اخر الاخبار

لصفحة الأولى

مختصون يؤكدون أن كلفتها الاقتصادية والاجتماعية باهظة البطالة في العراق.. أزمة مستدامة أم ثمرة سياسات فاشلة؟

بغداد ـ محمد التميمي

لم تعد البطالة في العراق مجرّد أزمة اقتصادية عابرة، بل أصبحت تحدياً بنيوياً يُهدد الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية. وعلى الرغم من التصريحات والوعود الحكومية المتكررة حول تراجع نسب البطالة، تشير الحقائق إلى عجز السياسات الاقتصادية عن تفعيل القطاع الخاص، وضعف الاستثمارات التي من شأنها خلق فرص عمل جديدة.

وفي المقابل، أدت التعيينات الحكومية العشوائية إلى تضخم الجهاز الإداري دون أن تسهم في حل المشكلة جذرياً، ومع غياب خطط التنمية المستدامة وضعف دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، تبقى البطالة واحدة من أبرز القضايا التي تُفاقم معاناة الشباب العراقي.

مليون عراقي سنويا يحتاجون عمل

وفي تقرير لها حول نسب البطالة ومعدلات النمو، قالت صحيفة “ذا ناشونال” إن العراق بحاجة لخلق 350 ألف فرصة عمل جديدة كل عام، لمنع الزيادة السريعة في عدد العاطلين عن العمل، مبينةً أن أعداد من يدخلون إلى السن القانونية للعمل ويحتاجون إلى عمل، تزداد بنحو مليون شخص كل عام.

ووفقاً لتقريرٍ للبنك الدولي، فإن العراق يحتل المرتبة الـ 49 من أصل 50 فيما يتعلق بالضرائب والمنافسة في السوق وإفلاس الشركات، مؤكداً أن التحدي الأخطر الذي يواجه العراق هو النمو السريع في أعداد الباحثين عن عمل، ففي كل عام يكون هناك مليون عراقي في سن يسمح لهم بالعمل.

طريق التنمية.. رافعة للتشغيل

وفي سياق متصل، يقول المستشار المالي رئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح: ان "البطالة هي أحد الهواجس الكبيرة لدى السياسة الاقتصادية في الدولة، في بلد مثل العراق تتدافع الناس فيه اليوم على "الوظيفة العامة العاطلة" بغض النظر عن إنتاجيتها".

ويضيف صالح قائلاً لـ"طريق الشعب"، إنّ هذه المشكلة "يوجد لها حل عبر 3 اتجاهات: الاول هو ما توفره الدولة من وظائف ملحة في القطاع الصحي والامني والقضائي والتعليمي، والاتجاه الثاني هو مبادرات البنك المركزي وصندوق العراق للتنمية والمصارف، بمنح قروض لاقامة مشاريع بالاعتماد على النفس، مع توفير ضمان صحي للعاملين".

وبالنسبة للاتجاه الثالث قال انه "الاكبر والمهم، ويمثل استراتيجية طريق التنمية، اذ سنكون بحاجة ليس الى عمال عراقيين بل حتى أجانب، اذا ما توفرت الفرص الكاملة لتشغيل هذا المشروع الكبير والعملاق. واعتقد انه سيكون حينها رافعة للتشغيل في العراق بشكل كبير جداً".

وبيّن ان "تخفيف التدافع على العمل في القطاع الحكومي، يكون بمساهمة الحكومة وبدعم وتنشيط القطاع الخاص"، مبينا ان "للحكومة شراكة تمويلية بمنح ضمانات سيادية، لتحصيل قروض اجنبية لمشاريع صناعية، فنهضة الصناعة ستمتص 60 في المائة من القوى العاملة".

وخلص الى القول ان "الامل الكبير معقود على طريق التنمية، والذي سيؤدي الى نهضة بثلاث مدن صناعية، ومنطقتين اقتصاديتين، وهذا يحتاج الى قوة عاملة هائلة وملحقاتها، وترتبط بها كل الاعمال الثانوية والمكملة".

تحسين البيئة الاستثمارية

المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، أكد أن "سوق العمل يستقبل سنويا من الخريجين حوالي 300 الف وربما اقل او اكثر، اضافة الى ما يدخل السوق من غير الخريجين، ممن يصلون الى سن العمل"، مبينا "اننا بالنتيجة نحتاج من 250 الى350 الف فرصة عمل، حتى نلبي حاجة الايدي العاملة الداخلة الى سوق العمل سنوياً".

وعلى مستوى السياسات قال الهنداوي لـ "طريق الشعب"، ان "التوجه الان صوب اعطاء مساحة اوسع للقطاع الخاص، ليكون قادرا على تحقيق شراكة في هذا الاتجاه، وتم تشكيل مجلس تطوير القطاع الخاص، الذي يرأسه السيد رئيس الوزراء، ويضم ممثلين عن كل الفعاليات الاقتصادية المنضوية تحت لواء القطاع الخاص، ويتكون من 33 عضوا، وهؤلاء الاعضاء من كل الانشطة والفعاليات الاقتصادية الموجودة في القطاع الخاص".

واكد، ان هناك جهدا حكوميا من أجل تحسين البيئة الاستثمارية في العراق، لتكون أكثر جذباً للمستثمرين على المستويين المحلي والخارجي؛ فكلما كانت هناك حركة استثمارية جيدة في البلد، يتولد لدينا المزيد من فرص العمل للشباب".

واشار الى انه "من المتوقع في ضوء الرؤية والمعطيات الموجودة، أن يوفر القطاع الخاص فرص عمل مناسبة ومهمة، بالاضافة الى المشاريع التي توجهت اليها الدولة، من بينها مشروعا طريق التنمية وميناء الفاو الكبير، ومشاريع المدن السكنية والطرق الحلقية، التي من شأنها أن توفر فرص عمل لائقة للكثير من العاطلين".

وذكر الهنداوي ان "نتائج التعداد العام ستشكل مدخلا مهما للسياسات والخطط و الاستراتيجيات التنموية، لان هدف التعداد تنموي بالدرجة الأولى. ونريد من خلاله أن نؤشر على الفجوات التنموية ومواطن الخلل، وفقا للتركزات السكانية والمزايا المكانية لكل محافظة، فعلى اساسها يتم وضع خطط وسياسات للاستفادة من هذه المخرجات في معالجة المشكلات".

ما هي الحلول؟

من جهته، انتقد المختص بالشأن الاقتصادي صالح الهماشي، عدم قدرة الحكومة على خلق فرص عمل حقيقية للباحثين عنها.

وأضاف الهماشي لـ"طريق الشعب"، أن "سبب هذه المشكلة هو ان الحكومة ما زالت غير قادرة على خلق فرص عمل. وهنا لا نتحدث عن فرص عمل في القطاع العام، بل بتفعيل القطاع الخاص ومنح شهادات استثمار لمشاريع حقيقية، فنسبة 70 في المائة من الاستثمار اليوم ترفيهي، وغير قادر على تغطية هذا العدد الكبير من الايدي العاملة".

وشدد في سياق حديثه على ضرورة ان "تضع الحكومة خطة لجذب استثمار قادر على امتصاص هذا الكم الهائل من الأيدي العاملة سنوياً، وأن توضع خطة خمسية لتوفير كم كبير من فرص العمل، من خلال مشاريع مهمة تحقق هذا الهدف".

وخلص الى ان "صانع القرار حتى اللحظة ليس لديه هذه القدرة والخطة، عدا تخطيط ارتجالي، لم يثمر توفير فرص العمل لجيش العاطلين الذي يُفوج سنوياً".

**********************************************

راصد الطريق.. ثقة المهربين بأنفسهم .. ماذا وراءها؟!

يُقال - والعهدة على القائل - إن مهربي المواد الممنوعة وتلك الخاضعة لتعرفة كمركية عالية، باتوا يدفعون تأمينات تُعادل قيمة البضائع المُهرّبة للتجار المسؤولين عن استيرادها،  قبل ان يستلموا الشحنات.وهذا يعكس مستوى عاليا من الاطمئنان الى هؤلاء المهربين والثقة بقدرتهم على تجاوز السيطرات الخارجية المُنتشرة على طول الطرق وصولًا إلى العاصمة بغداد.

والمعلومات تُشير إلى عمليات تهريب واسعة لمختلف البضائع، وعلى رأسها المخدرات طبعا، كذلك الأدوية غير المُفحوصة، والأجهزة الطبية، والسكائر، والكحوليات، وبعض المواد الغذائية، وكل ما يُراد إدخاله إلى الأسواق المحلية بطرق غير شرعية.

وما يُعزز هذه المعلومات هو قيام البنك المركزي العراقي قبل ايام بمعاقبة 49 شركة، جزاء عدم مطابقة أقيام فواتيرها مع البضائع الداخلة عبر المنافذ الرسمية. يُضاف إلى ذلك تقرير هيئة النزاهة الأخير، الذي كشف عن استمرار عمليات تهريب الأدوية بشكل منهجي.

ويبقى السؤال المطروح الذي يبحث عن إجابة شافية: هل ثقة المهربين هذه هي ناتج تواطؤ بعض الأجهزة الحكومية ذات العلاقة؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما سرّ استمرار دخول هذه المواد إلى الأسواق وتداولها بشكل طبيعي؟!

.**********************************************

إضراب موظفي السليمانية مستمر

بغداد ـ طريق الشعب

تشرف السنة الحالية على الانقضاء، لكن الأمور لم تتغير بالنسبة للعراقيين الذين يطالبون بأبسط حقوقهم، مثل فرص العمل والخدمات وغيرها. فقد استمرت الاحتجاجات المطلبية في عدة محافظات، حاملة مطالب مشروعة، فيما واصل الآلاف من الموظفين في مدينة السليمانية وضواحيها، يوم أمس الأربعاء، إضرابهم عن الدوام، رغم استلامهم رواتبهم لشهر تشرين الأول.

**********************************************

الصفحة الثانية

التجارة توزع على الفلاحين مستحقات الشلب

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت وزارة التجارة المباشرة بتوزيع مستحقات الفلاحين لمحصول الشلب المسوّق لعام 2024.

وذكر إعلام الوزارة في بيان أن "الوزارة بدأت بتوزيع المستحقات المالية للفلاحين من مبلغ 100 مليار دينار، المخصص لمحصول الشلب المسوّق لعام 2024، والذي تم تحويله لحساب الشركة العامة لتجارة الحبوب".

وأكد البيان أن "هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الحكومة لدعم القطاع الزراعي وضمان وصول المستحقات المالية للفلاحين بسرعة"، مشيراً إلى "أهمية محصول الشلب كركيزة أساسية للاقتصاد الزراعي العراقي ودوره في تعزيز الأمن الغذائي".

من جانبه، أوضح مدير عام الشركة العامة لتجارة الحبوب، حيدر الكرعاوي، أن "المبلغ المحوّل يغطي الجزء الأكبر من الكميات المسوّقة من قبل الفلاحين، وفق التخصيصات المقررة في الموازنة العامة لعام 2024".

ولفت إلى أن "عملية التوزيع تشمل عدداً من المحافظات الزراعية الرئيسية، ومنها: النجف الأشرف، الديوانية، بابل، ميسان، المثنى، وذي قار".

***********************************************

إضراب موظفي السليمانية مستمر  والاحتجاجات في المحافظات تتواصل

بغداد ـ طريق الشعب

تشرف السنة الحالية على الانقضاء، لكن الأمور لم تتغير بالنسبة للعراقيين الذين يطالبون بأبسط حقوقهم، مثل فرص العمل والخدمات وغيرها. فقد استمرت الاحتجاجات المطلبية في عدة محافظات، حاملة مطالب مشروعة، فيما واصل الآلاف من الموظفين في مدينة السليمانية وضواحيها، يوم أمس الأربعاء، إضرابهم عن الدوام، رغم استلامهم رواتبهم لشهر تشرين الأول.

الاضراب مستمر في السليمانية

وأفاد شهود عيان بأن الموظفين توجهوا إلى دوائرهم لتسلم رواتبهم الخاصة بشهر تشرين الأول، ثم عادوا إلى منازلهم لمواصلة الإضراب.

ويطالب الموظفون بصرف رواتب شهري 11 و12 كشرط أساسي قبل نهاية العام الحالي للعودة إلى العمل في دوائرهم ومواصلة الدوام.

من جهة أخرى، شهدت محافظة حلبجة في إقليم كردستان احتجاجات واسعة بسبب تأخر صرف الرواتب، حيث خرجت جماهير غاضبة للتعبير عن رفضهم لتراجع الجهات الحكومية عن وعودها بتقديم الخدمات وتنفيذ المشاريع.

وأدت هذه الاحتجاجات إلى شلل شبه كامل في الحياة اليومية في السليمانية، حيث توقفت الدوائر الحكومية والمدارس والجامعات والمستشفيات عن العمل. وقد انضم إلى الإضراب، العاملون في المستشفيات والمراكز الصحية، بما في ذلك مستشفى الولادة، بسبب عدم تسلمهم رواتبهم لأكثر من 75 يومًا.

في اليوم الحادي عشر، توسع نطاق الإضراب ليشمل المزيد من الدوائر الحكومية مثل البلديات، والمحكمة، ودائرة الكهرباء، إضافة إلى استمراره في دوائر المرور والتقاعد، والضريبة، وكتاب العدل، ومؤسسات وزارة الصناعة.

كركوك على خط الاحتجاج

من جانب اخر، تظاهر العشرات من الحراس الأمنيين المفسوخة عقودهم، أمام بوابة شركة نفط الشمال، مطالبين بإعادتهم إلى الخدمة أسوة ببقية المحافظات.

وأفاد المتظاهر ريبوار صديق، بأن عدد الحراس الأمنيين المفسوخة عقودهم في حقل باي حسن النفطي يبلغ حوالي 466 شخصًا، مشيرًا إلى أنه تمت إعادة العمل لزملائهم في محافظتي صلاح الدين ونينوى. وطالب صديق شركة نفط الشمال وشرطة نفط الشمال بالعمل على إعادة الحراس الأمنيين إلى الخدمة.

وأضاف المتظاهر: "لقد عملنا في ظروف صعبة، وعندما تم وضع بند يسمح لنا بالعودة، كانت هناك مماطلة في تنفيذ هذا الأمر".

من جانبه، قال سركوت محمد وهو متظاهر آخر، إن "التظاهر حق مشروع، ورسالتنا لشركة نفط الشمال هي ضرورة إعادة تشغيلنا لحراسة الآبار النفطية في حقل باي حسن".

وأكد محمد، أن أعدادهم ليست كبيرة، وأنه يمكن إعادة الحراس إلى العمل من خلال كتاب واحد من شركة نفط الشمال إلى وزير النفط، حيث إن الغطاء المالي موجود في الموازنة.

وأوضح المتظاهرون، أن لديهم عائلات يعيلونها وسط الظروف المالية الصعبة، مؤكدين ضرورة الإسراع في إعادة توظيفهم.

عقود التعداد السكاني

الى ذلك، نظم العشرات من العدادين المشاركين في التعداد العام للسكان، وقفة احتجاجية في وسط مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى، مطالبين بتعيينهم.

وأفاد مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة في ديالى بأن المحتجين، ومعظمهم من الخريجين، طالبوا بتعيينهم إما بعقود مؤقتة أو على الملاك الدائم، تثمينا لمشاركتهم في التعداد السكاني.

البحث عن العمل في البصرة

واحتشد العشرات من أبناء مناطق شمال البصرة أمام بوابات أكبر حقول النفط في العراق، مطالبين الحكومة المحلية بتوفير فرص عمل لهم وتحسين واقع الخدمات في مناطقهم.

وخلال الاحتجاج، طالب المتظاهرون بمساواتهم مع مركز المحافظة في الحصول على فرص العمل والخدمات الأساسية، مشيرين إلى التهميش المستمر الذي يعانون منه برغم احتضان مناطقهم اكبر الموارد النفطية في البلاد، مؤكدين عدم استفادتهم الكافية من هذه الموارد.

وكان المتظاهرون قد رفعوا شعارات تطالب بإنصاف مناطقهم وتحقيق العدالة في توزيع الفرص والخدمات، داعين الحكومة المحلية إلى التدخل الفوري لتحسين الأوضاع المعيشية لسكان تلك المناطق.

محاضرو الديوانية

ونظم عدد من ملحق المحاضرين بوزارة التربية في محافظة الديوانية تظاهرة أمام مبنى الوزارة في بغداد، مطالبين بالمصادقة على الكلف المالية الخاصة بهم قبل انتهاء السنة المالية.

وقال المحتجون، إن تأخير المصادقة على الكلف المالية يؤثر سلبًا على مستحقاتهم المالية، ويعرضهم لتأخيرات إضافية في صرف مستحقاتهم. وطالبوا الوزارة باتخاذ الإجراءات اللازمة لإقرار هذه الكلف في الوقت المحدد، لضمان حقوقهم المالية وعدم التأثير على حياتهم اليومية.

رياضيو الكوت

من جهتهم، نظم رياضيو الألعاب الفردية والجماعية في نادي الكوت تجمعًا أمام مبنى النادي، احتجاجًا على قرار محافظ واسط القاضي بإخلاء المبنى، مطالبين بالتريث في تنفيذ القرار.

واعتبر المدربون واللاعبون، أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على تاريخ النادي الذي يمتد لأكثر من 70 عامًا، ويزيد من تدهور الأوضاع المادية للنادي.

وقال عقيل سعد حلاوي، مدرب في النادي، إن "قرار الإخلاء يؤثر على جميع الرياضات الفردية والجماعية في النادي".

وأضاف، ان "القرار سيؤدي إلى تسريح اللاعبين ويعرض مستقبل الشباب والبراعم الرياضيين للخطر. إن الرياضة مكان لتطوير الأجيال، ويجب أن لا يتم التعامل مع النادي بهذه الطريقة".

************************************************

كل خميس.. الجولاني: اللباس المدني والتطرف المتجذر

جاسم الحلفي

يواصل أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، محاولاته التحول من إرهابي مطلوب لواشنطن، إلى وجه سياسي يسعى لنيل القبول على المستويين الإقليمي والدولي.

فهو يعمد إلى تبديل مظهره وخطابه بشكل مدروس، متنقلاً من زي عسكري يوحي بالتشدد والتطرف إلى لباس مدني يفترض انه يعكس روح التسامح السياسي. حيث يسعى لرسم صورة جديدة لنفسه، كزعيم قادر على تشكيل مستقبل سوريا. إلا أن الهفوات التي شابت ظهوره الإعلامي الهادف الى تحسين صورته، كشفت عجزه عن تجاوز أيديولوجيته المتجذرة، التي تشكل عقبة أمام أي تغيير حقيقي.

وتكشف هذه التحولات الشكلية قراءة الجولاني الذكية للواقع الإقليمي والدولي. ويبدو ان سعيه لإعادة تقديم نفسه كطرف فاعل في المعادلة السورية بعد سنوات الحرب، انما يهدف لجذب انتباه القوى الدولية. ورغم ذلك يظل هذا المسعى مفضوحاً أمام حقيقة إدارته لإدلب والمناطق الاخرى التي خضعت لسيطرته، حيث بقيت ممارساته بعيدة عن المعايير المدنية والإنسانية.

وتعيد تحركات الجولاني إلى الأذهان تجارب مشابهة لتنظيمات متشددة أخرى في المنطقة. وغالباً ما تبنت تلك التنظيمات شعارات مدنية وخطابات تسامح من اجل تحقيق مكاسب سياسية، لكنها أظهرت وجهها الحقيقي بعد إحكام سيطرتها. وتتكرر هذه السيناريوهات، حيث تنهار الأقنعة حالما تتاح لهذه القوى فرصة التحكم الكامل بالمشهد، فيبرز الوجه الاستبدادي الذي يتناقض مع خطابها الظاهري.

وتبقى الأيديولوجيا التي تنتهجها هيئة تحرير الشام تحت قيادة الجولاني حجر الزاوية في الحكم على مشروعه. ومهما لطّف خطابه السياسي، يظل القلق قائماً بشأن الحريات الشخصية، وحقوق النساء والأقليات، التي يمكن ان تتهدد تحت شعارات تتناقض مع جوهر حقوق الإنسان.

ان الخطاب الجديد الذي يقدمه الجولاني لم يخضع للاختبار بعد. لكن قدرته على اجتذاب الولاءات تستند إلى عوامل عدة، لعل أبرزها:

  • الرغبة العامة في الخلاص من الدكتاتورية: فمشاعر الابتهاج بالتخلص من حكم بشار الأسد تجعل البعض يتطلع لأية قوة قد تحقق هذا الهدف.
  • البحث عن منقذ: فعقود الاستبداد دفعت المجتمع نحو البحث عن قوى أو شخصيات تلعب دور المُنقذ، خاصة في ظل غياب مؤسسات وطنية قوية.
  • الهروب من الماضي: فالاندفاع نحو الولاء للقوى الجديدة يعكس رغبة البعض في تجنب المحاسبة، أو الاتهامات بالتواطؤ مع النظام السابق، لا سيما في ظل المخاوف من الانتقام.

تبقى سوريا في حاجة إلى نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على مبدأ المواطنة، ويكفل الحقوق والحريات لجميع السوريين بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية وتوجهاتهم السياسية. ولن تتحقق تطلعاتهم بإعادة إنتاج الاستبداد بوجوه جديدة، انما بألآيديولوجيات القديمة ذاتها. فما ينشدونه  هو بناء مستقبل مشرق لائق بطموحاتهم ومكافئ لتضحياتهم.

*******************************************

مواساة

الى الأعزاء عائلة الأديب المبدع الرفيق طلال حسن المحترمين

تلقينا بألم وأسى خبر رحيل والدكم عميد أدب الاطفال الكبير طلال حسن، بعد ما يربو على نصف قرن من الابداع والانتاج الثقافيين الوطنيين والانسانيين.

كرس الفقيد ابو عمر موهبته الادبية للأطفال فكتب لهم القصص والمسرحيات، واصدر الكثير منها منذ سبعينات القرن الماضي، على صفحات الصحف والمجلات وفي اصدارات ومجاميع مستقلة، جعلت منه كاتبا اول في ميدانه عراقيا، وذائع صيت عربيا.

وفي الوقت ذاته عرفته الموصل، مدينته الأم، شخصية وطنية مؤثرة، ذات مواقف تقدمية عميقة في انسانيتها.

برحيل أبي عمر هوت قامة اخرى من قامات الثقافة العراقية العالية، قامة تبقى رغم ذلك حية بما تركت وراءها لأجيالنا الجديدة وللمكتبة العراقية من إرث أدبي غني.

خالص المواساة لأسرتكم الكريمة في هذه المناسبة الحزينة.

والتعازي الحارة لرفاق الفقيد وأصدقائه ومحبيه الكثيرين.وللكاتب الراحل طلال حسن عاطر الذكر في كل حين.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

16 / 12 / 2024

******************************************

مواساة

عائلة الفقيد مناضل فاضل عباس المهداوي المحترمين

بعد معاناة مع المرض، رحل عنا الشخصية الوطنية والديمقراطية مناضل المهداوي، نجل الشهيد فاضل عباس المهداوي.

عانت العائلة الكريمة من عسف واضطهاد في العهود الدكتاتورية والرجعية، وتعرض الفقيد الراحل إلى الاعتقال وهو بعمر ١٥ سنة، لا لشيء إلا لكونه ابن الشهيد المهداوي.

عاش الفقيد، كما العائلة، حياة وظروفًا صعبة، ولكنه ظل مقاومًا وشامخًا، منحازًا إلى العراق وشعبه ومتطلعًا إلى تقدمه وازدهاره، وأن يرفل بالأمان والاستقرار والديمقراطية والعدالة، وكان متفانيًا ومخلصًا في عمله واختصاصه.

في هذه الخسارة المؤلمة نتقدم إلى عائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه، بخالص التعازي والمواساة، متمنين لهم الصبر والسلوان، وللراحل عاطر الذكر.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

١٨-١٢-٢٠٢٤

***********************************************

الصفحة الثالثة

تجريف البساتين في ديالى  أزمة سياسية وبيئية متشابكة!

بغداد – تبارك عبد المجيد

تتجاوز أزمة تجريف البساتين في محافظة ديالى نطاقها البيئي لتكشف عن تداخل عوامل سياسية مثل الصراعات الطائفية والسيطرة من قبل الكتل المتنفذة. هذه العوامل مجتمعة أدت إلى تدهور البيئة الزراعية في المحافظة.

ويعبر مراقبون عن قلقهم من تعاظم دور الفساد في مقابل ضعف الرقابة الحكومية، ما أدى لتفاقم المشكلة، مطالبين بتدخل حكومي عاجل لضمان استدامة الزراعة وحماية البيئة في المستقبل.

مشاكل متجذرة

يقول صالح المصرفي، ناشط بيئي في محافظة ديالى، أن ظاهرة تجريف البساتين في محافظة ديالى ليست مجرد أزمة بيئية، بل هي مشكلة تتعلق بمشاكل تاريخية مرتبطة بالجفاف، الصراعات الطائفية، والسيطرة من قبل الكتل المتنفذة. هذه العوامل تداخلت مع بعضها البعض ما أدى إلى تدهور البيئة الزراعية في المحافظة.

