اخر الاخبار

الصفحة الاولى

على طريق الشعب.. في عيد الجيش العراقي  نحو إعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وفق معايير الوطنية والمهنية والنزاهة      

تحلُّ يومَ غدٍ الذكرى السنوية المجيدة لتأسيس جيشنا العراقي الباسل، في وقت يواجه فيه بلدُنا تحديات ومخاطرَ جمة، وتشتد حالة عدم الاستقرار في المنطقة وانعكاساتها المحتملة على أوضاع العراق الداخلية وتطوراتها.

في هذه المناسبة تجدر الإشادة بالتضحيات الجسام التي قدمها الجيش العراقي ومختلف التشكيلات العسكرية والأمنية الأخرى، مع شعبنا العراقي بأطيافه المتعددة، لتحرير أرضنا من رجس الإرهاب، ولتحقيق النصر العسكري، واجتراح المآثر خلال ذلك وتقديم الشهداء، الذين تتوجب رعاية أسرهم ودعمها، بعيدا عن البيروقراطية والروتين والتمييز.

لقد دفع شعبنا ووطننا ثمناً غالياً لتحقيق الانتصار الكبير على الإرهابيين ومنظماتهم، لذلك يتوجب الحفاظ عليه وتطويره باتجاه حسم فصول الإرهاب في بلدنا، ودحر أية مساعٍ للملمة صفوفه، ولتجفيف منابعه وتخليص بلدنا من شروره. وهذا يتطلب مقاربات متعددة متكاملة: سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية وثقافية وإعلامية.

ولا يستقيم السعي إلى ذلك قطعا مع أي خطاب أو دعوات الى الكراهية والتفرقة، وإثارة الضغائن، وتأليب المواطنين ضد بعضهم، وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية والشوفينية، وتشجيع عسكرة المجتمع وانفلات السلاح والتمادي فيه.

وفي الظروف الراهنة التي تشتد فيها المخاطر وتهدد أمن البلاد وسلامة مواطنيه، إلى جانب التدخلات الخارجية على حساب القرار الوطني المستقلّ، والانتهاكات المتواصلة للسيادة العراقية، تقع على عاتق قواتنا المسلحة بجميع مكوناتها وصنوفها مسؤولية رئيسة، تتمثل في حماية المواطنين وسيادة العراق وصيانة حدوده وتأمين سمائه وارضه ومياهه. وهذا يطرح طائفة من المهمات الملحة، لعل في مقدمتها مهمة توحيد قرارها وتعزيز قدراتها، تسليحا وتجهيزا وتدريبا، وإعادة بناء المؤسسات العسكرية والأمنية وفق معايير الوطنية والكفاءة والمهنية والنزاهة واحترام حقوق الإنسان، كذلك تطهيرها من أي فاسد أو مرتش أو فاشل، وان تكون هذه المؤسسات، قولا وفعلا، بوتقة للوحدة الوطنية، لا يعلو فيها صوت على صوت الوطن والمواطنة وخدمة الشعب.

ويتطلب التصدي للمخاطر المحدقة أيضا توفر الإرادة السياسية، وتمتين الجبهة الداخلية، وإطلاق الحريات وعدم التضييق عليها تحت أي عنوان او مسمى، وتجنب اتخاذ قرارات أو الإقدام على تشريعات من شأنها التضييق على ما نص عليه الدستور، وتعزيز بناء النسيج المجتمعي على أسس المواطنة العراقية الجامعة، وتمتين اللحمة الوطنية وأجواء الثقة بين أطياف شعبنا المختلفة. 

كذلك بات ضروريا أكثر من أي وقت مضى ان تقدم الحكومة على اتخاذ إجراءات عملية وخطوات فعلية لتطبيق قرارات حصر السلاح بيد الدولة، وتوحيد القرار الأمني ومركزته حسب ما جاء في الدستور، وعدم السماح بالمظاهر المسلحة خارج المؤسسات العسكرية والأمنية الدستورية، من قبل مليشيات أو جماعات مسلحة مهما كانت مسمياتها، وان يصار في نهاية المطاف الى الاعتماد كليا على هذه المؤسسات. كما يتوجب العمل على تطبيق قانون الأحزاب، الذي يحظر على الكيانات السياسية إنشاء مجاميع مسلحة. كذلك تفعيل المادة ٢٥ من القانون، التي تقول بالامتناع عن "التنظيم والاستقطاب الحزبي او التنظيمي في صفوف الجيش وقوى الامن الداخلي والأجهزة الأمنية الأخرى والقضاء والهيئات المستقلة"، وان تُسلم مهام حماية المدن الى أجهزة الأمن الداخلية بدلا من أية قوات أخرى، لاسيما في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي. كذلك مباشرة عملية اندماج قوات متطوعي الحشد الشعبي في القوات المسلحة الوطنية، بما يضمن وحدة القيادة والقرار والسيطرة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، بعيدا عن اية اعتبارات سياسية وطائفية ضيقة، أو مؤثرات سياسية خارجية، وحفاظا على حقوق المقاتلين. 

ويتوجب أيضا العمل الجاد لإعمار المدن التي عبث بها الإرهاب، وإعادة الحياة الطبيعية اليها، وإرجاع النازحين الى مدنهم وقراهم وبيوتهم، والكشف عن مصير كافة المختفين قسرا والمخطوفين والمغيبين، وإطلاق سبيل من بقي منهم على قيد الحياة فورا، وإنهاء ملف التعويضات للمتضررين من جرائم داعش الإرهابي.

وفي الذكرى المجيدة نجدد موقفنا الرافض لأي وجود عسكري أجنبي على أراضينا، وندين ونستنكر أية اعتداءات على بلدنا، او التدخل في شأنه الداخلي، ونعدّ هذا مطلبا وطنيا، وهدفا ينبغي العمل الحثيث وبثبات وجدية لتحقيقه، وتوفير جميع الشروط والمستلزمات التي تمكّن العراق من الحفاظ على أمنه وسيادته واستقراره وقراره الوطني المستقل.

ولعل من أهم هذه المتطلبات تحقيق إجماع سياسي وطني بشأن ذلك.

ولا بد من الإشارة إلى ان هذا كله وغيره، يتطلب بإلحاح ولوج عملية التغيير، التي باتت مطلباً شعبياً وسياسياً، وأمراً ضرورياً في ضوء المخاطر والتحديات الكبيرة التي تطرحها التطورات والتغيرات في المنطقة وتداعياتها المحتملة، ومفاقمتها هشاشة الأوضاع الداخلية في بلدنا. كما ان من واجب القوى السياسية الديمقراطية والوطنية إطلاق حوار وطني واسع، يستهدف إعادة النظر في العملية السياسية التي انتهت إلى طريق مسدود، جراء تعمق الأزمة البنيوية لمنظومة المحاصصة وبفعل تفشي الفساد، وبما يمهد الطريق لقيام الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، جنبا الى جنب تفعيل كل أدوات العمل السياسي والجماهيري والمطلبي والاحتجاجي السلمي.

 

تحية الى الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه، وان الجميع مدعوون الى العمل على النهوض به وتقويته وتعزيزه، كماً ونوعاً، ليتمكن من إنجاز مهامه الدستورية على أفضل وأكمل وجه.

******************************************************

الشيوعي العراقي: استمرار المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت.. يضعف قدرة البلاد على مواجهة المخاطر المحدقة

بغداد ـ طريق الشعب

استعرض التقرير السياسي الصادر عن الاجتماعي الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أواخر كانون الأول ٢٠٢٤، الأوضاع التي يشهدها العالم من صراعات وحروب، تهدد السلم العالمي، في تجسيد واضح لتعمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي واشتداد تناقضاته البنيوية.

واشار التقرير الى ان المشهد الراهن يزداد تعقيداً في ظل إفراغ هياكل المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، من قدرتها على ممارسة سيادتها أو فرض قراراتها، في مواجهة صراعات الهيمنة وموازين القوى المتغيرة.

ولخّص التقرير المشهد السوري بأن "الانهيار السريع لنظام الأسد حمل مؤشرا كبيرا على عمق الأزمة البنيوية التي أنتجتها سياساته وممارساته".

وحذر التقرير من أن الأحداث المتسارعة المحملة بمشاريع الهيمنة، ومخاطر اتساع نطاق الحرب في المنطقة، أخذت تلقي بظلالها الثقيلة على العراق، معتبرا "الحذر من التهديدات الخارجية ضرورة وطنية".

ودعا التقرير السياسي للحزب الى "الالتفات إلى الجوانب الهشّة في الأوضاع الداخلية، والإسراع في معالجتها جذرياً. كما بات واضحاً أن استمرار الأزمة البنيوية الشاملة في العراق، واستمرار المحاصصة والفساد والسلاح خارج سلطة الدولة، يضعف قدرة البلاد على مواجهة المخاطر المحدقة ويزيد من هشاشة الوضع الداخلي".

واشار الى ان "حزبنا نبه - ولا يزال - إلى أضرار استمرار نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، على البنية السياسية والاقتصادية للدولة وللنظام السياسي، وعلى النسيج الاجتماعي والوطني. إنه نهج مدمر، يغرق البلاد في مستنقع الفساد، ويعتاش على الانقسامات الاجتماعية، التي تغذيها الصراعات السياسية على النفوذ والثروات".

وشدد التقرير على ضرورة "اتخاذ خطوات عملية وجدية لتجنيب العراق مزيداً من التداعيات، وتعزيز قدراته على مواجهة المخاطر والتحديات المتزايدة ولدرء التدخلات الخارجية وأجنداتها المعادية لمصالح شعبنا. ويتطلب ذلك الخلاص من النهج الذي يعرقل التوصل إلى حلول جذرية للأزمات، ألا وهو نهج المحاصصة"، فيما رهن تحقيق هذا الهدف بـ"العمل على خلق فضاء وطني واسع؛ بمعنى بيئة سياسية ومجتمعية، مدركة للأهداف الوطنية واجبة التحقق بعيداً عن أي مصالح وأجندات فئوية ضيقة".

ودعا الحزب في تقريره السياسي، كافة القوى السياسية والشخصيات المدنية الديمقراطية والوطنية والفعاليات المجتمعية المتطلعة للتغيير، الى "إطلاق حوار واسع يستهدف إعادة النظر بالعملية السياسية التي أفضت إلى طريق مسدود جراء تعمق الأزمة البنيوية لمنظومة المحاصصة والفساد، بما يمهد الطريق لقيام الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، أساسها المواطنة والعدالة الاجتماعية، ويسودها القانون والعيش المشترك بين كافة أطياف الشعب العراقي".

******************************************************

راصد الطريق.. {انقراض الأهوار} وصمت الحكومة

حذرت صحيفة "التيلغراف" البريطانية في تقرير نشرته من "انقراض الأهوار" في جنوب العراق، نتيجة الجفاف الشديد وانخفاض مستويات الأمطار واستمرار حدّ تركيا من تدفق المياه نحو العراق.

وتوقعت الصحيفة أن يسبب هذا الوضع نزوحا جماعيا لسكان الأهوار نحو المدن، مما يفاقم أزمتي البطالة ونقص المساكن. كما أطلقت "مخاوف حقيقية" من اندلاع نزاعات  مسلحة بين الأهواريين بسبب شح المياه. مشيرة إلى أن الأزمة قد تتطور إلى "حرب أهلية مائية" إذا بقي الوضع على حاله.

وأزمة شح المياه عندنا لا تخفى على أحد، ولا يمكن بحال التغاضي عنها. لكن الحكومة تصر على نسيانها أو تناسيها.

وحتى التصريحات التي كانت تُسمع سابقا بشأن التفاوض مع دول المنبع، اختفت تمامًا  هذه الأيام، وكأن هناك ترددا في الحديث عن حقوق العراق المائية.

وكنا استبشرنا خيرًا بإعلان رئيس الوزراء أن ملف التفاوض حول المياه سيادي وحصره بمكتبه.

وليس واضحا سبب الصمت المطبق اليوم ازاء الموضوع، والذي يثير الدهشة مع بقاء الأزمة معلقة بلا حلول، وفيما المؤشرات كلها تؤشر إمكانية تفاقهما.

نعم، الأزمة تبحث عن حلول وتطالب بها، فماذا عساكم فاعلون ؟!

**************************************************

الصفحة الثانية

لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد: الحكومة أخفقت  في ملف الكهرباء ونطالب باستبدال الوزير

متابعة ـ طريق الشعب

أكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة بغداد، صفاء المشهداني، أن قطاع الكهرباء في العراق يعاني من إخفاقات متراكمة منذ عام 2003، منتقدًا أداء وزراء الكهرباء المتعاقبين وعدم قدرتهم على تحسين واقع المنظومة الكهربائية في البلاد.

وأوضح المشهداني، أن "التصريحات المتكررة حول تجهيز الكهرباء بمعدلات عالية تصل إلى 24 ساعة يوميًا غير واقعية، إذ يشهد المواطنون انقطاعًا يصل إلى 20 ساعة يوميًا"، مضيفًا أن "أي وزير لم يرحم المواطنين ولم يقدم حلولًا جذرية لهذه الأزمة".

وأشار المشهداني إلى أن العراق يعاني من مشاكل مزمنة تتعلق بإمدادات الغاز الإيراني، حيث يتم قطع الإمدادات بشكل مفاجئ رغم وجود عقود رسمية بين البلدين"، مستغربًا من "عدم مناقشة إخفاقات وزارة الكهرباء في اجتماعات مجلس الوزراء وإيجاد حلول عاجلة، بما في ذلك استبدال وزير الكهرباء الحالي".

كما انتقد المشهداني غياب التعاون بين وزارتي الكهرباء والنفط، قائلاً: "لا يوجد أي تنسيق بين الوزارتين، بينما المواطنون يدفعون ثمن هذه الخلافات، والحكومة عاجزة عن توفير الكهرباء حتى لعدة ساعات يوميًا رغم المبالغ الضخمة التي تُخصص للوزارة".

***************************************************

الاستثمار يهدد الساحات الرياضية.. أصحاب المولدات الأهلية يحتجون على التسعيرة الحكومية  وأهالي الصادق يواصلون الاعتصام

متابعة ـ طريق الشعب

مع بداية العام الجديد، تواصلت الاحتجاجات المطلبية في مختلف مدن البلاد، حاملة مطالب العام الماضي نفسها إلى ساحات التظاهر، التي تتمحور حول الخدمات وفرص العمل في غالبها.

وتواصل اعتصام أهالي قضاء الصادق في محافظة البصرة منذ العام الماضي، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات. فيما خرج آخرون للاحتجاج على قرار البلدية في المحافظة بإحالة الساحات الرياضية للاستثمار.

اعتصام مستمر

ويواصل المئات من أهالي قضاء الصادق في محافظة البصرة اعتصامهم المستمر أمام بوابة حقل غرب القرنة 1، احتجاجًا على نقص الخدمات وعدم توفير فرص العمل في المنطقة.

ويطالب المتظاهرون بتحسين الأوضاع المعيشية لأبناء القضاء وتوفير فرص عمل دائمة، في ظل ما يعانون من نقص في الخدمات الأساسية.

وحدّد المعتصمون مهلة حتى يوم الاثنين المقبل للحكومة المحلية في البصرة لتنفيذ مطالبهم، مع التهديد باتخاذ خطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة للمطالب.

وأفاد الشيخ علاء المنصوري، أحد ممثلي حراك قضاء الصادق، بأنهم قرروا "استمرار الاعتصام ولن نعود إلى بيوتنا إلا بعد تحقيق مطالبنا. منحنا الحكومة مهلة حتى يوم الاثنين (غدا)، وبعد ذلك ستكون لدينا خطوات أخرى".

وأضاف المنصوري، "لم نلمس أي تقدم في تحقيق مطالبنا، ولا استجابة على أرض الواقع. نتساءل عن سبب التأخير والمماطلة؟ نحن مصممون على عدم العودة حتى تُلبى جميع مطالبنا".

شبح الاستثمار

إلى ذلك، احتج العشرات من رياضيي الفرق الشعبية في قضاء الزبير غربي البصرة خلال وقفة احتجاجية ضد ما وصفوه بـ "شبح الاستثمار" الذي طال ساحاتهم الرياضية.

وانتقد الرياضيون قرار البلدية وهيئة الاستثمار بتحويل الأراضي التي تُستخدم للساحات الرياضية إلى مواقع استثمارية، ما دفع العديد من الشباب للبحث عن أماكن أخرى لممارسة رياضاتهم.

وطالب المحتجون الحكومة المحلية في البصرة وإدارة الزبير بالتدخل الفوري لوقف استثمار الأراضي التي تقع عليها الساحات الرياضية التي يستخدمها الرياضيون منذ عشرات السنين.

وأكدوا، أن الفرق الرياضية في مختلف اللجان تعاني من نقص الساحات الرياضية الترابية، حيث تم تحويل العديد منها إلى مواقع استثمارية أو محمية كمواقع أثرية، ما يهدد بتدمير الأنشطة الرياضية في المنطقة.

وأصر المحتجون على ضرورة الاهتمام بقطاع الرياضة والشباب من خلال إنشاء ساحات رياضية جديدة ونظامية في جميع مناطق الزبير، لتشمل أكبر عدد ممكن من الفرق الرياضية وإتاحة الفرصة لهم لممارسة لعبة كرة القدم.

وطالب الرياضيون حكومة البصرة ومجلس المحافظة بالتدخل لوقف الاستحواذ على ساحاتهم الرياضية التي تعد المتنفس الوحيد لهم. كما هددوا بتنظيم تظاهرات واسعة النطاق إذا لم تُلبَ مطالبهم.

أصحاب المولدات الأهلية

وشهدت مناطق وأحياء مدينة الخالص بمحافظة ديالى، مساء الجمعة، إضرابًا لأصحاب المولدات الأهلية، احتجاجًا على تحديد الإدارة المحلية في القضاء تسعيرة الأمبير الواحد بـ 7000 دينار لشهر كانون الثاني، في ظل الانقطاع المستمر للكهرباء الوطنية بسبب نقص إمدادات الغاز الإيراني وارتفاع درجات الحرارة.

وفي تعليق له، قال سامي المعموري، قائمقام الخالص: "لقد حددنا التسعيرة لهذا الشهر بـ 7000 دينار للأمبير العادي و10 آلاف دينار للخطوط الذهبية، مع تحديد ساعات التشغيل من 12 ظهراً إلى 2 مساءً، ومن 4 عصراً حتى الساعة 12 ليلاً. تفاجأنا بإطفاء مولداتهم برغم موافقتنا على رفع كمية الوقود لهم من 10 إلى 20 لترًا لكل KVA".

أما أصحاب المولدات الأهلية فيقولون، إن التسعيرة لا تكفي لسد احتياجات مولداتهم من وقود وزيت وأجور عمال.

كما شهدت محافظة كركوك هي الأخرى تظاهرة لأصحاب المولدات الأهلية، احتجاجا على قرار التسعيرة من قبل مجلس المحافظة.

قطع الأراضي

ونظم موظفو الشركة العامة لنقل المسافرين، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة، مطالبين الجهات المعنية بشمولهم بقطع الأراضي السكنية. وقد رفع المحتجون لافتات تطالب بتلبية مطالبهم ومنحهم حقوقهم التي يتطلعون إليها منذ فترة طويلة.

وقال أحد المحتجين: "نطالب بتخصيص قطع أراض لنا، حيث أننا نعاني من صعوبة في توفير سكن مناسب لعائلاتنا".

المحتجون أشاروا إلى أن مطالبهم مشروعة، مؤكدين أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى يتم الاستجابة لمطالبهم وتوفير قطع الأراضي السكنية لهم.

************************************************

المولدات الأهلية تزيد الأعباء المالية على محدودي الدخل مواطنو واسط يشكون من تراجع ساعات تجهيز الكهرباء

بغداد – تبارك عبد المجيد

تعاني محافظة واسط من نقص واضح في "حصتها" الوطنية من الكهرباء، ما يجعل الاعتماد على المولدات أمراً لا مفر منه، لكن أزمة شح الوقود أخذت تفاقم تلك المعاناة وتلقي بظلالها على كاهل المواطنين في مواجهة أصحاب المولدات الأهلية.

وفي ظل هذه الحال، يجد أصحاب المولدات أنفسهم أمام تحديات كبيرة تتعلق بتوفير الوقود وارتفاع تكاليف التشغيل، التي تحمل المواطنين أعباء مالية إضافية.

غياب الحلول الحكومية

أحمد رميض، صاحب مولدة كهربائية في المحافظة، يصف واقعاً يزداد صعوبة مع كل شهر، وسط غياب الحلول الحكومية الشاملة.

ويقول وميض لمراسل "طريق الشعب"، أن "وزارة النفط تعتمد في تجهيز أصحاب المولدات بحصص شهرية من وقود الكاز على أساس قدرة المولدة الكيفي KV، حيث يتم تخصيص 10 لترات لكل KV شهرياً. لكنه يضيف: “استلمت هذا الشهر 1700 لتر فقط بسعر 680 ألف دينار، وهذه الكمية لا تكفي سوى لعشرة أيام. خلال العشرين يوماً المتبقية، سأضطر إلى شراء الوقود من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً".

أحمد يشير إلى أن أسعار الوقود المخصصة لهم غير مدعومة، حيث يبلغ سعر اللتر 400 دينار، وهو السعر نفسه المعتمد في محطات الوقود التجارية. ورغم ذلك، لا يُسمح لأصحاب المولدات بشراء الوقود مباشرة من المحطات، ما يضعهم أمام خيار واحد: الاعتماد على الحصص المحدودة أو اللجوء للأسواق التجارية بأسعار مضاعفة.

تتفاقم المشكلة بسبب قرار تحديد سعر موحد للأمبير بين المحافظات، وهو ما يعتبره أحمد ظلماً. يوضح: "في واسط، تصل ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية إلى 6 ساعات فقط يومياً، بينما في البصرة تصل إلى 22 ساعة. كيف يمكن أن يُفرض علينا سعر الأمبير نفسه؟". ويطالب أحمد رميض، ومعه العديد من أصحاب المولدات في واسط، الحكومة باتخاذ خطوات عاجلة لحل هذه الأزمة.

ويشمل ذلك زيادة الحصص المدعومة من الوقود، السماح بشراء الوقود من المحطات مباشرة، ومراجعة سياسة تحديد الأسعار لتكون عادلة وتعكس الفوارق بين المحافظات.

تفاوت كبير في عملية التوزيع

وعبّر المواطن ناظر المياحي عن استيائه من تردي واقع الكهرباء في محافظة واسط، على الرغم من وجود محطة الزبيدية الحرارية، وهي واحدة من أكبر محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق.

وقال المياحي لـ "طريق الشعب"، ان "الكهرباء في واسط سيئة للغاية. نحن لا نحصل على أكثر من 6 ساعات تجهيز يومياً، بالرغم من وجود محطة الزبيدية الحرارية التي يُفترض أنها تسد جزءاً كبيراً من حاجة المحافظة للطاقة".

وأضاف، أن "المواطنين في واسط يعانون من التفاوت الكبير في تجهيز الكهرباء مقارنة بمحافظات أخرى، ما يجعلهم يعتمدون بشكل شبه كامل على المولدات الأهلية لتوفير الطاقة اللازمة لحياتهم اليومية. "هذه المولدات ليست حلاً دائماً، لأنها مكلفة وتزيد من الأعباء المالية على المواطن، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود وسوء الإدارة في توزيع الطاقة".

ودعا المياحي حكومته المحلية وزارة الكهرباء إلى إعادة النظر في توزيع الطاقة وإعطاء محافظة واسط حصتها العادلة من الكهرباء، خاصة في ظل وجود محطة توليد بهذا الحجم داخل أراضيها. وقال: "لا يعقل أن نعاني من الظلام ونحن نعيش بجوار محطة توليد ضخمة، هذا وضع غير مقبول ولا يمكن استمراره".

الكوت لا تعاني أية مشاكل

من جانبه، أكد أحمد مظلوم القريشي، من إعلام هيئة توزيع نفط واسط، أن تجهيز الوقود لأصحاب المولدات الكهربائية في المحافظة يسير بصورة منتظمة، ولا توجد عوائق كبيرة في هذا الجانب. وقال القريشي: بحسب علاقتي مع أصحاب المولدات، فان تجهيز الوقود يتم بصورة طبيعية، على الأقل في الكوت. قد تكون هناك مشاكل في مناطق أخرى، لكن في واسط الأمور مستقرة من ناحية الحصص المخصصة".

وأوضح القريشي، أن المشكلة الرئيسة التي يعاني منها المواطنون في واسط تتعلق بنقص تجهيز الكهرباء من الشبكة الوطنية، مشيراً إلى أن محافظة واسط لا تحصل على حصتها الكاملة من الطاقة الكهربائية رغم وجود محطة الزبيدية الحرارية، والتي تعد من أكبر المحطات في البلاد.

وأضاف: "المواطن يعاني من نقص التيار الكهربائي نتيجة عدم وصول الحصة الكاملة للمحافظة، وهو ما يجعل الاعتماد على المولدات الأهلية أمراً لا مفر منه. لكن هناك أيضاً تفاوت في التزام أصحاب المولدات بجدول التشغيل، حيث يستغل البعض منهم الثغرات، فيقلصون ساعات التشغيل أو يرفعون الأسعار بشكل غير مبرر".

***********************************************

الصفحة الثالثة

رئاسة البرلمان دعت إلى جلسة استثنائية اليوم نواب ومراقبون: مساع لتمديد عمل مجلس مفوضية الانتخابات من أجل تجاوز مأزق المحاصصة

بغداد - محمد التميمي

دعت رئاسة مجلس النواب إلى عقد جلسة استثنائية، اليوم الأحد، للتصويت على تمديد عمل مفوضية الانتخابات، للمرة الثالثة، كي تتجنب المفوضية الدخول في فراغ قانوني، لكن واقع الحال يقول إن الكتل السياسية تحاول الإبقاء على صفقة المحاصصة في مجلس المفوضين الحالي، وتجنب صراعا جديدا عليه، في ظلّ اقتراب موعد انتخابات الدورة البرلمانية السادسة، في تشرين الأول من العام الجاري.

ودخل مجلس النواب في عطلة الفصل التشريعي بعد أن مدده لمدة 30 يوماً استناداً للمادة 58 من الدستور العراقي، وبالتالي انتهت تلك المدة، وأصبح وجوباً الدخول في العطلة من 9 كانون الأول إلى 9 كانون الثاني الجاري.

معارضة في اللجنة القانونية

ويرفض عضو في اللجنة القانونية النيابية، فكرة تمديد مدة عمل مجلس المفوضين، لمدة سنة واحدة.

ويقول النائب محمد عنوز: "أنا لست مع ان يمدد عمر المفوضية لمدة سنة لأنه قد لا تتم العملية الانتخابية في نفس الوقت لأسباب كثيرة منها موضوع قانون الانتخابات قد يذهب الى التعديل، وهذا جزء من الصراع، وقد يأخذ وقتا طويلا".

