الصفحة الأولى
أين أوراق الضغط لدى الحكومة العراقية؟.. بغداد تسجل أرقاما كبيرة في الاستيراد والسياحة والعقار وأنقرة تواصل تعطيش الرافدين
بغداد ـ طريق الشعب
رغم مرور شهرين على زيارة رئيس البرلمان محمود المشهداني إلى أنقرة، وتلقيه وعودا من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيادة الإطلاقات المائية، الا ان العراق لا يزال يواجه أزمة خانقة في موارده المائية. وبدلاً من استخدام العراق أوراقه الضاغطة، تستمر العلاقات التجارية والسياحية والعقارية بين البلدين بشكل تصاعدي، بينما تبقى أزمة المياه بلا حلول ملموسة.
وعود تركية على الورق
وأعلن المشهداني عقب لقائه أردوغان، في حينها، عن موافقة أنقرة على إطلاق 420 متراً مكعباً في الثانية من المياه. ولاحقاً، أكد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، أن تركيا وسوريا وافقتا على زيادة الإطلاقات لتصل إلى 320 متراً مكعباً عبر سد الموصل و350 متراً عبر الحدود السورية.
لكن بيانات وزارة الموارد المائية ومرصد العراق الأخضر تشير إلى أن ما وصل فعلياً لم يتجاوز 120 – 350 متراً مكعباً في الثانية، أي أقل بكثير من حاجة العراق الفعلية المقدرة بـ 650 – 800 متر مكعب في الثانية.
ولا يُعرف ان كانت الإطلاقات قد شملت نهري دجلة والفرات أو دجلة وحده.
ويرهن وزير الموارد المائية معالجة هذه الأزمة "بصورة كاملة" باجراء "تفاهمات سياسية ودبلوماسية مع تركيا وسوريا، إلى جانب الاعتماد على الأمطار المتوقع هطولها في نهاية تشرين الثاني وبداية كانون الأول المقبلين، والتي قد تسهم في تخفيف حدة الأزمة".
العراق زبون مميز لتركيا
في الوقت الذي تعجز فيه الحكومة عن تأمين حصتها المائية، تكشف الأرقام عمق التبعية الاقتصادية العراقية لتركيا. فقد حل العراق في المرتبة السادسة بين الدول الأكثر استيراداً من تركيا، بقيمة 968 مليون دولار في تموز 2025 وحده.
وجاء العراق ثانياً عربياً في عدد السياح إلى تركيا.
وفي مجال العقارات اشترى العراقيون 665 منزلاً خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، محتفظين بمركز متقدم بين جنسيات العالم.
وتُظهر هذه الأرقام أن العراق يملك أوراق ضغط قوية على تركيا، لكنه لم يوظفها حتى الآن في ملف المياه، رغم التحذيرات الجدية من توقف محطات الإسالة في بغداد إذا استمرت الإطلاقات الحالية عند هذا المستوى المتدني.
اقل من الحاجة الفعلية!
وأكد وزير الموارد المائية عون ذياب، أن الحكومة العراقية تعمل حاليًا على تحركات عاجلة مع الجانب التركي لزيادة كميات المياه المنصرفة عبر نهري دجلة والفرات، وسط أزمة مائية خانقة تعصف بالعراق منذ عدة أشهر.
وأشار الوزير إلى أن الجانب التركي لم يلتزم حتى الآن بالمعدل المتفق عليه من الإطلاقات المائية، حيث لا تتجاوز الكميات الحالية 350 متراً مكعباً في الثانية، وهو ما يقل بشكل كبير عن حاجة العراق الفعلية المقدرة بنحو 650 متراً مكعباً في الثانية.
وأوضح ذياب، أن انخفاض الإطلاقات من دول المنبع يفاقم أزمة الموارد المائية في العراق، مؤكدًا أن الحكومة تبذل جهودًا مستمرة لضمان حصول البلاد على حصتها الكاملة من المياه وفق الاتفاقات الموقعة مع تركيا.
كما أفاد مرصد العراق الأخضر، المتخصص في شؤون البيئة، أن الأحد الماضي كان آخر يوم للمهلة التي حددتها تركيا لضخ الإطلاقات المائية صوب العراق.
وأوضح المرصد في بيان، أن "تركيا كانت أعلنت عن إطلاق 400 متر مكعب من المياه في الثانية خلال شهري تموز وآب، إلا أن العراق تعرض لـ(خديعة كبيرة) حين توقع أن تكون الإطلاقات وفق الإعلان التركي، فيما تبين لاحقاً أن تركيا أطلقت فقط 120 مترا مكعبا في الثانية".
ورأى المرصد، أن هذا الأمر دفع العراق إلى إطلاق ضعف هذه الكمية، ما أدى إلى إفراغ السدود والنواظم، محذرا من ان العراق سيعاني خلال المرحلة المقبلة شحا حادا في الموارد المائية، في حال لم يتوصل إلى حل مع تركيا عبر التفاوض على تمديد مدة الإطلاقات "خصوصاً مع احتمالية استثمار السياسيين هذه المسألة بالتزامن مع موسم الانتخابات".
**************************************
الرفيق رائد فهمي يلتقي الشخصية اليسارية البريطانية البارزة جيريمي كوربن في لندن
لندن ـ طريق الشعب
التقى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في لندن يوم الجمعة الماضي الزعيم السابق لحزب العمال والنائب في البرلمان البريطاني جيريمي كوربن. وحضر اللقاء الرفيقان سلم علي، عضو اللجنة المركزية، وشوكت الأسدي سكرتير منظمة الحزب في بريطانيا.
وعبّر الرفيق فهمي عن تقديره العالي لمواقف كوربن التضامنية مع شعبنا العراقي، وكذلك دوره البارز في حركة التضامن الشعبية البريطانية احتجاجا على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة ودعما لقضية الشعب الفلسطيني العادلة.
وجرى في اللقاء تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتداعياتها الخطيرة جراء العدوان الصهيوني المتواصل على غزة ولبنان وسوريا، الذي حظي بدعم مطلق من الادارة الامريكية، والتهديد باستئناف الحرب على ايران.
وقدم الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب عرضا مستفيضا للوضع في العراق، في ظل الأزمة البنيوية الخانقة وتفاقم معاناة الشعب وتصاعد الاحتجاجات ضد منظومة المحاصصة والفساد وقمع الحريات والانتهاكات الفظة لحقوق المرأة، ولنضال الحركة النقابية، وموقف القوى المدنية الديمقراطية من الانتخابات البرلمانية القادمة، وحصر السلاح بيد الدولة وانهاء الوجود العسكري الأجنبي. وتناول في هذا السياق رؤية الحزب للتغيير الشامل للخلاص من المحاصصة، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية.
ويشار الى أن كوربن لعب دورا متميزا في حركة التضامن مع الشعب العراقي "ضد القمع ومن اجل الحريات الديمقراطية"، التي انطلقت في بريطانيا في أواخر السبعينات لفضح جرائم الدكتاتورية الفاشية، بعد انتخابه نائبا في البرلمان البريطاني عام 1983.
وأعلن كوربن مؤخرا التوجه لتأسيس حزب يساري جديد، وحظيت حركة "حزبنا" التي اطلقت لجمع التواقيع على الانترنت تأييدا لهذه الخطوة بتأييد غير مسبوق، إذ سارع اكثر من 800 ألف شخص خلال بضعة أيام الى دعم هذا التحرك. ومن المتوقع ان يعقد الحزب مؤتمره التأسيسي في اواخر العام الحالي.
********************************************
راصد الطريق.. {حفلة شتائم} لانتفاضة تشرين
ما إن يعود صوت المحتجين يرتفع وتتوحّد شعاراتهم المطالِبة بالخلاص من منظومة المحاصصة وذيولها، حتى يظهر عجز القوى السياسية الحاكمة عن مواجهة تلك المطالب، فتلجأ إلى أساليب التسويف والمماطلة والى محاولات التشتيت، بدلاً من الاستجابة.
وما ان تخفت حركة الاحتجاج أو يغيب صوتها، حتى تبدأ ما يمكن تسميتها "حفلة شتائم"، يعيد بعض المسؤولين في مجراها ترديد الاتهام التقليدي الهزيل والمتهافت، بأن الانتفاضة "صنيعة للخارج" ومدعومة من سفارات أجنبية.
والسؤال الجوهري هنا هو: إذا كانت هناك تدخلات خارجية بالفعل، فلماذا لم تقم هذه القوى بدورها في تحصين الدولة والمجتمع من تأثيراتها؟ وهل يمكن للطبقة السياسية، وهي الأكثر ارتباطاً بالخارج، أن تتبرأ من تلك التأثيرات؟
ثم تبرز أسئلة أخرى أكثر إلحاحاً: ماذا قدّم المسؤولون لشعبهم الرافض لسلطتهم؟ هل جلبوا له غير الفقر والحرمان ونهب الثروات؟ ولماذا لا يجد المطالبون بحقوقهم ردودا غير العنف والقتل والتغييب والترهيب، كما جرى للمحتجين مؤخراً في ساحة التحرير؟
ستبقى دوافع الاحتجاج قائمة ما بقي الفساد والمحاصصة.
أما محاولات التسخيف أو التشويه فلن تُجدي نفعاً، ذلك أن المطالب الحقيقية لا تسقط بالتجاهل ولا بالتزوير.
*******************************************
الصفحة الثانية
المفوضية تصدر قائمة جديدة: استبعاد 53 مرشحاً وإعادة 27 آخرين إلى السباق الانتخابي
بغداد _ طريق الشعب
أصدرت المفوضية العليا للانتخابات، امس الاثنين، قوائم جديدة تضمنت آخر تحديثات الاستبعاد وقبول الترشيح للسباق الانتخابي المقبل.
ووفقاً للقوائم، فإن المفوضية قررت استبعاد 53 مرشحاً جديداً على خلفية عدم توافر حسن السيرة والسلوك، كما منصوص عليها قانون الانتخابات الساري، فضلاً عن شمولهم بهيئة المساءلة والعدالة.
كما قررت المفوضية إعادة ترشيح 27 شخصاً لعدم مخالفتهم أحكام قانون الانتخابات، وكان مجلس الوزراء قد حدد يوم 11 تشرين الثاني 2025 موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما أعلنت مفوضية الانتخابات أن الحملات الدعائية للمرشحين ستبدأ في 8 تشرين الأول المقبل، وتستمر لغاية 24 ساعة قبل بدء التصويت الخاص، ويحق لنحو 30 مليون عراقي من أصل 46 مليون نسمة المشاركة في هذه الانتخابات.
********************************************
قوات الأمن تعتدي على تظاهرة سلمية لـ"المجموعة الطبية".. تصاعد الاحتجاجات في بغداد والمحافظات واعتقالات تطال ناشطين
بغداد - طريق الشعب
شهدت العاصمة بغداد وعدد من المحافظات، خلال اليومين الماضيين، سلسلة من التظاهرات والوقفات الاحتجاجية، شملت خريجي الجامعات، وموظفين، وأهالي المناطق المتضررة من الجفاف، إضافة إلى احتجاجات مطلبية في قطاع النفط. فيما تخلل بعضها اعتقالات لناشطين، أثارت استنكار منظمات حقوقية.
احتجاجات طبية في بغداد
وتجمع المئات من خريجي المجموعة الطبية في العاصمة بغداد داخل حديقة الأمة، مطالبين بتعيينهم على ملاك وزارة الصحة، وتطبيق قانون 6 لعام 2000.
وذكر مشاركون في الوقفة، أن عدد المتظاهرين بلغ نحو 130 شخصاً، في حين طوقت التظاهرة قوة من فوج طوارئ بغداد الرصافة الثالث إلى جانب الوحدة التاسعة من حفظ القانون. وأفاد شهود عيان بأن القوات الأمنية استخدمت العنف المفرط واعتدت على المحتجين السلميين لفض التجمع.
ويشير قانون 6 لعام 2000 إلى إلزام الحكومة بتعيين خريجي الجامعات والكليات والمعاهد الطبية والصحية والتمريضية، وقد تمت المصادقة مؤخراً على تعيين 29,882 خريجاً من قبل مجلس الخدمة الاتحادي.
ميسان.. عطش وخطأ طبي واعتقال ناشط
وفي ناحية الخير جنوبي ميسان، خرج العشرات من الأهالي بتظاهرة أمام مبنى ديوان المحافظة احتجاجاً على أزمة شح المياه. وطالبوا الحكومة المحلية بالتدخل الفوري وإطلاق حصة مائية لإنقاذ الثروة الحيوانية وما تبقى من السكان، مشيرين إلى أن المنطقة التي كانت تشتهر بالزراعة وتربية الجاموس والأغنام والأسماك، تحولت إلى منطقة شبه مهجورة بفعل الجفاف.
وفي قضاء المجر الكبير، نظم ذوو الشاب مصفى فالح الشويلي، وقفة أمام المستشفى للمطالبة بفتح تحقيق في أسباب وفاته، متهمين طبيب التخدير بالتقصير وطالبوا بإقالة إدارة المستشفى.
كما اعتقلت قوة أمنية الناشط أبو عراق العبودي، مسؤول تنسيقية المطالبين بتعديل سلم رواتب الموظفين وموظف في مديرية زراعة ميسان، بموجب أمر قضائي صادر من بغداد، بتهمة التحريض على التظاهرات.
وفي ناحية المشرح، دخل الأهالي في اعتصام مفتوح بسبب توقف محطات الإسالة وجفاف الأنهر والجداول منذ شهرين، الأمر الذي أدى إلى نفوق المواشي وهجرة العائلات. الأهالي أشاروا إلى أن الإطلاقات المائية لا تتجاوز 7 أمتار مكعبة بالثانية للناحية التي يسكنها أكثر من 30 ألف نسمة، محملين المسؤولية للتجاوزات وأحواض الأسماك والمتنفذين.
وقفات احتجاجية في المثنى
وفي محافظة المثنى، نظمت مجموعة من خريجي المحافظة من مواليد التسعينيات وقفة احتجاجية، طالبوا خلالها بتوفير فرص عمل لهم في الدوائر الحكومية، مؤكدين أنهم تجاوزوا الثلاثين من العمر وما زالوا يواجهون البطالة رغم حصولهم على الشهادات الجامعية.
كما خرج عدد من موظفي بلدية السماوة العاملين بصفة أجراء يوميين في وقفة احتجاجية، مطالبين بتحويلهم إلى عقود وفق قرار 315، مشيرين إلى أنهم أمضوا سنوات طويلة في الخدمة من دون تثبيت أو تحويل لعقود أسوة بزملائهم.
تصعيد في البصرة
وفي محافظة البصرة، أغلق العاملون السابقون في مشروع FCC النفطي البوابة الرئيسية لشركة مصافي الجنوب، احتجاجاً على استبعادهم من التثبيت على الملاك الدائم لوزارة النفط.
وقال ممثل المتظاهرين، أحمد شاكر، إن عددهم يبلغ نحو 350 عاملاً، عملوا لسنوات طويلة قبل تشغيل المشروع، قبل أن يتم الاستغناء عنهم بشكل مفاجئ لصالح عمالة أجنبية.
كما تظاهر العشرات من خريجي الهندسة والاختصاصات النفطية والعلوميين أمام شركة نفط البصرة في شارع "المكينة"، مطالبين وزير النفط ومدير الشركة بالاستجابة لمطالبهم في التعيين.
وفي تطور آخر، اعتقلت قوة أمنية الناشط عمار الزيدي، أحد أبرز قادة الحراك الشعبي في البصرة، قبل ساعات من تظاهرة كان يفترض أن يقودها أمام مجلس المحافظة. الزيدي سبق أن قاد تظاهرات حول خور عبد الله وسلّم الرواتب وقضايا خدمية أخرى، فيما اتهم ناشطون قائممقام الهارثة بالوقوف وراء الدعوى القضائية ضده.
وقد أثار اعتقاله ردود فعل غاضبة، حيث حشد رفاقه في الحراك الشعبي لتظاهرات واسعة للمطالبة بإطلاق سراحه، معتبرين اعتقاله محاولة لتكميم الأصوات الناقدة.
استنكار حقوقي
بدوره، استنكر مركز العراق لحقوق الإنسان ما وصفه بـ"الاعتقالات العشوائية والدعاوى الكيدية ضد الناشطين وصنّاع الرأي العام".
وأكد المركز أن اعتقال الناشط عمار الزيدي يمثل خرقاً صارخاً للمادة (38) من الدستور العراقي والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
وحذر المركز من أن "الممارسات القمعية بحق الناشطين قد تؤدي إلى استفزاز الشارع وزيادة الاحتقان الشعبي، وتهديد السلم المجتمعي"، مطالباً رئيس الوزراء ولجنة حقوق الإنسان في البرلمان باتخاذ موقف واضح وإيقاف جميع أشكال الملاحقة والتضييق، والعمل على الاستماع إلى المطالب المشروعة للمحتجين.
موظفو شركة نفط الشمال
من جانبهم، نظم العشرات من موظفي شركة نفط الشمال في كركوك، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة، للمطالبة بتطبيق قرار حكومي يقضي باحتساب شهاداتهم الجامعية التي حصلوا عليها أثناء الخدمة.
وقال متظاهرون إن "هناك توجيهات صادرة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير النفط حيان عبد الغني، تقضي باحتساب "جميع الشهادات النفطية والساندة"، لكن إدارة الشركة لم تطبق القرار حتى الآن".
وأوضح أحد الموظفين أن عدد الحاصلين على شهادات يتراوح بين 1000 و 1600 موظف، مضيفاً: "مطالبنا بسيطة، وهي تسريع الإجراءات أسوة بالشركات النفطية الأخرى التي بدأت بالفعل باحتساب شهادات موظفيها".
وأكد المحتجون أنهم يسعون فقط لتطبيق القرار، معربين عن استعدادهم لتقديم أي تعهدات تطلبها الإدارة، بما في ذلك البقاء في مناصبهم الحالية دون تغيير، مقابل الاعتراف بشهاداتهم.
ويأمل الموظفون أن تستجيب إدارة الشركة لمطالبهم وتطبق التوجيهات الحكومية لإنهاء هذا الملف.
وجه رئيس الوزراء العراقي يوم الاثنين 4 آب 2025 وزارة المالية العراقية بإطلاق أوامر الترفيع والعلاوة السنوية، واحتساب الشهادة للحاصلين عليها أثناء الخدمة، واحتساب الخدمات، حفاظاً على المراكز التنظيمية والحقوق المكتسبة لموظفي الدولة كافة.
كما وجّه وزارة المالية باحتساب المتغيرات والحقوق المالية وفق جداول الكلف، وأن يُمنح العنوان والدرجة الوظيفية الجديدة ضمن السياقات والضوابط القانونية والأنظمة الملحقة بها.
******************************************
أين أوراق الضغط لدى الحكومة العراقية؟
تصريح رسمي: العراق يمر بمرحلة معقدة
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، ان "الواقع المائي في العراق يمر بمرحلة صعبة ومعقدة وحرجة، سيما ونحن نعيش اليوم مرحلة ندرة و شح حادة في الموارد".
وأكد شمال في تصريح لـ"طريق الشعب"، ان الحكومة التركية "لم تلتزم بالإطلاقات المائية الخاصة بحصة العراق، اذ ما تزال قليلة ومتذبذبة، برغم انها تمثل استحقاقا طبيعيا من نهري دجلة والفرات"، مشيرا الى ان "مستوى الايرادات المائية القادمة من سوريا وايران، هي الاخرى متدنية، في وقت يحتاج فيه العراق الى أكثر من 400 متر مكعب في الثانية في نهر دجلة، وحوالي 250 الى 300 متر مكعب في الثانية في الفرات في الوقت الراهن".
واوضح، ان "العراق لا يتسلم حالياً سوى أقل من 35% من حصته الطبيعية واستحقاقه، وهذا ادى بطبيعة الحال الى تدني مستويات الخزين المائي ليبلغ 8 في المائة فقط من السعة الخزنية، أي ما يعدل ثمانية مليارات متر مكعب، وهو أدنى معدل مُسجل".
وخلص شمال الى القول: "نحن الآن في مرحلة ندرة مائية حادة، ونحتاج إلى كل قطرة مياه متاحة. الوضع المائي في العراق حرج، والحكومة تعمل من اجل لتأمين الإطلاقات والحصص المائية اللازمة عبر التفاوض مع دول الجوار وتركيا بالخصوص".
تهديدات مائية واجتماعية!
وتشهد بعض المحافظات، منذ أشهر، شحا كبيرا في مياه الشرب والري، وسط مخاوف من انعكاسات سلبية على الأمن الغذائي والزراعي، في حال استمرت الإطلاقات الحالية دون زيادة ملموسة.
وتعاني محافظات الجنوب والفرات الأوسط من شح مياه الشرب، وخرجت تظاهرات غاضبة احتجاجاً على جفاف الأراضي الزراعية.
وحذر خبراء البيئة من زيادة الملوحة والتلوث في نهري دجلة والفرات، إضافة إلى تهديد الثروة السمكية والزراعة، ما قد يؤدي إلى تفاقم معدلات الفقر والهجرة العكسية، متسائلين: لماذا يُترك ملف المياه رهينة وعود دبلوماسية لم تُترجم إلى اتفاقات ملزمة، في حين لدى تركيا 136 نقطة توغل وأربع قواعد عسكرية داخل الأراضي العراقية؟
ما يجري اليوم ليس مجرد أزمة موسمية، بل تهديد استراتيجي للأمن المائي والغذائي والاجتماعي في العراق. ومع أن الحكومة العراقية تمتلك أوراق ضغط اقتصادية ونفطية وسياحية قوية، فإن عجزها عن استخدامها يجعل تركيا تتعامل مع ملف المياه كمسألة سياسية مؤجلة، بينما يدفع المواطن العراقي ثمن العطش والجفاف.
*****************************************
الصفحة الثالثة
مياه الصرف الصحي الراكدة مصنعٌ للأمراض.. {البقع السوداء}.. خطر بيئي يهدد حياة الناس في ديالى
بغداد – تبارك عبد المجيد
تشكل البقع السوداء الناتجة عن مياه الصرف الصحي الراكد في محافظة ديالى، تهديداً بيئياً وإنسانياً متصاعداً، بعد أن أودت بمصرع طفلين في قرية السناجرة. هذه المستنقعات لا تقتصر خطورتها على غرق الأطفال، بل تُعد بيئة خصبة لتفشي الأمراض، ما يجعل التصدي لها ضرورة عاجلة، تتطلب تحركاً سريعاً من السلطات المحلية والمراكز الصحية، لحماية حياة المواطنين والبيئة على حد سواء.
خطر مضاعف
وأعلنت مفوضية حقوق الإنسان، عن الحاجة الملحة لإنهاء ما وصفته بـ"البقع السوداء" لمياه الصرف الصحي في المحافظة، بعد حادث مأساوي أودى بحياة طفلين.
وقال مدير مكتب المفوضية في ديالى، صلاح مهدي، أن "الطفلين لقيا مصرعيهما إثر غرقهما في مستنقع لمياه الصرف الصحي بالقرب من قرية السناجرة في ناحية جباره شمال شرق ديالى"، مشيرا إلى أن الحادثة أثارت قلق الرأي العام وسلطت الضوء على المخاطر البيئية لهذه المستنقعات، والتي تزيد من احتمالية انتشار الأمراض، وتشكل خطراً على حياة الأطفال والمواطنين.
