اخر الاخبار

الصفحة الأولى

بيان مشترك للأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تضامناً مع الشعب السوري ضد العدوان الغاشم للكيان الصهيوني

تتزايد المخاطر المحدقة بسوريا مع التصعيد الخطير في الهجمات العدوانية التي يشنها الكيان الصهيوني مستهدفاً عشرات المواقع العسكرية في أرجاء البلاد، وتوغل قواته في محيط الجولان المحتل، والغاء اتفاقية وقف النار لعام 1974، واعلان نيته فرض السيطرة على مناطق حدودية واسعة، مستغلاَ الأوضاع البالغة الصعوبة والتعقيد، وخصوصاَ في الجانب المعيشي والاقتصادي، التي يواجهها الشعب السوري الشقيق.

ويهدف هذا العدوان المتواصل، وسط صمت عربي ودولي مشين، وصمت من تولوا زمام الأمور في سوريا، إلى ضرب وتدمير قدراتها الدفاعية والعسكرية والبنى التحتية المرتبطة بها لإخراجها استراتيجيا من دائرة الصراع مع دولة الاحتلال والإرهاب الصهيوني، وفرض حالة تطبيع فعلي عليها، إضافة إلى لعب دور فاعل في تشكيل الواقع السياسي الجديد في سوريا، في ظل تدخلات خارجية سافرة وبدعم من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة وبتشجيع من حلف شمال الأطلسي العدواني، للإجهاز على قضية الشعب الفلسطيني، وتنفيذ المخططات الإمبريالية للهيمنة على المنطقة ومقدرات شعوبها، وفرض مشروع ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد".

إن مواجهة هذه التحديات الكبرى والمخاطر الجسيمة ومخططات التوسع الصهيوني التي تهدد سوريا، تستوجب تكاتف قواها الوطنية والديمقراطية للتصدي لهذا العدوان الغاشم ومقاومته وإحباطه. واذ نؤكد على حق الشعب السوري في مقاومة الاحتلال الصهيوني، ندعو إلى تصعيد التضامن معه من قبل الأحزاب الشيوعية وكل قوى اليسار والتقدم والديمقراطية وقوى التحرر في المنطقة والعالم، لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير شؤونه وخياراته الحرّة بعيدا عن التدخلات الخارجية.

كما نؤكد وقوفنا إلى جانب الشعب السوري في نضاله من أجل إرساء دعائم نظام حكم مدني ديمقراطي تعددي أساسه المواطنة، ويحقق الحرية والعدالة الاجتماعية وإعادة إعمار البلاد والتنمية الاقتصادية واستعادة السيادة الوطنية، مع ضرورة أن يقترن ذلك بمطالبة كافة القوى والدول باحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها، وأن تعمل الأمم المتحدة على ضمان ذلك بإلزام حكام تل ابيب بتطبيق اتفاق وقف النار لعام 1974، ووقف عدوانهم على سوريا وسحب قواتهم الغازية منها فورا.

إن عدم وضع حد لهمجية دولة الاحتلال والإرهاب الصهيوني وخططها التوسعية، ووقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني وتمكينه من تقرير مصيره وممارسة حقوقه الوطنية، وخرقها الدائم للقانون الدولي وافلاتها المستمر من العقاب، وعدم وقف اعتداءاتها على لبنان وهجماتها العدوانية على سوريا، سيعرض العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط إلى مخاطر استمرار تفجر النزاعات الإقليمية والدولية التي تهدد السلام العالمي ومستقبل البشرية.

13  كانون الأول (ديسمبر) 2024

الموقعون:

- الحزب الشيوعي الأردني

- المنبر التقدمي البحريني

- الحزب الشيوعي السوري الموحد

- الحزب الشيوعي السوداني

- الحزب الشيوعي العراقي

- حزب الشعب الفلسطيني

- الحزب الشيوعي اللبناني

- الحزب الشيوعي المصري

- حزب التقدم والاشتراكية المغربي

*********************************************

كتب المحرر السياسي: توجهات مثيرة للقلق

العمل الإعلامي وبضمنه الصحفي لم يكن يوماً مفروشاً بالورود، بل كان طريقه على الدوام محفوفاً بالمشقات والتضحيات. وفي بلدنا بالذات حفلت مسيرة الصحافة والاعلام بالتحدي والتفاني، في سبيل تأمين مساحة من الحرية تُمكّن العاملين فيهما من أداء رسالتهم، دون قيد أو تحكّم.

ومنذ سقوط النظام الدكتاتوري في 2003، دفع الاعلاميون والمجتمع عموما ثمناً باهظاً لترسيخ مناخ يضمن حرية التعبير، ويُطلق العنان للكلمة الحرة والرأي الذي لا يخضع لسطوة الأجهزة المتسلطة وأموال القوى المتنفذة الفاسدة وتهديدات السلاح المنفلت.

الا انه وبعكس هذا جاءت التوجيهات الأخيرة الصادرة عن هيئة الإعلام والاتصالات، لتثير قلقاً مشروعاً على مستقبل حرية التعبير وعموم الحريات والحقوق المنصوص عليها في الدستور.

فقد وجهت الهيئة في كتاب صادر عن مدير جهازها التنفيذي، المؤسسات الإعلامية بـما أسمته "الالتزام بالمهنية والموضوعية في تغطية أحداث سوريا، وتجنب بث معلومات قد تثير النزاعات أو تضرّ بعلاقات العراق الخارجية". وطلبت منها "الامتناع عن استضافة شخصيات معادية للمصلحة الوطنية، وعدم تناول المواضيع الأمنية الحساسة أو نشر أخبار غير موثوقة". كما دعتها إلى "تعزيز الخطاب الديني الوطني عبر استضافة رجال الدين لتشجيع التماسك المجتمعي ودعم الأجهزة الأمنية".

هذه التوجيهات التي يغلب عليها الطابع الأمني البحت، تعكس توجهاً واضحاً نحو التحكم بالإعلام ومفرداته والتضييق عليه، وتكشف عن استمرارية سياسة ممنهجة لتقييد حرية التعبير بذريعة حماية الأمن الوطني هذه المرة. ولا شك انها تضع الإعلام والإعلاميين أمام معادلة صعبة: بين أداء الدور المهني في نقل الحقائق، وبين التزام الخطوط التي تضعها الجهات المتنفذة على وفق رؤاها، التي تبين التجربة انها تضيق ذرعا بالرأي الاخر الذي لا يُسبّح بحمدها. ثم ان القلق يتجاوز هذه التوجيهات ونصوصها، فهي ليست إلا امتداداً لعقلية غير منفتحة رغم الادعاءات، ولنهج لا ينقطع من التضييق على الحريات، نهج يتعامل مع الإعلام كوسيلة للدعاية، لا كمنصة للنقاش الحر وكشف الحقائق وتسليط الضوء على الهفوات والإخفاقات والفساد المستشري في أروقة مؤسسات الدولة. وهو نهج يتناقض على طول الخط مع الديمقراطية التي يطمح العراقيون الى ترسيخها ممارسة ومنهجا ومؤسسات، ويعزز مناخ الخوف الذي يحول دون قيام الاعلام بدوره الحقيقي في الرقابة وكشف الحقائق.

وتعكس هذه التوجهات كذلك خللا في أداء الهيئة والجهات التي تقف وراءها، وتفصح عن نكوص في قيامها بمهامها، وذلك أمر ليس مستجدا وانما هو تراكم ممتد عبر سنوات طويلة. حيث أخفقت الهيئة في تقديم نفسها ككيان مستقل يلتزم بالقوانين النافذة والدستور، بل وجنحت مراراً طوعا أو تحت ضغط جهات متنفذة نحو تسخير إمكاناتها لخدمة مصالح تلك القوى، متجاهلةً تماماً الدور المناط بها.

ولا أدلّ على ذلك من تغاضيها المتواصل عن الأصوات التي تبث خطاباً يوميا مشحوناً بالتهديد، وبنشر بذور الفرقة، وترسيخ الطائفية والانقسام داخل المجتمع، في انحراف واضح عن مسؤولياتها الجوهرية.

ان ممارسات كهذه وما يلاحظ من عودة لاستخدام قوانين النظام الدكتاتوري المقبور وتضييق الخناق على الإعلاميين، انما تشكل ارتدادا عن ضمان حقوق العراقيين الدستورية وحريتهم في التعبير والاجتهاد والتفكير الحر غير المنمط.

ان تطورات الأوضاع الراهنة في منطقتنا وتداعياتها المحتملة على العراق، تتطلب مواقف وإجراءات من نوع آخر. فالحاجة ماسة الى المزيد من الحريات ومن تعزيزها، وتقوية دور مؤسسات الدولة وردم الهوة بينها وبين المواطنين، وحشد كل الطاقات الوطنية وتنمية الشعور بالانتماء للوطن، والتوعية السليمة بالمخاطر التي تهدده، والابتعاد عن كل ما يضعف النسيج الوطني، إضافة الى تعزيز قدرات وإمكانات القوات المسلحة النظامية وحصر السلاح بيد الدولة، والانطلاق من مصالح العراق وشعبه أولا قبل كل شيء.

تلك هي الإجراءات الواجب الاقدام عليها، وليس تلك التي تُضيّق على الناس وتحصي انفاسهم. وإن التوجهات المذكورة تتطلب التوقف الجاد عندها من طرف القوى المدنية الوطنية والمنظمات المدافعة عن حرية التعبير وحقوق الإنسان، والتصدي لها والعمل على حماية الحقوق الدستورية، وضمان حرية الكلمة وصيانة حقوق المواطنين. فالدفاع عن حرية التعبير وحرية الاعلام هو دفاع عن حق المواطنين في الوصول إلى الحقيقة، بعيدا عن مقص الرقيب وسطوة الإجراءات الأمنية.

*********************************************

راصد الطريق.. تهديد.. واستغلال للمال العام

نُقل عن برلمانية من نواب شمال شرقي بغداد تهديدها مواطنا باستخدام فرق التفتيش التابعة لوزارة العمل للكشف عن مكان عمله ومنزله، بذريعة عدم استحقاقه راتب الرعاية الاجتماعية، الذي سبق ان حصل عليه عبر مكتبها في فترة انتخابات مجالس المحافظات.

وبررت النائبة هذا الإجراء بعدم ترويج صفحة المواطن على فيسبوك لأنشطتها، وعدم دعمه لها في مواجهة حملة الانتقادات الواسعة الموجهة لها، خصوصاً بعد تسريب مقاطع صوتية منسوبة إلى مدير مكتبها، يحث فيها الموظفين على تأسيس "جيوش إلكترونية" تخضع لتوجيهها المباشر وتدعمها.

لن نشير هنا بالطبع الى أية أسماء، فالقضية تتجاوز كونها حدثاً فردياً، ومثل هذه الحالات تتكرر في مختلف مدن البلاد، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.

وكنا قد نوهنا بذلك، ونحن هنا نعيد التحذير من استغلال المتنفذين، بضمنهم بعض النواب، كذلك الجماعات المسلحة، للإعانات الاجتماعية لأغراض انتخابية.

ومع تخصيص أموال لغرض زيادة المشمولين بالإعانات الاجتماعية في موازنة العام المقبل، نتساءل عما اذا سيتكرر ما حدث سابقا من توزيع لهذه الإعانات على غير مستحقيها؟

اما النائبة التي نتحدث عنها، فسنرى كيف يتعامل معها رئيس كتلتها السياسية!

********************************************************

الصفحة الثانية

رئيس الحكومة: هناك "شبهات فساد" في معاملات القروض

بغداد ـ طريق الشعب

اقرّ رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس السبت، بحصول شبهات فساد في معاملات القروض المالية التي تطلقها المصارف الحكومية العراقية.

ونوه السوداني في كلمة له خلال مراسيم حفل افتتاح مؤتمر ومعرض مبادرة (ريادة) الأول في العاصمة بغداد، بدور المصارف في عملية إقراض المشاركين من الشباب في تلك المبادرة، مردفا بالقول إنه "فلنعترف توجد شبهات فساد في كل معاملات القروض والتي توصلنا إليها في تجاربنا السابقة".

وقال: "نحن أمام واقع جديد وعهد جديد للعراق يستثمر فيه كل إمكانياته وموارده الطبيعية التي لم تستثمر بشكل صحيح، وسوف تكون هذه المشاريع الصغيرة نواة لمشاريع أخرى متوسطة وكبيرة"، مشيرا الى أن "معظم الدول الصناعية المتقدمة بدأت بالمشاريع الصغيرة، وانتهت بشركات كبرى ترعى طيفاً كاملاً من الشركات الصغيرة".

وأضاف السوداني: نعمل على تنمية مختلف القطاعات، وفي الشراكة مع الشركات الأجنبية يجب أن يكون المنتج المحلي حاضراً، منوها الى انه "يمكن تصنيع أجزاء من صناعة السيارات في الورش المحلية، والمصارف الحكومية ستكون حاضرة في دعم مبادرات (ريادة)".

*****************************************************

أزمة الرواتب تتصاعد.. موظفو الإقليم يحذرون من تكرار سيناريو 2023

متابعة ـ طريق الشعب

دخلت أزمة تأخير صرف الرواتب في السليمانية مرحلة جديدة من التصعيد، مع انضمام الكوادر الصحية في مستشفى الولادة والطوارئ التعليمية إلى سلسلة الإضرابات التي تشهدها المدينة منذ عدة أيام.

وكان الإضراب قد بدأ في قطاعات التعليم والخدمات الحكومية، إلا أن توقف الكوادر الصحية عن العمل قد ينذر بتعطيل شبه كامل للخدمات الحيوية في المدينة إذا استمرت الأزمة دون حلول.

موظفو مستشفى الولادة

وأعلن موظفو مستشفى الولادة والطوارئ التعليمية عن توقفهم الكامل عن العمل، احتجاجًا على تأخير صرف رواتبهم لأكثر من شهرين. الكوادر الصحية امتنعت عن تقديم أي خدمات للمواطنين، مكتفين بالجلوس داخل غرفهم، مؤكدين أنهم سيواصلون الإضراب حتى صرف جميع الرواتب المتراكمة.

ويتزامن الإضراب في القطاع الصحي مع توقف 95 في المائة من المدارس في السليمانية عن العمل، بالإضافة إلى انضمام موظفي دوائر حيوية أخرى، مثل كاتب العدل والمرور والكهرباء والماء، إلى الإضراب المستمر منذ عدة أيام.

موقف المعلمين والموظفين

من جانبها، حذرت الهيئة العامة للمعلمين والموظفين الغاضبين في إقليم كردستان من تصعيد شامل إذا استمرت أزمة تأخير الرواتب، مؤكدة أنها لن تقبل بأقل من تسلّم الرواتب المتأخرة عن الأشهر الثلاثة الماضية.

ويأتي هذا التحذير بعد مرور أكثر من 70 يومًا على تأخير الرواتب، حيث انتقدت الهيئة في بيان لها ما وصفته بـ"سياسات السلطة"، مشيرة إلى أن الجهات المعنية لم تعلن حتى الآن قوائم رواتب شهر تشرين الاول، رغم اقتراب موعد إعداد قوائم رواتب كانون الاول.

وأكد البيان، أنه يتوجب على السلطات في الإقليم فورًا توزيع رواتب شهري تشرين الأول والثاني، والكف عن المماطلة والتلاعب بالوعود الكاذبة، محذرًا من أن هذه السياسات تدمر حياة الموظفين ولن تُنسى أو تُغضى عنها.

وأعلنت الهيئة عن تكثيف فعالياتها الاحتجاجية وتصعيد نشاطاتها خلال الفترة المقبلة، داعية الموظفين إلى الوقوف بحزم لمنع تكرار سيناريو عدم صرف الرواتب الثلاثة من العام الماضي. كما أكدت أنها ستدعم المقاطعات والعصيان السلمي المدني بعيدًا عن العنف، وستعمل على تنظيم احتجاجات متنوعة لإيصال صوتهم بقوة. وأضاف البيان، أن الهيئة ستبدأ بضغط شامل على السلطات في بغداد وأربيل، ولن تقبل بأقل من صرف الرواتب عبر البنوك الاتحادية لضمان الشفافية والعدالة.

تحذير من تداعياتها

وفي ختام البيان، حذرت الهيئة من تداعيات التأخير المستمر في صرف الرواتب، مؤكدة أن التصعيد هذه المرة سيكون واسع النطاق ومؤثرًا على جميع المستويات إذا لم تتم تلبية مطالبهم المشروعة.

ومنذ عدة أسابيع، يتظاهر الموظفون في المحافظة احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم وتجاهل حكومتي بغداد وأربيل لتنفيذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بصرف رواتب موظفي الإقليم وتوطينها.

ويتخوف الموظفون من تكرار سيناريو العام الماضي 2023 عندما تعثرت عملية صرف رواتب آخر 3 أشهر، وهو الأمر الذي زاد من الأعباء المالية على المواطنين.

******************************************************

احتجاجات تندد بتأخر صرف رواتب العقود وبإزالة المنازل وغياب الخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظتا البصرة والمثنى احتجاجات مطلبية حملت مطالب متعددة، من بينها صرف رواتب أصحاب العقود المتأخرة ورفض إزالة المنازل لتنفيذ مشاريع الطرق بدوم إيجاد البديل وتطبيق القانون على الجميع وتوفير الخدمات.

تأخر صرف الرواتب

ونظم العشرات من موظفي العقود ضمن الـ 35,000 درجة وظيفية، بالإضافة إلى موظفي الملاك في تربية البصرة، وقفة احتجاجية، أمام مبنى مديرية التربية في المحافظة، مطالبين بصرف رواتبهم المتأخرة منذ بداية شهر تموز الماضي.

وأوضح ممثل المتظاهرين، محمد الموسوي، أنهم لم يتسلموا رواتبهم منذ الأول من تموز وحتى نهاية الأسبوع، مشيرًا إلى أن أحد نواب البصرة تمكن من استحصال أمر تمويل الرواتب الذي تتم عادة تحويله إلى وحدة المدفوعات، ومن ثم إلى البنك المركزي، ومنه إلى مصرف الرافدين لصرف الرواتب.

وأضاف الموسوي، أن هذه العملية لا تستغرق عادةً أكثر من يومين، إلا أن الرواتب لم تُصرف منذ قرابة عشرة أيام.

كما اتّهم المتظاهرون جهات لم يحددوا هويتها بمحاولة عرقلة عملية صرف الرواتب، مطالبين في الوقت ذاته رئيس الوزراء ووزيري المالية والتربية وأعضاء مجلس النواب عن البصرة بالتدخل العاجل والعمل على صرف مستحقاتهم المالية.

تطبيق القانون على الجميع

ونظم العشرات من أصحاب سيارات الحمل في المحافظة، وقفة احتجاجية، أمام ديوان المحافظة، مطالبين بتفعيل محطات الوزن (الكبان) وتطبيق القرارات القانونية على جميع الشركات دون استثناء.

وقال أحد المتظاهرين، إن الوقفة جاءت للمطالبة بتشغيل محطات الوزن بشكل رسمي وفعّال، بحيث تطبق على كافة الشركات بشكل عادل ودون تمييز.

وأشار إلى أن المواطنين الفقراء هم الأكثر تضررًا من هذه الإجراءات، في حين يتم إعفاء بعض الشركات من المحاسبة مقابل دفع مبلغ 10 آلاف دينار، على حد تعبيره.

وأضاف المتظاهر، أن المستثمر الذي يدير محطة الوزن في منطقة الدير يعقد اتفاقات مع بعض أصحاب سيارات الحمل لاستثنائهم من تطبيق القانون، حتى وإن كانت حمولاتهم تصل إلى 90 طنا، وهو ما اعتبره أمرًا مرفوضًا.

وطالب المتظاهرون بتطبيق القانون على الجميع، ومحاسبة كافة المخالفين لضمان العدالة والمساواة في تطبيق القوانين.

توفير البديل قبل الإزالة

الى ذلك، تظاهر العشرات من أهالي منطقة الحوطة التابعة لقضاء شط العرب في محافظة البصرة، احتجاجا على قرار تغيير مسار الطريق الحولي الذي يهدد بإزالة أكثر من 500 منزل في المنطقة.

وأكد المتظاهرون، أن الطريق المزمع تنفيذه سيعبر عبر أراضيهم ويهدد بإزالة العديد من المنازل التي تُعد بمثابة "طابو صرف"، معظمها تقع وسط بساتين النخيل التي تعتبر مصدر رزقهم الرئيس.

وطالب الأهالي الجهات المعنية بتغيير مسار الطريق، مؤكدين أن إزالة منازلهم سيؤثر سلبًا على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأنها تقع في منطقة زراعية هامة.

توفير الخدمات

من جانب اخر، نظم العشرات من المواطنين من سكان ناحية الكرامة في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات العامة وإكمال الطريق الذي يربط مناطقهم بمناطق السوير.

وقال عدد من المتظاهرين، إنّ مطالبهم تتعلق بتحسين الخدمات البلدية، بما في ذلك الطرق والصرف الصحي وغيرها من الأمور التي تخص الإدارة المحلية، مشيرين إلى أن الطريق الذي يربط منطقتهم بمناطق السوير يعد شريانًا حيويًا يخدم الكثير من المواطنين، ويصل عددًا كبيرًا من القرى والتجمعات السكانية في المنطقة.

وطالب المحتجون الجهات المعنية بتلبية مطالبهم من خلال تسريع تنفيذ مشاريع الخدمات وإكمال الطريق الذي يعتبر ضرورة حيوية لسكان المنطقة.

************************************************

إضاءة.. هل العراق على أبواب التغيير؟

محمد عبد الرحمن

يتحدث العديد من المراقبين والمتابعين والتقارير العالمية عن كون العراق ليس بمعزل عن تداعيات ما يجري في المنطقة، خصوصا في اعقاب رحيل نظام بشار الأسد بعد سنوات عجاف، عانى فيها الشعب السوري كثيرا وما زال.

ولعل أبرز ردود الفعل العراقية الرسمية حتى الآن على ما يحصل، يركز على الجانب العسكري – الأمني بما يحول دون تكرار ما جرى سابقا من اجتياح داعش لمحافظات عراقية عدة، ونتجت عنه مآسٍ وكوارث وأعمال تهجير وخسائر بشرية ومادية ما زالت مخلفاتها ماثلة حتى اليوم، فيما يبدو ان ملف تلك الاحداث لا يراد فتحه لأسباب غدت معروفة، يتصدرها ارتباط ذلك ببعض المسؤولين المتنفذين آنذاك كما قيل واعلن، وبالذات ممن أعدوا الملف المذكور بتكليف من مجلس النواب حينذاك.

ومن الطبيعي ربما ان يستعد العراق لمواجهة أي احتمال لمغامرة داعشية جديدة، بعدما انعشت التطورات الأخيرة الفلول الارهابية التي لم يُقض عليها حتى الآن. علما ان التجربة السابقة تبين ان الجهد العسكري – الأمني لوحده غير كاف، ويفترض ان تكون هناك حزمة متكاملة لمواجهة التحديات الراهنة وما يخطط من خارج الحدود لبلدنا ولعموم دول الشرق الأوسط، ولكي تُتخذ إجراءات فعلية لتجفيف منابع الإرهاب. فالمسألة ليست قطعا عسكرية – امنية مجردة، والحاجة ماسّة الى إجراءات فعلية وعملية، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وإعلامية.

فهل المنهج المتبع اليوم في إدارة الدولة ومؤسساتها، منهج المحاصصة والتخادم المكوناتي، قادر فعلا على تأمين مستلزمات التعامل والتصدي الناجع لمختلف الاحتمالات، ولوضع مصلحة العراق أولا وقبل كل مصلحة؟ 

منذ تحقيق النصر العسكري على داعش عام ٢٠١٦ وحتى اليوم لم نلمس إجراءات جدية تطمئن المواطن العراقي الى ان بلده يسير في الاتجاه السليم، فيما تفاقمت ظواهر سلبية عديدة بضمنها ظواهر الفساد والسلاح المنفلت، وافشال كل مسعى للخروج من شرنقة المحاصصة والولوج الى فضاء المواطنة المبرّأة من ادران الطائفية والانغلاق والتقوقع باختلاف أنواعه، واعتماد معايير أخرى، مهنية وذات صلة بالكفاءة والنزاهة، لاسناد الوظيفة العامة. الى جانب ظواهر اخرى لا تشي بان العراق سائر نحو التعافي، على الرغم من الحديث المكرور عن استقرار سياسي وامني  مزعوم، فيما الهوة تكبر بين المواطنين والأقلية الحاكمة المحتكرة للسلطة والمال والاعلام.

