشيوعي "حدتو"، وهو ما أدى إلى اعتقاله عام 1959 والحكم عليه بالسجن.

في السجن، وجد ضالته، واعتبر ذلك المنفى "جامعته" الحقيقية التي اكتسب منها مادة أدبية مستنيرة، وهناك ولدت روايته الأولى "تلك الرائحة". بعد خروجه، عمل في وكالة الأنباء المصرية، ثم الألمانية في برلين الشرقية، وانتقل بعدها إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، قبل أن يعود إلى القاهرة عام 1974 ويتفرغ للكتابة الحرة.

تميزت أعمال إبراهيم بالتوثيق التاريخي الدقيق والتركيز على الأوضاع السياسية في مصر والعالم العربي، بالإضافة إلى سرد جوانب من حياته الشخصية. ألف نحو 16 رواية، من أبرزها "شرف" (التي تحتل المرتبة الثالثة ضمن أفضل مئة رواية عربية)، و"اللجنة"، و"ذات"، و"الجليد"، و"بيروت بيروت"، و"العمامة والقبعة"، و"أمريكانلي"، لتظل أعماله علامة فارقة في الأدب العربي المعاصر.

 الجائزة ساحة احتجاج سياسي

بعد نصف قرن من مواقف سارتر وشو، دخل الأدب العالمي فصلا جديدا من "جوائز بلا فائزين"، حيث أخذت المواقف المناهضة للجوائز بعدا سياسيا أكثر وضوحا، خصوصا في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة.

في الولايات المتحدة، انسحب 9 كتاب من جوائز "القلم" الأميركي عام 2023، وفي عام 2024، ارتفع العدد إلى 29 كاتبا، مما أدى إلى اختفاء الجائزة من الروزنامة، احتجاجا على موقف المؤسسة الذي اعتبروه مطبعا مع إسرائيل.

رفضت الكاتبة الأميركية من أصل هندي، الحائزة على جائزة بوليتزر، جومبا لاهيري، جائزة "إيسامو نوغوتشي" بنيويورك لعام 2024، بسبب فصل موظفين ارتدوا الكوفية تضامنا مع الشعب الفلسطيني.

أعادت الكاتبة من جنوب أفريقيا، زوكيسوا وانر، ميدالية معهد غوته التي فازت بها عام 2020، لأن ألمانيا، حسب وصفها، "تتواطأ في الإبادة" وتصدّر الأسلحة لإسرائيل، وكأنها تقول "احتفظوا بزخارفكم، أنتم على الجانب الخطأ من التاريخ".

"أعتذر عن عدم قبولها"

عربيا، شكل موقف صنع الله إبراهيم عام 2003 حدثا بارزا، حين رفض جائزة ملتقى القاهرة للرواية العربية، احتجاجا على سياسات نظام الرئيس الراحل حسني مبارك، وصمت الحكومة المصرية إزاء ما يجري في العراق وفلسطين.

في مشهد مهيب، صعد صنع الله إلى المنصة وسط تصفيق حار، ووقف أمام الميكروفون صامتا لدقائق، قبل أن يلقي كلمته التي تحولت إلى بيان تاريخي:

"لست قادرا على مجاراة الدكتور جابر في قدرته على الارتجال. ولهذا فقد سطرت بسرعة كلمة قصيرة أعبر فيها عن مشاعري. وصدقوني إذا قلت إني لم أتوقع أبدا هذا التكريم، كما أني لم أسع يوما للحصول عليه. فهناك من هم أجدر مني به، بعضهم لم يعد بيننا مثل غالب هلسا الأردني، وعبد الحكيم قاسم المصري، ومطيع دماج اليمني، وعبد العزيز مشري السعودي، وهاني الراهب السوري. والبعض الآخر ما زال يمتعنا بإبداعه مثل الطاهر وطار، وإدوارد الخراط، وإبراهيم الكوني، ومحمد البساطي، وسحر خليفة، وبهاء طاهر، ورضوى عاشور، وحنا مينا، وجمال الغيطاني، وأهداف سويف، وإلياس خوري، وإبراهيم أصلان، وجميل عطية، وخيري شلبي، وفؤاد التكرلي، وخيري الذهبي، وكثيرين غيرهم.

لقد جرى اختياري من قبل أساتذة أجلاء ورواد للإبداع يمثلون الأمة التي أصبح حاضرها ومستقبلها في مهب الريح، وعلى رأسهم أستاذي محمود أمين العالم الذي زاملته في السجن وتعلمت على يديه وأيدي رفاقه قيم الوطنية الحقة والعدالة والتقدم. وهذا الاختيار يثبت أن العمل الجاد المثابر يجد التقدير المناسب دونما حاجة إلى علاقات عامة أو تنازلات مبدئية أو مداهنة للمؤسسة الرسمية التي حرصت دائما على الابتعاد عنها.

على أن لهذا الاختيار قيمة أخرى هامة، فهو يمثل تقويما لنهج في الإبداع اشتبك دائما مع الهموم الآنية للفرد والوطن والأمة. إنه قدر الكاتب العربي، فليس بوسعه أن يتجاهل ما يجري من حوله، وأن يغض الطرف عن المهانة التي تتعرض لها الأمة من المحيط للخليج، وعن القهر والفساد، وعن العربدة الإسرائيلية والاحتيال الأميركي، والتواطؤ المزري للأنظمة والحكومات العربية في كل ما يحدث".

