اخر الاخبار

الصفحة الأولى

شددوا على ضرورة إبعاد أي تدخل إقليمي أو دولي نواب ومراقبون: مشروع التغيير يبدأ بمغادرة المحاصصة وحصر السلاح وتعديل قانون الانتخابات

بغداد ـ محمد التميمي

يمر العراق بمنعطف خطر، يتطلب مواجهة التحديات الداخلية ببرنامج ورؤية واضحة ، تبدأ باجراء مراجعة شاملة لما افرزه عقدان من الفشل المتراكم، بعيداً عن أية تدخلات خارجية قد تُفاقم الأزمات.

ويرى مراقبون أن مفتاح التغيير الحقيقي والخطوة الأساسية لذلك تتمثل في إنهاء فوضى السلاح وحصره بيد الدولة، مع تطبيق قانون الأحزاب بشفافية، كمدخل لتحقيق العدالة وإعادة الثقة بمؤسسات الدولة، من أجل تمهيد الطريق امام التغيير الشامل، الذي يُعيد بناء المؤسسات ومعالجة أزمة النظام السياسي، الذي يتجه يوماً بعد آخر نحو المزيد من الانغلاق والفشل.

وفي ظل هذه الظروف، يتساءل المراقبون: هل تتخلى القوى السياسية عن نفوذها لتفسح الطريق نحو عراق جديد؟

أي تغيير؟

وفي هذا الصدد، يقول الباحث في الشأن السياسي، فارس حرام: إن "أي تغيير يتم بقوة خارجية تكون له نتائج وخيمة لاحقاً، وهناك تجارب عديدة لدول كثيرة في هذا الشأن، خلفت نتائج كارثية. لكن ما نتمناه هو أن يكون التغيير عراقياً بالكامل، ومن داخل العراق".

ويعتقد المتحدث أن أفضل طريقة للتغيير هي أن "تشعر القوى السياسية بأن الوقت قد فات على محاولاتها للبقاء في السلطة باستخدام السلاح والنفوذ الإقليمي، وأن تتجه فعلياً إلى فسح الطريق للإصلاح في البلد".

ويوضح، أن "التغيير في العراق لا يتم إلا عبر حصر السلاح بيد الدولة، وحل الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، وإنهاء حالة وجود أشخاص فوق الدولة وفوق القانون؛ حيث يجب أن يخضع الجميع للقانون".

ويشير حرام في حديث مع "طريق الشعب" إلى أن "هذه هي نقطة الانطلاق للتغيير الحقيقي في العراق، وكل ما يأتي بعدها يمثل عوامل مكملة، مثل الانتخابات، وتغيير الحكومة، وتغيير البرلمان، وتغيير القوانين؛ فهذه جميعها عوامل وأحداث لاحقة".

ويؤكد، أن "الحدث الأساسي الذي يجب أن ينطلق منه تغيير الوضع في العراق هو أن يخضع الجميع للقانون، وأن يتم تطبيق قانون الأحزاب الذي يمنع وجود أحزاب مسلحة، ويلزمها بكشف مصادر تمويلها. فإذا تمت هذه الخطوة الأساسية، أعتقد أننا سنكون قد قطعنا نسبة 50 في المائة من مشوار التغيير".

ويتابع حرام قائلاً: إنّ "التجارب التي قدمها لنا التاريخ نادرة جداً بخصوص تراجع القوى المستبدة والقوى الغاشمة عن مواقفها السابقة"، منوهاً بأن "السلطة، بصورة عامة، تعتقد أنها ترى الأشياء بشكل صحيح، وأن موقفها دائماً صائب".

ويردف أن "السلطة دائماً عمياء، ولا ترى الحقائق، ولا تستوعب دروس التاريخ. وعلينا أن نتذكر العديد من المشاهد التي حفلت بها الأنظمة الفاشلة في الدول المنهارة، عندما كان رؤساء هذه الأنظمة يعتقدون أنهم على حق حتى اللحظة الأخيرة، في حين كانوا يقودون بلدانهم إلى نهايات مأساوية".

ما التغيير المطلوب؟

وعن شكل التغيير المطلوب في العراق، قال الأكاديمي د. مجاشع التميمي: إنّ "التغيير المطلوب هو إصلاح النظام السياسي، بحيث تتم مغادرة مبدأ التوافقية والاتجاه نحو الأغلبية، لتكون هناك مؤسسات عراقية تعمل وفق الدستور. فلا يمكن أن تمضي الدولة قدماً وهناك مؤسسات معطلة بسبب التوافق السياسي الذي يتحكم بتلك المؤسسات. لذلك، فإن المطلوب للمرحلة المقبلة هو مغادرة المحاصصة بغية إصلاح النظام السياسي في العراق".

وعن المطلوب لتحقيق ذلك، أكد ضرورة أن "تقتنع القوى السياسية بأن العراق ونظامه السياسي في خطر، وهو بحاجة إلى إصلاح، بعيداً عن التدخلات الإقليمية في القرار السياسي العراقي. ويتطلب ذلك تعديل قانون الانتخابات، بحيث يكون جوهر هذا التعديل اعتماد الفائز الأعلى حصولاً على الأصوات، وليس الفوز النسبي".

وأشار التميمي إلى وجود شروط ومتطلبات لتحقيق هذا الهدف، موضحاً أن "ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بضغط شعبي وبمساندة من المرجعية الدينية، ويجب أن يُمارَس هذا الضغط على القوى السياسية لتغيير سلوكها وتقديم المصلحة العليا للعراق".

وشدّد على ضرورة أن "تؤدي الانتخابات أهدافها الرئيسية، وهي استبعاد الفاسدين والفاشلين، واستقدام الكفاءات كما يرغب الشعب".

ولفت إلى أنّ "المرجعية، وخاصة في البيان الأخير الصادر عنها، أكدت أهمية دور الكفاءات في بناء وتصحيح المسار".

وعن إمكانية تحقيق هذا التغيير في ظل الأوضاع الراهنة، قال التميمي: ان "بالإمكان تحقيق ذلك، خاصة بعد التغييرات التي شهدتها المنطقة، وخطاب المرجعية، بالإضافة إلى تراجع حظوظ القوى السياسية التقليدية في كسب التأييد والشرعية من الشعب".

دور رقابي فعّال

وأكد النائب مصطفى الكرعاوي "أهمية تشكيل حكومة تعمل وفق برنامج حكومي واضح بعيدًا عن المحاصصة والتوافقات السياسية".

وطالب الكرعاوي بضرورة الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لضمان دور رقابي فعّال للبرلمان، وبإلزام الحكومة تنفيذ برنامجها بشكل جدي.

ودعا الكرعاوي إلى "تبني إصلاحات جذرية في طريقة إدارة الحكومة والابتعاد عن المحاصصة السياسية"، مؤكدًا أن "استمرار الوضع الحالي سيبقي العراق بعيدًا عن تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، وسيزيد من تعقيد الأزمات التي تواجه البلاد".

إجراء مراجعة شاملة

من جانبه، أكد الكاتب والصحفي سامان نوح، أن القوى السياسية العراقية لا تزال بعيدة عن مستوى التحديات الكبرى التي تواجه البلاد والمنطقة، منتقدًا غياب الجدية في عقد حوارات وطنية شاملة لمواجهة الأزمات المتفاقمة.

وأوضح نوح، أن الأوضاع الراهنة تتطلب تحركا سريعا من قبل قادة البلاد لعقد مؤتمر وطني يجمع جميع القوى البارزة، بهدف إجراء مراجعة شاملة، وتحديد الأولويات، ووضع استراتيجيات لإصلاح بنية الدولة التي تعاني من مشكلات عميقة.

وأشار إلى أن مثل هذا المؤتمر يجب أن يتضمن حلولا جذرية لقضايا عدة، أبرزها إنهاء انتشار السلاح غير القانوني، والتصدي لملفات الفساد المتراكمة، واستعادة هيبة الدولة ومحاسبة شبكات الابتزاز، ومن يقف خلفها، داعيا الى تحقيق إصلاحات شاملة في الجوانب التشريعية والتنفيذية والقضائية، بهدف تعزيز ثقة المجتمع العراقي بالنظام السياسي وضمان فصل السلطات.

ودعا نوح إلى التمسك بالدستور باعتباره العقد الاجتماعي الذي توافق عليه العراقيون، مؤكدًا ضرورة إيقاف استغلال مؤسسات الدولة كمواقع استثمارية لصالح بعض الأطراف السياسية، وضمان تطبيق القوانين دون تحريف أو استغلال سياسي.

كما شدد على أهمية احترام الحريات العامة، وعلى رأسها حرية التعبير والنشر، ومنع تجاوز السلطة التنفيذية لصلاحياتها الدستورية، مع تعزيز آليات الرقابة والمحاسبة عليها.

وأشار نوح إلى أن الفشل الإداري، والخلل الأمني، والأزمات الاقتصادية، بالإضافة إلى التهديدات الخارجية، تستدعي من القادة العراقيين التحرك بمسؤولية ووعي.

وأكد، أن استمرار الوضع الحالي لن يهدد الدولة فحسب، بل سيطال أيضًا مصالح القوى السياسية نفسها واستمراريتها، محذرًا من تداعيات قد تكون صادمة في ظل المتغيرات الإقليمية.

وخلص نوح الى التذكير بأن دروس الماضي، خاصة أحداث عام 2014، ما زالت ماثلة أمام الجميع، داعيًا إلى التحرك قبل فوات الأوان.

*********************************************

راصد الطريق.. نموذجان ما يبيضَنْ الوجه

اتخذ مجلس محافظة بابل، قراراً شبيهاً بما كان قد اقدم عليه نظيره في محافظة نينوى قبل فترة قصيرة، وأبدل وفقا له  وبأغلبية اصوات اعضائه، مدراء 12 وحدة إدارية، بآخرين من الموالين لهذه الأغلبية، في استئثار غريب للقوى المتنفذة بكعكة السلطة المحلية وتقاسمها بين الاعضاء كل حسب نفوذه.

وفيما تجاهل القراران غير القانونيين، كالعادة، مبادئ الكفاءة والخبرة وتكافؤ الفرص في التعيين، فانهما سبّبا مشاكل جدية للمجلسين المذكورين، بعد ان اعترض بقية الأعضاء على القرارين احتجاجا على حرمانهم من المناصب والمغانم.

وبيّن هذا من جديد أن ما يجري في مجالس المحافظات هو مظهر حقيقي لما تعانيه هذه المجالس من أزمة بنيوية، جراء طبيعة الانتخابات التي أفرزتها والتي افتقرت الى المصداقية، واصطدمت بالعزوف عن المشاركة فيها من قبل 80 في المائة من الناخبين.

يضاف الى ذلك كون المجالس المذكورة نتاجاً لمنظومة المحاصصة المأزومة، وهو ما يفسر فشلها في الوفاء بوعودها للناخبين من سكان محافظاتها، رغم انقضاء عام على مباشرتها الدورة الحالية. عام كامل لم تستثمره لخدمة الناخبين وعامة المواطنين، وانما قضته في الصراع على المصالح الشخصية والحزبية والتنابز بالألقاب!

******************************************

الصفحة الثانية

الشروع في المرحلة الثانية من مشاريع فك الاختناقات المرورية

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، امس الأربعاء، عن البدء بالحزمة الثانية من مشاريع فكّ الاختناقات المرورية في بغداد.

وذكر المكتب الإعلامي، لرئيس مجلس الوزراء، في بيان أن "السوداني افتتح مشروع نفق ومجسر تقاطع معسكر الرشيد -الزعفرانية، أحد مشاريع فكّ الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد"، مضيفاً أنه "افتتح أيضا مشروع التكسية الحجرية للجانب الأيسر لنهر دجلة المحاذي لطريق السندباد، وهو أحد مشاريع وزارة الموارد المائية، وبطول 2.1 كم".

وأضاف السوداني أنّ "مشاريع فكّ الاختناقات وفرت الحلول في تسهيلات طرق النقل، ومنحت جانباً جمالياً للعاصمة بغداد، كما أوجدت جيلاً من المهندسين الذين عملوا في هذه المشاريع بدقتها الفنية والعمرانية، ما سيؤهّلهم لإنجاز مشاريع جديدة في المستقبل".

وبين أن "مشروع تقاطع معسكر الرشيد– الزعفرانية، هو المشروع التاسع من الحزمة الأولى لمشاريع فك الاختناقات المرورية البالغة (16) مشروعاً، والمشروع الثاني نفذته وزارة الموارد المائية، بالتكسية الحجرية للجانب الأيسر من نهر دجلة، الممتد إلى جانب طريق السندباد"، مشيرا إلى أنه "بدأنا بالحزمة الثانية من مشاريع فكّ الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد".

*********************************************

احتجاج مطلبي مستمر أهالي قرية في ديالى يحتجون ضد محاولة تهجيرهم

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت عدة محافظات عراقية في الأيام الأخيرة سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات التي نظمها مواطنون طالبوا بحقوقهم المشروعة. من خريجي الجامعات إلى المنتسبين العسكريين، مرورًا بحراس الوقف السني وأهالي القرى الحدودية، تتعدد المطالب التي تتراوح بين التعيينات الوظيفية، توزيع الأراضي، وصرف مستحقات مالية.

خريجو المثنى يطالبون بالتعيين

في محافظة المثنى، جدد العشرات من الخريجين الذين ظهرت أسماؤهم كاحتياط في تعيينات وزارة التربية، وقفتهم الاحتجاجية قرب مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بشمولهم بالتعيين في الوظائف المخصصة لهم.

وطالب المحتجون بتخصيص حصة التربية من التعيينات بشكل كامل لهم، مشيرين إلى أن الوزارة لم تعلن عن كافة الأسماء المستحقة للتعيين، ما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الحالية. كما دعا الخريجون الحكومة إلى الإسراع في تنفيذ تعهدات التعيين.

مطالبات بتوزيع قطع الأراضي

في ذات المحافظة، نظم عدد من منتسبي وزارة الدفاع وقفة احتجاجية أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بسرعة إكمال ملف توزيع قطع الأراضي المخصصة لهم. وطالب المحتجون بأن يكون التوزيع شاملاً وعادلاً لجميع المنتسبين، معربين عن استيائهم من التأخير الحاصل في تخصيص الأراضي لهم، أسوة ببقية الشرائح.

صرف الفروقات المالية

وفي البصرة، نظم العشرات من حراس الوقف السني وقفة احتجاجية أمام مبنى الوقف، مطالبين بصرف الفروقات المالية المتوقفة منذ عام 2019.

كما طالب المحتجون بصرف تخصيصات الموقع الجغرافي الخاصة بهم، مشيرين إلى أن كافة الكتب الرسمية المتعلقة بالطلبات قد تم إنجازها، لكن وزارة المالية لم تصرف المخصصات المالية بعد. ودعا المحتجون رئيس الوزراء والوقف السني في بغداد إلى إنصافهم وتلبية مطالبهم.

رفض التهجير

في محافظة ديالى، نظم العشرات من أهالي قرية دوخلة التابعة لناحية جديدة الشط، تظاهرة احتجاجية ضد محاولات جهات تدعي امتلاكها أراضي القرية لإزالة منازلهم وتهجيرهم. وطالب الأهالي بتدخل القضاء والحكومة الاتحادية لحسم ملف أراضي القرية وإنصافهم، مؤكدين أنهم لا يزالون يعيشون في أراضيهم التي تعتبرها جهات أخرى ملكًا لها.

رسوم غير قانونية

وأيضًا في ديالى، تظاهر العشرات من أصحاب الشاحنات التجارية أمام منفذ المنذرية الحدودي الدولي مع إيران، احتجاجًا على فرض رسوم جباية غير قانونية عليهم من قبل جهات خارجة عن القانون عبر ساحات غير رسمية قرب المنفذ. وطالب المحتجون بتدخل الجهات المعنية لإنقاذهم من دفع هذه الرسوم التي تؤثر سلبًا على عملهم وتزيد من الأعباء المالية عليهم.

وتكشف هذه التظاهرات عن حالة من الإحباط والتراكمات المالية والإدارية التي يعاني منها المواطنون في مختلف المناطق العراقية، والتي تتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا للبت في هذه القضايا، وحلها بما يضمن حقوق الجميع.

******************************************************

الاثنين القادم تحدد موعدا جديدا لاحتجاجات الكهرباء

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت اللجنة المركزية لتظاهرات العراق عن تأجيل موعد التظاهرة المقررة امس الأربعاء المقبل إلى يوم الاثنين 30 كانون الأول 2024، وذلك بسبب تعطيل الدوام الرسمي في البلاد.

وتأتي هذه التظاهرة أمام وزارتي النفط والكهرباء في بغداد، في إطار استمرار الضغط الشعبي على الحكومة، لحل أزمة الكهرباء واستغلال الغاز الوطني بشكل كفؤ.

وذكرت اللجنة في بيان وجهته إلى جماهير الشعب العراقي، أن تظاهرات العراق تستمر في إصرارها على المطالبة بالحقوق المشروعة، مشيرًا إلى أن أبناء العراق الشرفاء قد وقفوا ضد التقصير وسوء الإدارة الذي ساهم في تفاقم الأزمات، وأبرزها أزمة الكهرباء.

كما حمّل البيان وزارة النفط المسؤولية الكاملة عن هدر وحرق الغاز الوطني، وكذلك عن تجاهل استغلال الحقول النفطية، والاعتماد المفرط على الغاز المستورد الذي يزيد من معاناة المواطن.

وأعلنت اللجنة أن التظاهرة ستنطلق في تمام الساعة العاشرة صباحًا يوم الاثنين المقبل 30 كانون الأول 2024، أمام وزارة النفط، تليها وقفة أمام وزارة الكهرباء، وذلك في خطوة لتوجيه رسالة قوية إلى الحكومة بشأن ضرورة إيجاد حلول جذرية لمشكلة الكهرباء والغاز.

وفي ختام البيان، جددت اللجنة المركزية تأكيدها على تمسكها بمطالبها، وقالت: "لن نتراجع عن حقنا ولن تهدأ أصواتنا حتى تتحقق العدالة الاجتماعية لجميع أبناء العراق".

***********************************************

"الثقافة" البرلمانية تشخّص الإخفاقات.. ومراقبون يطالبون بخطط عشرية

السياحة في العراق ضحية الصراعات والإهمال وسوء التخطيط

بغداد ـ طريق الشعب

يعد قطاع السياحة في العراق من أبرز القطاعات التي تمتلك إمكانيات هائلة، يمكن لها أن تعزز الاقتصاد الوطني وتسهم في تنوع مصادر الدخل، خاصةً في ظل الاعتماد شبه الكلي على النفط. وبرغم ما يزخر به العراق من مواقع أثرية وتاريخية، ومقومات سياحية دينية وطبيعية، إلا أن هذا القطاع لا يزال يواجه تحديات كبيرة تعيق تطويره واستغلاله الأمثل.

واكد معنيون ان تشخيص هذه الإخفاقات لا يكفي للنهوض بقطاع السياحة في العراق ما لم يُقترن بوضع خطط استراتيجية بعيدة المدى تهدف إلى معالجة هذه التحديات بشكل جذري. يتطلب ذلك تطوير البنية التحتية، وتحسين الأوضاع الأمنية، وتفعيل حملات الترويج والتسويق، وتحديث التشريعات لتشجيع الاستثمار. فقط من خلال هذه الإجراءات المتكاملة يمكن تحقيق الاستفادة القصوى من هذا القطاع الحيوي، والمساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.

ارتفاع في عدد السياح

وأفادت تقارير مختلفة بأن عدد السياح في العراق لعام 2024، ‏كان كالآتي حيث جاءت إيران بالصدارة بـ3.8 مليون إيراني ‏و400 الف سائح من أوروبا تتصدرها بريطانيا، و63 الف خليجي تتصدرها الكويت والسعودية تليها البحرين وعمّان. فيما كانت ‏أكثر المدن زيارة هي ‏كربلاء اولاً ثم بغداد وأربيل والبصرة و ذي قار. وفي العام 2023 بلغ عدد السائحين الأجانب الى العراق، اكثر من 400 الف سائح اجنبي، وهو رقم لم يكن يسجل في السنوات الماضية، حيث كان عدد السائحين في العراق يتراوح كحد اعلى عند 150 الف، هذه في الفترات الطبيعية أي استثناء فترات الزيارة التي يبلغ بها عدد الزائرين 5 ملايين، ومعظمهم من الإيرانيين.

غياب الاستقرار

عضو لجنة الثقافة والسياحة والآثار، محمد عنوز قال: ان "لقطاع السياحة أهمية كبيرة في اقتصاد الكثير من البلدان، ويعد ركيزة أساسية في تحقيق تنمية فعلية، ويوفر إيرادات كبيرة".

وأضاف قائلاً لـ"طريق الشعب"، ان "من يتحدث عن الإخفاق في النهوض بقطاع السياحة، يجب ان يُدرك أن مؤسسات السياحة لم تشهد استقراراً من الناحية التنظيمية، وبالتالي فإن قوانينها والتشريعات التي تحكمها هي قوانين قديمة، ولا تواكب التطورات في قطاع السياحة على الصعيد المحلي أو الإقليمي والدولي".

وزاد عنوز بالقول: ان "عدم الاستقرار في مؤسسات السياحة من مصلحة المصايف وصولاً الى هيئة السياحة ووزارة الدولة لشؤون السياحة وحتى اقرار قانون خاص بوزارة السياحة والاثار في اذار 2012، ودمجها بعد ذلك بوزارة الثقافة". واوضح ان "حالة عدم الاستقرار متواصلة، حيث كانت في فترة من الفترات جزءا من وزارة الداخلية ولاحقاً صارت جزءا من الامانة العامة لمجلس الوزراء، وفيما بعد جزء من امانة بغداد، ما اثر ذلك بشكل كبير في عملية عدم تحقيق تطور في كادر هيئة السياحة وامكانياتهم من الناحية الفنية والعملية". ونوه الى ان "هذه القضية المهمة، لم تلتفت لها الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 والى يومنا هذا، وما زاد الطين بلة هو ابعاد معاهد السياحة عن الهيئة ونقلها الى وزارة التربية، الامر الذي ساهم بانخفاض أعداد الكوادر السياحية". وأردف بالقول: ان "تشخيص الاخفاق غير كافٍ، اذا لم يقترن بمعرفة اسبابه ومعالجتها"، مبينا ان "ملف السياحة يحال لأشخاص ليس لديهم المعرفة الكافية في معالجة قضايا هذا الملف، وانا شخصياً عملت في هيئة السياحة ووزارة السياحة لمدة اكثر من عشر سنوات، واعرف جيداً انه دون استقرار تنظيمي لا يمكن الحديث عن وجود قطاع سياحي نشط". وشدد على ضرورة "تطوير كفاءات العاملين في السياحة والمرافق السياحية التابعة للدولة لتكون نموذجا اساسيا في عملية تنفيذ التعليمات والقوانين في العمل السياحي".

سيحل مشاكل كثيرة

من جهته، قال الخبير الاقتصادي صالح الهماشي: ان القطاع السياحي مهم جدا، ويختلف عن القطاعات الأخرى، ويتأثر كذلك بعوامل سياسية وعوامل أمنية اجتماعية ويعاني غياب الرؤى والتخطيط الاستراتيجي.  وأضاف قائلاً لـ"طريق الشعب"، ان "المشاكل السياسية ووجود مجاميع مسلحة وغيرها من المظاهر، تُبعد شركات السياحة عن الاستثمار في العراق، ومن ناحية أخرى فإن القطاع السياحي، يحتاج لبنى تحتية كبيرة والى كم هائل من المتنزهات السياحية، وتعزيز المراكز الترفيهية والفنادق، فضلاً عن ان المناطق السياحية وتحديداً المناطق الأثرية، لا تزال غير مخدومة بشكل مناسب". ونوه إلى أن "أهم مشكلتين يعاني منهما قطاع السياحة هما التوترات السياسية التي تتأثر بالتوترات الإقليمية، والبنى التحتية وملف الخدمات التي تعد غير متطورة على مختلف الصعد". وذكر الهماشي في سياق حديثه، أن "الفيزا العراقية، تعد واحدة من أصعب الفيز في العالم وتكلفتها مرتفعة أيضاً. ونحن إذا ما أردنا جذب السياح، فنحتاج إلى معالجة قضية الفيزا، وتسهيل دخول السياح الى العراق". وأكد أن "صانع القرار لا يملك خطة. فحكومة السوداني والحكومة التي ستليها، لأن النهوض بهذا القطاع، يتطلب وضع خطة لـ 10 أو 15 عاما، وكل حكومة تنجز منها بين 10 إلى 20 في المائة. وحينها سيكون هناك نهوض بهذا القطاع"، مبيناً ان "البقاء على تشخيص الإخفاق فقط دون تخطيط وآليات عمل لا اعتقد أنها كافية لتنشيط قطاع السياحة".وخلص الى القول: إن "تنشيط قطاع السياحة بشكل صحيح سيحل مشاكل كثيرة، ويسهم بما تصل نسبته الى 20 في المائة من تمويل ميزانية الدولة، ويسهم أيضا بحل مشكلة البطالة وخلق فرص العمل وتنشيط السوق والتبادل التجاري، وتنشيط الصناعات الحرفية والداخلية المحلية".

********************************************

كل خميس.. حرية التعبير والقمع الناعم

جاسم الحلفي

حملت العملية السياسية في العراق وعوداً زاهية بحرية التعبير كحقٍ أصيل يضع حداً لإرث القمع والاستبداد، إلا أن الواقع يشهد تضييقاً متزايداً على الحريات، حتى أصبحت ممارسة حرية التعبير اختباراً شاقاً لكل من يخرج عن سردية السلطة.