 ان الصمود وافشال المخططات يتطلبان منهجا آخر يختلف تماما، وهذا ما يوجب اجراء التغيير، الذي لن يكون بالقطع منحة او هبة من المتنفذين الذين يضعون مصالحهم في المقدمة. فعن أي تغيير نتحدث؟ نقول مباشرة انه ليس التغيير الذي يبشر به البعض هذه الأيام، التغيير المسلفن والمصدّر الينا على متن طائرات او بوارج او دبابات! فنحن لن نعيد تجربة المجرب والذي ما زلنا نعاني من تداعياته.

نعم التغيير الشامل مطلوب، ولكن بأيدٍ عراقية وعلى وفق اجندة وطنية، وهو ليس استحقاقا وليد اللحظة وردّ فعل على التطورات الراهنة في المنطقة، التي قد تكون دفعته الى المقدمة وأبرزته.

انه مطلوب منذ سنين، لأجل سلوك نهج يضع مصالح الشعب والوطن أولا. 

***************************************************

الصفحة الثالثة

بغداد عاصمة السياحة العربية 2025 فرصة لتعزيز الاقتصاد وتطوير البنية التحتية السياحية!

بغداد – طريق الشعب

اختارت المنظمة العربية للسياحة بغداد كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025، معلنة عن فرصة استراتيجية جديدة لتعزيز السياحة العراقية وتطوير الاقتصاد الوطني.

هذا الإعلان على هامش فعاليات الدورة الـ27 للمجلس الوزاري العربي للسياحة، التي عقدت اجتماعاتها بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث سلطت الضوء على الخصوصية الثقافية والتقاليد الفريدة للعاصمة العراقية بغداد.

ووفقًا لرئيس المنظمة، الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، فإن هذا الاختيار يهدف إلى تعزيز السياحة البينية العربية وتسليط الضوء على بغداد كوجهة سياحية بارزة على المستوى العربي والدولي، ما يوفر منصة لدعم صناعة السياحة العراقية وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

فرص اقتصادية وتنموية

وأعرب المتحدث باسم وزارة الثقافة والسياحة، أحمد العلياوي عن فخره باختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز جاء نتيجة جهود متضافرة من الحكومة ووزارة الثقافة والسياحة والآثار.

وأكد العلياوي في حديث خصّ به "طريق الشعب"، أن "بغداد، المدينة التاريخية التي تمتد جذورها لأكثر من ألف عام، تستحق هذا اللقب لما تمتاز به من مقومات سياحية متنوعة تشمل السياحة الدينية، الأثرية، والطبيعية".

وأضاف، أنّ "اختيار بغداد يعكس دور العراق كبلد جاذب للسياحة ويعزز من مكانته عربياً ودولياً"، مبيناً أن هذا الإنجاز يمثل فرصة ثمينة لتعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط قطاع السياحة، بما يسهم في توفير فرص عمل، ودفع عجلة التطوير والاستثمار في العراق.

وأشار إلى أهمية جذب الشركات ورجال الأعمال إلى العراق، خاصة في مجالات الفندقة والبنية التحتية السياحية.

وأضاف، أن السياحة تعتبر "نهرًا لا ينضب"، لما لها من دور في تحسين المستويات الأمنية والاقتصادية، فضلاً عن تعزيز التفاهم الحضاري والإنساني بين العراق وبقية دول العالم.

وختم العلياوي معربًا عن أمله في أن يكون هذا الموسم فرصة لتطوير مشاريع تخدم قطاع السياحة في العراق وتزيد من موارده الاقتصادية، داعيا إلى استثمار هذا الاختيار لإبراز الوجه الحضاري والتاريخي لبغداد، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية.

الحفاظ على المواقع الاثرية

أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، أن اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2024 سيساهم بشكل كبير في تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز قطاع السياحة في العراق.

وأوضح صالح أن هذا الاختيار لا يقتصر على الاحتفاء بماضي بغداد العريق، بل يعد دعوة للنهوض بمستقبل العراق الثقافي والعربي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستعزز من تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية في العاصمة، كما سترسل رسالة للعالم تُبرز قدرة بغداد على تجاوز التحديات واستعادة مكانتها كوجهة سياحية وثقافية.

وأضاف صالح أن هذه المبادرة ستكون دافعاً قوياً للحفاظ على المواقع التراثية في العراق وإعادة تأهيلها، مما سيسهم في تعميق السياحة الثقافية وتعريف الزوار بجمال بغداد وتراثها الغني.

وأكد أن اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية هو تأكيد على قدرة المدينة على التطور والانفتاح على العالم، ودعوة لاستكشاف ما تحتويه من معالم تاريخية وثقافية فريدة.

قطاعات واعدة

الباحث الاقتصادي أحمد عيد يوضح أن السياحة تمثل أحد القطاعات الواعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية في العراق، بفضل ما يتمتع به من مواقع أثرية وتاريخية ودينية وتراثية، بالإضافة إلى تنوع تضاريسه الطبيعية مثل الجبال، السهول، والصحراء.

مع ذلك، يواجه قطاع السياحة في العراق، العديد من التحديات الكبيرة، من بينها المشاكل الأمنية، ضعف البنية التحتية، الفساد، وغياب الاستراتيجيات الحديثة لجذب السياح، فضلاً عن انتشار السلاح المنفلت والميليشيات في مناطق واسعة في العراق.

ويضيف عيد لـ "طريق الشعب"، أن "مشروع بغداد عاصمة السياحة العراقية يشبه إلى حد كبير مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية في سنة 2013، الذي خصصت الحكومة العراقية آنذاك حوالي مليار دولار لتأهيل مشاريع ثقافية مثل المسارح ودور السينما وقاعات الفن التشكيلي"، مشيرا الى انه "مع ذلك، انتهى المشروع من دون ترميم أو إعادة بناء للمراكز الثقافية، وهو ما يشير إلى تكرار المشكلة بسبب سيطرة التيارات الحزبية على مقدرات الدولة".

ومن الناحية العملية، يرى عيد أن "اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية يمثل فرصة استراتيجية لإعادة إحياء دورها الحضاري والاقتصادي وتعزيز موقعها كوجهة سياحية على المستوى العربي والدولي، مؤكدا انه "لتحقيق هذه الأهداف، يجب التركيز على تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل، وإبعاد النفوذ الحزبي والمسلح عن القطاع السياحي، ليصبح داعماً أساسياً لتحقيق التنوع الاقتصادي في الإيرادات المالية العراقية".

*************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

التغيير في سوريا ماذا يعني للعراق؟

كتبت المحللة الإستراتيجية مايا كارلين مقالاً لمركز المصلحة الوطنية الأمريكي حول التطورات الأخيرة في سوريا، أشارت فيه إلى أن الانهيار الدراماتيكي لنظام عائلة الأسد في سوريا، والذي استمر لأكثر من خمسة عقود، وحظي بدعم من إيران وروسيا، ووجهت له اتهامات خطيرة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، سيرسل موجات صدمة عبر الدول المجاورة.

التأثيرات على دول الجوار

وأكدت الكاتبة على أن العراق ربما يكون من أبرز تلك الدول، وكذلك طهران التي تتمتع بنفوذ كبير بات يغطي جميع قطاعات المجتمع تقريباً، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وذلك منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003.

وأشار المقال إلى أن الدولة الفيدرالية التي بُنيت بعد هذا السقوط ما تزال ضعيفة ومحتكرة من قبل أقلية متنفذة، ولا تتمتع باستقرار اقتصادي، مما يجعلها هشة بدرجة ما في مواجهة هذه المتغيرات، على حد تعبير الكاتبة، التي اعتمدت على تصريح لمتحدث باسم الحكومة العراقية أكد فيه ارتباط ما يحدث في سوريا بشكل مباشر بالأمن الوطني العراقي، وبالتالي عدم قدرة العراق على البقاء بعيدًا عن فهم التطورات ودراسة مدى تأثيرها عليه الآن وفي المستقبل.

مخاطر الإرهاب

ورجعت الكاتبة في مقالها إلى ما يزيد على عقد من الزمان، حين كانت هيئة تحرير الشام، التي تستعد لتشكيل حكومة سورية جديدة اليوم، مصّنفة منظمة ارهابية وجزءاً من تنظيم القاعدة، مشيرة إلى أن زعيمها الجولاني، كان قد رفض دمجها مع داعش فيما بعد، وسعى للتخلص من هذه التهمة بالتصريح بأنه لا يملك تطلعات للتمدد خارج حدود سوريا. وأضافت بأن الوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت الهيئة تشكل تهديدًا مباشرًا للحكومة العراقية أم لا.

وأعربت الكاتبة عن تصورها بأن على العراق أن يتعامل مع الكثير من الأمور المعقدة في الأيام القادمة، في ظل تراجع نفوذ طهران في الشرق الأوسط ووجود نظام جديد على حدوده الغربية، وهو ما بدا جلياً برأيها في تصريح المتحدث باسم الحكومة من "إن العراق يرفض تعريض الشعب السوري لمزيد من المعاناة والألم بعد هذه السنوات الطويلة من المحنة والشتات. ويحذر بجدية من العبث بالأقليات الوطنية والدينية أو محاولة إثارة الانقسامات في النسيج الاجتماعي السوري وتأثيراتها على الجوار".

"جهادي" مخضرم

ولصحيفة لوموند الفرنسية، كتب بنيامين بارثي مقالاً ذكر فيه بأنه وبعد ساعات قليلة من تسلل المتمردين إلى دمشق، دخل زعيم هيئة تحرير الشام، القوة الدافعة وراء الهجوم الذي أنهى حكم بشار الأسد في نهاية المطاف، إلى العاصمة السورية، مرتديًا قميصًا وبنطالًا كاكي اللون، وألقى خطابًا يحتفل فيه "بالنصر للأمة الإسلامية، والسجناء، والمعذبين، والذين عانوا من الظلم" على حد تعبيره. وأكدت الصحيفة على أن هذا الرجل الأربعيني، الذي يعرف الناس كم كانت قدماه مثبتتان في الشبكات الإرهابية رغم ادعائه بقطع الصلة بها، يحمل الآن مفاتيح حقبة ما بعد الأسد، أو على الأقل جزءا كبيرا منها، وباتت لرؤاه قيمة ما لدى العواصم الغربية وجيرانه العرب، والعراقيين منهم بشكل خاص.

مخاوف مشروعة

وحول احتفال العراق بالذكرى السابعة لانتصاره على داعش، كتب سنان محمود تقريراً لصحيفة "ذي ناشيونال" الإنكليزية أشار فيه إلى أن المخاوف من عودة محتملة للجماعة المتطرفة وانتشار العنف الطائفي، بسبب عدم الاستقرار في سوريا المجاورة، قد طغت على هذا اليوم الذي يرمز إلى الأمل، رغم انتشار آلاف الجنود على الحدود الغربية والثقة التي تحدث بها رئيس الحكومة وأكد فيها على أن من ينتظرون الفرصة لبث الحياة في من تبقى من داعش لا يخدعون الاّ أنفسهم.

وأشار المقال إلى أن شكوك بغداد من نوايا "النظام الجديد" في دمشق، لقيت صداها في واشنطن التي أعربت عن نفس المخاوف، مؤكدة على التزامها بالتصدي لأي تهديد للجوار السوري، وهو ما نفذته عملياً في شن عشرات الهجمات الواسعة ضد فلول داعش في سوريا، خاصة بعد أن كشفت الأنباء عن مساعي التنظيم الإرهابي استغلال هذه الفترة لإعادة تأسيس قدراته، وإنشاء ملاذات آمنة.

تصريح مثير للقلق

من جانبها نقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن أمين مجلس التنسيق الأعلى لرؤساء السلطات الثلاث تحذيراً من إمكانية مهاجمة العراق من قبل 11 ألف عنصر من تنظيم داعش يتدربون في "معسكر أمريكي" شمال سوريا، وإنهم قد يهاجمون الموصل أو تكريت خلال الأشهر المقبلة، دون أن يتم تأكيد الخبر من مصادر أخرى.

***********************************************

عين على الأحداث

مع المرأة لو ضدها؟!

كشفت الأنباء عن تسجيل محاكم الرصافة وحدها، خمسة آلاف حالة تعنيف ضد كبار السن والأطفال والنساء، في الصيف الفائت فقط، في وقت يتواصل فيه إهمال قانون مكافحة العنف الأسري وإبقائه أسير أدراج مجلس النواب طيلة ثماني سنوات مضت. هذا وفيما تحمّل الناشطات النسويات العقلية الذكورية المهيمنة على البرلمان مسؤولية هذا الإهمال المتعمد، تتساءل عن الدور المغيب للنائبات، اللواتي يفترض أن يكنّ ممثلاث للمرأة العراقية، وأن لا يخضّعن لهيمنة كتلهن السياسية، ويرفضن تبني إجراءات تنتقص من مكانة المرأة وحقوقها، كما حدث حين صوتت 82.5 في المائة منهن لصالح التعديلات المجحفة لقانون الأحوال الشخصية.

بلا تسعيرة مو أحسن!

 

حدد مجلس محافظة بغداد، تسعيرة الأمبير للشهر الحالي بأربعة عشر ألف دينار، وهي تسعيرة لم يتم فرضها حتى في ذروة الحرارة المرتفعة، معللاً قراره هذا بحدوث تراجع واضح في ساعات تجهيز الكهرباء الوطنيَّة مما أدَّى إلى زيادة ساعات تشغيل المولّدات العاملة في بغداد. الناس الذين أثقل دخلهم شراء الكهرباء طيلة عقدين من الزمن، رغم هدر "أولي الأمر" أكثر من 80 مليار دولار من الثروة الوطنية لإصلاح هذا القطاع دون جدوى، يدركون بأن المولدات الأهلية باتت الدجاجة التي تبيض ذهباً للمتنفذين الفاسدين، وبالتالي يستمر التواطؤ بين الطرفين على حساب المواطن وحاجته للخدمات.

انتهاكات بالجملة

في اليوم العالمي لحقوق الانسان، كشف ناشطون ومختصون عن التقارير الأممية والمحلية التي تشير إلى عدم ارتقاء هذه الحقوق إلى مستوى المعايير الدولية، وعدم مواءمة التشريعات الوطنية مع ما وقّع عليه العراق من اتفاقيات دولية ذات صلة. وأكدت التقارير على أن أكثر الفئات المتضررة من الانتهاكات هي الطفل والمرأة والشباب، والتي تشكل حوالي 60 في المائة من الشعب، فيما أعربت عن قلقها من التراجع في ملف حقوق الإنسان على مختلف المستويات، مع إخفاق الحكومة في الالتزام بتعهداتها ووعودها كالكشف عن مرتكبي جرائم قتل وقمع منتفضي تشرين، والتضييق على الحريات المدنية وحرية التعبير والاتصالات.

كي لا تضلّوا الطريق

إثر التطورات المتسارعة في المنطقة، أعلنت وزارة الداخلية عن خطة جديدة لمحاربة الشائعات المهددة للأمن الوطني، تشتمل على مراقبة صفحات التواصل الاجتماعي، ورصد الأخبار المضللة والتنسيق مع القضاء والإعلام لقطع الطريق أمام المغرضين وتقويض إشاعاتهم. الناس الذين يدعمون مساعي تبديد القلق وتعزيز ثقة المواطن بدولته، يخشون من أن تفتقد هذه الخطط للضوابط التي تصون حرية التعبير وتمنع من تسول له عاداته تخويف الناس بحجة محاربة الإشاعات، فإستنهاض حماس الشعب للدفاع عن وطنه وحقوقه تتطلب استراتيجية إصلاح جذري تحقق المصالحة المجتمعية وتكافح الفساد وتحصر السلاح بيد الدولة وتنهي التضييق على الحريات وتوسع المشاركة السياسية.

الله يستر!

أكد رئيس الحكومة في مؤتمر وزراء الصحة العرب على أن نهوض حكومته بالقطاع الصحي اتخذ مسارين متوازيين، تطوير البُنى التحتية بإنشاء عشرات المستشفيات العامة والتخصصية ومراكز الرعاية الصحية من جهة وتغيير جذري في النظام الإداري للمؤسسات الصحية، إضافة الى اعتماد الضمان الصحّي، وإدارة المستشفيات من خلال مؤسسات علمية معروفة ورصد الموارد المالية الكافية من جهة أخرى. هذا ورغم عدم تجاوز حصة القطاع الصحي من الموازنة 5 في المائة أي أقل من ثلث ما خُصص للأمن، أعرب مواطنون عن قلقهم من قيام أحد المستمعين بزياة لمستشفى ما واكتشاف الحقيقة التي ربما غُيّبت عن رئيس الحكومة.

****************************************************

الصفحة الرابعة

أزمة قيم تعصف بالتعليم.. ودعوات للنهوض بالقطاع الحكومي تحويل طالبات الجامعات الأهلية إلى طعم لاستقطاب خريجي الإعدادية

بغداد – تبارك عبد المجيد

في ظل تزايد المنافسة بين الجامعات الأهلية على استقطاب الطلبة، لجأت بعض المؤسسات إلى أساليب ترويجية أثارت جدلاً واسعاً، حيث يبدو انها لم تجد أفكارا للترويج سوى استخدام الطالبات كوسيلة دعائية بطريقة وصفها مراقبون بأنها "غير أخلاقية". هذا النهج يعكس حالة من تسليع التعليم، ويعكس غياب معايير واضحة لتنظيم عملية الترويج في هذا القطاع الحساس.

ويرى مختصون أن هذه الظاهرة تعكس تراجعاً في القيم التربوية والأخلاقية، خاصة مع وجود هيمنة سياسية ومصالح شخصية تؤثر على مسار التعليم العالي، مطالبين بضرورة وضع ضوابط صارمة تمنع استغلال الطلبة في الدعاية، وترسّخ مبادئ الشفافية والجودة في إدارة المؤسسات التعليمية.

"نريدهن جميلات"

هدى أسعد، طالبة في إحدى الجامعات الأهلية، تروي لمراسل "طريق الشعب" قصة زميلة لها من قسم آخر حصلت على المرتبة الأولى في المرحلة الرابعة، وهو إنجاز كان من المفترض أن يفتح أمامها أبواب التعيين في الجامعة، إذ يُعتبر شرطًا أساسيًا أن تكون ضمن الأوائل ليتم النظر في طلب تعيينها.

إلا أن الزميلة فوجئت برفض طلب تعيينها ليس بسبب الكفاءة أو التحصيل العلمي، بل بسبب معايير تتعلق بالمظهر الخارجي. وفقًا لما نقلته هدى، فهم يفضلون اختيار أساتذة يتمتعون بمعايير جمالية معينة، دون الاكتراث بالقدرات الأكاديمية أو الكفاءة المهنية. هذا القرار أدى إلى دخول الطالبة في حالة صدمة نفسية، وتعرضها لنوبات من الاكتئاب وانعدام الثقة بالنفس.

وتعكس هذه الواقعة ظاهرة خطيرة تتعلق بانتشار معايير غير مهنية في بعض المؤسسات التعليمية، حيث يتم تهميش الكفاءات لصالح معايير سطحية. هذه الظاهرة تعكس مشكلات أعمق تتعلق بالتمييز، وانعدام العدالة في فرص التوظيف، ما يؤثر سلبًا على بيئة التعليم العالي.

وتخلص هدى الى أن تركيز الجامعة لا ينصب على الحضور أو الغياب، ولا حتى على أداء الامتحانات ومستوى التحصيل العلمي، بقدر ما ينصب على الالتزام بتوقيتات دفع الأقساط الدراسية.

محتوى يجذب المال!

فيما تقول نور الخفاجي، التدريسية وعضو نقابة المعلمين، أن التعليم الأهلي في العراق يعاني من تحديات كبيرة تجعله بعيدًا عن رسالته الحقيقية في بناء الأجيال وصقل الكفاءات، مشيرة إلى أن "بعض الجامعات الأهلية أصبحت تنتهج سياسات تهدف إلى تحقيق الربح المادي فقط، متجاهلة الأسس الأكاديمية والأخلاقية التي يجب أن تقوم عليها المؤسسات التعليمية".

وتضيف الخفاجي في حديثها لـ "طريق الشعب"، قائلة "شهدنا ظاهرة مقلقة لدى بعض الجامعات الأهلية تتمثل في تسليع الطالبات، حيث يتم استغلالهن كواجهة للترويج وجذب الطلبة الجدد. هذه الممارسات لا تنتهك فقط كرامة الطالبات، بل تعكس أيضًا تحول التعليم إلى تجارة مربحة خالية من القيم الأكاديمية والتربوية".

وتشير الى ان العديد من تلك الفتيات استخدمن كمحتوى إعلامي على منصات التواصل الاجتماعي، ما يجعلهن عرضة لترك الدراسة أو التنمر والابتزاز.

وتجد الخفاجي أن التعليم في العراق يواجه أزمة حقيقية في ظل انتشار الجامعات الأهلية بشكل عشوائي ودون رقابة صارمة. كثير من هذه المؤسسات تفتقر إلى الكوادر المؤهلة والمناهج العلمية الرصينة، ما يؤدي إلى تدهور جودة التعليم وتخريج أجيال غير قادرة على مواكبة متطلبات سوق العمل أو المساهمة في بناء الوطن.

وتدعو الخفاجي الجهات المعنية إلى اتخاذ خطوات جادة لإصلاح قطاع التعليم، مشددة على أهمية وضع معايير صارمة لإنشاء الجامعات الأهلية والإشراف على أدائها، بالإضافة إلى ضمان احترام القيم الأخلاقية والإنسانية داخل الحرم الجامعي.

وتؤكد بالقول: ان "التعليم هو عماد التقدم والتنمية، ولا يمكننا تحقيق ذلك إذا ما تحول إلى سلعة تُباع وتشترى. نحن بحاجة إلى إرادة سياسية وتعليمية حقيقية لإعادة التعليم في العراق إلى مساره الصحيح".

فساد ومنافسة سياسية!

المحلل السياسي محمد زنكنة، قال إن "التعليم العالي في العراق يعاني من مشاكل جوهرية تتعلق بالفساد والمنافسة السياسية، التي تعيق التنمية الحقيقية في هذا القطاع".

ووفقاً لزنكنة، إن الجامعات الأهلية في العراق تحولت إلى ساحة للمنافسة السياسية، حيث يتم منح الشهادات بشكل غير قانوني ولأغراض مالية أو لتسوية الحسابات الشخصية. وهذه المسألة متبعة منذ ما بعد 2005 و2006.

واعتبر زنكنة، أن "التعليم العالي في العراق يعاني من إجراءات تعليم جامعية متزمتة وشروط دراسية تعيق تقدم الأفراد في المجتمع. هذه العقبات، إلى جانب الفساد السياسي، أدت إلى تضاعف عدد شهادات الماجستير والدكتوراه، ومنح شهادات وهمية لأغراض مالية، ما يقلل من قيمتها الحقيقية ويؤدي إلى تراجع جودتها. هذا الأمر لا يقتصر على الجامعات الأهلية بل امتد ليشمل الجامعات الحكومية، حيث يُستغل التعليم العالي لتحقيق مكاسب سياسية ومصالح شخصية".

ويشدد زنكنة على أن "الفساد في التعليم الجامعي له أبعاد سياسية واجتماعية، حيث يتم استغلال النساء كسلع للوصول إلى المناصب العليا، سواء في الجامعات أو في السياسة"، مشيرا إلى أن "هناك نساء يدخلن الجامعات ليس بناءً على الكفاءة، بل استناداً إلى علاقات مشبوهة مع شخصيات متنفذة، وهو ما يشير إلى صورة نمطية متكررة في المجتمع العراقي".

وبحسب زنكنة، فان هذا الوضع يهدد النزاهة التعليمية ويؤثر سلباً على مستقبل الأجيال.

ويدعو المتحدث الى تشديد الرقابة على الجامعات بشكل صارم وفعال، مستدركا "لكن حتى الرقابة ليست كافية، إذ أن الفساد منتشر إلى حد يجعل من المستحيل ضبط الأمور دون تغييرات جذرية في السياسات والإجراءات".

وفي حديثها لـ "طريق الشعب"، تناولت الناشطة السياسية وجدان الناشي الوضع الراهن للتعليم العالي في العراق، حيث أبدت استياءها من تحول الجامعات الأهلية إلى ساحة تجارية بحتة، مؤكدة ضرورة التركيز على القطاع العام كوسيلة رئيسية للتعليم.

 الناشي قالت إن الدول المتقدمة تدعم القطاع الخاص بشكل كبير للاستثمار، في حين تحول في العراق الى قطاع تجاري هدفه الربح بعيدا عن المعايير العلمية والشفافية الحقيقية.