ثم استطرد صنع الله وسط ذهول الحاضرين ووزير الثقافة آنذاك فاروق حسني:

"في هذه اللحظة التي نجتمع فيها هنا، تجتاح القوات الإسرائيلية ما تبقى من الأراضي الفلسطينية وتقتل النساء الحوامل والأطفال وتشرد الآلاف، وتنفذ بدقة منهجية واضحة خطة إبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه. لكن العواصم العربية تستقبل زعماء إسرائيل بالأحضان. وعلى بعد خطوات من هنا، يقيم السفير الإسرائيلي في طمأنينة، وعلى بعد خطوات أخرى، يحتل السفير الأمريكي حيا بأكمله بينما ينتشر جنوده في كل ركن من أركان الوطن الذي كان عربيا.

ولا يراودني شك في أن كل مصري هنا يدرك حجم الكارثة المحيطة بوطننا، وهي لا تقتصر على التهديد العسكري الإسرائيلي الفعلي لحدودنا الشرقية، ولا على الإملاءات الأمريكية، ولا على العجز الذي يتبدى في سياسة حكومتنا الخارجية، إنما تمتد إلى كل مناحي حياتنا. لم يعد لدينا مسرح أو سينما أو بحث علمي أو تعليم. لدينا فقط مهرجانات ومؤتمرات وصندوق أكاذيب. لم تعد لدينا صناعة أو زراعة أو صحة أو عدل. تفشى الفساد والنهب. ومن يعترض يتعرض للامتهان والضرب والتعذيب. انتزعت القلة المستغلة منا الروح. الواقع مرعب. وفي ظل هذا الواقع، لا يستطيع الكاتب أن يغمض عينيه أو يصمت، لا يستطيع أن يتخلى عن مسؤوليته. لن أطالبكم بإصدار بيان يستنكر ويشجب، فلم يعد هذا يجدي. لن أطالبكم بعمل، فأنتم أدرى مني بما يجب عمله. كل ما أستطيعه هو أن أشكر مرة أخرى أساتذتي الأجلاء الذين شرفوني باختياري للجائزة، وأعلن اعتذاري عن عدم قبولها، لأنها صادرة عن حكومة لا تملك في نظري مصداقية منحها. وشكرا". هكذا، بين من يرفض الجائزة ساخرا، أو يعيدها احتجاجا، أو يقاطعها تضامنا، تبقى الجوائز الأدبية بالنسبة للبعض وسام شرف، وبالنسبة لآخرين عبئا يثقل حرية الإبداع ومسؤولية الكلمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الجزيرة" – 25 آب 2025

********************************************

{المسرح 71}: الحركة المسرحية عربيا ودوليا

صدر حديثا العدد 71- آب/ أغسطس 2025- من مجلة "المسرح" الشهرية، التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة. حمل العدد مجموعة متنوعة من القراءات والمتابعات والحوارات والرسائل، حول أبرز ما شهدته الساحة المسرحية في الشارقة والعالم خلال الفترة الماضية.

استهل العدد بتقرير حول حفل تخرج الدفعة الثالثة في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، إلى جانب إفادات لعدد من الفنانين الإماراتيين أعربوا خلالها عن شكرهم وتقديرهم العميق للمكرمة الجديدة التي تفضل بها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بتخصيص مبنى من ستة طوابق في منطقة التعاون لمصلحة جمعية المسرحيين الإماراتيين.

وضم العدد استطلاعا حول مسيرة مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، بمناسبة دورته الـ 12 التي تنظم في أيلول/ سبتمبر المقبل.

في باب "قراءات" كتب محمد لعزيز عن "أشلاء"، أحدث أعمال المخرج المغربي محمد فركاني، وقرأ الحسام محيي الدين "ميديا" للمخرج اللبناني كريس غفري، وحلّل عبد الكريم قادري مسرحية "الساقية" للمخرجة الجزائرية سمية بوناب، فيما كتب سامر محمد إسماعيل عن مسرحية "لتحضير بيضة مسلوقة" للمخرج الكويتي مصعب السالم، وكتب كمال الشيحاوي عن "جاكاراندا" للتونسي نزار السعيدي.

في باب "حوار" نشرت المجلة مقابلة مع الكاتب والمخرج المصري، محمود أبو دومة، تحدث فيها عن بداياته والمؤثرات الثقافية والأكاديمية التي شكلت شخصيته، وجهوده في تجربة المسرح المستقل في مدينة الإسكندرية، وأبرز قضايا الراهن المسرحي على الصعيدين المحلي والعربي. فيما تضمن باب "أفق" محاورة مع الفنانة التونسية الشابة، مروي المنصوري، التي حققت حضورا في المشهد بصفتها مصممة أزياء مسرحية، وبرزت عبر العديد من العروض الناجحة، من أهمها أعمال المخرج فاضل الجعايبي.

وفي باب "متابعات" يطالع القارئ حوارا مع الناقدة التونسية، فوزية المزي، تتحدث فيه عن تجربة تأسيس جمعية للنقاد المسرحيين، وأبرز التحديات والإمكانات في تجارب النقد المسرحي الجديدة، كما تضمن الباب إضاءة حول مسرح نجيب محفوظ وتوجهاته الفكرية وذلك بمناسبة ذكرى رحيله الثلاثين.

أما في "أسفار" فيكتب شريف الشافعي عن رحلته إلى مدينتي لوديف الفرنسية و"بريدج ووتر" الأميركية. وفي باب "رسائل" هناك تقارير من مراسلي المجلة حول الأنشطة المسرحية في الشارقة، الجزائر، الرباط، وستوكهولم، ما يعكس الأفق الواسع الذي تسعى المجلة لرصده وتوثيقه لمجمل الحركة المسرحية عربيا ودوليا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"ضفة ثالثة" – 19 آب 2025

************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- دروس قرن من الحياة/ ادغار وراق، ترجمة خليد كدري/ منشورات ص 7.