ودعا مهدي إلى اعتماد استراتيجية شاملة لمعالجة مستنقعات المياه الراكدة ومياه الصرف الصحي في جميع مناطق المحافظة، مؤكداً أن هذه الإجراءات العاجلة ضرورية لتفادي وقوع المزيد من الكوارث وخسارة الأرواح، مؤكدا أن مكافحة "البقع السوداء" ليست مجرد مسألة بيئية، بل قضية إنسانية عاجلة، تتطلب تنسيقاً بين السلطات المحلية والمراكز الصحية لضمان سلامة السكان، خصوصاً الأطفال.
التلوث مصدره المجاري
من جهته، ذكر مدير الموارد المائية في محافظة ديالى مهند علي، أن مياه الشرب المجهزة للمواطنين صالحة للاستخدام وخالية من الملوثات، نافياً ما أشيع مؤخراً حول وجود بقع داكنة تؤثر على نوعية المياه في نهر ديالى.
وقال علي لـ "طريق الشعب"، ان دائرته لم ترصد أية بقع داكنة في نهر ديالى أو في مجرى المياه التي تُستخدم للشرب، حيث تعمل جميع محطات الإسالة في المحافظة، والبالغ عددها أكثر من 200 محطة، بشكل طبيعي، وتضخ مياها صالحة للاستهلاك اليومي في جميع مناطق المحافظة.
وفيما يخص قضية تصريف المياه الثقيلة، أوضح علي أن المشكلة تكمن في قيام بعض شبكات الصرف الصحي بتصريف المياه إلى نهر ديالى من دون معالجة، مؤكداً "رفع أكثر من عشر دعاوى قضائية ضد دائرة مجاري ديالى، بسبب وجود مصبات لمياه المجاري، تُصرف بشكل مباشر في النهر، وهو ما يمثل التحدي الأكبر الذي نواجهه كمؤسسة معنية بالموارد المائية".
وأضاف أن "المديرية وجهت عدة مخاطبات رسمية للجهات المعنية لمعالجة هذه المشكلة"، مشدداً على أن "التلوث الظاهر في بعض المناطق يعود بالدرجة الأساس إلى مياه الصرف الصحي غير المعالجة، وليس إلى مياه الشرب المجهزة عبر محطات الإسالة".
المياه الراكدة مصنع للأمراض
فيما أعرب أحمد الزبيدي، ناشط بيئي من محافظة ديالى، عن قلقه الشديد إزاء انتشار "البقع السوداء" لمياه الصرف الصحي في المحافظة، مؤكداً أن الإهمال المستمر في التعامل مع هذه المستنقعات، أدى إلى تفاقم المخاطر البيئية والصحية.
وقال الزبيدي في حديث لـ "طريق الشعب"، إن "هذه البقع ليست مجرد مياه راكدة، بل مصانع للأمراض ومهدد دائم لحياة الأطفال والمواطنين. حادثة وفاة الطفلين دليل صارخ على فداحة الإهمال"، مضيفا أن "المشكلة تكمن في غياب الرقابة الصارمة على شبكات الصرف الصحي وتصريف المياه دون معالجة. إذا استمر هذا الوضع، فإننا سنشهد المزيد من الفواجع البيئية والإنسانية".
ودعا الزبيدي الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وشاملة لإزالة مستنقعات مياه الصرف ومعالجة البقع السوداء في كل أنحاء المحافظة، مشدداً على أن حماية البيئة هي في الوقت نفسه حماية لحياة الناس وحقهم في العيش بسلام وأمان.
من منبع عذوبة الى مكب نفايات
أما الباحث والناشط البيئي فلاح الأميري، من شبكة البصرة لحماية وتحسين البيئة، فقد شكا من تدهور حالة نهر ديالى، مؤكداً أن هذا النهر الذي كان في السابق من أشهر الأنهار العذبة والجميلة في العراق، أصبح اليوم يعاني من مستويات عالية من التلوث، تهدد الزراعة والمجتمعات المحلية والصحة العامة.
وقال الأميري لـ"طريق الشعب"، ان النهر كان سابقاً يغذي المناطق على طرفيه بمياه الري والشرب والاستخدامات اليومية، إلا أن ما نراه اليوم يختلف تماماً عن تاريخه. أصبح النهر الآن بؤرة للتلوث ومكباً للنفايات بمختلف أنواعها، بما في ذلك المياه الثقيلة للمجاري.
وأضاف أن التوسع العمراني وتحويل الأراضي الزراعية إلى مناطق سكنية زاد من معدلات التلوث، مضيفاً ان "من الأخطار المهمة لتلوث مياه نهر ديالى تأثيره السلبي على الزراعة، وتحول المناطق المحاذية للنهر إلى أراض جرداء، بالإضافة إلى تغير أنواع النباتات وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض عند استخدام مياه النهر للشرب أو الري، حتى أصبح النهر لا يصلح لأي استخدام تقريباً.
وأوضح الأميري، أن هذا الوضع يعكس تجاهل ملف إدارة المياه في العراق، مشيراً إلى أن العالم كله يعاني من شح المياه، والعراق متأثر بشكل كبير بالتغير المناخي "ومع ذلك، ما زلنا نهمل موضوع إدارة المياه والحفاظ عليها في ظل شحها".
ولفت إلى أن "الاعتقاد السائد بأن مياه نهري دجلة والفرات في الجنوب هي الأكثر تلوثاً لم يعد صحيحاً بعد مشاهدة الوضع في نهر ديالى، الذي يعد من أهم الأنهار في البلاد، لكنه اليوم الأكثر تلوثاً". وأكد "ضرورة تبني سياسات جديدة وحديثة لإدارة المياه والمحافظة على الكميات المتوفرة".
ودعا أصحاب القرار إلى التعامل مع هذه المسألة بجدية لحماية ما تبقى من الموارد المائية.
**********************************************
أفكار من أوراق اليسار.. تجديد العامل الذاتي
إبراهيم إسماعيل
إذا كان الوعي الطبقي، كما قال جورج لوكاش، لا ينشأ تلقائيًا من الوجود الطبقي، بل من النضال السياسي الواعي، فإن مقولة ماركس في أطروحاته حول فيورباخ، من أن الواقع لا يتغير بتفسيره فقط، بل بفعل الناس أنفسهم، قد حدّدت بدقة أهمية العامل الذاتي؛ إذ لا يمكن أن تتقد الشعلة، مهما تراكم من حولها الحطب، دون أن تُلهبها يدٌ ثورية.
ربما كان هذا الأمر وراء المكانة المتميّزة التي حظي بها البناء التنظيمي، بين قضايا عديدة اهتمت بتطويرها وتجديدها أطياف اليسار، لا لأنه لقي انتقادات محقة وظالمة فحسب، بل لأن ثمار النصر لن تنضج ببساطة، إلا بتلاقح فاعل بين الظروف الموضوعية والعامل الذاتي، الذي اشتدّت أهميته مع انسداد الأفق الديمقراطي في الكثير من دول الأطراف، وتفكك بنيتها الطبقية التقليدية، وسطوة الأمن والريع والهويات الفرعية فيها.
ورغم أن الأنظمة الداخلية للأحزاب اليسارية لم تكن يومًا مسألة تقنية أو إدارية، بل كانت تعبيرًا عن الرؤية الفكرية للعلاقة بين النظرية والممارسة، بين الحزب والطبقة، فإن التطورات الاجتماعية والتكنولوجية والسياسية في العقود الأخيرة فرضت تدقيق النموذج اللينيني لتلك الأنظمة، وكل النماذج التي استندت إليه، وتحديد ملامح التجديد الممكنة فيه، دون أن يُفقِده جوهره الطبقي.
وكان من أبرز ملامح ذلك التدقيق، قيام أطياف يسارية بتوسيع قاعدتها الاجتماعية، لتشمل إلى جانب البروليتاريا: العمال الزراعيين، وشغيلة الخدمات والتكنولوجيا، والنساء في العمل المنزلي غير مدفوع الأجر، وكل الكتلة الشعبية المتضرّرة من الهيمنة، وتطوير أدواتها بما يكفي لاستيعاب هذه الفئات في الأحياء الشعبية وأماكن العمل والمؤسسات التعليمية والتجمعات النسوية، وتنويع أشكال العضوية، ودعم التنظيم الذاتي للطبقات الشعبية وتشجيعها على بناء السلطة من القاعدة.
كما عمدت أطياف أخرى إلى بناء تنظيمات جديدة أفقية، ذات صلاحيات واسعة وقيادة تشاركية، تجمع بين الشكل الحزبي التقليدي والمنصة الرقمية الحركية، وأطلقت منصات مفتوحة للنقاش الجماعي، خالية من تقديس المُسلّمات والحنين الجارف لماضٍ تليد، وسمحت بتعدّد الرؤى في إطار وحدة الإرادة والعمل، وجدّدت الكادر على قاعدة التجربة العملية والمشاركة في المعارك اليومية ضد الاستبداد والاستغلال والتمييز بكل أشكاله، واستنادًا إلى الجهد الحقيقي الذي يبذله ذلك الكادر في تطوير إمكانياته الفكرية، وأدواته التحليلية، وقدرته على قراءة الواقع الذي ينشط فيه، ومدى مساهماته في العمل النقابي والمهني والدعائي، وفي الحراكات الاحتجاجية.
وبسبب تنوّع مضامين وأشكال تلك التطورات، برزت الحاجة إلى الحوار حول خمسة اشتراطات هامة لذلك التدقيق: أولها أن يكون التجديد في المبادئ التنظيمية متناسبًا مع المستوى الثقافي للناس، ومع المتغيرات التي يشهدها هذا المستوى، وثانيها أن يتزامن مع نجاح اليسار في صيانة جهاز المناعة في صفوفه، وتنشيط هذا الجهاز بشكل دوري، منعًا لتسرّب الخطايا أو تسريبها إلى باحة الدار، وثالثها تحسين المستوى الفكري والسياسي للأعضاء، واعتماد آليات تعالج ضعف الهمم دون أن تمسّ الاستقلالية والمسؤولية الفردية ودمقرطة الحياة الداخلية، ورابعها اعتماد المراجعة الدورية للأشكال الجديدة، بحيث يمكن العودة إلى مفهوم تم التخلي عنه في فترة معينة لأسباب زمانية أو مكانية، إذا ما تطلّبت الممارسة العملية ذلك، وخامسها أن يعكس التجديد التزامًا بالموقف الطبقي؛ إذ لا يسار حقيقي ما لم يتبنَّ الدفاع عن الاشتراكية بوصفها حلًا تاريخيًا، وما لم يربط بين البنية الرأسمالية ومشاكل البطالة والفقر والفساد وخراب البيئة، وما لم يعالج قضايا الهوية والثقافة من منظور علمي، وما لم يصُن الهوية المستقلة لليسار في التحالفات التي يصبح طرفًا فيها.
********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق بين المطرقة والسندان
نشر موقع مجلس الشرق الأوسط للعلاقات الدولية مقالًا للكاتب رانج علاء الدين، ذكر فيه أن حكومة العراق والفصائل المسلحة في البلاد، الحليفة لطهران، قد التزمت جانب الحياد خلال ما سُمِّي بـ "حرب الـ 12 يومًا"، استكمالًا لسياسة التوازن الدقيق التي اعتمدتها بغداد في علاقاتها مع حليفيها المتخاصمين: إيران والولايات المتحدة. إلا أن بقاء الصراع بلا حسم حتى الآن، بل ودخوله في حالة غير مسبوقة وخطيرة، قد يضع العراق في قلب عاصفة إقليمية جديدة.
علاقات معقّدة
وذكر المقال أن علاقات العراق المعقّدة ومتعددة الجوانب تقع اليوم في قلب الأزمة. ففي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى النأي بالبلاد عن الدخول في النزاعات، فإنها تستضيف على أراضيها قوات أمريكية، وترتبط باتفاقية إطار استراتيجي للتعاون مع الولايات المتحدة، التي لا تُخفي رفضها لعلاقات بغداد بطهران، وتعتبر العراق الرئة التي تتنفس منها إيران في مواجهة ما فُرض عليها من عقوبات وحصار.
كما تبدي واشنطن قلقها من احتمال تعرُّض قواتها أو مصالحها في العراق للضرر إذا ما اشتعل النزاع من جديد. وادّعى الكاتب أن إيران، من جهتها، تسعى إلى الاستفادة من تحالفها مع العراق للضغط على خصومها، والالتفاف على العقوبات الأمريكية، خاصةً بعد أن تضررت مكانتها وتحالفاتها في المنطقة بشكل كبير نتيجة الصراعات التي بدأت في 7 أكتوبر 2023.
واستدرك الكاتب بالقول إن حلفاء طهران في العراق بدأوا يُفكّرون برويّة في دورهم في هذا الصراع، رغم تعاطفهم الشديد مع طهران. وبالتالي، يحاول العراق اليوم تجنّب أي رد فعل أمريكي كبير، خاصةً مع توسيع نطاق سياسة ترامب المُجدَّدة لـ "الضغط الأقصى" على إيران، وعدم تسامحه مع النفوذ الإيراني، وهو ما بدا واضحًا في قرار الإدارة إنهاء إعفاء بغداد من استيراد الكهرباء الإيرانية، ما أجبر العراق على دخول مرحلة انتقالية مؤلمة وغير مهيّأة جيدًا في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى اتهام بنك الرافدين الحكومي بمعالجة مدفوعات لصالح الحوثيين في اليمن، وفرض عقوبات على العديد من البنوك العراقية بحجة التحايل على العقوبات الأمريكية ضد إيران.
اتهامات متناقضة
وأكّد المقال على أن الحكومة العراقية تعيش حالة من الارتباك بسبب الضغوط المتواصلة عليها وما تفرزه من تداعيات سياسية، إذ يتّهمها حلفاء واشنطن بأنها مسؤولة عن تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، كجزء من سياستها لاسترضاء الكتل القوية المتحالفة مع إيران، وفسح المجال لها لتوسيع هيمنتها على البلاد، ومعاقبة حكومة الإقليم المتحالفة — وفق ما زعم الكاتب — مع الولايات المتحدة.
كما أن أي تصرّف تقوم به الحكومة على الجانب الآخر، مثل دمج قوات الحشد الشعبي بالجيش أو تقويض ما أسماه الكاتب "اقتصاد الظل الإيراني"، ربما يؤدي إلى انقسامات عميقة داخل الطبقة السياسية الحاكمة، قد تُشعل صراعًا داخليًا يفتح ثغرات أمام واشنطن لاستعادة نفوذها في العراق، والاستفادة من تراجع إيران الإقليمي الأوسع.
مفترق طرق
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن استغلال بغداد لحملة الضغط التي تشنّها إدارة ترامب لربط المساعدات والتعاون في مجالي الطاقة والشرعية الدولية، باتخاذ خطوات ملموسة لتقليص استقلالية القوات المسلحة غير النظامية، ومكافحة عمليات السوق السوداء وتهريب العملة والنفط، قد يُعرّض الحكومة لاتهامات بالإذعان لواشنطن، ويُخاطر بالدعم الذي تتلقاه من حلفاء طهران. وفي الوقت نفسه، فإن أي ميل نحو طهران سيزيد من مخاطر اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات عقابية، بما في ذلك الضربات العسكرية.
وتوصّل الكاتب إلى أن العراق يقف اليوم عند مفترق طرق، ولا يملك الكثير من الخيارات، في وقت لا تزال فيه الذاكرة الجمعية للشعب تختزن صور الحصار القاسي الذي عانى منه خلال تسعينيات القرن الماضي، حين تعرضت البلاد لأوسع عقوبات أممية في تاريخها المعاصر.
****************************************
الصفحة الرابعة
مخاوف من تداعيات اجتماعية واقتصادية خطرة
ناشطات: مدونة الأحوال الشخصية تهمش دور القضاء وتشرعن التمييز ضد النساء
بغداد – طريق الشعب
أثارت مدونة تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، التي أقرها مجلس النواب، مؤخرا، جدلاً واسعاً بسبب انعكاساتها المحتملة على حقوق النساء والمجتمع؛ إذ حذر مراقبون من أن المدونة تمنح الزوج سلطة تعديل العقود على أي مذهب دون موافقة الزوجة، ما يجعل خيارات النساء القانونية ضعيفة، ويزيد من معدلات الفقر عبر حرمانهن من حقوقهن الاقتصادية. كما قد تؤدي إلى ظهور زواجات غير منظمة خارج القضاء، ما يرفع المخاطر الصحية والنسبية ويهدد الأسرة والمجتمع.
وبحسب تحليلات قانونية فإن المدونة تتضمن أكثر من 300 مادة يصعب استيعابها خلال فترة قصيرة، بما فيها أحكام تمنح الزوج سلطة مطلقة على حياة الزوجة، وتقيّد حقوق الأخيرة في الميراث والحضانة، ما يتعارض مع مبادئ العصر الحديث. كما يمكن أن تهمش المدونة دور القضاء في المسائل الشرعية وتفتح الباب لتفسيرات فقهية متباينة بين المذاهب، مما يخلق قوانين متناقضة ويؤدي إلى تمييز ديني بين المواطنين ويهدد وحدة المجتمع.
تحول عقد الزواج الى تجاري
وحذرت الناشطة النسوية رؤى خلف من التداعيات القانونية والاجتماعية الخطرة للمدونة الجديدة، مؤكدة أنها قد تقوض حقوق النساء، وتزيد من ضعفهن الاقتصادي والاجتماعي.
وقالت خلف لـ "طريق الشعب"، إن المؤيدين للمدونة ينقسمون إلى فئتين، الأولى تعتمد على فهم سطحي للمعلومات، حيث يقرأ الأشخاص سطرا أو خمسة أسطر فقط، دون التعمق في محتوى الصفحات الكاملة أو الصياغة المعقدة للمدونة، وهو ما يؤدي إلى انتشار معلومات مغلوطة. أما الفئة الثانية، فهي تصدق أخبارا مضللة عن حرية الزواج والتسجيل على أي مذهب، معتقدين أن الزوجين يمكنهما اختيار أي مذهب بحرية تامة.
وأضافت خلف، أن الواقع مختلف تماما حيث يحق للزوج تعديل العقد على أي مذهب دون علم الزوجة أو موافقتها، ما يجعل خيارات النساء القانونية ضعيفة وضعف الضمانات موجود.
وأكدت أن هذه القوانين تؤثر ليس فقط على الزوجة، بل على الأجيال القادمة؛ فاختيار الأب لمذهب معين، مثل المذهب الجعفري، يلزم الزوجة وأولاده مستقبلا بهذا المذهب، حتى لو لم يكن اختيارهم الشخصي.
من الجانب الاقتصادي والاجتماعي، رأت خلف أن المدونة ستزيد من معدلات الفقر بين النساء، عبر حرمانهن من حقوقهن الاقتصادية، بدءًا من الميراث وحتى النفقة، ما يعزز أزمة اقتصادية قائمة ويزيد من التفاوت الاجتماعي. وأضافت أن المدونة قد تؤدي إلى ظهور زواجات غير منظمة خارج القضاء، مما يزيد من المخاطر الصحية والنسبية بسبب نقص الفحوص الطبية وفحوص الأمراض الوراثية، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأسرة والمجتمع.
وأشارت إلى أن المدونة بُنيت على أساس عقد تجاري وليس عقدا أسريا، وأن معظم شروطها موجهة ضد النساء، وكأنها أداة جنسية أكثر منها حماية قانونية.
وقالت انه "لو نظرنا إلى صياغة المدونة، نجد أنها تشبه القوانين في بعض الدول التي تنظم الدعارة، حيث تُحل الأزمة الاقتصادية عبر تقنين استغلال النساء، بدلا من معالجتها".
واختتمت رؤى خلف حديثها بالتحذير من أن استمرار تطبيق المدونة بصيغتها الحالية سيزيد من معاناة النساء على المستويين القانوني والاجتماعي، ويضع الأسرة والمجتمع أمام تحديات كبيرة في المستقبل.
لا تتوافق مع المعايير الإنسانية؟
من جهته، ذكر المحامي محمد جمعة، أن مدونة الأحوال الشخصية التي قرأها في مجلس النواب لا يمكن استيعابها وفهمها في ساعة واحدة، مشيراً إلى أن عدد مواد المدونة يتجاوز 300 مادة، ما يجعل من المستحيل على أي شخص الاطلاع عليها وفهمها خلال مدة قصيرة.
وأوضح جمعة في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "هذا الأمر يشير إلى أن بعض أعضاء مجلس النواب صوتوا على المدونة دون دراستها أو الاطلاع على محتواها بشكل فعلي"، معتبراً أن الهدف من التصويت كان مرتبطاً بالمصالح الانتخابية أكثر من كونه استناداً إلى فهم قانوني دقيق للمواد.
وأضاف أن المدونة تحتوي على مواد عدة تتعلق بحقوق الإنسان، لكنه وصف بعضها بأنها "غير متوافقة مع العصر الحديث". وذكر أمثلة على أحكام دينية موجودة في القانون، مثل "اللعان"، الذي يسمح للزوج بالتطليق من زوجته دون الحاجة إلى شهود أو إثباتات، معتبراً أن هذه الأحكام تعطي الزوج سلطة مطلقة على حياة الزوجة وحقوقها، وهو ما يتعارض مع الفلسفة الحديثة لحقوق المرأة.
وتطرق جمعة أيضاً إلى مسائل أخرى، مثل حقوق الزوجة في الميراث والحضانة، مشيراً إلى أن بعض الأحكام الدينية تجعلها محرومة من هذه الحقوق، بما فيها حضانة الأطفال بعد سن معينة أو عند زواجها مجدداً، مؤكداً أن هذه المواد تشكل قيوداً على حرية المرأة وتضارباً مع مبادئ العصر الحديث.
وأشار المحامي إلى أن المدونة تنظر إلى المرأة على أنها واجبها الأساسي هو تمكين زوجها من المعاشرة الزوجية، وهو نص قانوني "غير صحي" في الوقت الحاضر، معتبراً أن هذه النظرة تعكس منظومة قديمة لا تتماشى مع حقوق المرأة الحديثة.
واختتم جمعة حديثه بالقول إن المدونة بحاجة إلى مراجعة شاملة لتحديث أحكامها بما يتوافق مع المعايير الإنسانية وحقوق الإنسان، ومراعاة التطور الاجتماعي والثقافي للمرأة في المجتمع المعاصر.
تضعف قدرة النظام القضائي
فيما قالت الناشطة النسوية سرى سالم، أن "إقرار مدونة تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق سيؤدي إلى تهميش دور القضاء في المسائل الشرعية، ويضعف قدرة النظام القضائي على حماية المرأة والطفل، محذرة من انعكاسات خطيرة على المجتمع والوحدة الوطنية".
واضافت سالم لـ "طريق الشعب"، إن "التعديلات الأخيرة أثارت قضايا طائفية قد تؤثر سلباً على التماسك الوطني، وتجعل العراق في موقف متناقض مع التزاماته الدستورية والدولية"، مشيرة الى أن "نقل السلطة في مسائل شخصية مثل الزواج والطلاق والميراث والحضانة من القاضي إلى رجال الدين، قد يؤدي إلى تطبيق تفسيرات فقهية مختلفة باختلاف المذاهب، مما يخلق قوانين متناقضة وغير متساوية، ويؤدي إلى تمييز ديني بين المواطنين، في انتهاك صريح للمادة 14 من الدستور العراقي التي تنص على المساواة أمام القانون وعدم التمييز على أساس الجنس أو الدين أو المذهب أو المعتقد".