وأضافت الناشي، أنّ "التقييم الأكاديمي لطلبة الجامعات الأهلية لا يعتمد على الكفاءة العلمية، حيث يتم التساهل في القبول والتقييم نتيجة للتداخلات السياسية. أصبحت الجامعات الأهلية بمثابة منصة لتحقيق مصالح شخصية، حيث يمكن للطالب أن يدفع مبلغاً معيناً ليحصل على الشهادة، حتى وإن لم يكن يحمل مستوى تعليمياً مناسباً". و

أشارت إلى أن هذه الطريقة تشجع على الفساد والرشوة داخل الجامعات.

واختتمت ان "الحكومة لم تضع أولوية للتعليم، لذلك نجد أنفسنا نرسل أطفالنا إلى المدارس الأهلية التي تقدم خدمات أفضل، ولكنها ليست بالضرورة تعليمية".

تحول المشهد التعليمي

الباحث الأكاديمي حيدر ناصر يقول لـ "طريق الشعب"، أن "التعليم الأهلي في العراق يمثل تحولاً كبيراً في المشهد التعليمي، حيث أصبح يشمل الجامعات، والكليات، والمدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية".

وأوضح، أن "هذا النظام بدأ ينشط بشكل ملحوظ بعد عام 2003 نتيجة الاكتظاظ الكبير في المؤسسات الحكومية وضعف قدرتها على تقديم المناهج العلمية والتربوية بكفاءة تتماشى مع الأهداف المعلنة من وزارتي التربية والتعليم العالي".

وأشار إلى، أن "الظروف الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى العائد الاقتصادي المغري للمستثمرين، كانت من بين الأسباب الرئيسة لازدهار هذا النوع من التعليم". وأكد أن هناك المئات من الجامعات والمدارس حصلت على تراخيص من الجهات المعنية، ما يجعل التعليم الأهلي جزءًا أساسيًا من النظام التعليمي في البلاد".

ورأى أن "التعليم الأهلي يتمتع ببعض المميزات مثل جودة التعليم في المراحل الأساسية، حيث تتفوق المدارس الأهلية على الحكومية من حيث الوسائل التعليمية والاهتمام الفردي بالطلبة"، منبها إلى أن المعلمين في هذه المدارس يخضعون لضغط ومحاسبة مستمرة من المستثمرين، ما يدفعهم لتقديم أفضل أداء".

وزاد بالقول، أن الإشكالية الكبرى تكمن في أن الإدارات الأهلية لا تهتم كثيرًا بمعدلات النجاح والرسوب إلا في المرحلة المنتهية، ما يطرح تساؤلات حول أهداف التعليم الأهلي ومدى التزامه بالمعايير التربوية الرصينة، فيما انتقد غياب المتابعة الجادة في المؤسسات الحكومية مقارنة بالمدارس الأهلية، حيث تعتمد الأخيرة على رقابة مستمرة ومحاسبة صارمة، بينما ينشغل المشرفون التربويون في المؤسسات الحكومية بأعمال روتينية مثل إعداد الخطط والتقارير والغيابات وغيرها.

وأكد، أن منح التراخيص للجامعات والمدارس الأهلية غالبا ما يتم على أسس مادية مثل المباني والتجهيزات دون مراجعة دقيقة للمناهج أو التخصصات، محذرا من خطورة تسليع التعليم، حيث تتحول المؤسسات التعليمية إلى مشاريع تجارية بحتة.

وأشار إلى، أن هذه الظاهرة قد تؤدي إلى نتائج كارثية على مخرجات التعليم العالي ومصداقية النظام التعليمي في العراق، خاصة في التخصصات الحساسة مثل الطب والقانون التي تمس حياة الناس ومصائرهم بشكل مباشر.

وأضاف، ان "الاعتماد المتزايد على التعليم الاهلي يثير تساؤلات حول جودة التعليم وكفاءة المخرجات. ويتطلب الوضع مراجعة شاملة لإطار العمل في المؤسسات الأهلية لضمان أن تبقى رسالة التعليم سامية، بعيدة عن الحسابات المادية البحتة، مع التأكيد على الالتزام بالمعايير الأكاديمية والأخلاقية".

وأوضح، أن "أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع الشباب نحو التوجه للجامعات الأهلية هو التأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، حيث تُعد الأجيال الحالية الأكثر تأثراً بما يُعرض على الهواتف الذكية".

ووصف الصورة التي يُروج لها في التعليم، والتي تظهر الفتيات وكأنهن أداة لجذب المال، بأنها "غير أخلاقية"، مشيراً إلى أن هذا السلوك يعكس انحداراً في القيم التربوية، ويشكل انتهاكاً واضحاً لمبادئ التعليم التي يجب أن تقوم على الاحترام والمساواة، بعيداً عن الاستغلال أو التشويه.

************************************************

معنيون يطالبون بتأسيس صندوق دعم السينما بميزانية ثابتة عوات لإنشاء مدينة إنتاج إعلامي وفني

بغداد _ محمد التميمي

في ظل تراجع الإنتاج السينمائي في العراق، وغياب الدعم المستدام لصناعة السينما والإعلام، تبرز الحاجة الماسة لإنشاء مدينة خاصة بالسينما والفن والإعلام أكثر من أي وقت مضى، فالعراق، الذي يمتلك إرثًا ثقافياً عريقاً ومجتمعاً متعدد الثقافات، يعاني من غياب بنية تحتية تدعم الصناعة السينمائية والدرامية وتديم زخمهما، ما غيّبه عن المشهد الفني العالمي والإقليمي.

حاجة وليس رفاهية

ورغم وجود محاولات للنهوض بهذا القطاع، تظل العوائق المادية والهيكلية، إلى جانب غياب الرؤية الاستراتيجية، تعرقل اية محاولات احداث نهضة سينمائية حقيقية.

ويجد مختصون، أن إنشاء مدينة متخصصة ليس مجرد رفاهية ثقافية؛ بل خطوة استراتيجية لتحفيز الاقتصاد، وخلق فضاء يمكن أن يستقطب المواهب المحلية والإقليمية.

وتكمن اهم التحديات في قدرة الدولة على تجاوز واقع ضعف التخطيط وضعف الاستثمار في القطاع الثقافي. وفي كيفية ضمان ألا يتحول المشروع إلى مبادرة أخرى تضاف إلى قائمة الإخفاقات التنموية. فهل يمكن لهذا الحلم أن يتحقق في ظل بيئة سياسية واقتصادية مضطربة؟

لجنة وزارية تنظر في المشروع

وفي هذا الشأن، أكد مسؤول في وزارة الثقافة، اهمية وضرورة انشاء مدينة انتاج اعلامي، مبيناً انها سترفد وتسهم في العديد من النواحي بدعم الانتاج الدارمي والسينمائي وتوفير فرص العمل.

وبين المتحدث (رفض كشف هويته) في حديث لـ"طريق الشعب"، انه "تم تشكيل لجنة عليا في وزارة الثقافة للنظر بهذا المشروع، ويجري فيها العمل على قدم وساق، كما ان هناك محاولات من القطاع الخاص بهذا الاتجاه"، مشيراً الى ان "هذا المشروع مهم جداً، لاننا في الأساس لا نملك مدينة بهذه المواصفات، بما يخدم الإنتاج السينمائي، بينما ستوفر هذه المدينة من زخم للإنتاج الفني، وتوفر تسهيلات للإنتاج الدرامي وتشغل إيادٍ عاملة".

واوضح ان "مدينة الانتاج الإعلامي في القاهرة أو مدينة الإنتاج الإعلامي في إيران او في دبي أو في الرياض، وفرت مساحات واسعة للعمل الدرامي، و ما عاد المخرج يلاقي صعوبة في عمله".

وأشر ان "الانشاء سيتم عن طريق الاستثمار"، مؤكداً انها "ستوفر فرص عمل كبيرة لآلاف الشباب العاطلين عن العمل، وستخلق مجالات عمل وتدريب وتطوير".

وبيّن ان "مشروعا فنيا بهذا الحجم، سيقدم اسهامة محترمة في اعلاء الشأن الفني".

وخلص الى القول: إن هناك "تبنيا حكوميا لهذا المشروع، عبر وزارة الثقافة والسياحة والآثار التي تبنته بالكامل وحتى طرحه في هيئة الرأي بالوزارة".

صندوق دعم السينما

من جهته، قال المخرج ملاك علي ان "مدينة الإنتاج الإعلامي ستفتح مساحات بالقصص والتصوير وتوفر مواقع كبيرة للتصوير بسهولة، وبوجودها سنتمكن من إدخال شركات الإنتاج العالمية لتصوير الأفلام التي ستدخل موردا ماليا لايجار هذه المواقع، وبالتالي ستعود هذه الموارد على الدولة وقطاع السينما في الوقت ذاته".

وتابع قائلاً لـ"طريق الشعب"، إنه وعددا من المخرجين ناشدوا "تأسيس صندوق لدعم السينما، بمؤسسة كاملة يمكن من خلالها أن ننتج الأفلام وأن نتحصل على أرباح، وان تكون السينما العراقية مستمرة"، مشيراً الى أن "منحة رئيس الوزراء لدعم الإنتاج السينمائي، ذات الـ 5 مليار دينار، سينتج عنها أفلام قليلة، وهي أفلام للهرجانات لا الجمهور".

ونوه الى أن "كل الدول لديها صندوق ثابت وبميزانية ثابتة تصرف لمخرجين البلد، وصناعتها وشركاتها، بينما نحن حتى الآن ليس لدينا ولو فيلم عراقي واحد تم توزيعه خارج العراق، ويُشاهد في دور السينما بوقت واحد".

وأردف بالقول: ان "صندوق الدعم السينمائي وبوجود مؤسسة إدارية كاملة تدير مدينة الإنتاج، ستكون هناك استدامة كاملة للبناء والتطوير، علاوة على انها ستوفر فرص عمل وتشغل آلاف العاطلين، فالافلام الطويلة تحتاج لكوادر كبيرة".

ولفت الى ان "المشكلة هي أن الدولة العراقية غير مهتمة بالثقافة بصورة عامة. لا قيمة للمعارض والمهرجانات، بدون الإنتاج واستدامته للوصول الى العالمية".

لا اهتمام بالفن والثقافة

وعلى صعيد ذي صلة، قال الناقد والمؤرخ السينمائي، مهدي  عباس ان "مدينة الانتاج الاعلامي او الفني، اصبحت ظاهرة عربية، فالكثير من الدول العربية بدأت تعمل على انشاء هذه المدن وآخرها المملكة العربية السعودية، التي باتت تهتم جدا بالانتاج السينمائي والفني والدرامي، وانشأت مدينة كاملة لهذا الغرض".

وتابع قائلاً لـ"طريق الشعب"، "نتمنى وجود مثل هذا المشروع، ولكن المشكلة هي ان الدولة لا تهتم بالفن والسينما؛ فمنذ عامين ونحن ننتظر منحة سينمائية كأنها منّة علينا".

واكد الناقد، ان هناك تهميشا متعمدا، فالمال متوفر، وتُصرف المليارات اليوم في مختلف المجالات، ولكن ليس هناك اهتمام بالثقافة. ان اغلب الزعامات السياسية لم يتعلموا الاهتمام بالسينما".

وحدد عيسى مجموعة من الفجوات التي يعاني منها قطاع السينما في العراق قائلا: ان "اهم ما نعاني منه هو التوقف المريب وغياب الاستمرارية في الانتاج، اضافة لعدم وجود شباك تذاكر واختفاء الجمهور العراقي، نتيجة ضعف الدعاية وطبيعة الجمهور الذي لا يُحب هذه الافلام النخبوية، والاهم هو اننا بلا قطاع خاص".

وخلص الى القول ان "السينما هي اكثر الفنون شعبية، وهي بوابة و رسالة اجتماعية و دينية وحتى في بعض الاحيان سياسية. الدولة التي لا تعرف قيمة السينما، تخسر الكثير، ولعل هذا يتجلى بوضوح، في قيام وزيرة الاتصالات بحجب اهم موقع سينمائي بالعالم وهو (imdb) الذي يتابعه كل العالم، فهل نترجى بعد هذا صناعة ودعم سينما؟".

************************************************

الصفحة الخامسة

الحكومة لا تدعم محدودي الدخل صعوبات المعيشة تدفع لاستئجار المنازل المتهالكة

متابعة – طريق الشعب

يؤكد اختصاصيون في قطاع العقارات أن الطلب على إيجار المنازل الصغيرة والرخيصة في العراق، يشهد ارتفاعاً كبيراً، حتى بالنسبة للمنازل القديمة والمتهالكة، والواقعة في مناطق عشوائية.

وتواجه البلاد أزمة سكن متفاقمة تعاني تداعياتها شريحة كبيرة من المجتمع، في ظل تزايد عدد السكان واستمرار التحديات الاقتصادية، ما جعل السكن بالإيجار الرخيص والعشوائيات حلاً اضطرارياً لملايين الأسر العراقية.

ووفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن الذي أجري في تشرين الثاني الماضي، بلغ عدد سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة، وبلغ عدد الأسر 7 ملايين و898 ألفاً و588 أسرة. وبحسب ما جاء في التعداد أيضاً، فقد بلغ عدد المساكن 8 ملايين و37 ألفاً و221 مسكناً.

تقليل نفقات السكن

عيسى الحمد، وهو صاحب مكتب عقارات في بغداد، يذكر في حديث صحفي أن "أسبابا عدة تقف وراء ارتفاع الطلب على استئجار المنازل البسيطة والصغيرة، وهي تتنوع بين عوامل اقتصادية واجتماعية"، موضحا في حديث صحفي أن "هذه العوامل تتعلق بازدياد شريحة العائلات ذات الدخل المحدود التي تبحث عن مساكن تتناسب مع إمكاناتها المالية وارتفاع تكاليف المعيشة، ما يدفع الأسر إلى تقليل نفقات السكن".

ويشير إلى أن "تدهور الوضع الاقتصادي زاد من أعباء الطبقة الوسطى والفئات الفقيرة، يضاف إلى ذلك ارتفاع أسعار المساكن الجديدة، الأمر الذي يجعل المنازل القديمة في الأحياء الفقيرة خياراً وحيداً أمام الكثيرين"، لافتا إلى ان "السوق يشهد تنافساً كبيراً على هذه الفئة من المنازل، وهذا يعكس حجم أزمة السكن في البلاد".

وفقًا لتقارير رسمية، فإن العراق يحتاج إلى حوالي 3 ملايين وحدة سكنية لتغطية العجز السكني المتزايد. وعلى الرغم من أن نسبة ملكية المنازل تصل إلى 74 في المائة، لا تزال هناك 1.5 مليون أسرة تعيش بالإيجار، في ظل الارتفاع المستمر في أسعار العقارات والإيجارات.

الحكومة لا تدعم محدودي الدخل

في حي جميلة شرقي بغداد، يعيش فاضل الكعبي مع أسرته المكونة من أربعة أشخاص ووالدته في منزل صغير مستأجر.

يقول الكعبي في حديث صحفي، أنه "رغم عملي في وظيفة حكومية ومزاولتي أيضاً العمل في تجارة الأثاث المستعمل، لكني لا أستطيع جمع ما يكفي لشراء منزل. الدخل بالكاد يغطي الإيجار ومصاريف الأسرة اليومية".

ويوضح أنه يعمل في اليوم أكثر من 12 ساعة، ويجد نفسه محاصراً بين متطلبات الحياة وتكاليف السكن الباهظة، مشيرا إلى أن "أسعار العقارات في العراق ارتفعت بشكل جنوني، ولا توجد برامج حكومية تدعم محدودي الدخل لامتلاك منزل. الإيجار يستنزف نصف راتبي، و المتبقي يذهب للطعام والتعليم والدواء".

حالة الكعبي تعكس معاناة ملايين العراقيين الذين اضطروا إلى السكن بالإيجار بسبب عدم قدرتهم على شراء منازل، في ظل عجز حكومي عن سد العجز السكني البالغ 3 ملايين وحدة.

السكن العشوائي أوفر ماليا

من جانبها، تقول المواطنة أم أحمد أنه "بعد وفاة زوجي لم يكن أمامي خيار سوى السكن في العشوائيات. فهذا أوفر مالياً رغم انعدام الخدمات وغياب الأمان".

وتتحمل أم أحمد أعباء الحياة بصعوبة. إذ يعمل ولداها أحمد (18عاماً) وأمجد (16 عاماً) في ورشة لتصليح السيارات، ويتوليان الإنفاق على الأسرة، بينما تواصل بناتها الثلاث، إحداهن طالبة جامعية واثنتان في المرحلة الثانوية، دراستهن.

وتقول أم أحمد بفخر: "رغم الظروف الصعبة، أحرص على تعليم بناتي. فالتعليم هو الأمل الوحيد لمستقبل أفضل".

لكن الحياة في المناطق العشوائية ليست سهلة، كما تؤكد المواطنة: "لا توجد مياه صالحة للشرب، ولا كهرباء منتظمة. كل شيء يعتمد على جهودنا الذاتية"، مستدركة، "لكن مع ذلك، أعتبر هذا المنزل مأوى آمناً لعائلتي مقارنة بالعيش بالإيجار".

صعوبة تأمين سكن لائق

مع تفاقم أزمة السكن، باتت المناطق العشوائية الحل الوحيد للعديد من العائلات التي لا تستطيع تحمل تكاليف الإيجارات المرتفعة أو شراء المنازل.

يقول الخبير الاقتصادي علي حسين، أن هناك أسبابا اضطرت العديد من العراقيين للسكن في منازل للإيجار أو في المناطق العشوائية، مشيراً في حديث صحفي إلى أن الأزمة السكنية في البلاد تعود إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية.

ويوضح أن "تلك العوامل تتلخص بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، إلى جانب غياب التخطيط العمراني الفعّال، مع الارتفاع المستمر في أسعار العقارات، ما جعل من الصعب على شريحة كبيرة من العراقيين امتلاك منازل أو حتى تأمين سكن لائق بالإيجار. فيما تفيد وزارة التخطيط بأن نسبة الفقر في البلاد تبلغ 17 في المائة".

وخلال السنوات الأخيرة بدأت تنتشر في العراق مشاريع عديدة لمجمعات سكنية، لكن حسين يرى أن "تلك المجمعات مشاريع استثمارية فخمة، وأسعار وحداتها السكنية باهظة لا يمكن للطبقات الفقيرة الشراء منها".

ووفقا للخبير الاقتصادي، فإن "المشاريع السكنية التي تبنتها الحكومة أخيراً، ستكون حلاً مثالياً، باعتبارها ستوفر أكثر من 200 ألف وحدة سكنية، أسعارها مدعومة من قبل الدولة".

وكانت وزارة الاعمار والإسكان قد أعلنت مطلع حزيران 2023، استحداث مشاريع سكنية جديدة في خمس مدن، هي بغداد، الحلة، كربلاء، الموصل والفلوجة، مبينة أن المشاريع ستكون وفق النظامين العمودي والأفقي، وانها ستوفر قرابة 200 ألف وحدة سكنية.

********************************************

بأيِّ دجلةَ سيتغنّى الشعراءُ؟!

لن أُثيرَ قرَفَكم بدقةِ توصيفِ الماءِ الذي تشربون، وفق ما أنبأتنا به التحليلاتُ المُختبريةُ. سأكون شاعرياً نوعا ما، لعلّي أواسي شجون أولئك الذين تغنوا بالماءِ شعراً، حينَ كان ينساب عذباً قَرَاحاً في أنهرٍ لا تُغفي عيونَها تهويداتُ أفياءِ الأشجارِ.. شعراءُ لم يتصوروا يوما أن رمزَ عشقهم الأزلي ليس خالدَ النقاءِ، والناسَ لن يعودوا في حبهِ سكارى!

في بلدِ الرافدينِ، منذ انفلاقِ بذرةِ الشعرِ الأولى والشعراءُ يعمّدون قصائدَهم بالماءِ، جاعلين من ذلك السرِالمُقدّس، مرةً رمزاً للجمالِ، الخيرِ، الحبِ، الصفاءِ وما إليه، ومرةً أماً رَؤوماً يسكبونَ في أحضانِها أحزانَهم ويودِعون أسرارَهم.. هذا وقتَ كان الماءُ ماءً بالمعنى!

أما اليوم، فهو ماءُ موتٍ، يتضاءلُ حيناً فحيناً تحت أنظارِ اللامبالاةِ. تتمازجُ فيه الدماءُ والزيوتُ والمياهُ الثقيلةُ والوقودُ، فيما تطفو على سطحهِ قنانٍ بلاستيكيةٌ، علبٌ معدنيةٌ، أكياسٌ، جثثُ حيواناتٍ متفسّخةٌ وكلُ ما له الطّفو. والأقرفُ ما تجلبه شباكُ الصيّادين عالقاً مع سمكاتٍ شبهَ نافقةٍ، وما خُفيَ في الأعماقِ أعظمُ!

أيا دجلةَ الخيرِ، حضنَ سرِ الحياةِ، وأنا أقف على إحدى حوافك وسط بغداد، ملاحقاً زرقةً غائبةً، باحثاً عن رمزياتٍ جماليةٍ أواسي بها شعراءَ الماءِ، خنقتني روائحُ خبيثةٌ كأني اشرفُ على مطمرِ نفاياتٍ، مستودعِ صرفٍ صحيٍ، حظيرةِ خنازيرَ، مقبرةٍ غارقةٍ..!

يقيناً ما على دجلةَ ينطبقُ على الفراتِ، فبأيِّ ماءٍ سيتغنى شعراءُ الرافدينِ؟!

وما انفكَّ أعداءُ الجمالِ يقوّضونَ صورَ الشعرِ بالتلويثِ تحت سماءٍ كبريتيةٍ صفراءَ.

مراقب

*********************************************

تحذير برلماني من ابتزاز الكراجات غير القانونية

متابعة – طريق الشعب

حذّرت لجنة الخدمات البرلمانية من حالات ابتزاز يتعرض لها المواطنون. فيما دعت القوات الأمنية إلى الحد منها.

وقال عضو اللجنة حسين حبيب في حديث صحفي، أنه "في الآونة الأخيرة ظهرت كراجات خاصة لبعض المتنفذين والخارجين عن القانون، من خلال استخدام الأرصفة والأماكن العامة واجبار المواطن على دفع مبالغ معينة مقابل وقوف السيارة"، مبينا ان "هذا مخالف للقانون، لكون اغلب هذه الأماكن عامة وغير مستأجرة للمستحوذين عليها. إذ لم تتم إحالتها بشكل قانوني، بل تم الاستحواذ عليها بالقوة".

وتابع قوله أنه "سجلنا بعض الملاحظات على المتواطئين معهم"، داعيا دوائر البلدية إلى "الحفاظ على المواقع والساحات المملوكة للدولة".

وذكر حبيب أنه "لو طبق القانون صحيحا فلن نجد أي شخص يقوم بذلك"، مشددا على "ضرورة ان تضغط القوات الأمنية لمنع الابتزاز واستغلال المواطنين".

وأكد أن "الكراجات الوهمية اخذت حيزا واسعا تحت انظار القوات الأمنية والجهات المعنية".

*******************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط المهندس النفطي محمد سريع عبود، بوفاة والده الشخصية الوطنية الرفيق الشيوعي سريع عبود سريح الغرباوي.

والفقيد من الشيوعيين الأوائل، تعرض للاضطهاد والملاحقة من قبل السلطات الدكتاتورية القمعية الهمجية. له الذكر الطيب ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

  • تعزي هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في قضاء العزيزية/ اللجنة المحلية في واسط، الرفيق أمير حمزة مخيلف يوسف الشمري، بوفاة عمه كاظم مخيلف. للفقيد الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان.
  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى الرفيق فرج جهيد بوفاة والدته.

للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

***********************************************

شكوى من مدينة الشعب: سيارات الإسعاف تستوفي أجورا على نقل المرضى!

بغداد – طريق الشعب

أبدى مواطنون في مدينة الشعب شرقي بغداد، استغرابهم من فرض بعض سيارات الإسعاف أجرا على نقل الحالات المرضية الطارئة للمستشفيات، مبينين أن قيمة الأجر تبلغ 25 ألف دينار.