كان القمع في النظام السابق، مباشراً ووحشياً، يُمارس بإسكات الأصوات المعارضة بالقوة. أما اليوم، فالقمع بات ناعماً، يتجسد في أدوات قانونية وإدارية تبدو مشروعة، لكنها تستهدف ترهيب الناقدين. وهذه الأساليب تُنتج مناخاً من الرقابة الذاتية والخوف، يحوّل حرية التعبير إلى عبء على المواطن بدلاً من كونها حقاً مكفولاً.

لا يمكن فهم هذا الواقع دون النظر إلى البعد الطبقي. فغالبية من يحملون لواء الاحتجاج والمطالبة بالإصلاح ينتمون إلى الطبقات الكادحة والشباب العاطلين عن العمل، الذين يُنظر إليهم على أنهم تهديد أمني. وفي انتفاضة تشرين، تجلت روح الكفاح الطبقي عندما خرج شباب الناصرية مطالبين بالعدالة الاجتماعية والحقوق الأساسية. لكن بدلاً من الاستماع إليهم، تعرضوا للاعتقال والمحاكمات، ليتم وأد حراكهم لأنه مسّ مصالح المتنفذين.

من جانب آخر، رفع رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي دعوى قضائية ضد الكاتب (قيس حسن) لمجرد انتقاده أداء رؤساء الوزراء، في مثال واضح على استخدام القضاء لتكميم الأفواه وتوجيه رسالة بأن النقد الفكري لا يُسمح به. كذلك، أنهت شبكة الإعلام العراقي خدمات الإعلامي (صالح الحمداني) بسبب تغريدة شخصية. هذه الحوادث تبيّن كيف يتم قمع الأصوات الإعلامية بذرائع واهية لإحكام السيطرة على الفضاء العام.

القمع الناعم ليس مجرد وسيلة عابرة، بل هو استراتيجية تهدف إلى ضمان استمرار هيمنة طغمة الحكم على الاوضاع السياسية والاقتصادية. حيث تستخدم أدواتها بدعوى الحفاظ على (النظام العام) أو (المصلحة العامة)، لكنها في جوهرها تُعمّق الانقسام الطبقي وتقوّض أي محاولة لفضح الفساد والمحاصصة.

حرية التعبير ليست ترفاً أو امتيازاً قابلاً للمصادرة، بل هي حق أساسي يضمنه الدستور والمعاهدات والمواثيق الدولية، وأي محاولة لتقويضه تعني العودة إلى مربع الاستبداد. والعراق بحاجة إلى فضاء واسع للنقاش، ومناخ يحتضن الاختلاف ويُعلي قيمة الكلمة. وان حرية التعبير هي الأمل الوحيد لمواجهة القمع الناعم الذي يخدم الطبقات المنتفعة من استمرار الأزمات. إنها ليست تهديداً، بل فرصة لبناء دولة قوية تُصغي إلى جميع الأصوات وتفتح أفقاً جديداً لتصحيح المسار.

العراق أمام مفترق طرق: فإما دولة تُحترم فيها الكلمة وتُصان فيها كرامة المواطن، أو نظام يُعاد فيه إنتاج الفشل عبر إسكات الجميع. هذه ليست معركة فردية، بل نضال جماعي، تتحمل مسؤوليته القوى الديمقراطية والحركات الاجتماعية المعبرة عن كرامة المواطن في آنٍ واحد.

ان العراق لا يحتاج فقط إلى حرية التعبير كحقٍ مُصان، بل إلى مناخ فكري يحتضن النقد، وفضاء يُتيح سماع أصوات معارضي المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت. وهذا ليس مطلباً نخبوياً، بل شرطاً أساسياً لبناء دولة مدنية ديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية، دولة تليق بتضحيات العراقيين.

************************************************

الصفحة الثالثة

مسؤول محلي يؤكد إشراف المحافظ على إنجازها ذي قار.. محافظة منكوبة تحاول الخلاص من المشاريع الوهمية والمتلكئة

بغداد – طريق الشعب

تُعد محافظة ذي قار واحدة من أكثر المحافظات العراقية معاناةً على الصعيد الخدمي والتنموي، رغم اعتبارها رسميًا "منطقة منكوبة" بقرار من مجلس النواب عام 2019. تواجه المحافظة تحديات هائلة تتعلق بتنفيذ المشاريع التنموية والخدمية، حيث تُظهر الأرقام الرسمية أن نسب إنجاز المشاريع متدنية وسط اتهامات بانتشار الفساد وسوء الإدارة.

محافظة منكوبة

يقول الباحث في الشأن السياسي محمد الخرسان من محافظة ذي قار، ان "المدينة أُعلن عنها كمنطقة منكوبة بقرار من مجلس النواب عام 2019، حيث تواجه واقعًا خدميًا متدهورًا يعكس غياب التخطيط وسوء التنفيذ"، مستدركاً بالقول "على الرغم من الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة، وما أفضت إليه من قرارات تهدف إلى تحسين الوضع، إلا أن النتائج جاءت دون التوقعات".

وفي حديثه لـ "طريق الشعب"، عن أوضاع المحافظة، أكد الخرسان، أن "قرار مجلس النواب كان خطوة ضرورية لإدراك عمق المشكلات، لكن التنفيذ افتقر للجدية".

وقال: "بعد تظاهرات 2019 تم الإعلان عن ذي قار كمحافظة منكوبة، إلا أن المشاريع التي أُطلقت لاحقًا لم تحقق الهدف المنشود"، مشيرا إلى أن "المشاريع التنموية التي انطلقت عقب القرار ركزت بشكل كبير على مركز المحافظة، متجاهلة الأقضية والنواحي التي تعاني أوضاعًا أكثر سوءًا. حتى المشاريع المنفذة في المركز شابها التلكؤ وسوء التنفيذ، مما أثار استياء الأهالي والمسؤولين على حد سواء".

وأضاف أن "الشوارع غير مطابقة للمواصفات، شبكات المياه متهالكة، والمدارس تُبنى دون مراعاة الكثافة السكانية. هذا فضلاً عن مشاريع غير مدروسة مثل مستشفى العشرين سرير، الذي أُهدرت عليه مليارات من دون نتائج ملموسة".

مشاريع وهمية

وعلى الرغم من إطلاق صندوق إعمار ذي قار لتحسين الأوضاع الخدمية، ذكر الخرسان أن الصندوق تحول إلى رمز آخر للإهمال وسوء الإدارة، مبينا أن الأموال المرصودة لم تُصرف بطريقة مدروسة، فيما بقيت معظم المشاريع وهمية أو غير مكتملة.

وأضاف: "القرارات تُتخذ من دون إشراك الأهالي أو الخبراء، ما يجعل المشاريع بعيدة عن تلبية الاحتياجات الحقيقية".

ولم يغفل الخرسان الإشارة إلى الفساد المستشري في إدارة المشاريع، قائلا: ان "الأموال موجودة والمشاريع مخطط لها، لكن غياب الأيدي الأمينة والإرادة الحقيقية يجعل نسبة نجاحها تكاد تكون معدومة"، مشددا على أهمية تشكيل لجان متابعة ميدانية مؤهلة لمراقبة التنفيذ وضمان تحقيق العدالة في توزيع المشاريع بين مناطق المحافظة.

وخلص الخرسان إلى الدعوة لـ"ثورة قانونية" تعيد هيكلة آليات التخطيط والتنفيذ. كما شدد على ضرورة إشراك الكفاءات المحلية في إدارة المشاريع، مع تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

الحكومة المحلية ترد..

يقول علي كامل، المعاون الفني لمحافظ ذي قار، أن "المحافظة لا تمتلك مشاريع وهمية على الإطلاق، وأن جميع المشاريع المتلكئة تنحصر في بعض المشاريع التي بدأت منذ عام 2019 و2021". وأضاف أن "الحكومة المحلية الحالية بدأت بتفعيل حل هذه المشاريع، حيث تم حل عدد من المشاريع المتلكئة لعام 2021 وتم استلامها جزئيًا".

ويضيف كامل في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "أبرز أسباب التلكؤ في تنفيذ المشاريع كانت "إدارية ومالية"، حيث توجد ضوابط معينة تحكم سير العمل، موضحا أن هناك مشاكل أخرى تتعلق بالأطراف المنفذة للمشاريع. على سبيل المثال، "أحد المقاولين تأخر في تنفيذ مشروع تجهيز معامل الإسفلت، ما دفعنا إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضده"، لافتًا إلى أن "أحد أقارب المقاول جاء بعد ذلك وبدأ التعاون مع الجهات المعنية، ما ساهم في دفع المشروع وإزالة بعض التلكؤ".

وفي ما يخص المشاريع المتلكئة، أشار المعاون الفني إلى أن "المحافظ تولى شخصيًا متابعة المشاريع المتلكئة بالتنسيق بين المحافظة والوزارة"، مؤكدًا أن جهودًا كبيرة تُبذل حاليًا لتسريع تنفيذ المشاريع الحيوية في المحافظة.

290 مشروعا

وكشف مصدر حكومي رفض الإفصاح عن اسمه عن أرقام توضح واقع المشاريع المعلن عنها منذ عام 2007 وحتى الآن. حيث أوضح أن "المحافظة شهدت إعلان وإحالة اكثر من 290 مشروعا، لكن نسب إنجاز هذه المشاريع بلغت فقط 16 في المئة، بواقع تنفيذ 50 مشروعاً".

وأضاف المصدر، أن "غالبية المشاريع المنجزة تعاني من تنفيذ رديء"، مشيراً إلى أن العديد منها يتعلق بمجالات حيوية، مثل المجمعات السكنية، المدارس الأهلية، العيادات الطبية، المشاريع الصناعية، المعامل التجارية، والزراعية".

وأكد المصدر، أن هذه المشاريع "تحولت إلى مشاريع وهمية".

وأشار الى وجود نواب في البرلمان تعهدوا بمتابعة وجمع الأوليات والمستندات المتعلقة بالقضايا المرتبطة بالجهات المسؤولة عن هدر الأموال العامة، وفتح الملفات أمام هيئة النزاهة، لكن المصدر عقّب على ذلك بأنه "مجرد كلام"، لأجل الحفاظ على القاعدة الانتخابية.

وفي محاولة لتدارك الوضع المتأزم، قام كل من مجلسي الوزراء والنواب باستحداث صندوق إعمار ذي قار، باعتبارها محافظة منكوبة، بهدف تسريع العمل في المشاريع المعطلة. وتؤكد الحكومة العراقية مراراً التزامها بتنفيذ المشاريع الخدمية والبنى التحتية كأولوية ضمن خططها لتحسين الخدمات الأساسية وتعويض السكان عن سنوات من الإهمال والتعطيل.

*********************************************

عين على الأحداث

العراق والجوع

حصل العراق على 14.9 نقطة محتلاً المرتبة 70 من أصل 125 دولة بمؤشر الجوع العالمي خلال العام 2024، ومتراجعاً بست خطوات عما كان عليه الوضع في العام الماضي حين سجل 13.8 نقطة، حسب منظمتي Welthungerhilfe  و Worldwide Concern الألمانية. هذا وفي الوقت الذي يعّد فيه العراق الدولة النفطية الوحيدة في العالم، التي تكون فيها مؤشرات الجوع مرتفعة، ويتمتع سكان 14 دولة عربية بظروف معاشية أحسن من ظروف شعبها، تكشف المعطيات مجدداً وقوع ربع الشعب تحت مستوى الفقر أو دونه، وتفضح الفشل الذريع الذي وصلت اليه استراتيجيات "أولي الأمر" لمعالجة المشكلة كما هو حال باقي سياساتهم. 

مصدّرون فص كلاص

دعت وزارة الموارد المائية إلى التريُّث بتحديد زراعة محصول الحنطة خارج الخطة الزراعية بسبب عدم جدواها إضافة إلى استهلاكها لكميات كبيرة من المياه في ظروف الجفاف التي تعاني منها البلاد. وبررت الوزارة دعوتها بأن العراق سبق وحقق فائض إنتاج بلغ 3 ملايين طن، تم تصديره إلى الخارج بنصف السعر الذي اشترته به الدولة من الفلاحين، مما سبب خسارة في المال العام تجاوزت 1.3 ترليون دينار. هذا وفي الوقت الذي يدل فيه المثال على فشل المسؤولين عن التصدير في تسويق منتجاتنا، يود الناس أن يذكّروا الوزارة بأن إنتاج القمح من اشتراطات الأمن الغذائي للبلاد.

لا تقلقوا  التراجع مستمر

وضعت اليونسكو العراق بالمرتبة 127 من أصل 177 دولة في مؤشر جودة التعليم العالمي، أي في الثلث الأخير من دول العالم. ويعّد اكتظاظ الصفوف بضعف عدد الطلبة المسموح به عالمياً وتنامي النقص في عدد الأبنية المدرسية ليصل إلى 13000 مدرسة وتواصل الدوام الثنائي والثلاثي في نفس البنايات المتهالكة، من أبرز اسباب التراجع. هذا وفي الوقت الذي أخلفت فيه وزارة التربية الوعد الذي قطعته بحل المشكلة في 2023، وهو العام الذي اعتبرته "عاماً للأبنية المدرسية"، أكدت عجزها عن إدراك متطلبات النمو فباتت مشاريعها المنجزة لا تسد أكثر من العجز المسجل قبل 5 أعوام أو أكثر.

ينراد مختصين گدها

وجه رئيس مجلس الوزراء وزارة الاتصالات بشأن إعادة النظر بقرار حجب بعض المواقع الإلكترونية والإلتزام بعرض مثل هذه القرارات على مجلس الوزراء قبل اتخاذها. هذا وفيما لقي هذا التوجيه ترحيب الناس والمراقبين الذين عبروا عن مخاوف عميقة على حرية الإعلام والتعبير، في ظل قرارات عديدة اُتخذت بدون مبررات معقولة، وبدت مؤشراً على رغبة البعض باستعادة إجراءات القمع الدكتاتوري لحرية المواطنين في الحصول على المعلومة ومحاولة تغييب العقول والتعتيم عليها، يرى الناس بأن حجب المواقع ذات المحتوى الهابط فعلاً، يتطلب وجود مختصين في تقييم وتحديد ما يجب حجبه دون أن تُنتهك حقوق الإنسان وحرياته.

كل يوم إلك قانون

كشفت اللجنة القانونية النيابية عن وصول مجموعة من "المقترحات" من القوى السياسية الفاعلة من أجل تعديل النظام الانتخابي، استعداداً للجولة التشريعية المفترض إجراؤها في الخريف القادم. هذا وفيما تواجه المتنفذين صعوبات في الاتفاق على قانون جديد بسبب رغبة كل منهم بتكيّفه لخدمة مصالحه، دأب برلماننا على تشريع نظام مختلف قبل إجراء كل انتخابات تشريعية أو محلية، مما سيدخل العراق في موسوعة غينس للأرقام القياسية، ويؤكد ثانية على ما تعانيه منظومة المحاصصة الحاكمة من غياب أجواء الثقة بين أطرافها وتمسكهم بأنانية تناقض أي حرص وطني، وهو ما أوقعها بأزمة مستفحلة، لن تحل الاّ بالتغيير الشامل.

*************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق وإدارة ترامب

كتب محمد صخري مقالاً لموقع (مركز السياسات العالمية) الأمريكي حول المواقف المتوقع أن تتخذها إدارة الرئيس ترامب تجاه العراق، ذكر فيه بأن واشنطن وافقت، استجابة لمطالب بغداد، على الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية، بسبب تضاؤل مخاطر داعش وتحسن قدرة القوات العراقية على معالجة التحديات الأمنية بشكل مستقل.

تداعيات حرب غزة

الاّ إن تطور الأحداث في حرب غزة وما رافقها من تصاعد خطاب مناهض لأمريكا وهجمات على قواتها المتواجدة في العراق، احتجاجاً على دعم واشنطن المطلق للكيان الإسرائيلي، قد يجعل القوات الأمريكية في خطر مستمر، لاسيما إذا ما قرر ترامب استخدام القواعد في استهداف معارضيه في البلاد أو خارجها.

الأهداف الأمريكية

وعدّد المقال الأهداف التي تعتقد واشنطن بأن تحقيقها يستدعي وجوداً أمريكياً على الأراضي العراقية، كالحاجة لمراقبة وتعطيل طرق إمداد سوريا بالأفراد والأسلحة، ولموازنة النفوذ الروسي هناك من خلال عمليات الاستطلاع والمراقبة، ولمنع تعرض العراق لتمرد داعشي جديد، حيث مازال التنظيم الإرهابي يحتفظ بحوالي 10000 مقاتل ويحاول استغلال عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي للقيام ببعض العمليات ولتغذية الفتنة الطائفية. كما تسعى واشنطن أيضاً للحد من استخدام اتفاقية مبادلة الغاز بالنفط الأسود غطاءً لتصدير النفط الإيراني رغم العقوبات، والاستفادة من حركة التبادل على الحدود غير الخاضعة لسيطرة بغداد.

واعتبر المقال مواجهة النفوذ الصيني المتزايد في العراق هدفاً للأمريكان، مذ أصبحت الصين موردًا مهمًا للأسلحة (بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار) وبنظام يخلو من أجندات سياسية، ومذ صارت الصين أقوى منافس اقتصادي للولايات المتحدة في القطاع النفطي، حيث حلت شركة البترول الوطنية الصينية في أوائل هذا العام محل شركة إكسون موبيل باعتبارها المقاول الرئيسي لحقل غرب القرنة 1.

تحديات كبيرة

وذّكر المقال بان الوجود العسكري الأمريكي في العراق، والذي يشمل إضافة إلى قاعدة عين الأسد، قاعدة القيارة الجوية ومطار ألتون كوبري وأربع قواعد أخرى في سنجار وأتروش وحلبجة وقاعدتين في محافظة الأنبار، يواجه تحديات محلية وإقليمية، يمكن تلخيصها بالعلاقة التحالفية بين جزء رئيسي من الحكومة مع إيران، ومخاطر جرّ العراق إلى مواجهات مباشرة مع الكيان الإسرائيلي، وعدم الاستقرار في المشهد السياسي المحلي بسبب التنافسات بين الأحزاب السياسية وإمكانية اندلاع مفاجيء لحراك شعبي معارض، وعدم استقرار العلاقة بين يغداد وأربيل، ووجود السلاح خارج نطاق الدولة، فإضافة لسلاح الفصائل المعروفة تشير التقديرات إلى أن المدنيين يمتلكون ما بين 7.5 و10 ملايين قطعة سلاح، بعضها ثقيل، وأخيراً تدهور الاقتصاد وارتفاع تكاليف السلع والخدمات وانخفاض الأجور والقدرة الشرائية للمواطنين، والجباية غير الحكومية للضرائب وللكمارك والتي تبلغ ما لايقل عن 20 مليار دولار سنوياً.

سيناريوهات ترامب

وقبل معالجة السيناريوهات المحتملة للتدخل الأمريكي في عهد ترامب، نبه المقال القاريء إلى افتقار الرئيس الجديد وطاقمه إلى استراتيجية يمكن التنبؤ بها مشيراً إلى مواقفه المتناقضة طيلة ولايته الأولى، وخاصة ما يتعلق بالشرق الأوسط، حيث أعلن أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على البقاء شرطياً للعالم، في وقت انتقد فيه قرار البرلمان العراقي بطرد القوات الأجنبية من البلاد وهدد حتى بفرض عقوبات.

وأضاف الكاتب بأن اختيارات دونالد ترامب الأخيرة لإدارته تشير إلى سياسة متشددة تجاه المنطقة ودعماً غير محدود لتل أبيب، مع العودة إلى حملة "الضغط الأقصى" من العقوبات ضد إيران، ولهذا فمن المتوقع أن يركز ترامب على الأهمية الاستراتيجية للعراق والتي ينبغي أن يتم ضمانها في ظل بقاء تأثير طهران على المشهد ضعيفاً. غير أن هناك من لا يتفق مع هذا الرأي لأنه يرى في ترامب براغماتياً يحدد الخطورة على أساس الميزان التجاري مع الولايات المتحدة، فالعلاقة آمنة إذا كان هناك فائض في الميزان وخطرة عند وجود عجز فيه.

وخلص الكاتب إلى القول بأن واشنطن ستحافظ على وجودها العسكري في العراق أو ربما تزيده طالما كانت الإدارة الجديدة معادية لإيران. ولهذا فقد يعدل البيت الأبيض عن الانسحاب الكامل بحلول عام 2026، ويركز بدلاً من ذلك على تعزيز المصالح الاستراتيجية الأميركية أو ربما فرض عقوبات جديدة على العراق وتحويل البلد لساحة تصفية الحسابات بين واشنطن وطهران.

************************************************

الصفحة الرابعة

صيادلة أكدوا سيطرة بعض الأحزاب على باب الاستيراد نائب: مؤثرات سياسية وشخصيات متنفذة تمنع تطبيق {التسعيرة الدوائية}

بغداد – تبارك عبد المجيد

يعاني القطاع الصحي في العراق من أزمة حادة تتمثل في ارتفاع أسعار الأدوية والنقص الكبير في المستلزمات الطبية، ما يثقل كاهل المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.

ويعتمد العراق بشكل شبه كامل على استيراد الأدوية، ما يسهم في ارتفاع الأسعار وتفاقم الأزمة.

وبرغم محاولات الحكومة وضع تسعيرة موحدة للأدوية، إلا أن التدخلات السياسية والمصالح الاقتصادية تعيق اتمام ذلك. في المقابل، تسعى الجهات المعنية لتوطين الصناعة الدوائية المحلية كحل مستدام لتوفير الأدوية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

أسباب سياسية تعرقل ضبط الأسعار

يقول عضو لجنة الصحة في البرلمان، باسم الغرابي، إن “ملف الأدوية والعلاجات في العراق يعاني من مشكلات كبيرة، أبرزها تفاوت الأسعار وغياب التسعيرة الدوائية الموحدة، وهو أمر مستمر منذ أكثر من 12 عامًا. للأسف، هذا الملف يخضع لتأثيرات الأحزاب الحاكمة وبعض الشخصيات النافذة، ما أدى إلى عدم تحقيق أي تقدم يذكر في ضبط الأسعار أو تحسين نظام الرقابة".

ويضيف الغرابي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن “التسعيرة الدوائية التي كان من المفترض تطبيقها منذ عام 2009 لم تُنفذ حتى الآن. وهذا التأخير فسح المجال أمام ممارسات غير قانونية، منها احتكار الأدوية وتهريبها وبيعها بأسعار متفاوتة في الصيدليات. وقد أثرت هذه الفوضى بشكل مباشر على المواطن العراقي، الذي يعاني من ارتفاع أسعار العلاجات وغياب الرقابة الفاعلة من قبل وزارة الصحة ونقابة الصيادلة”.

وأشار إلى أن “موضوع الضمان الصحي، الذي كان من المفترض أن يشمل جميع العلاجات، لا يزال يُطبق بصورة متواضعة جدًا رغم إقرار القانون في الدورة الانتخابية الرابعة السابقة. حتى العقود المبرمة لتطبيق نظام الضمان الصحي تسير بخطى بطيئة بسبب ضعف التنسيق بين الجهات المعنية".

تفاوت في الأسعار

وفيما يتعلق بالرقابة على الأدوية، يقول الغرابي: ان “هناك خللا كبيرا في عمليات فحص الأدوية واعتمادها. على سبيل المثال، شهدت الفترة الماضية نزاعًا بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان بشأن فحص الأدوية، حيث ألغت وزارة الصحة الاعتراف بنتائج الفحوصات الصادرة من الإقليم، مشددة على ضرورة إجراء الفحوصات داخل العراق. ومع ذلك، فإن مراكز فحص الأدوية في العراق قليلة وغير كافية لتلبية الحاجة".

وأوضح الغرابي، أن هناك تفاوتًا كبيرًا في أسعار الأدوية داخل الصيدليات بسبب ضعف الرقابة، بالإضافة إلى وجود أدوية غير مفحوصة وغير معتمدة تُباع بأسعار مرتفعة. الأسوأ من ذلك، أن بعض الاتفاقات بين الأطباء وبعض الصيدليات تساهم في الترويج لأدوية غير مفحوصة، مما يعرّض حياة المرضى للخطر.

وأضاف، أن "الصيدليات التي تبيع الأدوية بأسعار منخفضة تعرضت إلى تضييق كبير، ووصل الأمر إلى إغلاق بعضها بذريعة أنها تضر بالتوازن بين الصيدليات. وهذا أمر غير مقبول لأنه يمنع المنافسة العادلة بدلًا من تشجيعها".

واختتم الغرابي بالقول: "إن حل هذه المشكلات يتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا وتشريعات جديدة لضبط أسعار الأدوية وتعزيز الرقابة. كما نحتاج إلى إنشاء هيئة دوائية عراقية مستقلة للإشراف على تسعير وفحص الأدوية بعيدًا عن تأثير وزارة الصحة. بالإضافة إلى ذلك، يجب التنسيق مع المنظمات الدولية لتطبيق معايير موحدة لفحص واعتماد الأدوية كما هو الحال في دول الخليج. إن غياب هذه الخطوات سيجعل المواطن العراقي هو المتضرر الأول والأخير من هذه الفوضى".