وأشارت الناشطة إلى أن النساء، بمختلف مذاهبهن، سيكونن الأكثر تضرراً من هذه التعديلات، مبينة أن بعض المذاهب تسمح بزواج الفتيات في سن التاسعة، وتجيز تعدد الزوجات والزواج المؤقت، وتسمح بإبرام عقود الزواج خارج المحاكم المختصة، ما يؤدي إلى فقدان حقوق الطرف الأضعف، غالباً المرأة.
وتابعت أن ذلك قد يجبر النساء على اللجوء إلى دعاوى إثبات الزوجية والنسب للحصول على حقوقهن في المهر والنفقة والميراث، وأوضحت أن فشل المرأة في إثبات الزواج سيؤدي إلى حرمانها من حقوقها ورفض نسب أطفالها لوالدهم.
وأكدت سالم أن هذه التعديلات تمثل "كوارث مجتمعية" تهدد مكانة العراق، وتجعل البلاد في مؤخرة الأمم وأضحوكة للعالم، داعية إلى مراجعة شاملة للمدونة بما يضمن حقوق المرأة والطفل ويحافظ على وحدة المجتمع ومبادئ المساواة والعدالة.
*************************************************
نحو 7 آلاف حالة طلاق خلال تموز، وبغداد تتصدر المشهد ناشطات: الزواج المبكر والظروف الاقتصادية يهددان استقرار العلاقات الزوجية
بغداد – طريق الشعب
تشير الإحصاءات الرسمية الأخيرة إلى تسجيل أكثر من 6,900 حالة طلاق خلال شهر واحد، مع تسجيل فروق بين المحافظات الكبرى والولايات الأخرى، حيث يربط خبراء القانون وباحثون اجتماعيون هذه الظاهرة بالضغوط الاقتصادية، وأزمة السكن، وضعف الثقافة القانونية، والزواج المبكر، والتدخل الأسري. فيما يشدد ناشطون على أهمية توفير الدعم الاقتصادي والاجتماعي للمرأة المطلقة، وإنشاء دور إيواء وبرامج تدريب مهني، لضمان استقرار الأسرة والمجتمع.
وأعلن مجلس القضاء الأعلى، أخيرا، الإحصائية الرسمية لعقود الزواج وحالات الطلاق المسجلة في محاكم البلاد (باستثناء إقليم كردستان) خلال شهر تموز، والتي أظهرت تزايداً في معدلات الزواج مقابل بقاء نسب الطلاق مرتفعة.
وبلغ إجمالي عقود الزواج 22,717 عقداً، مقابل 6,910 حالات طلاق خلال الشهر. ففي العاصمة بغداد، تصدرت محاكم الرصافة المشهد بتسجيلها 3,067 عقد زواج و1,299 حالة طلاق، تلتها محاكم الكرخ بـ2,321 عقد زواج و1,166 حالة طلاق، بينما شهدت محافظة نينوى تسجيل 3,589 حالة زواج مقابل 580 حالة طلاق.
أما في المحافظات الأخرى، فقد سجلت البصرة 2,073 حالة زواج مقابل 734 طلاقاً، فيما بلغت في النجف 751 زواجاً و258 طلاقاً، وسجلت كربلاء 656 زواجاً مقابل 341 طلاقاً. وفي ذي قار بلغ العدد 1,514 عقد زواج مقابل 217 حالة طلاق، بينما شهدت الأنبار تسجيل 1,906 حالات زواج و398 طلاقاً.
وتكشف هذه الأرقام أن العراق ما زال يواجه فجوة بين نسب الزواج والطلاق، إذ يقابل كل حالتي زواج تقريباً حالة طلاق واحدة، وهو ما يعكس تحديات اجتماعية واقتصادية تلقي بظلالها على استقرار الأسرة العراقية.
ارتفاع في نسب الطلاق
وشهد العراق خلال الأشهر الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في نسب الطلاق، وهو ما أرجعه القانوني مصطفى البياتي إلى مجموعة من العوامل المباشرة وغير المباشرة التي باتت تهدد استقرار الحياة الزوجية.
وقال البياتي لـ "طريق الشعب"، أن "الأسباب المباشرة تتعلق بالضغوط النفسية والاجتماعية اليومية"، مبينا أن ارتفاع درجات الحرارة والظروف المناخية القاسية تولد حالة من التوتر داخل الأسر، إلى جانب الاحتكاك المستمر بين الزوجين نتيجة بقائهما لفترات طويلة داخل المنزل دون انشغال كل منهما بعمل منتج، مما يزيد من فرص حدوث الصراعات.
وأضاف لـ "طريق الشعب"، أن الأوضاع الاقتصادية تعد من أبرز مسببات الطلاق، إذ أن ارتفاع تكاليف المعيشة وتذبذب أسعار الدولار في السوق العراقية، ينعكس سلبا على القدرة المادية للأسر، فضلا عن أزمة السكن وارتفاع أسعار الإيجارات والعقارات، ما يضطر العديد من العائلات للعيش معا في منازل ضيقة، تضم الجد والجدة والأبناء والأحفاد، وهو ما يولد خلافات حادة داخل الأسرة الواحدة.
كما أشار البياتي إلى أن سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية أدى في بعض الحالات إلى مشاكل مرتبطة بالخيانة الزوجية، بالإضافة إلى التدخل الأسري من بعض العوائل في حياة الأزواج، وهو ما يفاقم المشكلات ويقود في كثير من الأحيان إلى الانفصال.
أما عن الأسباب غير المباشرة، فيوضح البياتي أنها تتعلق بضعف الثقافة القانونية لدى الزوجين، وعدم إدراك كل طرف لحقوقه وواجباته، إضافةً إلى تفشي البطالة التي تجعل الأسرة عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية. كما أشار إلى ضعف الدور الديني والأخلاقي في ضبط سلوكيات الأزواج، ما يفتح الباب أمام حالات العنف الأسري.
وأكد أن العادات والتقاليد السائدة في بعض المناطق، إلى جانب الزواج المبكر خاصةً خارج المحاكم، يمثلان تحديًا كبيرًا لاستقرار العلاقة الزوجية. وفي المقابل، لفت إلى وجود ارتفاع نسبي في وعي النساء بحقوقهن القانونية، ما أدى إلى زيادة طلبات الطلاق من جانب الزوجات في الفترة الأخيرة.
واختتم البياتي بالتأكيد على ضرورة تنظيم الزواج المبكر وتشريع قوانين واضحة للحد من هذه الظاهرة، إلى جانب تعزيز الوعي القانوني والثقافي والاجتماعي لضمان استقرار الأسرة العراقية.
ضرورة توفير فرص عمل للمرأة
من جهتها، حددت الناشطة المدنية والسياسية سارة كريم، عدة خطوات للحد من ارتفاع نسب الطلاق، ولضمان حماية المرأة المطلقة بعد الانفصال، مبينة أن توفير فرص العمل يعد من أهم هذه الخطوات.
وقالت كريم لـ"طريق الشعب"، أن الوضع الاقتصادي المتردي في العديد من المناطق البسيطة والمكتظة بالسكان يزيد من معدلات البطالة، ويشكل سبباً رئيسياً للانفصال، لذا فإن توفير فرص عمل للمرأة المطلقة يسهم بشكل كبير في تحسين وضعها الاقتصادي وتقليل ضغوط الحياة بعد الطلاق.
واكدت أهمية وجود دور إيواء للنساء المطلقات، مشيرة إلى أن العديد من العائلات لا تكون مستعدة لاستقبال بناتهن بعد الانفصال، ما يجعل توفير دور الإيواء ضرورة أساسية وقانونية وشرعية. وأوضحت أن العراق يعاني من شحة كبيرة في هذا المجال، وهو ما يجعل المرأة المطلقة تواجه العديد من التحديات بعد الانفصال.
وأضافت، أن وجود دور إيواء متعددة وكافية يقلل من المخاطر التي تتعرض لها المرأة، ويحميها من ضغوط الكفالة الاقتصادية والاجتماعية. كما اشارت الى ان توفير برامج التدريب المهني يشكل العنصر الثالث المهم لدعم المرأة المطلقة.
واعتبرت كريم أن الاعتماد على راتب رعاية تقدمه الدولة ليس الحل الأمثل، بل الأفضل هو تمكين المرأة من اكتساب مهارات جديدة تؤهلها لكسب استقلالها المالي بنفسها، مشددة على ضرورة فتح دورات تدريب مهني على الخياطة، الطبخ، والحرف اليدوية. ويمكن أن تتبنى هذه المبادرات كل من الدولة والقطاع الخاص على حد سواء.
وأوضحت أن الهدف من هذا التدريب هو تمكين المرأة من الاعتماد على نفسها، وتحويل مهارتها إلى مصدر دخل مستدام، وفقاً لمبدأ "علمني كيف أصطاد بدلاً من أن تعطيني السمكة".
وختمت كريم بالإشارة إلى أن توفير فرص العمل، ودور الإيواء، وبرامج التدريب المهني للنساء بعد الانفصال سيكون له انعكاس إيجابي ملموس على معدلات الطلاق. وفي الوقت نفسه يحسن من وضع المرأة المطلقة ويمنحها القدرة على مواجهة تحديات الحياة بعد الانفصال بشكل مستقل وآمن.
ووفقاً لتقرير سابق للأمم المتحدة صدر عام 2022، فإن ما يزيد على رُبع النساء العراقيات المتزوجات تزوجن دون سن الثامنة عشرة، أي ما يعادل امرأة واحدة من بين كل أربع نساء.
غياب التشريعات الفاعلة
أما الناشطة الحقوقية مرح اياد، فقد حذرت من أن ارتفاع معدلات الطلاق يهدد استقرار المجتمع، ويترك آثارا قاسية على النساء بشكل خاص.
وقالت اياد لـ"طريق الشعب"، أن "المرأة في معظم حالات الطلاق تتحمل العبء الأكبر من الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية، إذ تجد نفسها بين ضغوط إعالة الأطفال من جهة، ونظرة المجتمع القاسية من جهة أخرى، فضلًا عن ضعف الدعم الحكومي في تأمين السكن والعمل والمساعدات الاجتماعية".
وأضافت الناشطة، أن "أسباب الطلاق متعددة، أبرزها الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة، البطالة، أزمة السكن، بالإضافة إلى التدخل الأسري في حياة الأزواج، وسوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وضعف الوعي القانوني والثقافي لدى الزوجين".
وبينت أن "غياب التشريعات الفاعلة لمعالجة الزواج المبكر والزواج خارج المحكمة، ساهم في تفاقم الأزمة، إلى جانب ضعف الوعي الديني والأخلاقي الذي من المفترض أن يحمي الأسرة من الانهيار".
ودعت اياد الى اعتماد "إجراءات عاجلة من الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، تتضمن برامج توعية للزوجين بحقوقهما وواجباتهما، ودعم اقتصادي للأسر الفقيرة، وتوفير مراكز استشارية أسرية قبل الطلاق وبعده، إضافة إلى وضع قوانين أكثر صرامة لتنظيم الزواج المبكر وضمان حقوق النساء بعد الانفصال".
وختمت بالقول ان "استقرار المرأة يعني استقرار المجتمع، وإذا لم تتم معالجة هذه الظاهرة بشكل جذري فسوف نجد أنفسنا أمام جيل يعاني من تفكك أسري ينعكس على أمن واستقرار البلاد".
*****************************************
الصفحة الخامسة
أضرار تتراكم وإهمال يتفاقم شارع {قناة الجيش}.. متى تصله يد الإعمار؟!
بغداد - عماد شريف
على الرغم من عمليات الاعمار والتطوير التي شهدها شارع "قناة الجيش" قبل أكثر من 10 سنوات، إلا انه بفعل الإهمال وغياب الإدامة، تحوّل إلى ما يشبه الطريق الصحراوي. فعلى جانبيه تكثر الحفر والمطبات والتخسفات.
بينما يخلو من العلامات المرورية والإرشادية والتخطيطات والإنارة، فضلا عن غياب الأسيجة الوقائية ومجمل شروط السلامة، الأمر الذي جعله مسرحا للحوادث المرورية، لا سيما انه طريق حيوي مهم يُحاذي مناطق شرقي العاصمة، ولا تنقطع عن سلكه المركبات نهارا أو ليلا.
أما جزرته الوسطية، فأصبحت بفعل الإهمال إلى أرض جرداء مهجورة، بعد أن كانت في السابق مزدانة بالأشجار والنباتات، عامرة بالمطاعم والكافيهات ومحطات الاستراحة، تشقها قناة مائية عذبة يبلغ طولها 23.5 كيلومترا وعرضها 3 أمتار، تبدأ من منطقة صدر القناة شمال شرقي بغداد وتنتهي جنوبا في منطقة الرستمية.
حيث تصب في نهر ديالى، الذي أصبح اليوم للأسف مكبا لمياه الصرف الصحي الناتجة عن محطة معالجة المجاري في الرستمية.
وتقع على طريق "قناة الجيش" مجسرات تربطها بالمناطق التي تطل عليها. وتحت تلك المجسرات توجد أنفاق تغرق سنويا بمياه الأمطار، بفعل تهالك بناها التحتية وعدم إدامتها.
وافتتحت القناة مع طريقها، عام 1961 في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم. وقد شُقت القناة حينها لتسهيل وصول المياه من دجلة إلى سكان مدينة الثورة ومناطق شرقي العاصمة.
وخلال السنتين الأخيرتين، شهدت القناة افتتاح أربعة مشاريع على مسارها، هي: مشروع ربط منطقة الداخل بحي المهندسين، مشروع ربط منطقة جميلة بمنطقة الباب المعظم، مشروع نفق ومجسر تقاطع الرستمية، ومشروع مجسر السريدات في حي البساتين، والذي يربط طريق القناة بجسر المثنى.
لكن تلك المشاريع لم تشمل سوى أجزاء من الطريق. إذ لا يزال يعاني في مسافات طويلة منه، تشققات وتخسفات، بينما بقيت الجزرة الوسطية على حالها المزري، والأنفاق هي الأخرى بقيت على وضعها دون أي إدامة. ووفقا للناطق الرسمي باسم وزارة الاعمار والاسكان والبلديات، نبيل الصفار، فإن هناك خطة لتطوير طريق القناة أحيل إلى وزارته، ستُنفذ حال توفر التخصيصات المالية.
وأوضح في تصريح صحفي إبان آذار الماضي، انه "على الرغم من إجراء أعمال صيانة في أوقات سابقة، إلا أن هناك مشكلة المياه الجوفية التي دائما ما تسبب تآكل الاسفلت ومفاصل التمدد"، مشيرا الى انه "تمت الاستعانة بإحدى الجامعات العراقية لإعداد دراسة لضمان عدم تأثر الشارع، خاصة الأنفاق، بالمياه الجوفية مستقبلاً".
أخطار على الطريق
سائقو مركبات عبّروا لـ"طريق الشعب" عن قلقهم من السير على طريق القناة، لا سيما في أوقات المساء والليل، مبينين أن الشارع يحتوي على تخسفات ومطبات تربك السائقين، في ظل انعدام الإنارة والعلامات المرورية، والنقص الواضح في الأسيجة الوقائية، ما يشكل خطرا على سالكي الطريق.
يقول سائق التاكسي حميد المياحي، أن "الكثيرين من أصحاب المركبات يشكون من صعوبة استخدام هذا الطريق، بسبب كثرة المطبات المفاجئة، التي تُربك السائق، لا سيما الذي يسلك الطريق لأول مرة"، مشيرا إلى أنه "حينما يحل الظلام تنعدم الرؤية تماما في الطريق".
ويطالب المياحي الجهات المعنية، بالإسراع في تأهيل طريق القناة "فوضعه الحالي يهدد سلامة الناس".
أما عقيل صالح، وهو سائق شاحنة، فيقول أن "مستخدمي الطريق يعتمدون على نباهتهم وفراستهم ومعرفتهم المسبقة، لتجاوز مفاجآته، أكثر من اعتمادهم على ما متوفر من علامات إرشادية قليلة".
متمنيا في حديث لـ"طريق الشعب"، من الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الاعمار والاسكان ومديرية الطرق والجسور وامانة بغداد، إعادة إحياء هذا الطريق المهم.
ويطالب مواطنون وسائقون عديدون التقت بهم "طريق الشعب"، بإطلاق حملة إعمار عاجلة لطريق القناة، لتجنب الحوادث المرورية المتكررة ولتسهيل حركة المركبات.
مشاريع مكلفة بلا نتائج ملموسة!
وفقا لتصريح صحفي سابق للنائب علي الحميداوي، فإنه في العام 2011 أحالت أمانة بغداد مشروع تطوير "قناة الجيش" إلى شركتي "المقاولون العرب" المصرية و"الغري" العراقية، بكلفة 146 مليون دولار، ضمن خطة لتطوير العاصمة. إذ كان مقررا إنجاز المشروع في عام 2013، لكن تلكؤا كبيرا حصل فيه، وضاعت الأموال المخصصة له، وأصبح مضربا لأمثلة الفساد المستشري في مفاصل الدولة".
وفي تشرين الثاني 2024، أعلنت أمانة بغداد عن إحالة طريقي القناة و"محمد القاسم" إلى شركات لتأهيلهما. ووقتها ذكر مدير عام دائرة العلاقات الإعلامية في الأمانة، محمد الربيعي، أن المشروع تمت إحالته إلى شركات عالمية رصينة. وبيّن أن "المباشرة بإعادة تأهيل طريق محمد القاسم وقناة الجيش، ستكون بداية العام المقبل 2025".
لكن أيا من ذلك لم يحصل، رغم اقتراب نهاية العام – حسب مواطنين، يؤكدون لـ"طريق الشعب" أنه في عام 2014 أفاد متحدث باسم أمانة بغداد، عبر وسائل إعلام، بأنه ستجري زراعة أكثر من 17 ألف شجرة كبيرة مستوردة و3500 نخلة عراقية، ومليون وخمسمائة متر مربع بـ "الثيل"، في عموم بغداد، وهذا أيضا لم يتحقق، لا بل أن الأمانة وبلدياتها أقدمت على قطع أشجار معمّرة خلال السنتين الأخيرتين، في إطار مشاريع فك الاختناقات المرورية!
أخيرا، أن الخراب اليوم يحيط بطريق "قناة الجيش".
إذ لا شارعَ سليما ولا أرصفة ولا إنارة. فيما يُخيّم على المكان منظر صحراوي بائس لا يليق بـ"عاصمة السياحة"!
****************************************
كربلاء.. أصحاب مولدات قلقون من خفض كميات الوقود
متابعة – طريق الشعب
أبدى عدد من أصحاب المولدات الأهلية في كربلاء، قلقا من تداعيات خفض حصص الوقود المدعومة من الحكومة، مشيرين إلى أن الحكومة قررت خفض الكمية بداية من شهر أيلول الجاري، في خطوة ستلحق اضرارا بالمواطن.
وكان مجلس الوزراء قد قرر في 11 أيار الفائت، تجهيز المولدات الأهلية بوقود الكاز مجانا، بكمية تبلغ 45 لترا لكل "كي في" واحد، خلال شهور حزيران وتموز وآب، على أن تتولى لجنة اختصاصية وضع تسعيرة مناسبة للامبير وتحديد أوقات التشغيل، ومراقبة مدى التزام أصحاب المولدات بالأوامر. وفي يوم 28 آب الفائت، وجهت شركة توزيع المنتجات النفطية كتابا إلى الهيئات التوزيعية وفروع الشركة كافة ما عدا فرع البصرة، يقضي بخفض حصص الوقود المقررة للمولدات الأهلية بدءا من شهر أيلول، لتكون 25 لترا لكل "كي في"، مقابل ثمن وبالسعر الرسمي البالغ 400 دينار للتر.
يأتي ذلك في ظل استمرار تردي الكهرباء الوطنية.
وفي حديث صحفي، أعرب بهاء الكلش، وهو ممثل عن أصحاب المولدات في كربلاء، عن قلقه من تخفيض حصص الوقود.
وقال أن "هذا التخفيض سيؤدي حتماً إلى زيادة سعر الأمبير وإرهاق كاهل المواطن، خاصة أن شهر أيلول من شهور الصيف التي ترتفع فيها الأحمال الكهربائية ويزيد الاعتماد على المولدات".
ودعا الكلش الحكومة إلى "إعادة النظر في حصص الوقود، وجعلها متناسبة مع ساعات التشغيل الطويلة، مراعاة لظروف المواطن المعيشية".
ويخشى المواطنون من أن يؤدي هذه القرار إلى زيادة سعر الأمبير، لا سيما أن الكهرباء لا تزال متردية، بالشكل الذي يفرض على أصحاب المولدات تشغيل مولداتهم ساعات طويلة.
*****************************************
إجابة من وزارة النفط
تلقت "طريق الشعب" من وزارة النفط إجابة على تقرير صحفي نشرته في عددها المؤرخ 21 آب 2025. وهذا نصها:
إلى صحيفة طريق الشعب الغراء
نهديكم أطيب تحياتنا
إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء بتاريخ 21/8/2025، تحت عنوان (احتجاجات في مناطق عدة تطالب بالحقوق الوظيفية والسكنية والتعليمية)، نود إعلامكم بأن شركة مصافي الجنوب قد أوضحت أن الدائرة القانونية في الوزارة بينت ان قانون الموازنة العامة الاتحادية لجمهورية العراق للسنوات المالية (2023 – 2024 – 2025)، بضمنها المادة (14/ثانيا/أ) ينص: (على الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات كافة إيقاف التعيينات ضمن التشكيلات التابعة لها من المديريات الممولة مركزيا والشركات العامة الخاسرة والرابحة والهيئات والمديريات الممولة ذاتيا).
شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير
***************************************
في الصويرة الكهرباء تزداد ترديا ووقود المولدات ينحسر
الصويرة – طريق الشعب
يشهد قضاء الصويرة شمالي واسط، منذ نهاية شهر آب الفائت، ترديا أشدَّ في الكهرباء الوطنية، ما فرض على أصحاب المولدات الأهلية تشغيل مولداتهم ساعات طويلة، لينتهي الأمر إلى عدم كفاية حصصهم من مادة الكاز المدعومة من الحكومة. حيث بدأت تنفد سريعا.
هذا ما أكده عدد من سكان القضاء لـ"طريق الشعب"، مبينين أن المفارقة هي انه مع استمرار تردي التيار الكهربائي، قللت الحكومة حصة الكاز المخصصة للمولدات، إلى النصف، بدل أن تزيدها كي تتمكن من سد فراغ الكهرباء الوطنية.
أبو محمد، وهو صاحب مولدة في أحد احياء الصويرة، كتب في منشور له على "فيسبوك" أن الحكومة كانت تمنح أصحاب المولدات 45 لترا من الكاز لـ"الكي في" الواحد، والآن قللت الحصة وجعلتها 25 لترا لـ"الكي في"، مضيفا قوله أن ساعات انقطاع الكهرباء ازدادت على ما كانت عليه في الشهر السابق.
ويشير عدد من أهالي الصويرة، إلى ان الوحدة الإدارية في القضاء تُلزم أصحاب المولدات بتشغيل مولداتهم طيلة ساعات انقطاع الوطنية "للتغطية على فشل الحكومة في حل هذه الأزمة المزمنة"! مؤكدين أنه يتم اعتقال كل من يطفئ مولدته لمجرد أن يُقدم ثلاثة مواطنين شكوى ضده.
وفي هذا السياق، يتساءل عدد من أصحاب المولدات: "كيف نستطيع الاستمرار في تشغيل مولداتنا من دون توفر وقود كاف؟ هل تريد منا الدولة أن نصرف من جيوبنا كي نتبنى مسؤوليتها في توفير الكهرباء للمواطن؟!".