وقال عدد من الأهالي لـ"طريق الشعب"، أنهم اتصلوا بالإسعاف لنقل حالة طارئة إلى إحدى المستشفيات الحكومية، على رقم الهاتف المخصص للإسعاف الفوري، وما ان وصلت السيارة حتى طالب المسعفون ذوي المريض بدفع المبلغ، مقابل نقل المريض، على أن يتم تقديم وصل رسمي بالدفع.  وتساءل الأهالي عن قانونية هذا الإجراء، في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الصحة أن خدمة الإسعاف مجانية، مطالبين الوزارة بمتابعة هذه المخالفة، ومعاقبة المخالفين. وكثيرا ما يشكو مواطنون في بغداد والمحافظات، عبر وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل، من إرغامهم على دفع مبالغ مقابل خدمات مجانية، ومنها رفع النفايات أو تسليك شبكات المجاري في الشوارع والأزقة أو تصليح أعطال الشبكة الكهربائية.  

***************************************

السماوة أهالي "آل حافظ" يطالبون باستكمال مشاريعهم الخدمية

متابعة – طريق الشعب

طالب عدد من أهالي منطقة الصياغ (آل حافظ) في مدينة السماوة، الجهد الخدمي بإكمال أعماله في منطقتهم، مشيرين إلى أن المشروع متوقف منذ فترة طويلة.

وقال صباح الركابي، أحد وجهاء المنطقة، أن الأهالي سبق ان طالبوا بإكمال المشروع الخدمي، لكن دون جدوى، داعيا في حديث صحفي منفذي المشروع إلى مواصلة العمل في منطقتهم وإنجازه بشكل تام، قبل الانتقال للعمل في مناطق أخرى.

ويتضمن المشروع مد شبكة مجارٍ، مع تبليط الشارع الرئيس للمنطقة.

*******************************************

في الصويرة ناشطون يتطوعون لترميم مدرسة

الصويرة - سيف فاضل

أطلق ناشطون في قضاء الصويرة شمالي واسط، حملة تطوعية لترميم إحدى مدارس القضاء، حملت اسم "عباس إسماعيل"، أول شهداء انتفاضة تشرين من أبناء الصويرة.

ورمم الناشطون شبابيك صفوف "مدرسة النور" الابتدائية، واستبدلوا زجاجها المحطم بآخر جديد، حماية لصحة التلاميذ من برد الشتاء القارس.  وذكر الناشطون لـ"طريق الشعب"، أنهم أطلقوا هذه الحملة إثر استمرار إهمال الجهات المعنية نواقص المدرسة الأساسية. ساهم في الحملة كل من عمر محمد، هاني محمد، محمد أبو الجام وأحمد حازم.

**********************************************

الصفحة السادسة

«قسد»: الحوار المباشر مع الحكومة هو السبيل لضمان حقوق الشعب الكردي قمة العقبة تدين توغل الكيان الصهيوني في الأراضي السورية

متابعة – طريق الشعب

قال سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك، إنه وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، طالب فيها بإجبار الكيان الصهيوني على الوقف الفوري للهجمات على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها، وانتهكت اتفاق فض الاشتباك المبرم 1974.

يأتي ذلك في وقت، زار فيه وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مرتفعات الجولان المحتلة، وأمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ السورية المطلة على دمشق، ووصف فيه هذه اللحظة بالتاريخية.

من جانبه أيد وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن هذه التصرفات، لأن إسرائيل كانت قلقة من سيطرة مجموعات متطرفة عليها، على حسب وصفه، فيما وصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان توغل الاحتلال بالمنطقي والمتوافق مع حق الدفاع عن النفس.

نتائج اجتماع العقبة

من جهته، دعا البيان الختامي لاجتماع لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا، المنعقد في العقبة الأردنية، أمس السبت، إلى "تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية"، مديناً "توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ".

كما دعا إلى البدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار.

وأكد البيان أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، ومطالبة مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

كما عبر البيان الختامي عن دعمه "دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده كل الإمكانات اللازمة وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254".

وقال البيان إن "هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات".

كما دعا إلى ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية، واحترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين.

ذرائع غير منطقية

وصفت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط آسال راد تحركات الاحتلال الصهيوني بغير الموجودة في القانون الدولي، وان سياسة الاحتلال بمواصلة الضربات الجوية تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون، وهي تمثل استمرار نفس السياسة في فلسطين ولبنان.

وقالت راد إن الكيان، بدأ سياسة احتلال جديدة في المنطقة، مستغلاً الفترة الانتقالية التي تمر فيها سوريا، لافتة إلى أن هذه السياسة توازي الممارسات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وارجعت ذلك إلى دعم واشنطن المستمر حيث لا يواجه الاحتلال أي عقوبات دولية.

وفي ذات الشأن زار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا الكيان الصهيوني من الأربعاء إلى الجمعة وناقش مع المسؤولين مختلف المواضيع المتعلقة في المنطقة.

مواقف قسد

أعرب قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي عن قلقه من زيارة رئيس المخابرات التركي إلى دمشق، وتحدث عن مساعي الأتراك إلى توظيف السلطة الجديدة في سوريا لخدمة مصالحهم التي تستهدف الأكراد بشكل مباشرة.

واعتبر عبدي الحوار المباشر مع الحكومة هو السبيل لضمان حقوق الشعب الكردي وبقية المكونات في إطار وطني جامع، محذراً من التداعيات الأمنية والتهديدات الإقليمية التي تواجه المنطقة في ظل التحولات الجارية.

وطرح في حوار مع "وول ستريت جورنال" الأميركية رؤية تشمل تكريس حقوق الأقليات السورية في الدستور الجديد، معتبرا أن ذلك يعد شرطا أساسيا لبناء دولة سورية شاملة وديمقراطية.

ودعا إلى دمج قوات سوريا الديمقراطي ضمن القوات المسلحة السورية، وقال اننا نسعى إلى نظام إداري لا مركزي، وطالب بتمثيل في الحكومة السورية المؤقتة للمشاركة في صنع القرار الوطني.

الحفاظ على الأرشيف

دعا الصليب الأحمر جميع الأطراف في سوريا إلى الحفاظ على قوائم المعتقلين والمتوفين، مؤكدا تسجيل 35 ألف حالة اختفاء قسري خلال 13 عام الماضية، وفتح اللجنة الدولية خطوطاً ساخنة للتواصل مع عائلات السجناء والمختفين والمعتقلين، وتحدثت عن حاجتها إلى وقت طويل لإكمال هذا الملف.

وقال ستيفان ساكاليان رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إننا نبحث عن 3 من موظفينا الذين اختطفوا في عام 2013. وأضاف ساكاليان "مثل الجميع، نريد أن يكون لدينا أمل وأن نبحث عن أي إشارة أو أي أخبار قد تجلب بعض الراحة لأسرهم، ولكن في الوقت الحالي، ليس لدينا أي أخبار".

في السياق، كشفت المفوضية الأوروبية عن إقامة جسر جوي إنساني لنقل المساعدات إلى سوريا عبر تركيا، وذلك لتقديم أول دفعة من المساعدات الأوروبية.

****************************************

الأغذية العالمي: لبنان يواجه أوقاتا صعبة

قال برنامج الأغذية العالمي، إن "لبنان يواجه أوقاتًا صعبة للغاية مع استمرار النزوح، على خلفية تواصل الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار التي وصلت إلى 125 خرقاً أوقعت 29 شهيداً و31 جريحاً.

وأوضح البرنامج أن "النزوح يستمر في هذه المرحلة الطارئة الجديدة، ولا يزال الوصول إلى العديد من المجتمعات صعبا". وناشد بـ "تقديم الدعم لاستجابته الطارئة وبرامجه المعتادة لمساعدة 2.2 مليون شخص حيث تفوق الاحتياجات الموارد المتوفرة حالياً".

********************************************

فرنسا.. اليسار يرفض المرشح الجديد لتشكيل الحكومة

رفض زعماء حزب فرنسا الأبية اليساري تكليف فرانسو بايرو لتشكيل الحكومة الجديدة، وقالوا إنهم سيسعون إلى إقالته على الفور.

وذكرت رئيسة حزب الخضر مارين تونديليه أيضا أنها ستدعم اقتراح سحب الثقة إذا تجاهل رئيس الوزراء مخاوفهم بشأن الضرائب والمعاشات. وقال زعيم الكتلة البرلمانية للاشتراكيين بوريس فالو "لن ندخل الحكومة وسنبقى في المعارضة".

****************************************************

إيران توافق على زيادة المراقبة

كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن "إيران وافقت على زيادة إجراءات المراقبة التي تقوم بها الوكالة مقابل المضي بقرارها زيادة وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب بشكل كبير".

وأعلنت طهران، بداية الشهر الجاري، البدء بتغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو بوسط البلاد، "وهو ما من شأنه على المدى البعيد إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60 في المائة، وفق الوكالة.

**********************************************

ترامب يعارض ضرب العمق الروسي

عارض الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب استخدام أوكرانيا صواريخ زودتها بها الولايات المتحدة في شن هجمات على أهداف داخل روسيا، وقال: "ما يحدث جنون، إنه جنون، أعارض بشدة إطلاق صواريخ لضرب أهداف على مسافة مئات الأميال داخل روسيا، لماذا نفعل ذلك؟ نحن فقط نصعد هذه الحرب ونجعلها أسوأ، ما كان يجب السماح بذلك". وقال إنه يرغب في إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات في أقرب وقت.

*********************************************

جورجيا انتخاب رئيس مناهض للغرب

 انتخب حزب الحلم الحاكم في جورجيا، المرشح المناهض للغرب ميخائيل كافلاشفيلي رئيسا للبلاد في عملية انتخابية مثيرة للجدل، بينما أعلنت الرئيسة الحالية سالومي زورابيشفيلي أن التصويت "غير شرعي"، رافضة التنحي. ووصفة المعارضة هذا الفوز بأنه صفعة لتطلعات البلاد في الانضمام للاتحاد الأوروبي.

وحصل كافلاشفيلي على 224 صوتا من مجموع 225 شاركوا في التصويت.

**********************************************

من فلسطين

تحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن وجود تقدم بشأن التوصل إلى صفقة تبادل بشأن المحتجزين في قطاع غزة، وأنها قريبة التحقيق. مؤكداً أنه "لا يستطيع الجزم أن ذلك سيحدث أو لن يحدث خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكنه أكد عزمه على تحقيق ذلك".

من جانبه، قال وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس إن "هناك فرصة حقيقية لإبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين في غزة".

******

قال نائب منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط مهند هادي، إن "وقوع عدة ضربات بأنحاء قطاع غزة أدت إلى مقتل العشرات وإصابة الكثيرين بينهم نساء وأطفال، معتبرا أن مثل هذه الحوادث تعد تذكرة أخرى بالتكلفة البشرية التي لا تطاق للحرب".

من جهته، ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن "إسرائيل رفضت أكثر من 90 في المائة من 137 بعثة أرادت الأمم المتحدة وشركاؤها إرسالها إلى شمال غزة المحاصر منذ 14 شهرا.

******

رفضت محكمة هولندية، طلبا لوقف صادرات هولندا من الأسلحة إلى الاحتلال الاسرائيلي ومنع المعاملات التجارية مع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت محكمة لاهاي الجزئية -في بيان- إن "الدولة لن تخضع لحظر تصدير سلع قد تستخدم لأغراض عسكرية"، مؤكدة أن الدولة تتمتع ببعض الحرية في سياساتها وأنه لا ينبغي للمحاكم أن تتسرع في التدخل.

و"خلصت المحكمة إلى أنه لا يوجد سبب لفرض حظر كامل على تصدير السلع العسكرية والسلع ذات الاستخدام المزدوج على الدولة".

******

نفذت نقابتا "يو إس بي" و"كوباس" إضراباً عامًا في إيطاليا، احتجاجاً على الدعم لـ "حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية"، إلى جانب شكاوى أخرى تتعلق بالاقتصاد والحروب.

وشمل الإضراب وسائل النقل العام بشكل رئيسي، إذ توقفت بعض خطوط المترو في روما وميلانو، في حين ظلت خدمات الحافلات والترام تعمل في معظم المدن، وإن كانت متأخرة لبعض الوقت.

وقال متحدث باسم نقابة "يو إس بي" إن الإضراب هو احتجاج على "اقتصاد الحرب" ودعم الحكومة الإيطالية لإسرائيل.

**********************************************

في سابقة لم تشهدها أوربا المحكمة الدستورية تلغي نتائج الانتخابات الرئاسية في رومانيا

رشيد غويلب

على الرغم من إعلان المحكمة الدستورية في الثاني من كانون الأول الجاري، أن نتائج انتخابات الجولة الأولى صحيحة، إلا أنها أعلنت في 6 كانون الأول، وقبل يومين من موعد إجراء جولة الانتخابات الثانية والحاسمة، أن نتائج جولة الانتخابات الرئاسية الأولى باطلة بسبب النفوذ الأجنبي وأمرت بإجراء انتخابات جديدة كاملة. وفي الجولة الأولى التي جرت في 24 تشرين الثاني، جاء المتشدد اليميني المستقل كالين جورجيسكو في المركز الأول بنسبة 22.94 في المائة من الأصوات، تليه الليبرالية المحافظة إيلينا لاسكوني بنسبة 19.17 في المائة. وحل رئيس الوزراء الموالي للغرب مارسيل سيولاكو، الذي كان يعتبر الأوفر حظا، في المركز الثالث بنسبة 19.15 في المائة فقط، وبالتالي أصبح خارج المنافسة في الجولة الحاسمة.

إلغاء النتائج

لقد ألغيت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بشكل كامل. ويجب أن تعاد العملية الانتخابية بكل تفاصيلها، بما في ذلك مصادقة المحكمة الدستورية على صلاحية المرشحين.

واستند القضاة في قرارهم إلى ما كشفته المخابرات الرومانية عن أن البلاد كانت هدفًا لـ "هجوم روسي عدواني". لقد قام التطبيق "تك توك"، الذي يحظى بشعبية خاصة بين الشباب، بالترويج على نطاق واسع للمرشح الرئاسي اليميني المتطرف والموالي لروسيا كالين جورجيسكو بمساعدة الحسابات ومنصات الإعلانات المدفوعة الثمن مثل "تليغرام"، الأمر الذي ساعد جورجيسكو على الفوز في انتخابات الجولة الاولى.

لقد بدأ مكتب المدعي العام تحقيقًا فيما إذا كانت حملة جورجيسكو على تيكتوك قد أثرت على الناخبين باستخدام أساليب محظورة بموجب قانون الانتخابات الروماني. وكانت المفوضية الأوروبية قد أصدرت بالفعل تعليماتها لمنصة الفيديو بتأمين جميع البيانات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية في رومانيا.

نفاق سياسي

في العادة ليس لدى مفوضية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أية مشاكل مع الحكومات اليمينية المتطرفة. وقد اجتذبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بقوة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وحزبها الفاشي اخوة ايطاليا إلى جانبها. ويشغل الفاشي رافائيل فيتو منصب نائب رئيس المفوضية الأوروبية ومفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن تعزيز التماسك المالي والإصلاحات والتنمية الإقليمية والمدن. وفي برلمان الاتحاد الأوروبي، أصبح التقارب العميق واضحا بشكل متزايد بين مواقف المحافظين ومواقف اليمين المتطرف، بما في ذلك الجناح اليميني المتطرف، بزعامة أوربان، وحتى مع حزب البديل من أجل ألمانيا. والمعروف ان لدى الاتحاد الأوروبي معيار واحد فقط: أن يكون مؤيداً بوضوح لحلف شمال الأطلسي، ومؤيداً لأوكرانيا، ومناهضاً لروسيا، وهذه المعايير لا تتوفر بالمرشح الفائز. ويعد الغاء نتائج الانتخابات سابقة، حيث يمكن إعلان بطلان الانتخابات ليس بسبب ثبوت التزوير أو التلاعب، ولكن بسبب مجرد وجود حملة منظمة على وسائل التواصل الاجتماعي تعتبرها السلطات مشبوهة.

إن أهمية انتصار جورجيسكو كحدث سياسي تشكل أهمية تاريخية وعميقة، ليس بالنسبة لرومانيا فقط، بل وأيضاً بالنسبة لمستقبل الديمقراطية الغربية بشكل عام. فهو يقدم أول دليل واضح وملموس على أن النظام الديمقراطي السائد غير قابل للإصلاح وأن نوعا جديدا من السياسة في طور الولادة.

أهمية رومانيا الاستراتيجية

في حال أصبح جورجيسكو رئيساً لرومانيا، فقد يؤدي ذلك إلى تغيير سياسة رومانيا الخارجية، التي ظلت حتى الآن متحالفة بشكل صارم مع الاتحاد الأوروبي والناتو. وفي رومانيا، يحدد الرئيس السياسة الخارجية والدفاعية ويشارك في السيطرة على الأجهزة السرية.

وتتمتع رومانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، بأهمية استراتيجية كبيرة، خاصة في ظل الحرب على أوكرانيا: إذ تشترك رومانيا مع أوكرانيا في حدود يبلغ طولها 650 كيلومترا، ويمتد ساحل البحر الأسود الروماني لمسافة تصل إلى 150 كيلومترا من مدينة أوديسا الأوكرانية. ويمر جزء كبير من صادرات الحبوب الأوكرانية عبر رومانيا. ويتمركز 5 آلاف جندي من قوات الناتو في رومانيا، وتتمركز أنظمة رادار قوية وصواريخ من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي في ديفيسيلو، جنوب رومانيا. لذا فإن تقريراً استخبارياً واحداً يكفي لإلغاء الانتخابات التي قد تؤدي إلى نتيجة غير مرغوب فيها من جانب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

************************************************

الصفحة السابعة

الهوية الوطنية والمواطنة في العراق: تكامل النضال الطبقي مع مقاومة الهيمنة

أسامة عبد الكريم ختلان 

تعد الهوية الوطنية الركيزة الأساسية التي توحد الشعوب ضمن إطار مشترك يشمل التاريخ والثقافة واللغة والقيم المشتركة. في السياق العراقي، تواجه الهوية الوطنية تحديات متعددة تتقاطع مع الانقسامات الطائفية والعرقية والنضال من أجل الحقوق الاجتماعية والسياسية. يلعب اليسار العراقي  ــ اليسار العراقي يمثل القوى التقدمية والوطنية التي تسعى لدعم الإصلاح والتغيير، مع التركيز على تعزيز مفهوم الهوية الوطنية و ترسيخ قيم المواطنةــ دوراً محورياً في مواجهة هذه التحديات، من خلال دعمه للمطالب الشعبية، ومشاركته الفاعلة في البرلمان، ونضاله من أجل ترسيخ العدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان.

دور اليسار العراقي في البرلمان والانتخابات

شهد العراق بعد عام 2003 تحولاً سياسياً جذرياً أتاح المجال لمختلف التيارات السياسية، بما في ذلك التيارات اليسارية، للمشاركة في العملية الديمقراطية. على الرغم من التحديات، يسعى اليسار العراقي، من خلال مشاركته البرلمانية، إلى تقديم بديل تقدمي يركز على العدالة الاجتماعية، وحقوق العمال، ومقاومة السياسات النيوليبرالية التي تُعمق الفجوة الطبقية. في الانتخابات، يلعب اليسار دوراً حاسماً في توجيه النقاشات نحو قضايا أساسية مثل العدالة الاجتماعية، وتمثيل الفئات المهمشة، ومكافحة الفساد. يسعى ممثلو اليسار إلى تعزيز الشفافية في إدارة الدولة، وتفعيل دور المؤسسات الرقابية، والدفع نحو سياسات اقتصادية تُلبي احتياجات الطبقات الكادحة بدلاً من خدمة النخب.

حماية الاعتصامات والمطالب الشعبية

تاريخياً، كان اليسار العراقي في طليعة القوى الداعمة للاعتصامات والاحتجاجات الشعبية. من انتفاضات العمال في خمسينيات القرن الماضي إلى حركة الاحتجاجات في أكتوبر 2019، شكلت قوى اليسار جزءاً لا يتجزأ من المطالب الشعبية التي سعت إلى تحقيق الإصلاح السياسي والاقتصادي. يؤكد دعم اليسار للاعتصامات التزامه بحقوق الإنسان وحرية التعبير كمبادئ أساسية لأي نظام ديمقراطي حقيقي. عبر التنسيق مع الحركات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني، يساهم اليسار في حماية المحتجين من القمع، والدفاع عن حقوقهم في التعبير السلمي.

الهوية الوطنية والعلاقة بالمواطنة

الهوية الوطنية في العراق ليست مجرد فكرة مجردة، بل هي أداة أساسية لمواجهة التحديات السياسية والاجتماعية. تمثل الهوية الوطنية الإطار الذي يحتضن التنوع الثقافي والديني والعرقي، وتحوله إلى مصدر قوة يوحد المجتمع في مواجهة التحديات المشتركة.

المواطنة، من جانبها، هي الترجمة العملية للهوية الوطنية. عندما تكون الهوية الوطنية قوية وشاملة، فإنها توفر الأساس لتفعيل قيم المواطنة مثل المساواة والمسؤولية الاجتماعية. الهوية الوطنية الحقيقية لا تتأسس على شعارات فارغة، بل على مشروع سياسي واجتماعي يتجاوز الانقسامات الطائفية، ويعزز وحدة المجتمع في مواجهة الهيمنة الإمبريالية والاستغلال الطبقي.

تحديات بناء الهوية الوطنية

في ظل الاحتلال والتدخلات الخارجية، يصبح الحديث عن الهوية الوطنية ضرورة ثورية. مع ذلك، يجب أن يُفهم هذا الحديث ضمن إطار أوسع يشمل:

1ــ إدراك الاستغلال الطبقي الداخلي:الاحتلال ليس فقط عسكرياً أو سياسياً، بل يمتد إلى البنية الاقتصادية التي تعمق استغلال الطبقات العاملة. القوى المسيطرة داخلياً تتعاون مع الهيمنة الخارجية لخدمة مصالحها.

2 ــ النضال ضد الاحتلال والاستغلال الطبقي: لا يمكن اختزال القضية في صراعات طائفية أو عرقية. الهوية الوطنية الحقيقية تتبلور من خلال مقاومة الاحتلال والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية.

3 ــ الاعتراف بالتنوع الثقافي والاجتماعي: الهوية الوطنية ليست نقيضًا للهويات الفرعية. على العكس، يمكن للهويات الفرعية أن تساهم في إثراء الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة، إذا تم الاعتراف بها وإدماجها في إطار وطني جامع.

دور اليسار في بناء الهوية الوطنية

يساهم اليسار العراقي في تعزيز الهوية الوطنية من خلال التركيز على القيم المشتركة التي توحد المجتمع، مثل مقاومة الاحتلال، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية، واحترام التنوع. يعمل اليسار على تطوير خطاب سياسي شامل يتجاوز الانقسامات الطائفية، ويبرز أهمية التكاتف الشعبي لبناء وطن قائم على المساواة والعدالة.

علاوة على ذلك، يروج اليسار لمبادرات تعزز الهوية الوطنية، مثل:

ــ الفعاليات الثقافية المشتركة التي تسلط الضوء على التراث الوطني المشترك.

ــ إصلاح الإعلام الوطني ليكون منصة توحيد تسهم في مواجهة الخطابات الانقسامية.

ــ تحفيز المشاركة المجتمعية من خلال دعم منظمات المجتمع المدني التي تعمل على تعزيز المواطنة والتماسك الاجتماعي.

في ظل التحديات التي يواجهها العراق، تعد الهوية الوطنية والمواطنة من الركائز الأساسية لبناء مجتمع عادل ومستقل. الهوية الوطنية ليست مجرد فكرة عابرة أو مشروعاً ثقافياً، بل هي وسيلة لمواجهة الهيمنة الداخلية والخارجية، وتعزيز التماسك الاجتماعي. من خلال دوره في البرلمان والاحتجاجات، ودعمه للقيم التقدمية، يساهم اليسار العراقي في بناء هوية وطنية تقدمية تقوم على العدالة الاجتماعية، واحترام حقوق الإنسان، وتحقيق السيادة الوطنية. هذه الهوية، التي تحتضن التنوع بدلاً من إلغائه، هي القاعدة التي يمكن من خلالها تحقيق عراق موحد ومستقل، قائم على المساواة والتضامن.

*****************************************************

أهمية معاهد الفنون الجميلة في العراق ودورها في تحسين الذوق العام

حسن الجواد

تُعتبر معاهد الفنون الجميلة في العراق بمثابة منارات للإبداع الفني والثقافي، تلعب دورًا حيويًا في تشكيل الهوية الثقافية وتعزيز الذوق العام. إن هذه المعاهد لا تقتصر على تقديم التعليم الفني فحسب، بل تسهم في إنشاء مجتمع يتمتع بحساسية جمالية وقدرة على تقدير الفن في شتى أشكاله.