وأشار المصرفي، إلى أن "البداية كانت نتيجة الجفاف وقلة المياه التي أصابت البساتين والمزارعين، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج الزراعي وتخلي الفلاحين عن أراضيهم".

 وأضاف أن "الجفاف أثر بشكل كبير على قدرة البساتين على على الصمود في وجه تلك المشاكل، حيث كانت الموارد المائية شحيحة للغاية، ما أجبر الفلاحين على ترك أراضيهم أو الاستمرار في زراعتها بطرق غير مستدامة".

وتابع الحديث عن الأسباب الأخرى ان "الإرهاب والصراعات الطائفية لعبت دوراً مهماً في تجريف البساتين، حيث تعرضت الكثير من البساتين للحرق والتجريف، نتيجة النزاعات المسلحة.

 وبين انه "تم استهداف البساتين خلال السنوات الماضية بسبب الصراعات الطائفية والإرهاب، ما أدى إلى تدميرها بشكل متعمد، ثم بيع الأرض كقطع سكنية بمبالغ كبيرة، وهو ما أثر سلباً على الزراعة في المحافظة".

وتطرق المصرفي إلى دور الكتل المتنفذة والسيطرة على الأراضي الزراعية، حيث أشار إلى أن هناك شبكات فساد مستفيدة من ضعف الدولة وقوانينها، إذ تستغل الكتل المتنفذة الأوضاع لتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال السيطرة على الأراضي الزراعية، ثم يتم تجريف البساتين وتحويلها إلى وحدات سكنية بعد إتلافها، وغالباً ما يتم ذلك عبر عمليات حرق مقصودة وإثارة حرائق في البساتين التي لم تعد منتجة".

وأوضح أن عملية تحويل البساتين إلى وحدات سكنية تتم بشكل غير قانوني في كثير من الأحيان، حيث يتم التلاعب بتوفير خدمات الماء والكهرباء بطريقة غير نظامية، ما يجعل الأراضي غير صالحة للزراعة، وهذا ما يسهم في تجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى استثمار سكني رخيص".

وأشار المصرفي إلى أن غسيل الأموال والفساد الإداري كان له دور كبير في هذه الظاهرة، حيث استغلت الكتل المتنفذة العلاقات مع الدوائر الحكومية لتسهيل الاستيلاء على الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مشاريع استثمارية. وقال انه “تم استغلال ضعف الدولة والإدارة والفساد في بيع الأراضي الزراعية بأسعار متدنية، ما أدى إلى تهديد الأمن الغذائي في ديالى وزيادة الفقر في القرى والأرياف”.

وحذر المصرفي من أن استمرار هذه الممارسات يؤدي إلى تحول ديالى من أرض خضراء إلى مدينة صفراء بدون مساحات خضراء كافية، مؤكداً أن الحلول تتطلب تدخلاً حكومياً حازماً، من خلال فرض القانون، وتعويض المتضررين، وتوفير بدائل سكنية ميسورة التكلفة للحد من العشوائيات.

وأشار إلى أن غياب الرقابة وتفشي الفساد يشكلان العائق الأكبر أمام أي حلول فعالة لهذه الأزمة.

واختتم المصرفي كلامه بالتأكيد على ضرورة حماية البيئة الزراعية في ديالى، وتحقيق التنمية المستدامة التي تراعي حقوق الفلاحين وتوفر لهم الدعم اللازم للاستمرار في الزراعة، منبها الى انه "بدون تدخل الدولة السريع والشامل، ستستمر هذه الظاهرة في تدهور الزراعة، وستكون لها آثار سلبية كبيرة على المجتمع والبيئة".

الاستيلاء على الأراضي الزراعية

وعبر المواطن والناشط من محافظة ديالى، سيف علي، عن قلقه بشأن ظاهرة تحويل الأراضي الزراعية إلى وحدات سكنية.

وأكد لـ "طريق الشعب"، أن "هذه الممارسات تؤدي إلى تدهور البيئة وفقدان الثروة الزراعية في المحافظة". وذكر علي، أن "البساتين التي كانت تشكل جزءاً حيوياً من ديالى، وقد تلاشت بسبب تقسيم الأراضي وتحويلها إلى مناطق سكنية تُباع بأسعار تنافسية لجذب المواطنين".  وأشار سيف علي إلى أن "هذه الظاهرة تحمل مخاطر عديدة، منها زيادة درجات الحرارة نتيجة تقلص المساحات الخضراء، وارتفاع معدلات التلوث الذي يتسبب في تفشي الأمراض، بالإضافة إلى الخطر الأكبر، وهو اندثار الزراعة، ما يهدد الأمن الغذائي ويضعف اقتصاد المحافظة".

كما انتقد علي غياب دور وزارة الزراعة في دعم الفلاحين وتوفير المستلزمات اللازمة لهم، سواء عبر تقديم القروض أو المعدات الزراعية التي تسهم في تطوير الإنتاج.

وأكد أن هذا الغياب يجعل الفلاحين غير قادرين على مواجهة التحديات، ما يدفعهم إلى بيع أراضيهم الزراعية وتحويلها إلى مشاريع سكنية.

وحذر سيف من مستقبل قاتم إذا استمرت هذه الممارسات، حيث ستغلب الوحدات السكنية على الأراضي الزراعية، مما سيؤدي إلى مخاطر بيئية واجتماعية تهدد حياة السكان في المحافظة.

رأي حكومي

 اما مدير زراعة محافظة ديالى، محمد المندلاوي، فكان له رأي مختلف، حيث قال أن الفلاحين يحرصون دائماً على التمسك بأراضيهم الزراعية، ولا يتركونها إلا في حالات استثنائية.

وأوضح، أن بعض الأراضي غير الصالحة للزراعة، خاصة تلك القريبة من المدن، يمكن أن تُخصص لمشاريع استثمارية أخرى، مثل إنشاء مستشفيات أو منشآت عامة، وفق القوانين والإجراءات المعمول بها.

وأضاف المندلاوي، أن أي تغيير في استخدام الأراضي الزراعية يتم وفق شروط العقود الزراعية المبرمة مع الدولة، وبما يضمن حقوق الفلاحين. في حال تقرر تحويل الأرض الزراعية إلى غرض آخر، يتم تعويض الفلاح بأرض بديلة، مما قد يدفعه إلى التخلي عن أرضه الأصلية بسبب الحاجة أو الظروف.

وفيما يتعلق بمسألة تقلص الأراضي الزراعية في ديالى، أشار المندلاوي إلى أن مشكلة الجفاف في المحافظة قد انتهت إلى حد كبير، موضحاً أن الفلاحين الذين تأثرت أراضيهم بالجفاف سابقاً قاموا بحفر الآبار لاستخدامها في الري، ما ساهم في استعادة النشاط الزراعي في العديد من المناطق.

**********************************************

عين على الأحداث

حين تغيب الرجولة!

رصدت منظمات مجتمع مهني فاعلة في البلاد، تزايداً مخيفاً بحالات التحرّش الجنسي واللفظي في كثير من المنشآت الحكومية ومؤسساتها وخاصة في القطاع الصحي، والتي تشتد وقاحةً في أوقات الخفارات الليلية والمسائية، لخلل في عقول المتحرشين، يوهمهم بأن من تؤدي عملاً خارج أوقات الدوام المعتادة، صيد سهل. هذا وفي الوقت الذي تضاف فيه هذه الجرائم لسلسة الانتهاكات التي تتعرض لها العراقيات في ظل سيادة الأفكار الذكورية المتخلفة، يدعو الكثيرون الحكومة لإتخاذ الإجراءات الرسمية والمهنية المناسبة لكبح هذه الظاهرة التي لا تمس كرامة النساء فحسب بل وتزيد من تدني مساهماتهن في تنمية البلد وتطوره.

إحنه مو بلد نفطي!

كشف الوزير المختص عن بلوغ النقص في الكهرباء 9000 ميغاواط ، أي ما يعادل 35 في المائة، لا بسبب عدم توفر التقنية بل لعدم توفير وزارة النفط للوقود اللازم، في وقت لا يحترم فيه الإيرانيون العقد المبرم معهم، مما يضاعف مشكلة انتاج الكهرباء اعتماداً على الغاز. هذا، وفيما كانت حماية الوزير تعتدي على الصحفيين وتكسر كاميراتهم وهم يستمعون لتصريحاته، وجد الناس عذر الوزارة أقبح من فعلها، فلماذا لا تُجبر شركة الغاز الإيرانية على تنفيذ العقد، ولماذا تُبنى محطات انتاج بوقود غير متوفر، ولماذا لا تعالج "الهفوات" ساعة حدوثها، قبل أن تكلفنا 120 مليار دولار.

شركة وشراكة

طعن ديوان الرقابة المالية بعقد الطباعة المبرم بين وزارة التربية وإحدى الشركات الأهلية والمستمر منذ 15 عاماً، لافتقاده لأي جدوى اقتصادية ولتحويله بشكل مباشر وتمديده قبل انتهاء مدته القانونية ولأنه يسبب هدراً متواصلاً للمال العام، خاصة وأن هناك 130 مليار دينار قد صُرفت لتأهيل شركة الطباعة الحكومية دون أن تؤدي عملها. هذا، وفيما يعّد فساد هذا الملف، الذي سبق وطعنت به هيئة النزاهة الاتحادية، من الأسرار المعلنة في دولتنا العتيدة، فإنه يمثل تجسيداً لتحالف الفاسدين من أصحاب رؤوس الأموال مع المتنفذين من البيروقراطيين والطفيليين، هذا التحالف الذي تقوم عليه منظومة المحاصصة المدمرة للبلد.

ملف وعواصف ترابية

تناقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي صوراً لتعذيب شاب في مركز شرطة ديالى لاتهامه بتمزيق صور شخصيات رسمية، وأخرى لشاب في مدينة الناصرية لإجباره على الإعتراف على زملائه من منتفضي تشرين البواسل، فيما تُسجل كل يوم أعداد متزايدة من الاعتداءات الجسدية والنفسية على المواطنين، بلا مبرر إلاّ لإرضاء بعض النفوس المريضة.

هذا وفي الوقت الذي يشير فيه مراقبون إلى حدوث تعذيب ممنهج في السجون، يتساءل الناس عن مصير ملف التحقيق بجرائم انتزاع الاعترافات قسراً والذي أمر به رئيس الحكومة قبل عامين وخصص له بريداً إلكترونياً، آملين أن لا تكون عواصف بغداد الترابية قد دفنت الملف.

حرامي بيت

كشف عضو في مجلس محافظة نينوى، عن أن نتائج التحقيق الأولية في ملف تربية المحافظة أثبتت تدخل الفاسدين في ملف تسوية الملاك وتنقلات الكوادر التعليمية والتدريسية والاستحواذ على ملف الأبنية المدرسية، مبيناً بأن الأوامر الإدارية التي أصدرها الوزير وأدت إلى نقل أكثر من 200 موظف، قد جرت بضغط سياسي، مما أثر على وضع المدارس التي تعاني أصلاً من شغور في الكوادر التعليمية.

هذا وفي الوقت الذي رفض فيه عضو المجلس الكشف عن اسمه، خشية على نفسه من "ديمقراطية" المحاصصة، تساءل الناس عن مهزلة الشفافية وتكافؤ الفرص التي صدّع بها المتنفذون رؤوس الناس.

************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

العراق – سوريا وآفاق العلاقة في المستقبل

كتبت مارغريتا اريدونداس مقالاً لموقع "المرصد" الأوربي تطرقت فيه للقلق الذي عّم العراق من ظهور تنظيمات إرهابية في أراضيه مجدداً بعد الأحداث الأخيرة في سوريا، رغم مضي سبع سنوات على القضاء على تنظيم "داعش"، واستعادة محافظة نينوى من تحت سيطرته. وأضافت الكاتبة بأن احتفال العراقيين بيوم 10 كانون الأول، كعيد للنصر العسكري على الإرهاب، اكتسب هذا العام طابعًا سياسيًا طاغياً، بسبب تزامنه مع سقوط نظام بشار الأسد، وهو الأمر الذي قد يكون له تأثير كبير ومباشر على أمن العراق.

طمأنينة مشوبة بالحذر

وأعربت الكاتبة عن اعتقادها بأن مساعي بغداد لطمأنة السكان بعدم وجود مخاطر كبيرة تهدد أمنهم جراء التغيير في سوريا، في ظل تعزيز قدرات القوات العراقية على مراقبة الحدود بشكل صارم وعلى التعامل السريع والحاسم مع أي توغل تتعرض له البلاد، يتطلب الكثير من المصداقية وتمتين الجبهة الداخلية وحصر هذه المهمة بالدولة فقط، وإثبات المزاعم التي تتهم التحالف الدولي بالتعاون مع الإرهابيين واستخدامهم كمبرر لتواجد قواته على الأراضي العراقية وعرقلة اتفاق سحبها بشكل نهائي.

مستقبل مجهول

ولموقع المعهد الفرنسي لأبحاث العراق، كتب محمد سلامي مقالاً، أشار فيه إلى أن بقاء بغداد غير متأكدة من تعاملها مع جارتها الغربية، بسبب مخاوفها الأمنية مما حدث هناك والذي تأخر الاعتراف الدولي به، سيخلق العديد من التحديات المعقدة في علاقات البلدين الدبلوماسية في المستقبل، لاسيما وقد كان العراق ممراً للدعم اللوجستي للمقاومة في لبنان من جهة ولوجود حساسية كبيرة لدى أغلبية سكانه تجاه المس بالمزارات الدينية في سوريا من جهة اخرى. وأضاف الكاتب إلى أن ما يقلق العراقيين يتعدى هذه القضايا إلى الخشية من تفكك سوريا، التي تتنازع في السيطرة عليها أطراف عديدة كالكرد في الشرق والعلويين في الغرب والجيش الحّر في الشمال والدروز في الجنوب وبقايا الجيش الرسمي في الجنوب الغربي، فيما تواصل أطراف خارجية فاعلة كروسيا وإيران وتركيا والولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، التدخل بالأمر. وتوقع أن يكون هذا التفكك قريباً وتاماً على اغلب الاحتمالات، مما سيجعل تعامل بغداد معه صعباً وربما مستحيلاً، وهو ما دفعها لاعتبار تقسيم سوريا خطاً أحمر.

ذكريات مرّة

وأشار الكاتب إلى أن ما يجري في سوريا من تباينات طائفية يستدعي ذكريات غير سارة لدى العراقيين عن توترات كبيرة في بلادهم، كان قد أذكاها تدفق الآلاف من المتطرفين من سوريا بعد 2003، خاصة حين سيطر تنظيم (داعش) على أجزاء من البلاد وارتكب جرائمَ بشعة فيها. ولهذا كان رد الحكومة العراقية منذ البداية واضحاً حين أبلغت الجميع بأن العراق لن يقف مكتوف الأيدي في مواجهة التداعيات الخطيرة التي تتكشف في سوريا، وخاصة أعمال التطهير العرقي.

الكرد في سوريا

وتوقع الكاتب أن تلعب القضية الكردية دوراً مهماً في تشكل علاقات بغداد مع كردستان وإيران وتركيا والولايات المتحدة وإسرائيل، لاسيما وإن الكرد مسيطرون على منطقة روجافا التي تقع في شمال شرق البلاد وتشكل ثلث مساحتها، وهي منطقة متاخمة للحدود العراقية وتضم أكبر حقول النفط في سوريا وأطول السدود فيها. وتساءل الكاتب عما إذا كان ممكنا توسيع المنطقة وضمها مع شمال العراق في كيان واحد، أو استغلالها في مواجهة مع إيران خاصة إذا ما دُعمت مالياً من الخليج وعسكريا من واشنطن. وبيّن بأن لبغداد الحق في القلق من كل هذه الاحتمالات، التي يمكن أن تمتد لتضم الأردن أو أن تتحرك نحوه تل أبيب مما يعرض أمن العراق للخطر.

فراغ أمني

وأكد المقال على أن سقوط دمشق قد خلق فراغًا أمنيًا في المنطقة، فضاعف القلق من عمليات تهريب الأسلحة عبر الحدود، أو الاعتداء على الأماكن المقدسة الشيعية، أو حدوث تطهير عرقي ضد الأقليات، وأخيرا احتمال إنشاء كيان شبيه بتنظيم داعش، يعيد إحياء ذكريات التطرف والإرهاب.

*********************************************

الصفحة الرابعة

أرباح ضخمة ورقابة حكومية ضعيفة حصاد شركات الهاتف النقال الاتصالات البرلمانية: خدمات تسوء وديون تتراكم

بغداد _ طريق الشعب

في ظل التطور المتسارع في قطاع الاتصالات حول العالم، يبرز الواقع العراقي كحالة استثنائية، تعكس فجوة عميقة بين تطلعات المواطنين والخدمات المقدمة من قبل شركات الاتصالات.

وبرغم مرور أكثر من عقدين على دخول القطاع الخاص إلى هذا المجال، إلا أن جودة الخدمات لا تزال دون المستوى المطلوب، في وقت يدفع فيه المستخدمون تكاليف مرتفعة مقابل خدمات تعاني من ضعف في التغطية، وانقطاع متكرر، وسرعات إنترنت متواضعة لا تواكب المعايير العالمية.

وبين غياب الرقابة الحكومية الفاعلة وتفشي الفساد والمحسوبية وتضارب المصالح بين الجهات المسؤولة، تظل التساؤلات قائمة بشأن جدوى الإجراءات المتخذة بحق هذه الشركات، التي لم تلبِّ احتياجات المستهلكين، وهل المشهد سيبقى على حاله؟

كم تقدر وارداتها؟

لم تُصدر تقارير دقيقة بشأن إجمالي واردات شركات الاتصالات في العراق لعام 2024، ولكن يجري تقدير حجم الأرباح بناءً على معطيات السنوات السابقة؛ إذ تشير التقارير إلى أن مجمل أرباح هذه الشركات بين عامي 2009 و2020 تجاوز حاجز  6.2 مليار دولار، وهو ما يمثل 28 في المائة من إيراداتها الإجمالية. وحصلت الدولة خلال هذه الفترة على عائدات تبلغ نحو 13 مليار دولار من تراخيص، ضرائب مضافة، وضريبة دخل. وهنا، يمكن افتراض أن العائدات الحالية لا تزال مرتفعة نظراً لاستمرار الطلب على خدمات الاتصالات في العراق، رغم شكاوى المواطنين من تدني جودة الخدمة.

خدمات سيئة

رئيس لجنة النقل النيابية زهرة البجاري، قالت: إن "العقود التي تم إبرامها مع هيئة الاعلام والاتصالات شملت الرخصتين الاولى والثانية وكذلك الرخصة الرابعة، وتم التعاقد مع ثلاث شركات وهي زين العراق واسياسيل وكورك".

 واضافت قائلة ان "شركة كورك والتي بذمتها مبلغ مليار وربع المليار دولار، برغم استعدادها للدفع، لكن حتى الان، لم تتم التسوية، ولم نتوصل للحل النهائي بشأن هذه التسوية".

وفيما يتعلق بالرخصة الرابعة اوضحت ان "احدى فقرات البرنامج الحكومي، تنص على تأسيس شركة وطنية لتقديم خدمات الانترنت والاتصالات، وكان هناك قرار برلماني ايضاً لتأسيس شركة وطنية ولكن حتى الان بعد مرور 3 سنوات وقرب دخولنا السنة الرابعة من عمر الحكومة، لم يتم انجاز هذا الملف".

واضاف، ان "هناك احاديث عن وجود موافقة على استقدام مشغل لهذه الرخصة، من دون الاعلان عن ذلك، بينما هذا يعني  ان هذه الرخصة لم تعد وطنية في ظل دخول شركة مشغلة اجنبية".

ولفتت البجاري الى ان لجنتها "استفسرت من وزيرة الاتصالات بهذا الخصوص، واوضحت انها مجرد مذكرة تفاهم وقعت مع شركة فودافون لغرض دراسة السوق والجدوى الاقتصادية من هذه الشركة والية التصميم والتشغيل، لوضع خطة لهذه الشركة".

واكدت البجاري ضرورة "تحسين الخدمة التي تقدم الان للمواطن ومتابعة الشركات التي منحت الرخصة وتقييم عملها وجودة الخدمة التي تقدمها".

ونوهت الى انه "بات معروفاً ان خدمات شركات الاتصال غير جيدة وسيئة، في الكثير من مناطق العاصمة بغداد، على سبيل المثال ".

واكدت "ضرورة متابعة وتقييم  جودة الخدمات التي تقدمها هذه الشركات، فهي مرتفعة قياساً بالخدمات التي تقدم في الدول الاخرى وجودتها".

وقالت في ختام حديثها ان "هذا الضعف في الخدمة المقدمة نتيجة الضعف الموجود في وزارة الاتصالات".

إيرادات منخفضة

الخبير الاقتصادي احمد عبد ربه قال ان "قطاع الاتصالات من القطاعات المهملة في العراق، والذي يمكن ان يحقق ايراداً قوياً للدولة، وممكن ان يسد جزءاً كبيرا من مصروفات الدولة العراقية".

وتابع قائلاً انه "بسبب الفساد والكومشنات، لم تستطع الدولة حتى الان الاستفادة من واردات هذا القطاع، و هنالك اتفاقات تحصل بطرق مختلفة للالتفاف على القرارات الحكومية والضرائب والرسوم".

واكد في السياق "ضرورة تخليص هذا القطاع من الفساد ومن المحسوبية ومن كل ما يؤثر  على ملف الاتصالات في العراق"، مبينا ان ملف الاتصالات "ما يزال متأخراً مقارنة بدول العالم التي قطعت اشواطاً مهمة في تقديم خدمات الجيل الخامس مثلاً، بينما نحن الان حتى نعتمد فقط على الجيل الرابع وهي خدمات ذات جودة سيئة ايضاً". ودعا عبد ربه الى "فرض ضرائب على القطاع الخاص تتماشى مع حجم الايرادات الكبيرة التي يحققها قطاع الاتصالات. اغلب الذين يعملون في قطاع الاتصالات من مستثمرين هم غير عراقيين، وهذا امر خاطئ، و يفترض ادخال مستثمرين عراقيين واشراك القطاع الخاص العراقي، في استثمار هذه القطاعات المهمة والحيوية".

الديون على الشركات

وتشير تقديرات الى ان مجمل إيرادات الدولة من قطاع الاتصالات بين وزارة الاتصالات وهيئة الاتصالات والهيئة العامة للضرائب تقدر بحدود 1.5 ترليون دينار سنويا، مردفا ان هذا "المبلغ قليل جداً، مقارنة بمشاريع الاتصال الموجودة لدينا. أتوقع انه من الممكن ان يحقق لنا هذا القطاع بحدود 7-8  تريليون دينار سنوياً، فيما لو عملنا على تنشيطه بالشكل الجيد".

من جهته، أكد عضو لجنة النقل والاتصالات النيابية، زهير الفتلاوي، أن شركات الهاتف النقال العاملة في العراق عليها مبالغ مالية مستحقة لم يتم استيفاؤها حتى الآن، مشيرًا إلى أن "شركة زين العراق مطلوبة بأكثر من 4 ملايين دولار، بينما بلغت مستحقات شركة آسيا سيل نحو 2 مليون دولار، وشركة كورك أكثر من 870 مليون دولار".

وقال الفتلاوي في تصريح صحفي، إن "هيئة الإعلام والاتصالات تتحمل مسؤولية عدم تدقيق إيرادات شركات الهاتف النقال، رغم تخصيص 3 مليارات دينار من موازنة عام 2020 لهذا الغرض".

وأشار إلى "تخصيص مبالغ إضافية بقيمة 8 مليارات دينار لمتابعة وتدقيق الإيرادات، إلا أن الأموال المستحقة لدى الشركات لم تُستوفَ حتى الآن".

*******************************************

وقفة إقتصادية.. تساؤلات حول نواتج الإصلاح الاقتصادي

إبراهيم المشهداني

يمكن القول، من خلال قراءة للإصلاح الاقتصادي، الذي تبنته الحكومات العراقية المتعاقبة، ما يستدعي الكثير من التساؤلات، حول المآلات التي وصلت اليها التدابير والإجراءات المتخذة في هذا الإطار مع أنه سواء نجحت تلك الحكومات او أخفقت فان عملية إصلاح ومعالجة أمراض الاقتصاد العراقي تبقى الاستراتيجية الوحيدة والرئيسية الثابتة والمستمرة على المدى الطويل. ومهما يكن من أمر فان الإصلاح الاقتصادي المنشود يبقى معلقا بإرادة وإصرار الحكومة في الوصول إلى اقتصاد متطور في مختلف القطاعات.