- الاعمال القصصية الكاملة لمحمد زفزاف/ صدرت مؤخراً عن المركز الثقافي العربي- بيروت.

- جينا لوجيا المعرفة/ تأليف ميشيل فوكو. ترجمة احمد السلطاني وعبد السلام بن عبد العالي.

- الحياة المشتركة/ مقال في الانثروبولوجيا العامة/ تأليف تزفتيان تودوروف. ترجمة د. منذر عياش. اصدار: المركز الثقافي العربي.

- اطياف الوعي/ دراسة عن الشاعر الشعبي طارق ياسين. تأليف ريسان الخزعلي. اصدار: دار الصحيفة العربية.

- كيف تصنع العواطف/ الحياة السرية للدماغ. تأليف ليزا فيلدمان باريت، ترجمة اياد غانم. اصدار: دار التنوير- بيروت.

*******************************************

شاكر الناصري: "مجرد وقت وسيمضي" .. امتهان الجسد واحتراق الروح

زهير كاظم عبود

عن دار الرافدين للطباعة والنشر في بغداد صدر للكاتب شاكر الناصري كتابه (مجرد وقت وسيمضي/ يوميات السرطان)، لا يقدم فيه مذكرات مريض، بل يعرض امامنا تفصيليا وثيقة إنسانية مؤلمة وصادقة، يسرد فيها مراحل تطور المرض وتفاصيل العلاج الكيمياوي القاسي، الذي يصوره بأنه امتهان للجسد واحتراق للروح. فكل جرعة من الكيمياوي، كما يصفها، تمثل جرحًا جديدًا في كرامة الإنسان وصورته عن نفسه، وتحولاته الجسدية تصبح رمزًا للانكسار والعجز عن العودة إلى الوضع الطبيعي.

أسلوب شاكر الناصري يتسم بالصراحة الشديدة والتشظي الإنساني، وهو لا يتجمّل ولا يبحث عن البطولة الزائفة. بل يقدم اعترافات مريض يعيش على هامش الحياة، بين جرعتين وبين تحليلين، وبين أمل طبي وتخوف داخلي. وفي كل صفحة، تشعر بثقل الزمن، حيث يصبح كل يوم مجرد وقت… وقد يمضي، أو لا يمضي.

اللغة في الكتاب قاسية وواقعية، تخلو من التزويق، تعكس الواقع المرير بلحظاته الدقيقة: من تساقط الشعر، إلى نظرات الشفقة، إلى التحولات النفسية الحادة التي ترافق العلاج. مرورا بالإلام الحادة التي تشتعل من داخل الجسد بفعل تأثير الكيمياوي ومع ذلك، فإن بين السطور خيط رفيع من الأمل، ذلك الذي لا يصرخ لكنه لا ينطفئ.

الكتاب ليس فقط عن السرطان، بل عن الضعف البشري حين يُجرد من أوهام القوة، وعن مواجهة المصير بعيون مفتوحة. إنه درس في الصبر، وفي الكتابة بوصفها مقاومة.

في كتابه ((مجرد وقت وسيمضي))، لا يدوّن شاكر الناصري مجرد يوميات مريض، بل يصوغ شهادة مؤلمة من قلب الجحيم السرطاني، بأسلوب صريح وعارٍ من المجاملة أو الزخرفة. هو نصّ يجمع بين التوثيق والاعتراف، بين وجع الجسد واحتراق الروح، في زمن يتآكل فيه الإنسان بين فحوصات، وانتظارات، وجرعات كيماوية.

النص لا يكتفي بسرد أحداث، بل يكشف عمق الانكسار الإنساني الذي يرافق المرض. الكاتب لا يعرض المرض كحالة طبية فحسب، بل كمحنة وجودية كاملة، تهز الثقة بالنفس، وتشوش الهوية، وتفرض عزلة شعورية حتى وسط أقرب الناس.

يوثق الناصري لحظات الرعب التي لم تكن لحظات فقط، بل محطات انتظار مفتوحة على كل الاحتمالات: الحياة، الموت، أو شيء رمادي بينهما. وهو في ذلك ينجح في تحويل التجربة من مجرد خصوصية ذاتية إلى قضية إنسانية عامة، يمكن أن تطال أي قارئ في لحظة ما.

ربما الجزء الأكثر قسوة في الكتاب هو توصيف العلاج الكيماوي، حيث لا يُرى كأمل في الشفاء، بل ذلا علاجيا، إن صح التعبير. الجرعة، في هذا السياق، ليست دواء بل سوط خفي يمزق الكرامة. الجسد يتحلل، الشعر يتساقط، الرغبة في الحياة تنطفئ تدريجيًا، بينما يعلّق الطبيب أملاً مؤجلاً على نتائج التحاليل القادمة.

الناصري يصف هذه التحولات بانسياب مؤلم، دون أن يُسقط القارئ في حزن ومرارة وبكاء، بل يضعه وجهاً لوجه مع بشاعة التعايش مع الألم المزمن.

يمضي الناصري نحو العمق النفسي دون مواربة، كاشفًا هشاشة الإنسان حين يُنزع عنه درع الإنكار. المرض هنا يكشف كم أن الإنسان مخلوق هشّ، متردد، يبحث عن عزاء حتى في أبسط مظاهر الحياة: ضوء النهار، ابتسامة عابرة، أو لحظة خالية من الألم.

ومع كل انهيار، يبقى شيء صغير من الأمل – لا يُعلن صراحة، لكنه كامن بين السطور، كما لو كان جزءاً من غريزة اللغة التي يستخدمها الناصري جافة، مباشرة، وواقعية. لا يطيل في الوصف، ولا يحاول تلطيف القسوة. وهذا ما يمنح النصّ قوته. لا يبحث عن استعطاف القارئ، بل يدعوه ليشهد معه، بوعي كامل، على رحلة الألم.