في بيئة تفاعلية مليئة بالإلهام، يتمكن الطلاب من استكشاف قدراتهم الفنية وصقل مهاراتهم. تتيح البرامج التعليمية المتنوعة، من الفنون التشكيلية إلى التصميم والموسيقى، للطلاب فرصة التعبير عن أنفسهم وتجسيد أفكارهم من خلال الأعمال الفنية. إن ما يميز هذه المعاهد هو تقديمها بيئة تعليمية تشجع على التفكير النقدي والابتكار، مما يعزز من قدرة الشباب على التجديد والإبداع.

إن النتاجات الفنية التي تُنتجها معاهد الفنون الجميلة تُعد تجسيدًا للهوية الثقافية العراقية، حيث تعكس تنوع التراث والتاريخ المحلي. تنتج المعاهد أعمالًا تتراوح بين اللوحات والتماثيل والموسيقى، مما يسهم في تعزيز الفخر الوطني والانتماء. هذه الأعمال ليست مجرد قطع فنية، بل هي تعبير عن تجارب الحياة والأحاسيس الإنسانية، مما يُعزز من الوعي الجماعي حول الهوية الثقافية.

علاوة على ذلك، تلعب معاهد الفنون الجميلة دورًا محوريًا في تحسين الذوق العام من خلال تنظيم المعارض الفنية والفعاليات الثقافية. هذه الفعاليات تُعتبر منصات لتقديم الأعمال الفنية للجمهور، مما يُعزز التواصل بين الفنانين والمجتمع. يساهم هذا التواصل في نشر الثقافة الفنية وزيادة الوعي بالجمال، ويُعزز من القدرة على تقدير الفن في الحياة اليومية.

كما أن الفنون تُعتبر وسيلة للتغيير الاجتماعي، حيث يمكن للفنانين استخدام أعمالهم كأداة للتعبير عن القضايا المجتمعية. يمكن للمعاهد أن تُمكن الطلاب من استكشاف الموضوعات الاجتماعية والثقافية من خلال الفنون، مما يُحفز النقاشات ويُعزز الوعي. من خلال هذا التفاعل، تساهم الفنون في خلق مجتمع أكثر فهمًا ووعيًا.

في الختام، لا يُمكن إنكار أهمية معاهد الفنون الجميلة في العراق ودورها البارز في تحسين الذوق العام. إن استثمار المجتمع في هذه المعاهد هو استثمار في مستقبل الثقافة والفنون، حيث تُسهم هذه المعاهد في تشكيل جيل جديد قادر على التقدير والإبداع، مما يعزز من القيم الجمالية والثقافية في المجتمع.

************************************************

سوريا بلد منهك بمستقبل غامض

عبد الله سعد

عادت الأوضاع في سوريا إلى دائرة الضوء بعد أن أعلنت جماعات مسلحة ما يسمى بعملية ردع العدوان تزامنا مع وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.

حيث قامت فصائل هيئة تحرير الشام بقيادة المدعو ابو محمد الجولاني بأسقاط محافظة إدلب وبعدها توالت خسائر الجيش السوري وانسحب من عده محافظات بدون قتال. وفي صباح يوم الاحد 8/12/ 2024 اعلنت الجماعات المسلحة وعبر التلفزيون السوري إسقاط النظام ومغادرة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو.

سقوط نظام الأسد سينهي بلا شك فصلاً مثقلا بالمشاكل والصعوبات والمآسي والقهر في تاريخ سوريا، لكنه سيفتح الباب أمام فصل جديد مليء بالتحديات والمعضلات. ولعل من أبرز هذه التحديات هي الأزمة الإنسانية إذا تتطلب إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين وهذه أولوية قصوى، فضلا عن معالجة الانقسامات الطائفية والعرقية، لأن سنوات الحرب قد عمقت الهوة بين المكونات السورية المختلفة، مما يجعل المصالحة الوطنية مهمة شاقة وتتطلب وقتا وجهدا كبيرين، ناهيك عن التحديات الاقتصادية، فالاقتصاد السوري منهك، وإعادة إعماره البلاد ستتطلب استثمارات ضخمة ودعمًا دوليًا بالإضافة إلى تكاتف الجهود للنهوض بالبنى التحتية التي تستوجب توفير بيئة أمنية مناسبة تتطلب مكافحة الإرهاب والتطرف، وحل مشكلة الميليشيات المتعددة وهو تحد آمني كبير في ظل وجود سلاح لدى جهات عدة.

الأهم هو التركيز على بنية الدولة والبناء المؤسساتي وإنشاء مؤسسات ديمقراطية قوية وشفافة وهذا يتطلب آليات عمل جادة فمستقبل سوريا حتى اللحظة غير معلوم وغامض وهناك سيناريوهات محتملة عديده.

 وبالرغم من كل هذه التحديات فأن سيناريو التقسيم أمر غير مستبعد فقد تنقسم سوريا إلى عده دول صغيرة مما يؤدي إلى زعزعه الأمن والاستقرار في المنطقة، أو التحول إلى الفوضى فقد تتحول سوريا إلى دولة تعمها الفوضى والانفلات الأمني والعجز الاقتصادي بحيث تكون دولة عاجزة عن توفير الأمن والغذاء لمواطنيها إذا لم تتكاتف الجهود ويكون للسوريين الكلمة الفصل والتضحية من أجل بناء دولة ديمقراطية عن طريق التأسيس لمرحلة انتقال إلى نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان ويوفر كل متطلبات الحياة، وهو ما يتطلب ايضا تضافر الجهود الدولية في توحيد أطراف النزاع. والسؤال الأهم هنا هو هل يمكن للقوى الديمقراطية والمدنية ان تشكل جبهة او تحالفا يمكن ان يكون معادلا للأقطاب الاخرى.

الخلاصة انه حال عدم التوصل إلى حل سياسي، قد تشهد سوريا حرباً أهلية طويلة الأمد، مما يؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر البشرية.

ان مستقبل سوريا يظل غامضاً ومفتوحاً على جميع الاحتمالات فالتحول من نظام إلى نظام اخر هو عملية معقدة وطويلة تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف السورية والدولية.

**********************************************

 اليوم العالمي لحقوق الإنسان، المعنى والأساس التاريخي

خليل ابراهيم العبيدي

يحق للدنيا جمعاء أن تحتفل باليوم العالمي لحقوق البشر في هذه الحياة، تلك الحقوق التي أقرها القانون الطبيعي وتنكرت لها القوى المالكة للمال ووسائل الإنتاج، من أفراد ودول، وهكذا ارتكبت الجرائم بحق الإنسانية على مسار التاريخ، بدءا من نظام العبودية مرورا بمرحلة النظم الاقطاعية وصولا لنظم الرأسمالية وتحولها نحو العولمة الإمبريالية.

الأساس التاريخي لمسلمة حقوق الإنسان

إن تاريخ البشرية كان ولا زال هو تاريخ صراع ولأسباب عديدة يسجل بمسيرته الجدلية انتهاكات بليغة لحقوق البشر من خلال الاستغلال المباشر للإنسان بأبشع الصور لإنتاج الخيرات لصاحب العمل سواء أكان في الحقول تحت وطأة وقساوة الطبيعة، أو في المصانع تحت ظروف الإنتاج السيئة، وبحكم قانون تركز الثروات بيد الأقلية الرأسمالية، الذي حدده ماركس، وعدم اتساع الأسواق الداخلية للإنتاج الواسع يخرج ذاك الرأسمال نحو العالم على أشكال متعددة تحميه الأساطيل والجيوش التي تزحف نحو الأسواق ومصادر المواد الخام مشكلة الحروب التي تطحن البشر وحقوقه الأساسية تلك التي أشار إليها ماركس أيضا في بيانه الشيوعي عام ١٨٤٨ على إثر نمو الحركات الجارتية المناهضة للرأسمالية في أوربا الصناعية في ذات العام. وكانت نبوءة ماركس لتتحقق عام ١٩٤٨ بعد موت الملايين من البشر في الحربين العالميتين الاولى والثانية، أي بعد مئة عام من البيان الشيوعي الذي ركز على حقوق العمال والفلاحين وهما المشكلان للأغلبية الساحقة من البشر، وأتى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليتوج أمنيات هذا العالم المضطرب بحقوق واضحة ومعان مجزية تكريما لهذا الكائن البشري الذي سحقه المال والظلم منذ بداية الخليقة.

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

نشر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من ديسمبر عام ١٩٤٨ في العاصمة الفرنسية باريس، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المرقم ٢١٧/ألف لعام ١٩٤٨ ليكون بمثابة المعيار الدولي المشترك لكافة حقوق الإنسان، وقد صوت لصالح القرار ٤٨ دولة من أصل ٥٨ دولة كانت عضوا في الأمم المتحدة آنذاك، امتنعت عن التصويت عليه فقط ثماني دول. ولم تصوت عليه كل من دولة هندوراس والمملكة اليمنية.

ويلزم الإعلان في ديباجته جميع الدول، بالاعتراف بأن جميع البشر ولدوا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق بغض النظر عن الجنس ومكان الإقامة والجنسية، والأصل القومي أو العرقي، أو اللون أو الدين أو اللغة أو أي وضع آخر. وقد جاء في المادة السابعة منه، على أن الناس جميعا سواء أمام القانون وهم يتساوون في حق التمتع بحماية القانون دونما تمييز كما يتساوون بحق التمتع بالحماية من أي تمييز ينتهك هذا الإعلان ومن اي تحريض على مثل هذا التمييز. هذا وقد كان العراق من أوائل الدول التي صادقت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقد تمسكت أغلب الحكومات المتعاقبة منذ التوقيع على الأخذ بمبادئه ولكن الكثير منها قد تجاوز تلك المبادئ وخرقت حقوق العراقيين بدءا من نقرة السلمان وصولا إلى انقلاب شباط عام ١٩٦٣ الذي كان وراء أعظم خرق لحقوق الإنسان العراقي.

حقوق الانسان في العراق

لو استعرض أي منا تاريخ العراق السياسي الحديث منذ قيام دولته عام ١٩٢١ حتى يومنا هذا ، لوجد أن الفقر والجوع الذي تكلم عنه ماركس في بيانه الشيوعي حين قال، إن تاريخ البشرية هو تاريخ البحث عن الطعام وما الفقر إلا الافتقار إليه، بالتالي فان الانتهاك الحقيقي لأبسط حقوق الإنسان العراقي هو إفقار المواطن في بلد يعد من أغنى دول العالم، ولم يكابد العراقيون الفقر لوحده بل وسائل قمع أخرى جراء شكواه من الحرمان لأبسط مستلزمات العيش ولأبسط سبل التعبير، فقد ظل بلدنا لقرن بأكمله منقوصا (إلا في القليل من المراحل) في حقوقه الأساسية منها حق العيش بكرامة وحق التعبير عن الآراء، وحق الصحة، وحق التعليم، واليوم يتصاعد منسوب إغفال هذه الحقوق وفي المقدمة حرمان العراقيين من السفر إلى بلدان العالم إلا ما ندر منها.

إن العراقيين اليوم بغض النظر عن الفسحة القليلة المتاحة للتعبير عن الرأي إلا أنهم لا زالوا يعانون من فرض قوانين تلحق بحقوقهم الضرر  منها مقترح قانون الأحوال الشخصية وقانون تقييد الحصول على المعلومة ، أو كثرة التعديلات على قانون الانتخابات بما يؤمن الأغلبية للمخضرمين من السياسيين، أو حرمان المواطن من التمتع بأموال بلده وذلك لعدم وجود الجدية في تعديل المادة ٣٤٠  ، ٣٤١ ، من قانون العقوبات رقم ١١١ لعام ١٩٦٩ المعدل وذلك لتشديد العقوبات على سارقي المال العام ، وإلزام السارق بإعادته كاملا ، لأن كل تلك الأموال المسروقة كفيلة بسد ابسط حقوق الإنسان العراقي في بلده الأغنى في هذا العالم . ولنأخذ من هذا اليوم حافزا لأن نعيد النظر بمجمل العملية السياسية بما يجعل من العراق نموذجا في احترام حقوق الإنسان.

*********************************************

الصفحة الثامنة

فالح شهاب حمد الجنابي  الشيوعي الجميل والحارس الأمين

سلام القريني

المناضل الشيوعي فالح شهاب حمد الجنابي من أوائل الرفاق الذين تعرفت عليهم في تنظيم حزبنا الشيوعي العراقي في كربلاء  والذي اتخذ له مقرا في بناية وسط المدينة القديمة  مناصفة مع مكتب الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية بعد تغير النظام في نيسان 2003م. كان ملتزما وقارئا جيدا على الرغم من عدم جلوسه على مقاعد الدراسة فقد تلقى أول دروسه النضالية في مدرسة الحزب وتربى على مبادئه السامية والنبيلة، يأتي بانتظام إلى مقر الحزب الذي أخذ يعيد تشكيل لجانه وخلاياه  ومختصاته في المركز والهندية والحسينية ويديم الاتصال مع الرفاق في قضاء عين  التمر.

(أبو بيان) هكذا يناديه الرفاق ينهض الجميع لتحيته مهابا مرتديا زيه العربي الأنيق صاحب السفر النضالي التليد وهو الذي لم يهادن او ينكسر رغم كل الملمات، صلبا رغم ضنك العيش وملاحقة رجال الأمن اذناب البعث المقبور.

 المناضل فالح من مواليد عام 1935م في قرية جميلة اسمها (هوى الشام) ناحية الكفل  تابعة لمحافظة بابل وتشاء الصدف ان يلتقي الشخصية القيادية الرفيق الراحل كاظم الجاسم اثر حادثة عرضية وقعت بينه وبين أبناء  قريته ويدور بينهما  حوار طويل  عن مشاكل الفلاحين وحالهم,  لكن ظروف الحياة المعيشية أجبرت أبو بيان على  الانتقال إلى ناحية (الكفل) التي جمعته بعلاقة صداقة مع شخص يدعى (مراد الملامة ) الشخص  الذي شجعه على الانتماء  إلى صفوف الحزب ومرة أخرى ينتقل للعيش في مدينة (القاسم) عام 1962م   السنة التي رشحه فيها الرفيق أحمد الملا عبد الله.  عن هذه الفترة يقول أبو بيان:

استطعت أن أكسب عددا من الفلاحين وأشكل منهم خليتين حزبيتين وأقودهما بنفسي وأنا مرشح جديد ولم أحمل صفة العضوية الأمر الذي شجع على تشكيل لجنة فلاحية في ناحية (الحرية منطقة العباسيات) وكان مسؤولي الرفيق كاظم محمد سلمان الملقب بـ(كاظم كوخية).

وعند بدء الهجمة الشرسة ضد تنظيمات الحزب بداية السبعينيات من قبل النظام البعثي، جاء الينا متخفيا من كربلاء الرفيق فراس عباس الحمداني الذي كان مسؤولا عن اللجنة المحلية، ونزل في منطقة (ال بوحداري) التابعة إلى قضاء الكوفة، بعد مدة أصبح المسؤول عن لجنة الريف التي تضم ستة رفاق أذكر منهم الرفيق جبر العريشي ومحسن محمد وكاظم كوخية وبعد اجتماعين حصلت على شرف العضوية مشفوعة باسمي الحركي (صارم). وعند قيام الجبهة الوطنية التقدمية رحلت إلى محافظة كربلاء وعملت بصفة حارس في مقر الحزب الواقع حاليا قرب بناية بلدية كربلاء وتحديدا في طرف العباسية الشرقية وكان وقتها الرفيق محمد النهر (أبو لينا) سكرتيرا للجنة المحلية، بعدها توليت مسؤولية الاستعلامات لمدة ثلاث سنوات لأكلف من جديد بان أكون حارسا في مقر محلية النجف التي يقودها الرفيق أحمد القصير (أبو ماجد).

بتاريخ 24 /8/ 1978م اختفيت في ريف( العباسيات) وعملت مع رفاق آخرين في قنطرة البزل لكن لم  يكف رجال الامن عن  ملاحقتي بل استمروا , الأمر الذي دعاني للانتقال إلى منطقة( جرف الصخر) موطن أقربائي عشيرة الجنابي، بقيت  ستة أشهر ثم غادرتها متوجها إلى ناحية (اللطيفية ) أعمل فلاحا عند الحاج جبر الجنابي أحد أبناء عمومتي الذي أخبرني  ذات يوم  أن ابن خاله المدعو حسين ياس الجنابي الذي يشغل منصب (مدير أمن المحمودية) تصله أخبار عني يشكون فيها أنني أحد عناصر حزب الدعوة وكان رد الحاج عن هذه الاخبار من انها عارية تماما عن الصحة كون ابن عمه يرتاد نهاية  كل أسبوع ناديا للمشروبات الروحية  في منطقة (الدايرة) اقتنع بالأمر لكنه نصحني  بالاختفاء عندها حزمت امري للعودة  إلى جرف الصخر عام 1983 فقد تمكنت من شراء أرض زراعية  .

بعد التغيير 2003 م حط بنا الرحال للسكن في منطقة (بدعة أسود) التابعة لناحية الحسينية في محافظة كربلاء، حيث اتصل بي الرفيقان الراحلان ناجي عجيل السمرمد وحسين كريم عواد من أجل إعادة الصلة لتشكيل المختصة الفلاحية وبقيت أعمل فيها ليومنا هذا، علما أنني لم أرشح نفسي لأي منصب قيادي عدا مسؤوليتي لخلية في أساسية (بدعة اسود).

لقد نلت التكريم اللائق في مناسبات عدة من قبل رفاقي في اللجنة المحلية للحزب في كربلاء.

الجدير بالذكر انني عاصرت الكثير من الرفاق المناضلين الأوفياء لمبادئ الحزب وقضيته العادلة في تحقيق أماني الناس في الوطن الحر والشعب السعيد ولم اتخلف يوما واحدا عن أية مهمة حزبية رغم أن عمري قارب على التسعين، ومن هؤلاء كل من الرفيق الراحل الشهيد علي النوري (أبو إحسان) وكاظم الناصر (أبو تحرير) وأحمد هادي (أبو رياض) ومهدي النشمي (أبو صكر) والشهيدين كريم معارج وياس خضير.

أخيرا...

اليوم وأنا التقي الرفيق أبوبيان أشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الشخصية الفذة التي تحمل حب الوطن والناس في ثناياه.

************************************************

الشهيد البطل حبيب عبد محمد

الرفيق ماجد مصطفى عثمان

الشهيد البطل حبيب عبد محمد فرج الزبيدي من مواليد بغداد 1946 وكان طالبا في متوسطة النظامية ثم Hكمل دراسته في إعدادية النضال للبنين عام 1965 ليلتحق بعدها بكلية التجارة حيث تخرج منها عام (70- 71) بكالوريوس- محاسبة وتم تعيينه بدرجة محاسب في وزارة التجارة / الشركة العامة للأسواق المركزية.

الشهيد حبيب واحد من شهداء الحزب الشيوعي العراقي الذي وجد منذ صباه نفسه منخرطا في صفوف الحزب وهذا الخيار جاء كونه ينتمي لاحد العوائل المتوسطة الحال التي خيارها الصحيح هو وجودهم في صفوفه، وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي عام 1963 لروحه الثورية وكونه يسكن آنذاك في مدينة الثورة، مدينة الكادحين والفقراء ومعقل الشيوعيين العراقيين وكان ملتزما بعمله وانموذجا يقتدى به ومحبوبا بين عائلته ورفاقه وأصدقائه. وخلال حياته الدراسية تم توقيفه عدة مرات لمشاركته في التظاهرات الجماهيرية التي اندلعت آنذاك ضد الانظمة الفاسدة التي ابتلى بها العراق مما أدى إلى مضايقته من قبل سماسرة البعث الفاشي وتحمل الكثير من العذاب والاضطهاد النفسي والمعنوي لحين اعتقاله في منطقة باب المعظم بتاريخ 15-5-1980 عندما كان يروم زيارة زوجته إلى مستشفى مدينة الطب (قسم النسائية) لرقودها في المستشفى المذكور بعد اعتقالها عام 1979 ولمدة شهرين ومرة اخرى اعتقالها عام 1980 ولمدة شهر واحد، وجرى  خلالها ممارسة شتى انواع التعذيب بالكهرباء وكانت حينها حاملا ووضعوا  العصا الكهربائية على رجلها اليسرى واسقطوها أرضا وتعرضت من جرائها إلى تخثر بالدم في الساق اليسرى اضافة إلى سحب الطفل منها ميتا وكان في الشهر الخامس إثر التعذيب الذي تعرضت له .

منذ اعتقال الشهيد حبيب في 15-5-1980 لم يصل أي خبر عنه إلى عائلته بالرغم من مراجعتهم المستمرة لدوائر الأمن آنذاك لكن بعد فترة حصلوا من الدوائر الرسمية على شهادة وفاة بإعدامه بتاريخ 1-7-1980 بالرغم من عدم تبليغهم من قبل الاجهزة الامنية بإعدامه ولم يتم تسليم رفاته لعائلته ورحل عنا هذا البطل إلى الابد وهكذا انتهت مسيرته النضالية.

انهض يا حبيب حتى ترى بأم عينيك كيف تهاوت دولة الهراوات والتعذيب والاغتيالات والمقابر الجماعية بأكثر من ثلاثة عقود مرت مليئة بالفصول الدامية والمرعبة والتي عشناها سوية وليس لدينا أي رد على جريمة إعدامك غير مواصلة المسير في درب الوجود الشيوعي.

نم يا قرير العين وسوف نواصل المسيرة من أجل وطن حر وشعب سعيد.

*******************************************************

في الزعفرانية بطولة كروية باسم الشهيد سعدون

بغداد – طريق الشعب

تحت شعار "تسعون عاما والنضال يتجدد"، وضمن فعاليات الذكرى 90 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، نظمت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب، أخيرا في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد، بطولة بكرة القدم الخماسية، حملت اسم الشهيد سعدون (وضاح عبد الأمير). وجرت البطولة، التي انطلقت يوم 22 تشرين الثاني الفائت، على "ملعب أشبيليا"، بمشاركة 16 فريقا شعبيا من مناطق الزعفرانية وجسر ديالى والمدائن، وبالتنسيق مع اللجنة الرياضية في الزعفرانية، ودعم المختصة الرياضية للحزب. واختتمت البطولة يوم 6 كانون الأول الجاري بمباراة بين فريقي "اتحاد أبو الجود" و"اتحاد الزعفرانية"، انتهت بتتويج الأول بالكأس، في أجواء سادها التنافس والروح الرياضية العالية.

وحضرت حفل الختام عضو اللجنة المركزية الرفيقة انتصار الميالي وعدد من قيادات اللجنة المحلية. وانتهى الحفل بتوزيع الكؤوس على الفرق الفائزة والأوسمة على اللاعبين، وسط حضور جماهيري كبير.

جدير بالذكر، أن البطولة افتتحت بحضور عضو المكتب السياسي الرفيق عزت أبو التمن.

****************************************

في قضاء الحي ندوة حول مناهضة العنف ضد المرأة

الحي – طريق الشعب

عقدت رابطة المرأة العراقية في قضاء الحي، أول أمس الجمعة، ندوة في مناسبة الحملة الدولية "16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد المرأة"، حضرها جمع من النسوة.  تحدثت في الندوة الناشطتان سحر غني وبرافدا علي، حول حقوق المرأة وأهمية ضمانها من أجل تحقيق حياة كريمة للنساء، مشددة على أهمية سن التشريعات المناهضة للعنف الأسري والمجتمعي الموجه ضد المرأة.  كما أكدت الناشطة برافدا ضرورة رفض التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية النافذ، لما لها من أضرار على حقوق المرأة وكرامتها. 

****************************************

شيوعيو الهندية يزورون الرفيق جواد مزهر 

الهندية – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية، الخميس الماضي، الرفيق جواد مزهر (أبو عماد) في منزله، للاطمئنان على صحته بعد خضوعه لعملية قسطرة تكللت بالنجاح. وتمنى الوفد للرفيق أبو عماد الشفاء العاجل ووافر الصحة والسلامة. وقدم له باقة ورد.

*****************************************************

الصفحة التاسعة

أسود الرافدين في الدوحة للتحضير لخليجي 26

متابعة ـ طريق الشعب

وصل المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم إلى العاصمة القطرية الدوحة أمس السبت، لبدء معسكره التدريبي القصير استعدادًا للمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي "خليجي 26" التي ستُقام في الكويت.

