الصفحة الأولى
مراقبون يؤشرون رفضا شعبيا واسعا لأداء الأحزاب الحاكمة الشيوعي العراقي: إرادة العراقيين الموحدة قادرة على إفشال المشاريع الخارجية
بغداد ـ علي شغاتي
يُواجه العراق صعوبات على صعد مختلفة، حيث أخذ المشهد الراهن في المنطقة يزيدها تعقيدا، بينما تظهر القوى السياسية المتحكمة بالسلطة ضعفاً واضحاً في مواجهة مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، الذي يقع العراق في قلب أهدافه الاستعمارية.
وفي ظل ارتهان تلك القوى لأطراف خارجية، دولية وإقليمية، يستمر التدخل الأجنبي في شؤون بلدنا على حساب سيادته واستقلاله وقراره الوطني المستقل.
ويشدد الحزب الشيوعي العراقي على ضرورة تبني خطوات جادة وفعّالة لحماية بلدنا من المخططات والاطماع، ومن التداعيات السلبية المحتملة على أمنه واستقراره، بما يضمن تقوية مؤسسات الدولة الديمقراطية الاتحادية، واستكمال سيادتها الوطنية، التي تبقى منقوصة في ظل التدخلات الخارجية السياسية والعسكرية منها، واستمرار انتشار السلاح المنفلت.
تعزيز البناء الوطني الداخلي
وقال الرفيق ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ان التطورات والتغيرات التي حصلت في المنطقة، لا سيما بعد الاحداث العاصفة التي شهدتها سوريا، تضع امام العراقيين تحديات وأولويات لا تحتمل المناورة ولا التأجيل أو الالتفاف عليها.
وأضاف السالم في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، والعدوان على لبنان، وصولاً إلى المتغير السريع في سوريا، أفرزت تداعيات ثقيلة على بلدنا"، منوها الى ان تلك الاحداث المتتالية سعت من خلالها إسرائيل وحليفتها الولايات الامريكية، وحلفاء الناتو في اوروبا والمنطقة، إلى تغيير موازين القوى في إطار مشروع ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد»، الذي يقع العراق في قلب أهدافه شبه "الاستعمارية".
ومع هذا الحال، شدّد السالم على ضرورة "اتخاذ خطوات جادة وفعّالة لحماية بلدنا من المخططات والاطماع، ومن التداعيات السلبية المحتملة على أمنه واستقراره"، مشيرا الى ان "في مقدمة تلك التدابير، تعزيز البناء الوطني الداخلي، عبر سلسلة من الإجراءات الملموسة لحل المشكلات السياسية العالقة على أسس الدستور والعدالة الاجتماعية، بما يقود إلى تقوية الدولة الديمقراطية الاتحادية، واستكمال سيادتها الوطنية، التي ستبقى منقوصة في ظل استمرار التدخلات الخارجية السياسية والعسكرية منها، وفلتان السلاح أيا كان عنوانه".
ونوّه إلى أن "تأمين الحدود ومنع الاختراقات من الجماعات المسلحة والإرهابية، برغم أهميته يبقى إجراءً قاصراً ما لم يؤخذ بنظر الانقسامات والتحديات الداخلية التي يعيشها العراق، بسبب منهج الحكم الذي يستند إلى المحاصصة، واتساع ظاهرة الفساد، اللذين أبعدا شرائح اجتماعية واسعة عن المنظومة السياسية الحاكمة، وأضعف الثقة بالعملية السياسية برمتها".
وبيّن أنه "بات مطلوباً الآن، ومن دون تأخير، معالجة جادة وجذرية لأزمة نظام الحكم وجذور التوترات السياسية، بما يدفع نحو تغيير شامل، يفتح الأفق لبناء الدولة الديمقراطية، القائمة على أساس المواطنة والمشاركة الشعبية الواسعة"، مشدداً على "ضرورة أنّ تأتي معالجة جوانب الأزمة الاقتصادية جنباً إلى جنب مع المعالجات السياسية، من خلال تعزيز الدعم للفئات الفقيرة والمهمشة، وإطلاق التنمية الاقتصادية الشاملة على أساس تنويع مصادر الدخل الوطني، بما يسمح بتوفير فرص عمل للعاطلين، وإنهاء مشكلات البطالة وتداعياتها".
وشدّد على أن "إرادة العراقيين الموحدة، وحدها القادرة على كسر إرادات المشاريع الخارجية، ولجم الاختراقات المحتملة، وهو ما يجب السعي إليه والارتكاز عليه لمنع الارتدادات السلبية لأوضاع المنطقة".
تحييد الفصائل المسلحة
من جانبه، أكد الأكاديمي د. مجاشع التميمي، أن العراق اتخذ سلسلة من الإجراءات منذ اندلاع "طوفان الأقصى" في تشرين الأول 2023، بهدف منع الجماعات المسلحة العراقية من الانخراط في الحرب التي امتدت إلى غزة ولبنان ووصلت إلى سوريا.
وقال التميمي، إن الحكومة نجحت في تحييد بعض من الفصائل المسلحة عن المشاركة في هذه الحرب، لتجنب التصعيد.
وبحسب المتحدث إن "العراق قد يواجه تهديدات مباشرة في غرب البلاد مدعومة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة".
وأضاف، أنّ "هذه التهديدات لا يمكن مواجهتها إلا من خلال إجراءات فعلية على الأرض، تتمثل في حلّ الفصائل العراقية المسلحة، وحصر السلاح بيد الدولة، وتوحيد القرار السياسي، مع تقليل التدخل الخارجي في الشؤون العراقية".
وأشار إلى، أنّ رئيس الوزراء يعمل حاليا بالتنسيق مع الأمم المتحدة والقوى السياسية العراقية، لاتخاذ خطوات تمنع استهداف العراق عسكريا.
ولفت إلى أن هذه الجهود أسفرت عن انسحاب الجماعات المسلحة العراقية من سوريا وتوقفها عن استهداف إسرائيل والمصالح الأمريكية. كما أشار إلى أن هناك محاولات مستمرة لحصر السلاح بيد الدولة، بهدف تعزيز الاستقرار الداخلي، وتجنب أي ضربة عسكرية محتملة.
وختم التميمي قائلاً: "حتى الآن، نراقب إمكانية تحقيق هذه المهمة الصعبة، وسط تحديات كبيرة قد تعيق تنفيذها".
رفض شعبي لأداء الأحزاب المتنفذة
فيما أكد الأكاديمي غالب الدعمي، أن لا خطر أمنيا على العراق نتيجة التغيرات التي حدثت في سوريا على يد الجماعات المسلحة هناك، مشيراً إلى أن القوات الأمنية العراقية تسيطر بشكل كامل على الحدود، ولن تسمح بانتقال تأثيرات تلك التغيرات إلى العراق.
وقال الدعمي في حديثه مع "طريق الشعب"، إن العراق لا يعاني من أي خطر أمني مباشر، خاصة في ما يتعلق بالأوضاع والتطورات في سوريا.
وأضاف الدعمي، أنه برغم السيطرة الأمنية، فإن الخطر يكمن في التحديات السياسية التي قد يواجهها العراق، مشيرًا إلى أن "العملية السياسية في العراق قد تم تشكيلها بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي فإن استمرارها وقيامها بتوجيه رسائل عداء للأطراف التي دعمتها قد يجبر الولايات المتحدة على سحب دعمها للنظام السياسي القائم".
وحذر الدعمي من أن "الخطر الحقيقي يكمن في حال تخلت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم النظام السياسي في بغداد، ما سيؤدي إلى مشكلات حقيقية في العراق"، موضحًا أن "الأطراف السياسية لم تلتزم بمصلحة الشعب العراقي ولم تقدم الخدمات المطلوبة، فضلاً عن أن العدالة الاجتماعية لم تحظ بالاهتمام الكافي".
وأشار إلى أن "هناك رفضًا شعبيًا واسعاً لاداء الأحزاب الحاكمة، وهو ما قد يفاقم الأزمة السياسية في حال تخلي الولايات المتحدة عن دعم النظام القائم"، مؤكدا أن "التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم العراق يرتبط بتطبيق الحكومة العراقية للشروط الأمريكية، ومنها حل الفصائل المسلحة وتسليم أسلحتها الى القوات الأمنية".
وختم الدعمي حديثه بالقول إنه بينما يمكن للنظام السياسي العراقي أن يتعامل مع حل الفصائل، فإنه من غير المرجح أن يتقرب من حل الحشد الشعبي أو هيكلته، حتى لو كان الثمن هو سحب الدعم الأمريكي.
الحالة السورية.. شأن داخلي
من جانبه، حذر الأكاديمي كاظم المقدادي من تأثير التغيرات السياسية المفاجئة في المنطقة على الوضع الداخلي العراقي.
وقال المقدادي في حديث لـ "طريق الشعب"، أن الحكومة العراقية، اتخذت إجراءات مبكرة لحماية الحدود العراقية بعد التغيرات في سوريا، معتقدا ان من المهم عدم تدخل العراق في الشأن السوري، سواء في السر أم العلن، وأن يتعامل مع ما يجري في سوريا على أنه قضية داخلية تخص الشعب السوري.
وأضاف، أن "التحدي الأكبر يتمثل في التصريحات السياسية لبعض الأحزاب والفصائل المسلحة، وهو أمر معقد، ويحتاج إلى حلول حقيقية"، منبها الى "التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، التي تحدث فيها عن إمكانية اندلاع حرب مع إيران، ما قد يضع مزيدا من التحديات للعراق في ظل الوضع الجغرافي والسياسي المتغير في منطقة الشرق الأوسط".
************************************************
راصد الطريق.. تعددت الأشكال والاستغلال واحد!
نقل عدد من موظفي التعداد السكاني في العاصمة بغداد أن إحدى الموظفات قامت بجمع اسماء عدد كبير من العاملين في التعداد ضمن مجموعات على تطبيق واتساب، بحجة المطالبة بتعيينهم في مؤسسات الدولة.
إلا أنه وبعد اكتمال تشكيل هذه المجموعات، أفصحت الموظفة عن نيتها الحقيقية، وأبلغت المعنيين أن تعيينهم مرهون بإعادة انتخاب أحد أعضاء مجلس النواب الحاليين.
تُظهر هذه الحادثة أن المعركة الانتخابية بدأت مبكرة جدًا، وأن القوى المتنفذة لا تزال تلجأ إلى تسخير إمكانات الدولة لتحقيق مكاسب انتخابية، تمامًا كما حصل في مواسم انتخابية سابقة.
ما يثير القلق هنا ليس فقط الاستغلال الواضح للموظفين، بل أيضًا مسألة تسريب بياناتهم الشخصية. فكيف حصلت هذه الموظفة على هذا الكم من أرقام الهواتف؟ ومن الذي سهّل لها الوصول إلى هذه المعلومات؟
الأخطر من ذلك هو احتمال أن يمتد تسريب البيانات ليشمل معلومات المواطنين التي تم جمعها خلال التعداد السكاني، واستخدامها لخدمة مصالح القوى المتنفذة، كما حدث سابقًا مع سجلات الناخبين التي أصبحت في متناول الماكينات الانتخابية للأحزاب الحاكمة.
إن المنافسة الشفافة المبنية على البرامج الانتخابية الفعلية وعملية انتخابية تتسم بالعدالة والنزاهة هو ما مطلوب الان، اما إذا استمر النهج السائد، فإن الأوضاع لن تسير الا نحو المزيد من التدهور.
****************************************************
الصفحة الثانية
مسؤول محلي: مافيات الأراضي الزراعية أخفت الأحزمة الخضراء في ديالى
بغداد ـ طريق الشعب
كشف عضو مجلس ديالى أوس المهداوي، أمس الاثنين، عن فتح ما اسماه ملف مافيات الاحزمة الخضراء في المحافظة.
وقال المهداوي، إن "هناك أراضي مترامية كانت بساتين واخرى لزراعة المحاصيل اختفت من خارطة المدن الرئيسية سواء في بعقوبة او غيرها بسبب التجريف غير القانوني". وأضاف، أن "مافيات متنفذة متورطة بتجريف الاراضي والبساتين وتغيير خارطة المدن بشكل غير قانوني"، مؤكدا ان هناك قرارا بفتح هذا الملف وتحديد كل الخروقات من خلال 3 مسارات، أولها تحديد الاراضي المتجاوز عليها وبيان اولوياتها ومعرفة من اعطى الضوء الاخضر للمضي في تغيير الاحزمة الخضراء. واشار المهداوي الى، أن "التجاوزات على الاراضي الزراعية او التابعة للدولة كبيرة جدا، فالتحقيق الذي نسعى الى اكمال مراحله سيعطي مسارات محددة تبين من يقف وراءها". وقرر مجلس ديالى، (2 أيلول 2024)، اتخاذ أولى الخطوات لإنهاء عقدة تمليك الأراضي الزراعية وفق آلية مدروسة، مبيناً أن 20% من أهالي المحافظة يسكنون في هذه الأراضي.
وقال رئيس المجلس عمر الكروي، إن "المجلس يدرك أهمية ملف تمليك الأراضي الزراعية في بعقوبة وبقية مدن ديالى خاصة وأنها تشمل عشرات الاف من الاسر التي اضطرت للبناء مع ازمة السكن الخانقة التي تضرب ديالى منذ سنوات طويلة".
*************************************************
احتجاجات مستمرة تطالب بفرص العمل والخدمات استمرار إضراب معلمي الدراسة الكردية في كركوك
متابعة ـ طريق الشعب
شهدت بغداد وعدد من المحافظات تظاهرات احتجاجية، حملت مطالب متعددة تركزت على توفير فرص العمل والخدمات. فيما واصل معلمو الدراسة الكردية في كركوك إضرابهم عن العمل، احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم.
خريجو الهندسة والجيولوجيا
ونظم العشرات من خريجي كليات الهندسة والجيولوجيا في قضاء الصادق شمالي محافظة البصرة، وقفة احتجاجية قرب الحقول النفطية، مطالبين بالتوظيف في إحدى الشركات العاملة في حقل غرب القرنة 1.
وذكر المحتجون، أن هذه التظاهرة تعد مقدمة لعودة موجة الاحتجاجات التي توقفت منذ ثمانية أشهر، عقب اتفاق مع المحافظ والحكومة المحلية على إجراء إصلاحات إدارية وخدمية في القضاء.
وقال المتظاهر حسن وميض، انه "بالتنسيق مع إدارة الحراك الشعبي في قضاء الصادق، نظمنا وقفة احتجاجية أمام مدخل الحقول النفطية مطالبين بتوفير فرص عمل في الشركات العاملة داخل حقل غرب القرنة 1. اذ نطالب بالتوظيف حصرا في هذا الحقل، كونه يقع ضمن أراضي القضاء ويجب على إدارة الحقل توظيف أبناء المنطقة".
من جانبه، قال جعفر رحمن، متظاهر آخر، "نحن نحو 300 مهندس باختصاصات مختلفة من أبناء قضاء الصادق، نطالب بتشغيلنا في الشركات الرئيسة أو الثانوية في حقل غرب القرنة 1".
وأكد رحمن أن الاحتجاجات ستتصاعد تدريجيًا في الأيام المقبلة، وفي حال عدم الاستجابة لمطالبهم، سيتوجهون للانضمام إلى احتجاجات الحراك الشعبي المقررة في 27 كانون الأول الجاري.
حملة الشهادات العليا والاوائل
ودشن العشرات من حملة الشهادات العليا والأوائل تظاهرة أمام وزارة المالية في بغداد، مطالبين بإنجاز الكتاب الخاص بتوزيعهم أسوة بأقرانهم من الوجبة الثانية.
ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بتوفير فرص عمل لهم ضمن الدرجات الوظيفية المخصصة لهذه الفئات، مؤكدين حقهم في التوظيف وفقا للقانون.
اضراب معلمو الدراسة الكردية
الى ذلك، أكد ممثل معلمي ومدرسي قسم الدراسة الكردية في تربية كركوك، استمرار الإضراب، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم منذ شهرين، منوها الى أن غالبية المدارس التابعة للقسم تعاني من شلل شبه كامل نتيجة هذا الإضراب، مشيرًا إلى أن الاحتجاجات ستستمر حتى يتم حل أزمة الرواتب بين حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية.
وقال محمد جليل، ممثل القسم، إن "معلمي ومدرسي الدراسة الكردية في كركوك لم يتسلموا رواتبهم منذ شهرين، ما دفعهم إلى الإضراب عن العمل"، مُحملًا الأطراف المعنية في حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية مسؤولية "قطع أرزاق آلاف الكوادر التربوية".
وأضاف جليل، أن الإضراب أثّر بشكل كبير على العملية التعليمية، حيث أصبحت أكثر من نصف المدارس خالية من الكوادر التدريسية، موضحًا أن هذا الوضع تتحمل مسؤوليته الجهات التي لم تُبدِ الجدية الكافية في التعامل مع ملف الرواتب.
وأشار إلى أن الحل الوحيد لإنهاء الإضراب هو صرف الرواتب المتأخرة لثلاثة أشهر، مؤكدًا أن هذه الرواتب هي استحقاقات مشروعة للكوادر التربوية، التي تعتمد بشكل كامل على هذه الرواتب.
من جانبها، قالت المعلمة نيكار محمود، أحد أعضاء القسم: "نظمنا اعتصامًا وإضرابًا للمطالبة بصرف رواتبنا المتوقفة منذ شهرين. نحن نتحمل أعباء عائلية والتزامات مالية، ولا يمكننا الاستمرار دون رواتب".
وأكدت محمود، أن أكثر من 8,000 معلم ومدرس وموظف على ملاك إقليم كردستان تأثرت حياتهم اليومية بسبب الخلافات السياسية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم".
وأضافت: "نطالب بصرف الرواتب بشكل منتظم، ولا علاقة لنا بالصراعات السياسية".
وختمت بالقول: "سوف نستمر في التظاهر والإضراب لحين تحقيق مطالبنا، ونناشد الحكومتين حل الأزمة بما يضمن استقرار الحياة المعيشية للكوادر التعليمية ومستقبل الطلبة".
نقص الخدمات
وأغلق العشرات من سكان مناطق سيد صادق وخورمال في محافظة السليمانية، الطريق الرئيس الرابط بين القضاءين، احتجاجًا على تردي خدمات الكهرباء في المنطقة.
وأكد المتظاهرون، أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وتدني مستوى الخدمات المقدمة من قبل الجهات المعنية دفعهم لاتخاذ هذا الإجراء.
وطالب المحتجون بتحسين جودة الكهرباء ورفع معاناتهم اليومية، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن احتجاجهم إلا بعد الاستجابة لمطالبهم.
*******************************************************************
الشيوعي العراقي والخط الوطني يناقشان المستجدات السياسية والتطورات الإقليمية
بغداد ـ طريق الشعب
التقى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، مع نائب رئيس المكتب السياسي لحزب الخط الوطني حامد السيد والوفد المرافق له، في اجتماع موسع حضره من جانب الحزب كلّ من د. علي مهدي ووسام الخزعلي، عضوي قيادة الحزب.
وتناول اللقاء المستجدات السياسية على الصعيد الداخلي في العراق، حيث جرى نقاش موسع حول الأوضاع الراهنة في البلاد، في ظل التحديات الراهنة. كما تطرق الطرفان إلى تأثير التطورات الإقليمية والدولية على الوضع السياسي والاقتصادي في العراق، مع التركيز على كيفية التعامل مع هذه المتغيرات، بما يضمن مصلحة العراق وأمنه واستقراره.
واستعرض الاجتماع ملف الانتخابات المقبلة، حيث أكد الجانبان على ضرورة الاستعداد المبكر لضمان توفير بيئة انتخابية نزيهة، عادلة، وقادرة على التعبير عن إرادة الشعب العراقي وتحقيق الإصلاحات المنشودة في جميع المجالات.
وجرى التأكيد على أهمية تعزيز الشفافية والمشاركة الفاعلة لجميع الأطراف السياسية في العملية الانتخابية.
وفي ختام الاجتماع، شدّد الطرفان على ضرورة تعزيز الحوار والتعاون بين القوى الوطنية الديمقراطية لمواجهة التحديات الراهنة، والعمل المشترك على إيجاد حلول فعالة تسهم في استقرار العراق وتحقيق تطلعات شعبه نحو العدالة الاجتماعية والديمقراطية.
*********************************************
نائبان: حراك سياسي لتعديل قانون الانتخابات
متابعة ـ طريق الشعب
تتردد بين أوساط برلمانية أحاديث عن حراك نيابي لتعديل قانون الانتخابات، لكن أحدا من القوى السياسية المتنفذة لم يتبن ما يطرح من مقترحات حتى الآن.
ويقول نائبان، إن أبرز التعديلات المقترحة تتمحور حول تقسيم المحافظة الى دائرتين انتخابيتين، بينما ينتظر ذلك توافقا ودعما سياسيا من قبل تلك القوى.
وقال النائب عارف الحمامي، ان هناك مقترحات بتعديل قانون الانتخابات، مردفا أن هذه المقترحات لم تصل حتى الآن إلى مرحلة الاتفاق أو التوافق السياسي.
وأضاف، أن تلك المقترحات تشتمل على "العودة إلى نظام الدوائر المتعددة، إضافة إلى تقسيم المحافظات ذات الكثافة السكانية العالية إلى دائرتين انتخابيتين".
وأكد أن التعديل المقترح يتطلب توافقاً سياسياً واسعاً.
وبخلاف ذلك، ذكر النائب ياسر الحسيني، ان هناك توافقاً بين قوى الإطار التنسيقي وبعض الكتل الأخرى من مختلف المكونات على تلك التعديلات.
وقال الحسيني، ان "النظام الانتخابي الحالي المعروف بـ"سانت ليغو"، خدم مصالح الكتل الكبرى على حساب الكتل الصغيرة والمستقلين"، داعيا إلى اعتماد طريقة القسمة النسبية الصفرية لتوزيع الأصوات، بما يضمن عدم هدر أصوات الناخبين.
**************************************************
مواساة
الرفيق العزيز ميعاد القصير وعائلته الكريمة
تلقينا بألم وحزن شديدين نبأ وفاة والدكم السيد جاسم محمد علي القصير.
وإذ نقدم أحر التعازي والمواساة لكم وللعائلة ولجميع محبي الفقيد، نتمنى لكم الصبر والسلوان على هذا الفراق الأليم. والذكر الطيب على الدوام لفقيدكم.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
16-12-2024
*********************************************
الصفحة الثالثة
شحتها تؤخر الرية الأولى للمحاصيل الزراعية الشتوية استشاريون: الحكومة تنتظر هطول الأمطار لتجاوز أزمة {رطوبة التربة}
بغداد ـ طريق الشعب
رصدت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، مؤشرات مقلقة بشأن أوضاع رطوبة التربة في العراق، حيث أشارت الخرائط الجوية إلى معدلات جفاف “شديدة ومتطرفة” في مناطق متعددة، في ظل غياب الأمطار الشتوية.
ووفقاً للتقرير، فإن نسبة رطوبة التربة على عمق 40 سم في بعض مناطق الموصل لا تتجاوز 10%، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للزراعة والمياه الجوفية. هذه المؤشرات، التي وصفها مختصون بالخطرة، تضع الزراعة أمام تحديات كبيرة في مواجهة أزمة الجفاف المستمرة.