واضطر أصحاب مولدات في مناطق عديدة من الصويرة، استيفاء مبلغ 10 آلاف دينار من المشتركين، عن كل أمبير واحد لشهر أيلول، بعد أن كانوا يستوفون بين 7500 و8000 دينار، وذلك لكي يتمكنوا من تأمين العجز الحاصل في كمية الوقود، الأمر الذي يُثقل كاهل المواطن في ظل الظروف المعيشية المعقدة.
وقرر عدد من أصحاب المولدات تسليم مفاتيح تشغيل مولداتهم إلى القائم مقامية، ليروا إن كانت ستتمكن بكمية الوقود الشحيحة هذه، من توفير الكهرباء للمواطنين طيلة ساعات انقطاع التيار الوطني؟!
********************************************
طوز خورماتو مرضى الكُلْية يقطعون 180 كيلومترا لغسل كُلاهم
متابعة – طريق الشعب
أفاد قائم مقام قضاء طوز خورماتو في صلاح الدين، ذو الفقار حيدر، بأن في القضاء نحو 100 شخص يعانون مرض العجز الكلوي، يضطرون إلى قطع مسافة 180 كيلومترا أسبوعيا لإجراء جلسات غسيل الكلى في كركوك، بسبب عدم توفر مركز متخصص داخل القضاء.
وأوضح في حديث صحفي أن "طوز خورماتو يُعد من أكبر أقضية صلاح الدين من حيث المساحة والكثافة السكانية، لكنه يفتقر إلى مركز لغسيل الكلى، رغم تسجيله معدلات مرتفعة في الاصابة بالعجز الكلوي خلال السنوات الأخيرة. حيث تجاوز العدد 100 حالة".
وأضاف حيدر قوله أن "المرضى يواجهون معاناة كبيرة. حيث يضطرون إلى السفر أسبوعياً إلى كركوك لإجراء جلسات الغسيل، وهو ما يفرض عليهم أعباء مالية ونفسية وضغوطاً كبيرة على ذويهم"، مشيرا إلى انه "ليس من المعقول أن يبقى أكبر قضاء في صلاح الدين بلا مركز لغسيل الكلى، في ظل تزايد معدلات الإصابة بالعجز الكلوي".
ودعا حيدر رئيس الوزراء إلى "التدخل العاجل والموافقة على إنشاء مركز لغسيل الكلى في طوز خورماتو، لتخفيف معاناة المرضى الذين يقطعون مسافات طويلة من أجل العلاج".
*******************************************
اگول.. حقوق ضائعة.. ومعاناة دائمة
عامر عبود الشيخ علي
شهد سوق العمل في العراق بعد 2003 بروز شريحة جديدة من العاملين تعرف بـ"عمّال المنصات الإلكترونية"، وتشمل العاملين في خدمات التوصيل (الدليفري) والبيع عبر صفحات التواصل الاجتماعي والترويج والإعلانات، إضافة إلى المصممين ومنفذي الأعمال التي تدار عن بعد ومن داخل المنازل. وعلى الرغم من أن هذه الأعمال تبدو سهلة ومريحة لعدم ارتباطها بمكان ثابت كالعمل في المعامل أو المكاتب، إلا أن واقع الحال يختلف تماما. إذ يتعرض العاملون فيها إلى استغلال كبير من قبل أصحاب العمل الذين يفرضون أجورا قليلة وساعات عمل طويلة وغير محددة، تجعلهم مرتبطين بشكل دائم بأجهزتهم الإلكترونية.. هذا الارتباط المستمر لا يرهقهم جسدياً فحسب، بل يسبب ضغطا فكريا ونفسيا نتيجة الحاجة إلى ابتكار أفكار جديدة للتسويق والترويج.
اكول: ان معاناة هذه الشريحة تعود بالأساس إلى غياب الحماية القانونية وانعدام الحقوق الأساسية مثل الأجور العادلة، والتأمين الاجتماعي، وظروف العمل الكريم. ويزداد حجم هذه العمالة مع التوسع المستمر في الاعتماد على التطبيقات والمنصات الرقمية، في وقت تعاني فيه البلاد تفاقم معدلات البطالة نتيجة تدهور القطاعات الصناعية والزراعية العامة والخاصة، بينما تواصل هذه الفئة زيادة اعدادها بشكل عشوائي وغير منظم، ما يُضيّع حقوقها.
يبقى السؤال المطروح: من ينصف عمال المنصات الإلكترونية، ومن يضمن لهم أجورا عادلة وساعات عمل محددة وحياة كريمة؟
************************************
مواساة
- الى عائلة الفقيد الرفيق بسام يوسف أبو يمان
تلقينا باسف وحزن شديدين، خبر وفاة الرفيق بسام يوسف أبو يمان الذي عمل في جريدتنا بعد 2003
وإذ نقدم لكم احر التعازي والمواساة، نتمنى لكم جميل الصبر والسلوان على هذا الفراق الأليم
هيئة تحرير "طريق الشعب"
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الرفيق سليم الطائي، بوفاة خاله.
للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.
كما تعزي الرفيق محمد حموزي (أبو سرمد)، بوفاة ابنة أخيه.
للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق طاهر احمد زيدان، بوفاة شقيقته اثر وعكة صحية لم تمهلها طويلا.
الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لزوجها في الموصل واهلها في ديالى.
********************************************
الصفحة السادسة
أسطول الصمود العالمي يبحر من برشلونة لكسر الحصار على غزة.. أكبر جمعية من العلماء المتخصصين: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية
رام الله - وكالات
أبحرت الأحد من ميناء برشلونة عشرون سفينة على متنها أكثر من 300 ناشط، بمن فيهم غريتا تونبرغ والممثل ليام كانينغهام، حيث انطلقت باتجاه قطاع غزة لإنشاء ممر إنساني والتنديد بالإبادة الجماعية حسب وصف النشطاء، في الأثناء وافقت رئاسة أكبر جمعية من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية حول العالم على قرار ينص على استيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة.
شخصيات بارزة
يحظى أسطول الصمود العالمي بدعم شخصيات بارزة. ومن بين طاقم ما يُعرف شعبياً بأسطول غزة الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، التي قالت إن "الناس يستيقظون شيئاً فشيئاً كل يوم على هذه الإبادة الجماعية" وانتقدت صمت العالم وهو يرى تجاهل إسرائيل للقانون الدولي. كما يشارك في هذه المبادرة الممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، المعروف بدوره في مسلسل "لعبة العروش".
في مؤتمر صحفي قبل مغادرته برشلونة، عرض كننغهام مقطع فيديو يظهر فتاة تغني بينما تخطط لجنازتها. وقال إن الفتاة، واسمها فاطمة، توفيت قبل أربعة أيام.
وقال الممثل الأيرلندي للصحفيين:” إلى أي نوع من العالم انحدرنا حتى أصبح الأطفال يخططون بأنفسهم لجنازاتهم؟ “
التزام تاريخي بالقضية الفلسطينية
رئيسة بلدية برشلونة السابقة، آدا كولاو، التي حضرت حفل الوداع، سلطت الضوء على التزام المدينة التاريخي بالقضية الفلسطينية، مذكرةً بأن برشلونة كانت "أول مدينة في أوروبا تقطع علاقاتها مع إسرائيل". كما عبّر الممثل إدوارد فرنانديز عن دعمه هو الآخر، واصفًا كل قارب بأنه "صرخة من أجل الكرامة" ومنددًا بأن "الماء يصبح قبرًا عندما تُنكر الحقوق". كانت إسبانيا من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين، في مايو 2024.
وفي جنوة الإيطالية، شارك السبت 40.000 شخص في مسيرة بالمشاعل انطلقت من مقر جمعية "موسيقى من أجل السلام" إلى الميناء القديم لمرافقة أسطول السفن المحملة بالمواد الغذائية باتجاه غزة. وقد تمكنت الجمعية الإيطالية من جمع أكثر من 300 طن من المساعدات الإنسانية التي سيتم نقلها إلى القطاع في الأيام القادمة.
وقد شاركت عمدة جنوة، سيلفيا ساليس، في المسيرة، معلنةً أنها "فخورة بكونها رئيسة بلدية هذه المدينة، ولكن هذه الليلة أكثر من أي وقت مضى". وقد أعلنت حركة 5 نجوم عن تبرعها بمبلغ مليون يورو للموسيقى من أجل السلام، في حين أبدى ممثلو الحزب الديمقراطي وحزب أليانزا فيرديس إزكيردا المناصر للبيئة دعمهم للمسيرة وطالبوا حكومة جيورجيا ميلوني بضمان حماية المواطنين الإيطاليين المتوجهين إلى غزة.
مقتل 63 ألف غزاوي
قالت رئاسة أكبر جمعية من العلماء المتخصصين في أبحاث الإبادة الجماعية والتوعية بها حول العالم أمس الاثنين إن الجمعية وافقت على قرار ينص على استيفاء المعايير القانونية لإثبات ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة.
وأيد 86 بالمئة من المصوتين من بين 500 عضو في الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية القرار الذي ينص على أن “سياسات إسرائيل وتصرفاتها في غزة تستوفي التعريف القانوني للإبادة الجماعية المنصوص عليه في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (1948)”.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ تشرين الأول 2023 عن مقتل 63 ألف شخص وتدمير أو إلحاق أضرار بمعظم المباني في القطاع الذي اضطر جميع سكانه تقريبا إلى النزوح أكثر مرة واحدة.
ومنذ تأسيسها عام 1994، أصدرت جمعية علماء الإبادة الجماعية تسعة قرارات تعترف بوقائع تاريخية أو مستمرة على أنها إبادة جماعية.
************************************************
تظاهرات ضخمة في إندونيسيا تندد بامتيازات المسؤولين
جاكرتا – وكالات
تظاهر آلاف الأشخاص في مدن اندونيسية عدة أمس الاثنين في ظل تشديد السلطات إجراءاتها الأمنية ونشر الجيش في العاصمة في خضم اضطرابات عنيفة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص.
وأجبرت الاحتجاجات التي بدأت الاثنين الماضي رفضا لامتيازات مالية مخصصة للمسؤولين، خصوصا بدلات السكن للنواب، الرئيس على إلغاء جزء منها. كما يندد المحتجون بالصعوبات الاقتصادية.
وبدأت الاحتجاجات بشكل سلمي واتسع نطاقها لتطال مدنا رئيسية بما فيها العاصمة. وشهدت أعمال عنف عقب انتشار فيديو يظهر مركبة للشرطة تصدم دراجة نارية أجرة في جاكرتا وتدهس سائقها الشاب خلال تظاهرات للاحتجاج على الأجور المنخفضة والمخصصات للمسؤولين.
وتجمّع أكثر من 300 شخص بعد ظهر الاثنين أمام مقر البرلمان في العاصمة وسط انتشار عشرات الجنود، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس.
وفي بالمبانغ بجزيرة سومطرة، نزل الآلاف الى الشوارع احتجاجا، بينما شارك المئات في تجمعات في جزيرة بورنيو ومدينة يوغياكارتا (وسط).
وقال الطالبة نافتا كيسيا كيماليا أثناء مشاركتها في التحركات "هدفنا الرئيسي هو إصلاح البرلمان. نأمل أن يأتي (النواب) للقائنا. نريد التحدث إليهم بشكل مباشر"، مضيفة "هل يريدون الانتظار حتى فرض الأحكام العرفية؟".
وتعد هذه الاحتجاجات الأكثر ضخامة وعنفا منذ تولي برابوو سابيانتو السلطة في تشرين الأول الماضي.
********************************************
برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان السودان يعانون الجوع
الخرطوم - وكالات
حذر محمد جمال الدين، المتحدث الوطني باسم برنامج الأغذية العالمي في السودان، من تفاقم كارثة إنسانية واسعة النطاق في البلاد، مشيرًا إلى أن نحو 24 مليون شخص، أي ما يقارب نصف سكان السودان، يعانون حاليًا من الجوع الحاد بسبب استمرار الصراع المسلح.
واوضح أن المناطق الأكثر تضررًا تشمل الفاشر، كادوقلي، والدلنج، حيث تواجه هذه المناطق حصارًا خانقًا يمنع وصول المساعدات، وأفادت تقارير ميدانية من الفاشر بأن بعض المدنيين اضطروا إلى أكل طعام مخصص للحيوانات أو حتى النَبَات الجاف للبقاء على قيد الحياة.
وأشار جمال الدين، إلى أن أزمة النزوح الداخلي تُمثّل تحديًا كبيرًا للبرنامج بسبب صعوبة تحديد مواقع النازحين والوصول إليهم، خاصة مع تدهور الأوضاع الأمنية، وبينما حصل البرنامج على تصاريح من الحكومة السودانية لإدخال المساعدات إلى الفاشر، ما تزال قوات الدعم السريع تمنع دخول القوافل الإنسانية، ما يُفاقم من حجم الأزمة، لافتا إلى أن سوء التغذية ينتشر بين الفئات الهشة، وخاصة الأطفال والنساء، حيث يُقدّر عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية بأكثر من 3.6 مليون طفل، إضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات، وهي أرقام قديمة نسبيًا بسبب تعذر الوصول إلى البيانات الميدانية المحدثة.
****************************************
نبيه بري ينتقد الورقة الأمريكية: غير جائز رمي كرة النار في حضن الجيش اللبناني
بيروت - وكالات
وجّه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري انتقادات للورقة الأمريكية لحصر سلاح حزب الله التي وافقت عليها الحكومة اللبنانية، داعياً إلى عدم وضع "كرة النار" في حضن الجيش اللبناني ومؤكداً على ضرورة الحوار بين اللبنانيين والاتفاق على استراتيجية دفاعية.
وفي كلمته لمناسبة تغييب مؤسس حركة أمل الإمام موسى الصدر الذي فقد في ليبيا عام 1978 مع اثنين من مرافقيه، قال الرئيس الحالي للحركة نبيه بري: "العقول الشيطانية أخطر على لبنان من سلاح المقاومة الذي حرر الأرض والإنسان وصان السيادة الوطنية"، مضيفاً: "منفتحون لمناقشة مصير هذا السلاح الذي هو شرفنا كلبنانيين في إطار حوار هادئ توافقي بما يفضي لصياغة استراتيجية للأمن الوطني".
وبري هو الرئيس الحالي لحركة أمل والحليف الوثيق لحزب الله، ويمثل الطرفان كامل المقاعد البرلمانية والوزارية للطائفة الشيعية ويعرفان إعلامياً باسم "الثنائي الشيعي".
وأضاف: "ما هو مطروح في الورقة الأمريكية يتجاوز مبدأ حصر السلاح وكأنه بديل عن اتفاق تشرين الثاني ولبنان نفذ ما عليه وإسرائيل أصرت على استمرار إطلاق النار".
*********************************************
الرئيس الصيني يدين "عقلية الحرب الباردة" وسياسة الترهيب
بكين – وكالات
حثّ الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته خلال افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين في شمال البلاد بحضور حوالي 20 من قادة منطقة أوراسيا، على معارضة "عقلية الحرب الباردة"، وأدانها داعيا إلى نظام عالمي قائم على العدالة ومواجهة الكتل وسياسات الترهيب التي تنتهجها بعض الدول، في إشارة مبطنة إلى الولايات المتحدة.
وانطلقت القمة الأحد في تيانجين قبل أيام من عرض عسكري ضخم يقام في العاصمة بكين لمناسبة مرور 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية.
*********************************************
حزب العمال في البرازيل يتهم ترامب بالتدخل في انتخابات 2026
عادل محمد
ناقشت القيادة الجديدة لحزب العمال، بقيادة إدينيو سيلفا، الانتخابات الرئاسية البرازيلية المقررة العام المقبل. وكان من أبرز المواضيع التي ناقشتها: التأثير الأمريكي المحتمل على الانتخابات العامة المقبلة.
يتهم الحزب اليساري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمحاولة التدخل في الانتخابات. ويخشى أن يكون ترامب يسعى لمنع إعادة انتخاب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا لدورة رئاسية ثانية.
يدور حديث عن "الاستخدام المكثف للحرب الهجينة عبر منصات التواصل الاجتماعي واستخدام الذكاء الاصطناعي". وإلى انتشار خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي ونظريات المؤامرة. ويشك حزب العمال في أن هذه الآليات تهدف، من بين أمور أخرى، إلى زعزعة استقرار مؤسسات الدولة، بل وحتى التحريض على العنف السياسي.
في بيان أصدره الحزب أخيرا، انتقد حزب العمال العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصةً سلوك الولايات المتحدة. وأكد الحزب، أن البرازيل تعاني من "هجومٍ عميق على سيادتها". وكان آخر هذه الإجراءات فرض رسوم كمركية بنسبة 50 في المائة على المنتجات البرازيلية، ردا على التحقيقات الجارية بحق الرئيس البرازيلي السابق الفاشي جايير بولسونارو. ويصف حزب العمال سياسات ترامب بأنها "إمبريالية ويمينية متطرفة، ونموذجا للفكر الفاشي.
وجاء في البيان "إن ما ينوي ترامب وحلفاؤه في اليمين البرازيلي تحقيقه، هو تعطيل مشروع التنمية الوطنية الذي عززناه تحت قيادة الرئيس لولا في انتخابات 2026 ".
ويهاجم حزب العمال أيضًا شركات التكنولوجيا الكبرى، التي تُسيطر بشكل رئيسي على شبكات التواصل الاجتماعي. ويطالب بضرورة سنّ قوانين، وبالتالي تشديد القوانين التي تنظم هذا النشاط. ويتطلب هذا التزاما سياسيا قويا لبناء بيئة رقمية آمنة ومنظمة قائمة على المبادئ الديمقراطية والسيادة الرقمية.
في هذه الأثناء، دعا حزب العمال إلى التعبئة في يوم الاستقلال، 7 أيلول، تحت شعار "الشعب البرازيلي يحكم البرازيل"، حيث ستنظم مسيرات تدافع عن سيادة البرازيل في جميع انحاء البلاد.
إدانة مدبري الانقلاب على الديمقراطية
أصدرت المحكمة العليا البرازيلية، برئاسة القاضي ألكسندر دي مورايس، أحكامًا بالسجن على 119، يمثلون وجبة جديدة من المُشاركين في محاولة الانقلاب التي وقعت في 8 كانون الثاني 2023، بعضها لفترات طويلة. وحُكم على عشرة منهم بالسجن 17 لمدة عامًا، وعلى 20 آخرين بالسجن لمدة 14 عامًا، وعلى 20 غيرهم بالسجن لمدد تتراوح بين 12 و13 عامًا وثمانية أشهر. أما الباقون، وعددهم 79 شخصًا، فقد صدرت بحقهم أحكام أقصر تراوحت بين عام واحد وعامين ونصف، معظمها مع وقف التنفيذ. وكان المتهمون قد حاولوا الإطاحة بحكومة الرئيس لولا دا سيلفا حديثة التشكيل حينها.
وخلال العامين الفائتين، صدرت أحكام بالفعل على 86 متهمًا، بسبب مشاركتهم في اقتحام مكاتب السلطات الثلاث في العاصمة برازيليا، والتدمير الذي لحق بها، وكذلك بسبب المشاركة في تنظيم المحاولة الانقلابية، بما في ذلك التمويل، واستئجار وسائل النقل (حيث تم تنظيم أكثر من 100 حافلة لنقل المتظاهرين)، وإقامة مخيم الاحتجاج الذي انطلق منه الهجوم. كان الهدف من الهجوم تمهيد الطريق للتدخل العسكري والإطاحة بحكومة لولا الجديدة. وقرر القضاة أن هذا العمل كان جريمة جماعية، وأن العمل المشترك كان يهدف إلى الإطاحة بالنظام الديمقراطي.
التحقيق مع الرئيس السابق
في تحقيق منفصل، يُجرى مع مجموعة من مُدبّري الانقلاب، ومن بينهم الرئيس السابق جايير بولسونارو، ووزير دفاعه والتر براغا نيتو، ووزير الأمن أوغوستو هيلينو، وقائد البحرية الأدميرال ألمير غارنييه سانتوس. كما يُجرى التحقيق في عملية "الخنجر الأخضر والأصفر" المُكمّلة. للانقلاب ووفقًا للمحققين، وضعت هذه العملية لاغتيال الرئيس لولا، ونائبه جيرالدو ألكمين، والقاضي مورايس. وقد اعترف الجنرال ماريو فرنانديز، اثناء استجوابه أخيرا، بأنه مُدبّر هذه الخطة.
وُضع الرئيس السابق جايير بولسونارو قيد الإقامة الجبرية وأُمر، بوضع قيد (جهاز) مراقبة إلكتروني في الكاحل في 5 آب لانتهاكه القيود المفروضة سابقًا. أما ابنه، إدواردو بولسونارو، فقد هرب إلى الولايات المتحدة في بداية إدارة لولا. بالإضافة إلى مشاركته في محاولة الانقلاب، يُشتبه أيضًا في صلته باغتيال مارييل فرانكو الماركسية، وعضوة مجلس مدينة ريو دي جانيرو.
يسعى ترامب إلى ضمان العفو عن بولسونارو، لكي يسمح له بالترشح في انتخابات عام 2026 المقبلة، وفي حال فوزه، سيمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى احتياطيات البلاد الهائلة من المعادن النادرة، التي من الصعب الوصول اليها بموجب القوانين البرازيلية، التي تعد ذا أهمية فائقة لقطاع التكنولوجيا الأمريكي.
وبالمقابل أكد الرئيس البرازيلي لولا على أن "تدخل الولايات المتحدة في شؤون القضاء البرازيلي أمر غير مقبول". وبينما لا تزال البلاد منفتحة على المفاوضات، أضاف أنها تُعدّ إجراءات "لحماية العمال والشركات والأسر البرازيلية".
*********************************************
الصفحة السابعة
التخطيط الجيد لإدارة المياه الجوفية.. شرطٌ ضروري لاستدامة القطاع الزراعي
عبدالكريم عبدالله بلال*
لا يخفى على المتابع للشأن الزراعي في العراق أنّ الحلقة المركزية فيه تتمثل بتوفير المياه لاستمرار العملية الزراعية، إذ لا زراعة من دون ماء. ونظراً لجفاف النهرين نتيجة قطع دولتي الجوار (تركيا وإيران) لمصادر المياه عن نهري دجلة والفرات، إضافة إلى التغيرات المناخية القاسية، وارتفاع درجات الحرارة، وشح الأمطار، فضلاً عن الاستهلاك العالي للمياه سواء في الزراعة أو للاستخدام البشري، لم يتبقَّ من الخزين المائي في السدود والخزانات العراقية سوى نحو (8) مليارات متر مكعب، في حين أن العراق يحتاج إلى أضعاف هذا الرقم بثلاثة أو أربعة مرات.
وأمام هذا الواقع، اتجهت الحكومة ممثلةً بوزارتي الزراعة والموارد المائية، إلى جانب المواطنين، نحو استخدام المياه الجوفية. غير أن هذه الأخيرة تأثرت كثيراً بفعل الاستخدام المفرط وحفر الآبار العشوائية، إذ يقدَّر عدد الآبار المحفورة بأكثر من (100) ألف بئر، معظمها غير مجازة لأسباب عدة، أهمها تدخل أصحاب النفوذ أو عدم توفر المستمسكات الرسمية الخاصة بملكية الأراضي.
