اخر الاخبار

الصفحة الأولى

ثلثا الأسماء ترتبط بأحزاب وسياسيين جدل واسع في البرلمان حول تمرير {قائمة السفراء} ونواب يلوّحون بالطعن

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت قاعة مجلس النواب، أول أمس الثلاثاء، صخباً وجدلًا واسعين، في أثناء عرض وتصويت أعضاء البرلمان على قائمة السفراء الجدد التي أرسلها رئيس الوزراء، الى السلطة التشريعية، والتي مررتها الكتل النيابية من دون الاطلاع على السير الذاتية للمرشحين، الذين ترتبط غالبيتهم برؤساء تلك الكتل والأحزاب المتنفذة، وسط اتهامات لرئاسة المجلس بانتهاك الإجراءات القانونية والنصاب البرلماني.

ورحّب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بقرار البرلمان، مثمّنا "روح التعاون" التي أبدتها رئاسة المجلس ولجنة العلاقات الخارجية النيابية والقوى السياسية لحسم هذا الملف المعلق منذ عام 2009.

ويتناقض تصريح رئيس الحكومة مع الخلفية المهنية والتاريخية لقائمة السفراء، التي رسخت المحاصصة الحزبية والطائفية، بدلا من الكفاءة.

وبموجب "تفاهم غير معلن"، بين قوى إدارة ائتلاف الدولة، فإن كل كتلة أو حزب ضمن الائتلاف، يحصل على "نصيب" من البعثات الدبلوماسية، ويقوم بترشيح شخصيات مقرّبة منه، سواء كانت من داخل الحزب أو من الدائرة العائلية والموالين.

تشكيك بقانونية الجلسة

النائب عدنان الجابري أعرب عن استيائه من تكرار التصويت على "قضايا مهمة" دون توفر نصاب قانوني مكتمل.

وقال الجابري، انه "للأسف الشديد، نفاجأ، أكثر من مرة، من قبل رئيس مجلس النواب بالتصويت دون نصاب مكتمل في الجلسة"، مشيرا إلى أن "التصويت على مشاريع القوانين أو السفراء أو أي موضوع آخر يجب أن يكون فقط بحضور نصاب كامل، لضمان شرعيته".

وأضاف النائب، أن قائمة السفراء لم تكن معروضة مسبقًا للتصويت، إلا أن رئيس المجلس أدرجها كفقرة ضمن جدول الأعمال، وخلال التصويت أو قبله غادر العديد من النواب قاعة المجلس، ما أدى إلى كسر النصاب القانوني.

وأوضح الجابري، أن "بعض الأسماء في القائمة محترمة وتمثل شخصيات دبلوماسية وأكاديمية، لكن كثيرًا من الشخصيات غير معروفة، ولم تُعرض سيرهم الذاتية على النواب، ما أثار اعتراضات واسعة".

الطعن بالجلسة

وفي السياق ذاته، كشف النائب عامر عبد الجبار عن عزمه مع مجموعة نواب، الطعن في جلسة التصويت على السفراء، موضحا أن الجلسة عقدت بحضور 169 نائبا، وبعد عرض قائمة السفراء للتصويت انسحب نحو 30 نائبًا وغادروا القاعة، إلا أن التصويت تم على الرغم من كسر النصاب القانوني للجلسة.

وصوّت البرلمان على قائمة السفراء الجديدة بعد جدل نيابي واسع، وهي شملت أسماء 91 مرشحًا، بينهم عديد من الشخصيات المرتبطة بعلاقات أسرية وسياسية مع القوى النافذة.

واتهم زهير الفتلاوي، عضو مجلس النواب عن كتلة إشراقة كانون، رئاسة البرلمان بتمرير قائمة السفراء البالغ عددها 93 اسما دون توفير السير الذاتية للمرشحين أو اطلاع لجنة العلاقات الخارجية عليها، مؤكدًا أن التصويت تم بـ"نصاب غير مكتمل"، مشيرا إلى أن نحو 40 نائبًا غادروا القاعة أثناء التصويت.

وأضاف الفتلاوي، أن هذا النهج ليس جديدًا، وأن البرلمان سبق أن أصدر قرارًا تشريعيًا عام 2008 سمح بتقاسم المناصب العليا بين الكتل السياسية، وهو ما اعتبره خرقًا للمادة 61 من الدستور التي تشترط ترشيح السفراء وأصحاب الدرجات الخاصة بعد تقديم السير الذاتية والتصويت عليهم فرديًا. وأوضح الفتلاوي أن "75% من الأسماء المدرجة في القائمة الحالية تعود لأقارب الأحزاب والسياسيين، مقابل 25% فقط من العاملين في السلك الدبلوماسي، ما أضعف الأداء المهني".

وأكد الفتلاوي، أن كتلته ستتجه إلى المحكمة الاتحادية لتقديم طعن رسمي في شرعية التصويت داخل القبة.

من جانبه، أعرب النائب عن المكون التركماني ارشد الصالحي في مقطع مصور عن استغرابه من فوضى وعدم انتظام في آلية تمرير القوانين، محملا هيئة الرئاسة متمثلة برئيس البرلمان محمود المشهداني مسؤولية الأخطاء والمخالفات القانونية في تمرير قائمة السفراء المثيرة للجدل.

مصالح شخصية وحزبية

بدوره، وصف المحلل السياسي داوود سلمان ما جرى داخل البرلمان بأنه "فوضى معيبة" تعكس خللاً عميقًا في عمل المؤسسة التشريعية، مشيرًا إلى أن غالبية الأعضاء يسعون لتحقيق مصالح شخصية وعائلية وحزبية على حساب المصلحة الوطنية، معتبراً أن هذا السلوك يمثل انحرافًا عن القيم الأساسية للديمقراطية ومسار بناء الدولة.

وأضاف سلمان، أن ما شهده البرلمان "يعكس سيطرة فئة محددة على المؤسسات والقوانين"، وأن "برلمان بهذا الشكل لا يمتلك القيم الأساسية لقيادة الدولة، ولا يستطيع توجيهها نحو التنمية والإصلاح".

وأوضح أن إجبار الأعضاء على التصويت وفق إرادة رئيس البرلمان يعد مثالا صارخا على "الدكتاتورية السياسية داخل قبة التشريع".

وأشار سلمان إلى أن المشهد المعيب لا يرسل رسالة إيجابية للمواطنين أو للدول التي يمثلها العراق دبلوماسيًا، محذرًا من أن الأداء الحالي للبرلمان سيؤدي إلى تراجع الثقة الشعبية في المؤسسات، وزيادة عزوف المواطنين عن المشاركة في الحياة السياسية، وفتح المجال أمام فوضى مؤسساتية أكبر.

وأكد أن استمرار هذه الحالة من الفوضى والإهمال السياسي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانحدار على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مؤكدًا أن البرلمان يفتقر للرؤية والاستراتيجية لبناء دولة قوية ومستقرة، وأن الحلول لا تأتي عبر المناورات السياسية أو المصالح الضيقة، بل بالالتزام بالقوانين والدستور واحترام إرادة الشعب.

وعلى الرغم من كل هذه الانتقادات، رحّبت وزارة الخارجية بتصويت البرلمان على قائمة السفراء، واعتبرت أن هذه الخطوة ستعزز الحضور الدبلوماسي للعراق على الساحة الدولية، وتوسع شبكة العلاقات مع الدول الأخرى، فضلاً عن دعم الجهود الرامية لحماية المصالح الوطنية العليا وخدمة الجالية العراقية في الخارج.

وأكدت الوزارة التزامها بتمكين السلك الدبلوماسي من أداء مهامه بشكل يليق بمكانة العراق ودوره الإقليمي والدولي.

في نهاية المطاف، قد تُسجّل جلسة البرلمان يوم الثلاثاء، ليس فقط كحدث برلماني لتعيين السفراء، بل كمرآة تعكس التحديات العميقة التي تواجه العملية السياسية في العراق، بين مصالح سياسية ضيقة وفوضى مؤسساتية واضحة، وسط تساؤلات متزايدة حول قدرة البرلمان على لعب دوره الوطني الفاعل في ظل هذه الانقسامات الداخلية.

وتبقى الكلمة الفصل الآن للمحكمة الاتحادية، التي سيكون عليها أن تحكم في شرعية جلسة شابها الشك من جميع النواحي: النصاب، الشفافية، والدستورية. وقرارها لن يحسم مصير سفراء فحسب، بل سيحدد مصداقية واحدة من أهم مؤسسات الدولة العراقية.

****************************************

راصد الطريق.. المنافذ الحدودية.. دولة داخل الدولة!

تبقى منافذ حدودنا عنواناً عريضاً للفوضى والفساد، رغم كل ما أعلنته الحكومة عن إصلاحات وهيكلة وتدابير رقابية. وقد أشّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نفسه وجود جهات داخلية وخارجية، لا يروق لها تنظيم هذه المنافذ، ما يعكس حقيقة أن المشكلة أعمق من مجرد إدارية أو تقنية.

ورغم إدخال أنظمة متطورة مثل "الاسيكودا" والحوكمة الإلكترونية، إلا أن الإيرادات لم ترتفع كما كان مأمولاً. فالمنافذ غير الرسمية تعمل بلا ضوابط، فتُفرغ أي إصلاح من محتواه.

الأرقام الرسمية صادمة: نحو 80 بالمائة من السجائر والمعسل والكحول والذهب تدخل البلاد مهرّبةً، مقابل 20بالمائة فقط عبر المنافذ الرسمية. والأخطر أن التهريب لا يقتصر على الكماليات، بل يشمل السلع ذات الكمارك العالية، التي تبقى أسعارها في السوق منخفضة بفضل دخولها عبر “الأبواب الخلفية”.

الأخطر من كل ذلك أن شبكات التهريب ليست مجرد عصابات صغيرة، بل تقف خلفها جهات نافذة داخل الدولة، وشركاء تجاريون مستفيدون من استمرار الوضع. ولهذا فإن أي إصلاحات إدارية أو تقنية تبدو أقرب إلى "الترقيع" منها إلى المعالجة.

والخلاصة هي انه لا إصلاح فعلياً من دون إغلاق المنافذ غير الرسمية، وإنهاء ما يُعرف بـ"الطرق النيسمية"، التي تحولت إلى شرايين مفتوحة لتهريب البضائع ولإفراغ خزينة الدولة من مواردها.

******************************************

الصفحة الثانية

وزارة التعليم تُقوّض مجانية التعليم.. لا لإثقال كاهل الطلبة

أقدمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤخراً، على فرض رسوم مالية على طلبة الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية مقابل التسجيل في منصة التعليم العالي HEPIQ، وهو قرار يضيف أعباءً جديدة على كاهل الطلبة.

إن هذا القرار، ومعه القرارات المشابهة المتعلقة بالرسوم وأجور التعليم، يشكّل تراجعاً خطيراً عن حق مجانية التعليم الذي كفله الدستور، ويدفع الطلبة وعائلاتهم إلى تحمّل تكاليف لا قدرة لهم عليها.

وإذ نطالب بإلغاء هذه الرسوم وإعادة المبالغ المستحصلة من الطلبة نتيجة تطبيقه، فإننا ندعو الجهات المعنية إلى العمل على دعم قطاعي التربية والتعليم وتوفير التمويل الكافي لهما من الموازنة العامة، لا أن تُحمَّل الطلبة مسؤولية الإنفاق عليه.

نحيّي حراك زميلاتنا وزملائنا في جميع الجامعات، وندعوهم إلى الاستمرار في هذا الحراك حتى إلغاء هذا القرار المجحف بحق الطلبة.

مكتب السكرتارية

اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق

25 آب 2025

********************************************

كل خميس.. إبعدوا مال الفساد وسماسرته.. عن الأصوات والتصويت

جاسم الحلفي

يُقال إن البعض من المتنفذين خصص ما يصل الى خمسة ملايين دولار للاستحواذ على المقعد الواحد في انتخابات مجلس النواب القادمة، المقرر اجراؤها يوم 11/11/2025. ملايين تُنفق لشراء الذمم والضمائر بشتى الاشكال والطرق، حتى يتحوّل المقعد عند بعضهم إلى استثمار يوظفون فيه المال السياسي، ليستعاد أضعافاً عبر شبكات الفساد. وهكذا تدور دورة هذا المال ليضفي الشرعية على نفسه، وليتحول إلى جزء من "اقتصاد" معترف به، يحمي الفاسدين ويمنحهم الحصانة، ما دام يغيب التوجه الحقيقي لمحاسبتهم.

الأصوات لا تُشترى في يوم الانتخابات وحده، بل هناك مقاعد يُحسم ثمنها مسبقاً، لأن المال السياسي هو الصندوق الذي يسبق كل صناديق الاقتراع. فقبل أن يدلي المواطن بصوته، تكون النتائج قد رُسمت بالمال المستباح، بموارد الدولة المنهوبة، وبشبكات النفوذ التي تبيع وتشتري المقاعد. ولهذا يتحول مجلس النواب عند المتنفذين إلى سلعة في بورصة النفوذ، بدل أن يكون بيت الشعب.

والمال السياسي ليس ظاهرة عابرة، بل هو العمود الفقري لنظام المحاصصة. فمن خلاله تُموَّل الحملات الانتخابية، وتُشترى الذمم، وتُعقد التحالفات، وتُزيَّن الشوارع بلافتات تكلّف الملايين، في بلدٍ يعجز عن تأمين الكهرباء والماء. وحين تكون الكلفة بهذا الحجم، يصبح الفوز للمتنفذين استثماراً يُستردّ عبر صفقات الفساد ونهب المال العام بعد الوصول إلى السلطة. وهكذا يتكرّس المشهد العبثي.

ويدفع العراقيون ثمن الفساد مرتين: حين تُنهب لقمة عيشهم، وحين يُستغل المال العام لإغراء المحتاج منهم وشراء صوته يوم الانتخابات. إنها المفارقة المريرة: يُسرق الخبز أولاً، ثم يُعاد فتاتُه ثمناً للصوت، في دائرة فساد تمتد من نهب الحاضر إلى سرقة المستقبل.

وقد رفعت المفوضية العليا للانتخابات شعار القانون والمهنية والنزاهة، فاستبعدت بعض المرشحين باسم "المساءلة والعدالة"، وآخرين بسبب "السجل الجنائي". لكنها لم تتوقف عند الخطر الأكبر الذي يهدد العملية الانتخابية، وهو المال السياسي، الذي كان عليها أن تواجهه بجدية. فأي نزاهة هذه، حين تملأ صور الحملات شوارع بغداد والمدن الأخرى بتكاليف خيالية، بينما يعيش ملايين العراقيين في عشوائيات بلا خدمات أساسية؟

إن المال السياسي لا يفسد الانتخابات فقط، بل يفسد السياسة برمتها. فهو لا يترك مجالاً للمنافسة السليمة، التي تسعى اليها قوى محدودة تحاول التنافس بنزاهة، لكنها تجد نفسها أمام طغمة فساد تسيطر على مفاصل اللعبة الانتخابية.

المعركة الحقيقية إذن ليست في قوائم الاستبعاد ولا في نزاهة العدّ والفرز، بل في مواجهة المال السياسي، الذي يشتري الطريق إلى مجلس النواب حتى قبل أن تُفتح الصناديق. وإذا لم يُستأصل هذا الداء، فلن تكون الانتخابات سوى إعادة تدوير للفساد بأدوات "شرعية"، ظاهرها القانون وباطنها شراء الوطن.

ما لم يُستأصل المال السياسي، تبقى الانتخابات سوقاً لشراء الكراسي، لا ميدانا يعلو فيه صوت الشعب.

******************************************

توسع رقعة الاحتجاجات في محافظات عدة مطالب خدمية وسياسية ووظيفية تشعل الشارع

بغداد – طريق الشعب

شهدت محافظات عدة خلال الأيام الماضية سلسلة من الوقفات الاحتجاجية والتظاهرات الشعبية، التي عبّرت عن رفض شرائح مختلفة من المواطنين لقرارات وقوانين حكومية، وللتدهور المستمر في الخدمات الأساسية، إضافة إلى نزاعات قديمة متجددة على الأراضي الزراعية والسكنية.

البصرة

وفي البصرة، صعّد العشرات من خريجي الاختصاصات النفطية والهندسية احتجاجاتهم، حيث أغلقوا بوابة شركة نفط البصرة "المكينة" وسط المدينة، متهمين السلطات والشركة بـ"تهميشهم" وإقصائهم عن فرص التوظيف رغم اختصاصهم المباشر بمجال النفط.

العمارة

وفي محافظة ميسان، تظاهر عدد من المواطنين في منطقة الروابة بمدينة العمارة، احتجاجًا على تردي خدمة التيار الكهربائي وزيادة ساعات الانقطاع. وأقدم المحتجون على قطع الطريق المؤدي إلى ناحية المشرح أمام مستشفى الحكيم، وأشعلوا الإطارات تعبيرًا عن غضبهم من تجاهل الجهات المعنية. وأكدوا أنهم يعانون من انقطاعات طويلة الأمد أثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية.

المثنى

وفي محافظة المثنى، نظّمت شخصيات محلية وقفة احتجاجية ضد إقرار قانون تصديق اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار بين العراق والسعودية.

وقال المحتجون، إن هذه الاتفاقية تمنح امتيازات "استثنائية وحصرية" للجانب السعودي على حساب العراق، مشددين على أنهم كحركات شعبية سيقفون بالضد من تنفيذ القانون في المحافظة، التي سبق أن رفضت مشاريع استثمارية مماثلة.

وفي السياق نفسه، نظّم عدد من منتسبي وزارة الدفاع في المثنى وقفة احتجاجية، مطالبين بشمولهم بقطع الأراضي السكنية أسوةً بباقي الشرائح.

وقال المشاركون إنهم أكملوا الخدمة المطلوبة واستوفوا الإجراءات الرسمية، لكنهم ما زالوا ينتظرون استجابة الحكومة المحلية لتأمين حقوقهم.

إلى ذلك، خرج أبناء عشيرة الشنابرة في وقفة احتجاجية بمدينة السماوة، اعتراضًا على قرار تخصيص أرض تعود ملكيتها لهم لصالح مشروع استثماري. وأكدوا أن الأرض مسجلة قانونياً باسم العشيرة، محذرين من أي محاولة للتجاوز على حقوقهم أو التصرف بأملاكهم دون تعويض عادل.

بغداد

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من أهالي مناطق التراث، الضباط، الصحفيين، وحي الطيارين، في العاصمة بغداد، وأضرموا النيران في إطارات مطاطية، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الاستحواذ” على قطعة أرض مخصصة لتكون متنزهًا وحدائق عامة ومستوصفًا صحيًا يخدم المنطقة، من قبل جهات متنفذة، رفقة قوات أمنية، واجهت المحتجين بالعنف المفرط.

صلاح الدين

وفي قضاء طوزخورماتو شرقي صلاح الدين، تزايدت حدة التوتر بعد خروج عشرات المزارعين الكرد في وقفة احتجاجية ضد ما وصفوه بمحاولات الاستيلاء على أراضيهم الزراعية لصالح عائلات عربية.

وقال المزارع آكو خورشيد، إن "الأراضي تعود ملكيتها للأهالي الكرد منذ عشرات السنين، لكن هناك محاولات متكررة للاستحواذ عليها بغطاء رسمي، فيما يزيد تدخل الجيش من تعقيد الأزمة".

وأضاف المزارع بيشتوان محمد، أن الأهالي خرجوا باحتجاجات سلمية للمطالبة بحماية أراضيهم، محذرًا من أن "صبرهم بدأ ينفد، وإذا لم تتحرك الحكومة سريعًا فقد تنزلق الأوضاع إلى ما لا تُحمد عقباه".

********************************************

تعزية

عائلة العلامة الدكتور محمد بحر العلوم المحترمين

تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة العلامة الجليل السيد محمد علي بحر العلوم، وإذ نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الجلل والخسارة المؤلمة، نتقدم إليكم بخالص العزاء والمواساة، راجين لكم الصبر والسلوان وللفقيد الكبير دوام

الذكر الطيب.

رائد فهمي

25/8/2025

********************************************

تعزية

الرفيق العزيز حسين علي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، نقدم لكم التعازي والمواساة الحارة لوفاة جدكم (جليل عطشان نكار). نشاطركم الحزن، ونتمنى لكم وللعائلة الكبيرة الصبر والسلوان، ولفقيدكم الذكر الطيب على الدوام.

المكتب السياسي

 للحزب الشيوعي العراقي

27-8-2025

*********************************************

تعزية

الأستاذ الفاضل زهير ضياء الدين المحترم

تلقينا بألم خبر وفاة شقيقتكم العزيزة.

نشارككم الاحزان ونعبر عن خالص تعازينا، متمنين لكم الصبر والسلوان.

 وللفقيدة الراحلة الرحمة والذكر الطيب

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

27 / 8 / 2025

*********************************************

تهنئة

الرفاق الأعزاء في الحركة الديمقراطية لشعب كردستان

تحية رفاقية طيبة، بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حركتكم المناضلة، نتقدم إليكم بأحر التهاني وأصدق التبريكات، متمنين لكم دوام العطاء في خدمة قضايا شعب كردستان العادلة، ومواصلة النضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتعزيز روح الأخوة بين مكونات شعبنا.

إننا في الحزب الشيوعي العراقي نؤكد على عمق العلاقة التي تربط بين حزبينا، وعلى مسيرة النضال المشترك الممتدة عبر عقود، دفاعاً عن حقوق الشعبين العراقي والكردي في الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية. ونأمل أن تتواصل الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الراهنة وبناء عراق ديمقراطي اتحادي تسوده قيم المواطنة.

مع التقدير والاعتزاز.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

٢٦/٨/٢٠٢٥

**********************************************

الصفحة الثالثة

خبراء وناشطون: تراثنا التاريخي يمكن أن يكون رافعة اقتصادية للمحافظة آثار ديالى.. معالم حضارية تضيع بين الإهمال والتجاوزات!

بغداد – تبارك عبد المجيد

رغم ما تمتلكه محافظة ديالى من إرث حضاري وتاريخي يمتد لآلاف السنين، ما زالت مواقعها الأثرية تعاني الإهمال وغياب الرعاية، في وقت يؤكد فيه باحثون ومختصون أن هذه المواقع يمكن أن تتحول إلى رافعة اقتصادية وسياحية مهمة لو جرى الاهتمام بها واستثمارها بالشكل الصحيح.

وبينما يشير خبراء إلى حجم التجاوزات والاندثار الذي يهدد معالم بارزة في خانقين ومنطقة الصدور، تؤكد هيئة الآثار والتراث أنها بدأت خطوات لإعادة التأهيل وحماية المواقع الأثرية بالتنسيق مع الجهات الأمنية. في حين يرى مختصون أن استثمار تاريخ ديالى وبيئتها الطبيعية قادر على إعادتها إلى خارطة السياحة الوطنية.

اهمال واضح للواقع الأثري

يقول الباحث الآثاري علي المندلاوي إن الواقع الأثري في ديالى، وبخاصة في خانقين ومنطقة الصدور، يعاني من إهمال كبير. ففي السنوات السابقة كانت هناك تلال مرتفعة في الصدور، لكن الشركات عملت على تسويتها حتى اختفى أكثر من نصفها، ولم يجرِ أي اهتمام أو حماية لما تحمله من قيمة تاريخية. ويضيف أن بحيرة الصدور نفسها، وما يحيط بها من مواقع، تُركت من دون رعاية أو خطة للحفاظ عليها أو تطويرها سياحياً، على الرغم من أهميتها للمنطقة.

المندلاوي يشير أيضاً إلى أن خانقين تضم مواقع أثرية متعددة، وأن في مندلي وسوقها الصغير معالم تعد من أقدم المدن في ديالى، إلى جانب جامع عتيق يعد من أقدم جوامع المحافظة، ومع ذلك لم تحظَ هذه الأماكن بأي عناية أو تسليط ضوء إعلامي.

ويؤكد أن الحديث عن الآثار في ديالى غائب تماماً، فلا توجد متابعة جدية، ولا برامج تعريفية، ولا حتى مبادرات رسمية أو أهلية تُبرز قيمة هذه المواقع.

ويرى أن غياب الاهتمام يعكس مشكلة أوسع في التعامل مع التراث الثقافي في العراق، حيث تظل المواقع عرضة للتجاوزات والطمس، في الوقت الذي يمكن أن تكون فيه رافعة اقتصادية وثقافية وسياحية.

ويخلص إلى أن آثار ديالى، من الصدور إلى خانقين، هي ثروة مهملة، وأن الصمت حيالها يجعلها عرضة للاندثار بلا أثر يُذكر.

فرق تفتيشية دورية

من جهته، ذكر مسؤول إعلام هيأة الآثار والتراث للمحافظات أحمد مرتضى، أن "الهيئة تمكنت من السيطرة على ملف حماية المواقع الأثرية بعد التحديات الكبيرة التي واجهتها خلال فترة الحروب وسيطرة عصابات "داعش" على عدد من المحافظات.

وقال مرتضى لـ"طريق الشعب"، أن "الفترة السابقة شهدت صعوبات كبيرة بسبب الحروب والأوضاع الأمنية، ما أثر على جهود حماية المواقع الأثرية. لكن بفضل الجهود الحالية، بدأنا رفع التجاوزات وإحالة المتجاوزين إلى القضاء وفق قانون الآثار رقم 55 لسنة 2002 المعدل".

وأضاف أن الهيئة أعادت تأهيل وافتتاح عدد من المواقع الأثرية أمام المواطنين، مشيرا إلى وجود فرق تفتيشية دورية لمتابعة أوضاع هذه المواقع، خاصة وأن الكثير منها يتداخل مع بساتين ومناطق زراعية، مما يؤدي أحيانًا إلى حدوث تجاوزات أو تلوث بيئي.

وتابع مرتضى، ان "التجاوزات تُرفع بشكل مستمر، وهناك تنسيق مباشر مع وزارة الداخلية وشرطة الآثار في المحافظات لحماية المواقع وضمان عدم تكرار الانتهاكات."