وضع حرج
وفي هذا الشأن، أكد الاستشاري البيئي في نقابة المهندسين الزراعيين، د. جاسم المالكي، ان "عدم سقوط الأمطار حتى الان، بات تأثيره واضحاً على ارتفاع مؤشرات الجفاف، ومنها قلة رطوبة التربة، ناهيك عن تأخر إكمال الرية الأولى للمحاصيل الشتوية كالحنطة والشعير".
وقال المالكي في حديث مع "طريق الشعب"، ان "هذا المؤشر نتيجة طبيعية لما يحدث من تغيرات مناخية في عموم الكوكب، لا سيما ان العراق يعد من اكثر البلدان المتأثرة بتلك التغيرات، حيث نلاحظ تكرار موجات الجفاف الذي بات يهدد الكثير من البيئات والموائل وخاصة في وسط العراق وجنوبه"، مؤكداً ان "الجفاف أصبح اليوم عاملا محفزا لمزيد من الصراعات على الموارد".
وعن تداعيات وآثار ذلك على الزراعة، اوضح المالكي ان "الزارعة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتوفر مياه الري، وتأخر سقوط الأمطار، الامر الذي سينعكس سلباً على تأمين الحصص الاروائية لكافة الأراضي الزراعية".
ولفت الى ان ذلك سيرفع من حجم الضغط على الخزين المائي، وربما يؤدي إلى استنزافه، ما ينبئ بصيف قادم اكثر حرارة وجفافا، اذا ما بقيت المؤشرات الحالية للجفاف قائمة".
أمطار شحيحة
اما المستشار السابق في لجنة الزراعة النيابية، عادل المختار، فقال ان "التوقعات أشارت الى ان الموسم الشتوي الحالي قد يكون جافاً، ما يعني ان الوضع سيكون صعباً جداً، وبالفعل وصلنا الان لمنتصف شهر كانون الاول، والأمطار شحيحة ولم تغط حتى الرية الأولى".
وأضاف المختار في حديث مع "طريق الشعب"، ان "الإيرادات القادمة من تركيا منخفضة هي الأخرى؛ وهذا مأزق كبير، لان انخفاض تلك الإيرادات تحديداً، يحتم علينا إطلاق المزيد من مياه السدود او الخزين، وهذا بحد ذاته مؤشر خطير"، مشيراً إلى انه "قبل أسبوع او اكثر، وصل الخزين الى 13 مليار متر مكعب".
وأكد المختار، أنه في حال "كان هذا الشتاء جافا حتى نهايته، في ظل انخفاض الإيرادات التي ستؤدي الى انخفاض الخزين، فسيواجه الواقع البيئي خطر ارتفاع التلوث، وتأثر الزراعة وتضرر الإنتاج الزراعي. ومن جهة أخرى سيؤثر على الحيوانات وتحديداً الأسماك التي قد تواجه موجة نفوق بكميات كبيرة، لا سيما وان الصيف القادم سيكون قاسيا".
وأشار إلى انه "كان يفترض بوزارة الموارد المائية ان تحسب هكذا حسابات، وان لا تعتمد دائماً على الأمطار، وتعوّل عليها بشكل كبير. وهذه هي أكبر مشكلة نواجهها دائماً، حيث لا نحسب حسابا لزمن الجفاف وطريقة تعاطينا مع الحالة".
ورأى أن المشكلة تكمن بغياب الرؤية والتخطيط والإهمال. ومن غير الطبيعي ان لا تخطط الوزارة لظروف الجفاف والشح، حيث كان يفترض بالدولة أن تضع خطتين: واحدة لحالة الوضع المائي الطبيعي والوفير، والأخرى لحالة الجفاف. وهذا هو المعروف والسياق المعتمد في كل الدول".
ونوّه بـ"اننا لا نزال نعتمد فقط على خطط الوفرة المائية"، متهما الوزارة بأنها تتداول الحديث عن هذه الخطط في الإعلام فقط، وعلى ارض الواقع لا توجد خطط حقيقية".
واختتم بالقول: "لا يزال الوقت مبكرا، ونتأمل ان تكون هناك أمطار تعوضنا"
من جهته، أكد رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق، وليد الكريطي، أن الدعم الحكومي الموجه لقطاع الزراعة ضعيف جداً، ولا يتناسب مع حجم أهميته الاستراتيجة، ما يؤدي إلى إلحاق خسائر مالية كبيرة ترهق مئات الفلاحين، وتضطرهم للهجرة إلى المدن بحثاً عن فرص عمل بديلة.
كما أشار الكريطي إلى أن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، التي تعتمد على الري التقليدي والري السيحي، مثل بساتين النخيل والحمضيات، قد خرجت من الخطة الزراعية بسبب غياب الاهتمام الحكومي.
وأضاف الكريطي أن الجفاف أصبح يمثل تحدياً كبيراً، حيث وصلت نسبة الجفاف إلى حوالي 40 في المئة، نتيجة قلة الدعم الحكومي.
ويشير إلى أبرز التحديات التي يواجهها الفلاحون، مثل غياب الدعم الحكومي بتوفير المعدات الحديثة كالآلات الزراعية، "الحاصدات والساحبات"، إضافة إلى عدم توفر قروض ميسرة للمزارعين، تكون متاحة للجميع بسبب التعقيدات الإدارية، وغياب الدعم في مجال الري المتطور، الذي يوفر استهلاك المياه وكذلك النقص في توفير الأسمدة والبذور المدعومة من الدولة، إذ ماتزال أزمة شح المياه بدون حلول جذرية.
واكد ان "تغير كل هذه التوقعات مرهون بتحسن الظروف المناخية خلال النصف الأول من السنة المقبلة واستقبال ارضنا للمزيد من الأمطار".
واختتم المالكي حديثه داعيا الى "اعتماد خطط استراتيجية طويلة الأمد، لتحسين إدارة ملف المياه في عموم العراق وتطويره بما يتلاءم والتحديات الحالية والمستقبلية".
********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق وتطورات المنطقة
نشرت محطة سي أن أن تقريراً لجينيفر هانسلر حول الزيارة الخاطفة وغير المعلن عنها، التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي لبغداد، ذكرت فيه بأن بلينكن التقى برئيس الحكومة العراقية لأكثر من ساعة، في سلسلة من الاجتماعات أجراها في تركيا والأردن، ضمن جهود عاجلة لتنسيق المواقف في أعقاب السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد.
العراق "شريك مهم"
ونقل التقرير عن بلينكن قوله بأن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها الإقليميين الرئيسيين مثل العراق، لضمان أن لا تستخدم سوريا كقاعدة للإرهاب والتطرف وأن لا تشكل تهديدًا لجيرانها أو أن تتحالف حكومتها المؤقتة مع مجموعات مثل داعش، التي "ستسعى بلا شك إلى إعادة تجميع صفوفها".
وتطرق التقرير إلى وجود شيء من التباين بين الارتياح الذي أبدته واشنطن لسقوط الأسد وتحذيرات مستشارها للأمن القومي جيك سوليفان من استفادة فصائل عراقية معادية للوجود الأمريكي للأوضاع، وبين تصريحات وزير الخارجية الذي قال بإن الولايات المتحدة والعراق قد حققا نجاحًا هائلاً في إزالة "الخلافة" الإقليمية التي أنشأتها داعش قبل سنوات، والتي لا يمكن للطرفين السماح لها بالظهور مجددا، وأن واشنطن ملتزمة بالعمل مع العراق بشأن الأمن، ولحماية سيادته والتأكد من تعزيز ذلك والحفاظ عليه، على حد تعبيره.
انتشار واسع للشظايا
ولصحيفة نيويورك تايمز كتب الصحفي المعروف توماس فريدمان مقالاً أشار فيه إلى أن ما حدث لا يقتصر على انهيار أعمدة الدولة في سوريا داخل حدودها، بل على انفجار الدولة. ولما كانت سوريا حجر الزاوية للمنطقة بأكملها، فلا توجد الآن دولة مثلها، يمكن أن تنتشر شظايا انفجارها إلى مسافات بعيدة. وهو أمر ينبغي دراسته بإمعان إذا ما أراد المرء تقييم عدم الاستقرار المحتمل في بلدان الشرق الأوسط.
وأضاف بأن سوريا كعالم مصغر ــ يضم السنة والشيعة والعلويين والأكراد والمسيحيين والدروز ــ يفضي تضاءل السيطرة المركزية فيه بالضرورة إلى انعدام الأمن لكل طائفة، ويدفعها للجوء إلى الخارج طلباً للمساعدة، مما يوفر فرصاً أكبر للقوى الإقليمية للتدخل ومحاولة سحب البلاد إلى المكان الذي تضمن فيه مصالحها.
نصائح لإدارة ترامب
وقدم ترومان على ضوء ذلك عدداً من النصائح لوزير خارجية واشنطن الجديد ماركو روبيو، كان منها التخلي عن خطاب الانعزالية الذي يتبناه ترامب "أميركا أولا" كي تتمكن من المساهمة في إعادة صياغة سوريا، على حد تعبيره، خاصة وإن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد تعّد واحدة من أكبر الأحداث وأكثرها إيجابية وتغييرًا لقواعد اللعبة في الشرق الأوسط في السنوات الخمس والأربعين الماضية.
وكانت نصيحته الثانية اغتنام الفرصة للمساعدة في تطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الإسرائيلي، بدلاً من محاولة تكرار تجربة فرض الديمقراطية من فوق كما جرى في العراق على حد وصفه، حيث أدت الانتخابات الستة التي جرت إلى قيام دولة على حافة الفشل، وبرلمان تهيمن عليه أحزاب محددة على أساس الطائفة أو العرق، وليس روح المواطنة العراقية الحقيقية.
وتوقع ترومان أن يمتد التأثير الايجابي إلى العراق، إذا ما نجح السوريون ببناء حكومة تعددية، في عاصمة عربية عظيمة مثل دمشق، يقودها شعبها وليس أي قوة أجنبية، مؤكداً على أن إهمال إدارة ترامب لذلك سيؤدي إلى حرب اهلية في سوريا، تفتح الطريق أمام عودة ظهور داعش، وزعزعة استقرار الديمقراطية الهشة في العراق.
تغيرات غير متوقعة
وكتب بيتر فان برون مقالاً لموقع "Responsible Statecraft" حول أوجه الشبه والاختلاف بين عراق 2003 وسوريا 2024، ذكر فيه بأن ما حدث لم يكن ممكنا تصديقه قبل أربعين عاماً، حين كانت هناك أنظمة قوية وصامدة في ليبيا والعراق وسوريا، فيما تعيش اليوم نوعاً من الفوضى الأمنية أو الدولة الفاشلة أو الخلل السياسي المزمن. وأضاف بأن تسلسل الأحداث يوحي وكأن سقوط نظام صدام كان الحركة التي فككت ترابط عالم سايكس بيكو مع بعضه البعض.
نمو الإرهاب
وأشار الكاتب إلى أن الاحتلال الأمريكي بدى وكأنه دعوة للإرهابيين للقدوم إلى العراق، حتى كاد العديد من عناصر داعش والقاعدة السابقة، التي تهيمن على سوريا الآن (ولا شك أنها ستتقاتل فيما بينها من أجل السيطرة)، أن تستولي على كامل العراق، وهو ما يخشى أن يتكرر في سوريا إذا ما أطلق العنان للفوضى في منطقة تستهلكها الحرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل وسياسات القوة المتوسطة في القرن الأفريقي.
********************************************************
أفكار من أوراق اليسار.. الفرح والكفاح وكاثلين هانا
إبراهيم إسماعيل
يبدو أن الفيلسوف الفرنسي الراحل بيير بوريديو، الذي اعتقد بأن أبرز ما تحتاج له الماركسية من تحديث يكمن بدراسة تأثير العوامل غير الاقتصادية على التطور، كاللغة والثقافة، قد نسي هو الآخر أن يشخص صناعة الفرح كمؤثر مهم، حيث لا يحتاج المرء اليوم ليكون جميلاً أو غنياً كي يصنع المرح ويتبعه الناس. وإذا كان اعجاب الكثيرين بالفنانين وبعض شاغلي الرأي العام بمدونات لا محتوى فيها، يبقى آنيّاً ومحدوداً قبل أن يتبدد كالسراب، فإن ما يحظى به خالقو الفرح الجادين من تأثير، يظل عميقاً وقادراً على المكوث بالأرض طويلا.
ومن بين هؤلاء، تبرز لنا الأمريكية كاثلين هانا، التي صدرت قبل اسابيع سيرتها الذاتية، لتستكمل فيلماً سينمائيا عنها أخرجه الانكليزي سيني أندرسون العام 2013، تلك الفنانة التي تمّكنت ببساطة من الجمع بين صناعة الفرح وبين الفكرة، مذ بدأت مسيرتها عام 1990 بقيادة الفرقة الموسيقية "بيكيني كيل" والفرقة "لي تايغره"، أي مذ وظفت موسيقاها المرحة في نشاطها السياسي، دفاعاً عن حقوق النساء في أمريكا بشكل خاص وفي العالم بأسره.
السيرة الذاتية لكاثلين هانا "الفتاة المتمردة"، رحلة غاضبة ومضطربة في طفولتها وشبابها، لكنها واضحة وغير مكتوبة لتضخيم الذات، بل لطرح أسئلة تُنعش التفكير. فمنذ عام 1992، عندما أصدرت أول تسجيل لفرقتها، أصبح الفن بالنسبة لها عملاً من أعمال المقاومة، وصارت واحدة من رموز الحركة النسوية ومن صانعي الثقافة، وانخرطت في موجة الكفاح ضد كل الأفكار التي تعامل المرأة كبضاعة أو لعبة، ولجمالها كوسيلة لإشباع شهوات الجسد لا الروح، وأيضاً من أجل السماح لها بتنظيم النسل وبحق أبنائها بالرعاية في رياض الأطفال.
وكما لم ير كثير من النقاد دوما في ما سُمّي بثورة الشغب النسوية حينها، ثقافة فاعلة إذا لم تُشبع بوعي سياسي، فشلت أغاني هانا، التي حاولت تقليد أناشيد الكفاح في الستينيات، من التعبير عن رفض العبودية والعزلة والفردية المشبعة بالأنانية، الاّ بعد أن دخلها الغضب، واستبدل فيها الكمان والهارمونيكا، بالقيثارات والطبول والأصوات الغاضبة.
لقد أدركت هانا منذ البداية، بأن حشر السياسة كمحتوى مباشر بالفن، أمر يخّل بشرط التوازن ويحّول النتاج الإبداعي لشعارات مملة ويفقده الغموض اللازم لخلق الدهشة، في ذات الوقت الذي يصبح فيه الجمال بلا موقف سياسي باهتاً ويفتقر للحياة. ولهذا أبقت على بعض الغموض في التعبير الجمالي عن حقوق المرأة، وظلت تعّبر عن القضية برمزية فريدة، حتى عندما كانت تصّر على أن أعمالها ليست سوى نشاطات سياسية بحتة.
وفي العقد الأول من القرن الحالي، حين عادت كاثلين هانا للتأليف الموسيقي، بعد تقاعد مرضي، توقعت أن يكون المشهد الثقافي والسياسي مختلفاً، وإنه لم تعّد هناك حاجة للدفاع عن الحرية أو الصراخ بوجه التمييز الذي يمارسه الجهلة ضد النساء، وأن النضال من أجل المساواة بين المرأة والرجل قد قطع خطوات مهمة، لاسيما بعد أن باتت الفتيات يمثلن الأكثرية في الجامعات وفي قيادات الأحزاب السياسية، وصار نصف المؤلفين الأكثر شهرة ومبيعاً، من النساء. الاّ أنها سرعان ما أصيبت بخيبة أمل، حين وجدت العنف والاستغلال متنوع الأشكال ضد المرأة مستمراً، وحين أرتها الإحصائيات تزايداً خطيراً في هذه الجريمة، وفرقاً لا يقل عن 10 في المائة في أحسن الأحوال بين أجور المرأة وأجور الرجل عن نفس الجهد، فعادت للنضال ضد رأس المال، وانتجت المزيد من الموسيقى "الماركسية – النسوية"، لصناعة الفرح وتعزيز اليقين بغدٍ آت لا ريب فيه.
**************************************************
الصفحة الرابعة
وعود فضفاضة وواقع مأزوم معنيون: واقع الحريات في العراق يفضح الادعاءات الحكومية
بغداد ـ محمد التميمي
في الذكرى السادسة والسبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، أكدت الحكومة التزامها بجميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في الدستور، في وقت تشهد فيه البلاد تراجعاً غير مسبوق في مستوى الحقوق والحريات، ما يضع تصريحات الحكومة موضع انتقاد وجدل.
وتواجه المنظومة السياسية الحاكمة اتهامات بتضييق غير مبرر على الحريات العامة والخاصة، من حجب المواقع الصحافية إلى الحد من حرية التعبير، وليس انتهاء بتشريع قوانين تقيّد الحريات العامة.
العراق في المؤشرات الدولية
ويعاني العراق منذ سنوات تراجعا ملحوظا، وفقا لمؤشرات الحريات العالمية، نتيجة السياسات القمعية وتضييق المساحات الديمقراطية وغياب الالتزام الجاد بالمواثيق الدولية.
ووفقًا لتصنيف "مراسلون بلا حدود" لعام 2024، يحتل العراق مراكز متأخرة في مؤشر حرية الصحافة، حيث جاء في المرتبة 172 من أصل 180 دولة، ما يعكس التدهور المستمر في البيئة الإعلامية والصحافية بسبب الرقابة والحجب، واستهداف الصحفيين والناشطين.
أما في مؤشر "فريدوم هاوس"، فيصنف العراق ضمن الدول "غير الحرة"، حيث تشير التقارير إلى استمرار القيود على حرية التعبير والتجمع والتنظيم. ويفسر ذلك بانعدام الحماية القانونية لحرية الرأي، واستغلال السلطة لملاحقة الأصوات المعارضة أو المناهضة للفساد.
وفي مؤشر "الديمقراطية" الصادر عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية، يعاني العراق من تصنيف "نظام هجين"، حيث يتراجع بشكل كبير في مقاييس الشفافية والمشاركة السياسية، مع بروز الدور السلبي للأحزاب المتنفذة في الحد من الممارسات الديمقراطية.
تؤكد هذه المؤشرات أن العراق لم يحقق أي تقدم ملموس في ملف الحريات، رغم توقيعه على العديد من المواثيق الدولية، ما يعكس فجوة كبيرة بين النصوص القانونية والواقع العملي، في حين ان التحديات المرتبطة بهذا الملف لا تقتصر على المؤسسات الحكومية، بل تمتد إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية للإصلاح، وتفشي الفساد الذي يعمق هذه الانتهاكات.
أين الدور الرقابي للبرلمان؟
وتعليقاً على البيان الحكومي، يرى استاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية د. عصام فيلي، ان من البديهي في ظل المراقبة الدولية أن تحرص الحكومة على ان تظهر بمظهر المدافع عن حقوق الانسان.
ويقول فيلي لمراسل "طريق الشعب"، ان "العراق دولة متعددة الرؤوس، والحكومة ورثت الكثير من المفاهيم التي ما زالت متغلغلة، وربما تكاد تكون هذه المفاهيم ممتدة لعقود طويلة من الزمن".
ويضيف، أن "بناء دولة تحترم حقوق الانسان، يبدأ من منذ المراحل الاولى للطفولة في رياض الاطفال وفي المدارس الثانوية وغيرها، والتي تغرس فكرة ان الانسان ذو قيمة"، مبينا ان "تجربة بشار الاسد الاخيرة، وما حصل، اثبتت للعالم اجمع انه لا احد بمنأى عن فضائح جرائمه". ويؤكد فيلي، أن هناك "واجبات مناطة بالبرلمان العراقي، وما تزال هناك الكثير من الملفات العالقة بلا معالجة. وعلى مجلس النواب اداء دوره الرقابي والتشريعي في هذا الاتجاه".
وتساءل عن الدور الرقابي لمجلس النواب، وعن عدد الزيارات الموثقة للجنة حقوق الإنسان النيابية للسجون العراقية، من أجل متابعة أوضاعها وظروفها، وما هي الاجراءات التي اتخذت، وما هي نتائج التحقيق في ملف انتفاضة تشرين، وهل هذه اللجنة تؤدي واجبها على أكمل وجه؟
وتابع قائلاً: إن هناك خللا في العملية السياسية، ومسؤولين لا يعرفون ما هي حدودهم وحصانتهم. لدينا مشكلة في ثقافة النخب السياسية التي ما زالت تؤمن بانها فوق القانون.
تراجع مستمر
بينما قال رئيس مركز حق لحقوق الانسان، عمر العلواني: انه "كان الاولى بالحكومة اولاً ان تنفذ التزاماتها الدستورية، وان ترفع الوصاية عن المفوضية التي اناطت ادارتها بوزير العدل، بينما كان يفترض بها ان تعمل على الحفاظ على استقلاليتها، وتطلب من مجلس النواب ان يستعجل بتشكيل الهيئة الخاصة بالمفوضين".
وأضاف العلواني في حديث مع "طريق الشعب"، أنّ "الكثير من اجراءات الحكومة تجاه ملفات معينة لا نعرف نتائجها، حتى اللحظة، مثل ملف التعذيب في السجون وفي أثناء التحقيق".
ونوه الى ان "الحكومة غير ملتزمة كما تدعي، ولا تختلف كثيراً عن الحكومات التي سبقتها، والتي وظفت ملف حقوق الانسان بطريقة أضرت بهذا الملف. وفي الوقت ذاته تكشف مختلف التصنيفات والمؤشرات عن ان العراق في حالة تراجع مستمر بملف الحريات وحقوق الانسان".
وخلص الى القول: "اننا برغم ان هناك أمورا متعقدة ومتراكمة، الا ان هناك حاجة ضرورية للتحرك الحقيقي وتحسين القطاعي الصحي والتعليمي على اقل تقدير، والنظر لملف الرعاية الاجتماعية وغيرها من الملفات الحساسة بطريقة موضوعية ومهنية".
تحديات وتعقيدات
إلى ذلك، قال رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان في العراق، د. فاضل الغراوي ان "اعلان الحكومة، يأتي في مساحة التزامها وما الزمت نفسها به في البرنامج الحكومي المتعلق بتطبيق معايير حقوق الانسان وكذلك دعم الحريات والجوانب الاخرى المتعلقة بموضوعات حق التظاهر والتجمع السلمي وغيرها"
ونوه الغراوي في حديث لـ"طريق الشعب"، بان "هذا الاعلان الحكومي، يأتي في سياق التجديد بما وعدت به الحكومة، وبالتالي يجب ان تتناسب الاجراءات الحكومية مع ما اطلقته من وعود اساسية، خصوصاً في اعماماتها الاخيرة بتطبيق معايير ومضامين حقوق الانسان، اضافة لما يتعلق في مواعيد التقدمات المحرزة في التعامل مع التشريعات المعنية في موضوع حرية الرأي والتعبير، والتي وصلت الى التصويت".
واضاف قائلاً: إنه "على الرغم من ذلك، ما زال هذا الملف وملفات اخرى في مجال حقوق الانسان تواجه وتشهد العديد من التحديات والتعقيدات، وبالتالي هذه قد تكون فرصة لان تقوم الحكومة بهكذا دور وبهذا التوقيت في الايفاء بالتزاماتها بما يخص كفالة وتطبيق معايير حقوق الإنسان، وتسيير كل متطلبات تضمين وصيانة هذه الحقوق بالنسبة للمواطن".