ففي نظرة متبصرة لواقع الاقتصاد العراقي يمكن توصيفه بكونه اقتصاد قائم على بيئة أعمال متردية لا دور للقطاع الخاص في تدوير عجلة الاقتصاد، اقتصاد يتبنى القطاع الخاص بإجراءات شكلية مع إهمال شبه تام للقطاع العام من الناحية العملية مع وجود شكلي للقوانين والتشريعات الباقية من النظام السابق، اقتصاد استهلاكي قائم على نمط استهلاك غير مسبوق دون ان يكون للإنتاج دور، اقتصاد يعين اكثر من 5 ملايين  موظف بإنتاجية تكاد تكون معدومة، اقتصاد يشوبه الفساد وعدم الشفافية واللامساواة في الفرص، اقتصاد لا يمتلك استثمارات أجنبية وغير قادر على اجتذابها". والارتفاع غير المسبوق بالنفقات التشغيلية لتصل بنسبة نمو في النفقات الجارية فاقت الـ 30 بالمائة وتراجع الايرادات بنسبة 16 بالمائة يبرز السؤال الأهم هل اقتصاد العراق أمام أزمة أم انهيار؟"، مع أن” عوامل ديمومة أي اقتصاد تعتمد بشكل أساس على تنوع مصادره والسيطرة والتخطيط لنفقاته".

ويمكن الإضافة إلى ما تقدم استمرار بالطابع الريعي للاقتصاد، وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي وتراجع كبير في الصادرات وعجز في الميزان التجاري فضلا عن شبه انعدام في تدفق رؤوس الأموال الأجنبية عن طريق الاستثمار او النشاط المصرفي وارتفاع في حدة البطالة وتصاعد نسبة الفقر إلى ما يزيد عن 35 بالمائة تحت خط الفقر وهذه النسبة في تزايد مضطرد إذا أخذنا في الاعتبار تزايد العوائل النازحة التي تزيد عن ثلاثة ملايين حسب إحصائيات منظمات الأمم المتحدة.

ولنتوقف قليلا عن السياسة النقدية وما لها من فعالية في عملية النمو الاقتصادي، فلا تزال قيمة الدولار في  تزايد  ومن الصعوبة بمكان السيطرة عليه يقابله انخفاض في قيمة الدينار العراقي حتى أصبح الدولار هو السائد في المداولات النقدية في السوق بخلاف الكثير من دول العالم التي تعتمد على عملاتها الوطنية في عمليات التبادل مع ما يرافق ذلك من ارتفاع في مستويات الأسعار وما ينتج عنها من أعباء اجتماعية متعاظمة شديدة الوطأة على المواطن العراقي، وهنا يحق التساؤل عن نتائج توريد الدولار عبر المصارف العراقية في الخارج التي تحدث عنها محافظ البنك المركزي في 24 تشرين الثاني من عام 2023   وتأكيداته بشان انتهاء إجراءات فتح حسابات بالدرهم الإماراتي  واليورو عبر تركيا  وما هي نتائج الاجتماعات الدورية الفصلية بين البنك المركزي العراقي والبنك الفيدرالي الأمريكي  ووزارة الخزانة الامريكية التي كان الهدف منها حسب التصريحات، تنسيق الإجراءات بشان التحويلات الخارجية بما يؤمن سلامة النظام المالي خاصة بعد تطبيق النظام الجديد للتحويل الخارجي ؟

وبناء على ما تقدم ومن أجل الشروع بعملية إصلاح حقيقية لا بد من الأولوية لإصلاح النظام السياسي أساسا، فالسياسة تعبير مكثف عن الاقتصاد وعملية إصلاح الاقتصاد طويلة ومعقدة  وأنها تبدأ بالكف عن التصريحات غير المنتجة، وتتطلب سن التشريعات والقوانين الناظمة للنشاط الاقتصادي فضلا عن وضع برامج قائمة على أساس بيانات ومعطيات دقيقة ، تأخذ بالاعتبار التحديات التي تواجه الاقتصاد بكل أبعاده لمعالجتها استنادا إلى سياسات واضحة بما في ذلك النظامان المالي والنقدي ووضع الآليات المناسبة لغرض التطبيق القائم على الابداع والابتكار والتركيز على القطاعات السلعية وإيجاد مصادر جديدة لتمويل الموازنات ومراجعة دقيقة للنفقات التشغيلية والاهتمام يسوق العمل  وتنظيم عملية التشغيل  وحركة العاملين  للحد من معدلات البطالة وإيجاد البيئة المناسبة للاستثمار، والأهم من كل ما تقدم الانقضاض على آفات الفساد وغسيل الأموال وهما أكبر معوقين للإصلاح الاقتصادي.

**********************************************

"الخيام" معروضة للبيع.. ودُور العرض الأخرى تحولت الى مستودعات بغداد.. عاصمة السياحة العربية بلا صالات سينما!

بغداد _ بسام عبد الرزاق

يتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، اعلان الحكومة انطلاق المرحلة الثالثة من مشروع تأهيل مدينة بغداد التاريخية، والتي تشمل محور الميدان حتى ساحة الرصافي، ومحور الرشيد، ومن بين أنقاض هذه المساحة المختارة لإعادة التأهيل، رفعت لافتة مؤلمة تكشف عن عرض سينما الخيام"ط للبيع، والتي تعد آخر دور العرض السينمائي في بغداد.

ذاكرة ثقافية منسية

لافتة بيع سينما الخيام، تركت غصة لدى روادها، وهم يرون أول محطات تعرفهم الى "الفانوس السحري" الذي تظهر من مرآته أول الأفلام السينمائية التي شاهدوها على مقاعد هذه السينما، والأماكن المكتظة بالحياة التي كانت تحيط بها، والذاكرة الثقافية والفنية لعاصمتهم بغداد، يرونها وهي تندثر مع سينمات ومعالم أخرى، دون ان يتحرك أصحاب القرار في الدولة لوضع هذه المعالم ضمن الاهتمامات، على الرغم من التخصيصات المالية الكبيرة والتي رصدت لإنتاج الدراما والسينما، لكنها في الغالب لم تلق أماكن مخصصة للعروض.

الصورة التي التقطها السيناريست حامد المالكي للافتة بيع سينما "الخيام"، انتقلت الى صفحات عديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن بين من رفقوا الصورة وكتبوا عنها، الصحفي علي السومري، الذي قال في تدوينة على حسابه الخاص في "فيسبوك" ان "كانت هناك نيّة حقيقية لتأسيس وتنشيط السينما العراقية، فهناك فرصة ذهبية، لشراء سينما الخيام، وترميمها لتكون دار عرض محترمة لأعمالنا السينمائية، بدل إنتاج أفلام بائسة بملايين الدولارات كما حدث في بغداد عاصمة الثقافة".

وأضاف، ان "دعم السينما، دعم لدور العرض، فلا توجد سينما دون دور عرض!.. على المختصين والمسؤولين، شراء هذه السينما بدل أن تتحول إلى محال تجارية ومخازن".

مغنية الحي لا تطرب

السيناريست حامد المالكي قال لـ"طريق الشعب"، ان "سينما الخيام تحديدا لديها خصوصية، فصاحب السينما تعاقد مع الفنان جواد سليم لرسم الجدران الداخلية للسينما، وكان سليم في وقتها لم يشرع بتعليق جداريته العظيمة "نصب الحرية" في ساحة التحرير، وكانت شهرته داخل العراق لم تنطلق للعالمية بعد، في هذه الاثناء جاء الى العراق احد الرسامين الايطاليين المغمورين، ولان "مطربة الحي لا تطرب" قام صاحب السينما بإلغاء العقد مع سليم وجعل الرسام الإيطالي يرسم هذه الرسوم "الباهتة" لليالي الخيام".

وواصل المالكي: "لنتخيل لو كانت هذه الرسوم لجواد سليم فكيف ستكون قيمة جدران هذه السينما".

وأضاف، ان "سينما الخيام هي المعلم السينمائي الأخير في بغداد وتقع في شارع مكتظ"، مبينا انه "قبل أيام مررت بالشارع ورأيت اللافتة التي عرضت فيها سينما الخيام للبيع وتعرضت لنوع من الصدمة، بسبب خصوصية هذه السينما التي شاهدت فيها أجمل الأفلام وجعلتني أحب الدراسة والتخصص بالسينما فالتقطت الصورة بألم ونشرتها وانا اشعر بألم كون احلامنا السينمائية نشأت هنا، في هذا المكان".

سياحة بلا معالم

وبين السيناريست، ان "من حق صاحب الملك ان يعرض السينما للبيع كونها ليست ملكا للدولة، لكن ممكن ان تقوم الدولة بشراء وترميم المعماريات الاثرية ومنها البيوت القديمة والسينمات القديمة، ونحن لدينا خمسة بيوت تراثية في شارع حيفا وفي شارع أبو نواس أيضا بيت محسن السعدون رئيس الوزراء عام 1927 وكذلك بيت عالم الري والمؤرخ احمد سوسه صاحب كتاب "العرب واليهود قبل الإسلام"، وان تضع الدولة هذه الأشياء ضمن اهتماماتها". وتساءل المالكي، "حاليا يريدون بغداد ان تكون عاصمة للسياحة والثقافة؟ فهذه هي السياحة والثقافة حين تقول ان هذه السينما شيدت في هذا التاريخ وهذا البيت سكن فيه رئيس وزراء العهد الفلاني واشخاص مهمون من الفنانين والمثقفين تواجدوا هنا".

وأشار الى ان "المفارقة ونحن نتفرج على التلفاز هذه الأيام نرى كيف تسقط تماثيل حافظ الأسد وبشار الأسد في سوريا، وقبلها كيف سقطت تماثيل صدام، ونشاهد فقط تماثيل الشعراء والفنانين هي من تبقى".

ودعا المالكي الى "الاهتمام بالثقافة والفنون كما يجري الاهتمام بالسياسة".

جزء من اهمال كبير

من جانبه قال المخرج السينمائي، رعد مشتت، ان "ما مر به العراق منذ فترة الحرب العراقية الايرانية وغزو الكويت وفترة الحصار وسقوط النظام السابق، دمر قطاع السينما الذي كان متنفساً للعائلة العراقية آنذاك، بينما لم تبد الدولة بعد العام 2003 اهتماما بإعادة الحياة لهذا القطاع الذي عانى من التهميش والاهمال".

واضاف في حديثه مع "طريق الشعب"، ان "قطاع السينما هو جزء من العديد من القطاعات التي عانت التهميش والاهمال على مدى عقدين من الزمن بعد التغيير، فيما أدت الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد الى حرف اهتمام العائلة العراقية عن السينما".

ونوه الى ان "تهميش واهمال دور السينما يعد امراً بسيطاً، قياساً بحجم المعاناة الاكبر على مستوى العاصمة، اذ لم تقدم السلطات شيئاً لبغداد والمدن العراقية الاخرى طيلة الفترة الماضية، حتى يكون هذا القطاع من ضمن اهتماماتها".

ضعف الصناعة السينمائية

وتابع مشتت انه "لا يمكننا القول انه لا توجد دور سينما، وهي موجودة لكن في المولات، وتعرض الاعمال التجارية التي تقدمها هوليوود والسينما المصرية، والتي تدخل ضمن اهتمام الشباب اليوم"، مبيناً ان "العراق حتى الان مازال بلا صناعة سينمائية، رغم المنحة التي قدمتها الحكومة والتي تعد بسيطة، إذا ما أردنا النهوض فعلياً بهذا القطاع".

وأردف بالقول: ان "دور السينما التي تعرض للبيع اليوم هي ملك خاص، ولكن هذه الدور لها مكانة رمزية ومعنوية كبيرة، وكان الاجدر بالدولة شراء هذه الدور واعادة الحياة اليها من جديد".

وأشار الى ان "الثقافة والفن والتاريخ، هي اولويات السائح الذي يزور اي دولة، فما بالك بالعراق الذي يمتلك ارثاً كبيراً في كل واحدة منها، ولا نعرف حقيقة كيف نبرر ان عاصمة السياحة العربية، تُعامل دور السينما العريقة فيها بهذه الطريقة!!".

************************************************

الصفحة الخامسة

البعض يخشى انتقام المعتدي فلا يقاضيه الاعتداءات على الأطباء تتزايد من دون رادع!

متابعة – طريق الشعب

يواجه أطباء وممرضون في العراق، اعتداءات متكررة من قبل مراجعين أو ذويهم، سواء داخل المؤسسات الحكومية أم الخاصة. ويكون بعض تلك الاعتداءات مميتا، إلا أن ما يتم رصده منها قليل جدا – حسب ما نقلته وكالات أنباء عن مصدر في نقابة الأطباء.

وبسبب أخطاء طبية غير مقصودة، أو حصول مضاعفات خارج الإرادة، لدى المرضى، تتعرض الكوادر الطبية إلى الاعتداءات. فيما تقع في كثير من الأحيان تحت ضغوط عشائرية تمنعها من تقديم شكاوى قضائية ضد المعتدين، لا سيما بعد توقف الكثيرين من ممثلي دوائرهم القانونية عن تبني أو متابعة قضاياهم لدى المحاكم. لذلك يجري السكوت عن الاعتداءات، وبالتالي يؤدي هذا الأمر إلى هجرة أطباء كثيرين من مناطق إلى أخرى داخل البلد، أو إلى الخارج أحيانا.

اقتحام مسلح

في يوم 27 حزيران 2023، أجرى الطبيب الجراح ياسر قيس، مدير مركز القلب في مدينة العمارة، عملية بسيطة لمسن مريض بالسرطان، وكانت مجرد أخذ خزعة للكشف عنها.

غير أن المريض توفي بعد ساعات قليلة. وعقب انتهاء مجلس العزاء، فوجئ الطبيب بأبناء المتوفى وأقاربه يقتحمون عيادته الخاصة مدججين بالأسلحة، متهمين إياه بقتل والدهم!

وهدد المقتحمون الطبيب بالانتقام، فما كان منه سوى الاستنجاد بالجهات الأمنية "وبدلاً من توفير الحماية له، تلقى نصيحة منها بحل الموضوع عشائرياً" – وفق ما نقلته وكالات أنباء عن زميل له يُدعى قصي.

ويوضح قصي أن ياسر متخصص في جراحة الصدر والقلب والأوعية الدموية، والعملية التي أجارها للمسن لا يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وأن المريض أساسا كان يعاني جملة مشكلات صحية.

ويضيّف قوله أن ذوي المتوفى أجبروا ياسر على دفع الدية، وبلغت 80 مليون دينار. وقد أجبر في آب من العام نفسه، على تسديد المبلغ. كما طلب من وزارة الصحة نقله إلى خارج المحافظة!

دعاوى قضائية

كشفت احصائية لمجلس القضاء الأعلى، نشرتها صحيفة القضاء الشهرية الصادر عنه يوم 31 آذار الماضي، عن اقامة 182 دعوى اعتداء على كوادر طبيبة خلال ثلاث سنوات فقط في بغداد.

ووفقاً لإعلام مجلس القضاء، فإن هذه النسب من الدعاوى ظهرت بعد تعيين قاض مختص للنظر في تلك الدعاوى عام 2020. وترى مصادر في وزارة الصحة أن الاعتداءات زادت ضد الأطباء خلال فترة جائحة كورونا. إذ ارتفعت معدلات الوفيات، والكثيرون من الأهالي كانوا يحملون الكوادر الطبية المسؤولية، فيهاجمون أفرادها في المستشفيات وخارجها.

في حين يرى متابعون، أن تلك الاعتداءات ترتفع معدلاتها مع تراخي سلطة الدولة وتدهور الأمن، مبينين أن الأطباء والصحافيين والمحامين، هم أكثر من يتعرض للاعتداء، كونهم يعملون بدون غطاء أمني يحميهم أو يكونون على تماس مباشر بحياة الناس.

أكبر هجرة للأطباء

يشير الكاتب والباحث غانم أحمد، إلى أن "استهداف الأطباء والاعتداء عليهم، تسبب في أكبر هجرة ونزوح للكوادر الطبية، عرفها تاريخ العراق"، مبينا أن هناك هجرة سببها الجماعات الإرهابية، وأخرى سببها ردود الأفعال العشائرية.  

وتُقدر أعداد الأطباء المهاجرين إلى خارج البلاد خلال العقود الأربعة الأخيرة، بأكثر من 100 ألف طبيب، تقريبا نصفهم مقيمون في بريطانيا، وبعضهم يحصلون على أوسمة رفيعة في بلدان كبرى، لقاء إنجازاتهم الطبية.

وكان عضو مجلس محافظة بغداد علي المشهداني، قد ذكر في تصريح صحفي، أن "السلاح المنفلت" هو السبب الرئيس لظاهرة الاعتداء على الأطباء.

هل القانون رادع؟

دعت الاعتداءات المتكررة على الكوادر الطبية، إلى إقرار قانون حماية الأطباء رقم 26 لسنة 2013. ويرى الاختصاصي في الشأن القانوني طلال غازي سمير، أن هذا القانون يوفر الحماية للأطباء من الاعتداءات والممارسات العشائرية، ويمنحهم ضمانات إجرائية لممارسة مهنتهم.

ويوضح في حديث صحفي أنه "من حيث الحماية من الاعتداءات، تقر المادة 5 من القانون بإيقاع عقوبة على من يهدد الطبيب بمطالبات عشائرية أو غير قانونية بسبب نتائج عمله، بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثِ سنوات وبغرامة لا تقل عن عشرة ملايين دينار. في حين تعاقب المادة 6 من القانون كل من يعتدي على طبيب أثناء ممارسته مهنته، بالعقوبة المقررة لمن يعتدي على موظف أثناء تأديته وظيفته أو بسببها".

وتنص المادة 229 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 على: "يُعاقب بالحسب كل من أهان أو هدد موظفا أو أي شخص مكلف بخدمة عامة أو مجلساً أو هيئة رسمية أو محكمة قضائية أو ادارية أثناء تأدية واجباتهم أو بسبب ذلك".

ويلفت طلال إلى ان قانون حماية الأطباء، يوفر الحماية لهم من اتخاذ الإجراءات الجنائية ضدهم كذلك. إذ تنص المادة الثالثة على: "لا يجوز إلقاء القبض أو توقيف الطبيب المقدمة ضده شكوى لأسباب مهنية طبية، الا بعد إجراء تحقيق مهني من قبل لجنة وزارية مختصة".

ويمنح القانون الطبيب حق حمل السلاح الشخصي (مسدس). وتقوم وزارة الداخلية بالتنسيق مع ووزارة الصحة، بفتح مراكز للشرطة مخصصة لحماية العاملين في المؤسسات الصحية.

كما يلزم القانون وزارة الصحة ونقابة الأطباء بمتابعة الشكوى القضائية ضد المعتدي على الطبيب.

ورغم القانون، يرى المحامي محمد حامد في حديث صحفي أن "ضعف الدولة وأجهزتها مقابل سطوة العشيرة، والسلاح المنفلت في الشارع، كل ذلك يبقي الطبيب وغيره من المكلفين بتقديم خدمات عامة أو خاصة عرضة للاعتداءات والتجاوزات، وحتى اللجوء الى القضاء لا يمنع ذلك عنهم، بل قد يكون سبباً إضافياً للانتقام منهم".

ويطالب المحامي نقابة الأطباء بالتواصل مع مجلس النواب العراقي، من أجل تشديد العقوبات التي يفرضها قانونا العقوبات وحماية الأطباء على المعتدين "لأنها لم تعد متوافقة مع حجم الضرر الذي يخلفه الاعتداء على الطبيب، فتأثير توقفه عن العمل، لن يقتصر ضرره على دخله الشهري، بل على مراجعيه في عيادته، وكذلك المرضى في المستشفى أو المركز الصحي الذي يعمل فيه".

وبناء على ذلك، يعتقد بأن القانون العراقي غير رادع بما يكفي "وهذا ما يفسر عدم لجوء الأطباء في غالب الأحيان لتقديم شكاوى لدى مراكز الشرطة والجهات التحقيقية عند تعرضهم للاعتداء".

أطباء قلقون!

تنقل شبكة "نيرج" للتحقيقات الاستقصائية، عن طبيب من بغداد، قوله أنه يشعر بالقلق عندما ترده حالة ويعرف ان صاحبها ذو خلفية عشائرية "لأن تدهور وضعه الصحي قد يضعني هدفاً للانتقام"!

ويشير الطبيب الذي حجبت الشبكة اسمه، إلى أن هناك مراجعين يتهمون الكوادر الطبية بشتى الاتهامات، منها الإهمال وعدم صرف الادوية والأخطاء الطبية "في حين أن معظم ما نتهم به لا نتحمل مسؤوليته. فتوفير الادوية والمستلزمات الطبية وعدم وجود الكوادر كل ذلك مسؤولية إدارات المستشفيات والمراكز الصحية".

ويؤكد أن "حالات اعتداء كثيرة وقعت ضد أطباء في المؤسسات الصحية، دون أن يكون هنالك أي إجراء أمني ضد المعتدين، وبدلاً من ذلك تم اللجوء الى الفصل العشائري في قضايا كثيرة".

الجهل هو السبب

إلى ذلك، يقول قاضي محكمة تحقيق الكرخ عامر حسن، أن ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية سببها "الجهل وعدم معرفة الكثير من الناس لطبيعة عمل تلك الكوادر، والذي يتمثل في بذل عناية، لا في تحقيق غاية".

ويوضح في حديث صحفي أن "الطبيب وبقية العاملين في الأوساط الطبية يقع عليهم واجب بذل العناية الطبية المعتادة، أي القيام بالكشف الطبي وإجراء الفحوصات وإعطاء العلاجات والتطبيبات اللازمة، شريطة ألا ترتكب من قبلهم أخطاء طبية جسيمة، تضعهم تحت طائلة القانون".

ويرى القاضي أن "بث الوعي في هذا الجانب، فضلا عن إنزال العقوبات الرادعة، كفيلان بحل مشكلة الاعتداء على الكوادر الطبية".

****************************************************

لم يبق من الزاب الأسفل سوى الاسم!

متابعة – طريق الشعب

أظهرت صور نشرتها شبكة "964" الخبرية الاثنين الماضي، انخفاض مستوى مياه نهر الزاب الأسفل إلى أدنى مستوياتها في المنطقة التي تربط بين حيي أورطه يقه وتسعين في بلدة آلتون كوبري غربي كركوك.

وبدا قاع النهر واضحا وأصبح مجراه صغيرا. فيما عبر الأهالي عن حزنهم على ما آل إليه حال النهر، الذي يعد من أبرز معالم مدينتهم، ومصدرا للأسماك.

الناشط البيئي شاهين كوبرلو، ذكر للشبكة أن "هناك انخفاضا كبيرا في مستوى نهر الزاب الأسفل في الموسم الحالي، وهذا أمر غير طبيعي وسببه غياب الأمطار التي ستؤثر سلباً على الإنتاج الزراعي وكمية المياه الجوفية"، مشيرا إلى ان "الواقع الحالي ينذر بموسم صيفي جاف، وقلة في الإطلاقات المائية من سد دوكان".

فيما قال المواطن دارا أحمد أن "ما نشهده أمر محزن. فالنهر كان في حالة فيضان في الشتاء السابق. أما الآن فهو مجرد مجرى مائي، ولم يبق منه إلا اسمه"!

واضاف قائلا أن "صيد الأسماك وأجواء النهر الجميلة، كل ذلك اختفى اليوم. فيما الأمطار لا تزال شحيحة هذا الموسم".

*********************************************

النجف تحيي "متنزه السنبلة" بعد أن كان مكب نفايات

متابعة – طريق الشعب

قامت بلدية النجف بإعادة تأهيل "متنزه السنبلة" العائلي في حي الكرامة، بعد إن كان خلال الفترة السابقة مكبا للنفايات.

وزوّدت البلدية المتنزه البالغة مساحته 6 آلاف متر مربع، بممرات ومساطب وألعاب أطفال، مع زراعة أرضه بالثيّل والنباتات. 

وفي حديث صحفي قال مدير شعبة المتنزهات في البلدية محمد عبيد، ان دائرته تعد أهالي النجف بأن يكون العام المقبل عاما أخضر، عبر إنجاز عدد من المتنزهات، مؤكدا أنه سيتم افتتاح 7 متنزهات جديدة خلال الـ 15 يوماً المقبلة، في أحياء القدس والمكرمة والحسين والعسكري والغري والجامعة والوفاء.

من جانبه، قال المواطن كاظم شكر، أن "هذه الحديقة كانت قبل شهرين عبارة عن مكب نفايات تتصاعد منه روائح كريهة، أما اليوم فقد أصبحت متنفسا للعائلات، وسيرتادها الناس من الأحياء الشمالية للمدينة، كونها قريبة من الشارع الرئيس".

فيما أعرب المواطن حاكم سجاد عن سعادته بافتتاح المتنزه، متمنيا أن تتحول جميع المساحات الفارغة التي تكون عادة مكبات للنفايات، إلى ساحات خضراء.