ويضيف، ان "التمديد هو مجرد مقترح وبالتالي يفترض ان يعرض أمام اللجنة القانونية، لغرض إعداد صيغته النهائية، وتقديمه للقراءة الأولى ثم القراءة الثانية، وثم التصويت عليه وفقا للنظام الداخلي".

وينبه عنوز إلى ان "فكرة التمديد ترتبط بالتوافقات السياسية وقاعدة المحاصصة بين الأطراف السياسية، فهذه الطريقة هي التي قسمت ظهر البلد ودمرت العملية السياسية، وأبعدت ثقة المواطن بالعملية، لأنها قائمة ليس على مبدأ المواطنة والكفاءة والنزاهة".

وبحسب قانون المفوضية العليا المستقلة للانتخابات رقم (31) لسنة 2019، فإنها هيئة مهنية مستقلة ومحايدة تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي والإداري وتخضع لرقابة مجلس النواب.

وفقا للقانون، تتألف المفوضية العليا المستقلة للانتخابات من مجلس المفوضين، والإدارة الانتخابية، فيما يتكون مجلس المفوضين من تسعة أعضاء وعلى النحو الآتي: خمسة من قضاة الصنف الأول يختارهم مجلس القضاء الأعلى من بين مجموعة المرشحين مع مراعاة العدالة بين المناطق الاستئنافية.

حاجة ضرورية

وبخلاف ما ذهب اليه عنوز، فان زميله في اللجنة ذاتها النائب عارف الحمامي، يقول ان "الجلسة الاستثنائية ستكون مخصصة للبت في مسألة تمديد عمل مجلس المفوضين المنتهية ولايته، سيما وان صلاحياته القانونية قد انتهت أيضاً، وبالتالي يجب ان يكون هناك تمديد لكي تتخذ الهيئة القرارات والإجراءات التي تخص الانتخابات، خصوصاً أنها باتت قريبة وتحتاج لإجراءات فنية ومالية".

وأضاف الحمامي في حديث مع "طريق الشعب"، أنّ هذه "الإجراءات تتطلب غطاءً قانونياً، نأمل ان يتم التصويت على تمديد عمر مجلس المفوضين".

وتابع في حديثه، أنّ "مسألة تغيير القانون، تتعلق بالدرجة الأساس بالقوى السياسية لا الحكومة، وليس من اختصاصها بل تعتمد على اتفاق الكتل السياسية".

وبيّن أنّه عندما تتبنى كتلة سياسية موضوع التغيير، لا بدّ أن تقنع الكتل الأخرى التي تؤيد هذا التوجه أو ذاك، للحصول على العدد الكاف لتمرير هذا القانون داخل مجلس النواب.

ثلاثة خيارات

الخبير الانتخابي، دريد توفيق أشار إلى انه تم تمديد مجلس المفوضين في انتخابات مجالس المحافظات، ومن بعدها في انتخابات إقليم كردستان، وفي وقت لاحق سنحتاج إلى تمديد ثالث لإتمام الانتخابات النيابية في تشرين الأول 2025.

وقال توفيق لـ"طريق الشعب"، ان هناك ثلاثة خيارات محتملة: إما ان يتم التمديد للمجلس الحالي أو إعادة النظر بالقانون كله وتعديله، او يتم تبديل المجلس وفق القانون النافذ حالياً"، مشددا على ضرورة حسم هذا الإشكال القانوني والإداري "لأننا في بداية سنة جديدة، ويحتاج المجلس إلى تخصيص مالي للعملية الانتخابية، ورسم جدول زمني للعمليات الانتخابية: سجل ناخبين، تحديث الأجهزة، تسجيل المرشحين، والكثير من التفاصيل التي تحتاج إلى غطاء مالي".

وتابع قائلاً إنه "من جانب اخر فإن عمل الهيئة من شمال العراق وحتى جنوبه، لديها 1079 مركز تسجيل، وفيها موظفون وصل تعدادهم إلى 4 آلاف موظف، ما بين عقد وملاك دائم، وهؤلاء الموظفون لديهم حقوق والتزامات يجب إيفاؤها، وبشكل أوضح فإن الوضع لا يتحمل، ويجب حسمه بأسرع وقت".

وتناول في سياق حديثه مسألة تعديل قانون المفوضية، قائلا ان هناك احتمالين: الأول، ان يتم تعديله بحيث نرجع الى الخبراء بدل القضاة، او يكون هناك دمج ما بين القضاة والخبراء الفنيين، مردفاً "لكن السؤال المهم، اذا تم اختيار مرشحين آخرين غير القضاة، فمن الذي سوف يقوم بعملية الاختيار؟ وما هي المعايير لاختيارهم؟".

وأعرب توفيق عن مخاوفه من ان تكون مسألة اختيار الخبراء الفنيين مناطة بمجلس النواب، لأنه بالنتيجة ستتم العملية وفق مزاج النائب، والكتل النيابية، التي تنفذ رغبات وتوجهات زعمائها.

ولحسم هذا الملف بصورة مناسبة، يعتقد المتحدث أن "من الأفضل ان يكون هناك تعديل لقانون الانتخابات، وتعديل المادة 25 التي تحدثت عن إعفاء بعض الموظفين من رؤساء أقسام وغيرهم من مناصبهم، وان يتم اختيار المفوضية من القضاة والخبراء الفنيين؛ فالقضاة يعطون قوة عالية للقرار وأيضا يتم دعمهم من الفنيين الذي يمتلكون خبرة فنية".

محاصصة وهيمنة حزبية

وعن تقييم عمل المفوضية الحالية، قال المختص بالشأن الانتخابي علاء الصفار، ان هناك ضعفا ملحوظا في اداء المفوضين عموما، نظراً لعدم التخصص وضعف الكفاءة نتيجة المحاصصة المقيتة، مشيرا إلى أن "المهمة الأساسية المكلفين بها من قبل أحزابهم لا تنسجم مع مهام المنصب الحساس، وتأتي على حساب إرادة الشعب".

وأضاف في حديث مع "طريق الشعب"، أنّ هناك ضعفاً في الجانب الإعلامي للمفوضية أيضاً، في ما يخص أهمية المشاركة والنظام الانتخابي المعمول به وضرورة التحديث البايومتري وغير ذلك.

وانتقد الصفار، "إغلاق معهد التثقيف الانتخابي، الذي كان يتولى مسؤولية تدريب الكيانات السياسية وخاصة الأحزاب حديثة التسجيل، لأسباب نجهلها".

وتابع قائلاً، أنّ "الإدارة الانتخابية ما زالت تناط بمسؤولية أشخاص تابعين لأحزاب متنفذة، وبالتالي فإننا نحتاج إلى زج ممثل واحد أو أكثر عن هيئة النزاهة، وممثل متخصص بالإحصاءات عن وزارة التخطيط، وعدم الاعتماد على القضاة لوحدهم".

واتهم الكتل المتنفذة بـ"تحجيم دور المفوضين" عبر طرق ووسائل عديدة من بيها عدم التواصل مع الجمهور في البرامج الحوارية لإيضاح الكثير من الأسئلة المتعلقة بمراحل العملية الانتخابية والآليات المعتمدة لتنفيذها.

وخلص الى القول: ان "المحاصصة وانتفاع القوى المتنفذة هي السبب الرئيس في عدم حسم ملف مجلس المفوضية بشكل مستمر"، مؤكداً ان "الحاجة باتت ضرورية لتغيير مجلس المفوضية، وإبعاد نهج المحاصصة وتأثير المتنفذين، والاستعانة بالتخصص والخبرة في اختيار المفوضين".

*************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

من أسرار احتلال العراق

 

اهتم العديد من الصحف والمواقع الإعلامية بما كشفت عنه الوثائق التي تم الإفراج عنها في الأرشيف الوطني في كيو، غرب لندن، والمتعلقة بالفترة الأولى من احتلال قوات التحالف للعراق، والتي شكّل الأمريكان والبريطانيون أغلبيتها.

تكليف من السماء

فقد نشر موقع Perspective Media مقالاً حول الموضوع ذكر فيه بأن هذه الوثائق أظهرت بأن جورج بوش الابن كان مؤمناً بوجود تكليف إلهي له للقيام بمهمته في العراق، مما دفعه إلى غزوه واتخاذ العديد من التكتيكات الفظة، التي انتقدها مسؤولون أمريكان وبريطانيون، ومنهم ريتشارد أرميتاج، نائب وزير الخارجية حينها والسفير البريطاني في ذلك الوقت، السير ديفيد مانينغ.

أسرار الأرشيف

وأشار الموقع إلى أن الوثائق قد أظهرت بأن السيد أرميتاج ناشد رئيس الوزراء السابق توني بلير استخدام نفوذه لدى بوش وإقناعه بضرورة وجود "عملية سياسية" أوسع نطاقًا لاستعادة النظام. وكانت تنبؤاته سليمة، حيث لم يمض سوى أشهر حتى سقط جزء كبير من البلاد في قبضة التمرد العنيف، وانخرطت القوات الأميركية في معارك دامية، قتل في إحداها أربعة من المتعاقدين العسكريين الخاصين وعُرضت جثثهم المحترقة والمشوهة على جسر فوق نهر الفرات.

وأضاف المقال بأن رد الولايات المتحدة على ذلك، والذي جاء على شكل ما سمي بعملية العزم اليقظ لاستعادة السيطرة، قد واجه استياء السياسيين العراقيين وممثليهم في مجلس الحكم. لكن بوش أبى أن يصغي لأحد، وأراد وبتشجيع من جنرالاته، أن يسحق المتمردين بشكل كامل. غير أن بول برايمر - زعيم السلطة المؤقتة للتحالف - سارع للاعتراض عليه، محذراً من أن مثل هذا المسار من شأنه أن يؤدي إلى انهيار مجلس الحكم ويلحق الضرر بالأمل في إقامة إدارة عراقية مستقلة، وهو ما دفع بوش للتراجع والتحرك برصانة أكثر، دون أن يتخلى عن إيمانه بأنه مكلف بشكل ما من الله في العراق.

عنف الجنرالات

وكشفت الوثائق عن نقد لاذع وجهه أرميتاج إلى القائد الأميركي العام الجنرال جون أبي زيد، الذي زعم أن هناك نحو ألف من المتمردين وإن بإمكانه التعامل معهم في يومين أو ثلاثة، خاصة بعد أن اعتقلت قواته مائتي عراقي ومائة أجنبي، طالباً السماح لمشاة البحرية بشن عدد من الهجمات الدقيقة والقيام بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل وفرض الأحكام العرفية.

ووصف أرميتاج كلام أبي زيد بالهراء وبالابتذال السياسي، فقد كان يعتقد أن الولايات المتحدة تخسر تدريجياً في ساحة المعركة وستضطر إلى إرسال المزيد من القوات وهو ما سيمثل عاراً سياسياً، في وقت كانت فيه الأمم المتحدة وعبر مبعوثها الأخضر الإبراهيمي جادة في وضع استراتيجية الخروج الوحيدة من المشكلة.

وتكشف الأوراق على أنه وبعد أسبوعين من اجتماع السير ماننينغ مع أرميتاج، ألغت الولايات المتحدة وبضغط شديد من مجلس الحكم الهجوم على الفلوجة، وأنهت المعركة هناك، والتي أدت لمقتل 27 جنديًا أمريكياً و200 من المتمردين وحوالي 600 مدني عراقي.

خلاف بين لندن وواشنطن

واستناداً إلى ذات الوثائق، ذكرت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية أن حكومة توني بلير كانت تشعر بإحباط متزايد تجاه إمكانية الولايات المتحدة من السيطرة على الوضع في العراق، الأمر الذي دفع ببلير إلى محاولة الحصول على اتفاق عند اجتماعه مع بوش، يتعلق بجعل النهج الأميركي "أكثر تحفظا" كي لا يسبب "خسارة برأس المال السياسي" للحكومتين، خاصة بعد ابلاغه من قبل مسؤولين وعلى رأسهم السير ماننينغ من أن التخطيط الأميركي ليس في أفضل حالاته وأن التكتيكات الأميركية "كانت خرقاء" وأن تصريحاتهم العامة كانت سببا في تفاقم الوضع.

إدارة سيئة

وبحسب تقرير الصحيفة فإن الوثائق كشفت أيضاً عن اعتقاد المسؤولين البريطانيين من أن إدارة التحالف الأمريكي لم تكن جيدة أبداً منذ بداية الحرب، وإن هناك تخاذلاً من جانب الحكومات البولندية والإسبانية والأوكرانية في دعم المجهود الحربي.

************************************************

عين على الأحداث

الهواء القاتل

أكدت تقارير IQA العالمية بأن معدلات الجزئيات العالقة في هواء العراق PM2,5 وصلت إلى أكثر من 57 ميكروغرام بالمتر المكعب، أي ما يمثل 11.4 ضعف الحد الأقصى المسموح به عالمياً لسلامة التنفس، مؤكدة بأن هذه المعدلات تعّد أسباباً رئيسية في أمراض العيون والقلب والجلطات الدماغية والسرطان والأمراض التنفسية. هذا ويشكل الاحتراق في محطات الطاقة والدخان والسخام الناتج عن حرق النفايات والانبعاثات من المركبات والاحتراق الناتج عن المحركات والمولدات والعمليات الصناعية التي تتضمن تفاعلات كيميائية بين الغازات (أكاسيد  الكبريت والنيتروجين والمركبات العضوية) من أبرز ملوثات الهواء الذي نتنفس، دون أن يحرك أحد ساكناً لتخفيف المأساة.

منو لازم يتوخى الدقة!

نفى رئيس البرلمان محمود المشهداني صحة التصريح المتداول المنسوب له عن إمكانية تأجيل الانتخابات، وأكد أن هذه التصريحات غير دقيقة على الإطلاق، داعياً وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والاعتماد على البيانات الرسمية في معرفة المواقف وما يُنقل ويُبث. هذا وكان المشهداني قد صرح في مقابلة تلفزيونية، بالصوت والصورة، بإن الانتخابات البرلمانية قد تؤجل في حال حدوث طارئ، محذراً من قيام حكومة محاصصة في سوريا، ناسياً ربما إنه يشغل منصب رئيس مجلس النواب عن المكون السني، في منظومة المحاصصة العراقية، التي دعا قبل أيام "قادة المكون" فيها للاجتماع به بغية ترتيب شؤونهم.

لا لخطاب الكراهية

كشفت شبكة "تحالف الأقليات" في العراق، عن تسجيل أكثر من 100 ألف خطاب كراهية خلال أسبوع واحد في وقت تم تسجيل 80 حالة تجاوز على أملاك خاصة بالمسيحيين، وهدم مكان مقدس للبهائيين، ووجود 2400 امرأة إيزيدية مفقودة و1100 شاب إيزيدي مفقود، واستمرار العمل ببعض قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل. هذا وتتعمد قوى المحاصصة التهاون مع هذه الجرائم بحق الهوية العراقية الجامعة، لتُبقي على الاستقطاب الطائفي والإثني في البلاد، والذي دأبت على الاستفادة منه في تجييش الناخبين، خاصة حين لم يعد لها من منقذ في الانتخابات غيره، إثر افتضاح فشلها وفساد كثير من متنفذيها.

خصخصة حياة الناس

أبرمت وزارة الصحة في إقليم كردستان عقداً مع إحدى شركات القطاع الخاص لتزويد المستشفيات الحكومية بالمستلزمات الطبية كافة مقابل 10 مليار دينار سنوياً، مما أدى، من بين أسباب أخرى إلى ارتفاع أسعار بعض الأدوات الطبية بمئة ضعف. هذا وفيما تتضح تدريجياً خطط خصخصة الرعاية الصحية والتعليم في الإقليم، وجه العديد من القوى السياسية انتقادات حادة لهذه الخطط لأنها ترهن حياة المواطنين بشركات تلهث وراء الربح، وتثقل كاهل الناس وتزيد من معاناتهم الاقتصادية وخاصة الفئات ذات الدخل المحدود إضافة إلى زيادة التكاليف المالية على الميزانية العامة، دون أي ضمان لتحسن جودة الخدمات.

من ضيمْهُم

أظهر استطلاع لشركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن قناعة 52 في المائة من الشباب العربي بأن بلدانهم تسير بالاتجاه الخاطيء، متفقين على صعوبة حصولهم على فرصة عمل مناسبة في بلدانهم. هذا وفي الوقت الذي يعاني شاب عربي من كل خمسة شباب من الديون، يعّد شبابنا العراقي الشريحة الاجتماعية الأكثر عدداً والأعمق تضرراً من منظومة المحاصصة حيث يفتقد 1.6 مليون منهم لفرصة عمل وتعيش ملايين أخرى في ظلام الأمية وتثقل كاهل مئات الالاف منهم تكاليف الدراسة الجامعية باهظة الثمن، إضافة إلى انتشار المخدرات والأمراض النفسية بينهم وغياب أية وسائل للنشاط الشبابي.

*********************************************************

الصفحة الرابعة

التقرير السياسي الصادر  عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي - أواخر كانون الأول ٢٠٢٤

يعيش العالم، حروباً مشتعلة وصراعات ومواجهات تهدد السلم العالمي، وتنذر باندلاع حروب أشد فتكاً بالبشرية.

فمن جهة، دخلت حرب روسيا وأوكرانيا مرحلة جديدة من التصعيد، تمثلت في استخدام صواريخ الناتو لاستهداف العمق الروسي، وسط استمرار فشل جميع المساعي الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية أو وقف الحرب.

ومن جهة أخرى، تحتدم المواجهة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الصين، في محاولة لتأكيد هيمنتها الاقتصادية والسياسية على النظام العالمي، مما يعكس تصاعد التوترات بين القوى الكبرى واستمرار صراع النفوذ، في مشهد يمثل نسخة جديدة من الحرب الباردة.

وعلى الصعيد الإقليمي، تواصل إسرائيل حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وتصعيد القمع الوحشي والاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية، مع إعلان صريح عن رغبتها في فرض سيطرة عسكرية وسياسية مطلقة على قطاع غزة وإقامة مستوطنات جديدة في شماله. يأتي ذلك بعدما تمكن جيش الاحتلال من تدمير أجزاء كبيرة من جنوب لبنان والسيطرة الكاملة على الشريط الحدودي، في خطوة تعكس استمرار سياسات التوسع والهيمنة الصهيونية في المنطقة.

ولا تتوقف الأطماع الصهيونية عند هذا الحد، إذ تواصل إسرائيل انتهاك القرارات والمواثيق الدولية ذات العلاقة بسوريا، حيث بادرت إلى قضم مساحات واسعة من المناطق المجاورة للجولان المحتل وأراضٍ حدودية أخرى، بعدما شنت ضربات عسكرية استهدفت القضاء على البنية التحتية العسكرية السورية، وتحييد سوريا كطرف فاعل في معادلة الصراع الإقليمي.

يضاف إلى ذلك المواجهات المستمرة مع إيران والحوثيين في اليمن، التي تشهد تصعيداً يزيد من مخاطر توسع مساحة الحرب، في الوقت الذي تغيب فيه الحلول الدبلوماسية الشاملة وتتصاعد التدخلات الخارجية التي تعمق الأزمات بدلاً من حلها.

إن هدف حملة دولة الاحتلال  التي تحظى بدعم سافر من الولايات المتحدة وحلف الناتو، هو تحقيق مشروع ما يسمى "الشرق الأوسط الجديد"، الذي لا يتضمن مجرد استئناف مسلسل التطبيع، وإنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية وحسب، بل ايضاً تحقيق هيمنة عسكرية وسياسية مطلقة لدولة الاحتلال في المنطقة، من خلال ضرب جميع حركات المقاومة الوطنية وتحطيم مرتكزاتها، ومن خلال إضعاف الدول والكيانات الوطنية، وجعل بلدان المنطقة منزوعة الإرادة والسلاح، وذات أنظمة هشّة وخاضعة لهيمنة الإمبريالية الأمريكية.

وفي غضون ذلك، تستمر الحرب الكارثية في السودان التي تغذيها التدخلات الإقليمية والدولية منذ اندلاعها في نيسان 2023، وتجلب الويلات على الشعب السوداني والمزيد من الجوع والفقر والمرض، مع مخاطر التقسيم وتبديد ما تبقى من موارد البلاد، وتهديد وحدتها وسيادتها.

تكشف هذه الأوضاع المضطربة تعمق أزمة النظام الرأسمالي العالمي واشتداد تناقضاته البنيوية، رغم محاولاته للتكيف مع المتغيرات الناجمة عن تلك التناقضات. وفي الوقت الذي تنظر فيه الدول الإمبريالية إلى الحروب والتنافس الجيوسياسي كمفاتيح لحل أزماتها الاقتصادية من خلال الهيمنة والاستيلاء على ثروات الشعوب، فإن الواقع يشير إلى تفاقم الفوضى، وبالتالي السير نحو عالم اقل عدالة وأوسع فقراً.

ويزداد هذا المشهد تعقيداً مع إفراغ هياكل المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، من قدرتها على ممارسة سيادتها أو فرض قراراتها. يحدث ذلك في ظل تجاوز أقطاب الصراع للقانون الدولي والقرارات الأممية في العديد من القضايا، ما يعكس حالة من العجز المؤسساتي أمام صراعات الهيمنة وموازين القوى المتغيرة.

سوريا الجديدة.. التحديات والآفاق

إن الانهيار السريع لنظام الأسد في سوريا، مؤشر كبير على عمق الأزمة البنيوية التي أنتجتها سياساته وممارساته، والتي التهمته فيما بعد!

لقد كشف تقدم قوى المعارضة والفصائل المسلحة، وسيطرتها على دمشق بعد أيام من انطلاق حملتها العسكرية، عزلة النظام السابق عن شعبه، وحتى عن مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسة العسكرية الأقرب إليه، حيث انسحب الجيش في مواقع عديدة دون مقاومة!

وكان واضحاً، أن التحرك العسكري للفصائل جرى بتخطيط ودعم أطراف خارجية، أبرزها تركيا التي يبدو واضحا أن لها الآن اليد الطولى في تسيير الأوضاع داخل سوريا في الوقت الراهن، ولم تكن الولايات المتحدة وإسرائيل بعيدتين عما جرى ويجري.

وإذا كان من الصعب التكهن في اتجاه سير الأوضاع والأحداث في سوريا، بسبب تشابك تحديات عديدة داخلية وخارجية، أبرزها الانقسام السياسي البارز على أكثر من مستوى، بين ما يسمى الإدارة الجديدة والإدارة الذاتية للمناطق ذات الأغلبية الكردية، وبين القوى الوطنية، وكذلك نشاط الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي يمكن أن توفر لها المتغيرات السريعة أرضية للتحرك، فضلاً عن التدخلات الخارجية، المتمثلة بأهداف تركيا المعلنة في إنهاء وجود منطقة كردية، ووجود قواعد عسكرية أمريكية وروسية.

ومثلت هذه الأوضاع الاستثنائية، فرصة للاحتلال الصهيوني في شن الهجمات العسكرية ضد قواعد الجيش السوري، بهدف تدمير منشآته وبنيته التحتية، وإضعاف سوريا وتحييدها كي لا تشكل تهديدا لمشاريعه الاستعمارية، التي بانت بشكل أوضح من خلال تحركات قواتها لاحتلال مناطق مجاورة للجولان ودرعا وقريبة حتى من دمشق!

أمام هذا المشهد المعقد، ومساعي ما يُعرف بـ«هيئة تحرير الشام» وفصائل مسلحة معها، للانفراد في الحكم، فإن المرجو هو أن تبادر القوى الوطنية السورية، اليسارية والتقدمية والمدنية الديمقراطية، إلى لعب دور مؤثر في مسار الأحداث لحفظ وحدة سوريا، وتدشين فترة انتقالية تحقن فيها الدماء من عبث مشاريع التفتيت الطائفية والإثنية، وترسم ملامح النظام الديمقراطي الجديد بالاستناد إلى الإرادة الحرة للشعب وحقه في تقرير مصيره، بعيداً عن العنف والإرهاب والتدخلات الأجنبية، وتستعيد السيادة الوطنية المسلوبة.

وإذ ننظر بقلق إلى الأوضاع في الدولة الجارة، فأننا نؤكد دعمنا وإسنادنا للشعب السوري الشقيق في تحقيق طموحاته وتطلعاته في التحرر والاستقرار والعيش الكريم، ولقواه اليسارية وعموم القوى التقدمية والمدنية الديمقراطية والوطنية، التي تواجه تحديات وعوائق موضوعية وذاتية، ولكن على عاتقها تقع مسؤولية المساهمة الجادة في بناء سوريا الجديدة.

العراق في مواجهة التحديات

تلقي هذه الأحداث المتسارعة، المحملة بمشاريع الهيمنة، ومخاطر اتساع نطاق الحرب في المنطقة، بظلالها الثقيلة على العراق.

وإذا كان الحذر من التهديدات الخارجية ضرورة وطنية، فإن الالتفات إلى الجوانب الهشّة في الأوضاع الداخلية ومراجعتها بجدية، والإسراع في معالجتها جذرياً، يمثل حاجة ملحة لا تحتمل التأجيل والمماطلة. وبات واضحاً أن استمرار الأزمة البنيوية الشاملة في العراق، واستمرار المحاصصة والفساد والسلاح خارج سلطة الدولة، يضعف قدرة البلاد على مواجهة المخاطر المحدقة ويزيد من هشاشة الوضع الداخلي.

ولطالما نبه حزبنا - ولا يزال - إلى أضرار استمرار نهج المحاصصة الطائفية والإثنية، على البنية السياسية والاقتصادية للدولة وللنظام السياسي، وعلى النسيج الاجتماعي والوطني. إنه نهج مدمر، يغرق البلاد في مستنقع الفساد، ويعتاش على الانقسامات الاجتماعية، التي تغذيها الصراعات السياسية على النفوذ والثروات.. نهج منتج للأزمات ويعيق تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة.

كان حصاد العراقيين من هذا النهج المقيت، على مدار أكثر من ٢٠ سنة ماضية، حروباً وصراعات سياسية لم تهدأ، وأزمات اقتصادية خانقة أدت إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة، رافقها تراجع حاد في مستوى العديد من الخدمات الأساسية ونقص كبير في البنى التحتية، التي باتت عاجزة عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، ما أنتج أوضاعاً اجتماعية متدهورة، ستظل أجيال الحاضر والمستقبل تدفع تكاليفها الباهظة، ورغم المساعي الحكومية الحالية لتحقيق بعض الإنجازات على الصعيد الخدمي خلال العامين الماضيين، إلا إن ذلك ليس كافياً، ولم يلامس أولويات الناس، ولم يخفف من معاناة الغالبية العظمى من الشعب.