وأكد ضرورة "تعزيز بيئة الحريات بالنسبة لكل المواطنين والحرية الصحفية وحماية الصحفيين والإعلام، الامر الذي قد يسهم مساهمة كبيرة، في تعزيز الشفافية بما يخص منظومة حقوق الانسان".
******************************************************
الإدارات عاجزة وشح الأموال تبرير جاهز الطلبة والتلاميذ يشكون أمراضاً بسبب انعدام وتردي المرافق الصحية في المدارس
بغداد – تبارك عبد المجيد
تفتقر غالبية المدارس الحكومية في العراق، وخاصة في القرى والارياف، إلى مرافق صحية صالحة للاستخدام، ما يضطر الطلبة والتلاميذ إلى اللجوء للمنازل المجاورة لقضاء حاجتهم. هذه المعاناة اليومية لا تتوقف عند حدود الإحراج أو عدم الراحة؛ بل تتسبب في أمراض خطيرة مثل التهابات المجاري البولية ومشاكل صحية مزمنة قد تلازمهم مدى الحياة.
وخضعت فاطمة، الطفلة ذات الثماني سنوات من الناصرية، لفحوصات طبية استمرت أيامًا بسبب آلام حادة في أسفل البطن، ليتبين لاحقًا أنها تعاني من التهاب حاد في المجاري البولية، مع احتمال إصابتها بفشل كلوي، نتيجة احتباس البول لفترات طويلة.
فاطمة ليست حالة فردية، بل تمثل حالتها جزءا من أزمة صحية، تهدد آلاف الطلبة في المدارس التي تفتقر إلى أبسط مقومات البيئة الصحية. هذا ما قالته التدريسية سميرة خضير.
وذكرت، ان "الحديث عن المرافق الصحية هو مجرد بداية، فالأزمة التعليمية تشمل نقص المدارس، وتردي المناهج، وغياب التدريب الكافي للمعلمين" مردفة ان هذه "المشكلة تتفاقم في المدارس التي تعمل بدوامات متعددة، حيث يؤدي الضغط الكبير على المرافق الصحية إلى انعدام النظافة وعدم القدرة على استيعاب حاجة جميع الطلبة والتلاميذ. فالفتيات في سن البلوغ يعانين بشكل خاص، حيث يدفعهن الوضع الصحي المتدهور للتغيب عن الدراسة".
وأشارت إلى أن هذه الظروف غير الإنسانية تنعكس مباشرة على صحة الطلبة والتلاميذ، حيث يتعرض الذكور لمشاكل مثل الإصابة بالتهابات الجهاز البولي. ومع ذلك، فإن الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة يمنع الكثير من الأسر من التعامل مع هذه المشكلات الصحية بجدية، ما يؤدي إلى تفاقمها.
وتضيف: "للأسف، التعليم في العراق لم يعد ضمن الأولويات، ولا توجد خطط وطنية واضحة لتحسين البنية التحتية للمدارس".
وترى سميرة أن "الظروف السياسية والاقتصادية المتدهورة في البلاد زادت من تعقيد الوضع، ما أدى إلى ابتعاد الحكومة عن بناء المدارس وتجهيزها بالخدمات الأساسية".
وفي الوقت الذي تعاني فيه مدرسنا من تردي الخدمات، توفر المدارس الأهلية بدائل أفضل تشمل مرافق صحية ملائمة وبنية تحتية متطورة. لكن هذه المدارس تبقى بعيدة المنال بالنسبة لمعظم العائلات بسبب ارتفاع رسومها، التي لا تتناسب مع الأوضاع المعيشية في البصرة وغيرها من المحافظات.
القرى والأرياف منسية!
المشرف التربوي حيدر كاظم، أشار إلى أن "هناك تقصيرًا واضحًا في متابعة ورعاية الصحة المدرسية، وهو ما يزيد من التحديات التي تواجه الواقع التربوي في البلاد".
وأوضح، أن "المدارس تعاني بالفعل من مشكلات متعددة، منها تدهور البنى التحتية، النقص الحاد في الكوادر التربوية، قلة عدد المدارس، وارتفاع الكثافة الطلابية داخل الصفوف. إلا أن الجانب الصحي، الذي يُعد أساسيًا لضمان بيئة تعليمية آمنة، يشهد إهمالًا كبيرًا في معظم المناطق، لا سيما في القرى والأرياف ذات الكثافة السكانية العالية".
وأضاف كاظم لـ "طريق الشعب"، أن "السنوات الأخيرة شهدت انتشار أوبئة وأمراض معدية خطيرة، مثل جدري الماء وفيروس كورونا، الامر الذي يفتك بصحة الطلبة والتلاميذ في ظل غياب الرعاية الصحية الكافية في المدارس. وبرغم المناشدات المستمرة من وزارة التربية والمديريات المعنية لتقديم خدمات صحية أفضل، إلا أن الاستجابة من الجهات المعنية لا تزال ضعيفة، باستثناء بعض المبادرات المحدودة مثل فحص الأسنان والنظر".
وأكد كاظم "ضرورة مكافحة الأوبئة الانتقالية والفيروسات القاتلة من خلال تعزيز التوعية الصحية داخل المدارس وتقديم الإرشادات اللازمة لتجنب انتقال الأمراض بين الطلاب". كما دعا إلى تشكيل لجان مشتركة بين وزارتي التربية والصحة لضمان متابعة الخدمات الصحية المقدمة في المدارس بشكل أفضل، ولتوفير بيئة تعليمية صحية وآمنة لجميع الطلبة والتلاميذ.
الإدارات عاجزة عن ترميم المدارس
تقول الناشطة التربوية هناء جبار شهيد أن "غالبية المدارس تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية".
وقالت لـ "طريق الشعب"، أن "المجموعات الصحية في أغلب المدارس إما تحتاج إلى ترميم شامل أو أنها في حالة متردية للغاية، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام".
وأضافت، أن "العديد من هذه المرافق تفتقر إلى أساسيات النظافة، مثل الماء والصابون، وحتى النظافة العامة التي تتوفر فقط في عدد قليل من المدارس التي تتمتع باهتمام أكبر. بينما في معظم المدارس، خصوصاً في المناطق الريفية والقرى، تكون المرافق الصحية في حالة سيئة للغاية، لدرجة أنها قد تكون غير آمنة للأطفال بسبب تدهور البنية التحتية وانتشار النباتات العشوائية في محيطها".
وأكدت، أن "المدارس التي شملتها مشاريع الإعمار والبناء الحديث قد تحسنت أوضاعها، لكنها تظل استثناءً. أما المدارس التي لم تشملها هذه المشاريع، فما زالت تعاني من ظروف متردية".
وسلطت المتحدثة الضوء على نقص التمويل اللازم لترميم هذه المرافق، موضحة أن المبالغ التي تُصرف على هذا الجانب لا تكفي لتغطية تأهيل المجموعات الصحية بشكل كامل. وأكدت أن هذا النقص يترك إدارات المدارس عاجزة عن تحسين الأوضاع، مما يؤدي إلى استمرار معاناة الطلبة والتلاميذ وأثرها السلبي على صحتهم وسلامتهم.
وختمت جبار بالدعوة إلى لتحسين المرافق الصحية في المدارس، خاصة في المناطق المحرومة، مشددة على أهمية ذلك لضمان بيئة تعليمية آمنة وصحية للأطفال.
غياب الاسعافات الأولية
نمارق جواد، طبيبة وناشطة في المجال الصحي من محافظة النجف، عبرت عن قلقها العميق بشأن غياب غرف الإسعافات الأولية والوقاية الصحية في المدارس والجامعات، خاصة في العراق.
وقالت جواد لـ "طريق الشعب"، أن "توفير الإسعافات الأولية جزء لا يتجزأ من أي مؤسسة تعليمية، حيث تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة وسلامة الطلبة والتلاميذ والموظفين. للأسف، العديد من المدارس والجامعات تفتقر لهذه المرافق الأساسية، وتواجه تحديات عديدة".
الأسباب الرئيسة وراء هذا الإهمال تعود إلى عدة عوامل هيكلية ومالية، طبقا لجواد التي تشير إلى أن "شح الميزانيات المخصصة لتلك المؤسسات يلعب دورًا كبيرًا في هذا الأمر، حيث تواجه المدارس والجامعات نقصًا حادًا في الموارد المالية، ما يجعل من الصعب تخصيص الأموال لتجهيز غرف الإسعافات الأولية." وأشارت إلى أن الأولويات غالبًا ما تكون موجهة نحو المشاريع الأكاديمية والبنية التحتية، ما يقلل من الاهتمام بتخصيص الميزانيات لتجهيز هذه الغرف.
كما أكدت جواد على الأسباب الثقافية والاجتماعية التي تسهم في الإهمال، قائلة ان "التركيز الكبير على الجانب النظري في التعليم غالبًا ما يؤدي إلى إغفال الجوانب الصحية. هناك قلة في الوعي المجتمعي بأهمية الإسعافات الأولية وتأثيرها المباشر على صحة الطلاب".
إضافة إلى ذلك، تحدثت جواد عن الأسباب الإدارية والتنظيمية التي تؤثر في توفير غرف الإسعافات الأولية، مضيفة ان "نقص الوعي بأهمية الإسعافات الأولية لدى العاملين في المدارس والجامعات يعد من العقبات الكبيرة، حيث لا يتلقى الكثير منهم التدريب الكافي للتعامل مع الحالات الطارئة. هناك أيضًا نقص في الموارد البشرية المتخصصة للإشراف على غرف الإسعافات الأولية". وأكدت، أن غياب اللوائح التنظيمية الواضحة يجعل من الصعب تحديد مسؤوليات الجهات المختلفة في توفير الرعاية الصحية الطارئة، مشددة جواد على ضرورة بذل جهود مشتركة من قبل جميع الأطراف المعنية لتحسين مستوى الخدمات الصحية في المدارس والجامعات، من خلال تطوير وتوفير بيئة تعليمية آمنة وصحية: "يجب تعزيز دور غرف الإسعافات الأولية، وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية هذه المرافق، لضمان بيئة تعليمية تتسم بالأمان والسلامة للجميع".
************************************************
الصفحة الخامسة
في ذروة أزمة الكهرباء خبراء يتساءلون عن مصير مخصصات الطاقة!
متابعة – طريق الشعب
لم تعد أزمة الكهرباء في العراق مقتصرة على فصل الصيف في ظل الأحمال الزائدة، إنما تعدت ذلك إلى شهور الشتاء وفترات الأجواء المعتدلة.
ويتساءل خبراء في الطاقة والاقتصاد عن مصير المليارات الهائلة التي تخصص سنويا لقطاع الكهرباء في ظل استمرار أزمته، مشيرين إلى أن الحلول التي تُصرّح بها الجهات الحكومية والقرارات التي يجري الحديث عنها في شأن الكهرباء، بدت بدون فائدة وذهبت أدراج الرياح، إذ لا يزال واقع هذه الخدمة الأساسية في تدهور من سيء إلى أسوأ، مشكلةً عبئاً كبيراً على المواطن.
ويرجح مراقبون خروج العديد من محطات التوليد عن الخدمة، بسبب قدمها وتهالكها. فيما يلفت آخرون إلى أهمية استغلال الطاقة النووية في توليد الكهرباء، كجزء من حل الأزمة، على غرار ما عملت عليه مصر وغيرها من الدول.
وكان وزير المالية في حكومة مصطفى الكاظمي، قد أفاد في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية في أيلول 2021، وأعادت نشره وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن "عجز العراق عن توفير ما يكفي من الكهرباء لتلبية الطلب، كلف البلاد ما يقرب من 120 مليار دولار على مدى السنوات السبع الماضية".
لم نرَ النور!
من جانبه، يقول خبير الطاقة قاسم السلطاني، إنه "رغم المليارات التي أنفقت على قطاع الكهرباء، إلا اننا لم نرَ نور الكهرباء!"، مشيرا في حديث صحفي إلى أنه "في مصر تم بناء ثلاث محطات نووية لتوليد الكهرباء. وسبق أن دعوت إلى الاستفادة من المفاعل النووي العراقي في هذا الغرض، وقدمت طلبا رسميا بذلك إلى رئيس الوزراء".
ويرى اقتصاديون أن مليارات الدولارات التي تنفق سنويا على الغاز المستورد، لغرض تشغيل محطات الكهرباء، قد تسبب عجزا اقتصاديا على المدى القريب.
ومنذ عام 2017 بدأ العراق يستورد الغاز من إيران لتشغيل محطاته الكهربائية. وفي آذار الماضي أعلنت وزارة الكهرباء توقيعها عقدا لتوريد الغاز مع شركة الغاز الوطنية الإيرانية لمدة 5 سنوات، وبمعدلات ضخ تصل إلى 50 مليون متر مكعب يوميا. وتتفاوت الكميات حسب حاجة المنظومة لصالح إدامة زخم عمل محطات الإنتاج، ومواكبة ذروة الأحمال والطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية.
وبالرغم من توقيع العقد وما سبقه من عقود، لا يبدو أن إيران ملتزمة بتوريد الكميات المتفق عليها، كما ذكر مؤخراً وزير الكهرباء أثناء زيارته لمحافظة البصرة. فقبل نحو أسبوعين أوقفت ضخ الغاز إلى العراق لأغراض الصيانة، ثم استأنفت توريده، لكن بكميات قليلة، الأمر الذي أفقد المنظومة الوطنية ما يقارب 5000 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، وبالتالي خلّف أزمة شديدة أضرت المواطنين كثيرا.
فيما لا يبدو أن هناك خطوات جادة لاستثمار الغاز الوطني بالشكل الذي يُغني عن الاستيراد!
الخبير الاقتصادي عبد الحسين الزيادي، يبدي استياءه من تردي الكهرباء. ويقول إنه "حتى في فصل الشتاء الذي لا نحتاج فيه إلى الكهرباء كثيرا، تنقطع الطاقة لساعات طويلة. وهذا لا يتناسب مع المبالغ الكبيرة التي أنفقت على هذا القطاع"، داعيا في حديث صحفي، الحكومة إلى "مراجعة نفسها، وتحديد الأخطاء الأساسية التي حالت دون معالجة أزمة الكهرباء المزمنة".
بغداديون: نعاني من انقطاع متكرر
ومثل العديد من المحافظات والمدن، تشهد بغداد أزمة خانقة في الطاقة الكهربائية، لا سيما بعد تقليل كميات الغاز المستورد. ويعاني البغداديون من انقطاعات متكررة وطويلة في التيار الكهربائي. إذ سُجلت حالات انقطاع في بعض المناطق تدوم ساعات عدة، مقابل فترة تجهيز لا تتجاوز 13 دقيقة!
وعن ذلك يقول المواطن علي حسين، أنه "لا يمكن العيش في هذه الظروف، انقطاع الكهرباء لأربع ساعات مقابل تشغيلها لمدة 13 دقيقة فقط، أمر غير مقبول"، مضيفا أنه "نعتمد على المولدات الأهلية التي تُثقل كواهلنا بتكاليف إضافية، بينما الكهرباء الوطنية لا تقدم أي فائدة".
كما لفت المواطنون الانتباه إلى أن اصحاب المولدات الأهلية يبررون رفعهم لأسعار الأمبير بإرتفاع أسعار الوقود المستخدم في تشغيل مولداتهم، في وقت يضاعف ذلك من الأعباء الاقتصادية على الأسر، التي تعاني أصلاً ضغوط المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة.
فيما تقول المواطنة أم أحمد، إن "أسعار الجباية أصبحت خيالية. ندفع مبالغ ضخمة دون أن نحصل على خدمة تُذكر.
من غير المعقول أن نستمر بهذا الوضع، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة".
وسببت المبالغ المرتفعة لفواتير جباية الكهرباء، استياءً واسعاً بين المواطنين. إذ يرى كثيرون أنها لا تعكس جودة الخدمة المقدّمة. ويوم الأحد الماضي، أكد وزير الكهرباء زياد علي فاضل، أن فواتير استهلاك الطاقة التي تتجاوز مبالغها 150 ألف دينار ستتم مراجعتها وتدقيقها. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للوزير، أن الأخير عقد اجتماعاً موسعاً في دائرة توزيع كهرباء البصرة لمتابعة توصيات اللجنة التحقيقية التي شُكلت الشهر الماضي، على خلفية شكاوى المواطنين من ارتفاع مبالغ الفواتير.
وأضاف البيان أن "الوزير أصدر حزمة قرارات تضمنت العودة لنظام إصدار الفواتير كل شهرين، مع إخضاع أي فاتورة تتجاوز 150 ألف دينار للمراجعة والتدقيق"، مؤكداً "عدم وجود أي زيادة في أسعار تجهيز الطاقة الكهربائية".
تكرار المطالبة بالحلول
وتتكرر مطالبات المواطنين ومتابعي شؤون الطاقة، بإيجاد حلول لمعضلة الكهرباء المزمنة عبر خطوات جادة وعاجلة، مشددين على أهمية مكافحة الفساد الإداري في هذا الملف، من خلال مراقبة صرف الأموال المخصصة له، ومحاسبة المتورطين في سوء الإدارة، إلى جانب تطوير البنى التحتية لقطاع الكهرباء، والإسراع في إنجاز أعمال الصيانة والتحديث للمحطات والشبكات، مع تعزيز الطاقة البديلة، ومنها الاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية والرياح لتخفيف الضغط الحاصل على الشبكة الوطنية.
ويرى مراقبون وخبراء في مجال الطاقة، أن حل هذه الأزمة لن يكون مكلفا، لولا وجود الفساد المستشري في هذا الملف الخدمي المهم!
**********************************************
مع بدء إزالة الدور العشوائية كربلاء.. ارتفاع غير مسبوق في أسعار الإيجارات
متابعة – طريق الشعب
مع انطلاق حملات رفع التجاوزات والمنازل العشوائية في مدينة كربلاء، شهدت أسعار إيجارات الدور ارتفاعا كبيرا غير مسبوق، الأمر الذي يشل قدرة الفقراء على إيجار سكن يؤويهم بعد إخراجهم من بيوتهم العشوائية.
وفيما يتهم مواطنون أصحاب العقارات وتجّارها، باستغلال الأزمة برفع الأسعار، يُشير مراقبون إلى أن هذه المشكلة أضافت ضغوطا اقتصادية على كاهل المواطن، خصوصا تلك الأسر ذات الدخل المحدود، مطالبين بايجاد حلول عاجلة من خلال توفير بدائل سكنية للأسر المتضررة من ازالة العشوائيات.
ففي حديث صحفي متلفز نشرته وكالة أنباء "السومرية"، يقول صاحب مكتب عقارات إنه بعد إطلاق حملات لإزالة المنازل العشوائية المتجاوزة، أصبح هناك طلب كبير على سوق الإيجارات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار إيجار المنازل.
فيما يقول مواطن، إن أصحاب الدور هم أنفسهم قاموا بزيادة الإيجارات على المستأجِرين، بعد أن شهدت المدينة حملات لإزالة التجاوزات ترافقها حملات إعمار، مبينا أن الفقراء وذوي الدخل المحدود لا يمكن لهم أن يحصلوا على منازل للإيجار، تناسب قدراتهم الاقتصادية.
إلى ذلك، يذكر المواطن معتز العبودي، أن كربلاء شهدت خلال الفترة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في أسعار إيجارات المنازل في مختلف المناطق، سواء الشعبية أم الراقية، لا سيما بعد أن أطلقت الحكومة المحلية حملة لإزالة الأحياء العشوائية من أجل تنفيذ بعض المشاريع الخدمية في مواقعها.
ويشير في حديث صحفي، إلى ان ضبط أسعار الإيجارات يتطلب تدخلا عاجلا من قبل الحكومة المحلية، لضمان حصول الأسرر المتضررة من حملة إزالة العشوائيات، على سكن لائق.
*******************************************
الموصل حالات سلبية في "سوق النبي يونس"
الموصل – داود سليمان
يُعد سوق النبي يونس الواقع في الجانب الأيسر من الموصل، أحد أقدم أسواق المدينة الشعبية وأبرزها. ويتخصص في بيع المواد الغذائية والمنزلية والتوابل والخضراوات والفاكهة والملابس والاكسسوارات. فيما ترتاده يوميا أعداد كبيرة من المتبضعين، غالبيتها من الفقراء ومحدودي الدخل.
هذا السوق، ومع أهميته، يشهد يوميا ازدحامًا مروريًا خانقًا واكتظاظًا شديدًا بالمتبضعين وانتشارا عشوائيا للبسطات، ما ينعكس سلبًا على الحياة اليومية لسكان المنطقة عموما. فيما تتسبب العوادم الناتجة عن السيارات المزدحمة، في تلوّيث أجواء السوق، الأمر الذي يشكل ضررا على صحة المواطنين.
ولأن هذا السوق مركز رئيس لتجارة المواد الغذائية والسلع الأساسية، يتجمع فيه الباعة والمشترون بشكل يومي. بينما يجعل غياب التنظيم المروري، المنطقة مزدحمة طيلة ساعات اليوم، لا سيما في ظل ضيق الشارع وانتشار المحال التجارية على جانبيه.
ووسط تردي أوضاع السوق، تبدو عمالة الأطفال جلية. حيث شوهد أطفال يعملون في بيع السلع وتنظيم البسطات. وتعكس هذه الظاهرة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الأسر العراقية، إذ يُجبر الأطفال على العمل لتأمين مصدر دخل إضافي لعائلاتهم بدلًا من التوجه إلى المدارس.
ويعبر بعض المتسوقين عن استيائهم من تردي الأوضاع البيئية في السوق، معتبرين أن غياب التنظيم زاد من الأزمات اليومية. بينما يشدد بعض آخر على ضرورة معالجة مشكلة عمالة الأطفال وتقديم الدعم للأسر المحتاجة .
*******************************************
اسمٌ على غيرِ مسمّى!
جموعٌ تزدحمُ في ممراتٍ غيرِ مريحةٍ غاصةٍ بروائح معقمّات طبية لا تخلو من زناخةٍ.. رجالٌ مُسرعون يدفعون عربةً متهالكةً تحمِلُ امرأةً تحتضرُ بين الموتِ والموتِ! وعلى أرضيةٍ متسخةٍ لا تخلو من بقعِ دمٍ وسوائلَ مجهولة، يتدافعُ آخرون عند بوابةِ مَصعدٍ، لحسنِ الحظِ لم يتعطّل قبل سنوات ويُهمل مثل أشقائهِ! وبينما ينفتحُ بابُ المصعدِ الأوحدِ، تهبُّ مجموعةٌ كالعاصفةِ، تحملُ مريضَها شبهَ المبادِ نحو مستشفى آخرَ، لعلها تجد من يغيثه.. ومحالٌ أن تَلقى ضالّتِك في لا جدوى!
أما شبّاكُ الصيدليةِ، فبلا مراجعين.. الدواءُ لا يتوفر هنا، إنما في الصيدليات الخارجية. وبالمثلِ أبوابُ أقسامِ الأشعةِ والسونارِ والمختبرِ!
وعلى وقعِ أزيزِ مولّدة الكهرباء يهتز المبنى، بينما يتراكم الغبارُ بفتحاتِ المكيفاتِ. إذ لا تبريدَ في الصيفِ ولا تدفئةَ في الشتاءِ، طاقةُ المولّدة لا تقوى على تشغيل أكثر من مكيفاتِ غرفِ الأطباءِ وقسمِ الإدارةِ!