من جانب آخر، تستغل دول الجوار المياه الجوفية المشتركة بشكل مفرط أيضاً، حيث يشترك العراق معها في خزانين مائيين جوفيين هما: الدمام وأم الرضمة (وتحديداً مع السعودية والكويت). وقد قامت هاتان الدولتان بتطوير الزراعة في المناطق الحدودية اعتماداً على تلك المياه، إذ تنتج السعودية على سبيل المثال ثمانية ملايين طن من الحنطة باستخدام المياه الجوفية، إضافةً إلى إنشائها (522) سداً ومصائد مائية لحجز مياه الأمطار بطاقة تصل إلى (650) مليار غالون، أي ما يعادل (150) مليار متر مكعب. هذا الأمر أدى إلى انخفاض كبير في كميات المياه الجوفية العراقية التي لا تتجاوز (5) مليارات متر مكعب، ما تسبب بزيادة أعماق الآبار إلى نحو (300) متر أحياناً، فضلاً عن ارتفاع نسبة الملوحة فيها.
وللحفاظ على المياه الجوفية في العراق، يتطلب الأمر ما يلي:
- التفاوض مع دول الجوار بشأن الاستخدام الأمثل للمياه الجوفية المشتركة، مع توظيف جميع وسائل الضغط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.
- محاسبة جميع أصحاب الآبار غير المرخصة وفق القوانين النافذة.
- منع الزراعة في البوادي والصحارى العراقية، كونها مراعي طبيعية وفق قانون الرعي رقم (3) لسنة 2002، ومحاسبة المخالفين.
- الإسراع في إنشاء مخازن ومصائد مياه في المناطق الصحراوية المحاذية للسعودية والكويت، وكذلك على الحدود مع إيران، وذلك لحماية الأهوار من الجفاف، والحيلولة دون هجرة سكانها، وإنقاذ ثروتها الحيوانية من الهلاك.
- الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية في تحلية مياه البحر، عبر إنشاء شبكة أنابيب رئيسية بطول (8700) كم، وفرعية بطول (128) ألف كم، وهي أطول شبكة لنقل المياه في العالم، بطاقة نقل تبلغ (732) مليار غالون، أي ما يعادل (183) مليار متر مكعب.
- معالجة مياه الصرف الصحي في عموم البلاد وخزنها في مخازن تحت الأرض.
- اعتماد تقنيات الري الحديثة، ومساعدة الفلاحين والمزارعين على اقتنائها عبر قروض ميسرة.
- التوسع في زراعة المحاصيل التي تتحمل الجفاف والملوحة ودرجات الحرارة العالية، والتي تحتاج إلى كميات قليلة من المياه.
ـــــــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
*****************************************
الزراعة بين ندرة المياه واستدامة الإنتاج
كاظم عبد حسين
تواجه الزراعة في العراق تحدياً مصيرياً يتمثل في ندرة المياه، ولا سيما في الأراضي الزراعية التي تعتمد على الري السيحي. هذا التحدي لا يقتصر على تراجع إنتاج بعض المحاصيل، بل يمتد ليهدد الأمن الغذائي برمته، ما يفرض على الدولة والمزارعين على حد سواء إعادة النظر في أنماط الزراعة وطرق الري المعتمدة.
لطالما اعتمد المزارعون في العراق على محاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه مثل الأرز والقمح والذرة الصفراء. غير أن الظروف المائية الحالية لم تعد تسمح بالاستمرار بهذا النمط، مما يستوجب التوجه نحو بدائل أكثر ترشيداً. البقوليات مثل العدس والحمص، إلى جانب الخضروات المختلفة، تقدم حلولاً عملية، إذ لا تستهلك فقط كميات أقل من المياه، بل تُسهم أيضاً في تحسين خصوبة التربة. التحول من الري السيحي إلى أنظمة أكثر تطوراً أصبح ضرورة ملحّة. فالري بالتنقيط والرش والري تحت السطحي أثبتت جدواها في العالم كله، حيث توفر المياه مباشرة للنبات وتقلل الهدر بشكل كبير. كما أن استبدال السواقي المفتوحة بالأنابيب المغلقة، وتقنين الكميات عبر عدادات دقيقة، يشكل خطوة إضافية نحو إدارة رشيدة للموارد.
لا يقتصر الترشيد على المياه وحدها، بل يشمل التربة أيضاً. تحسين بنيتها بالمواد العضوية، واعتماد تقنيات الزراعة الحافظة، يساعدان على الاحتفاظ بالرطوبة وتقليل التبخر. أما توقيت الري في أوقات الصباح أو المساء فيُعد إجراءً بسيطاً لكنه فعّال في الحد من الفواقد.
يمكن للعراق أن يستفيد بشكل أوسع من مياه الأمطار عبر إنشاء أحواض وحواجز لتجميعها، بل وحتى من خلال شبكات لتجميع مياه المدن. كما أن معالجة مياه الصرف الصحي وتحويل مخلفاتها العضوية إلى أسمدة يفتح الباب أمام مصدر بديل ومستدام للري، كما هو الحال في العديد من البلدان. لا يمكن لأي خطة إصلاحية أن تنجح من دون شراكة حقيقية مع المزارعين. فالتوعية بجدوى هذه التغييرات، وتقديم الدعم الفني والمالي عبر القروض الميسرة، وإنشاء حقول إرشادية، والتدريب العملي على تقنيات الري الحديثة، كلها عناصر جوهرية لضمان التنفيذ على أرض الواقع.
إن مواجهة أزمة المياه في العراق ليست خياراً، بل ضرورة وجودية. ومع اتباع إجراءات متكاملة تشمل تغيير أنماط الزراعة، اعتماد تقنيات الري الحديثة، استثمار مياه الأمطار، وإعادة تدوير الموارد، يمكن تحقيق زراعة أكثر استدامة، تسهم في الحفاظ على الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*مهندس زراعي استشاري
*********************************************
معرفة زراعية.. الزراعة المتجددة
د. علي السالم
تمثّل الزراعة المتجددة نهجًا تحويليًا يهدف إلى الحفاظ على الغطاء النباتي، وتطبيق الرعي الدوري، وإعادة بناء صحة التربة، وتعزيز التنوع البيولوجي، وتحسين احتفاظ التربة بالمياه. فقد أُعيد تأهيل مليون هكتار من الأراضي المتدهورة وتحويلها إلى أراضٍ زراعية منتجة في منطقة تيغراي الإثيوبية، مما أدى إلى تحسين الأمن الغذائي بشكل كبير. كما استُعيدت 35,000 كيلومتر مربع من الأراضي المعرضة للجفاف في الصين، وتحويلها إلى مناطق زراعية مزدهرة، الأمر الذي أسهم في انتشال 2.5 مليون شخص من براثن الفقر. وفي أستراليا، ساهمت الزراعة المتجددة في إحياء الأراضي المتدهورة، حيث زادت نسبة الكربون في التربة بنسبة 40 في المائة، وارتفعت قدرة التربة على احتباس المياه بنسبة 30 في المائة.
تركز الزراعة المتجددة على استعادة النُّظم البيئية الزراعية من خلال ممارسات تُحاكي الطبيعة وتحترم توازنها، مثل: تقليل حرث التربة للحفاظ على بنيتها والكائنات الدقيقة المفيدة بداخلها، والإبقاء على الغطاء النباتي بين المواسم لمنع تآكل التربة، وتنويع المحاصيل بدلاً من الزراعة الأحادية، مما يقلل من انتشار الآفات ويزيد الإنتاجية على المدى الطويل، إضافة إلى دمج الحيوانات في النظام الزراعي لتعزيز خصوبة الأرض من خلال السماد الطبيعي ودورات الحياة المتكاملة.
وقد أظهرت الدراسات أن الزراعة المتجددة يمكن أن تسهم في امتصاص الكربون من الجو، مما يجعلها أداة فعالة في مواجهة تغيّر المناخ. كما أنها تُعزز أمن الغذاء وجودته، وتقلل من اعتماد المزارعين على المدخلات الصناعية المكلفة، وبالتالي تُعيد التوازن بين الإنسان والطبيعة، وتُمهد الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وعدالة بيئية.
وتتلخص المبادئ الأساسية لهذا النظام في: تقليل أو إلغاء الحراثة، وزراعة محاصيل الغطاء الخضري، واستخدام السماد العضوي والمخلفات الحيوانية، وزيادة التنوع البيولوجي من خلال تنويع المحاصيل والكائنات الحية في الحقل لحمايته من الآفات والأمراض، مما يقلل الحاجة إلى المبيدات، ويُحقق تكاملًا بين الإنتاج الزراعي والإنتاج الحيواني لإعادة تدوير المغذيات، وتحسين خصوبة التربة، والسيطرة على تآكلها.
وتواجه الزراعة المتجددة تحديات مهمّة، من أبرزها: نقص الوعي والمعرفة بين المزارعين التقليديين، وعدم توفر الدعم المادي والفني في بعض المناطق، إلى جانب حاجة التحوّل التدريجي من الزراعة التقليدية إلى الزراعة المتجددة إلى وقت وجهد كبيرين، ومتابعة دقيقة.
وتبقى هذه النُظم الجديدة مفيدة للغاية لبلادنا، التي تعاني من خراب بيئي، وجفاف، وندرة في المياه، وكثافة في استخدام الأسمدة والمبيدات الكيميائية الضارة بالحياة والطبيعة.
****************************************
بلاد ما بعد النهرين
محمد النصراوي
قرب نهر الفرات في جنوب العراق، وقف الحاج أبو حسين يتأمل أرضه التي جفت تماماً، ولم تعد تصلح لزراعةٍ ولا حصاد، الأرض التي توارثتها عائلته جيلاً بعد جيل، صارت الآن بلا ماءٍ ولا أمل، ولا موسمٍ زراعي يعول عليه.
يفكر بصمتٍ في بيعها والرحيل بثمنها إلى المدينة، لعل الحياة هناك تمنحه ما عجزت هذه الأرض عن منحه، لكنه سرعان ما يصطدم بالحقيقة المرة، فمن يشتري أرضاً مات فيها الماء وغابت عنها الحياة؟
ليست هذه حكايةً فردية، إنها خلاصةٌ لمشهدٍ بات يتكرر في قرى الجنوب والوسط، حيث ينسحب النهر، ويموت الزرع، ويتحول الفلاح إلى نازحٍ داخل وطنه.
لقد دخل العراق مرحلة العطش الحقيقي، لم يعد الحديث عن انخفاض مناسيب المياه نبوءةً مخيفة، بل واقعٌ يتجلى على هيئة سهولٍ قاحلة، ومضخاتٍ متوقفة، وفلاحين يطرقون أبواب المدن بحثاً عن لقمة عيش، بعد أن باعوا آخر ما تبقى من مواشيهم أو أراضيهم.
الأرقام وحدها تكفي لقرع جرس الإنذار، فبحسب تقارير أممية، فقد العراق أكثر من ٦٠بالمائة من موارده المائية خلال أقل من عقد، في حين خرج نحو ٧٠بالمائة من أراضيه الزراعية عن الخدمة، وهناك محافظات مهددةٌ بالوقوع في قبضة التصحر.
لكن خلف هذه الأرقام الصادمة، تختبئ مسؤولياتٌ متشابكة، بعضها يتجاوز حدود الجغرافيا، وبعضها الآخر ينبع من قلب القرار الوطني، فمن جهة، تستمر بعض الدول المجاورة في مشاريع السدود والتحويلات المائية التي تقلص حصة العراق التاريخية من نهريه العظيمين، ومن جهةٍ أخرى، تُحوَلُ مجاري روافد حيوية بعيداً عن الأراضي العراقية، لتجد أقضيةٌ بكاملها في الجنوب والشرق نفسها في مواجهة العطش، بلا سندٍ ولا إنصاف.
لكن الجفاف لم يكن نتيجةً لعوامل خارجيةٍ فحسب، بل خرج أيضاً من رحم الإهمال المزمن، وسوء التخطيط، وانعدام الرؤية في إدارة الموارد، حتى بات العجز في الداخل يضاهي الجور القادم من وراء الحدود.
فالدولة العراقية طوال عقدين، فشلت في بناء خزينٍ استراتيجيٍ من المياه، أو إدخال تقنيات الري الحديثة أو حتى فرض نمطٍ زراعيٍ واقعي يتلاءم مع المتغيرات المناخية، بقي الفلاح يزرع كما زرع جده ويهدر المياه كما لو أن دجلة لا ينضب، وبقيت الحكومات تتعامل مع ملف المياه بوصفه شأناً فنياً أو تفاوضياً لا باعتباره أمناً قومياً يمس بقاء الدولة من جذورها.
وبينما تُبنى السدود وتُحول الانهار، تتساقط القرى العراقية واحدة تلو الأخرى من خارطة الزراعة والحياة.
إن آثار الجفاف لم تعد بيئيةً أو اقتصاديةً فقط، بل باتت تهدد السلم المجتمعي نفسه، نزاعاتٌ عشائرية على سواقي المياه، هجراتٌ واسعة من الريف، بطالةٌ زراعية متزايدة، تفككٌ اجتماعي صامت، وخرائط ديموغرافية بدأت تتغير دون ضجيج.
الأسئلة تزداد ثقلاً، أين خطة الطوارئ الوطنية؟ أين الضغط الدبلوماسي الحقيقي على دول الجوار؟ أين البرلمان من كل هذا؟ وأين دور وزارة الخارجية، ووزارة الموارد المائية، و"لجنة الزراعة" التي لم تتجاوز بيانات القلق والرجاء؟
ما يُطرح من حلولٍ على الورق، لا يزال عاجزاً عن اللحاق بواقعٍ يتغير أسرع من استجابة الدولة له، فكل حديث عن التحول إلى الري بالتنقيط أو بناء محطات التحلية او الري باستخدام الآبار، يصطدم بجدار الروتين وضعف التمويل وغياب الرؤية الموحدة.
في هذا البلد الذي سُمي "أرض السواد" لكثرة زرعه ومائه، لم تعد التسمية تنطبق عليه، فالسواد بات قاحلاً، والنهران يصيحان بلا مجيب، وإذا استمر الصمت الرسمي وتقدم الجفاف خطوةً أخرى، فإن العراق لن يكون مهدداً بفقدان مياهه فحسب بل بفقدان روحه أيضاً.
*****************************************
الصفحة الثامنة
قراءة تحليلية لخسارة اليسار التاريخية في بوليفيا
رشيد غويلب
في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في بوليفيا في 17 آب 2025، منى حزب "الحركة من أجل الاشتراكية" اليساري، الذي حكم بوليفيا وحاز على الأكثرية المطلقة في جميع الانتخابات السابقة، منذ فوز ايفو موراليس، كأول رئيس من سكان البلاد الأصليين بالانتخابات الرئاسية في عام 2005. جاء رئيس مجلس الشيوخ اليساري أندرونيكو رودريغيز مرشح التحالف الشعبي، في المركز الرابع فقط، بحصوله على 8,2 في المائة من الأصوات، وجاء مرشح حزب "حركة من أجل الاشتراكية" إدواردو ديل كاستيلو في المركز السادس بنسبة ضئيلة بلغت 3,2 في المائة، وبهذا حافظ فقط على حق الحزب في الاستمرار بممارسة النشاط السياسي، وفق النظام السائد في البلاد، وفي الانتخابات البرلمانية فقد اليسار تمثيله الكامل في البرلمان الجديد.
وسيخوض جولة الانتخابات الرئاسية الثانية والحاسمة، 19 تشرين الأول المقبل، لتحديد هوية رئيس البلاد الجد يد، مرشحان يمينيان: الفائز بالجولة رودريغو باس زامورا ينتمي إلى يمين الوسط هو ابن الرئيس الأسبق خايمي باز زامورا (1989-1993)، وأحد أعضاء مجلس الشيوخ. والثاني هو اليميني المتطرف كيروغا، شارك في الانتخابات الرئاسية للمرة الرابعة. خلال سنوات هيمنة الحركة من أجل الاشتراكية، في عام 2020، ترشح ضد الرئيس المنتهية ولايته آرسي وسحب ترشيحه قبيل الانتخابات بسبب انخفاض شعبيته. شغل منصب نائب رئيس بوليفيا في عهد الديكتاتور العسكري هوغو بانزر (1997-2001)، وبعد استقالة بانزر، تولى الرئاسة من آب 2001 إلى آب 2002.
الرئيس البوليفي الأسبق إيفو موراليس، الذي يعد أبرز رموز تجربة حكم اليسار في بوليفيا، والذي أطلق حملةً الأصوات الباطلة بعد محاولته الفاشلة لمقاطعة العملية الانتخابية احتجاجًا على استبعاده من خوض السباق الانتخابي، للحصول على دورة رئاسية جديدة، لم يحقق هدفه هو الآخر، رغم رضاه عن النتيجة،19,69 في المائة من الأصوات الباطلة تعكس الدعم الذي لا يزال يحظى به، وخاصةً في منطقة تروبيكو دي كوتشابامبا، لما كان على اية حال، ليحتلّ المركز الرابع بهذه النسبة.
في مواجهة الأزمة الاقتصادية، التي فشلت حكومة آرسي في إيجاد حل لها، والصراع العنيف على السلطة بين الرئيس الأسبق إيفو موراليس وتلميذه السابق، عاقب نفس القادة الذين انتصروا على مدبري الانقلاب في عام 2020 اليسار بأكمله. لقد حقق إيفو موراليس ولويس آرسي ما سعت إليه القوى المحافظة عبثًا طيلة عشرين عامًا. لقد دمرا اليسار وأفقدا "حركة من أجل الاشتراكية" أهميتها.
الفرصة الضائعة
كان هناك بديل، لو أن جناح الرئيس الأسبق موراليس، والجناح الثاني بزعامة الرئيس المنتهية ولايته آرسي، قد تجاوزا صراع الاجنحة داخل الحزب الحاكم "حركة من أجل الاشتراكية" قد تراجعا عن حرب الأخوة، وأفسحا المجال لمرشح مشترك، لكان اليسار - كما تُظهر الأرقام، قد وصل على الأقل إلى جولة الإعادة. ولكن حتى لو اتخذ آرسي هذه الخطوة في النهاية، فقد كانت بمثابة إجراء مؤقت، لأنه من غير المرجح أن يمنع أي شيء موراليس من استعادة السلطة: فقد كان هذا هدفه الوحيد منذ عودته إلى بوليفيا بعد فراره خلال انقلاب اليمين بالتعاون مع العسكر عام 2019.
كتب أندرونكو رودريغيز، المرشح الرئاسي للتحالف الشعبي، الذي مثل جناح الرئيس المنتهية ولايته، أن ترويج إيفو لفكرة عدم التصويت أدى إلى "انتصار اليمين". لقد أدت حملة الأوراق الباطلة، التي قادها الرئيس الاسبق إيفو موراليس، إلى إرباك الحركة الشعبية وتثبيطها وتقسيمها وتشتيتها.
العامل الخارجي
منذ تولي إيفو موراليس منصبه، شُنّت حملة مُمنهجة لإضعافه. تهتم الشركات فوق القومية بالليثيوم والمعادن الأرضية النادرة. وظهرت تهديدات بحرب أهلية، وإعلانات انفصالية من قِبل مقاطعات الأراضي المنخفضة، وفي نهاية المطاف، انقلاب اليمين ضد موراليس عام ٢٠١٩، بدعم العسكر وهروبه إلى الارجنتين، ثم عودة اليسار بعد أقل من عام، في الانتخابات التالية عام ٢٠٢٠.
الانشقاق
بعد فوز مرشح اليسار البديل لويس آرسي في الانتخابات الرئاسية، بدأت عملية إضعاف الحزب وتقسيمه، لينقسم في النهاية إلى ثلاثة أجنحة: لويس آرسي، وأندرونيكو رودريغيز، وإيفو موراليس. وعندما تولى آرسي مهام منصبه، أعلن أنه لن يحتفظ بأي من وزراء حكومة موراليس السابقة. وتراجع عن مساره وعاد إلى سياسة تصدير المواد الخام فقط. عندها رفض تحالف الحركات الاجتماعي "وحدة الميثاق"، الداعم الرئيس لحكومة اليسار، إجراءات الرئيس الجديد، وطالبته بأجراء تغيير وزراي، رفضه آرسي. وهكذا بدأ الانقسام ليس فقط داخل حزب "حركة من أجل الاشتراكية" الحاكم، بل أيضًا داخل الحركات الاجتماعية. وسرعان ما انقسم تحالفها إلى جناح يد عم موراليس وآخر يدعم أرسي. وفي وقت لاحق، انضم رودريغيز كمرشح ثالث. أضف إلى ذلك الأزمة الاقتصادية، التي تجلت في نقص العملة الأجنبية والتضخم والوقود. وفاقمت الاحتجاجات والحصار.
لماذا خسر اليسار؟
كتب نائب الرئيس البوليفي الأسبق ألفارو غارسيا لينيرا، تحليلا لأسباب خسارة اليسار نشر في جريدة " المنفستو" الشيوعية الايطالية، وأعاد نشره موقع شيوعيون الألماني، وقبل عرض النص، أجد من الضروري تعريف القراء بكاتبه.
ألفارو غارسيا لينيرا في سطور
هو نائب الرئيس السابق في حكومة إيفو موراليس، وأحد أهم مثقفي أمريكا اللاتينية ومن أكثر الفاعلين السياسيين خبرة في المنطقة. وخلال أربعة عشر عاما من عمله في حكومة بوليفيا المتعددة القوميات، لم يكن مسؤولاً فقط عن رسم الاستراتيجية السياسية لحكومة إيفو موراليس، بل أيضًا وضع الأسس النظرية للحزب الحاكم "حركة من أجل الاشتراكية". ومن أهم من تابع تحليل تطورات التجارب اليسارية في أمريكا اللاتينية وبوليفيا في سلسلة من المقالات والحوارات. في 19 آب 2025، نشر في جريدة "المنا فستو" الشيوعية الإيطالية مقالة حلل فيها هزيمة اليسار بعد 20 عاما من حكم بوليفيا.
في الثمانينيات كان غارسيا لينيرا أحد قادة حركة الكفاح المسلح الماركسية "توباك كتاري". وبسبب نشاطه السياسي، أمضى الكثير من سنوات تكوينه الفكري خلف القضبان: وعندما كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة مشاركته في انتفاضة مسلحة ضد حكومة خايمي باز زامورا، كرس وقته لدراسة الماركسية وكتب كتابا عنوانه (شكل القيمة وشكل المجتمع)، الذي يعد الآن من كلاسيكيات الماركسية في أمريكا اللاتينية.
المنابع الفكرية التي تأثر بها غارسيا لينيرا متعددة الجوانب: الماركسية، الموروث الثقافي للسكان الأصليين (الهنود الحمر)، التفكير المستقل لأنطونيو نيغري والاشتراكية الديمقراطية لنيكوس بولانتزاس. ويُعد اليوم من أبرز مفكري اليسار في أمريكا اللاتينية وخارجها.
كتب ألفارو غارسيا لينيرا:
لا يخسر اليسار والتقدميون في الحكومة الانتخابات بسبب متصيدي وسائل التواصل الاجتماعي. ولا لأن اليمين أكثر عنفًا، ولا لأن المستفيدين من السياسات الاجتماعية جاحدون للجميل.