إن سمات التدهور، بانت ملامحها في وقت مبكر، مع محاولات أقلية سياسية «اوليغارشية» إحكام سيطرتها على منظومة الحكم، واحتكارها للقرار السياسي والاقتصادي والإداري في البلد، وفرض هيمنتها ومصالحها الطبقية الضيقة على عموم الشعب، حتى بات ملايين العراقيين غير واثقين بمسار العملية السياسية، المبنية على المحاصصة، وفاقدي اليقين بإمكانية إصلاح المنظومة الحاكمة لذاتها، وهو الأمر الذي عكسته بوضوح المشاركة الضعيفة في الانتخابات.

علاوة على ذلك، أصبحت مظاهر الاحتجاجات مشهداً يومياً مألوفاً في مختلف المدن العراقية، في تعبير صريح عن استياء شعبي واسع من سياسات المنظومة الحاكمة، التي صارت تركن لوصفات «الليبرالية الجديدة» في التعامل مع القضايا الاقتصادية والمعيشية الأشد ارتباطا بحياة المواطنين، ومنها الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والطاقة الكهربائية، التي باتت يجري التعامل معها كسلعة في سياق القطاع الخاص.

الجانب القاتم الآخر في هذه الصورة، ينعكس في الاستحواذ المنظم على أراضي الدولة وعقاراتها، وفي العدد الكبير من «الاستثناءات» التي منحها مجلس الوزراء خلال العامين ٢٠٢٣ و٢٠٢٤ لمشاريع استثمارية، بعيداً عن ضوابط التعاقد المشروعة قانوناً، ما انعكس في ارتفاع تكاليفها وأثار تساؤلات بشأن شفافية هذه التعاقدات، كما هو الحال بالنسبة لمشاريع المجمعات السكنية التي لا تخدم الشرائح الفقيرة وذات الدخل المحدود من السكان!

تلك السياسات – وأمثلتها السيئة لا حصر لها - غير المرتبطة بالاحتياجات الحقيقية لأوسع شرائح شعبنا، وما يرافقها من أوضاع مستجدة في المنطقة، توفر دون شك أرضية خصبة لنمو الجماعات الإرهابية والمتطرفة، التي لا يزال خطرها قائماً ولم ينتهِ تماماً. وتوفر فرصاً مثالية للتدخلات الخارجية، وتنفيذ المشاريع والأجندات المعادية، وتخلق ثغرات واسعة تسهّل مرور كل ما يشكل تهديداً داخلياً أو خارجياً على أمن البلاد واستقرارها.

نحو فضاء وطني واسع

بات من الضروري اتخاذ خطوات عملية وجدية لتجنيب العراق مزيداً من التداعيات، وتعزيز قدراته على مواجهة المخاطر والتحديات المتزايدة ولدرء التدخلات الخارجية وأجنداتها المعادية لمصالح شعبنا. ويتطلب ذلك الخلاص من النهج الذي يعرقل التوصل إلى حلول جذرية للأزمات، ألا وهو نهج المحاصصة.

يتحقق هذا الهدف، من خلال العمل على خلق فضاء وطني واسع؛ بمعنى بيئة سياسية ومجتمعية، مدركة للأهداف الوطنية واجبة التحقق بعيداً عن أي مصالح وأجندات فئوية ضيقة، بما يشكل قطيعة مع النهج السائد حاليا في إدارة نظام الحكم.

ولا بد لـ(الفضاء الوطني) هذا، أن يرتكز على قاعدة سياسية وشعبية متطلعة للتغيير الحقيقي المنشود.

تأسيساً على ذلك، فإن كافة القوى السياسية والشخصيات المدنية الديمقراطية والوطنية والفعاليات المجتمعية المتطلعة للتغيير، مدعوة لإطلاق حوار واسع يستهدف إعادة النظر بالعملية السياسية التي أفضت إلى طريق مسدود جراء تعمق الأزمة البنيوية لمنظومة المحاصصة والفساد، بما يمهد الطريق لقيام الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، أساسها المواطنة والعدالة الاجتماعية، ويسودها القانون والعيش المشترك بين كافة أطياف الشعب العراقي.

حصر السلاح بيد الدولة

إن مشروع تعزيز بناء الدولة، يستلزم التأكيد على أهمية الشروع العاجل في حصر السلاح بيد الدولة، وحظر نشاط أي تشكيل أو فصيل مسلح خارج إطار القانون وذلك وفقا لما تقضي به المادة 9 - أولاً (ب) من الدستور [يحظر تكوين ميليشيات عسكرية خارج اطار القوات المسلحة]. وتطبيق قانون الأحزاب الذي يحظر على الكيانات السياسية إنشاء مجاميع مسلحة او ترتبط بها بشكل مباشر او غير مباشر. لذا، فإن الحكومة مطالبة بأخذ دورها في ذلك، إلى جانب تقوية المؤسسة العسكرية وبنائها على أساس المواطنة والولاء للوطن، والتصدي بحزم لأية ممارسة مثيرة للنعرات الطائفية في صفوفها، وتسليم أجهزة الأمن الداخلية، مهام حماية المدن، بدلا من أي قوات أخرى، لاسيما في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي التي تشهد توترات ما تلبث تظهر بين فترة وأخرى.

وفي هذا السياق، نرى ضرورة تعزيز عملية اندماج قوات متطوعي الحشد الشعبي بالقوات المسلحة، بما يضمن وحدة القيادة والسيطرة تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة، بعيدا عن أية مؤثرات سياسية خارجية، وحفاظًا على حقوق وتضحيات المقاتلين.

وفي سياق متصل، يرى حزبنا الشيوعي العراقي، أن «المقاومة» مبدأ وفعل سياسي وإنساني نبيل، ووسيلة للدفاع وصد العدوان وإنهاء الاحتلال. وتأخذ المقاومة أشكالا نضالية عديدة، منها ما يأخذ شكل الكفاح المسلح، ومنها ما هو سياسي ومجتمعي.

ولقد أكدت الوقائع التي شهدناها في الأشهر الأخيرة، حقيقة أن «المقاومة» لا يمكن أن تختزل في طائفة او جماعة، إنما ينبغي العمل لأن تكون ذات طابع وطني أوسع وأشمل.

ويرى الشيوعيون العراقيون، أن مشروع بناء الدولة العراقية المدنية الديمقراطية الاتحادية، المستقلة وكاملة السيادة، يمثل حائط صد منيع أمام المشروع الإسرائيلي التوسعي في المنطقة، وضمانة حقيقية لمواصلة الدفاع عن القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.

إنّ خط الدفاع الأول ضد المخاطر المحدقة بالعراق، يتمثل في تعزيز قوة الجبهة الداخلية، وترسيخ الوحدة الوطنية والمواطنة الحقيقية. وهذه الخطوات ليست فقط ضمانة للاستقرار الداخلي، بل هي أيضاً ركيزة أساسية لمنع ارتدادات الأوضاع الخطيرة في المنطقة، وحماية المصالح الوطنية في ظل الأزمات الدولية والإقليمية المتلاحقة.

المطلوب إجراءات ملموسة

إنّ كل ذلك يستدعي اتخاذ إجراءات جذرية ملموسة لتمكين بلادنا من عبور نفق الأزمات، ومن تلك الإجراءات:

- ضرورة إعادة النظر بالعملية السياسية، والتخلي عن المحاصصة الطائفية والإثنية كنهج لإدارة الدولة، والشروع في مسار جديد يفتح الطريق إلى التغيير الديمقراطي الحقيقي في منهجية إدارة الحكم وقيامها على أساس المواطنة والكفاءة والنزاهة .

- توسيع المشاركة السياسية في صناعة القرار عبر الحوار الوطني والتشاور السياسي، وعدم احتكارها، والتخلي عن الملفات والقرارات المثيرة للفرقة والانقسام، بما يعزز الفضاء الوطني الجامع، ومثال ذلك مساعي تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ لسنة ١٩٦٩.

- إيقاف هدر المال العام، واتخاذ خطوات عاجلة وحازمة لمحاسبة الفاسدين، بما في ذلك كبارهم، واسترجاع الأموال المنهوبة، ووضع حد للإفلات من العقاب .

- إطلاق مبادرات المصالحة الوطنية المجتمعية، لا الفوقية، ومنح الأقليات الدينية والقومية حقوقا تعزز شعورها بالانتماء الوطني، ومعالجة أوضاعها في مناطقها لاسيما في محافظتي نينوى وكركوك، وبالأخص معالجة أوضاع مدينة سنجار بما يحقق الأمان والاستقرار لسكانها من أبناء شعبنا الايزيديين.

- إعادة النظر في وضع هيئة المساءلة والعدالة، التي تأسست بوصفها هيئة انتقالية مؤقتة، وتحويل مهامها للسلطة القضائية، ومنع استخدام ملفاتها بانتقائية للأقصاء أو التهميش.

- تشريع قانون منصف وعادل للعفو عن السجناء، يستثنى منه من ثبت ارتكابه جرائم جنائية وإرهابية، والمتهمين بقضايا فساد او سرقة المال العام، ومعالجة قضايا الموقوفين.

- معالجة جدية لأوضاع النازحين والمهجرين وفق جدول زمني لإنهاء معاناتهم، وتأمين حياة كريمة للعائدين منهم إلى مناطقهم، والاهتمام بملف التعويضات بما يحقق العدالة ويمنع الفساد عنها.

- الغاء كافة القوانين والتعليمات التي تحد من التعبير عن الرأي والمعتقد، وتسعى الى تضييق الحياة الديمقراطية، بما يعزز من المشاركة الشعبية في رسم سياسات الدولة.

- إصلاح المنظومة الانتخابية بما يضمن إجراء مفوضية الانتخابات العليا المستقلة لانتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة، وفي ظل قانون انتخابي عادل، وإبعاد العملية الانتخابية عن سطوة السلاح والمال السياسي، وعن توظيف مواقع السلطة والنفوذ، وتفعيل قانون الأحزاب السياسية، وخلق بيئة آمنة تؤمن مشاركة واسعة.

- معالجة المشكلات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان بروح المسؤولية، وفقاً للدستور الاتحادي، وتشريع القوانين اللازمة التي تعالج جذور الأزمات.

- اعتماد سياسة خارجية تستند إلى مصالح العراق العليا، بعيداً عن أي تأثيرات إقليمية أو دولية، بما يحفظ وحدة وسلامة الأراضي العراقية، ويصون القرار الوطني المستقل.

- السعي إلى استكمال السيادة العراقية، عبر انهاء كافة اشكال التواجد العسكري الأجنبي في أراضينا.

الشيوعيون والمهام الراهنة

يعمل حزبنا على استنهاض القوى الحية في المجتمع، سواء على المستوى الشعبي أو السياسي، لتحقيق المشروع الوطني الديمقراطي الذي تطورت ملامحه عبر فترات مختلفة، مع التأكيد على تطويره بما يتلاءم مع مستجدات الوضع الراهن.

وفي ظل المرحلة الراهنة الدقيقة والحساسة، يقع على عاتق الشيوعيين مجموعة من المهام الحيوية والملحة، ومنها:

  • إدراك طبيعة المرحلة الحالية، بما تحمله من تحديات ومخاطر، وكذلك الأفق الذي يمكن البناء عليه لتحقيق التغيير المنشود.
  • التأكيد على الخطاب الوطني الجامع، ونبذ كل ما يؤجج الطائفية والإثنية والانقسام المجتمعي.
  • حشد أوسع قوى سياسية وشعبية بهدف الخلاص من نهج المحاصصة وكسر احتكار السلطة وتغيير موازين القوى، وصولا إلى تحقيق التغيير الشامل.
  • تعزيز دور التيار الديمقراطي، بأبعاده السياسية والاجتماعية واليسارية، وتوسيع قاعدته الجماهيرية ونطاق أنشطته وعلاقاته مع مختلف القوى الاجتماعية والسياسية.
  • توطيد العلاقة مع القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية المتطلعة والعاملة من اجل التغيير الوطني الديمقراطي الشامل والمدركة لتحديات المرحلة.
  • العمل على تنمية مختلف أشكال الحراك الشعبي والجماهيري وتعزيز العلاقة مع الجماعات الاحتجاجية المدنية والتنسيقيات المهنية، وفهم مطالبها العادلة والمساهمة في تنظيم التحركات الاحتجاجية السلمية بما يدفع نحو تحقيق هذه المطالب.
  • الاستمرار في حملة الدفاع عن قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ لسنة ١٩٦٩، التي لاقت اهتماما شعبيا وسياسيا كبيرا، وحققت نجاحات.
  • الإعداد الجيد للمشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية القادمة، واعتبار الاستعداد لها مهمة أساسية.
  • التصدي بقوة لمحاولات التضييق على الممارسات الديمقراطية وحقوق الإنسان، ورفض تقييد حرية التعبير أو مصادرة حقوق المواطنين الدستورية.
  • التأكيد على اعتماد سياسة خارجية متوازنة ومستقلة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
  • مواصلة دعم الشعب الفلسطيني لوقف حرب الإبادة في غزة ومن اجل نيل حقوقه المشروعة بإقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس، ومساندة الشعبين اللبناني والسوري ضد العدوان والاحتلال الصهيوني الغاشم ولاستعادة السيادة الوطنية، والتضامن مع الشعب السوداني لوقف الحرب الكارثية وتحقيق السلام وبناء دولته المدنية الديمقراطية. ودعم كل شعوب المنطقة ونضالاتها من اجل وقف الحروب والصراعات، وإقامة أنظمة وطنية ديمقراطية، وتحقيق الرفاهية والتقدم.

هذه المهام الراهنة وغيرها، تضع الشيوعيين العراقيين في مقدمة المدافعين عن المصالح العليا للشعب والوطن، وهي مسؤولية طالما تحملها الحزب، وناضل بثبات من اجل تحقيقها.

*******************************************************

الصفحة الخامسة

الأمان والاستقرار في الصدارة أمنيات العراقيين في العام الجديد.. هل تتحقق؟!

متابعة – طريق الشعب

يأمل العراقيون أن يكون العام الجديد بدايةًَ تحولات إيجابية في حياتهم، سواء على المستوى الشخصي أم العام. وتعكس أمنياتهم تطلعات نحو السلام والاستقرار، ليس في بلادهم فقط، بل في عموم المنطقة العربية، حيث تعاني شعوب عديدة من مشكلات كبيرة جراء عدم الاستقرار الأمني.

وفي ليلة رأس السنة الثلاثاء الماضي، خرج العراقيون في مختلف مدن البلاد بكثافة إلى الشوارع، مبتهجين بقدوم العام الجديد ومعبرين عن تلك البهجة باحتفالات وفعاليات منوعة، ما عكس تمسكهم بالحياة وتطلعهم إلى غد أفضل، بالرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة والمآسي التي تمر بها شرائح واسعة منهم. وفي ظل التحديات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية والأمنية المختلفة، يتمنى الكثيرون منهم أن تتغير أوضاع البلاد وظروفهم الشخصية إلى الأحسن، ويأملون أيضا أن تنجلي الأزمات المخيمة اليوم على العديد من بلدان المنطقة، التي تعيش منذ أكثر من عام ظروفا عصيبة، خصوصاً بسبب العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، والتحول الكبير الذي شهدته سورية، والأوضاع التي تزداد توتراً في اليمن، وغير ذلك.

نهاية الحروب والصراعات

محمد علي (32 سنة)، وهو موظف حكومي، يتمنى ان يشكل العام الجديد "نهاية للحروب والصراعات التي عانيناها ونعانيها نحن وشعوب المنطقة منذ سنوات طويلة".

ويضيف في حديث صحفي قائلا: "نحن في حاجة ماسة إلى السلام، سواء في العراق أم في المنطقة بعامة. أود أن أرى المهجرين، العراقيين والعرب، وهم يعودون إلى مدنهم وبيوتهم. فهذا حق أساسي لكل إنسان". أما شيماء حسن (47 سنة)، وتعمل في المجال الإنساني، فتصف أوضاع العائلات المهجرة في مخيمات النزوح  بـ"المأساة".

وتتمنى في حديث صحفي أن "تنتهي مأساة التهجير التي فرقت بين العائلات.. قلبي يتمزق على أولئك الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات. كثيراً ما زرتهم برفقة منظمات مدنية لتقديم مساعدات لهم".

وتتابع قولها: "أحلم أن يعود الجميع إلى بيوتهم، وأن يعود العراق بلداً يحتضن كل أبنائه".

وبحسب وزارة الهجرة والمهجرين، يبلغ عدد المهجرين في مخيمات النزوح في البلاد 32 ألف عائلة، قوام أفرادها يقارب 154 ألفاً، وهم موجودون في 24 مخيماً.

مستقبل مشرق

كعادتهم، يحلم الشباب العراقيون، لا سيما خريجو الجامعات، بمستقبل مشرق، آملين أن تنتهي أزمة البطالة التي تعصف بالبلاد.

تقول الطالبة الجامعية سارة كريم: "نطمح إلى مستقبل أفضل. أتمنى أن يكون العام الجديد مليئاً بالفرص، سواء في التعليم أم في العمل".

وتضيف في حديث صحفي قولها: "أريد أن أرى بلدنا يتقدم، وأن نتمكن من تحقيق أحلامنا من دون الحاجة إلى الهجرة.

أحلم بأن أرى بلدي آمناً ومستقراً. أريد أن أكمل دراستي الجامعية في بلدي وأعمل على تطوير نفسي لخدمته. نحن الشباب نحتاج إلى دعم أكبر لتحقيق طموحاتنا".

وترى أن تحسين التعليم وإيجاد فرص عمل للشباب هما من الأولويات التي تتمنى أن تعمل عليهما الحكومة.

وبلغت نسبة البطالة وفق آخر مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء عام 2021، 16.5 في المائة. وسجلت نسبة البطالة بين النساء ارتفاعا بواقع 28 في المائة، بينما كانت لدى الرجال 14 في المائة.

تحسين الوضع المعيشي

من جهته، يتمنى أحمد السامرائي (45 سنة)، وهو صاحب متجر لبيع الأدوات الصحية، ان يتحسّن الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل أكبر، نظرا لما يمتلكه من ثروات هائلة وقدرات بشرية، وأن ينعكس ذلك التحسّن في الوضع المعيشي للعائلات.

ويوضح في حديث صحفي ان "وضع بلدنا الاقتصادي الحالي يجعلنا نعاني يومياً في توفير احتياجاتنا الأساسية. أريد أن أرى إصلاحات اقتصادية حقيقية تساعد أصحاب الأعمال الصغيرة مثلنا على النمو والازدهار".

خدمات متطورة

يعاني العراق منذ سنوات طويلة، تدهورا في البنى التحتية ونقصا كبيرا في الكثير منها. إذ يحتاج إلى عشرات الآلاف من المدارس والمستشفيات وأماكن الترفيه والخدمات البلدية، فضلا عن تطوير شبكات الكهرباء والماء والمجاري. وبسبب ذلك التدهور، كثيراً ما خرج العراقيون في تظاهرات للمطالبة بتحسين الخدمات.

علي جواد (72 سنة)، وهو مدرس متقاعد، يقول في حديث صحفي انه عاش فترة من عمره كان العراق خلالها متطوراً في ما يتعلق بالبنى التحتية التي يراها "أساساً لبناء الإنسان"، متمنيا أن "يعود العراق إلى أيامه الذهبية. نحن شعب عانى كثيراً، وآن الأوان أن نحيا حياة كريمة.

أريد أن أرى تطورات في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية".

ولأن التعليم هو الأساس الأول لبناء أجيال تنهض بالوطن، تتمنى هدى فاضل (35 سنة)، في العام الجديد، أن يتمكّن كل طفل في العراق من الذهاب إلى المدرسة.

كما تتمنى أن تكون هناك خطوات جدية لتحسين أوضاع النساء، سواء في العمل ام في الحياة الاجتماعية.

الاهتمام بالوضع الصحي

أما منى عبد الله (40 سنة)، وهي ممرضة، فتقول انها مطلعة على الواقع الصحي في البلاد وتراه "مزريا"، مشيرة إلى أن الصحة أولوية في تقدم الشعوب.

وتتمنى منى أن يتحسّن الوضع الصحي "فنحن نعمل في مستشفيات تعاني نقصا في المعدات والإمكانيات. أريد أن أرى مستشفيات حديثة، وخدمات صحية تليق بالمواطن العراقي".

مكافحة الفقر

إحدى أبرز المشكلات التي يعانيها العراقيون هي الفقر، الذي كان ولا يزال يشكل عقبة كبيرة لم تنجح الحكومات في تجاوزها.

وتبلغ نسبة الفقر البلاد 16.5 في المائة - وفقاً لبيانات صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء. فيما يرى مراقبون أن النسبة أكبر من ذلك.

يقول الطفل أحمد جعفر (11 سنة)، الذي ينتمي إلى عائلة فقيرة، انه يتمنى أن يكون العام 2025 عام الخلاص من الفقر.

ويضيف: "أتمنى أن يتحسّن حال والدي، ويحصل على عمل مريح ينقذ عائلتنا من هذه الظروف الصعبة".

بينما تقول شهد عبد الحميد (38 سنة)، التي تعمل بائعة في متجر للملابس النسائية، أن التخلص من الفقر هو حلم شريحة كبيرة من العراقيين. وترى أن "القضاء على الفقر ربما يقضي على معظم مشكلاتنا"!

القضاء على السلاح المنفلت

إلى ذلك، يتمنى المواطن محمد قربج في العام الجديد، أن تختفي مظاهر السلاح خارج إطار الدولة.

ويقول لـ"طريق الشعب"، أن "السلاح المنفلت بات أكثر ما يُقلق العراقيين اليوم. فبسببه شهدنا خلال السنوات السابقة جرائم كثيرة مؤسفة راح ضحيتها أناس أبرياء".

ويشير قربج إلى أن "خطورة السلاح المنفلت لا تقتصر على المواطن، إنما تتعدى ذلك إلى الدولة وقراراتها، وتمتد أيضا إلى الدول المجاورة. وان هذا السلاح يجعل العراق بلدا غير مستقر، وفاقد السيادة أمام العالم، وغير جاذب سياحيا، في الوقت الذي اختيرت فيه بغداد عاصمة للسياحة العربية للعام 2025"!

*****************************************************

استياء وظيفي من توقيتات الدوام الرسمي

متابعة – طريق الشعب

يعيش الكثيرون من الموظفين والطلبة حالة تذمر، نتيجة تغيير توقيتات الدوام الرسمي التي جرى تطبيقها مطلع أيلول العام الفائت في بغداد.

ويذكر بعض الموظفين في احاديث صحفية، أن هذه التوقيتات تركت آثارا سلبية متعددة على حياتهم المهنية والشخصية، وبالرغم من كونها تهدف إلى تحسين سير العمل والتخفيف من ازدحامات الشوارع، إلا انها لم تثبت جدواها. 

وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء قد وضعت توقيتات مختلفة لدوام الموظفين والطلبة، سعيا لتخفيف الاختناقات المرورية في فترتي بداية الدوام وانتهائه. إذ حددت بداية دوام الدوائر الحكومية بثلاثة أوقات، السابعة والثامنة والتاسعة صباحا.

فيما قررت أن يبدأ دوام الجامعات في العاشرة صباحا. ويلفت الموظفون إلى ان التعديلات الجديدة سببت تحديات يومية تعيق تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

إذ يعود كثيرون منهم إلى منازلهم في ساعات متأخرة، وبينهم موظفات يصلن إلى البيوت متأخرات ولا يجدن وقتاً كافياً للعناية بأسرهن أو حتى للراحة، ما يضاعف شعورهن بالإرهاق. ويؤكد عدد من الموظفين أن التوقيتات الجديدة لها آثار نفسية وجسدية على الموظف، الأمر الذي يؤثر سلبا على كفاءته الوظيفية، ويسبب له مزيدا من الضغوط الأسرية والاجتماعية.

ويطالب الموظفون رئيس الوزراء بالنظر في إعادة أوقات الدوام إلى طبيعتها السابقة، بما يحقق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، داعين إلى دراسة إمكانية تطبيق نظام الدوام المرن، لتخفيف الازدحامات المرورية وتوزيع الموظفين بشكل أفضل.

**********************************************

الشطرة مواطنون يطالبون بعدم نقل أبنائهم إلى مدارس بعيدة

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من أهالي حي الفتاحية في قضاء الشطرة، دائرة التربية والقائم مقامية، بعدم نقل أبنائهم الطلبة والتلاميذ إلى مدارس بعيدة عن الحي، بعد إحالة بنايتي "متوسطة المجد" و"مدرسة المشرق العربي" للبنات، إلى التأهيل.

وقال الأهالي في حديث صحفي، أن طلبة المدرستين تم نقلهم إلى مدارس في منطقة (حاوي العباس) لحين إتمام أعمال التأهيل، إلا ان هناك "تحركات" لنقل مدرسة البنات إلى منطقة أخرى قرب "مستشفى الحوراء"، بعيدة عن حيّهم، مشيرين إلى ان نقل بناتهم إلى تلك المنطقة سيفرض عليهم تأمين أجور نقلهن، وهم معظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود.

ودعا الأهالي الجهات المعنية إلى الإبقاء على بناتهم في المدرسة الحالية، لحين تأهيل بناية مدرستهن.

**********************************************

في الأنبار تذمر من ارتفاع سعر الأمبير

متابعة – طريق الشعب

يُبدي العديد من أهالي محافظة الأنبار تذمرهم من ارتفاع سعر الأمبير لدى المولدات الأهلية، إثر أزمة الكهرباء المتواصلة منذ أكثر من شهر نتيجة انقطاع الغاز الإيراني عن محطات التوليد، مبينين أن بعض أصحاب المولدات يستوفي من المشتركين مبلغ 25 ألف دينار عن الأمبير الواحد!

وعبر منشورات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب الكثيرون من أهالي الأنبار ومدنها، عن سخطهم على الجهات الحكومية، محملين إياها مسؤولية تمادي أصحاب المولدات في زيادة التسعيرة. في حديث صحفي، يفيد الناشط عبد الله الفهد، بأنه "منذ سنوات والحكومة المحلية في الأنبار، وتحديدا في مدينة الرمادي، لم تعالج مشكلة ارتفاع أجور المولدات، لا في فصل الشتاء، ولا في الصيف"، مبيناً انه "في هذا الشهر بلغ سعر الأمبير 25 ألف دينار، ما يشكل عبئا إضافيا كبيرا على المواطن، خاصة الفقير وذو الدخل المحدود".

وفيما يعزو أصحاب مولدات رفع أجور الاشتراك إلى كثرة انقطاع الكهرباء الوطنية، وقلة تجهيزهم بالوقود المدعوم من الحكومة، تقرّ السلطات المحلية بوجود أزمة وقود سببها تحديات لوجستية وتقنية. وأخيرا عقد قائم مقام الرمادي صادق جميل مؤتمراً صحفياً شرح فيه أسباب ارتفاع تسعيرة المولدات الأهلية، بحضور الدوائر ذات العلاقة وأصحاب المولدات. وأوضح في المؤتمر أن سبب ارتفاع السعر يعود إلى نقص مادة الكاز وانقطاع التيار الكهربائي من المصدر لفترات تصل إلى 16 ساعة يوميا. من جانبه، ينوّه رئيس رابطة المولدات الأهلية، سمير جواد، إلى أن أصحاب المولدات باتوا يضطرون إلى شراء الكاز من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، الأمر الذي يجبرهم على زيادة سعر الأمبير، تلافيا للخسائر المالية.