مرضى عاجزون عن توفير العلاج

يقول الصيدلاني محمد العظماوي، وهو ناشط في القطاع الصحي، ان واحدة من أبرز المشكلات التي تؤرق العراقيين، وهي ارتفاع أسعار الأدوية بشكل كبير، ما يشكل عبئًا ثقيلاً على الأسر ذات الدخل المحدود. فالكثير من المرضى يجدون أنفسهم عاجزين عن تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية، في ظل نقص حاد في الأدوية داخل المستشفيات الحكومية"، مشيرا الى ان هذا النقص يجبر المرضى على اللجوء إلى الصيدليات الخارجية لشراء الأدوية بأسعار مرتفعة جدًا، تفوق قدرتهم المادية في كثير من الأحيان، وفي الكثير من الاحبان يعزفون عن الشراء.

ويوضح العظماوي لـ "طريق الشعب"، أن المشكلة ليست حديثة العهد، حيث حاولت الحكومات المتعاقبة إيجاد حلول من خلال وضع تسعيرة موحدة وثابتة للأدوية في جميع أنحاء البلاد، إلا أن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح، ولم تنجح في تحقيق الغرض المطلوب، وفقا للعظماوي.

وأشار إلى أن القطاع الصحي في العراق يعاني من مشكلات جوهرية، أهمها الاعتماد شبه الكامل على استيراد الأدوية. وأوضح، أن شركة كيمياديا، التابعة لوزارة الصحة والمسؤولة عن استيراد الأدوية وتوزيعها على المستشفيات والمذاخر الأهلية، تلعب دورًا محوريًا في هذا الملف. ومع ذلك، فإن هذه الشركة تواجه اتهامات مستمرة بوجود شبهات فساد.

وأكد العظماوي، أن عملية توفير الأدوية تمر بمراحل طويلة ومعقدة، تبدأ بإقرار نوع العلاج، ثم يمر بالفحص لضمان سلامته، قبل أن يُسمح بتداوله في الأسواق، غير أن الإجراءات الإدارية المرتبطة بهذه العملية تستغرق وقتًا طويلاً داخل وزارة الصحة، ما يؤدي إلى تأخر توفير الأدوية.

وأضاف، أن العراق يشهد بين الحين والآخر فقدانًا للأدوية الأساسية، بينما تُتاح في السوق أدوية مهربة وغير مفحوصة، غالبًا ما تكون منتهية الصلاحية أو غير معتمدة رسميًا.

ويكشف على أن غياب الأدوية المفحوصة يدفع بعض الصيدليات إلى اللجوء إلى استيراد أدوية مهربة من مصادر غير موثوقة. هذه الأدوية لا تخضع لأي رقابة صحية، لكنها تجد طريقها إلى رفوف الصيدليات، حيث تباع بأسعار مضاعفة.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ذكر في مطلع عام 2023، أن العراق ينفق حوالي ثلاثة مليارات دولار سنويًا على استيراد الأدوية.

فوضى عارمة

وفي السياق، يقول الصيدلي الممارس زيد شبيب أن "السوق الدوائي في العراق يعاني من فوضى عارمة نتيجة غياب التسعيرة الموحدة، وهيمنة جهات مسلحة وأطراف سياسية على عملية استيراد وتوزيع الأدوية"، طبقا لحديثه.

وقال شبيب لـ "طريق الشعب"، أن "المحاولات التي قامت بها وزارة الصحة بالتعاون مع النقابات لفرض تسعيرة موحدة للأدوية لم تنجح، بسبب التدخلات السياسية والمصالح الاقتصادية التي تعيق أي جهد جاد لتنظيم السوق".

واضاف شبيب، أن "غياب التنظيم أدى إلى تفاوت كبير في أسعار الأدوية، حيث تُباع بعضها بأسعار مرتفعة للغاية تفوق قدرة المواطن، بينما تُباع أخرى بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية، نتيجة لإغراق السوق بمنتجات ذات جودة منخفضة"، مضيفاً أن "هذه الفوضى تعكس غياب الرقابة وضعف التخطيط في عملية استيراد الأدوية، حيث يتم استيراد كميات ضخمة من أدوية لا يحتاجها السوق العراقي فعليًا، ما يسبب تخمة في المعروض، ويضر بالاقتصاد الوطن".

وبالحديث عن أكبر المشكلات التي تواجه السوق الدوائي، يبين شبيب انها تعود لتدخل الميليشيات وجهات سياسية متنفذة في عملية الاستيراد، حيث تتحكم هذه الجهات في استيراد أنواع معينة من الأدوية وتفرض احتكارًا على أصناف محددة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه. كما أن دخول الأدوية المهربة وغير القانونية للسوق العراقي يزيد من الفوضى، حيث تباع هذه الأدوية بأسعار زهيدة دون رقابة على جودتها، ما يهدد حياة المرضى.

وفيما يتعلق بقطاع الصيدلة، أشار شبيب إلى أن مهنة الصيدلة أصبحت تجارة ربحية بحتة بسبب استحواذ بعض الصيادلة على عدد كبير من الصيدليات عبر شراء أو تأجير الامتيازات، ما أضعف الالتزام المهني وفتح الباب أمام استغلال السوق من قبل عدد محدود من الأشخاص الذين يهيمنون على توزيع الأدوية.

ودعا شبيب إلى وضع خطة شاملة لمعالجة الأزمة تبدأ بتقنين عملية الاستيراد لتقتصر على شركات معروفة وذات جودة، بدلاً من الاعتماد على مئات الشركات من دول متعددة تغرق السوق بمنتجاتها. كما شدد على ضرورة دعم الصناعات الدوائية المحلية لتلبية جزء كبير من احتياجات السوق.

وأكد أن ضبط الحدود لمنع تهريب الأدوية يمثل خطوة أساسية لضمان استقرار السوق، مع أهمية وضع آليات واضحة وشفافة لتسعير الأدوية تأخذ في الاعتبار احتياجات المرضى والوضع الاقتصادي للصيادلة.

واختتم شبيب بالتأكيد على أن الحلول التقنية والتنظيمية لن تنجح دون وجود إرادة سياسية قوية تضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار. كما دعا إلى تفعيل القوانين التي تنظم السوق الدوائي وتعديلها لتتماشى مع التطورات الحالية، مشيرًا إلى أن المريض العراقي، لا سيما من يعاني من الأمراض المزمنة، هو الأكثر تضررًا من استمرار الفوضى في السوق الدوائي.

نقص في التمويل المالي

وذكر المتحدث الرسمي لنقابة صيادلة العراق، د. أسامة هادي حميد، بأن "النقابة تعزو أسباب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في بعض المستشفيات إلى نقص التخصيصات المالية، حيث إنّ التخصيصات الحالية لا تغطي الكمية والنوعية المناسبة من الأدوية الضرورية للمرضى".

وأوضح حميد لـ"طريق الشعب" أن "العراق يحتوي على 28 معملاً لإنتاج الأدوية، تشمل القطاعين العام والخاص"، مشيراً إلى أن "هذه المعامل تنتج مجموعة واسعة من المستحضرات الدوائية، تتنوع بين المسكنات والمضادات الحيوية، وتمتد إلى أدوية الأمراض المزمنة وعلاج الأمراض السرطانية".

وأضاف حميد، أن "هناك عدداً من مشاريع المعامل الدوائية بانتظار الموافقات للحصول على إجازة البدء بالإنشاء"، مبيناً أن "ذلك يعكس رغبة المستثمرين في تطوير قطاع الصناعة الدوائية الوطنية، بما يسهم في تعزيز الصحة العامة وزيادة الوعي الصحي في البلد".

وأشار إلى أن "الحكومة، ممثلة بوزارتي الصحة والصناعة والجهات الساندة، تعمل على تقديم التسهيلات اللازمة لتوطين الصناعة الدوائية الوطنية وحماية المنتج الوطني".

واختتم حميد قائلاً: إن "نتائج توطين الصناعة الدوائية الوطنية ستظهر بشكل واضح خلال السنوات الخمس القادمة على أقل تقدير، ما يسهم في تحقيق حالة من الاكتفاء الذاتي أو شبه الذاتي من الأدوية والمستلزمات الطبية للقطاعين العام والخاص".

*******************************************

وقفة اقتصادية.. الغلاء يلتهم الدخول الواطئة

إبراهيم المشهداني

تعتبر الأسعار في أي بلد، الأداة الناظمة لتوزيع الدخل والإنتاج ولهذا تعمل الدول المتحضرة على وضع الضوابط للحد من الانفلات السعري في السوق مما تسهل على مواطنيها إمكانية الحصول على السلع الضرورية لإدامة حياتها، ففي الدول الرأسمالية التي تتبع اقتصاد السوق مثلا تلزم باعة الجملة والمفرد بوضع لائحة الأسعار في مداخل محلات البيع لاطلاع المتسوقين عليها وعلى ضوئها تتخذ قرارات الشراء والبيع على أن تمثل الأسعار المعلنة الحد الأعلى قابلا للتخفيض.

ومن الناحية النظرية فإن الأسعار تتحدد بالنقطة التي يلتقي عندها منحنيا العرض والطلب حيث يمثل منحنى الطلب مقدار القوة الشرائية المجموعية (الإنفاق العام) للدولة والأفراد والشركات الخاصة ونقصد هنا منحنى الطلب الاستهلاكي والاستثماري، أما منحنى العرض فيمثل كمية السلع المعروضة في الاسواق. وما دمنا نتحدث عن القوة الشرائية وهذا هو موضوع جوهري في مناقشة الأسعار لتحديد نصيب الأفراد والطبقات من البضائع المعروضة فأن ذلك يقودنا إلى كيفية توزيع الثروة على أفراد المجتمع وهذه بمجملها موضوعات ينبغي أن تكون محور النقاش على مستوى الدولة والمجتمع. للإجابة عن سؤال محوري هل يتعرض المواطن العراقي وخاصة الطبقات الفقيرة وذوي الدخل المحدود للاستغلال الناجم عن جشع التجار؟ وما هي نتائجه المستقبلية؟

ويبدو أن هذا الموضوع لم يعد محصورا في دوائر اختصاص مغلقة منذ عشرات السنين وحتى بعد عام 2003 حينما ارتضت الدولة لنفسها ان تختار اقتصاد السوق كنظام اقتصادي في العراق وفقا للفكر الليبرالي ويا ليتها، ففي ظنها أن آليات السوق هي التي تحدد مستويات الدخل والإنتاج والأسعار وفقا لنظرية آدم سميث أو هكذا قرأوها كما يبدو وبسحرية هذه الآليات تتوزع الثروة بشكل عادل بين المواطنين الذين كانوا يطمحون إلى نظام يرفع عنهم غلة الجوع والفقر والعوز، وعلى العكس فقد قرأوها بالمقلوب فكل سعيهم بسياساتهم الاقتصادية عملوا على بناء اقتصاد هجين ومن العسير توصيفه وفقا لكل النظريات.

إن إحدى الظواهر الاقتصادية الماثلة في الاقتصاد العراقي هي التضخم العالي الناشئ عن تدفقات نقدية عالية تطرح سنويا في السوق عبر الإنفاق المالي المتأتي من الموارد النفطية، فتحولوا بهذه السياسة إلى اقتصاد ريعي او هكذا كان بالأصل وانتقلت ارتداداته إلى الموازنات التشغيلية في الموازنة العامة، وفي نفس الوقت يعتمدون تجاريا على سلاسل التوريد لكل شيء من الخارج مما يترتب على ذلك الخضوع لسياسة الإغراق استجابة للسياسة الرأسمالية المعولمة، بالإضافة إلى أن السياسات النقدية التي يتبعها البنك المركزي العراقي التي تعيد الدولار المتأتي من الموارد النفطية إلى الخارج بدلا من توظيفه في القطاعات الإنتاجية والخدمية المنتجة، وفي أخر هذه الرحلة المتعثرة عملوا على انخفاض سعر الصرف للدينار العراقي إزاء الدولار مما أضعف القوة الشرائية للدينار وبالتالي أدى إلى ارتفاع الأسعار مع غياب الإنتاج المحلي المتهيء للتصدير واختلال الميزان التجاري وتسبب كحصيلة نهائية إلى الاختلال في توزيع الثروة بين المواطنين، وهكذا تتولد بنية اجتماعية مضطربة تعكس تناسل طبقات بيروقراطية فاسدة وطبقات طفيلية نهابة وطبقة كامبرادورية تقابلها طبقات فقيرة تحت خط الفقر وعلى جانبيه وطبقة متوسطة بالكاد توفر لنفسها السلع الاساسية.

 إن ترك الأسعار عائمة في السوق في ظل فوضى الاقتصاد والتجارة والعمالة المرتفعة سيظل العراق بوابة لإعصار اجتماعي يصعب ان لم نقل يستحيل السيطرة عليه ما لم تعد الدولة النظر بسياستها الاقتصادية الراهنة والبحث الجاد عن مخارج للفوارق الطبقية المستفحلة في المجتمع على أساس واقعي بعيد عن النظريات المستوردة، من خلال تشكيل مجلس اقتصادي أعلى يضم وزراء الاختصاص والكوادر الاقتصادية من الخبراء والأكاديميين والمكاتب التخصصية في منظمات المجتمع المدني بعيدا عن الانتقائية وإعطائه صلاحيات تمكنه من رسم السياسات الاقتصادية على ضوء الواقع والحاجة ويتولى متابعة الانتاج والتوزيع وبناء جهاز لمراقبة الأسعار ووضع التشريعات الناظمة لأعمال هذا المجلس وصلاحياته. وبدون ذلك لا جدوى من زيادات رواتب الموظفين والرواتب التقاعدية فقط التي تلتهمها الأسعار العالية وخاصة ر في الأعياد والمناسبات الدينية وهي كثيرة.

***********************************************

الصفحى الخامسة

"سفّاح الأسماك" تحدٍ آخر يواجه الثروة السمكية في العراق

متابعة – طريق الشعب

بعد أزمة شح المياه وتلوثها وعمليات الصيد الجائر، تواجه الثروة السمكية في العراق تهديدا جديدا يتمثل في انتشار واسع لسمك البلطي، الذي يشكل – وفقا لخبراء - خطرا داهما على التنوع البيولوجي للأسماك المحلية، وعلى صحة الإنسان نظرا لقدرته على التعايش مع السموم ونقلها، والعيش في مياه ملوّثة. فيما تؤدي قدرته على التكاثر السريع والتكيف مع مختلف الظروف البيئية، إلى اختلال التوازن البيئي في الأنهار والمسطحات المائية.

علميا، يُعد سمك البلطي، المعروف أيضا بسمك المشط، من الأسماك التي تنتمي إلى العائلة البلطية، وتتميز بقدرتها على التكيف مع مجموعة واسعة من الظروف البيئية. حيث تتمكن من مقاومة زيادة كثافة المياه والبقاء في تركيز منخفض للأكسجين المذاب في الماء.

ويعود أصل هذا السمك إلى أفريقيا، حيث يعيش في المياه العذبة والمائلة للملوحة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وقد انتقل إلى مناطق أخرى مثل جنوب آسيا والهند، ونُقلت تربيته لأول مرة في أحواض اصطناعية في كينيا بداية الربع الثاني من القرن الماضي.

خطر على الصحة العامة

المدير العام لدائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة وليد محمد رزوقي، يُحذر من خطورة سمك البلطي على صحة الإنسان فيما إذا تناوله، مؤكدا في حديث صحفي أن هذا النوع من الأسماك يعيش أحيانا في المياه غير الصالحة للشرب، ومنها المستخدمة في استصلاح الأراضي الزراعية، والتي تحتوي على مواد كيميائية ومبيدات حشرية.

ويتابع قوله أن تلك المواد تنتقل إلى أجسام الأسماك وقشورها، وبالتالي حينما يتناول الإنسان تلك الأسماك ستؤثر سلبا على صحته، موضحا أن الأسماك المحلية الأخرى لا تعيش سوى في المياه العذبة النقية.

ويلفت رزوقي إلى ان سمك البلطي يعد من الأسماك الغازية وغير المرغوب فيها في البيئة العراقية، وانه يشبه إلى حد كبير البلطي المصري، إلا أنه يختلف عنه في الحجم والقيمة الاقتصادية، مضيفا أن سعره في السوق المحلية منخفض جدا، ولا يتجاوز دولارا واحدا للكيلوغرام الواحد، مقارنة بالأسماك المحلية التي يتراوح سعر الكيلوغرام منها بين 5 و8 دولارات.

وينوّه إلى ان البلطي لا يمكن تربيته في الأحواض مثل بقية الأسماك المحلية. وفيما أشار إلى عدم وجود خطط فعلية للتخلص من هذا السمك، رأى أن الحل يكمن في "حماية الأسماك المحلية المهمة، والإكثار منها، مثل الكارب بأنواعه العشبي والعادي والفضي، إضافة إلى الأسماك العراقية كالبني والكطان والشبوط. إذ يتطلب توفير الغذاء لها لزيادة أعدادها".

ويؤكد أنه "رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة لأعداد سمك البلطي في المياه العراقية، إلا انه يوجد بكميات كبيرة جدا ويؤثر على التوازن البيئي، نتيجة سرعة انتشاره وقدرته على التكيف مع مختلف الظروف البيئية".

ويستدرك رزوقي أن "سمك البلطي ربما يُعتبر خيارا جيدا للتربية لغرض توفير الأعلاف السمكية، لكنه أصبح الآن من الأنواع الشائعة وغير المرغوب فيها بسبب الشح المائي الذي يعانيه العراق، ما يجعل استثماره في إنتاج الأعلاف أمرا صعبا في الوقت الحالي".

يعيش في المجاري!

يذكر المهندس الزراعي علاء البدران، ان سمكة البلطي لم تكن موجودة سابقا في أنهار العراق، مبينا أنها جُلبت في زمن النظام السابق من أجل دراستها في "مركز إباء" للأبحاث الزراعية في أبي غريب، وبعد 2003، وبسبب الإهمال، تسربت عينات الدراسة إلى نهر الفرات، وبدأت بالتكاثر والانتشار.

ويؤكد في حديث صحفي أن "البلطي مثل الوباء، يتغذى على البيوض ويرقات الأسماك، ما تسبب في شح أسماك السمتي والشلك"، مشيرا إلى أن "البلطي له قدرة تحمل استثنائية للملوحة، ويستطيع العيش حتى في مياه المجاري"!

ويلفت البدران إلى ان "الصيادين الذين يستخدمون طرق الصيد الجائر، لاحظوا أن هذا السمك لا تقتله حتى الصعقات الكهربائية"، ناصحا الناس بعدم تناوله "فهو قد يتسبب في مشكلات صحية، لكونه يتغذى على كل شيء، حتى القاذورات". 

يتركز في المحافظات الجنوبية

من جانبه، يقول رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك أياد الطالبي، أن سمك البلطي المنتشر في المياه العراقية، يشكل خطرا كبيرا على الثروة السمكية المحلية.

ويبيّن في حديث صحفي أن "هذا النوع من الأسماك دخيل على. وهو يتركز بشكل خاص في محافظات البصرة وذي قار وميسان. حيث يتكاثر بسرعة كبيرة وبكميات تفوق بكثير الاستهلاك المحلي".

ويوضح الطالبي أن "هذا التكاثر السريع يهدد أنواع الأسماك الأخرى الأصيلة، ويؤدي إلى اختلال التوازن البيئي في المسطحات المائية نتيجة استهلاكه للموارد الغذائية، ناهيك عن اعتماده في التغذية أحيانا على بيوض أو صغار الأسماك المحلية".

ويشير إلى ان "حجم سمك البلطي في العراق صغير ووزن السمكة الواحدة لا يتجاوز 250 غراما، مقارنة بنظيره المصري الذي يصل وزن السمكة منه إلى كيلوغرامين"، مشددا على "أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انتشار هذا النوع من الأسماك. فالأمر يتطلب خططا ودراسات متخصصة".

هذا ويقترح الطالبي استغلال سمك البلطي في صناعة الأعلاف والمسحوق السمكي. وينوّه إلى عقد مؤتمر موسع خلال الأيام المقبلة لمناقشة مخاطر هذه السمكة وإيجاد الحلول المناسبة لها.

وفيما يحذر من أن استمرار انتشار البلطي قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة في قطاع الثروة السمكية، يدعو الحكومة والقطاع الخاص إلى التعاون في سبيل التخلص منه وحماية الثروة السمكية المحلية.

كابوس الصيادين

إلى ذلك، يتحدث صياد الأسماك وسام الجبوري، عن معاناته مع سمك البلطي.

ويقول في حديث صحفي أن "هذا النوع من الأسماك يُعتبر كابوس الصيادين. فهو ليس مجرد سمكة، إنما غازٍ شرس خطير على التنوع البيولوجي في مياهنا".

ويصف وسام سمك البلطي بأنه "سفاح الأسماك"، مشيرا إلى انه لا يكتفي بالتكاثر بسرعة هائلة، بل يتغذى على صغار الأسماك وبيضها، ما يؤدي إلى تناقص أعداد الأسماك الأخرى بشكل ملحوظ "وهذا الأمر يؤثر سلبا على عملنا كصيادين".

ويوضح الصياد أن "البلطي يتميز بقدرته العالية على تحمل الأمراض والتلوث، ما يجعله قادرا على العيش في بيئات مائية قاسية. كما انه يتمتع بشراهة في التغذية، ويمتاز بأسنانه القوية، الأمر الذي يمكّنه من التهام أي شيء يصادفه.

فله القدرة على قشط الطحالب والصخور وسحق القواقع".

ويلفت إلى انه "يوجد 3 أنواع رئيسة من البلطي في مياهنا، وهي الأزرق والنيلي والأحمر أو الذيلي. وكل هذه الأنواع تنتشر بشكل واسع في شط العرب والأهوار والمسطحات المائية الأخرى، ما يزيد من خطورتها على البيئة المائية".

ويختم وسام حديثه محذرا من خطورة انتشار البلطي، مشيرا إلى أن وجود أعداد كبيرة منه يؤدي إلى تلوث المياه بسبب فضلاتها وكثرة استهلاكها الأكسجين المذاب في الماء.

******************************************

الموصل شكاوى من عرقلة إنجاز معاملات ضحايا الإرهاب

متابعة – طريق الشعب

شكا العديد من جرحى العمليات الإرهابية وذوي ضحايا الإرهاب في الموصل، من وجود روتين مضن في بعض دوائر الدولة، تسبب في عرقلة إنجاز معاملات تعويضهم.

وبالرغم من مرور نحو 7 سنوات على تحرير المدينة من إرهاب داعش، لا يزال العديد من الجرحى وذوي الضحايا يعانون عدم إتمام معاملات التعويض.

ويقول عدد منهم في حديث صحفي، ان ترويج المعاملة يتطلب مراجعة دوائر عديدة في الموصل وبغداد، الأمر الذي يرهقهم كثيرا، لا سيما الجرحى والمعاقون منهم، الذين يضطرون إلى مراجعة تلك الدوائر على كراسٍ متحركة.

في مقطع متلفز نشرته وكالة أنباء "السومرية نيوز"، ذكر مواطن بُترت ساقاه إثر تفجير إرهابي، أنه منذ العام 2018 باشر ترويج معاملة للحصول على التعويض، وظل يراجع الدوائر المعنية على كرسي متحرك، وحتى الآن لم تُنجز معاملته، مبينا أن كل دائرة يذهب إليها تطلب منه كتابا أو وثيقة من دائرة أخرى، في عملية مجهدة غير مجدية.   

فيما يقول مواطن آخر، وهو والد شاب مصاب، أنه يراجع دائرة التعويضات منذ 8 سنوات، وفي كل مرة يقولون له أن معاملته ينقصها بعض الأوراق والوثائق، مضيفا أنه أرسل إلى بغداد لجلب أوراق من دوار أمنية، كمتطلبات لإنجاز المعاملة، وحتى الآن لم تُنجز معاملته.

ويؤكد أنهم بحاجة ماسة إلى التعويض، لعله يساعدهم في مواجهة ظروف المعيشية القاسية.

من جانبها، تلوم دائرة تعويضات نينوى الدوائر المعنية الأخرى على تأخير إنجاز معاملات التعويض، مطالبة بتقليل عدد الحلقات الروتينية التي تُعرقل إتمام المعاملات.

ويؤكد مدير التعويضات في نينوى محمد عكلة، أن هناك الكثير من الروتين يواجهه مقدمو معاملات التعويض، وهو ليس في دائرة التعويضات، إنما في دوائر أخرى، مبينا أنه يتعين على طالب التعويض مراجعة أكثر من دائرة، بدءا من مركز الشرطة ومحاكم التحقيق، مرورا بدوائر أمنية عديدة في نينوى وبغداد.

ويشير إلى أن الموضوع بات متشعبا، فهناك أكثر من دائرة أمنية يجب أن تدلي برأيها في معاملة المراجع.

******************************************************

بعد انتظار 10 سنوات السماوة تتنفس الصعداء

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

افتتح صباح الأربعاء الماضي في مدينة السماوة، "مجسر الصدرين"، بعد  نحو 10 سنوات من الانتظار.

وكان المجسر قد بوشر العمل فيه عام 2013، ثم توقف في العام 2014 بسبب الأحداث الامنية وما رافقها من أزمة مالية. ومنذ ذلك الحين ينتظر أهالي السماوة إتمام بنائه، ليساهم في فك الاختناقات المرورية في مركز المدينة، حتى تم استئناف العمل فيه إبان آب العام الماضي. وحضر مراسيم افتتاح المجسر وزير الإعمار والإسكان والبلديات العامة، ومحافظ المثنى، ومديرو دوائر ومسؤولون وعدد كبير من المدعويّن.