ووسط المرضى المتعبين، بين مفترشٍ للأرضِ وآخرَ حظي ببضعةِ سنتيمترات من مسطبةِ، تسير كأنك في ساحةِ حربٍ.. مصابون في حوادثَ لا يجدون أسرّةً يُلقون عليها أجسادَهم المدماة، فيسلمون الأمرَ إلى الأرض، وآخرون ظفروا بأسرّةٍ فافترشوها واختلطت دماؤهم الجديدةُ بدماءٍ متخثرةٍ لمصابين سابقين، لم تجرِ إزالتُها عن المفارش. فيما الرائحةُ العطنةُ تتصاعد ومعها صياحُ المُستنجِدين، وهذا على ما يبدو هو الذي يجعل وجوهَ الأطباءِ مُقَطّبةً منقبضةً!
أما النفاياتُ، فهي لا تجذبُ الحيواناتِ السائبةِ في شارِعنا فقط، إنما حتى في ممراتِ المستشفى!
المستشفى – عقّبَ صاحبي – مكانٌ لطلبِ الشفاءِ. وقطبا الشفاءِ هما التشخيصُ والعلاجُ. وإذا لم يتوفر في المستشفى هذان القطبان وما بينهما من شروطٍ طبيةٍ، فإنك تطلب الشفاء في غيرِ محلِه.. واللهُ أعلمُ!
مراقب
**********************************************
مزارعو شيخ سعد وخزينة: أزمة الكهرباء حرمتنا من تشغيل المضخات
متابعة – طريق الشعب
يواجه مزارعو ناحية شيخ سعد وبادية خزينة شرقي محافظة واسط، ظروفا عصيبة في نشاطهم الزراعي، رغم نجاحهم في استغلال أراضيهم في إنتاج كميات ضخمة من الحنطة والبطاطا والرقي وغيرها من المحاصيل.
وتكمن تلك الظروف في "انعدام الكهرباء الوطنية"، مما أعاق تشغيل ماكينات السقي، وجعلهم أمام خيار المولدات، التي تسببت نفقات وقودها في تراكم الديون عليهم ومضاعفة كلف الانتاج.
يقول المزارع أحمد المسعودي، أن "الحالة التي نعيشها مُحيّرة. فكل النجاحات الزراعية التي تحققت في شيخ سعد وخزينة لا تجد اهتماماً حكومياً كافياً للأسف الشديد"، مضيفا في حديث صحفي قوله "نحن اليوم نعيش موجة الغضب التي نعيشها في كل موسم، ما دفع العشرات من المزارعين إلى التظاهر وقطع طريق الناحية للمطالبة بالكهرباء". ويلفت إلى أن "حصة المزارعين على شط شيخ سعد وخزينة من نظام المراشنة تبلغ 6 ساعات، لا تأتينا الكهرباء خلالها سوى ساعة واحدة فقط. وفي خزينة، تأتي الكهرباء منخفضة القدرة، لا تقوى على تشغيل المضخات، وبالتالي لا نستطيع الإستفادة من الراشن".
ويؤكد المسعودي أن "معالجاتنا مرهقة مالياً ومتعبة. فنحن نشتري برميل الكاز بـ 150 ألف دينار لتشغيل المكائن والمولدات، ومع كل هذا فإن أغلبنا عليه قوائم ديون كهرباء وطنية تصل إلى 15 مليون دينار"، مشيرا إلى أنه "لا نريد أن نعتبر الدولة تعاقبنا، ولا نبحث عن إثارة الشغب والمتاعب، لكننا نريد تفاعلاً حكومياً مع النجاح الزراعي في شيخ سعد، والدولة مطالبة بدعم التجارب الناجحة".
وينوّه إلى أن "مزارعونا وفروا للأسواق الرقي والخيار والطماطم صيفا، والبطاطا شتاء. فمتى نكون على خارطة الاهتمام الحكومي!".
************************************************
مواساة
- بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في نينوى الشخصية الوطنية والأديب الكبير طلال حسن. بفقدان هذا الأديب، خسرت نينوى واحدا من أعلامها. له الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيقين ناجي وقاسم محمد جاسم الحمداني، بوفاة خالتهما، شقيقة الرفيق الراحل موفق المهداوي (ابو عصام).
للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها في "شارع فلسطين" الصبر والسلوان.
************************************************
الصفحة السادسة
إسبانيا.. تظاهرات واسعة ضد تصدير السلاح إلى الاحتلال الصهيوني مليون فلسطيني يواجهون الشتاء بلا مأوى
متابعة – طريق الشعب
استشهد المواطن الفلسطيني خالد نبهان، صاحب مقولة (روح الروح) الذي اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يودع حفيدته التي قتلها جيش الاحتلال الصهيوني في تشرين الثاني 2023، وواصل الاحتلال قصف مستشفى كمال عدوان بهدف إبادة الشعب الفلسطيني، فيما قالت مصادر إن أكثر من 70 فلسطيني استشهدوا خلال 24 ساعة الماضية، بعد استهداف عدة مدارس تأوي النازحين.
ماذا يحدث في الضفة الغربية؟
تطورت الأحداث في الضفة الغربية إثر قيام قوات الأمن الفلسطينية بعملية أمنية، بهدف بسط الأمن بحسب قول الكثير من المسؤولين الأمنيين والسياسيين، فيما قالت وسائل إعلام، إن مدينة جنين شهدت إضراباً تجارياً شاملاً احتجاجاً على هذه العملية، فيما خاضت الجهات المقاومة اشتباكات مع الأجهزة الامنية.
وسائل إعلام في الكيان الصهيوني، تحدثت عن وجود مؤشرات على تصعيد وشيك محتمل في الضفة، وأن الاحتلال يراقب عن كثب، مشيرة إلى إمكانية خوض اشتباكات مع حركة حماس في الضفة وفقاً لاستراتيجية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتيناهو، وتقول قناة 14 الإسرائيلية: " يبدو أن جبهة الضفة ستصبح الجبهة الرئيسية في الحرب".
فيما نقل موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، أن "من دوافع عملية جنين محاولة منع تكرار نموذج سوريا في الضفة الغربية". وان "العملية مدفوعة بخوف من محاولة متشددين إسلاميين الإطاحة بالسلطة، تأثرا بما جرى في سوريا". وتابع الموقع، أن "رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يشعر بالقلق من ما حدث في دمشق".
وأضاف أكسيوس: أن الولايات المتحدة طلبت موافقة إسرائيل على مساعدة أمريكا للسلطة في الضفة الغربية بهدف دعم العملية الأمنية الواسعة.
وقال مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون للموقع؛ إن عملية أمن السلطة تهدف لاستعادة السيطرة على جنين ومخيمها، حيث تركز على جماعة محلية تضم مسلحين تابعين للجهاد وحماس.
ضد تصدير السلاح
تظاهر عدد كبير من الإسبانيين في عدة مدن احتجاجاً على بيع الأسلحة إلى الاحتلال الاسرائيلي، وطالبوا بفرض عقوبات على حكومة الاحتلال بسبب جرائمها وحرب الإبادة المستمرة ضد الفلسطينيين.
وشملت الاحتجاجات المدن الساحلية الإسبانية مثل برشلونة وفالنسيا وقرطاجنة فضلا عن العاصمة مدريد.
في مواجهة شتاء قاسٍ
قال المجلس النرويجي للاجئين إن "نحو مليون فلسطيني في قطاع غزة يواجهون الشتاء القاسي بلا مأوى مناسب، مع تزايد معاناتهم في الخيام التي لا توفر الحماية من البرد والأمطار".
وبحسب تقرير مجموعة "المأوى في فلسطين"، تشير التقديرات إلى أن هناك حاجة إلى ألفي شاحنة محملة بالخيام أو 200 شاحنة محملة بالعوازل الشتوية لتوفير الحماية الأساسية لـ 1.13 مليون نازح فلسطيني.
وحث رئيس مجموعة المأوى يورون كوانجير، الحكومات المانحة على الضغط على الاحتلال للسماح بإدخال مواد الإيواء الأساسية وضمان وصول العاملين الإنسانيين إلى المناطق المتضررة.
الخلافات مستمرة داخل الكيان
يبدو ان الخلافات داخل الكيان الصهيوني، لاتزال تتواصل، لوجود وجهات نظر مختلفة في حول طريقة إدارة حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وفي آخر الانتقادات لحكومة اليمين المتطرف، قال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا إن الحكومة الإسرائيلية قررت الدفع باتجاه حرب أهلية داخلية، وأضاف: أن حكومة "نتنياهو هي الأسوأ بتاريخ إسرائيل وتقودنا من أزمة إلى أخرى".
وفي شأن متصل، تتحدث وسائل إعلام في الكيان المحتل، عن حدوث تقدم غير مسبوق في صفقة لتبادل الأسرى، وأن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين ستستمر في فترة حاسمة خلال الأيام المقبلة. وحتى مع ذلك تشير وسائل الإعلام إلى خلاف بشأن عدد الأسرى الذين سوف يطلق سراحهم، فضلاً عن بقاء أسرى آخرين في حال لم توافق حكومة الاحتلال على وقف إطلاق النار.
*******************************************************
من سوريا
وعد زعيم جبهة تحرير الشام بحل جميع الفصائل المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة، والبدء بأعمار المنازل المدمرة واعادة جميع المهجرين. وتحدث عن دراسة رفع الرواتب إلى أربعة أضعاف وأنه سيتم اتخاذ قرارات اقتصادية وصفها بالمهمة جدا.
******
شن الاحتلال الاسرائيلي هجمات جوية صباح أمس، على موقع عسكري في طرطوس ومرافق حيوية في الساحل السوري، وخلفت انفجارات قوية. وأمس الأول الأحد، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مواقع لقوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في منطقة تل منين، وبلدة حفير شمال العاصمة دمشق وقصفت موقعا للدفاع الجوي ومستودعات الفرقة 18.
******
أعلنت حكومة الاحتلال الصهيوني، الموافقة على خطة رئيس الوزراء، لتوسيع الاستيطان في مرتفعات الجولان المحتلة، وقال بيان للحكومة، إنه "في ضوء الحرب والجبهة الجديدة ضد سوريا، ونتيجة للرغبة في مضاعفة عدد سكان الجولان، قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأحد، التعديل الأول على الخطة لتشجيع النمو الديموغرافي في الجولان ومستوطنة كتسرين لنيل موافقة الحكومة". وكتسرين هي مستوطنة إسرائيلية في الجولان".
وأضاف البيان، أن الخطة "ستساعد مجلس الجولان الإقليمي في استيعاب السكان الجدد الذين سيصلون".
******
قالت الأمم المتحدة، أن ممثلها الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، يواصل مباحثاته مع الأطراف المعنية في العاصمة دمشق، وشدد بيدرسون بعد اجراء لقاءات مع المسؤولين المؤقتين على الحاجة إلى انتقال سياسي موثوق وشامل يقوده ويملكه السوريون"، ويستند إلى مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. مؤكداً عزم المنظمة على تقديم أنواع الدعم للشعب السوري.
******
قالت وزارة الخارجية الألمانية، إن " إسرائيل قوة احتلال في الجولان" وتابعت في بيان، إن "المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل في سوريا هي أرض سورية ولا نعترف بضمها" وتابعت: توطين إسرائيل سكانا في المناطق التي احتلتها في سوريا مخالف للقانون، واضافت "على الجهات الفاعلة في المنطقة أخذ سلامة أراضي سوريا في الاعتبار".
*****************************************************
الشيوعي المصري يدعو لتعزيز الجبهة الداخلية
دان المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري، ممارسات الاحتلال الصهيوني في السيطرة على أراض سورية وكذلك الهجوم الهمجي الذي ينفذه بعد سقوط نظام بشار الاسد، ورأى في سقوطه تعميقاً لخلل الميزان الاستراتيجي في المنطقة لصالح الكيان الصهيوني، ويفتح طريقاً لتحقيق أحلامه التوسعية. وحذر الحزب في بيانه، من أن الجماعات الارهابية التي سيطرت على سوريا قد تشجع نظراءها في مصر إلى القيام بفعل مشابه، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة، وتعميق معاناة الطبقات الكادحة وزيادة الفقر، وفرض حصار وإغلاق المجال العام ضد الأحزاب والقوى الوطنية والمنظمات الجماهيرية والنقابات العمالية والمهنية. وقدم الحزب رؤية لتعزيز الجبهة الداخلية المصرية، ومنها الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتحرير النشاط الحزبي من القيود والممارسات الأمنية وتحقيق أكبر قدر من العدالة الاجتماعية.
***************************************************
السودان الدعم السريع يرتكب عنفاً جنسياً
اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها في السودان بارتكاب أعمال عنف جنسي واسعة النطاق، مشيرة إلى تعرض نساء وفتيات تتراوح أعمارهن بين 7 سنوات و50 عاما، للعنف الجنسي في ولاية جنوب كردفان، وبحسب المنظمة فأن نساء سودانيات تعرضن إلى اغتصاب جماعي بينما اختطفت بعضهن واستُعبدن.!!
********************************************
بوتين: سننشر صواريخ نووية، لماذا؟
قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين، إن بلاده ستتخلى عن قيودها الطوعية بشأن نشر صواريخ نووية متوسطة وقصيرة المدى إذا بدأت واشنطن بنشر مثلها، مشيراً إلى أن حلف الناتو تجاوز نطاق مسؤوليته التاريخية، وأنه يزيد إنفاقه العسكري ويعزز وحداته القتالية قرب روسيا. مشيراً إلى احتمالية اندلاع صراعات في عدد من مناطق العالم.
********************************************
بنغلادش: الانتخابات التشريعية ستجرى "قريباً"
أعلن رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في بنغلاديش محمد يونس أن الانتخابات التشريعية في البلاد ستنظم نهاية السنة المقبلة أو مطلع العام 2026. وأضاف "لطالما شددت على أن الإصلاحات يجب أن تطبق قبل تنظيم انتخابات. وإذا وافقت الأحزاب السياسية على تنظيم الانتخابات في موعد أقرب مع حد أدنى من الإصلاحات مثل وضع قوائم انتخابية جيدة، يمكن إجراء انتخابات قبل نهاية تشرين الثاني" المقبل.
*********************************************************
إعصار في أرخبيل فرنسي يقتل الآلاف من الفقراء!
رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، مقتل "مئات" أو حتى "بضعة آلاف" من السكان جراء الإعصار شيدو، الذي دمر السبت قسما كبيرا من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وذكر الحاكم المحلي فرانسوا زافييه: "من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية" ومثله ذكر وزارة الداخلية الفرنسية إنه "سيكون من الصعب معرفة مصير جميع الضحايا"، في هذه المرحلة.
*********************************************************
جمعية اليسار الماركسي في ألمانيا.. حملة للتضامن مع نضال حزب الشعب الفلسطيني في غزة
رشيد غويلب
منذ نهاية نيسان أطلقت لجنة مهرجان "فرخة" في فلسطين المحتلة، وجمعية اليسار الماركسي في ألمانيا حملة تبرعات لدعم نضال رفيقات ورفاق حزب الشعب الفلسطيني في غزة. وتم جمع 30 ألف يورو، شارك فيها المئات من جميع نواحي ألمانيا والحملة ما تزال الحملة مستمرة.
وبطبيعة الحال، وفي ضوء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، وحصار التجويع المفروض لإبادة الفلسطينيين، فإن ما تحقق ليس سوى قطرة على صفيح ساخن. لكنها تبقى علامة تضامن، إن النشاط التضامني لحزب الشعب الفلسطيني على محدوديته، يساهم في تعزيز إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقه في البقاء في وطنه.
في الأيام القليلة الفائتة، تمكن رفيقات ورفاق حزب الشعب من توزيع 100 سلة مواد تنظيف في دير البلح و80 سلة غذاء، تكفي الواحدة منها لخمسة مواطنين.
تقع دير البلح في مركز قطاع غزة، على بعد 19 كيلومترًا جنوب غرب مدينة غزة. وتقع مدينة خان يونس جنوباً، على بعد ثمانية كيلومترات شمال الحدود المصرية. ولا يمكن ممارسة العمل التضامني إلا في وسط وجنوب القطاع.
تهجير قسري وتطهير عرقي
منذ تشرين الأول الفائت، تمت محاصرة شمال القطاع بالكامل، لا طعام ولا ماء ولا دواء. وتستمر الإبادة بالطائرات المسيرة، والصواريخ، والدبابات. لقد بدأ جيش الاحتلال بتنفيذ خطة في الشمال، للقضاء على حياة الفلسطينيين، أطلق عليها "الخطة العامة" : تطويق شمال غزة عسكرياً واحتلاله بالكامل وتجويع ما تبقى من السكان وطردهم. ومن يرفض الرحيل يتم قتله باعتباره "إرهابيا". لقد اضطر الآن قرابة 90 في المائة من سكان شمال غزة إلى الرحيل إلى جنوبا.
وأجبرت سلطات الاحتلال المستشفيات الثلاث في شمال غزة على إيقاف عملها، باستثناء مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، الذي يعمل بشكل متقطع بوجود 2 – 4 مسعفين فقط. بعد أن تم اعتقال أو تهجير معظم الطاقم الطبي قسرا. لقد أطلق قناص من جيش الاحتلال، في 12 كانون الأول الجاري، النار على آخر جراح عظام في شمال غزة المحاصر، فأرداه قتيلاً برصاصة في الرأس. وكان الدكتور سعيد جودة في طريقه للعمل في مستشفى كمال عدوان. وقبل ثلاثة أسابيع، نجا بالكاد من هجوم إسرائيلي.
حتى قائد جيش الاحتلال السابق ووزير الدفاع موشيه يعالون يتحدث عن "الغزو والضم والتطهير العرقي" في شمال غزة: "ماذا يحدث هناك؟ لم تعد هناك بيت لاهيا، ولا بيت حانون، والجيش يتدخل في جباليا، وفي الواقع يتم تطهير البلاد من العرب".
ويقول وزير المالية الإسرائيلي بيزالزل سموتريتش إن هدفه هو خفض عدد السكان الفلسطينيين في غزة، خلال عامين، إلى النصف. وأضاف: "لن نسمح بسيناريو وجود مليوني شخص هناك. عندما يبقى 100 - 200 ألف عربي فقط في غزة، فإن الخطاب برمته سيتغير".
ألمانيا تواصل شحن الأسلحة
كان ينبغي لتقرير منظمة العفو الدولية عن الإبادة الجماعية أن يكون بمثابة دعوة أخيرة للاستيقاظ، ولكن لا شيء هناك: يواصل المستشار الالماني شولتس شحن الأسلحة. رغم أوامر الاعتقال الصادرة بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق غالانت من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة، ورغم تقرير الأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية في القطاع، رغم رأي محكمة العدل الدولية بعدم شرعية الاحتلال وقرارها الذي يصنف اتهام جنوب أفريقيا لإسرائيل بالإبادة الجماعية بـ "المعقول".
لن ننسى سكان غزة
تقول جمعية اليسار الماركسي: ومن خلال نشاطنا التضامني، نريد أن نوضح، على عكس مصالح الدولة الألمانية ودعم وسائل الإعلام والسياسة الألمانية لجرائم الحرب الإسرائيلية، لا يمكن تجاهل الحقوق المشروعة للفلسطينيين.
نحن نعارض إخفاء جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل وجعل الفلسطينيين غير مرئيين، وفق رغبة إسرائيل وألمانيا والولايات المتحدة ومؤيديهم. إننا نرسل إشارة إلى أهل غزة بأنهم لن ينسوا.
شهيد حملة التضامن
في 24 حزيران استشهد الرفيق سليمان زياد الدربي "أبو عبير" برصاص إرهابيي جيش الاحتلال في تل السلطان/رفح وكان الرفيق الشهيد البالغ من العمر 36 عاما، وأب لطفلين يشارك في توزيع المواد الغذائية التي يمكن شراؤها بالتبرعات. ولهذا تلقى نشطاء الحملة نبأ استشهاده بحزن مضاعف. وجاء في النعي الصادر عن حزب الشعب الفلسطيني: الرفيق سليمان كان نموذجاً للتضحية والمبادرة والمساعدة. أحب الناس وأحبه الناس. ناضل بعناد من أجل احتياجات الفقراء والمحتاجين. وعندما انتقلت مئات الآلاف من الأسر النازحة إلى رفح، واصل إبداعه و"كان نموذجاً في الالتزام والطيبة والتواضع. سنظل نتذكرك بالحب والتقدير والوفاء".
من الجدير بالذكر ان جمعية اليسار الماركسي منظمة شريكة لحزب اليسار الأوربي، تضم في صفوفها ناشطين من الحزب الشيوعي الالماني وحزب اليسار الالماني وماركسيين مستقلين.
*****************************************
الصفحة السابعة
من مذكرات نصير شيوعي.. في محيط {مه رانى} و {سيده را} خمسة عشر يوماً من المعارك الطاحنة
توفيق ختاري ( أبو زكي)
في شهر يناير من عام 1987، بدأ النظام الصدامي انطلاقا من بلدة أتروش بتحشيد قوة من فرقة متجحفلة من الجيش النظامي ووحدات من ما يسمى بالجيش الشعبي وسرايا أبي فراس الحمداني التابعة للاستخبارات العسكرية وأفواج من الجحوش، وذلك لزجها في معركة كبيرة وطويلة ضد مناطق تواجد الاحزاب العراقية المعارضة، والهجوم على مقراتها وبشكل خاص مقر أنصار حزبنا الشيوعي العراقي في "كه لي مراني" ومقر "سيده را" محلية شيخان لبيشمه ركه الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وقد وردتنا قبل الهجوم بايام معلومات من رفاقنا في التنظيم المحلي ومصادرنا الاستخباراتية في المنطقة، تؤكد على نية النظام القيام بهجوم عسكري شامل وضخم على المنطقة وعلى مقراتنا، وإنه يقوم بتحشيداته وجمع قواته بجميع صنوفها في منطقة شيخان وبلدة اتروش لبدء عمليته العسكرية وهجومه الشامل. ثم بدأت الاخبار تتسارع حول تحرك قوات العدو مع معداتها من الدبابات والمدرعات والمدافع الثقيلة ومدافع الهوزر النمساوية. وعلى ضوء هذه المعلومات ومعطيات الوضع العسكري، اجتمعت قيادة الفوج الاول للأنصار لبحث طبيعة الهجوم، ولاتخاذ جملة من الاجراءات الاستباقية اللازمة والضرورية بشأن ذلك، وتوصلت إلى ما يلي.
- ارسال برقية فورية إلى قيادة القاطع في بهدينان لإطلاعهم على مجريات الوضع العسكري في المنطقة.
- سحب جميع عوائل الأنصار الساكنة في القريتين صوصيا واطوش وإرسالهم مع مجموعة من الأنصار الكبار في السن والمرضى إلى قاطع أربيل واسكانهم في قرية كافية ضمن منطقة الزيبار، خشية اعتقالهم والتنكيل بهم.
- إرسال مفرزة من الأنصار إلى قلعة كانيكا ومحيطها، وهي موقع إستراتيجي في المنطقة، لمراقبة الوضع وتحري المعلومات ومعرفة تحركات العدو.