**********************************************

اتحاد طلبة نينوى ينقل هموم الطلبة الايزيديين إلى المعنيين

 الموصل – داود سليمان

زار وفد من فرع اتحاد الطلبة العام في نينوى، أخيرا، عضو مجلس المحافظة عيدان شيفان شيخ كالو في مكتبه الرسمي، لغرض نقل صورة عن معاناة الطلبة الايزيديين المقيمين في بعشيقة، ومناقشتها وإيصالها إلى الجهات المعنية، على أمل معالجتها.

ومن بين القضايا التي طرها الوفد على عضو مجلس المحافظة، قضية أزمة السكن الخانقة التي يعانيها الطلبة، مطالبا بتقديم حلول عملية تخفف من معاناة الطلبة وتضمن استقرارهم وتدعم استمرارية نشاطهم العلمي.

كما دعا الوفد إلى توفير نقل مجاني للطلبة، من محال إقامتهم إلى مقار مؤسساتهم التعليمية. وهذا يأتي في سياق حملة الاتحاد الموسومة "#النقل_المجاني_مطلبنا"، الهادفة إلى تخفيف الأعباء المالية عن كواهل الطلبة وأسرهم.

من جانبه، أكد عضو مجلس المحافظة استعداده للتعاون في إيجاد حلول مناسبة لقضايا الطلبة الايزيديين. فيما أشاد بالدور الذي يلعبه الاتحاد في الدفاع عن حقوق الطلبة ودعم احتياجاتهم.

*********************************************

النفايات تتراكم في الصالحية!

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

يشكو مواطنون في منطقة الصالحية بجانب الكرخ، من تراكم النفايات على شارعهم الرئيس "بشكل لافت للنظر"، لا سيما قرب مبنى وزارة البلديات، مشيرين إلى أن هذه المشكلة، إضافة إلى كونها تشوّه معالم المنطقة الواقعة في قلب بغداد، خلفت أضرارا بيئية وصحية.

ويطالب المواطنون عبر "طريق الشعب"، مديرية بلدية الكرخ برفع النفايات بانتظام، وتفريغ حاوياتها مباشرة عند امتلائها كي لا يضطر المواطن إلى رمي نفاياته على الأرض. كما يطالبون بتوفير أعداد كافية من الحاويات الكبيرة.

**********************************************

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى تنعى رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين – فرع هولندا، الشخصية الوطنية والمخرج السينمائي القدير عبد الهادي الراوي، الذي فارق الحياة أول أمس الثلاثاء عن عمر ناهز ٨٦ عاما، تاركا خلفه إرثا من العطاء الكبير وجهودا في تعميق الحس والذائقة الفنية في مجال الاخراج السينمائي.

له الذكر الطيب، ولعائلته ومحبيه خالص العزاء والمواساة.

  • ببالغ الحزن والاسى، تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا، نبأ رحيل الشخصية الوطنية الفنان عبد الهادي الراوي.

التعازي الحارة إلى زوجته العزيزة مي شوقي ولجميع أفراد عائلته ومحبيه، وله الذكر العاطر.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الثانية، فقيدها الرفيق سامي حاتم (ابو قصي)، الذي توفي بعد معاناة مع المرض .

*************************************************

الصفحة السادسة

جيش الاحتلال يشعل النيران في المستشفيات مسؤولون صهاينة يصرّون على الإبادة ويرفضون إبرام اتفاق لتبادل الاسرى

متابعة ـ طريق الشعب

مع مضي 439 يوما على العدوان الصهيوني يواصل الكيان الإمعان والقتل ضد الفلسطينيين وسط صمت دولي عن الجرائم، رغم وصول عدد الشهداء إلى أكثر من 45 ألفا.

ورغم كمية الجرائم ضد المدنيين وتهم الفساد الداخلية لرئيس الحكومة، يواصل المسؤولون الصهاينة رفض التوصل إلى اتفاق بتبادل الاسرى.

رفض الاتفاق

جدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش معارضته التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعرف خطوطهم الحمر.

وانضم سموتريتش إلى وزير الأمن القومي وزعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، الذي عارض مرارا هذا الاتفاق رغم تقديرات إسرائيلية بقرب التوصل إليه.

وقال سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، لإذاعة كول بارما المحلية إن "هذا ليس الوقت المناسب لمنح حماس طوق النجاة" بل يجب مواصلة الضغط عليها وسحقها "حتى تعيد المختطفين ولكن في صفقة استسلامها وليس في صفقة استسلامنا"، وفق تعبيره.

كما قال إن ترك شمال قطاع غزة والسماح لمليون من سكانه بالعودة يعني "القضاء على الإنجازات التي تم تحقيقها بدماء كثيرة"، حسب زعمه، واعتبر نتيجة لذلك أن الصفقة "خطأ فادح".

وتابع سموتريتش أن "الصفقة ليست جيدة ولا تخدم أهداف ومصالح دولة إسرائيل ولا النصر في الحرب ولا عودة المختطفين لأنها في النهاية صفقة جزئية"، بحسب ادعائه، مؤكدا أن نتنياهو "يعرف تماما خطوطنا الحمر".

من جانبه، أوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن كل ما ينشر حول موافقة رئيس الحكومة على تسهيل المسار لقيام دولة فلسطينية هو كذب مطلق وغموض تام، وأضاف المكتب في بيان أن "رئيس الوزراء نتنياهو عمل ويعمل ضد إقامة دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض أمن إسرائيل للخطر".

محاكمة نتنياهو

ويوم أمس الأربعاء، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام المحكمة المركزية في تل أبيب في جلسة محاكمته الرابعة ضمن قضايا الفساد الموجهة ضده.

وتُركز الجلسة على القضية المعروفة بـ "الملف 4000"، التي يُتهم فيها نتنياهو بالحصول على تغطية إعلامية مواتية من موقع "واللا" مقابل ضمان امتيازات لشركة الاتصالات "بيزك" التي يملكها شاؤول ألوفيتش.

وقالت وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال الصهيوني ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 52 شهيدًا و203 إصابات خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وذكرت مصادر فلسطينية أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات استهدفت عدة منازل في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا.

واستهدفت مسيّرة إسرائيلية الطواقم الطبية في المستشفى خلال محاولتها انتشال مصابين عقب قصف منازل بمحيط المنشأة، كما ألقت الطائرات الإسرائيلية براميل متفجرة بالقرب منه.

إشعال النيران في المستشفيات

وقال مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية إنّ آليات عسكرية إسرائيلية متوغلة استهدفت المستشفى شمال قطاع غزة، ما أسفر عن اشتعال النيران داخل قسم العناية المركزة فيه.

وأضاف في فيديو من أمام القسم الذي ظهر الدخان ينبعث منه، نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "فوجئنا بدخول الآليات والجرافات إلى محيط مستشفى كمال عدوان الذي سبقه استهداف مخيف لمنازل المواطنين في محيط المستشفى، وكنا نسمع إطلاق النيران والقذائف دون أن نتمكن من عمل شيء".

وأردف أبو صفية: "جرى إطلاق النار بشكل مفاجئ وجنوني على المستشفى بكل أنواع الأسلحة"، مشيراً إلى "تعمد الآليات الإسرائيلية استهداف قسم العناية المركزة، وكانت تطلق النيران تجاهه بشكل واضح".

وتابع: "قمنا بأعجوبة بإخلاء المرضى الذين كانوا على أجهزة التنفس الصناعي من قسم العناية المركزة واشتعلت النيران داخله"، مشيراً إلى أنه "القسم الوحيد الموجود في شمال قطاع غزة".

***************************************************

الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره

نيويورك ـ وكالات

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مشروع قرار يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بأغلبية ساحقة. وصوتت 172 دولة لصالح القرار، فيما صوتت 7 دول فقط ضده، وهي "إسرائيل"، والولايات المتحدة، وميكرونيزيا، والأرجنتين، وباراغواي، وباباوا غينيا الجديدة، وناورو، فيما امتنعت 8 دول، وهي الإكوادور، وليبيريا، وتوغا، وتونغا، وبنما، وبالاو، وتوفالو، وكيريباتي. ويأتي تبني هذا القرار كموقف دولي رافض لكل ممارسات "إسرائيل" الاحتلالية والاستيطانية، التي تحول دون قدرة الشعب الفلسطيني على ممارسة حقه في تقرير المصير، والعيش بكرامة في دولته المستقلة، خاصة أن القرار يشير في نصه إلى فتوى محكمة العدل الدولية، التي أفادت بأن احتلال "إسرائيل" للأرض الفلسطينية هو احتلال غير قانوني، ويجب أن ينتهي على وجه السرعة، لما له من تبعات وخيمة على قدرة الشعب الفلسطيني على ممارسة حقه في تقرير المصير المكفول له في ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

**************************************************

إيرلندا تخاطب إسرائيل: لن تستطيعوا اسكاتنا

دبلن ـ وكالات

اتهم رئيس وزراء أيرلندا سيمون هاريس إسرائيل بمحاولة إسكات بلاده على خلفية موقفها الرافض للحرب على قطاع غزة، ووصف قرار تل أبيب إغلاق سفارتها في دبلن بـ "دبلوماسية تشتيت الانتباه". وقال رئيس الوزراء الأيرلندي إن تل أبيب لن تستطيع إسكات بلاده لانتقادها الهجمات التي تشنها القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ووصف هاريس قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إغلاق سفارة تل أبيب في دبلن بـ "دبلوماسية تشتيت الانتباه". كما أشار هاريس إلى أن دبلن ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، مستدركا بقوله: "لكن، لن يستطيع أحد إسكات أيرلندا". وردا على سؤال صحفي بشأن موقف دبلن من الحرب الإسرائيلية على غزة، قال رئيس الوزراء الأيرلندي "اليوم، جميعكم تسألون عن موقف أيرلندا. لكن ماذا عن ممارسات إسرائيل؟ ماذا عن الممارسات التي ارتكبها نتنياهو بحق الأطفال الأبرياء في غزة؟ هذه عبارة عن دبلوماسية تدمير".

وأضاف "هل تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ قتل الأطفال؛ أعتقد أن هذا شيء تجب إدانته".

**********************************************

الاشتباكات مستمرة في السودان

الخرطوم ـ وكالات

تواصلت الاشتباكات المسلحة بين طرفي النزاع في السودان وسط تضاؤل الآمال بشأن التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار. أفادت مصادر صحفية باندلاع معارك عنيفة في الخرطوم بحري شمال العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وذكرت المصادر أن الجيش السوداني استخدم المدفعية الثقيلة والطيران الحربي خلال المعارك التي استمرّت عدة ساعات، وأكدت أن الجيش تمكن من السيطرة على أبراج السلطان التي كانت تتحصن بها قوات من الدعم السريع وتتخذ منها مكانا لقناصتها. كما أكدت المصادر أن الجيش السوداني يسعى لفك حصار مفروض على سلاح الإشارة والقيادة العامة في الخرطوم عبر المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية. سياسيا، بحث المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، إيجاد حلول للأزمة في السودان. وقالت الإذاعة الموريتانية الرسمية إن لقاء لعمامرة والغزواني تم بالقصر الرئاسي في نواكشوط، وناقش تطورات الوضع الراهن في السودان، خاصة ما يتعلق بالجانب الإنساني وآفاق البحث عن حلول مناسبة للأزمة السودانية. واستضافت نواكشوط أمس الأربعاء اجتماعا للتشاور حول الوضع في السودان بطلب من الأمم المتحدة.

**********************************************

دعا مجلس الأمن الدولي إلى تنفيذ عملية سياسية “جامعة ويقودها السوريون”، مشددا أيضا على وجوب تمكين الشعب السوري من أن “يحدّد مستقبله".

وقال المجلس في بيان إنّ “هذه العملية السياسية ينبغي أن تلبّي التطلعات المشروعة لجميع السوريين، وأن تحميهم أجمعين، وأن تمكّنهم من أن يحدّدوا مستقبلهم بطريقة سلمية ومستقلة وديموقراطية”.

وإذ شدّد أعضاء المجلس في بيانهم على “التزامهم القوي سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، دعوا جميع الدول إلى احترام هذه المبادئ”.

******

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستبقى في موقع جبل الشيخ الإستراتيجي على الحدود السورية لحين التوصل لترتيب مختلف.

واحتلت القوات الإسرائيلية جبل الشيخ عندما دخلت المنطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، مستغلة حالة الارتباك بعد الإطاحة بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد هذا الشهر.

******

دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن من دمشق إلى تنظيم انتخابات "حرة وعادلة" بعد الفترة الانتقالية للحكومة السورية المؤقتة، في حين طالبت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا.

وقال بيدرسون في حديث لصحفيين في دمشق "نرى الآن بداية جديدة لسوريا التي ستتبنى دستورا جديدا يضمن أن يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، وأننا سنشهد انتخابات حرة ونزيهة عندما يحين ذلك الوقت، بعد الفترة الانتقالية" بعد نحو 3 أشهر.

********************************************

تحدثت وسائل إعلام عن تأسيسه في بداية 2025 هل يقود كوربين حزباً يسارياً جديداً في بريطانيا؟

رشيد غويلب

منذ فوز جيرمي كوربين بزعامة حزب العمال في 12 ايلول 2015، شن اليمين داخل حزب العمال مدعوما من قوى اليمين خارج الحزب حربا شعواء ضد كوربين والجناح اليساري لحزب العمال، حتى تحول كوربين من زعيم لحزب العمال إلى عضو مستقل في البرلمان البريطاني، بعد ان أصر على الترشيح في دائرته، وهزم بجدارة منافسيه. لقد مرت تسع سنوات من نضال صعب ضد اليمين من أجل العدالة الاجتماعية والتضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني وشعوب عالمنا المضطهدة.

حزب جديد

وعلى الرغم من عدم صدور أي شيء من كوربين، إلّا أن تقارير إعلامية بريطانية تتحدث عن إمكانية تأسيس حزب يساري جديد في كانون الثاني المقبل. تقول التقارير إن زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين سيقدم رسميا الوثائق الخاصة بتأسيس الحزب إلى السلطات المختصة. ويبدو أن كوربين يعتمد على مجموعة من الداعمين الرئيسيين من بينهم: النواب الأربعة المؤيدون للفلسطينيين الذين أسسوا كتلة نيابية مستقلة مع كوربين في أيلول الفائت. ويمكن أن ينضم المزيد من النواب. والهدف هو المشاركة في الانتخابات البرلمانية العامة عام 2029.

في تموز الفائت، اُنتخب أربعة مرشحين مستقلين للبرلمان البريطاني، كان التضامن مع الشعب الفلسطيني محوريا في برنامجهم الانتخابي: شوكت آدم في ليستر ساوث، وأيوب خان، الذي فاز ببيري بار في برمنغهام، وعدنان حسين، الذي فاز في بلاكبيرن، وإقبال محمد، الذي فاز في ديوسبري. ومنذ ذلك الحين، شكلوا مع كوربين، الذي تمكن من الاحتفاظ بمقعده في إسلينغتون نورث في لندن، "تحالفا مستقلا". وأصبحت الكتلة تعرف لدى البعض بـ "خمسة غزة"، خامس كتلة في البرلمان، على قدم المساواة مع الوحدويين الإيرلنديين الشماليين وحزب الإصلاح اليميني في المملكة المتحدة.

وركزت الكتلة على معارضة تخفيضات الرعاية الاجتماعية التي تتبناها حكومة حزب العمال ومبيعات الأسلحة لإسرائيل. وجاء في بيانها التأسيسي: "لقد ألغت هذه الحكومة بالفعل مخصصات الشتاء لنحو عشرة ملايين متقاعد، وتجاهلت الدعوات المطالبة بوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل". وتريد الكتلة أن تقدم لملايين من الناس بديلاً حقيقياً لسياسة التقشف وعدم المساواة والحرب. وعلى الرغم من انتخاب نوابها كل على حدة، إلا أن عملها الجماعي قابل للاستمرار، ويؤدي إلى تأثير أكبر. وقال البيان: "كلما زاد عدد النواب المستعدين للدفاع عن هذه المبادئ، كلما كان ذلك أفضل".

ولم يكن مستغربا تحركهم السريع على نواب حزب العمال السبعة الذين تم طردهم من كتلة الحزب لمدة ستة أشهر بعد أن صوتوا لإلغاء الحدود القصوى لاستحقاقات الأطفال في الصيف. والنواب السبعة كانوا من المقربين إلى كوربين، بما في ذلك نائبه السابق في قيادة الحزب جون ماكدونيل.

اجتماع تداولي

وفي منتصف أيلول الفائت، عُقد اجتماع تمت فيه مناقشة تشكيل حزب حول الكتلة البرلمانية وفق ما ذكرت حينها وسائل إعلام مثل صحيفة الغارديان. وذكرت الصحيفة أن اسم الحزب الجديد سيكون "الجماعي". وشارك في الاجتماع لين مكلوسكي، أحد المقربين من كوربين والأمين العام السابق لنقابة "يونايتد" المعروفة. وكذلك شارك عمدة نيوكاسل السابق، جيمي دريسكول، والعضو السابق في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أندرو فاينشتاين - الذي حصل على قرابة 20 في المائة في دائرة زعيم حزب العمال الحالي كير ستارمر. وكان من بين المشاركين المخرج السينمائي اليساري المعروف كين لوتش. وكما كتبت صحيفة الغارديان، نقلاً عن أحد المشاركين في الاجتماع، فضل عدم ذكر اسمه، فإن الحزب اليساري الجديد يهدف إلى أن يكون ثقلًا موازنًا واضحًا لحزب الإصلاح اليميني في المملكة المتحدة وحزب العمال، الذي يتجه بشكل متزايد نحو اليمين. وبينما ذكرت الصحيفة في أيلول الفائت أن اسم الحزب اليساري الجديد سيكون "كولكتيف" (الجماعي)، ذكرت مجلة "ذا سبكتاتور" البريطانية، التي علمت لأول مرة بالجدول الزمني لتأسيس الحزب الجديد الأسبوع الفائت، أنه لم يتحدد تحديد اسم الحزب بعد.

فرص النجاح

ما مدى نجاح المشروع السياسي الجديد هو موضوع تحليلات مختلفة. لكن حتى صحيفة التايمز اللندنية المحافظة تعتقد أن جزءًا كبيرًا من يسار حزب العمال في مجلس العموم يمكن أن ينضم إلى الحزب الجديد: "مكلوسكي هو أحد أولئك الذين يبدو أنهم يدعمون الكتلة، وهي مجموعة مناقشة قد تصبح شبكة منظمة من مستقلين يساريين." ووفقا للمعلومات الواردة في الصحيفة يوم الخميس الفائت، يقال إن قرابة 20 برلمانيا يرغبون في الانضمام إليها. ويشمل البرنامج السياسي، ضمن نقاط اخرى، رفض السياسة الخارجية وسياسة التقشف التي ينتهجها حزب العمال.

*******************************************

الصفحة السابعة

ذوات الاحتياجات الخاصة: إهمال حكومي واستغلال مجتمعي

بغداد – نورس حسن

وسط غلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها أغلب العائلات، تتفاقم معاناة النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة، بسبب محدودية رواتب الرعاية الاجتماعية، التي لا تكفي لتغطية متطلبات الحياة اليومية أو تكاليف العلاج الباهظة. هذا الوضع أدى إلى تعرض العديد منهن للعنف الأسري واستغلالهن في التسول.

رواتب بائسة

عذراء أشرف، مواطنة من ذوي الهمم تبلغ من العمر 40 عاماً، تقول لـ"طريق الشعب" إن راتب الرعاية الاجتماعية الذي تتقاضاه شهرياً لا يتجاوز 180 ألف دينار. هذا المبلغ جعلها عاجزة عن تحمل تكاليف جلسات العلاج الطبيعي، التي تصل تكلفة الواحدة منها إلى أكثر من 100 ألف دينار.

توضح عذراء أن أغلب ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى جلسات علاج طبيعي مكثفة وعلى مدى طويل، إلا أن هذه الجلسات متوفرة فقط في المراكز الخاصة التي تفرض تكاليف باهظة، مما يدفع الكثيرين إلى الاستسلام لحالتهم. وتضيف أن رواتب الرعاية الاجتماعية لا تُمنح وفق الاستحقاقات المطلوبة رغم أن المستفيدين منها هم الأكثر معاناة ويفتقرون لجميع أشكال الرعاية الصحية.

غياب دور المؤسسات الحكومية

من جانبها، تشير المواطنة سعاد فرحان، وهي معينة متفرغة لرعاية أختها من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أن راتب الرعاية الذي تحصل عليه أختها لا يتجاوز 120 ألف دينار شهرياً. وتوضح أن أختها تعاني من مرض عصبي يستلزم علاجاً خارج البلاد.

وترى سعاد أن المؤسسات الصحية يجب أن تقدم رعاية أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة وأن تُمنح ذويهم المتفرغين لرعايتهم، رواتب افضل مما هي عليه اليوم. وتنتقد تدني راتب المعين المتفرغ الذي لا يتجاوز 200 ألف دينار شهريا، مشّددة على أن الدعم الحكومي لرعاية النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة ما زال دون المستوى المطلوب.

هذا، وحاولت مراسلة"طريق الشعب" التواصل مع المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية للاستفسار عن خطط الوزارة لتحسين رواتب المستفيدين من الرعاية الاجتماعية الاّ انه امتنع عن الرد.

معرقلات روتينية ومحسوبيات

وتشكو العديد من النساء من تعقيد إجراءات الحصول على رواتب الرعاية الاجتماعية، حيث تلعب المحسوبية والرشوة دوراً كبيراً في إنجاز المعاملات.

إسراء الجوراني، أرملة وأم لطفلين، توضح في هذا الجانب، بأنها تحاول منذ عام الحصول على راتب الرعاية الاجتماعية، لكن الإجراءات الروتينية وتبريرات المسؤولين حول قلة التخصيصات المالية وغلق الباب أمام تسجيل محتاجين جدد، عرقلت معاملتها. وتؤكد أن  مشكلة "المحسوبيات والواسطة" تزيد من صعوبة استكمال معاملات الشمول بالرعاية الاجتماعية والحصول على القروض الميّسرة.

الفساد واستغلال الفئات الضعيفة

هدى ماجد، أرملة وأم لأربعة أطفال، تسعى للحصول على قرض لبدء مشروع خاص بها، لكنها تشير إلى أن الوساطة والرشوة تسيطران على معاملات دائرة الرعاية الاجتماعية. وتلفت إلى أن العديد ممن حصلوا على القروض أو رواتب الرعاية الاجتماعية كانوا مدعومين من مسؤولين بارزين أو قدموا رشى.

بدورها، تؤكد الناشطة نوف سالم أن معاناة النساء المستفيدات من الرعاية الاجتماعية كثيرة وكبيرة، مشيرة إلى أن المشكلة لا تقتصر على التقصير الحكومي، بل تشمل أيضاً تراجع دور منظمات المجتمع المدني المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة. وتوضح أن هذه المنظمات أصبحت عاجزة عن الضغط على الجهات الحكومية لتحسين المستوى الاقتصادي للنساء المستفيدات من رواتب الرعاية الاجتماعية.

وتضيف سالم خلال حديثها لـ"طريق الشعب" أنه "في الوقت الذي تعلن فيه الجهات الحكومية عن قلة التخصيصات المالية لرواتب الرعاية الاجتماعية، هناك مليارات تُسرق وتهرب خارج البلاد". وترى أن "التقصير الحكومي في دعم الشرائح الفقيرة واضح وكبير، حيث أن البرامج التي تعمل عليها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية محدودة ولا تتناسب مع الأعداد الكبيرة من النساء الأرامل والمطلقات وذوات الاحتياجات الخاصة".

وتلفت الناشطة إلى أن العديد من النساء من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانين من ظروف قاسية وإهمال كبير، حتى وصل الأمر إلى تعنيف بعضهن بغرض التخلص منهن والاستفادة من إرثهن. مضيفة بأن "هناك أيضاً من يتم استغلالهن للتسول، على الرغم من وجود تعيين حكومي لشخص معين يتقاضى راتباً من الرعاية الاجتماعية للعناية بهن. ولكن ضعف الرقابة الحكومية جعل هؤلاء النساء عرضة للاستغلال والمعاملة غير الإنسانية".

الرجال أيضاً ضحايا

وتشير سالم إلى أن هذه المعاناة بأشكالها المختلفة لا تقتصر على النساء فقط، بل تمتد لتشمل الرجال الذين يعانون من البطالة والفقر والإهمال الحكومي. وتؤكد على أن هذه الفئات تستحق رعاية اجتماعية أفضل ورواتب أكثر عدلاً تتماشى مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور الأوضاع الاقتصادية. وفي الختام، شددّت نوف سالم على ضرورة تحسين برامج الرعاية الاجتماعية وزيادة الرواتب بشكل ملموس، بما يساهم في تخفيف معاناة الشرائح الفقيرة وتوفير حياة كريمة لهم.

********************************************

الاحتلال الصهيوني يمنع دعم النساء الفلسطينيات

متابعة - طريق الشعب

أدى العنف في الضفة الغربية إلى زيادة صعوبة قيام مركز دراسات المرأة بأنشطته، فاضطرت المنظمة إلى إعادة ترتيب أجزاء من عملها من أجل تقديم المساعدة الطارئة للنساء والأسر التي فقدت منازلها.