وابتهج أهالي السماوة بافتتاح المجسر، الذي يتألف من جسرين رئيسين تتفرع منهما سبعة محاور. ويبلغ طول المجسر ككل أكثر من ثلاثة كيلومترات، ويضم شوارع خدمية وتقع أسفله مساحات

***************************************

المثنى مطالبات بإكساء  "جسر الخضر"

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من أهالي قضاء الخضر في محافظة المثنى، الجهات المعنية، بالإسراع في إدامة "جسر الخضر" وإكسائه، مشيرين إلى أن هذا الجسر حيوي ويشهد حركة مستمرة، كونه يربط بين العديد من المناطق.

وأشاروا في حديث صحفي إلى أن تأخر إدامة الجسر، تسبب في تدهور حالته، الأمر الذي يعرقل حركة المركبات التي تستخدمه، خاصة خلال فترات الأمطار.

*****************************************

البصرة حيٌّ العباسية يغص بالنفايات!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي حي العباسية في مركز مدينة البصرة، من تراكم النفايات في أزقتهم فترات طويلة، لا سيما قرب "المركز اللبناني" و"جامع سيد حامد".  وأوضحوا في مناشدة نشرتها وكالة أنباء "المربد"، أنه لا توجد في الحي أماكن مخصصة لرمي النفايات، وأن كابسات البلدية تأتيهم مرة في الأسبوع، ما يؤدي إلى امتلاء الحاويات المنزلية، وتناثر محتوياتها على  الأرض. وأكد الأهالي انهم ناشدوا المجلس البلدي معالجة هذه المشكلة عبر التواصل مع الجهات المعنية، لكن دون جدوى، مطالبين البلدية برفع النفايات بانتظام عن منطقتهم.

******************************************

سنجار  نازحون يواجهون تحديات كبيرة وسط الثلوج

سنجار – داود سليمان

منذ بداية فصل الشتاء يواجه أهالي قضاء سنجار، ومنهم القاطنون في مخيمات النزوح الجبلية في المنطقة، معاناة إنسانية شديدة وتحديات كبيرة إثر انخفاض درجات الحرارة وتساقط  الثلوج.

وتشتد المعاناة في مخيمات النازحين، ومنها "مخيم سردشت" الواقع على جبل سنجار. حيث تعيش العائلات وأطفالها منذ سنوات، واقعا قاسيا بسبب تردي البنية التحتية الأساسية وضعف الإمدادات المطلوبة للتعامل مع البرد القارس، ما يسبب أزمة إنسانية تتكرر سنويا خلال فصل الشتاء، دون أن تجد لها الجهات المعنية حلا جذريا. 

وخلال الأيام الماضية تساقطت الثلوج بكثافة على المناطق الجبلية في سنجار، الأمر الذي أدى إلى انقطاع الطرق المؤدية إلى المخيمات وعزل النازحين عن بقية المناطق. وقد تسبب سوء الأحوال الجوية في انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من القضاء، ما زاد من صعوبة الأوضاع الإنسانية. وعلى الرغم من توزيع الحكومة 100 لتر من الوقود لكل عائلة، إلا ان هذه الكمية غير كافية لتلبية احتياجات التدفئة في ظل البرد الشديد.

الوضع في سنجار اليوم يتطلب تدخلا عاجلا من الحكومة والمنظمات الإنسانية، لتوفير كميات كافية من وقود التدفئة والأغطية الشتوية والمواد الغذائية للنازحين، فضلًا عن تصليح البنية التحتية للطاقة الكهربائية، التي تضررت بفعل الأحوال الجوية السيئة.

************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، صديق الحزب الشاعر والأديب رضا حبيب، بوفاة شقيقه.

الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأسرته الكريمة وجميع معارفه.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل ومعها اللجنة المحلية للحزب في بابل، الرفيق ساجد علوان كاظم الخفاجي بوفاة والدته.

للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

***************************************************

الصفحة السادسة

3 مجازر في غزة واقتحام لسوريا وقصف على لبنان تزامنا مع احتفالات أعياد الميلاد الصهاينة يوغلون في ارتكاب الجرائم

متابعة ـ طريق الشعب

بينما يحتفل العالم بعيد الميلاد، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على غزة، الذي دخل يومه الـ 446. وقد استهدف الاحتلال خيام النازحين الفلسطينيين في خان يونس وحي الشيخ رضوان، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى. كما استمر في استهداف المستشفيات في القطاع باستخدام الروبوتات المتفجرة.

ولم تسلم أيضا بقية دول المنطقة من العدوان الهمجي، حيث عاود جيش الاحتلال مهاجمة لبنان واقتحام مدن سورية والتفكير في مهاجمة اليمن.

3 مجازر جديدة

وأعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء الماضي أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما أسفر عن استشهاد 23 شخصًا وإصابة 39 آخرين. ورفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ السابع من تشرين الأول إلى 45,361 شهيدًا و107,803 مصابين. وصعّد الاحتلال من عدوانه خلال الساعات الماضية، وحاصرت قواته المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، واستهدف المساعدات.

وتوفيت الرضيعة الفلسطينية "سيلا محمود الفصيح" بعمر أسبوعين، أمس الأربعاء متأثرة بالبرد القارس بمنطقة "مواصي خان يونس".

وهذه الرضيعة الثانية التي تتوفى جراء البرد الشديد في خيام النزوح، حيث توفيت الرضيعة "عائشة عدنان سفيان القصاص" يوم الجمعة، داخل خيمة في مواصي خان يونس.

وقال والد الرضيعة محمود الفصيح، في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم استيقظوا أمس الأربعاء فوجودا اللون الأزرق يطغى على الرضيعة "سيلا" فيما نزف الدم من فمها وأنفها.

وأضاف، إنهم توجهوا بها لعيادة تتبع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، حيث أبلغهم الأطباء هناك أن "قلب الطفلة توقف من البرد".

أعلنت القوى الوطنية في طولكرم، في بيان أمس الأربعاء، الإضراب العام حدادا على "أرواح الشهداء الذين قتلهم الاحتلال خلال اليومين الماضيين".

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" استشهاد الفتى ريان بني عودة (17 عاما)، متأثرا بإصابته الحرجة جراء استهداف الطيران المسير التابع لقوات الاحتلال مجموعة من الشبان، الثلاثاء، في بلدة طمون جنوب طوباس.

ملف المفاوضات

أصدرت حركة "حماس" أمس الأربعاء بيانا حول مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، مشيرة إلى أن إسرائيل وضعت قضايا وشروطا جديدة.

وقالت "حماس" في بيان إن "مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى تسير في الدوحة بالوساطة القطرية والمصرية بشكل جدي، وقد أبدت الحركة المسؤولية والمرونة، غير أن الاحتلال وضع قضايا وشروطا جديدة تتعلق بالانسحاب ووقف إطلاق النار والأسرى وعودة النازحين، مما أجل التوصل للاتفاق الذي كان متاحا".

ومساء الثلاثاء، أعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أن الوفد المفاوض الذي يضم مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى، عاد من قطر ليل أمس بعد أسبوع من المفاوضات المكثفة.

دعوة أممية لتقديم المساعدات

من جانبه، دعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجدداً إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال، حيث تتواتر تقارير عن استمرار الهجمات على المستشفيات هناك وفي محيطها. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن النداء الذي أطلقه المكتب، عشية عيد الميلاد، هو من أجل توفير الغذاء والمياه التي تشتد الحاجة إليهما. ولا يتوفر في مدينة غزة بشمال القطاع سوى ثلاثة أجهزة تنفس اصطناعي للأطفال الرضع الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).

وتدهور الوضع في مستشفيات كمال عدوان والعودة والمستشفى الإندونيسي في شمال قطاع غزة بشكل كبير منذ يوم الأحد الماضي.

توسيع العدوان الخارجي

وعلى صعيد توسيع عدوانه الخارجي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أول غارة جوية على محافظة البقاع شرق لبنان، ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على المنطقة بين بلدتي طليا وحزين في البقاع، وذلك للمرة الأولى منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.

فيما، يدرس جيش الاحتلال شن هجوم آخر، هو الرابع من نوعه، على الحوثيين في اليمن.

Hما في سوريا، فقد أصيب 5 مواطنين بجروح، أمس الأربعاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال قمعها تظاهرات احتجاجية في بلدتي سويسة والدواية الكبيرة في ريف القنيطرة، جنوب غربي سورية.

وذكرت شبكة "درعا 24"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة سويسة في ريف محافظة القنيطرة مستخدمة جرافتين ودبابات، وقامت بعمليات تخريب واسعة النطاق لثكنات عسكرية مهجورة في وسط البلدة ومحيطها، إضافة إلى قطع أشجار.

وأكدت الشبكة أن أعمال التخريب دفعت الأهالي إلى التجمع والاحتجاج ضد التوغل، رافعين أعلام الثورة ومنددين بالاعتداءات الإسرائيلية.

***********************************************

المؤتمر الـ 39 للشيوعي الدنماركي: خطوة نحو الوحدة والتقدم

كوبنهاغن ـ د. شابا أيوب

انعقد المؤتمر التاسع والثلاثون للحزب الشيوعي الدنماركي في العاصمة كوبنهاغن في عطلة نهاية الأسبوع 16 و17 تشرين الثاني 2024، ليكون هذا المؤتمر الأول بعد إعادة التوحيد بين الحزب الشيوعي في الدنمارك والحزب الشيوعي الدنماركي في عام 2023. وقد حضرت المؤتمر وفود من مختلف الشرائح الاجتماعية والنقابات والاتحادات، واحتشدت القاعة بالعديد من الضيوف الذين شاركوا في هذه المناسبة السياسية الهامة.

في افتتاح المؤتمر، تم تكريم الرفيقين بيتر أبراهامسن وإيريك كلاوسن اللذين توفيا هذا العام، واللذين كان لهما دور بارز في الحزب الشيوعي الدنماركي على الصعيدين السياسي والثقافي لسنوات عديدة.

شهد المؤتمر أيضًا مرحلة انتقالية هامة في القيادة، حيث تم إنهاء فترة الرئاسة المشتركة بين الرفيق هنريك ستامر هيدين والرفيقة رايكه كارلسون، ليتم انتخاب رايكه كارلسون رئيسة جديدة للحزب.

وفي تصريح لها أمام المؤتمرين، أكدت الرفيقة كارلسون أن القرار الذي تم اتخاذه العام الماضي كان خطوة صحيحة وساهم في تعزيز الأمان والانسجام داخل الحزب. وأضافت أن الحزب قد بدأ في النمو، رغم وجود العديد من المهام والمعارك التي لا يزال يجب خوضها.

وأكدت كارلسون أن الحزب سيواصل النضال من أجل الحقوق الاجتماعية، بما في ذلك زيادة الأجور للفئات الأضعف، وتقليل ساعات العمل، والدعوة إلى تحديد سن التقاعد عند 60 عامًا. كما أشارت إلى أن الحزب يعارض بشدة السياسات الرأسمالية الحالية ويدعو إلى التضامن الاجتماعي والرفاهية.

وتطرق المؤتمر أيضًا إلى دعم قضايا عالمية مثل حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وحقوق كوبا في مواجهة الحصار الأمريكي، فضلًا عن الوقوف ضد السياسات البيئية الضارة.

وفي إطار تنظيم المؤتمر، تم انتخاب القيادة الوطنية الجديدة التي تضم 16 رفيقًا، منهم رايكه كارلسون كرئيس، وهانز نيلسن أمينًا للصندوق، وجيتي تومسن أمينًا للسر. وقد تم الإشادة بجهود هنريك ستامر هيدين الذي لعب دورًا محوريًا في استعادة وحدة الحزب بعد سنوات من الانقسام.

وقد وصل إلى المؤتمر العديد من التحيات من أحزاب شيوعية في مختلف أنحاء العالم، من بينها الحزب الشيوعي العراقي.

***************************************************

صراع الجنرالات يشتد في السودان

الخرطوم ـ وكالات

شهد السودان أمس الأربعاء مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة في مدن العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، وسط استخدام كبير للطيران المسير من قبل الطرفين.

وشهدت مدينة بحري شمال الخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وشن الجيش هجوما مكثفا ومتواصلا على قوات الدعم السريع بضاحية شمبات وسط بحري.

وقال مصدر عسكري ميداني في حديث صحفي إن الجيش تمكن من التوغل في مناطق ببحري مثل ضاحيتي شمبات والعزبة، وأشار المصدر إلى تراجع قوات الدعم السريع إلى ضاحيتي حلة حمد والشعبية.

ويسعى الجيش السوداني للتوغل الكامل بمدينة بحري المحاذية لقيادة الجيش في الخرطوم التي تحاصر من قبل قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.

في الأثناء، قال مصدر عسكري إن قوات الدعم السريع شنت هجوما بسرب من المسيرات الانتحارية على قاعدة الجيش بمنطقة المعاقيل بشندي شمالي البلاد.

وأوضح المصدر أن دفاعات الجيش الجوية تمكنت من صدّ جزء من المسيرات الانتحارية، كاشفا عن إصابة مسيرة انتحارية لأهداف بقاعدة المعاقيل العملياتية، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الجيش.

وتبعد قاعدة المعاقيل 150 كيلومترا عن مدينة الخرطوم، ويتخذها الجيش معقلا لجنوده وتضم آلافا من المقاتلين الحربيين.

*********************************************

بين تركيا وسوريا قبرص واليونان ترفضان الاتفاق البحري المقترح

أثينا ـ وكالات

أعلنت اليونان وقبرص في بيانين منفصلين أن الاتفاق المحتمل بين تركيا وسوريا لترسيم حدود مناطقهما الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط، سيكون غير قانوني وينتهك حقوق قبرص السيادية.

وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس لوكالة الأنباء القبرصية CNA: "إن أي نية لإبرام اتفاق بين تركيا وسوريا كدولتين ذواتي سواحل متاخمة يجب أن تستند إلى القانون الدولي، ولا سيما القانون الدولي البحري الوارد في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار UNCLOS، ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار حقوق جمهورية قبرص في المنطقة".

وشدد على أن نيقوسيا "تراقب تطور الأحداث عن كثب وتقيم الوضع بشكل مستمر، منذ اللحظة الأولى، مؤكدا أن "أي محاولة للطعن أو التأثير على أو إهمال الحقوق السيادية لقبرص تشكل انتهاكا للقانون الدولي، وستتخذ قبرص جميع الإجراءات الممكنة على الصعيدين الدولي والأوروبي".

وأشار ليتيمبيوتيس أن رئيس قبرص نيكوس كريستودوليديس، بالتنسيق مع رئيس وزراء اليونان، قد أطلع قادة الاتحاد الأوروبي على التحركات المحتملة لتركيا، وحصلا على الدعم الأوروبي.

وفي ذات السياق وصفت مصادر في وزارة الدفاع الوطني اليونانية احتمال إبرام اتفاق بين تركيا وسوريا بأنه "خطوة غير ودية" من شأنها أن تؤثر على العلاقات اليونانية التركية.

**********************************************

منظمات حقوق الإنسان تعرب عن مخاوفها النازيون الجدد في الأرجنتين يستخدمون الجيش لقمع الاحتجاجات

رشيد غويلب

في منتصف كانون الثاني الحالي، أصدر الرئيس الأرجنتيني النازي الجديد خافيير ميلي مرسوما عدل بموجبه قانون الأمن الداخلي، وبموجب التعديل يمكن للحكومة استخدام الجيش ضد الحركات الاحتجاجية المستمرة في البلاد في حالة وجود "أخطار داخلية". ويعود القانون المعدل إلى عام 1988.

وألغى المرسوم الرئاسي الجديد، مرسوما أصدره الرئيس اليساري نيستور كيرشنر في عام 2006، حصر فيه مهام الجيش بالدفاع عن البلاد ومواجهة الأخطار الخارجية.

حجج غامضة

وتقول الحكومة، ينبغي أن تكون وزارة الأمن قادرة على استخدام الجيش إذا لزم الأمر لحماية "المنشآت الاستراتيجية" والمناطق الأمنية، بما في ذلك المناطق الحدودية. ويتم تبرير هذه الخطوة بالإشارة إلى التهديدات المحتملة من الإرهاب أو الجريمة المنظمة. ويظل التعريف الدقيق لهذه المنشآت غامضًا للغاية، ومن المحتمل أن يشمل مدينة بأكملها.

وبعد فترة وجيزة صدر مرسوم ثان ينص على السماح للجيش بإجراء اعتقالات إذا لزم الأمر. وأثار هذا النص وما سبقه، قلقاً كبيراً لدى منظمات حقوق الإنسان.

ويخشى المعترضون أن تهدف هذه الإجراءات إلى تسهيل وصول وزارة الأمن إلى القوات العسكرية. ومنذ الآن سيكون تدخلها في حالة الطوارئ، ممكنا، ولا يحتاج الأمر سوى إعلان حالة الطوارئ وتشكيل لجنة طوارئ.

في بداية عهد الحكومة الحالية جرت محاولة لتعديل قانون الأمن الداخلي بما يتناسب مع توجهاتها لفرض الاستبداد. لكن هذه المحاولات توقفت بعد مشاورات مع المعارضة اليمينية التقليدية، كما فشلت محاولة أخرى لإصدار قانون منفصل بهذا الشأن.

وكان هناك مرسوم مماثل صدر في عام 2018 في عهد حكومة الرئيس اليميني المحافظ موريسيو ماكري، تمت معارضته من قوات الأمن والجيش ولم يتم تنفيذه حينها.

عقيدة الأمن القومي الأمريكية

بعد نهاية الدكتاتورية (1976-1983)، فرضت قيود على استخدام الجيش في الصراعات الداخلية، لتجنب الانتهاكات التي حدثت في السبعينيات في ظل الحرب الباردة وعقيدة الأمن القومي. التي عكست إملاءات الولايات المتحدة الأمريكية، وأعطت القوات المسلحة لدول أمريكا اللاتينية دورًا أساسيا في قمع الاضطرابات السياسية والاجتماعية الداخلية بدلاً من الحماية من الأعداء الخارجيين. ويشير المرسوم الذي أصدره الرئيس ألفونسين عام 1983 والذي أمر بتقديم أعضاء المجلس العسكري إلى العدالة صراحةً إلى هذه العقيدة.

وبالإضافة إلى الانتقادات والمخاوف من جانب منظمات حقوق الإنسان، هناك أيضًا تحفظات من قبل قوات الجيش والشرطة، حيث يزعمون أن أفرادهم لا يحصلون على التدريب المناسب ولا الأموال اللازمة.

والآثار القانونية تثير القلق أيضًا، نظرًا لوجود العديد من العسكريين الذين ما زالوا يقضون عقوبات حتى اليوم بسبب مشاركتهم في انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الدكتاتورية. المرسومان لا يغطيان تنظيم مسؤوليات وصلاحيات الأفراد العسكريين، مما يخلق منطقة رمادية خطيرة للغاية.

إن الخوف من وقوع جرائم جديدة على يد الجيش له ما يبرره. في الأيام الأخيرة، قُتل مواطن بالرصاص وأصيب 50 آخرون على الحدود مع بوليفيا أثناء قمع الاحتجاجات التي قام بها صغار تجار الحدود. وقد صورتها الحكومة على أنها معركة ضد تهريب المخدرات، لكن ما تم تداوله كان أوراق الكوكا والملابس.

منظمة العفو الدولية

سلطت منظمة العفو الدولية الضوء في تقرير لها صدر مؤخراً على العنف المفرط الذي اعتمدته الحكومة ضد الاحتجاجات الاجتماعية. في عام واحد، أصيب قرابة 1150 مواطن وتم اعتقال الكثيرين خلال 15 تظاهرة. ووجهت اتهامات مبالغ فيها، مثل الإرهاب أو محاولة الانقلاب، إلى 73منهم.  وتم إسقاط التهم فيما بعد، لكن بعض المتهمين قضوا فترات طويلة في المعتقل.

وينتقد التقرير استخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بشكل عدواني أيضا ضد المتظاهرين السلميين، بما في ذلك فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات. ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، أصبح استخدام العنف المفرط من قبل الشرطة وتجريم الاحتجاج الاجتماعي أسلوب الحكومة المفضل.

**********************************************

الصفحة السابعة

الاتحادات والنقابات العمالية: حملة توعية حول الضمان الاجتماعي للعمال

بغداد – نورس حسن

تستعد الاتحادات والنقابات العمالية، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل، لإطلاق حملة توعية في كانون الثاني المقبل، تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية شمول العمال بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي رقم 18 لسنة 2023. وتأتي هذه الحملة في ظل مواجهة شريحة كبيرة من عمال المهن الحرة مشاكل تعيق شمولهم بالقانون الجديد.

معاناة العمال

في هذا السياق، يقول هشام محمود، عامل في إحدى شركات القطاع الخاص، إن أغلب زملائه غير مشمولين بالضمان الاجتماعي على الرغم من دخول القانون حيز التنفيذ. ويضيف في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن صاحب الشركة يتهرب من تسجيل العمال في الضمان لتجنب دفع المستحقات المالية المفروضة عليه بموجب القانون.

وأشار هشام إلى أن استقطاعات الشمول المفروضة على العمال مرتفعة مقارنة بأجورهم البسيطة، مما يثقل على كاهلهم، فيما يزيد غياب التزام أرباب العمل بالحد الأدنى للأجور من تعقيد المشكلة، حيث يعجز العديد من العمال عن سداد مستحقات الضمان الشهرية، وبالتالي يفضلون تجنب الشمول.

إطلاق الحملة رسميًا

من جانبه، أعلن عدنان الصفار، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، أن الاتحاد أطلق حملة لدعم إنفاذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي رقم 18 لسنة 2023. وأوضح الصفار، خلال اجتماع موسع عُقد يوم السبت 14 كانون الأول 2024 في مقر الاتحاد ببغداد، بحضور قيادات وكوادر نقابية من العاصمة والمحافظات، أن المشاركين شددوا على أهمية بدء الحملة في كانون الثاني 2025 للمساهمة في الدفاع عن حقوق العمال ومصالحهم وفق التشريعات الوطنية. وأشار الصفار إلى أن الحملة الوطنية التي أُطلقت في 5 تشرين الثاني 2024 بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ووزارة العمل، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وبرنامج الحماية الاجتماعية المشترك مع اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي، تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الضمان الاجتماعي كحق أساسي يضمن حياة كريمة للمشمولين به.

دور الاتحاد في التوعية

وعن دور اتحاد نقابات عمال العراق، أوضح الصفار أن الحملة تشمل توزيع مواد توعوية، مثل قوانين العمل والتقاعد والضمان الاجتماعي، إلى جانب منشورات وملصقات وزيارات ميدانية لتوضيح أهداف القانون وحث العمال على التسجيل في النظام الذي تعتمده وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

ميزات القانون الجديد

بدوره، أكد كريم لفتة سندال، رئيس اتحاد نقابات العمال في جمهورية العراق، أن القانون الجديد يوفر حقوقاً مهمة، أبرزها الضمان الاجتماعي الاختياري الذي يتيح لأي شخص ضمان نفسه حتى دون وجود صاحب عمل. وأضاف أن القانون يسمح بشراء الخدمة لمدة تصل إلى خمس سنوات، مما يعزز حقوق العمال التقاعدية. وأشار سندال إلى أن القانون يفرض نسبًا محددة لتكاليف الشمول بالضمان الاجتماعي، يتحمل العامل منها نسبة أقل، مقارنة بصاحب العمل، لكن العامل يدفع النسبة الكاملة عند شراء الخدمة. وأضاف بأن القانون، رغم مزاياه، يشكل تحديًا للعمال ذوي الأجور البسيطة بسبب ارتفاع تكاليف الاشتراك الشهرية مقارنة بدخلهم.

معالجة فجوات القطاع غير المنظم

من جهته، أوضح حسن الشمري، رئيس الاتحاد الوطني العام لنقابات العمال، أن القانون يعالج الفجوة بين القطاعين المنظم وغير المنظم. وذكر أن الضمان الاختياري يتيح للعاملين في القطاع غير المنظم، مثل الباعة المتجولين وسائقي سيارات الأجرة وأصحاب الأكشاك وربات البيوت، الاستفادة من نظام التقاعد.

وأشار الشمري إلى أن القانون يقدم ميزة شمول أصحاب العمل وأسرهم ضمن نظام الضمان الاجتماعي، وهو تطور نوعي مقارنة بالقوانين السابقة.

هذا، ويّعد قانون التقاعد والضمان الاجتماعي رقم 18 لسنة 2023 بحسب الشمري "نقلة نوعية في تعزيز العدالة الاجتماعية وتنظيم حقوق العمال، مع ضمان الاستقرار الاقتصادي وتحقيق المساواة بين العاملين في مختلف القطاعات".

*************************************************

تضامن عمالي

متابعة: طريق الشعب

المغرب: أدانت القوى السياسية والمنتديات الاجتماعية في المغرب بشدة القمع الذي تعرض له العمال الزراعيون المطالبون بحقوقهم المشروعة، وكذلك التضييق الذي مورس ضد الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وطالبت باطلاق الحريات وخاصة حرية التعبير والعمل النقابي في البلاد.

إيطاليا: دعت نقابات عمالية عديدة للتصدي بكل الأشكال النضالية الممكنة للقانون الخاص بالأحكام المتعلقة بالأمن العام وغيرها والذي أقره البرلمان، لقمع الاحتجاجات الشعبية في الشوارع والميادين، ضد السياسات اليمينية والفاشية التي تنتهجها حكومة ميلوني اليمينية المتطرفة. وأكدت النقابات على أن يشمل هذا التصدي الاعتصامات العمالية والطلابية وإشراك المدافعين عن البيئة وحقوق الانسان فيها، والمطالبة بمحاسبة أفراد الشرطة الذين يخرقون القانون في تعاملهم مع المحتجين، فيما دعت لرفع صوت التضامن الأممي معها في نضالها.