- اللقاء مع محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكردستاني لغرض التنسيق حول كيفية مواجهة قوات العدو والتصدي لها.
كانت مفرزتنا التي أرسلناها في اليوم الأول بقيادة الرفيق النصيرالباسل أبو نصير الصغير، الذي استشهد بعد هذا الحدث في احدى المعارك مع مرتزقة النظام، وتضم مجموعة من الرفاق كان من بينهم الشهيد ياسين من أهالي بغداد والشهيد جنان من القوش والفقيد أبو ندى و شيخ كسر و سالم رش و مكسيم و بهجت بوزاني. أما مفرزة البيشمه ركة التابعة لمحلية شيخان (حدك) فكانت بقيادة عزيز باسكه ديري وميرزا كورو مع مجموعة من البيشمه ركة لا يتجاوز عددهم عشرة مقاتلين. وسبقت مفرزة الحزب الديمقراطي مفرزة رفاقنا في الوصول إلى القلعة، أي قبل وصول قوات العدو اليها واحتلالها بيومين، لأنها كانت تتواجد في المنطقة أصلاً.
انتشرت هذه المفارز حول القلعة في خنادق موحدة استعدادا لمواجهة القوات المتقدمة، وعندما تأخرت هذه القوات في تنفيذ هجومها لضمان المزيد من التحشيد أو غير ذلك، بقيت قواتنا المشتركة مرابطة في القرى المحيطة بقلعة كانيكا تحسبا للهجوم المرتقب الذي يعد له النظام .
في اليوم الثاني أرسلت قيادة الفوج مجموعة أخرى من الأنصار، وأتذكر من بينهم النصير ناظم ختاري لتعزيز مفرزة أبو نصير وتزويدها ببعض قدائف الـ RBG والأعتدة الأخرى، وعند وصول المجموعة إلى قلعة كانيكا ولقائها بمفرزة ابي نصير، انتشرت مع بقية رفاقها في خنادق قتالية استعدادا لمعركة التصدي لهجوم قوات النظام، التي تأخر تقدمها وتنفيذها للهجوم مرة أخرى.
في المساء ووسط ثلوج كثيفة متراكمة حول القلعة والقمم المحيطة بها، اضطرت قوات الأنصار والبيشمه ركه المرابطة بالقلعة، التوجه وإن بحذر شديد، لقرية كانيكا القريبة من أتروش، بغية الحصول على قسط من الراحة والدفء وعلى بعض الطعام. وتركت القرية فجراً متوجهة إلى خنادقها في القلعة ومحيطها. وعند حلول النهار وفي صباح متأخر، بدأت قوات النظام تتقدم من أتروش وسط تبادل الرمي، يسبقها الطيران السمتي الذي حلق كثيراً في أجواء المنطقة المحيطة بالقلعة ورمى بححمه وصواريخه على خنادق الأنصار والبيشمه ركه، مما أجبرهم على الانسحاب من القلعة لتجنب مخاطر القنابل الشديدة الانفجار التي قد تسقط عليها وبالتالي تحدث إنفجاراً وتلحق ضرراً بقواتنا، التي اعادت انتشارها في محيط القلعة اضافة إلى التموضع في القمم المجاورة لها.
بدأت قوات النظام تقترب من القلعة واشتد تبادل النار بين الأنصار والبيشمه ركة من جهة وقوات النظام المهاجمة من جهة أخرى. وكلما كان النهار يتقدم كانت تشتد المعارك ويتزايد الهجوم على القلعة ضراوة. وبين التراجع والتقدم لاكثر من مرة من قبل الجحوش، وبعد استغلال الظروف الجوية السيئة والضباب الكثيف الذي حجب الرؤية في محيط القلعة وبمساندة الطيران والمدفعية الثقيلة، استطاع الجحوش الإقتراب من القلعة، مما اضطرت معه مفرزة البيشمه ركه التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني الانسحاب من مواضعها دون اعلام رفاقنا بالأمر، فتيسر احتلال قوات الجحوش لها، الأمر الذي أربك رفاقنا بسبب عدم معرفتهم بما جرى.
فإستعدت مجموعة منهم بقيادة أبو نصير لاستطلاع ما يجري داخل القلعة، واستغلت الضباب الكثيف وتسللت إلى نقطة قريبة من القلعة. ولكن سرعان ما انقشع الضباب، فأصبحت مجموعة الأنصار مكشوفة لقوات العدو المتواجدة في القلعة، والتي أمطرتهم بوابل من الرصاص الكثيف. وعلى أثر ذلك سقط النصير جنان شهيدا بعدما أصيب بالنيران الحاقدة لقوات العدو المتقدمة، واضطر بقية الأنصار إلى الانسحاب تحت ضغط هذه النيران وتحليق طائرات الهيلكوبتر السمتية فوق رؤوسهم. ولم تتمكن المجموعة للأسف الشديد من سحب جثة الشهيد جنان من ساحة المعركة بسبب القرب الشديد من القلعة. وبعد هذه الخسارة واحتلال القلعة قررت المجموعة الانسحاب من مواضعها القتالية المحيطة بالقلعة، لان استمرار بقاءها كان سيعرضها إلى خسائر فادحة.
في نفس اليوم قررنا إرسال قوة اخرى لتعزيز مفرزة ابي نصير والانضمام إلى المعركة، وكانت هذه القوة بقيادتي، وعند وصولنا إلى منطقة العمليات تم اللقاء مع مفرزة ابي نصير المنسحبة إلى مواقع دفاعية قريبة من القلعة، فاحاطتنا بتطورات الموقف على الجبهة، سواءً حول انسحاب مفرزة الديمقراطي الكردستاني أو استشهاد الرفيق جنان وعدم استطاعتهم سحب جثته ثم قرار الانسحاب من محيط القلعة.
على ضوء هذه المعلومات والتطورات على الجبهة وتقدم قوات العدو لاحتلال المواقع والمرتفعات القريبة من القلعة، أرسلنا الرفيق ناظم ختاري إلى مقر الفوج لإبلاغ قيادته بكل ذلك، وأكدنا على ضرورة اللقاء مساءً في قرية "كاني مازي" لغرض التنسيق مع قوات محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكردستاني.
بعد الاتصالات واللقاءات قررنا الانسحاب في المساء إلى قرية "كاني مازي"، لغرض تحقيق اللقاء المرتقب مع قيادة محلية شيخان للحزب الديمقراطي الكردستاني لدراسة التطورات على الجبهة والتنسيق بين قواتنا، وتوزيعها على المحاور وكيفية التصدي لهذا الهجوم الكبير لقوات العدو. وقد حضر هذا اللقاء من طرف قوات الحزب الديمقراطي في محلية الشيخان شمال زيباري المسؤول الاول للمحلية ومعه الفقيد سلو خدر أحد قادة البيشمه ركه في المحلية، ومن طرفنا أي الفوج الاول لأنصار الحزب الشيوعي حضر كل من ملازم هشام وأنا. وقد تم في هذا اللقاء الاتفاق على توزيع قوات الطرفين على المحاور التالية:
1- محور قرية كفركي والسلسة الجبلية من الجهة الشرقية لقرية كفركي وإلى القمة التي تشرف على "كه لي كاني مازى" ويتولى الدفاع عنه أنصار الحزب الشيوعي بقيادتي.
2- محور سلسلة جبل "كاني مازي" وقرية "شكفتي" التي تشرف على الشارع العام المبلط والذي يربط قرية "كاني مازي" بناحية اتروش، ويتولى الدفاع عنه قوات البيشمه ركه للحزب الديمقراطي.
بعد برقيات متتالية إلى قيادة القاطع أعلمناهم فيها بأخر التطورات، طلبنا منهم إرسال قوة إضافية لنجدة قواتنا وتعزيزها وتمكيننا من التصدي لهذا الهجوم الكبير.
في اليوم الرابع والخامس من المعارك والاشتباكات بيننا وبين قوات العدو ومحاولاتها احتلال بعض المواقع، تصدت قوات الأنصار والبيشمه ركة للهجمات وأوقعت في صفوف المهاجمين خسائر كبيرة، دون أن يستطيعوا إحراز اي تقدم أو اختراق في مواقع الأنصار والبيشمه ركه. وكانت اغلب المعارك تجري في النهار سعيا من القوات المهاجمة لتحديد مواقع قواتنا.
كان القصف الجنوني الكثيف من الراجمات ومدافع 120 ملم و80 ملم ومدافع الهوزر النمساوية وبمشاركة الطيران الحربي والسمتي يستهدف المنطقة والقمم الجبلية ومواضع الأنصار والبيشمه ركه، علاوة على ساحة المعارك. وكان يجري استهداف مقراتنا بمدافع الهوزر أولاً، ثم تبدأ الهجمات على الأرض من قبل الجحوش و الجيش النظامي ومفارز الجيش الشعبي ومفارز الاستخبارات وبتغطية مستمرة من الطيران والمدفعية بمختلف أشكالها وأحجامها .
وإثر هذه النيران الكثيفة، استطاعت القوات المهاجمة احتلال بعض القمم المطلة على ساحة المعركة فأصبحت المنطقة كلها تحت تأثير نيران أسلحتها مما سهل لها إحراز بعض التقدم، إلا أن بسالة الأنصار وقوات البيشمه ركه ومقاومتهم الشرسة، والتي لم تتأثر في هذه المرة أيضا، مكنتنا من التصدي ببطولة غير متناهية وببراعة عسكرية وشجاعة لا تلين لكل هذه الهجمات.
كان طاقم مدفعيتنا بقيادة النصير كفاح كنجي، يدك تجمعات الجيش و الجحوش والجيش الشعبي بلا رحمة وأنزل فيهم خسائر كبيرة، فلولا نيران مدفعية كفاح، لإستطاعت قوات الجحوش تطويقنا والالتفاف علينا من الخلف. وفي اليوم التالي وبعد وقوع خسائر كبيرة في صفوفه، جن جنون العدو، فاستخدم كل ما لديه من قوة وأسلحة فتاكة في المعارك، التي اشتدت ضراوتها من جديد، حيث يمكنني القول بأن هذه المعركة كانت من أعنف المواجهات التي خاضتها قوى المعارضة العراقية، بما في ذلك أنصار الحزب الشيوعي العراقي والبيشمه ركه من الحزب الديمقراطي الكردستاني ضد القوات النظامية والميليشيات التابعة للنظام البعثي في العراق في عام 1987، فهذه المعركة أظهرت حجم التعقيد العسكري ومدى الحاجة إلى التنسيق المطلوب لمواجهة قوة نظامية مدججة بالعديد والسلاح والعتاد، وتعتبر هذه المعركة شهادة حية على الشجاعة والاقدام والتضحية التي أظهرها المقاتلون في وجه قوة طاغية، وتسلط الضوء على المعاناة الكبيرة التي عاشها العراق في تلك الحقبة.
وفي الايام الأخيرة من المعارك دفع النظام بتعزيزات كبيرة من السلاح والعتاد والمقاتلين لدعم قواته وتغيير تكتيكاته العسكرية، فركزت تلك القوات هجماتها على محور البيشمه ركه التابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، ودكت مواقعها ومواضعها بشكل وحشي وعنيف، حتى اضطرت تحت تأثير هذا الضغط القتالي والناري الهائل، إلى الانسحاب إلى مواقع خلفية بعيدة عن ساحة المعركة، تحديدا في السلسلة الجبلية قرب قرية "موسه له كا". وأدى هذا الانسحاب إلى فقدان السيطرة على الطريق العام الذي يربط المنطقة بناحية اتروش وإبعاد وإزالة أي عوائق أمام تقدم إليات العدو، مما وفرلها حرية الحركة، وسهل عليها الالتفاف على مواقع الأنصار الشيوعيين.
تسبب انسحاب قوات البشمركة، في إحداث ارباك كبير في محور الأنصار، حيث باتت مواقعهم مكشوفة بالكامل لنيران العدو، وأصبحت إمكانية مواصلة القتال والمواجهة غير قائمة، وفي نفس الوقت حال دون إمكانية الإنسحاب من ساحة المعركة في وضح النهار. لذلك قررت قوات الأنصار مواصلة القتال رغم الصعوبات القتالية، انتظارا لغروب الشمس والانسحاب بعد ذلك. وخلال هذا الوقت دارت معارك ضارية مع قوات الجحوش، ألتحم فيها الطرفان، واستخدمت فيها القنابل اليدوية ( الرمانات) في العديد من المواقع. ورغم هذه الهجمات المتكررة والمعارك الشرسة استطاع الأنصار المقاومة والصمود حتى المساء.
عند المساء انسحبنا إلى المواقع الخلفية القريبة من مقرنا الرئيسي في "كه لي مه راني" للدفاع عنه. ونتيجة إصرار قوات أنصار الحزب الشيوعي على مواصلة القتال ببسالة للحيلولة دون وصول القوات المهاجمة إلى مقرهم هذا، حاول العدو فتح محور جديد عبر منفذ قريتي "سوار وسبندا"ر، بهدف تشتيت المقاومة، لكن قوات النجدة المشتركة القادمة من القاطع ومن المناطق الأخرى كانت مستعدة في قرية سبندار، إذ كان يقودها أبو إيفان من الحزب الشيوعي وتمر كوجر من الحزب الديمقراطي الكردستاني، فتصدت لهم هذه القوة وضربت أروع أمثلة البطولة والإقدام، ملحقة بصفوف قوات العدو خسائركبيرة، مما أجبرها على الانسحاب دون تحقيق أهدافها.
استمرت المعارك البطولية لمدة خمسة عشرة يوماً في ظل ظروف جوية قاسية، من البرد والجوع وتحت ضغط نيران العدو الكثيفة. وهي تعتبر شهادة حية على شجاعة مقاتلي الأنصار والبيشمه ركه وتضحياتهم وبسالتهم ومدى تمسكهم في الدفاع عن قضية شعبهم وقناعتهم في وجه نظام أرعن، أرتكب في تاريخه المخزي جرائما لا تعد ولاتحصى.
بلغت خسائرنا في هذه المعارك شهيداً واحداً وهو الرفيق (النصير جنان) و إصابة نصير اخر بجروح خفيفة من أنصار حزبنا، فيما استشهد إثنان من قوات البيشمه ركه للحزب الديمقراطي الكوردستاني نتيجة القصف المدفعي، إضافة إلى مواطن من قرية بانيا قشوريا التي كانت تسكنها العشائر الأشورية. وعلى الجانب المادي تعرضت قريتا صوصيا وآطوش، التي كانت تسكن فيها عوائل الأنصار، للدمار الكامل سواء باستخدام النظام للجرافات التي كانت بحوزة قواته أو بالحرق.
بعد انسحاب قوات النجدة إلى مقر "مه رانى" أثر المعارك الضارية، عقدت قيادة الفوج بكوادرها العسكرية والسياسية إضافة إلى كوادر التنظيم المحلي اجتماعاً موسعاً، لدراسة الوضع العسكري وتداعيات المعارك الضارية مع قوات النظام الدكتاتوري. وبعد مناقشات طويلة ودراسة متأنية تقرر الانسحاب المؤقت من مقر "مه رانى" وفق خطة مدروسة، حيث وجدت بأن الاستمرار في القتال في ظل هذه الظروف وعدم تكافؤ القوى، سيكلف الأنصار خسائر غير مبررة. ورغم اعتراض قيادة قوات النجدة على الانسحاب، تم حسم القرار وجرى تبليغ قيادة القاطع به ، وهي بدورها وافقت على الخطة.
تم تقسيم القوات إلى مجموعتين الاولى توجهت إلى منطقة به ري كارا (حوض جبل كارا) بينما تحصنت المجموعة الثانية التي كنت أنا من ضمنها وملازم هشام وابو حازم القوشي وعدد كبير من الأنصار في المواقع المشرفة القريبة من المقر، لمراقبة حركة العدو في المنطقة.
وأثناء المراقبة لاحظنا مجموعة من الجحوش يرافقهم جنديان يحملان أجهزة اتصال لاسلكية دخلو مقرنا، فوجدناهم يتحركون في باحة المقر، ثم قاموا بحرق غرفة التنور فقط، وبعد ذلك باشروا بالانسحاب من المقر على عجالة.
بعد هذه الحادثة عدنا إلى المقر، فوجدنا ورقة معلقة على جدار المشجب، مكتوب فيها اعتذار عن حرق التنور، وشعرنا بأن غاية الحرق كانت تقديم دليل لقيادتهم على دخولهم للمقر وحرقه، فيما أبقوا على أبنية المقر الأخرى كما هي دون أن تمسها أيادي الجحوش ولم يلحق بها أي ضرر. وبعد انسحاب قوات العدو من مقرنا، بدأت بقية القوات بالانسحاب من المنطقة تماماً، فعادت الأمور بعدها إلى طبيعتها، وإثر ذلك قررنا إعادة عوائل الأنصار التي تركت المنطقة قبل اندلاع المعارك إليها مرة أخرى، ثم بدأت عملية بناء بيوت سكنية لها قرب المقر وذلك بسبب تهديم وإحراق بيوتهم أثناء اقتحام القرى التي كانوا يسكنون فيها.
ــــــــــــــ
المانيا 2024
**********************************************
الصفحة الثامنة
رابطة المرأة في البصرة: أوقفوا العنف ضد النساء
البصرة - صلاح العمران
عقدت رابطة المرأة العراقية في البصرة مساء السبت الماضي، ندوة بعنوان "أوقفوا العنف ضد النساء"، تزامنا مع الحملة الدولية "16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة".
الندوة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من المثقفين والناشطين من كلا الجنسين، وأدارتها الناشطة إيثار محسن، بينما استهلتها سكرتيرة الرابطة في البصرة ربيعة الحمزة، بقراءة بيان باسم الرابطة، مما جاء فيه: "لا اعذار لمن يرتكب العنف ويبرره.. سارعوا في حماية النساء والفتيات".
وأضافت في البيان: "لا يزال العنف ضد المرأة يشكل حاجزا أمام تحقيق العدالة والتنمية والسلام، وكفالة الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة. وبهذا يكون صعباً الايفاء بالوعود التي قطعتها الحكومات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. لن نبني مجتمعات متقدمة ومستقرة دون وضع حد للعنف ضد النساء والفتيات، والذي اشتدت مظاهره لتبلغ مستويات أقسى وأبشع في أماكن مختلفة، وتفاقمت بسبب الحروب والصراعات وجرائم الابادة والتغير المناخي".
ولفتت سكرتيرة الرابطة في البيان، إلى "إننا في رابطة المرأة العراقية وكمنظمة مدافعة عن حقوق المرأة والطفل، نجد أن إنهاء العنف ضد المرأة لا يتحقق إلا إذا عملنا عليه معا ووفق شراكات فعالة، لافتين الانتباه إلى مخاطره وأضراره وتأثيراته الاجتماعية والاقتصادية، مع التصدي لكل ما يعد انتهاكاً، مثل ما يجري اليوم من اخلال بالتشريعات العراقية ومحاولات لنسفها كما في قانون الاحوال الشخصية رقم 188، بوصفه قضية تتعلق باستقرار الاسرة والبلد".
وتابعت: "يتعين اتخاذ المزيد من الإجراءات لضمان عيش النساء بكل أطيافهن حياة خالية من العنف والإكراه، فضلاً عن الاستجابات القوية ومحاسبة الجناة، وتسريع اقرار التشريعات الرادعة والحامية للأسرة والمرأة والطفل، والعمل من خلال استراتيجيات وطنية حقيقية وزيادة التمويل لدعم توفير البيانات من أجل إثراء السياسات والبرامج، وتعزيز قدرات النظم الصحية ومقدمي الخدمات، وتوسيع نطاق الجهود المبذولة في سياقات تقديم المساعدة الإنسانية والاستجابة العاجلة لضحايا الحروب والنزوح والعنف الجنسي".
وفي سياق الندوة، قرأ السيد صباح عبد الحميد ورقة حول موضوعها، كما قدم السيد شاكر الشاهين ورقة بيّن فيها أسباب العنف وضرورة الوقوف ضده.
كذلك قُدمت مداخلات من قبل سكرتير محلية البصرة الرفيق كاظم محسن، ود. يسر الفرطوسي والسيدين أبو نيرودا وسمير غياض.
وفي الختام، قدمت تنسيقية التيار الديمقراطي في البصرة شهادة تقدير إلى الرابطة. كما تم تقديم هدايا إلى المساهمين في الندوة.
********************************************************
في لاهاي.. احتفال بذكرى الانتصار على داعش
لاهاي - مجيد إبراهيم خليل
أقامت تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في هولندا، السبت الماضي، حفلا بهيجا في مناسبة الذكرى السابعة للانتصار على إرهاب داعش في العراق.
الحفل الذي أقيم على قاعة جمعية النساء العراقيات في لاهاي، شهد حضورا واسعا من أبناء الجالية العراقية، فضلا عن حضور القنصل السيدة كاني أحمد، ممثلة عن السفارة العراقية في هولندا.
وبعد أن دعت مديرة الحفل السيدة وئام السوادي، الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إجلالا لشهداء الوطن، ألقى السيد حيدر فخر الدين كلمة باسم التيار الديمقراطي العراقي في هولندا، قدم فيها التهاني في المناسبة إلى الشعب والقوات المسلحة بمختلف تشكيلاتها. كما أشار إلى ظروف البلاد المعقدة، وحاجة الوطن إلى معالجات تبنى على أساس مصالح الشعب.
ثم ألقت السيدة كاني كلمة باسم السفارة العراقية، أشادت فيها بكل التشكيلات المسلحة التي دافعت عن الوطن. أعقبها المنسق العام للتيار الديمقراطي في بغداد السيد أثير الدباس، بكلمة نُقلت عبر تطبيق "زووم" للتواصل الاجتماعي.
وكانت لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا، كلمة ألقاها الرفيق هلال البندر، أشار فيها بعد التهنئة في المناسبة، إلى مسؤولية الجميع في الحفاظ على ما تحقق من إنجاز، وتحويل نتائجه إلى رافعة لمواجهة التحديات التي تجابه الوطن، موضحا أن المعركة مع الإرهاب سياسية واجتماعية وفكرية، وتستلزم مجموعة من الإجراءات الجادة لإعادة الأمن والاستقرار.
وتلقى الحفل برقيات تهنئة من تنسيقية التيار الديمقراطي العراقي في البصرة، واتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في هولندا، ورابطة المرأة العراقية - فرع هولندا، وجمعية البيت العراقي في لاهاي، والأديب د. ذياب فهد الطائي، والمنسق السابق للتيار في هولندا سعد عزيز دحام.
وكان للشعر حضور في الحفل. فقد ألقى الشاعر ناجي رحيم مقاطع من قصيدة كتبها أثناء انتفاضة تشرين، فحلق بالحضور إلى أجوائها، متلمسا جراحات المنتفضين ومعاناتهم، ومتطلعا معهم إلى الحرية. كما شارك الشاعر رافد ساكو بقصيدة وطنية، وبسبب ظرفه الصحي، ألقاها نيابة عنه السيد خالد حسين.
هذا وأشاع الفنان أحمد دانة أجواء من الفرح الغامر عبر الموسيقى والأغاني التي استحضرت صورة الوطن.
**************************************************
شيوعيو كركوك.. يهنئون بحزب كادحي كردستان بذكرى تأسيسه
كركوك – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك، مقر حزب كادحي كردستان، لتقديم التهاني في مناسبة الذكرى 39 لتأسيس الحزب.