إلى ذلك، يلفت المواطن وليد الذيابي إلى ان تسعيرة المولدات تختلف بين مدينة وأخرى، مضيفا في حديث صحفي ان التفاوت في التسعيرة يثير استياء المواطنين ويعكس غياب العدالة في الخدمات العامة. ويشير المواطن إلى ان هذا الوضع يثير تساؤلات حول مدى جدية الحكومة المحلية في التعامل مع معاناة الناس، وسط اتهامات بضعف التخطيط وسوء الإدارة.

*************************************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والألم تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الوسط الثقافي والفني وعائلة ومحبي الفنان المسرحي قصي البصري، برحيله في منفاه في الولايات المتحدة الأمريكية، إثر مرض عضال.

والفقيد هو من أخرج أوبريت "بيادر خير" عام 1969 وأوبريت "المطرقة" عام 1970، وكان قريباً جداً من الشيوعيين وصديقاً صدوقاً لهم. كما كانت له اعمال ابداعية كثيرة في البصرة وبغداد، منها تقديم البرامج التلفزيونية والتمثيل والغناء أحياناً، اضافة الى الاخراج. وقد نال جوائز عديدة تقديرا لمساهماته في أعمال فنية داخل الوطن وخارجه.

للفنان الراحل الذكر العطر ولذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.

  • يعزي شيوعيو قضاء أبي الخصيب عائلة الرفيق رحيم حمزة (أبو بهاء)، برحيله.

له الذكر الطيب ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى الرفيق بهاء أحمد طه بوفاة شقيقه الرفيق د. رياض احمد طه (طبيب الفقراء)، بعد مسيرة علمية وانسانية وثقافية ووطنية مشرقة، وهو من الوجوه والشخصيات المعروفة في الشطرة .

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المدحتية ومعها اللجنة المحلية للحزب في محافظة بابل، عشيرة العويديين بوفاة الرفيقين عبد الواحد صاحب وحسين غريب صبار، اللذين أفنيا زهرتي شبابهما في التعليم والنضال في صفوف الحزب من أجل "وطن حر وشعب سعيد".

الذكر الطيب للفقيدين، وخالص العزاء والمواساة لأسرتيهما ولرفاقهما في المدحتية وفي عموم المحافظة.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية الإمام وقضاء المحاويل، ومعها اللجنة المحلية للحزب في محافظة بابل، الرفيق خليل إبراهيم (ابو فراس) بوفاة ولده اثناء ادائه واجبه في دائرة الكهرباء.

للفقيد الذكر الطيب ولأسرته خالص العزاء والمواساة.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط صديق الحزب عبد العال محمد عبد الله، الملقب (محمد المصري)، وهو من جمهورية مصر الشقيقة، الذي توفي إثر نوبة قلبية مفاجئة.

برحيل الصديق المصري فقدت مدينة الكوت وجها طيبا وقف على الدوام داعما ومساندا للقضايا الوطنية والمدنية.

وكان الفقيد موضع اعتزاز الجميع. حيث أصبحت مقهاه الشعبية التي كان يديرها ويعمل فيها في منطقة المشروع، مكانا للقاء الوطنيين والمدنيين وثوار انتفاضة تشرين.

وقدم محمد المصري إلى العراق عام 1984، وسكن في مدينة الكوت، وأصبح أخا للجميع في المدينة، وحظي بالمحبة والاعتزاز.

له الذكر الطيب ولجميع معارفه ومحبيه الصبر والسلوان.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق إحسان باشا لفتة العتابي، بوفاة خاله حسن رزوقي محسن الجعيفري.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.

*******************************************************

الصفحة السادسة

ما زال يحاول فك شِفراتها المعقدة يسار 2024.. تحديات جديدة هائلة ونجاحات محدودة

رشيد غويلب

يعد العام المنقضي، واحدا من أصعب الأعوام في الألفية الثالثة على قوى اليسار والتقدم في العالم، نظرا للتحديات الجديدة التي طرحتها الصراعات التي دارت فيه، وخصوصا في منطقة الشرق الاوسط، حيث بدأت إسرائيل حرب إبادة جماعية منظمة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني على خلفية هجوم حماس في 7 تشرين الثاني، والتطورات التي تبعتها، ولعل آخرها اسقاط نظام الأسد في سوريا، ومضي الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وحلفاؤهما في المنطقة في تنفيذ ما يسمى بمشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يضمن هيمنة أمريكية ودور محوري إسرائيلي في تنفيذها. إن ما عاشته شعوب المنطقة عكس هيمنة التفوق التكنلوجي العسكري، وبوحشية غير مسبوقة على مقدرات الشعوب. لقد اثبتت الأحداث إمكانية التوصل في السر والعلن إلى صفقات بين المراكز الإمبريالية المتصارعة في الغرب والشرق، وبمشاركة امتداداتها الإقليمية، وبالتالي خطل المراهنات على هذا الطرف او ذاك وضرورة العودة على بناء الذات شعوبا وقوى تحرر في سبيل الحد من هذا التغول.

إلى جانب ذلك شهد عام 2024، استمرار نجاحات اليمين المتطرف في العديد من بلدان العالم، ووصول عدد من قواه إلى السلطة في بلدان أوربية وأخرى في أمريكا اللاتينية، وكان العنوان الأبرز هو عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خلال الأسابيع المقبلة.

لقد واجهت قوى اليسار العالمي عموما تحديين أساسيين هما الاختلاف بدرجات متباينة بشأن الموقف من القضية الفلسطينية، والحرب الدائرة في أوكرانيا، والتي دخلت يومها الألف خلال عام 2024.

من جانب آخر عاشت قوى اليسار صراعات داخلية تمخضت عن انشقاق كبير في حزب اليسار الألماني وتراجعه انتخابيا، بعد أن كان واحدا من أهم قوى اليسار في أوربا، وكذلك الصراعات التي تصاعدت في معسكر اليسار في إسبانيا، وأخير تأسيس حزب ثان لقوى اليسار ألأوربي باسم "تحالف اليسار الأوروبي من أجل الناس والكوكب"، إلى جانب "حزب اليسار الأوربي" الذي احتفل بالذكرى العشرين لتأسيسه هذا العام. وعلى الرغم من ذلك حافظت كتلة اليسار على وحدتها لحد الآن.

لكن هذا لا يعني أن الصورة قاتمة على الإطلاق، لقد شهد هذا العام عددا من النجاحات التي لا يستهان بها ومنها: فوز تحالف اليسار الفرنسي في الانتخابات المبكرة، على حساب معسكري اليمين التقليدي والمتطرف، واستمرار النجاحات الانتخابية المتميزة لحزب العمل البلجيكي، ونجاحات الحزب الشيوعي النمساوي المحلية، واستمرا اليسار في حكم المكسيك وعودته إلى الحكومة في أورغواي، وحفاظ اعضاء "الفرقة التقدمية" على مواقعهم في الكونغرس الامريكي، على الرغم من هزيمة الحزب الديمقراطي، وعودة ترامب لرئاسة الولايات المتحدة. وفي آسيا يعد فوز اليسار السريلانكي برئاسة الجمهورية والانتخابات البرلمانية علامة فارقة، طرحت على اليسار تحديا كبيرا يتمثل في إمكانية الإفلات من قبضة صندوق النقد والمؤسسات المالية العالمية.

وحفاظا على التقليد الذي بدأناه منذ سنوات نقدم عرضا لأهم محطات اليسار التي تابعتها "طريق الشعب" خلال العام، مع التأكيد أن هذا العرض لا يغطي كل ما شهدته ساحة اليسار العالمي. 

الحزب الشيوعي الياباني قيادة جديدة وبرنامج معاصر

خلال أيام 13 – 18 كانون الثاني، استضافت إحدى المدن القريبة من العاصمة اليابانية طوكيو أعمال المؤتمر التاسع والعشرين للحزب الشيوعي الياباني الذي شارك في أعماله قرابة 800 مندوب. وجاء انعقاد المؤتمر في وقت يتعرض فيه الحزب لضغوط كبيرة. في انتخابات 2022 العامة، انخفض عدد مقاعد الحزب إلى عشرة مقاعد، بدلا من اثني عشر معقدا في الدورة السابقة. ويعاني الحزب من تناقص عضويته، وتقدم سن الكثيرين منهم. لذلك رافق الترقب أعمال المؤتمر ونتائجه. وقبيل انعقاد المؤتمر ناقشت قيادة الحزب أفكارا بشأن تجديد قوامها. لقد استمر “شي كازو” رئيساً للحزب لأكثر من 23 عاماً وهو أمر نادر الحدوث في المشهد الحزبي في البلاد.

تم انتخاب نائبة رئيس الحزب السابقة تامورا توموكو رئيسة جديدة للحزب، وهي أول امرأة تنتخب لهذه الموقع القيادي الهام.

وفي المؤتمر الصحفي، الذي عقد بعد نهاية أعمال المؤتمر، عبرت قيادة الحزب عن توجه نضالي. قالت تامورا إنها تريد بناء حزب أكبر. والهدف المعلن طموح جدا: في الانتخابات العامة المقبلة، يريد الحزب الشيوعي الحصول على 6.5 مليون صوت، أي مضاعفة أصواته التي حصل عليها في انتخابات عام 2021. ويريد الحزب تحقيق ذلك بواسطة توسيع النشاط العام وكسب أعضاء جدد.

الذكرى المئوية لرحيل لينين

إن عدم ترك لينين للأعداء حتى بعد مرور 100 عام على وفاته فيه فائدة هامة لليسار"تحالف اليسار الأوروبي من أجل البشر والكوكب". يتعلق الأمر بالتعلم من لينين ومن نتائج تعامله. وهذا يشمل معرفة ارتداد الوسائل والغايات، وأهمية ذلك الحد من الإنسانية الذي لا يُسمح لليساريين بتجاوزه، من أجل أنفسهم وأهدافهم. لأنه، وكما كتبت روزا لوكسمبورغ في عام 1918، في إشارة للثورة الروسية، فإن الطاقة الثورية لا تشكل في حد ذاتها «الروح الحقيقية للاشتراكية»، بل بارتباط لا ينفصم مع «الإنسانية الأكثر عطاءً".

قيادية يسارية للحكومة في إيرلندا الشمالية

كان السبت الثالث من شباط تاريخيا في الحياة السياسية في إيرلندا الشمالية، حيث ألقت القيادية في حزب شين فين اليساري ميشيل أونيل خطابها الأول في البرلمان، باعتبارها أول امرأة، منذ تأسيس إيرلندا الشمالية قبل 103 أعوام، تقود الحكومة في البلاد. وأونيل هي نائبة رئيس حزب الشين فين اليساري، الملتزم بإعادة التوحيد مع جمهورية إيرلندا. وقالت في خطاب تنصيبها “هذا يوم تاريخي يمثل فجرا جديدا”.

نجاح تاريخي آخر للشيوعي النمساوي في مدينة سالزبورغ جرت انتخابات المجالس المحلية في ولاية سالزبورغ النمساوية في 10 آذار.

في حملته الانتخابية في عام 2006 رفع الحزب الشيوعي النمساوي شعار: «موزارت سيصوت للحزب الشيوعي النمساوي»، في ذلك الوقت، حقق الحزب نجاحا محدودا. لكن الأمر كان مختلفاً تماماً في الانتخابات هذه المرة. ان ما حققه الحزب هذه المرة كان تاريخيا، اذ حصد الموقع الثاني في انتخابات المجلس البلدي، وحصل على 23,1 في المائة، وجاء مرشحه لمنصب عمدة المدينة ثانيا بحصوله على 28 في المائة.

وبهذه النتيجة قفزت قائمة «الحزب الشيوعي النمساوي +»، من مقعد واحد في المجلس البلدي عام 2019، إلى القوة الثانية في المجلس وبعشرة مقاعد.

وفي انتخابات المجلس البلدي لمدينة إنسبروك عاصمة ولاية تيرول النمساوية، التي جرت في 14 نيسان، أكد الحزب الشيوعي النمساوي أن سلسلة نجاحاته الانتخابية لا تنحصر في مدينة واحدة، وبإمكانها ان تستمر، وان الحزب تحول إلى قوى وطنية صاعدة.

لقد حصل الحزب على 6,7 في المائة منحته 3 مقاعد، وعاد إلى مجلس المدينة، بعد قرابة 60 عاما. وحصلت القائمة البديلة، التي كانت متحالفة مع الشيوعيين في انتخابات 2018 على 4,8 في المائة، منحتها مقعدين.

قبل 50 عاما انتصرت ثورة نيسان في البرتغال

في 25 نيسان 1974، وفي تمام الساعة 12:30 صباحًا بدء تحرك «حركة القوات المسلحة» بقيادة ضباط شباب يساريين، باتجاه العاصمة البرتغالية لشبونة، والاستيلاء على الوزارات ومحطات الإذاعة والتلفزيون بالإضافة إلى المطار والإطاحة بالحكومة برئاسة كايتانو.

لقد تحول التحرك المسلح إلى انتفاضة شعبية. وخرج الناس إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع «حركة القوات المسلحة»، في مشهد شبيه بما عاشته بغداد صبيحة 14 تموز 1958. وصادفت الثورة موسم القرنفل في البرتغال، حيث آلاف الزهور معروضة في الأسواق. وفي لحظة ما، خطر ببال أحدهم، وضع وردة قرنفل في فوهة البندقية، عندها قلده الكثيرون، وقاموا بتزيين البنادق والمركبات العسكرية بالقرنفل، فتحول القرنفل إلى رمز للثورة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر القرنفل أيضًا رمزًا عالميًا للحركة العمالية الاشتراكية.

ودون الدخول في التفاصيل التاريخية. لقد عاشت البرتغال منذ 25 نيسان 1974، وحتى بداية عام 1976 ثورة ديمقراطية معادية للاستعمار، ولحظة معادية للاحتكارات. وأشارت المادة الأولى من الدستور المقر في بداية عام 1976 إلى مرحلة انتقالية إلى الاشتراكية، وأشارت المادة 80 منه إلى تطوير علاقات انتاج اشتراكية. على ان تشهد المرحلة الانتقالية ثلاثة قطاعات اقتصادية: عام ومختلط وخاص.

المؤتمر الوطني يتصدر في انتخابات جنوب إفريقيا

على الرغم من أن نتائج الانتخابات العامة، وانتخابات المحافظات التي جرت في جنوب إفريقيا في 29 أيار، كانت متوقعة، إلا أنها كانت مثيرة للغابة، لأنها غيرت توازن القوى السياسية في البلاد. لقد فقد المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم لأول مرة منذ 30 عاما الأكثرية. والمؤتمر الوطني الإفريقي هو حزب وتحالف ثلاثي في آن واحد يضم حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، والحزب الشيوعي، والاتحاد العام للنقابات العمالية في البلاد. وعلى عكس ما تمنته وسائل الإعلام الغربية، فان المؤتمر الوطني الإفريقي فقد الأكثرية لصالح قوى يسارية أخرى، وليس لصالح التحالف اليميني بقيادة حزب التحالف الديمقراطي.

حصل المؤتمر الوطني الإفريقي على 40,2 في  المائة، وهذا ثاني تراجع كبير له، بعد حصوله في انتخابات عام 2019 على 57 في المائة، وحل ثانيا، بفارق كبير التحالف الديمقراطي اليميني، بحصوله على 21,8 في المائة، وبزيادة لا تتجاوز 1 في المائة، وجاء ثالثا بحصوله على 14,6 في المائة،  حزب «مخونتو وي سيزوي» (رأس الرمح وهو اسم الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الإفريقي في سنوات النضال ضد نظام الفصل العنصري)، الذي أسسه رئيس الجمهورية، وحزب المؤتمر الوطني السابق  جاكوب زوما، الذي أزيح من مناصبه القيادية بسبب ملفات فساد. ويعتبر الحزب الفائز الحقيقي في الانتخابات.  وحل رابعا، بحصوله على 9,5 في المائة، وبخسارة طفيفة لا تتجاوز 1 في المائة، حزب «المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية» الماركسي، والذي نتج عن انشقاق في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي واتحاد النقابات في عام 2013، ويعتبر الحزب نفسه أكثر يسارية من الحزب الأم.

مرشحة التحالف اليساري الحاكم رئيسة جديدة للمكسيك

 في الانتخابات الرئاسية التي جرت هذا العام، فازت كلوديا شينباوم باردو، مرشحة التحالف الحكومي اليساري، في انتخابات الرئاسة، وحصلت على 59 في المائة الأصوات. وهي أفضل نتيجة في انتخابات رئاسية في المكسيك منذ عام 1982.

وفي خطاب إعلان انتصارها قالت شينباوم: «للمرة الأولى منذ 200 عام، ستصبح امرأة رئيسة للمكسيك». ووعدت بأنه، وعلى الرغم من أن «العديد من المكسيكيين لا يوافقون على مشروعنا، إلا أننا سنمضي قدما في سلام ووئام لخلق مكسيك أكثر عدلا وازدهارا». وتابعت: “سنحافظ على حكومة الشعب، من الشعب ومن أجل الشعب”. وفي عهدها، سيتم ضمان استمرار البرامج الاجتماعية للرئيس المنتهية ولايته لوبيز أوبرادور: «ماذا يعني ذلك؟ برنامج بناء المساكن، ورياض الأطفال، ومدارس يوم كامل، ورعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لأن الطفل المصاب بالتوحد يحتاج إلى عناية خاصة». وتعزيز نظام الصحة العامة، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتوسيع شبكة السكك الحديد العامة. وفي إشارة إلى الحصول على الأغلبية الواضحة المحتملة، وعدت: «عن قناعة أننا لن نقود أبداً حكومة استبدادية أو قمعية".

رشحت كلوديا شينباوم باردو (61 عاما) عن حزب مورينا الحاكم، الذي أسسه الرئيس المنتهية ولايته، وكانت مدعومة من حزب العمل وحزب الخضر. درست شينباوم الفيزياء والهندسة في مكسيكو سيتي وبيركلي وأصبحت معروفة عالميًا بأبحاثها. وفي عام 2007، كانت واحدة من مجموعة العلماء الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام لأبحاثهم حول تغير المناخ. بدأت شينباوم حياتها السياسية كوزيرة للبيئة في المنطقة الفيدرالية لمدينة مكسيكو خلال إدارة لوبيز أوبرادور للعاصمة (2000-2005). ومن عام 2018 إلى عام 2023، ترأست حكومة العاصمة المكسيكية.

انتخابات البرلمان الأوربي أوربا تتجه يمينا

انتهت في التاسع من حزيران انتخابات البرلمان الأوربي التي شملت 27 بلدا، جرت عمليات الاقتراع في بلدان الاتحاد، خلال أيام 6 -9 حزيران. تمخضت الانتخابات بشكل عام بتعزيز مواقع اليمين واليمين المتطرف وهذا ما عكسته المقاعد التي حصلت عليها الكتل الرئيسية في البرلمان الأوربي.

في الإطار العام لم يغير صعود اليمين المتطرف على أكثرية اليمين التقليدي وقوى الوسط في البرلمان الأوربي التي ستشكل أكثرية حسابية، كما أن نجاحات اليمين المتطرف في البلدان الصغيرة ستكون غير مؤثرة مثل نضيرتها في إيطاليا وفرنسا والمانيا.

تزايد مقاعد كتلة اليسار

على الرغم من أن قوى اليسار والتقدم تعيش حالة تراجع عامة، إلا أن كتلة اليسار رفعت عدد نوابها إلى 46، بعد تراجع في الانتخابات السابقة إلى 36 مقعدا. لقد حققت أحزاب اليسار والخضر مكاسب، في حين تراجعت الأحزاب اليمينية المتطرفة، وفق ما أظهرت النتائج الرسمية واستطلاعات الرأي. ففي فنلندا، حقق حزب «تحالف اليسار» تقدماً بحصده 17.3 في المائة من الأصوات، بزيادة 4 في المائة مقارنة بعام 2019.

وقالت زعيمة «تحالف اليسار» لي أندرسون: «لم أكن أحلم قط بمثل هذه الأرقام». بالتالي، سيحصل الحزب على ثلاثة مقاعد من أصل 15 مخصصة لفنلندا في البرلمان الأوروبي، مقارنة بمقعد واحد فقط خلال الانتخابات الأوروبية السابقة. وتراجعت شعبية «حزب الفنلنديين» اليميني المتطرف المشارك في الائتلاف الحكومي، بحصوله على 7.6 في المائة من الأصوات، بخسارة 6,2 في المائة، ولن يحصل إلا على مقعد واحد.

 في السويد، حقق حزب الخضر تقدما بحصوله على 15.7 في المائة من الأصوات، بزيادة قدرها 4,2 في المائة. وحصل حزب اليسار على 10,7 في المائة، بزيادة قدرها 4 في المائة، بينما سجل اليمين المتطرف الذي يمثله «حزب ديمقراطيو السويد» تراجعاً بمقدار 1,4 في المائة، بحصوله على 13,9 في المائة. وحافظ الاشتراكيون الديمقراطيون على موقعهم في المقدمة بنسبة 23.1 في المائة. وعاد اليسار الإيطالي إلى البرلمان الأوربي بعد غياب استمر سنوات.

حزب العمل البلجيكي يواصل نجاحاته الانتخابية

في التاسع من حزيران الجاري صوّت الناخبون البلجيكيون وانتخبوا ممثليهم في البرلمانين الوطني والأوربي وبرلمانات المناطق. وتمكن حزب العمل الماركسي من مواصلة نجاحاته التي دشنها في العقدين الأخيرين. فقد حصل في انتخابات البرلمان البلجيكي على 15 مقعدا، بزيادة 3 مقاعد على الانتخابات السابقة. وفي برلمان منطقة الفلمنك، حصل على 9 مقاعد، مقابل 4 مقاعد سابقا. اما في انتخابات البرلمان الأوروبي فأصبح حزب العمل أقوى حزب يساري في بلجيكا، بحصوله على 10,7 في المائة من اصوات الناخبين.

وحقق الحزب في العاصمة الفلمنكية أنتويرب مفاجأة بحصوله على قرابة 22 في المائة، حتى أصبح ثاني أقوى حزب، متقدمًا بفارق كبير عن القوميين الفلمنكيين اليمينيين المتطرفين، الذين منحتهم التوقعات قوة أكبر.  وصرح رئيس كتلة حزب العمل البرلمانية في فلاندرز، خوسيه ديسي، لصحيفة محلية يومية: “انها نتيجة مذهلة".

وجاءت نجاحات حزب العمل البلجيكي استمرارا لتطور ملفت للانتباه في سنوات يتراجع فيها اليسار في أغلب البلدان الأوربية. وكانت استطلاعات الراي التي سبقت هذه الانتخابات قد بيّنت ان الحزب يتغلغل ويتجذر في جميع مناطق البلاد، وأن نتائجه ستتضاعف.

.. ويضاعف مقاعده في مجالس البلديات

وفي الانتخابات المحلية التي شهدتها بلجيكا في 13 تشرين الأول، استطاع الحزب مضاعفة مقاعده في المجالس البلدية، من 169 مقعدا في انتخابات 2018 إلى 258 مقعدا في الانتخابات الحالية. وشمل ذلك مناطق البلاد الثلاث. (فلاندرز، بروكسل، والونيا).  وكانت أفضل نتائجه في مناطق البلاد الصناعية. لقد حقق الحزب نجاحات في مناطق البلاد الثلاث. وان العديد من ممثلي الحزب ينتخبون للمرة الأولى، وبينهم الكثير من العمال والشباب، معتبرا ذلك مؤشرا للأمل وأفقا للمستقبل. محققا في إحداها أكثر من 18 في المائة.

تحالف اليسار الفرنسي يفوز في الانتخابات المبكرة

في الانتخابات المبكرة، جاء تحالف اليسار أولا وتحالف الرئيس ماكرون ثانيا وحزب الجبهة القومية اليميني المتطرف ثالثا. وبالتالي لم تحقق أي من القوائم الرئيسية الفائزة الأكثرية. ضم تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» قوى اليسار بالمعنى الواسع: حركة فرنسا الأبية بزعامة ميلنشون، الحزب الشيوعي الفرنسي، حزب الخضر، الحزب الاشتراكي الفرنسي، والحزب المناهض للرأسمالية الجديد (أحد التيارات التروتسكية). لقد شكل تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الموحدة الجديدة" في فترة قصيرة جدا حدثا تاريخيا وأثبت أن قوى اليسار قادرة على أن تطرح البديل إذا توفرت ارادة سياسية مشتركة.

لم تحقق أي من القوائم الرئيسية الفائزة الأغلبية المطلوبة، ووفر ذلك حجة غير ديمقراطية للرئيس ماكرون في عدم تعين مرشح اليسار رئيسا للوزراء، بحجة ان ذلك سيعرض البلاد لعدم الاستقرار.

 وفي الواقع أن الرئيس اليميني عمل وما زال يعمل على حرمان تحالف اليسار من حقه في تشكيل الحكومة. لقد فشل رئيس الوزراء المعين بارنيه، وهو يميني محافظ، واضطر للاستقالة بعد حجب الثقة عن حكومته في البرلمان، فعاد ماكرون لتعيين شخصية يمينية من داخل تحالفه، من المتوقع ان تحجب الثقة عن حكومته أيضا. وما زال الصراع مفتوحا بين الرئيس والمعارضة، ويعمل ماكرون على شق تحالف اليسار، مستغلا التباين داخله بين حركة فرنسا الأبية وأحزاب التحالف الأخرى. ويأمل ماكرون بشق التحالف عبر استمالة الحزب الاشتراكي او جناحه اليميني على الأقل.

مهرجان عيد الصحافة الشيوعية الـ 77 في فيينا

احتضنت العاصمة النمساوية فيينا في الفترة من 31 آب الماضي حتى الأول من أيلول الجاري، النسخة 77 لمهرجان جريدة "صوت الشعب"، جريدة الحزب الشيوعي النمساوي، بمشاركة منظمة الحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني، وأحزاب شيوعية ويسارية من أوربا ومختلف أرجاء العالم، فضلا عن جمهور كبير غصت به "حدائق براتر".  ويعد هذا المهرجان السنوي، تظاهرة يسارية سياسية ثقافية اجتماعية فنية كبيرة. وقد شهد على مدى يومي نسخته الأخيرة، فعاليات سياسية وثقافية، وحفلات موسيقية ومسابقات رياضية وفقرات للأطفال.

واكتظ الجناح الخاص بالحزبين الشيوعيين العراقي والكردستاني، بالزائرين والضيوف من ممثلي الأحزاب الشقيقة والصديقة، والأصدقاء من أبناء الجاليتين العراقية والكردستانية.

وشهد الجناح لقاءات مع ممثلي العديد من الأحزاب والمنظمات، تناولت قضايا سياسية مختلفة في العراق والعالم. وقد شارك في الجناح رفاق من منظمات الحزب في ميونخ – ألمانيا والمجر وسلوفاكيا.