الصدق هو ما يمنح النصّ قيمته الأدبية والإنسانية. إنها كتابة تحت ضغط الحياة نفسها، ليست نتيجة تأمل بارد بل احتراق مباشر على الورق.

ومع عمق التجربة وصدق السرد، نجد أن الكتاب لا يخلو من بعض التكرار والتباطؤ في بعض المقاطع، خاصة عند التركيز على وصف الأعراض الجسدية بشكل متكرر. ربما كان بالإمكان تحقيق توازن أكبر بين البوح الشخصي والبناء السردي العام، لتجاوز حدود الاعتراف والدخول إلى فضاء أدبي أكثر اتساعاً، وهو بهذا الشكل يحاول ان يجسد انكساراته امام خطر السرطان، ومع ذلك، تبقى قيمة العمل من خلال كونه تجربة حقيقية، موثقة، وصادقة إلى أقصى حد، وهو ما لا يتوفر كثيرًا في الأدب العربي الحديث عن المرض.

((مجرد وقت وسيمضي)) ليس كتابًا عن مرض السرطان حسب، بل عن مواجهة الموت بعينين مفتوحتين. هو صرخة في وجه الخوف، ومحاولة لاحتواء الألم عبر الكتابة. في لحظة ما، يصبح القلم وسيلة لمقاومة الانهيار، ومتنفسًا حين تضيق الحياة. وهذا ما يفعله شاكر الناصري ببراعة وشجاعة، ولذلك يقول ان القارئ لن يجد متعة او سرور في القراءة لكنها متعته الشخصية بتفصيل التجربة والتي تتطلب شجاعة وموقف ثابت مع خيط يتعلق بالأمل الذي يرتبط بخضوعه للعلاج طوال حياته .

إنه كتاب لا يُقرأ للراحة، بل للتأمل والتعاطف والفهم. وبهذا المعنى، فهو إضافة حقيقية ومؤثرة إلى أدب الاعتراف والكتابة عن المرض ، مع تمنيات ان ينتصر الامل.

*****************************************

قصة قصيرة.. ساق تحدّق

د. جمال العتّابي

الوحدات الطبية خلف جبهات الحروب تجهّز بمستلزمات العلاج السريع وإسعاف المقاتلين الجرحى، ويرافقهم الأطباء المجنّدون الذين يقومون بهذه المهام في الغالب، وسط الدخان والحرائق.

كان النقيب الطبيب (طالب ) ضمن فريق الوحدة الطبية ، يقضي خدمته الإلزامية فيها، لا مفرّ لطالب أن يهرب ، وهو  في طليعة زملائه المحرضين على إدانة القتل،  ومشعلي الحروب، وكل طغاة العصر.

الحرب على أشدها والنيران مشتعلة.. جماجم طافية فوق الماء، جلود خارجة من هياكلها، سيوف تنحر أجساد ممزقة.. يشتد صهيل الحرب ، يختصر الموت الأحياء ، كانت الأرض تبكي يشاغلها الموت.. والأجساد تحوم على قشّة يلهث الموت فيها.

كان الطبيب طالب مثل كائن مذعور في إحدى زوايا صالة العمليات يرتجف تحت بصيص ضوء يهذي :

- هذا وطني يتناثر في أبهاء الريح، ما بين قتيل في الساحات وبين جريح، كيف ألمّ أجساداً تناثرت، بعثرها القتلة؟!

كل مرّة أقسم أنها ستكون الأخيرة… ثم يأتي جريح جديد، ويد مهشمة، وساق بلا عظم، ونظرة توسّل لا تعرف أن البتر هو النجاة الوحيدة. المنشار الصغير يدور . لا ضجيج في الأذن، فقط صمت يتخلله صوت نبضه، ثقيلًا كخطى جريح، حينما بتر الساق، ظل الجسد خامداً، إلا أن الساق كانت  ترفّ، رمى بها بسرعة إلى طاولة خلف ظهره، في التفاتة خاطفة للساق المبتورة، ارتعش جسد الطبيب … ظل يهتز بقوة ، ياللهول ! يكاد لا يصدق !

الساق بعيون مفتوحة تحدّق في وجه طالب… تقدّم نحو الباب، في داخله نزوع قوي للهرب، وصوت يدوّي فيه:

– كنت أركض بها… ألعب الكرة، أصعد الجبال، أهرب من الحنين.

الطبيب (بصوت منخفض وهو يمسح جبينه):

– سامحني ، أنقذُ ما يمكن إنقاذه. الجسد الميت… يُدفن .

الجريح في نوبة صحو من التخدير :

–  أين ساقي؟

الطبيب (بهدوء يشبه الموت):

– تركتها هناك… في الخندق الأخير، مع رفاقك.

 الجريح (يضحك بمرارة):

–  طيب، خذوا الباقي… يمكن يصيروا شهداء قبلي !

الطبيب طالب يهمس مع نفسه :

“كم مرة بتّرتُ أعضاء مشوّهة للجرحى؟ كم من السيقان المبتورة جرّتني إلى هاوية لا تعود؟” يخلع قفازيه ببطء، ينتقل إلى صالة مجاورة، يأخذ نفساً عميقاً من السيگارة التي لا تفارق شفتيه طوال ساعات اليوم ، باستثناء ساعات العمل،

يُطفيء الضوء، الأطراف المبتورة تضيء رأسه : السيقان، الأذرع، الأقدام، كل واحد منها له حكاية، يأخذ الظلام بذاكرته إلى القَسم الذي ردده في حفل تخرج طلبة كلية الطب، وهم يودعون حياتهم الدراسية المفعمة بالمثابرة والحب:

- جئت لأُداوي، لا لأُقصي الناس عن أجسادهم… لكنها الحرب لا تفهم قسم أبقراط.