تونس: طالب العديد من العمال النقابيين والقانونيين والناشطين المدنيين بالإفراج فوراً عن عاملات وعمال منطقة ريتون والكاتب العام للنقابة فيها، والذين تم اعتقالهم بسبب إعلانهم الإضراب عن العمل دفاعاً عن حقوقهم المشروعة كالحصول على الحماية الصحية والمعاملة اللائقة والأجور العادلة المكافئة للجهد المبذول، ودعوا السلطات للكف عن الإنبطاح أمام الشركات الإستثمارية والتهاون مع حقوق شغيلة البلاد.

السويد: يواصل عمال المعادن السويديون العاملون في مصنع سيارات تيسلا الكهربائية، إضرابهم لليوم 410 على التوالي مطالبين بظروف عمل أفضل وأجور أعلى والتعيين في عقود عمل جماعية تضامنية، تقلل من إمكانية الشركة استغلالهم في عقود فردية. ويعرب العمال عن غضبهم الشديد من إهمال إدارة الشركة لهم وعدم استجابتها ليس لمطالبهم فحسب، بل وأيضاً عدم مفاوضتهم عليها، في وقت لا تفعل الدولة، التي يتحكم اليمين واليمين المتطرف بحكومتها، شيئاً لدعمهم.

************************************************

ما بين السماوة وميسان  شباب يمضون أعمارهم في الأفران

بغداد – طريق الشعب

يعاني الشباب في المحافظات العراقية من قلة فرص العمل، مما دفع العديد منهم إلى الهجرة الداخلية نحو محافظات أخرى للعمل في مجالات شاقة وبأجور زهيدة.

يقول سعد كريم، شاب من محافظة السماوة، إنه اضطر للعمل في أحد أفران صناعة الصمون بمحافظة ميسان منذ سبع سنوات، على الرغم من المسافة الطويلة بين مكان عمله وإقامته والأجور القليلة التي يتقاضاها، وذلك لأنه لم يجد بديلًا آخر لتأمين قوت يومه.

وأوضح سعد خلال حديث له مع "طريق الشعب" أن "أغلب الشباب في المحافظات يعملون كعمال بناء أو في أفران الصمون والمطاعم في محافظات غير محافظاتهم الأصلية، نتيجة قلة الفرص المتاحة محليًا". وأشار إلى أن "الجهات الحكومية تتحمل مسؤولية هذا الواقع من خلال تهميش القطاع الصناعي وعدم استغلال الطاقات الشبابية في الإنتاج ودعم الاقتصاد الوطني".  وأضاف أن ضعف مشاريع تمكين الشباب وقلة برامج تشغيل العاطلين عن العمل تزيد من معاناة هذه الفئة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع.

******************************************

الطلب يتراجع  عدم توفر الطاقة الكهربائية يزيد من معاناة الحدادين

بغداد – طريق الشعب

يعاني عمال الحدادة  من تحديات متزايدة تتعلق بمنافسة البضائع المستوردة وضعف الدعم الحكومي، إلى جانب الأعباء المالية الناتجة عن الاعتماد على مولدات كهربائية خاصة بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي الوطني.

تراجع المهنة بعد عام 2003

يقول إبراهيم أبو سرمد، صاحب ورشة حدادة في بغداد، لـ"طريق الشعب" إن مهنة الحدادة كانت في وضع أفضل قبل عام 2003، حين كان الاستيراد محدوداً، وكان الإعتماد على الأيادي المحلية فقط. وأوضح أن القطاعات الحكومية، مثل وزارة التربية، كانت تطلب تجهيز المدارس بمقاعد للتلاميذ من إنتاج الحدادين المحليين.

واستدرك قائلاً "أما اليوم، فإن العمل بات محدودًا بتلبية احتياجات المواطنين فقط، حيث أصبحت المؤسسات الحكومية تعتمد بشكل كبير على المنتجات المستوردة، بما في ذلك النوافذ والأبواب الحديدية التي يمكن تصنيعها محليًا بجودة أعلى".

أعباء الكهرباء وارتفاع التكاليف

من جهته، أشار المواطن هادي عبد الله إلى أن قلة تجهيز الكهرباء الوطنية، لمدة لا تتجاوز ساعتين في اليوم، أجبرت الحدادين على استخدام مولدات خاصة لورشهم، مما أدى إلى تحملهم تكاليف إضافية. وأكد أن "الحدادة مهنة تراثية في العراق، لكنها تواجه إهمالًا حكوميًا وغزوًا للمواد المستوردة التي يمكن تصنيعها محليًا، مثل المطارق والفؤوس".

انتاجنا أجود من المستورد

بدوره، شدد الحداد أحمد عادل على أن المنتجات المحلية تتميز بالجودة والمتانة مقارنة بالبضائع المستوردة التي تُطرح في الأسواق بأسعار زهيدة رغم رداءة نوعيتها. وأوضح أن الطلب على المنتجات المحلية تراجع بشكل كبير، مشيرًا إلى أن الفلاحين كانوا يعتمدون أساساً على الحدادين لصناعة أدواتهم مثل المناجل والمغارف، إلا أن ذلك الطلب انخفض مع تراجع الدعم الحكومي للحدادة والزراعة معاً. من جانبه، دعا الحداد محمد الجواري الحكومة إلى دعم قطاع الحدادة من خلال فرض رقابة صارمة على المنافذ الحدودية والحد من الاعتماد على المستوردات التي يمكن تصنيعها محليًا. كما طالب بتوفير الكهرباء لورش الحدادة عبر مولدات بأسعار مدعومة. وأكد أن "الحدادة مهنة متوارثة، لكن الإهمال الحكومي دفع الكثير من الحدادين إلى إغلاق ورشهم وتسريح العاملين والبحث عن وظائف حكومية أو العمل في مهن أخرى".

تراجع سوق الحدادين التاريخي

وأضاف الجواري، أن سوق الحدادين في بغداد كان من الأسواق الشهيرة التي تضج بأصوات المطارق، لكنه اليوم يعاني من الإغلاق التدريجي لمحلاته بسبب شح العمل وارتفاع التكاليف المالية، مثل توفير الكهرباء، أجور العمال، الضرائب، تكاليف الوقود، وإيجارات الورش.

معاناة الحدادة كإحدى المهن التراثية

وأشار الجواري إلى أن الحدادة، كغيرها من المهن التراثية، تعرضت للتهميش نتيجة قلة الدعم الحكومي. وأضاف أن أغلب الحدادين غير مشمولين بنظام الضمان الاجتماعي للعمال، مما زاد من معاناتهم المادية، خاصة أن معظمهم لا يتقنون مهناً أخرى غير الحدادة التي توارثوها عن آبائهم.

الدافع والمدفوع *

من عينيه تطل نظرات حادة ذكية، وعلى وجهه الساخر ابتسامة غامضة، تغطي حنكه لحية صغيرة سوداء، تتصل بالصدغين بخيط رفيع من الشعر، يرتدي الكوفية والعقال الرفيع، وعلى كتفيه عباءة صفراء بالية، وفي قدميه حذاء متهرىء. ذلك هو الفلاح المناضل (فعل) الذي تقدم واخوة له في عام 1946 بطلب إلى وزارة الداخلية لإجازة جمعية فلاحية باسم (جمعية أصدقاء الفلاح) وأرفق الطلب بالمنهاج والنظام الداخلي. بعد مراجعات ومماطلات طويلة تقرر ان يُسمح له بمقابلة مسؤول كبير، في ديوان الوزارة.

تفحصه المسؤول من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، وهو يشك في ان يكون هذا الفلاح، زري الهيئة، وراء الطلب ناهيك عن أن يكون بوسعه ان يحّدث المسؤولين. نظر أمامه على المنضدة وفتح (الفايل) الذي يحمل معاملة الإجازة، ثم رفع رأسه وقال:

-  هل انت ممن تقدموا بالطلب؟

- أجل!

وحاول المسؤول ان يسبر غوره فباغته بالسؤال:

- من دفعك لذلك؟

-  آه ! بسم الله الرحمن الرحيم

والتفت بحدة إلى ورائه، قائلا

- ها انت ترى أنه ما من احد ورائي ليدفعني! انا جئت بنفسي

وابتسم المسؤول الرسمي الكبير قائلا:

- اقصد الشيوعيين...

-  شيوعيون؟ ولكن أي أناس هؤلاء؟ هل هم يدعون إلى القضاء على الاقطاع ومظالمه؟ وإلى توزيع الاراضي على الفلاحين بدون بدل؟ وإلى تزويدهم بالبذور والقروض والسماد والمكائن الزراعية؟

- أجل على هذا النحو يتحدثون..

- وهل يطالبون بتزويد القرى بالكهرباء والماء النقي وبتعبيد الطرق الريفية وإنشاء شبكات الري والمبازل؟

- أجل!

- هل يدعون إلى تشكيل الجمعيات الفلاحية التي تدافع عن حقوق الفلاحين وتعزز التعاون والاخوة بينهم؟

هّز المسؤول رأسه موافقا.

- وهل يدافعون عن الفقراء والمظلومين ؟

قال المسؤول: هكذا يقولون..

وهنا تقدم (فعل)، إلى الأمام، مادا يده يناشد المسؤول بلهجة ضارعة، ماكرة:

- ناشدتك الله ياسيدي، وين صايرة ديرتهم؟

ولم يتمالك السيد نفسه من الضحك من سرعة بديهة هذا الفلاح الثوري. وطلب منه الجلوس، وحاول اختباره ثانية:

- والآن اشرح لنا أهداف الجمعية.

- ولكني شرحتها لك قبل قليل؟

وصمت المسؤول وقد أسقط في يده مرة أخرى. واختتم الفلاح  (فعل) المحاورة قائلاً:

- لقد بسّطت نضال الشعب بالدافع والمدفوع، لكنك يا صاحب السعادة لا بد أن تتأكد من أنه ليس هناك من قوة بمستطاعها أن تنجح في دفع الفلاحين وسائر الكادحين خلافاً لقناعتهم وأمانيهم. وحتى إذا ما أفلحت في ذلك لفترة، فان الجهة الوحيدة التي بمقدورها كسب ثقة الفلاحين دائماً وجعلهم يتقبلون توجيهاتها وقيادتها لا (دفعها) هي تلك التي تنطبق أهدافها مع مصالح وأهداف الشغيلة، وترتبط معهم برابط النضال والتضحية. ان الذي يدفعنا للنضال هو الظلم والاستغلال والحرمان.

كان المسؤول ميالا إلى منح الإجازة، إلا أن ضغطاً من الرجعية والاقطاع حال دون ذلك، ثم جرفت الأحداث السياسية التالية المسؤول والوزارة برمتها. وماتت المعاملة خنقا في ملفات مكاتب الوزارة. ولكن (فعل) كان قد تحول إلى ظاهرة ثورية عميقة في حياة الفلاحين والمعدمين في الريف.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* من كتاب (سور سليمان: حكايات نضال عمال العراق 1918-1961) للفقيد عبد السلام الناصري، الذي صدرت اخيراً مذكراته تحت عنوان (صدى السنين الحاكي)

 عن دار سطور للنشر في بغداد .

 

 

الصفحة الثامنة

انتفاضة مدينة الحي في كانون الأول عام ١٩٥٦

بشار قفطان

لقد تميز نضال الشيوعيين العراقيين منذ يوم الاعلان عن تأسيس حزبنا الشيوعي العراقي في الحادي والثلاثين من آذار عام ١٩٣٤ وحتى يومنا هذا في خوض نضال دؤوب متعدد الجوانب الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية منسجما مع شعاره العتيد وطن حر وشعب سعيد، والقول المأثور للقائد الشيوعي الشهيد فهد يوسف سلمان يوسف (كنت وطنيا قبل أن أكون شيوعيا ولما صرت شيوعيا أصبحت أكثر وطنية). إن نضال الشيوعيين العراقيين جاء معبرا عن مصالح الشعب الوطنية والسياسية من خلال برامجه التي يصوغها في مؤتمراته الوطنية.

واليوم نحن نعيش الاحتفالات بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي ونحن نستذكر انتفاضة مدينة الحي الباسلة في ذكراها الثامنة والستين في كانون الأول عام ١٩٥٦ واستشهاد الأبطال كاظم الصائغ ورگية شويلية وحميد فرحان الهنون وعدد من الجرحى وإعدام قادتها الأبطال الشهيدين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس فجر يوم العاشر من كانون الثاني عام 1957. وكانت ثاني عملية تنفيذ احكام الإعدام بحق الشيوعيين بعد إعدام قادة الحزب يوسف سلمان يوسف ومحمد زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي في أواسط شباط من عام 1949.

تلك الانتفاضة التي لقنت سلطة النظام الملكي شبه الإقطاعي درسا بليغا  في بطولة أبنائها في صد العدوان الغاشم  على المدينة  في كانون الأول من عام 1956 الذي خططت له تلك السلطة التي توهمت  في كسر عزيمة أبناء المدينة الذين سببوا صداعا مستديما لها بسبب النضالات الجماهيرية  المستمرة التي كان يمارسها أبناء المدينة منذ بداية تشكيل أول خلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحي مطلع عام ١٩٤٧وتوسع قاعدة التنظيم في المدينة بسبب نشر الوعي الوطني والتفاف جماهير واسعة من الطلبة والشباب حول من بدأ بتنظيم أول خلية، التظاهرات المطلبية السلمية والاضرابات الطلابية هي السلاح الفعال ضد السلطة القائمة.

إنهم كانوا سباقين في التضامن مع نضالات الشعب الوطنية والمطلبية في سائر المدن ودعم حركات التحرر الوطني العربية والاقليمية والدولية.

ان ما كان يعانيه الوطن والشعب من سياسات نظام الحكام القائم آنذاك التي ربطت مصالح العراق الاقتصادية والسياسية مع سياسات ومصالح النظم الاستعمارية وخصوصا البريطانية في تقييد البلاد بالمعاهدات الاسترقاقية والاحلاف العدوانية ونهب الثروات الطبيعية، ومصادرة الحريات مما جعل الحزب الشيوعي يتصدر النضال الوطني بكل أشكاله مع القوى الوطنية الأخرى ضد هذه السياسة.  وكانت للحزب بفعل نشاط كوادره القدرة على تحريك معظم شرائح المجتمع العراقي مما جعل الشعب في حالة غليان مستمر ضد سلطة النظام المدعوم من قبل الأنظمة الاستعمارية وعجل في قيام جبهة الاتحاد الوطني مطلع آذار عام ١٩٥٧ وهي من نتاج تلك النضالات وتضحيات أبناء الشعب العراقي في انتفاضاته، وخصوصا انتفاضة ابناء مدينة الحي في كانون الاول عام ١٩٥٦

إن الدماء التي أريقت في مدينة الحي في كانون الأول من عام 1956 وبقية المدن العراقية لم تذهب سدى عندما اكتحلت العيون بانتصار ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958.

عاشت الذكرى التسعون لتأسيس حزب الكادحين الحزب الشيوعي العراقي.

التحية لانتفاضة مدينة الحي في ذكراها الثامنة والستين.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة مدينة الحي المجيدة وسائر شهداء الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية في ذكراهم العطرة.

*********************************************

الطلاق العاطفي

صلاح وهابي

هذا الموضوع يعتبر من المواضيع المهمة والخطيرة باتساع مساحته، المؤثر على أهم خلية مجتمعية تمثل حاضر ومستقبل البلد ألا وهي العائلة.

لتشهد الفترة الحالية ارتفاعا في نسبة الطلاق القانوني، مستندا على قاعدة الطلاق العاطفي وممهدا له.

هناك دراسات أكاديمية مهمة رغم قلتها بقيت سجينة الرفوف، والبعض لم يلامس الواقع لدراسة هذه الظاهر التي بدأت تتسرطن وتنتشر داخل مجتمعنا بعيدا عن ملامسة أرض الواقع لعلاجها.

اهم عوامل انتشار هذه الظاهرة المرضية، العيش داخل مجتمع يفتقد لطبيعة العيش السليم، المنتج بنظام سياسي مختل ميزان العدل الاجتماعي الاقتصادي فيه بين العوائل العراقية، اعتمادا على اقتصاد ريعي استهلاكي تحاصصي طائفي، إثني، بعيدا عن التكامل الاقتصادي، منتج لزبائنية نهابة لموارد ومخرجات البلد، منتج لأمراض اجتماعية، اقتصادية، نفسية.

مجمل هذه السياسة تنعكس داخل العائلة العراقية سلبا مما تخلق ثنائية مضادة، تنسل داخل العلاقات الزوجية العاطفية لتصاب بالترهل، للوصول للطلاق العاطفي رغم العيش تحت سقف واحد، وكلما تقادم الزمن تكشف الواحد للآخر فالمخفي يطفو على سطح الأحداث، فتتفاقم المشاكل لتخبو بريق العاطفة داخل صراع الثنائية. سواء كان الزواج عن حب او الزواج التقليدي (الخطبة) مع فارق هامشي، لتُثلج العواطف الإنسانية الدافئة وترحل داخل مجمدات ثلاجات البيوت، ودخولها من الباب لتخرج من الشباك، لتتحول البيوت إلى مطاعم وفنادق مغلقة الأبواب، يعم البيوت صمت القبور، يعيشون غربة البيوت مع الآخر. وبقاء هذه الزيجات المريضة المشوهة، بعيدا عن مجالس الحوار الجدي والمخلص، لإيجاد حلول وصيغ فردانية بالبحث عن الأسباب الحقيقة، لعلاج هذا المرض الخطير الذي يؤثر سلبا على صحة ونفسية الزوجة والزوج والأطفال ومنتجهم وبناء المجتمع ومستقبله، بخلق أجواء مكهربة حارقة للجميع، للوصول للطلاق القانوني وهو الأخطر.

وقد تتقبل صراع الثنائية المشوهة للبقاء داخل هذه السقوف الخاوية بنسبيتها، بتقبل الخسارات مرغما، لبقاء السقوف متصدعة دون سقوطها على الجميع.

والغالبية تتقبل هذه الخسارات خوفا من العقل الجمعي، بكشف ما يعلو الرؤوس وداخل البقج المعقودة، لضعف الفردانية واتخاذ القرارات الصعبة الشجاعة.

بالإضافة إلى الأهمية التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية المرتبطة بطبيعة العيش وأثرها السياسي على ظاهرة الطلاق العاطفي، لا تنفرد لوحدها رغم أهميتها الموضوعية بإنتاج هذه الظاهرة السرطانية، يمكن إجمال العوامل المساعدة:

١- اختلاف السن.

٢- اختلاف الدين، الطائفة، القومية، السياسة.

٣- اختلاف البيئات: العادات، التقاليد.

٤-اختلاف الإدراك بأهمية وقدسية العلاقات الزوجية.

٥- اختلاف المستويات الاقتصادية، الثقافية.

٦- الأمراض النفسية والاخلاقية والاجتماعية.

٧-علو سقف المطالب.

٨-اختلاف مستويات الجمال.

٩- التعجل بالاختيار.

١٠- ضغط الحياة العامة، المهنة.

١١-العجز او المرض او العوق.

١٢- تحول المجتمع استهلاكيا، بكثرة وتنوع الحاجات.

١٣- ضعف النضوج العاطفي. 

١٤- رتابة الحياة وعدم التغيير.

وعلاج هذه الظاهرة المرضية الواسعة، رغم درجة نسبيتها، يتم علاج مسبباتها، وفي مقدمتها عاملها الموضوعي المرتبطة بطبيعة العيش الرديء بتحقيق العدالة الاجتماعية بسلام أهلي. ودور ذوي العلاقة بالمراجعة المستمرة للارتفاع لمستوى المسئولية التربوية والاخلاقية، لعلاج هذا المرض الخطير، الذي لا تدركه كثيرا من العوائل للف حول الذات المريضة دون اهتمام مؤسسات الدولة بإقامة ميزان العدالة الاجتماعية بين الجميع؟

***********************************************

وجهة نظر.ز ما المطلوب من قوى اليسار في الظرف الراهن؟

طارق العبودي

يتردد وباستمرار من قبل الوطنيين ودعاة السلام والتقدم في العالم وفي المنطقة ضرورة تحالف قوى اليسار لمجابهة منظومة الفساد وقوى الشر والظلم في العالم وفي المنطقة.

وهذا شعار ومطلب ضروري تتطلبه ظروف المرحلة السياسية والاقتصادية والأمنية الحرجة في العالم وفي المنطقة وفي بلدنا لكنه وللأسف لم يترجم وبإصرار وبقناعة إلى واقع ملموس على الأرض بل نراه هدفا ووسيلة للدعاية والمزايدة من قبل البعض المحسوبين على قوى اليسار بسبب التأثر بالإعلام والدعاية والضغوطات الغربية عليهم.

ومن المعروف بأن اي تحالف او حوار بين قوى مختلفة ولديها قناعات سياسية وفكرية متباينة يتطلب تنازلات ومساومات من قبل الجميع بعيدا عن التزمت والإصرار مع الحفاظ على الثوابت المبدئية والوطنية لكل طرف والأخذ بنظر الاعتبار التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في المجتمع وهذا مالا يحدث للأسف أثناء اللقاء من أغلب القوى المحسوبة على اليسار وعلى قوى التقدم  في جميع الدول مما أدى إلى انحسار اليسار في بلدنا وفي المنطقة، بسبب حب الأغلبية للزعامة وايمانهم بامتلاك الحقيقة دون الاخر، ونبش مأسي وويلات واخفاقات الماضي التي لحقت بحركة اليسار عموما في بلدنا وفي العالم  وتحميل الفشل الكل للآخر اثناء اللقاء والحوار.

الوطن ومصائبه وماسيه وويلاته والشعب وآلامه وعذاباته غائبة أثناء حوار الفرقاء، وهذا ما يؤلم الأحرار والمخلصين لهذا الوطن المنهوب مع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف المعقدة والصعبة في البلد وفي المنطقة التي يعمل بها اليسار. البلد الذي فيه مجموعة قوى سياسية وأحزاب تمثل مصالح طبقاتها لا يمكن حكمه وإدارته من قبل حزب واحد وأمامنا تجارب دول عديدة فشلت في هذا الأسلوب لأنه في أغلب الأحيان يؤدي إلى التفرد والاستحواذ والهيمنة من قبل حزب واحد وإلى الصراع والقتال كما حدث في بلدان عديدة ومنها بلدنا من خلال حكم حزب البعث الصدامي وتفرده في السلطة والغائه للقوى الوطنية الأخرى وممارسته أقسى انواع الاضطهاد والتعسف والسجون والاعدامات بحقها.

***********************************************

فعاليات

الشيوعيون يهنؤون بأعياد الميلاد

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي "كنيسة سلطانة الوردية مريم العذراء" في منطقة الكرادة، لتقديم التهاني في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة.  واستقبل القس ابونا خوسية مانوئيل، الوفد بترحاب. وتلقى منه التهاني في المناسبة مع باقة ورد، وتحيات من قيادة الحزب ورفاقه.  وتمنى الوفد للقس وجميع أبناء المكون المسيحي، العيش الكريم في ظل عراق آمن مستقر.  بينما أعرب القس من جانبه عن جزيل شكره على الزيارة، مشددا على أهمية وحدة التلاحم الوطني وبناء عراق يرفل بالأمن والسلام. ضم الوفد كلا من الرفيق فاضل الموسوي والرفيقتين خيال الجواهري ونهاوند جليل.

**********************************************

شيوعيو الحي يستقبلون الأديب حميد محيبس

الحي - طريق الشعب

بعد غياب طويل عن مسقط رأسه قضاء الحي، زار القاص والروائي حميد محيبس، أخيرا، أهله وأصدقاءه ومحبيه في القضاء.

وكان في استقباله وفد من المختصة الثقافية التابعة للجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في الحي، وذلك في مقر ضيافته وإقامته، في منزل صديق الحزب الشاعر أبو طيبة الكناني. ونقل مسؤول المختصة الأديب محسن ناصر الكناني، إلى الأديب محيبس، تحيات مسؤول أساسية الحي وجميع أصدقائه الشيوعيين، متمنيا والجميع له الصحة والتوفيق ومواصلة العمل الإبداعي.  وأشار الكناني إلى دور الحزب في دعم الشرائح المبدعة، والتعاون في المجالات الثقافية وتفعيل حركتها في القضاء.  إلى ذلك، أعرب محيبس عن شكره وتقديره للمختصة على جهودها الثقافية، ومساهمتها في الارتقاء بالواقع الثقافي في القضاء، بعد تهميش دور المثقف طيلة العقود الماضية.

واتفق الطرفان على تحديد موعد لإقامة أمسية خاصة بالأديب محيبس.    

************************************************

الصفحة التاسعة

برشلونة يخطط إلى بيع روكي في الصيف المقبل

برشلونة ـ وكالات

حسم نادي برشلونة موقفه بشأن المهاجم البرازيلي فيتور روكي، المعار إلى ريال بيتيس، حيث قرر بيعه في سوق الانتقالات الصيفي المقبل. ووفقًا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، فإن تجربة الإعارة إلى ريال بيتيس أثرت بشكل إيجابي على اللاعب، حيث بدأت جودته تلفت الأنظار في سوق الانتقالات. ومع ذلك، يدرك برشلونة صعوبة عودة روكي إلى الفريق الكتالوني، ولذلك فإن خطته تتمثل في بيعه إلى نادٍ ثالث يستفيد منه كل من النادي الكتالوني وبيتيس. وأضافت الصحيفة أن بيع روكي سيتم في الصيف المقبل، وليس في فترة الانتقالات الشتوية القادمة. وكان برشلونة قد تعاقد مع فيتور روكي في ديسمبر 2024 مقابل 30 مليون يورو، بالإضافة إلى 30 مليون يورو أخرى كمتغيرات يصعب تحقيقها في الوقت الحالي نظرًا لعدم مشاركته مع الفريق.