الوفد الذي ضم الرفاق سكرتير المحلية قيس عباس وعضو مكتب المحلية وائل محجوب ومؤيد عبد وعلي حسين، قدم باقة ورد إلى الحزب.
وكان في استقبال الوفد عضو المكتب السياسي لحزب كادحي كردستان شوان محمد. وقد تبادل الطرفان الحديث حول المستجدات السياسية على صعيد العراق وإقليم كردستان على وجه الخصوص، فضلا عما يتعلق بتوحيد قوى اليسار.
*****************************************************
وفد من شيوعيي البصرة يزور الرفيق صبيح العيداني
البصرة ـ طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي محافظة البصرة، مؤخرًا، الرفيق صبيح قاسم العيداني (أبو لؤي) في منزله بضاحية الجزيرة شمال مركز المدينة، وذلك للاطمئنان على صحته إثر تعرضه لوعكة صحية أبعدته عن نشاطاته لفترة طويلة.
ضم الوفد كلًا من الرفاق قاسم حنون، باسم محمد حسين، عبدالزهرة عذار العبادي، مقداد حسين، وعبدالكريم الحربي، حيث تمنوا للعيداني الشفاء العاجل والعودة سريعًا إلى نشاطاته المعهودة.
********************************************
وجهة نظر.. نقادنا والنقد الفني المعاصر
موفق جواد الطائي*
الفن التشكيلي المعاصر هو مجال يتسم بالتنوع الكبير والابتكار المستمر. ويتميز هذا العصر بتجاوز الحدود التقليدية للفن، حيث يتم دمج التقنيات الحديثة، والاستفادة من التحولات الاجتماعية والسياسية، واكتشاف طرق جديدة للتعبير الفني.
ولم يعّد النقد الفني بعد عام 1968 كما كان قبله، فقد حدث تغيير بنيوي في أسسه من قبل نقاد افذاذ. لكننا لم نر انعكاسات ذلك على النقاد السرديين العراقيين ولا في أطاريح الطلاب، حيث بقّي الجميع على أساليب الخمسينيات من القرن الماضي.
ورغم اقراري بصحة تلك الأساليب، الاّ أن العالم قد تغير وتغيرت معه الحركات الفنية، التي دخلت منهجيات نقد جديده على ايدي نقاد عمالقة، مما يتطلب اعادة قراءة للنصوص النقدية السردية والجامدة. ويمكن أن يكون مفيداً هنا التذكير بالنقاد العالميين الحديثين المحدثين بالنقد الفني حصرا وبالأكاديميين، كي يكون معيار جودة النقد عندنا مدى اعتماد نقادنا في كتاباتهم على أساليب النقد الحديثة التي تعتمد الادراك المعرفي لا اللغوي فقط. وعليه نتناول هنا مجموعة من النقاد الفنانين المهمين ومبادئهم، إلى جانب استعراض تأثيرهم على المشهد الفني.
جيري سالتز (Jerry Saltz)
جيري سالتز هو ناقد فني أمريكي بارز يعمل كمحرر في مجلة ،"New York Magazine" ، حصل على جائزة بوليتزر للنقد في عام 2018. يركز سالتز على التجربة الشخصية للفنان وما يحاول إيصاله للجمهور. يرى أن فهم نوايا الفنان يمكن أن يعمق التقدير للعمل الفني. يشجع على الابتكار والتفرد في الفن، ولا يخشى انتقاد المؤسسات الفنية التقليدية التي قد تعيق الإبداع. يعرف سالتز بصراحته في النقد، مما يجعله شخصية مثيرة للجدل في بعض الأحيان.
هيلاري سبيرلينج (Hilary Spurling)
ناقدة وكاتبة سير ذاتية بريطانية، معروفة بكتاباتها حول الفنانين المعاصرين والأعمال الفنية الحديثة، تهتم سبيرلينج بالعوامل التاريخية والاجتماعية التي تؤثر على الفن والفنانين. تحلل كيف يؤثر السياق الأوسع على الإبداع الفني. تركز على كيفية تأثير الحياة الشخصية للفنانين على إبداعهم، معتقدة أن فهم الفنان يساعد في فهم أعماله بشكل أعمق.
آرثر دانتو (Arthur Danto)
فيلسوف وناقد فني أمريكي، كان له تأثير كبير على فهم الفن المعاصر من خلال كتاباته وتعليمه. دافع دانتو عن فكرة أن أي شيء يمكن أن يكون فنًا إذا تم تقديمه في السياق الصحيح. يرى أن الفن تجاوز الحدود التقليدية وأن العصر الحالي هو عصر الحرية الكاملة للإبداع الفني. يستخدم دانتو التحليل الفلسفي لفهم الفن، معتقدًا أن الفن يعكس الأفكار والمفاهيم العميقة.
آنا-دونا هويت (Anna-Donna Howitt)
ناقدة فنية معاصرة معروفة بكتاباتها في مجلات مثل "ArtForum" و"ArtReview".. تركز هويت على تحليل العلاقة بين الفن والتكنولوجيا، وكيف تؤثر التطورات التكنولوجية على الممارسات الفنية الحديثة. تهتم بالقضايا الاجتماعية والسياسية وكيفية انعكاسها في الفن، معتقدة أن الفن يمكن أن يكون وسيلة قوية للتعبير عن هذه القضايا.
روبن بيلز (Roberta Smith)
ناقدة فنية أمريكية بارزة تعمل في "New York Times"، تؤمن سميث بأن النقد الفني يجب أن يكون واضحًا ومتاحًا للجمهور العريض. تدعو إلى الشفافية في النقد وتوضيح الأفكار بشكل مباشر. تشجع على التفاعل مع الجمهور وتقدير آرائهم، معتقدة أن النقد الفني يجب أن يكون عملية حوارية والمساواة.
بعض النقاد الفنيين البارزين المعروفين بتوجهاتهم اليسارية.
جون بيرجر (John Berger)
كان جون بيرجر ناقدًا فنيًا بريطانيًا، كاتبًا وفنانًا. يُعتبر أحد أهم الأصوات النقدية في القرن العشرين. معروف بمواقفه اليسارية وانتقاداته للرأسمالية. كتب العديد من الكتب التي تربط بين الفن والسياسة، أبرزها "Ways of Seeing" الذي يعتبر من الأعمال المؤثرة في النقد الفني. ركز بيرجر على كيفية تأثر الفن بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية، وكان يؤمن بأن الفن يجب أن يكون متاحًا لجميع الطبقات الاجتماعية، وليس حكرًا على النخبة.
ليندا نوكلين (Linda Nochlin)
كانت ليندا نوكلين ناقدة فنية ومؤرخة أمريكية معروفة بأبحاثها حول الفن النسوي. تعتبر نوكلين من النقاد اليساريين لاهتمامها بالقضايا النسوية والمساواة بين الجنسين. كتبت مقالة شهيرة بعنوان "لماذا لم تكن هناك فنانات عظيمات؟" التي فتحت نقاشات واسعة حول دور المرأة في الفن. ركزت نوكلين على تحليل كيفية تهميش النساء والفنانين من الأقليات في تاريخ الفن، ودعت إلى إعادة تقييم هذا التاريخ ليشمل جميع الفئات.
بوريس غرويس (Boris Groys)
بوريس غرويس ناقد فني وفيلسوف روسي ألماني، معروف بكتاباته حول الفن المعاصر والنظرية الثقافية. لدى غرويس توجهات يسارية، حيث يهتم بتحليل الفن من منظور ماركسي وتحليل العلاقات بين الفن والسياسة والاقتصاد. يركز غرويس على كيفية تأثر الفن بالتحولات السياسية والاجتماعية، ويعتقد أن الفن يجب أن يكون وسيلة للتغيير الاجتماعي والنقد الثقافي.
ت. ج. كلارك (T.J. Clark)
ت. ج. كلارك هو مؤرخ وناقد فني بريطاني، معروف بأعماله حول تاريخ الفن في القرن التاسع عشر. يعتبر كلارك من النقاد اليساريين، حيث تأثر بأفكار الماركسية في تحليلاته للفن. يركز كلارك على تحليل الفن في سياقه الاجتماعي والسياسي، معتبراً أن الأعمال الفنية تعكس التغيرات الاقتصادية والسياسية في عصرها.
هال فوستر (Hal Foster)
هال فوستر هو ناقد فني أمريكي ومؤرخ للفن، أستاذ في جامعة برينستون. فوستر لديه توجهات يسارية، حيث يهتم بالقضايا النقدية المتعلقة بالثقافة والسياسة. يركز فوستر على النقد الثقافي وتحليل كيفية تأثر الفن بالتحولات السياسية والاجتماعية، ودوره في نقد الهياكل الاقتصادية والسياسية السائدة.
ــــــــــــــــ
* معماري وأكاديمي
***************************************************
الصفحة التاسعة
استعدادات {الأسود} تتواصل في الدوحة والطموح الحفاظ على اللقب الخليجي
متابعة ـ طريق الشعب
واصل منتخبنا الوطني تدريباته في العاصمة القطرية الدوحة استعدادا لخوض بطولة كاس الخليج العربي "خليجي 26"، التي ستنطلق في الكويت من 21 كانون الأول الجاري، وتستمر حتى 3 كانون الثاني المقبل.
تطمح أسود الرافدين في الدفاع عن لقبها بنجاح، بعد أن توجت بالبطولة في النسخة الماضية على حساب عمان.
ويقود المدرب الإسباني خيسوس كاساس المنتخب العراقي في خليجي 26 بالكويت، بعد أن قاد الأسود للفوز باللقب في النسخة السابقة على أرض البصرة.
ويسعى المنتخب العراقي لتحقيق كأس الخليج للمرة الخامسة في تاريخه، بعد تتويجه في نسخ 1979 و1984 و1988 و2023.
وفي هذا الشأن، قال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أمس الإثنين، إن الهدف الرئيسي من مشاركة المنتخب العراقي في بطولة كأس خليجي 26، المقرر إقامتها في الكويت، هو الإعداد للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
وأضاف درجال، أن "الهدف الأهم لمشاركتنا في خليجي 26 هو تهيئة لاعبي المنتخب للمرحلة الأهم في التصفيات الآسيوية المقبلة، ومن ثم التأهل لكأس العالم".
وتابع قائلاً، "هذا لا يعني أن منتخبنا لا يسعى للحصول على بطولة كأس الخليج، بل على العكس، نحن حريصون على الوصول إلى أبعد نقطة في البطولة والسعي لتحقيق اللقب الخليجي، وتجديد ما حققناه في خليجي البصرة 25".
ودعا درجال جميع الأطراف إلى الالتفاف حول المنتخب ودعمه في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن "هذا الدعم يعد مهمًا نفسيًا لرفع الروح المعنوية لدى اللاعبين وهم يخوضون المنافسات الخليجية".
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن "البطولة تعد محطة إعداد جيدة لتصفيات كأس العالم"، مؤكدًا أن الطموح الأساسي هو تجهيز اللاعبين الذين سيمثلون العراق في المنافسات الخليجية، وإعدادهم بشكل جيد قبل المباريات المتبقية من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.
ويقع المنتخب العراقي، حامل اللقب، في المجموعة الثانية إلى جانب السعودية والبحرين واليمن، بينما تضم المجموعة الأولى منتخبات الكويت وعمان والإمارات وقطر.
واعتمد الاتحاد الخليجي لكرة القدم، ع قائمة نهائية تضم 26 لاعباً لكل منتخب من المنتخبات الثمانية المشاركة في خليجي 26، المقرر انطلاقها يوم 21 من الشهر الحالي.
ووفقًا للقرار، ألزَم الاتحاد الخليجي المنتخبات المشاركة بتقديم قوائم اللاعبين الـ 26 يوم الجمعة المقبل.
كما سمح الاتحاد لكل منتخب باستبدال لاعب مصاب بآخر قبل 24 ساعة من انطلاق المباراة الأولى ضمن القائمة الأولية.
وتجدر الإشارة إلى أن قائمة المنتخب الوطني العراقي في معسكر الدوحة تضم 27 لاعبًا، ما يعني أن أحد اللاعبين سيتم استبعاده قبل التوجه إلى الكويت.
********************************************
شرودر متحمس للانضمام إلى غولدن ستيت واريورز
سان فرانسيسكو ـ وكالات
أعرب لاعب كرة السلة الألماني دينيس شرودر عن حماسه الكبير للانتقال من فريق بروكلين نتس إلى غولدن ستيت واريورز، معبرًا عن سعادته بالفرصة الجديدة. وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، قال شرودر: "أتطلع للوضع هناك، ومستعد ومتحمس للعب إلى جانب أعضاء قاعة المشاهير". وأضاف أنه سينضم إلى نجم الفريق ستيفن كيري ودرايموند غرين في سان فرانسيسكو. ومن المقرر أن يسافر شرودر إلى الساحل الغربي اليوم الإثنين، ويتوقع أن يخوض أول مباراة له مع واريورز يوم الخميس أمام ممفيس غريزليس. وأوضح شرودر أن الانتقال جاء بشكل مفاجئ بعد 25 أو 26 مباراة مع نتس، حيث قال: "كانت ردة الفعل الأولى صادمة. الانتقال في وقت مبكر كان أمرًا صعبًا، لكن بالطبع هذا يظهر مدى رغبتهم فيك. في النهاية، الأمر رائع جدًا". وسيكون غولدن ستيت واريورز هو الفريق الثامن في مسيرة شرودر الممتدة لـ 12 عامًا في الدوري الأمريكي للمحترفين.
**********************************************
فوز قاتل للصقور يمنحهم صدارة الدوري
بغداد - طريق الشعب
تمكن فريق القوة الجوية، أمس الاثنين، من اقتناص فوز مهم من نظيره نفط ميسان بهدف دون مقابل في مباراة مؤجلة من الجولة الـ7 لدوري نجوم العراق.
وجاء الهدف الوحيد في الوقت القاتل من المباراة، عبر اللاعب صفاء هادي (90+4).
وبهذه النتيجة رفع فريق القوة الجوية رصيده للنقطة 21 بصدارة دوري نجوم العراق بينما تجمد رصيد نفط ميسان عند النقطة 18 ليحتل المركز الخامس.
***************************************************
إصابة يامال تفتح ملف سوء إدارة المواهب في النادي الكتلوني
برشلونة ـ وكالات
أثار خبر إصابة لامين يامال، النجم الشاب لنادي برشلونة، قلقًا كبيرًا داخل أروقة النادي الكتالوني، بعد تعرضه لضربة قوية في الكاحل الأيمن خلال الهزيمة أمام ليغانيس (1-0) في الدوري الإسباني للموسم 2024-2025.
وجاءت الإصابة بعد تدخل قوي من لاعب ليغانيس، إيفان ناييو، في الدقيقة 16 من المباراة، مما أعاد إلى الأذهان إصابة سابقة تعرض لها يامال في نفس الكاحل والتي أبعدته عن الملاعب لمدة 3 أسابيع عقب مواجهة النجم الأحمر في بلغراد.
وسيغيب مهاجم برشلونة الإسباني، لامين يامال، فترة تتراوح من ثلاثة إلى أربعة أسابيع؛ نتيجة تعرضه لإصابة في الكاحل الأيمن.
في النهاية، تمثل إصابة لامين يامال ضربة موجعة لبرشلونة، لكنها قد تكون فرصة لإعادة تقييم طريقة إدارة مشاركات النجم الشاب، في ظل الحاجة الماسة للحفاظ على جاهزيته البدنية لمواصلة تألقه مع الفريق، خاصة وان الفريق قد فقد عددا من النجوم الواعدين نتيجة سوء إدارة مشاركاتهم وسرعان من خفت بريقهم مثل أنسو فاتي وغيره.
*****************************************************
الشرطة يفوز بلقب بطولة أندية العراق للتايكواندو
بغداد ـ طريق الشعب
حقق فريق الشرطة أربعة أوسمة ذهبية في ختام بطولة أندية العراق بالتايكواندو للمتقدمين والتي أقيمت في قاعةِ الشعب ببغداد بمشاركةِ أكثر من 68 نادياً من مختلف أنحاء البلاد في أجواء تنافسية مميزة.
وذكر بيان للنادي أن "نادي الشرطة حقق المركز الأول بعد جمعه 580 نقطة، متفوقاً على أقرب منافسيه نادي الحشد الذي جاءَ بالمركز الثاني برصيد 385 نقطة، فيما حل نادي أمانة بغداد في المركز الثالث برصيد 307 نقاط". وأضاف أن "الفريق تميز بحصده أربعة أوسمة ذهبية كانت من نصيب اللاعبين سيف طاهر في وزن 80 كغم وعبد المهدي عبد الجليل في وزن 58 كغم ومحمد الصدر خالد في وزن 87 كغم وعباس نعيم في وزن 63 كغم".
كما أضاف "الفريق إلى رصيده وساماً فضياً عبر اللاعب حسين رحيم في وزن 68 كغم، ووساماً برونزياً حصل عليه اللاعب شكر محمود في الوزن الثقيل".
***********************************************
طارمي وثقب إنتر ميلان الأسود
ميلان ـ وكالات
يواجه مهدي طارمي، مهاجم إنتر ميلان الإيراني، صعوبات كبيرة في تقديم المستوى الذي اعتاد عليه قبل انتقاله للنيراتزوري الصيف الماضي. ورغم مسيرته اللامعة مع بورتو، حيث سجل 91 هدفًا في 182 مباراة على مدار 4 سنوات، إلا أن طارمي لم يتمكن من إيجاد ذاته مع فريقه الجديد حتى الآن.
وفي تقرير نشرته صحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، سلط الضوء على معاناة طارمي هذا الموسم، حيث لم يتمكن من تسجيل أي هدف في الدوري الإيطالي، رغم انضمامه إلى الإنتر في صفقة مجانية. سجّل المهاجم الإيراني هدفًا وحيدًا في دوري أبطال أوروبا، وكان من ركلة جزاء.
الصحيفة الإيطالية أكدت أن طارمي "عالق في ثقب أسود"، حيث يبدو أنه لا يستطيع التأقلم مع أسلوب اللعب في إنتر ميلان، رغم أنه بدأ بشكل أساسي في 6 مباريات من 6 بدوري الأبطال، وسجل هدفًا من ركلة جزاء ضد النجم الأحمر. ورغم الأداء الجيد في التدريبات والمباريات الودية، فإن طارمي لم يتمكن من مواصلة هذا الأداء في المباريات الرسمية.
الإحصائيات تكشف عن ضعف أداء طارمي الهجومي، حيث لا يسدد كثيرًا على المرمى، ويعد من بين أسوأ المهاجمين في الدوري الإيطالي من حيث التسديدات على المرمى، بمتوسط 0.19 تسديدة على المرمى في المباراة.
وشارك طارمي في 10 مباريات في الدوري الإيطالي هذا الموسم، ولكنه كان أساسيًا في مباراة واحدة فقط، بينما لعب 6 مباريات في دوري الأبطال. ورغم ثقة المدرب سيموني إنزاجي في إمكانياته، إلا أن طارمي يواجه صعوبة كبيرة في التأقلم مع الفريق.
ضعف أداء المهاجمين في إنتر ميلان ينعكس على أداء الفريق بشكل عام، حيث يعاني الفريق من قلة الإنتاجية الهجومية وعدم تحويل الفرص إلى أهداف، رغم تألق الفريق في بقية الجوانب.
*********************************************
وقفة رياضية.. الرياضة.. للوطن ومن أجله
منعم جابر
الرياضة قطاع حيوي ومهم، وهي تخدم الجميع ولمصلحة الكل. تعمل بها جميع الأوساط والقطاعات المجتمعية، أي أنها، وبحق، قطاع وطني يشمل الجميع ويعمل فيه الكل دون تمييز أو تفضيل. لكن البعض يعتبرها قطاعًا خاصًا به (وبجماعته)، ويحاول هذا البعض احتكارها والسطو عليها بكل الطرق والأساليب، وبحجج شتى وأساليب متنوعة وطرق مختلفة. بينما الواقع أن هذا القطاع الرياضي هو وطني بامتياز، ولا يحق لأي مواطن احتكاره تحت أي مسمى أو تبرير إلا من خلال الكفاءة والقدرة والخبرة والتخصص والنزاهة والوطنية.
أما أن نجد البعض من الطارئين والدخلاء وقناصي الفرص يتصدرون ويسعون لقيادة المؤسسات الرياضية، فهذا حرام وغير مقبول ومرفوض جملة وتفصيلًا، لأن القطاع الرياضي هو قطاع اختصاص يعتمد على الخبرة والكفاءة، ولا مجال للعمل فيه لغير المتخصصين. وأن غياب المتخصصين عن قيادة هذا القطاع سيؤدي بالضرورة إلى حدوث التراجع والنكوص في هذا المجال الحيوي، وهذا ما شهدناه في الفترات السابقة قبل عام 2003، وتكرر (مع الأسف) بعدها وفي هذه الأيام.
لقد مر القطاع الرياضي بفترات انتعاش وتقدم في فترات سابقة، خاصة بعد ثورة 14 تموز 1958، حينما حققنا الميدالية الأولمبية في دورة روما عام 1960 (وكانت الأولى والأخيرة)، وبعض الفترات بين عامي 1972 و1974، حيث عملت الكفاءات والخبرات الرياضية المخلصة والجيدة. لكن بقية فترات العمل الرياضي سادت فيها العلاقات والمصالح الخاصة والنفعية، وتدخل الكثير من الطارئين (وأزلام النظام وأبنائه) في القطاع الرياضي، مما أدى إلى تراجع الرياضة وتذبذبها.
ورغم ظهور بعض الإنجازات بسبب "الخوف والعقوبات" وسطوة البعض من المتنفذين، إلا أن القطاع الرياضي هو قطاع حياتي فاعل يتطلب المشاركة الفاعلة والمؤثرة فيه، وقيادته بشكل فاعل ومؤثر من قبل المختصين الذين يعرفون أسراره ويفهمون فنونه. لأنه يعتمد على الكفاءة والخبرة، مما يسهل طبيعة قيادة العمل الرياضي ويدفعه نحو تحقيق الإنجاز. أما الطارئون على هذا القطاع، فنجدهم يسعون لتحقيق أهدافهم ومصالحهم على حساب رياضة الوطن، وليس لتحقيق الإنجازات الرياضية التي ترفع اسم الوطن وسمعته.
وهذا ما يحدث اليوم في الواقع الرياضي، حيث تم تكليف البعض لقيادة هذا الاتحاد أو ذاك النادي، وهم لا يعرفون العمل فيه. وعند غياب المعرفة والعلم بهذا الجزء من القطاع الرياضي، نجد أن ما يحدث هو الفوضى الرياضية. والمطلوب دائمًا، كما يقولون، "وضع الرجل المناسب في المكان المناسب"، أما إذا وضعنا هذا بدلاً من ذاك، فهذا خطأ كبير، خاصة في المجالات الاختصاصية مثل الرياضة، حيث يشكل هذا تجاوزًا لا يمكن التغاضي عنه وفعلاً مهدماً للبناء الرياضي الصحيح.