يعود الطبيب إلى مريضه بعد محاولة يائسة للنوم ، ولو لساعة واحدة، كان قلقاً، مرتبكاً، لديه شعور خفي بالخوف من الساق التي ظلت (عيونه) تلاحقه، لم تكن المرة الأولى للطبيب الشاب ، يتساءل مع نفسه : قبلها أجريت عشرات العمليات لبتر الأعضاء، فيما الجرحى يُساقون إليه، عيونهم مغمضة، كأنهم يعرفون أن ما يُقطع منهم لن يُعود ثانية. ما سرّ هذه الساق ياترى؟

يصحو الجندي الجريح ، يتخلص من آثار التخدير، كان الطبيب إلى جواره واقفاً، مهدئاً، يخفف آلامه التي بدأت تتزايد:

1 كل شيء تمام ، اطمئن  إن وضعك مستقر ، لقد نجوت من الموت .

–  ماذا جرى دكتور؟

– أوقفت النزيف .

– بترت رجلي؟

–  إنما أنقذت حياتك .

  (لحظة صمت)

الجندي الجريح :

– رجلي كانت أول مَن يدخل البيت. كنت أطأ بها تراب أهلي . تعرف الطريق… أكثر مما أعرفه.

كان الطبيب طالب قد وجد ورقة مطوية في جيب أحد الجرحى،  أثناء خلع بدلته الممزقة التي غطّتها بقع الدماء،  كان الجريح، يصرخ ويستغيث، مسجّى على الطاولة قبل اجراء العملية ، في هذه اللحظات كان الطبيب يقرأ بسرعة الأسطر القليلة التي كتبها الجندي :

  " إلى من ينقذني،

أعرف أن جسدي ليس كما كان.

لكن قلبي كامل.

قل له إن روحي لم تُبتر، فقط انتقلت إلى مكانٍ لا يُرى، لكنه موجود.”

اعتاد طالب  في الصباح ، أن يكتب في دفتر مذكراته  وقائع حياته اليومية، قبل دخول غرفة العمليات، تلك عادة لم تفارقه منذ البدايات الأولى في دراسته الجامعية:

1

أعضاؤكم ليست نفايات…

بل شهادات على الحياة.

قلبي يبتر مع كل عضو يُقطع .

2

الساعة تقترب من الثالثة فجرًا.

رائحة المعقمات تختلط برائحة اللحم المحروق.

هذه ليست مجرّد ساق. إنها طريق، ذاكرة، خطوة أولى نحو بيت، أو نحو قبر.

3

أصبحت أعرف صوت العظم حين ينكسر، وصوت اللحم حين يُقص. لكن ما لا أسمعه بعد… هو صوت الغفران.

4

في ركن بعيد، صندوق معدني بارد، توضع فيه الأطراف بعد العمليات.

كل طرف يحمل لونًا مختلفًا من الحياة.

5

ليلًا،  أرى نفسي  …  أركض في حقل واسع.

الريح تضحك.

لكن حين  أنظر خلفي… لا ساق لي .

وحين أصرخ، لا صوت أسمع !

6

مشهد أخير:  في غرفة الأطباء  علّقتُ ورقة على الجدار   عنوانها “وصيّة الأطراف” ، تقول الوصية :

" لا تسألوا الجريح عن الذي فُقِد منه… اسألوه عمّا بقي فيه.

فبعض القلوب، على الرغم من البتر، تواصل النبض بكاملها.”

*************************************

خيم وأشياء أخرى

نعمت خلات حجي/ سنجار

المقبرة الجماعية الوحيدة

التي ما زالت على قيد الحياة

هي المخيمات

مطالبون بتفسير

منظري المناهج المدرسية

كيف تحول درس 

دار ، داران ، دور

إلى ..

خيمة ، خيمتان ، خيم

بيتنا خيمة 

مدرستنا خيمة

مستشفانا خيمة

روضتنا خيمة

متجرنا خيمة

فقط الوطن

لم يكنْ لنا خيمة

 الخيمة

ابنة غير شرعيِّة

للبيت 

الخيمةُ شجرة

بُتِرتْ ساقُها

في إحدى الحروب

 الستائرُ

على واجهة دكاكين مخيمنا

هي خيم متقاعدة 

الخيمة تكتب الشِّعر

وتتذوَّق الموسيقى

لأنها كَّلما سمعتني أقول ( أمِّي )

تبكي

 للخيمة مشاعرٌ

فكلما سمعتْ فيروز تغني

تصبحُ شجرة

 حينما أستيقظ مصفِّفَ الشَّعر

تبتسم خيمتي

فهي تعلم أن أمِّي السَّبيَّة

هي من مشطتني في الحلم

 عادت السبيَّة للوطن

فاستقبلتها

خيمةٌ

 كبيرُ جدا أنف خيمتِنا

لدرجة أنَّه 

تحمَّل رائحةَ ذلك السياسي 

 الخيمةُ المثقوبة

مثل البرلماني

كلاهما لا ينفعان

لا في الصَّيف ولا في الشِّتاء

 نعم أعترف لكم

كنت وحبيبتي نحلم بخيمة

لكنْ ليس مثلَ هذه الخيم

 الخيمُ مثلَنا

تعشقُ وتغني وتشيخُ وتمرض

لكنها عندما تموت

تموت واقفةً

 عمود الخيمة 

عكاز آثَرَ الثَّباتَ

على عبودية السَّير

في دروبٍ العميان

 مسكينٌ صغيري

يعتقد أنَّ بيوتَ البشر كلِّهم

خيمةٌ

 بعضها تصاب بالاكتئاب

خاصة تلك الخيم

المزدحمة بصورِ أطفال

 قضوا عطاشى

 أين تسكن ؟

في الخيمة رقم ... !