وتمتلك ريال بيتيس خيار شراء 80 بالمائة من حقوق اللاعب مقابل 25 مليون يورو، بالإضافة إلى متغيرات أخرى، لكن من غير المتوقع أن يتمكن النادي الأندلسي من تحمل هذه الصفقة. لذلك، يبحث بيتيس عن ناد ثالث لإتمام الصفقة بطريقة يستفيد منها جميع الأطراف.

*************************************************

 

تساؤلات جدية عن مصادر تمويلها ودوافعها غضب جماهيري من ضجيج البرامج الرياضية

متابعة ـ طريق الشعب

في خضم مشاركة المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج العربي المقامة حاليًا في الكويت، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي نقاشات حادة بعد تجاوز أحد مقدمي البرامج الرياضية على نجم المنتخب الوطني السابق ونائب رئيس اتحاد كرة القدم، يونس محمود. هذا التجاوز تسبب في إغلاق برنامج رياضي وأدى إلى انتقادات واسعة لمقدم برنامج آخر، ما دفع اتحاد كرة القدم إلى إصدار بيان رسمي يعبر فيه عن استيائه من التصريحات المسيئة.

وأوضح البيان الصادر عن الاتحاد: "نعربُ عن استيائنا من التصريحاتِ والإساءاتِ غير اللائقةِ التي صدرت من إحدى القنواتِ التلفزيونيّةِ بحقِّ النائبِ الثاني لرئيسِ الاتحاد، ونؤكدُ أن ما تمَّ تداوله يمثلُ تجاوزاً واضحاً للأعرافِ المهنيّة والإعلاميّة، ويضرُّ بروح التعاون التي نحرصُ على تعزيزها مع جميعِ الجهاتِ الإعلاميّة".

كما شدد البيان على أن "النقدَ البنّاء هو جزءٌ من العمليةِ الإعلاميّة التي نحترمها وندعمها، ولكننا في الوقتِ نفسه نرفضُ أيَّ شكلٍ من أشكالِ التجاوزِ أو التشهيرِ الذي يتنافى مع القيمِ المهنيّة".

وأكّد اتحاد كرة القدم على أن "الإعلام الرياضي يعدُّ شريكاً أساسياً في صناعةِ الإنجاز الرياضيّ، ومؤثراً في صياغةِ القرارِ الرياضيّ، بل كان وجوده داعماً مهماً لكرةِ القدم العراقية، لكن ما حدثَ يدعونا إلى المطالبةِ بضرورةِ عودةِ الأمورِ إلى نِصابها، وعدم صبّ الزيتِ على الموضوعِ، ودق الإسفين بين الجهاتِ المعنية".

من جانبها، انتقدت الجماهير الرياضية بشدة تصرفات بعض الإعلاميين والمحللين الذين تجاوزوا الحدود بالألفاظ الخارجة، مشيرين إلى ابتعادهم عن النقد البناء. هذا المشهد يعكس حالة الفوضى الإعلامية والتمويل غير الواضح لبعض القنوات الفضائية التي ساهمت في تصعيد الأزمة.

**********************************************

رباعو العراق يحققون نتائج مميزة في بطولة العالم للشباب

الدوحة ـ وكالات

حقق الرباع العراقي علي حازم داود، إنجازًا لافتًا في بطولة آسيا لرفع الأثقال للشباب، التي تُجرى حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة. حيث أحرز داود ثلاثة أوسمة متميزة، ذهبيين ونحاسي، في منافسات وزنه البالغ 102 كغم. تمكن داود من الفوز بالوسام الذهبي في فعالية النتر بعدما رفع 183 كغم، كما توج بالوسام الذهبي الثاني في المجموع بإجمالي 327 كغم. بالإضافة إلى ذلك، نال الوسام النحاسي في فعالية الخطف بعدما رفع 144 كغم.

وفي نفس البطولة، أحرز الرباع العراقي حسين زياد الوسام النحاسي في فعالية الخطف لمنافسات وزن 73 كغم، مما يعكس المستوى العالي للرباعين العراقيين في هذه البطولة القارية.

************************************************

تأجيل انتخابات الهيئة الإدارية لنادي أربيل

أربيل ـ وكالات

أعلن نادي أربيل عن تأجيل انتخابات الهيئة الإدارية الجديدة التي كانت مقررة اليوم الأربعاء، بسبب الفوضى التي شهدتها قائمة المرشحين بالإضافة إلى أسباب إدارية وفنية أخرى.  وأوضح المدير الإعلامي للنادي، سامال بريفكاني، أن الانتخابات تم تأجيلها إلى الأول من تموز 2025، بعد أن تم تقديم مرشحين غير مؤهلين للترشح، مما أثار حالة من الارتباك. وأضاف بريفكاني أن النادي يخوض حاليًا منافسات دوري نجوم العراق ودوري كردستان العراق، إلى جانب البطولات الخاصة بالفئات العمرية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على نتائج الفرق في حال إجراء الانتخابات في هذه الفترة. وأشار إلى أن الفريق كان قد تعرض لخسارة مفاجئة أمام نادي الموصل بركلات الترجيح، مما أدى إلى الخروج من بطولة كأس العراق، رغم النتائج الإيجابية التي حققها في دوري النجوم قبل الإعلان عن تأجيل الانتخابات. وفيما يتعلق بالجوانب المالية، أكد بريفكاني أن الإدارة المؤقتة للنادي عملت على تسوية جميع القضايا المالية، وأنها ستقوم بسداد مستحقات اللاعبين المتأخرة في الأيام القليلة المقبلة، بعد أعياد رأس السنة الميلادية.

********************************************

الميناء والكرمة وميسان يتأهلون إلى الدور القادم من بطولة كأس العراق

بغداد ـ طريق الشعب

اختتمت امس الأربعاء منافسات الدور الـ20 من بطولة كأس العراق لكرة القدم، بتأهل خمس فرق إلى دور الـ16 بعد مباريات مثيرة انتهت بتفوق عدة أندية بركلات الترجيح أو بفوزها في المباريات المباشرة.

في أبرز المباريات، تمكن فريق الميناء من تحقيق فوز مثير على نادي ديالى بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليتأهل إلى دور الـ16 من البطولة. كما تأهل فريق الكرمة بعد فوزه على منافسه مصافي الجنوب في مباراة انتهت بالتعادل 1-1، ليحسم الفريقان النتيجة لصالح الكرمة بركلات الترجيح 4-3. وفي مباراة أخرى، حقق فريق ميسان تأهلاً مستحقًا إلى نفس الدور بعد إقصائه لفريق النفط بركلات الترجيح التي انتهت 4-2 بعد تعادل الفريقين في الوقت الأصلي.

من جهته، نجح فريق القاسم في الفوز على فريق نفط ميسان بهدفين مقابل هدف وحيد، ليحجز مقعده في دور الـ16. وفي مباراة أخرى، تأهل فريق نادي الحسين بعد فوزه على فريق الكهرباء بركلات الترجيح 4-2، ليكمل بذلك عقد المتأهلين إلى الدور التالي.

*********************************************

شفيونتيك تريد تعويض بولندا عن خسارة العام الماضي

وارشو ـ وكالات

كانت بولندا على بعد خطوات قليلة من الفوز بكأس الاتحاد للتنس للمرة الأولى منذ 12 شهراً، ولكنها خسرت في المباراة النهائية أمام ألمانيا بعد ضياع نقطتين حاسمتين. ومع عودة النجمة إيجا شفيونتيك واستعادتها الحافز والجاهزية، تبدو بولندا من أبرز الفرق المرشحة لتحقيق اللقب هذا العام.

وفي تصريحاتها التي نقلها الموقع الرسمي للبطولة، قالت شفيونتيك: "في العام الماضي كنا على مقربة من الفوز، هوبي (هوركاتش) حصل على نقاط للحسم". وأضافت: "بالطبع نريد أن نحصل على فرصة أخرى هذا العام، ونأمل الوصول إلى المراحل النهائية للبطولة للقتال على اللقب، خاصة أن الفريق البولندي مذهل ولدينا خبرة اللعب معاً".

وأشارت شفيونتيك إلى أن العام الماضي حمل الكثير من المشاعر، لكنها لا تزال تتذكره بشكل إيجابي رغم الخسارة في اللقاء الأخير، مؤكدة أن التجربة كانت ممتعة.

شفيونتيك وصلت إلى سيدني لبدء حملتها في عام 2025 بعد فترة إعداد بدنية للموسم الجديد تحت قيادة مدربها الجديد ويم فيسيت، الذي تعاقدت معه بعد الانفصال عن توماس فيكتورفسكي بعد بطولة أمريكا المفتوحة.

وقالت شفيونتيك: "الأجواء مختلفة عن ملبورن (بطولة أستراليا المفتوحة)، وبالتالي سأقضي الأيام المقبلة أتدرب بقوة للاعتياد عليها. بشكل عام، أرى أن تحضيراتي كانت مميزة على الرغم من قصر مدتها، فقد قضيت كل يوم في الملعب بالتزام بنسبة 100     بالمائة وهذا أهم شيء".

تتواجد بولندا في المجموعة الثانية في سيدني إلى جوار كل من التشيك والنرويج، وتوجت شفيونتيك بجائزة أفضل لاعبة في البطولة العام الماضي. وأتمت: "هذه هي أول بطولة في العام، وبالتالي لا تعرف شكل التنس الذي ستقدمه، عليك قضاء بعض الأيام للحصول على شعور جيد في أرض الملعب. تنتظرني مواجهتان صعبتان، خاصة أمام كارولينا موكوفا التي خضت أمامها معارك جيدة من 3 مجموعات، الأمور ستكون مثيرة وعلينا السير خطوة بخطوة".

***************************************************

وقفة رياضية.. كأس العالم.. والميدالية الأولمبية ملف حكومي

منعم جابر

إن الأحداث الكبيرة والإنجازات المتميزة تحتاج إلى إعداد عظيم ومواقف بارزة. ولعل الأحداث والإنجازات الرياضية الكبيرة تتطلب قرارات هامة وخطوات مدروسة. لذلك، نؤكد بالقول إن أهم الأحداث والإنجازات الرياضية يجب أن نرسم لها خطة ونحدد لها أهدافًا واضحة، إذ أن تحقيق هذه الإنجازات عادة ما يكون أمرًا معقدًا ويستلزم الكثير من الجهد.

إذا نظرنا إلى الإنجازات الكبيرة في عالم الرياضة، لوجدنا أنها تتضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم والحصول على الوسام الأولمبي في دورة أولمبية. وهذان الإنجازان يتحققان كل أربع سنوات، حيث تبذل البلدان جهودًا ضخمة وتضحيات كبيرة لتحقيق هذه الأهداف. ومن خلال ذلك، تحقق البلدان أهدافها المرجوة.

وفي هذا السياق، يحق لنا أن نتساءل: كيف تحضر دول العالم نفسها لهذه البطولات الكبرى لكي تضمن لها مكانًا في كأس العالم لكرة القدم؟ وكيف تتمكن هذه البلدان من الحصول على ميدالية أولمبية مهما كان معدنها؟ خاصة أن العديد من البلدان لم تحظ بشرف التأهل إلى بطولة كأس العالم رغم محاولاتها المستمرة، ولم تتمكن من الحصول على ميدالية أولمبية تحمل شرفًا كبيرًا.

هنا، يحق لنا أن نتساءل: كيف يمكننا تحقيق هذا الإنجاز الرياضي الكبير في بطولة كأس العالم، رغم أننا تأهلنا إلى كأس العالم في 1986 وكانت تلك هي المرة الأولى والأخيرة؟ وكيف نحقق شرف الحصول على ميدالية أولمبية، رغم أننا قد حصلنا على هذا الشرف في دورة روما الأولمبية عام 1960 بواسطة الرباع الراحل عبد الواحد عزيز؟

أحبائي في قيادة الحكومة، ومن خلال اطلاعنا الرياضي والسياسي ومعرفتنا بدهاليز السياسة، تأكدنا أن الإنجاز الرياضي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الدعم الرسمي الحكومي والشعبي، لأنه الأساس الذي تعتمد عليه المؤسسة الرياضية، فتجد نفسها متمكنة وقادرة بفضل الموارد المالية التي توفرها لها الدولة، بالإضافة إلى قدرتها السياسية وعلاقاتها الدولية وصلاتها مع البلدان المتقدمة في مجال الرياضة.

وفي هذا السياق، لا أريد القول إن هذه المهمة تخص اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية أو الاتحادات الرياضية المعنية فقط، بل أن هذا الملف يمثل مسؤولية حكومية رسمية. إن تحقيق الميدالية الأولمبية والتأهل إلى بطولة كأس العالم هما مهمتان خاصتان وصعبتان ولا تتحققان إلا من خلال جهات ذات سلطة وإمكانات كبيرة.

أقول لقيادة الدولة: من واجب الحكومة أن تقدم للقيادات الرياضية المعنية كل التسهيلات وتوفر المهام الوطنية لدعم هذه الإنجازات الرياضية. لا يجب مطالبة الاتحادات المعنية بما هو فوق طاقتها. وما على اللجنة الأولمبية الوطنية والاتحادات الرياضية المختصة إلا أن تكشف عن الطاقات الرياضية والكفاءات الفنية وتعمل على تحضيرها من خلال المنافسات الرياضية، وتنظيم معسكرات إعدادية طويلة، ومراقبة تطور قدرات الأبطال. يمكن أيضًا البحث عن كفاءات ومواهب جديدة في ألعاب محددة، وتحضيرها للمنافسات الدولية والتمهيدية للأولمبياد.

أما بالنسبة لإعداد منتخب كأس العالم، فإن ذلك يسير وفق منهج الاتحاد العراقي لكرة القدم، الذي فتح الأبواب أمام الكفاءات العراقية للظهور والتأهل إلى نهائيات كأس العالم القادمة.

أما على المستوى الأولمبي، فأقول للاتحادات الوطنية ولكل الألعاب الرياضية: أتمنى أن تجتهدوا وتواصلوا عملكم لاكتشاف المواهب والكفاءات العراقية القادرة على تمثيل الوطن خير تمثيل. وأقول لأحبائي في جميع الاتحادات الرياضية، وعلى رأسها اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، إنكم مدعوون للعمل الجاد والمجتهد من أجل الارتقاء بالرياضة، والسعي لتحقيق الميدالية الأولمبية، والتأهل إلى بطولة كأس العالم، لأن هذا شرف كبير لرياضتنا وإنجاز مشرف لأبطالنا.

******************************************************

الصفحة العاشرة

"جائزة رضوى عاشور للأدب العربي" تحية وسلام للأدباء العرب من غرناطة

تكريما لإرث الروائية والكاتبة والناقدة الأدبية والأكاديمية المصرية الراحلة رضوى عاشور، أطلقت مؤسسة قطر وجامعة غرناطة جائزة رضوى عاشور للأدب العربي السنوية، التي ستمنح سنويا لكاتبين مميزين باللغة العربية. وجرى إطلاق الجائزة يوم 13 كانون الأول 2024 في المدرسة اليوسفية التاريخية في غرناطة، أثناء ملتقى شارك فيه زملاء عاشور وأصدقاؤها وطلابها السابقون.

وتخصص الجائزة للكتاب المبدعين باللغة العربية، تأكيدا على التزام مؤسسة قطر بدعم اللغة العربية وإرثها الثقافي. وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة قطر الشيخة هند بنت حمد آل ثاني أنه "في أصعب لحظات التاريخ، وجدت الإنسانية ملاذها في الأدب كمرآة خالدة. فالأدب العظيم يتخطى كونه شكلا فنيا ليغدو ضروريا، كوعاء يحتضن الذاكرة والمقاومة والأمل".

وأضافت "أعمال رضوى عاشور يتردد صداها عبر الحدود والأجيال. ومن خلال هذه الجائزة، نأمل أن نكرم ذكراها وندعم الأصوات الأدبية العربية الاستثنائية، لضمان استمرار لغتنا وثقافتنا وقصصنا في إلهام العالم وتنويره."

وأُطلقت "جائزة رضوى عاشور" لتكون معتكفا أدبيا للكتابة والإقامة، وتُمنح سنويا لكاتبين مميزين في اللغة العربية، على أن يجري اختيار الكتّاب بناء على الجدارة الأدبية لأعمالهم واستحقاق مشاريعهم الكتابية المقترحة. وتشرف على عملية الاختيار لجنة من المؤلفين والنقاد وأعلام الأدب العربي.

وتم تصميم جائزة رضوى عاشور للأدب العربي على شكل إقامة أدبية، حيث تُمنح سنويا لكاتبين مميزين باللغة العربية. ويتم اختيار الكتاب بناء على القيمة الأدبية لأعمالهم ووعد مشاريعهم الكتابية المقترحة. وستشرف لجنة متميزة من مؤلفين ونقاد وأكاديميين أدبيين من دائرة رضوى عاشور الأدبية على عملية الاختيار. وقال أستاذ التاريخ الفني والمستعرب بجامعة غرناطة خوسيه ميغيل بويرتا فليشيت إن الجائزة تهدف إلى تشجيع الإبداع الأدبي باللغة العربية، "وهي لغة عالمية وواحدة من لغات إسبانيا، وتحمل اسم امرأة شجاعة كانت ملتزمة بالتدريس الجامعي والكتابة وإدانة الظلم والاضطهاد" وأضاف المؤرخ الإسباني أن الكاتبة المصرية رضوى عاشور "استلهمت أيضا تاريخ مدينتنا غرناطة (ثلاثية غرناطة) لكتابة إحدى أكثر الروايات تأثيرا في الأدب العربي المعاصر، والتي تدعو لبناء عالم حر يقوم على الاعتراف المتبادل بين الثقافات". وتابع الأكاديمي بجامعة غرناطة للجزيرة نت قائلا "قمنا الآن بإعلان مشروع الجائزة، ولاحقا سنعلن الشروط وكل التفاصيل، الجائزة مخصصة لكاتبين بالعربية، وسنمنح لهما إقامة شهر بغرناطة للتركيز على معرفة المدينة وتنفيذ مشروع كتابة معينة، شعر أو نثر أو مقالة".

سيُستضاف الكاتبان الفائزان في مدينة غرناطة بإسبانيا لمدة إقامة طويلة تتيح لهما وقتا غير منقطع للكتابة والبحث وتطوير إبداعهما. وخلال إقامتهما، سيشاركان أيضا في فعاليات ثقافية وأدبية محلية من خلال محاضرات وورش عمل وقراءات عامة، مما يعزز التبادل الثقافي والتعاون الإبداعي.

وأكد الشاعر تميم البرغوثي على القوة الدائمة للأدب قائلا "سنعيش رغم هذا الموت. تحاول الجيوش أن تحوّل منازلنا إلى متاحف للموت، معروضاتها أجسادنا، لكن اللغة نثرا وشعرا والفن عموما يتحدون لبدء عالم جديد".

وتابع نجل الأديبة الراحلة قائلا "هذه ليست سوى خطوة صغيرة لمنح الكتّاب لحظة من السلام في حروبهم اليومية". من خلال هذه الجائزة، تؤكد مؤسسة قطر وجامعة غرناطة التزامهما بضمان استمرار إرث رضوى عاشور في إلهام الأجيال وتحقيق تأثير دائم عبر قوة الأدب العربي الخالدة.

المدرسة اليوسفية

وأقامت "المدرسة اليوسفية" التابعة لجامعة غرناطة، بالتعاون مع "مؤسّسة قطر"، حفل إطلاق "جائزة رضوى عاشور للأدب العربي" يوم الجمعة الماضي.

وأوضح ملف تعريفي بالجائزة أنه ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختيار ذلك المكان الفريد لإعلان الجائزة، فالمدرسة اليوسفية، التي تقف شامخة بحضورها الذي يمتد لأكثر من 700 عام، شاهدة على عصر ذهبي كان فيه العلم والفن والإبداع زينة للحياة. ليس من قبيل المصادفة أن يتم اختيار هذا المكان الفريد لإطلاق جائزة رضوى عاشور، بل لأنه يحمل في طياته روح المعرفة والإبداع التي جسدتها الكاتبة الكبيرة رضوى عاشور في أعمالها.

تأسست المدرسة اليوسفية عام 1349 في عهد السلطان يوسف الأول، وتُعد واحدة من أقدم المؤسسات التعليمية النظامية في أوروبا، وربما تكون الأقدم على الإطلاق. بين جدرانها المزيّنة بآيات من القرآن الكريم، والزخارف الهندسية البديعة، والخط العربي الرائع، ازدهرت عقول العلماء والشعراء والأدباء. لم تكن المدرسة مجرد مكان لتلقي العلوم، بل كانت منارة يتلاقى فيها الفكر والإبداع ليضيء غرناطة والعالم بأسره. ولا تزال أصداء الحوارات الفلسفية وأبيات الشعر التي أُلقيت هنا تتردد في أرجاء المكان، حيث نُسجت المخطوطات بين أروقتها.

ففي كل زاوية من المدرسة ينبض الشغف بالجمال والسعي نحو الحقيقة والسعي لتحقيق الكمال. إنها مكان يلهم النفوس، كالمياه التي لا تُنسى من نوافير غرناطة.

وتجد "جائزة رضوى عاشور" في المدرسة اليوسفية بيتها الأمثل؛ إذ لا يمكن أن يكون هناك مكان أكثر ملاءمة لتكريم إرث الكاتبة التي جعلت من أعمالها نشيدا للذاكرة والمقاومة وجمال الإنسان. ففي المدرسة اليوسفية، لربما وجدت رضوى عاشور ما يشبه روحها: مكانا لا يكتفى فيه بالتأمل في الفن، بل يعاش، مكانا لا ينقل فيه العلم فقط، بل يتقاسم، حيث للكلمات قوة تغيّر العالم.

إن اختيار المدرسة اليوسفية لإطلاق هذه الجائزة هو اعتراف وامتنان للأجيال التي، مثل رضوى عاشور، فهمت أن الفن والعلم هما أساس الحضارة. هنا، في هذا المكان العريق والتاريخي بجماله الذي لا يضاهى، يفتح باب جديد للإبداع باللغة العربية، صفحة تكرم الماضي بينما تكتب المستقبل، كما يقول القائمون على الجائزة.

سيرة أديبة عربية

وخلدت الكاتبة والروائية المصرية الراحلة رضوى عاشور اسمها في تاريخ الأدب العربي كإحدى أبرز الروائيات والناقدات في القرن الـ20. ولدت رضوى في القاهرة عام 1946، وتخرجت في كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1967، لتكمل دراساتها العليا وتحصل على الماجستير عام 1972. وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب الأفريقي الأميركي من جامعة ماساتشوستس بالولايات المتحدة عام 1975، حيث كانت دراستها من أوائل الدراسات التي تناولت النقد الأدبي لما بعد الاستعمار.

بأعمالها الأدبية الثرية، نسجت رضوى عاشور تجربة إبداعية استثنائية، جعلت منها رمزا أدبيا ومعرفيا لا يمكن تجاوزه. وشكلت روايتها الملحمية "ثلاثية غرناطة" (غرناطة، مريمة، الرحيل) حجر الأساس في توثيق الوعي الجمعي العربي بأندلس القرن الـ15 والـ16، فأعادت عبر السرد التاريخي إحياء مآسي التهجير والانهيار العربي في ذلك الزمن. أما روايتها "الطنطورية"، فقد كانت صرخة مدوية تجسد النكبة الفلسطينية وتوثق آلام الشتات، ليصبح هذا العمل مرجعا أدبيا لأدب النكبة العربي.

وتنوعت إسهامات رضوى الأدبية بين الروايات والسير الذاتية والنقد الأدبي. فقد دونت سيرتها الذاتية في كتبها "الرحلة" و"أثقل من رضوى"و"الصرخة"، وصدرت لها مجموعتان قصصيتان هما "رأيت النخل" و"تقارير السيدة راء".

كما تركت بصمتها في عالم الرواية بـ8 روايات خالدة، منها "حجر دافئ"، "خديجة وسوسن"، "سرايا"، "أطياف"، "قطعة من أوروبا"، إضافة إلى أعمالها الملحمية الكبرى "ثلاثية غرناطة" و"الطنطورية".

وفي النقد الأدبي، أبدعت رضوى في إصداراتها مثل "الطريق إلى الخيمة الأخرى: دراسة في أعمال غسان كنفاني" و"جبران وبليك" (دراسة نقدية) و"التابع ينهض: الرواية في غرب إفريقيا"، إضافة إلى كتبها "صيادو الذاكرة والحداثة الممكنة" و"الساق على الساق". وامتد تأثيرها النقدي ليصبح منارة لفهم الأدب ما بعد الاستعمار والنضال ضد الظلم. ولم يقتصر دور رضوى عاشور على الأدب فقط، بل كانت مناضلة سياسية مؤمنة بقضايا الحرية والعدالة. ورفضت التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، ودعمت القضية الفلسطينية طوال حياتها، إذ كانت زوجة للشاعر الفلسطيني الكبير مريد البرغوثي، وواجهت معه النفي عندما رحّلته السلطات المصرية في عام 1977 بسبب آرائه السياسية.