وأكد مدير الهيئة، أن الوضع الحالي أفضل بكثير مما كان عليه في السابق، لافتا إلى أن حماية التراث والمواقع الأثرية تمثل أولوية وطنية، ونجاحها يعتمد على تعاون المؤسسات الرسمية والمجتمع المحلي على حد سواء.

موروث تاريخي عميق

فيما شرح سيف علي، المختص في التاريخ، أن "محافظة ديالى تعد من أغنى المناطق العراقية بالموروث التاريخي والحضاري، فهي تمثل صلة وصل حضارية بين وادي الرافدين وإيران منذ آلاف السنين. وقد احتضنت مواقع أثرية مهمة تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ العراق القديم، أبرزها موقع خفاجي، وآثار بعقوبة والمقدادية، إضافة إلى المعابد السومرية والآشورية المنتشرة في مناطق متفرقة من المحافظة".

وقال علي لـ"طريق الشعب"، ان "ديالى لا تملك فقط تاريخا عريقا بل أيضا بيئة طبيعية متنوعة من بساتين النخيل والحمضيات والجبال والأنهار، ما يجعلها مؤهلة لتكون وجهة سياحية متكاملة تجمع بين السياحة التاريخية والطبيعية"، مؤكدا أن "الاستثمار في السياحة الأثرية في ديالى يمكن أن يعزز الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص عمل في مجال الإرشاد السياحي، والخدمات الفندقية، والحرف التراثية، فضلا عن جذب السياح المحليين والأجانب؛ فالمحافظة قادرة على أن تكون نقطة جذب سياحي، إذا ما توفرت البنى التحتية المناسبة والترويج الإعلامي الكافي".

وخلص الى القول ان "إعادة إحياء تاريخ ديالى وتسليط الضوء على معالمها سيُعيد لها مكانتها بوصفها واحدة من المحافظات التي ساهمت بصناعة هوية العراق الحضارية، وهو استثمار ثقافي واقتصادي في الوقت نفسه".

********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق المُبتلى بالنفط

اهتمت مواقع عديدة مؤخرًا بأنباء الطاقة في العراق، سواء فيما يتعلق بالاستثمارات الجديدة، أو بحقول إقليم كردستان، أو بالمشاكل التي يواجهها هذا القطاع، في ظل غياب قانون ينظم فعالياته الهامة.

اتفاقية شيفرون

فعلى موقع American Business Times  نُشر تقرير عن اتفاقية رئيسية أبرمها العراق مع شركة شيفرون الأمريكية لتوسيع صناعة النفط في البلاد، وبشكل خاص في الناصرية. وتشمل هذه المبادرة، حسب الموقع، أربع مناطق استكشاف، وتطوير حقل بلد النفطي، إلى جانب حقول إنتاج ومناطق استكشاف أخرى. وتأتي هذه الاتفاقية في سياق جهود العراق المستمرة لجذب الشركات العالمية إلى البلاد، مع التركيز على تطوير صناعة النفط في مجالات متعددة، بما في ذلك الإنتاج، والتكرير، والغاز الطبيعي والمصاحب، والاستفادة من أحدث التقنيات لتعزيز هذا القطاع الحيوي. ونقل التقرير عن نائب رئيس شركة شيفرون، فرانك ماونت، تصريحًا أكد فيه اهتمام الشركة الكبير بالعراق، واصفًا إياه بأنه بلد غنيّ بالفرص، زاخرٌ بالموارد الطبيعية والبشرية.

وساطة أمريكية

وفي موقع Oilprice، كتب تشارلز كينيدي تقريرًا حول المشاكل بين بغداد وأربيل بشأن النفط، إنتاجه وتسويقه، ذكر فيه أن كبار المسؤولين الأمريكيين والعراقيين منهمكون منذ فترة في نقاشات طويلة حول إمكانية استئناف صادرات النفط من إقليم كردستان العراق، ودور شركات النفط الأمريكية العاملة في البلاد.

وأكد الموقع أن هذه الصادرات، التي كانت تصل إلى 400 ألف برميل يوميًا، توقفت منذ عامين ونصف بسبب خلاف حول الجهة المخولة بذلك. ولم يكن ممكنًا استئناف هذا التصدير، رغم الاتفاق على ذلك في تموز الماضي، بسبب تعرض الحقول لموجة من هجمات الطائرات المسيرة، ما أجبر الشركات على إيقاف الإنتاج، وتأخير خطط إعادة تشغيل خط الأنابيب.

وبيّن التقرير أن الاجتماع الذي جرى بين نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، والقائم بالأعمال الأمريكي، ستيفن فاجن، نهاية الأسبوع الماضي، قد ساهم في حلحلة الأوضاع، وهو ما انعكس في تصريح وزير النفط العراقي بقرب استئناف صادرات النفط الخام من كردستان إلى ميناء تركي على البحر الأبيض المتوسط.

نفط الإقليم

ونشر جون زاديه على موقع Discovery Alert  تحليلًا نقديًا عن نزاع تصدير نفط كردستان، ذكر فيه أن النزاع بين الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان يمثل أحد أهم صراعات الطاقة في الشرق الأوسط. فمع سيطرتها على ما يقارب 450 ألف برميل يوميًا من الطاقة الإنتاجية، واحتياطيات تُقدّر بـ 40 إلى 45 مليار برميل، أصبحت ثروة كردستان النفطية محور صراع سياسي وقانوني واقتصادي معقد يمتد إلى ما وراء حدود العراق.

وبعد أن استعرض الكاتب تفاصيل الصراع منذ سقوط نظام صدام حسين، وتمكن الإقليم الفيدرالي شبه المستقل من إنشاء قطاع نفطي موازٍ وإصدار قانون خاص بالنفط والغاز عام 2007، وهو الذي أرسى الأساس القانوني لتوقيع حكومته عقود تقاسم الإنتاج مع شركات نفط دولية دون موافقة بغداد، أكّد على أن الغموض الذي يكتنف بعض مواد الدستور الاتحادي، وصعوبة الاتفاق على نظام تقاسم عادل للإيرادات، وضعف المحاسبة الشفافة والرقابة المحايدة، وتغير ديناميات القوة عبر بناء خط أنابيب مستقل للتصدير خارج السيطرة الاتحادية، كلّها عوامل هامة في ديمومة الخلاف بين بغداد وأربيل.

اختلاف الأطر القانونية

وأشار الكاتب إلى أن هناك تعارضًا جوهريًا بين نموذج عقود تقاسم الإنتاج (PSC) في كردستان، حيث تُمنح نسبة مئوية من النفط المُنتَج (عادةً ما تتراوح بين 15 و25 في المائة) للشركات، وبين نهج عقود الخدمات الفنية (TSC) في بغداد، حيث تُدفع رسوم ثابتة لكل برميل مُنتَج، ما يمثل عقبة كبيرة أمام دمج عمليات النفط في كردستان بالنظام الفيدرالي.

المصالح الاستراتيجية الأمريكية

وذّكر المقال بالجهود الدبلوماسية الكبيرة التي تبذلها واشنطن لحل النزاع، لأسباب اقتصادية وأمنية تتعلق بمصالحها الكبيرة، حيث تجاوزت الاستثمارات التراكمية 4 مليارات دولار منذ عام 2007. كما أن استقرار إنتاج النفط في العراق ضروري لأمن الطاقة العالمي، فيما يؤثر الاستقرار الاقتصادي في كردستان بشكل مباشر على ديناميكيات الأمن الإقليمي.

شركات النفط الدولية

وأشار الكاتب إلى التحديات المتزايدة التي تواجهها شركات النفط الدولية العاملة في كردستان، بسبب مأزق التصدير والشكوك القانونية التي تكتنف عقودها، خاصة بعد تأكيد بغداد أن جميع عقود تقاسم الإنتاج الصادرة عن حكومة الإقليم تفتقر إلى الصلاحية القانونية بموجب القانون الاتحادي.

توصيات ومقترحات

واستعرض المقال مجموعة من التوصيات المقترحة لحل النزاع، مثل بناء أنظمة مراقبة الإنتاج الآنية عند رؤوس الآبار ونقاط التصدير، ووجود إشراف مصرفي دولي على تحصيل الإيرادات وتوزيعها، واعتماد نظم دفع آلية تُفعّل بناءً على أحجام الصادرات المُتحقق منها، وإجراءات لتسوية النزاعات بأحكام تحكيم مُلزمة، وأخيرًا، مواءمة الإطار القانوني بين الطرفين.

*********************************************

عين على الأحداث

ما جدوى الاكتفاء بتشخيص العلّة؟!

وجّه رئيس الجمهورية كتابًا رسميًا إلى رئاسة الحكومة والبرلمان ومجلس القضاء، كشف فيه عن خرقٍ مارسته بعض القوى المتنفذة عبر منح 8,896 كتاب شكر للموظفين كنوع من الرشوة الانتخابية. واعتبرت الرئاسة حدوث واستمرار هذه الخروقات ضربة لتكافؤ الفرص وللتداول السلمي للسلطة، مما يضر كثيرًا بمصداقية الانتخابات التشريعية، مطالبة بمراقبة هذه الممارسات. الناس الذين أفرحهم ذلك، طالبوا بأن يتّسع الحرص الرئاسي على نزاهة العملية الديمقراطية ليشمل مئات الخروقات الأخطر، كاستخدام المال السياسي، واستغلال إمكانيات الدولة، ووجود مرشحين مدججين بالسلاح، وغيرها، وأن لا يكتفي حامي الدستور بتشخيص المرض، بل يجب أن يتحرك لمعالجته.

واللي سلاحه علني ما بدّه تفتيش

أعلنت وزارة الداخلية عن سحب حوالي 40,000 قطعة سلاح مختلفة تعود ملكيتها إلى وزارات مدنية، وعن ملاحقة 158,000 قطعة سلاح مسروقة محليًا ودوليًا، لم يُكشف منها سوى 750 سلاحًا حتى الآن. وأكدت الوزارة أن حملتها لتنظيم وضبط الأسلحة قد أسفرت عن الاستيلاء على مليوني قطعة سلاح متنوعة، وخمسة ملايين إطلاقة بمختلف العيارات، و191 ألف صاروخ وقنبرة هاون، من بينها صواريخ (غراد). هذا، وتجدر الإشارة إلى أن بعض المتنفذين ومأجوريهم ما زالوا يملؤون الفضاء زعيقًا، رافضين المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة، أو اعتباره سِمة رئيسية للبلد الآمن، وبوابة لضمان التنمية والتطور.

ترى والله عيب، مو؟

عاشت مدينة السليمانية أسبوعًا ثانيًا من التوتر الأمني الذي سببته معارك وعمليات ملاحقة واعتقال طالت عددًا من القيادات والمدونين والناشطين السياسيين المعارضين للحزب الحاكم هناك، كما تم إغلاق محطة فضائية وموقع إخباري، وتحطيم مبانٍ سكنية وفنادق، واحتراق نحو 50 سيارة، وتسرب أنباء عن تهديد سياسيين معارضين آخرين بمصير مشابه. هذا، وفيما أثارت هذه التصرفات الخطيرة وغير الشرعية، والمخالفة للقوانين النافذة، قلقًا وغضبًا بالغَين في أوساط الناس والقوى الوطنية التي طالبت بوقف فوري للاقتتال، وإبعاد الخلافات السياسية عن دائرة العنف، اكتفت المؤسسات الدستورية المكلّفة بحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان، باللوم والعتاب.

الناس تمشي قدّام.. وإحنا؟

كشف خبير اقتصادي عن تراجع الاحتياطيات الأجنبية من 120 مليار دولار منتصف عام 2023 إلى 92 مليار دولار منتصف هذا العام، أي بخسارة مليار دولار شهريًا. ويُمثّل هذا التراجع تهديدًا حقيقيًا للاستقرار النقدي، من خلال توسيع الفجوة بين النقد المصدر والغطاء الأجنبي، ورفع معدلات التضخم، وزيادة الضغوط على ميزان المدفوعات. هذا وفي الوقت الذي دعا فيه الخبير الحكومة إلى خفض حجم الإنفاق العام غير المنتج، وتعزيز الصادرات، وتقليل الاستيراد، ووقف نزيف الاحتياطيات الأجنبية، يُصر "أولو الأمر" على نهج اقتصادي يزيد النفقات التشغيلية والدَين العام وتكاليف خدمته، ويحافظ على فوضى الاستيراد وتسرب العملة الصعبة.

الاستيراد من الجيران أولاً!

أعلنت وزارة الزراعة عن تقليص مساحة زراعة الشلب إلى 200 دونم فقط، وعن تقليص الخطة الشتوية لمحاصيل الحنطة والشعير، والاكتفاء بالزراعة على مياه الأنهار، وذلك بسبب وصول البلاد إلى مرحلة "ندرة المياه"، في مؤشر خطير على انهيار زراعة أهم المحاصيل. هذا، وفيما تُشكّل هذه القرارات خطرًا جديًا على الأمن الغذائي، وخسارة كبيرة للاقتصاد، فإنها تعكس فشل "أولي الأمر" في حل المشكلة المتفاقمة منذ سنين، سواء عبر انتزاع حقوقنا المائية، أو من خلال تطوير وسائل الري واستخدام التقنيات الحديثة، ودعم الفلاحين الذين لم يتسلّموا حتى الآن ما لهم بذمّة الحكومة من مستحقات سنوات مضت!

************************************************

الصفحة الرابعة

الدين الداخلي يتجاوز 92 تريليون دينار خبراء يحذرون من أزمة مالية واجتماعية ويدعون إلى إصلاح عاجل

بغداد ـ طريق الشعب

يشهد العراق ارتفاعاً غير مسبوق في حجم دينه الداخلي، وسط تحذيرات متزايدة من خبراء الاقتصاد بشأن انعكاساته الخطيرة على الاستقرار المالي والاجتماعي. فوفقاً للإحصاءات الرسمية، ارتفع الدين من 70.5 ترليون دينار نهاية 2023 إلى أكثر من 92 تريليوناً خلال النصف الأول من 2025، وهو ما اعتبره مختصون دليلاً على غياب استراتيجية مالية واضحة، وتوسعاً مفرطاً في الاقتراض لتغطية النفقات التشغيلية على حساب الاستثمار والتنمية.

ويرى مراقبون أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى ضغوط تضخمية وتراجع في ثقة المواطنين بالعملة المحلية، داعين الحكومة إلى تبني خطة إصلاح شاملة تعيد هيكلة الموازنة وتعزز الإيرادات غير النفطية قبل أن تتحول الأزمة إلى تهديد شامل للاستقرار الاقتصادي.

نفقات تشغيلية عالية

الخبير الاقتصادي والاكاديمي د. نبيل المرسومي، يقول إن الدين الداخلي للعراق يشهد ارتفاعاً متسارعاً يثير القلق بشأن قدرة الدولة على تمويل نفسها وضمان استدامة وضعها المالي.

ويضيف في حديث لـ"طريق الشعب"، أن حجم هذا الدين ارتفع من نحو 70.5 ترليون دينار نهاية عام 2023 إلى 83 تريليوناً في نهاية 2024، ليقفز خلال النصف الأول من عام 2025 إلى أكثر من 92 تريليون دينار، مشيراً إلى أن ما يقارب نصف هذا المبلغ عبارة عن حوالات مخصومة لدى البنك المركزي.

ويبين المرسومي أن هذا التوسع في الاقتراض جاء نتيجة العجز المتفاقم الذي تسببه النفقات التشغيلية العالية، لكنه في المقابل يترك انعكاسات سلبية متعددة على الاقتصاد؛ فارتفاع الدين يضعف القيمة الحقيقية للأصول الحكومية، ويزيد من صعوبة السداد، كما يكرّس الطابع الريعي للاقتصاد ويهمّش فرص الاستثمار الاستراتيجي. كذلك فإنه يضيف أعباء ثقيلة على الموازنة العامة، ويزيد من احتمالات التضخم ما لم يُدار بتنسيق محكم مع السياسة النقدية.

ويشير ايضا الى أن استمرار هذا النهج يضعف أدوات السلطة النقدية، ويحد من فاعليتها في ضبط الأسواق، كما ينعكس على النمو الاقتصادي من خلال انشغال المصارف بتمويل أدوات الدين الحكومية على حساب القطاع الخاص، مبينا أن خدمة الدين الداخلي وحدها بلغت أكثر من 9 تريليونات دينار عام 2024، وهو رقم كبير قد يفرض ضغوطاً على الإنفاق الاجتماعي الضروري، ما يعني تأثيراً مباشراً على مستوى معيشة المواطنين.

الخيار الأسهل على الحكومة!

وكرر المراقب للشأن الاقتصادي أحمد عبد ربه، ما ذهب اليه المرسومي من أن ارتفاع الدين الداخلي في العراق "يعود بالأساس إلى اتساع العجز الأولي وتنامي الإنفاق الجاري على الرواتب والدعم والتحويلات، مقابل إيرادات نفطية متقلبة لا توفر استقرارًا طويل الأمد".

وقال عبد ربه لـ"طريق الشعب"، إن الحكومة لجأت إلى الاقتراض المحلي لسد الفجوات المالية السريعة، مدفوعة بمرونة إصدار حوالات وسندات الخزينة، وهو خيار أسهل سياسيًا مقارنةً بإجراء إصلاحات ضريبية وهيكلية عميقة.

وأوضح عبد ربه لـ "طريق الشعب"، أن اختلال توقيتات التدفقات المالية الناتج عن تذبذب الإيرادات الدولارية وتوقيتات الصرف بالدينار، دفع الحكومة إلى إصدار أدوات دين قصيرة الأمد لتغطية الفجوات الطارئة. كما أن تباطؤ مسار الإصلاحات الاقتصادية، وتأخر إصلاح مؤسسات القطاع العام، وبقاء المشاريع المتلكئة على حالها، كلها عوامل أبقت الإنفاق التشغيلي مرتفعًا، وأعاقت نمو الإيرادات غير النفطية.

وعن التأثيرات الاقتصادية، بيّن عبد ربه أن الدين الداخلي قد يرفع معدلات التضخم في حال اقترن بتوسع ائتماني أو ضغوط على سعر الصرف الموازي، ولا سيما مع تمرير أسعار الاستيراد إلى السوق المحلية. لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن هذا الأثر يمكن أن يضعف إذا نجحت الإصدارات الحكومية في امتصاص السيولة الفائضة بعائد حقيقي موجب.

وفي ما يخص الحلول، طرح عبد ربه حزمة من السياسات لتخفيف عبء الدين دون المساس بالإنفاق الاجتماعي، أبرزها اعتماد إطار مالي متوسط الأجل يحدد سقوفًا للإنفاق ويرتبط بمسارات العائدات النفطية، وإعادة تشكيل سلة الإنفاق بحيث تُحمى شبكات الأمان الاجتماعي مقابل ضبط فاتورة الرواتب والبدلات، إلى جانب ترشيد الدعم عبر استهداف مباشر للأسر المستحقة باستخدام قواعد بيانات ومدفوعات رقمية، بدل الدعم الشامل.

أما على صعيد البدائل التمويلية، فقد دعا عبد ربه إلى تعزيز الإيرادات غير النفطية عبر ضريبة قيمة مضافة تدريجية، ورسوم انتقائية على السلع الضارة والفاخرة، وتحديث أنظمة الجمارك والالتزام الإلكتروني، إضافة إلى تفعيل ضريبة الأملاك. كما اقترح التوجه إلى التمويل الموجّه بالمشروعات من المؤسسات الدولية، مع التركيز على البنى التحتية والخدمات الأساسية، إلى جانب إصلاح الشركات العامة وإشراك القطاع الخاص في إدارتها، واستثمار الأصول العامة من خلال عقود شفافة طويلة الأمد.

واختتم عبد ربه حديثه بالقول: إن تبنّي العراق لنهج أكثر استدامة في إدارة الدين العام من شأنه أن يحافظ على التوازن المالي ويحمي الإنفاق الاجتماعي، وفي الوقت نفسه يعزز فرص النمو ويعزز الاستقرار الاقتصادي.

تآكل قدرة الدولة على الاستثمار

من جهته، أكد الباحث الاقتصادي عبد الله نجم أن ارتفاع الدين الداخلي في العراق إلى مستويات غير مسبوقة يعكس غياب استراتيجية مالية واضحة لإدارة الموارد.

وقال نجم لـ"طريق الشعب"، إن المشكلة لا تكمن فقط في حجم الدين، بل في طبيعة استخدامه، حيث يذهب معظمه لتغطية نفقات تشغيلية قصيرة الأمد، بدلاً من الاستثمار في مشاريع إنتاجية طويلة الأمد، محذرا من أن هذا النمط من التمويل "يؤدي إلى تآكل قدرة الدولة على الاستثمار في البنى التحتية والصناعة والزراعة، وهو ما يضعف فرص خلق وظائف جديدة ويجعل الاقتصاد أكثر هشاشة أمام أي تقلبات في أسعار النفط".

وأضاف أن الاستمرار في هذا المسار سيؤدي على المدى المتوسط إلى تفاقم الضغوط التضخمية، وتراجع ثقة المواطنين بالعملة المحلية، وزيادة المخاطر على الاستقرار النقدي، منبها الى أن الحل لا يكمن في مزيد من الاقتراض، بل في إعادة هيكلة أولويات الموازنة، وتقليص الاعتماد على النفط، وخلق مصادر دخل مستدامة عبر إصلاح النظام الضريبي، وتفعيل الاستثمار في القطاعات غير النفطية. كما دعا إلى ايجاد دور أكبر للقطاع الخاص، من خلال تشجيع المصارف على تمويل الأنشطة الإنتاجية، بدلاً من الاكتفاء بشراء أدوات الدين الحكومية.

وخلص الى القول ان "الرهان على الدين الداخلي وحده ليس خيارا آمنا، وإذا لم يتم تدارك الأمر بخطة إصلاح شاملة، فإن المخاطر المالية قد تتحول إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أعمق".

***********************************************

هيكلة المصارف: إصلاح مالي أم ماذا؟

سمية القيسي*

تشير المعلومات المعلنة من البنك المركزي، والمستشار المالي لرئيس الحكومة د. مظهر محمد صالح، إلى سعي الحكومة إلى دمج مصرفي الرافدين والرشيد ضمن خطة لإعادة هيكلة قطاع المصارف الحكومية، وربما تكون جزءًا من هيكلة شمولية للجهاز المصرفي بقطاعيه العام والخاص. ولهذا تم تكليف شركة استشارية دولية (شركة أرنست ويونغ للتدقيق والاستشارات المالية) للإشراف على عملية الهيكلة. وهذه العملية لم تكن بمعزل عن دور البنك المركزي في الإشراف والمتابعة.

وبهذا الصدد، ينهض السؤال المنطقي: هل سيحقق تخصيص وهيكلة مصرف الرافدين الإصلاح المنشود؟ أم أنها مخاطرة وطنية تعرّض هذا المصرف العريق لتهشيم الأسس والأهداف التي أُسس من أجلها؟

إن التوجهات الحكومية نحو خصخصة المنشآت العامة – الناجحة أو الخاسرة – هو توجه بحاجة إلى إعادة نظر ودراسة معمقة، لما قد يترتب عليه من تداعيات على الوضع المالي العام. لأننا ندرك أن مثل هذه التوجهات، بشكل عام وتاريخي، تقف وراءها مؤسسات دولية تمثل أذرعًا لدول أو نظم رأسمالية لها الحصة الكبرى في تلك المؤسسات، وأنها تسعى لتكييف الاقتصادات العالمية لتصبح في نهاية المطاف حلقات ضمن أنظمة تلك الدول.

لقد جرت في أوقات سابقة محاولات لخصخصة هذا القطاع، لكنها انتهت بالفشل، نتيجة لاعتراضات خبراء ماليين عراقيين، فضلًا عن منظمات وطنية واحتجاجات، حين كان بريمر يدير العملية السياسية خلال الاحتلال الأمريكي للعراق. وبالتالي أُحبطت هذه المحاولات.

والسؤال هنا: هل عملية هيكلة المصارف الحكومية – ومن ضمنها مصرف الرافدين – ستكون لصالح المواطن، والذي هو أساس كل رأسمال؟ خاصة وأن المواطن قد أولى ثقته بالحكومة فقط بناءً على تجربته المريرة مع المصارف الخاصة، إذ طالما تعرّضت إيداعاته إلى الضياع، وانتهت بقسمة الغرماء.

إنني أعتقد أن السبب في اتجاه الحكومة لموضوعة الرسملة يعود إلى نظام المحاصصة في إدارة المؤسسات الحكومية، والإتيان بإدارات تفتقر إلى الكفاءة، على قاعدة "وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب".