لا تخلق المعارك السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي بيئات سياسية وثقافية واسعة بين الطبقات العاملة التي تشكل الأغلبية. بل إنها تُفاقمها وتقودها إلى مسارات هستيرية. لكن تأثيرها يفترض وجود حالة من الضيق الاجتماعي العام، ورغبة جماعية في النأي من المواقف التقدمية ورفضها. وبالمثل، لطالما وُجدت الحركات اليمينية المتطرفة والاستبدادية والفاشية والعنصرية. إنها تزدهر في مساحات هامشية يسودها التشدد الغاضب والمُنعزل. لكن خطابها ينتشر، بسبب تدهور الظروف المعيشية في أوساط الطبقة العاملة، والإحباط الجماعي الذي خلّفته الموجة التقدمية "المُخيفة"، أو فقدان الطبقة الوسطى مكانتها. ومن يدّعي أن هزيمة اليسار تعود إلى "جحود" القطاعات التي استفادت منه سابقًا، يتناسى أن الحقوق الاجتماعية لم تكن يومًا عملًا خيريًا حكوميًا، بل كانت مكاسب اجتماعية تحققت في النضال والنزول إلى الشوارع وبالتصويت. لكل هذه الأسباب، ودون أي عذر، تخسر أي حكومة تقدمية أو يسارية الانتخابات بسبب أخطائها السياسية.
وهذه الأخطاء قد تكون كثيرة. لكن هناك خطأ واحد يجمعها: الفشل في إدارة الاقتصاد باتخاذ قرارات تؤثر على جيوب الغالبية العظمى من مؤيديها. في البرازيل، استند انقلاب اليمين البرلماني عام ٢٠١٦ ضد رئيسة الجمهورية ديلما روسيف، الذي قادته أكثر الفصائل مناهضة للديمقراطية في الطيف السياسي البرازيلي، إلى سخط اقتصادي استمر لسنوات، والذي اتخذ منحى جديدًا في ميزانية عام ٢٠١٥، مما أدى إلى انخفاض في دخل الشعب. في الأرجنتين، خسرت الحركة البيرونية انتخابات ٢٠٢٣ بسبب ارتفاع التضخم خلال فترة حكم ألبرتو فرنانديز. رغم أن الضغط التضخمي ظلّ ثابتًا في الاقتصاد الأرجنتيني لعقود، إلا أن هناك عتبة تاريخية، بمجرد تجاوزها، تؤدي إلى ذوبان الولاءات السياسية الشعبية، مما يدفع الشعب إلى التشبث بأي مقترح، مهما كان مُرعبًا، يُعالج هذا التقلب النقدي الخانق. وتُعدّ شذوذات الرئيس اليميني المتطرف "ميلي" السياسية وسيلةً ملتويةً لتحويل الإحباط إلى كراهية وعقاب.
في بوليفيا، خسر حزب "الحركة من أجل الاشتراكية" القوة السياسية الممثلة للنقابات العمالية ومنظمات الفلاحين، الانتخابات بسبب سياسات الرئيس المنتهية ولايته لويس آرسي الاقتصادية الكارثية. ومع اقتراب تضخم أسعار المواد الغذائية الأساسية من 100 في المائة، ونقص الوقود الذي يتسبب في طوابير طويلة، وتضاعف قيمة الدولار مقابل العملة البوليفية، فليس من المستغرب أن تفقد أعمق عملية تحول ديمقراطي في أمريكا اللاتينية ثلثي الأصوات لصالح خونة قدامى يعدون بإقصاء السكان الأصليين من السلطة، وبيع لشركات القطاع العام لمستثمرين أجانب، وتنصيب اوليغارشية مرتزقة حاملين الكتاب المقدس على رأس الدولة. وإذا أضفنا إلى ذلك استياء الطبقة الوسطى التقليدية، التي حُرمت من امتيازاتها بسبب التقدم الاجتماعي والتمكين السياسي للأغلبية الأصلية، يتضح جليًا النبرة الانتقامية والعنصرية الصريحة التي تميز خطاب اليمين البوليفي. على أي حال، ُفاقمت عوامل سياسية أخرى هذه الأخطاء الجوهرية التي أدت إلى الهزيمة.
في البرازيل، تُضاف اتهامات الفساد، التي تم التلاعب بها سياسيًا لاحقًا. وفي الأرجنتين، يُضاف السأم من إجراءات الحظر الطويلة في وقت انتشار وباء كورونا، الذي دمّر جزءًا من النسيج الاقتصادي الشعبي. وفي بوليفيا، تدور رحى صراع سياسي داخلي. من جهة، اقتصاديٌّ متواضعٌ (الرئيس المنتهية ولايته آرسي) وصل إلى الرئاسة بالصدفة، ظانًّا أنه يستطيع الإطاحة بالزعيم الأصليّ، صاحب الكاريزماي (إيفو موراليس) بمنعه من الاشتراك في الانتخابات. ومن جهةٍ أخرى، زعيمٌ في نهاية مسيرته، ولم يعد بإمكانه الفوز بالانتخابات، والذي لا يستطيع أحدٌ آخر الفوز بدون دعمه، فينتقم بالمساهمة في تدمير الاقتصاد، دون أن يُدرك أنه بهذه الكارثة يُدمّر مشروعه أيضًا. والنتيجة الحتمية لهذه الحرب الأخوية البائسة هي هزيمةٌ مؤقتةٌ لمشروعٍ تاريخيّ، وكما هو الحال دائمًا، يدفع الفقراء الثمن، أي الذين لم يأخذهم الأخوان بنظر الاعتبار، لانهما كانا ثملان باستراتيجياتهم الشخصية.
في بوليفيا، فاز حزب "حركة من أجل الاشتراكية" في دورات انتخابية متتالية بنسبة 55 64 و61 و47 في المائة، وفي الجولة الأولى. من المؤكد أن الموجة التقدمية في أمريكا اللاتينية في القرن الحادي والعشرين نشأت من فشل السياسات الليبرالية الجديدة السائدة منذ ثمانينيات القرن العشرين. وقد نفذت معظمها سياسات إعادة توزيع الثروة وتوسيع الحقوق. وكانت النتائج فورية. تم انتشال أكثر من 70 مليون أمريكي لاتيني في بلدان عديدة من براثن الفقر في عقد من الزمان، وتم إضفاء الطابع الديمقراطي على المؤسسات التي كانت مخصصة للأرستقراطيات القديمة، وفي حالة بوليفيا، كان هناك إعادة تشكيل للطبقات الاجتماعية داخل الدولة، مما أدى إلى تحويل الفلاحين الأصليين إلى طبقات ذات سلطة مباشرة.
وهنا تكمن القوة العظيمة والشرعية التاريخية للموجة التقدمية. ولكنها أيضًا بداية حدودها؛ بمجرد اكتمالها، بدأ هذا الجهد الأولي لإعادة التوزيع غير كاف لضمان استمرار الحقوق المكتسبة. لقد نتج هذا القيدٌ عن تحقيق أهداف المرحلة الأولى، مما استلزم إدراك أن البلدان قد تغيرت تحديدًا بفضل الموجة التقدمية، وبالتالي، كان من الضروري تبني جيل ثان من سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية على المجتمع الجديد، قادرة على ترسيخ المكاسب المتحققة وإحراز مزيد من التقدم نحو المساواة. ان التجارب التقدمية واليسار محكوم عليهما بالمضي قدمًا إذا أرادا البقاء. فالجمود يعني الهزيمة.
يتطلب الجيل الجديد من الإصلاحات بالضرورة بناء قاعدة إنتاجية واسعة، في القطاع الصغير والمتوسط والكبير، في الصناعة والزراعة والخدمات؛ في القطاع الخاص والزراعي والشعبي والعام، للسوق المحلية وللصادرات مما يضمن دعمًا واسعًا ودؤوبًا ومستدامًا لإعادة توزيع الثروة.
حتى اليوم، ما يزال التقدميون في الحكومة، وخاصةً أولئك الذين في ولايتهم الثانية أو الثالثة، أو الساعين للعودة إلى السلطة، متمسكين بنجاحات الماضي، وبدفاعاتهم الكئيبة، وعلى عكس ما كانوا عليه عندما بدأوا ولايتهم الأولى، يفتقرون حاليًا إلى مفهوم جديد للتحول قادر على إحياء الآمال الجماعية في عالم لم يُكتشف بعد. إن استيلاء اليمين على نموذج الزخم نحو التغيير ليس مصادفة. إنه نتيجة محافظة او مراوحة الموجة التقدمية الحالية، وكذلك هزائمها الانتخابية.
ومع ذلك، لم تُحدد بعدُ روح العصر التاريخية. لم تُحدد لا في القارة ولا العالم، المتأرجح بين الليبرالية الجديد المبالغ فيها، والحمائية السيادية، ورأسمالية الدولة الإنتاجية، في المرحلة الجديدة الطويلة من التراكم الاقتصادي والشرعية السياسية. ولبعض الوقت، ما نزال في مرحلة انتقالية تكون فيها الهزائم والانتصارات قصيرة. لكن هذا لن يدوم إلى الأبد. إذا أرادت الموجة التقدمية أن تستمر في لعب دورٍ قيادي في هذا النقاش، فعليها أن تنطلق نحو مستقبل، معرف بشكل جديد، بجرأة بمزيد من المساواة والديمقراطية الاقتصادية.
*******************************************
الصفحة التاسعة
ليفربول يحسم صفقة إيزاك الأغلى في تاريخ الدوري الإنكليزي
ليفربول ـ وكالات
أعلن نادي ليفربول الإنكليزي رسميًا التعاقد مع المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك قادمًا من نيوكاسل يونايتد في صفقة قياسية تجاوزت قيمتها 150 مليون يورو، لتصبح الأغلى في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز. وجاءت الصفقة بعد مفاوضات طويلة ومعقدة بين الناديين، حيث رفض نيوكاسل عدة عروض قبل أن يوافق على رحيل اللاعب البالغ 25 عامًا، الذي وقع عقدًا مع "الريدز" يمتد حتى عام 2030. ويأمل ليفربول أن يعزز إيزاك خطه الهجومي بعد أن سجل 27 هدفًا في 42 مباراة الموسم الماضي. وتفوق إيزاك بهذا الرقم على صفقات كبرى سابقة في الدوري الإنكليزي، مثل إنزو فيرنانديز وجاك غريليش وديكلان رايس، ليصبح ثاني أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم بعد نيمار وكيليان مبابي. وتعد صفقة إيزاك جزءًا من ثورة صيفية يشهدها ليفربول لإعادة بناء الفريق، التي شملت أيضًا التعاقد مع جيريمي فريمبونغ، جيوفاني ليوني، هوغو إكيتيكي، وميلوش كيركيز، بمجموع إنفاق قياسي بلغ حوالي 489 مليون يورو، مقابل تحقيق أكثر من 200 مليون يورو من مبيعات اللاعبين.
*********************************************
تصفيات آسيا تحت 23 عاماً العراق يتسلح بالانسجام والثقة
متابعة ـ طريق الشعب
وصل وفد المنتخب الأولمبي العراقي إلى كمبوديا، لخوض منافسات تصفيات كأس آسيا تحت 23 عاماً.
وأسفرت القرعة عن وقوع العراق في المجموعة السابعة إلى جانب منتخبات كمبوديا (المستضيف)، وسلطنة عمان، وباكستان. وسيستهل الأولمبي العراقي مشواره في التصفيات بمواجهة باكستان في الثالث من أيلول 2025، ثم يلاقي عمان في السادس من الشهر نفسه، قبل أن يختتم مبارياته أمام كمبوديا في التاسع من أيلول.
وقال مدرب المنتخب عماد محمد لوكالة شفق نيوز، إن "معسكر ماليزيا، الذي استمر عشرة أيام، كان مثمراً جداً رغم غياب عدد من اللاعبين بسبب التزاماتهم مع أنديتهم"، مشيراً إلى أن "المعسكر منح الجهاز الفني فرصة مهمة للتعرف على مستويات اللاعبين ونقاط القوة والضعف، إضافة إلى خلق الانسجام بينهم، لاسيما بعد خوض مباراتين أمام المنتخب الهندي الذي يُعد من الفرق المنظمة والقوية".
وأكد محمد أن جميع اللاعبين الذين غابوا عن معسكر ماليزيا سيلتحقون بالمنتخب في كمبوديا ليكتمل العدد، موضحاً: "كجهاز فني نعرف إمكانيات لاعبينا جيداً بعد أن تابعناهم في معسكري تونس والبصرة قبل ماليزيا".
وشدد المدرب على أن المنتخب جاهز للتصفيات الآسيوية التي تمثل "مرحلة تأسيسية قبل النهائيات"، معرباً عن أمله في قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية في هذه المرحلة المهمة من المنافسات القارية.
يشار إلى أن الأولمبي العراقي كان قد فاز على نظيره الهندي في معسكر ماليزيا بنتيجة (2-1) و(3-1).
********************************************
معسكر تدريبي في إشبيلية يجهز جَدْافي العراق لبطولة شنغهاي
متابعة ـ طريق الشعب
أعلن رئيس الاتحاد العراقي للتجديف، عبد السلام خلف، أن المنتخب العراقي للرجال سيقيم معسكراً تدريبياً في مدينة إشبيلية الإسبانية، تحضيراً لبطولة العالم المقبلة.
وقال خلف إن "منتخب المتقدمين سيبدأ معسكره التدريبي في إشبيلية يوم غد الاثنين، بعد مغادرته إلى إسبانيا اليوم، وذلك استعداداً مبكراً لبطولة العالم التي ستستضيفها الصين الشهر المقبل".
وأضاف أن "الجدافين العراقيين محمد رياض وبكر شهاب سيمثلان العراق في البطولة، المقررة إقامتها في مدينة شنغهاي الصينية للفترة من 21 ولغاية 29 أيلول المقبل".
وأوضح رئيس الاتحاد أن "المعسكر سيستمر حتى موعد انطلاق البطولة، وسيتضمن تكثيفاً في الوحدات التدريبية على أنهار إشبيلية، بهدف رفع جاهزية اللاعبين وتطوير مستواهم الفني والبدني".
**********************************************
برايتون يضاعف جراح السيتي غوارديولا في مواجهة الأسئلة الصعبة
مانشستر ـ وكالات
دخل مانشستر سيتي الموسم الجديد من الدوري الإنكليزي الممتاز بطموحات كبيرة لاستعادة لقبه، لكن البداية جاءت عكس التوقعات، بعدما تكبّد الفريق هزيمته الثانية على التوالي بالخسارة أمام برايتون (1-2) مساء الأحد ضمن الجولة الثالثة من المسابقة.
الخسارة أكدت وجود أزمة حقيقية في المنظومة الدفاعية للفريق بقيادة المدرب بيب غوارديولا، إذ أظهرت المباريات الأخيرة ثغرات واضحة في أسلوب الضغط العالي الذي يعتمد عليه السيتي عند فقدان الكرة. فقد استغل كل من توتنهام وبرايتون المساحات الكبيرة على الأطراف، ليسجلا أهدافاً حاسمة كشفت هشاشة خط الدفاع السماوي.
إلى جانب المشكلات التكتيكية، يواجه السيتي أيضاً أزمة غيابات، حيث أعلن غوارديولا أن صانع الألعاب الفرنسي ريان شرقي سيغيب لمدة شهرين للإصابة، ما يضاعف الأعباء على خط الوسط ويزيد الضغط على النرويجي إيرلينغ هالاند.
ورغم ذلك، يظل هالاند النقطة المضيئة للفريق بعدما سجل 3 أهداف في أول 3 مباريات، مؤكداً جاهزيته البدنية والذهنية لتقديم موسم قوي قد يساعد فريقه على تجاوز كبوته المبكرة.
الهزيمتان وضعتا السيتي في موقف صعب قبل ديربي مانشستر المرتقب أمام اليونايتد في 14 أيلول/سبتمبر الجاري، خاصة أن جاره اللدود يتفوق عليه حالياً في الترتيب، في مفارقة لم تكن متوقعة.
وبات لزاماً على حامل اللقب استعادة توازنه سريعاً إذا أراد البقاء في سباق الصدارة، إذ أن أي تعثر جديد سيزيد الضغوط النفسية ويمنح المنافسين فرصة لتوسيع الفارق.
****************************************
الإرادة لا تُهزم.. نجلة عماد تهزم الأصحّاء وتفتتح البطولة العربية بكلمة أمل
متابعة ـ طريق الشعب
حققت البطلة العراقية نجلة عماد، لاعبة نادي الكهرباء والحاصلة على ذهبية بارالمبياد باريس، أول فوز لها في بطولة الأندية العربية لكرة الطاولة للأصحاء، بعد تغلبها على لاعبة نادي الفتاة الكويتي، في انطلاقة النسخة الـ 36 التي تستضيفها العاصمة العُمانية مسقط.
وكرّم الاتحاد العربي لكرة الطاولة اللاعبة العراقية بمنحها شرف إلقاء كلمة افتتاح البطولة، تقديراً لإصرارها وإنجازاتها، حيث عبّرت بكلمات مؤثرة عن شكرها للاتحاد والداعمين، مؤكدة أن الرياضة تمثل لغة إنسانية قادرة على جمع القلوب وصناعة الأمل رغم التحديات.
وأكد مدير البطولة عبد الله هشام، أن مشاركة نجلة عماد تعد سابقة تاريخية ملهمة، كونها أول لاعبة بارالمبية تشارك في هذا الحدث العربي الكبير، مشيراً إلى أن حضورها يجسد رسالة إنسانية تعكس قيم البطولة في دعم التنوع وتمكين جميع الفئات.
وشددت البطلة العراقية على أن مشاركتها لا تمثلها وحدها، بل تمثل النادي والعراق والرياضة النسوية، معتبرة أن الثقة التي منحت لها من نادي الكهرباء شكلت دعماً كبيراً في هذه التجربة التاريخية.
******************************************
وقفة رياضية.. كرة القدم النسوية في الساحات المفتوحة.. آمال وتطلعات
منعم جابر
إن اهتمامنا برياضة المرأة نابع من وعينا التاريخي والواقعي بدورها في النشاطات الحياتية، وخاصة اليوم، حيث أثبتت المرأة العراقية منذ منتصف القرن العشرين أن مكانها الطبيعي ودورها المجتمعي لا يقلان أهمية عن شقيقها الرجل. فمحاولات القوى المحافظة والمرجعية لم تصمد أمام أثر المرأة ودورها الريادي والقيادي في المجتمع العراقي بكافة تفاصيله، بما في ذلك المجال الرياضي.
لقد ساهمت المرأة العراقية منذ منتصف القرن الماضي في الحياة العامة سياسياً واجتماعياً وثقافياً، بالرغم من محاولات البعض من أعداء الحياة للحد من حضورها الطبيعي. وحديثي اليوم يركز على ممارسة المرأة للرياضة، وتحديداً كرة القدم، حيث برزت المرأة العراقية بشكل مبدع في الساحات المكشوفة، مما يضعنا أمام مسؤوليات تاريخية رسمية وشعبية.
علماً أن المرأة العراقية بدأت ممارسة كرة القدم في الساحات المكشوفة منذ عام 1973، قبل أن تلحق بها نساء كثيرات في دول الجوار والمنطقة والعالم. وكانت سباقة في ممارسة اللعبة في وقت لم تكن فيه الرياضة النسوية متاحة حتى داخل المنازل، ومع ذلك حاول أعداء الحياة "تقييد المرأة" وحبسها داخل البيت لأسباب متنوعة، مفروضين عليها واقعاً قاسياً.
المرأة العراقية، بوصفها الأم والمربية الفاضلة، والأخت المناضلة، والبنت الأصيلة، والحبيبة الشريفة، قدمت تضحيات جسام وبطولات صادقة في كل مراحل حياتها، وحافظت على عطائها وقاومت الأنظمة الدكتاتورية والفاشية. ومع ذلك، لا يزال البعض يتجاهل أدوارها وبطولاتها وتأثيرها في تربية الأجيال، التي قاومت جميع أشكال العنف والبطش.
ومع ذلك، نجد البعض مصراً على تصوير المرأة بشكل سلبي، إلا أن الصورة المشرقة تظهر في مشاركتها الأخيرة في بطولة آسيا، التي اعتبرها خطوة مهمة لفتح الطريق أمام بناتنا للمشاركة في البطولات الدولية والقارية. ومن خلال خبرتي المتواضعة أؤكد أن هذه المشاركة الأولى كانت مشرفة، حيث حقق الفريق الوطني العراقي أربع نقاط من فوز وتعادل، قبل أن يخسر أمام تايلاند البلد المضيف والمنتخب الهندي.
قدم الفريق النسوي العراقي مستوى مشجعاً وقابلاً للتطور والمنافسة، بمشاركة بعض اللاعبات المحترفات في الأندية الأوروبية، إضافة إلى لاعبات هاويات يمارسن كرة القدم المحلية داخل الوطن. ومن خلال خبرتنا الطويلة في كرة القدم، نرى أن الواقع النسوي وقدرته على المنافسة وتحقيق الإنجازات يتطلب وضع خطط وبرامج طويلة الأمد، والبدء مبكراً مع الفئات العمرية الصغيرة، والاهتمام بالكرة النسوية في الأندية العراقية بشكل عام، والمشاركة في البطولات والمسابقات للهواة والمحترفات.
خطوات عملية لتطوير كرة القدم النسوية:
- تشجيع كرة القدم النسوية للفئات العمرية المبكرة في الأندية (ناشئات، شابات، متقدمات).
- إقامة دوريات وبطولات لجميع الفئات العمرية.
- تنظيم دورات تدريبية للمدربات ومعلمات التربية الرياضية لخلق أجواء تنافسية.
- إعداد برامج تلفزيونية توعوية للعوائل لتشجيع بناتهم على ممارسة كرة القدم.
- دعم الطواقم التدريبية بالمشاركة في الدورات التطويرية لرفع قدراتها الفنية.
- فتح المجال للفريق النسوي للمشاركة في البطولات والدورات الودية لزيادة الاحتكاك.
- الاهتمام بالبنية التحتية عبر إنشاء الملاعب وساحات التدريب.
- دعم اللاعبات العراقيات المحترفات في الأندية العربية والأوروبية للمشاركة مع الفريق الوطني.
- تقديم الدعم الإعلامي للفريق الوطني النسوي في البطولات والمسابقات.
- تعزيز الرياضة المدرسية من خلال تشكيل فرق للطالبات وتقديم الجوائز والهدايا للفائزات.
إن تنفيذ هذه الخطوات، إضافة إلى جهود معلمات التربية الرياضية وتشجيع الطالبات في جميع مراحل التعليم، سيشكل حافزاً قوياً لممارسة كرة القدم النسوية والمنافسة في مسابقاتها، بما يضمن استمرار تطورها وتحقيق الإنجازات المستقبلية.
**********************************************
الصفحة العاشرة
المثقف العراقي شاهداً.. الناقد فاضل ثامر والأدب الشعبي
ريسان الخزعلي
الأستاذ الناقد فاضل ثامر في كتابه (إشكالية العلاقة بين الثقافي والسياسي – المثقف العراقي شاهداً) يخصص ورقة ً مهمة ً عن الأدب الشعبي بعنوان (الأدب الشعبي بوصفه جزءاً من ثقافتنا الوطنية).
وتكتسب هذه الورقة أهميتها، كونها تصدر من ناقد ومثقف كبير يقف في الصف الأول من مشهد النقد العراقي، إضافة إلى أنَّ الكتاب بمجمله يُعتبر كتاب مقاومة، حيثُ كتبت جميع فصوله بعد عام 2003 بصوتٍ عالٍ وبإحساس وانحياز وطنيين يدللان على عمق تجربته وأصالته، وموقفه بالضد من كل ما يسلب حرية الانسان ويقوّض تطلعاته الإنسانية في حياة أنقى ووجود أبقى وعالم أرقى. إنه الكتاب الوطني المقاوم لناقد وطني مقاوم.