وأنت ؟

في الخيمة رقم ... !

أين سنلتقي مجدداً

عند الخيمة رقم ... !

كيف غرقت يا وطن

في دوامة هذه الأرقام البائسة

*********************************************

الصفحة الثانية عشر

{المرأة والقصيدة} في الشطرة.. عن تحولات الصوت الشعري في الجنوب

متابعة – طريق الشعب

احتفى منتدى الشطرة الإبداعي التابع إلى اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار، بالتعاون مع البيت الثقافي في الشطرة، أخيرا، بالشاعرات رسمية محيبس وحميدة اللامي وبشائر الجاسم وواجدة العلي، في جلسة حملت عنوان "المرأة والقصيدة: تحولات الصوت الشعري في مدن الجنوب".

الجلسة التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين ومتذوقي الشعر، وأدارتها د. مسار الناصري، رأى عدد من الحاضرين انها لم تكن مجرد احتفاء بالشعر وحسب، بل مساحة تواصل بين الشاعرات والجمهور، في مشهد يعيد إلى الاذهان مكانة الشطرة كحاضنة للإبداع.

وشهدت الجلسة أول ظهور أمام الجمهور للشاعرة حميدة اللامي، التي كانت سابقا تنشر تحت الاسم المستعار "كوكب السحر". وهي معلمة متقاعدة تكتب الشعر منذ سبعينيات القرن الماضي، ولديها أكثر من مجموعة شعرية، وكانت تنشر في مجلات وصحف محلية وعربية.

وقرأت الشاعرات مختارات من قصائدهن. فيما وزعن نسخا من مجموعاتهن الشعرية المطبوعة، على الجمهور.

في حديث صحفي، أعربت الشاعرة بشائر الجاسم، عن شكرها إلى اتحاد أدباء ذي قار والبيت الثقافي في الشطرة، على منحهن هذه الفرصة للتواصل مع الجمهور. فيما أعربت الشاعرة واجدة العلي عن سعادتها بقراءة قصائدها وسط جمهور أدبي وثقافي.  

من جانبه، قال رئيس اتحاد أدباء ذي قار علي الشيال، أن "اتحادنا دأب على الاحتفاء بالمبدعات من نساء البلاد، ومن هنا جاءت هذه الجلسة"، مضيفا قوله: "اليوم احتفينا بفئة مهمة من مبدعات الشطرة من أجيال مختلفة. وسمعنا قصائد كلاسيكية وحديثة، واطلعنا على تجارب شعرية مهمة".

وختم حديثه قائلا: "أتمنى أن تتكرر هذه التجربة في أماكن أخرى، وأن نبقى على هذا المسار بدعم الشاعرات اللواتي يمثلن امتداداً عريقاً للإبداع".

*******************************************

شعراء من كركوك في ضيافة اتحاد الأدباء

متابعة – طريق الشعب

ضيّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، اخيرا، عدداً من شعراء كركوك في جلسة شعرية احتضنتها قاعة الجواهري وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.

رئيس نادي الشعر الشاعر حمّاد الشايع، استهل الجلسة بكلمة ذكر فيها أن "كركوك بما تحمله من تنوع وثراء ثقافي، كانت ولا تزال ميداناً لتجربة شعرية متفردة، أطلقت أصواتاً لا تشبه إلا نفسها. وها نحن اليوم نحتفي بمشروع شعري ترك بصمته في ذاكرة الأدب العراقي".

وافتتحت الجلسة التي أدارها الشاعر أحمد حميد الخزعلي، بقراءة شعرية للشاعر محمد إبراهيم، تلتها قراءات للشعراء أحمد كلتكين، مهند الطيب، كوكب عيسى، مهند مهدي، صلاح صباح وسيف رعد، الذي قدموا نصوصا عكست عمق تجاربهم. وجسدت قصائد بعض الشعراء مزيجاً من الهم الإنساني والجرح الوجودي، وتناولت قضايا الهوية والانتماء، وأبرزت التوق إلى الحرية والجمال.

فيما ارتحل بعض النصوص في فضاء الذاكرة ليوثّق معاناة الإنسان العراقي. واحتفت نصوص أخرى بالحب والأمل كنافذة خلاص، ورسمت صورا لمدينة كركوك بوصفها حاضنة للتنوع.

*********************************************

في البصرة.. عن {اللغة والاتصال في عالم متغير}

البصرة – باسم محمد

احتضنت قاعة اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، أخيرا، محاضرة بعنوان "اللغة والاتصال في عالم متغير"، نظمها منتدى الترجمة في الاتحاد وقدمها الاختصاصي في اللسانيات د. عادل الثامري، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

المحاضرة أدارها د. كاظم خلف العلي، واستبقها بتقديم نبذة عن المحاضر، وبالحديث عن أهمية اللغات في التواصل بين البشر، وعن دور الترجمة في نقل الأفكار من لغة إلى أخرى.

بعد ذلك تحدث الثامري عن بدايات نشأة اللغات بين الجماعات. فيما ألقى الضوء على الترجمة الآلية، وكيف أن المترجم أصبح محررا للنصوص ومدققا لغويا، ووسيطا ثقافيا أيضا.

ثم وصف اللغة بأنها كائن حي يتوجب عليه التطور للحفاظ على ذاته. وعرّج على تقنيات التواصل والترجمة، وعلى الخوارزميات التي تتحكم بقنوات التواصل الاجتماعي، وكيفية استثمارها بالشكل الصحيح.