المخاطر والتحديات

  1. قد يؤدي نقل الملكية إلى القطاع الخاص إلى فقدان الدولة سيطرتها على القطاع المصرفي. فلماذا إذن وضعت نفسها وارتضت بنسبة أقل من (24%)؟ ولماذا لم ترفع نسبة مساهمتها إلى أكثر من النصف لتؤمّن سيطرتها على إدارة المصرف المعني، وتتابع بنفسها حركة الأموال واتجاهات التعاملات المالية (من تحويلات وقروض وما شابه)، وتمنع حالات التلاعب في أموال الدولة، وهي في حقيقتها أموال المواطنين من مودعين ومقترضين بمختلف أنواع الإيداعات (الجارية أو طويلة الأمد).
  2. هناك مخاوف من تأثير القرارات الاستثمارية على السياسة المالية والسياسة النقدية التي يحددها البنك المركزي. وعلى سبيل المثال: استحقاقات جديدة للرواتب، أو تسليح الجيش في الحالات الاضطرارية، أو مواجهة النكبات البيئية والاعتداءات الخارجية، أو بناء بنية تحتية تستوجب إنفاقًا رأسماليًا كبيرًا، أو تسديد ديون سابقة تُجبر الدولة على دفعها.
  3. المستثمر، بطبيعته، سوف يختار نوع الفائدة ونسبتها، طالما رفع البنك المركزي يده عن تحديد سعر الفائدة، وهو ما ينعكس اقتصاديًا على مستوى الأجور والأسعار ومعدلات التضخم.
  4. من المحتمل أن يكون الموقف من الدولة التي يتم التعامل معها ليس بالمستوى المطلوب، أو أن التعامل معها محظور.
  5. يتمثل التحدي الآخر في اختيار بنوك مراسلة قد تكون عليها مؤشرات سلبية، تضر بالاقتصاد الوطني، أو تتحول إلى مخزن لغسيل الأموال.
  6. القبول بودائع مشبوهة، أو كفالات لشخصيات أو مؤسسات ربحية في الخارج (خطابات ضمان خارجية غير حقيقية أو تفتقر إلى الموثوقية)، قد يتسبب في تعريض المصرف لخسارة أمواله من خلال دفع تلك الكفالات مجبرًا حسب العقد المتفق عليه.
  7. إذا ما تم تحويل المصارف الحكومية إلى الخصخصة، فإن ثقة المواطنين سوف تمتنع عن الإيداع لدى القطاع الخاص، خصوصًا وأن هناك تجارب مريرة مع بعض المصارف الأهلية التي عرّضت المودعين إلى خسائر كبيرة لأموال تمثل عصارة عملهم لسنين طوال. على العكس مما لو تمت الإيداعات في مصارف حكومية مدعومة من الدولة، والتي – في أسوأ الأحوال – تقوم بدفع التعويضات في حال تعرض المصرف الحكومي للإفلاس لأي سبب من الأسباب.
  8. الخصخصة تتعارض مع المادة (29) من قانون الاستثمار لسنة 2006، التي تنص على عدم خصخصة مؤسسات قطاعات استخراج النفط والغاز وقطاع المصارف الحكومية.
  9. إن عملية الخصخصة سوف تؤدي إلى تسريح الكوادر المصرفية الكفوءة وموظفي المصرف وفروعه، بهدف تقليل الكلف والمصروفات ولغرض تحقيق زيادة الأرباح والإيرادات.
  10. لا خلاف مع سياسة التحديث والإصلاح المالي عندما ينصرف إلى القطاع المصرفي الأهلي، لاسيما هذا العدد الكبير من المصارف الأهلية الذي يصل إلى أكثر من (80) مصرفًا، شريطة أن يُبنى دمج هذه المصارف على أسس علمية، وأن تخضع للسياسة النقدية للبنك المركزي، عندما تؤدي مهامها في عملية التنمية المستدامة. كما يجب أن تخضع لرقابة محكمة عبر آليات تقنية حديثة، وأن يكون لديوان الرقابة المالية دور كبير وشامل في عملية الرقابة، بالإضافة إلى رقابة البنك المركزي بطبيعة الحال.

ــــــــــــــــــ

* مصرفية متقاعدة

**********************************************

وقفة اقتصادية.. تكاليف المعيشة  في البرنامج الحكومي

إبراهيم المشهداني

تشكل تكاليف المعيشة للعراقيين فقرة مهمة في البرنامج الحكومي الذي صادق عليه مجلس النواب بعد التشكيلة الحكومية الحالية كونها تمس حياة النسبة الأكبر من العراقيين، ويعتبر التحسن في تكاليف المعيشة بما ورد في البرنامج أحد المعايير الاقتصادية التي تؤشر الكفاءة في الأداء وإلى إرادة طيبة للحكومة إذا ما أحسن التنفيذ والذي لم تبان نتائجه المتوخاة حتى الآن بالرغم من اقتراب الحكومة من نهايتها الدستورية.

والحديث عن تكاليف المعيشة يقود إلى البحث في العديد من المفردات الاقتصادية المتداولة في التحليلات الاقتصادية التي تؤثر على تكاليف المعيشة ومنها حصة الفرد من الناتج المحلي الاجمالي، ومستوى أسعار السلع والخدمات والتغيرات في الناتج المحلي الاجمالي، ونسبة النمو في الاقتصاد وسوق العمل الذي يحدد حجم العمالة في الاقتصاد، وانعكاس ذلك على مستوى الأجور والخدمات، ونسبة النمو السكاني، وما إلى ذلك، وهذه كلها متغيرات اقتصادية تسهم بهذا الشكل أو ذاك في التأثير على المستوى المعيشي للطبقات الفقيرة.

وتدل المؤشرات المنبثقة عن المسوحات الإحصائية، أن معدل حصة الفرد من الناتج المحلي الاجمالي مقاسا بأسعار المستهلك فعلى سبيل المثال انخفضت في عام 2009 ست مرات عما كان عليه الحال في عام 2000 بسبب ارتفاع الأسعار بنفس النسبة على الرغم من أن هذا المعدل في عام 2009 كان 129 دولار فيما كان المعدل في عام 2000، 686 دولار لكن القيمة الحقيقية في ذلك الوقت أقل مما عليه الحال في عام 2009 عدة اضعاف وذلك بسبب اجراءات تعويضات الحرب التي كانت 25 في المائة انخفضت بعد سقوط النظام إلى 5 في المائة. وإذا احتكمنا إلى أرقام الانتاج النفطي الذي يعتبر أساس احتساب الانتاج المحلي الاجمالي لتوصلنا إلى حقيقة أن انتاج النفط عام  2000 كان 2،8 مليون برميل يوميا انخفض إلى 1،9 عام 2005 وازداد إلى 2،4 عام 2009 اما الآن فقد ازداد إلى اكثر من 4 ملايين برميل مع زيادة في الانتاج المحلي الاجمالي في العام الجاري بسبب ازدياد أسعار النفط في عام 2024  حيث وصل سعر البرميل الواحد في هذا العام إلى أكثر من 80 دولارا، وعلى الرغم من هذه الزيادات فان قيمة الدخل الحقيقي للطبقة الفقيرة كان متدنيا، اذا ما قيس ببعض فئات من موظفي الدولة التي تحسن مستوى دخلها بسبب الزيادات في الرواتب والامتيازات المتراكمة من سنين سابقة، ويعود ذلك إلى عدة أسباب ومن ابرزها الفساد المتفشي بسبب المحاصصة في اشغال الوظيفة العامة  في معظم دوائر الدولة، ورداءة في البطاقة التموينية كما ونوعا، مما يقضم الجزء الأكبر من الواردات النفطية بالإضافة إلى انتشار البطالة المجتمعية والزيادات الكبيرة في أسعار السلع والخدمات الأساسية وخاصة اسعار المواد الغذائية والأدوية والصحة والتعليم  الخاصين بالمقارنة مع ما تقدمه المؤسسات الحكومية ومن هنا يتعين مراجعة حقيقية للسياسة الاقتصادية بما يصب لصالح الطبقات الفقير والحدود الدنيا من الطبقة المتوسطة من خلال :

  • التعجيل في مراجعة القوانين الاجتماعية البطيئة في التنفيذ كقانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي.
  • السعي الجاد من أجل السيطرة على الأسعار في السوق عبر مراقبة تغيراتها والأسباب التي تقف وراء زيادتها وتشديد الرقابة على ممارسات التجار ومحاولاتهم في احتكار السلع الغذائية الاساسية ونرتأي تأسيس مجلس أعلى لرسم السياسات الاقتصادية.
  • ربط الزيادات في الرواتب بما فيها الرواتب التقاعدية بمعدلات التضخم وتفعيل الوزارات المعنية بالتضخم بما فيها البنك المركزي في مراقبة ظواهر التضخم في الاقتصاد.
  • معالجة ظاهرة البطالة وخاصة الخريجين وهذا يقتضي من بين أمور عديدة التوسع في مشاريع الإنتاج وتطوير النشاط الاقتصادي في القطاع الخاص بمجالات الصناعة والزراعة والخدمات ومعالجة معوقات الاستثمار ضمن إطار استراتيجية تنموية مستدامة.
  • تحسين أداء البطاقة التموينية ومعالجة الاخفاقات في توفيرها للمواطنين والاهتمام بنوعيتها، ودعم أسعار الأدوية والعقاقير الطبية وتحديد أسعار الكشوفات الطبية في العيادات الخاصة والحد من تضخمها، وفي ذات الوقت تحسين الخدمات في المستشفيات الحكومية.

***********************************************

الصفحة الخامسة

مراقبون: انخفاض نِسَبه لا تعكس إصلاحا اقتصاديا إلى متى يبقى كابوس الفقر يؤرق العراقيين؟!

متابعة – طريق الشعب

على الرغم من تراجع معدلات الفقر في العراق خلال العام 2024 – وفقا لبيانات وزارة التخطيط – إلا أن هذه الظاهرة لا تزال تمثل تحديًا رئيسا يغذي التفاوت الاجتماعي والاقتصادي. وبينما تعلن الحكومة السعي إلى معالجة الأسباب الجذرية للفقر عبر استراتيجيات تركز على تحسين سبل العيش، وتعزيز الحماية الاجتماعية، ومعالجة الفجوات التنموية، يرى مراقبون أن الفساد وانعدام التخطيط الفعال يعرقلان معالجة المشكلة ويفاقمانها.  

ويُقاس الفقر في العراق بطريقتين أساسيتين: الأولى تعتمد على دخل الفرد أو الأسرة لتحديد القدرة على تأمين الحاجات الأساسية من الغذاء والسكن والتعليم، والثانية تعرف بـ"الفقر متعدد الأبعاد"، وتشمل معايير أوسع مثل سهولة الحصول على خدمات صحية وتعليمية، وارتفاع جودة البنى التحتية وتحسّن الظروف المعيشية.

لكن أن يمتلك العراق رابع أكبر احتياط نفطي مؤكد في العالم بنحو 145 مليار برميل، ويشقه نهرا دجلة والفرات، ويضم حضارات تعد من أقدم ما عرفته البشرية، ثم يصنف ملايين من مواطنيه تحت خط الفقر، فهذه ليست مجرد مفارقة مأساوية، بل أزمة بنيوية مزمنة تتجدد باستمرار.

في بلد يفيض بثرواته، ويعاني غالبية سكانه شح الخدمات، وانعدام الأمن الغذائي، وضعف التعليم والصحة، يبرز السؤال المؤلم: أين تذهب ثروات العراق، ولماذا يولد الفقر من رحم الغنى؟!

ماذا يُخفي انخفاض المعدلات؟

أرقام حديثة أعلنتها وزارة التخطيط تؤشر انخفاض معدلات الفقر إلى 17.5 في المائة خلال عام 2024، بعد ما كانت 23 في المائة عام 2022. ونوّهت الوزارة إلى انخفاض ما يسمى "دليل الفقر متعدد الأبعاد" من 11.4 في المائة إلى 10.8 في المائة خلال الفترة من 2018 حتى 2024. وبينما عدت الحكومة هذا التراجع دليلاً على "نجاح برامجها الاجتماعية"، يرى محللون اقتصاديون أن هذه المؤشرات تخفي "واقعاً أكثر هشاشة من أي وقت مضى"!

وأوضحت وزارة التخطيط أن تقرير "دليل الفقر متعدد الأبعاد" الجديد، استند إلى مسح اجتماعي واقتصادي للأسر العراقية "وهو مسح ضخم وفر بيانات على مستوى المحافظات، في تعاون بين الوزارة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي".

وفي كلمته خلال إعلان التقرير، ذكر وزير التخطيط محمد علي تميم أن "التحدي لم يعد فقط في خفض نسب الفقر، بل في معالجة الجذور العميقة للحرمان الاجتماعي والخدمي"، مؤكداً تبني الوزارة مقاربات جديدة عبر تقارير تستهدف فقر المرأة والطفل بشكل خاص.

من أين جاء هذا الانخفاض؟!

وفقاً لوزارة التخطيط، فإن عوامل عدة ساهمت في تحقيق هذا الانخفاض النسبي في الفقر، أبرزها توسعة شبكة الحماية الاجتماعية، التي شملت أكثر من 7 ملايين مواطن، وتحسين نظام البطاقة التموينية، وزيادة كميات المواد الغذائية الموزعة، وإطلاق قروض ميسرة للشباب، بهدف إنشاء مشاريع صغيرة وتوفير فرص عمل ذاتية. لكن السؤال الذي يطرحه مراقبون، هو: هل ان هذه الحلول مستدامة؟ وهل تمثل خروجاً من دائرة الفقر أم مجرد "شراء للوقت" برعاية مالية نفطية مؤقتة؟!

ماذا عن الاقتصاد الريعي؟!

يرى مراقبون أن تراجع نسب الفقر، وإن كان إيجابياً، لا يمثل انعكاساً لتحول اقتصادي حقيقي، بل نتيجة ظرفية مدفوعة بارتفاع أسعار النفط، وهو ما يحذر منه المحلل الاقتصادي د. نبيل المرسومي، الذي يقول في حديث صحفي أن "التحسن الأخير في نسب الفقر لم يكن ناتجاً عن إصلاحات اقتصادية أو سياسات تنموية طويلة الأمد، بل جاء بفضل ارتفاع إيرادات النفط، وهي بطبيعتها غير مستقرة".

ويضيف قوله: "ما زال أكثر من 8 ملايين عراقي تحت خط الفقر، وهذا الرقم يُخجل دولة نفطية مثل العراق. الفقر في العراق ليس رقماً، بل هو مصير تعيس لملايين البشر".

وتظهر تجارب الأعوام السابقة أن أول أزمة في أسعار الخام قد تمحو أي تقدم جرى إحرازه، كما حصل في أزمة 2020 أثناء جائحة كورونا، حين ارتفعت معدلات الفقر بصورة حادة إثر انهيار أسعار النفط عالمياً.

لا ضمانات!

في السياق، يقول أحمد الجبوري، وهو شاب من الموصل حصل على قرض حكومي لتمويل مشروع صغير: "فتحت ورشة صيانة صغيرة بتمويل من قروض الشباب. ساعدتني كثيراً، لكنها غير كافية"، مضيفا في حديث صحفي أنه "لا توجد حماية حقيقية لأصحاب المشاريع الصغيرة. كل شيء مرتبط بالمزاج الأمني والبيروقراطية".

ويتابع قائلا: "أن نعيش من دون ضمانات صحية أو ضمان اجتماعي، يعني ان يبقي الفقر قريباً منا". جدير بالذكر أن وزارة التخطيط كانت قد أعلنت عن إعداد "دليل فقر المرأة متعددة الأبعاد"، الذي يُبنى على قياسات تتعلق بالوصول إلى الخدمات الصحية والفرص التعليمية والتمكين الاقتصادي للنساء.

وسبق أن أطلق هذا الدليل للمرة الأولى عام 2022، وحاليا يجري تحديثه استعدادا لإطلاق نسخة جديدة عام 2026. وحسب الوزارة، فإن هذا الدليل يُعتبر خطوة مهمة لفهم عمق الأزمة، على اعتبار أن الأطفال المحرومين من التعليم والرعاية الصحية سيشكلون قاعدة الفقر في المستقبل.

الحل في الاقتصاد المنتج

تتحدث الحكومة عن رؤية تنموية، لكنها لا تزال تعتمد على موازنات توسعية تمول بالكامل من عائدات النفط. ومع غياب التنويع الاقتصادي الحقيقي، وتراجع الصناعات الوطنية، وهشاشة القطاع الزراعي، يبدو أي تقدم على مستوى الفقر هشاً ومهدداً بالانهيار.

في هذا السياق، يرى المحلل التنموي محمد اللامي، أن العراق بحاجة إلى إصلاح هيكلي في السياسات الاقتصادية "فالتحول إلى اقتصاد منتج هو الحل الوحيد".

ويبيّن اللامي في حديث صحفي أن "دعم المشاريع الصغيرة أمر جيد، لكن من دون بيئة استثمارية وتسهيلات مصرفية وتطوير التعليم المهني، فإن ذلك سيبقى في إطار الترقيع لا البناء"، مشيرا إلى انه "على الرغم من الانخفاض المعلن في معدلات الفقر، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة بجذورها العميقة. ملايين العراقيين لا يشعرون بأي تغيير حقيقي في حياتهم اليومية. الفقر في بلاد الرافدين ليس رقماً بل انه واقع مؤلم في مدن ومخيمات وأرياف بلا ماء ولا كهرباء ولا مستقبل". و"لكي يكون هذا الانخفاض بداية وليس مجرد لحظة عابرة، يحتاج العراق إلى إرادة سياسية تتجاوز الريع النفطي، وتستثمر في الإنسان أولاً، وإلا فإن الفقر سيبقى ضيفاً ثقيلاً في بيوت العراقيين، مهما ارتفعت أسعار النفط" - بحسب اللامي.

*******************************************

إضراب في المشخاب عمال نظافة ينتظرون مستحقاتهم منذ 3 سنوات!

متابعة – طريق الشعب

أعلن عدد من عمال النظافة في بلدية قضاء المشخاب إضرابهم عن العمل بسبب عدم احتساب سنوات خدمتهم.

ويبلغ عدد العمال 33 عاملاً، وتعود مشكلتهم إلى ثلاث سنوات مضت، بعد أن طلبت محافظة النجف القيود والأوامر الإدارية الخاصة بهم لغرض رفع العلاوات واحتساب سنوات الخدمة، إلا أن الأمر واجه تأخيراً في صرف المستحقات، ما دفع العمال منذ ذلك الحين إلى إعلان الإضراب بين فترة وأخرى.

يقول العامل حسين الفتلاوي: "نحن لا نطالب بزيادة رواتب ولا بأي أمر يكلف الدولة. مطلبنا هو الحصول على كتاب رسمي لاحتساب سنوات الخدمة. منذ ثلاث سنوات نطالب ولم يستمع لنا أحد". ويضيف في حديث صحفي قوله أن "الجميع غير مهتم بشريحتنا مع الأسف. نريد من المجتمع أن يقف معنا ويساندنا لأننا مظلومون". من جانبه، يقول قائم مقام المشخاب زمان الجنابي، أنه "في ما يخص احتساب سنوات الخدمة لموظفي بلدية المشخاب، فقد تم إنجاز ترفيعاتهم وعلاواتهم من قبل البلدية"، مستدركا "لكن تبقى المشكلة في احتساب سنوات الخدمة. حيث شُكّلت لجنة خاصة في البلدية لغرض احتسابها". ويوضح في حديث صحفي أن "التعليمات الواردة من المحافظة تنص على احتساب الخدمة بعد توفر الأوليات والأوامر الإدارية والعقود التي تثبت تشغيلهم في الفترات السابقة، بدءاً من عام 2009 وصعوداً".

*******************************************

حي كربلائي يغص بالنفايات ومياه المجاري

متابعة – طريق الشعب

يعاني "حي الروضتين" في مدينة كربلاء تراكم النفايات وطفح المجاري في أزقته، منذ انتهاء الزيارة الأربعينية قبل أكثر من عشرة أيام.

ووفقا لعدد من أهالي الحي، فإن "لا أحد ينكر الجهود الكبيرة التي بذلتها المؤسسات الخدمية على اختلافها، خلال فترة الزيارة، إلا أن تلك الجهود توقفت بعد انتهاء الزيارة. حيث مضى أكثر من عشرة أيام والنفايات تتكدس في أغلب أزقة الحي، وتتعفن لتُصبح مصدر خطر صحي على مئات العائلات".

وأشاروا إلى أن هناك انسدادا في مجاري أحد الشوارع، خلّف "مستنقعا آسنا" يضطر الناس إلى الخوض فيه أو السير مسافات طويلة للوصول إلى بيوتهم، مناشدين البلدية إسعافهم وإنهاء معاناتهم.

من جانبه، قال المواطن حسين خلف، أن "انسداد خط المجاري مضت عليه سنتان، ولم تأت أي جهة لصيانته. فيما يتلخص الجهد البلدي بسحب المياه الثقيلة فقط"، مشيرا إلى أن "طفح المجاري يمتد على مساحات كبيرة في الأزقة. وقد تسربت المياه إلى بستان امتلكه في المنطقة، ودمرت المزروعات وأشجار النخيل. حتى اننا لم نستطع الدخول إلى البستان".

واضاف قائلا أن "هناك أنبوب لماء الإسالة قريب من انسداد خط المجاري، تعرض للكسر وصار هو الآخر ينضح باستمرار في ظل شح المياه. وحتى الآن لم تجر صيانته".

اما المواطن أبو سجاد، فقال أن "كابسات البلدية قامت برفع النفايات الموجودة في الحاويات، وتركت الكميات المكدسة على الأرض في بداية كل زقاق وشارع"، لافتا في حديث صحفي إلى ان "المنطقة تبدو غير مشمولة بالجهد البلدي، والجميع يعلم ان تكدس النفايات يسبب مختلف الامراض ويجذب القوارض والحشرات الضارة".

***************************************

أگول.. البصرة أنظف بغياب آليات البلدية!

صلاح العمران

يبدو أن حل أزمة النظافة المزمنة في البصرة قد وجد أخيراً. فهو بسيط وغير مكلف: كل ما علينا فعله هو إرسال جميع آليات البلدية خارج المحافظة في مهمات دورية. حينها، وبسحر إدارة الأزمات، سنجد أن الكوادر المتبقية تتفنن في تنظيم عملها لتجمع النفايات كل ثلاثة أيام بدلاً من عشرة!

المفارقة هنا تستحق وقفة طويلة. حيث سبق أن شاركت بلدية البصرة في خدمة الزيارة الأربعينية في كربلاء، وهذا واجب مشرّف لا يُختلف عليه. لكن الغريب في الأمر، هو أن البلدية استطاعت أن تحقق تحسنا نسبيا في خدمات النظافة في المدينة اثناء غياب جزء من إمكاناتها وآلياتها، التي توجهت نحو كربلاء.. فكيف استطاعت البلدية تحقيق هذا التحسن الملحوظ ؟ ألا يعني ذلك أن الإمكانيات الحالية، لو أُحسنت إدارتها ووُزعت بشكل عادل وعُمل بها بجدية، ستكون كافية لتقديم خدمة مقبولة؟

هذا التحسن المؤقت دليل إدانة لطريقة العمل المعتادة. فهو يثبت أن أزمة النظافة هي أزمة إرادة وإدارة في المقام الأول، وليست مجرد أزمة آليات أو أموال. إذ أثبتت فترة غياب الآليات أن المواطن كان يدفع ثمن التقصير وليس ثمن نقص الآليات والإمكانات!

الآن، وبعد أن عادت الكوادر والآليات، أصبح المواطن حبيس خوفه: هل سيعود الروتين والتقصير ليطمس هذا الإنجاز المؤقت؟ أم أن المسؤولين قد التقطوا الرسالة وقرروا أن يعاملوا مواطنيهم طوال السنة بنفس الجدية التي يعاملون بها الأزمات والمناسبات؟!

البصرة تستحق أن تكون نظيفة كل أيام السنة، وليس فقط عندما تغيب شاحناتها. النظافة ليست هدية، بل حق أساسي من حقوق المواطنة. فهل من مستمع؟!

*****************************************

إجابة من وزارة النفط

تلقت "طريق الشعب" من وزارة النفط إجابة على تقرير صحفي نشرته في عددها المؤرخ 29 تموز 2025. وهذا نصها:

إلى صحيفة طريق الشعب الغراء

نهديكم أطيب تحياتنا

إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء بتاريخ 29/7/2025، تحت عنوان (تظاهرات تطالب بالخدمات وفرص عمل وبتوزيع عادل للمياه والكهرباء.. احتجاج حاشد في بغداد ضد اتفاقية خور عبد الله)، نود إعلامكم بأن شركة الحفر العراقية قد بيّنت بأن إدارة الشركة، وانطلاقا من حرصها على التواصل المباشر مع ملاكات الشركة والاستماع إلى مطالبهم، استقبلت عدد من الموظفين الحاصلين على شهادات دراسية اثناء الخدمة بشكل مباشر. وأوضح مدير عام الشركة خلال اللقاء، بأن احتساب هذه الشهادات يتطلب صدور قرار من مجلس إدارة الشركة، وبناء على ذلك تم انعقاد اجتماع مجلس الإدارة، وتم اتخاذ قرار باحتساب الشهادات من خلال إصدار أوامر إدارية للموظفين الحاصلين على شهادات دراسية، وفق شروط استحصال موافقة وزارة النفط بشأن الحذف والاستحداث، وتعديل نسب العناوين الوظيفية، فضلا عن توفير التخصيص المالي المطلوب.

شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير

**************************************************

الصفحة السادسة

موسكو: ليس من شأننا استنتاج وقوع إبادة جماعية.. الشأن للقانونيين! نتنياهو يشجع الاعتداء  على الفلسطينيين في الضفة

متابعة – طريق الشعب

أكدت أولغا تشيريفكو المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أن "المجاعة في قطاع غزة بدأت تتفاقم بوتيرة متسارعة" مشيرة إلى أن تقرير التصنيف المرحلي للتكامل الغذائي لم يكن مفاجئاً بالنسبة لهم.

موضحة: "هذا ما كنا نحذر منه منذ أشهر، وسنشهد سيناريو أسوأ إذا لم يتغير الوضع القائم".

نتنياهو: سنمنع قيام دولة فلسطينية

شجّع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي اليمني المتطرف بنيامين نتنياهو، والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، المستوطنين على مواصلة اعتداءاتهم بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ملمحا في الوقت ذاته إلى اقتراب فرض السيادة الإسرائيلية عليها وضمها.

وجاء ذلك خلال كلمة ألقاها، الثلاثاء، في احتفال بالمصادقة على بناء 17 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.

وقال نتنياهو "وعدت قبل 25 عاما بأننا سنرسخ جذورنا، وفعلنا ذلك معا. وقلت إننا سنمنع قيام دولة فلسطينية، ونحن نفعل ذلك معا". وأردف: "نحن نعزز سيادتنا في الضفة الغربية".

ويوم أمس، أصيب 25 فلسطينيا، جراء استنشاق غاز مسيل للدموع بمواجهات مع جيش الاحتلال في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان أن "طواقمها تعاملت مع 25 إصابة جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المستمرة في نابلس".

قطع الصلة مع الكيان

وفي سياق التضامن مع الشعب الفلسطيني ضد حرب الابادة الجماعية، نظمت مجموعة تضم موظفين حاليين وسابقين من شركة مايكروسوفت الأميركية، احتجاجا أمام مقرها بولاية واشنطن، متهمينها بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي في جرائمه التي يرتكبها بحق الفلسطينيين بقطاع غزة.