ورغم أن وسائل الإعلام تركز كثيراً على قتل المدنيين في غزة ولبنان مما يلقي بظلال تعتم على ما يحدث في الضفة الغربية، فإن الوضع هناك صعب أيضاً حيث قتل 438 شخصاً في عام 2024، منهم 15 فتاة وامرأة، وفقا لوكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وحيث قامت القوات الإسرائيلية بتدمير جزء كبير من البنية التحتية في بلدات مثل طولكرم، كتخريب الشوارع وقطع المياه والصرف الصحي والكهرباء، وتدمير المتاجر والمنازل بالجرافات والتحرش بالنساء وقيام المستوطنين بإعدام مواشي المزارعين بدون أي سبب وهكذا.

وتقول منظمات الإغاثة بإن العديد من المدن ومخيمات اللاجئين والقرى في الضفة الغربية تتعرض لغزو يومي من قبل الجيش الإسرائيلي، مما يلقي الرعب في نفوس النساء والفتيات، ويعرقل بشكل كبير، واحيانا تام، تقديم الخدمات الانسانية لهن.

وأشارت هذه المنظمات إلى أن تدمير منازل الكثيرين، يجبرهم على تقاسم السكن والتجمع مع الآخرين، وهو الأمر الذي قد يكون صعباً على النساء والفتيات في مجتمع محافظ ويعاني من صعوبات اقتصادية هائلة مثل المجتمع الفلسطيني. كما يؤدي إلغاء تصاريح العمل إلى منع الفلسطينيين من مواصلة وظائفهم وبالتالي القائهم في اتون البطالة والعوز.

وكما طالبت هذه المنظمات بالمزيد من الدعم المالي والمادي لإنقاذ نشاطاتها، دعت إلى وقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة، دون أن يردعهم قانون أو مؤسسات الشرعية الدولية.

********************************************

عن ضحايا الإرهاب من النساء

رغم مرور سنوات عديدة منذ انتصارنا على داعش وكل منظمات التكفير والإرهاب، فإن ضحاياها من النساء ما زلن يعشن في ظروف قاسية، سواء فيما يعانين منه من صعاب في المخيمات ومناطق النزوح، أو في الآثار النفسية والجسدية التي تركتها فيهن مآسي العيش تحت حكم الإرهاب أو معتقلاته وأسره وجبهات القتال معه.

ولعل من أبرز المهمات التي ينبغي على كل الدوائر الرسمية والمنظمات غير الحكومية تنفيذها لتقليل حجم المأساة، الدفاع عن حقوق المرأة في التعليم والرعاية الصحية والمشاركة في صنع القرار والعمل على تمكينها اقتصاديا ومكافحة التمييز الذكوري المتخلف ضدها، وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للعوائل وتوفير الدعم القانوني للنساء ضحايا العنف، ومتابعة ومنع تزويج الأطفال، الذي تلجأ له بعض العوائل لتخفيف حمل المسؤولية عن كاهلها.

المحرر

*******************************************

حياة المرأة بين تحديات المجتمع وضرورة التعليم والاستقلال المادي

بغداد – طريق الشعب

رغم تمكن العديد من النساء من تحقيق التوازن بين العمل وإدارة شؤون المنزل، إلا أنهن ما زلن يعانين من التعنيف الأسري والضغوط الاجتماعية، بالإضافة إلى المطامع المادية التي أدت إلى نشوب العديد من المشاكل العائلية.

قصص من الواقع

تروي المواطنة إسراء حامد (35 عاماً) وهي أرملة وأم لطفلين، لـ "طريق الشعب" معاناتها بعد وفاة زوجها، واضطرارها على العودة إلى منزل والدها مع طفليها، فتقول "لدي ثلاثة إخوة يعملون موظفين، لكن لم يقدم أي منهم دعماً مادياً لي أو لأطفالي، حتى أنهم لم يشتروا لهم أي كسوة أو لعبة طوال فترة سكني معهم، رغم أنني لا أملك راتباً لتلبية احتياجاتهم". وتضيف "كان دورهم يقتصر على منح والدتي مبلغاً مادياً بسيطاً كمساهمة في المصروف المنزلي".

وتتابع قائلة "ازدادت مشاكلي مع زوجات إخوتي بسبب صراعات الأطفال، ومع ذلك كان والدي ووالدتي يقفان دائماً إلى جانب إخوتي في كل مشكلة، الأمر الذي دفعني للبحث عن عمل يمكنني من خلاله تأمين سكن مستقل أعيش فيه مع أطفالي بعيداً عن هذه التوترات العائلية".

وترى إسراء أن معاملة الأهل لإبنتهم المطلّقة أو الأرملة، التي تعود إليهم تختلف تماماً عن معاملتهم لها قبل الزواج عندما كانت الفتاة المدللة لدى إخوتها ووالدها. وتوضح "طوال فترة سكني في بيت أهلي مع أطفالي، كانت حياتنا تقتصر على الأكل والنوم فقط، إلى أن تمكّنت من الحصول على عمل في أحد المولات التجارية براتب شهري قدره 700 ألف دينار. فقررت تأجير منزل للعيش مستقلة، لكن إخوتي عارضوا الفكرة، ليس حرصاً على سلامتي أو سلامة أطفالي، بل لأنهم أرادوا تقليل المبلغ الذي كانوا يساهمون به شهرياً في مصروف البيت حيث أجبروني على المساهمة في المصروف بدلاً من دفع الإيجار، بالإضافة إلى تكليفي برعاية والدتي التي تعاني من أمراض مزمنة".

الطمع المادي

أما نبراس جهاد (40 عاماً) والتي تعمل مدرسة، واختارت الانفصال بعد شهرين فقط من زواجها، فتوضح لـ "طريق الشعب" أن سبب انفصالها كان لطمع طليقها براتبها، حيث رفض هو أن يعمل وأجبرها على تحمل مصاريف عائلته. وتضيف "الزواج الذي يُبنى على طمع مادي لا يدوم، والانفصال كان الخيار الأفضل بعد استنفاد جميع محاولات الإصلاح".

التعليم مفتاح النجاح

بدورها، ترى باسمة عزت، وهي مدرسة، أن الارتباط يجب ان يتحقق لكل فتاة بعد إكمال دراستها الجامعية والحصول على وظيفة تضمن لها دخلاً يساعدها في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة. وتوضح لـ "طريق الشعب" أنها تسعى إلى تجنيب بناتها الأربع خوض تجربة الزواج لمجرد الارتباط، إنسياقاً وراء الاعتقاد السائد بأن الزواج هو مصدر الاستقرار الوحيد للفتاة.

وتشير إلى أن "الكثير من النساء أصبحن ضحايا لمفاهيم ومعتقدات اجتماعية مغلوطة، بينما يبقى سند المرأة الحقيقي في هذا العصر هو تعليمها ووظيفتها فقط". وتؤكد أنها ليست ضد الزواج، لكنها ترى أنه ليس الوسيلة المثلى لتحقيق الاستقرار والسلام الأسري. وتشدد على أن انسجام الزوجين هو الأساس في نجاح العلاقة الزوجية، مشيرة إلى أن غياب هذا الانسجام يؤدي في كثير من الأحيان إلى الطلاق وتفاقم المشاكل العائلية.

كسر حاجز الخوف

في هذا الجانب تعلق الباحثة الاجتماعية نوال الزاملي قائلةً بأن "التحديات المادية هي السبب الرئيسي لمعظم حالات الطلاق في المجتمع. فالمرأة المستقلة مادياً غالباً ما تكون عرضة للاستغلال، سواء من الزوج، أو الأهل، أو حتى الأبناء".

وتضيف الزاملي: "رغم التحديات، فإن استقلال المرأة المادي والمهني هو أحد أهم عوامل تحقيق الاستقرار. الانفتاح التكنولوجي ساعد النساء على كسر حاجز الخوف والمطالبة بالتعليم والسعي لتحقيق الاستقلالية، لكن المجتمع ما زال بحاجة إلى تغيير جذري لدعم المرأة في مواجهة هذه الضغوط".

**********************************************

عين المرأة.. إنهاء العنف ضد النساء يحتاج الكثير

انتصار الميالي

كما هو الحال في كل عام، يشهد العالم والعراق انطلاق حملات الـ16 يوماً من النشاط ضد العنف القائم على أساس التمييز ضد النساء والفتيات، وهي حملات عالمية تستهدف تُذكيّرنا بأن العنف ضد المرأة، قضيّة من قضايّا حقوق الإنسان. الاّ إن فترة ستة عشر يوماً لن تكون العصا السحرية، التي يمكن بها إنهاء العنف الموجه ضد النساء، لاسيما وإن المؤشرات تكشف لنا عن ظروف مخيفة تعيشها النساء والفتيات.

وقد بات معروفاً ازدياد العنف في زمن الأزمات، مما يستدعي تفعيل برامج التوعية ضد جميع أشكاله، والاهتمام بتقديم الخدمات لمساعدة الناجيات منه ودعمهن للوصول إلى حقوقهن، حتى يدركنّ بأنهّن لسّن وحيدات في المواجهة. وتبقى هذه الفعاليات في الحقيقة مرهونة بعدة عوامل، كتوفر الارادة السياسية وبناء شراكات فعالة، تعزز من مشاركة المرأة في تطوير الخطط والاستراتيجيات الداعمة للحماية من العنف وصولا للوقاية منه.

إن العنف ضدّ النساء مرض بل هو وباء منتشر في العالم وداخل مجتمعنا العراقي، وقد بلغ مستويات مدمرة، حيث تؤكد التقارير الدولية على أن 735 إلى 800 مليون امرأة في جميع أنحاء العالم، يتعرضّن للعنف الجسدي والنفسي والاعتداء والتحرش الجنسي، وهذه الأشكال المختلفة من الإساءة، شديدة الضرر بالنساء.

ولما كان للجميع الحق في الحصول على المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي والمأوى الآمن والدعم القانوني، فإن مشكلة أرتفاع معدلات العنف، تضعنا أمام مسؤولية إيجاد شراكات قوية وحقيقية وتشريع قوانين وتشريعات تجّرم وتحاسب مسبّبي العنف وتضع حداً له، وإتخاذ قرارات هامة واجراءات داعمة لأنشاء وتأهيل وتأمين المساحات الآمنة للمعنّفات ومراكز الخدمات، والتواصل والارشاد لهّن ولجميع افراد المجتمع.

إن القضاء على هذه الآفة أو على الأقل تحجيمها، يتطلب تعليم وتثقيف الأجيال القادمة أهمية الدفاع عن النساء والفتيات واحترامهّن، واعتبار ذلك أولوية في غاية الأهمية، فالتعليم المبكر الفعال يمكن أن يساهم في منع العنف، ويساعد جميع السلطات على تهيئة بيئة تحترم حرية التعبير وتكافح خطاب الكراهية والعنف ضد النساء والفتيات، ويلعب دوراً في مساهمة المجتمع بتقديم الخدمات الأساسية للضحايا والناجيات عبر قطاعات الشرطة والعدالة والصحة وغيرها، وإتاحة التمويل الكافي للجهود المبذولة في مجال حقوق المرأة، ليتسنى لها التعبير عن آرائها بشأن التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلدان التي تنتمي إليها، ويكون لها الدور الواضح في تحقيق العدالة والتنمية المستدامة.

**********************************************

أفغانستان.. لا تعريف لما يحدث غير القمع

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

في معرض حديثها عن ما تعانيه النساء الأفغانيات من قمع واسع وممارسات ذكورية متخلفة، كتبت الصحفية والناشطة شيلينا جان محمد، مقالاً لصحيفة "ذي ناشيونال" الانكليزية، أعربت فيه عن تضامنها الكامل كأمرأة مسلمة، مع النساء الأفغانيات، اللاتي يواصلن المقاومة في مواجهة الصعاب المستحيلة، ومساعي حجب أصواتهن وحبسهن في البيوت، مؤكدة على عدم وجود أي علاقة بين ذلك وبين قيم الدين، الداعية للعدالة وتكريم بني البشر، نساءً ورجالا.

ووجدت جان محمد في تصرفات طالبان، تناقضاً صارخاً مع المباديء الدينية والمعطيات التاريخية والحاجة التي يفرضها التطور الحضاري للإنسانية، إضافة إلى أن تهميش نصف السكان لا يخفف من حدة الأزمة التي تعانيها البلاد ولا يتسق مع التصدي "لمؤامرات" الخارج كما تزعم حكومة طالبان، لأن أي مجتمع يُبقي النساء مكبلات، لن يكون له مستقبل.

وأشارت الناشطة إلى أن معاملة طالبان للنساء ترسخ الصور النمطية الضارة لمجتمعاتنا وتضر بسمعتها في العالم وتزيد من الاسلاموفوبيا وتساهم في تغذية الطموحات الإمبرالية الساعية للتدخل في شؤون البلدان النامية.

وردت الناشطة جان محمد، على رفض طالبان التضامن العالمي مع نساء افغانستان، بدعوى عدم معرفة المتضامنين بالثقافة الافغانية، فقالت "أن العدالة تتجاوز الحدود، وإن القيم الدينية التي يدّعونها تفرض على المؤمنين بها الوقوف إلى جانب الحق وتلزمهم بالتخلي عن الصمت وممارسة الفعل المعارض للظلم".

وأكدت جان محمد، على أن ممارسة التحييز ضد النساء في بعض بلدان افريقيا، كلفّتها ما لا يقل عن 4.2 مليار دولار سنوياً مما أضر كثيراً بنموها وتقدمها، داعية إلى بذل كل الجهود للتضامن مع المرأة الأفغانية من أجل استعادة إنسانيتها وحقوقها وحريتها، فإن ذلك هو الخطوة الأبرز لرؤية أفغانستان ككل مزدهرة ومعافاة.

******************************************************

الصفحة الثامنة

إسرائيل تستغل المرحلة الانتقالية كي تدمر قدرات سوريا العسكرية

د. ماهر الشريف

استغلت حكومة الحرب الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، المرحلة السياسية الانتقالية التي تمر بها سورية حالياً كي تدمر القدرات العسكرية التي تمتلكها، وكي تقوم باحتلال المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحتلة وتسيطر على الجانب السوري من جبل الشيخ، في عملية عسكرية واسعة انطلقت منذ صبيحة الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، وأطلقت عليها اسم "سهم باشان"، وهو مصطلح توراتي يطلق على الأراضي الواقعة في جنوب سورية.

"أكثر العمليات كثافة في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي"

وصفت العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل بأنها "واحدة من أكثر العمليات كثافة في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي"، إذ بدأت بتدمير الدفاعات الجوية السورية، ثم استهدفت موجات لاحقة من الهجمات، التي نفذتها طائرات مقاتلة وطائرات من دون طيار، القواعد الجوية ومستودعات الأسلحة ومواقع الإنتاج العسكري والتخزين في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية وتدمر، من بين مدن أخرى، حيث تم تدمير العشرات من طائرات الميغ والسوخوي والمروحيات الروسية على الأرض، والعديد من المقذوفات بعيدة المدى، وصواريخ سكود وصواريخ كروز، وصواريخ أرض-جو وأرض- بحر، ورادارات ودبابات. بينما أغرقت البحرية الإسرائيلية 15 سفينة سورية مزودة بصواريخ بحر-بحر في خليج ميناء البيضاء وفي ميناء اللاذقية على البحر الأبيض المتوسط، كما تم تدمير مراكز أبحاث، وخصوصاً "مركز البحوث العلمية" في منطقة برزة بالقرب من دمشق.

وبينما زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء في 10 كانون الأول/ديسمبر الجاري أنه "تمّ تدمير ما يصل إلى 80  بالمائة من القدرات العسكرية السورية"، وأن "350 طائرة عسكرية إسرائيلية نفذت غارات فوق منطقة تمتد من دمشق إلى طرطوس"، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الذي يتخذ من المملكة المتحدة مقراً له، في الخامس عشر من هذا الشهر، أن "61 ضربة جوية استهدفت الأراضي السورية في أقل من 5 ساعات، ولا تزال الضربات مستمرة"، وأضاف "يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي تصعيده العنيف على الأراضي السورية" مستهدفاً خصوصاً بـ "صواريخ فراغية أنفاقاً تحتوي على مستودعات صواريخ بالستية داخل الجبال"، مشيراً إلى ارتفاع "عدد الضربات الإسرائيلية إلى 446 غارة طالت 13 محافظة سورية" منذ 8 كانون الأول/ديسمبر.

احتلال المنطقة العازلة في الجولان والجانب السوري من جبل الشيخ

أعلن بنيامين نتنياهو، في الثامن من كانون الأول/ديسمبر الجاري، أن قواته سيطرت على المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان، التي تبلغ مساحتها 252 كيلومتراً مربعاً، موسعة بذلك مساحة الأراضي السورية التي تحتلها في المنطقة، وقال إن هذا "موقف دفاعي مؤقت إلى حين التوصل إلى ترتيب مناسب"، وذلك في انتهاك صارخ لاتفاق "فك الاشتباك" الموقع في سنة 1974. وأوضح داني دانون، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة: "لقد انهار هذا الاتفاق، ولن نسمح لقوات معادية بالاستقرار بالقرب من حدودنا"، لكنه أكد في رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن احتلال المنطقة العازلة كان "إجراءً محدوداً ومؤقتاً". كما أقام الجيش الإسرائيلي على الجانب السوري من جبل الشيخ، على ارتفاع 2814 متراً، موقعاً استراتيجياً رئيسياً يطل على المنطقة بأكملها، بما في ذلك السهل المؤدي إلى دمشق. وبينما زعمت تقارير سورية أن التقدم الإسرائيلي تجاوز المنطقة العازلة ووصل إلى مسافة 25 كيلومتراً من دمشق، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن قواته عملت خارج المنطقة العازلة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، لكن المتحدث باسمه نداف شوشاني قال "إن التوغل الإسرائيلي لم يذهب أبعد من ذلك بكثير". وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل قامت سابقاً باحتلال مناطق في هضبة الجولان كـ" إجراء أمني"، ثم قامت بتحصينها والثبات فيها، وقد تفعل ذلك مرة أخرى.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن المسؤولين الإسرائيليين دافعوا يوم الاثنين في التاسع من الشهر الجاري عن هذا الإجراء باعتباره "محدود النطاق، ويهدف إلى منع المتمردين [السوريين] أو الميليشيات المحلية الأخرى من استخدام المعدات العسكرية السورية المهجورة لاستهداف إسرائيل أو مرتفعات الجولان"، بينما توقعت الإدارة الأميركية أن يكون هذا التوغل الإسرائيلي "مؤقتاً"، وأن "يتم احترام اتفاقية 1974 بصورة كاملة"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميللر: "سوف نتأكد من أن إسرائيل تفعل ذلك". بيد أن العديد من المحللين يقدّرون أن المدة غير المحددة للوجود الإسرائيلي في المنطقة العازلة وعلى الأراضي السورية "تشير إلى إمكانية احتلال طويل الأمد".

الأهمية الاستراتيجية لهضبة الجولان المحتلة

تبلغ مساحة هضبة الجولان 1800 كيلومتر مربع تفصل فلسطين عن سورية، واستولت إسرائيل خلال عدوانها في حزيران/يونيو 1967 على حوالي 1200 كيلومتر مربع من هذه المنطقة التي وضعتها تحت السيطرة العسكرية، ثم احتلت جيباً إضافياً مساحته حوالي 510 كيلومترات مربعة في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، لكن سورية استعادت هذا الجيب في سنة 1974، بموجب اتفاق أبُرم في ذلك العام، وأقيمت بموجبه منطقة عازلة منزوعة السلاح، خضعت لقوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة مسؤولة عن مراقبة الالتزام بهذا الاتفاق. وفي كانون الأول/ديسمبر 1981، عندما كان مناحيم بيغن رئيساً للوزراء، قررت إسرائيل من جانب واحد ضم مرتفعات الجولان رسمياً إليها، وهو إجراء لم يعترف به المجتمع الدولي، إذ أعلن قرار صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رقم 497، أن إعلان إسرائيل ضم المنطقة "باطل وليس له أي أثر قانوني دولي". لكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلنت رسمياً، في سنة 2019، اعترافها بهذا الضم.

وكان عشرات الآلاف من السوريين قد فرّوا أو طردوا عندما استولت إسرائيل على هذه الهضبة، وبقي آخرون في الجزء الذي سيطرت عليه، يقدّر عددهم بحوالي 23 ألف سوري يتمتعون بوضع الإقامة في إسرائيل. وقد شرعت إسرائيل في استيطان هذه المنطقة، بعد احتلالها، حيث أقيمت فيها أكثر من 30 مستعمرة يعيش فيها حوالي 25 ألف إسرائيلي، وتُعتبر هذه المستعمرات غير قانونية بموجب القانون الدولي".

وقد أولت حكومات الاحتلال الإسرائيلي أهمية استراتيجية خاصة لهضبة الجولان، التي تتيح لها مراقبة ما يحدث على الطريق المؤدي إلى دمشق على الجانب السوري، بينما هي تطل على الجليل وبحيرة طبرية على الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل. وتزداد أهميتها لأنها تضم مصادر مياه مهمة، وخصوصاً نهر بانياس الذي يغذي نهر الأردن، كما يعبر فيها نهر الحاصباني، الذي ينبع منبعه في لبنان، قبل أن يصب في نهر الأردن، وكذلك نهر الدان. أما جبل الشيخ، أو حرمون، فهو يقع على الحدود بين سورية ولبنان وفلسطين، ويمثل أعلى نقطة في سورية، إذ يبلغ ارتفاعها 2814 متراً فوق سطح البحر، وهي تسمح بالسيطرة على جزء كبير من هضبة الجولان، وبمراقبة الجنوب السوري والعاصمة دمشق، كما هي تطل على الجنوب اللبناني، وتسمح بمراقبة سهل البقاع.

وبحسب عادل بكوان، الباحث المشارك في برنامج تركيا/الشرق الأوسط في "المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية" ومدير "المركز الفرنسي للأبحاث حول العراق"، يبدو أن "ما من أحد يستطيع حالياً أن يقول كفى لإسرائيل التي تستغل الفوضى لتوسيع أراضيها"، بينما أشار بواز أتزيلي، الأستاذ في قسم السياسة الخارجية والأمن العالمي في الجامعة الأميركية في واشنطن، إلى أن الإسرائيليين "يريدون ضمان عدم غزو مرتفعات الجولان من قبل الأشخاص الذين سيكونون في السلطة في دمشق، وهم يستغلون الوضع لتقليل قدرة سورية الموحدة على تهديد إسرائيل".

كيف تبرر حكومة الحرب الإسرائيلية عدوانها على سورية؟

قال رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن احتلال الجيش الإسرائيلي للمنطقة العازلة في مرتفعات الجولان "من المفترض أن يكون مؤقتاً، لكن الانسحاب سيعتمد على سلوك الحكومة السورية القادمة"، وأضاف: "إذا تمكنا من إقامة علاقات جوار وسلام مع القوى الجديدة الناشئة في سورية، فهذا ما نريده، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، سنفعل كل ما يلزم للدفاع عن دولة إسرائيل والحدود الإسرائيلية". لكنه أعلن بعد ذلك أن اتفاق فك الاشتباك الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والذي يقضي بإقامة منطقة عازلة بين إسرائيل وسورية قد "فشل". أما وزير خارجيته، جدعون ساعر، فقال إن الضربات الجوية على القواعد العسكرية السورية "نفذت فقط للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين"، وأضاف: "لهذا السبب نقوم بمهاجمة منظومات الأسلحة الاستراتيجية، مثل الأسلحة الكيميائية المتبقية أو الصواريخ والصواريخ بعيدة المدى، حتى لا تقع في أيدي المتطرفين". ومن جهته، قال وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "لقد طلبت مع رئيس الوزراء من الجيش إنشاء منطقة خالية من الأسلحة والتهديدات الإرهابية، في جنوب سورية، ولكن من دون وجود إسرائيلي دائم"، ووجّه تحذيراً إلى السوريين، قائلاً: "إن أي كيان يشكل تهديداً لإسرائيل سيتم استهدافه بلا هوادة". وفي السياق نفسه، حذر مسؤول في وزارة الحرب الإسرائيلية قائلاً: "هذه مجرد بداية، وسنواصل عملياتنا في الأيام المقبلة حتى نتأكد من عدم وقوع أي معدات عسكرية استراتيجية في أيدي السلطة الجديدة القائمة في سورية وتشكل تهديداً محتملاً لأمن إسرائيل".