إن وصفه للأدب الشعبي كجزء من ثقافتنا الوطنية، دليل ثقافي ومعرفي كبير، يشير إلى وعي الناقد بالتاريخ النفسي والاجتماعي والأدبي والسياسي للمجتمع العراقي. كما أنّه يضع ستاراً فاصلاً بوجه تخرصات واهية عليلة الصدق، تلك التي ترى الأدب الشعبي غير قادر على أن يكون جزءاً من الهوية الثقافية الوطنية.. يقول الناقد في استهلال الورقة:
"تبرز الحاجة في الوقت الحاضرإلى إيلاء اهتمام أكبر بدراسة أدبنا الشعبي، بما فيه من موروثات وأمثال وحكايات وأغاني الاطفال، فضلاً عن اغاني الرعاة والملاحين والبحارة وقصائد الأغاني الشعبية بشكل عام، ودراسة الشعر الشعبي بشكل أخص. ومن المؤسف أن تتعرض دراسات علوم الفولكلور في العراق إلى التجاهل والإهمال وأحياناً المحاربة".
كما انه يُشخّص في فقرة أخرى من الورقة غياب حركة نقدية منهجية منظمة تتولى فحص وتقييم تجارب الشعر الشعبي العراقي، والكشف عن قيمته الفنية والتعبيرية والإسلوبية.
ولذا فنحن اليوم في أمّس الحاجة إلى تطوير آليات نقدية حديثة لدراسة القصيدة الشعبية، تفيد من المنهجيات الحديثة وتبتعد عن المناهج التقليدية المتداولة التي تعنى غالباً بفحص المضامين والثيمات والموضوعات بطريقة خارجية، أو تقتصر على فحص البنى العروضية وضروب الشعر الشعبي المختلفة، دونما فحص متأنٍ للبنى النصية واللسانية والإسلوبية الداخلية للخطابات الشعرية الشعبية. وهذا الحكم لا يصادر بالتأكيد الكتابات النقدية التي تنهض بدور كبير في سد جزء من الفراغ الذي نعاني منه.
وأود هنا أن أُشيد بالدور الكبير الذي اضطلعت به في هذا المجال مجلة متخصصة مرموقة هي مجلة التراث الشعبي، وعدد من الصفحات الثقافية التي فتحت أبوابها أمام الأدب الشعبي.
وفي مفتتح آخر أشار الناقد بصوت ٍ عالٍ إلى ضرورة اعتراف المثقفين العراقيين أنفسهم بالأدب الشعبي وعدم الاستهانة به، ومن ثم إدراجه ضمن المتن النقدي للثقافة الوطنية والتخلص كليّاً من المنظور الشوفيني المتطرف الذي يرى أنَّ الأدب الشعبي يتعارض والحفاظ على نقاء اللغة العربية.
ولم تقتصر دعوة الناقد هذه على الأدب الشعبي المكتوب بلغة / لهجة عربية، وإنما تتعدى إلى كل ما هو عراقي وبالتعددية الثقافية العراقية الشاملة (كورد، تركمان، سريان – كلدو آشور) مما يسهم بمرور الزمن في تعميق وترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية.
إنَّ الناقد في ورقته هذه عن الأدب الشعبي العراقي وبخاصة الشعر الشعبي العراقي، وبالتأكيد أنه يعني الشعراء المثقفين والنماذج المتقدمة فنياً وجمالياً، يضع النقدية العراقية أمام سؤال حرج ينتظر الرد والاستجابة العملية لدعوته من اجل دراسة الشعر الشعبي العراقي الحديث، الذي توازى ومنذ نهاية الخمسينيات مع تحولات الشعر العراقي الحديث، حيث التجربة النوابية الرائدة والتجارب الريادية اللاحقة لها. ولا نبالغ حينما نقول أنَّ الشعر الشعبي العراقي الحديث، بشعرائه المثقفين ونماذجه العالية يمثل الجناح الانشط في جسم طائر الشعر العراقي.
ورقة الناقد الكبير فاضل ثامر حول الأدب الشعبي العراقي في كتابه المقاوم (إشكالية العلاقة بين الثقافي والسياسي – المثقف العراقي شاهداً)، تؤكد بأنه هو المثقف العراقي الشاهد ومن يملك المفتاح الذهبي، الذي تنتظره الصناديق المغلقة، كما فعل في كتابه الآخر (شعر الحداثة – من بنية التماسك الى فضاء التشظّي).
****************************************
قصيدتان لمن أحب
حسين جهيد الحافظ
1
روحي دية
كتبت اسمك
محنة بسته او موال
او عشگ نايل وابوذيه
قريت احروفه
امرايات
تجليبه او عتابه
هيوه او چوبيه
صغت عيد الله الجبير
ابشوگ ترچيه
على الخدين
تتمرجح حسن نيه
وانطيتك گلب
مليان حب واحساس
اذبحه الحبك اضحيه
بعد شتريد تطلب ثار
هاك الروح
مني العشرتك ديه
2
همسة
أنته ابغلاة الروح
يالتتمرجح ابروحي
اجروحي غنوة عيد
چي منك اجروحي
نوحي عزف گيتار
لاجلك يا سبب نوحي
الدنيه تدري احظوظ
كلمن حظه او بخته
عندي أنته كلشي او زود
خلهه ياترف سكته
نص ثاني كل الناس
والاول صرت انته
اي وحگ الحگ
أحبك موت
عندي الاولي أنته
ابويه لاوووولي انته
*****************************************
ماي الورد
يوسف المحمداوي
شنهي البيك مايعجب....
السمل لوغازل امتونك يوج بيه عيد ...
وكلشي الماتحبه الناس...منك ياترف يجذب
يامي الورد والكلشي صرت تلوك ...
شيوعي يلولك مفتره لومغضب
ياحنظل عذولي وياعسل لشفاي ...
يمدري انته شنو ويالكلك اتعجب
عوافي اعليك لون ام الفرح بشفاك ...
ويتباهى الحزن لفراحك امعزب
منهو الكالك شايب ومابيه شوك ...
ماعده بخت منكالك متحب
شفت شعت براس الحزب كومة انجوم؟
شمس الصيف بضلوعي واحس بنارها امنتشب
دخلنه انظوك موت الله، بحلاتك هاي ...
وارضى النار لو باشواقكم مذنب
يتفكة نور توجع من تريد اتصيب ...
وانه الناذر اظل نيشان وتصوب
امغالب هالضلوع اعليك بالضحكات ...
بالونات .. وياهي اكثر فرح تكسب
شنهي البيك مايعجب ...
صدك ترجف الشفه ...
الماتعرف البوس بأول بوس ...
بس بثاني بوسه وداعتك تطرب
*****************************************
بس ياموت
د.. حامد الشطري
اسولف وي روحي
والبچي بسكوت
ريض غمض اعيونك..
گبل تحسدني الوادم.
تگلي شكثر ربعك واليحبونك..
بس ياموت..
رد منجل حصادك طب چثيره ابيوت..
اخذ منها سنابل لفهن بتابوت
وك هاي السنابل زهن بيامي
وكلهم ربعي ذوله..
وبيدر احلامي..
بس ياموت
تفتر بالشوارع شايل التابوت..
ليا غصن اليًوَرد
منجلك حاصود
گضوا ربعي حصاد ..
وما الك رادود..
ليالي الگمره راحن
والعمر ظلمه..
گبل ضحكات ربعي،
تفزز النجمه..
هسه اهلال حزني
بالسمه وحده
مثل حالي..الحزن والدمعه
مهضومات.. يتلالن على خده
***************************************
واحة
جواد الدراجي
ليش عايفني غريب
وصفنه تدفعني ..
اعله صفنه
ولا ذكرت
الصاغ من عمره گماري
وعايف الظلمه تدفنه
آخ منك ..
انت.. يمضيع عرفنه
وغير لون احزان منك
ما سفط .. روج بجرفنه
ليش ضمّدت الشبابيج
التنز بريح ضحكتنه ضوه
ليش دوم تصيح
يا صوت الظلام
اشما تغني نجومنا الترفه دوه
وحگي اطش العتب يمك
وانثر الدمعات ..
و يخضرن سوه
الشوگ هد بینه المحنه
والعطش من شاف
صفنتنه روی
وياما شلت الشوگ
عصیان بهواك
وروحي ما تقبل تتوب
حاسبك .. واحه
وتفض غفران ظلها
وأنت غابه من الذنوب
وگلت اكرهك..
بس غلاك .. الشرگ بیه
ولا رضه یوچي بغروب
وگلت اعوف
أتلملمت وجهاتي كلها
وليك .. ودتني الدروب
وگلت أکف
من کلشي غيرك
وأطوي كل أحلام عمري
ومن تغرب الشمس
اتوچه وأشرهن
فوگ حایط طين صبري
وثاري حتى الليل وشل
والاحلام تبات عريانه
بوسط حيطان فكري
وانت وعيون الشماته
كلكم تشوفون حالي
وآنه بس الضال وحدي
وعني مدري
*****************************************
شلون أرتاح
محمد جواد الكعبي
يمته أرتاح ؟
من غبشة فجرنه
أنصيح
يافتاح ..
يضل مقفول رزقي
وضايع المفتاح ..
شلون أرتاح !!
وين ألگه بلد؟
مابيه أثر لسلاح ..
ولانشتم بالمگابر
ريحة الكافور
عصاري أنريد نشتم
ريحة القداح ..
وين أرتاح ..
شلون أزرع
وباري بگاع
صبخة وبور
ولابيدر حصاد
وأسمي بس فلاح ..
عيب أرتاح ..
صرت مگدر أطرن
هور
لو بالگيش
وآنه بنص بحرهه
الكوسج السباح ..
يمته أرتاح ..
أحتاج آنه ضميري
يموت
وطبعي من الوفي
يصبح طبع بذات
وعيوني من الخجل
أيصرن عيون أوكاح ..
حتى أرتاح ..
عد بعض البشر
للضحكة والدمعة فنون
أذا يضحك بوجهك
كشرة الذيب
وأذا يبچي بدمع
من دمعة التمساح ..
شلون أرتاح ..
**************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
* عن دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة صدرت مؤخراً الكتب الآتية:
- الاعمال الكاملة (4 اجزاء) لمهدي المخزومي.
- الاعمال الكاملة للشاعر محمود البريكان.
- الاعمال الكاملة للشاعر جبار مجبل.
- الصورة السردية في روايات مهدي عيسى/ تأليف محمد رشدي السعيدي.
* وعن دار المدى، صدرت رواية كغبار في الريح/ ليوناردو بادورا، ترجمة بسام البزاز.
* فلسفات النفي/ دراسات في النظرية النقدية/ تأليف هيربرت ماركوز/ ترجمة مجاهد عبد المنعم مجاهد، ويضم دراسات سبق لماركوز ان كتبها بين عامي (1914- 1938)، الكتاب صدر قبل سنوات وهذه طبعة جديدة له.
* ضد التأويل ومقالات اخرى/ تأليف سوزان سونتاغ، ترجمة نهلة بيضون/ اصدار المنظمة العربية للترجمة.
********************************************
{غداً أريدُ أن أراني} لماذا بقي الشاي مُراً؟
د. علي إبراهيم
من المعروف أن د. رشيد هارون هو من المتخصصين بالأدب أكاديميا وكتب المقالة والقصة والشعر وله تجربة بكتابة النقد أيضا وصدرت له مجموعة كتب في هذا المجال وآخر ما كتبه ديوانه الشعري: (غداً أريدُ أن أراني!) عن دار الصواف في طبعته الأولى 2025 تتساءل:
" أكل هذا الظلام
أيها الليل
نكاية بالنهار؟ "
وجعل ظلام الليل رمزا لسوداوية الحياة وما فيها من مآسٍ وويلات مع أن المصائب لا ترتبط بالليل فقط لقد تعود الناس على مصائبهم في النهار وربما أكثر من الليل الذي يعد فرصة للراحة والهدوء والنوم والسكينة ولو قلب الشاعر الصورة وقال: "أكل هذا الضياء، أيها النهار، نكاية بالليل؟" لحققت النتيجة ذاتها ولعلها كانت رمزيتها أقوى بناء على ما يعانيه الإنسان من تردي علنا وفي وضح النهار. كما في قصيدة لاحقة:
لا دخل للنيام
الليل
فكرة
الساهرين!!
كما حاول أن يقلل من شأن الفكرة الفذة في تغيير الأخرين ووجدت التباسا في الصياغة والهدف. بغض النظر عن نبل الشاعر في هدفه.
وباتت أغلب قصائده قناعات يصدرها للآخرين وحذر من ربط سعادتهم بهؤلاء لأنهم سيقعون في "زيف الفكرة" ومع ذلك طرح في بعض قصائده أفكارا تؤكد على الحياة وما فيها من سعادة:
" أبداً
لم يكن واسعاً هذا النهر
لم تكن الحياة حزينة إلى هذا الحدّ
فلماذا تلطخت الأرديةُ بالطين
والمشهد بالعويل؟!"
وتجد في هذا الكتاب مقاطع شعرية تقترب من الحكمة:
هكذا خلقنا
ننظر إلى الأمام
فلماذا نحث الخطى
إلى الوراء؟
الحكمة الثانية ربما هي أكثر تكثيفا وأبلغ:
ماذا تفعل بكل هذا العتاد؟
وعزيمتك
خلّب!
وحاول الشاعر توظيف بعض الأمثلة السائدة في شعره ثم تسفيهها:" ما تفكر به صحيح! فأنت لم تخرج من عباءة أبيك، لأن أباك لا يعرف أصلا أن له عباءة قد يخرج منها ابن مثلك." ويستمر على سجيته في تسقيط الفكرة برمتها.
أن أغلب قصائده تنتهي بتساؤل يحاول من خلاله دعوة المتلقي للتفكير بموضوعاته، وفعلا أنها تصب بهذه الفكرة: " لماذا يبكي كلما أعاد قراءة قصيدته؟"، "فمن ذا الذي يغير من نعت البحر شيئا!" وهنا أكتفى بعلامة التعجب ولم يضع علامة استفهام، وهناك تساؤلات كثيرة في غالبية قصائده.
ومن الظواهر التي تميز بها كتابه هو غياب العناوين للقصائد أو للقصص القصيرة كما أسميتها، فتبدأ كل قصيدة بنجمة سوداء صغيرة أحيانا تأتي بعدها كلمة تشكل عنوانا وأحيانا جملة هي بداية القصيدة وأرى أن هذا الاجتهاد قد يشوش المتلقي أحيانا إذا رفعنا هذه النجمة السوداء سيواصل القارئ القراءة متصورا أنها قصيدة واحدة. خياراته التجديدية وتجاوز القديم بكل أشكاله ومعانيه. وقد حقق نجاحا في جوانب كثيرة من ابداعه لكنه لم يكن موفقا في بعض محاولاته، ومنها عتبة العنوان.
أما قصائده الطويلة والتي تمتد إلى تسع أوراق وتقترب كثيرا من قصيدة النثر أو من الشعر المنثور وفيها تفصيلات كثيرة، وربما هي أقرب للحكاية أو القصة. وله في هذا المعنى كثير من القصص مثل قصة تضمنت أجواء الخدمة العسكرية وكعادته لم يضع عنوانا محددا في كتاباته ليبدأ موضوعه بعبارة مطلقة " القصة ليست قصة من دون أن تكون أنت بطلها" وهذا رأي نقدي لا ينسجم مع نظرية السرد، ويتناقض مع القصة التي كتبها، فقد قسمها إلى مجموعة من سارديها: الجغرافيا ساردا، وحددها بأربع نقاط: 1- جغرافيا الهروب. 2- جغرافيا الخوف، 3- جغرافية كلب الريس. 4- جغرافية الشوارع.
ومن خلالها فصل في كل النواعم التي تخص الجندي وحياته اليومية في معسكرات الجيش، وطرح أفكارا كثيرة شكلت الموضوع واقترب من القص وليس من الشعر. ولنأخذ قصيدة (غداً أريد أن أراني) ومن العنوان تتضمن المواجهة مع النفس وكثرت فيها التساؤلات:
" دارت ملعقتُك في كوب الشاي؛ فلماذا بقي الشاي مراً؟
وهناك تساءل ومراقبة وجواب " أترى؟ ... ثمة شيء ينبعث من هناك، قلب يتدحرج، موسيقى... إنني لا أفعل شيئا هذه اللحظة إنني أراقب".
ويتعمد في الحوار مع الآخر أو مع النفس ان تكون نهاية القصيدة أو المقطع بتساؤل:
" - قد لا يكفي ذلك
- لم أقل يكفي. الحياد جبن
- لمَ تكره الحياد؟ هل قلت َ: الحيرة خيار؟، والجبن؟ خيار أيضا."
وهكذا يدخل الشاعر في مشاعر متداخلة بين العواطف وجوانب فكرية ويبدأ بفلسفة الفكرة: " التناقض فكرة، الكذبة فكرة...مصباح علاء الدين فكرة، النفاق فكرة." وفيما الشاعر يفلسف الفكرة بينما هي موجودة بعمق في الفلسفة العلمية ...
وأحيانا لا نجد ترابطا بين بعض الجمل تقترب من الهذيان ويبدو أن الشاعر يعرف هذا التوجه وحاول أن يربطه بالحياة ليؤكد أن هذا النوع من التفكير موجود في الحياة. ويربطه أحيانا مع القتل وحب الغناء!.
رأيك أن الشاعر هنا يتجاوز قواعد الترقيم فيضع النقاط كما يحب ولا يلزم نفسه بأصول القواعد التي تحددها بثلاث نقاط فقط اذ لا يجوز:
"الطبل فكرة ...............! "ولا يجوز التساؤل بدون علامة استفهام" الأفكار تسمع- ترى تُحَسُّ!!"
والشاعر يبحث عن مواطن الإيجابيات في السلبيات المنتشرة والشائعة والموجودة في المسافات والمرآة لكنه يكتشف أنها أوهام، "لا تنطلي على الجميع" وأكد قناعته بفكرة:" من لم يصغ لوشاية المرآة."
هذه المعالجات التي أوردها الشاعر وحرص على عدم تركها غامضة أمام المتلقي النابه في نظرته للحياة. دون أن ينكر أن هناك جمهرة غير قليلة متشبثة " بسلطة الغباء".
لكنه لا يتركهم على حالهم ويخيرهم في قصيدة أخرى أن يختار الشارع بدلا من الزقاق بما فيهما من رمزين مختلفين.
د. رشيد هارون شاعر متأمل وباحث في عمق الظواهر الإيجابية والسلبية وتحولاتها للبحث عن إيجابية المعنى في المفردة والنص: السكون والصخب، الحركة ونقيضها، ووقف ضد الفائضين عن التفكير والتأثير.
********************************************
التقليليّة والبعد التقليلي
علاء حمد
"التقليلية" التي جاء بها الشاعر الفرنسي ستيفان مالارميه، والاعتناء في النصّ النوعي، حيث أوجد الشاعر الفرنسي هذا المصطلح لكي يكون نافذاً مع طلابه ومدى العمل على تنفيذ هذه الرغبة النوعيّة، حتى اقترح عليه طلابه بأن يعمل المصطلح نظرية لكنّه رفض ذلك، وهو يتناول البعد الزمني من خلال التقليلية، ومفردة التقليلية لاتناسب إلا قصيدة النثر، تناسبها تماماً، حيث قوّة المعاني والقوّة الزمنية بإدخال النصّ الشعري بمختبر بطيء والنظر فيه ربّما يكون لحظة من خلال (النصّ اللحظوي)، وربّما لأسابيع، وربّما لشهور، وإذا كانت الزمنية غير ثابتة من خلال التقليليّة، نستطيع أن نطلق عليها بـ (برهة النصّ " 1 )، ولكن ومن خلال المعانى الواسعة لهذا المصطلح الشمولي، والذي يعني لنا التقشف اللغوي أيضاً، نستطيع توظيفه كأبعاد تقليلية للمفردات من جهة وللحالة الزمنية من جهة أخرى، فظهور القصيدة القصيرة في قصيدة النثر، أعطت بعدا تقليلياً زمنياً ولغوياً، وكذلك من ناحية المعاني ومساحتها في البعد التقليلي، وأضاف هذا المصطلح لقصيدة النثر إضافة نوعية من ناحية الاعتناء في النصّ الشعري، والنصّ الحسّي بمساحته اللامحدودة، حيث أنّ السيطرة على المشاعر من الإفراط، تؤدّي إلى مهام لتنقية النصّ وتوجيهه نحو الجمالية. والأمثلة كثيرة حول الاعتناء بهذا المصطلح وتنفيذ حدوثه بالنصّ الشعري الحديث.. وكذلك حركة المحسوس بشكل جزئي، والمصطلح جار العمل عليه أيضاً في مجالات واسعة؛ ويعد من المصطلحات المهمة في قصيدة النثر الحديثة، فنحن نقتصد حتى بالأبعاد التفكرية، وكذلك الأبعاد البصرية، فالمتخيل الذاتي له حركته الذاتية وله محفظته الخاصة، وهذا يمنحنا أن نكون معه في المتخيل البصري أيضاً، فهناك الأبعاد البصريّة والتي تشكل بعداً تقليلياً أيضاً، وكذلك الأبعاد التذكرية المقتضبة، حيث تكون زيارة الفلاش باك، زيارة وقتية وليست دائمية، ومن خلال هذا التوقيت نستطيع أن نتكفل ببعده التقليلي وعدم انشغال الذات أكثر ممّا تكون عليها وخنقها في حالات تذكرية نستطيع أن نتجاوزها في كلّ لحظة ندخل معها. اقرأ الكثير حول النصّ والنصّ المفتوح، ويتكئون عادة على المعاني، ويحدّدون بعض النصوص ويطلقون عليها بالنصوص المغلوقة (في قصيدة النثر أعني)، بينما النصّ لا ينتهي بالإضافات التي من الممكن جدا التعامل معها، وبما أن قصيدة النثر تعتمد الاختزال، فهذا يساعدنا على تقويم النصّ المنتهي، النصّ المتوقف هنا، ومن الممكن جداً التحايل عليه وجعله من النصوص المفتوحة، والتقليلية واحدة من المصطلحات الداخلة على النصّ المختزل، وهي تناسب المعاني وقوّة تفاعلها في النصّ وهذا يمنحنا قوة التخيل وحركة الخيال الذي لاينتهي بنقطة، وكذلك التأويلات والاعتماد على الاستدلال في تجلياته الواسعة.. فلغة الجمال ومن خلال المؤسّسة الجماليّة، لاتتوقف بحالةٍ من الحالات، وهي لغة تمتلك من المساحة الواسعة والتي تقودنا إلى المتعة الحسّية ولذة النصّ. من هنا نرى ان مالارميه كان أحد أهم الشعراء الرمزيين لا يهدف من الجمال إلا الجمال ذاته. وليس هذا فحسب. بل إن سعيه الدؤوب إلى الجمال المثالي قد جعله يحلم، لمدة عشرين عاماً بأن ينتج شعراً صافياً من دون أن ينتج إلا القليل من الشعر. إن تغييرات المعجم الشعري لدى الشاعر هي تغييرات في البصر والبصيرة، فتارةً يقودنا إلى البصيرة الداخلية وتارةً أخرى إلى البصيرة المكانية، وهذه الاشتغالات البصرية مع الرمزية تعطي الانتماء إلى المفردة الشعرية الواحدة وكيفية حبسها وتجنيس بصمتها؛ قد أستطيع تسميتها (بالمفردة الذكية) لأنّها غير مطروقة أولًا، وتدخل المخيلة بدهشتها ثانياً. (في الحروف لم تعد لتفاجئ القارئ. هنا يكمن وجه الاحتياج إلى شكل تعبيري قادر على استيعاب المسافة الفاصلة بين -المجاز والرمز- وبين -الحال المدركة والحال الذاهلة- بما يجسد أوجه الانحراف/ الانزياح، القائمة بين -اللغة القائمة واللغة المفكرة-، وذلك في مستويي المضامين الرمزية للقصيدة المعاصرة والآليات الفنية المشكلة لها. تلك الخصوصية هي الميزة الفارقة لأية كتابة حروفية. "2 ). ظهرت التقليلية بشكلها المطروق في الستينات وكانت جماعة كركوك تسعى وتشتغل على قصيدة نوعية لطرحها في الشارع العراقي، وقد برز من بين جماعة كركوك الشاعر الراحل جان دمو والشاعر فاضل العزاوي، الذي كتب الرواية أيضاً، متكئاً على الرواية القصيرة (القلعة الخامسة مثلًا)، شعراء جماعة كركوك تركوا قصائد تحصد ما بين الحروف، ووطناً يحترق من شماله إلى جنوبه. لم أدخل إلى التقليل من الشعرية والشاعرية التي تنتاب الشاعر في آخر الليل، وكما هو بودلير عندما جعل الحياة مشفى كبيراً وكلّ واحد يغيّر سريره، فكلّ شاعر يغير رسالته/ عفوًا قصيدته، وينام نومةً صامتةً، لا يسعه النهوض إلا مع نصّ مثالي، قصيدة تنتمي إلى لسان الشاعر ومحسوساته المحصورة بين الذهنية والبصيرة التي تصبّ برؤى أريحية وهو يناضل من هذه الحياة، لحياة أكثر شاعرية. إذن الشاعر ليس حديقة يتمتع بزهورها، وإنما هو في زنزانة كبيرة لا يعرف الخروج منها إلا بنصّ قابل للضجيج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش
1-تمتدّ البرهة من الثانية إلى ستّة شهور حسب ماذكره العلامة العراقي د. مصطفى جواد
2-الدكتورة حياة الخياري - مجلة الكوفة - مجلة فصلية محكمة - ص126 - السنة الثانية العدد الثالث - صيف 2013.