وشهدت المحاضرة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين.

********************************************

يوميات

  • يُضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، الخبير في شؤون المياه ورئيس نقابة الجيولوجيين السابق، الأستاذ ظافر عبد الله، ليُقدم محاضرة بعنوان "غياب الأمن المائي: لا أمن ولا أمان".

تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يعقد نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بعد غد السبت، جلسة استذكار للقاص الراحل إدمون صبري، تشارك فيها نخبة من النقّاد.

الجلسة التي من المقرر أن يديرها الروائي خضير فليح الزيدي، تبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • تحتضن قاعة البيت العراقي في لاهاي – هولندا، بعد غد السبت، بازارا خيريا يحتفي بتاريخ العراق، ويعود ريعه إلى أيتام البلاد.

يُفتتح البازار في الساعة 12 ظهرا ويُغلق في الساعة 6 مساء.

  • برعاية الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد، تُضيّف الجمعية الثقافية العراقية في مالمو الناقد الفني والكاتب المقيم في بلجيكا عمار مروة، وذلك في أمسية عن الفنان الراحل زياد الرحباني، تُقام بعد غد السبت على منصة "زووم" وتُنقل مباشرة في قاعة الجمعية الثقافية وعلى صفحتها في فيسبوك.

تبدأ الأمسية في الساعة السابعة مساء.

*******************************************

أما بعد.. دعوات

منى سعيد

  • دعوة للحب. الحرية لون الإنسان .. مثلما يقول الشاعر لويس أراغون. تُرى هل نملك حرية اختيار ما نحب أولا؟ ربما هي أبسط أنواع الحرية. فهناك من تخلص من كل ممتلكاته كي لا تستعبده لعنتها، أو ربما من باب الكرم والسخاء. وهناك من رمى كل أدويته وعلاجات أمراضه ليبدأ حياة جديدة كما يظن، مثلما حدث لبطل رواية " البحث عن وليد مسعود" للراحل جبرا إبراهيم جبرا، الذي بدأ روايته برمي بطلها لكل أدويته من النافذة، ليبدأ يومه بنمط جديد وبانطلاقة جديدة... الحرية في الأكل وفي السمنة أو النحافة، دونما صورة نمطية تمليها وسائل الإعلام التجارية، في حملاتها الترويجية لمستحضراتها ومنتجاتها..

لو توقفنا مرة وتساءلنا: ماذا نريد؟ وما هو طموحنا؟ وهل سعينا للتخلص من شوائبنا، من أحقادنا، من سمومنا، لنصبح أكثر خفة؟ .. إنها دعوة لإزاحة أثقال الكراهية والوساوس، دعوة للحب وللتأمل..

  • دعوة للتأمل. يسعى الخيال العلمي حثيثا لأنسنة الآلة ومكننة البشر، فصارت الآلة تُكسى بما يشبه الجلد البشري، بعدما زُرعت لها شبكة أعصاب صناعية لتحس وتتألم وتتذوق طعم الكل والشرب وحتى الحب!

وعند ضياع الإنسان واغترابه في المجتمع الالكتروني الوحشي.. أين نحن؟ أين قضايانا وذواتنا؟ هل استعبدتنا الآلة تماما؟ من منا يستطيع مقاومة إغراء عدم لمس أزرار الموبايل أو التلفزيون أو الحاسوب لمدة ساعتين متواصلتين، وأن لا يرد على مكالمة هاتف مثلا؟! تُرى هل تأملنا أزماننا بمعزل عن ضجيج التكنولوجيا؟ إنها دعوة للتأمل.

  • دعوة للربت على الأكتاف. نرجع أحيانا الى الصور القديمة ولأرشيف الحكايا وللمقاطع الشعرية وللألحان الشجية، التي سمعناها يوما واستمتعنا بها.. ترى كم نحن بحاجة لها في زمن لابد لنا فيه من ترميم الذاكرة بحنين شفاف، يرتق الشروخ ويربت على الأكتاف ويرجعنا لابتسامات نسيناها.

 من دون جلد للذات لابد لنا من البحث عن روائح عطرة في ذاكرتنا، شمّ بخار طبيخ أمهاتنا وتذوقه، من الحنين للقاء صديق محب، وترديد كلام رقيق صادق من دون بكائيات بشر مُطارد، مُستهدف من طرف قناصة متربصين به في كل مكان ، ومن تهديد مخاوف من داخل الوطن وخارجه، لئلا ينقرض قبل فوات الأوان.

  • دعوة للبساطة. كأي دواء أتناوله صباحا، أهيئ نفسي لتفصيلات"يوم ضد الملل". أحث خطاي للعمل حتى وإن كان تمشية شؤون البيت بعد التقاعد، أرتب طابوق أفكاري واحدة أثر أخرى، أستقيم بظهري، أحفز قواي، آخذ نفسا عميقا وأردد مع نفسي : صباح الخير، فما زالت لديّ عيناي أبصر بهما روائع الأشياء، وإن لبست النظارة، وما زالت لدي أذنان لم تضعفا بعد، وما زال لدي قلب يتسع لحب الناس. هكذا هي الحياة ببساطة حين يمضي نهرها دون عقبات أو شوائب.. ففي كل الحالات لم أزل فوق التراب، أميز الجميل ، وأقرأ الحكمة، وأشذب النزوات، وأعرف يقينا أن للحظات الحميمة سرعة البرق، وللمحن مواسم بثقل الجبال، وأن للفرح برهة وللحزن دهور.