وارتباطا بموعد الانتخابات البرلمانية في النمسا، التي جرت في نهاية أيلول الحالي، عقدت على إحدى المنصات الكبرى في المهرجان ندوة لمرشحي الحزب الشيوعي النمساوي. حيث عرضوا برنامجهم الانتخابي..

وكانت مواضيع الحرب في غزة وأوكرانيا، ومشكلات ارتفاع أسعار السكن والطاقة والسلع الغذائية وقضايا اللاجئين والمرأة والشباب والبطالة والبيئة، بارزة في منصات الندوات الموزعة على أرض المهرجان.

مشاركات سياسية للحزب الشيوعي العراقي

1- اللقاء اليساري العربي العاشر في بيروت:

شارك الحزب الشيوعي العراقي في اللقاء اليساري العربي العاشر الذي عقد في بيروت في الفترة 13- 15 ايلول 2024 تحت شعار "لتعزيز دور اليسار العربي في مواجهة العدوان الامبريالي - الصهيوني - الرجعي المستمر على فلسطين ولبنان والمنطقة"، بحضور 20 وفدا يسارياً من 10 بلدان عربية. وحضر اللقاء ممثلا للحزب الرفيق ياسر السالم عضو المكتب السياسي.

2- اجتماع مجموعة العمل للأحزاب الشيوعية والعمالية:

حضر الرفيق بسام محي، نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب، اجتماع مجموعة العمل للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي عقد في بيروت في 29 حزيران 2024. وكان الاجتماع مكرساً للتهيئة للاجتماع العالمي لهذه الاحزاب الذي كان مقررا عقده في العاصمة اللبنانية في أواخر تشرين الأول 2024، ولكن تقرر تأجيله بسبب الظروف الاستثنائية الناجمة عن تصاعد العدوان الإسرائيلي الإجرامي على لبنان.

3- مهرجان اللومانتيه

شارك الحزب بوفد قيادي ضم الرفيق بسام محي، نائب سكرتير اللجنة المركزية، في مهرجان صحيفة اللومانتيه السنوي. والتفاصيل في الفقرة الخاصة بالمهرجان.

4- تهان بالذكرى التسعين لتأسيس حزبنا.. وتحايا إلى مؤتمرات احزاب شقيقة

تلقى حزبنا رسائل تهان بمناسبة الذكرى الـ 90 لتأسيسه من أكثر من 40 حزبا شيوعيا وعماليا في أرجاء العالم. كما وجهت اللجنة المركزية للحزب رسائل تحية إلى مؤتمرات العديد من الاحزاب الشقيقة التي عقدت في 2024.

في مهرجان اللومانتيه "طريق الشعب" تحتفي بالذكرى التسعين

في ايام 13 – 15 أيلول انعقد المهرجان السنوي لجريدة اللومانتيه الفرنسية، الذي يعد من أكبر مهرجانات الصحافة الشيوعية واليسارية في العالم، ومن المهرجانات الوطنية الفرنسية. وكعادتها منذ أكثر من 50 عاما احتلت خيمة "طريق الشعب" مكانها في المهرجان. وقد احتفت الخيمة هذا العام بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي. ومثل الحزب هذه المرة الرفيق بسام محيي نائب سكرتير اللجنة المركزية، وقدم أولى الندوات السياسية عن آخر التطورات في العراق والمنطقة ومواقف الحزب منها. وندوة ثقافية بعنوان (الحزب الشيوعي العراقي مقاربة في الثقافة والإعلام) شارك فيها الكاتبان والصحفيان رضا الظاهر وعبد المنعم الأعسم. وندوة حوارية لرئيسة رابطة المرأة العراقية الرفيقة شميران مروكل حول رفض تعديل قانون الأحوال الشخصية. استعرضت فيها بإسهاب اتساع حجم المعارضين للتعديلات المقترحة، ومن مختلف الأوساط الشعبية والأكاديمية والحقوقية.

ونظمت مسيرة الخيمة النسوية السنوية، وقد شهدت مسيرة هذه الدورة مشاركة رفيقات ورفاق الحزب الشيوعي السوداني.

وقدمت الرفيقة شذى بسراني شرحاً وافياً لمساهمتها في مؤتمر عقد في مدينة السليمانية في كردستان العراق بشأن العنف ضد المرأة في العراق.

وقدم خمسة رفاق من كوادر حزبنا الشباب القادمين من الوطن، في ندوة حوارية عرضا ل تجاربهم وعملهم التنظيمي والسياسي في محافظاتهم، وأشاعوا جواً من الأمل والتفاؤل. وتحدث الرفيق داود امين عن الصحافة الأنصارية خلال فترة الكفاح المسلح طوال عقد الثمانينيات من القرن العشرين.

وشهد المهرجان لقاء ممثلي الحزب مع العديد من ممثلي الاحزاب المشاركة في المهرجان.

واستضافت الخيمة الرفيق (فتحي الفضل) عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوداني والناطق الرسمي باسمه، ليقدم محاضرة قيمة عن الوضع السياسي في السودان، وعن الحرب القائمة الآن هناك بين مختلف القوى ومن يقف وراءها.

وتضمن البرنامج الفني فقرات متنوعة طيلة أيام المهرجان بمشاركة لفرقة فنية فلسطينية وأخرى سودانية، هذا وقد بادر الرفيقان سمير خلف وقاسم حسن بالتغطية الفوتوغرافية والسينمائية لكل فعاليات خيمة طريق الشعب وبعض نشاطات المهرجان الأخرى كما قام الصديق حارث الأعسم بتسجيل بعض اللقاءات مع رواد الخيمة أيضاً، كما نقلت فعاليات الخيمة عبر البث المباشر على حساب الخيمة في الفيس بوك.

المؤتمر التاسع لحزب اليسار الألماني: سعي جاد لاستعادة الأمل والثقة

في أيام 18 – 20 تشرين الأول انعقدت في مدينة هاله تحت شعار: "مستعدون لغد عادل!" المرحلة الأولى من المؤتمر التاسع لحزب اليسار الالماني.

وتكمن أهمية انعقاد المؤتمر في كونه يشكل محطة للخروج من الأزمة التي يعيشها الحزب، بعد الانشقاق الكبير الذي مر به، وسلسلة التراجعات المتوالية في انتخابات البرلمان الأوربي وانتخابات ثلاث ولايات شرقية كانت تشكل قبل سنوات قلاع الحزب الرئيسية. ويمكن القول إن مجريات وفعاليات المؤتمر قد نجحت، ولكن اختبارها الحقيقي سيكون في مدى قدرة الحزب على تحويل هذه النتائج إلى واقع ملموس. والتحدي الكبير يتمثل بنجاح الحزب في امتلاك كتلة برلمانية في البرلمان الاتحادي بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستجري في نهاية أيلول 2025 (فرضت التطورات انتخابات مبكرة ستجري في 23 شباط 2025).

شهد اليوم الثاني انتخاب لجنة تنفيذية للحزب، بما فيها رئيسا الحزب المشاركان: إينيس شويردتنر (79,8 في المائة) ويان فان أكين (88 في المائة)، وأربعة نواب لرئاسة الحزب، وكذلك مدير تنفيذي للحزب ومسؤول للمالية، و16 عضوا آخرين. ومن المعروف أن تركيبة القيادة تقوم على مبدأ المناصفة بين الرفيقات والرفاق. يذكر أن زعيمي الحزب المشاركين السابقين جانين فيزلر ومارتن شيردفان قد أعلنا بوقت سابق عدم الترشح مجددا لفسح المجال أمام الحزب ليختار قيادة جديدة قادرة على تنفيذ المهام الصعبة التي تنتظر الحزب.

مهرجان "طريق الشعب" التاسع

في أجواء غير عادية، حضورا وطقسا، احتضنت حدائق أبو نؤاس مهرجان "طريق الشعب" بنسخته التاسعة، يوم السبت 9 تشرين الأول. كان الحضور على موعد مع افتتاح فعاليات المهرجان وقص الشريط في ظل علمي فلسطين ولبنان بجانب العلم العراقي، إيذانا ببدء الفعاليات؛ ففي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم البهيج، حيث ارتجل رئيس تحرير جريدة "طريق الشعب" الرفيق مفيد الجزائري، كلمة افتتاح فعاليات مهرجان "طريق الشعب" التاسع، مرحبا بالحاضرين. بالصحف المشاركة التي تعرض نتاجاتها من كتابات وصحف ومجلات. كذلك بحضور شخصيات سياسية وثقافية واجتماعية، إلى المهرجان، مشيرا إلى أن الفعاليات المتنوعة التي يحتضنها المهرجان، من ندوات ومساهمات مختلفة، كان قد تم الاعداد لها من خلال برنامج يقدم على المسرحين الرئيسي والثانوي. وفيه العديد من الفقرات الشعرية والغنائية ولقاءات وندوات مصغرة. وسعينا إلى ان يكون هناك حضور لكل ما هو ضروري بالنسبة للمشاركين وزوار المهرجان، من أماكن استراحة وتقديم وجبات طعام.

ثم قص الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي شريط الافتتاح، ويدعو الحاضرين إلى جولة لمشاهدة المشاركات.

أولى الندوات، وكانت مخصصة لشخصية المهرجان الصحفي والكاتب الراحل إبراهيم الحريري، والتي ادارتها الكاتبة منى سعيد، وتحدث فيها الأساتذة مفيد الجزائري وفاضل ثامر وعبد المنعم الاعسم.

الندوة الثانية، والمخصصة للحديث عن “قانون حق الحصول عن المعلومة” ضيّفت الصحفي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ياسر السالم وعضو جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق المحامي ساطع عمار. وندوة قدمها عضو المكتب السياسي للحزب حسين النجار عن انتفاضة تشرين.

الندوة الرئيسة للفعالية، والتي أصبحت عرفا مستمرا في مهرجان “طريق الشعب” تحدث فيها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، الذي حاوره فيها على مدى ساعة ونصف الساعة، الإعلامي صالح الحمداني، عن مجمل التطورات السياسية في العراق والمنطقة، والتحديات الكبيرة.

وتضمنت فعاليات المهرجان، العديد من الفقرات المتنوعة بضمنها فقرة غنائية قدمها الفنان علي حافظ على آلة العود، وقراءات شعرية. توجت فعاليات المهرجان بانطلاق الاحتفال الرئيس، الخطابي والشعري والفني، والذي انطلق بالوقوف دقيقة صمت، استذكارا وتقديرا لشهداء الصحافة والوطن، ثم القى الرفيق حسين النجار كلمة الحزب الشيوعي العراقي في المناسبة، بعدها بدأت فعاليات تكريم الفائزين بجوائز المهرجان..

هذا وشارك في مهرجان “طريق الشعب” التاسع، العديد من الصحف والمجلات ودور النشر والمنظمات، ابرزها مجلة الثقافة الجديدة ـ مجلة البارالمبية ـ جرائد: الحقيقة ـ الصباح ـ البينة الجديدة ـ الدستور ـ التآخي ـ المدى ـ الزمان ـ دار الثقافة والنشر الكردية - دار الشؤون الثقافية العامة ـ دار ثقافة الأطفال ـ المأمون ـ الرواد ـ التيار الديمقراطي ـ مؤسسة مسارات ـ تحالف المادة 188 ـ رابطة الأنصار الشيوعيين  ـ رابطة المرأة العراقية ـ منظمة النجدة الشعبية ـ اتحاد الشبيبة الديمقراطي واتحاد شبيبة كردستان وعدد كبير من منظمات الحزب في بغداد والمحافظات.

بودابست تضيّف منتدى أوربياً لقوى يسارية وتقدمية

في أيام 8 – 10 تشرين الثاني، استضافت العاصمة الهنغارية بودابست الدورة الثامنة لمنتدى قوى يسارية وخضراء وتقدمية أوربية، وساهم في المنتدى ممثلو النقابات والحركات الاجتماعية.

 وقد مثل المشاركون بالإضافة إلى هنغاريا والبلدان المحيطة بها، بلدان مثل الدنمارك واليونان وبلجيكا وإيطاليا وإسبانيا وإيطاليا وقبرص وألمانيا وغيرها.

 ومن بين المشاركين في هذه الدورة وجوه قديمة وأخرى جديدة وشبابية.

وارتباطا بصعود اليمين المتطرف، بحث الحضور عن إجابات على سؤال: كيف يمكن تعزيز مقاومة التخفيضات الاجتماعية والعسكرة والهجمات على الحقوق الديمقراطية في أوربا؟

 إن الظروف السائدة تحدد طبيعة التحديات التي تواجهها القوى البديلة. وإن انتخاب اليميني المتطرف دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة يرسل إشارات صادمة، والحرب في أوكرانيا على إثر الغزو الروسي ستنهي قريباً ألف يومها الألف، وحرب الإبادة الجماعية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني تتسبب في دمار استثنائي وسقوط عدد هائل من الضحايا المدنيين.

 وليس بين المشاركين في أعمال المنتدى من يتوقع أن تقدم قمة الاتحاد الأوروبي التي عقد في نفس الوقت في العاصمة الهنغارية إجابات لحل الأزمات الدولية المتعددة: في السياسة الاقتصادية، والتحول البيئي والاحتياجات الاجتماعية لسكان.

من الجدير بالذكر ان المنتدى تأسس في مرسيليا عام 2017 بمبادرة من الحزب الشيوعي الفرنسي تبناها حزب اليسار ألأوربي، في سعي لإيجاد إطار واسع بين قوى اليسار والتقدم في أوروبا، بعد أن عجز المنتدى الاجتماعي الأوربي عن تغطية هذه المهمة.

في الانتخابات الأمريكية إعادة انتخاب أغلب نواب الفرقة التقدمية

فاز ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وسيطر الحزب الجمهوري على جناحي السلطة التشريعية في الولايات المتحدة، والمعادلة الأكثر انتشارا في وسائل الأعلام تقول: فاز ترامب وحزبه بسبب خسارة الديمقراطيين الفادحة للأصوات.

وقد ركزت وسائل الإعلام السائدة على فوز ترامب وهزيمة الديمقراطيين في الانتخابات التكميلية لجناحي السلطة التشريعية أيضا، ولم يسلط الضوء بالقدر الكافي على إعادة انتخاب النواب اليساريين والمعروفين بـ "الفرقة التقدمية"، الذين واجهوا مثل عموم قوى اليسار في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية التعقيدات الناتجة عن حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، حيث حاول أعضاؤها إيجاد توازن بين انتقاد إسرائيل ودعم إدارة بايدن هاريس بالضد من ترامب خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.

تحالف اليسار السريلانكي يفوز برئاسة الجمهورية والانتخابات البرلمانية

بعد الفوز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في أيلول 2014، وتسلم الرئيس الماركسي الجديد أنورا كومارا ديساناياكي مهام منصبه، حقق تحالف اليسار مفاجأة كبيرة، عندما فاز، بالانتخابات البرلمانية في 14 تشرين الثاني بتقدم كبير على منافسيه. وفقاً للنتائج الرسمية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات، حصل تحالف "السلطة الشعبية الوطنية" اليساري، الذي يتكون من حوالي عشرين حزباً ومنظمة يسارية، على 159 مقعداً من أصل مقاعد البرلمان البالغة 225 مقعدا، مقابل 3 مقاعد فقط في الانتخابات السابقة، لذلك وصفت النتائج بالقفزة النوعية.

ليس غريبا في سريلانكا أن يحصل حزب او تحالف الرئيس على دعم واسع في مثل هذه الانتخابات البرلمانية القريبة زمنيا. ولكن يجب على الرئيس وفريقه، أن ينفذوا برنامجهم: بالإضافة إلى تحقيق التوازن في ضمان المزيد من العدالة الاجتماعية بغض النظر عن شروط التقشف التي يفرضها صندوق النقد الدولي، فإن هذا ينطبق أيضاً على هدف الرئيس المعلن في تحجيم سلطة الرئيس والتحول من "نظام رئاسي تنفيذي" إلى نظام يتمتع به رئيس وزراء والبرلمان بحضور وتأثير أكبر.

مرشح تحالف اليسار رئيسا لجمهورية الأورغواي

في 23 تشرين الثاني فاز مرشح اليسار ياماندو أورسي، في الجولة الثانية والحاسمة للانتخابات الرئاسية في أوروغواي. وحصل مرشح اليسار على 49.8 في المائة من أصوات الناخبين، وحصل منافسه ألفارو ديلجادو مرشح التحالف الجمهوري اليميني على 45,9 في المائة.

وبهذا يعود اليسار إلى حكم البلاد بعد انقطاع دام خمس سنوات اتسمت بسيادة سياسات "التقشف" المتطرفة في عهد حكومة الرئيس اليميني لويس لاكال بو.

في خطاب النصر تحدث أورسي إلى الآلاف من مواطني أوروغواي، بطريقة تصالحية، عن "مجتمع أكثر تكاملاً" يشمل أيضًا أنصار التحالف المهزوم.  و"اليوم يبدأ بناء أوروغواي للجميع". وأشاد بالديمقراطية القائمة في أوروغواي منذ 40 عاما. وقال أورسي إنه من المهم الدفاع عن أنفسنا ضد احتمال قيام نظام "يقيد الحريات ويعلق الديمقراطية"، في إشارة إلى سنوات الدكتاتورية (1973-1985). وانه ما تزال هناك في الأوروغواي قوى يمينية متطرفة مرتبطة بالديكتاتورية السابقة.

المؤتمر الـ 39 للشيوعي الدنماركي

انعقد المؤتمر التاسع والثلاثون للحزب الشيوعي الدنماركي في العاصمة كوبنهاغن في عطلة نهاية الأسبوع 16 و17 تشرين الثاني 2024، وهو المؤتمر الأول بعد التوحيد بين الحزب الشيوعي في الدنمارك والحزب الشيوعي الدنماركي في عام 2023. وقد حضرت المؤتمر وفود من مختلف الشرائح الاجتماعية والنقابات والاتحادات، والعديد من الضيوف.

شهد المؤتمر أيضًا مرحلة انتقالية هامة في القيادة، حيث تم إنهاء فترة الرئاسة المشتركة بين الرفيق هنريك ستامر هيدين والرفيقة رايكه كارلسون، ليتم انتخاب رايكه كارلسون رئيسة جديدة للحزب.

وركز المؤتمر على مناقشة سبل استمرار النضال من أجل الحقوق الاجتماعية، بما في ذلك زيادة الأجور للفئات الأضعف، وتقليل ساعات العمل، والدعوة إلى تحديد سن التقاعد عند 60 عامًا. كما أشارت إلى أن الحزب يعارض بشدة السياسات الرأسمالية الحالية ويدعو إلى التضامن الاجتماعي والرفاهية. وشدد المؤتمر التضامن مع نضال الشعب الفلسطيني في سبيل حقوقه الوطنية المشروعة، وطالب برفع الحصار الأمريكي المفروض على كوبا.

وتلقى المؤتمر العديد من التحيات من أحزاب شيوعية في مختلف أنحاء العالم، من بينها الحزب الشيوعي العراقي.

******************************************************

الصفحة الثامنة

شيوعيو المثنى يزورون رئيس هيئة النزاهة الأسبق موسى فرج

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

زار وفد من مختصة العلاقات الوطنية في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المثنى، أول أمس الجمعة، رئيس هيئة النزاهة الأسبق في العراق موسى فرج، في منزله.

وخلال اللقاء تبادل الطرفان الحديث حول ما شهدته البلاد خلال الفترة الأخيرة من مشاريع خدمية منجزة في مجال فك الاختناقات المرورية، وافتتاح عدد من المستشفيات والمعامل. وتطرقا إلى سبل محاربة الفساد، والارتقاء بعمل المؤسسات الحكومية.

هذا وتمنى الوفد للسيد فرج وافر الصحة والعافية، بينما أعرب هو من جانبه عن شكره على الزيارة.

****************************************************

شيوعيو الحي يزورون الرفيق كريم مهدي

الحي – بشار قفطان

زار وفد من شيوعيي قضاء الحي، أخيرا، الرفيق كريم مهدي (والد الرفيق عامر)، في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته.

الوفد الذي رافقه سكرتير اللجنة المحلية للحزب في واسط الرفيق سفاح بدر، تمنى للرفيق مهدي وافر الصحة والعافية. وتبادل معه الحديث حول مستجدات الوضع السياسي في البلد وأهمية تلاحم القوى المدنية من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية، ورفض التدخلات الإقليمية والأجنبية في الشأن العراقي.

كما جرى التشديد على أهمية المؤتمر الوطني الذي دعا الحزب الشيوعي العراقي إلى عقده لتدارس الوضع الراهن وانعكاسات أوضاع المنطقة على الوضع العراقي.

وضم الوفد إضافة للرفيق سفاح بدر، كلا من الرفاق خليل عبد الحسين وعلي عبد ياسين (ابو تحسين) وحسين عليوي وبشار قفطان.

*************************************************

في الشطرة ورشة حول {تطوير مهارات التواصل الاجتماعي}

احمد طه - الشطرة

نظم فرع رابطة المرأة العراقية في قضاء الشطرة، أخيرا، ورشة توعوية بعنوان "تطوير مهارات التواصل الاجتماعي وبناء الصداقات"، استهدفت طلبة وكادر "مدرسة الشعلة" الابتدائية المختلطة في قرية آل جبارة.

ركزت الورشة على أهمية بناء العلاقات الاجتماعية الصحية، وتعزيز مهارات التواصل بين الأفراد، مع التركيز على تعزيز القيم الاجتماعية الإيجابية لدى الأطفال والكوادر التعليمية.

وفي ختام الورشة، تم الاتفاق على تنظيم لقاء توعوي جديد بعد العطلة الربيعية، يستهدف أولياء أمور الطلبة، بغية تعزيز دور الأسرة في دعم الأطفال وتنمية قدراتهم الاجتماعية.

***************************************************

شيوعيو الهندية يكسون التلاميذ الأيتام

الهندية – طريق الشعب

 

في مناسبة حلول العام الجديد، نفذت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية، حملة لتوزيع كسوة الشتاء على التلاميذ الأيتام وأبناء الشهداء في عدد من مدارس القضاء.

وأبدى التلاميذ سعادتهم بالكسوة. فيما أعربت إدارات المدارس وهيئاتها التربوية، عن شكرها للشيوعيين على مبادرتهم الإنسانية. 

*************************************************

في كوبنهاغن حفل فني عراقي بحلول العام الجديد

كوبنهاغن - داود أمين

نظم تيار الديمقراطيين العراقيين في الدنمارك، ليلة رأس السنة الفائتة، حفلاً فنياً ساهراً حضره عدد كبير من العائلات العراقية.

الحفل الذي أقيم في العاصمة كوبنهاغن، افتتحته زميلة التيار بشرى علي بكلمة رحبت فيها بالحاضرين، ودعتهم إلى ترديد النشيد الوطني العراقي.

بعدها ألقى المنسق العام للتيار في الدنمارك سعد إبراهيم، كلمة في المناسبة، جاء فيها: "نودع عاماً بكل أوجاعه ومآسيه التي مرت على شعوبنا وكلنا أمل في أن نستقبل عاماً أكثر إشراقاً وازدهارا". 

وأضاف قائلا انه "نحتفل اليوم والبشرية تمر بأزمة اقتصادية واجتماعية وأخلاقية، لا سيما ما يجري من حروب ودمار ومجاعة حقيقية، وما يمر به الشعب الفلسطيني من قتل وترويع من قبل الصهيونية العالمية والاستعمار الغربي! إنها وصمة عار في جبين المجتمع الدولي من أمم متحدة ومجلس أمن ومنظمات عالمية غير قادرة على كبح العدوان الصهيوني ضد شعب أعزل ووطن محتل".

وتابع إبراهيم قوله في الكلمة أنه "لا بد لنا من استذكار شعبنا العراقي الحبيب في حفلنا هذا، متمنين أن يكون العام القادم عام استقرار وأمان بعيداً عن الوجوه الكالحة والفاسدة التي حكمت البلد لعقدين من السنين دون أن توفر أبسط مقومات العيش الكريم وحياة تليق ببني الإنسان، على الرغم من الأموال والثروات الهائلة التي يملكها العراق".

وختم الكلمة بالقول: "بعد ساعات نستقبل العام الجديد بعزيمة لا تلين متشبثين بالأمل، صانعين للتفاؤل من أجل عراق يستوعب الجميع دون تهميش أو إقصاء، عراق المحبة والتآخي، عراق البناء والازدهار، عراق ديمقراطي علماني".

ثم انطلق حفل فني تضمّن وصلات غنائية عراقية وكردية ومصرية ساهمت فيها الفنانة روبار وزوجها العازف كوران الخياط والفنانة بشرى علي والفنان المصري طاهر المصري والفنان الكردي برهان محمد، وهم جميعا أعضاء في "فرقة بابل" الغنائية في الدنمارك.

بعدها جاء دور المطرب توفيق التميمي والعازف علي صابر، ليقدما باقة من الأغنيات الطربية المبهجة.

***********************************************

وجهة نظر.. إذا ما تخلت الدولة عن التزاماتها الوطنية تتفاقم التداعيات السياسية

عصام الياسري

منذ حدوث ثورة يوليو 52 في خمسينيات القرن الماضي في مصر والمنطقة العربية تشهد صراعات سياسية وانقلابات عسكرية على الأنظمة والاستيلاء على السلطة بالقوة. العراق، إحدى هذه الدول التي يعاني منذ انقلاب 8 شباط 1963 لغاية اليوم من التوترات السياسية وعدم الاستقرار الداخلي والإقليمي وطائلة الحروب والنزاعات العرقية والطائفية وعدوى الاستيلاء على السلطة والتمادي المفرط لاحتكارها بالاعتماد على القوى الخارجية. وإلى جانب معاناته من ازدياد ضغوط الدول المجاورة والعظمى عليه وزعزعة الفصائل المسلحة الأمن والاستقرار وتمدد العنف عبر الحدود، وصل العراق إلى طريق مسدود وحالة من عدم التوازن المجتمعي والصراعات السياسية.

إن نشاط الجماعات المسلحة خارج المسؤوليات الحصرية للدولة قد تضعف سيطرة الدولة على حدودها وضمان أمنها القومي، ويتيح للجماعات المسلحة أو الإرهابية فرصة للتحرك بحرية أكبر وتهديد الدولة ذاتها. وقد تتعطل التجارة نتيجة للفوضى السياسية والاقتصادية وتؤدي إلى انسحاب المستثمرين الأجانب والتأثير على اقتصادات البلاد وتقلبات أسعار العملة الوطنية والسلع أو الطاقة وبالنهاية، النتيجة تصاعد رقعة الاضطرابات في كل الاتجاهات.