وتجمعت المجموعة التي تضم أيضًا ناشطين ومواطنين أمام مقر الشركة للاحتجاج على الخدمات والبنية التحتية التكنولوجية التي تقدمها مايكروسوفت للجيش الإسرائيلي.

وطالب المحتجون الشركة بقطع صلاتها مع إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية في غزة منذ 23 شهرا، ودفع تعويضات للفلسطينيين.

وأكدت مجموعة "لا لاستخدام آزور بالفصل العنصري" وهي منصة مايكروسوفت السحابية في بيان، أنها نظمت المظاهرة للاحتجاج على "دور مايكروسوفت في الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".

واشنطن هي المسؤولة

وحمّلت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ أي خطوة بشأن الوضع في قطاع غزة الفلسطيني، متهمةً إيّاها بعرقلة كافة المبادرات التي ترمي إلى إنهاء الحرب هناك.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لنائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي في مقر الأمم المتحدة، انتقد فيه موقف مجلس الأمن الدولي حيال ما يجري في غزة، مؤكداً أن أعضاء المجلس لم يتمكنوا حتى الآن من اتخاذ مواقف صارمة بسبب موقف أحد الأعضاء (في إشارة منه إلى الولايات المتحدة الأمريكية).

وتابع: "الوضع في غزة مريع، هناك أمر غير عادي ونحن كبشر ودبلوماسيين وأعضاء في مجلس الأمن الدولي، يجب ألا نتسامح مع هذا الوضع".

وأكد استعداد بلاده للتباحث مع جميع الأطراف المعنية من أجل تغيير الوضع القائم في غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية.

وأردف: "للأسف الولايات المتحدة الأمريكية وقفت حتى الآن إلى جانب إسرائيل وأعطت الضوء الأخضر لكافة ممارساتها في غزة وهذا الأمر يجب أن يُدان".

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت موسكو ترى أن ممارسات إسرائيل في غزة ترقى لمستوى الإبادة الجماعية، قال بوليانسكي: "ليس من شأن روسيا التوصل إلى مثل هذا الاستنتاج، لأن الإبادة الجماعية مصطلح قانوني، ويجب أن يقر بذلك من يملكون الأدوات القانونية اللازمة. ومع ذلك، فإن ما يحدث أمر غير مقبول بتاتاً ومخزٍ للغاية بالنسبة لنا".

***********************************************

غروسي: عودة أول فريق مفتشين لإيران

متابعة – طريق الشعب

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، إن أول "فريق من المفتشين عاد إلى إيران"، فيما حذرت طهران الترويكا الأوروبية من أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها ستكون له عواقب.

وأضاف غروسي، في تصريح صحفي، إنه "سيتحدث مع المسؤولين الإيرانيين عن عمليات التفتيش والمواقع النووية التي سيتم زيارتها، وسيطلب منهم منح التسهيلات لكي يؤدي مفتشو الوكالة مهامهم".

وشدد على أن عمليات التفتيش في إيران ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة، مشيرا إلى أنه لا يمكن إجراء محادثات جدية مع طهران دون تفقد منشآتها النووية.

ونقلت وكالة أسوشيتدبرس عن دبلوماسي مقرب من الوكالة الذرية قوله إن التفتيش في إيران سيقتصر على منشآت لم تتأثر بالضربات الأميركية الإسرائيلية.

تأتي تصريحات غروسي بعد ساعات من انتهاء جولة المفاوضات التي جرت في جنيف بين إيران والترويكا الأوروبية لمناقشة مطلب القوى الغربية بأن تعيد إيران عمليات التفتيش النووي والدبلوماسية، وإلا سيُعاد فرض عقوبات عليها كانت قد رُفعت بموجب اتفاق أُبرم عام 2015.

فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن بلاده أبلغت مجموعة الترويكا الأوروبية خلال الاجتماع، أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران ستكون لها عواقب، وليس من حقها تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات، مضيفا أن الجانبين سيواصلان المحادثات النووية في الأيام المقبلة.

*********************************************

الفرنسيون يريدون حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة

باريس - وكالات

في الوقت الذي يحاول فيه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو إنقاذ حكومة الأقلية التي يقودها، جاء في استطلاع رأي أشرف عليه المعهد الفرنسي للرأي العام، أمس، أن "حوالي 63 في المائة من الفرنسيين يريدون حل البرلمان والذهاب إلى انتخابات جديدة".  

وقد استطلع المعهد آراء ألف شخص عبر الإنترنت في 26 آب الماضي، والظاهر أن حكومة الأقلية بفرنسا معرضة بشكل متزايد للإطاحة بها الشهر المقبل بعد أن "قالت الاحزاب اليسارية واليمينة المتطرفة" إنها لن تدعم بايرو في تصويت على الثقة، الذي أعلن رئيس الوزراء إجراءه في الثامن أيلول، في إطار خططه للتصدي للمديونية وتحقيق تخفيضات شاملة في الميزانية.

وجاء في استطلاع الرأي أن 51 بالمئة من المشاركين يرون أن ماكرون لن يحل البرلمان.

************************************************

فضيحة فساد في الأرجنتين تُشعل أزمة والمعارضة تطالب بعزل الرئيس

رشيد غويلب

أثار نشر موقع "كارنافال" الإلكتروني، نهاية الأسبوع الفائت، تسجيلات صوتية لدييغو سبانيولو، رئيس الوكالة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة، موجةً من اتهامات بالفساد وأزمةً حكوميةً خطيرة. سبانيولو محامي سابق، وصديقٌ شخصي للرئيس الارجنتيني الفاشي خافيير ميلي.

في التسجيلات، يوضح سبانيولو أنه أُجبر على تعين موظفين في الوكالة كانوا يتقاضون عمولات غير قانونية لصالح سكرتيرة الرئيس وشقيقته، كارينا ميلي، ومستشاره إدواردو "لولي" منعم. وأنه أبلغ الرئيس بذلك، لكنه لم يحرك ساكنا.

قدر سبانيولو هذه المبالغ بقرابة 500 - 800 ألف دولار شهريا، وهو المبلغ الذي تدفعه شركات الأدوية مقابل عقود التوريد للوكالة، التي تدفع معاشات التقاعد، وتوفر التأمين الاجتماعي والصحي لذوي الاحتياجات الخاصة. لقد تم طرد سبانيولو على الفور، ما جعل الاتهامات أكثر مصداقية في نظر الرأي العام.

القضاء يبادر

بعد تقديم الشكاوى الأولى، سارع القضاء للتعامل مع الملف. وفي مساء السبت الفائت، أُجريت 14 عملية تفتيش للوكالة، وشركة الأدوية المعنية، ومنازل العديد من المتورطين. اختبأ سبانيولو في البداية، ولكن تم تحديد مكانه لاحقًا، واحتُجز لفترة وجيزة، وصودر هاتفه المحمول. كما أُلقي القبض على أحد المديرين التنفيذيين للشركة المتهمة، حيث عُثر في سيارته على 260 ألف دولار نقدًا، بالإضافة إلى ملاحظات تُحدد هوية الشخص الذي يجب تسليمه المبلغ.

حتى الاثنين لم يصدر توضيح حكومي، وحاولت وسائل الإعلام المحسوبة عليها التقليل من أهمية الحدث، باعتباره مؤامرة سياسة تنفذها المعارضة.

ومع ذلك، هناك أدلة وحقائق دامغة، تدعم مصداقية هذه الادعاءات. شركة الأدوية تعود لأحد ممولي حملة الرئيس الارجنتيني الانتخابية. ومنذ توليه مهام منصبه، ارتفعت إيرادات الشركة من عقود المؤسسات الحكومية بنسبة 2678 في المائة، من 2,48 مليون يورو إلى 68,6 مليون يورو، على الرغم من إجراءات التقشف والتخفيضات السائدة في جميع أنحاء البلاد.

بالإضافة إلى الوكالة الوطنية لذوي الاحتياجات الخاصة، أُبرمت الشركة عقود توريد مباشرة، أي دون مناقصة، مع صندوق الضمان الاجتماعي للقوات المسلحة، ووزارة الصحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية، وصندوق تأمين المعاشات التقاعدية. كما ورد في التسجيلات الصوتية ذكر وزير الدفاع لويس بيتري، ووزيرة الأمن باتريشيا بولريتش، ووزيرة الشؤون الاجتماعية ساندرا بيتوفيلو. وزير "الترشيد" فيديريكو ستورزينيغر، الذي نفّذ العديد من عمليات تسريح العاملين في مؤسسات الدولة، وقلّص هيئات الرقابة إلى الحد الأدنى.

الاتهامات ليست جديدة

هذه الادعاءات ليست جديدة تمامًا. فقد رُفعت شكاوى بالفعل حول هذه المسألة العام الماضي، ولكن لم تُتابع آنذاك. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا ادعاءات أخرى. حتى قبل توليها منصبها، اتُهمت شقيقة الرئيس كارينا ميلي من قِبل أعضاء الحزب القدامى ببيع مواقع في القوائم الانتخابية، ثم مناصب حكومية لاحقًا، في مزاد علني لمن يدفع أكثر. بعد الفوز في الانتخابات، ظهرت مزاعم بأن كارينا ميلي كانت تتقاضى أموالًا مقابل تنظيم لقاءات مع شقيقها. وعادت هذه الادعاءات للظهور في أعقاب الفضيحة المحيطة بعملة الميم "ليبرا" المشفرة، وهي عملية مضاربة الكترونية، روج لها الرئيس شخصيا بدعوى تشجيع الاقتصادات الصغيرة، عندما أبلغ بعض الشركاء الأمريكيين عن الأمر نفسه، بالإضافة إلى دفع مبالغ كبيرة لاحقًا للترويج للعملة المشفرة.

في العام الماضي، قدّمت السفارة الأمريكية في الأرجنتين شكوى ضد شركة صيد إسبانية بمشاركة أمريكية تطالب برشوة قدرها 15 مليون دولار للحصول على ترخيص لصيد سمك التونة السوداء في جنوب المحيط الأطلسي. ويُزعم أيضًا أن الطلب جاء من شخص مقرب من الرئيس الارجنتيني. حينها حامت الشكوك حول المستشار سانتياغو كابوتو ، لكن الموضوع لم يُناقش علنًا.

المطالبة بعزل الرئيس

تطالب المعارضة بتوضيحات، وتتعالى الدعواتٌ بالبدء بإجراءات عزل الرئيس. ويساهم التراجع المتزايد في دعم المعارضة "الصديقة" للحكومة، والمكونة من أحزاب خارج الحركة البيرونية، التي تمثل قوة المعارضة الرئيسة، بالإضافة إلى موافقة محافظي المناطق، في جعل عملية عزل الرئيس ممكنة. وفي الأسبوع الفائت، استطاع البرلمان كسر الحصار الحكومي لعمل لجنة التحقيق في فضيحة العملة المشفرة، والذي كان يعيق، منذ أشهر، أي إجراء بشأنها.

 لا تنحصر الانتقادات بالفضيحة الحالية، بل امتدت إلى التخفيضات المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.  لقد رفض الرئيس ميلي زيادة أقرها البرلمان، مما أدى إلى احتجاجات منظمات ذوي الاحتياجات الخاصة أمام البرلمان، التي فرقتها الشرطة، كما هو الحال مع الاحتجاجات المنتظمة للمتقاعدين. إلا أن البرلمان رفض في الأسبوع الفائت قرار الرئيس.

كان للفضيحة تأثيرات ملموسة على الوضع الاقتصادي. لقد انخفضت أسعار السندات الحكومية، وكذلك أسعار أسهم بورصة بوينس آيرس، بشكل حاد، بينما بدأت قيمة الدولار، الذي تم احتواؤها بشق الأنفس لعدة أشهر، في الارتفاع مجددًا.

*************************************************

الشيوعي اللبناني  يدين تصريحات توم براك

بيروت – طريق الشعب

أدان المكتب الإعلامي للحزب الشيوعي اللبناني، بأشد العبارات التصريحات المهينة التي وجّهها الموفد الأميركي توم براك بحق الصحافيين والصحافيات اللبنانيين خلال مؤتمره الصحفي.

وذكر المكتب في بيان، حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، إنّ "ما صدر عن براك لا يمكن اعتباره زلةً أو خطأً عابرًا، بل هو تعبير صريح عن عقلية استعـمارية متغطرسة لطالما نظرت إلى لبنان وشعبه وصحافته باعتبارهم أدواتٍ يمكن إهانتها وإخضاعها لخدمة المصالح الأميركية".

وتابع، إن "هذا السلوك ليس جديداً على السياسة الأميركية التي تدوس بوقاحة على حق اللبنانيين في السيادة والحرية والديمقراطية، ولطالما عمدت إلى إسكات صوت الصحفيين وساهمت في الاعتـداء عليهم واعتقالهم، كما تعمل على تغطية جرائـم جيش الاحتـلال بحق الصحافيين في لبنان وفـلسطين والعالم".

وعبرّ عن تضامنه الكامل مع الصحفيين، ويؤكد أنهم ليسوا مجرد ناقلين للأخبار، بل شركاء أساسيون في معركة كشف الحقيقة ومساءلة المسؤولين. وطالب بالتحرك الفوري واتخاذ موقف واضح دفاعاً عن كرامة الصحافيين، صوناً لسيادة لبنان وحرية الكلمة فيه.

*********************************************

فنزويلا.. نشر سفن حربية  ومسيرات ردا على التحركات الأميركية

كراكاس - وكالات

نشرت فنزويلا، الثلاثاء، سفنا حربية ومسيّرات وسيرت دوريات على طول سواحل البلاد ردّا على إرسال الولايات المتحدة عددا من المدمّرات إلى منطقة الكاريبي بدافع مكافحة الاتجار بالمخدّرات.

وقال وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، إنّه "تمّ إرسال دوريات بحرية إلى خليج فنزويلا وعلى طول الساحل الكاريبي وسفن أكبر حجما إلى شمال مياهنا الإقليمية"، فضلا عن "إرسال عدد كبير من المسيّرات في مهمّات متعددة". وسبق لفنزويلا أن أعلنت الاثنين حشد 15 ألف عنصر من القوى الأمنية على حدودها مع كولومبيا في إطار عمليات لمكافحة الاتجار بالمخدّرات. وأكّد مسؤولون فنزويليون رفيعو المستوى أنّ بلدهم سيتصدّى لما وصفوه بـ "العدوان" الأميركي".

في المقابل، أفادت وسائل إعلام أميركية عدة بأن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعتزم إرسال 4 آلاف عنصر من البحرية إلى منطقة الكاريبي قبالة سواحل فنزويلا.

ورأت كراكاس في هذه الخطوات الأميركية "تصعيدا للأعمال العدائية"، وقدّمت الثلاثاء التماسا إلى الأمم المتحدة للتدخل في النزاع عبر المطالبة بـ "الوقف الفوري للانتشار العسكري الأميركي في الكاريبي".

وتتواجه كراكاس وواشنطن منذ سنوات وقد زاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط على نظيره الفنزويلي مادورو الذي لم تعترف الولايات المتحدة بإعادة انتخابه سنة 2024.

ورفعت الإدارة الأميركية إلى 50 مليون دولار المكافأة المرصودة مقابل تقديم أي معلومة تفضي إلى اعتقال مادورو الذي تتهمه بتزعم "كارتل قائم على إرهاب المخدرات".

************************************************

الصفحة السابعة

في مواجهة شحّ المياه المرأة الفلاحة .. معاناة يومية وخسائر قتصادية

بغداد- نورس حسن

رغم أن أغلب محافظات البلاد تشهد أزمة خانقة من شح المياه ، فإن الأثر الأكبر لهذه الأزمة يطال نساء القرى الجنوبية وبالأخص في المناطق الزراعية بمحافظة الديوانية، حيث تعاني الفلاحات من ظروف قاسية دفعت بعضهن إلى الهجرة من أراضيهن.

شيماء، وهي فلاحة من الديوانية، تروي جانبا من معاناتها اليومية: "شح المياه أثر على حياتنا بشكل كبير، حيث كنت سابقا أجلب المياه من نهر قريب لقريتي، أما الآن وبعد جفاف الأنهر، اضطر إلى قطع مسافات طويلة في سبيل الحصول على المياه".

وتضيف:"السير لمسافات بعيدة يعرض حياتنا لمخاطر عديدة، فضلا عن درجات الحرارة المرتفعة وتعب الطريق، ونتيجة لذلك بت أعاني من آلام في الظهر، وكل هذا من أجل جلب المياه لأسرنا، أما بالنسبة لمحاصيلنا الزراعية فلا سبيل لريّها".

أما أم حسين، وهي من أهالي الديوانية أيضا، فتشير إلى الخسائر الاقتصادية التي لحقت بمزارع النساء فتقول "أزمة المياه تسببت بهلاك بساتيننا الزراعية التي هي مصدر رزقنا الوحيد، ما أثر على وضعنا الاقتصادي بشكل كبير".

وتسرد حليمة مطشر صاحب البداري، المعروفة بـ"أم عقيل"، وهي فلاحة أخرى من الديوانية، تفاصيل التغيرات المناخية التي أجبرتها على تغيير أساليب الزراعة فتقول "المناخ تغير بشكل كبير وأثر على كل القطاعات، خصوصا الزراعة. الحرارة العالية وشح المياه أجبروني على تغيير أساليب الزراعة، بل وتوقفت عن الزراعة لفترة من الزمن. لكنني حصلت على دعم من عائلتي وعدد من منظمات المجتمع المدني، فبدأت باستخدام منظومات الري بالتنقيط والبيوت البلاستيكية".

وتضيف "أزرع أصنافا تتحمل الحرارة والأمراض، وأزرع المحاصيل الصيفية في الشتاء داخل البيوت البلاستيكية، لأنني أستطيع التحكم بدرجات الحرارة والري. المنظومة بالتنقيط اقتصادية وتقلل استهلاك المياه والأسمدة، لكن تكاليف شرائها باهضة بالنسبة للفلاحات الصغيرات".

وعلى الرغم من توقفها عن التعلم عند الصف الخامس الابتدائي، فلم تتوقف أم عقيل عن البحث والتجريب: "الزراعة والبيئة والصحة مترابطة وهي أساس الحياة. لاحظت أن الهواء يبرد عند مرورنا بمناطق خضراء، لذا أدعو كل العراقيين لزراعة الأشجار في بيوتهم وشوارعهم". وتشدد إيضاً على ضرورة وضع خطة حكومية واضحة لإنقاذ القطاع الزراعي وتعميم تقنيات الري الحديثة على نطاق واسع.

بعد هذه الشهادات المؤلمة للفلاحات، تؤكد الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة الريفية كريمة الطائي أن الوضع المائي في الديوانية مأساوي: "شح المياه قاتل في الديوانية، الأنهر جفت، والنساء جلسن عاجزات عن الزراعة، كثير منهن اضطررن للهجرة إلى المدن بحثا عن عمل ومصدر  رزق آخر". وتوضح أن "الحل يكمن في دعم النساء الفلاحات بالتقنيات الحديثة، فلو توفرت تقنيات الري بالتنقيط والبيوت البلاستيكية، تستطيع المرأة الريفية أن تزرع بماء قليل، حتى بمقطورة ماء واحدة. لكن أغلب النساء يفتقرن لهذه الإمكانيات، ولا يوجد دعم حقيقي من الجانب الحكومي".

وتلفت إلى أن العراق يعد خامس دولة عالميا من حيث التأثر بالتغير المناخي، مشيرة إلى أن بعض المزارعين اضطروا لحفر آبار غالبا غير صالحة للشرب، ما تسبب بمشاكل صحية واسعة، خاصة في مناطق آل بدير، عفج، سومر، والحمزة.

كما قدمت مثالا عن نساء تحدين الظروف القاسية "لدينا مزارعات حفرن في الصخر للحصول على مياه شحيحة وزرعن بها. إحدى المزارعات في ناحية سومر حصلت على بيت بلاستيكي ومنظومة ري من منظمة في بغداد، فزرعت البامية طوال الموسم، ووفرت مصدر رزق لعائلتها ومنطقتها بل تعدى بها الحال الى تشغيل عدد من الشباب العاطلين عن العمل في مشروعها الزراعي". وتكشف هذه الشهادات حجم التحديات التي تواجه المرأة الفلاحة في العراق، وتبرز الحاجة الماسة إلى تدخل حكومي حقيقي وخطط إنقاذ عاجلة لدعم المرأة الريفية وحماية القطاع الزراعي من الانهيار.

**********************************************

عام دراسي جديد.. وأمية النساء في ازدياد

مع قرب انطلاق العام الدراسي الجديد، تعود مقاعد الدراسة لتستقبل التلاميذ، فيما تبقى آلاف النساء في البلاد خارج دائرة التعليم، يعانين الأمية في مجتمع يفترض أن يكون التعليم فيه حقا للجميع. ورغم الوعود الحكومية المتكررة بخطط لمحو الأمية، لا نجد على أرض الواقع سوى مبادرات محدودة، سرعان ما تتلاشى دون أثر ملموس.

الأمية بين النساء ليست مجرد مشكلة تعليمية، بل قضية اجتماعية واقتصادية متشابكة. فالمرأة غير المتعلمة غالبا ما تُستغل في أعمال هامشية، وبعضهن يدفعن إلى التسول في الشوارع لإعالة أسرهن، في مشهد يمس كرامتهن ويفضح تقصير الدولة في حماية أبسط حقوقهن.

برامج محو الأمية، إذا ما وجدت، تفتقر إلى التخطيط والتمويل الجادين. فالكثير من القرى والأحياء الفقيرة لا تضم مراكز تعليمية خاصة بالكبار، كما أن غياب الحوافز والدعم الاجتماعي يجعل استمرار النساء في هذه البرامج أمرا شبه مستحيل.

في بلد يمتلك ثروات كبيرة، يصبح من المخجل أن تبقى نسب الأمية، خصوصا بين النساء، عند مستويات مرتفعة. المطلوب اليوم ليس شعارات جديدة مع كل عام دراسي، بل سياسات فعلية: مدارس ليلية، برامج مرنة للأمهات، ودعم مالي للنساء الراغبات بالتعلم.

الأمية ليست قدرا، والتعليم ليس ترفا. تمكين المرأة بالعلم هو السبيل الأول لمجتمع أكثر عدلا وكرامة ونهوضا حقيقيا.

المحرر

*******************************************

بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية لرابطة المرأة العراقية.. خلق بيئة آمنة وداعمة يعزز مشاركة النساء في بناء الاستقرار المجتمعي والتنمية المستدامة

عقدت اللجنة التنفيذية لرابطة المرأة العراقية اجتماعها الدوري يوم السبت الموافق 23 آب 2025 بمشاركة الزميلات عضوات السكرتارية والزميلات ممثلات فروع الرابطة ( بغداد ، البصرة ، الناصرية ، واسط ، بابل ، ديالى ، النجف ، القوش ، كركوك).

ناقش الاجتماع الاوضاع والمستجدات السياسية والاجتماعية على المستوى المحلي والاقليمي ، وتأثيراتها على الاستقرار في المنطقة وعلى اوضاع النساء وأسرهن، كما تناول الاجتماع موضوعة الانتخابات والمشاركة السياسية للمرأة، والقضايا التي أثيرت حول استبعاد عدد من المرشحات لأسباب عدة، والذي قد ينعكس سلباً على دور المرأة ومستوى مساهمتها في التصويت، فيما يواصل المرشحين من اصحاب النفوذ السياسي برنامجهم الدعائي المبكر دون رقابة واجراءات صارمة بالاضافة الى الاستغلال الواضح للمال العام ، وتدارس الاجتماع قضايا استهداف النساء والهجمة الشرسة التي تتعرض اليها المنظمات النسوية وبعض الشخصيات من مدافعين ومدافعات، ومحاولات التسقيط والترويج لخطاب الكراهية عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع غياب الاجراءات الرادعة لايقاف حملات التشويه والتشهير، وضعف آليات الحماية من العنف، وتواجه المنظمات تحديات على مستوى الموافقات الامنية بشأن الوقفات الاحتجاجية والتضامنية على القضايا المطلبية والخدمية، والقضايا المتعلقة بالعنف الموجه ضد النساء، والعيش في بيئة غير آمنة يسودها الشعور المستمر بالخوف والقلق. وفي هذا الجانب جرى التأكيد على اهمية توحيد الجهود ومضاعفتها لمواصلة الضغط على الجهات المعنية بأهمية وجود تشريعات حامية وضامنة لحقوق المرأة وحافظة لكرامتها وانسانيتها.

جرت في الاجتماع دراسة للاوضاع التنظيمية لسكرتارية المركز والفروع، ومتابعة العلاقات الداخلية والخارجية مع المنظمات والشبكات والمؤسسات الرسمية، واستعراض الاوضاع والجوانب التنظيمية والادارية والمالية لكل فرع وأبرز الانشطة والفعاليات وتحديد التحديات والاحتياجات المطلوبة والاستفادة من التجارب الناجحة في تجاوز التحديات، والتأكيد على اهمية تطوير امكانيات العضوات للعمل في مدنهن على قضايا لها الاولوية بالنسبة للنساء والفتيات، ومتابعة التوعية والرصد وتقييم احتياجات المرأة، خصوصا في المناطق الريفية وأطراف المدن.

واختتمت اللجنة التنفيذية اجتماعها بعدد من القرارات، منها ضبط الهيكلية الادارية للفروع وضرورة اعداد التقارير الفصلية وتقييم العمل والاهتمام بالموارد المالية والاشتراكات، والاهتمام بالنشاطات الاجتماعية والجماهيرية وحسب احتياجات النساء وظروفهن في كل محافظة، وتمتين الصلة مع المنظمات والمنتديات والشبكات المحلية والوطنية والمساهمة في تطوير العلاقات والتواصل وتحديد الاهداف المشتركة التي تخدم وتعزز دور المرأة، كما جرى التأكيد على العمل التطوعي واهميته في العمل ميدانيا للأستمرار في تنفيذ الانشطة والفعاليات والمبادرات التي تهتم بالنساء والاسرة والاطفال، والاستعداد الجيد للأنشطة المرتبطة بالانتخابات ودعم النساء المرشحات والشخصيات المدنية الداعمة للمرأة، ووضع الخطط لضمان تنفيذ الفعاليات الميدانية ورصد الانتهاكات وكتابة التقارير التي تشخص المشاكل وتحدد المعالجات للحد من كل اشكال التمييز ومظاهر العنف، وتكريس احترام الحقوق الانسانية للنساء وتعزيز المشاركة الفعالة في كافة الميادين بما يضمن تحقيق العدالة وتوفير بيئة آمنة وحامية للمرأة وداعمة لدورها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتنموي.