وشكلت هذه العلاقة أسطورة حب نضالية وأدبية. وعملت رضوى أستاذة للأدب الإنجليزي بجامعة عين شمس لأكثر من 40 عاما، تولت خلالها رئاسة قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، وكانت مقررة للجنة العلمية لترقية الأساتذة.

وتركت أثرا عميقا في نفوس تلاميذها وقرائها، حيث جمعت بين دور الأستاذة الملهمة والأديبة التي أضاءت الطريق لجيل جديد من الكتّاب والمبدعين. حصدت رضوى عاشور العديد من الجوائز المرموقة تقديرا لإسهاماتها الأدبية، منها جائزة أفضل كتاب لعام 1995 عن الجزء الأول من "ثلاثية غرناطة"، والجائزة الأولى في المعرض الأول لكتاب المرأة العربية عام 1995. كما كرمتها جائزة كفافي للأدب الدولي من اليونان عام 2007، وجائزة كارداريللي للنقد الأدبي من إيطاليا عام 2009، إلى جانب تكريمها في معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 2003.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الجزيرة" – 16 كانون الأول 2024

****************************************************

«الهلع الأحمر الثالث»: ترامب يريد تغيير وجه أميركا

علي عواد

الهدف فرض رقابة ثقافية على الأفكار اليسارية ومحو قيم العدالة الاجتماعية واضطهاد الأصوات التضامنية مع فلسطين. هذا هو فحوى قانون «التعليم الحاسم عن الشيوعية» الذي يستعد مجلس النواب الأميركي لتمريره. تأتي هذه الخطوة وسط حملة يمينية أوسع لإعادة تشكيل الهوية الأميركية برؤية أحادية بيضاء

بين عامي 1917 و1920، شهدت الولايات المتحدة موجة من القلق الشديد نتيجة للثورة الروسية التي اندلعت في 1917، ما أثار المخاوف من انتشار الشيوعية والأناركية. هذا الخوف، الذي تزامن مع التغيرات العالمية بعد الحرب العالمية الأولى، جعل الأميركيين يرون في الشيوعية تهديداً مباشراً لنظامهم الرأسمالي. لذلك، بدأت السلطات الأميركية في اتخاذ إجراءات قمعية ضد اليساريين والنقابيين والمهاجرين، ما أدى إلى موجات من الاعتقالات والتحقيقات القانونية وخلق مناخاً من التوتر والخوف. في الخمسينيات، تكرر هذا السيناريو بشكل أكثر حدة مع بداية «الهلع الأحمر الثاني»، بين عامَي 1947 و1957، في ذروة الحرب الباردة. في تلك المدة، أصبح الخوف من الشيوعية مستشرياً في الأوساط السياسية الأميركية، ما دفع إلى تأسيس «لجنة الأنشطة غير الأميركية» (HUAC) تحت إشراف السيناتور جوزيف مكارثي. بدأ الأخير حملته ضد الأشخاص الذين يُزعم أنهم شيوعيون أو حتى متعاطفون مع الأيديولوجية الشيوعية في ما عرف بعدها بالـ «مكارثية»، ما أسفر عن تحقيقات علنية ومحاكمات شهدت قمعاً وحملات تشهير واسعة ضد عدد من الأفراد. ولم تقتصر هذه الحملات على السياسيين فقط، بل طالت مبدعين ومثقفين وممثلين وشخصيات فنية ومؤثرين، أمثال آرثر ميلر، وبول روبسون، وشارلي شابلن، وحتى القادة الحقوقيين مثل مارتن لوثر كينغ.

مع انتخاب الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة دونالد ترامب اليوم، أطل مشروع قانون «التعليم الحاسم عن الشيوعية» (H.R. 5349) في محاولة لإعادة استحضار هذا المناخ السياسي ولكن تحت غطاء التعليم. يسعى هذا المشروع، الذي تقوده النائبة ماريا سالازار، إلى فرض منهج تعليمي مناهض للشيوعية في المدارس، بحجة توعية الطلاب حول «جرائم الشيوعية». ولكن، كما كانت عليه الحال في الماضي، يبدو أن الهدف الحقيقي من وراء هذا المشروع ليس مجرد تعليم التاريخ، بل فرض رقابة ثقافية على الأفكار اليسارية ومحو قيم العدالة الاجتماعية. يستمد القانون جذوره بشكل كبير من إرث الحرب الباردة ومناهضة الشيوعية، وهي حقبة اتسمت بالسعي المستمر إلى القضاء على المشتبه بهم في المعارضة. كانت لجنة الأنشطة غير الأميركية التابعة لمجلس النواب وحملات السناتور جوزيف مكارثي المشهورة بالافتراء تُبرر باسم الأمن القومي، ولكن هدفها الحقيقي كان فرض الامتثال الأيديولوجي وإسكات الأصوات التقدمية. النائبة ماريا سالازار (جمهورية عن ولاية فلوريدا)، التي تقود هذا القانون، استلهمت تصميمه من مبادرات تعليم الهولوكوست، واعتبرته واجباً أخلاقياً لتعليم الطلاب عن «جرائم الشيوعيين». ثم إن محاولات تعديل القانون لتضمين دروس حول مخاطر الفاشية وأشكال القمع الأخرى قوبلت بالرفض من قبل أعضاء اللجنة الجمهوريين، ما يوحي بوجود أجندة ضيقة وحزبية تعيد التذكير بحملة مكارثي التي لم تكن مجرد أداة سياسية؛ بل كانت سلاحاً لتأجيج الخوف، ووصم النشطاء والمفكرين والأفراد الذين سعوا إلى تحقيق العدالة العرقية.

من ناحية أخرى، يأتي هذا القانون في وقت يعبر فيه عدد كبير من الشباب الأميركيين عن دعمهم للأفكار والحركات اليسارية، بما في ذلك التحول الملحوظ في التضامن مع الفلسطينيين. هذا الاتجاه أثار حيرة اليمين الأميركي وغضبه، الذي تواجه سرديته التقليدية عن التحالف غير المشروط بين الولايات المتحدة وإسرائيل مقاومةً متزايدة. من الجامعات إلى منصات التواصل الاجتماعي، يشكك الشباب الأميركيون في السياسة الخارجية الأميركية والرأسمالية. وتظهر مجمل استطلاعات الرأي أن الجيل «z» وجيل الألفية أكثر ميلاً إلى انتقاد السلطة والتعبير عن انفتاحه على المبادئ الاشتراكية. في مقال نشر في مجلة «جاكوبين» في 2 تشرين الثاني الماضي، وقد بدا تنبيهاً لما هو آتٍ أكثر من مجرد مقال، تحدث عن أن خطة ترامب المستقبلية تسير في سياق ما يمكن تسميته بـ «الهلع الأحمر الثالث»، وهي حملة قمعية تهدف إلى تدمير اليسار المنظم في الولايات المتحدة. في هذه المرحلة، لا تقتصر الهجمة على فئة معينة، بل تستهدف حركات التضامن مع فلسطين وكل ما هو مرتبط باليسار، إذ أطلق معهد «هيريتج» أخيراً «مشروع إستير» الذي يُعد بمثابة خطة رسمية لـ «محاربة معاداة السامية» عن طريق تجريم الأنشطة السياسية المناهضة لإسرائيل. يصف المشروع حركة التضامن مع فلسطين بأنها جزء من شبكة دعم لـ «حماس»، ويربطها بحركات مناهضة للرأسمالية والديموقراطية (حقوق الفلسطينيين أصبحت خطراً على الرأسمالية، يا للهول)، كما يعرض خطة لتفكيك هذه الحركات في غضون عامين عبر حملات تشويه «قانونية» تهدف إلى إضعاف حقوق النشطاء في التعبير عن آرائهم، بل وشيطنة هذه الحركات. يشمل المشروع استخدام أدوات قانونية مثل قانون مكافحة الابتزاز (RICO) وقوانين مكافحة الإرهاب وجرائم الكراهية، إضافة إلى تنظيم تحقيقات ضد نشطاء فلسطينيين وحقوقيين. كما يسعى إلى إحياء أساليب قمعية مماثلة لتلك التي استخدمها مكارثي. ويخطط الرئيس ترامب، بمساعدة مؤيديه، لتوسيع هذه الحملة لتشمل مجالات التعليم والإعلام، مع تطهير المدارس من المعلمين والمواد التي لا تتوافق مع أيديولوجيته اليمينية، وإشعال حملة ضد «الثوار اليساريين» في الجامعات الأميركية. وقد ألمح ترامب في حينها إلى أن هذا القمع سيتجاوز الحدود القانونية، بل قد يصل إلى استخدام الجيش ضد المحتجين، مستلهماً في ذلك من الإجراءات القمعية التي اتخذت في ظل الاحتجاجات ضد عنف الشرطة ومقتل المواطن جورج فلويد في 2020. يمكن لترامب تسمية الحملة كما يشاء، لكنها عملياً تمهّد الطريق لتبرير تبريد المواجهة مع روسيا وتصعيدها مع الصين، باعتبارها المنافس الأكبر للولايات المتحدة على الساحة العالمية. وقد يشهد العالم تعاظماً في تصوير الصين على أنها تهديد أيديولوجي واقتصادي، بما في ذلك حشد الرأي العام الداخلي والخارجي وتأجيج العقوبات الاقتصادية والتحالفات العسكرية.

ومع أن التركيز الظاهري ينصب على الشيوعية، إلا أن الهدف يتجاوز الأيديولوجيا، ليشمل منع الصين من تحدي الهيمنة الأميركية في النظام العالمي. تسعى الولايات المتحدة إلى استخدام رواية «الخطر الشيوعي» كوسيلة لتبرير استراتيجياتها العدوانية تجاه بكين، سواء عبر فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية أو تعزيز التحالفات العسكرية والسياسية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. هذه الاستراتيجيات تهدف ليس فقط إلى كبح صعود الصين، بل إلى دفع الدول الأخرى إلى تبني مواقف أكثر وضوحاً في الاصطفاف السياسي بين الشرق والغرب. ما هو آتٍ صعب وبالغ التعقيد بلا شك، ومن المتوقع أن يُجرّ العالم إلى صراع جديد محوره التنافس على النفوذ والموارد والتكنولوجيا. ومن المرجح أن تجد عدداً من الدول نفسها مجبرة على اتخاذ موقف واضح في هذا الصراع، ما يزيد من الاستقطاب السياسي على الساحة الدولية. في ظل هذا التصعيد، ستتنامى محاولات القوى الكبرى لتجنيد الحلفاء عبر أدوات ضغط اقتصادية وديبلوماسية، ما يعني تفاقم التوترات العالمية. لكن من يعلم؟ ففي خضم فوضى خلط الأوراق، تنبثق الفرص أيضاً. هذا ما ردّده الناجون دائماً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الأخبار" اللبنانية – 18 كانون الأول 2024

************************************************************

ما الجندر؟ مقاربات سوسيولوجية

عبر الكثير من التفاصيل حول مفهوم الجندر وعلاقته بالمجتمعات وكيف نظّر له علم الاجتماع وسوى ذلك من مقاربات معمّقة، تقدم الكاتبة ماري هولمز كتابها "ما الجندر؟ مقاربات سوسيولوجية"، الذي ترجمه د. مازن مرسول محمد، والصادر عن ابن النديم اللبنانية، ليكون مرجعا مهما في هذا النوع من الدراسات الثقافية التي لم تتوقف عن الظهور على المستوى العربي كما على المستوى العالمي، لما لها من أهمية، خاصة في التعريف بالعلاقة بين الرجل والمرأة داخل المجتمع.

ثمة اختلاف بين مفهومي الجندر والجنس، من حيث أن الأخير هو الفروق البيولوجية: ذكر، أنثى... أما الجندر فهو الفروق التي تؤسسها الأدوار الاجتماعية والثقافية المنوطة بهما، لذلك يُطلق عليه تعبير "النوع الاجتماعي"، وليس البيولوجي.

ورد في تقديم الكتاب أن العديد من النسويات يرين أن الثقافة البشرية صيغت بطريركيا منذ نشأتها، فأعلت من شأن الرجال وجعلت لهم "اليد الطولى بكل شيء، وجعلت الإناث نساء أيضا وفق اعتبارات اجتماعية ويأتين بالمرتبة الثانية" بعد الرجال.

يمكن ملاحظة أن ثمة وجهة نظر نقدية في تقديم الكتاب من حيث أن المقدم يرى أن السرديات المؤلفة تبدو "محاولات لإقناع البشرية بأن الأنوثة بحاجة إلى أن تصاغ وفق مسارات أخرى غير المسارات المتبعة سابقا وحاليا، إلا إنها في واقع الأمر تفصيلات لما مرت به الأنوثة وكيف تشكلت وأريد لها أن تكون بهذه الصورة".

ويتابع أن الكاتبة تتقصى "كينونة الأمر وهو ما الجندر وهل هو مصاغ حياتيا، وعلاقته بالأجساد وتداخلاته مع تركيبات الأنوثة والذكورة، ولماذا وما مدى اختلاف النساء والرجال، وعلى أي أسس تم ذلك، والفوارق التي وضعتها البيئة الاجتماعية بتراكيبها ومنظوماتها الثقافية، واستنطاق سياسة الجندر ذاتها وعلاقته بالطبقة والعرق؟".

ثم يبدي رأيه بأن الجندر "لم يكن شيئا واضحا جدا، فهو صنيعة تواشجات اجتماعية عدة ترجمت لما نراه اليوم. وحاول هذا الكتاب كشف النقاب عن ملابسات ثقافية كونتها العصور البشرية لكيان المرأة، لإظهار جبرية الحياة المودعة فيها من خلال لي عنق كينونتها وإلباسها لباس الدونية والضعف والانكسار".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "المجلة" – 30 تشرين الثاني – 2024

*******************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

-المصطفيات/ رباعية مصطفى علي (الادب، النقد، المجتمع، المرأة). اعداد وتقديم سيف عدنان القيسي.

- التراث وعوامل التطور الحضاري/ دراسات المفكر الراحل حسين قاسم العزيز (1922- 1995) اعداد سلام القريني، تقديم د. سعيد عدنان. اصدار: دار ابجد- بابل.

- تمثلات الفوضى واشتغالاتها في أداء الممثل المسرحي العراقي/ تأليف د. هنادي صلاح عزت. الكتاب يتناول مفهوم الفوضى والنظام في الخطاب الفلسفي والسلوك  الفوضوي في الخطاب النفسي والاجتماعي، وعلامات الفوضى و النظام في أداء الممثل المسرحي.

اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- الأستاذ القاتل/ قصة الرغبة والمكر. رواية آدم سيسمان. ترجمة ربيع الطربوس. اصدار: دار الكتب العلمية ومعنى للنشر/ بغداد. الرواية تتحدث عن جريمة يتم الكتمان عنها.. الى جانب الصراع بين أستاذ جامعي وأحد القساوسة.

- العثة/ رواية جديدة للأستاذ يوسف أبو الفوز. صدرت عن دار ابجد- بابل. تتناول الرواية موضوعة الشعور بالذنب وحالة التفكير بالاخطاء، كما تناقش مشاعر الخوف والقلق من المستقبل.

******************************************

رهان التذكر  الذاكرة المؤنثة أسلوب مقاومة في أدب المرأة

أ. د. لمى عبد القادر خنياب 

مازَ أرسطو بين الذاكرة والتذكر، فالذاكرة مستودع الأحداث والتجارب الذاتية والجمعية، أمَّا التذكر فهو استدعاء لهذه الذكريات، فيسمح فعل التذكر بإحضار الماضي إلى الحاضر [الذاكرة التاريخ النسيان :51].

هذا الميز يوقظ أسئلة عن طبيعة فعل التذكر وما يحفُّه من محاذير، أ يستعيدُ الأحداث والذكريات كما حدثت بالفعل أم يتدخل الخيال فيعبث بها أم ينال منها النسيان فيمحو بعضها ؟ ينتصر بول ريكور لذاكرة عادلة متوازنة تتخفف من الأحداث المأساوية بالمحو والنسيان، على حين ترى روجين روبان في كتابها (الذاكرة المشبعة) أنَّ المحوَ المتعمد للذاكرة خيانة لها. [الذاكرة في الفلسفة والأدب :117]، ولَمَّا كان التاريخ يُكتب بيد المنتصر، والذاكرة يحرسها الأقوى، فقد استقر في الأدبيات النسوية أنَّ السلطة الأبوية عمدت إلى صناعة إعلام يهيمن فيه الخطاب الذكوري الذي يتغنى ببطولات الرجل و أمجاده مشفوعًا بذم الأنثى، ثم أخذت هذه المنظومة الفكرية الاقصائية تتنامى حتى أوصلت الأنثى إلى الحرملك ، وقد وظّف هذا الفكر جُلَّ طاقته لحبسها في هذا الإطار بعدوان منظم، وظَّف الشعر والقصص والحكايات الشعبية والأمثال والأقوال المأثورة ...

في ضوء هذا النظر كانت المرأة تقبع في أقصى هامش الذاكرة المتخمة بالفحولة: تاريخًا وثقافة، ولغة، فالذاكرة فحل. وما إن كسرت المرأة أغلب القيود والأغلال التي حالت دون دخولها عوالم المعرفة والثقافة، إذ طفقت تكتب عن نفسها وتسطر حكاياتها ،يبادرنا حينئذٍ سؤال ملح : كيف للمرأة أن تكتب في لغة هي خارجها ؟ سؤال ألحَّ على مي زيادة من قبل فقالت: (كيف للمرأة أن تتكلم وهي غير موجودة في الكلام ؟) ، ثم يتناسل من هذا السؤال أسئلة أخرى: أ للمرأة ذاكرة خاصة تكتب بها أم تكتب بذاكرة الرجل نفسها ؟ و إن كان الأمر كذلك فهل ما تكتبه أدب نسوي حقاً ؟ أتتمكن المرأة من خلق لغة خاصة وذاكرة خاصة بها بعد أن نفيت خارجهما أم تضطر إلى الكتابة بالذاكرة الأولى فتكرر نفي ذاتها بيدها؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة سنستدعي ثنائية (الذاكرة / التذكر) إذ يستحيل أن تنشئ المرأة الكاتبة ذاكرة نسوية خالصة؛ لذا ستغادر (الذاكرة = التاريخ) وتتجه صوب التذكر المتلفع بالخيال، فتستدعي من الذاكرة أحداثًا بسيناريو انثوي، يكون الانزياح الأسطوري أوضح معالمه، فتزعم نوال سعداوي في روايتها الحب في زمن النفط أنَّ أبا الهول كان أمَّ الهول و جرى تحويله إلى إله ذكر، وإليكَ جانبًا من حوار يوثق ذلك :

 ((- لا شيء يثير الاشتباه إلا رأس المومياء هذي! أتعرف رأس مَن هذه ؟.

- رأس أمِّ الهول.

- أم الهول ؟ لم نسمع بها من قبل ! أهي زوج أبي الهول ؟

- تغيرت الميم إلى باء ... وأمر الإله الجديد بإزالة النهدين من التمثال، وإضافة اللحية )) [الرواية: 60 - 61] . ومثله اخناتون (( كان تمثال النصر من حجر السيج، تعلوه طبقة سوداء من غبار النفط ، يبدو وجهه قبل الغسل أسود تطفو عليه بقع الزيت ... بعدَ الغسيل أصبح الوجه أبيض اللون ... وصدره عريض يعلوه نهدان بارزان كصدر الإله اخناتون )) [ نفسه:42 - 43]. بل إنَّ إلهة الموت (سخمت) حولتها أيادٍ عبثت بالذاكرة إلى إله مذكر اسمه (عزرائيل). [نفسه : 30]

مع إشارة متكررة إلى أن الطوفان محا آثار ذاك الانقلاب فضاع التاريخ قبله، واختفت آثار الجريمة ضد الإلهة الأم، في محاولة تذكر ذات طابع أنثوي تبنت القلب الاسطوري وإعادة انتاج الذاكرة الأبوية في قالب أنثوي، لتكشف عن خطر التذكر على سلطة الذاكرة .

وهناك محاولات أخرى أكثر تميزًا – في نظري - لكاتبة يكشف منجزها الأدبي عن مشروع منظم لتأنيث الذاكرة من خلال إعادة إنتاج الأساطير والحكايات بسيناريو أنثوي ،وكأنَّها تتمثل مقولة الغذامي (( ما لم تتأنث الذاكرة فإن اللغة ستظل رجلاً ،ولن تجد المرأة مكانًا في خزانة اللغة المكتنزة بالفحولة )). [المرأة واللغة: 1/ 208] إنَّها الكاتبة العراقية المهمة لطفية الدليمي التي حرصت في معظم أعمالها على زرع لافتات محرجة للتاريخ المذكر ، ابتداء من دراستها (جدل الأنوثة، نفي الأنثى في التاريخ) وصولًا إلى مجمل مقالاتها الصريحة وأعمالها الأدبية في هذا الشأن، وسألتقط  من بين هذه الأعمال المهمة قصتها (محو النساء) التي استعادت فيها قصة (زليخا ويوسف) ،لترويها على النحو الآتي: (( وقفتُ أمام المرآة الكبيرة في خزانة ثيابي فلم أشاهد شيئًا ولم ينعكس فيها سوى جدار و لوحة امرأة نصف عارية تمثل (زليخا) عاشقة يوسف رسمها لي طالب فنون معدم بثمن قميص وسروال، حدقت بالصورة فلبثت (زليخا) في ذهول شهوتها ترمق بابًا مواربًا يوشك أن ينفتح ليبزغ منه الفتى يوسف، وجسدها يتألق في اشراقة الرغبة ورديًا وصافيًا ... رأيتها تنظر إليَّ حتى ظننتُ أنَّها تسخر مني وهي تراني بكل حواسها المتوفرة ،بينما تحولت أنا إلى عدم و فراغ ،لقد انتهيت وبقيت (زليخا) تتراءى في المرايا ،وتتكاثر في الهوى الصاخب وتصرخ في الأزمنة : (هَيْتَ لَك ...) )) .[موقع القصة العراقية]

يتحقق القلب الاسطوري في هذا المقطع بالآتي:

  • صورة زليخا ،يكشف النص عن صورة زليخا في زهوها فهي المرأة المشتهاة دومًا تتراءى في المرايا تتكاثر في الهوى الصاخب ،وليست تلك التي تراود فتاها عن نفسه فيرفضها بشدة .
  • يوسف وزليخا ،إنَّ الباب الموارب في لوحة زليخا الذي ترمقه بعينيها يبشر بقبيل مجيء يوسف المعشوق ،بخلاف يوسف في الميثولوجيا التوراتية و الأدبيات الإسلامية الذي فرَّ من غوايتها ،فهذا مقبل وذاك مدبر.
  • ثنائية الستر / العري ،لوحة زليخة نصف العارية رسمها رجل لقاء ستر جسده بقميص وسروال ،وكأنَّ الدليمي تعيد القسمة من جديد فتجعل الستر الذي يرمز للقيد من حصة الرجل، والعري الدال على الحرية من حصة المرأة .

أمَّا في (أساطير ديكة الجن) فقد افتضحت أكاذيب ديكة الجن والأنس الذين يهدرون الدم لغسل دنس لم يحصل وليتقوا شرّ كارثة لم تقع . إذ يقتل ديك الجن محبوبته ليلاً وينتحب عليها نهاراً. [موقع القصة العراقية ]

لا يبعدُ ما استشعرته كليزار أنور في قصتها (همس الحجر) عن هذا المعنى، إذ تجلس بطلتها قبالة تمثال (النضيرة بنت الضيزن) التي كتبها التاريخ خائنة لأهلها و أرضها جرياً وراء شهوتها، فقط لأنَّها امرأة، إذ يُحكى في التاريخ المذكر أنَّ الأميرة ابنة الضيزن ملك الحضر وقعت في عشق سابور الأول الملك الساساني إبَّان محاصرته للحضر، وكانت تلاقيه سرًا، وأفصحت له ذات مرة عن التعويذة الحامية لمدينتها، فدخل المدينة وقتل أباها وأمر جنوده بربط غدائر النضيرة بذيل فرس جماح، ثم استركض الفرس فتقطعت أشلاءً [نشوة الطرب في تاريخ العرب: 180] . فكيف له أن يأمنَ على نفسه من امرأة خانت أباها من قبل ؟!! وإذ تجلس بطلة كليزار أنور قبالة تمثال النضيرة فتتراءى لها الأميرة بصورة لا تشبه التمثال في شيء، وحين سألتها قالت لها: (( هم نحتوني هكذا ولم أكن كذلك)). في محاولة صريحة لقلب ما ترسّب في الذاكرة عن هذه الشخصية . تكشف هذه النصوص المنتقاة عن أهمية التذكر كأسلوب مقاومة لسلطة الذاكرة المركزية التي لم تعترف اعترافاً كاملًا بالأنثى بوصفها كيانًا فاعلًا في كلِّ تفاصيل الحياة وملابساتها، فألقت بها إلى هامش قصي، آن أوان التمرد عليها.

وللتذكر رهانات أُخر ، انتظرونا ...