في ظل تصاعد التنافس الدولي وتدخل القوى الكبرى في شؤون دول المنطقة ومنها العراق، يقتضي، على القوى السياسية الفاعلة، داخل السلطة وخارجها، إعادة النظر في ممارساتها السياسية وشكل التحالفات التي تنضوي معها باتجاه وطني يخرج العراق من طائلة الأزمات والنزاعات وإيجاد حلول لإنهاء حالة المحاذير من شرنعة تداول السلطة تحت ذرائع واهية على أساس الدستور واحترام مبدأ المواطنة والعقيدة والانتماء الفكري والثقافي والمجتمعي. ذلك ضرورة وطنية، تؤدي بالتأكيد، إلى تغيير الأوضاع في العراق نحو الأفضل وانهاء حالة التوترات المحيطة بالعراق.

إن تقويض قوى المعارضة يزيد من عدم الاستقرار كما ويؤثر على الحركات السياسية أو الشعبية، سواء بإلهامها أو محاذيرها من مخاطر عدم الأمان وفقدان الثقة بالنظام، أو تزيد من شعور عدم التوازنات السياسية باتجاه النظام الشمولي "ديكتاتوري" وانتشار القلق الشعبي وتجاوزه حدود الدولة كما حدث مؤخرا في سوريا وجعلها حالة محورية نحو عدم استقرار المنطقة والدول المجاورة لها مثل العراق ولبنان والأردن واضطرار هذه الدول إلى تبني استراتيجيات غير مرنة للتعامل مع التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية الناجمة عن مثل هذه الداعيات التي كان للدول الخارجية والعظمى وعلى رأسها أمريكا وصنيعتها إسرائيل يد في التخطيط لها والتآمر على الشعوب العربية.

الشعوب التي تشهد تراجع المفاهيم الحقوقية والإنسانية والمدنية في بلادها، تعاني غالبا من تحديات سياسية وأمنية تتطلب فترات طويلة للتعافي منها. يعتمد ذلك على حجم التأثيرات وكيفية تأقلم القيادة السياسية مع الوضع العام ووضع الحلول اللازمة لكل جوانب الحياة المختلفة، أيضا، مدى استجابة الشعب لها ودور المجتمع الدولي في تقديم الدعم أو الضغط لتخفيف الأزمات. لا تقييد الحريات ومنها حرية الرأي والتعبير والتجمع وخلق أجواء من التوتر بين المواطنين وقمع المعارضة السياسية وفي كثير من الحالات، اعتقال المعارضين والنشطاء وحتى المواطنين العاديين وحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان بحيث يشعر الشعب بأن المؤسسات الحكومية غير قادرة على حماية مصالحه، مما يضعف الثقة في النظام السياسي وتدهور الثقة في مؤسسات الدولة.

منذ أحداث التغيير السياسي في سوريا والمجتمع السوري منقسم بين مؤيدي للنظام السابق وقوى التغيير الجديد، فيما يعيش المواطنون العراقيون بسبب ذلك حالة من القلق بشأن المستقبل، الأمر الذي يزيد من مستويات الضغط النفسي. وقد يخلق بيئة من النزاعات والصراعات الاجتماعية أو تؤدي إلى الإحباط والفوضى السياسية وفقدان الأمل والشعور بعدم معرفة مصير البلاد.

إن تجربة أحداث سوريا وتهاوي النظام بهذه السرعة الدراماتيكية وعدم معرفة خطوط التماس بين الحاضر والمستقبل، ينبغي على الطبقة السياسية الماسكة بالسلطة في العراق ومن بينهم عقلاء القوم أن يتعلموا من الدرس السوري لإعادة حساباتهم السياسية والعقائدية والجلوس مع معارضيهم لإيجاد تسوية سياسية شاملة نحو آفاق جديدة وسد الطريق أمام مخططات القوى الاستعمارية لبناء عراق المستقبل الذي تحترم فيه حقوق المواطنين وتحقيق مشروع الدولة المدنية الضامنة وإنهاء نظام المحاصصة الطائفية القاتلة قبل فوات الأوان.

*****************************************************

الصفحة التاسعة

في ختام الجولة الـ 12 لدوري نجوم العراق الزوراء يحسم الكلاسيكو والشرطة يقلص الفارق مع الجوية

بغداد ـ طريق الشعب

اختتمت يوم السبت مباريات الجولة الـ 12 من دوري نجوم العراق، حيث شهدت المباريات إثارة وتنافسًا كبيرًا بين الأندية.

وتغلب فريق الشرطة على نادي أربيل بأربعة اهداف مقابل هدف واحد، في مباراة شهدت تألق نجم المنتخب الوطني مهند علي ميمي الذي سجل 3 اهداف، فيما تكفل المحترف لوكاس سانتوس بالهدف الرابع للقيثارة. بينما حقق الطلبة الفوز على النجف بهدفين مقابل هدف وااحد في مباراة أخرى. وسجل الطلبة أولا عن طريق لاعبه لؤي العاني في الشوط الأول (45+5) من علامة الجزاء قبل أن يضيف أوغستن أموتو الهدف الثاني للطلبة (د69)، فيما استطاع النجف تقليص الفارق قبل نهاية المباراة (د 90+6) بتسجيل هدف فريقه الوحيد.

أما في أبرز مواجهات الجولة، حسم فريق الزوراء كلاسيكو الكرة العراقية بفوزه على فريق القوة الجوية 3-1 في مباراة مثيرة أقيمت على ملعب الشعب الدولي.

افتتح الزوراء التسجيل مبكرًا عبر اللاعب حسن عبد الكريم في الدقيقة السابعة، ليتمكن فريق القوة الجوية من إدراك التعادل سريعًا بواسطة المدافع زيد تحسين في الدقيقة 23. ومع بداية الشوط الثاني، تواصل التنافس الكبير بين الفريقين، حتى نجح اللاعب علي يوسف في إضافة هدفين للزوراء، الأول في الدقيقة 79، والثاني من ركلة جزاء في الوقت بدل الضائع، وسط حضور جماهيري كبير.

وفي بقية المباريات، حقق فريق نوروز فوزًا على ديالى 2-0 في المباراة التي أقيمت على ملعب نوروز، بينما انتصر فريق القاسم على الحدود بنتيجة 4-2 في مباراة ممتعة شهدت أداء هجوميًا من كلا الفريقين على ملعب الساحر أحمد راضي.

كما تمكن فريق زاخو من الفوز على الكرخ 2-0 في المباراة التي جرت على ملعب زاخو الدولي، بينما تعادل فريقا النفط والكهرباء 0-0، وكذلك انتهت مباراة الكرمة وكربلاء بالتعادل السلبي 0-0.

فيما حقق فريق دهوك فوزًا صغيرًا على نفط البصرة بهدف نظيف، كما تمكن الميناء من الفوز على نفط ميسان بهدف مقابل لا شيء في المباراة الأخيرة.

************************************************

موعد مباريات الملحق لتحديد الأندية المتأهلة لدور الثمانية من دوري الطائرة

متابعة ـ طريق الشعب

حدد الاتحاد العراقي للكرة الطائرة، أمس السبت، موعد إجراء منافسات ثوالث المجاميع الثلاث لنيل بطاقتين إضافيتين لإكمال عقد الأندية الثمانية المتأهلة للدور المقبل من الدوري العراقي الممتاز.

وأوضح رئيس الاتحاد، حبيب علي اللاوندي، أن "الاتحاد حدد يوم الخميس المقبل، الموافق 9 من الشهر الحالي، لإجراء منافسات ثوالث المجاميع الثلاث وهي هيت والمقدادية والدغارة، حيث يتنافس فريقان على نيل بطاقتين لإكمال قائمة الأندية المتأهلة لدور الثمانية".

وأضاف اللاوندي أن العاصمة بغداد ستستضيف مباريات الملحق في قاعتي الصناعة والشرطة، حيث تقام المباريات بنظام دوري لمرحلة واحدة على مدى ثلاثة أيام متتالية.

وتابع اللاوندي أن "الملحق سيشهد تأهل فريقين من المجاميع الثلاث لإكمال عقد الأندية الثمانية المتأهلة إلى الدور المقبل".

وكانت ستة أندية قد حسمت تأهلها إلى دور الثمانية من الدوري الممتاز، وهي الشرطة وغاز الجنوب والبيشمركة ونينوى وأربيل ومصافي الشمال.

وقد جرت مباريات مرحلة الإياب للمجموعة الأولى والثالثة في قاعتي الصناعة والشرطة ببغداد، بينما استضافت قاعة كلية التربية الرياضية في أربيل مباريات المجموعة الثانية.

***********************************************

سيدات العراق يهزمن الكويتيات في مباراة ودية

الكويت ـ وكالات

فاز منتخب العراق للسيدات لكرة الصالات على نظيره الكويتي، بهدفين مقابل هدف، في المباراة الودية التي جرت أمس السبت في قاعة سعد الصباح السالم بالعاصمة الكويت.

وجاءت المباراة في إطار المعسكر التدريبي للمنتخب العراقي استعدادًا للمشاركة في نهائيات كأس آسيا التي ستستضيفها تايلاند.

وكان المنتخب الكويتي قد تقدم بهدف في الشوط الأول، لكن منتخب العراق نجح في التعديل في الشوط الثاني، حيث أحرزت اللاعبتان طيبة سليم ونادية فاضل هدفي التعديل والفوز، ليمنحا فريقهما النقاط الثلاث في أولى المباريات التجريبية بين المنتخبين.

**********************************************

شفيونتيك تقود بولندا إلى نهائي كأس الاتحاد للتنس

سيدني ـ وكالات

قادت إيغا شفيونتيك فريقها البولندي للتأهل إلى نهائي بطولة كأس الاتحاد لفرق التنس المختلطة، وذلك للمرة الثانية على التوالي، بعدما نجحت في التغلب على الكازاخية يلينا ريباكينا في مباراة الدور قبل النهائي التي أقيمت في سيدني أمس السبت.

فازت شفيونتيك على ريباكينا بنتيجة 7-6 و6-4، مما منح الفريق البولندي فوزًا 2-0 على فريق كازاخستان، ليضمن تأهلهم للنهائي قبل خوض مباراة الزوجي المختلط التي أصبحت غير مؤثرة في تحديد المتأهل.

وكان هوبرت هوركاش قد منح الفريق البولندي التقدم في المباراة بفوزه في مباراة الفردي الأولى على ألكسندر شيفتشينكو 6-3 و6-2.

وفي تصريحاتها بعد المباراة، قالت شفيونتيك: "أعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي أفوز فيها على يلينا في أرضية تسمح بانطلاق الكرة بشكل أسرع، لذلك فإن هذا الانتصار يعني لي الكثير. بالتأكيد لم أبدأ بشكل جيد، ولكنني سعيدة لأنني تمكنت من تغيير الزخم في المجموعة الأولى". وأضافت: "كان من الصعب دائمًا اللعب ضد يلينا، لكنني استغليت الفرصة في آخر لحظة."

وفي باقي المباريات، اقترب الفريق الأمريكي من التأهل إلى النهائي بعد تقدمه على الفريق التشيكي 1-0، حيث فازت كوكو جوف، المصنفة الثالثة عالميًا، على كارولينا موتشوفا 6-1 و6-4 في مباراة الفردي الأولى. ويمكن للفريق الأمريكي حسم تأهله إذا فاز تايلور فريتز، المصنف الرابع عالميًا، في مباراة الفردي الثانية ضد توماس ماتشاك.

*************************************************

وقفة رياية.. مدربون كبار يصنعون المستقبل

منعم جابر

لا شك أن مدربينا الكبار يسعون أولاً لتدريب الفرق الكبيرة، ويعتبرون ذلك تشريفًا كبيرًا لتاريخهم المشرف. إلا أن بعض العاملين في مجال التدريب يقدمون مواقف مشرفة تعتمد على تدريب الفئات العمرية، والتواجد في منافسات هذه الفئات وبطولاتها.

ونجدهم منهمكين في البحث والمتابعة في البطولات المدرسية والملاعب الشعبية، حيث يبحثون عن "الجواهر واللآلئ" ويكتشفونها، معتمدين على خبراتهم وتجاربهم ومعارفهم في البحث والتنقيب. هؤلاء المدربون يعملون بجد وهمة، دون كلل أو ملل، في البحث والتنقيب. كما أنهم يعملون بشكل يومي ومتواصل بإخلاص، دون مصالح أو منافع ذاتية، إلا خدمة الوطن ورياضته.

علينا أن نتذكر نخبة من هؤلاء المدربين الذين نشطوا في عالم كرة القدم، ومنهم المدرب الكبير الأستاذ داود العزاوي، الذي وجدته إنسانًا حريصًا على عمله ووطنه، ومخلصًا في أداء واجبه دون انفعال، وبكل تواضع. والأستاذ عامر جميل الذي تشهد له ملاعب الكرة بقدراته وإمكاناته. والحاج رشيد راضي الذي قدم مئات اللاعبين في مدرسته الكروية. والكابتن كاظم فليح، وكريم جواد من المخلصين في تدريب الأجيال الجديدة من الشباب والفتيان.

لقد قدم هؤلاء المدربون الكثير من الأفكار والإنجازات مع الفئات العمرية الصغرى، وبتفانٍ وجهدٍ عالٍ، لأنهم يؤمنون بدورهم وعطائهم للأجيال القادمة.

بناءً على ذلك، أقول لأحبتي المدربين والعاملين مع صغار اليوم: أنتم تقدمون تجاربكم لأجيال الغد ومبدعي الجيل الصاعد. أما أن تفكروا في العمل مع كبار اللاعبين وتكونوا قادرين على العطاء والتقديم والإنجاز، فهذا أمر غير ممكن وغير دقيق. فالتجارب والخبرة تأتي "حبة.. حبة". أما من يعتقد أن التجربة تأتي دفعة واحدة، فهذا كلام غير صحيح وغير دقيق.

أما عمليات تجاوز المراحل وحرقها، فهي تحتوي على الكثير من العيوب والأخطاء، وقد تؤدي إلى إنهاء المدرب "المستعجل" الذي يعمل على حرق المراحل.

وهنا أقول لأحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم: عليكم أن تساهموا في منح اللاعبين فرصًا للتحضير والدراسة لتوجهاتهم القادمة في مجالات التدريب أو الإدارة أو التحكيم. وهذا ما يحدث في جميع البلدان المتقدمة.

فالعديد من لاعبي كرة القدم الذين تنتهي حياتهم في اللعب بعد الاعتزال، يجب أن يختاروا المجال الصحيح والملائم لمسيرتهم الجديدة.

العمل مع الفئات العمرية يحتاج إلى دراسة وتعلم وخبرات متراكمة، ولنا في مدربينا الكبار وأصحاب الخبرات الطويلة نماذج حية، لأنهم اختاروا العمل مع الفتيان والأشبال والشباب، وجميع هذه الأعمار هي دون 18 عامًا. وعلى الرغم من خبراتهم ومعارفهم، فإنهم وجدوا أنفسهم قادرين على العمل مع هذه الفئات العمرية، ونجحوا فيها ومعها.

هنا أقول لأحبتي المدربين "المستجدين": عليكم باختيار المجالات التدريبية المناسبة لكم ولخبراتكم، وهذا ليس عيبًا أو نقصًا في مؤهلاتكم وقدراتكم. عليكم أن تعرفوا إمكانياتكم، كما قال الحكماء: "رحم الله امرأً عرف قدر نفسه".

إن البدء والانطلاق في عالم التدريب الحديث والتطور يبدأ مع الصغار والفئات العمرية، لأنها توفر للمدرب المستجد الفرصة المواتية للتعرف على أسرار كرة القدم وعلومها.

وأقول لأحبتي في الاتحاد العراقي لكرة القدم: يجب مراعاة توجيه اللاعبين المعتزلين حديثًا والباحثين عن فرص للعمل الرياضي، من خلال مساعدتهم في اختيار المجالات الصحيحة والمناسبة لهم. والاستفادة من خبرات كبار المدربين العاملين مع الفئات العمرية، لأنها الطريقة الأنسب والأكثر فائدة للباحثين عن الفرص المناسبة التي تزيد من خبراتهم وتوجهاتهم.

ممكن أن يكون ذلك منطلقًا ومناسبة جيدة لبدء العمل مع الفئات العمرية، التي تُعد بداية العمل معها بمثابة فتح آفاق واسعة أمام المعتزلين حديثًا، والساعين للبحث عن الفرص المناسبة لتواصل عملهم الرياضي مع أجيالنا الشابة.

********************************************************

إيفرا يطالب بمنح شارة القيادة لماغواير مجددًا

مانشستر ـ وكالات

طالب باتريس إيفرا، ظهير مانشستر يونايتد السابق، بإعادة منح شارة قيادة الفريق إلى هاري ماغواير، مدافع الفريق، في ظل الضغوط المتزايدة على القائد الحالي برونو فيرنانديز. وتولى فيرنانديز شارة القيادة في عام 2023 بعد أن قرر المدرب السابق إريك تين هاج سحبها من ماغواير. ورغم أن فيرنانديز يُعتبر من أفضل لاعبي الفريق وقد مدد عقده حتى عام 2027، إلا أن مهاراته القيادية تعرضت لانتقادات شديدة من قبل البعض. وفي تعليق على منشور عبر "إنستغرام" بشأن تمديد عقد ماغواير مع مانشستر يونايتد، قال إيفرا: "أعطوه شارة القيادة مرة أخرى! بعد كل ما مر به، أظهر صلابة وقيادة." من جهته، انتقد غرايام سونيس، نجم ليفربول السابق، فيرنانديز، واصفًا إياه بأنه يمثل عبئًا على الفريق، بعد أن تلقى البطاقة الحمراء الثالثة له هذا الموسم خلال الهزيمة أمام وولفرهامبتون في يوم "بوكسينج داي". فيما أشار روبن أموريم، المدرب الحالي ليونايتد، في تصريحاته الأخيرة إلى أن الفريق يفتقد إلى القيادة داخل الملعب، مؤكدًا أن ماغواير هو القائد الذي يحتاجه الفريق في هذه المرحلة.

****************************************************************

الصفحة العاشرة

الإستراتيجية الأمنية خلال رئاسة بيل كلينتون (1993-2001)

د. صالح ياسر

خلافا للرئيس (جورج بوش الأب) الذي كان كان على قناعة أن القوة العسكرية هي الأساس في صياغة الاستراتيجيات الأمنية، فقد تغيرت آراء الإدارة الأمريكية بقدوم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الثاني والأربعين (بيل كلينتون Bill Clinton)، والذي أكد على أن امتلاك القوة العسكرية وحدها ليس كافيا للمضي قدما في قضية الانفتاح العالمي، لذلك أصبحت القوة الموسّعة السمة المميزة للسياسات الأمنية الأمريكية خلال التسعينيات من القن العشرين. إلا أن ذلك لم يسهم في تجنب الحروب أو التقليل منها، فقد أكدت لجنة مختصة في صياغة الأمن القومي في تقريرها عام 1999على أن الولايات المتحدة ومنذ نهاية "الحرب الباردة" اشتركت في أكثر من (40) تدخلا عسكريا مقابل (16) تدخلا فقط خلال فترة "الحرب الباردة" بأكملها.

بالمقابل، أظهرت إدارة كلينتون حرصا شديدا على ترويج قناعتها بأن صياغة إستراتيجية متكاملة جديدة لا يكفي لوحده، بل يتعين أيضا تبيان مبرراتها للشعب الأمريكي. لأجل ذلك كان لابد من استبدال الهدف المنفرد الذي مثله "احتواء الشيوعية" بمسوغات أكثر تشابكا بحيث تنسجم مع الحقبة الجديدة، وتحقق بالتالي خلاصة مختلف الرؤى حول دور الولايات المتحدة في عالم ما بعد الحرب الباردة، وتوفّر قاعدة مفاهيمية صلبة للسياسة الخارجية للإدارة الجديدة.

لم تظهر هذه الرؤية الجديدة، حينها، بشكل أكثر وضوحا من ظهورها في أوربا، ففي قلب هذه الإستراتيجية تظهر إرادة الأمريكيين في التعامل مع ضمان أمن القارة الأوربية كهدف استراتيجي غير قابل للتحول. غير أن التحول طال أبعادا أخرى تمتّد من الدوافع، إلى طبيعة هذا الهدف، مرورا بطرق ووسائل تحقيقه في الفترة الجديدة.

فخلال حقبة "الحرب الباردة"، كانت المصالح الحيوية للولايات المتحدة تتحدد في إطار مواجهة "التوسع الشيوعي". وفي هذا الإطار، مثّل ضمان أمن أوربا الغربية التزاما استراتيجيا حضي بالإجماع وأعطيت له الأولوية، كونه كان يمثل مصلحة حيوية أمريكية لا يتطلب تبرير خصوصيتها وأهميتها عظيم الجهد. ولكن نهاية الحقبة المذكورة أحدثت تقّلبات جيوسياسية عميقة وواسعة، ثم أن أوربا أصبحت فضاء جيوستراتيجياً يختلف كثيرا عن فضاء "نظام يالطا".

وبالملموس فإن تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الاشتراكي وضع سياسة الولايات المتحدة تجاه أوربا أمام مفارقة ظاهرة؛ فمن جهة، هناك تراجع حقيقي للتهديد الشامل، ولكن هناك أيضا تراجع للسلم إضافة الى تنامي غير محدود للمخاطر وحالات اللاإستقرار في مرحلة تحولات صعبة وحاسمة وغير واضحة المعالم، لا يمكن للولايات المتحدة، لحسابات استراتيجية وجيوسياسية، أن تنأى بنفسها عن مراقبتها وإدارتها وتوجيهها - خصوصا في الجزء الشرقي من اوربا الذي شهد الانتقال المعكوس من الاشتراكية الى الرأسمالية - لأن ذلك سيكون له ثمن سياسي كبير وتأثير سلبي على مكانتها القيادية في هذا الفضاء الجيوسياسي الحيوي بالنسبة لها. ومن جهة أخرى، فانه في الوقت الذي كانت تزداد فيه القيود على الالتزامات الأمريكية الخارجية بسبب محدودية الموارد، أصبحت القوى الأوربية التي استفادت من نظام الأمن الذي ظلّ متمحورا حول الالتزام والحماية الأمريكية طيلة حقبة "الحرب الباردة"، منافسين حقيقيين ومحتملين للولايات المتحدة على أكثر من صعيد وخصوصا الاقتصادية منها. وهذا يعني أن استمرار تحمل الولايات المتحدة لأعباء الالتزام بضمان استقرار وأمن القارة الأوربية على نحو ما فعلته خلال نظام يالطا، سيكون في غير صالحها ضمن إطار هذه المنافسة، وسيعمق الاختلال ويوسع الفجوة بين قدرات أصبحت أقلّ توّفرا والتزامات صارت أكثر اتساعا. وكل هذه التحولات تطلبت جملة من التغيرات في السياسة الخارجية لمواجهة التحديات الجديدة والمتجدة. وقد عبر عن هذا التوجه رئيس دبلوماسية الولايات المتحدة (خلال فترة حكم بيل كلنتون) وارن كريستوفر   Warren Cristopher  قائلا: "لم تشهد بلادنا منذ أواخر الأربعينات تحديا كالذي تشهده اليوم لصياغة سياسة خارجية جديدة برمتها لعالم تغير بصورة أساسية، وكما كان عليه الحال لنُظرائنا في ذلك الوقت، فإننا بحاجة إلى تصميم إستراتيجية جديدة لحماية المصالح الأمريكية [...] و لابد لهذه الإستراتيجية من أن تعكس التغيرات الأساسية التي تتميز بها هذه الحقبة".

يمكن تقسيم فترة حكم الرئيس كلينتون الى قسمين او فترتين فرعيتين. ركّز في العهدة الأولى على القضايا الداخلية مع عدم التركيز (أو تركيز أقل) على السياسة الخارجية التي اعتبرها امتدادا للسياسة الداخلية، ولكن بالنظر لبعض التجاذبات بين مختلف المؤسسات السياسية الأمريكية وتبادل الأدوار، والتطورات العالمية، عادت القضايا الخارجية للبروز في العُهدة الثانية.

وقد اتسمت فترة رئاسة (بيل كلينتون) بغياب جدول أعمال واضح ودقيق لقضايا السياسة الخارجية ونادرا ما كانت الاجتماعات تبدأ وتنتهي في موعدها المحدد، وتتسم مشاركة بعض المسؤولين بالعفوية وبعضهم كان من المعنيين بالشؤون الداخلية، ومع ذلك يحضرون مداولات مجلس الأمن القومي، ولم يكن الرئيس الصوت المسيطر بل مجرد مشارك في النقاش.

بالطبع تستند أصول القوة غير المسبوقة – و التي لا تساويها قوة أخرى- التي كانت تتباهى بها إدارة بوش، إلى نهاية المرحلة الأخيرة من التنافس، أي "الحرب الباردة" التي امتدت خلال الفترة 1945- 1990. لقد أدت "ثورات" وسط وشرق أوروبا في 1989 وتفكك الاتحاد السوفيتي في 1991، بالولايات المتحدة إلى تبوء موقع القوة العسكرية القائدة في العالم. كما منحت هذه التطورات الرأسمالية الأمريكية منفذاً لمناطق كانت قبل ذلك مغلقة دونها بسبب تقسيم العالم خلال "الحرب الباردة" إلى كتلتين عظميتين متنافستين. وتعد وسط آسيا أبرز هذه المناطق، حيث تحتوي على احتياطات نفطية كبيرة وتحتل موقعاً استراتيجياً على الحدود بين مناطق النفوذ الروسية والصينية. بيد أن انهيار النظام الاشتراكي لم يوقف التنافس بين الدول الكبرى. وقد قال بعض الباحثين الذين لم يتأثروا بما قيل في زهو النصر حول نهاية التاريخ وبداية قرن أمريكي جديد، إن انتهاء الاستقرار المبني على الثنائية القطبية سوف يؤدي الى مرحلة جديدة من المنافسة الجيوسياسية العنيفة، وبالتالي إلى مخاطر وعدم استقرار أكثر مما كان في مرحلة ما قبل 1989.

وبشكل أكثر تحديداً، واجهت الولايات المتحدة مصدرين محتملين للمخاطر: جاء الأول من داخل المعسكر الرأسمالي الغربي، من ألمانيا واليابان، اللتين كانتا خاضعتين إلى قيادة الولايات المتحدة العسكرية والسياسية طوال "الحرب الباردة"، لكنهما تطورتا إلى منافسين مهمين للرأسمالية الأمريكية. إن تدهور المكانة الاقتصادية الأمريكية النسبية في مواجهة هاتين الدولتين كان أحد العوامل المهمة وراء دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة جديدة من الأزمات في أواخر الستينات.