رابطة المرأة العراقية

23 آب 2025

*************************************************

عين المرأة.. استبعاد وإقصاء للنساء

انتصار الميالي

يسجل العراق اعلى تمثيل نسوي في دورته البرلمانية الخامسة، لكن عدد النساء في مواقع صنع القرار ما زال هزيلا، واذا كان موجودا فهو نتاج تقاسم سياسي مبنيّ على نهج طائفي. ورغم ذلك لا تزال رغبة النساء واستعدادهن للمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة عالية.

المشاركة السياسية للمرأة ضرورية لبناء الديمقراطية، وعامل أساسي في بناء حوكمة أكثر فعالية. وقد ثبت أن إشراك المزيد من النساء في صنع السياسات يُسهم في تطوير التشريعات المتعلقة بقضايا مهمة، مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية وإنهاء العنف وبناء السلام. كما يحفز الفتيات على مواصلة التعليم العالي والتوجه للعمل.

ليس سهلاً ان تقرر النساء المشاركة في الانتخابات، واضعات في الاعتبار مخاطر الترشيح، إذ يواجهن تهديدات وضغوطاات كثيرة، لا تأخذ بالضرورة شكل العنف المادي المباشر، بل قد تتجلى في أشكال أكثر أجحافا تصل الى حد الطعن في السمعة والمكانة، وابشعها هو الاقصاء والتهميش السياسي بحجج وذرائع تحرمهن من المشاركة، عبر قرارات باستبعادهن. وهو ما يراه كثيرون إقصاءً متعمداً للنساء، ويعتبره غيرهم طعنا للديمقراطية.

إن إقصاء النساء من الانتخابات البرلمانية لا يتم بشكل عشوائي، وغالباً ما تُتخذ القرارات في غياب صوت المرأة الفاعل والمؤثر. وهذا يُرسخ فكرة أن التمثيل الذكوري هو الذي يفرض نفسه. ورغم أن المفوضية بررت قراراتها بأسباب تتعلق بمخالفة قواعد السلوك، وعدم استكمال الوثائق، وقضايا المساءلة والعدالة، والفساد، فإن الجدل ما زال مستمرا حول شفافية تلك القرارات وأثرها على العملية الانتخابية.

ان حق المشاركة السياسية للمرأة تم تأكيده في الاتفاقيات والالتزامات الدولية، وفي منهاج عمل بكين، وأهداف التنمية المستدامة، وان الحكومة العراقية ملزمة بها. الا ان التنفيذ يتأخر في ظل استمرار الحواجز التي تحول دون إتاحة القيادة السياسية للمرأة. ويبقى العنف السياسي سواء من داخل هيئة الانتخابات أو خارجها، أحد العوائق الكبيرة التي تضعف مشاركة المرأة، أذ لا زلنا نعيش مفاجئات خطيرة بسبب تطبيق القوانين بشكل انتقائي وبأثر رجعي على بعض المرشحين دون غيرهم، مما قد يوثر سلباً على التصويت، ويهز ثقة الناخبين بالعملية السياسية. وما بقيت الارادة السياسية ترفض وجود المرأة كشريك في صنع القرارات التي يهيمن عليها الرجل، فإن التقدم نحو المساواة الذي تضمنه دستور بلادنا يظل بطيئا.

*********************************************

معاناة النساء من ضعف خدمات الرعاية الصحية

بغداد – طريق الشعب

تعاني النساء من تحديات كبيرة في الحصول على خدمات الرعاية الصحية، خاصة في المناطق الريفية والنائية، حيث تفتقر أغلب المراكز الصحية إلى التجهيزات الأساسية والكوادر الطبية المختصة. ويؤكد ناشطون على أن ضعف البنية التحتية الصحية وغياب البرامج الحكومية الموجهة للنساء فاقم من معاناتهن، خصوصا في ما يتعلق بخدمات الحمل والولادة والصحة الإنجابية.

تقول زهراء، وهي مواطنة من ريف بابل، إن أقرب مركز صحي لقريتها يبعد أكثر من 20 كيلومترا، وغالبا ما تضطر النساء إلى قطع هذه المسافة في ظروف صعبة للوصول إلى رعاية أولية، بينما تعاني بعض الحوامل من مضاعفات خطيرة بسبب تأخر الإسعاف. وتشير إلى أن أغلب الأدوية غير متوفرة، فيما يضطر الأهالي لشرائها بأسعار مرتفعة من الصيدليات الأهلية.

من جانبها، أوضحت الناشطة المدنية هناء الخفاجي أن "النقص الحاد في الكوادر النسائية المتخصصة وغياب التوعية الصحية يشكلان عائقا أمام تحسين واقع المرأة الصحي"، داعية الحكومة إلى وضع خطط عاجلة لتأهيل المراكز الصحية وتوفير الخدمات الأساسية لجميع النساء، مع التركيز على المناطق المهمشة.

ويرى مراقبون أن تحسين الرعاية الصحية للنساء يعد خطوة أساسية للنهوض بالمجتمع، إذ ينعكس بشكل مباشر على صحة الأسرة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

**************************************************

الصفحة الثامنة

سُمّ الذكاء الاصطناعي  مُدافاً بعسل التقدم

علي شغاتي

رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على أن يلعب دورًا مهمًا في خدمة الحركات السياسية، وخاصة تلك المعنية بمفاهيم الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة، سواء في المساعدة على إعادة توزيع الثروة، أو في تعزيز الشفافية، أو زيادة أوقات الاستراحة للعاملين، أو في بناء شبكات تضامن أممية، فإنه يبقى أداة بيد الطبقة التي تمتلكه. فالشركات الكبرى التي تحتكر تقنيات الذكاء الاصطناعي تستخدمها اليوم في مراقبة العمال، وبثّ رعب إحلال الآلة مكانهم، وتقليل فرص العمل، وزيادة البطالة، وتحقيق أرباح خيالية، وتعميق التفاوت الطبقي.

وتنطبق الصورة المتناقضة ذاتها على الدور الذي يمكن أن يلعبه الذكاء الاصطناعي في مجال الفكر والدعاية السياسية والإعلام. فمقابل السرعة الهائلة التي يوفّر بها المعلومات، والمساعدة في تعزيز دقة البيانات وكفاءة تحليلها، وتقديم محتويات أكثر إقناعًا وجاذبية، تُفاقم الدوائر الإمبريالية المتحكمة بالذكاء الاصطناعي مشكلة الأخبار الزائفة، والمعلومات المضلّلة، والدعاية المضادة، وبالتالي يسهل عليها التلاعب بالرأي العام، وزعزعة الثقة وتخريب السلم الأهلي، وانتهاك الخصوصية، وإعطاء معنى وهمي للشفافية.

وهذا ما بدأ يتكشف للمراقبين والخبراء، حيث يتم تضمين إجابات الذكاء الاصطناعي بالعديد من المفاهيم المرتكزة على الفكر الليبرالي والنيوليبرالي، والمبرِّرة للاستغلال الرأسمالي، ولنزعات التفوق العنصري، وتلك التي تعرض حقوق الإنسان، وخاصة في الحرية والعدالة الاجتماعية، بطريقة ذكية ومموهة بعناية فائقة، تحفّز على التسليم بالوضع الراهن باعتباره أفضل ما يمكن تحقيقه، وتعزز الأفكار الفردية، وتشجع السلبية لإضعاف التضامن بين المستغلين، والتركيز على الاستهلاك بدلًا من التفكير في القضايا الاجتماعية والسياسية.

لقد أكد باحثون أوروبيون، وبشكل خاص بعض الإسكندنافيتين، على أن أجوبة الذكاء الاصطناعي، المحكومة بقرارات بشرٍ مجهولين، أظهرت تحيزات، خلقت لدى نصف المستخدمين شعورًا وهميًا بالثقة المفرطة، والنفور من التفكير لحل أي غموض. وحذروا من مخاطر الاستخدام غير الواعي للذكاء الاصطناعي، لا سيما حين ينتشر هذا الاستخدام بصورة كبيرة في الكتابات، والأفلام القصيرة، والتعليقات الصوتية المنشورة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك في المقالات الصحفية وبعض التقارير ومحاضرات ومواد التثقيف السياسي والنشاط الداخلي لبعض الحركات والقوى السياسية.

ولهذا صار مهماً جداً الانتباه الدقيق للتحذيرات من عدم تزويد الذكاء الاصطناعي بأي تقرير أو معلومة أو خبر خاص، سواء شخصي أو متعلق بدائرة المستخدم، أو مهنته، أو الشركة التي يعمل بها، أو المؤسسة السياسية أو النقابية التي ينتمي إليها، لأن ذلك يُخرج المعلومات عن سيطرة المستخدم ومؤسسته، وينتهي المطاف بهذه المعلومات لتصبح ملكًا لأداة تابعة لجهة خارجية تقع خارج نطاق الحماية.

كما أن من المهم التأكيد على أن هذه التطبيقات تميل إلى "الوهم"، أي أنها تُنتج أحيانًا معلومات غير صحيحة وتقدمها على أنها حقائق، ولا تحتوي دائمًا على أحدث المعلومات، مما قد يجعل الإجابات مضلّلة عند السؤال عن أحداث جارية أو مواضيع سريعة التغير، ناهيك عن صعوبة كشف التضليل المموه بعناية والخطاب المتستر بالكثير من افكار وقيم المستخدم، لتُبهجه وتصرف انتباهه عن المضمون الحقيقي لتلك الاجابات والذي غالباً ما يكون مخالفاً لتلك الأفكار والقيم.

ولكي يتبيّن لنا الخيط الأسود من الأبيض، ويدرك المعجبون بهذه التطبيقات، فداحة الثمن الذي يدفعونه، دعونا نورد نتائج أهم الدراسات التي حذّرت من الاستخدام غير المسؤول لهذا الذكاء.

فقد أفادت دراسة أكاديمية نُشرت في تموز 2024، بأن نسبة القلقين في العالم من التأثر بالمعلومات الزائفة في وسائل الإعلام قد وصلت إلى 60 في المائة، وارتفعت إلى 72 في المائة في الولايات المتحدة، و77 في المائة في اليونان والمجر. كما أثبتت دراسة أجرتها جامعة لوند السويدية أن استخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تدني النشاط الأكاديمي للطلبة، وإلى تبنٍ تدريجي لقناعات تختلف عما لدى المستخدم. وقد يدفع الشباب الذين يعانون من مشكلات نفسية كامنة أو عزلة اجتماعية إلى التطرّف، واعتماد أطروحات الذكاء الاصطناعي كمسلمات نهائية. ووجدت الجامعة أيضًا أن 2 في المائة فقط من مستخدمي هذا الذكاء من السويديين يثقون بالتطبيقات، و20 في المائة يثقون ببعض استخداماتها، فيما لا يثق الباقون بها إطلاقًا، خوفًا من التعرض للخداع جراء الأخطاء الواقعية المباشرة والخفية.

إن قدرة الذكاء الاصطناعي على اختلاق الأحداث، والصور، والفيديوهات التي تشبه الحقيقة تمامًا، والنفاذ إلى تفاصيل حياتنا العامة والخاصة، وإضعاف قدرتنا على إعمال العقل فيما نواجهه، ودفعنا إلى أي شيء يستثير عواطفنا، تطرح علينا أسئلة خطيرة، في مقدمتها: كيف نستفيد من هذه التطبيقات دون أن نقع في حبائلها؟ وكم علينا أن نكون واعين لكي لا نقدم خدمات طوعية للعدو الطبقي، الذي دَسّ لنا سمّ خداعه في عسل سرعة ودقة إنجاز بعض الكتابات والأعمال، وأبعدنا -ربما- عن الحاجة لبذل الجهد وتنشيط العقل؟!

**********************************************

الانقلاب على الديمقراطية بالتقسيط المريح

مناضل عبدالله

الانقلاب على الديمقراطية لم يعد في عصرنا الحديث بالضرورة مشهدا صاخبا تصاحبه دبابات في الشوارع وبيان عسكري رقم (1)، بل صار يأخذ شكلاً أكثر نعومة وأشد خطورة، يبدأ ببطء ويتسلل إلى مؤسسات الدولة حتى يفرغها من مضمونها.

 إنه انقلاب أفقي لا يقتحم السلطة دفعة واحدة كما يحدث في الانقلابات العسكرية العمودية، بل يزحف تدريجيًا عبر سلسلة من الخطوات الصغيرة التي تُسوق تحت لافتات براقة مثل الإصلاح وحماية الاستقرار والمصلحة العليا، حماية المكون والمصلحة القومية. هذا الانقلاب يمر عبر القوانين التي تُفصل على مقاس السلطة، والسيطرة على القضاء ليصبح أداة لا حَكم، وإخضاع الإعلام بحيث يتحول إلى بوق دعاية بدلاً من منصة للتعددية، إضافة إلى إعادة هندسة الانتخابات بما يضمن النتائج مسبقاً، وتضييق الخناق على الأحزاب والمجتمع المدني حتى يُفرغ من حيويته ودوره الرقابي.

لكي لا يبدو هذا توصيفا مجردا، تكفي العودة إلى تجارب قريبة؛ ففي المجر، منذ وصول فيكتور أوربان إلى (الحكم، جرى تعديل الدستور والسيطرة على الإعلام وإعادة تشكيل القضاء والدوائر الانتخابية بما يجعل الديمقراطية واجهة شكلية، بينما تُحتكر السلطة فعلياً بيد حزب واحد). وفي (بولندا سلك حزب القانون والعدالة المسار ذاته عبر (إصلاحات) قضائية وإعلامية قلصت استقلالية المؤسسات وأثارت أزمة مع الاتحاد الأوروبي حول احترام سيادة القانون).

أما في أميركا اللاتينية فقد برزت ظاهرة (الانقلابات الدستورية، حيث استخدمت برلمانات ومحاكم شكلها القانوني لإقصاء قادة منتخبين، كما حدث في البرازيل عام 2016 عندما أُقيلت الرئيسة ديلما روسيف بتهم مالية اعتبرها كثيرون ذريعة سياسية. أو في باراغواي عام 2012 حين أُطيح بالرئيس فرناندو لوغو خلال محاكمة سريعة لم تستغرق يوما واحدا).

خطورة الانقلاب الأفقي أنه لا يُحدث صدمة مفاجئة، بل يعمل بصمت حتى يعتاد الناس تدريجيًا على غياب الحرية، لتتحول الديمقراطية إلى قشرة فارغة بلا روح. وهنا تكمن المفارقة؛ فبينما يثير الانقلاب العسكري رفضاً ومقاومة، يتسلل الانقلاب الأفقي في ثوب القانون، حتى يُصبح اغتيال الديمقراطية أمراً عادياً لا يُثير ضجيجاً.

سانت ليغو المعدل (١،٧) واستبعاد بعض المرشحين عن الانتخابات البرلمانية وانتخابات المحافظات، وتشريع قانون (حرية التعبير)!!! نخشى أن تكون أدوات انقلابية على الديمقراطية.

ومن هنا تأتي الحاجة إلى يقظة مجتمعية دائمة، لأن الدفاع عن الديمقراطية لا يكون فقط في مواجهة الدبابات، بل أيضا في مواجهة القوانين الملتوية والشعارات المضللة التي قد تفتح الباب لاستبداد جديد يتخفى في ثوب الشرعية.

*************************************************

حين يكون الحزب معطفاً ومدرسة! .. قراءة في كتاب (كلّنا جئنا من معطف الحزب) للكاتب فيصل الفؤادي

عبد السادة البصري

حين تنقل تجربتك الحياتية على الورق معرّجاً على فصولٍ مهمة منها، بالتأكيد ستذكر فيها شخوصاً ووجوهاً شاركتك المحنة ذات يوم، ولا بدّ أن تتوقف في محطات مؤثرة جداً. هذا ما سطّرته ذاكرة الكاتب وهو يتناول حقبة من نضال الشيوعيين في مقارعة النظام الفاشي المقبور أيام الحركة الأنصارية في جبال كردستان. في مقدمته لكتابه الموسوم (كلّنا جئنا من معطف الحزب) يقول الكاتب (فيصل الفؤادي): ــ (إن الحزب الشيوعي العراقي هو أحد أهم وأبرز الأحزاب السياسية اليسارية العريقة على الساحة السياسية العراقية وعلى طول مسيرته، تناول وعرض الكثير من القضايا الفكرية والمصيرية من خلال صحافته. ص5) ويسترسل بالحديث قائلاً: ــ (ومنذ السنوات الأولى لنشوء الحزب، انضمّ إلى صفوفه الكثير من العمال والفلاحين والكادحين من الكسبة والطلاب وكثير من الفئات الاجتماعية الأخرى، ولم يتأخر المثقفون عن دخول الحزب، الذي مثّل جهة معبّرة عنهم وداعمة للجمال والفن والثقافة بكل أشكالها. لهذا حمل المثقفون وبكل اختصاصاتهم واهتماماتهم راية الحزب، التي جسّدت الروح الثورية والعدالة الاجتماعية والخير والسلام، إضافة إلى مكانته المتميزة في الدفاع عن حرية الفكر والتعبير والإبداع. ص 5) ثم يذكر في مقدمته أبرز المبدعين الذين ارتبطوا بالحزب خلال سنواته الأولى وهو الفنان التشكيلي رشاد حاتم، الذي أشاد به وبفنّه الرفيق الخالد (فهد) حيث كان من الشيوعيين الذين حكم عليهم بالسجن مع الرفيق فهد عام 1947. بعد ذلك يذكر أهم الإصدارات والكتّاب والفنانين الذين انضموا إلى صفوف الحزب أو مَنْ كانوا أصدقاء وقريبين إليه، كما يذكر أهم الصحف والمجلات التي أسّسها وأصدرها الحزب منذ الثلاثينات وحتى عام 1979 وصولاً إلى حقبة العمل الأنصاري في جبال كردستان، وما نتج عنها من مواقف بطولية خالدة وإبداعات الأدباء والشعراء والفنانين أبطالنا الأنصاريين في تلك الحقبة فيقول: ــ (ولا ريب أن (ثقافة الأنصار) تشكّل صفحة مضيئة من صفحات الثقافة العراقية التقدمية، ومن هذا المنطلق واصل الحزب أثناء خوضه الكفاح المسلح من ذرى كردستان، دعم الثقافة والمبدعين من الأنصار وتهيئة الظروف الملائمة لنشاطهم وتوفير مستلزمات تنفيذهم للفعاليات المختلفة في مواقع الأنصار، ثم الانطلاق إلى الناس في القرى والمدن القريبة من خلال الأغنية والمسرح والندوة والشعر... الخ. ص11ــ 12) ويكمل: ــ (أصدر الكتّاب الأنصار عشرات الكتب والمؤلفات في الرواية والسياسة والمذكرات، وأقاموا عشرات المعارض في الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، وكتبوا القصائد والقصص والمقالات الصحفية والريبورتاجات وأنتجوا عشرات الأغاني والألحان والمسرحيات والأفلام وغيرها. ص13) وعن كتابه هذا يقول الفؤادي: ــ (في هذا الكتاب سعيت إلى التواصل مع عدد كبير من المثقفين وقد أرسل لي بعضهم معلومات عن حياتهم وكتاباتهم ونشاطهم في الحركة الأنصارية، وللأسف لم أستطع التواصل مع آخرين بسبب عدم معرفتي بمكان تواجدهم وأرقام هواتفهم، لهذا أحاول أن يكون هذا الجهد جزءاً أول، أما الذين لم أتمكن من ضمهم في هذا الكتاب سيكونون حتماً في الجزء الثاني. ص13 ـ 14) بعد ذلك يستعرض الأسماء وحسب اختصاصاتهم الإبداعية ذاكراً نبذة عن حياة كل واحد منهم، وقد قسّم كتابه إلى: ــ الكتّاب والصحفيون وهم (كاظم حبيب، حمودي عبد محسن، زهير الجزائري، جمعة كنجي، لطفي حاتم، رضا الظاهر، فالح عبد الجبار، علي إبراهيم، جمانة القروي، عامر حسين، غالب عودة محسن، سلام إبراهيم، علي محسن مهدي، باسل كنجي، كريم كطافة، علي عبد العال، يوسف أبو الفوز، جبار شهد الخويلدي، سهيل ناصر (أشتي)، مزهر بن مدلول، عبد الرزاق الصافي، جلال الدباغ، مفيد الجزائري، يحيى علوان، إبراهيم إسماعيل، على محمد، داود أمين، محمد الكحط، الشهيد باسم محمد الساعدي) أما الشعراء فهم: ــ (أحمد مصطفى دلزار، رفيق صابر، عبد اللطيف السعدي، إسماعيل محمد إسماعيل، عواد ناصر، كامل الركابي، جماهير أمين الخيون، حميد جبار مطلب الموسوي، مشرق الغانم، عبد القادر مجر البصري) ويذكر الفنانين كلاً باختصاصه المعروف كالمسرح والموسيقى والتشكيل والفوتوغراف وهم: ــ (صباح المندلاوي، سلام الصكر، لطيف حسن، علي رفيق، عدنان اللبان، فاروق صبري، هادي الخزاعي، الشهيد شهيد عبد الرضا، نضال عبد الكريم، رياض محمد، جاسم خلف طلال، الشهيد كاظم ساجت الخالدي، كوكب حمزة، حمودي شربه، قاسم الساعدي، فؤاد يلدا، ملاك منعم مظلوم، عباس خضير عباس، ساطع هاشم، مكي حسين، عماد عبد الأمير الطائي، ستار عناد، علي كاظم مهدي البعاج، سمير خلف).

بعد الانتهاء من قراءته، تشعر أنّك كنت في رحلة أضفت طابعاً من المحبّة والاعتزاز والفخر أولاً بهؤلاء وأمثالهم من المبدعين الذين تركوا حياة الاسترخاء والهدوء وجاءوا إلى ذرى الجبال يصارعون أعتى طاغية وحكومة دكتاتورية فاشية دموية، إضافة إلى صراعهم مع تقلبات الطبيعة والحياة الضنكة بين المغاور والكهوف والثلوج والسيول والأمطار والعواصف والجوع!! أخذنا بها الكاتب فيصل الفؤادي في هذا الكتاب ليمنحنا تأشيرة دخول إلى عالم هؤلاء المبدعين الأبطال الذين صارعوا الأهوال وأنتجوا إبداعاً نفتخر به على مرّ السنين، وبانتظار الجزء الثاني من كتابه هذا أيضاً. ومن الجدير بالذكر أن سيرة الفؤادي تقول إنه غادر العراق عام 1978 وانضم إلى حركة الأنصار عام 1979 وكتب عن هذه التجربة عدداً من المؤلفات منها (مسيرة الجمال والنضال ــ مذكرات نصير، ومن تاريخ الكفاح المسلح لأنصار الحزب الشيوعي العراقي، وأيام مفعمة بالحب والأمل، ودور وتأثير الأجهزة الأمنية والمخابراتية على حركة الأنصار الشيوعيين في العراق، ومسارات الطبقة العاملة وحركتها النقابية بين القانون والسياسة، وثلاثة عقود من النضال النقابي، ووقائع أنصارية...). مبارك للرفيق العزيز فيصل إصداره هذا، ونحن بانتظار المزيد من الإبداعات والأسماء.

*********************************************

كإعلامي ماذا يعني الحزب الشيوعي بالنسبة لي!

كامران ولي علي (نهرو) 

تنظيمات الحزب الشيوعي بمثابة العائلة الكبيرة لي، فلدي أخوات فيها أمثال أم أسيل و استيرة و أم بهار ونادية، ولدي فيها أخوان وأخوال وأعمام منهم من رحل إلى الدار الأبدية، ومنهم من بقي حياً يُرزق، هذه التنظيمات تربي أعضاءها وكوادرها أحسن تربية وأرقى التعاون وعلى حب المجتمع واحترام المرأة، روح هذه التنظيمات تطفو فوق بحر الأديان والقوميات، الآن لدي أقرباء من السنة والشيعة والإيزيدية والصابئة ومن القوميات المتعددة في النسيج العالمي. 

أكاد أن أقول لو عادت لي الحياة من جديد لاخترت الشيوعية كخيار للتفكير والسلوك الاجتماعي دون شك، الشيوعية تعلمنا الانتماء الصادق إلى الطبقة العاملة والشرائح الفقيرة، تهذبنا كي نحترم النساء والشيوخ، لولا الشيوعية لما كنت اليوم شخصية متفائلة ومتعاونة مع الجميع، مع أناس تربطنا وشائج المحبة، عندما يقول العظيم ماركس، ليس للعمال وطن! لا يقصد أن نجرد من وطنيتنا بل يعني أن لا نحس بالاغتراب في أوطان أخرى، كلنا جميعاً أعضاء في العائلة الكبيرة وهي الإنسانية جمعاء بكل أطيافها وأجناسها وألوانها، وللعلم أنا شخصية متبرعة بجدارة منذ التبرع بقبول قنينة دم إلى جريح في المعركة المقدسة، إلى تبرعاتي بمئات الدولارات إلى فقراء الرومان، وإهداء الهدايا إلى عشرات من الأوروبيين وإرسال المال إلى فقراء أفريقيا ونازحي غزة، ولا أزال مستمراً على هذا العطاء المتواضع، لأنني أحس بمجرد دفع مبلغ من التبرع لهم هو تأكيد على انتمائي لهم من جديد، انتمائي للعائلة الكبيرة، لولا تربية عائلتي أولاً والحزب الشيوعي ثانياً لما كان لي هذا الكم الهائل من الحب المكثف والود تجاه الآخرين والنظر إلى المال كوسيلة ليست الغاية. 