الوفد المغادر من بغداد ضم 11 لاعبًا من الدوري المحلي، على أن يلتحق باقي اللاعبين تباعًا حتى يكتمل الفريق بشكل كامل. سيستمر المعسكر التدريبي في الدوحة حتى 20 كانون الأول الجاري، حيث يسعى الجهاز الفني بقيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس لتحضير اللاعبين بأفضل صورة ممكنة قبل انطلاق البطولة التي ستنطلق يوم 21 من نفس الشهر في الكويت.

وقع المنتخب العراقي في مجموعة تضم منتخبات اليمن والسعودية والبحرين، وسيبدأ مبارياته يوم الأحد 22 كانون الأول بمواجهة منتخب اليمن.

في وقت سابق، أعلن المدرب خيسوس كاساس قائمة اللاعبين النهائيّة الذين تم استدعاؤهم للانضمام إلى معسكر الدوحة. وضمت القائمة 27 لاعبًا، هم: جلال حسن، محمد حسن، كميل سعد، مناف يونس، علي عدنان، ريبين سولاقا، آدم طالب، علي فائز، ميرخاس دوسكي، مهند جعاز، مصطفى سعدون، هه لو فائق، أمير العماري، سعد عبد الأمير، لوكاس شليمون، أمجد عطوان، أحمد ياسين، علي جاسم، بيتر كوركيس، يوسف أمين، أمين الحموي، ماركو فرج، علي يوسف، مهند علي، أيمن حسين، إبراهيم بايش، زيدان إقبال.

ومع ذلك، سيتغيب كل من إبراهيم بايش وزيدان إقبال عن المعسكر في الدوحة بسبب ارتباطاتهما مع أنديتهما، على أن ينضما إلى الفريق في وقت لاحق. سيصل إبراهيم بايش مباشرة إلى الكويت مع انطلاق البطولة، في حين سينضم زيدان إقبال يوم 22 كانون الأول.

من جانبه، أوضح المدرب خيسوس كاساس أن المعسكر في الدوحة سيكون فرصة كبيرة لإعداد اللاعبين بشكل جيد، مشيرًا إلى أن خياراته النهائية للمشاركة في خليجي 26 ستقتصر على 26 لاعبًا فقط، في ظل الظروف الحالية وتواجد بعض اللاعبين مع أنديتهم.

*********************************************

دجلة الجامعة  صدارة دوري محترفي السلة

بغداد ـ طريق الشعب

أنهى فريق دجلة الجامعة المرحلة الأولى من منافسات دوري المحترفين بكرة السلة، متصدراً ترتيب الفرق جامعا 19 نقطة من 9 انتصارات وخسارة واحدة.

وذكر بيان لاتحاد اللعبة أن فريق دجلة الجامعة حل أولاً في جدول ترتيب الفرق بعد أن حقق فوزاً مهماً على فريق زاخو في آخر أدوار المرحلة ب 84/69 نقطة.

وأضاف البيان أن فريق الدفاع الجوي بطل النسخة الأخيرة احتل المركز الثاني ب 19 نقطة أيضاً وبفارق النقاط عن المتصدر، فيما جاء فريق الكرخ بالمركز الثالث ب 19 نقطة، ولكن من سبعة انتصارات وثلاث خسائر مع إضافة نقطتين إلى رصيده إثر تتويج فريقه للناشئين بطلاً لدوري الفئات العمرية المصاحب.

***********************************************

نوروز يتعاقد مع المدرب قحطان جثير وأبو زمع قريب من تدريب الشرطة

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن نادي نوروز عن تعاقده مع المدرب العراقي قحطان جثير لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة من منافسات دوري نجوم العراق، خلفًا للمدرب البرازيلي جورفان فييرا.

وأكد النادي في بيان رسمي أن الهيئة الإدارية لنادي نوروز قد أتمت الاتفاق مع جثير لقيادة الفريق خلال ما تبقى من الموسم، بعد أن قررت إنهاء تعاقدها مع فييرا بالتراضي، وذلك إثر النتائج السلبية التي حققها الفريق في الدوري.

ويحتل فريق نوروز المركز الـ 18 في جدول ترتيب الدوري برصيد 8 نقاط بعد خوض 9 مباريات، حيث فاز في مباراتين وتعادل في اثنتين، فيما تلقى 5 هزائم.

وفي سياق متصل، أفاد مصدر من داخل نادي الشرطة أن المدرب الأردني عبد الله أبو زمع سيخلف أحمد صلاح في قيادة الفريق الأول. ويحتل فريق الشرطة المركز السابع برصيد 17 نقطة بعد انتهاء الجولة الحالية من دوري النجوم.

*******************************************

دي خيا يستعيد بريقه مع فيورنتينا بعد سنوات من الإحباط

فلورنسا ـ وكالات

بعد موسم طويل من الانتقادات والتحديات، عاد الحارس الإسباني ديفيد دي خيا إلى الملاعب في صيف 2024، وذلك عبر بوابة نادي فيورنتينا الإيطالي. رحل دي خيا عن مانشستر يونايتد في نهاية موسم 2022-2023 بعد تراجع مستواه وتعرضه لانتقادات حادة، ليغيب عن الملاعب لفترة عام كامل.

كانت السنوات الأخيرة لدي خيا في مانشستر يونايتد صعبة، حيث شهدت انخفاضًا في أدائه، وأدت أخطاؤه في بعض المباريات إلى تراجع الثقة به. ورغم كونه أحد أبرز لاعبي الفريق في سنواته العجاف بعد رحيل السير أليكس فيرجسون، إلا أن أداءه في الموسم الأخير لم يكن كافيًا لإقناع المدرب إريك تين هاج بالبقاء. ورغم محاولات تمديد عقده مع النادي، قررت الإدارة إنهاء التعاقد مع الحارس الإسباني، مما دفعه إلى مواجهة مصير مجهول.

ظل دي خيا دون نادٍ لفترة طويلة، حيث لم تتوجه أي عروض له، وكان عمره 33 عامًا، ما جعله يفكر جدياً في الاعتزال إذا لم يجد فريقًا يناسبه. ورغم كونه أحد أعلى اللاعبين أجرًا في مانشستر يونايتد، إلا أن راتبه المرتفع كان عقبة أمام انتقاله إلى أي فريق آخر.

لكن في صيف 2024، حصل دي خيا على فرصة جديدة لإحياء مسيرته مع فيورنتينا. ورغم خسارته في أول مباراة له مع الفريق أمام أتالانتا (2-3)، قدم الحارس الإسباني مستويات رائعة في المباريات التالية، حيث تصدى للعديد من الفرص وبدأ يظهر تأثيره بشكل واضح. وفي الدوري الإيطالي، لعب دي خيا 11 مباراة، استقبل خلالها 7 أهداف، بينما حافظ على نظافة شباكه في 6 مباريات أخرى.

أبرز لحظات تألقه كانت في مباراة فيورنتينا ضد ميلان، حيث ساهم في فوز فريقه (2-1) بتصديه لركلتي جزاء من ثيو هيرنانديز وتامي أبراهام. وواصل تألقه في مباريات أخرى ضد جنوى وفيرونا وكومو، ليصبح أحد أبرز حراس المرمى في الدوري الإيطالي.

حتى الآن، يحتل فيورنتينا المركز الرابع في جدول ترتيب الكالتشيو برصيد 31 نقطة، بفارق 3 نقاط عن المتصدر أتالانتا، ويمتلك الفريق مباراة مؤجلة، مما يعزز من آماله في المنافسة على المراكز المتقدمة.

وبمعدل تصديات وصل إلى 83 بالمائة في المباراة الواحدة، وبتصديه لـ 34 فرصة في 11 مباراة، أصبح دي خيا أحد الحراس الأبرز في الدوريات الكبرى هذا الموسم، ليؤكد أن بريقه لم ينطفئ بعد، وأنه قادر على استعادة مستواه العالي في الملاعب الإيطالية.

****************************************************

وقفة رياضية.. خطوة جريئة للتحذير من المنشطات

منعم جابر

أقدمت اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات على خطوة جادة وجريئة، بعد أن كانت بعض الاتحادات الرياضية العراقية قد شهدت تجارب مريرة نتيجة لتناول المنشطات من قبل بعض رياضيينا، مما أسفر عن حرمان بعض الأبطال من المشاركة في البطولات الدولية. وكان آخر هذه الحوادث ما وقع مع أحد المرشحين للدورة الأولمبية في باريس، حيث فشل بسبب ثبوت تناوله للمنشطات، مما حرمه من فرصة المشاركة "المجانية" التي قدمها الاتحاد الدولي لألعاب القوى.

هذا الواقع دفع بلجنة مكافحة المنشطات إلى عقد لقاء مع لاعبي المنتخب العراقي لكرة السلة لتوضيح المخاطر والآثار السلبية التي قد تنجم عن تناول المنشطات المحظورة. كما تم تقديم شروحات توعوية للتعريف بمخاطر تعاطي المنشطات، وأهمية تجنبها، وتأثيراتها المدمرّة على الصحة العامة وعلى الرياضيين بشكل خاص.

وأكد المحاضر أحمد عبد خماط أن الهدف من المحاضرة هو "تثقيف الرياضيين وتوعيتهم بالمخاطر والأضرار الصحية التي تسببها المنشطات"، مشددًا على أهمية الحملات التوعوية لخدمة الرياضيين ورفع مستوى الوعي الرياضي لديهم حول خطورة المنشطات وتأثيراتها الكبيرة على الأبطال وممارسي الرياضات. كما قدم المحاضر توضيحًا شاملاً حول المواد المحظورة دولياً وكيفية تجنبها وطرق الوقاية منها، وأجرى فحوصًا طبية على اثنين من اللاعبين الذين يستعدون للمشاركة في بطولات خارجية قادمة.

بدورنا، نثني على خطوة اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات، فهي خطوة إيجابية تظهر اهتمامها بالرياضيين قبل مشاركتهم في الفعاليات الرياضية الدولية، بهدف ضمان تجاوزهم الفحوصات الطبية المتعلقة بالمنشطات. كما تسهم هذه الخطوة في تعزيز وعي الرياضيين ورفع مستوى الالتزام بالقوانين والضوابط الدولية المتعلقة بمكافحة المنشطات.

تشكيل اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات في اللجنة الأولمبية الوطنية يعد خطوة هامة في الحفاظ على صحة رياضيينا وحمايتهم من الانزلاق في فخ المنشطات. ولعل هذه الجهود ستساهم في زيادة الوعي لدى الأبطال الرياضيين حول خطورة هذه المواد وآثارها المدمرة على صحتهم ومستقبلهم الرياضي.

كما ندعو جميع الاتحادات الرياضية إلى نشر هذا الوعي والعمل على تنظيم محاضرات توعوية لجميع منتخباتها وفرقها الرياضية لتعريفهم بمخاطر تناول أي أدوية أو علاجات دون إشراف طبي، وخاصة بالنسبة للرياضيين المشاركين في البطولات الدولية.

وفي هذا السياق، نؤكد على أهمية الدور الذي يلعبه الاتحاد العراقي لكرة السلة في هذا المجال، حيث أبدى اهتمامًا خاصًا بهذا الموضوع قبيل مشاركته في بطولة خارجية قد يتعرض خلالها لاعبوه لاختبارات للكشف عن المنشطات. ونتمنى أن تواصل جميع الاتحادات الرياضية تنظيم فعاليات توعوية مماثلة لجميع لاعبيها لتعريفهم بمخاطر المنشطات وآثارها المدمرة، حيث إنها تضر الرياضة العراقية بشكل عام، وتحرِم الأبطال من الفرص بسبب هذه الممارسات غير الرياضية.

كما شهدنا مؤخرًا انطلاق سلسلة من الندوات التوعوية عبر الإنترنت من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، التي تتعلق بمكافحة المنشطات وتسلط الضوء على أحدث التطورات في مجال الطب الرياضي. وقد تم خلال هذه الندوات استعراض أحدث القوائم من المواد المحظورة لعام 2025 وفقًا للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، وحضرها أكثر من 200 ممارس طبي وقانوني، تلقوا تفسيرات مفصلة حول التعديلات الجديدة. ومن المقرر عقد ندوة أخرى حول نفس الموضوع في 17 كانون الأول المقبل.

أحبتي في مؤسسات الرياضة العراقية، أنتم مطالبون بتفعيل وتنشيط دور اللجنة العراقية لمكافحة المنشطات وتسهيل مهماتها من خلال متابعة لاعبي المنتخبات والفرق العراقية المشاركة في البطولات الدولية، من أجل محاربة هذه الآفة المدمرة التي تؤثر سلبًا على رياضتنا ومستقبل أبطالنا.

*******************************************

غارلاند يقود كليفلاند كافالييرز للفوز على واشنطن ويزاردز

واشنطن ـ وكالات

قاد داريوس غارلاند فريق كليفلاند كافالييرز لتحقيق فوز ثمين على واشنطن ويزاردز بنتيجة (115-105) ضمن منافسات دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين. سجل غارلاند 24 نقطة وقدم 8 تمريرات حاسمة، بينما أضاف زميله غاريت ألين 21 نقطة و11 متابعة ليكونا من أبرز اللاعبين في المباراة. وبهذا الفوز، عزز كليفلاند كافالييرز صدارته لدوري كرة السلة الأمريكي، رافعًا رصيده إلى 22 انتصارًا مقابل 4 هزائم. من جهة أخرى، واصل فريق واشنطن ويزاردز نتائجه المخيبة، حيث تلقى خسارته الثامنة عشرة في آخر 19 مباراة، ليظل الفريق يعاني هذا الموسم. كما سجل دونوفان ميتشيل 20 نقطة لفريق كليفلاند، وقدم كاريس ليفيرت 14 نقطة و6 تمريرات حاسمة، في حين أضاف إيساك أوكورو 13 نقطة. على الجانب الآخر، كان بلال كوليبالي أبرز لاعبي واشنطن، حيث سجل 27 نقطة، بينما أضاف جوردان بول 17 نقطة، وجاستن شامبين 16 نقطة و8 متابعات، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتفادي الخسارة، حيث حقق الفريق 3 انتصارات فقط مقابل 20 هزيمة حتى الآن في الموسم.

***********************************************

الصفحة العاشرة

استراتيجية الامن القومي الأمريكي خلال حقبة "الحرب الباردة"

د. صالح ياسر

خلال الفترة التي تلت انتهاء الحرب العالمية الثانية طرح عدد من الاستراتيجيين الامريكيين استراتيجية الانتقام الشامل ضد الاتحاد السوفياتي ودعو الى اعتماد "سياسة حافة الهاوية" المتطرفة من خلال تطويق الاتحاد السوفياتي بالاحلاف والكتل المناوئة. وقد استندوا في ذلك الى نظرية المجمع الصناعي – العسكري (The Industrial Military Complex)، التي تؤكد على وجود فئة من العسكريين والصناعيين تعمل من أجل مصالح مشتركة تتمثل في ابقاء التوتر وزيادة الانتاج الحربي. وكثيرا ما ارتبطت السياسة الخارجية الامريكية المتشددة بهذه النظرية من عهد الرئيس الامريكي دوايت ايزنهاور Dwight Eisenhower  ووزير خارجيته جون فوستر دالاس John Foster Dulles).  فقد برزت علاقات استراتيجية بين (البنتاغون) وعدد من الشركات الصناعية الكبرى، هذا اضافة الى وجود ارتباط وظيفي بين قطاعات مدنية وقطاع الصناعات الحربية، منها على سبيل المثال لا الحصر عمل الجامعات في برامج تطوير الاسلحة بيولوجيا وكيمياويا حتى اطلق عليه بعض الباحثين تسمية "المجمع العسكري-الصناعي- الاكاديمي".

ومن جهة أخرى فإن التطور التاريخي للمذهب العسكري الامريكي، خلال هذه المرحلة، شهد عدة أطوار:

أ- في الخمسينيات من القرن العشرين. بداية لابد من الاشارة الى أن الطريقة التي انتهت بها الحرب العالمية الثانية أدت إلى بروز الولايات المتحدة كقوة رأسمالية عالمية من جهة، و الاتحاد السوفييتي من جهة أخرى، هذه البنية الجديدة للنظام الدولي عرفت ظهور مصطلح "القوى العظمى" المتمثلة في القطبين اعلاه بدلا من المصطلح الذي كان سائدا من قبل و هو مصطلح "القوى الكبرى" كتعبير عن طبيعة القوى الدولية في هذه المرحلة. و قد شكلت هاتان القوتان طرفي الصراع الآيديولوجي الذي ميّز فترة "الحرب الباردة".

ما يمكن قوله عن هذه الفترة، وبقدر تعلق المر بموضوعنا، هو أن الولايات المتحدة قد "انفتحت" بشكل كبير على العالم الخارجي وصارت لها مصالح في أغلب مناطق العالم، كما برزت أهميتها خاصة بعد استعراض قوتها النووية عندما قصف سلاحها الجوي مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين، وبدأت تظهر "النزعة العالمية" في سياسة الولايات المتحدة مع بدايات "الحرب الباردة" وذلك عندما قامت بتقديم المساعدات لتركيا واليونان في عام 1947، وجاء ذلك من منطلق التغييرات التي أحدثها هاري ترومان Harry Truman الرئيس الامريكي الثالث والثلاثين في السياسة الخارجية الأمريكية والتي تناولت فكرة "الحاجة إلى حماية جميع الأحرار" في كل مكان، ثم أصبح هذا التفسير الآيديولوجي للمساعدات الأمريكية يعرف بـ (مبدأ ترومان).

كان المذهب العسكري الأمريكي، خلال هذا الطور، يعتمد على التهديد باشعال حرب عالمية نووية من أجل تحقيق أهداف أمريكا الاستراتيجية السياسية والعسكرية. ففي عام 1950، أعلنت إدارة الرئيس ترومان عن أول استراتيجية نووية أمريكية وذلك في مذكرة مجلس الأمن القومي رقم (68)، حددت بموجبها "سياسة الاحتواء" كقاعدة للدفاع القومي، وقد عبر عن ذلك جورج كينان George Kennan  عام 1947 وذلك في دراسة نشرها في مجلة Foreign Affairs  تحت اسم (X) ثم احتضنتها ونفذتها حكومة الرئيس ترومان. واشار كينان الى ان "المبدأ الأساسي لكل سياسة أمريكية تجاه الاتحاد السوفييتي على المدى البعيد يجب أن ترتكز على احتواء الاتجاهات التوسعية السوفييتية، و يكون ذلك بحذر وصرامة".

عندما صيغت إستراتيجية الاحتواء، اعترضتها انتقادات جاءت من ثلاث مدارس فكرية مختلفة:

- الاولى: من الواقعيين الذين مثلهم ولتر ليبمان حيث كان يرى أن الاحتواء قد يفضي إلى إفراط نفسي وجيوسياسي واستنزاف موارد أمريكا.

- الثانية: وكان لسان حالها رئيس وزراء بريطانيا خلال الفترة 1940 - 1945 وينستون تشرتشل الذي كان يعتقد أن مركز الغرب لن يعود أبدا إلى وضعه الأول من القوة عند بداية "الحرب الباردة"، ولن يدرِك موقفه التفاوضي النسبي إلا التدهور.

- الثالثة، ويمثلها هنري والس الذي جحد على أمريكا "الحق الأخلاقي" في الاضطلاع بسياسة الاحتواء في المقام الأول، فبعد أن أقر بوجود تكافؤ أخلاقي جوهري بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة، مجادلا أن مدار نفوذ الأول في قلب أوروبا مشروع، وأن مقاومة أمريكا له لن ينتج إلا التوتر، وهكذا جاءت دعوته إلى إنهاء "الحرب الباردة" بقرار أمريكي منفرد.

وأجرت الإدارات اللاحقة تعديلات على تنفيذ تلك السياسة، ولكنها احتفظت بجوهرها المتمثل في وقف "المد الشيوعي" بقوات تقليدية ونووية. وقد اعتمد ترومان على ترسانة نووية متطورة، لردع "التوسع السوفيتي" وتعزيز القوات التقليدية لحماية مبادرات السياسة الخارجية الأمريكية الأخرى.

وفي عام 1953، ألحق الرئيس الامريكي الرابع والثلاثين دوايت آيزنهاور Dwight Eisenhower  أسلحة تقليدية بالقوات النووية، بسبب التكاليف المالية الباهظة في حالة الإنفاق على قوات تقليدية ونووية في آن واحد، وأطلق اسم "الردع" على سياسته التي أسماها "نظرة جديدة". ولكن سرعان ما أدرك النقاد نقاط ضعف هذه الاستراتيجية، فقد أشار وزير الخارجية الامريكية الأسبق هنري كيسنج الذي كان أستاذاً للعلوم السياسية بجامعة هارفارد في ذلك الوقت إلى ضيق أفق تلك الاستراتيجية، والى أن عدم امتلاك الولايات المتحدة لقوات تقليدية كافية لمواجهة "المدّ الشيوعي" يجعل القادة العسكريين والسياسيين أمام موقفين لا ثالث لهما: إما التدمير النووي أو السلبية التامة، بصرف النظر عن مستوى الاعتداءات السوفيتية، أو النتائج الأخلاقية للحرب الشاملة. ومن الجدير بالذكر أنه وخلال هذه الفترة ظهرت "إستراتيجية الرد الشامل"، وعُرفت أيضا بـ "نظرية الرد الشامل"، وهي نظرية عسكرية وإستراتيجية نووية، أي تستعملها الدولة لتنتقم بشكل عظيم من قوة هاجمتها. وهذه النظرية بلورها جون فوستر دلاس وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في الخمسينات من القرن العشرين والتي اعتقدَ بأنها ستكون بمثابة التصحيح لكل الأخطاء ونقاط الضعف التي أسفر عنها تطبيق "سياسة الاحتواء".

ب- في الستينات: ظهرت في أمريكا استراتيجية جديدة هي "استراتيجية الرد المرن ". تعني كلمة "مرن" Flexibale" وجود العديد من الآراء "Mulitple opinions" المتعلقة بأزمة صاعدة، ووجود مجموعة من الآراء حول أزمة معينة يقلل من احتمالية قيام الحرب. والفكرة الرئيسية للرد المرن هي زيادة القدرة على الحد من الرد بالأسلحة النووية، وساهم في وضع هذه الاستراتيجية كل من الرئيس الامريكي الرابع والثلاثين دوايت ايزنهاور ورئيس الأركان حينذاك ماكسويل تايلورMaxwil Tailor.

نشأت هذه النظرية بالمعنى الإستراتيجي للتخلي عن "الرد الانتقامي" واستبداله بشيء مرن وأكثر عرضة للسيطرة، فلا يجب الرد على العدوان بحرب عنيفة تستخدم فيها كل الوسائل حتى الذرية وإنما يجب الرد بطريقة مرنة وبقدرات تتناسب مع ما حدث من عدوان.

وجرى التاكيد على أن تكون هذه الاستراتيجية مرنة وحاسمة في الوقت نفسه، وتلحظ الاستعداد لخوض حرب عالمية نووية، أو تقليدية كبيرة أو صغيرة. وبالتالي فإن الاستراتيجية المذكورة تناولت مجالاً واسعاً من الحروب، كما أنها كانت تسمح بخوض ما يسمى بـ "الحرب المحدودة" مع إستخدام الوسائط النووية، وكانت تتجه، كسابقتها، إلى إحراز السيادة العالمية ومجابهه "الانظمة الشيوعيه" و "الثورات الإقليمية".

ففي عام 1961، قدَّم الرئيس الامريكي الخامس والثلاثون جون كنيدي John Kennedy هذا البديل بإعلانه أن "وضعنا الدفاعي ينبغي أن يتصف بالمرونة والتصميم في آنٍ واحد، ولابد أن يدرك كل معتدٍ من الأعداء المحتملين الذين يفكرون في شن هجوم على أي منطقة من مناطق العالم الحر أن ردنا سوف يكون مناسباً وسريعاً وفعّالاً وبانتقاء شديد". وهذه الاستراتيجية التي أعلن عنها كنيدي كانت تهدف إلى تجنب استراتيجية الانتقام الشامل أحادية الجانب، والهيمنة النووية بانتهاج قدر أكبر من التماثل والمرونة.