اما المجموعة الثانية من المنافسين المحتملين للولايات المتحدة في حينه فضمت دولاً من خارج المعسكر الغربي. فروسيا الاتحادية ظلت دولة عظمى برغم إفقارها ووقوعها في فوضى سياسية واجتماعية- اقتصادية. فهي تمتلك آلاف الرؤوس النووية وتمتد عبر "أوراسيا" وتضم أو تحد مناطق ذات احتياطيات كبيرة لمصادر الطاقة. ومع ذلك تبقى الصين التهديد الأهم نتيجة النمو الاقتصادي السريع الذي حققته والذي اعطاها الموارد الكافية لصعودها كقوة عسكرية عظمى في أكثر مناطق العالم عرضة لعدم الاستقرار. وفي الوقت الذي تراجع فيه التهديد الاقتصادي الياباني في التسعينيات، صعدت الصين بوصفها التهديد الأساسي الذي يواجه الرأسمالية الأمريكية في الأجل الطويل، وهو ما يشير إليه العديد من المفكرين الاستراتيجين الكبار في الولايات المتحدة.

ومع تأكيدات العديد من المحللين على وجود مثل هذا التهديد إلا ان البعض الآخر مثل مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس كارتر (1977- 1981) زبيغنيف بريجينسكي (Zbigniew Brzezinski) كان أكثر تشككاً في قدرة الصين على النمو لتصبح تحدياً حقيقياً للهيمنة الأمريكية، خاصة عندما ترتكز التنبؤات على "توقعات إحصائية ميكانيكية" حسب قوله. يعد Brzezinski أقوى من يعتقدون أن التحدي الذي يواجه الطبقة الحاكمة الأمريكية هو الحفاظ على قيادتها للدول الرأسمالية الغربية بالإضافة إلى بسط نفوذ هذه القيادة لتشمل القوى الكبرى الأخرى. إن النجاح الجيوسياسي الأساسي لإدارة كلينتون (1993 – 2001) يتمثل في بسط الهيمنة الأمريكية في "أوراسيا". وكان ذلك مهيئاً بفعل الخلفية الاقتصادية، حيث حظيت الولايات المتحدة بانتعاش شهد تصاعداً في أغلب عقد التسعينيات. في تلك الأثناء شهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال معظم ذلك العقد، فيما عانت اليابان من أسوأ أزمة انكماش تواجه دولة رأسمالية كبيرة منذ الثلاثينات. إن التحول النسبي في ميزان القوة الاقتصادية لصالح الولايات المتحدة دعمه اللجوء الانتقائي إلى القوة العسكرية من جانب إدارة كلينتون. إن الحملة التي قام بها حلف الأطلنطي على صربيا في عام 1995 والحملة الأوسع نطاقاً في كوسوفا في عام 1999 ساعدتا على تأكيد تبعية الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة واعتماد هذا الاتحاد على القوة العسكرية الأمريكية حتى في حل النزاعات التي تقع في فنائه الخلفي، في البلقان.

هذا مع العلم ان حرب البلقان في عام 1999 كانت بمثابة مناسبة لترويج آيديولوجية "التدخل الإنساني"، خاصة من قبل رئيس الوزراء البريطاني حينذاك (توني بلير Tony Blair)، من أجل تأكيد حق "المجتمع الدولي" (الذي هو في هذه الحالة الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين) في تجاوز مفهوم السيادة الوطنية وشن حرباَ على الاقل من اجل معاقبة انتهاكات حقوق الانسان التي تقترفها "الدول المارقة".

ومن هذا المنطلق اتبعت إدارة كلينتون استراتيجية جديدة قائمة على التعددية بمعنى العمل المشترك، من خلال إعادة تأسيس الرابطة عبر الأطلسية من خلال إعادة بناء علاقة جيوسياسية متجددة مبنية على مبدأ القيادة (Leadership) الذي يقتضي أن تمتلك القوة المتفوقة مشروعية جمع الآخرين في منظومة جماعية، وحق المبادرة والسير بهم نحو غايات مشتركة، مع السماح لهم ودفعهم إلى لعب أدوار شراكة - مع تحمل أعبائها- تقف عند خط رفض كل حركية قد تؤدي إلى تهديد وضع التفوق ومكانة الريادة.

ان هذا الخط البراغماتي الذي أطلق عليه مفهوم "القيادة عبر الشراكة" (Leadership by Partnership)، يتضمن – بحسب مهندسيه - تحقيق ثلاثة أهداف أساسية:

  • منع قيام قطب أوربي استراتيجي مستقل خارج الرابطة الأطلسية؛
  • تشجيع إقامة هوية دفاعية أوربية داخل الإطار الأطلسي؛
  • تحقيق شراكة أورو-أطلسية إستراتيجية في إدارة المصالح الغربية المشتركة في العالم.

وعلى الرغم من التأكيد على مسألة بناء التحالفات، فإن استراتيجية إدارة كلينتون كانت بعيدة عن أن تكون متعددة الأطراف. فقد كان العمل على توسيع حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بمثابة وسيلة لتأكيد الهيمنة الأمريكية في "أوراسيا"، وليس بديلاً عن السيادة الأمريكية.

لقد بادرت الولايات المتحدة بشن "حرب البلقان" في عام 1999 تحت غطاء (حلف الناتو)، دون أي مرجعية من (مجلس الأمن الدولي). علما أن الولايات المتحدة تجاهلت الأمم المتحدة بالفعل حينما قصفت العراق في عام 1998 بمساعدة بريطانيا وآخرين.

وبشأن "استراتيجية الحرب الاستباقية"، فقد اختفت مع الفترة الرئاسية الاولى للرئيس (بيل كلينتون) أية مؤشرات على تفكير الاوساط المحدِدة للسياسة الخارجية الامريكية. و عادت هذه الرؤية للبروز في أوساط الادارة الامريكية مع حلول 22 أيار 1997 تاريخ بداية عرض ومناقشة تقرير "المراجعة الرباعية للدفاع" The Quadrennial Defense Review   من قبل وزير الدفاع الامريكي آنذاك ويليام كوهين (William Cohen)  امام الكونغرس. ثم اصبح وزير الدفاع في ادارة كلينتون ويليام بيري  (William Perry) في 1 كانون الاول 1996 ملزما بإحداث هذا المجلس وهو ما تم فعلا.

وقد بدا واضحا أن التوجه الجديد اعتمد على رؤية "توازنية" (Equilibriste)، فبين التيار التدخلي، الهيمني الذي يريد من الولايات المتحدة أن تقوم بدور عالمي مهيمن، والتيار الانعزالي التقليدي الداعي إلى انسحاب الولايات المتحدة من مسؤولياتها العالمية المكلِفة دون مردود، اتجهت الإدارة الأمريكية الجديدة اتجاها يحاول أن يكون موفِّقا بين الاثنين، وبالتالي أكثر تكيّفا مع واقع وضعية الولايات المتحدة الذي يفرض عليها مسؤوليات عالمية قيادية دون أن تُطرح هذه المسؤوليات بالشكل المطلق، وفي الوقت نفسه يمكِّن الإدارة من الالتفات لمعالجة الوضع الداخلي، وهي المهمة التي كانت تقع على رأس قائمة أولويات الإدارة المنتخبة في نوفمبر 1992. وقد عبر كلينتون عن هذا التوجه في خطابه الموجه للجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 27 سبتمبر 1993.

ويرى بعض المهتمين بهذه الاشكالية أن تبنِّي الإدارة الأمريكية خلال "حقبة كلينتون" لهذا الاختيار جاء نتيجة موازنات قادتها إلى النتيجة التالية: "إن سياسة خارجية مبنية على مبدأ الهيمنة العالمية سيكلِّف الولايات المتحدة ثمنا اقتصاديا باهظا، كما أن إتِباع سياسة مبنية على مبدأ الانعزالية التقليدية سيكلفها ثمنا سياسيا أكبر ".

"ولسونية براغماتية" (Pragmatic Wilsonism)، هكذا وصف المذهب الذي مثّل الخط الموجه الجديد للسياسة الخارجية الأمريكية لفترة ما بعد الحرب الباردة، والذي عثرت عليه إدارة كلينتون (الأولى و الثانية) واعتنقته بعدما انتفت مبررات بقاء مذهب الاحتواء.

**********************************************************

الماركسية والعلوم والدراسات العلمية.. حروب العلوم في التسعينيات / هيلينا شيهان

ترجمة: د. سعدي عواد السعدي

هناك ضغوط قوية تعمل على تثبيط وتآكل وتهميش التفكير النقدي والتفكير الإبداعي، وخاصة التفكير النظامي.

إن الجامعات أصبحت أرضاً متنازعا عليها. وقد تغيرت الأجواء بشكل جذري عما كانت عليه في الستينيات والسبعينيات. ففي ذلك الوقت، كانت النماذج المتنافسة على نطاق واسع في كل مجال تواجه بعضها البعض بطاقة وشغف كبيرين. ولكن هذا تبدد الآن. وهو أمر مربك، لأن شيئاً لم يُحَل. لقد تعلم الناس كيف يعيشون مع مشاكل لم تُحَل أو لم يُعترف بها، أو يكتفون بالحل على مستوى أقل من الأساسي.

أفسحت المواجهات بين وجهات النظر العالمية المجال للانتقائية المنخفضة المستوى. وهناك تضييق في المنظور وتراجع عن المشاركة، سواء من خلال قصر النظر، أو الجهل، أو السطحية، أو المطابقة، أو الخوف، أو الانتهازية المهنية.

إن الكثير مما أقرأه أو أراجعه في العديد من المجالات غير مدروس. فالتصور ضعيف ومربك. والسياق عشوائي. وقد غذت الماركسية في داخلي طلباً للتصور القوي والواضح، والسياق السميك والمنهجي.

إن العديد من الدراسات الاجتماعية للعلوم لا تزال ضعيفة للغاية في المفاهيم والسياقات. لقد كانت هناك إعادة اكتشافات دورية للسياق الاجتماعي التاريخي للعلوم وكأن الماركسية لم تظهر قط - من كون Kuhn إلى مدرسة إدنبرة إلى لاتور.

وهذا لا ينفي المساهمة المهمة لمدرسة إدنبرة، التي قدمت نتاجا مثيرا للإعجاب للدراسات التجريبية للحلقات المثيرة للاهتمام في تاريخ العلم التي تربط بين البنى الاجتماعية وعلم الكونيات، وتربط مصالح الطبقات بالمواقف المتخذة في الخلافات العلمية. لقد جادلوا ضد رؤية ما يُعتبر صحيحا وعقلانيا في تاريخ العلم على أنه غير إشكالي، ولا يحتاج إلى تفسير اجتماعي، وضد فهم العوامل الاجتماعية على أنها تنطوي بالضرورة على تشويه أو فساد العلم. واعترضوا على النظرة القديمة للمعرفة باعتبارها فردية وسلبية وتأملية لصالح وجهة نظر المعرفة باعتبارها اجتماعية ونشطة وسياقية.

يتم تصور المعرفة كمنتج، ليس لأفراد مدركين سلبيين، ولكن لمجموعات اجتماعية متفاعلة. النظريات العلمية لا يتم الكشف عنها بشكل فردي بل يتم بناؤها اجتماعيا. إن هذا يتشابه إلى حد كبير مع الماركسية. ولكن على النقيض من الماركسية، يرى أنصار مدرسة إدنبرة أن المعرفة العلمية مشروطة تماماً، الأمر الذي لا يترك لنا أنماطاً شاملة، ولا روابط ضرورية تربط المعرفة إما بالنظام الاجتماعي أو بالعالم الطبيعي، ولا مفهوماً للتقدم العلمي، ولا معايير للتقييم التفاضلي. وبالنسبة لهم، تختار الجماعات الاجتماعية ببساطة النظريات كموارد تناسب أغراضها، ولا توجد طريقة يمكن من خلالها تصنيف مثل هذه النظريات من حيث قربها من الواقع أو عقلانيتها. وهم يغيرون الأرض باستمرار، ويتحولون من الطوعية الأكثر تعسفاً إلى الحتمية الأكثر آلية. وهم يضعون نموذجاً صارماً للمعرفة يقوم على المصلحة ثم يدعون إلى البحث غير المهتم. وهم يجادلون ضد إعطاء العلم مكانة خاصة في مواجهة أشكال أخرى من الثقافة وضد معايير الترسيم ثم يمنحون العلم أعلى مكانة شرفية. إن هذا الصراع عشوائي للغاية، ومتناقض للغاية، ومرن للغاية بحيث لا يسمح لنا بالتعمق في فهم العلاقة بين الجوانب المعرفية والاجتماعية للعلم.(1)

وقد تناولت حروب العلوم في التسعينيات خيوط هذا التوتر. لقد وجدت نفسي على كلا الجانبين، ولكن على أي منهما تماما. لقد اتفقت مع أولئك الذين أرادوا الدفاع عن القدرة المعرفية للعلم ضد الواقعية المعرفية، واللاعقلانية، والتصوف، والتقليدية، وخاصة ما بعد الحداثة. واتفقت أيضا مع أولئك الذين أصروا على تقديم تفسير اجتماعي تاريخي قوي للعلم ضد إعادة تأكيد علم العلوم.

إن وجود أساس أفضل لما جلبه التقليد الماركسي للتأثير على هذه القضايا كان من شأنه أن ينير الطريق. لا أعتقد أن فضح زيف العلم من حيث صلاحيته المعرفية هو نشاط مناسب. (2) فهو ليس سليماً من الناحية المعرفية ولا تقدمياً من الناحية السياسية. ويتعين على اليسار أن يتخذ موقفه من العلم، العلم الذي أعيد بناؤه نقدياً، والذي يتسم بالمسؤولية الاجتماعية، ولكن من خلال إمكانيات العلم. لقد اتجهت العلوم ودراسات العلوم على نحو متزايد إلى التراجع عن الأفكار الكبرى التي كانت مطروحة في السابق. فقد أصبحت هذه الأفكار أصغر حجماً، وأكثر انطواءً، وأكثر هوساً بالمناقشات الصغيرة حول الاتجاهات الجزئية، مع وجود أدلة ضعيفة فقط على التاريخ الفكري والسياق الاجتماعي ذي الصلة .(3)

أما عن الفلسفة، فبالرغم من أهميتها البالغة في الحالة الإنسانية، فقد اختزلها العديد من الفلاسفة المحترفين في باطنيات تقنية أو هراء غامض. وقد نفر العديد ممن جاءوا إليها بحثاً عن المعنى، واضعين أي دفاع عن وضعها المتدهور على أسس مشكوك فيه. ويبدو لي أن بعض النصوص في فلسفة العلم تعادل الهوس بلعبة الشطرنج بينما يحترق المنزل من حولها. إن الماركسية لا تزال بديلاً. ولا تزال متفوقة على أي شيء على الساحة. إنها طريقة لرؤية العالم من حيث نمط معقد من العمليات المترابطة حيث لا يرى الآخرون سوى تفاصيل منفصلة وثابتة. إنها طريقة للكشف عن كيف أن الهياكل الاقتصادية والمؤسسات السياسية والقواعد القانونية والمعايير الأخلاقية والاتجاهات الثقافية والنظريات العلمية والمنظورات الفلسفية، بل وحتى الفطرة السليمة، كلها نتاج لنمط من التطور التاريخي الذي تشكله طريقة الإنتاج.

إن الماركسية كفلسفة للعلم مادية بمعنى تفسير العالم الطبيعي من حيث القوى الطبيعية وليس القوى الخارقة للطبيعة. وهي فلسفة جدلية بمعنى أنها تطورية، وعملية، وتنموية. وهي جذرية السياقية والعلائقية في رؤية كل ما هو موجود داخل شبكة القوى التي تندمج فيها. وهي تجريبية دون أن تكون إيجابية أو اختزالية؛ وعقلانية دون أن تكون مثالية؛ ومتماسكة وشاملة في حين أنها تستند إلى التجريبية. إنها تحتاج باستمرار إلى المراجعة في ضوء العلم الأكثر تقدما، والمعارف الأكثر حداثة، في عصرها.  وفي فلسفة العلوم، يعني هذا التفكير بشكل جوهري في الآثار الفلسفية للعلوم التجريبية والقيام بذلك في سياق اجتماعي تاريخي كثيف. وفي الفلسفة، يعني هذا بشكل عام النظر إلى التخصصات الأخرى والاستفسارات بين التخصصات والمشاركة في المناقشات حول الأسس النظرية للمعرفة المتنامية، ويعني التدقيق في التحولات المعاصرة في إنتاج المعرفة ذاتها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1)  على سبيل المثال، انظر ماريو بياجيولي، محرر، The Science Studies Reader  نيويورك: روتليدج، 1999

(2) كانت الأحداث المحفزة هي نشر كتاب "الخرافة العليا" لبول جروس ونورمان ليفيت في عام 1994، وخدعة سوكال سيئة السمعة في عام 1996 وموجة الدعاية المحيطة بها ومؤتمر أكاديمية نيويورك للعلوم، الذي نُشر تحت عنوان "الهروب من العلم والعقل".

(3) ماريو بياجيولي، مصدر سابق 

عن: مجلة (مونثلي ريفيو) – 1 أيار 2021

******************************************************

الصفحة الحادية عشر

في وداع..هاشم سمرجي، كمال غمبار، سعاد عبد علي وقصي البصري

ونحن نفتتح عام 2025، فوجئنا برحيل اربع شخصيات ثقافية وابداعية عراقية مرموقة، الفنان التشكيلي المجدد هاشم سمرجي والاديب الكردي البارز د. كمال غمبار والمترجمة البارعة د. سعاد عبد علي، والفنان المسرحي الرائد قصي البصري الذي عرف بإخراجه اوبريت "بيادر خير".

الأربعة تركوا بصمات واضحة في مسيرة الثقافة الوطنية، فقد عرف سمرجي كونه احد اهم المبدعين في التشكيل العراقي الحديث، فيما قدم د. غمبار العديد من الأبحاث الأدبية والفكرية. وتركت لنا د. سعاد، ثلاث روايات مترجمة مهمة هي: چاتر تن لبيتر اكزويد/ فندق البحيرة/ لأنيتا بروكز، و التداعي والسقوط لأيفلين. وكانت تشكل حضوراً متميزاً في عملها الترجمي في ندوات ومهرجانات ونشاطات دار المأمون في وزارة الثقافة.

فيما كان الفنان قصي البصري دائم الحضور في اعمال المسرح العراقي مخرجاً وممثلاً بارعاً وتقديماً فاعلاً.

**********************************************

الشاعر القديم في بيته

د. سعيد عدنان

من مواردِ الشعر القديم؛ أن يقفَ الشاعرُ على شأنٍ من شؤون بيته، ويجعلَ منه أثرًا يُروى، وتحتفي به كتبُ الأدب بالذكر والإشادة؛ من ذلك ما كان من عمرو بن شأْس الأسديّ في أمر ابنه وامرأته !  كان عمرو بنُ شأْس الأسديّ شاعرًا قديمًا ؛ وُلد في الجاهليّة، وعاش فيها حِقبةً، وقال الشعر، ثمّ أدرك الإسلام فأسلم، وكان في جُند القادسيّة، وقد صوّر بعض وقائعها في شعره. وكانت وفاته في الثلث الأوّل من القرن الهجريّ الأوّل.  جعله ابنُ سلّام في الطبقة العاشرة من طبقات الجاهليين، وقال عنه:" أكثرُ أهلِ طبقته شعرًا . وكان ذا قدْر وشرَف ومنزلة في قومه"؛ غيرَ أنّ ديوانه الذي صنعه أبو سعيد السُّكري  المتوفَّى سنة  275 ه  ضاع في طيّ الزمان؛ فقام يحيى الجبوريّ، المتوفّى سنة 2019 م،  بجمع أشعاره المنثورة في كتب الأدب، وصنع له ديوانًا يضمّ ما بقي من شعره . كانت لعمروِ بنِ شأس  امرأةٌ من قومه يقال لها: أمُّ حسّان، وكان له ولدٌ أسودُ، اسمه عِرار، من أَمَةٍ سوداء كانت له، وكانت امرأتُه، أمُّ حسّان،  تشنأُ ابنَه عِرارًا، وتقع فيه، وتسعى في مساءته، وتُريد أن تبغّضَه إلى أبيه ! وكان عِرار، على سواده،  شديدَ الشكيمة، قويَّ النفس، فصيحَ اللسان، ذا مكانةٍ عند أبيه. فلمّا أكثرت أمُّ حسّان في عِرار، وغَلَت في قالتِها؛ قال الشيخُ ابنُ شأْس، وقد علت به السنُّ، قصيدةً عامرةً، أدار فيها الكلام على جملةٍ من شؤونه؛ ثمّ وقف، من بعد، عند امرأته وابنه في مورد جليل؛ عرف القدماءُ قدره فرووه في كتبهم؛ إذ رواه ابن سلّام في طبقاته، واختاره أبو تمّام في حماسته، وألمّ به الجاحظ في رسائله، ولم يُخلِ أبو عليّ القاليّ أماليَه منه، وجعله صاحبُ الأغاني في صدر كلامه على الشاعر، ودارت أبياتٌ منه في كتب أخرى على مقام التمثّل والاستحسان! يقول عمروُ بنُ شأْس في مورده الجليل؛ وأنا أنقله عن طبقات ابن سلّام:

أرادتْ عِـــــــرارًا بالــــــهَوانِ ومــــــــن يُرِدْ ...

عِــــــرارًا ، لَعَمْـــري ، بالــــهوانِ فـــقد ظَــلَمْ

وإنَّ عِــــرَارًا إن يكُــــنْ غيـــرَ واضـــحٍ ...

فإنّـــي أُحِـــبُّ الجَـــونَ ذا المَنْكِـــبِ العَمَــمْ

وإنَّ عِـــــرارًا إن يكُــــــــنْ ذا شـــكيــــــمةٍ ...

تـلقّيتِـــــها منـــــــــه ، فمــــــــــا أمــــلِـكُ الشِّــــــــــيَــمْ

فإن كنتِ منّي أو تُريدينَ صُحبَتي ...

فكــــــونــي لــــــه كالسَّـــــــمنِ رُبّتْ لــــه الأَدَمْ

وإلّا فســـيــري مثــــلَ مــــا سـارَ راكِبٌ ...

تعجّـــــلَ خِمسًــــــا ليــــس فــــــي ســـــيره أَمَــــمْ

أراد أن ينصح لها، وأن يُريها عاقبةَ ما تفعل، وأنّ في مساءتها عِرارًا مساءةً له؛ فقال إنّ من الظلم أن يُرادَ عِرارٌ بالهوان، وأن يُؤذى؛ فهو إن لم يكن أبيضَ واضحًا؛ فإنّه قويٌّ شديدٌ، وثيقُ البناء، وإنّي أحبّه لقوّته ووثاقته، وإذا كان يلقاكِ بالشدّة فتلك شيمتُه التي لا أملك لها تبديلًا؛ فإن كنتِ تُريدين  صحبتي فكوني له كالأديم، وهو الجلد المدبوغ تُتّخذُ منه الزِّقاقُ والأوعيةُ، الذي دُهِنَ  بالرُّبّ، وهو خلاصةُ التمر وعصارتُه، وأُصلحَ حتّى  يحفظَ السَّمنَ ويدفعَ عنه  الفساد، ويكون ذلك أطيبَ له؛ يقول لها : دعي المشاقّة، واجعلي عِرارًا بموضع الرعاية منك! وإلّا فابعدي عنّي، وسيري، مسرعةً،  كراكبٍ منع أبلَه عن الورد أربعةَ أيّام فلمّا كان اليومُ الخامس أسرع بها نحو الماء، غيرَ مبطئ،  لا يلوي على شيء!  لكنّها ظلّت على مساءتها؛ تلقى عِرارًا بما يؤذي؛ فأحكم الشاعرُ أمره، وأخلى سبيلها ؛ فلمّا بانت تبعتها نفسُه وندم، وقال :

ألمْ تعلمـــي يا أمَّ حسّــــانَ أنّنــــي ...

إذا عــبـــــرةٌ نهْنــــــهْتُــــهــــــا فتــــخــــلَّتِ

رجعتُ إلى صدْرٍ كجرّةِ حَنتَمٍ ...

إذا قُرعتْ صِفْرًا من الماءِ صَلّتِ

 

غيرَ أنّ شعرَ الشاعر وأخبارَه؛ كلاهما يسكتُ عن مآل الحال بين الشاعر وامرأته أمِّ حسّان بعد المفارقة؛ لكنّ الأخبار لا تسكت عن عِرار حتّى تُثبت رأي أبيه فيه، وأنّه كان على صواب منه؛ فتقول: إنّ عِرارًا عُرف بالفصاحة، وحسنِ البيان، ويقظةِ الفؤاد، وأنّ الكوفة عرفت ذلك منه؛ فلمّا كان الحجّاج، وكان نصره على ابن الأشعث أراد رجلًا لَقِنًا يؤدّي خبرَ النصر بتمامه إلى الخليفة عبدِ الملك ؛ فدُلَّ على عِرار ؛ فبعث به إلى الشام؛ فاقتحمته عينُ عبد الملك ، إذ رآه،  لسواده ودَمامةِ وجهه؛ فلمّا تكلّم ملأ سمعَه صوابًا ، فكان لا يسألُه عن أمر حتّى يُجيبَ أتمَّ جوابٍ بأفصح لفظ؛ فتمثّل عبدُ الملك ، عند ذلك ، منشدًا:

أرادتْ عِرارًا بالهوانِ ومــــــن يُردْ ...

عِرارًا ، لعمري ، بالهوان فقد ظَلَمْ

وإنّ عِرارًا إن يكــــــُن غيرَ واضحٍ ...

فإنّي أُحبُّ الجَونَ ذا المَنْكِبِ العَمَمْ

فقال له عِرارٌ : أتعرفني ؟ قال : لا ، فقال : أنا عِرار ! فسُرَّ عبد الملك وقال : لقد صدق ظنُّ أبيكَ فيك ...!

تلك صفحة من صفحات  الشعر القديم صوّرت جانبًا من حياة الشاعر في بيته وما يكتنفها من نوازع ...

******************************************************

هاشم سمرجي والجمال غير المشروط

د. جواد الزيدي

يعيدنا الفنان (هاشم سمرجي) الذي غادرنا قبل أيام قليلة الى التفكير بصراع الأساليب، وجدل المواقف والإتجاهات والرؤى في التشكيل العراقي من خلال فحص هذه الحركية والسيرورات التاريخية التي عصفت بالأسماء والجماعات والخطاب نفسه. فمنذ معرضه الأول العام 1967 الى معرضه الأخير في لندن العام 2014 والموسوم (سرد تشكيلي) الذي شارك فيه (علاء بشير، وفيصل لعيبي) يعمل على تكريس التجربة والأثر المختلف، ويستهدف القصص والحكايا التي غادر موطنها الأصلي. وعبر هذا وذاك سجل مدونته الشخصية بعشرات المعارض الشخصية والجماعية في أوربا والعواصم العربية المختلفة الذي إستطاع من خلالها تكريس تجربته الفنية وإشتغالاته التي آمن بها منذ ستينات القرن الماضي حين إلتحق ب (جماعة الرؤيا الجديدة) مع زملاؤه من الفنانين (ضياء العزاوي، ورافع الناصري، واسماعيل فتاح الترك، ومحمد مهرالدين، وصالح الجميعي). إهتمت هذه الجماعة وسمرجي من بينها بالتقنية في العمل الفني مع ضرورة تحديثها بإستمرار، فضلاً عن الحرية الفنية غير المشروطة بموقف أُسلوبي موحد أو في الخطوط العامة، لإعتقادهم أن الفن ممارسة جمالية وموقف إزاء ما يحدث في العالم والمحيط الخارجي، عملية تجاوز مستمرة وإكتشاف دواخل الإنسان من خلال التعبير الجمالي، وهي محاولة بناء العالم من جديد، بحثاً عن هوية حضارية تتجاوز الهوية الذاتية والدعوة الى تقويض التراث، ليس من باب رفضه وتهشيمه، وإنما لبعثه من جديد وتثوير خصائصه الكامنة في بنيته الأساسية. وفي هذا رأوا إن عليهم تحدي التراث من أجل تحقيق تجاوزه، واضعين أنفسهم موضع المُطالب بالتغيير والتجاوز والإبداع، ممجدين في الوقت نفسه مفهوم الثورة، كونها تمثل تجاوزاً للقيم السلبية، وبلورة لروح المستقبل، بمعنى كونها صفات الإنسان الجديد.