مدرسة الحزب الشيوعي جعلت ذاكرتي تنصهر في بوتقة الذاكرة الجماعية بحيث عندما أكتب فإن روحي تمتزج مع الأرواح الطاهرة في الكون، الآن أحس بنفسي كمتصوف علماني، عندما أكتب أستحضر وجوه رفاقي وأستلهم من سيمائهم الأفكار والمفاهيم والقيم بحيث تكون كتاباتي ممزوجة ومنبثقة من روح الجماعة أي النخبة المثقفة، النخبة التي أحبها طوال عمري، الجماعة التي ضحيت من أجلهم بكل غالٍ ونفيس، قدمت لأفكاري زهرة شبابي، وسأظل عبيداً لهما متى ما حييت عبداً حراً، واعياً، لأعود إلى مسيرتي في الإعلام، كتبت كراريس من الشعر الكردي الحديث بعنوان (النصوص الممنوعة) وهناك كراس لي لم ينشر بعد بعنوان (النصوص المتحركة)، أعتبر نفسي شاعراً كون الشعراء غير عمليين، عندما كنا في الكفاح المسلح هناك مقولة تفيد بأن طبيباً واحداً خير من عشرات الشعراء ولا أزال مؤمناً بهذا المبدأ!

  • بمناسبة الذكرى التسعين لعيد الصحافة الشيوعية

***********************************************

الصفحة التاسعة

حَكَمان عراقيان يقودان مباريات في التصفيات الأولمبية الآسيوية

متابعة ـ طريق الشعب

 كلّف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أمس الأربعاء، حكمين عراقيين دوليين للمشاركة في إدارة مباريات التصفيات القارية المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية المقبلة.

وذكر بيان الاتحاد أن لجنة الحكام اختارت الدولي زيد ثامر حكماً للساحة، والدولي حيدر عبد الحسين حكماً مساعداً، لقيادة منافسات التصفيات الآسيوية التي ستقام في العاصمة الإماراتية أبو ظبي خلال الشهر المقبل.

وتعد التصفيات الأولمبية الآسيوية بطولة ينظمها الاتحاد القاري كل أربع سنوات لتحديد المنتخبات التي ستمثل آسيا في الأولمبياد، حيث تشارك فيها المنتخبات تحت سن 23 عاماً.

*********************************************

غيابات بارزة في صفوف المنتخب العراقي قبل انطلاق بطولة كأس ملك تايلاند

متابعة ـ طريق الشعب

يواجه المنتخب العراقي لكرة القدم تحديات كبيرة قبل مشاركته في بطولة كأس ملك تايلاند الدولية بنسختها الـ 51، المقررة مطلع أيلول المقبل، وذلك بسبب غياب عدد من لاعبيه البارزين نتيجة الإصابات وعدم الجاهزية.

وأكدت مصادر الاتحاد العراقي لكرة القدم أن المدرب الأسترالي غراهام أرنولد سيخوض البطولة دون سبعة لاعبين أساسيين، أبرزهم: علي جاسم لالتحاقه بالمنتخب الأولمبي، وزيدان إقبال لعدم الجاهزية، وحسين علي لغياب النشاط مع الأندية، إضافة إلى كل من ريبين سولاقا، علي الحمادي، مهند جعاز، وإيمار شير بداعي الإصابة.

وسيبدأ "أسود الرافدين" مشوارهم في البطولة بمواجهة منتخب هونغ كونغ يوم 4 أيلول، بينما يلتقي المنتخب التايلاندي المضيف نظيره منتخب فيجي في اليوم ذاته. وتكتسب البطولة أهمية خاصة بعدما اعتمدها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كمباريات دولية من المستوى الأول، على أن تُحتسب نتائجها ضمن تصنيف المنتخبات العالمية.

وفي سياق متصل، عاد لاعب خط الوسط العراقي زيدان إقبال (21 عامًا) للملاعب بعد غياب طويل استمر أكثر من أربعة أشهر بسبب إصابة في الركبة خضع على إثرها لعملية جراحية في نيسان الماضي. وشارك إقبال مؤخرًا في مباراة تجريبية مع فريق أوتريخت الهولندي تحت 21 عامًا، وهي المشاركة الأولى له منذ إصابته.

لكن ورغم عودته التدريجية، لا يزال وضع إقبال مثار جدل داخل الجهاز الفني للمنتخب العراقي، إذ يراه المدرب أرنولد أحد أهم ركائز الوسط، لكنه في الوقت ذاته يصر على استبعاد أي لاعب غير جاهز بدنيًا وفنيًا. وتشير التقديرات إلى أن إقبال لن يتمكن من اللحاق ببطولة كأس ملك تايلاند، على أن يكون جاهزًا لقيادة المنتخب في مباريات الملحق الآسيوي المؤهل إلى كأس العالم.

يذكر أن إقبال خاض 17 مباراة رسمية مع المنتخب العراقي، سجل خلالها هدفًا واحدًا في شباك الفلبين بالتصفيات الآسيوية، إلى جانب مشاركته مع المنتخب الأولمبي في مناسبتين رسميتين.

************************************************

منتخب شباب العراق للتجديف يشارك في بطولة آسيا بالصين

متابعة ـ طريق الشعب

 يشارك منتخب شباب العراق للتجديف في بطولة آسيا التي انطلقت اليوم في الصين، بمشاركة نخبة من أبرز لاعبي القارة.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للتجديف عبد السلام خلف، إن البطولة تشهد مشاركة ثلاثة جدافين عراقيين سيتنافسون على مدار أربعة أيام، معربًا عن أمله بتحقيق نتائج إيجابية.

وأضاف خلف أن المنتخب أقام معسكرًا تدريبيًا في مدينة هانزو الصينية لمدة 25 يومًا استعدادًا للبطولة، مؤكداً أن المشاركة تمثل فرصة مهمة للاعبين الشباب لاكتساب الخبرة وتأهيلهم للالتحاق بالمنتخب الأول مستقبلاً.

*********************************************

3 أندية أوروبية تفتح باب المفاوضات مع رابيو

مارسيليا ـ وكالات

دخلت أندية ميلان الإيطالي، وأستون فيلا، وتوتنهام هوتسبير الإنكليزيان في سباق التعاقد مع لاعب الوسط الفرنسي أدريان رابيو، نجم أولمبيك مارسيليا، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

وذكرت شبكة راديو مونت كارلو الفرنسية، أن الأندية الثلاثة فتحت قنوات اتصال مع المقربين من رابيو، لكنها لم تبدأ بعد أي مفاوضات رسمية مع إدارة النادي الفرنسي.

ويأتي ذلك بعد الأزمة التي أثارها اللاعب عقب خسارة فريقه أمام رين في الجولة الأولى من الدوري الفرنسي، حيث دخل في مشادة داخل غرفة الملابس مع زميله السابق جوناثان رو، المنتقل إلى بولونيا.

وبعد الواقعة، قررت إدارة مارسيليا استبعاد رابيو ووضعه على قائمة الانتقالات، ليغيب عن الفوز الكبير على باريس إف سي بنتيجة (5-2) في الجولة الثانية.

من جانبه، أعرب مدرب مارسيليا روبرتو دي زيربي، عن أمله في منح اللاعب فرصة جديدة مع الفريق، رغم قرار الإدارة.

************************************************

زفيريف وجوف يتأهلان إلى الدور الثاني  من بطولة أمريكا المفتوحة

نيويورك ـ وكالات

شهدت منافسات الدور الأول من بطولة أمريكا المفتوحة للتنس 2025 إثارة كبيرة، بعد أن حجز الألماني ألكسندر زفيريف والأمريكية كوكو جوف مقعديهما في الدور الثاني، فيما ودع الفرنسي جايل مونفيس المنافسات مبكرًا.

وتمكن زفيريف، المصنف الثالث ووصيف نسخة 2020، من عبور الدور الأول بسهولة بعد تغلبه على التشيلي أليخاندرو تابيلو بثلاث مجموعات دون رد بواقع (6-2) و(7-6) و(6-4). ووفقًا لإحصاءات "أوبتا"، حقق الألماني انتصاره رقم 112 في بطولات الجراند سلام من أصل 115 مباراة، وهو أعلى رقم لأي لاعب وُلد بعد عام 1990. وسيواجه زفيريف في الدور المقبل البريطاني جاكوب فيرنلي.

وعلى صعيد السيدات، احتاجت كوكو جوف، المصنفة الثالثة وحاملة اللقب، إلى ثلاث مجموعات لتجاوز الأسترالية أيلا توميانوفيتش (6-4) و(6-7) و(7-5)، لتضرب موعدًا مع الكرواتية دونا فيكيتش في الدور الثاني. وتملك جوف ثالث أعلى نسبة انتصارات في البطولات الكبرى (76.6%) خلف شفيونتيك وسابالينكا.

أما اليابانية نعومي أوساكا، بطلة نسختي 2018 و2020، فقد افتتحت مشوارها بقوة بفوزها على البلجيكية جريت مينين بمجموعتين نظيفتين (6-3) و(6-4)، لتصل إلى انتصارها الخمسين على الملاعب الصلبة في بطولات الجراند سلام، وتلتقي الأمريكية هايلي بابتيست في الدور المقبل.

في المقابل، ودع المخضرم جايل مونفيس البطولة من الدور الأول بخسارة ماراثونية أمام الروسي رومان سافيولين بثلاث مجموعات مقابل مجموعتين.

كما شهدت البطولة انتصارات مهمة لكل من تومي بول، أليكس دي مينور، ستيفانوس تسيتسيباس، وسورانا كريستيا، فيما واصلت الروسية إيكاترينا ألكسندروفا والتشيكية ليندا نوسكوفا طريقهما بثبات.

وتستمر منافسات البطولة وسط ترقب جماهيري كبير، في ظل حضور أبرز النجوم ورغبة بعضهم في تثبيت أقدامهم وآخرين في استعادة أمجادهم.

****************************************

وقفة رياضية.. اهتموا بالشباب  ولا ترفعوا أسعار المحترفين

منعم جابر

بدأت الكرة العراقية تعاني من ارتفاع عقود اللاعبين المحترفين، وكذلك زيادة أسعار اللاعبين المحليين، مما تسبب في ارتفاع أسعار "البورصة"، وهو ما دفع الأندية الفقيرة إلى البحث عن مصادر لتمويلها. كما ازدادت في الأندية المختلفة نسبة الوسطاء والسماسرة و"الفاسدين"، خاصة وأننا ما زلنا نعاني حداثة عالم الاحتراف وقلة معرفتنا بهذا العالم الجديد.

لقد ساهم في ترسيخ هذا الواقع فتح بعض الأندية "الغنية" أبوابها للاحتراف على مصاريعها، بسبب وفرة المال لدى قياداتها، على عكس الأندية الفقيرة التي تحاول بالكاد ترتيب ميزانيتها وأوضاعها وموقفها المالي. وعلى هذا الأساس، وبمناسبة انطلاق الموسم الجديد 2025 – 2026، أقول لأحبتي قادة الأندية الرياضية: عليكم أن تنظموا عقود لاعبيكم المحترفين بشكل يتناسب مع قدراتكم المالية وإمكانات الجهات الداعمة لأنديتكم، مع اتخاذ خطوات عملية وتدريجية، حسب المتوفر والممكن.

وقد ناشدتُ الاتحاد العراقي لكرة القدم بتقليص عدد المحترفين إلى أربعة لاعبين فقط، وذلك لعدم قدرة إمكانات الأندية الرياضية على تحمّل أكثر من ذلك. وهذه هي الخطوة الأولى. أما الخطوة الثانية والأهم، فهي السعي إلى تحديد الحد الأعلى لقيمة عقود اللاعبين المحترفين، للحد من المضاربة والتلاعب بأسعارهم وأقيامهم. وهذا ما نجده معمولًا به في أغلب البلدان التي تطبّق حديثًا البرامج والتوجهات الاحترافية.

لكن التجربة الأهم التي يجب تطبيقها هي برنامج إعداد اللاعبين الشباب، خاصة وأننا في العراق نمتلك قاعدة كروية واسعة، وعددًا كبيرًا من اللاعبين في الفئات العمرية دون 15 سنة، إضافة إلى وجود حب واشتياق لممارسة كرة القدم يفوق الألعاب الأخرى. وهذا ما يوفر كتلًا بشرية راغبة في ممارسة اللعبة.

هذه الخطوة ستساهم في توفير أعداد كبيرة من المواهب في الفئات العمرية، إن وُجد لها الموجّه والمربي والمختص. لذا، أقول لأحبتي في الأندية الساعية لتطوير كرة القدم: عليكم أن تتوجهوا أولًا إلى اللاعب المحلي، وإعداده بشكل صحيح وملائم وعلمي. عندها سننجح في خلق قاعدة شبابية للكرة العراقية، بل وحتى للألعاب الأخرى. ويمكن أن تظهر النتائج الإيجابية لهذا المشروع خلال (3 – 5) سنوات في أكثر الاحتمالات. وإذا تطلب الأمر مزيدًا من الاهتمام والرعاية والعناية بهؤلاء اللاعبين، فمن الممكن اختيار مدربين مختصين للعمل مع الفئات العمرية المبكرة، لتحسين أدائهم ومسيرتهم، وتجاوز أخطائهم، وتصحيح الأساليب الخاطئة في تدريبهم على أساسيات كرة القدم.

لقد أطلق بعض الصحفيين الرياضيين العرب على العراق لقب "برازيل العرب"، نظرًا لمستوى لاعبيه. علمًا أن الكثير من قدامى اللاعبين السابقين سبق لهم أن عملوا وأشرفوا على فرق الفئات العمرية، وهي الفئة التي تشكل أساس البناء الرياضي الشامخ.

إن الخطوات العملية بكل تفاصيلها (براعم، أشبال، ناشئين، شباب، رديف) يجب أن تتبناها الأندية، وأن يساهم اتحاد كرة القدم في الإشراف على هذه الفئات، وإقامة بطولاتها ومسابقاتها، وتخصيص جوائز جيدة ومغرية لها، بغرض تشجيعها وإسنادها ودفع الأندية لتفعيلها والعمل بموجب هذه السياسة الرياضية الرصينة.

إن إعطاء دور للمسابقات والبطولات الخاصة بهذه الفئات العمرية سيساهم في تحسين أجواء المنافسات، وتشجيع الأندية على المساهمة فيها. وبهذا نستطيع تحقيق أهداف كثيرة للكرة العراقية، ومن خلالها نساهم في تطويرها ونهوضها.

ولنا تجارب ناجحة في هذا المجال، حيث كانت مساهمة طيب الذكر هادي عباس عام 1959 بتأسيس أول فريق مثل العراق في مشاركات خارجية، وكذلك تجربة الدكتور يوري السوفيتي الذي شكّل منتخب الشباب العراقي في الفترة (1969 – 1971)، والذي فاز على منتخب ألمانيا الديمقراطية بنتيجة (3 – 0)، وتقدم أغلب لاعبي ذلك المنتخب لتمثيل المنتخب الوطني العراقي.

وقد أثبتت الكثير من التجارب أن بناء منتخبات عراقية قوية تم غالبًا من خلال برامج الفئات العمرية التي اعتمدتها الاتحادات العراقية لكرة القدم خلال عقود طويلة. وأكدت الأيام والأحداث الرياضية أهمية إقامة التجارب الشبابية في رفد الفرق العراقية بكفاءات ومواهب قدمت نفسها بقوة إلى الساحة والمنتخبات بمختلف أنواعها.

أما أن نتوجه مباشرة إلى عالم الاحتراف، دون مراعاة للظروف والإمكانات، ودون وجود داعمين ومساندين ورجال أعمال يقفون خلف هذه الأندية، فإنها ستواجه بالفشل والخيبة.

**************************************************

الصفحة العاشرة

مهرجانات موسيقية عالمية تتحول منصات تضامن مع فلسطين

نجيب مبارك

في صيف هذا العام، تحولت المهرجانات الموسيقية الكبرى حول العالم إلى أكثر من مجرد مساحات للاحتفال والترفيه، إذ أصبحت منصات للتعبير السياسي والإنساني، تعكس تضامنا واسعا مع القضية الفلسطينية تزامنا مع الحرب الوحشية في قطاع غزة. من أوروبا إلى مختلف القارات، رفع الفنانون والجماهير الأعلام الفلسطينية وهتفوا بشعارات مؤيدة، مؤكدين أن الموسيقى ليست فقط وسيلة للمتعة، بل أداة فاعلة للتغيير الاجتماعي والاحتجاج السلمي في وجه الظلم.

تعكس هذه الموجة التضامنية قدرة الفن على تجاوز حدود الأداء التقليدي ليصبح فضاء حقيقيا للتوعية والتعبير السياسي، حيث تحول الجمهور من متلقٍ سلبي إلى فاعل نشط يساهم في تشكيل الرسائل والمواقف الإنسانية. كل هذا يقودنا الى التساؤل: ما أبرز مظاهر هذا التضامن مع فلسطين في المهرجانات الصيفية الكبرى لعام 2025؟ وما الأبعاد الاجتماعية والثقافية التي صاحبتها؟ وما التحديات والنقاشات التي برزت حول هذه الظاهرة؟

منابر للتضامن

على مدار عقود طويلة، مثلت المهرجانات الموسيقية الكبرى فضاءات تجمع الناس من مختلف الثقافات للاستمتاع بالموسيقى والفن، وكانت في غالب الأحيان بعيدة عن السياسة، أو تحاول أن تبقي حيادها. لكن صيف 2025 شهد تحولا واضحا في هذا المنحى، حيث أصبحت هذه الفعاليات محطات تعبير سياسي حقيقي، خصوصا في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفي الأخص الأوضاع المأسوية في غزة. يمكن اعتبار مهرجان "باليو" Paléo السويسري أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول. فقد خرج هذا المهرجان العريق، الذي استضاف مئات الفرق والفنانين على مدى أكثر من أربعين عاما في أجواء احتفالية، من نطاق الفن الخالص إلى الفضاء السياسي والإنساني.

تجلى ذلك من خلال الانتشار الكثيف للأعلام الفلسطينية التي رفعت بين الحضور، وتزيين الخيام بها، إضافة إلى وجود فنانين مؤيدين للقضية الفلسطينية.

كان من بينهم الفنان السويسري-الفرنسي المغربي سامي غالب الذي استقطب جمهورا كبيرا يحمل الأعلام الفلسطينية، والفنان الأميركي ماكلمور الذي صدح بشعارات "Free Palestine" (فلسطين حرة) وسط تفاعل حماسي.

ورغم أن إدارة "باليو" شددت على أن المهرجان لا يتدخل في السياسة ولا يتبنى مواقف حزبية، إلا أن الواقع الفني والاجتماعي أكد عكس ذلك، حيث عبرت العروض الفنية والمواقف الشعبية بوضوح عن دعم القضية الفلسطينية، مما يعكس وعي الجمهور والتزام الفنانين.

هذا النموذج لم يكن فريدا، فقد شهدت فرنسا موجة مماثلة في مهرجانات كبرى مثل"فرانكوفيل" Francofolies  في مدينة لاروشيل، حيث شارك الفنان الفلسطيني Saint Levant (مروان عبد الحميد) في حفل موسيقي أظهر دعمه لفلسطين عبر الرقصات والأزياء الرمزية، وسط ردود فعل متفاوتة من الجمهور ووسائل الإعلام.

مهرجان باليو

كما انتشرت الأعلام الفلسطينية وشعارات "فلسطين حرة" في مهرجانات We   Love Green   وHellfest   و Lollapalooza  في باريس، التي تحولت بدورها إلى منصات تعبير عن نبض الشارع العالمي تجاه القضية الفلسطينية. وفي بريطانيا، شهدت مهرجانات مثل  Glastonbury  حضورا واضحا للحركات التضامنية، حيث رفع الفنانون والجماهير شعارات مناهضة للحرب، مطالبين بوقف العنف وتحقيق السلام. كل هذه المهرجانات الكبرى في صيف 2025 صارت بمثابة فضاءات تلتقي فيها الموسيقى والوجدان الجمعي مع السياسة والإنسانية، مؤكدة أن الفن لا يمكن أن يكون منعزلا عن الواقع السياسي والاجتماعي الذي تعيشه المجتمعات.

الجمهور والشباب

في المهرجانات الموسيقية الكبرى لهذا العام، شارك آلاف الحضور في رفع الأعلام الفلسطينية، وترديد الشعارات المؤيدة، وتنظيم حملات توعية وجمع تبرعات لصالح المتضررين في غزة، مما جعل منها مراكز حيوية للحراك التضامني. وانتشرت هذه المشاهد ليس فقط داخل المهرجانات بل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول الجمهور مقاطع فيديو وصورا تبرز حجم التضامن.

لا شك أن الشباب لعبوا دورا محوريا في هذا الحراك الموسيقي التضامني. فقد برز وعيهم السياسي والاجتماعي، متأثرين بحركات اجتماعية سابقة مثل "حياة السود مهمة" و"جمعة من أجل المستقبل"، مما جعلهم أكثر حساسية للظلم وللقضايا الإنسانية العادلة، وأكثر قدرة على التعبير عنها بشكل حي وفاعل. هذا الحضور الشبابي الطاغي ساهم في تكوين وعي جماهيري متنامٍ، جعل من المهرجانات منصة حيوية لإيصال صوت فلسطين إلى الجماهير العالمية، وتعزيز التضامن العابر للحدود الثقافية والجغرافية.

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحراك الجماهيري عبر الموسيقى كان مصحوبا باستخدام مكثف لمنصات التواصل الاجتماعي مثل "إنستاغرام" و"تويتر" و"يوتيوب"، حيث شارك الحضور مقاطع فيديو تظهر اللحظات التضامنية، فتنتشر هذه الصور والفيديوهات بسرعة، مما يخلق حالة من الوعي العالمي والتفاعل المستمر.

كما ساهمت هذه الديناميكية الرقمية في تسريع ونشر رسالة التضامن، مما عزز تأثير المهرجانات إلى ما بعد حدودها الجغرافية.

من جهة أخرى، نظم بعض الحضور فعاليات مصاحبة ضمن المهرجانات، مثل ورشات حوارية وجلسات تعريف بالقضية الفلسطينية، مع عرض مقاطع وثائقية أو نشر كتب ومقالات توضح السياق التاريخي والسياسي للصراع، مما أضاف عمقا معرفيا ومشاركة أكثر وعيا.

بين الحياد والمسؤولية الأخلاقية

مع تصاعد حضور القضية الفلسطينية في المهرجانات، ظهرت جدالات بين من يرى ضرورة إبقاء الفعاليات الفنية محايدة بعيدا من السياسة، ومن يرى أن الفن يحمل مسؤولية أخلاقية في التعبير عن الظلم والقهر.

في الواقع، تواجه إدارات المهرجانات الكبرى تحديا حقيقيا في التوفيق بين حرية التعبير الفنية وضرورة الحفاظ على الطابع الاحتفالي للفعاليات، مع احترام القوانين المحلية في البلدان المضيفة. فعلى سبيل المثل، أكدت إدارة مهرجان "باليو" أنه منصة للتنوع والتعددية، وأن التعبير الحر حق للجميع، مع ضرورة تحقيق توازن يحفظ أجواء الاحتفال. لكن الجدال لا يقتصر فقط على الجانب التنظيمي، بل يشمل صراع القيم والمواقف بين الجمهور والفنانين. إذ تشكل المهرجانات الكبرى الآن فضاءات لتعزيز التعددية والاختلاف، تعكس نبض المجتمعات وقضاياها الحقيقية، وتؤكد دور الموسيقى كجسر ثقافي وإنساني يمكنه التأثير على الوعي الجمعي ودعم القيم العالمية مثل الحرية والكرامة والعدالة.

يذكر أن هذه التحولات ليست جديدة في تاريخ الفن، بل هي امتداد لمسيرة طويلة من ارتباط الموسيقى بحركات اجتماعية وسياسية عبر التاريخ، من أغاني حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة التي نادت بالمساواة والعدالة، إلى أغاني المقاومة في جنوب أفريقيا ضد نظام الفصل العنصري، وصولا إلى الأغاني الاحتجاجية التي رافقت الثورات والاحتجاجات حول العالم.

وهذا السياق التاريخي يضع المهرجانات الحالية في إطار فهم أعمق لدور الفن في تعزيز الوعي المجتمعي والتأثير على مسارات الصراعات السياسية والاجتماعية.

إذن، شهد صيف 2025 تحولا تاريخيا في علاقة الموسيقى بالقضايا الإنسانية والسياسية. فقد تحولت المهرجانات الموسيقية الكبرى، بشكل غير مسبوق، من فضاءات احتفالية بحتة إلى منصات تضامن عالمي، تعكس رفض المجازر والعنف في فلسطين، وتطالب بالسلام والعدالة، عبر صوت الفنانين وجماهيرهم، بحيث اجتمعت إرادة عالمية مؤثرة تدعو إلى احترام حقوق الإنسان وكرامة الشعوب.

هذه الظاهرة تؤكد أن الموسيقى والفن يحملان قوة تأثير عاطفية وثقافية هائلة، تجعل منهما أدوات أساسية في مسيرة النضال الإنساني من أجل عالم أفضل. والمأمول في المستقبل أن تستمر هذه المهرجانات في لعب دور محوري في إحداث التغيير الاجتماعي والسياسي، عبر تجسيد صوت الشعوب المضطهدة، ونشر قيم التضامن والحرية والكرامة، ليظل الفن دوما في طليعة المعركة من أجل العدالة والسلام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "المجلة" – 10 آب 2025

*********************************************

الثقافة قيد الرقابة في أميركا

محمود منير

جولة جديدة من معركة طويلة لم تنتهِ بين اليمين المحافظ الأميركي وبين خصومه الليبراليين، مكانها فلوريدا حيث أبطل القاضي الفيدرالي كارلوس ميندوزا قبل أيام أجزاء كبيرة من قرار أصدره حاكم الولاية يقضي بسحب مئات العناوين من المكتبات والمدارس مع انطلاق العام الدراسي.

الولاية التي يحكمها الجمهوريون، شهدت أعلى معدل حظر للكتب على مستوى الولايات المتحدة هذا العام مسجلة 4561 حالة من حظر العناوين هذا العام، وتستهدف المؤلّفات التي تعتبر "إباحية أو تحتوي على مقاطع جنسية صريحة غير مناسبة للقاصرين"، بحسب تقارير إعلامية.