إدانات واسعة للاحتلال التوسعي الإسرائيلي

طالبت الحكومة السورية الانتقالية مجلس الأمن الدولي بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها، في انتهاك لاتفاقية "فك الاشتباك" العائدة إلى سنة 1974، بينما أدانت دول عربية عديدة، من بينها مصر والأردن والسعودية والكويت وقطر والعراق، احتلال إسرائيل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في هضبة الجولان، إذ وصفت وزارة الخارجية المصرية يوم الاثنين في التاسع من كانون الأول/ديسمبر الجاري هذا الاحتلال بأنه "يشكّل انتهاكاً للقانون الدولي ووحدة الأراضي السورية"، ودعت مجلس الأمن الدولي والقوى العالمية إلى تحمل مسؤولياتهم وتبني "موقف حازم" ضد الهجوم الإسرائيلي في سورية. بينما أعربت جامعة الدول العربية عن "إدانتها الكاملة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لمحاولاتها غير الشرعية الاستفادة من التطورات الداخلية في سورية، سواء بالاستيلاء على أراض إضافية في هضبة الجولان أو بإعلان بطلان اتفاق فك الاشتباك لسنة 1974"[8].

وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسن قد اعتبر، في العاشر من هذا الشهر، أن التصرفات الإسرائيلية تساهم في عدم الاستقرار في سورية، ووصفها بأنها "تطور مقلق للغاية"، وأضاف أنه "من المهم للغاية ألا نرى تحركاً من جانب جهة دولية تدمر إمكانية التحول في سورية". وبدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في الثاني عشر من هذا الشهر، عن "قلقه البالغ" إزاء "الانتهاكات الجسيمة" لسيادة سورية ووحدة أراضيها، بحسب ما أعلن المتحدث باسمه، وعبّر عن قلقه بصورة خاصة إزاء مئات الضربات الإسرائيلية التي استهدفت عدة مواقع في سورية، مشدداً على "الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار"، وداعياً "جميع الأطراف إلى إنهاء الوجود غير المصرح به في منطقة الفصل والامتناع عن أي عمل من شأنه تقويض وقف إطلاق النار واستقرار الجولان".

خاتمة

بينما تدّعي حكومة الاحتلال أن هجماتها على سورية تهدف "إلى ضمان أمن مواطنيها وسلامتهم"، يعتقد الكثير من المحللين أن هدف هذه الهجمات الحقيقي هو تدمير قدرات سورية العسكرية بغية إضعافها وإخراجها من جبهة المواجهة مع إسرائيل، وهو ما سيكون له تداعيات كبيرة على التوازن الإقليمي. ومن جهة أخرى، استغلت حكومة الاحتلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها سورية كي تتوسع في أراضيها في هضبة الجولان، التي أعلن بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي عقده في التاسع من هذا الشهر، أنها تشكّل جزءاً من إسرائيل "إلى الأبد"، وأن الجميع في العالم "يتفهم اليوم الأهمية الحاسمة لوجودنا في الجولان وليس عند سفح الجولان"، وقدم، في الخامس عشر من هذا الشهر، مشروعاً يهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين في هضبة الجولان المحتلة. ومهما يكن، وكما قدّر الباحث عادل بكوان فإن الجولان، بالنسبة إلى أي سوري "هو جزء من سيادته الإقليمية، ويشكل أرضاً محتلة"، مشدداً على أن الصراع عليه "سيعود إلى الواجهة في وقت ما".

***********************************************

الشيوعيون يزورون د. صبحي ناصر حسين

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، أمس الأربعاء، د. صبحي ناصر حسين في منزله ببغداد، وذلك للاطمئنان على صحته، وفي سياق إدامة التواصل مع الرفاق الذين عملوا في صفوف الحزب خلال الحقبة الماضية.

ونقل الوفد إلى د. حسين تحيات قيادة الحزب ورفاقه، وتمنياتهم له بدوام الصحة والعافية.

بينما أعرب هو من جهته وعائلته، عن جزيل الشكر والامتنان للحزب، مثمنا الزيارة، ومشيدا بمواقف الحزب ومسيرته النضالية.

كما استذكر أهم المحطات النضالية في تاريخ الحزب، واستذكر أيضا عمله في جريدة "طريق الشعب".

وكان د. حسين قد عمل في العديد من الجامعات العراقية والعربية. وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب.

وفيما أشاد بسياسة الحزب وتأثيرها على المشهد السياسي من خلال نشاط رفاقه في وسائل الإعلام والنشاطات الأخرى، حمّل الوفد تحياته إلى قيادة الحزب ورفاقه، متمنيا لهم التوفيق والنجاح.

ضم الوفد كلا من الرفاق فاضل الموسوي، خيال الجواهري، نهاوند جليل وصباح المندلاوي نقيب الفنانين السابق. 

***************************************

شيوعيو الكاظمية يتفقدون الرفيق مجيد حميد دبة

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الاثنين الماضي، الرفيق مجيد حميد دبة في منزله بمنطقة الدولعي، للاطمئنان على حالته الصحية.

ونقل الوفد إلى الرفيق تحيات اللجنة المحلية وتمنياتها له بالشفاء العاجل.

فيما أعرب هو من جانبه، عن سعادته بالزيارة. 

ضم الوفد كلا من الرفاق سكرتير المنظمة ستار جبار ود. مؤيد تويج ومحسن صالح السعيد وماجد محمد القصاب.

***************************************

شيوعيو بابل يزورون الرفيق رياض عبيد

الحلة – علي الويسي

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الاثنين الماضي، الرفيق رياض عبيد (أبو سوزان) في منزله في قرية الحصين، وذلك للاطمئنان على صحته. وتمنى الوفد للرفيق وافر الصحة والعافية، فيما أعرب هو من جانبه عن شكره للزائرين. هذا وتبادل الطرفان الحديث حول سياسة الحزب وتوجهاته المستقبلية، وموقفه مما تمر به العملية السياسية من أوضاع حرجة، مشددين على أهمية العمل الجاد للخروج بالبلد إلى شاطئ الأمان. ضم الوفد كلا من الرفاق عبد السيد الحسيني، سلام نور حبيب، خليل اليوسف، علي عبد الزهرة وليث عبد الله.

***************************************************

الصفحة التاسعة

غارناتشو على رادار سيميوني

مانشستر ـ وكالات

دخل الأرجنتيني أليخاندرو غارناتشو، جناح مانشستر يونايتد، دائرة اهتمامات أحد الأندية الأوروبية الكبرى، في ظل الشكوك المحيطة به داخل ملعب أولد ترافورد. وشهدت مباراة الديربي الأخيرة بين يونايتد ومانشستر سيتي، استبعاد غارناتشو من قائمة فريقه بفرمان من مدربه البرتغالي روبن أموريم. ووفقا لصحيفة "صن" البريطانية، فإن نادي أتلتيكو مدريد وضع عينه على اللاعب الدولي الأرجنتيني، تحسبا لضمه مستقبلا. وسبق لغارناتشو اللعب بقميص أتلتيكو في فئات الناشئين، إذ أمضى 5 سنوات داخل النادي قبل انتقاله إلى الشياطين الحمر منذ 4 سنوات. وحال قرر أموريم تهميش دور غارناتشو مع الفريق مثلما حدث هذا الأسبوع، فإنه من المتوقع أن يبحث اللاعب عن وجهة أخرى له، لضمان اللعب بانتظام. يذكر أن صاحب الـ 20 عاما توج، بجائزة بوشكاش لأفضل هدف عام 2024، خلال حفل جوائز "الأفضل" التي يقدمها الاتحاد الدولي لكرة القدم.

*******************************************

ختام معسكر {الأسود} في الدوحة والمنتخب يتأهب للطيران الى الكويت

متابعة ـ طريق الشعب

يختتم المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم يوم غدٍ الجمعة معسكره التدريبي المقام في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك استعدادًا للمشاركة في كأس الخليج العربي "خليجي 26" في الكويت.

وقد اكتملت صفوف المنتخب بعد التحاق عدد من اللاعبين المحترفين، منهم أمير العماري المحترف في صفوف كاراكوف البولندي، ماركو فرج المحترف في سترومسجودست النرويجي، بالإضافة إلى إبراهيم بايش المحترف في فريق الرياض السعودي. جميعهم أكملوا الإجراءات الإدارية وتمكنوا من الانضمام إلى المعسكر الإعدادي للمنتخب تحت إشراف المدرب الإسباني خيسوس كاساس.

ويلتحق المحترف علي عدنان اليوم، بينما سينضم زيدان إقبال بعد مباراة فريقه فورتونا سيتارد في الدوري الهولندي يوم 22 من الشهر الجاري. كما شهدت القائمة استدعاء الظهير الأيسر أحمد مكنزي بدلاً من اللاعب ميرخاس دوسكي، الذي من المتوقع أن يوقع عقدًا مع أحد الأندية الألمانية.

ومن المقرر ان يستبعد المدرب كاساس لاعب من قائمة المنتخب النهائية لتصبح القائمة 26 لاعبًا، وفقا لتعليمات البطولة.

وكانت تدريبات المنتخب العراقي قد بدأت بشكل مفتوح في الأيام الأولى من المعسكر، قبل أن يتم اتخاذ قرار من قبل المدرب كاساس بتحويل التدريبات إلى جلسات مغلقة للحفاظ على تركيز اللاعبين.

وحول أهمية البطولة، أكد نجم منتخبنا الوطني السابق، ليث حسين، أن بطولة كأس الخليج لكرة القدم تعد من أهم البطولات، حيث لا تقتصر على كونها منافسة رياضية فحسب، بل تحمل قيمة معنوية خاصة بالنسبة لشعوب المنطقة.

وقال حسين إن" البطولة تُفرز أبطالاً جدداً في كل نسخة، خاصة أن جميع المنتخبات تسعى للاحتفاظ بلقبها وتعدها فرصة لتعزيز مكانتها في كرة القدم".

وأشار حسين إلى أن" بطولة الخليج كانت في فترات سابقة قد شهدت تراجعاً في مستوى المنافسة بعد ابتعاد منتخبات كبيرة مثل السعودية، الإمارات، قطر والعراق عن التنافس على اللقب، مما أثر في الاهتمام بها، ولكن في الوقت الراهن، أصبحت البطولة تحظى باهتمام أكبر من المنتخبات الخليجية، التي ترى فيها فرصة مهمة للتحضير بشكل قوي خاصة في ظل التصفيات المؤهلة لكأس العالم."

ويشارك المنتخب العراقي في بطولة "خليجي 26" بالكويت ضمن المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات السعودية والبحرين واليمن، حيث يسعى أسود الرافدين إلى الحفاظ على لقبهم بعد فوزهم بالنسخة السابقة "خليجي 25" التي أقيمت في البصرة.

***********************************************

نادال يكشف عن معاناته من الإرهاق العقلي والبدني

مدريد ـ وكالات

كشف نجم التنس الإسباني رافاييل نادال عن تفكيره في الابتعاد عن رياضة التنس منذ عدة سنوات.

وأوضح نادال وذلك في مقالة أنه كان يعاني من الإرهاق البدني والنفسي، مما دفعه للتفكير في التوقف عن اللعب من أجل التعافي والاهتمام بحالته الذهنية والعقلية.

وقال نادال: "لقد اعتدت الإرهاق البدني، لكن في بعض الأحيان واجهت صعوبة على المستوى الذهني والعصبي". وأضاف: "لم أكن قادرًا على المشاركة في البطولات الكبيرة، ولم أكن أخجل من الاعتراف بذلك، لأننا بشر ولسنا أبطالًا خارقين".

وأشار نادال إلى أنه رغم تفكيره في أخذ استراحة كاملة من التنس للتعافي الذهني، إلا أنه لم يصل إلى مرحلة عدم القدرة على التحكم في القلق.

يذكر أن نادال، البالغ من العمر 38 عامًا، قد قرر اعتزال التنس بعد مشاركته مع منتخب بلاده في كأس ديفيز في تشرين الثاني الماضي، بعد معاناته من العديد من الإصابات خلال الموسمين الأخيرين.

وتطرق نادال في مقالته أيضًا إلى معاناته المستمرة مع الألم المزمن في قدمه اليسرى، الذي بدأ منذ أن كان في السابعة عشرة من عمره، حيث تم تحذيره في البداية من أنه لن يتمكن من ممارسة التنس مجددًا. وقال نادال: "قضيت أيامًا عديدة في المنزل أبكي، ولكن كنت محظوظًا بوجود أبي الذي كان دائمًا يتعامل معي بشكل إيجابي، وكان له الأثر الأكبر في حياتي".

********************************************

{فيفا} تنصف فينيسيوس وتمنحه لقب الأفضل في عام 2024

الدوحة ـ وكالات

فاز نجم ريال مدريد ومنتخب البرازيل لكرة القدم، فينيسيوس جونيور، بجائزة "الأفضل" لعام 2024 في حفل سنوي أقامه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم في الدوحة.

وعوض فينيسيوس، الذي توج مع النادي الملكي بلقبي الدوري الإسباني "لا ليغا" ودوري أبطال أوروبا، خيبة حلوله ثانيًا في جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، والتي فاز بها لاعب الوسط الإسباني رودري.

تصدر فينيسيوس، البالغ من العمر 24 عامًا، التصويت الذي شارك فيه قادة ومدربو المنتخبات، الصحافيون، والجماهير، حيث حصل على 48 نقطة، متفوقًا على رودري (43 نقطة) وزميله في ريال مدريد جود بيلينغهام (37 نقطة).

وبفوزه بالجائزة، أصبح فينيسيوس أول لاعب برازيلي يفوز بجائزة "الأفضل" منذ عام 2007، عندما توج بها ريكاردو كاكا، كما أنه أول من يفوز بها تحت مسمى "الأفضل" (ذا بيست).

وشهد موسم فينيسيوس 2023-24 تألقًا لافتًا، حيث سجل 24 هدفًا في 39 مباراة، مع تقديمه أداءً حاسمًا في العديد من المباريات المهمة. من أبرز لحظاته، هدفه في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في شباك بوروسيا دورتموند، بالإضافة إلى هاتريك رائع في مرمى برشلونة في نهائي كأس السوبر الإسبانية في الرياض.

وفي تصريحاته بعد الفوز، قال فينيسيوس: "لا أعرف من أين أبدأ، كان يبدو من المستحيل أن أصل إلى هنا عندما كنت طفلاً يلعب كرة القدم في الشارع. خرجت من الفقر، وكان من المهم أن أحقق ما حققته من أجل الأطفال والكثير من الأشخاص الذين ساعدوني". وأضاف: "هذه الجائزة مهمة جدًا لي ولعائلتي التي آمنت بحلمي، وللنادي الذي منحني الفرصة لأكون هنا".

وفي ختام حديثه، أكد فينيسيوس عزمه على الاستمرار في تقديم الأفضل مع زملائه في ريال مدريد، متمنيًا الاستمرار في تحقيق النجاح مع النادي الأفضل في العالم.

********************************************

وقفة رياضية.. ادعموا كرة اليد في نادي ديالى

منعم جابر

المعروف أن لعبة كرة اليد قد أبدعت في محافظة ديالى، حيث ترعرعت ونشطت في بعقوبة، مركز محافظة ديالى. وقد قدم مبدعو مدينة البرتقال أفضل لاعبيها ونجومها. ولكن، بسبب ما جرى، نجد أن لعبتي كرة القدم وكرة اليد قد شهدتا تراجعًا كبيرًا في المستوى نتيجة عدم الاهتمام بكرة اليد وابتعاد شبيبة ديالى عن اللعبة.

لكن جاء اليوم الذي عادت فيه كرة اليد إلى حضن مهدها الأول في نادي ديالى، وقد أسعدنا هذا التطور لأن اللعبة عادت إلى مكانها الطبيعي. وهذه العودة تتطلب من الجهات الحكومية الرسمية دعمها، فالرياضة بجميع أنواعها بحاجة إلى الدعم الرسمي والتأييد الشعبي، إذ أنها تحتاج إلى المال لدعم (نادي ديالى) الذي يمتلك اليوم فريقين في الدوري العراقي لكرة القدم وكرة اليد. وهذا ما تعجز عنه أغلب الأندية العراقية بسبب زيادة تكاليف الرعاية والإشراف على هذه الألعاب الجماعية، التي تحمل خزينة النادي عبئا كبيرًا من الأموال.

لذلك، أناشد مجلس المحافظة بتخصيص المبالغ الكافية من ميزانيته لاستمرار الدعم المالي لهذه اللعبتين. إن الرياضة وفعالياتها ستساهم في النجاح والترويج لمحافظتكم، كما سيكون لها انعكاسات إيجابية على الاستقرار والهدوء، وستمثل حافزًا للشبيبة في الاتجاه نحو الرياضة وممارستها. وفي المستقبل، بفضل التعاون مع الشركات والتجار والميسورين، والمبادرات الإعلامية التي تشجع على حضور الجماهير، ستعزز هذه الجهود إقبال الناس على المباريات، مما سينعكس إيجابيًا على النادي وألعابه.

وقد أكد لنا مشرف لعبة كرة اليد في النادي أن استعدادات الفريق تجري بصورة عالية من الهمة، تليق بسمعة كرة اليد في المحافظة التي تعد معقلًا ومدرسة لهذه اللعبة. وفعلاً، كانت الاستقطابات في نادي ديالى على مستويات عالية. وها هي اللعبة تعود إلى مكانها الطبيعي وبيتها الأول.

وقد دعونا في السابق الإخوة في النادي للاهتمام باللعبة ورعايتها، ويضم الفريق هذا الموسم نخبة من اللاعبين الأكفاء الذين هم قادرون على المنافسة وتقديم المستوى الذي يليق بسمعة كرة اليد في مدينة البرتقال. أما فريق كرة القدم، فإنه اليوم يلعب في دوري نجوم العراق، ويضم نخبة من اللاعبين الأكفاء، لكن المطلوب هو أن يكافح الفريق من أجل الصمود في هذا الدوري.

إن رئاسة الوزراء مدعوة لدعم الأندية التي تأهلت هذا العام للدوري الممتاز، بما فيها نادي ديالى، لمساعدتها على البقاء في الدوري وعدم الهبوط إلى دوري المظاليم. أملنا كبير بنجاح فرق نادي ديالى في كرة القدم وكرة اليد، وأن يكونوا عند حسن الظن ويحققوا النتائج المرجوة منهم. وهذا يتطلب الاهتمام بهذه الألعاب وتقديم الدعم والتأييد من جماهير المحافظة أولًا، ومن جميع الجماهير العراقية.

بدورنا، نناشد الجهات الرسمية للبدء في إنشاء ملعب دولي لكرة القدم وملحقاته، حيث إن الموقع قريب ومهم للعاصمة العراقية بغداد، مما يتطلب السعي لإقامة ملعب متكامل في بعقوبة نظرًا لقربها من العاصمة، فضلاً عن نشر الملاعب والساحات والميادين والمضامير الرياضية في عموم الوطن.

*************************************************

ستة رباعين يمثلون العراق في بطولة آسيا

بغداد ـ طريق الشعب

وصل وفد المنتخب العراقي لرفع الأثقال للشباب والناشئين إلى العاصمة القطرية الدوحة للمشاركة في بطولة آسيا المقررة في الفترة من 19 إلى 26 من كانون الأول الحالي.

ويشارك في البطولة الآسيوية ستة رباعين يمثلون العراق، تم اختيارهم بناءً على الأرقام التي حققوها في منافسات مختلفة. وتجمع البطولة أفضل أبطال آسيا والعالم في رفع الأثقال، مما يجعلها محط أنظار الرياضيين والمشجعين في المنطقة.

وكان منتخب العراق قد دخل معسكرًا تدريبيًا في مدينة أربيل استعدادًا لهذه البطولة، حيث انتهى المعسكر يوم الاثنين الماضي.

***********************************************

الصفحة العاشرة

إليف شفق تقع في فخ السرد الملحمي بين عوالم وأزمنة

سناء عبد العزيز

يطرح أسلوب الكاتبة التركية إليف شفق سؤالاً ملحاً حول جدلية التكثيف والإسهاب في المنجز الروائي. فمع أن ملحمة مارسيل بروست الذاتية "البحث عن الزمن المفقود" بأجزائها السبعة تألفت من جمل طويلة ومركبة إلى حد التعقيد، واستفاضت في شروح لا نهاية لها، فإن التعويض الذي يتلقاه القارئ عبر كلماته الشفافة يفوق دائماً الجهد المبذول في مطاردة المعنى. غير الأمر مع شفق يبدو على النقيض لا سيما في روايتها الجديدة "ثمة أنهار في السماء".

وفي روايتها الجديدة "ثمة أنهار في السماء" THERE ARE RIVERS IN THE SKY الصادرة حديثاً عن دار بنغوين للنشر، تستعين الكاتبة بقطرة ماء للربط بين شخصيات تعيش في أزمنة مختلفة وداخل أجزاء متفرقة من العالم. وتبدأ الرحلة ببلاد ما بين النهرين العتيقة، حين تسقط قطرة ماء سحرية في شعر آشور بانيبال حاكم الإمبراطورية الآشورية الحديثة خلال الفترة من عام 668 قبل الميلاد إلى وفاته عام 631 قبل الميلاد. وكان بانيبال معروفاً باستبداده وميله إلى القتل والعنف، غير أن ما يحسب له هو إنشاء المكتبة الملكية العظيمة في نينوى بكل ما حوت من سجلات المعرفة. ومع نهاية حكمه دُمرت نينوى نتيجة تحالف البابليين والسكوثيين والميديين، واندلع حريق هائل في القصر طال المكتبة مفضياً إلى انصهار معظم ألواح الطين، أما ما تبقى منها فأُرسل إلى المتحف البريطاني ومن بينها ألواح ملحمة جلجامش، أول ملحمة عن الطوفان.

مسار الشخصيات بين نهرين

القصة السابقة ليست سوى تمهيد لظهور ثلاث شخصيات، أولاها آرثر سميث الذي تستقر القطرة على لسانه في صورة ندفة ثلج أثناء ولادته على ضفة نهر التيمز منتصف العصر الفيكتوري في أوج تلوث لندن، أي بعد أكثر من ألفي عام من قصة بانيبال. وعلى عادة شفق، تستفيض في وصف التلوث الذي حول النهر إلى بقعة موبوءة، "الحبوب المستهلكة من مصانع الجعة واللب من مصانع الورق والفضلات من المسالخ ونشارة الجلود من المدابغ، والنفايات من معامل التقطير... والفضلات من المراحيض... كلها تصب في نهر التيمز...". وهي الحال نفسها في حديثها عن علم الأوبئة، لرسم صورة موحشة للبيئة المحيطة بآرثر استناداً إلى عالم الآشوريات جورج سميث مؤرخ تلك الشخصية.

إن العيش في أجواء مسمومة مع أب سكير وأم مختلة عقلياً جعل من فكرة هرب هذا الصبي شبه مستحيلة، لولا تمتعه بذاكرة جبارة أو لنقُل منحة إلهية أهلته للخروج من هذا المستنقع والعمل في دار نشر كبيرة. وسرعان ما يلفت انتباه رؤسائه بقدرته الرهيبة على تذكر أدق التفاصيل، ويبدي شغفاً خاصاً بكتاب عن نينوى وبقاياها.

وللقارئ أن يتوقع دائماً قدرة شفق على الصيغة التي ألهبت قلوب قرائها، لا سيما الشباب، من خلال استقراء أعمالها السابقة، إذ لا يفوتها أن تخرج من الحدث بحكمة أو قول مأثور على لسان إحدى الشخصيات: "الكلمات مثل الطيور... عندما تنشر الكتب، فإنك تطلق سراح الطيور المسجونة... لا تعرف أبداً من ستصل إليه هذه الكلمات، ومن تستسلم قلوبهم لأغنيتها العذبة".

وفي المتحف البريطاني يعثر آرثر على الألواح المسمارية التي نقلت إلى هناك عقب حريق مكتبة الطاغية المثقف، ويتضح تأثير ندفة الثلج في هوس بطلنا بالحضارة المندثرة لدرجة أن يكرس حياته لكشف أسرارها، بعد أن ذاق حلاوتها. وتستمد شفق في هذا الجزء تفاصيل حية من عوالم تشارلز ديكنز أعظم الروائيين في العصر الفيكتوري بل والأكثر مدعاة للإثارة، فيظهر ديكنز بصفته وشخصه في أحد مشاهد الرواية.

ومن لندن الفيكتورية ننتقل إلى تركيا عام 2014، لنتعرف على بطلتها الثانية "نارين" وهي فتاة إيزيدية لا تتجاوز السنوات العشر ومهددة بالصمم، كما أن بلدها مهدد بالغرق جراء إعاقة سد ضخم مسار نهر دجلة والتسبب في إغراق المدينة القديمة وتاريخها الأثري، ليتحول الماء من مصدر للحياة إلى نذير موت.