وما دمنا نعتبر الرياضة للوطن ومن أجله، فعلينا أن نتصرف بها بشكل يخدمها ويطورها، لأنها مسؤولية نتحمل جميعًا وزرها وأخطاؤها وعيوبها ونواقصها. من أجل النهوض بالقطاع الرياضي والارتقاء به وتحقيق الإنجازات، أقول لأحبتي العاملين في هذا المجال: عليكم بالاهتمام بالرياضة والسعي لتحقيق الإنجازات التي ترفع من شأن عراقكم، لأن الرياضة للوطن ومن أجله. علينا أن نؤمن بهذا الواقع دون غيره، ونعتبر ذلك رسالة واضحة وصريحة يحملها شرفاء الرياضة دفاعًا عن رياضتهم ووطنهم. ولنا عودة.
************************************************
الصفحة العاشرة
مظفرالنواب .. الظاهرة الإستثنائيّة
ريسان الخزعلي
" مظفر النواب .. الظاهرة الاستثنائية " ، عنوان موح يُحيل إلى بريق السطح وصفاء العمق على السواء . عنوان لم يكن من اشتقاقات القراءة هذه ، وإنما هو عنوان كتاب الشاعر المبدع / كاظم غيلان / الصادر عن دار ومكتبة عدنان ، وقد ضم الكتاب :
دراسات ومقالات للمؤلف وأدباء آخرين ، مقابلات ، قصائد ، وكتابات بخط النواب ..
إن / النواب / ظاهرة استثنائية متحققة ، نضالياً وشعرياً وفنياً وإنسانياً ، وحضوراً ذاكراتياً يتجدد باستمرار في الذاكرة العراقية والعربية وجهاً وقفا رغم :
سنوات النفي الاضطراري والترحال بين العواصم والمدن ، ومحاولات التغييب القصدية التي مارسها النظام السابق ، إلّا أنه لم يكن غائباً لا ( هنا ) ولا ( هناك ) ..، إنه الحضور المتجدد شعريّا في دورة الزمن ، ومثل هذا الحضور العالي من علامات الذينليسوا كسواهم ..
حرص الشاعر / كاظم غيلان / على تفرّد طبيعة كتابه - رغم العُجالة الواضحة في طبيعة الكتابة وما رافقها من أخطاء طباعية املائية – كي يكون مغايرا لما صدر من دراسات وكُتب عن النواب، مما يُضقي على الكتاب صفته الكتابية / الدراسية / التصويرية / التوثيقية .
وهكذا تنوّعت فصوله بين الدراسات – رغم تناسيه دراسات معروفة ! – و الحوارات والقصائد و الوثائق والصّور.
إن الكتاب هدية وفاء من غيلان إلى النواب ، حيث شُغل غيلان بظاهرة النواب مبكّراً ، وكتب عنه مبكراً ، وتابعه مبكراً . التقاهُ وصَحبهُ بعد عام 2003 صحبة إنسانية وإبداعية .
يقول غيلان في مقدمته :
لا أدري ، لربما قد أوفيت بعض الشيء لأخي وصديقي ورفيقي وقدوتي قبل كل شيء – مظفر النواب – عبر هذه المحاولة ، ولربما المغامرة ، فالكتابة عن مظفر ليست بالأمر الممكن حد السهولة .
إن الكتابة عن هذا الكتاب لا تسعها الإشارة المختزلة هذه والتي أردت منها التحيّة للإثنين ، النواب وهو في سجّل الحضور ، وغيلان في بحثه عن مسرّات الوفاء ..
من عيّنات الاستشهاد ، يقول النواب :
رحلت إلى أهوار العمارة – في عام 1956 – جنوب العراق والتقيت بمغنين في المنطقة هم ( غريري وجويسم وسيد فالح ) ..، وقد ذُهلت فعلاً للغنى الموجود في غنائهم ، وتكشّف لي منهم عالماً مهملاً ، ولكنه عالم مملوء بالجمال ، من الصعب أن تجد عالماً بديلاً عنه . كنت أمام عجينة حيّة تماماً تنتظر أحداً ممن لديه فهم للعناصر الشعرية الحديثة لينتبه إليها ويشتغل على هذه المادة الخام الهائلة التي لا تنضب منابعها .
وهكذا أشعلت اللهجة الجنوبية والغناء الجنوبي في العمارة حرائق شعرية تجديدية في الشعر الشعبي العراقي ، كان النواب موقِدَ نارها الأوّل .
ومن التوافقات المكانية الجمالية أن يأتي هذا الكتاب من مكان ومناخ شُغف بهما النواب ، حيث أنَّ غيلان هو الآخر أقام ويُقيم على الضفة اليسرى من دجلة في العمارة .
إنها توافقات الإبداع القادمةمن جماليات : المكان ، واللهجةذات الطاقة الحيّة الكامنة في مفرداتها ، ولا يسعني هنا غير أن أُكرر قول النواب عن العمارة:
ابن ديرتنه حمد
يمشي ابحلم كل عين
بالخطوه الخفيفه
على جفن الترفه الخناجر
والمسچ وبطانته الحمره قديفه
حمد كَلب ابنيّه
لو حنّ السلف وأْهلَه
إو ذچر هور الدبن والليل واسوالف وليفه
ايحن ( للمعيّل ) حمد
و ( المجر ) و( الهدّام )
وأْهله الشيّلوا بالليل كل بيت الخليفه .
كتاب ( مظفر النواب الظاهرة الاستثنائية ) مراودة عن قرب وعن بُعد لعالم مظفر النواب المسحور ...
********************************************
منبع الطيبين
نجم خطاوي
هلهولة إلك يا حزب
ولعيدك التسعين
غنينا أحله لحن
وبعيدك معيدين
لسنينك انوج شمع
ونكول يحله سنين
يا نخلة الما حنت
يا منبع الطيبين
بالروح الك منزلة
ابنص الكلب والعين
يمعدل ومعدنك
معدن ذهب يا زين
بيضة ونقا سيرتك
ومطرزة نياشين
عمرك دفاتر فخر
مد الوفة شكابين
اسمك ملاحم ضون
كل يوم وبكل حين
راياتك تظل حمر
رفت عله الصوبين
يالثابت وما هنت
عزمك صلب ميلين
صامد وما هزتك
طعنات زين وشين
يالعلمتنه البذل
مو منة منه ودين
فيضك فرات وعذب
من دجلة والجرفين
يلبيك يحله الوطن
بجباله والنهرين
يسفوح خضرة زهت
يسهول وبساتين
نتباهه بيك ابفهد
بالحيدري وبحسين
البيهم علت رايتك
برفاقك الزينين
وبزلم خشنة ونعم
بورود ورياحين
ما دنكوا للزمن
بالشدة معروفين
للناس صاروا مثل
كول وفعل عدلين
الكلمن مشه بسكتك
بانصارك الحلوين
وياك وي مركبك
لآخر نفس باقين
وثبة وسواعد سمر
**********************************************
دمعة غربة
حسين جهيد الحافظ
أمن اعيون الوطن
طاحت دمعه
صارت ابليل الغربه شمعه
رسمت الحب مزهريه
امطرزه ابدعوات امي
اغروب جمعه
ندهت النجمه البعيده
كتبت الفرگه قصيده
اشما يمر بيهه الوكت
ترجع جديده
اشلون وضعه
اليعيش ابغير گاعه
او شنهو نفعه
صفر واقع عالشمال
ايصير طبعه
الوطن جنه الله
اعله الگاع وصفه
او يظل غير الوطن بدعه
يالغربب او شايل
اجروح الغربه جنطه
ايصيح بي محد يسمعه
تعال الوطن يترجاك
مجده الضائع اترجعه
وطنه انباگ
بويه الظهر الأحمر
بقصه سرعه
و الضماير
انباعت ابخسه
اعله الرصيف
واليتامه
تشهگ الحسره نزيف
او يخجل صار
من يحچي الشريف
الدنيه مزلاگه
الوكت كلش مخيف
لا چبير أيفيد حچيه
او يمطر دغش
حچي المضيف
حمد والريل
سالوفه ابحلگ مجنون
والكحل تيزاب
تعبانه الجفون
دمعات الوظن شلال
دمعه اتغار من دمعه
يبچي او محد يسمعه
يبچي او محد يسمعه
*******************************************
حوض تيزاب
سامي عبد المنعم
(الى شقيقي الشهيد منير عبد المنعم)
واحد چان أخوي ...
وردته تچوه .. إيصير
تچوه .. إشما گصت وياي الايام
چان إيشيل ثگل البيت وياي
رغم سن الطفولة وكثر الاحلام
مشه إبدرب الوطن يتحده الايام
ولجل هاي الارض قدم بطولات
ما رخه رسنها وخان الحدود
من شاف الوطن محتاج الرجال
إبغفله .. ولن مهرته إمچتفه إچتاف
بين اقلام كتاب التقارير
لان فيلي الاصل من عجد الاكراد
خذوا حلمه .. او ودو لابو غريب
لان باعرافهم حب الوطن عيب
ومن سجن السجن ...
وانواع تعذيب
وحيد وطاح بيدين المخانيث
وآخر سجن ...
طب إبحوض تيزاب
***************************************************
وظل بآخر طعم منك
كاظم العطشان
وظل بآخر طعم منك
رِكد عطره ابشراييني
وغُفه ابموسِم حِسِن ظَنك
يخزّامة غُوه اطيوفي
إشمَلَذ ملح الجِفه ابجرحي
ايتعافَه ابضحكه من سِنّك
ي فنّي اجمع ضُوه الخاطر
واطشرك..
والگط الزينه ...
والمنَّك
يَ فَنّي اگطع حبل سِرك
وطَفّي اللهبه البشوگي
وسد باب النشد عنك
ي فَنّي وماتِفل فني وربيت امزامط ابفنَّك
ولو مُرّ السهد يچوي وعلى الحنظل اجلبنَّك
ولو عاگولك ابروحي كُبَر وتفرْعَن ابچِنَّك
ولو هجرك شِري ابْشِفتي
اجرعه.. وتبگه ذاك انته
اضوگك برحي برياگي
وظل بآخر طعم منك
**********************************************
يا تل الورد
خضير الزبيدي
بيش ارثيك !
ياتل الورد
والگمر والديره
يبيش ارثيك !
يمعيبر عبد
والبلم والغيره
وتوصّيني ...؟!
" اعله ياذمّه توصيني.....!"
خشب تابوت وندگّن بساميره
وابو محيسن
كتب مكتوب ع البردي :
التفگ خلصت شواجيره
اشبدينه اعله الشعر لو شال
ظلينه ابطواري الطيف نتسلّه ابتصاويره
نِحِن لمسامرك عريان
بستان الشعر فاگد نواطيره
يبو اطوال المحاسن واللّحد شبرين
وحتار الگبر واندفنت الحيره
يبيش ارثيك
يلماشي اعله طول الگاع
« مثل الماي من ينشف بلايه اوداع »
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* كُتبت فور سماع خبر رحيل الخالد عريان السيد خلف رحمه الله
***********************************************
غرگـــــــانه
محمد جواد الكعبي
مهدل زياجك ياوطن
كل ساعة عندك نايحة
من دون ربعك للأسف
صاحت عليك الصايحة
الذبحوك جوك وحولوو
وأنته التگلهم طايحة
منك وبيك تأامروو
ريحتها كلش فايحة
لا سلة ضلت بالخرج
والعنب لا ني اللايحة
تنورك الضل مشتعل
خبزة فقيرك سايحة
زفة عرس للمگبرة
شبان ذيچ الرايحة
****************************************************
مكبرة النجف
علوان السلمان
ـ اليك يا اخي في ذكراك الثالثة..
الدنية اتغيرت صارت...مصالح
وانه للنــــــذل ابدا ... مصالح
مثل شيطان احسنه... مصالح
يخون الوفي ويذبه بهبيه
ـ اخوي المات كلي بيش اعوضنه
او مو حقي السواد لاجله البسنه
مكبرة النجف فرحانه كلش بيه
وانه الحزن كاتلني امن اذكرنه
وظل اصرخ مثل مجنون يم كبره وشمنه
لان كل الوفه عنده أخوي
البيدي ادفننه
لان كل الصدك عنده
اخوي المايخيب الظن اظننه
او ابد ما عاف كل احبابه احسنه
اخوي المات جلماته او حنانه التارسه الجنه
التفت يم الكبر ودري اشحجوا عنه
اخوي المات كل الناس بالطيبات انه اوياهم اذكرنه
وحس كربه رسالة او ابتسم يمه
وكله ليشي ياخويه ابعدت عنه
الوكت كلفاته تحتاجك
تحلها بفضل رب الكون
يارمز المحنة اويا حبيب انه
******************************************************
الصفحة الحادية عشر
وداعــاً .. طلال حسن
ودعت الأوساط الثقافية العراقية والعربية امس الكاتب القصصي والمسرحي الكبير طلال حسن (1939 – 2024) والذي عُرف بتخصصه في أدب الأطفال. اصدر (51) كتاباً في هذا الميدان. نشرت كتاباته في سائر المجلات العربية المتخصصة في أدب الأطفال ونشرت وترجمت كتبه الى عدة لغات عالمية، كما تحولت اعماله الى دراسات ماجستير واطاريح دكتوراه. طلال حسن عمل مراسلاً لـ(طريق الشعب) في الموصل كما نشر العديد من قصصه ومسرحياته في (طريق الشعب) ومجلة (الثقافة الجديدة) وحصل على العديد من الجوائز العربية. وتمكن ابنه الفنان عمر طلال حسن من تنفيذ كتابات والده تشكيلياً وتم نشرها في معظم المجلات العربية.
طلال حسن، يعد رائداً في أدب الأطفال، كما أنه عُرف في الأوساط الثقافية كونه يتمتع برقي وسمو وإنسانية في طبعه وسلوكه ومشهود له بالمواقف الوطنية التقدمية وبقي صفحة نقية في مساره عبر سنوات عمره المديد.
"الطريق الثقافية" تنشر الأحد آخر نصوصه المسرحية.
وداعاً .. طلال حسن يا من جعل الازهار تعطر حياة أطفالنا.
***********************************************************
عن التقنيات والأصول الرافدينية
شاكر لعيبي
ثلاث صور. الصورتان أعلاه، يميناً: رسم على الجص قادم من قصر سنحاريب ملك الإمبراطورية الآشورية الحديثة في الفترة (705 - 681 ق.م)، هو من أقدم التمثيلات البصرية للقفة (المتحف البريطاني).
أعلاه يساراً: لعلها من أقدم الصورة الفوتوغرافية للعراق الحديث، وهي صور حملة وولف الأثرية عام (1884 و1885). الصورة من مدينة بغداد عام 1884. وفيها، قفة ربما في طور البناء وثلاثة رجال يتطلعون إليها. فوتوغراف فضي، القياس: الارتفاع 18.5 × العرض 23سم. محفوظ في قسم المجموعات النادرة والمخطوطات، مكتبة جامعة كورنيل للآثار. تصوير: هاينز، جون هنري (1849- 1910).
أدناه: قفة آشورية تنقل شحنة من حجر البناء. وهي في الغالب من زمن قصر سنحاريب (عن: ليونيل كاسون، السفن والملاحة البحرية في العالم القديم Lionel Casson, Ships and Seamanship in the Ancient World). هناك لوح مسماري من بابل، يعود تاريخه حسب المتخصصين بوسائط النقل القديمة إلى حوالي عام 1750 قبل الميلاد، وقد تم اكتشافه في أربعينيات القرن العشرين، ولكن لم تتم ترجمته إلا قبل بضع سنوات، يصف اللوح الطوفان. وفي ظني يخلط اللوح بين القفة والكلك أو أن البابليين صنعوا مركباً يجمع بين النوعين. في هذا اللوح، يشير الإله إنكي إلى رجل يُدعى أتراحاسيس بالكارثة القادمة ويقترح عليه بناء نوع من قارب لإنقاذ نفسه. يصف اللوح القارب بتفاصيل كبيرة، بما في ذلك بناؤه من القصب المربوط بالحبال، وإطاره الخشبي الداخلي، وغطاؤه المقاوم للماء من الأسفلت بسمك الإصبع، وهذه إشارة مرتبكة لشيء من القفة في رأينا. لكن المتخصصين يمضون إلى القول إن وصف اللوح يجعل قطره يبلغ حرفيًا 220 قدمًا (67 مترًا) وارتفاع يبلغ 20 قدمًا (6 أمتار) وهذا ليس حجم قفة دون شك. يعترف مترجم اللوح، إيرفينج فينكل Irving Finkel من المتحف البريطاني، بأن مثل هذه العمل الحرفي كان مستحيلا فعليًا ولا شك أن فيه بعض المبالغة الأسطورية. ولكنه كان مقتنعًا تمامًا بصحة فكرة وجود قارب كبير بما يكفي ليكون بمثابة نموذج للأسطورة. نموذج قادر على نقل الأسرّة والماشية، لدرجة أنه بنى نسخة مصغرة له، تم إطلاقها في عام 2014. كان للقارب أيضًا مستويين، مع مكان مناسب لـلكثير من الحيوانات الأليفة. وهناك الكثير من الصور الفوتوغرافية لسفينة الطوفان البابلية التي بناها إيرفينج فينكل. تسرب الماء لسفينة فينكل التي بلغ وزنها 35 طنًا، بسبب استخدام البيتومين (القير) منخفض الجودة المتوفر في ولاية كيرالا بالهند، حيث تم بناء القارب، بدلاً من المواد الأعلى جودة من العراق، لكنها كانت مستقرة وناجحة بخلاف ذلك. يخلص فينكل إلى أن مثل هذه المركبة ربما تم استخدامها بالفعل ويمكن أن توفر الأساس لأسطورة الطوفان. ونعتقد نحن بقوة أن الوصف في الجزء الثاني مما نقلناه أعلاه لا يشير إلى قفة بل إلى الكلك (جلج). ولدينا صور لنماذج بمستويين منه وإن لم تكن بالجودة والحجم الموصوفين.
نعرف القفة (الكفة) منذ رسوم الجداريات الآشورية التي تبرهن استخدم سكان بلاد الرافدين القفة للنقل النهري، وللأغراض العسكرية (لدينا باريلليف القفة آشورية في المتحف البريطاني يؤرَّخ له بعام 600 ق.م). جاء في كلام سرجون الأوّل الاكدي (حوالي عام 2350 ق.م) وفق أحد الترجمات: "أنا سرجون الأول، ملك قادر، ملك أكد أنا هو، حبلت بي أمي بغير مباشرة والدي لها، بينما كان عمي يعتو في البلاد، وقد حبلت بي في مدينة (أزوبيراني) الواقعة على شط الفرات والدتي أصبحت حاملا وولدتني بالعالم في محل مخفيّ ووضعتني في قفة حقيرة من الصفصاف المطليّ بالقير". ومدينة ازوبيراني تقع على نهر الفرات عند مصب نهر الخابور (ويسمى بنهر البليخ) الذي يصب في نهر الفرات شمال بلاد الرافدين. ويعتقد أنها مدينة الزعفران في منطقة صفران بولو التركية التابعة لولاية قره بوك. أما القير فيُعرف أيضا بأسماء الزفت أو الإزفلت أو الحُمًر او البيتومين، وهو مادة نفطية ذات لزوجة عالية وذات لون أسود، يستخرج من خلال عملية تقطير النفط الخام، وكان ينبع طبيعياً في شمال وغرب العراق، الموصل والأنبار وكركوك وغيرها. يعلن نص سرجون في المتحف البريطاني تشابهاً قوياً مع قصة ولادة النبي موسى، وولادة العذراء للسيد المسيح دون أن يباشرها رجل. ولد سرجون الأكدي سنة 2300 ق.م. وهو ملك رافديني أشوري، كانت أمه حسب النصوص السومرية كاهنة عليا من طبقة انتيم (البتول أو العذراء) في مدينة آزوفيرانو، حملت به ووضعته سراً وأخفته في سلة من الحلفاء مطلية بالقير، وغطته ورمته في الماء، فلم يغرقه النهر بل حمله إلى آكي سقّاء الماء (ساقي ملك كيش اور زبابا)، فانتشله آكي بدلوه، ورباه واتخذه ولداً وعينه بستانياً عنده، وبينما كان يعمل بستانياً أحبته الآلهة عشتار فتولى الملوكية. تشابه يؤكد أن أصول القصص التوراتية موصولة بقصص وأساطير بلاد الرافدين.
هذه السلة ـ القارب من الحلفاء المطلي بالقير في حكاية سرجون هي دون شك نوع من القفة. أستمر العراقيون في استخدام القفة حتى بداية القرن العشرين بل منتصفه، حيث كان يشيع استعمالها أكثر من الزوارق النهرية، خاصة لنقل الحاصلات الزراعية والبضائع التجارية من وإلى بغداد وضواحيها وذلك لسهولة حركتها وانسيابيتها. والقفة المعروفة مصنوعة من قصب البردي تتخللها حبال القنب لتثبيت مداراها وشكلها مقارب للسلة، تطلى بالقار لمنع تسرب الماء اليها. والقفة لغةً، الزبيل، والقفة قرعة يابسة، وقد جاء أن القفة: كهيئة القرعة، تتخذ من خوص ونحوه تجعل فيه المرأة قطنها، وأنشد ابن برى شاهداً على أن القفة هي القرعة اليابسة قول الراجز:
ربّ عجوز رأسها كالقفهْ
تمشي بخف معها هرشفهْ
وقد ورد لفظ القفة في بعض كتب اللغة بصيغة (القفعة).
ثمة أنوع عديدة وأحجام متنوعة من القفف: القفة الصغيرة تستخدم لصيد السمك بالشبكة ونادراً ما تستخدم للنقل النهريّ، ثم القفة الكبيرة التي كانت تحمل لوحة تسجيل في القرن العشرين وتستخدم لنقل الاشخاص أو البضائع، وتسمّى الـ (حصان) حيث تتسع الى حوالي ثلاثين راكباً وتستطيع حمل أكثر من طن. من الطريف بأنه في احتفالية ميلاد الملك فيصل الأول في بداية العشرينات من القرن الماضي، جرت مسابقة لأربعة أصناف تشمل سباق الزوارق، وسباق القفف، وسباق السباحة للشباب، وأخيراً سباق العوم على القرب الجلدية، بدءا من جسر مود ولمسافة 200-300 ياردة، حيث كانت لجنة التحكيم بانتظار المتسابقين على قارب كبير عند خط النهاية. بعد الاحتلال البريطاني لبغداد صدرت قوانين لإجازة أصحاب الزوارق والقفف مقابل رسوم معينة ووضع ترقيم لها. وبالرغم من كثرة استعمال القفف للتنقل فقد تردّد الأهالي في استخدامها لاحقاً، بعد أن شاعت قصة غرق السيد ذيب مع القفة حيث لم يعثر إلا على عمامته طافية في الماء، ولهذه الحادثة أشارت الأبيات المغناة: "جتي العمامه طايفه والروج يلعب بيها سيد ذيب راعيها ".
توقف استخدام القفة بعد إنشاء الجسور الحديثة وسهولة العبور بين جانبي بغداد، الرصافة والكرخ.