لكنّ سجلات المحكمة تشير إلى أن المصادرة اشتملت العديد من الروايات، مثل: "اللون الأرجواني" لأليس ووكر، و"العين الأشدّ زرقة" لتوني موريسون، و"قصة الخادمة" لمارغريت أتوود، و"المسلخ رقم 5" لكورت فونيغوت الابن وغيرها، وكان القاضي ميندوزا بيّن في قرار حكمه أن "بعض الكتب تُحظر بسبب جملة واحدة دون مراعاة سياق العمل بأكمله".

لا ينفصل قرار القاضي عن حالة الاستقطاب السياسية التي تعيشها البلاد، غير أنها تعدّ "مرافعة" قوية عن حريات الأدب والثقافة، حين يقول "يستخدم المؤلفون في كثير من الأحيان أساليب أدبية كالرمزية والاستعارات لإيصال رسائل أو مواضيع أو تمهيداً للوصول إلى حبكة العمل، وليس من الواضح كيف تتوقع الدولة من أخصائيي الإعلام التعليمي، أو المعلمين، أو غيرهم من مسؤولي المدارس، أن يعرفوا بالضبط ما يتجاوز الحدود في نظر الدولة"، مشيراً إلى أن غموض الأحكام لا ينبغي يؤدي إلى توسيع نطاق تنفيذها.

تحالفات ضد المنع

إجراءات الحظر المتزايدة في الولاية، دفعت كبريات دور النشر العالمية، ومنها: بنغوين راندوم هاوس، وسيمون آند شوستر، وهاربر كولينز للنشر، وماكميلان للنشر، ومجموعة هاشيت للكتب وغيرها، بالإضافة إلى مؤلّفي الكتب الأكثر مبيعاً، وأولياء أمور إلى رفع دعوى قضائية فيدرالية العام الماضي مستندين إلى نقاط مشروع القانون رقم 1069 الذي يتوسع باستخدامه مسوؤلو الولاية وهو غير دستوري.

في سياق موازٍ، أرسلت إدارة ترامب في 12 الشهر الجاري، رسالة إلى أمين مؤسّسة سميثسونيان، أكبر مجمع متاحف في الولايات المتحدة، مفادها أنه سيجري تدقيق جميع محتوياته والمحتوى الذي يجري إعداده أيضاً، خلال مدة لا تتجاوز شهرين، وعلى إدارة المتحف إرسال جميع المواد التي تضمّ نصوص المعارض والإرشادات الجدارية في صالات المتحف ومواقعه الإلكترونية للنظر فيها، اعتماداً على أمر تنفيذي أصدره البيت الأبيض في مارس/آذار الماضي، على خلفية الاعتراض على لوحة تذكارية توثّق محاولتَي عزل ترامب في فترة سابقة، والتي أعيد عرضها لكن بعد حذف بعض التفاصيل حول دور خطاب ترامب في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 في التحريض على أعمال الشغب التي أعقبت ذلك في مبنى الكابيتول.

المؤسسة التي خضعت لضغوطات الإدارة الأميركية خلال الأشهر الماضي، وبدأت فعلاً بتطبيق مراجعاتها على المواد المعروضة، يتعين عليها تسليم تقريرها عن محتويات ثمانية متاحف تابعة له، وهي: المتحف الوطني للتاريخ الأميركي، والمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، والمتحف الوطني للتاريخ والثقافة الأميركية الأفريقية، والمتحف الوطني للهنود الأميركيين، والمتحف الوطني للطيران والفضاء، ومتحف سميثسونيان للفنون الأميركية، ومعرض الصورة الوطني، ومتحف هيرشهورن وحديقة النحت.

ورغم تصاعد حدة الانتقادات من مؤرخين وكتّاب وصحافيين ومؤسسات وحقوقية لتهديدات البيت الأبيض بتقويض الاستقلال العلمي لأكبر مجمع متحفي أميركي، والتدخل أيضاً في إعادة كتابة التاريخ، إلا أن مؤسسة سميثسونيان مطالبة بتقديم قوائم بالشراكات مع المتعاونين الخارجيين بعد ثلاثين يوماً لتنتهي من تقديم محتوياتها خلال نحو أربعة أشهر، بما في ذلك قوائم الفنانين والمؤرخين والمنظمات، ونسخ من طلبات المنح واتفاقيات التمويل المتعلقة بالمعارض السابقة أو الحالية، وقوائم بالفنانين المعروضين في قاعات المتاحف والحاصلين على منحة المؤسسة، بالإضافة إلى استطلاعات رأي بنتائجها.

احتفالية منقوصة

تحدث كل هذه الاختراقات مع اقتراب الاحتفال بمرور 250 سنة على استقلال الولايات المتحدة الأميركية، الذي يحل في 4 يوليو/ تموز 2026، وتتجسد المفارقة بمطالبات فريق الرئيس الأميركي أن تسلم سميثسونيان خطط المعارض، ومسودات المفاهيم، ومسودات الفعاليات المتعلقة والأعمال الفنية المفترض عرضها في احتفالية الاستقلال.

في مقال بعنوان "ثورة ترامب الثقافية بدأت للتو" في صحيفة نيويورك تايمز بداية الشهر الجاري، يرى الكاتب ديفيد فايرستون أن الإدارة الحالية تسعى إلى "فرض صورة جديدة لأميركا خالية من العيوب والسجالات الداخلية"، ما يسمح بتفوق "التاريخ الترامبي" على دقة الدراسات الأكاديمية.

أما الكاتب إد سيمون، فذهب إلى أبعد من ذلك في مقاله على مجلة Hyperallergic  الإلكترونية، في يونيو/ حزيران الماضي، حين قارن بين "ثورة ترامب" والثورة الثقافية التي قام بها ماو في الصين بين عامَي 1962-1976، وكذلك ما فعلته الثورة الإيرانية عام 1979، من تطهير للمؤسسات الأكاديمية والثقافية، وتثبيت رواية واحدة للدولة.

مع الفارق هنا، أن ترامب يهدف إلى إعادة هيكلة جذرية لجميع عناصر الحياة الثقافية الأميركية، من التعليم العالي إلى الفن والإعلام، عبر مراقبة الحريات الفردية على حساب الرعاية الاجتماعية (التي حظيت باهتمام ماو ودول اشتراكية مثلاً)، مع تواصل انتهاكات الإدارة الأميركية لحقوق المرأة، وحقوق العمال، وحرية التعبير، ووصفهم بأنهم "معادون لأميركا".

سجلّ انتهاكات لا يتوقف، بدءاً من حل ترامب لمجلس إدارة مركز كينيدي للفنون الأدائية وتنصيب نفسه رئيساً له، وتهديده بحجب التمويل عن المؤسسات الفنية، وتوقيعه أمراً تنفيذياً يلغي التمويل الفيدرالي لكلٍّ من هيئة البث العام والإذاعة الوطنية العامة، وإقالته في مايو/ أيار الماضي أمينة مكتبة الكونغرس كارلا هايدن، لأنها وضعت "كتباً غير مناسبة للأطفال في المكتبة"، وتضمنت أحدث ميزانية مقترحة صدرت منذ نحو شهرين إلغاء كل من الصندوق الوطني للعلوم الإنسانية والصندوق الوطني للفنون.

في خطابات ترامب خلال حملته الانتخابية، وبعد توليه السلطة، يتهم المؤسّسات الثقافية الأميركية بتبنيها أيديولوجيا تبعث على انقسام المجتمع، ما يستدعي "تطهير" هذه المؤسسات، على حدّ قوله، من أي محتوى يخالف محدّدات إدارته وتصوراتها لـ"أميركا"، التي لا تبدو مهددة إلا من المهاجرين والنساء وفئات مهمّشة عديدة وأهل الثقافة بمؤسساتهم التي ناضلت من أجل استقلاليتها نسبياً عن الدعاية الرسمية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 20 آب 2025

*********************************************

{السيدة دالواي} من الرواية إلى الفن المعاصر

قبل قرن كامل، كانت الكاتبة الإنكليزية فيرجينيا وولف تضع اللمسات الأخيرة على نشر روايتها "السيدة دالواي"، العمل الذي فتح الباب واسعاً أمام ما يُعرف بتيار الوعي خلال فترة ما بين الحربين العالميّتين. واليوم، بعد مرور مئة عام على صدورها، تعود "السيدة دالواي" إلى الواجهة من جديد عبر معارض فنية وقراءات جماعية وإصدارات تحتفي بإرث هذا العمل.

فيرجينيا وولف.. تجربة إنسانية

ضمن هذا الإطار، صدر عن منشورات جامعة مانشستر كتابٌ بعنوان "السيدة دالواي: سيرة رواية" للباحث مارك هاسي، أحد أبرز المتخصصين في أدب فيرجينيا وولف. يتتبّع الكتاب رحلة الرواية منذ الملاحظات الأولى التي دوّنتها وولف في دفاترها، مروراً برحلة الكتابة والنشر، وصولاً إلى أثرها النقدي والثقافي العالمي، مقدّماً صورة بانورامية عن النص وسياقه التاريخي والثقافي ومسلّطاً الضوء على التحديات التي واجهت صاحبته وكيف بلورت رؤيتها الأدبية.

كذلك، أعادت منشورات Harcourt الأميركية إصدار الرواية في طبعة مشروحة بتحرير الباحثة بوني كيم سكوت، لتكون جزءاً من سلسلة خاصة موجّهة للطلاب والباحثين، تضم هوامش وشروحاً تحليلية توضّح الرموز والأفكار الأساسية، مع مقدمة نقدية تعكس أهم مقاربات السرد وتفسّر أسلوب وولف بوصفها أبرز ممثّلي تيار الوعي، وتهدف هذه الطبعة أيضاً إلى ربط الرواية بموقعها داخل تيارات الحداثة الأدبية العالمية. وعلى صعيد فنّي موازٍ، أُقيم خلال الشهر الماضي في غاليري ديفيد سايمون بمدينة كاسل كاري، جنوبي بريطانيا، معرض جماعي لاثني عشر فناناً معاصراً يجمع بين الرسم والنحت والخزف، ويقترح صلة بين الأدب والفن البصري في نسيج واحد. استحضر المشاركون عالم الرواية الذي تدور أحداثه في يوم واحد من يونيو/ حزيران 1923، في محاولة لفتح مساحات للتأمل بمفهوم الزمن وإعادة طرح موضوعات وشخصيات وولف من زاوية تشكيلية. من جهته بدأ "راديو بي بي سي (4)"، منذ بداية الشهر الماضي، ببث ثلاث حلقات وثائقية تقدمها فيونا شو، تستعرض فيها تطور كتابات فيرجينيا وولف. تركز الحلقات على كيفية استكشاف وولف للعالم الداخلي للأفراد وفهمها للصحة النفسية كتجربة إنسانية، بالإضافة إلى نقدها لأنظمة السلطة والامتياز في المجتمع، وكذلك تأثير أفكارها حول الجندر على الأفراد والثقافة بشكل عام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 22 آب 2025

*******************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- د. سعيد عدنان صدر كتابه الجديد: "اعلام وقضايا" عن دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- كتابان مسرحيان جديدان صدرا مؤخراً عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة وهما: النص المرئي في فضاء العرض المسرحي/ تأليف د. فاضل سوداني. المسرح العراقي/ آفاق ورؤى وتجارب/ تأليف عواد علي.

- عن دار السرد/ بغداد صدرت مؤخراً رواية للشاعر شلال عنوز بعنوان "يمامة بغداد".

- الروائي امجد توفيق صدرت له حديثاً مجموعة قصصية بعنوان "بُدْراب" عن اتحاد الادباء والكتاب/ بغداد.

- الشاعر مروان ياسين الدليمي أصدر مجموعة شعرية جديدة بعنوان "ابحث عن الشعر" عن دار الميثاق/ الموصل.

- اللغة الشعرية في الخطاب النقدي/ تلازم التراث والمعاصرة/ تأليف د. محمد رضا مبارك. اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- مسرحيات للأطفال/ تأليف كفاح عباس، اصدار: دار ماروسي.

*********************************************

الأدب الروسي وأثره في الأدب العربي

جودت هوشيار

على مدى مئات السنين ، لم تكن التجارة ، أو العلم والتكنولوجيا ، أو حتى الدين ، في مركز الوعي الجمعي الروسي ، بل الأدب في المقام الأول . الأدب الروسي هو الإسهام الروسي الحقيقي في الحضارة العالمية ، وتتجلى فيه الروح الروسية في أعمق وأسمى صورها. الادب الروسي من أكثر آداب العالم تميزًا وثراءً عبر التاريخ ، ويتسم بتنوع ألوانه وأساليبه . وقد عكس كتابه الكبار في أعمالهم التجربة الحياتية للشعب الروسي ، وقيمه الأخلاقية ونظرته إلى الوجود والعالم . وكان التأثير الذي أحدثه هؤلاء الكتاب في الارتقاء بالوعي المجتمعي ،وتشكيل الشخصية الروسية عميقاً. وما يجعل كبار الكُتاب الروس مميزين للغاية هو القوة والصدق ، والأمانة والدقة التي صوروا بها أهم جوانب التجربة الإنسانية. ولهذا ما زلنا نقرأ أعمالهم بمثل هذه المتعة والبهجة. ولم يقتصر أثر الأدب الروسي على مجتمعه وإنما امتد اثره إلى جميع بلدان العالم.

منذ عشرينات القرن الفائت نشطت حركة ترجمة أعمال كبار الكتّاب الروس ( غوغول وتورعينيف وتولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف ومكسيم غوركي) إلى اللغة العربية عن طريق اللغتين الإنجليزية والفرنسية ،. ولعبت دار الهلال المصرية دوراً رائداً في هذا المجال . وفي الستينات بدأت الترجمة المباشرة من اللغة الروسية ، وصدرت مئات الأعمال الأدبية الروسية المترجمة إلى العربية من قبل دور النشر السوفيتية المتخصصة في هذا المجال مثل " التقدم " و " رادوغا" و " مير" . فضلاً عن الترجمات الممتازة لروائع الأدب الروسي من قبل الأدباء العرب من خريجي الجامعات السوفيتية ، الذين لفتوا الأنظار إلى أعمال الكتاب الروس الكلاسيكيين الآخرين مثل أندرييف وبونين وأرتسيباشيف وغيرهم ، كما ترجموا أعمال الأدباء والشعراء المغضوب عليهم في العهد السوفيتي مثل بلاتونوف ، وزوشينكو , وتسفيتاييفا وأخماتوفا ، وماندلشتام. 

كان الكتاب العرب من أشد المتأثرين بالأدب الروسي .الذي اصبح ملهماً للعديد منهم ، ومازال حتى الآن يلهم الكثير من الكُتاب  الشباب. ويعترف الكثيرون منهم أن التعرف على الكلاسيكيات الروسية ترك أثراً كبيراً في إبداعهم - من حيث الأسلوب والمحتوى.

ويتجلى هذا التأثير في الأعمال الأدبية لكثير من الأدباء العرب . ونرى أولى بوادر هذا التأثير في نتاجات واحد من أبرز الأدباء العرب كميخائيل نعيمة، الذي كان قد اطلع على أدب روسيا ودرس فيها اللاهوت قبل ثورة اكتوبر 2017، وفيها كتب تأملاته الوجودية وقصيدته الآسرة “النهر المتجمد” على ضفاف الفولغا باللغة الروسية. يعد محمود طاهر لاشين (1894 – 1954) الرائد الاول لفن القصة القصيرة في مصر . وكما قال الكاتب المصري الراحل يحيى حقي في كتابه "فجر القصة المصرية".فإن الدور الذي لعبه محمود لاشين في تطوير القصة القصيرة المصرية شبيه بدور نيكولاي غوغول في الأدب السردي الروسي .ويؤكد أن كتاب لاشين المعنون" سخرية الناي" الذي يضم مجموعته القصصية الأولى :" سيكون ككتب غوغول في الأدب الروسي من حيث إنها أصدق تمثيل للخطوات الأولى ، وللأساس كيف بنى وعلا." ويبدو أن لاشين قد أطلع على قصص تشيخوف  الذي مهد له الطريق للتملص من النثر الموروث والنزعة الرومانسية  ، والزخرفة اللغوية . وأصبحت هذه المجموعة القصصية نقلة مفصلية في فن القصة القصيرة في مصر. وقد بلغ إعجاب لاشين بتشيخوف ان اقتبس عنه قصة " الانفجار". واقتداءً بتشيخوف استمد لاشين موضوعات قصصه من مشاهداته ، ومن واقع حياة المجتمع .ولم يقتصر التأثر بالأدب الروسي على لاشين . فالرواد الأوائل للأدب السردي المصري :" كانوا من المغرمين بالأدب الروسي الزاخر بالمشكلات الروحية." ومنهم الكاتب المصري محمود تيمور الذي استعار من تشيخوف قصة كاملة وقام بتعريبها.

ولعل أشد المتأثرين العرب بالأدب الروسي هو الكاتب المصري الشهير إبراهيم عبد القادر المازني الذي يعترف بهذا التأثير بكل صراحة ووضوح :" على أثر الثورة المصرية في سنة 1919 ذهبت إلى الإسكندرية لأقضي فيها أياماً أو لأتخذ فيها مقامي - حسب الأحوال - وكنت ما أزال سقيم الأعصاب جداً. وكنت لا أكاد أطيق الصهد الذي أحسه. وبقيت أياماً في البيت زارني في خلالها صديقي الأستاذ العقاد وترك لي رواية روسية أتسلى بها، فأكببت عليها وقرأتها في ساعات أحسست بعدها أني صرت أقوى وأصح بدناً وأقدر على المكافحة والنضال في الحياة، وأنه صار في وسعي أن أستخف بما يحدث لي سقم الأعصاب من الوهم. وعدت إلى القاهرة، ومضى عام فطلب مني بعضهم أن أترجم له رواية؛ فقلت لنفسي إني مدين لهذه الرواية الروسية بشفائي بالروح الجديدة التي استولت علي، فيحسن أن أنقلها إلى العربية عسى أن تنفع غيري كما نفعتني."

وكان نجيب محفوظ مطلعاً على أعمال كبار الأدباء الروس وبخاصة أعمال أنطون تشيخوف . وقد تحدث عن إعجابه وتأثره بالأدب الروسي أكثر من مرة . وكتب مقالا تعريفيا بتشيخوف نشره عام 1933 في جريدة " السياسة" وأعادت صحبفة " الأهرام" المصرية نشره في الأول من سبتمبر 2015 . وكتب أيضا مقالا آخرعن مسرحية «الخال فانيا»، فى مجلة «المعرفة» .ويقول محفوظ في مقاله:

" " كان فى طبيعة تشيخوف ما يمنعه عن الإبانة الصريحة عن ذات نفسه، فلم يخلف لنا مذكرات شخصية تنفع المؤرخ النفساني. حقا إن رسائله كثيرة ولكنها فى الغالب ـ تتناول مواضيع عامة أدبية وفلسفية وعلمية ، فالمرجع الثقة لمن يريد أن يتعرف الى هذه النفس الأدبية هو مؤلفاته وبعض رسائله الخاصة، ومن الحق علينا أن نتكلم عن إيمانه، فإن إيمان الرجل أو عدمه أدق مقياس يزن أفعاله وتصرفاته، وتشيخوف يقول صراحة إنه فقد الإيمان وهو صغير، وطال عهده بهذه الحرية الدينية ، وبقى يلهو ويعبث ويعمل من غير ما يكدر صفو قلبه بأسئلة الايمان الملحة التى قد تبلغ حد العذاب، وكأنك بعد ذلك تحس بالجد فى كتابته، فكأن نظرته إلى الحياة حالت وكأن الحياة فى نظره كبرت، وتتوالى أسئلته عن الحياة والموت. وتكاد تلمس المرارة التى يفيض بها قلبه المرهف الحس، وخرج عن قبة نفسه ليواجه المشاكل الاجتماعية الكثيرة، واستحوذ عليه اهتمام كبير بها، أغراه بالتعرض لأهوال السفر لمجرد التعرف إلى أناس جدد وأخلاق جديدة."

وقال محفوظ في مقابلة صحفية اجراها معه الكاتب محمد سلماوي ونشره في صحيفة "الأهرام" :" الله على الأدب الروسي الله!..( سرد أسماء كتابها بسعادة واضحة) دوستويفسكي وترجنيف وتولستوي وتشيخوف، إن الأدب الروسي أجمل الآداب جميعًا لأنه أقربها لنا أفقًا وموضوعًا  وفلسفة." وتعكس أعمال محفوظ ، على نحو واسع وعميق ، الأوضاع السياسية والإجتماعية والثقافية في مصر، وما تعانيه الطبقات الكادحة من بؤس وشقاء نتيجة الجهل والتخلف ، والتقاليد البالية ، ويرتكز على النقد المرير لنمط الحياة المصرية والمظاهر الإجتماعية السلبية المصاحبة له. أبطال محفوظ على غرار أعمال تشيخوف يدركون فداحة الواقع  ويحلمون بتغييره إلا أنهم لا يمتلكون أدوات التغيير ، ويشعرون بالإحباط والخيبة . ربما كان يوسف إدريس اشهر كاتب قصة قصيرة في الادب العربي الحديث.وتجسد أعماله  الواقع المصري وما يعانيه الانسان البسيط المقهور في حياته القاسية البائسة. وقد اعترف ادريس بأنه تأثر بشدة بأدب تشيخوف؛ ففي حوار أجراه مع غالي شكري ونشر في مجلة "الحوار" في ديسمبر/كانون الأول 1965 قال إدريس "لقد خضت مع تشيخوف بالذات تجربة، فعلا، ذلك يعنى أنك عندما تقرأ تشيخوف، فإنك تصبح شئت أم أبيتت شيخوفياً، ولهذا، فعندما حاولت الكتابة بعد قراءتى لأعماله، أحسست أن رؤيته قد فرضت نفسها عليّ، ولكن برهافة إلى حد أننى كنت الوحيد الذى لاحظ ذلك، وطالما أن الأصالة تستند على الرؤى الأصيلة، كان على أن أناضل لأحرر نفسى من السيطرة القاهرة التى فرضتها رؤيته وأفكاره على أعمالى، لقد كانت معركة شرسة ومريرة كلفتنى عاما كاملا تقريبا هو عام 1955 ." وعلى غرار أبطال تشيخوف يفشل أبطال يوسف إدريس أيضاً في تغيير الواقع الاجتماعي ،أو الدفاع عن أنفسهم.

التأثير الطاغي لأعمال تشيخوف في الأدباء العرب وخاصة كتّاب القصة القصيرة والمسرحية , يمكن تفسيره بأن القضايا التي تطرحها أعمال الكاتب الروسي وثيقة الصلة , بقضايا الإنسان البسيط المقهور في العالم العربي, ولا تختلف كثيراً عن الصورة التي يقّدمها تشيخوف في معظم أعماله. وقد تأثر كتّاب المسرح العرب أيضاً بمسرحيات تشيخوف ، ولجأوا إلى كتابة مسرحيات تتناول المشكلات ذاتها التي تطرحها مسرحياته فقد كتب الأديب السوري وليد إخلاصي مسرحية " هذا النهر المجنون" , تحت تأثير مسرحية ( بستان الكرز) لتشيخوف ، التي تدور حول السيدة الأرستقراطية ليوبوف أندريفنا رانفسكايا ، مالكة أرض روسية أرستقراطية ، التي عادت إلى روسيا مع ابنتها أنيا البالغة من العمر سبعة عشر عاماً بعد عدة سنوات من العيش في فرنسا ، وتعاني من ضيق مالي شديد ، وعرضت الأرض للبيع  بما فيها بستان كرز كبير وجميل من أجل سداد الديون ،غير مستجيبة لعروض إنقاذ الأرض.

أما الكاتب السوري حنا مينا فقد تأثرعلى نحو عميق بالأدب الروسي. مينا: " إنّما نعرف ونحبّ بوشكين وتولستوي ودوستويفسكي وغوركي وماياكوفسكي وشولوخوف وتيخونوف، واستفدنا من نتاجاتهم التي تُرجِمَت إلى اللغة العربيّة، وتأثّر الكتَّاب السوريون تأثيراً كبيراً بالنتاج الكبير للأدباء السّوفيات وخاصّة بالطّرق الإبداعيّة الغنيّة والصوَر الرائعة، وتأثّرنا إلى أبعد الحدود بمذهب الواقعيّة الاشتراكيّة." ومن يقرأ نتاجات حنا مينا ، لا بد أن يلحظ أن عالمه الفني شبيه بعالم غوركي من حيث القضايا المطروحة ، ورسم الشخصيات ، وأسلوب المعالجة.

كما تأثر الكاتب السعودي عبد الرحمن المنيف برواية "ذكريات من بيت الأموات" لدوستويفسكي؛ وقد ذكر منيف هذه الرواية بالاسم في روايته "شرق المتوسط"، وبعد 25 عاماً من نشر الرواية كتب منيف "كنت اظن ان الإشارة الى ما يحدث في تلك السجون كفيل بأن يقضي عليها" قاصداً تكرار الموقف الروسي ولكن ذلك لم يحدث."

لم يقتصر نأثير الأدب الروسي على بلدان المشرق العربي ، بل شمل أيضاً أدباء المغرب العربي ، الذين قرأوا الترجمات الفرنسية لـ”دار التقدم” أو الترجمات الفرنسية المباشرة لروائع الأدب الروسي الصادرة في فرنسا.

ومنذ الستينات والسبعينات تسنى للقارئ العربي الأطلاع على الشعر الروسي، ، والفضل الأكبر في هذا المجال يعود إلى الشاعر العراقي الراحل حسب الشيخ جعفر الذي تخرج في معهد غوركي للأدب العالمي في أواسط القرن الماضي . فقد ترجم عدداً كبيراً جداً من روائع الشعر الروسي إلى العربية وخاصة قصائد بوشكين وماياكوفسكي ويسينين وآنا أخماتوفا ورسول حمزاتوف الذين يمثلون تجارب مهمة في الشعر العالمي. وقد صدرت تلك الترجمات في كتب متفرقة في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين. ثم جمعها الشاعر في مجلد ضخم يزيد عن 800 صفحة، صدر ضمن منشورات هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. ومن الشعراء العرب الذين قدموا خدمات جليلة في هذا الشأن الشاعر السوري ثائر زين الدين ، وشعراء عرب آخرين. كما ترجم كاتب هذه السطور عدداً من الروايات والقصص الروسية ، ومختارات من شعر يفغيني يفتوشينكو إلى اللغة العربية.