وعندما أصبح ليندون جونسون Lyndon Johnson رئيساً للولايات المتحدة (الرئيس السادس والثلاثين) في نوفمبر 1963، كانت "استراتيجية الردّ المرن" تخضع للتجربة في جنوب شرقي آسيا، وخلال مدة رئاسته أظهرت تجربة فيتنام مدى التحديات الناجمة عن خوض حرب تقليدية محدودة ضد عدو غير تقليدي. ولعل من أسباب فوز ريتشارد نيكسون Richard Nixon في الانتخابات، عدم رضا الرأي العام عن مجريات الحرب في فيتنام، فضلاً عن البصمات الواضحة التي وضعها هنري كيسنجر Henry Kissinger ، وما أجراه من تغييرات على السياسة الدفاعية الأمريكية. وتعتبر "سياسة الوفاق" وهو الاسم الذي أُطلق على استراتيجية نيكسون- كيسنجر تنقيحاً آخر لاستراتيجية الاحتواء، حيث جرى التأكيد على انتهاج المسلك الدبلوماسي لإقناع السوفييت بـ "قبول" شرعية الآيديولوجيات الأخرى، وما يكسبه الجميع من فوائد في ظل نظام عالمي يسوده الاستقرار. وتواصلَ هذا الحوار في فترة رئاسة جيمي كارتر Jimmy Carter الذي سعى للتوصل إلى سياسة خارجية أمريكية جديدة تقوم على "قيم أخلاقية رفيعة بعدم التدخل، ورفض استخدام القوة العسكرية"، حيث أعلن عام 1977: "إننا نرغب في تجميد تطوير وإنتاج الأسلحة، وتقليص الأسلحة النووية الاستراتيجية إلى حد كبير".

ج- وفي العام 1971 أعلنت واشنطن عن "إستراتيجية الردع الوقائي Strategy Deterrence Protector ".  ومن المعلوم ان هذه النظرية تقوم على أربعة أركان مهمة تتمثل في:

  1. تهديد الخصم باستخدام القوة ضده إذا ما أقدم على اتخاذ إجراءات تصعيدية.
  2. إقناع الخصم بعدم استخدام القوة، لأنه سيجابه بقوة ضخمة قادرة على تدميره وتدمير قوته.
  3. اللجوء إلى إقناع الخصم بمبادرة سلمية قد تعدل من سياسته التصعيدية، مثلما قامت به الدول الكبرى من مبادرات لضبط التسلح في مرحلة "الحرب الباردة".
  4. اعتماد الصلح مع الخصم بدلا من التصعيد وذلك لتجنب قيام حرب بالوسائل التقليدية أو استعمال السلاح النووي.

وحين صاغت القيادة السياسية - العسكرية الأمريكية، وجهات نظر جديدة أرضتها في مذهبها العسكري، حول طبيعة الحرب وتصنيفها، حيث قسمت الحروب إلى أربعة أنواع، حسب الوسائط التي تُستَدعي للاشتراك ومقاييس التنفيذ وتناسب القوى على ساحة الصراع وهي:

- الحرب النووية الاستراتيجية الشاملة؛

- الحرب النووية المحدودة على مسرح العمليات؛

- الحرب التقليدية الشاملة؛

- الحرب التقليدية المحدودة على مسرح العلميات.

د- لوحظ عند عتبة الثمانينات، انقلاب مفاجيء في الاستراتيجية الأمريكية. فعندما تولى رونالد ريجان الرئاسة خلال الثمانينيات (1981-1989)، عمل على عكس ما كانت تسعى إليه إدارة كارتر من تقليص للأسلحة الاستراتيجية، حيث حصل على موافقة الكونغرس لزيادة المخصصات الدفاعية على مدى ست سنوات، لأغراض التطوير والتدريب وزيادة الرواتب. ولعل الأمر الأكثر طموحاً في ذلك هو برنامج الدرع الدفاعي الصاروخي، أو ما يُطلق عليه: مبادرة الدفاع الاستراتيجي (SDI).

ومن جهة أخرى فإنه وفي عام 1982 تبنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بصورة رسمية نظرية "العملية أو الموافقة الجوية – البرية Theory OF    Operoitions Air-land "  وقد تضمنت هذه النظرية وجهة نظر جديدة للقيادة العسكرية الأمريكية حول طبيعة وطرائق خوض الأعمال القتالية.

وأخيراً، ونتيجة تفاعل عدة عوامل لا يتسع المجال هنا للدخول في تفاصيلها، أتت استراتيجية الاحتواء التي تم تتويجها بما سمي في حينه بـ "النهضة العسكرية" في عهد الرئيس الامريكي رونالد ريغان أُكُلها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك المعسكر الاشتراكي في أوائل التسعينيات من القرن العشرين، وبذلك انتهت مواجهة امتدت على مدى خمسة عقود تقريباً بين القوتين العظميين: الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي.

*****************************************************

"تقدير الآخرين" لميشيل لامونت.. محاولة لفهم من يختلفون عنا

أسامة إسبر

تدعو عالمة الاجتماع الكندية ميشيل لامونت قارءها إلى التحرر من عنصريّته واستعلائه الطبقي والقومي والمذهبي والعرقي والوظيفي وإلى تغيير نظرته إلى الآخر المهمش والمضطَهد والمختلف، ورؤيته في ضوء جديد، وتقديره واحترامه وفتح أبواب الجماعة له في إطار الاختلاف الخلّاق. وتقول "إنه من أجل فعل ذلك يجب إحداث ثورة ضد الثقافة القائمة على المسبقات الطبقية والجنسية والعرقية والدينية والسياسية، الأمر الذي يقتضي تغيير السرديات التي نشأ عليها الناس وتوارثوها داخل مجتمعاتهم".

في كتابها الصادر حديثاً عن "دار سيمون وشوستر" بعنوان "رؤية الآخرين" وعنوانه الفرعي "كيف يعمل التقدير، وكيف يمكن أن يشفي عالماً منقسماً" ترى لامونت أن رؤية الآخر المختلف والاعتراف بوجوده وتقديره ضرورة للتخلص من القوالب النيوليبرالية التي شجعت على أنماط حياة قائمة على النجاح المادي والتعليمي والمهني. ذلك أن الآخر ينظر إليه في معظم الثقافات نظرة مشبوهة تخلو من التقدير والاحترام، وغالباً ما يصنف كغريب ومتطفل وسارق ومجرم ولص ومنافس ومسؤول عن دمار اقتصاد البلدان، وغير معترف به، ومرفوض، وغير مرغوب به. وهو منافس وسارق للوظائف وغريب، و"إرهابي"، و"يأكل قططنا وكلابنا"، وما لا ينتهي من التسميات والقوالب والتصنيفات التي يصنّعها الوعي السائد ضمن معادلة نحن الحقيقة والآخر هو الزيف، نحن الخير وهو الشر، نحن الحضارة وهو البربرية.

ألّفت عالمة اجتماع "جامعة برينستون" الكتاب لجمهور أميركي غارق حتى عنقه في أيديولوجية البياض والإقصاء والإلغاء والعنصرية وقلة الاحترام للآخر. هذا البياض المؤدلج والقائم على العنف والتدين والقومية البيضاء يمنع رؤية الآخر كطرف يسهم في بناء المجتمع، ويجرده من الاحترام؛ الرأسمال الذي تعده عالمة الاجتماع مطلوباً وأعلى قيمة أحياناً من الرقم المكتوب على الشيك، الذي يتم استلامه في منتصف الشهر، أو في نهايته.

الكتاب بيان ضد أيديولوجيا البياض التي يتم تعميمها في الولايات المتحدة وأوروبا. وبما أن الولايات المتحدة ساحة كبرى للتعدد والانقسام الطبقي والفروق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتجليات العنصرية والقومية البيضاء، فقد بنت المؤلفة على طبيعة النظرة السائدة إلى الآخر، سواء كان أسود أو من السكان الأصليين أو لاتينياً أو مختلفاً في تركيبة هويته الشخصية، أو من طبقة أدنى، وأجرت عدداً كبيراً من المقابلات التي تعكس رأي الشارع الأميركي بمختلف مستوياته الثقافية، منطلقة من فرضية مفادها أن التفاوت جاء مع النيوليبرالية التي سوقت سيناريوهات وصوراً ضيّقة عما يجب أن تكون عليه الذات الفردية الناجحة والمثالية.

من هذا المنظار يقيّم الناس وتُحدّد قيمتهم وتحدد هوياتهم كأفراد، وتصير صورة المرء في العدسة النيوليبرالية شخصاً معتمداً على ذاته، ناجحاً مالياً، وحاصلاً على شهادة جامعيه ولديه وظيفة مهمة ومستهلكاً جيداً.

لامونت تدعو إلى الخروج من إطار هذه الصور الاستهلاكية عن الذات التي تروّج لها النيوليبرالية الأميركية والبحث عن طرق بديلة من أجل توسيع المنظار ورؤية الناس في سياق حياتهم اليومية كعمال عاديين ومهاجرين ومكافحين يلعبون دوراً أساسياً في بناء المجتمع، وهدم الصورة المسوّقة للفرد كما هو مرسوم نيوليبرالياً، لأن هذا يمنحهم قيمة وتقديراً؛ الأمر الذي ينمي لديهم حس الكرامة ويجعلهم يشعرون بأنهم "مرئيون" ومواطنون أساسيون خارج أطر التمييز.

تشدد لامونت على ضرورة تبني أو إطلاق سياسة تقدير واحترام وإبداع سرديات جديدة تمكن المجموعات المنبوذة، والتي لا تشعر بأنها محترمة ومعترف بها. وترى أنه يجب أن نحاول فهم الناس الذين يختلفون عنا، والذين لا نتفق معهم في الرأي، أو في التوجهات والميول. فعلى سبيل المثال إن أشخاصاً ينتمون إلى الطبقة العمالية البيضاء يدعمون سياسيّين شعبويين محافظين يبحثون أيضاً عن الاحترام والاعتراف بوجودهم. ويجب على الليبراليين والتقدميين، وحتى المناهضين للعنصرية، أن يفكروا كيف يمكن أن يرتبطوا معهم.

وتشير لامونت إلى أنه عن طريق النظر إلى هؤلاء الأشخاص كبشر يبحثون عن الكرامة والاحترام قد يصبح من الممكن تطوير حوار بناء يسهم في إصلاح الديمقراطية المتدهورة. وتضيف المؤلفة أنه ربما كانت الأساليب التي يسعى عن طريقها العمال الداعمون للسياسيّين الشعبويين؛ كترامب، وراء كرامتهم مريعة، إلا أن بحثهم عن كبش فداء ينبع من عدم شعورهم بقيمتهم ومن قلة احترامهم وعدم تقديرهم في المجتمع. وهنا ترى لامونت أن العمال هم الخاسرون في المجتمع الأميركي، فرغم أن ترامب شدهم إليه بتصريحاته الشعبوية، فإن القوى الأخرى الديمقراطية والتقدمية لم تمد لهم يد العون وتعمل على حل مشاكلهم.

تقترح المؤلفة تغيير طريقتنا في النظر إلى الأمور كي نفهم الدور الذي يلعبه قبول الآخر في حياتنا. وبكلمة قبول تعني "رؤية الآخرين" وتقديرهم والاعتراف بوجودهم وقيمتهم الإيجابية وجعلهم مرئيين ومحترمين على نحو فعال والتخفيف من تهميشهم ودمجهم علناً في الجماعة. وهنا تضرب المؤلفة مثالاً على ذلك وهو انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، كأول رئيس من أصل أفريقي للولايات المتحدة الأمريكية في 2008، والذي عدته انتخاباً تاريخياً. تقول إنه بعد الانتخابات لاحظ المراقبون أنَّ الآمال للتخلص من التمييز العنصري في أميركا انتعشت، وخاصة بعد أن بدأت صور الرئيس وعائلته بالظهور في الإعلام. فقد كان كثير من الأميركيّين البيض الذين يعيشون في جماعات منفصلة ومعزولة يفهمون السود من خلال المسبقات، إلا أن رؤيتهم لعائلة سوداء من طبقة متوسطة بهذه الطريقة خلخلت مسبقاتهم وجعلتهم ينظرون إلى الأميركي من أصل أفريقي بطريقة مختلفة عن السابق.

علاوة على ذلك، شعرت عائلات أميركية سوداء بأنها "شوهدت" على حقيقتها أخيراً. ونشأت ظاهرة دعاها علماء النفس "تأثير أوباما"، والتي عنت أن انتخابه ألهم الأمل واحترام الذات لدى سكان أميركا السود.

تقوم عالمة الاجتماع بتعريف عدد من المصطلحات التي تستخدمها في الكتاب منعاً للالتباس فمثلاً تقول إن مصطلح "قيمة" يمكن أن يساء فهمه، وهي تعني به شيئاً يختلف عن "المكانة الاجتماعية"، أو موقع الأفراد في التراتبيات القائمة على التنافس والسلطة أو النقود. بهذا المصطلح تشير إلى سلسلة واسعة من المعايير التي يستخدمها الناس لتحديد القيمة الشخصية والجمعية من الإيثار والإبداع إلى النجاح المهني.

إن القيمة والمكانة الاجتماعية يمكن أن ترتبطا بشكل حميم، لكن طريقة ارتباطهما تختلف على أساس الطبقة. على سبيل المثال إن المهنيين والمديرين الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة العليا يؤمنون أن قيمتهم مستمدة من تعليمهم وخبرتهم ونجاحهم المهني والاقتصادي ونمط حياتهم المكلف. وهم يرون أن القيمة أو الجدارة تأتي من المكانة الاجتماعية، إلا أن هذا لا ينطبق على العمال.

ينطلق الكتاب من فرضية أن عالمنا منقسم على خطوط العرق والجندر والتوجه الجنسي، وعلى خطوط طبقية وسياسية ودينية، وأن السرديات التي تملأ عالمنا الثقافي تغذي هذه الانقسامات. وترى عالمة الاجتماع ميشيل لامونت أننا نستطيع أن نغير عالمنا باستخدام سرديات جديدة تساعدنا على تقدير الآخر وقبوله وتغيير السرديات الموروثة والاندماج مع الآخرين المختلفين. وتشير المؤلفة إلى دور السياسة في تعزيز الانقسامات داخل المجتمع ولهذا تقول إن انتخاب دونالد ترامب في 2016 ذكّر كثيرين بأن ما أنجزه أشخاص مثل مارتن لوثر كينغ الابن وباراك أوباما عرضة للتهديد، وأنه يجب الحفاظ على المكتسبات والنضال من أجلها.

الكتاب دعوة لاحترام الآخر المختلف مهما كانت طبيعة اختلافه، وترى لامونت أن هذا الأمر على درجة عالية من الأهمية لأنه يمكننا في النهاية من بناء مجتمع عادل وهادف للأجيال القادمة. وهو يهدف إلى تغيير الثقافة التي ينطلق منها الناس في نظرتهم إلى الآخرين، بالتالي يجب البحث عن طرق أخرى لتقدير الناس للعمل ضد التوجهات النيوليبرالية والموروثة بحيث لا يتم تقدير الأشخاص الذين يجمعون الأموال ويكدسون الثروات، بل الذين يقومون بأعمال الرعاية وأعمال أخرى تسهم في تطور المجتمع. بالتالي يبدأ كل شيء بهدم الثقافة السائدة والتي تستند إليها المسبقات والنزعات العنصرية واعتماد سرديات جديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"العربي الجديد" – 26 تشرين الأول 2024

*************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار؛ أصدرت مؤخراً الاعمال الكاملة للشعراء: ياسين طه حافظ، جليل حيدر، اجود مجبل.

والشعراء الثلاثة يعدون من ابرز الشعراء في العراق راهناً.. وإذ تبادر دار الشؤون الثقافية في نشر أعمالهم الكاملة، انما تؤكد على أهمية تقديم الشعراء المبرزين امام الأجيال الشعرية الراهنة. الى جانب اغناء المكتبة بقامات إبداعية شكلت علامات بارزة في مسار الثقافة الوطنية وحققت حضوراً متميزا على مدى نصف قرن، وما زال عطاؤها مضيئاً ويلقى الانتباه من قبل النقاد والقراء والمعنيين في شؤون الشعر والشعراء ومسارهم التقدمي البناء.

***********************************************************

حكاية من التراث الياباني.. إبريق الشاي العجيب

"لا تقوم الحكايات إلا على المخيلة الشفاهية والمبالغة.. ولأن المخيلة صناعة إنسانية، فاننا نقدمها بوصفها واحداً من الخطابات التي تداولها الناس وباتت جزءاً من ذهنياتهم التي بنا حاجة الى معرفتها"

 المحرر الثقافي

ترجمة: د. ماجد الحيدر

في قديم الزمان، وكما سمعتهم يقولون، سكن كاهن مقدس في معبد مورينجي في مقاطعة كوتسوكي.

كان هذا الرجل المبجل يتميز بثلاث خصال: أولاً، كان مستغرقا في التأملات والطقوس والعادات والعقائد. فقد كان عالما عظيما بالسوترا المقدسة(1)، ويعرف أشياء غريبة وغامضة. ثم إنه كان يملك ذائقة حادة ممتازة لم ينلها أحد، إذ لم يكن يسعده شيء مثل حفلات الشاي اليابانية القديمة المعروفة بشا نو يو(2)، أما خصلته الثالثة فهي معرفته الجيدة لوجهي العملة وحبه لعقد الصفقات.

ما من أحد يضاهيه سعادة عندما يصادف إبريق شاي قديم، صدئ وقذر وشبه منسي، ملقى في زاوية متجر فقير في أحد الشوارع الخلفية ببلدته.

- قطعة قبيحة من المعدن القديم (قال رجل الدين المبجل لصاحب المتجر) لكنها ستعمل جيدًا بما يكفي لغلي قطرة ماء متواضعة في المساء. سأعطيك مقابلها ثلاثة رِنات(3).

قال هذا وأخذ الإبريق إلى البيت فرحا، لأنه كان ابريقا جميلا مصنوعا من البرونز، يصلح تماما لحفلات الشاي. قام أحد الرهبان المبتدئين بتنظيف الإبريق وجليه فبدا مثل تحفة جميلة تسر الناظرين. ثم أداره الكاهن يمينا ويسارا وأعلى وأسفل وتأمله ونقر عليه بأظافره وابتسم وصاح:

- يا لها من صفقة، يا لها من صفقة!

وفرك يديه ثم وضع الإبريق على صندوق مغطى بقطعة قماش أرجوانية، وتأمله لوقت طويل حتى ثقلت جفونه واضطر لفرك عينيه عدة مرات قبل أن يغمضهما تمامًا. وتهدل رأسه وغط في النوم.

عندها –صدّق أو لا تصدّق- حدث شيء عجيب؛ تحرك إبريق الشاي دون أن تمسه يد، وخرج من فوهته رأس مشعر وعينان ساطعتان. ثم أخذ الغطاء يقفز لأعلى ولأسفل. وأخيرا برزت أربعة مخالب بنية مشعرة وذيل كثيف ناعم. وفي أقل من دقيقة كان الإبريق قد نزل من الصندوق وأخذ يدور حول الغرفة ويتأمل ما فيها.

- غرفة مريحة للغاية بالتأكيد.

قال إبريق الشاي. ولأنه كان مسرورًا جدا بوجوده في هذا المكان الجيد، سرعان ما بدأ يرقص ويقفز وبنزل برشاقة ويغني بأعلى صوته. كان ثلاثة أو أربعة مبتدئين يدرسون في الغرفة المجاورة، وعندما سمعوا الجلبة قال قائلهم:

- ما زال العجوز صاحيا. استمعوا اليه. ترى مالذي يفعله؟

وضحكوا وأكمامهم على أفواههم. يا رحمة الله! أية ضوضاء أحدثها إبريق الشاي! بِنغ! بِنغ! بِنغ! طِن! طِن! طِن!

وسرعان ما توقف المبتدئون عن الضحك. وأزاح واحد منهم الباب الورقي واختلس النظر

.- يا للشيطان! (هتف الشاب) ها هو إبريق الشاي القديم للسيد يتحول إلى غُرير(4). لتحمنا الآلهة من السحر، وإلا ضعنا بالتأكيد.

وقال مبتدئ آخر:

- لقد جليته قبل أقل من ساعة.

ثم جثا على ركبتيه ليقرأ السوترا المقدسة. وضحك ثالث وقال:

- أنا أفضل التفرج على العفاريت عن كثب.

وتركوا كتبهم في لمح البصر، وشرعوا بمطاردة الابريق محاولين إمساكه. لكن هل ظفروا به؟ أبداً! لقد رقص وقفز وحلق في الهواء. واندفع المبتدئون هنا وهناك، انزلقوا على الحصران وتصبب منهم العرق وأخذوا يلهثون.

- ها ها! ها ها! (ضحك إبريق الشاي) امسكني إن استطعت! (ضحك الإبريق العجيب)

واستيقظ الكاهن، الرجل المقدس وقد تورد وجهه وصاح:

- ما معنى هذا الصخب؟ إنكم تقطعون علي حبل تأملاتي المقدسة.

- أيها السيد، أيها السيد (صاح المبتدئون وهم يلهثون ويمسحون جباههم) إبريق شايك مسحور. لقد تحول الى غرير، غرير بشحمه ولحمه. لن تصدق الرقص الذي رقصه أمامنا، لن تصدق أبدًا!

أجابهم الكاهن:

- هراء وسخف! مسحور؟ لا شيء من ذلك. ها هو قابع فوق صندوقه هادئا ومسالما، تماما حيث وضعته.

وكان كذلك حقا. حيث بدا صلبا وباردا وبريئا على أحسن ما يكون. لم تكن فيه شعرة من غرير. وبدا المبتدئون كمجموعة من الحمقى.

- إنها قصة محتملة بالفعل (قال الكاهن). لقد سمعت عن يد الهاون التي اتخذت أجنحة وطارت بعيدًا عن الهاون. يمكن لأي شخص أن يتفهم هذا. لكن ان يتحول إبريق إلى غرير...  لا، لا! عودوا لكتبكم يا أبنائي، وادعوا الآلهة كي تحفظكم من عواقب الأوهام .

في تلك الليلة بالذات ملأ الرجل المقدس الإبريق بالماء من النبع ووضعه على الهباتشي(5) ليعد كوبا من الشاي. وعندما بدأ الماء بالغليان صرخ الابريق:

- آي! آي! آي! يا لحرارة الجحيم!

ولم يضع الوقت، بل قفز من النار بأسرع ما يستطيع.

- هذه شعوذة! (صاح الكاهن) أنه السحر الأسود. شيطان! شيطان! النجدة! النجدة!

لقد أخرج الخوف ذلك الرجل الصالح من صوابه. وهب جميع المبتدئين راكضين اليه ليعرفوا ما الأمر.

- هذا الإبريق مسحور. لقد تحول الى غُرير. نعم كان غريرا بالتأكيد. إنه يتكلم ويتقافز في الغرفة.

- كلا يا سيدي (قال أحد المبتدئين) انظر اليه. إنه قابع فوق صندوقه، هادئا ومسالما.

وكان كذلك بكل تأكيد. ثم قال المبتدئ:

- سيدي المبجل، لندعُ الآلهة كي تحفظنا جميعا من عواقب الأوهام.

وأسرع الكاهن الى بيع إبريق الشاي الى عامل صفيح مقابل عشرين قطعة نحاسية.

- إنها تحفة برونزية رائعة (أكد الكاهن) لاحظ أنني أتنازل لك عنها لسبب لا أستطيع الإدلاء به.

إنه أفضل من يعقد الصفقات! وحمل الصفّاح الابريق الى منزله وهو في غاية السعادة. ثم قلّبه يمينا ويسارا وأعلى وأسفل وراح يتأمله وقال:

- يا لها من تحفة جميلة! إنها لصفقة رابحة حقا.

وعندما ذهب إلى الفراش، وضع الإبريق بجانبه ليكون أول ما يراه في الصباح. لكنه استيقظ في منتصف الليل وشعر برغبة في النظر إلى الإبريق تحت نور القمر الساطع. وفجأة تحرك الإبريق دون أن تمسه يد، وخرج من فوهته رأس مشعر وعينان ساطعتان. ثم أخذ الغطاء يقفز لأعلى ولأسفل. وأخيرا برزت أربعة مخالب بنية مشعرة وذيل كثيف ناعم.

- غريب! (قال الصفاح)

لكنه كان رجلاً يتقبل الأمور كما هي. ودنا الابريق منه ولمسه بمخلبه.

- حسنا. ماذا الآن؟ (قال الصفاح)

فأجابه الابريق

- أنا لست شريرًا.

- كلا بالتأكيد.

- لكني أحب أن أعامل معاملة حسنة. أنا إبريق شاي من جنس الغرير.

- هذا ما يبدو.

- لقد شتموني.في المعبد وضربوني وأشعلوا تحتي النار. لم أستطع تحمل ذلك، كما تعلم.

-  أنني معجب بشجاعتك.

- وأنا أعتقد بأنني سأستقر معك.

- هل أحفظك في صندوق الورنيش؟

- إطلاقا! ابقني معك. دعنا نتحدث بين الحين والآخر. أنا مغرم بتدخين الغليون وأحب تناول الأرز والفول والحلويات.