إن تداخل الأجناس والأساليب في تجربته أمراً طبيعياً بفعل تأثير تخصصاته الدراسية، حيث درس الرسم في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وعمل لأربع سنوات في التدريس، كما عمل في مجلة آفاق عربية قبل هجرته العام 1981 حين حصل على زمالة لدراسة فن الكرافيك من قبل مؤسسة كولبنكيان في لشبونة بالبرتغال، إنتقل بعدها الى إنكلترا ليعيش في مدينة لندن ويرحل فيها أيضاً. وبسبب هجرته المبكرة تعرف على منجزات الفنون الأوربية (الحداثة وما بعد الحداثة)، ولذلك يعد الفنان العراقي الوحيد الذي إنتقل من التعبيرية ورمزياتها الى الفن البصري، الذي يعد واحداً من إتجاهات ما بعد الحداثة الفنية، وفاعليته في عواصم العالم الكبرى (لندن وباريس، وواشنطن) وغيرها، ولكنه حاول إجتراح منهجه وأُسلوبة الخاص، ليعيد ترميم مادة ذاكرته المؤطرة بصور الموصل وبغداد المحلية وإستحضار التراث والمعطى الواقعي بشكل مختلف إنطلاقاً من إمكانية تأويل المشخصن، وتحويله الى نسق مجرد سواء كان ضمن هذا الفضاء أو ذاك، إذ إستطاع العودة الى (الخط العربي، والزخرفة الهندسية وما تنتجه من تشابكات تؤدي الى صورة متعددة)، فضلاً عن موضوعات الحياة التي مكتث في الذاكرة وأصبحت مادتها الرئيسة. وعلى الرغم من ركونه للسكينة والهدوء وإبتعاده عن الأضواء، إلاّ أنه متوقد المشاعر، وأصبح علامة من العلامات المهيمنة في التشكيل العراقي، بوصفه الفنان الوحيد الذي إتجه الى الفن البصري (optical art). عمل على المدرسة التعبيرية في الفن في فترات متعاقبة من حياته، إلاّ أن الفن البصري أخذه بعيداً من ذلك وكان الأكثر حضوراً في مجمل تجربته الفنية. ولعل هذا الإنفتاح له ما يبرره من خلال التعاطي مع القيم اللونية التي ترتد في جوهرها الى تماثلات وجودية أو معطىً حياتي إستطاع من خلاله تمثيل المتعارضات من خلال الجوهر أو الكينونات المتبدية في تأويل اللون والشكل على السواء. فقد ذهب الى (الأسود والأبيض) في أعماله الفنية التي تتخذ من التعبيرية التجريدية أو الرمزية أساساً في بنائها أو سطوحها التصويرية، أو تلك التي تقع في خانة (الفن البصري)، إذ أنه يتخذ من مقامات اللون ورمزيته أساساً في تلك الصياغات الفنية إنطلاقاً من الإستعارات الحياتية أو العالم الموضوعي التي يتمثلها ويجسدها من خلال العلاقة بين تلك القيم التي تشير الى (الليل والنهار، أو الخير والشر) وكل ما يتصل بهذه المفهومات. ومن أجل إستكمال تلك الرؤية فأنه يعمد في بعض الأحيان الى إدخال الضوء الأصفر أو البرتقالي عليهما لتتضح الصورة الرمزية في هذا التعبير المجازي الذي يحمله الأصفر بالإشارة الى أشعة الشمس أو الى اكتمال صورة النهار مع ظهور بعض الإنكسارات التي تعتريه، ولكنه يتدفق بقوة الى داخل تلك العتمة من أجل إضاءتها.

إن رحيل الفنان (هاشم سمرجي) يعني سقوط ورقة ناضجة أو غصن مثمر من شجرة التشكيل العراقي، ويؤكد مقولة (بودرياد)" إن الموت هو حدث بلا هدف.. لهذا علينا أن نجيد عملية إختفائنا حين يكون الموت" وهنا لا بد من الإشارة الى أن عملية الإختفاء مهما طالت فلا مفر من تلك القدرية التي تحيط بوجودنا، ولكن حضور الأثر سيقابل غياب الجسد وتظل الصورة والذكرى والأثر الذي تركه وما أنجزه يتردد دائماً على صفحات الكتب وقصاصات الباحثين، وفي زوايا قاعات العرض وقراءة أسمه المنقوش على صخرة الخلود بإستمرار.

**************************************************************

الهجرات العراقية  في : "نحن .. والبحر"

زهير كاظم عبود

للقاص سعيد غازي الاميري، صدرت مجموعة قصصية (نحن .. والبحر ) عن دار ميزر في السويد ٢٠١٩ ،  وقد كتب القاص سلام إبراهيم في غلاف الكتاب مقدمة جميلة ٬ القصص تتمتع بتصوير دقيق لمحنة الأنسان العراقي في الزمن البغيض، الزمن الذي يعصف بحياة الناس حين يتحول الهروب من جحيم النظام الصدامي الى جنة يحلم بها المواطن ٬تفاصيل  المعاناة الإنسانية التي اسهب السارد في نقل تفاصيلها ليجعلها فيلما سينمائيا موجعاً ٬ اما التفاصيل فقد نقلها بأمانة تصور حجم المعاناة والمكابدة التي لم يتحملها (مزهر ولاعائلته الصغيرة ) فقط انما تحملها كل شعب العراق . في ظل ظروف غاية في الانسحاق والرعب.  تفاصيل المحنة التي تحز الروح بسكين الهجرة غير الشرعية ٬ والمخالب التي ينشبها المهربون وقناصي الفرص الذين ينقضون على حياة ومال المهاجر العراقي يستغلون تطلعه للخلاص ٬ والآمال التي تتبخر في عرض البحار٬ يكشف (مزهر) الخسة والدناءة التي يتصف بها من امتهن التهريب بعد ان كان نفسه يريد الخلاص والهروب.

الرحلة التي بدأها (مزهر) بتفصيل ممتع وتصوير دقيق لحياة بسيطة وجميلة لا ينغصها سوى مخالب النظام البعثي الصدامي التي نهشت في أجساد أبناء العراق ٬ والهجرة لم تكن خيارا للعراقيين ولا كانت طريقا سالكا او معروفا في حياتهم ٬ كانت الظروف التي أحاطت بحياتهم داخل الوطن تتحول الى جحيم ملتهب لا يتوقف، والعراقي الذي عرف الاستقرار والثبات والتمسك بالبقاء على الأرض العراقية ٬ ترك كل شيء خلف ظهره املا في أيام خالية من هاجس الاعتقال والتعذيب والخوف والتغييب حتى لوكان ذلك الهروب والخلاص على حساب مستقبله.

دقيقا وصادقا كان (الاميري سعيد) في نقل حجم المحنة التي كان شاهدا عليها ٬ وتمكن من عجن تجربته الشخصية بتفاصيل تلك القصص، وتمكن من النجاح في نقل تفاصيلها التي توزعت بين بغداد والعزيزية وعمان وكوالا لامبور وجاكارتا٬ أيام متنوعة من الرعب والقلق والاقتراب من الموت والمجهول في مسار صحبة أطفال وزوجة يقودهم وسط المحيط الهندي.، لا يعرف مايخبىء لهم الغد. سيارات عتيقة وشقق تمتلئ بالعفونة والتراب، وقوارب عتيقة منخورة لا توفر الأمان،  وليل داج ودروب لم يألفها ولم يصورها العقل الباحث عن فرصة الإفلات  ، ومدن لم تكن اسماؤها موجودة في المخيلة،  واشكال من البشر ولغات هجينة لم يسمعها من قبل ، وصمت مطبق ولامجال للتراجع الى الخلف مطلقا ولأي سبب  ٬ واشخاص لم نتعرف على نهايتهم ( سيد عباس ورباح ثامر وثائر الاشوري ونانو وجعفر الفيلي والصديق الطيب إسماعيل صاحب المطعم وأسماء أخرى ). تمكن الاميري سعيد غازي بمجموعته الجميلة أن ينقل لنا صورا صادقة من عذابات العراقيين،  وأن يحول تلك الصور الى  سطور نتابعها بشوق وبمتعة،  وهو ينقل لنا صوراً من الجراح التي طالت الروح العراقية ولم تزل.

************************************************

لم يبقَ صدى من العشقِ سواكِ

عبدالامير العبادي

اينما وليت وجهي ثمةَ قبلةٍ للحبِ

ملائكةٌ تحرسُ اسوارَ القبلةِ

تحلقُ بأدعيتي

ادعيتي الان تنتظرُ استجابةً

ومن الجهاتِ الاربعِ

تأتيني نسوةٌ بأثوابِ البياضِ

أنادي البحارَ انْ تسقيَ قبريَ

وتوزعَ الوردَ لكلِّ الدفانينَ

وتجعلَ من اضرحةِ العشاقِ

خطوةَ مزاراتٍ ازليةٍ

أنْ أنادمَ قصصَ الالواحِ العتيقةِ

تأتيني روائحُ الحبِ تترا

أتقمصُ لوعاتِ النصرِ

أرى قلائدَ تتربصُ صدري

تجففهُ من الهزائمِ والانكساراتِ

غداً اتسلقُ جبلاً

اكتبُ على ظاهرهِ

هنا اعتكفتُ، أنحتُ صورةَ امرأةٍ

يؤطرها الثلجُ

وتعشعشُ عليها الصقورُ

تحميها من كلِّ شرٍ

لم يبق َ صدى العصفِ

يداعبُ المطرَ

يا فاطمةَ الحبِ متى ينتهي  فطامنا

لنا مداساتٌ تأبى مضاجعةَ الارضِ

لماذا نتراشقُ بالموتِ

بالمواعيدِ الحمراءَ

نتركُ الازهارَ تتساقطُ بينَ ارجلِ الجبناءِ

أثمةَ خلاصٍ من بوصلةِ السقوطِ

حفاةُ العقلِ يسوقونَ الحميرَ

لحتفٍ مسجى سلفاً

تضيعُ السيوفُ من اغمادها

في ايدي المجانينِ

يهربُ النصرُ لنهاياتٍ دونَ عنوانٍ

لي مهنةُ الدراويشِ

هتافاتُ الحبِ تستوطنُ القلبَ

اتجردُ من نرجسيتي

يأخذني الخلودُ الى عرشٍ

في حدقاتِ العينِ يعلمني الابصارَ

أنا لن تعمدني طقوسُ الخرافةِ

البرزخُ الذي رسمتهُ بينَ مسافتينِ

يزيدُ من احلامِ يقظتي

وأنْ استوطنَ الجفافُ سواحلَ الكونِ

تظلُّ صرختي بالحريةِ

الوسامُ المقدسُ في دروبِ الرفضِ

ما زالتْ حوافرُ خيلنا قصائدَ للصحراءِ

والقوافي طريقاً لكرسيِّ الطغاةِ

نعتاشُ على ظمأَ  البعرانِ

رسالةً لصبرنا الجبانِ

نكفكفُ دمعنا لخسارة ِ ما تبقى

من اشلاءِ انسانٍ

التربةُ هيامنا الابديُّ

هي التي تمثلُ باجسادنا

تقطعها دونَ شفقةٍ

تقطعُ هذا الجسدَ الطاهرَ

يعتقدُ السذجُ انَّ باقةَ وردٍ

او قربةَ ماءٍ تعيدُ  لنا احلامنا

ربما نغازلُ واحدةً من ملائكةِ الجنِ

لا، تلكَ حكاياتٌ تأتي لتضيعَ في مهبِ الريحِ

آهٍ حتى انتِ ايتها الأه

تموتينَ بأعاصيرِ وهمنا

تحلقينَ في غربةِ الكهوفِ

العجائزُ تحفٌ نادرةٌ

ما اشقى ذنوبُ الارضِ

حينَ لا تحملهنَ حماماتُ سلامٍ

الوردُ في جيدهنَ خيطُ شمسٍ

لا ينقطعُ

مَنْ يسألُ الضجرَ لِم يرافقنا

او يسألُ الحبَ عن متونهِ

اما يغدو بعدَ شهياتِ الجمرِ

طلسماً أحوجُ انْ ينطقَ

لسنا بحاجةٍ الى الترامادول والمورفين

نحنُ مخدرونَ منذَ دخول

حضيرتنا محصنةٌ بالمجلداتِ

ومحميةٌ بسيفِ السلطانِ وعديدِ الزوجاتِ

مزهوةٌ بخصرِ الجواري الحسان

على خاصرةِ الساحلِ

كانتْ اقلامنا الرملَ

احبارنا من ماءِ البحرِ مالحةٌ

نظنُ انَّ الماءَ العذبَ لا يتركُ اثرهُ

ما نكتبهُ تتذوقهُ شفاهُ النساءِ

المرمياتُ يتلقفهن صدى الشمسِ

وقصائدُ البحارةِ الهاربينَ

**************************************************

الصفحة الثانية عشر

رغم «خطابات التضييق} العراقيون استقبلوا 2025  باحتفالات كبيرة

بغداد – طريق الشعب

في ليلة رأس السنة الجديدة الثلاثاء الماضي، ازدحمت شوارع بغداد ومختلف مدن البلاد  بالمواطنين، عائلات وشبابا وأطفالا. حيث استقبلوا العام الجديد باحتفالات  حاشدة على وقع الموسيقى والغناء ومنبهات السيارات وتحت الألعاب النارية الملونة.

حدث ذلك بالرغم من بث خطابات متشددة، تناقلتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحثّت على عدم الاحتفال بهذه المناسبة، معتبرة إياها "بدعة" في الوقت الذي عكست  بهجة المواطنين بالعيد، وهم يتوقون لأية فرصة للاحتفال والترفيه عن النفس، والإفلات قليلا من هموم المعيشة وأزمات الواقع المتكاثرة – حسب ما أفاد به مواطنون لـ"طريق الشعب"، معربين عن اعتقادهم أن الناس لا يهدفون غالبا من احتفالاتهم، سوى الى الظفر بفسحة فرح وسط ظروف ضاجة بالهموم.

ومنذ المساء وحتى ساعات متأخرة من الليل غصت شوارع بغداد الرئيسة بالمحتفلين، لا سيما قرب المراكز التجارية والمتنزهات،  حيث أقيمت حفلات غنائية وموسيقية وفعاليات مختلفة، في الهواء الطلق وفي عديد من الأماكن.

وزيّنت شعلات الاحتفال، بألوانها المنيرة، سماء العاصمة، لكن الأمر لم يخلُ من إصابات بحروق مختلفة بين المواطنين، بسبب ضعف التوعية بطريقة استعمال تلك الألعاب وعدم اتباع شروط السلامة في إطلاقها.

وامتدت الاحتفالات إلى مختلف أرجاء البلاد، في مراكز المحافظات وحتى الأقضية والنواحي، عدا بعض المدن التي مُنعت فيها مظاهر الاحتفال بدواعي "القدسية"، ما أثار موجة واسعة من الاستياء الشعبي، إلى جانب تساؤلات حول مدى احترام حرية الأفراد التي يكفلها الدستور العراقي.  

وفي مدينة البصرة ازدحم شارع الكورنيش ومعظم متنزهات المدينة وشوارعها الرئيسة ومراكز التسوق فيها، بالمحتفلين. وكذا الأمر في مدينتي الناصرية والعمارة، حيثُ غصت الأماكن العامة بالعائلات والشباب المحتفلين، وهم يحملون أمنيات بسنة أفضل.

وشهدت مدن السماوة والديوانية والحلة احتفالات مماثلة. إذ تجمع المحتفلون في عدد من الشوارع العامة والمتنزهات، تتوسطهم أشجار الميلاد في أجواء مفعمة بالموسيقى والغناء والفرح. 

وازدانت مدن محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار وكركوك ونينوى باحتفالات كبيرة، عبر فيها المواطنون عن فرحتهم بقدوم العام الجديد، وسط أمنيات بتحسّن أوضاع البلاد والمنطقة.

فيما كانت الاحتفالات في مدن كردستان متميزة نظرا للجذب السياحي في الإقليم، وكثرة الحفلات الغنائية والموسيقية التي أقيمت هناك، والتي أحيا بعضها مطربون عرب إضافة إلى مطربين عراقيين معروفين.  

ووضعت القوات الأمنية خططا أمنية للسهر على حماية المحتفلين وتنظيم سير المركبات.

ويرى مواطنون أنه بالرغم من الظروف الصعبة التي يعانيها العراقيون، على مختلف المستويات، يواصلون سنويا احتفالاتهم بالعام الجديد وغيره من الأعياد بشكل لافت، مبينين أن تلك الاحتفالات تدلل على حب العراقيين للحياة، وتعلقهم بالأمل مهما قسا الواقع عليهم.

ويؤكد مواطنون التقت بهم "طريق الشعب"، أن أكثر أمنيات العراقيين في العام الجديد، تركزت في الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وبناء دولة مدنية يعيش فيها الشعب، بمختلف انتماءاته وأطيافه، حياة حرة كريمة آمنة مستقرة.

ورأى آخرون أن تلك الاحتفالات، ورغم عفويتها، تمثل لحظة لتعزيز التماسك المجتمعي وقيم الحياة المدينة، وإشاعة الآلفة والوئام بين المواطنين.

************************************************

بمشاركة 72 فنانة وفنانا ديالى ترسم للحب والسلام

متابعة – طريق الشعب

احتضن "غاليري النقابة" في بناية السراي القديم بمدينة بعقوبة، أخيرا، معرضا تشكيليا أقامه فرع نقابة الفنانين العراقيين في ديالى بمشاركة 72 فنانة وفنانا من مختلف مدن المحافظة.

ضم المعرض الذي حمل عنوان "ديالى ترسم للحب والسلام"، والذي حضر افتتاحه جمهور من الفنانين والمثقفين ومتابعي المشهد التشكيلي، أعمال رسم وخط وزخرفة ونحت وخزف، مثلت مدارس وأساليب فنية متعددة.

في حديث صحفي، قالت الفنانة التشكيلية زينب الاركوازي، من مدينة خانقين، أن هذا المعرض يُعد ملتقى للفنانين من أبناء المحافظة، ويمثل فرصة لتبادل الخبرات والأفكار الفنية، مشيرة إلى أنه "بالرغم من التحديات المستمرة على مختلف المستويات، دلل معرضنا على أن الحركة التشكيلية العراقية لا تزال متفوقة، لكنها بحاجة إلى اهتمام ودعم أكثر".

فيما قالت الفنانة آيات خليل، أنها شاركت بعمل سريالي يعبر عن المرأة، مبدية إعجابها بأعمال المشاركين الآخرين، والتي وجدتها متميزة وتحمل إبداعا وأفكارا مؤثرة.

ولفتت إلى ان مشاهدة اللوحات في الواقع تختلف كثيرا عن مشاهدتها عبر شاشة الهاتف أو التلفاز، مبينة أن التجربة الجمالية المباشرة تنقل انفعالات ومشاعر الفنان إلى المتلقي بشكل أدق.

******************************************************

يوميات

يضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء المقبل، الناقد د. مالك المطلبي ليتحدث عن كتابه الموسوم "ذاكرة الكتابة/ حفريات في اللاوعي المهمل".

تبدأ الجلسة التي سيديرها الناقد علي الفواز، في الساعة 4 عصرا على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

******************************************************

عدد جديد من «النصير الشيوعي}

 

عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر أخيرا العدد (30) كانون الثاني 2025 من جريدة "النصير الشيوعي".

ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة في العراق والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الانصارية وشهدائها، غطت جميعها 12 صفحة ملوّنة. 

*************************************************

للمخرج جواد الأسدي مسرحية «سيرك}  الى مهرجان المسرح بمسقط

متابعة – طريق الشعب

اختيرت مسرحية "سيرك" للمخرج جواد الأسدي، للمشاركة في مهرجان المسرح العربي بدورته الخامسة عشر، التي من المقرر أن  تنطلق يوم 9 من الشهر الجاري في العاصمة العمانية مسقط.

وكانت الهيئة العربية للمسرح قد شكلت لجنة لمشاهدة العروض المرشحة للمشاركة في المهرجان، واختيار الأفضل منها. وقد وافقت على خمسة عشر عرضا لثلاث عشرة دولة من ضمنها العراق.

وتسلط مسرحية "سيرك"، التي تقدمها الفرقة الوطنية للتمثيل، الضوء على التصدع والتفكك في المجتمعات. وترصد انهيارات المدن المتحضرة وتحويلها إلى رماد في نزعة وحشية قاسية لإبادة الناس وتهجيرهم من بيوتهم إلى منافٍ جديدة شديدة الوحشة والمرارة. 

******************************************************

انطلاق المرحلة الثانية  من مشروع مدينة أور السياحية

متابعة – طريق الشعب

أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء أخيرا انطلاق المرحلة الثانية من مشروع مدينة أور السياحية، مبينة ان هذه المرحلة ستتضمن إنشاء مدينة متكاملة للدراما والإنتاج الإعلامي، تحتوي على حارات سومرية وبابلية وشعبية، فضلا عن بناء متحف أور العالمي، ودار أوبرا إلى جانب فندق وأسواق ومراكز للشرطة والدفاع ومستوصف وقسم بلدي.

وأوضحت في بيان لها أن صندوق إعمار ذي قار باشر بتمويل المرحلة الثانية، مشيرة إلى ان المشروع يهدف إلى "تقديم تجربة سياحية متكاملة تُتيح للزائرين فرصة استكشاف التراث الغني للمنطقة، مع توفير خدمات سياحية وفندقية متميزة، ومرافق أثرية وترفيهية تخلط بين الحضارة السومرية والتاريخ الحديث".

وكانت المرحلة الأولى من المشروع قد تضمنت إنشاء المسرح السومري المفتوح ومسرح أور المغلق فضلا عن مطعم ومساحات خضراء.

********************************************************

قف.. النصر على الأعداء

عبدالمنعم الأعسم

لا أحد منا يحزنه النصر على الأعداء، أو لا يفرح برايات النصر، لكن كاتب هذه السطور، والكثير من العاملين في مجال التحليل وكتابة الرأي، لا يأخذون بيانات النصر من دون مضاهاتها مع الحقائق، ولا ينخرطون في مسرحيات خداع الجمهور عندما يحتفل المهزومون والفاشلون بالنصر الذي لا وجود له في الواقع وفي رطانات أصبحت بمثابة عقار تخدير الوعي، في وقت صارت الرطانة بلسم شفاء المرحلة.

في "لسان العرب" وردت "الرطانة" كاسم فاعل من "تراطن" وتعريفها هو: المخاطبة بلغة أخرى بين إثنين لا يفهمها الجمهور، وقد قال الشاعر: "كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّوم" والرَّطَّان والرَّطُون، بالفتح: الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها، وأنشد الجوهري بالقول: "رَطَّانَةٌ من يَلْقَها يُخَيَّبُ" ويُعتقد أن الرطانة من بعض التقعير، وهو  (في لسان العرب) أن يتكلم المرء بأقصى قعر فمه، ويذهب القالي (أبو علي) إلى أن الذي يرطن بالتقعيب يصير فمه كالقعب، وهو القدح الصغير، حيث "يحتوي الكلام على ما ينفر السامع لغرابته".

قبل يومين كان صاحبُ رطانةٍ وتقعير يقول لمشاهديه عبر الشاشة الملونة: أن هناك "مكيدة تحاك ضد النصر الذي حققناه على الأعداء".. ولم يفصح عمن هو الغير لكن التجارب تقول إن من يتحدث كثيرا عن مكائد الغير يخفي المكائد لغيره.

*******************************************************

متطوعون ينظفون متنزه النواعير في هيت

متابعة – طريق الشعب

شهد متنزه النواعير في مدينة هيت، أخيرا، حملة تنظيف وتأهيل تطوعية نفذتها "منظمة أيادي الرحمة" الإنسانية بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبمشاركة ناشطين شباب.

وشملت الحملة التي استمرت ثلاثة أيام، تنظيف المتنزه والكورنيش وصيانة الإنارة وتأهيل المرافق الصحية والممرات والمصطبات المتضررة. مسؤول الحملة حسن حامد، ذكر في حديث صحفي أن حملتهم لها من الأهمية، على اعتبار أن هذا المتنزه يُعد واجهة سياحية لمدينة هيت، ويشهد باستمرار قدوم سائحين لمشاهدة النواعير التي تعد من أبرز الشواخص التراثية في المدينة، والتي أدرجتها اليونسكو عام 2021 على لائحة التراث العالمي.  

من جانبه، قال الناشط المدني مصطفى سعدون، أنه بالإضافة إلى هذه الحملة، لديهم حملات ومبادرات أخرى تخدم المجتمع وتعالج مشكلاته. 

***********************************************

بمشاركة 750 متسابقا قضاء الحيّ يشهد ماراثونا لدعم التنمية المستدامة

متابعة – طريق الشعب

شهد قضاء الحي، أخيرا، ماراثونا نظمه ناشطون في المجالين المدني والبيئي دعما للتنمية المستدامة، وشارك فيه 750 متسابقا ناشئين وشبابا من أبناء القضاء وبقية مدن محافظة واسط.

الماراثون الذي نظمه "مشروع أصدقاء التنمية المستدامة"، وهو مشروع مدني يهدف إلى تعزيز كفاءة الشباب، جاب "شارع الزيتون" الجديد وسط القضاء، ذهابا وإيابا، بمسافة 4 كيلومترات. في حديث صحفي، قال منسق المشروع في واسط، حيدر جبار، أن "الماراثون شهد أجواء جميلة، وسط إقبال أعداد كبيرة من الشباب على ممارسة الرياضة"، مشيرا إلى أن "واسط بحاجة إلى مثل هذه الفعاليات الرياضية، التي تساعد في الكشف عن المواهب في مجال الرياضة".

فيما قال مؤسس "مجتمع القدوة" ضمن المشروع، وليد العكيلي، أن الماراثون يأتي دعما للصحة المجتمعية، وانهم نظموه في جميع المحافظات، بهدف إحياء المفاهيم الرياضية والصحية، والحث على التنمية المستدامة.