*********************************************
مسرح الكشف عن العلاقات الزائفة في مسرحية: {تماثيل الوحوش الزجاجية}
د. محمد فضيل شناوة*
فكر فلسفي ناهض وتأطير جمالي أخذ تشكُّله من طروحات واعية ترسَّخت باختيار مدونة نصِّية عالمية وباختيار واعٍ ومعالجة فنية وجمالية عالية المستوى في المبنى والمعنى وفي الشكل والمضمون. أخذ العرض المسرحي مديات تمأسسية في الطرح الإشكالي للمعالجة النصيَّة، حاول المخرج وبقصدية اجتراح مقصدية قد لا تبدو غائرة في ملازمتها للواقع واشتغالها واعتمالها ضمن منظومة معاشة، وإن اختلفت مضانها وزوايا شوارعها الخلفية؛ فهي تبدو جليةً تارةً ومنزوية ًوملتفةً تارةً أخرى؛ وهذا اللعب الجمالي أخذ حصته الكاملة في أسلوبية المعالجة وطرائقية الأداء وتأثيث الفضاء وإملاء المكان وانعاش الصورة البصرية بكم من المحمولات الدلالية التي انعشت مخيلة المخرج بكم لا بأس به من الرؤيا التخيلية والتخييلية، وصولًا إلى الهدف المركزي الذي تعكَّز عليه، بغية طرح قول فلسفي وأفكار حاملة لبعدها القيمي والأخلاقي. اجتهد المخرج (حسنين حيدر) في عرض مسرحية (تماثيل الوحوش الزجاجية) ومعالجته لنص (تنسي ويليامز) بجمالية عالية على مستوى الخطاب الفكري والأدائي وبضبط عال المستوى. ولعل الحرب العالمية الثانية قد أطرَّت نتائجها الكارثية على نفسية الشخصيات وما آل المصير؛ وترك (الأب) لعائلته حاز أثره النفسي العميق على (الزوجة والأبن والأبنة)؛ فالكل قلق خائف قاسٍ غير متوازن. فـ(الأم) قاسية كسلطة ضاغطة؛ و(الأبن) متوتر، نهم، خائف، مغامر، منهزم، خيالي. و(الأبنة) المنهزمة والحالمة بتلك الصور القابعة كظلال في الذاكرة. من هنا أخذ العرض تشكُّله وفق هذا السياق تحت ظل جو مشحون بالتوتر والضغط النفسي الخانق، فضلًا عن تلك العلاقات السلبية مع الآخر والمجتمع، الأمر الذي أدى إلى العيش في جو متقلِّب المزاج والمصلحة الذاتية الضيقة، لتتضح زيف هذه العلاقات ومدى صمودها قبالة تلك الانهزامات الداخلية وذلك الانعزال المليء بالخوف وكبت المآل. كم هائل من الضغط النفسي والمعنوي لتلك الشخصيات التي حاولت قدر إمكانها الانفلات والهرب حسب ما متاح لها من إمكانات وقدرات وإرادة. فالحلم والخيال والمحاولة لفك ربقة هذا الخوف والانعزال من هذا الإطار الخانق ما هو إلا رد فعل موضوعي ورفض هذا المصير المليء بالحرمان والنقص، وفي محاولة جادة للخروج من هذا العالم الخانق والقاسي.
العرض سيح بصري لما يجول في الذاكرة، كسيرة ذاتية قلقة، باحثة عن المجهول والمنتظَر والأحلام والأوجاع، كرد فعل ومعادل موضوعي لذلك الضياع والخوف والقلق والأوجاع، مآلات وأحلام ورؤى وتحليل نفسي عميق طرحه المخرج، يكون الأمل والحب بصيص خافت للانفلات من ذلك النفق المظلم. فشخصية الأم لابد لها من حمل تلك القسوة لأنها المسؤولة عن البيت والعائلة بعد تخلي الأب عنها في ظل ظرف مادي قاسٍ وصعب؛ فهي أمام مسؤوليات جسام في تدبير المعيشة وتربية الأبناء من جهة ومن جهة أخرى لا تنسى نفسها كوجود وكينونة في محاولة منها في إثبات نفسها من خلال محاولاتها الجادة في سعيها الحثيث في تحقيق ذاتها، مهما كانت الصعوبات التي تواجهها كامرأة في ظل ظروف حياتية قاهرة. وهذا الجلد الحياتي الذي غلَّفَ سلوكياتها انعكس في تعاملها مع ابنتها لكي تجابه الحياة وظرفها الضاغط على الذات. ومساعدتها للانفلات من هذا الجو النفسي السلبي الذي تعيش فيه من وصفها ذات عاهة خلقية في قدمها من خلال الارتباط بالزواج. والأبن له ميوله ورغباته وأحلامه وطموحاته التي لم يجد لها أرضًا خصبة في هذا العالم القاسي؛ سواء في البيت أو في طبيعة عمله الذي رفضه؛ فله مآلاته الخاصة التي من الصعوبة تحقيقها إلا خيالًا، وما ذهابه إلى السينما إلا تنفيسًا من جوه الخانق والضاغط على نفسيته وهربًا من واقع متأزِّم. أما الأبنة فلها جوها الخاص وانعزالها الهادئ عن العالم وسكينتها في لعبها مع تماثيلها الزجاجية، عالمها الخاص وذوبانها فيه كمتنفس موضوعي قبالة ذلك النقص العضوي والنفسي والانعزال الذاتي، لتكمِّل ذاتها وتحقق احلامها المكبوتة، من خلال رقصها معها كرقصة صوفية متماهية معها وجودًا وهوية. مآلات ورغبات وطموحات تصطدم بالواقع والعالم الصلد مما تحيله إلى ذلك الانكفاء والانهزام الداخلي والتي تحاول في الوقت نفسه الصمود أمام هذا الواقع الصعب على الرغم من هزالة موقفها المادي والمعنوي، إلا إنها تحاول التشبث بالحياة والصمود أمام تلك الانكسارات. فتماثيل الوحوش الزجاجية ما هي إلا ترميزًا عاليًا لتلك الهشاشة في بناء العلاقات وانكسارها قابل في أي لحظة وفي أي موقف كانكسار الذات والوجود، على الرغم من كل المحاولات الجادة للحفاظ عليها والوصول بها إلى بر الأمان؛ إلا إن تلك البيوت الزجاجية لا تصمد أمام الظرف القاسي والانهزام الداخلي وعدم تحقق تلك الأحلام البسيطة.
المسرحية كشفت تلك العلاقات المزيفة التي أطرَّت تلك الشخصيات داخل العائلة مفضلةً مصلحتها الشخصية مع مبرراتها التي قد تبدو منطقية من وجهة نظرها؛ وتلك العلاقات مع الآخر الذي ينظر كلٌ وفق مصلحته الذاتية.
قدَّمت المسرحية كم لا بأس به من المحمولات الفلسفية والجمالية كوجبات وشطائر جيدة المذاق لتكشف وبوعي عالٍ متجسد في ذلك الطرح المثالي لبيان تلك العلائقية القائمة بين البشر وبيان تلك الضحالة والأنانية الفجة والمصلحة الذاتية الضيقة التي يمكن أن تتهشم وتتكسر أمام عتبات الطمع والجشع المادي والذي كشف ويكشف تلك المناخات السلبية والطبيعة البشرية الهشة والمزيفة في ظل عالم مليء بالتلوث والقسوة والزيف؛ والحب والنقاء والسلام قد لا يصمد كثيرًا أمام تلك المناخات والعوالم الصلدة التي تتكسر عليها تلك المآلات المشروعة والمقبولة؛ لتتأطر تلك الشخصيات بهالة من التنكر الوجودي وتتقنع بذلك الزيف والوهم والخيال الذي يبدو لها أكثر واقعية وأكثر سلامًا وأكثر نقاءً وبراءة .. المسرحية من تأليف: تنسي ويليامز.. توليف: محمد السباك، إخراج: حسنين حيدر.. تمثيل: دانيال أحمد، مريم عادل، سلام عباس، نوح حازم، محمد السباك ومؤدوا الحركات الصامتة: مقتدى علي، حسن الحميري، ستيف احمد، وضمن عروض المهرجان المسرحي البابلي السادس ومسرح كلية الفنون الجميلة- بابل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*اكاديمي وناقد مسرحي من بابل، صدرت له ثلاثة كتب هي: مشاهدات مسرحية في مقالات نقدية، الارادة في الفلسفة والنفس والمسرح، شعرية النص المسرحي المستقبلي.
************************************************
الصفحة الثانية عشر
عن {العزلة الثقافية}.. المترجم كامل عويد العامري في {بيتنا الثقافي}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد السبت الماضي، الكاتب والمترجم كامل عويد العامري، الذي قدم محاضرة بعنوان "العزلة الثقافية.. قراءة في عوائق التواصل الحضاري".
الحدث الذي احتضنته قاعة المنتدى، حضره جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في الشأن الثقافي، وأدارتها القاصة والإعلامية مآب عامر.
وفي معرض محاضرته، تناول العامري جملة من القضايا المرتبطة بالثقافة وعلاقتها بالتواصل المجتمعي، كالعزلة الثقافية، والترجمة، والعولمة، والتبادل الثقافي، والحوار الحضاري، والفجوة الرقمية، متوقفًا عند أبرز العوائق التي تقف أمام انفتاح الثقافات على بعضها، سواء كانت عوائق فكرية، أم اجتماعية، أم سياسية، أم نفسية.
ثم ساق أمثلة من تجارب عربية وعالمية في مجال الترجمات والآداب والفنون، موضحًا كيف يمكن لـهذه "العوائق" أن تؤدي إلى عزلة ثقافية، تحدّ من فرص الحوار الحضاري وتبادل المعرفة.
ولفت العامري إلى ان "العزلة الثقافية ليست انعداماً تاماً للاتصال، بل هي اتصال مشوّه. وهي تشبه الوقوف خارج قاعة ندوات تسمع فيها ضجيجاً، لكنك لا تفهم الحجج"، مشيرا إلى أن العزلة الثقافية هي "حالة من الانكفاء والانغلاق تؤدي إلى انقطاعٍ أو ضعف في الحوار مع الثقافات الأخرى".
ثم ألقى ضوءاً على التحديات التي تواجه الترجمة والتي قد تعيد إنتاج العزلة، مبينا أن الترجمة قد تتحول إلى قناة أحادية الجانب "حيث تترجم الثقافة المسيطرة ثقافات الآخرين بشكل انتقائي لتؤكد صورها النمطية عنها. بينما تُترجم الثقافات الأقل هيمنة ثقافة المركز بشكل مكثف وغير متوازن، ما يعزز التبعية الفكرية".
وأشار المحاضر إلى الإشكالية بين الالتزام الحرفي بالنص المُترجم عنه، وضرورة توطين النص لجعله مقروءا ومفهوما في الثقافة الاخرى، منوّها إلى ان استثمار الدول والمؤسسات في الترجمة ببرامج منهجية تدعم الترجمة من الثقافة المحلية وإليها "هو استثمار في قوتها الناعمة وفي تفكيك العزلة التي تهددها".
ويرى العامري أن من المهم إنشاء معاهد وبرامج حكومية مخصصة للترجمة، مع زيادة برامج التبادل الطلابي والأكاديمي والفني، على أن تكون تلك البرامج قائمة على الحوار وليس على العرض الأحادي، مشددا على أهمية تشجيع ودعم ظهور دور نشر متخصصة في ترجمة الآداب العالمية، وعقد اتفاقيات حقوق ترجمة مع دور نشر أجنبية، فضلا عن انشاء برامج ماجستير ودكتوراه متخصصة في الترجمة الأدبية والعلمية، تخرّج مترجمين قادرين على الاشتغال كوسطاء ثقافيين وليس ناقلين آليين.
وأثارت المحاضرة مداخلات وأسئلة طرحها عدد من الحاضرين، وعقّب عليها المحاضر، ما أضفى على الأجواء طابعا تفاعليا وحواريا مثمرا.
وفي الختام، قدّم رئيس المنتدى د. علي مهدي، الشكر والتقدير إلى المحاضر، مشيدا بمستوى طرحه الثقافي الفكري الذي أضاء أمام الحاضرين زوايا جديدة في التفكير. فيما سلّمه شهادة تقدير باسم المنتدى.
*********************************************
{جيكور} يحتفي بالشاعر والمترجم رعد زامل
البصرة – طريق الشعب
احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، اخيرا، بالشاعر والمترجم الميساني رعد زامل، في جلسة احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.
ادار الجلسة الشاعر حبيب السامر، وافتتحها بالحديث عن سيرة المحتفى به وتجربته. ليلقي الأخير الضوء على اشتغالاته الشعرية والترجمية، مع قراءة نماذج من أشعاره.
وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الأدباء الحاضرين مداخلات عن تجربتي المحتفى به في الشعر والترجمة، بضمنهم مقداد مسعود، عبد السادة البصري، باسم القطراني، د. هاشم الموسوي وكاظم مزهر.
وفي الختام قدّمت هدايا وشهادات تقدير للمحتفى به ومدير الجلسة من "مؤسسة ثغر الفيحاء" و"دار الأدب البصري" و"ملتقى جيكور" والشاعر عبد الامير العبادي. بينما أهدى المحتفى به لـ"جيكور" صورة للشاعر الراحل حسب الشيخ جعفر.
****************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- الدكتور فؤاد صادق 4000 كرونة سويدية
- الدكتور عبد الحسين الأعرج 2000 كرونة سويدية
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
***************************************
يوميات
يعقد منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، جلسة بعنوان "اللسانيات: النشوء والمنعطفات"، يتحدث فيها كل من د. محمد عبد مشكور ود. مرتضى جبار كاظم، ويديرها د. علي عبود.
تبدأ الجلسة في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
*****************************************
ليس مجرّد كلام.. لماذا يكذب المسؤول؟!
عبد السادة البصري
ما الذي يجبر المسؤول على الكذب، إذا كان مؤهّلاً للوفاء بوعوده ؟! أم أنه مبدأ غوبلز: إكذب وإكذب حتى يصدّقك الآخرون؟!
قبل سنوات وخلال أزمتي المستمرة مع الإيجارات والتي لم تنته بعد، انبرى احدهم قائلاً : سأتحدّث مع المسؤول الفلاني، عسى ولعل أن تجد جهة ما حلا لك وتتخلّص من الايجارات وهمّها. ذهب إليه وشرح له حالتي، فوعده ذلك البرلماني خيراً ووضع الشمس في يمينه، وأبلغني فرحا أن أزمتي خلال أيام قليلة ستنتهي وأتخلص من الإيجارات ومحنتها. ومثله انبرى آخرون كثرٌ، هذا يقول كلّمت المحافظ، وذاك يقول تحدثت مع المسؤول الفلاني وهكذا دواليك من الوعود، حتى راودتني أحلام اليقظة بالحصول على مأوى يلمّني وعائلتي، بعيدا عن همّ الإيجارات والمشاكل مع أصحاب البيوت.
وخلال الأشهر الخمسة الماضية عشت وهماً آخر، وقلت عسى ان يَصدقوا هذه المرّة ويتم ارسال ابني المريض (علي) الى الخارج لعلاجه مما هو فيه من آلام، حيث يؤكد هذا ويقسم ذاك بأن اسمه في اول التسلسلات ضمن هذه الوجبة. لكنه حالما راجع ابلغوه أن احدا لم يحرّك ساكناً قط !
كل تلك الوعود والكلام المعسول ذهبت أدراج الرياح وما زالت، وكأن المسؤول لم يعد أبدا، وكل ما قيل كان تخديراً لي ولإبني، شأن غيرنا من المخدّرين بوعود المسؤولين هنا وهناك.
لو أحصينا كلمات ووعود مَنْ جلسوا على الكراسي متسيّدين على رقاب الناس بالصدفة، وصاروا مسؤولين، حتى قبل 2003، وحسبناها حساب عرب كما يقال، وبحثنا عن نسبة الوفاء بها، حتى بقدر حبّة الحنطة، لما وجدنا لذلك أثراً أبدا. كلّهم يكذبون للأسف، وصدق جيفارا العظيم حينما قال "كلّهم كذّابون يارفيقي .." يقولون ما ليست عندهم طاقة للإيفاء به، ولا حتى استعداد للعمل به وتقديم الخير للناس. لكن هيهات وأنّى لهم ذلك وهم معجونون بالفساد والغش والخداع !
أزماتنا لا حصر لها ومن كل جانب، وشعبنا ينتفض فيُجابَه بالنار والحديد والقتل والاختطاف، انفلات امني واحتراب طائفي ومناطقي وعشائري في ظل غياب سلطة القانون والردع الحقيقي لكل منتهك.
حين يكذب المسؤول ينهار كل شيء ويضيع الوطن، ولنتأمل قليلا أين وصل بنا الحال!
وهاهي الانتخابات على الأبواب: هات يا وعود وخذ يا كلام والبحر كفيل بغسل كل شيء !
****************************************
قف.. آخر الفضائح..
عبد المنعم الأعسم
تصويت مجلس النواب على قائمة السفراء والدبلوماسيين الاثنين والتسعين، المحولة لهم من مكتب رئيس الوزراء، اعتبر فضيحة سياسية وأخلاقية لا نظير لبشاعتها، مع الأخذ بالاعتبار أن القائمة تضم أسماء معدودة (لا تزيد عن عشرة) مشهودٌ لها بالكفاءة والسيرة الدبلوماسية والأكاديمية المهنية. والاستدراك هنا يلزمنا القول بأن فضيحة المعايير ومهزلة التصويت أساءت إلى هذه الأسماء المعدودة، قبل أن تسيء إلى أصحاب الفضيحة، ورعاة تمرير القائمة، ثم إلى الصامتين، المتورطين، ممن عهدت لهم مهمة حماية الدستور من التدنيس والتعدي والاختراق.
وفي حين استفزت سير و"متحدرات" وولاءات المرشحين، وانحطاط معايير الاختيار، الرأي العام وأنصار العدالة وقيم بناء الدولة والهيئات الحقوقية والثقافية، وبخاصة عملية سلق التصويت بحضور برلماني مطعون في نصابه، فإن الترحيب المتعجل وغير المفهوم من قبل رئيس الوزراء بالقائمة وبحشوتها المقززة ألقى بظلاله القاتمة، لا على هوية أسماء أولئك السفراء فقط، بل وعلى هوية الدولة، وقل الولاية، التي يتحدثون عنها.. والحال، إن "جانت هاذي مثل ذيج، خوش مركَة وخوش ديج".
*قالوا:
"إذا لمْ تستحِ فاصنع ماشئت".
حديث نبوي
***************************************************
{صوت هند رجب} يفضح جريمة أرادت إسرائيل دفنها!
متابعة – طريق الشعب
يُعيد فيلم "صوت هند رجب" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، قصة مأساوية لطفلة غزية قتلتها إسرائيل، إلى الواجهة من خلال مهرجان فينيسيا السينمائي بدورته الـ82، وذلك بعد أكثر من عام ونصف على الجريمة.
وكانت إسرائيل تأمل دفن جريمتها إلى الأبد، عندما قتل جيشها المسلح بأعتى تكنولوجيا طفلة السنوات الست بعد تصفية عائلتها، لكن صوت هند واستغاثاتها - عندما ظلت في السيارة وحيدة بعد مقتل من كان معها - تحول إلى صدى تردد في أكثر من ساحة عالمية.
وفي 29 كانون الثاني العام الماضي، كانت هند برفقة بعض أقاربها في سيارة بمنطقة تل الهوا في قطاع غزة، عندما هاجمتهم دبابات إسرائيلية وبدأت تطلق النيران تجاه السيارة، فقتلت أقارب هند الستة الذين كانوا معها.
ولم يتبقَّ سوى الطفلة التي ظهر صوتها للعالم في مكالمة هاتفية مع والدتها وهي تتوسل إليها أن تأتي وتخرجها من السيارة ومن المكان الذي تتواجد فيه.
وأخبرت هند خلال المكالمة والدتها أن جميع من في السيارة قتلوا وأنها الناجية الوحيدة. وعبّرت لها عن خوفها، وتوسلت إليها ألا تنهي المكالمة قبل أن يصل أحد ما وينقذها.
بدورها، حاولت الأم طمأنتها بأن الدفاع المدني سيصل إليها وينقذها ووعدتها بأن لا تنهي المكالمة، وأن تظل معها وطلبت منها الدعاء لله وسؤاله أن يحميها. واستمرت المكالمة نحو 70 دقيقة، وبعدها غاب صوت هند، ليتبين لاحقا أن دبابات الاحتلال اسكتته للأبد!
لكن يبدو أن صدى صوت هند سيتردد في كل العالم رغما عن إرادة إسرائيل. حيث انضم كبار نجوم هوليوود بمن فيهم براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا، وغيرهم، إلى فريق الإنتاج التنفيذي لفيلم "صوت هند رجب"، في دعم غير مسبوق لإنتاج سينمائي عن القضية الفلسطينية.
ومن المقرر أن يُعرض الفيلم في المهرجان، لأول مرة، يوم غد الأربعاء 3 أيلول، قبل أن يتوجه إلى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي لعرضه الأول في أمريكا الشمالية. كما سيعرض في إسبانيا واليابان وبولندا والبرتغال وتايلند وتركيا ودول البلطيق وهونغ كونغ.