وتظهر أيضاً جماعة "داعش" الإرهابية لتثير الذعر في المنطقة، عندما تقرر جدة نارين اصطحابها لتعميدها داخل معبد مقدس في العراق حتى تتماثل للشفاء، وهو مكان ذو أهمية للشعب الإيزيدي المهمش تاريخياً. وهنا تسنح الفرصة لملء الحوار بين نارين وجدّتها بمقتطفات من تاريخ الإيزيديين على صورة سؤال وجواب، وهو بقدر ما يبدد كثيراً من حيوية السرد يمدنا بصور مفجعة عن التنظيمات الإسلامية التي استشرت في المنطقة بأسرها: "سيل لا ينتهي من البشر، أجساد ممزقة تندفع ضد الجاذبية. الأمهات يمسكن بأطفالهن، النساء الحوامل يحاولن حماية البذرة الثمينة في الرحم. الأطفال، في حال ذهول وتشتت، يمشون بصمت، خائفين للغاية من ارتفاع البكاء. امرأة مسنة تتوسل لعائلتها أن يتركوها لتموت. كلهم يحملون أطرافهم مثل الأشجار المجوفة... لا يوجد ظل... الحرارة التي ترتفع من الأرض تتلوى لتشكل خطوطاً شبحية".

تذكرة ذهاب وعودة

يعود السرد من نهر دجلة إلى نهر التيمز مرة أخرى، ولكن خلال عام 2018 لنتعرف على بطلتنا الأخيرة عالمة الهيدرولوجيا زليخة كلارك، وهي في أسوأ مراحل حياتها وتفكر في الانتحار بعد أن انفصلت عن زوجها. وفي هذا الجزء يقدم السرد كثيراً عن الماء بوصفه سر الحياة ومصدر أول ملحمة في التاريخ، بحيث تولدت منه هذه القصص الثلاث. ولهذا تحاول شفق أن تجعلنا نعيد التفكير في قيمة قطرة الماء على نحو جدي بدلاً من استخدامنا المهين للماء الذي أوصلنا إلى مرحلة خطرة من الجفاف والندرة. وتصف شعور زليخة بهذه المادة قائلة: "حتى بعد كل هذه السنوات من دراستها لا يتوقف الماء عن مفاجأتها، فهو مرن بصورة مدهشة ولكنه أيضاً ضعيف للغاية...".

وتأتي صديقتها "نين" وهي على وشك إنهاء علاقتها بها، لتلخص العلاقة بين الماء والتاريخ: "أعتقد أن ما يمثله الماء بالنسبة إليك هو ما يمثله التاريخ بالنسبة إليَّ: لغز هائل لا يمكن فهمه، وشيء أكثر أهمية من حياتي الصغيرة...". إن مفردة الماء تتناثر عبر الرواية بأكملها لتشكل قوام الأحداث والأشخاص، فالقبلة مثلاً "قطرتان من الماء تشقان طريقاً إحداهما إلى الأخرى"، و"بعض الناس مضطربون كما الأنهار، لا سيما النساء في قابليتهن للتكيف وإعادة التشكيل عبر التاريخ".

هكذا، تتبع الرواية قطرة الماء الخالدة وهي تمر بجميع العمليات الفيزيائية من تبخير وتكثيف وتجميد عبر القارات والقرون، لتجعلنا نقف وجهاً لوجه أمام ما فعله الجنس البشري بمصدر الحياة. وعلى رغم كونها أهم قضية خلال الوقت الراهن، فإن القارئ يواجه صعوبة حقيقية في قراءة رواية شفق الجديدة، يرجع بعضها إلى اتساع نطاق الأحداث وبعضها الآخر إلى الاسترسال في بعض الأفكار حتى تكاد تطغى على غيرها، وتفصل القارئ عن العوالم والأزمنة التي تستوعبها الرواية. أضف إلى ذلك استمراء الكاتبة في ترصيع جملها بجميع الصور الجمالية التي تعن لها، وهو ما أفضى إلى ترهل بعض الأجزاء فضلاً عن ورود كثير من العبارات الملتوية والمعقدة في الآن ذاته.

ولدت شفق خلال تشرين الأول 1971 في ستراسبورغ شرق فرنسا، وانفصل والداها الفيلسوف نوري بيلغين والدبلوماسية شفق أتيمان بعد عام واحد من مولدها، وربما لذلك بدأت الكتابة في سن صغيرة، لا بغرض أن تصبح كاتبة بل لمجرد ملء فراغ يوميات طفلة وجدت نفسها وحيدة بلا أقارب، وهو ما يفسر اختيار اسمها الأول (إليف) واسم عائلة الأم (شفق) التي تولت تربيتها بمفردها. وعلى رغم الجمال الأخاذ والقوام الممشوق والعينين الزرقاوين والشعر الذهبي المسترسل لم تفكر شفق أن تصبح من نجمات السينما، وإنما اختارت الطريق الصعب. وخلال عام 1998 نشرت أول رواية لها بعنوان "الصوفي" وفازت بجائزة الرومي لأفضل عمل أدبي في تركيا، ثم توالت أعمالها لتتصدر قائمة الأكثر مبيعاً وتترجم إلى 57 لغة، حتى إن صحيفة "فايننشال تايمز" وصفتها بـ"الروائية الرائدة في تركيا".

تناولت شفق عبر أعمالها التي اتخذ بعضها من مدينة إسطنبول مسرحاً لها، قضايا شائكة تتعلق بالثقافة الشرقية والغربية وأدوار المرأة في المجتمع، وقضايا حقوق الإنسان والمهمشين. وتسبب بعض الموضوعات مثل إساءة معاملة الأطفال والإبادة الجماعية للأرمن في اتخاذ السلطات التركية إجراءات قانونية في شأنها، مما دفعها إلى الهجرة إلى بريطانيا. ومعروف أن روايات شفق مترجمة إلى العربية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اندبندنت عربية" – 30 تشرين الثاني 2024

**********************************************

سيمون فتال: السومريون أنتجوا أجمل الفنون وهي الأساس

شوقي الريّس

تستضيف مؤسسة «Secession» النمساوية في فيينا، وهي أقدم قاعة مستقلة مخصصة للفن المعاصر في العالم، مجموعة مختارة من أعمال الفنانة والكاتبة والسينمائية سيمون فتّال تحت عنوان metaphors (استعارات)، أبرزها منحوتات من الصلصال تعرض للمرة الأولى خارج لبنان حيث تحفظ غالبية أعمالها ضمن مجموعة سارادار الخاصة التي تضم أكثر من 400 عمل فني حديث ومعاصر بهدف صونها ودراستها.

شهدت سيمون فتّال النور في دمشق عام 1942، ومنها انتقلت طفلة إلى بيروت حيث أكملت تعليمها الجامعي وتخرجت مجازة في الفلسفة من معهد الآداب، قبل أن تنتقل إلى باريس حيث تابعت تخصصها في جامعة السوربون.

عادت إلى بيروت وانصرفت لفترة إلى الرسم، تعرفت خلالها إلى الشاعرة والفنانة المعروفة إيتيل عدنان، ونشأت بين الاثنتين صداقة متينة امتدت حتى وفاة الأخيرة في خريف عام 2021. بعد مرحلة الرسم انتقلت إلى النحت بالصلصال ثم انصرفت إلى الأعمال الخزفية، وعندما «أصبحت الحياة مستحيلة في بيروت بسبب الحرب الأهلية» كما تقول، قررت الذهاب إلى الولايات المتحدة عام 1980، واستقرت في كاليفورنيا حيث أسست دار النشر المعروفة «بوست أبولو برس» المتخصصة في الأعمال الأدبية الرائدة والتجريبية.

في عام 1988 التحقت بمعهد الفنون في سان فرنسيسكو واستأنفت نشاطها الفني في الرسم والنحت والكولاج. وفي عام 2006 انتقلت إلى فرنسا وانضمت إلى محترف هانز سبينّر الشهير في غراس حيث أنتجت أهم أعمالها الفنية. وخلال إقامتها في فرنسا أخرجت شريطاً سينمائياً بعنوان «Autoportrait» عُرض في معظم المهرجانات العالمية ولاقى نجاحاً كبيراً. في عام 2019 نظم متحف الفن الحديث النيويوركي معرضاً استرجاعياً لأعمالها التي استضافتها متاحف عالمية عديدة مثل متحف دبي للفنون ومتحف لوكسمبورغ وبينال البندقية ومتحف إيف سان لوران في مراكش ومؤسسة الشارقة للفنون، ومتحف فرنكفورت، وبينال ليون، وبينال برلين، ثم المؤسسة النمساوية التي كرّست عدداً كبيراً من الفنانين المعاصرين.

التاريخ والحنين (نوستالجيا) هما المصدران الأساسيان اللذان تستلهم فتّال أعمالها منهما، وتقول: «أشعر بالحنين إلى الماضي القريب... إلى سنواتي الأولى التي عشتها في هذه القطعة الرائعة والآمنة من الأرض التي اسمها دمشق وليس إلى التاريخ بحد ذاته. وعندما أتحدث عن التاريخ الذي أستحضره في أعمالي، أعني به التاريخ الذي ينبغي أن يذكّرنا بهويتنا، التاريخ الذي نحن جزء منه وعلينا أن نعرفه»، وتضيف: «التاريخ بالنسبة لي بدأ مع السومريين الذين أنتجوا أجمل الفنون. تاريخهم يثير عندي أعمق المشاعر، ليس فحسب لأني أنتمي إلى تلك المنطقة من العالم، فأنا بطبيعة الحال وليدة العصر الحديث، والفنون الحديثة والمعاصرة هي جزء أساسي مني، لكن تلك الفنون هي التربة الأساسية التي يمكن للفن الحديث أن يضرب جذوره فيها».

تقول فتّال إن الإنسان، والفنان بشكل خاص، في سعي دائم لدراسة الماضي ومعرفة جذوره، «وأنا من منطقة غنية بهذا الماضي الذي تشهد عليه أماكن عديدة دأبت على زيارتها، مثل تدمر وجبيل وبعلبك وصور وجرش حيث ما زالت تدور حياتنا اليومية إلى الآن». وتبتسم السيدة التي تجاوزت الثمانين من عمرها وما زالت في حيوية لافتة حين تقول: «يهمني جداً الحفاظ على هذا التاريخ وتسليط الأضواء عليه. أنا أنتمي إلى منطقة اخترعت الأبجدية الأولى وأنتجت أول الفنون. الفن في ذلك الوقت كان له معنى وهدف، وأنا أريد أن يكون فني تعبيراً عن تلك المنطقة، وما عاشته، وكيف هي اليوم، حتى يتسنى للأجيال المقبلة أن تتعرف عليها».

وعن الصداقة المديدة التي ربطتها بالفنانة والشاعرة والكاتبة إيتيل عدنان تقول: «أولى ثمار تلك الصداقة كان التعاون في دار النشر (بوست أبولو برس)، وقد تأثرت كثيراً بنتاجها الشعري. أما بالنسبة للفن البصري، فثمة اختلاف كبير بيننا ولم تتأثر إحدانا بالأخرى».

تفاخر فتّال بمصادر إلهامها من معالم أثرية شاهدة على حضارات سحيقة، وتشعر بحزن عميق لما آلت إليه اليوم تلك المصادر، وتقول إن الفنون الحقيقية غالباً ما تولد خارج الأطر الرسمية، وهي التي تنقل الناظر إلى «مطارح تاريخية» تتحدث بلغات عديدة ولها معتقدات متعددة، لكنها موجودة الآن بيننا. ولعل هذا الالتصاق بالأرض والمواقع الأثرية هو الذي دفعها إلى اختيار مادة الصلصال لإنتاج أهم أعمالها التي تعرضها المؤسسة النمساوية، وهي على شكل رجال محاربين، وملائكة، وفاكهة، وأطعمة، وحيوانات تستحضر ذلك الفردوس الضائع بعد دمار المواقع التاريخية في حلب وتدمر وبعلبك وجبيل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الشرق الأوسط" – 10 تشرين الثاني 2024

*****************************************

حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر

بعد كتابه "الاستشراق"، تحول إدوارد سعيد 1935 - 2003 إلى شخصية ثقافية دائمة الحضور في الثقافة على مستوى العالم، إذ إنه أنتج ما عُرف بالتيار ما بعد الكولونيالي الذي يحلل الخطاب الاستعماري ويدعو الى قراءة التاريخ وكتابته من وجهة نظر المستعمِر.  وكتاب "حضور إدوارد سعيد في الخطاب النقدي العربي المعاصر – دراسة في نقد النقد ومن منظور ميديولوجي" - الذي ألفه د. نور الدين جويني، وصدر، مؤخرا، عن دار ميم الجزائرية، يدرس كيف تلقت الثقافة العربية إدوارد سعيد ومشروعه، ويختار الكاتب د. نور الدين جويني في تقديم وجهة نظره ما أطلق عليه تعبير "النقد الميديولوجي" الذي أطلقه ريجيس دوبريه، والذي يعني دراسة الوسائط التي جعلت لسعيد هذا الحضور في الثقافة العربية. ميديولوجيا تعني علم الميديا، أي تأثير وسائل الاتصال والتواصل في تشكيل الوعي والتأثير الإيديولوجي وفرض القيم على الناس عبر تلك الوسائط. يرى المؤلف أنه على الرغم من أن استقبال إدوارد سعيد في الثقافة العربية من حيث التعريف بفكره وترجمة أعماله كان واسعا، خصوصا بعد كتاب "الاستشراق"، إلا أنه كان ضعيفا، قياسا إلى الاستقبال الذي حظي به كتّاب هنود وغيرهم، ينتمون إلى التيار الفكري ذاته، مثل الهندي هومي بابا، والبنغالية غياتري سبيفاك وغيرهما... ويُرجع ذلك الى أسباب عدة، منها أنه استُقبل من منظور إيديولوجي كما فعل الكتّاب اليساريون، أو من منطلق تعاطفي كونه اهتم كثيرا بالقضية الفلسطينية، أو من منظور يرى أنه كاتب عربي يعيش في الغرب ويدافع عن الإسلام.

يعتبر د. جويني أن تلك الردود كانت سلبية، وقد أبدى سعيد تأسفه حولها.  وانطلاقا من رؤيته تلك، يرى الكاتب أن النقد الميديولوجي هو الطريق نحو إنصاف سعيد دون تقليل ولا مبالغة، إذ يضعه في شرطه المعرفي، وينزع هالة القدسية التي أحاطت به أيضا. ويركز على دراسة الوسيط الذي حمل سعيد وجعل له ذلك الحضور.  يمكن اعتبار الكتاب مرجعا للنقد العربي الذي حظي به إدوارد سعيد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة "المجلة" – 15 تشرين الثاني 2024

****************************************************

"الهجرة": توثيق بصري للأسباب والمآلات

يفتتح، عند السابعة من مساء الأربعاء المقبل، في "متحف الإنسان" بباريس، معرض "الهجرة: ملحمة إنسانية"، والذي يتواصل حتى الثامن من حزيران 2025، تحت إشراف القيمين أستاذة علم الاجتماع سيلفي مازيلا، والباحثة في التاريخ كريستين فيرنا.

يبين المنظمون أن مفردة "مهاجر" انزاحت في الخطاب السياسي والإعلامي من معنى التنقل بدلالاته المجرّدة، ليحيل إلى مصطلحات تأخذ طابعاً سلبياً ومعادياً مثل الأزمة، والغزو، والاستبدال، وتدفق الهجرة، والضغط الديموغرافي، بينما يقدم المعرض نظرة نقدية مبنية على حركة البشر التي تتيح نشر المعرفة والتقنية والثقافات، وبذلك يكون المهاجرون جزءاً من مجتمعاتهم الجديدة.

وبهدف تفكيك الأفكار المسبقة المرتبطة بالهجرة، يسعى المعرض للإجابة عن تساؤلات مثل: كيف تطورت الهجرات؟

ما الذي تغير في فهم الهجرات مقارنة بالقرن الماضي؟ ما هي مسارات الهجرة الرئيسية اليوم؟ كم عدد الأشخاص الذين يعيشون خارج بلد مولدهم؟ كيف نفهم البيانات المعقدة المتعلقة بالهجرة؟

ينقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام، يخصص أولها للتصورات والأفكار المرتبطة باستقبال حركات الهجرة واختلافها من عصر إلى آخر، وكيفية تشكل القوالب النمطية حولها التي تتعلق بالتهديد للمجتمعات المستضيفة، بينما يبحث القسم الثاني في أسباب الهجرة، ومساراتها، وفئات المهاجرين المختلفة بحسب الجنس والطبقة الاجتماعية ومستوى التعليم، مع التركيز على عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بين الشمال والجنوب. أما القسم الأخير، فيعالج مسألة الهجرات والتطور من خلال الرجوع إلى مرحلة الإنسان العاقل قبل نحو 300 ألف سنة، حيث بدأ تحركه وانتشاره في أنحاء العالم وتم بناء الطبيعة البشرية من خلال اللقاءات والتبادلات والتهجين التي سببتها رحلاته، ليكون التاريخ البشري هو نتاج هذه التحركات على مستوى اللغة والثقافة وطرق العيش وتقاليد الطهي وغيرها.

يضم المعرض عملاً تركيبياً للفنانة الهندية رينا سيني كالات نفذته عام 2018 من دوائر ومكبرات صوت وأسلاك وتجهيزات كهربائية بتكوين يشبه خريطة العالم التي تظهر بكثير من التشابكات والترابطات في ما بين أقاليمه، بالإضافة إلى عمل للفنان الكولومبي فابيان كليرك بعنوان "غزل كباب" يصوّر سيخ الشاورما الذي أدخله المهاجرون الأتراك ليصبح طبقاً رئيسياً في ألمانيا، كما يعرض عمل للفنان الفرنسي جيرارد دوبوا وهو عبارة عن رسم توضيحي لشخص يسير حاملاً بيته بين ذراعه؛ بيت يحط عليه عصفور وتنمو نبتة خضراء على إحدى نوافذه وتخرج من مدخنته شرائط ملونة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 20 تشرين الثاني 2024

*************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد اتحاد الادباء

يواصل الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اصدار منشوراته وأحدث ما أصدره:

- أيامي/ فرج ياسين.

- مختارات فوزي كريم.

- عدنان منشد/ احد العظماء السبعة- جهاد مجيد.

- ارتداء الأناشيد/ فؤاد مطلب.

- فيروزة/ فارس الغلب.

- الاعمال الكاملة لحسين مردان.

- قلق/ عمار نعمة جابر.

- سدم.. هم وندم/ سمية علي رهيف.

- وجه ازرق/ عبد الحسين العبيدي.

- حفريات في اللاوعي المهمل/ د. مالك المطلبي.

- صوت للحروف/ حذام يوسف طاهر.

- طريفية/ سلمان كشيش.

- شريط ورقي اصفر.

- قلبي غضن بان/ حامد شهاب الانباري.

- ايلياب الآشوري/ إبراهيم كولان.

************************************************

رواية "هو بين نزفين" جدلية الذات المتألمة

د. مثنى كاظم صادق

تساءلتُ لمَ لمْ يكن العنوانُ ( بين نزفين )* وكفى ... كأغلب المدونات السردية التي تترك إعراب المبتدأ مؤولاً على تقدير المحذوف وتكتفي بالخبر الظاهر على الغلاف ؟ ولعل الجواب الذي أجتهد به هو الآتي : إن إظهارَ المبتدأ هنا يتخذُ توكيداً للذات المتألمة الخائفة ولاسيما أن المبتدأ جاء بضمير الغائب ( هو ) لا بضمير الحاضر ( أنا ) وضمير الغائب هو أشملُ وأكثرُ مساحة ذاتية ؛ لأنه أي ضمير الغائب ضميرٌ غيرُ شخصي بل يمكن أن يدل على الأنا وعلى الآخر وأن يدلَ على معنى الشأن أو الأمر أو القصة أو الحدث ، فضمير الغائب إذن يعمل على إبراز الشخصية وحضورها في النص ولاسيما أن في داخل المتن السردي للرواية يعمل الروائي مشتاق عبد الهادي على التحدث بضمير الأنا وأن هذا الانتقالَ بين الغياب في العنوان والحضور في النص له دور في انسجام النص وتكوين شخصية بطل الرواية ذاتيا وموضوعيا ... جاء الخبر (بين نزفين) على الظرفية المكانية بدلاً ( هو في نزفين ) لتبيان الأمكنة النازفة التي وقف بينها لا وقوف المتأمل  فحسب بل وقوف المتألم للنزف الأول ووقوف المشارك في النزف الثاني والنزف في اللغة سكب الدم بغزارة بشكل غير طبيعي ... والنزفان في عنوان الرواية كناية عن الحربين .... إن الروائي قد ضمن روايتين في رواية واحدة وآية قولي تدوينه بطريقة التوالي لتأريخ الحربين (80 / 89) و ( 90/ 91) قص الراوي في الأولى مشاهداته لآثار الحرب في حياة المدنية ؛ لأنه لم يكن جندياً بعد ... وقص في الثانية مشاهداته للحرب لأنه كان جندياً فيها .... ومابين الصورتين المشهديتين يبرز الحديث النفسي الداخلي للبطل وهذا النوع من السرد يُعنى بالأحوال الوجدانية السرية للفرد تعكس الصراعات الداخلية التي كان يعيشها الإنسان وقتذاك لعدم وجود حرية البوح والاعتراض على كل العبث السياسي والعسكري الذي في الحربين ... إن حديث الذات الداخلي هو الصوت الداخلي للبطل لبلورة الفكر النقدي الذي يشخص السلبيات المحيطة به ، وكثرة هذا الصوت الداخلي في الروايات عموماً ورواية ( هو بين نزفين ) خصوصاً يجعل من بطل الرواية مكتئباً حزيناً يعالج بعض اكتئابه وحزنه ببعض السلوكيات التي علها تخفف بعض الحزن ... إن الحديث الداخلي مع النفس تحفزه مصادر خارجية وهذه المصادر الخارجية الحب والحرب والدين والسياسة ....

المكان في الرواية كان بوصف دقيق لكن هذا لا يعني أن فائدته كديكور فقط وإنما جاء وصف بعض الأمكنة بدقة وأخرى اكتفى بذكره فقط ، كونه أي المكان له تأثير على مسارات الشخصية وتحولاتها الفكرية  ....

المنظور في الرواية أو البؤرة أو الرؤيا .... جاء المنظور في الرواية من النوع المصاحب للشخصية الذي يؤدي إلى خفوت صوت المؤلف وارتفاع صوت الشخصية وقد تعدد المنظور في هذه الرواية وانقسم إلى منظور أيديولوجي / منظور نفسي عاطفي / منظور زماني مكاني .... وهذه كلها انحصرت كلها بالبطل ماعدا المنظور الأيديولوجي الذي كان للأب الشيوعي دور مشارك فيه عندما اعترض على ابنه أن يكون ضمن الطلائع أو الفتوة .... المنظور النفسي وهو بمثابة الكاميرا المثبتة على عين البطل واتخاذه موقفاً نقدياً لا من الدين إنما من بعض رجال الدين ولاسيما الذي احتال أحدهم فأخذ منه حبيبته ... المنظور الزماني والمكاني فثمة أزمنة وأمكنة معادية أو سلبية لبطل الرواية وهي زمن بدء الحرب وأمكنتها ( الثكنات العسكرية ) ....

لغة الرواية : بما أن الرواية تنتمي إلى الواقعية جاءت لغتها مباشرة واضحة لغة تحفز على الوعي ومراجعة ما حدث فهي لغة إيقاظية ... تؤطر تجربة اجتماعية محلية بامتياز.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* "هو بين نزفين" رواية مشتاق عبد الهادي/ منشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق- بغداد.

*************************************************

في غليري الأورفلي بعمان.. الفنان العراقي المغترب غسان غائب كان شاسعا كالهواء

علي إبراهـيم الدليمي

على أروقة ومساحة كاليري الأورفلي للفنون في عمان، أفتتح مؤخراً، المعرض الشخصي للفنان العراقي المغترب غسان غائب، (المقيم في كاليفورنيا)، تحت عنوان "كن شاسعاً كالهواء"، الذي ضم مجموعة من أعماله المتنوعة القياسات والخامات، وهي أخر أبحاثه وتجاربه الفنية في عالم الفن المعاصر العالمي.. والذي ينتمي إلى الإتجاه (المفاهيمي/ التجريدي/ المختزل) المنفذ بتركيبات "الأنستاليشن".

وتجلى تجربة غائب الجديدة، في فكرة الصعود/ الإرتقاء، والنزول/ النهاية، أو الارتقاء والتجلي كحالة مضادة للهبوط والنزول في الفكر الانساني وذلك باستغلاله لشكل المثلث. في تناول مفاهيم انسانية هادفة، هي فلسفة فكرية إنسانية رؤيوية في خيال وضمير الفنان، على انها تحمل الذات الجمعية الشاملة فكرا وقيما روحية ومادية تتطلع إلى محاولة تعظيم وتجلي الذات إلى مستوى اعلى وأكثر سمو.. وقيمة فكرية وإنسانية عالية المقام. وحصيلة هذه الفلسفة للذات الجمعية شهدت حياة الانسان صروحاً معمارية مختلفة ذات سياق وطقس روحي ديني إجتماعي، كـ: (بناء الاهرامات في مصر، وأشكال الزقورات في العراق، وشموخ صروح الازتيك، والمايا.. إلخ) وقد شكلت هذه الفلسفة الفكرية وعياً ضمنياً للصعود والنزول على هيئة مثلث، تعتمد على ترسيخ بناء القاعدة الأساسي ومن ثم الإرتقاء والصعود نحو الأفق العلوي. وفي سياق مغاير يكون التطلع إلى أسفل مما يشكل حركة ديناميكية صيرورات متعاقبة (أعلى- أسفل - أعلى).