******************************************

قف.. إلى عدنان الطائي.. بدون زعل

عبد المنعم الأعسم

ساستخدم عنوان برنامجك "الحق يقال" لكي اكون صريحا معك، ابتداء بعدم الحاجة لتأكيد ما يُعرف عنك كداعية للعدالة ومناصر لانتفاضة تشرين، ومعارض للعنف والاقصاء والمليشيات وقمع حقوق النساء والمتظاهرين، ولا حاجة، ايضا، للاعتراف بان ثمة جمهور من المشاهدين يتابعونك باعتزاز، لكن، بالمقابل ثمة ما لا يقال عن خطيئة ارتكبتها، ولن تُغتفر، او ما لم يُسلط عليها الضوء كمنزلق استُدرجتَ اليه، وحسبته نجاحا، فيما هو سقوط في مصيدة اولئك الذين تجلدهم، او تحاول احراجهم، وتعمل (أو هكذا تعتقد) على تسفيه حججهم، فيما يسعون الى احراجك وإرباكك، والعبور الى جمهورك، والتعدي عليه، وقد نجحوا في كثير من الاحيان.

اقول، اولا، انك يا صديقي، سوّقت لنا، ولجمهور واسع، جوقة من أشخاص مجهولين في اروقة السياسة، واعلاميين من الدرجة العاشرة، وكتابا يخجل من سطورهم المداد، ومتكلمين لا ذخيرة لغوية لديهم باستثناء الشتائم ومفردات التشهير وثقافة الكراهية والاستعلاء، وبلغ بأحدهم ان تطاول على شهيدات وشهداء انتفاضة تشرين، وكنتَ، حائرا، كمن يقبل ذلك التطاول، وأقول ثانيا، انه لولا برنامجك، وبعض برامج مثله على شاشات اخرى، ما كنا لنعرف وجوها لم يكن لها ذكر، أو وزن، حتى في هوامش الاوساط المنتمين لها، وقد رفعتَ من رصيدهم، عبر برنامجك واخواته، فيما يحلمون بتحقيقه من منفذهم وشاشاتهم، وأقول ثالثا، يكذب عليكم من يقول بان ما تقدمونه، هو طاولة لتبادل الرأي، او هو ترويج للرأي والرأي الاخر.. هو بصراحة رأي خجول بمواجهة خطاب بغيض.

*قالوا:

 "تأبَى صروفُ الليالي أن تُديمَ لنا/

 حالا فصبرا إِذا جاءتْك بالعَجَبِ"

 مؤيد الدين الطغرائي

***********************************************

فيلم عراقي  يحصد جائزة مغربية

متابعة – طريق الشعب

حصد الفيلم العراقي "إرث تحت الفرات" للمخرج الشاب قدوري الراوي، من محافظة الأنبار، جائزة في المهرجان السينمائي الدولي "انموكار" بدورته الأولى، والذي أقيم أخيرا في المغرب تحت شعار "السينما جسر الحضارات"، بمشاركة سبعة أفلام من دول مختلفة.

ويتناول الفيلم في سلسلة وثائقية، حادثة غرق مدينتي راوة وعانة القديمتين في الأنبار، ملقيا الضوء على تفاصيل تُعرض للمرة الأولى.

ووفقا لما أفادت به وكالات أنباء، فإن العمل في الفيلم انطلق منذ مطلع هذا العام بإصدارين، أحدهما قصير والآخر طويل، ليعاد لاحقاً تقديمه على شكل حلقات متسلسلة، يحمل كل منها عنواناً خاصاً، بهدف نقل صورة شاملة واضحة عن الحادثة.

***********************************************

جامعة الموصل تواصل بناء مكتبتها الآشورية

متابعة – طريق الشعب

تتواصل في جامعة الموصل أعمال بناء المكتبة الآشورية، التي انطلق مشروعها عام 2002 وتعطل في أحداث 2003، واستؤنف العمل فيه بعد ذلك، قبل أن يحتل إرهاب داعش المدينة عام 2014 ويتوقف العمل مجددا. 

ويحتل مبنى المكتبة مساحة 68 ألف متر مربع، ويضم 3 مبان رئيسة تشمل المكتبة الكبرى، المبنى الثقافي الاجتماعي ومعهد الدراسات المسمارية.

في نيسان الماضي، جرى استئناف العمل في المشروع، وبلغت نسبة الانجاز فيه حتى الآن 8 في المائة. ومن المقرر أن يستغرق الإنجاز الكلي ثلاث سنوات.

في حديث صحفي، قال مدير قسم المشاريع في الجامعة عمر عادل صباح، أن المبنى الرئيس للمكتبة تبلغ مساحته 6 آلاف متر، ويضم قاعتين للمطالعة و10 غرف للمعارض. فيما تبلغ مساحة المبنى الثقافي الاجتماعي 4800 متر، ويضم قاعة مدرّجة وكافيتيريا وقاعات إدارية.

وأشار إلى أن هذه المكتبة ليست مجرد مشروع علمي، بل هي مركز ثقافي واجتماعي يُرسخ مكانة الموصل الحضارية، ويخدم الدراسات المسمارية والآشورية، لا سيما أنها تحتل موقعا بارزا يحاذي جامعة الموصل ومدينة نينوى الأثرية.

ووفقا لما أعلنته جامعة الموصل في بيان صحفي، فإن تصاميم المكتبة تجسد المراحل التاريخية التي مرت بها مدينة الموصل، من العصر الآشوري، مروراً بالعصر الإسلامي، وصولاً إلى العصر الحديث. وان البنايات الثلاث ستربط في ما بينها بجسور مشاة ترمز إلى الانتقال الزمني بين هذه العصور.

وذكرت الجامعة أن المشروع تُنفذه "شركة الفاو" الهندسية، بدعم مالي من مجلس الوزراء.