****************************************

نون النسوة

قصة قصيرة.. خطوات

حسينة بنيان

الليلُّ داجٍ  ينتظرُ هطول السحرِ

ومنهُ ينبثقُ الفجرُ الجامح فيبدأ النهر بالسريان وتتراقص أمواجهُ وهو يرى شوق الشعاع الشمسي له أنهُ يزحفُ لملاقاته ثم أختراقهِ ليتدفأ تحت تلك الأمواج الفرحة بهذا اللقاء الحميم.. النهرُ وتوأمُهُ لا يفترقان وهما يومئان لبعضهما.. هناك اللقاءُ على حافة الجرف الطيني الذي يفوح منه العطر السرمدي وترتادهُ اليمامات وهي ترددُ أغنيتها النابعة من أعماق تأريخها المهاجر(ياقوقتي وين أختي)فيجاوبها التوأُمُ المارقُ لذاك النهر المتسربل بين شقوق الأرض الحنون..(بالحلة وشتاكل باگلة وشتشرب ماي الله) فيكتمل اللحن المقدسُ ويسيرُ اليوم من فجره وحتى مسائهِ بثبات الفرسان الذين يرتجلون الجمال بالاهازيج الشعرية الملوّنةِ كالتمر الفراتي العميق الحلاوة الذي يفوقُ العسلَ بطعمهِ كأنها نزلت من فردوسٍ السماء السابعة.. وهو يسيرُ بخطاه اليومية متزينّاً بقميصهِ المخطط بألوانٍ ربيعيةٍ رافعاً قامتهُ التي ظلت مرفوعةً رغم هواجس النفس الحزينة الى جانب الحصار المرير والعوز السائب من تلك الوجوه اللئيمة الجاثيةِ على التربة السمراء.. وينسدلُ القميص على ذلك البنطال الواسع  ويلفُّ رقبتهُ باليشماغ الفراتي الجميل حاملاً الكتاب الذي يرافقه في أكثر الأحيان.. يمرُّ مسرعاً من أمام توأمهِ ليُصبحَ عليه بالسلام متجهاً الى الجندول حيث القلوب التي تعانق عينيهِ حين يقبل عليها.. الساعة العاشرةُ صباحاً موعدُ الحديث الدامي عمّا يجري .. هو كعمّتهِ النخلةِ يقفُ صامداً أمام الفؤوس التي تحاول تقطيعَهُ فهو يعشقها .. في قواعده اليومية حرّمَّ قتلها ولعنَ الذين يأكلون الجمّار فهو قلبها الساكن بين أضلاعه.. أنهُ المثلث النوراني بينه وبين النهر وبين العمّةِ.. آه كم أستهزأَ بذلك المغرور الذي خلق لنفسهِ مساكناً لعبادته حين سمعه يقول.. هؤلاء يشكلّون المثلث العفن.. يبتسمُ حينها فارسنا لأنهُ خاضَ معارك الهمِّ ضدَّ ذلك الدكتاتور وجلاوزتهِ الساقطين الملتفّين  بالخاكي المقيت.. وحين يجلسُ وسطهم أحباءه المنتظرون وصوله يبدأُ الأنزياح عن الآلام المترعة في أنفسهم فهم جالسون مع توأم النهر السرمدي.. أنهم يعلمون بأنهُ قبرُ يسيرُ في كلِّ الأماكن حين قرَّرَ أن يكون قبراً متنقلاًّ لذلك الشهيد السعيد الذي صعد الى السماء بدون لحدٍ يأويه.. أنه يعلمُ ذلك  فالقديسون لا يعرفون الموت أنهم سائرون معنا وبيننا لذلك كان مطمئنّاً ..وتسيرُ الشمسُ فتكون متعامدةً مع الجندول فالآن النهارُ توسّطَ يأذنُ له بالقيام ليعودَ الى البيت المبعثر.. أنها نقطةُ الشدّةِ حين العودةِ والولوج سيواجه السؤال  المكرَّر مذ صعود النجم المقدّس الى عنان السماء.. أينه هل التقيتَ به ؟هل رأيته ..؟ سأواجه العاصفةَ لأنها مفجوعةٌ مثله..أنه توأمُ النهر وأمواجهُ ترافقهُ تنشرُ الزهو والمسكَ في كُلِّ مكان.. سيقول نعم أنني أتَّصلُ به في كل الأوقات أنه يختبئ خوفاً من أولئك الخنازير.. لا فالخنزير مسكينٌ .. يهربُ من الاوباش أهل الخاكي الساقطين أنهم منتشرون في الأزقةِ والشوارع فماذا يفعل.. يضيعُ السؤال وتتيه العيون ويضيعُ العقل الموتور.. فتتهالك الثكلى وتغورُ في الظلام بغير سؤال..أنتهت كلُّ القصصِ.. ماذا سيقول التوأمُ لتوأمهِ النهر.. خذني معك أيها النهر ألستُ توأمك الملاصقُ لك ألستُ أنا الذي عانقتك منذ الصغرِ حين حاولوا قطع الحبل السرّي الذي يربطني بك لمّا كنّا أجنّةً في بطن الأم الرؤوم فأنَّ لنا  ثورةَ الرفض.. قد يعتبرهُ البعضُ هذياناً لكنّها مسيرة حافلةٌ بالصمود أمام الفقد والعوز والمرضِ.. فأنت العاشقُ لغزلان مدينتك الخضراء وأنت الموَّلهُ بأزقتها (المتروسةِ) بدكاكينها الشعبيةِ ومحبّاً لتلك السمراء(أم الباگلة) وهي تقول لك هاك هذا خيطكم الأحمر خذها خبزتك التي توزّعها بيدك الكريمةِ لكلِّ من تلاقيه حتى تصلَ بيتك الجميل لتعجبَ أمّكَ من يديك الفارغتين..ونعود الى لياليك الحزينة التي تحاول أن تلوّنها بلونك المتمرّس في الجمال لتنادي  على أصحابك وتعقد لمحنتك السائبةِ  أجتماعاً روحياً لتشرب نخبك اللاهث فوق صدرك المتعب لتجامل الألم المكنون بين ضلوعك ..أين أنتِ ياسمرائي..وهي ضائعةُ عند أبعدِ نقطةٍ من تلك الجماجم المبعثرةِ هنا وهناك ..أنت تعلمُ مكانها وهي في سبات الأحلام تتصوّرُ قدومَ وليدها توّاً حتى تيبست قدماها من الانتظار فضاعت في سكونٍ رهيب..ياتوأم النهر الخالد ظلّت كلماتك الحافلةُ بالجراح تتغنّى بذاك العشق الروحي لا أحدٌ يستطيعُ ولوجه ..أقصدُ قلبكَ الماسي الذي أمتلأ بالأخاديد التي تشبه تلك المتراميةَ على تقاطيع وجهك المترع بالأبتسامة العارمةِ رغم الأقدار المحيطة بك وهي تبعثُ لك التهديد كلَّ يوم.. كنت معنا في آخر خطوةٍ من ذلك الأبداع الخيالي وعدتَ معنا ولكننا لم نعلم بأنها ليلتك الأخيرة  وأنهُ نخبُك الأخير أيها الفارسُ الكبير..لقد قررتَ الترجُّلَ من فرسك الجامح لتلجَ حياتك الثانيةَ في سفرةٍ عالقةٍ

سأحاور ملكَ الموتِ سأتجرأ لأقول لهُ..أهكذا تحمل الزهور اليانعة من دون أستئذان.. أهكذا تقتلِ الفرسان.. بالتأكيد سيُجيبني لأني  أعرفُ جوابه حين سألته عن رحيل ولدي في ذلك اليوم الخرافي.. سيردِّ بالتأكيد.. أنا رسولُ سلام.. هم الذين قتلوه وفصلوا  الجسدَ عن تلك الروح الهائمةِ بالجمال فجاءت الاوامر السماوية أن أحملها الى أرض أعلى وأحلى فحملتها بسلام.. أيتها التربةُ كوني مثل سكونِ.

*******************************************

شفة الوجع

د. وحيدة حسين

عضضتُ على شفة الوجع

قبل أن تفلت دمعة

من جحر نصيحة ..

لأكفكف السنونو ببعضي الشارد

في سماء تتقن تلفظي

لتجاعيد المطر  ..

لئلا يتلعثم الود أو يتمرد المفتاح عن حفيظة الباب

ماذا سيحدث لو جففتُ البارحة من منديل يومي المتسارع

في لكنة طريق   

كأن الصورة مشغولة بوجهي المتبقي من ذاكرة انتماء

حتى نصف قمر

الف عام انا شاركته لأظل

على تشابه مع سيجارة امتدادك

غير المعرّف لسماء دُخان 

أسمي المالح لا يصلح لأن تدسه في جيبك الداخلي ..

لتتوارى عن سحنة سؤالي

وحروب الزجاج مطفأة

 في حشو غرناطة ..

والشوك يضطرني لكتابة أسمي

 في تضاريس ممحاة ..

والشرخ على جانبي حجارة 

أسوة عاقلة في ضريبة حطين 

قد حدثتك عن غصن شاهق

 في خبيئة الزيتون يضمرُ رسمي على جبين عكا ..

قبل أن ترتجف أصابعك

في شهية علياء أو طفولة ريح

فأردد دجلة قُبيل حنطة

ونماء أمنية ترتسم

في فرشاة نافذة ..

و حلق قلم

وحدثتك عن غريزة السحت

كيف تلتهم مزاج عصفور

في لحم مراياي ..

وكيف تتوارى بصمة الشعاع

في عقر سراب من ذمة خلاياي 

حدثتك عن أفولي

في مبالاة نجمة

وترتيب ناحل شاحب

على عكاز   المحاولة ..

وبغداد تضطرني لأنتظارك

من مضيق مصباح 

وأنت تتوحد في غزارة الجدار

والسنوات تخجل من تمدد

الرقم تلو الرقم ..

في تنوبن الحساب

والصبح ينشطر من ذاكرة الحناء

وظفيرة القصيدة ..

والجهات لا تشدّ على رائحة   قميصي المتشعب ..

من بريد الأمهات حتى دخولي لآصرة يعقوب

ولا شغف يهشُ على جمهرة قنوط

تصحو من جيوب الصمت

لتغفو في آواخر الوقت

*******************************************

الصفحة الثانية عشر

في جلسة اعتبرها {خاتمة} لمسيرته كاظم الحجّاج يُلقي أشعاره في الناصرية

متابعة – طريق الشعب

شهدت مدينة الناصرية، أخيرا، جلسة احتفاء بالشاعر البصري الكبير كاظم الحجاج، نظمها اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر.

وخلال الجلس، التي أدارها الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي، قرأ الحجاج مختارات من نتاجه الشعري الممتد عقودا. فيما قُدمت شهادات من أدباء عديدين، حول تجربته في كتابة قصيدة النثر، ودوره في المشهد الثقافي عراقيا وعربيا.

وفي حديث صحفي على هامش الجلسة، قال الحجاج أنه "يمكن اعتبار هذه الجلسة بمثابة خاتمة لمسيرتي الشعرية. فلا اعتقد أن هناك جلسة توازيها بهذه المحبة"، مضيفا قوله: "أعتز بأن يُحتفى بي في الناصرية.. مدينة التاريخ البشري وموطن أول ملحمة شعرية، ملحمة كلكامش". وتابع الحجاج قائلا: "حضور كهذا يمثل قيمة خاصة، والاحتفاء الذي لمسته يعكس كرم الجنوب المعروف، وهو أمر ليس غريباً على مدينة صنعت الحضارة وساهمت في ترسيخ ذاكرتها الثقافية".

من جانبه، قال رئيس اتحاد ادباء ذي قار علي الشيال، أن "الموسم الثقافي لاتحادنا انطلق باحتفالية خصصت للشاعر كاظم الحجاج، الرمز الشعري المهم"، موضحا أن "ما شهدته الناصرية اليوم يعكس حضور الشعر العراقي والعربي عبر تجربة هذا الشاعر".

وأشار إلى ان "كاظم الحجاج يعد من الأسماء البارزة التي ساهمت في تخريج أجيال شعرية وثقافية، وهو من الأصوات التي بقيت متمسكة بالعراق والبصرة رغم الظروف، وظل حاضراً بقصائده التي اتسمت بالمواقف والمشاكسة في مختلف الأزمنة".

إلى ذلك، قال المؤرخ والناقد صباح محسن، أن "كاظم الحجاج هو أحد أبرز الأصوات البصرية التي حملت الهم العراقي، وأحد أوائل كتاب قصيدة النثر في العراق. وقد ظل ملاصقاً لتراث الجنوب وماء البصرة ونخيلها"، مضيفا القول أن "الحجاج جزء من جيل شعري واسع، غادر معظمه إلى المنافي خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي".

*******************************************

اتحاد الأدباء يستذكر الشاعر الراحل موفق محمد

متابعة – طريق الشعب

تحت شعار "لأن الشعر لا يُدفن، ينهض موفق محمد فينا"، استذكر نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، الشاعر الكبير الراحل موفق محمد، في جلسة أدارها الشاعر حماد الشايع وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.  الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، استهلها الشايع بالقول أن "موفق محمد كان شاعرًا حمل الوطن في دمه وسار به بين المنافي والمدن، بين جرح لم يلتئم وأمل لم ينطفئ".

بعدها ألقى نائب الأمين العام للاتحاد الناقد علي الفواز، كلمة وصف فيها استذكار الفقيد بـ"استعادة ثقافية وأخلاقية وأدبية، وإيمان بأن التاريخ يصنعه الحالمون الكبار، أمثال موفق محمد الذي يمثل حالة شعرية فريدة تستحق الاحتفاء".

ثم استمع الحاضرون إلى تسجيلات صوتية للشاعر الراحل في مهرجانات وبرامج شعرية.

من جانبه، قرأ الناقد فاضل ثامر ورقة نقدية عن تجربة الفقيد الشعرية، ذكر فيها أن "موفق محمد كان شاعرًا عصيًّا على التهميش، ظل حاضرًا وعابرًا للأجيال، وامتاز بقدرة فريدة على المزج بين العمود والتفعيلة والنثر والخطابة، ليقدّم نصوصًا مدهشة تتفاعل مع هموم العراقي اليومية".

وكانت للناقد عبد علي حسن، مداخلة ذكر فيها أن شعر موفق محمد يُجسد الألم ويقارع السلطة ويعرّي الأنظمة "وهو ما جعله عرضةً للاعتقال والتعذيب، شأنه شأن الشاعرين مظفر النواب وأحمد مطر".

واختتمت الجلسة بقراءات شعرية من ديوان الفقيد "بين قتلين"، الصادر عن منشورات الاتحاد، قدّمها الشاعران د. أحمد ضياء وصلاح السيلاوي.

*********************************************

في ستوكهولم.. المعرض الـ11 للتشكيلي نوري عواد حاتم

ستوكهولم - عاكف سرحان

احتضنت مدينة سودرتيليا جنوبي العاصمة السويدية ستوكهولم، أخيرا، المعرض التشكيلي الشخصي الحادي عشر للفنان نوري عواد حاتم، والذي نظمته "جمعية زيوا" المندائية بالتعاون مع مؤسسة "أي بي أف" في المدينة.

المعرض الذي أقيم على قاعة المؤسسة على مدى يومين، شارك فيه الخطاط هاتف البغدادي، وحضر افتتاحه القائم بأعمال السفارة العراقية في السويد د. محمد عدنان الخفاجي، إلى جانب جمهور من متذوقي الفن التشكيلي.

وبعد كلمة ترحيب من مدير المعرض الفنان راجح نوري، ألقى د. الخفاجي كلمة ثمّن فيها نتاجات الفنان نوري عواد. فيما ذكر أن هناك تخطيطا لإقامة فعالية بعنوان "أيام الثقافة العراقية" للمبدعين العراقيين.

ضم المعرض 30 لوحة للتشكيلي حاتم، و4 لوحات للخطاط البغدادي.

وقد تخللت برنامج الافتتاح قراءة شعرية للشاعر السوري جوزيف كاستين. حيث ألقى قصيدتين بعنواني "أريد أمي" و"بغداد".

هذا وحضر الافتتاح وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، وقدم باقة ورد إلى الفنان. 

********************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • عائلة الشهيد عدنان البراك تواصل التبرع وآخرها بمبلغ مليون دينار.
  • حيدر حسن هادي الجابري 250 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********************************************

يوميات

  • يُضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد بعد غد السبت، المترجم كامل عويد العامري، ليُقدّم محاضرة بعنوان "العزلة الثقافية – قراءة في عوائق التواصل الحضاري".

تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يُضيّف نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب بعد غد السبت، عددا من شعراء كركوك، في جلسة يديرها الشاعر أحمد حميد الخزعلي.

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

******************************************

أما بعد... وماذا عن العمل المنزلي؟

منى سعيد

في جلساتنا النسوية غالبا ما نتداول شكاوانا نحن  النساء من الأزواج ومعاناتنا في تسيير شؤون البيت وغيرذلك ، إلا صديقتنا إيمان التي هي الوحيدة التي تكيل المدائح وتسرد الأوصاف الرائعة لزوجها ، كونه الكريم ، الرؤوف على أولاده ، الوسيم ، الهادئ، وغيرها من الأوصاف الإيجابية. الأمر الذي يصيبنا بالدهشة أو لنقل بالغيرة. لكن ، وهنا بيت القصيد ، تذكر صديقتنا إيمان ان كل هذه الصفات لا تعزز رضاها عنه "بل وكثيرا ما كنت أبات ليلتي ودموعي تبلل مخدتي..". نسألها عن السبب، فتقول انه هو الأستاذ الجامعي المثقف اللبق، وأنا مدرسة الإعدادية المعنية بالأدب والإبداع والكتابة ، أحرص جدا على إكمال مهامي البيتية بدأب ، وعلى نظافة البيت ، وتدريس الأولاد ، وكي الملابس ، وتحضير وجبات الطعام ، وتحضير وجبة عشاء فاخرة ومنوعة خاصة به ، حتى تُستنفد طاقتي تماما. وما أن اجلس أمامه لأستريح ، وأطلق آهة التعب ، حتى يقول لي بنعومة " حبيبتي ليش أنت شنو مسوية "؟ أدير وجهي وأهمس "حبيبتي"!! فوكاها‍‍!!

تُرى لماذا لا تمتلك النساء وقتا كافيا لراحتهن؟ ولماذا يلازم الكثيرات خصوصا المبدعات منهن شعور دائم بضيق الوقت وقلة الانجاز ، ما يسبب لهن تعاسة وإجهادا ؟  تذكر الدراسات أن النساء يرزحن تحت وطأة العمل والرعاية المنزلية ، فيما يحصل زملاؤهن من الذكور على الشهادات العليا وفرص السفر والتقدم في العمل وغيرها ، من دون عبء التفكير بمن سيرعى الأولاد ويهتم بالبيت. كما تمضي المرأة العراقية حوالي ست ساعات من يومها في الرعاية المنزلية عدا ساعات عملها في خارج البيت ، ويُقدر ان 86 بالمائة من العمل المنزلي غير المدفوع تقوم به الطفلات أو النساء، وفقا لمسح أجرته منظمة العمل الدولية.

ويُعرَّف العمل المنزلي الرعائي بأنه الأنشطة والعلاقات التي تلبي الاحتياجات الجسدية والنفسية والعاطفية للبالغين وللأطفال ، سواء كانوا كبارا أو صغارا ، ضعافا أو قادرين جسديا. ويقع العمل المنزلي بغالبيته على عاتق النساء ، ويؤشر بعدا إقصائيا غير مُحتسب ولا مُحسوس ( كما في حالة صديقتنا إيمان) ، ولا يُعترف بأهمية هذا العمل للناتج القومي العام ، علما أنه يُعد نشاطا اقتصاديا يضيف قيمة وينتج الثروة والرفاهية الاجتماعية، بحسب تقرير البنك الدولي.

لكن بنظر المجتمع الذكوري، لا يُعترف به حتى على مستوى الجهد الجسدي ، حسب تعبير المحامية منال حميد غانم ، إذ تغلب فكرة "هي غسل مواعين وتنظيف .. شمسوية قابل طالعة عمّالة"! مقابل مثلا العمل في مجال البناء بالنسبة للرجل ، وهو على صعوبته مُثمن ومُحدد بوقت ويتضمن أوقات استراحة، ويمتلك العامل إمكانية رفض العمل أو حجم الأجر المقرر، والقدرة على قول: "لا" دون أن يعاقب بالتعنيف اللفظي أو الجسدي أو بنبذٍ مجتمعي أو وصمٍ أو فك رابطة زوجية لمجرد رفضه.

******************************************

قف.. تشوهات..

عبد المنعم الأعسم

ليس اكتشافا جديدا، ولا ينطوي على براءة اختراع القول بان أزمة الحكم في العراق خلقت بيئة اجتماعية مأزومة، بما يعني انتشار اعراض مرضية في مفاصل كثيرة من السلوك العام، فيما يجري الحديث في اروقة محدودة عن ضرورة استخدام علم النفس المعاصر في معالجة بعض آثار هذه الازمة، وذلك بعدما اخفقت علوم الاقتصاد التقليدية في كبح اندفاع عناصر الازمة (بعد سقوط النظام) الى تدمير نفسها وزج المشهد الى سلسلة من الدوامات والاستعصاءات انتهت الى ما يطلق عليه (الآن) بالهاوية في حال بقي الامر رهن منظومة الفساد والمحاصصة والولاء الخارجي.

 موجبات التشخيص النفسي للازمة المجتمعية تنطلق من حقيقة انها انتقلت، في طورها الاخير، من خلافات في وجهات النظر السياسية حيال المستقبل الى حالة سلوكية انفعالية، وانشقاقية مجتمعية شاملة، مع سيادة سطوة العشيرة، إذ يظهر العنف والتخلف والتشوّه السلوكي في بصمات ومعطيات لا تخطئها العين ولا تعبرها البصيرة التحليلية، والاخطر، انها قد تتحول الى مشكلة سلالية في المستقبل، يفاقمها الاستهتار السياسي والانانية المنفلتة وانتقال البلد من السيادة الهشه الى الوصاية، متعددة الاشكال.

قال لي صديق اخصائي في علم نفس المجتمع، عندما كنت ابوح له بملاحظاتي هذه: "نعم، هناك حاجة لامعان النظر في السلوك المضطرب للجمهور الناتج عن الازمات السياسية.. لكن ينبغي البدء باحالة ابطال الازمة انفسهم من السياسيين والوكلاء والدعاة والمهرجين الى الكشف في مستشفيات التأهيل النفسي".. وهكذا دخلنا حقل الالغام.  

*قالوا:

"الوقت المناسب لإصلاح السقف هو وقت سطوع الشمس".

جون كنيدي

*******************************************

في البصرة.. جلسة فكرية حول المعتزلة وأخوان الصفا

متابعة – طريق الشعب

عقد منتدى الفلسفة التابع إلى اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، أخيرا، جلسة فكرية بعنوان "أثر الاتجاهات العقلية في البصرة في التأسيس للفلسفة الإسلامية – المعتزلة وإخوان الصفا انموذجاً".

الجلسة التي حضرها جمهور من الأكاديميين الأدباء والمثقفين، سلطت الضوء على الإرث الفلسفي العريق لمدينة البصرة، ودور هذه المدينة الريادي في نشأة الحركات العقلية في الفكر الإسلامي منذ القرن الثاني الهجري.

في حديث صحفي، قال عضو الاتحاد الناقد خالد خضير الصالحي، أن "هذه الجلسة جاءت للكشف عن حيوية تلك الحركات الفكرية وما أثارته من جدالات عميقة حول العلاقة بين العقل والنص الديني"، مبينا أن "التساؤلات التي طرحتها تلك المدارس لا تزال حاضرة بقوة في الفكر الإسلامي المعاصر".

من جانبه، تحدث مسؤول منتدى الفلسفة حازم رعد، عن منتداهم الذي "يُعد الأول من نوعه في العراق"، مشيرا إلى أن المنتدى تأسس العام الماضي بمبادرة من مجموعة أكاديميين ومهتمين بالفكر، بهدف إحياء الحوار الفلسفي وتعزيز مكانة المدينة كمركز فكري تاريخي.

ولفت إلى ان "البصرة، منذ القرون الأولى للهجرة، كانت حاضنة للتيارات العقلية الكبرى مثل المعتزلة والأشاعرة. وأن موقعها كميناء تجاري وعسكري ساهم في تلاقح الأفكار، لكنه لم يكن العامل الوحيد، إذ نشأت الحركات الفكرية نتيجة تراكم ثقافي ومعرفي كبير".

وخلال الجلسة، قدّم أستاذ الفلسفة في جامعة البصرة د. عقيل صادق، عرضاً شاملاً لأبرز الحركات العقلية التي نشأت في المدينة، مثل إخوان الصفا والمعتزلة، مشيراً إلى تأثير تلك الحركات العميق في تطور الفلسفة الإسلامية، وامتداد أثرها إلى مفكرين كبار كالكندي المعروف بـ"فيلسوف العرب".

وكانت لأستاذ الفلسفة في جامعة البصرة د. طه العامري، مداخلة توقف فيها عند تجربة إخوان الصفا، وما مثلته من "مشروع فلسفي – علمي جمع بين الفكر العقلي والروحانية"، مشيرا إلى أهمية إعادة قراءة هذه التجارب في ضوء احتياجات الحاضر.

ووفقا للقائمين عليه، فإن منتدى الفلسفة يسعى إلى نشر الثقافة الفلسفية وتعزيز الحوار العقلي، بما يعكس هوية البصرة الفكرية ويعيد لها دورها الريادي كمنارة للفكر، مؤكدين أهمية دراسة التجارب الفكرية في ترسيخ العقل النقدي ومواجهة التحديات المعاصرة.