ولهذا اقترن المثلث الضمني والفعلي بسياق روحي ومادي (معماري) يوحي بالامتداد والعمق والجلالة والسمو.. والبهاء.

وهو بالتأكيد طرح شخصي خاص، لفنان يبحث عن الموضوع المتجدد في حياتنا اليومية، قد يكون فن ثورة، أو ثورة فن في دواخله. قد تكون نوازع إنسانية أو أفكار غير مطروقة سابقاً، لا سيما وانه قدم عشرات الأفكار على منوال هذه الرؤى المعاصرة حيث الإختزال التجميعي ما بين الفن كرسالة جمالية بخاماته الطبيعية المتعددة، والأفكار الموضوعية بمخاضاتها الإنسانية المنبثقة من أحداث الحياة أن لم تكن من صميم واقعنا أصلاً.

كما انها عودة لصور الحياة الطبيعية البكر ولكن بصيغة أكثر عصرنة. أشكال وصور يدعو فيها الفنان غسان غائب للإجتهاد الفكري المتطور مع متطلبات العصر وعدم الرضوح للأفكار الراكدة أو البالية، من أجل تواصل الحياة مع الجميع.

وهذا لم يأت إلا من خلال تراكم فكري عميق وطويل، ما بين خيال أو تخيل، وذاكرة مكان وزمان في السلم والحرب... هي أفكار ليس إلا.. رهينة المستقبل والوجود، قد تسود في يوم ما أو لا.. ولكنه في كل الأحوال يحاول أن يجسدها بخروجه من اللوحة الكلاسيكية المقيدة بسجن الإطارات الخشبية.. إلى رحاب وفضاء فن "الأنستاليشن"، على وفق معايير ومفاهيم خامات ورمزيات موجودات حياتنا التي يعيشها الجميع.

هذا الاحساس بالتجلي والسمو والرفعة فوق الواقع، لمسه الفنان غسان غائب، قائلاً: "عندما كنت بعمر ١٢سنة وفي زيارة مع العائلة إلى أهرامات مصر ومن داخل الهرم وفي طريق الصعود إلى غرفة الفرعون في قمة الهرم كان الصعود بطريقة تجبر الشخص على الانحناء وذلك لانخفاض السقف وحتى النزول يكون بشكل منحني وعودة للوراء كنوع من التبجيل لعظمة وسمو الفرعون.. وشكل المثلث مصدراً روحياً ومعرفياً في مشروعي الفني لمًا يمثله من بساطة واكتمال وعمق يوحي بوحدة بصرية في جوهره".

وهكذا حاول غائب استخدام درجات السلم "المادية/ الرمزية" على هيئة مصطبات كتجسيد مادي مضاف لفكرة الارتقاء والنزول بحركة ديناميكية تشحن العمل بحس معماري وكعمق مضاف يحيله إلى سمو الذات وتجليها المستقبلية.

*******************************************

ثلاث قصص قصيرة

عقيل أكرم

عبرة

مثل غيري من الأطفال أعبر الشارع دون انتباه، وكأن الشارع من أملاك أبي، ولولا أن تمسك بي والدتي مرات عدة، أو توقفني بصراخها، لأصبحت في خبر كانَ، قبل أن أتعلم شيئًا من هذه الحياة. لما استطعت إسكات صراخ سائقي السيارات في وجهي، وجب السُب عن أهلي، لأنهم لم يحسنوا تربيتي وتعليمي عبور الشارع، أجدت فن المخاطرة في العبور، ورد السُب بأوقح منه، يوم نبت الشعر على وجهي. ثم تطورت عندي عملية العبور، حين قلدت أصدقائي كيف أحشر السجائر بين أصابعي، وأصنع حلقات في الهواء وأنا أنفخ الدخان من جوفي، أجدت المشي بهدوء دون الالتفات للسيارات المسرعة، ولا أبالي بما اسببه لهم من إرباك أو حوادث، مريحاً ضميري.. حياتي أهم من حديد سياراتهم. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد إذا رافقت أصدقائي، صرت أوقفها بإشارة من يدي وبوجه عبوس، وإذا لامست سيارة ظلي حتى دون قصد، أصرخ في وجه السائق، وألعنه إذا رأيت الخوف في عينيه، لأنتشي وأنا أعبر بكبرياء. اليوم تغير كل شيء من حولي، صرت أمسك بيد أبنتي بحرص ونحن نعبر من على خطوط العبور، أو أنتظر تغيير إشارة المرور دون تذمر، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل صرت أنظر في وجه السائقين ليتعطفوا بالتوقف، ويصبروا على خطوات شيخ بالكاد يمشي على قدميه..

هوية أبي

اِحتلال العراق، تحرير العراق، سقوط بغداد، الطائفية، التهجير والقتل على الهوية، الكل يردد هذه الكلمات وغيرها بعد عام ٢٠٠٣. لم أتوقف إلا عند القتل على الهوية. لم أفهم المعنى وأنا الطفل الصغير، لكنني فسرت الأمر على أن القتل هو مصير كل من يحمل هويته الشخصية معه، وأنا أحب أبي، أحبه أكثر من نفسي، عندما أضع رأسي على صدره لا أخاف الجوع ولا أخشى حروب الدنيا كلها، وأبي يحمل هويته، لهذا قررت أن آخذها واخبئها حتى لا يُقتل. لم أتردد لحظه في التنفيذ، بعزم وثبات مشيت إلى حيث علق سترته، مددت يدي وأخذت هويته الشخصية وعدت مسرعاً إلى فراشي. خبأتها تحت الوسادة ونمت بعمق وارتياح تلك الليلة، لأن أبي لا يُقتل بعد الآن، الهوية صارت معي. في الصباح الباكر صحوت على صراخه وهو يعنف أمي..

أين الهوية، بالأمس كانت في جيبي، أين وضعتها، كيف أخرج إلى العمل..

زاد من صراخه وتعنيفه حتى وصل إلى تهديدها بالضرب. هنا بدأ اطمئناني يتلاشى وخوفي يشتد. هل أعطيه الهوية حتى أنقذ أمي من غضبه، أم أخبئها كي لا يُقتل؟

وبين هذا وذاك واِرتعاد أمي مددت يدي وأخرجت الهوية، أمسكتها بقوة ومشيت ببطء وحذر حتى وقفت امامه، مددت يدي له بالهوية والحزن والخوف يجتاحاني، نظر اليّ للحظات ثم هوى بلطمه على وجهي، لم أسمع ما قاله بعدها، لأن الدموع بدأت تتفصد من عيني، هو يظن أنني أبكي من الوجع، وأمي تظن من الخوف..

 فلاتر

طلبت منه أخته أن يرسل لها صورته لتريها للفتاة، أسرع فرحاً ليختار أجمل صوره، لعله يثير إعجابها وتقبل به. قلب بين الصور مراراّ، ثم انتقى واحدة منها. تأملها جيداً، فرأى انها لا تنفع، لأن الشيب يغزو ثلث شعر رأسه، فآثر أن يبحث عن غيرها، يكون فيها شعره مصبوغاً بشكل أفضل، ليبدوا أصغر سناً.

وجد أخرى، تأمل وجهه فرأى أن الصورة فيها الكثير من الظلال، فعدل عنها لعله يجد غيرها، تنقل بين الصور حتى عثر على واحدة أعجبته، لكنه غير رأيه، لاحظ أن جفنيه قد ترهلتا على عينيه، حتى بدت إحداها أكبر من الأخرى! رماها بسرعه ليختار غيرها. عثر على واحدة، الإنارة على الصورة كانت جيده، شعره مصبوغ، جفنيه متماسكان وبشرته مشدودة بعض الشيء، لكنه اِنتبه إلى أن كتفيه متهدلتان، وملابسه بدت لا تناسب جسده، فرماها لاعناً المصور السيء، الكاميرا والملابس، وقال عليّ أن التقط صورة حالاً. أسرع ليرتدي أحسن ملابسه، واختار أفضل مكان عنده في البيت، كي تكون الإنارة موزعة بشكل جيد على وجهه، هيئ الكامرة ووقتها على أطول مده تسمح بها ليلتقط صورة لنفسه، أخذ مجموعة من صور، لكن لم تعجبه أي واحدة منها، اِبتسم بألم وهو يكتشف أن الكاميرا، المصور والإضاءة ليست هي أسباب عدم جودة الصور، بل الزمن هو السبب، اتصل بأخته وقال لها، ليست لديّ صورة، لو أحبت الفتاة أن نلتقي لنرى بعضنا بعض دون تجميل أو فلاتر؟

***********************************************

لورق الكتابة شجرةٌ

عمار كشيش

لورق الكتابة شجرة ،

تشبه الجسد ‏،

المطبوخ بالقمر،

أو  شمس الماء ‏

أو الأغنيات  ‏

‏×‏

يظل الورقُ يتغنجُ،

يكاد يسقطُ من الشجرة ‏،

أمام النافذة،

والموقد،

و سلّم الخشب،

ويلعب في النهر الصغير ‏

كأس القرية  الطويل ،الممدد

‏×‏

كفٌ تلّوحُ.‏

ورق الكتابة يهبطُ ‏،

ويمسدونه  فوق التراب الناعم/ الطحين.‏

يشبه ورق الصفصاف،

ربما ورق الصفصاف  ،

المرسوم،‏ والمزروع والعاشق،

الموجود بالدم أيضاً.‏

‏×‏

ورقٌ  لا  يُباع في المشاتل.‏

رأيناه هنا وهنالك،

على ضفاف النهر.‏

‏×‏

هذا البيت في نهاية القرية، ‏

توصلك له خمس صفصافات،

صفصافٌة  تلوّح بقلمٍ،

صفصافة تقلّبُ دفتراً،

صفصافة تهزُّ قطعةَ قماش صفراء أو بنفسجية  ‏،

صفصافة تشبه أمرأةً ‏،

صفصافة تشبه  منطاداً. ‏

‏×‏..‏

تعالي نكتبُ ‏، ونمّزقُ.‏

نمّزقُ ، ونكتبُ‏،

نواصل الرقص ،أو الهرولة ‏

تحت هذا  الورق  المتطاير،

في سماء البيت ،

ثم في سماء الحانة ‏

بعد ذلك في سماء مزرعة  بعيدة ‏                             

************************************************

الصفحة الثانية عشر

د. علي مهدي في ضيافة رابطة المرأة.. حول إعلان حقوق الإنسان ومكانة المرأة في العراق

بغداد - مأب عامر

تزامنا مع الحملة الدولية "16 يوما من النشاط النضالي لمناهضة العنف ضد المرأة"، وفي مناسبة مرور 76 عاما على إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ضيّفت رابطة المرأة العراقية، الأحد الماضي، نائب رئيس "مركز بغداد" للتنمية القانونية والاقتصادية د. علي مهدي، الذي تحدث في جلسة عنوانها "أثر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع العراقي".  الجلسة التي التأمت في مقر "منظمة النجدة الشعبية" وسط بغداد، والتي حضرها عدد من الناشطات، ألقى فيها د. مهدي الضوء على الحملة الدولية آنفة الذكر، مبينا انها أطلقت في تسعينيات القرن الماضي في أمريكا اللاتينية، وانه خلال أيامها الـ16 يتم تثقيف النساء بضرورة مكافحة العنف الموجّه ضدهن. وأضاف قائلا أن الحملة تبدأ يوم 25 تشرين الثاني وتنتهي يوم 10 كانون الأول، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وهو اليوم الذي تبنّت فيه جمعية الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وعرّج الضيف على تفاصيل إعلان حقوق الإنسان، وعلى دوره كوثيقة مهمة في تنظيم الحقوق السياسية والمدنية للأفراد. كما لفت إلى أن أول وثيقة لحقوق الإنسان صدرت عام 1688 في بريطانيا باسم وثيقة إعلان الحقوق، وشرح بعض حيثيات تلك الوثيقة.

وأشار إلى أن وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ساهم في صياغتها العديد من ممثلي دول العالم، وجاءت كحصيلة تجارب ووثائق متعددة، مبينًا أن الحرب العالمية الثانية وما تركته من مآسٍ وويلات وما خلفته من ضحايا بأعداد هائلة، كان لها الأثر الكبير لدى الدول التي انتصرت في الحرب، ما دعاها إلى استحداث وثيقة تحدد العلاقة ما بينها باتجاه إقرار الحقوق المدنية والسياسية للأفراد، بما يؤمّن وجود نظم ديمقراطية تساهم في إرساء السلم والأمن على المستوى العالمي.

ولفت د. مهدي إلى أن وثيقة حقوق الإنسان، وما سبقها من وثائق مهمة في هذا الشأن، جاءت نتاج نضالات من أجل أن تكون هناك سلطة حقيقية منبثقة من الشعب، من خلال تمتع الأفراد بحقوقهم السياسية بعد أن كانت السلطة محتكرة باسم الملوك.

بعدها تحدث عن التحديات التي تواجه الالتزام ببنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العراق، ومدى تأثيرها على المرأة وتمكينها من مختلف النواحي.

ونوّه إلى أن البنود التي حملتها وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تبنتها دول كثيرة في دساتيرها، ومنها الدستور العراقي الذي تضمن مواد تتعلق بالحريات والحقوق، مستدركًا "لكن المشكلة الحقيقية لدينا في العراق تكمن بين الوثائق المُقرة والممارسة العملية".

وتابع قائلاً إن من أهم المعوقات التي تواجه حقوق الإنسان في العراق، قضية حرية التعبير والتجمع "إذ ليس لدينا حتى الآن قانون ينظم ذلك، رغم أنه حق أساسي من حقوق الإنسان"، مضيفًا أن "المعوق الآخر هو الإفلات من العقاب".

******************************************************

في سوق الشيوخ "فريق شولكي" المسرحي يقدم باكورة أعماله

متابعة – طريق الشعب

عرض "فريق شولكي" المسرحي التطوعي في قضاء سوق الشيوخ، الاثنين الماضي، عمله المسرحي الأول "خفايا الروح"، من تأليف وإنتاج الشابة نجمة محمد، وإخراج منتظر القيصر.

وشاهد العرض الذي أقيم على قاعة منتدى الشباب في القضاء، مثقفون ومهتمون في الفن المسرحي. 

وتتمحور فكرة المسرحية على حوار بين الماضي والحاضر. حيث تُجسّد فتاة شخصية خيالية لديها شغف بمعرفة خفايا الماضي، والبحث بين الأزمان عن أسرار الألواح الطينية والمسمارية.

يقول مدير الفريق الكاتب المسرحي علاء محمد، أن قضاء سوق الشيوخ غني أدبيا وثقافيا، ما حفزهم على تشكيل الفريق قبل شهور عدة، وتسميته باسم الملك السومري شولكي، الذي حكم سلالة أور الثالثة.

ويضيف قوله أن فريقهم يعمل بشكل تطوعي، ويجمع شبانا وفتيات من مختلف الأعمار والتخصصات الأكاديمية والفنية، وانه مسجل رسميا لدى مديرية الشباب والرياضة في ذي قار، مؤكدا انهم يسعون في المستقبل إلى تنظيم ورش في مجال الكتابة، ومعارض فنية.

من جانبه، يقول مخرج المسرحية، طالب الفنون منتظر القيصر، أن فكرة مسرحيتهم مستوحاة من "ملحمة كلكامش"، وان الممثلين الذين قدموها، وعددهم 7، قسم منهم طلبة فنون، وقسم آخر من الموهوبين. 

إلى ذلك، تذكر الممثلة في المسرحية أسماء عبد الخضر، أنهم أجروا بروفات على العمل لمدة شهرين متتاليين، ما مكنهم من تقديمه بصورة مميزة، مشيرة إلى أن الديكور والأزياء وجميع مستلزمات العمل، جاءت بجهود ذاتية من أعضاء الفريق.  

********************************************

روجر ووترز ينتقد الصمت الغربي إزاء جرائم الصهاينة

متابعة – طريق الشعب

انتقد الموسيقي البريطاني الشهير روجر ووترز، الصمت الغربي إزاء معاناة الفلسطينيين، متهما الغرب بمشاركة إسرائيل في الفظائع المرتكبة في غزة والضفة الغربية. وقال في مقطع فيديو نشره أخيرا على مواقع التواصل، أن "بعض الناس أكثر تأثرا بالدعاية التي تروج لها الطبقة الحاكمة من غيرهم. اعتقد ان هذا يعتمد على عدة عوامل، ومنها هوية والديك"!

ويوضح أنه "كنت محظوظا. فقد ولدت لأبوين مخلصين في التزامهما السياسي. والدي قتله النازيون، ووالدتي كانت ملتزمة بشكل عميق في قضايا الطبقة العاملة في انكلترا".

ويشير ووترز إلى ان "من العوامل التي دفعتني للانضمام إلى الحزب الشيوعي، نشوئي مع والد متوفٍ وهو ما كان له تأثير كبير على مجريات حياتي. فأنا أفهم جيدا ماذا يعني ان تكون طفلا وكل من حولك يتعرضون للقتل. وعندما ارى صور الأطفال والرضع في غزة اشعر انني لم اختبر شيئا بالمقارنة مع ما مروا به من تجارب قاسية"، مستدركا "لكنني لا استطيع إلا أن أتعاطف معهم. وان تعاطفي وأنا بعمر 81 سنة، لا يزال قويا".

ويتساءل: "كيف يمكن لأحد أن يقف صامتا ازاء جرائم الإبادة التي ترتكب في غزة والضفة الغربية؟".

*************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، الكاتب والباحث السوري محمد أرسلان علي، ليتحدث في جلسة عنوانها "سوريا إلى أين بعد حكم الأسد".

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحىً على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

*********************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • كاظم مهلهل 250 الف دينار
  • عبد الزهرة عذار طوفان 100 الف دينار

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*********************************************

أما بعد.. لا بد من أمل .. وإلاّ!

منى سعيد

هل هو حقا صباح الحرية ، رغم تلبد الغيوم واصطباغها أحيانا بلون الدم ؟! لا نعرف حقا ، نحن القاطنين تحت خيمة الأمل بين شراك الخوف وأشواكه، نتابع ما يحدث في سوريا وما سيحدث بكثير من الريبة والقلق ، مع هاجس يلكز خواصرنا على الدوام يذَّكرنا بأن "لابد من التغيير وإلا" جملة تعلمناها من قبل ، وها نحن نمسك بها مرارا كحبل نجاة أخير قبل الغرق.

منذ ساعات التغيير الأولى في سوريا لم تكف عيناي عن الدمع ، فرحا وحزنا في آن، استرجع مع سقوط أصنامهم سقوط صنمنا وقد جثم على أرواحنا عشرات السنين، استذكر لحظات سقوطه بينما كنت أتابعها من على شاشة التلفزيون في غربتي لوحدي بعيدا عن الوطن، اصرخ بعبرات كانت تخنقتني منذ زمن بعيد سرق فيه الطاغية ملامح الفرح والأمل في حياة أفضل، أنعي بلدي وقد أضاع سنين تبددت كهباء منثور عبر صراعات وحروب وسجون وحصار وتشتت ..أنعي غربتي ويُتم أبنتي كما غيري وغيرها من أبناء شعبي، أردد مع نفسي: "هذا التافه الجرذ وقد أخرجه المحتل من جحره" هو السبب في كل هذا الدمار والمصائب؟!

نفس هذا الشعور وربما أكثر يعيشه الآن أهلنا السوريون، وهم يتابعون بذهول فرار " قائدهم الأوحد" تاركا البلاد والعباد لمصائر مفتوحة على كل الاحتمالات. المغتربون منهم أخذوا يلملمون أغراضهم بعجالة للعودة الى ديارهم، بينما فر آخرون منهم بعيدا عنها خشية وقلقا من القادم في خلطة زمن ملتبس عجيب، وامتحان متفرد للشعوب.

تسمرت أمام مشاهد سجن صدنايا الأحمر ووفود العشرات القادمين نحوه بحثا عن أهاليهم ممن فقدوا، وربما قضوا بين غياهبه في صورة مثلى للتأرجح بين الأمل وعبث العثور على ما تبقى منهم، فضلا عن المفاجآت التي أعلنت عن سجناء فقدوا منذ أكثر من أربعين عاما، بعضهم اعتُبر في عداد الموتى، وآخرون أخرجوا جثثا حية فاقدي العقول والعافية..

سجن صدنايا لا يختلف عن سجون الطغاة في كل مكان ، وربما شهدت سجوننا في عهد الطاغية البعثي ما هو أكثر بشاعة ، لكن فرق الفواجع تسلط الآن عيون كاميرات القنوات التلفزيونية عليه وتفضح بشاعته أمام العلن.. بينما لم تزل ذاكرة سجنائنا السياسيين، من بقي منهم على قيد الحياة، محملة بالكثير والكثير مما لم يقل بعد ولم يُسجل في كتب التاريخ ولا حتى في الروايات، من قهر الدكتاتورية وعفن الأحقاد ، وسُقم الكراهية..

لا نعلم إن كان القادم لسوريا سيكون أفضل، أم انه مثلما يترحم البعض عندنا اليوم على الدكتاتور صدام، سيكون بينهم من يترحم على "أسدهم"؟

ولكن وفي جميع الأحوال يبقى "لابد من أمل .. وإلا!".

***********************************************

قف.. طِباع

عبد المنعم الأعسم

اخطر أنواع الفساد هي التي تتحول إلى شراهة لا تقف عند حد، ووضاعة لا تردعها وخزات العيب وسوء السمعة واحتقار الجمهور، إذ تكونت على هامش حكم أحزاب الإسلام السياسي فئة تماثلت طباعها مع طباع "القطط السمان" الأكثر شراهة ودناءة  في عالم الحيوان، إذ اكتشف الباحثون والمهتمون في هذا العالم ذلك التماثل وتابعوه في حالات كثيرة، فان مخلب تلك القطط المستور المعروف بالخرمشة والفتك، أهّل هذا الفصيل من الحيوانات ان يكون من عائلة الذئاب المتوحشة، على الرغم من أنه يُحسـِن المؤانسة والمداهنة والاندساس في الفراش وإشاعة الاطمئنان، ويشار إليه أحيانا باعتباره "حرامي البيت" بالمقارنة مع وفاء الكلب، وقد نجد في بعض سلوكياته نزعة مرعبة، حيث يأكل أحيانا أولاده الصغار خشية وقوعهم بيد الغير، وفي معابد القدماء وخرافاتهم ثمة الكثير من التعويذات والتمائم باسم البزازين نظير شر او حقد، ووجد الآثاريون المصريون آلهة "بس" بين الفراعنة، وجاء في كتاب عن سايكولوجية القطط الأكثر شراهة ودناءة ألّفه عالم بيطري فرنسي اسمه "جول دوهين" شرح مستفيض عن طبع الغدر لدى هذا الحيوان، وفي كتاب "الكنايات البغدادية القديمة" لمؤلفه عبود الشالجي حكاية "بزونة حسين الطعمة" التي كانت تمعن في استغفال الرجل فتأكل طيوره، واحدا بعد الآخر، حتى كمن لها وقبض عليها وأجلسها بالقوة على سيخ مشويّ فنطّت من بين يديه وهربت من دون رجعة.. ولكل داء دواء.

**************************************************

في الصويرة مهرجان العسل السنوي الأول

متابعة – طريق الشعب

نظم نحالو قضاء الصويرة شمالي واسط، أخيرا، المهرجان السنوي الأول للعسل، وذلك على قاعة منتدى الشباب وسط القضاء.

وعرض النحالون، وبلغ عددهم حوالي 100 نحال، منتجاتهم من عسل البرسيم والكالبتوز والسدر والجت وغيرها. فيما أعلنوا عن تأسيس جمعيتهم في المحافظة.

وفي حديث صحفي، قال النحال رائد المياحي، أن مهاماً كبيرة تنتظر الجمعية، في مقدمتها المطالبة بنقل خلايا النحل بين المحافظات، والتوعية بمخاطر تجريف الغابات، والحث على عدم زراعة الأشجار الضارة وغير المفيدة للنحل.

وأوضح أن تربية النحل وإنتاج العسل مهنة قديمة في الصويرة وغيرها من أقضية واسط، لذلك من الضروري تأسيس جمعية للنحالين في المحافظة، مشيرا إلى ان أنواع العسل التي تم عرضها في المهرجان، تُنتج بكميات كبيرة في القضاء، نظرا لتوفر المساحات الزراعية الشاسعة.

ونوّه المياحي إلى ان المهرجان يهدف إلى إشاعة أجواء للتعارف بين النحالين وتبادل الخبرات في ما بينهم، مؤكدا أن الصويرة فيها نحالون كبار، ومنظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (الفاو) تعتبرها من المناطق الغزيرة في إنتاج العسل.