************************************************

غوته والمونودراما الألمانية

بهاء محمود علوان*

يُعد الكاتب المسرحي الألماني غوته رائداً لفن المونودراما الألماني، والأول بين معاصريه الذي تبنى هذا النوع من المسرحيات. إن أسطورة (بروسيربينا)، التي اختطفت على يد بلوتو إلى العالم السفلي، حيث تم خِداعُها ونقلها من حياتها الأرضية وتحويلها كملكة بجانبه، أبهرت العديد من الفنانين منذ العصور القديمة. وكذلك فعل غوته، الذي أهدى لها مونودراما وقام بتقديمها مرتين بنفسه. ومع ذلك، فقد تم تجاهل عمله الكبير هذا، والذي يعد نواة المونودراما الألمانية الحديثة إلى حد كبير حتى الآن من قبل الباحثين. ولو رجعنا إلى العصور القديمة في التاريخ الألماني، فأنه يمكننا العثور على بعضٍ من مسرحيات المونودراما، وفي هذا النوع تحديداً من التمثيل الإيمائي المستمد من التراث الروماني. وقد تم تطوير التمثيل الإيمائي في الإمبراطورية الرومانية منذ عام 22 ق. م ولغاية العام 31 الميلادي. وتكون جميع الأدوار في التمثيل الإيمائي الروماني يلعبها ممثل واحد؛ لم يتكلم وكان يستخدم لغة الجسد فقط كوسيلة للتعبير، وكذلك (تعابير الوجه والإيماءات) وحركات الجسم. وتمكين جمهور المونودراما من خلال تلك الإيماءات أن يستنطقوا النصوص لجميع الشخصيات من خلال مشاهدتهم لذلك الفن الإيمائي المتطور. كان الجمهور يقف أو يجلس بلا حراك على حافة المسرح، لمتابعة تلك الحركات الجسدية. بهذهِ الصورة كان عليهِ المسرح الروماني قائماً، وهو مشابه تماماً للوضع الحالي في المونودراما الحديثة، على الرغم من أن التمثيل الإيمائي الروماني ليس نوعاً من انواع المونودراما بشكل مباشر، حيثُ كان الهدف الرئيسي من التمثيل الإيمائي هو إتقان الممثل للمعني وليس الوضع الدرامي المحدد للشخص الذي يقف بمفرده على المسرح ويؤدي قصة مضغوطة في أحداثها إلى حد ما. لكن ما يشترك فيهِ ذلك الفن الإيمائي مع المونودراما هو حقيقة واحدة وهي أن الشخص على خشبة المسرح كان يقف منفرداً، حتى وأن أشترك معه عدة أشخاص يمثلون أو يؤدون أدوارهم واحداً تلو الآخر، والذين غالباً ما يتحدثون مع بعضهم البعض. إن الوضع الحقيقي في التمثيل الإيمائي لم يكن في نهاية الأمر تمثيلاً أحادياً؛ كما هو حال الممثلين أو الممثل عند ظهورهِ في المونودراما الحالية.  أن التمثيل الإيمائي هو أقرب إلى (المونولوج) وهو متشابهٌ معه في الكثير من السمات. ومع ذلك، يمكن اعتبار التمثيل الإيمائي الروماني هو الجذور الأولى أو السلف الحقيقي للمونودراما الحديثة، لأنه يحتوي على بعض السمات النموذجية التي توجد أيضاً في المونودراما. وفي حقبة العصور الوسطى أنحسر التمثيل الإيمائي الروماني، مثلماً أنحسر أيضاً تقليد المسرح القديم بأكمله قد شابه نوع من الشلل، بعدما تم حظر المسرح باعتباره غير أخلاقي في الإمبراطورية الرومانية بعد انتشار المسيحية، وغالباً ما غادرت مجموعات الممثلين الرومان الأراضي الرومانية لتقديم عروضها المسرحية بعيداً عن سطوة الكنيسة.  وقد حاول أولئك الممثلون الهاربون من السلطة الرومانية الوصول إلى مناطق أخرى يتمكنون فيها من تأسيس فرق مسرحية جديدة، ومن تلك الأماكن الجديدة التي وصلوا إليها هي مناطق جبال الألب.

وقدْ حاولوا تكوين فرق لهم شمال جبال الألب وأصبحوا منافسين حقيقين للفرق المسرحية الفرانكفونية. وقد جلبوا معهم ظاهرة مسرحية جديدة إلى أوروبا، وشكلاً فنياً متطوراً في المسرح لم يكن معروفاً في أوربا آنذاك. لم تنشغل الفرق القادمة بالطبع بأنواع المسرح التقليدي ومنها على سبيل المثال التراجيديا، حيث لم تتوفر لديهم آنذاك مستلزمات إنجاح تلك الأنواع المسرحية المعتادة. ولهذا السبب تم التركيز على اعتماد نوع من الفنون المسرحية الصغيرة والمبسطة، وما متوفر لديهم من قدرات كما انتشر فن (المونولوج) أو ما يسمى (بالمونولوج الثنائي). وهو من أشكال رواية القصص الملحمية التي تم تنفيذها من خلال تنشيط التحولات التي يؤديها أو يقوم بها الراوي إلى عدة شخصيات تمثيلية.

كان عرض المسرحية التي مُثلت كمونودراما مسرحية هي (الخطبة أو العِظةُ المفرحة)، وهي تقليد لخطبة الكنيسة (العظة)، ولكن بدلاً من الموضوع الكنسي، ظهر الموضوع العلماني الساخر في العظة. كان هناك حوالي ثلاثين عملاً بارزاً حصل على انتشار واسع حينها، ومنها الخطبة التي ألقاها جويو، من بين أمور الأخرى التي كانت تتناولها هذهِ المونودراما، التي كانت تشبه المواعظ على خشبة المسرح، كانت مواضيعها تدور حول الأمور الحياتية الى جانب المعايير الظرفية والهيكلية للمونولوج من حيث البناء الخارجي، فيتحدث الشخص (الكاهن) بمفرده دون شريك عن موضوع حياتي متداول لفترة طويلة. لذلك يمكن للمرء أن يقول إنها مونودراما.

لقد ظهرت المونودراما (الحقيقية)، أي المونودراما كنوع مستقل، في القرن الثامن عشر عند تحويلها من مونولوج مصحوب بالموسيقى إلى مونودراما مسرحية حققت انتشاراً واسعاً في ألمانيا وكذلك فرنسا إزهارها الأول على الفور. وكانت تلك العروض مستوحاة من الأساطير اليونانية.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* أستاذ الأدب والمسرح الألماني في جامعة بغداد

كاتب في الدراسات النقدية والمسرحية

المصادر:

„MONOLOGE" VON PETER TURRINI, Vom dialoghaften Monolog zum Monolog. Monika Borecká, Berno 2008

********************************************

رسوم

محمد جابر احمد

السماءُ لامست يدي

مذ خٓلعتُ حذائي وسرتُ حافياً على حبة رمل

غزةُ لم تعُدْ لأحلامي

مذ بٓرقتْ ... أغنية !

شجرٌ يتفحمُ ويُقطعْ ... من الأدعية

الشفاهُ نوافذ تٓفٓحٓمتْ

أنشوطةٌ تُلألٍؤُ الفضاء

شمسُ مدماةٌ تٓلّونتْ بلعب الأطفال ورسومهم

النعوش تٓكدست في قطرة دمٍ أمام القنوات الفضائية

الصواريخُ بجّٓ صوتها ... دون طائل

الطائراتُ ألقتْ قُبلاتها الصاروخية ومضتْ

أعلامٌ جائعةٌ شٓعتْ بين أضلعنا ... وأنبتتنا

**********************************************

انتشاءٌ

في هزّاتِ الروح 

عبد الأمير زكي

وانا انفخُ الهواءَ في مزمارٍ

أراقصُ القصبُ السكران في شوارد ريحٍ

واداعبُ النشوات

وهي تنتشي في هزّات الروحِ الضالة

تاركاً مجاري الكلام ، دراويشُ تدندنُ

مغارةُ ارواحٍ

تكتمُ انفاسها في مدار الساعاتِ

ثم احتكمُ بصفّارةِ انذار

وابلعُ ريقي على مسمع الخاسرين

شوطاً في شوط

أتوثّبُ كخيل سباقٍ

اسوارٌ في حلبة

من اين يأتي الجسدُ ؟

وخلفهُ مراثي المجرّاتِ العالقةِ بين النجوم

مرايا أقمارٍ

تنحتُ النوم من الناجين

أتدرين ؟

كان هناك

ذلك زمنٌ يليقُ بنا

تطفو هواجسَ وعودكِ الجافّة

فلينةٌ لا تمسكُ القاع

من اين يأتي الوقتُ ؟

وانتِ ساعةٌ شاردة

تواريخُ طيِّ النسيانِ

مثل لحاءِ شجرٍ ميت

اتركي اللعبةَ وتنحَّي عن بعد ذاكَ المكان

اتركي وراءكِ بياضاً ونحن غياب

من دونكِ يتلوّى الزمانُ .. المكانُ رماداً

كهوفٌ

اقفالٌ في ظل

وحتى ذلك تنفّسي أغانيكِ

ستلوحُ لنا ما خبّأتهُ النهاياتُ

ونبتسم

***********************************************

الصفحة الثانية عشر

حاملا وجوها من مكونات البلاد «قطار السلام} يصل إلى البصرة

البصرة – باسم محمد حسين

يوم الجمعة الماضي وصل "قطار السلام" التابع لشبكة تحالف الأقليات العراقية، إلى مدينة البصرة قادما من أربيل، حاملا نحو 30 راكبا يمثلون غالبية مكونات البلاد ويرتدون أزياء تراثية ملونة جميلة.

وكانت شبكة تحالف الأقليات العراقية، وهي منظمة مدنية مستقلة، قد نظمت يوم 18 من هذا الشهر رحلة تاريخية على حافلة أطلقت عليها "قطار السلام"، انطلقت من أربيل نحو مختلف مدن البلاد، بهدف استكشاف التنوع الثقافي العراقي من خلال زيارة مجموعة من المواقع التاريخية والدينية والثقافية، واللقاء بالناس.

ومن بين المحطات التي وقفت عندها الحافلة في البصرة، "شارع الفراهيدي" للثقافة والكتاب. حيث ارتقى الضيوف المسرح وعرّفوا بأسمائهم وطوائفهم، ووجهوا كلمات محبة إلى البصرة وأهلها، معبرين عن الشكر والامتنان على حسن الاستقبال.

وكانت "طريق الشعب" حاضرة في "الفراهيدي"، فالتقت بالسيدة فائزة ذياب سرحان، نائب رئيس جمعية الثقافة المندائية في أربيل وعضو مجلس إدارة الشبكة. حيث شرحت للجريدة طبيعة رحلتهم.

وقالت أن "قطار السلام يشيع قيم السلام وينشر الثقافات العراقية، وثقافات الأقليات بشكل خاص، بين أبناء الوطن"، مبينة انهم تنقلوا بين محافظات عدة. إذ مرت حافلتهم بنينوى، ووصلت إلى سهل نينوى وتنقلت بين الأديرة والكنائس المسيحية ومعابد الايزيديين والشبك، ثم مرت بكركوك، وبعدها توجهت نحو بغداد، وزارت مدينة الكاظمية، ومنها الى كربلاء ثم الى النجف وصولاً الى البصرة.

وتابعت قولها أنه "من خلال رحلتنا، نود أن نقول إلى العالم هذا هو العراق الجميل المتنوع بأهله وثقافاتهم".

ونوّهت فائزة إلى انهم عند وصولهم إلى البصرة، زاروا بداية الكنيسة الكلدانية، وتلقوا ترحيبا حارا من المطران وبقية الكادر الكنسي. ثم توجهوا للاطلاع على معالم المدينة، فوجدوها جميلة متجددة، مشيرة إلى ان "السلطات المحلية أولتنا الاهتمام والعناية".

فيما لفتت إلى ان "البعض يرفض تسميتنا بالأقليات، متصورا ان هذه التسمية تنتقص منا، لكن في الحقيقة نحن نستخدمها كمصطلح دولي. فالأقليات تأتي نسبة لعدد السكان ولا تعني تعبيرا آخر".

واستذكرت فائزة، كمثال، التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الطائفة المندائية، رغم عددهم القليل، في سبيل الوطن وحرية جميع أبنائه.

ومضت إلى القول: "نحن اليوم في شبكتنا سائرون نطالب بحرية الوجود والهوية لكل العراقيين، بمختلف انتماءاتهم ومكوناتهم. وأمنيتنا الأساسية هي أن نرى وطننا بخير، ومواطنيه يدا واحدة وقلبا واحدا، لسد الطريق أمام كل من يحاول الإضرار بهذا النسيج المجتمعي الجميل".

وأكدت انهم لقوا ترحيبا حميميا كبيرا في جميع المدن التي مروا بها. حيث استقبلهم الناس بالورود وأغدقوا عليهم كرم الضيافة.

وبعد "شارع الفراهيدي"، توجه الضيوف إلى معبد الصابئة المندائيين. وكان في استقبالهم الشيخ مازن نافع رحيم، شيخ الطائفة في البصرة، ومعه أعضاء مجلس شؤون الطائفة.

ورحبت السيدة منيرة خلف صالح، مسؤولة شؤون المرأة في مجلس شؤون الصابئة، بالضيوف، ووصفتهم بـ "باقة ورد".

وقالت: "نتشرف في استقبال هذه العناصر الطيبة من أبناء وطننا. وليس غريبا على العراقيين هذا التلاحم الأخوي".

هذا ورافق القافلة في جولتها البصرية، عضو مجلس المحافظة عن "حركة بابليون" نائل غانم عزيز، وعدد من الموظفين.

********************************************

في «غاليري مجيد} عن ماهية الفن وتجربة التشكيلي الراحل كاظم حيدر

متابعة – طريق الشعب

ضيّف "غاليري مجيد" في بغداد، أخيرا، أستاذ علم الجمال د. نجم حيدر، الذي قدم محاضرة عن إشكاليات مفهوم ماهية الفن. وألقى الضوء على نتاجات الفنان التشكيلي الراحل كاظم حيدر (1932 – 1985).

المحاضرة التي استمع إليها جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن الفني، استهلها الضيف متحدثا عن الفن كجزء من المنظومة المعرفية الإنسانية، والذي يرتبط معها في كل تحولاتها على مر التاريخ، مبينا أن الفن يرتبط بمفهوم الجمال، وان هذه العلاقة تنتج باستمرار نتاجات فنية جديدة مختلفة.

وفيما رأى ان كثيرا من الفلاسفة اليوم يثنون على فكرة الاختلاف والمشاكسة والتجديد في الفن، ويعتبرون ذلك صفة إيجابية لتطور المعرفة، بيّن ان هناك مفكرين أصوليين يشددون على الثبات والتماثل، كأمر أساسي للحفاظ على سلامة الموقف الفني الواحد.  

وأشار د. حيدر إلى ان "الفن قوة معرفية تشبه المعارف الأخرى، وانه لغة منفتحة على المعنى وتتخطاه، بينما اللغة الدارجة مؤطرة بالمعنى"، موضحا أن "الفن يتطور بتطور الخيال الإبداعي البشري. وهذا له علاقة بالتخلص من الضرورات الجسدية الضاغطة. فكلما تخلص الإنسان من حاجاته الفسلجية، زاد اهتمامه بمخيلته الابداعية الجمالية والفلسفية".

وتحدث المحاضر عن الاختلافات الفنية بين الشرق الأوسط وأوربا، في ظل اختلاف ملامح النهضة بين الجانبين، مبينا أنه بسبب التواصلية وتطور حركة الاتصال، أصبح العالم قرية صغيرة، ما أسقط الفجوة بين الأجيال وساعد على انتقال الثقافات.

بعدها تطرق إلى تجربة الفنان كاظم حيدر. والقى الضوء على حركة وعيه المتطورة ورؤيته لنهضة الفن، ومشاكساته الجمالية، مشيرا إلى عدد من لوحاته المهمة التي حملت رؤية حداثوية متقدمة في الوعي الجمال، مثل "الشهيد" و"رقصة المغازل" و"الحمّال" و"شجرة الزمن".

جدير بالذكر أن الفنان كاظم حيدر تخرج في معهد الفنون الجميلة في بغداد، بعد تخرجه عام 1957 في دار المعلمين العالية. ودرس فنون الرسم والديكور المسرحي والطباعة الحجرية في الكلية المركزية للفنون في لندن. وشارك في معظم المعارض الفنية المهمة خارج العراق. وأقام معرضين شخصيين في بغداد 1965 و1969. وقد أولى كاظم اهتماما شديدا بديكور المسرح. فارتبط بفرقة المسرح الفني الحديث، التي عهدت إليه تصميم أعمالها المهمة، مثل "النخلة والجيران" و"الشريعة" و"هاملت عربيا" و"بغداد الأزل بين الجد والهزل" و"الخان وأحوال ذلك الزمان" و"القربان" و"كلكامش".

***************************************************

يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، الكاتب والمختص في شؤون اليسار، الأستاذ رشيد غويلب، ليلقي محاضرة بعنوان "اليسار بين الانكفاء والصعود.. الأسباب والتحديات".

تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

***********************************************

قضاء بلد رسّامون يزينون الجدران بلوحات ملونة

متابعة – طريق الشعب

أطلق طلبة معهد الفنون الجميلة في قضاء بلد بمحافظة صلاح الدين بالتعاون مع نخبة من الفنانين التشكيليين، أخيرا، حملة فنية تطوعية تتضمن تزيين جدران المدارس والمؤسسات الحكومية برسوم ملونة تعبر عن تاريخ القضاء وتآخي أهاليه، وتقدم نصائح توعوية.

وشملت الحملة حتى الآن، جدران المستشفى العام ومنتدى الشباب وعدد من المعاهد والمدارس. حيث تحولت تلك الجدران إلى لوحات نابضة بالألوان والمعاني، وذلك بإشراف ومتابعة فنانين معروفين في القضاء، مثل سعد الحداد وناجح عياش وأحمد الغزالي وحسن الاسمر ولقمان الربيعي.

وفي حديث صحفي، قال الفنان حسن الأسمر، أنه خلال 10 أيام تمكن المتطوعون من تلوين جدران 10 مؤسسات حكومية. فيما قال الفنان لقمان الربيعي، أن هذه الحملة جاءت بالتزامن مع قرب ذكرى فك الحصار عن المدينة إبان فترة إرهاب داعش "حيث رسم المشاركون شخصيات وطنية ساهمت في تحرير المدينة".  من جانبه، قال التدريسي في معهد الفنون الجميلة سعد الحداد، أن الحملة شارك فيها 75 طالبا من الأقسام التشكيلية في المعهد، وحتى من القسم المسرحي، وانضم إليها أيضا عدد من الموهوبين المتطوعين من أبناء المدينة. 

*******************************************

أما بعد .. الفرات يصير شاعر من يمر بالناصرية

منى سعيد

" حبي لداخل حسن وانتمائي لناصريتي..الحب وطن والنشيد الوطني بيه "حاسبينك".. الفرات يصير شاعر من يمر بالناصرية.." مفردات من ذهب تقطر عذوبة، تألق بها الشاعر الشعبي لطيف العامري عند وصفه لمدينته. ولا غرابة، فالناصرية مدينة العشق والفن والثورة ومهد الحضارة..

وبوهج المحبة والحنين والعودة للجذور كنا قد لبينا دعوة اتحاد الأدباء والكتاب لحضور مهرجان الحبوبي الإبداعي الدولي السابع "دورة فلسطين ولبنان" في نهاية الشهر الماضي. وعلى مدى ثلاثة أيام أنعشت أرواحنا نفحات قصائد لشعراء قدموا من كافة أنحاء العراق ومن لبنان وفلسطين والأهواز.

ولعل أبرز ما تحقق في المهرجان تدشين قرية أور السياحية ومسرحها السومري المفتوح، المشابه للمسرح الروماني المكشوف بمدرجاته العالية وروعة تصميمه وبنائه . وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة على غير المُتوقع، غص المسرح بضيوف المهرجان من الشعراء والأدباء والفنانين ومن أهالي الناصرية، إذ حظيت العائلات بفرصة التمتع بالحضور ومتابعة الفعاليات. وللمهرجان ميزات لابد من تأشيرها، أهمها إتاحة الفرصة لإبداعات الشباب المحليين في إظهار مواهبهم وتنفيذها على أرض الواقع، بدءا من التنظيم الراقي للفقرات من قبل رئيس اتحاد أدباء ذي قار الشاعر علي الشيّال ، إلى تقديم فعاليات شبابية متنوعة كعرض فيلم استذكاري عن أدباء الناصرية الراحلين في وقفة وفاء رائعة ، وإقامة المعرض الشخصي الثاني " أرض القصب" للمصور الفوتوغرافي علي رحيم العسكري ، مواليد 1995 ، وتقديم عرض لمسرحية " حدث مالم يحدث" تأليف وإخراج علي عبد النبي على مسرح أور ، وعرض بصري آخر من إخراج عصام جعفر عذاب على جدار مسرح آور..

وتضمن حفل الافتتاح إعلان جوائز مسابقة أور الإبداعية ، و تكريم فريق مسلسل الجنة والنار الذي ذاع صيته مؤخرا وحاز على إعجاب الكثيرين ، من تأليف وإخراج مصطفى ستار الركابي وتمثيل مجموعة شباب من الناصرية. و قدم المهرجان في يومه الثاني عرضا موسيقيا للفنان المغترب علي الكناني الذي برع بصنع آلة القيثارة السومرية بنفس حجم ومواصفات الآلة الأصلية .

وعلى مدى الأيام الثلاثة تمتعنا بسماع قصائد الشعراء الممجدة للناصرية ولأهلها ولانتفاضة الشباب ، سيما وأن موعد المهرجان حل في الذكرى الخامسة لمجزرة جسر الزيتون التي راح ضحيتها 70 شهيدا وأكثر من 225 جريحًا في 28 تشرين الثاني، و 15 متظاهرًا وجُرِح 157 آخرين بعد يومين . بالإضافة إلى القصائد التي استذكرت النضال في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم في غزة ولبنان .

ولعل الميزة المهمة الأخرى للمهرجان تناوله موضوع الساعة حول الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالأدب، في جلسة فكرية قدمها عدد من النقاد الذين وجهوا الانتباه إلى مدى تأثير التقنيات الجديدة في التحكم بالإبداع والمواهب، إلى جانب تقديم جلسة نقدية أخرى بعنوان" الشعر السومري" لباحثين أجانب.

وتضمن المهرجان فعاليات أخرى مثل البازار الفلكلوري وجلسات موسيقية ، مما يشير إلى ضرورة إقامة مثل هذه المهرجانات، ضمن فعاليات اتحاد الأدباء والكتاب في كافة المحافظات العراقية، لما فيها من تنشيط للذاكرة المحلية وحث على الإبداع والتميز.

********************************************

قف.ز فيلم كارتون

عبد المنعم الأعسم

على خلفية خيبات الأمل في صفوف تحالفات السلطة، والخشية المتزايدة من الاضطرار للاعتراف بفشل احتواء المشكلات السيادية والأمنية وتطمين الشعب إلى حُسن ورجاحة إدارة الأمور، بدأ (بموازاة ذلك) إطلاق دعوات خجولة لإصلاح العملية السياسية المتعثرة بأذيالها، وتشجعتْ بعض الأصوات على نعي هذه العملية التي تحتضر، أو التي تقدم معاملة التقاعد، وأمست منزوعة الدسم سالبة المذاق، والإجماع على انها لم تعد صالحة للظروف الجديدة، او انها ليست جديرة بإضفاء السمعة الطيبة على المنتفعين منها بعد أن حولتها المحاصصة المقيتة إلى غرفة مظلمة للصفقات والمعارك الشرسة، ويقال إن النية تتجه إلى إحلال "صيغة شراكة" بديلة يقدمها "حكماء" بالسليفون اللماع إلى الجمهور اليائس، مسبوقة بمسرحيات هابطة المستوى، وذلك في مطاردات افتراضية نصف مسلية، وقل في عرض كارتوني خائب للعبة الكراسي وتغيير الوجوه. في أحد افلام الكارتون الأمريكية كان الهدف هو "جبنة" أخفيت طي سلة ملابس قديمة، فيما تبحث عنها وتتسابق للعثور عليها، جماعة من القطط التي تدفعها الشراهة وشراسة التنافس، وطوال وقت العرض يقدم مخرج ومؤلف وسيناريست الفيلم مفارقات شيقة، كان آخرها العثور على الجبنة وقد تعفنت.. ولا أسف.

***************************************************

جامعة الأنبار تزرع «البطاطا الشيبسية}

متابعة – طريق الشعب

أعلنت جامعة الأنبار، أول أمس الثلاثاء، مباشرتها تنفيذ مشروع لزراعة البطاطا الشيبسية، مبينة أن المشروع سينعكس إيجابا على الواقع الزراعي في المحافظة.

وقال عميد كلية الزراعة في الجامعة ادهام علي عبد، أن "احد اهم توجهات الأنبار هو تنمية المشاريع الزراعية. حيث باشرت كلية الزراعة بالتعاون مع المجلس الاستشاري الصناعي، تنفيذ مشروع زراعة البطاطا الشيبسية، المستخدمة في صناعة الشيبس وغيره من الصناعات الغذائية"، مشيرا في حديث صحفي إلى انهم تعاونوا مع صاحب معمل في الأنبار، على تنفيذ المشروع.

وأضاف قائلا أنه "استطعنا زراعة صنف شهير ومعروف  في انتاجه الجيد، الذي يصل إلى 8 أطنان للدونم الواحد، ويزداد أكثر في موسم الربيع". ولفت عبد إلى ان "هذا المشروع مربح. وبالإمكان فتح معمل لإنتاج الشيبس في الانبار، بما يساهم في تشغيل الأيدي العاملة وتنشيط القطاعين الزراعي والصناعي"، معربا عن أمله في ان تتبنى الحكومة المحلية مثل هذه المشاريع.