*********************************************************
(طائرٌ نَسيَ أن يغلقَ بابَ العش): الأحمر سيد الموقف
ماجد الحسن
إن الذات الشعرية الواعية تلعب دوراً مهماً في استنطاق المعطيات الحياتية عبر عمليات ذهنية وحسية وتخييلية ، وتلك العمليات لها أدوارها المهمة في بناء الشعر، وبذلك تصبح التجربة بشقيها (الحياتي والشعري) المصدر المعتمد لمعارف الشاعر ورؤاه، التي يسعى الشاعر إلى استنطاقها والكشف عن ماهيتها لتتحول فيما بعد إلى معانٍ ورموز يتعامل معها المتلقي كمفاهيم تفصح عن الرؤيا المعرفية عند الشاعر، وهذا ما يمكن معاينته في مجموعة الشاعر (ولاء الصواف) والموسومة (طائرٌ نَسيَ أن يغلقَ بابَ العش).
اختار الشاعر عنوانين لمجموعته الشعرية الأول (كلبٌ ينبحُ فوق الغيم)، ولقد اخترنا العنوان الثاني (طائرٌ نَسيَ أن يغلقَ بابَ العش) يفصح عن تشكيل معرفي ينجز مهمته الشعرية بانفتاح دلالي يشّكل بؤرة التصورات المعرفية التي تعكس سياق الشاعر الذي يروم بلوغ درجة يرصد شقاءها الإنساني:
الأسوَد سيدُ الألوان
الأحمرُ سيدُ الموقف
يا بلادي العتيقة كالفرح ... كلّكِ فرحٌ يقضمني
في المقطع الآنف استثمر فيه الشاعر لونين لهما دلالاتهما الواقعية (الأسود والأحمر)، وهاتان الدلالتان جاءتا بوصفهما موجهاً يسعى الشاعر من ورائه لبيان أن جوهر الحياة هي بالضد من الموت والحزن، إذن هناك تلاحم دلالي بين (الأسود/ المراثي) وبين (الأحمر/ الموت) ، فسياق التحول في هذا التلاحم الدلالي ابتدأ من التجربة الحياتية إلى التجربة الشعرية مما تبعها تحول في الرؤيا التي وضعتنا أمام السؤال المعرفي، الذي كشف عن محنة إنسانية ووجودية.
ووظائف التأمل الشعري هو تحويل الأشياء المدركة والمتعينة إلى عوالم مفارقة بعد استنطاق طاقتها الإيحائية، إن الشاعر لكي يضمن تجربته كثيراً ما يحوّر المعطيات لغرض فتح الطريق للتفاعل معها، فهو لا يستأثر بها كما هي، مما يترتب على هذا التفاعل حوارية دائمة بين (الذات والموضوع) يعيد عن طريقها إنتاج الوقائع وفقاً لرؤيته، وهذا ما فعله الشاعر مؤكداً التوصيف:
دعني أمارسُ جنوني في هذا العالم
كما أشتهي .... لا كما تشتهي الريح
ثم يختتم نصه بالآتي:
كلُّ ما أنا ....
نفثةُ دخانٍ أنيقٍ
أهيل الهواء عليَّ لأتبدد
يتشظى النص الآنف من نقطة تمركز واحدة وهي (الأنا) التي وصفها بالجنون، وهذه (الأنا) افترضت دلالات متجاورة تتماهى وحقيقتها المضطربة، ومن هذه الدلالات (الريح) و (الدخان)، وهكذا يصل بنا الشاعر إلى الثنائية الوجودية الكبرى التي افتتح بها مجموعته الشعرية وهي ثنائية (الموت والحياة)، وإن الموازنة بينهما هي بحسب التشاكل الذي يتمحور حول المقصد العام للنص وهو (الأنا) بمسارها المعرفي الذي يتحتم عليها الجنون بحسب رغبتها، لا كما تشتهي الريح بحد وصف الشاعر، وبذلك يكشف مسار التجربة عند (ولاء الصواف) نزوعاً إلى تصور الحياة وكأنها جحيم، وهذا النزوع يؤكد أن هناك تجلياً مأساوياً يؤسس إلى نظرة جديدة إلى العالم، تدفع الإنسان لاكتشاف شتى القضايا التي تحفّ به، مما يحّول الاحتمالات عند الشاعرــ إزاء هذا الوضع ــ إلى ممكنات لا تتوقف عن صناعة الواقع، وهذا ما يمكن تأكيده:
للمهملِ أبداً ... رأسي الضاج بالأسئلة
من أغلقَ بابَ السؤالِ عمّن أكون؟
من عبأ في جسدي النحيل كلَّ هذا الزبد؟
من خلعَ شرفاتِ التأويلِ عن فكرةٍ مجنونةٍ أسمها (أنا)؟
أنا هنا في مفترقِ الوجود
لقد وضعنا الشاعر أمام تساؤل معرفي أنطلق من (الأنا) ليحدد مصيره هو، وبالضرورة ذاته مصير الإنسانية التي تواجه سؤال الوجود (عمّن أكون)، إضافة إلى ذلك إن وعي التجربة قد ركن إلى اللحظة الحاضرة التي عن طريقها حدد المصير الإنساني، ووفقاً لهذا التحديد كرر الشاعر لازمته الشعرية وهو السؤال بــ(من)، الذي صار بؤرة النص وتمركزه الدلالي، وهذه اللازمة تفصح عن توجه الشاعر المعرفي، بمعطياته المعرفية والوجودية ، واندفع منها إلى أقصى درجات التجريد.
*************************************************
قراءات دكتاتورية فرانكو في رواية "سفينة نيرودا" لإيزابيل الليندي
كريم غانم
في الصفحات الأخيرة من هذه الرواية الفذة، قالت الليندي: مات الطاغية فرانكو بعد أن قبض على السلطة أربعين سنة، وفي هذه الأثناء وأنا ملتصق بهذه الرواية، بصقت على اسمه الذي في أحد الأسطر، لا أعرف لماذا انفعلت واخذني التوتر. أسباب كثيرة في هذه النفس الملعونة التي لم يكشفها الف فرويد وثلاثون ادلر أشهر علماء التحليل النفسي، لربما لأنني تذكرت صدام حسين وهو يعدم، أو لربما تذكرت قتلة المتظاهرين الذين يدافعون عن بلدانهم، أو ربما اخذتني الكاتبة لأنها تصل إلى المشاعر أكثر من فرويد وادلر، بعد أن وقعت عيني على عنوان الرواية، واسم الشاعر التشيلي بابلو نيرودا يتوسطها، تذكرت آرثر رامبو عندما كان يصرخ: إنما الشعراء أخوة، وتذكرت السياب وبعض شعراء العراق وتساءلت لماذا لم نجدهم في بطن الروايات. التقطت الرواية وما أن شرعت في قراءتها حتى وصلت الى نصفها ولم أجد الشاعر بابلو نيرودا الذي زين اسمه غلاف الرواية، أظنُ بأن الشعراء مجرد فواكه أو أكياس شوكلاته لجذب الآخرين، تدور أحداث الرواية في اسبانيا بين الجمهوريين ونظام فرانكو القمعي، حيث تبدأ الحرب الدموية التي راح ضحيتها آلاف الشباب والنساء، تصور ايزابيل الليندي الحرب ومخلفاتها. تتغير المدن والبشر في الحرب، يعم الجنون والفوضى ويظهر الإنسان الواضح صاحب الواجه الواحد والإرادة الثابته، نادرة هي القلوب التي تحب البلاد بيبابها وخضارها، من بين هذه القلوب الصلبة والنادرة هو فيكتور دالماو هو الشخصية المحورية في هذه الرواية مع رفيقته روزر المرأة القوية الصابرة فيكتور هو من عائلة دالماو المتكونة من أب وأخ صغير يحارب في الجبهة وأم قوية محبة للحياة وروزر الفتاة التي تبتنها العائلة. روزر فتاة سريعة التعلم حيث كانت بارعة في تعلم الموسيقى، تعزف اي قطعة موسيقية مهما كانت صعوبتها لمجرد سماعها اول مرة دون التدقيق بأي نوتة موسيقية، بدأ فيكتور بمعالجة الجرحى والمصابين في الحرب بينما ظلت روزر مع العائلة. بعد أن زحف جيش فرانكو نحو مدريد وبدأت علامات الهزيمة قريبة من الجمهوريين، قررت التشيلي مساعدتهم. حيث جهزت سفينة بقيادة الشاعر بابلو نيرودا لنقل الجرحى والنازحين والمتضريين من الحرب إلى تشيلسي البلاد البعيدة، اخذ نيرودا يسجل الأفراد الذين يستطيعون العمل في تشيلي، ويسألهم عن أعمالهم اليومية روزر موسيقية. وفيكتور طبيب وافق نيرودا على حملهم بسفينته حيث ادركة حاجة شعبه إلى الموسيقى والطب، أوصت الحكومة وحذرت نيرودا بأن لايجلب مع أي إنسان صاحب أفكار خشيتةً على البلاد، بدأت الرحلة وبدأ المنفى حيث تشتت العائلة مثل الكثير من العوائل، ظل فيكتور وروزر يتنقلان بين التشيلي وفنزويلا لمدة ثلاثين عاماً، حتى موت فرانكو فعادوا إلى إسبانيا ولكنه اكتشف انه تغرب مرتين حيث لم تعد مدريد مألوفة له تغيرت ملامحها وبناياتها وحتى ناسها، شعر بغربة أكثر من أي وقت مضى، حوادث كثيرة لم نضعها بهذه الكلمات، رواية مشوقة خطتها الليندي بلغة ساحرة وترجمة ممتعة ولذيذة حد الدهشة. أحداث متواصلة تشد القارئ مهما كان مستواه، لم يأخذ نيرودا حصته الكبيرة بهذه الرواية سوى بضع صفحات.. حين جهز السفينة وحين تسلم جائزة نوبل وحين هرب من تشيلي، لربما هي هذه حياة الشعراء قصيرة ومربكة.
* ايزابيل الليندي سفينة نيرودا/ دار الآداب ترجمة صالح علماني الطبعة الأولى.
**********************************************
من صورته يرى
رياض الغريب
الصمت لغة تنفلت من الجدران وانت تزرع عينا في الحديقة لتراقب نمو الوردة أو تتوهم بالانتظار.. الانتظار صمت روض ارواحا تظهر وتختفي فيك بما يشبه الحلم كيف يرتجى الصمت وقد نبتت بين أسنانه الذكريات وتاريخنا الذي اوجع قلب الطريق
كيف
من خوف تدلى من نافذة بعيدة
يرى أيامهُ
جهز كامرتهُ
ليلتقط صورة لحياتهِ بالمقلوبِ
اشار لهيئتهِ ان تقف على رأسِها
القدمان تختفيان
الرأس يختفي
ملامح واضحة لأسئلة مثقوبة
عينان
جهز كامرته
لمشهد لا يتكرر
يستقبل فداحة ايامه بالخسائر
والذكريات البعيدة
في الطريق الملتوي
فوق اجساد العابرين يكتشف العشب ثقل المساء في قلوب المتلفتين ويفتح بابا لصوت قادم من امكنة يسكنها حلم راكض باتجاه افق شاحب لم تكن انت فيه.
عطل بسيط في الكامره أخر تصوير المشهد
هم يعتقدون
كلما اراد متلفت منهم ان يقد شروقه من وجع رافقه تصفعه الايادي التي تختفي خلف المشهد الشاحب.. في ذهنه ..
ياالله كم هي مؤلمة تلك الحياة التي نعيش
قالها وهو يحاول ان يرفع بيت الشعر
ليقضي على اخر ما تبقى لديه من ضوء الحلم
هو متعثر بالكلام
امام حقيقة الغياب
الصورة بالمقلوب
والمشهد عاريا لا تستر عورته عشبة المساء
*******************************************************
الصفحة الثانية عشر
عن روايته "آخر المدن" الأديب زهير الجزائري في {بيتنا الثقافي}
بغداد – غالي العطواني
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت الماضي، الصحفي والأديب زهير الجزائري، الذي تحدث عن روايته الموسومة "آخر المدن"، في جلسة حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعدد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين.
الجلسة التي التأمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، أدارتها الشاعرة والصحفية حذام يوسف، واستبقتها بتقديم نبذة عن الضيف، مبينة أنه ولد عام 1943 في مدينة النجف، وعاش غربة قسرية عن وطنه منذ العام 1979، بعد اشتداد الحملة البعثية الفاشية ضد الشيوعيين والوطنيين.
وأوضحت ان الجزائري عمل صحفيا لأكثر من 50 سنة، وانه حاصل على شهادة في الأدب الألماني في جامعة بغداد، ودرجة أخرى في اللغة الإنكليزية في جامعة كامبردج. وفيما عرّجت على عدد من إصداراته، ومنها "حافة القيامة"، "الخائف والمخيف"، "حرب العاجز" و"أوراق جبلية"، أشارت إلى مساهمة الجزائري في الكفاح المسلح، إلى جانب رفاقه الأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، ضد النظام الدكتاتوري المباد. حيث سرد الكثير من أحداث تلك المرحلة وتفاصيلها في كتاباته، ومنها روايته "آخر المدن".
بعد ذلك، ألقى الجزائري الضوء على روايته الصادرة هذا العام عن "دار سطور" في بغداد، موضحا أنها تتضمن يوميات ومشاهدات وأحداثا حقيقية حولها إلى عمل إبداعي، وأنها تتناول واقعا قاسيا واجهه ورفاقه في زمن النظام المقبور.
وأوضح أن الرواية تتحدث عن تجربة عاشها في فترة الكفاح المسلح ضد النظام الدكتاتوري، إبان ثمانينيات القرن الماضي في جبال كردستان.
وكانت الرواية قد تعرضت إلى دراسات نقدية مستفيضة من نقاد معروفين، بضمنهم فاضل ثامر، الذي ذكر في مقال عنها كانت قد نشرته "طريق الشعب"، أن "الرواية هذه تجسد لحظة إنسانية ووطنية نادرة في تاريخ النضال الوطني المشرّف ضد الدكتاتورية والاستبداد والغدر. والرواية، ومع أنها تستمد الكثير من الواقعة المحسوسة ومن ظروف الحرب الدموية، الا أنها لا تسقط في فخ الوثائقية والظرفية، لأنها تتشكل سردياً من خلال التخييل الروائي المنفتح، لخلق عالمٍ افتراضي يقع على التخوم بين الواقع والفنطازيا".
كذلك كتب عن الرواية الناقد سمير الخليل، مقالا أيضا نُشر في "طريق الشعب" قائلاً "حرص الروائي على تقديم عناصر البنية السردية وتفعيل دورها في الكشف والاستدلال وتجسيد متعة التلّقي بلغة شعرية تصويرية عبر توظيف تقنيات السرد من استرجاع واستباق ووقفة ومشهد وحذف وتلخيص، وقد طغى على أسلوب الروائي التوّجه إلى المونتاج في مزج الأمكنة وتقديم الصورة السينمائية بكل لقطاتها وهو يتابع الأفراد وصراعهم المضني مع الطبيعة القاسية".
هذا وتخللت الجلسة مداخلات عن تجربة الضيف وكتابه ساهم فيها عدد من الحاضرين.
وفي الختام قدم الرفيق رائد فهمي شهادة تقدير باسم المنتدى إلى الصحفي والأديب زهير الجزائري.
************************************************
افتتاح المعرض السنوي للنحت العراقي
متابعة – طريق الشعب
افتتحت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، السبت الماضي على قاعتها في بغداد، المعرض السنوي للنحت العراقي 2024، بحضور شخصيات دبلوماسية وثقافية وفنية وعديد من متابعي المشهد التشكيلي العراقي.
وشارك في المعرض نحو 60 نحاتة ونحاتا من أجيال مختلفة، عرضوا أكثر من 70 عملا. وقد تميزت الأعمال باختلاف خاماتها وأساليبها وطرائق تنفيذها وموضوعاتها. هذا ويستمر المعرض فاتحا أبوابه أمام الزائرين، حتى الأول من كانون الثاني المقبل.
**********************************************
يوميات
- تعقد رابطة النقاد والأكاديميين في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الأربعاء، مؤتمرها النقدي السنوي تحت عنوان "علي جواد الطاهر والنقد الأكاديمي". يتضمن المؤتمر جلستين، الأولى تبدأ في الساعة 10 صباحا، وعنوانها "علي جواد الطاهر ناقدا أكاديميا". أما الجلسة الثانية فتبدأ في الساعة 4 عصرا، وعنوانها "النقد وآفاق المستقبل".
يُعقد المؤتمر على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
****************************************************
ليس مجرد كلام.. لولا المرأة لما جئنا الى الحياة !!
عبد السادة البصري
ما مرّ يومٌ الأّ ونقرأ أو نسمع خبراً عن فاجعة ما، ضحيتها امرأة. أتذكر فواجع كثيرة حدثت في قريتنا وما جاورها، كانت الضحايا فيها نساء ولأسباب تافهة جداً، مرّةً سمعنا أن أحدهم ذبح أخته، قيل دفاعا عن الشرف والسمعة، وتبيّن أنها الشرف ذاته وسُمعتها أصفى من البياض، ليندم أشدّ الندم ويموت كمدا!! ومرّةً أحرقت امرأة نفسها لسوء معاملة زوجها لها تاركة أطفالاً ثلاثة، وغيرها الكثير، وما نزال نسمع عن سوء المعاملة التي يقابل بها الزوج زوجته، أو الأب ابنته، او الأخ أخته، وهكذا.
سواء تحدّثت عن ابنتي أو جارتي أو أي امرأة عراقية لم تر السعادة والراحة والأمان مع رجل لا يعرف قدرها، لم أفِ حق هذه المسكينة الأنثى، التي لولاها لما كنّا موجودين في هذه الحياة أصلاً، فلو لم يكن هناك ذكر وأنثى، كيف كانت ستتكاثر الكائنات وتستمر الحياة؟!
الأسئلة كثيرة على حتمية وجود عنصر آخر لتكتمل دورة الحياة في الطبيعة، إذ أن لكل كائن جنسين هما الأساس في تكاثره واستمراريته، والكائن البشري مكوّن من هذين الجنسين أيضا، ذكر وأنثى متكافئان ومتساويان في كل شيء، لذا علينا أن نعرف جيداً هذا التكافؤ وهذه المساواة، ونضع الحدود والقوانين الحقيقية التي تراعي حق الاثنين معا، لأنه لولا الأنثى لما كان لنا وجود أو فائدة تذكر، واحترام الأنثى وإعطاؤها حقّها وتقديرها واجب إنساني على الجميع أن يعمل بموجبه، فالمرأة هي الأصل، هي الرحم والمنبت والنهر الساقي والنبض في العروق.
ولا يمكن ان ننسى الجمال الذي تبعثه الأنوثة في هذا الكون. ما علينا إلاّ أن نفكّر جيداً، ونراجع أنفسنا لنعرف أي قلب طعنّا، وروح أحزنّا ونفس كسرنا، عندما نعاملها بقسوة وجفاء!! لماذا نعذّبها ونعنّفها، ألانها ضعيفة ومهيضة الجناح دائما؟! ألأنها رقيقة وحنونة وطيّبة دائماً؟! هل ننسى أنها العالم كله؟!
المرأة قارورة العسل، يجب أن نعرف قيمتها الحقيقية جيدا، ولا تأخذنا الجهالة والرعونة والحماقة وقلّة الوعي في النيل منها!!
ألم تشاركنا في كل شيء؟! وأقرب دليل على ذلك وقوفها مع أخوتها الشباب حينما انتفضوا مطالبين ببناء وطنهم، وبحريّة الشعب وكرامته، وبإصلاح المنظومة الفاسدة، وتقديمها القرابين من بنات جنسها شهيدات على مذبح الحرية دائماً منذ فجر التاريخ لحد هذه الساعة!!
المرأة نصفنا الحلو، لماذا نجعله مُرّاً؟! بل نصف المجتمع وأساس بنائه، علينا أن نسعى وبقوة إلى تشريع قانون ضد العنف الأسري، ونؤكد على احترام حقوق المرأة وإنسانيتها، إذا كنّا إنسانيين حقاً؟!
****************************************************
قف.. قبل فوات الاوان
عبد المنعم الأعسم
من دون لف ودوران، لنتواكل على غريزة الأمل، والإخلاص، والخوف المشروع على بلادنا، لكي نحضّ الجهة (أو الجهات) التي تمسك بدفة السلطة والقرار على الإمساك باللحظة التاريخية التي ربما لا تتكرر، وبالفرصة الضيقة، المحرجة، المتاحة ، للعبور بالعراق إلى شاطئ الأمان، والبدِاية تنطلق (بوجيز الكلام) من عملية استباقية لإعادة هيكلة وإصلاح جهاز الدولة المحاصصي، وإنهاء ظاهرة حمل السلاح خارج مسؤولية الحكومة، وتصفية الكيفيات السائدة في تشكيل تنظيمات حزبية مسلحة مرتبطة بمشاريع قتال لا تدخل في القرار الوطني ولا في مرخّصات الدستور المعلنة، والأهم، فان المطلوب هو تفكيك الوصاية الخارجية على البلاد وتحرير استقلالها من الولاءات الخارجية والرطانات التي تتخذ من الدين واجهة زائفة لها، أخذا بالاعتبار أن هذه الخطوات، وقائية، وإنقاذية في ذات الوقت، غداة الانقلاب الكبير الذي شهده توازن القوى في المنطقة، بعد عدوان إسرائيل على غزة ولبنان، وسقوط دكتاتورية الأسد في سوريا، وانحسار (وهزيمة) مشروع القتال بالوصاية وبالأذرع المسلحة الموالية، وأيضا، احتكام بعض توجهات الجارة إيران إلى فروض العقل والواقعية.
الناصحون للسلطة، وكاتب السطور منهم، يملكون أسباباً لا حصر لها للخشية بان نصيحتهم ستواجه أذناً من طين وأذناً من عجين.. حتى يثبت العكس.
*********************************************
الموصل عودة رصيف الكتب بعد انقطاع
متابعة – طريق الشعب
بعد انقطاع لمدة شهر، عاد في الجمعة الماضية، نشاط رصيف الكتب المحاذي لسور جامعة الموصل، ما شهد توافد أعداد كبيرة من هواة المطالعة والطلبة الباحثين عن الكتب المنهجية. وقد تراوحت أسعار الكتب التي يعرضها الباعة على الأرض، بين 250 دينارا و8 آلاف دينار.
وحسب مسؤول الرصيف صلاح الوراق، فإن نشاطاتهم تنقطع بين فترة وأخرى، لمنح باعة الكتب فرصة لتوفير كميات مناسبة من المطبوعات.
ويشير في حديث صحفي إلى أن أسعار الكتب في هذا المكان، هي الأنسب والأرخص على مستوى البلاد، لافتا إلى أن الفعاليات الثقافية في الموصل باتت كثيرة، لا سيما في يوم الجمعة.
ويؤكد الوراق انهم يعملون على رفد الرصيف بعناوين جديدة جاذبة للقارئ.
من جانبه، يقول عبد الكريم شيت، صاحب مكتبة "أبو قتيبة"، أنه عرض على الرصيف إصدارات كثيرة في الفلسفة والتاريخ والفن.
أما أحمد خليل، وهو من هواة المطالعة، فيقول إن رصيف الكتب واحد من أجمل المشاريع الثقافية في أم الربيعين، مشيرا إلى أن أسعار الكتب مناسبة، والباعة يقدمون تسهيلات كبيرة للقراء.
إلى ذلك، يتمنى المواطن حسام عبد العزيز، افتتاح رصيف الكتب كل يوم جمعة من الأسبوع، داعيا الشباب إلى اقتناء الكتب من هذا المكان، لا سيما أن أسعارها باتت أرخص من السابق.