- وكأس من الساكي(5) أحيانًا؟

- حسنًا، نعم، كما قلت.

- أنا على استعداد لذلك.

- شكرا لك على لطفك. وكبداية، هل تعترض على مشاركتك سريرك؟ لقد برد الليل بعض الشيء.

- على الإطلاق.

أصبح الصفاح وإبريق الشاي صديقين حميمين. وأصبحا يأكلان ويشربان ويتبادلان الأحاديث. ملما ببعض الأمور، وغدت شراكة ممتازة.

وذات يوم سأل الابريق صديقه:

- هل أنت فقير؟

- نعم. بعض الشيء.

- حسنًا، لدي فكرة رائعة. كإبريق شاي، أنا لا نظير لي. أنا بارع للغاية.

- أنا أصدقك.

- اسمي بومبوكو شاغاما. أنا أمير غلايات الشاي الغريري.

- وأنا خادمك يا مولاي.

- إن أردت الأخذ بنصيحتي، فسوف تطوف بي كي تعرضني على الجمهور. أنا حقًا نادر المثال، وأظن أنك ستجني بواسطتي قدرا كبيرا من المال.

- لكن هذا سيكون عملاً شاقًا بالنسبة لك يا عزيزي بامبوكو.

- أبدا. دعنا نبدأ على الفور.

وهكذا فعلا. اشترى الصفاح الستائر للمسرح، ودعا العرض "بامبوكو-جاكاما" ولن نصف كيف توافد الناس ليروا المتعة! ذلك أن إبريق الشاي الرائع العجيب كان يرقص ويغني ويسير على حبل مشدود كأنه ولد هكذا. لقد قدم ألاعيب وعروضا ظريفة الى درجة أن الناس كانوا يضحكون حتى تؤلمهم جوانبهم. وكان من الممتع رؤية إبريق الشاي وهو ينحني برشاقة كما السادة النبلاء ويشكر الناس على صبرهم.وكرمهم. وغذا "بامبوكو-جاكاما" حديث الأرياف، وجاء لمشاهدته كل النبلاء، ناهيك عن العامة. أما الصفّاح فكان يكتفي بهز مروحته واستلام النقود. لقد سمن واعتنى. حتى أنه ذهب إلى البلاط نفسه حيث استمتعت السيدات والأميرات الملكيات كثيرا بإبريق الشاي العجيب.وأخيرًا تقاعد الصفاح عن العمل، وجاءه إبريق الشاي والدموع تترقرق في عينيه اللامعتين ليقول له:

- أخشى أن الوقت قد حان لتركك.

- لا، لا تقل ذلك يا عزيزي بومبوكو، سنكون الآن سعداء معا. نحن أثرياء.

- لقد آن أواني. لن ترى بومبوكو القديم بعد الآن. من الآن فصاعدًا سأصبح إبريقا عاديا، لا أكثر ولا أقل .

وقال الصفاح وهو يذرف الدموع مدرارا:

- أوه، عزيزي بومبوكو، ما عساي أن أفعل؟

- أعتقد أنني أود أن أوهب لمعبد مورينجي، باعتباري كنزًا مقدسًا.

من يومها لم يتكلم الابريق أو يتحرك مرة أخرى. لذلك قدمه الصفاح على أنه كنز مقدس للمعبد ومعه نصف ثروته.

وحاز إبريق الشاي على شهرة عظيمة لسنوات طوال، حتى أن بعضهم كان يعبده كقديس.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سوترا: هي كلمة سنسكريتية تعني خيط، وهي تحمل في تقاليد الأدب والفلسفة الشرقية معنى يشير إلى حكم وأقوال مأثورة مكتوبة على شكل نصوص دينية قديمة لكل من الهندوسية والبوذية والجاينية.

(2) يولي اليابانيون اهتماما عظيما لطريقة شرب الشاي وتقديمه، إذ يجري في احتفالات خاصة تدعى (جا-نو-يو) أو (سادو-جادو) حيث يقدم مسحوق الشاي الأخضر في مراسيم غاية في الدقة والتبجيل.

(3) الرِن: عملة يابانية قديمة كانت تساوي واحدا بالألف من الين.

(4) الغُرَيْر :(badger)جنس من الحيوانات اللاحمة التي تنتمي إلى فصيلة ابن عرس.

(5) مدفأة يابانية تقليدية تستعمل لتسخين الطعام أو الماء.

(6) مسكّر ياباني يُتخذ من الرز المخمّر.

***********************************************

"عزلة المبني للمجهول" فلسفة الزوال ورثاثة الخراب

د. سمير الخليل

يتمركز الخطاب الشعري في مجموعة (عزلة المبني للمجهول) للشاعر (حسن عبد راضي) حول ثيمات ومضامين إنسانية وهموم تقترن بمأزومية الواقع، وسؤال الوجود على وفق تأمّلات واستبصارات يستشرف بها الأسى والزوال والقبح والحروب والرحيل والنضوب، وغياب التوق والجمال، ويمزج الشاعر في هذا الخوض العميق بين اليومي والمهمل ومظاهر التأزم وبين الأسى ومعنى الخراب والفقد في تناصّات ذكيّة مع المحمول (الميثولوجي) والوجودي.  ويصبح الجمال والحب والتوق قيماً محاصرة بالخراب الذي يحكمه زوال مهيمن، لكنّ الشاعر (حسن عبد راضي) على الرغم من تقديمه لبانورامية الرثاء الشفيف يبقى يغنّي أساه على وفق تحليق عذب يسخّر له الصور الدالّة وجمال المفردات، والمشهدية التي رغم انطفائها فإنّها تشعل السؤال وتنهض بالتأمّل، وتعيد صياغة الأسئلة على شكل احتجاج وتحريض فهذا المحمول التراجيدي للتعبير يثير كوامن التلّقي ويحرّض على إعادة النظر إلى بؤر ومساحات الفقد، ومن المعذّر أن يمزج شاعر بين متّجهين متضادّين ومتنافرين، لذا فإنّه يضع لنفسه منظوراً غرائبياً تترشح عنه ما يمكن أن نسّميه بالمفارقة السوداء، والنظر إلى العالم من زاوية الزوال والتوّحش والعتمة، وخشية اغتيال الجمال والتوق ووحشية الفراق، وهيمنة الشحوب والرحيل، فما الذي يفعله الشاعر إزاء الخراب الذي يزحف على العالم مثل لعنة خفية؟ أو مثل قدر إغريقي؟ إنه زمن الأبطال التراجيديين الذين تسحقهم سرفات الحروب والفقد والغربة والعزلة والموت البطيء، ويمكن القول إنَّ نصوص المجموعة قد تشكّلت وصيغت بالتماهي والتنافذ مع الثنائيات المتضادة مثل (الحياة والموت) و(الوجود والعدم) و(الجمال والقبح) و(الحاضر والماضي) و(التوهج والزوال) و(الشك واليقين) و(السؤال والجواب) و(الحلم والكابوس) و(الارتكاس والأمل)، ولكنّ مأثرة الرؤية الشعرية عند (حسن عبد راضي) أنّه يراهن على الجمال الذي استحال إلى الحيازة على عذوبة كامنة في أعماق وتضاعيف النصوص التي لامست برقّة أوجاع الواقع بكل محمولاته التراجيديّة، والعتمة التي تحيط بكلّ شيء ولذا فإنه انقذ خطابه الشعري من الإنزلاق في السوداوية والتشاؤم وعتمة المشهد، فضلاً عن إيقاع متلاحم يصل حدّ القصيدة المدوّرة، وهذا التضاد بين اتّجاه الشكل وعمق المضمون هو الذي منح النصوص طاقة من الإيحاء والتأويل، وجدل انتج معاني جديدة ومبتكرة من خلال خلق منظومة جمالية ارتكزت على استراتيجيات الخلق المرتبط بآلية الإنزياحات الدلالية على مستوى اللغة والصورة، واقتناص المعنى المضمر، وتفعيل طاقة لغة الإشارة والإحالة والتجسيد.  استطاع الشاعر أن يمزج بين فكرة الزوال وتمثلاّتها المجدبة وبين جمالية التصوير، وقد يذكّرنا هذا التوّجه بما يعرف باستاتيكا القبح أي جمالية تجسيد الخراب الذي اشتغل عليه (بيكاسو) في لوحة (جورنيكا) التي صوّرت الأشلاء والخراب في قرية مسالمة هي (جورنيكا) إزاء قصف (فرانكو) والنازيين، وظهرت اللّوحة على الرغم من القبح المضموني قطعة من الجمال الفني وامتلكت شحنة التحريض والإحتجاج لصدقها، ولأنها أطلقت السؤال الإحتجاجي الغاضب فتصوير الخراب بكلٍّ تأكيد يدعو إلى إعمال الفكر به وبتجلّياته المعتمة.  لعلّ التحليل السيميائي للعنوان وأبعاده الدلالية تكشف عن مدلولات العزلة والمجهول وما تشكّله هذه الثنائية من إحالة إلى معنى الخراب والزوال والأسى الذي يسوّر كلّ التأمّلات ويهيمن على الواقع، وتكون العزلة والمجهول معادلاً رمزياً وصوريّاً للموت والخفوت والتلاشي الذي يسعى الشاعر فيه إلى تجسيد أبعاده وادانته ونفيه توقاً لتحقيق التناغم، وعذوبة اللّحظة المفقودة.

***********************************************

بيان آخر القتلى

اسلام كاظم

بتُ لا أُفرقُ بين الحرب وأغنيةٍ

يُعِدونها تمامًا  كالأغاني

مثلما تهبط الكلماتُ من غيوم الحزنِ

على قلب الشاعر

تخرج شياطين الكراهية من عالمها السفلي

وتحج لقلب الطاغية.

ضباطُ الحرب ملحنون

 يختار المُلحنُ أدواته

الطبلةُ - مدفعٌ

الكمانُ- بندقيةٌ

العودُ - رشاشٌ آلي

والنايُ - بندقيةُ قنص.

الجنودُ مغنون

حناجرهم تقطرُ دمًا

وحبالهم الصوتية سياجٌ شائكٌ

بأشلاء اطفال مبعثرة.

الجبهةُ استوديو الإنتاج 

حيث تشتبكُ الأصوات - الرصاصُ

الخنادقُ - درجاتُ السلم الموسيقي

تسيلُ الدماءُ حتى النوتة الأخيرة...

المطبلون مسوقون

يقنعونك أن الخلاص أغنية مقدسة

استَمِعْ لها اصغِ بكل حواسك لتنجو،

وفي كل مرة تشتري آخر اصدارتهم

ينبت شوكٌ على حبالك الصوتية

إلى أن تبدأ بالغناء

وتطوق رقاب الضحايا بالخوف والوجع!

بتُ لا أُفرقُ بين الأغنية والحربِ

البهجة، النشوة، الفرح

دبابة، مدرعة وطائرة مسيرة

تركضُ خلفي وأنا اعدو

نحو الظلمة في اعينِ القتلى.

من يرقصون، أسرى مصابون بداء الفجيعةِ

اقدامهم تزرعُ حقولاً من الألغام!

من يضحكون، أصواتهم تخرقُ حاجزَ الصوتِ

فتهتز النوافذ لينطفئ ضوء العمرِ

مهشمٌ زجاج المرايا وأنا مهشمٌ فيه

من يهمس لجدران المنزل أني أخاف عليها من الأغاني

أخاف عليها من مقام القصفِ

أخاف أن تستسلم لنغمةِ العصفِ...

أخاف أن ادندن باسمي

فتهربُ زيتونةُ الدارِ

موالٌ يحاصرُ اشجارَ الأرز

وأهزوجة تضرم النار في قلوب النخيل!

بتُ لا أُفرقُ بين الموت والحبِ

الجثةُ - فتاةٌ من رحيق السماء

الكفنُ - فستانٌ من حرير آلهة الرغبة

التابوتُ - صندوقُ القُبل الضائعة 

القبرُ - خيبة الرحيل.

الدفانون - صانعو باقات الوردِ

معاولهم تعرفُ دربَ الخلاص

تقضمُ حجارة الفقدِ،

وتُنَصِبُ الرمال تاجًا فوق الرؤوس.

في الوطن-الحربِ

سنحيا جميعًا لنموت ذات قضية.

*************************************************

الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء العراقيين اختتام {مؤتمر التراث الملاحي التقليدي}

متابعة – طريق الشعب

اختتمت الأربعاء الماضي في بغداد، أعمال "مؤتمر التراث الملاحي التقليدي" – دورة الراحل كاظم سعد الدين، والذي أقامه الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع "مؤسسة شناشيل" لإحياء التراث الإنساني.

وعلى مدى يومين، شهد المؤتمر الذي توزعت أعماله على قاعتي أبي نؤاس والجواهري في مقر اتحاد الأدباء، جلسات بحثية حول التراث الملاحي التقليدي، ساهم فيها أدباء وأكاديميون اختصاصيون.

جلسة الافتتاح التي أدارها الشاعر حسين المخزومي، استهلها المستشار الثقافي لرئيس الوزراء د. عارف الساعدي، بالقول أن هذا المؤتمر هو ملتقى علمي مغاير ورصين يحافظ على التراث الوطني والهوية. فيما قال الأمين العام لاتحاد الأدباء الشاعر عمر السراي أن الاتحاد سيؤسس لزاوية خاصة بالملاحة التقليدية في متحف الأدباء.

بعدها ألقى د. صالح زامل كلمة، ذكر فيها أن المؤتمر يهتم بالتراث الملاحي والشعبي المتصل بالأنهار في العراق، الذي قامت فيه الحضارة منذ آلاف السنين، مبينا أن هذا التراث حاضر في نقوش الآثار التي وصلت من حضارة وادي الرافدين.

وشهد اليوم الأول جلستين بحثيتين صباحية ومسائية، تناولتا الحرف والصناعات التقليدية المرتبطة بالملاحة النهرية، وألفاظ تلك الملاحة والمهن الشعبية المرتبطة بالماء والتراث الملاحي في "ألف ليلة وليلة". وساهم في الجلستين كل من د. محمد نزار الدباغ، د.عادل هاشم علي، د. علي أحمد العبيدي، د. يسرى خلف حسين، د. جمال العتابي، كامل داوود ود. عامر عبد الله الجميلي.

وفي الجلسة الختامية يوم الأربعاء، ذكر د. علي حداد أن "تراثنا مرتكز في تكوين هويتنا الوطنية العراقية بكافة تفرعاتها، والذي ما زال شاخصاً، خصوصاً التراث المائي".

وناقشت الجلسة تكاملية بناء استراتيجيات التراث البحري والصابئة، وصناعة المشاحيف في ناحية الهوير بمحافظة البصرة، ووسائل النقل النهري في مدينة هيت، والزوارق في تراث مدينة العمارة والأهوار. وقد ساهم فيها كل من د. سفيان منذر، أزهر نعمة، د. مشتاق عيدان عبيد وعبد الرحمن جمعة الهيتي.

وأكد البيان الختامي الذي قرأه الباحث منتظر الحسني، العمل على إحياء التراث الملاحي العراقي وديمومته بوصفه تراثا ثقافيا يشكل جزءا كبيرا من عمق وتميز هوية هذه الأمة.

*************************************************

الثقافة توزع جوائز الإبداع العراقي

متابعة – طريق الشعب

وزعت وزارة الثقافة الخميس الماضي، جائزة الإبداع العراقي بدورتها التاسعة 2024، على الفائزين بها، في حقولها الإبداعية الأدبية والثقافية، وذلك في حفل احتضنته "قاعة الشعب" في الباب المعظم. 

في حقل القصة القصيرة، ذهبت الجائزة مناصفة بين الكاتبة إيمان المحمداوي والكاتب عبد الأمير المجر. فيما فاز النحات علوان العلواني بجائزة حقل النحت، وقطف الباحث مجتبى المعنى جائزة حقل الدراسات اللسانية.  أما جائزة حقل الرواية، فكانت من نصيب الكاتبة سارة الصراف، وجائزة حقل الشعر أحرزها الشاعر حسن عبد راضي. وبينما قطف القاص محمد نعمة جائزة حقل أدب الطفل (المسرح)، تقاسمت الفنانة بشرى البستاني مع الفنان كرار نوري جائزة أفضل شخصية مبدعة.

وأضيفت على هامش الحفل ثلاثة حقول للجائزة في مجالات عامة، هي: جائزة أفضل الفنادق السياحية. وقد تقاسمتها فنادق "الشاهين" و"البارون" و"السيف". وجائزة أفضل المرافق السياحية، وكانت من نصيب جزيرة بغداد السياحية، فضلا عن جائزة أفضل شيف، وقطفها السيد رضوان سعيد رضوان.

*******************************************

في  البصرة الروائية المغتربة ناهدة جابر ضيفة على {جيكور}

البصرة – طريق الشعب

احتضنت "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الخميس الماضي، جلسة نظمها "ملتقى جيكور" الثقافي وضيّف فيها الروائية المغتربة والنصيرة ناهدة جابر جاسم، التي تحدثت عن تجربتها بحضور مثقفين وأدباء من البصرة والناصرية والديوانية.

أدار الجلسة رئيس الملتقى الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، واستهلها بالحديث عن أهمية مثل هذه الجلسات الاستثنائية، التي يُضيّف فيها كتاب عاشوا تجربة ما سطروه على الورق من إبداعات، مشيرا إلى نضال مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي في جبال كردستان، والتضحيات البطولية الكبيرة التي قدّموها.

وبعد أن قدم البصري نبذة عن تجربة الروائية الضيفة ناهدة (بهار)، تحدثت هي من جانبها عن مسيرتها في النضال السرّي أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، وعن صعودها الى الجبل لتشارك رفاقها الشيوعيين القتال ضد الدكتاتورية، في صفوف الأنصار مع زوجها الروائي سلام ابراهيم.

ثم تطرقت إلى أبرز الأحداث والمواقف والحكايات التي عاشتها إبان فترة الكفاح المسلح، والتي سطرتها في كتاباتها السردية.

بعد ذلك تحدّث الناقد مقداد مسعود عن رواية "العيش على الصراط" للروائية الضيفة، مشيرا إلى أهمية مثل هذه الروايات باعتبارها شاهدة على عصرها. أعقبته الناقدة إيثار محسن بقراءة ورقة نقدية عن الرواية المذكورة، وأخرى قرأها الكاتب ماجد قاسم، وعرّج فيها على الرواية بجميع فصولها.

وشهدت الجلسة مداخلات عن تجربة الضيفة ساهم فيه عدد من الحاضرين، بضمنهم القاص الكبير محمد خضير، والأساتذة عباس الجوراني، باسم محمد حسين، هدى كريم ومهى الغرابي.

وفي الختام، قُدمت شهادتا تقدير إلى الضيفة من "ملتقى جيكور" و"مؤسسة النهضة" الثقافية.

*************************************************

في داقوق مهرجان نسوي ينتقد زواج القاصرات مسرحيا

متابعة – طريق الشعب

شهد قضاء داقوق جنوب شرقي كركوك، أخيرا، "مهرجان منارة داقوق" الأول للنساء، الذي أقامه فريق "خطوة نحو الأفضل" المدني بالتعاون مع منظمة كردستان لحقوق الإنسان وهيئة الأمم المتحدة، وذلك في إطار الحملة الأممية السنوية "16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة".

وتضمن المهرجان الذي أقيم في الهواء الطلق، فعاليات مختلفة فنية وثقافية. وأقيمت فيه بازارات للأعمال اليدوية والمأكولات، وعُرض عمل مسرحي صامت ينتقد زواج القاصرات.

وفي حديث صحفي، قالت مشرفة المهرجان منار لقمان، أن المهرجان أقيم لغرض إبراز مواهب النساء وإمكاناتهن، وانهم يطمحون إلى إدامته سنويا.

وأضافت قولها أن المهرجان يأتي لتذكير المجتمع بضرورة رفض كل اشكال العنف والتمييز ضد المرأة، ومن أجل العمل يدا بيد لبناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافا.

فيما قال مسؤول منظمة كردستان لحقوق الإنسان، محمد بهجت، أن الهدف من المهرجان منح النساء مجالا أكبر ليكون لهن دور في المجتمع، مؤكدا أنه ستكون هناك ورش عمل في داقوق، بإدارة نساء، تشارك فيها مختلف شرائح المجتمع.

من جانبها، قالت المشاركة في المهرجان بناز جلال، أنه "كنساء، يجب أن تكون بيننا جهود تضامنية أكبر، لكي يكون لنا دور أوسع في المجتمع، وبصمة اجتماعية واضحة في مختلف المجالات".

إلى ذلك، قال مسؤول فريق "خطوة نحو الأفضل" مهند حاتم، أنه "من خلال هذا المهرجان نؤكد أن المرأة ليست مجرد جزء من المجتمع، بل هي عموده الأساسي. وهدفنا هو أن ندعم النساء ونزيد من ثقتهن في أنفسهن، ليتمكنّ من دخول ميادين العمل دون عراقيل".

************************************************

في الموصل ريما تؤهل {أطفال الصدمة} بالحروف والموسيقى

متابعة – طريق الشعب

في العام 2019، أسست التربوية ريما هلال كشمولة، في حي الرفاعي بمدينة الموصل، معهدا بعنوان "الطفولة السعيدة"، كمؤسسة تطوعية متخصصة في تأهيل الأطفال من ذوي الإعاقة والصدمات النفسية.

وفي حديث صحفي، تقول ريما أن فكرة تأسيس المعهد ولدت من حاجة ملحة لدعم الأطفال المتضررين نفسيا وجسديا جراء الحرب، مبينة أن المعهد يقدم خدمات مجانية تشمل التدريب على النطق، وبرامج التأهيل السلوكي والدمج المجتمعي، ودروسا موسيقية، وانه يضم حاليا 165 تلميذا يشرف عليهم 18 موظفا متطوعا.

وأشارت إلى أن الحرب خلفت مئات الأطفال المتضررين نفسيا وجسديا، وهؤلاء جميعا بحاجة إلى التأهيل، لافتة إلى انه إثناء دراستها الجامعية في كلية التربية الأساسية، طرحت فكرة مشروع تطوعي ضمن مبادرة لـ "منظمة إكسبريس" الفرنسية، ففازت بمنحة مالية قدرها 8 آلاف دولار، أنفقتها على تأسيس المعهد الذي يحتل مقره أرضا مساحتها 2500 كيلومتر مربع.

وأوضحت ريما أن أعمار المنضمين إلى المعهد، تتراوح بين 5 و25 عاما، موزعين على فئات عديدة، وهي متلازمة داون، بطيئي التعلم، فاقدي النطق وطيف التوحد الناتج عن الصدمات، مشيرة إلى أن المعهد خرّج حتى الآن 28 تلميذا، اندمجوا في المدارس، ومنهم شاب كفيف حصل على معدل 99 في المائة، وفتاة مصابة بالسرطان التحقت بكلية الطب. 

ونوّهت إلى أنهم حاليا يحتاجون إلى دعم إضافي، لتطوير خدماتهم وافتتاح فروع جديدة للمعهد في الجانب الأيسر من الموصل، داعية المسؤولين إلى تطبيق القوانين الداعمة لشريحة ذوي الإعاقة "فنحن مستعدون لتوسيع جهودنا واستيعاب المزيد من الحالات، فيما إذا توفر لنا الدعم وحصلنا على الموافقات اللازمة".

*****************************************

قف.. العراق مُهدّد.. انتباه

عبد المنعم الأعسم

الإرهاب يهدد العراق، يهدده الآن أكثر من أي وقت مضى، مما هو محدد، أو غير محدد، من خارج الحدود ومن داخل الحدود. من مشاريع التوسع والوصاية والتهديدات الخارجية، وأيضا من عقم ورطانات التجييش واستهتار السلاح المنفلت. والأخطر من كل ذلك ما يُعتقد (ويُعد منهجا سائدا) بأن الطائفي والأثني الإقصائي ليس إرهابا فيما هو يكمّل بدوره دائرة الأخطار المحدقة، فان الإرهاب والتطرف متّحدان عضويا، في التعريفات المدرسية وفي الترجمة إلى سلوك واستعراض القوة في الشوارع الأمر الذي مر طوال سنوات، وهما متحالفان في أنابيب المصالح والصفقات بين الأسياد، مما تحفل به وقائع الأحداث الدامية طوال عقدين من السنين.

إلى ذلك لا يكفي ان يكون الناظر إلى الأخطار التي تهدد العراق ان يكون في موقع النور لكي يترصدها جيدا، بل الأصح، ينبغي ان تكون الأخطار نفسها تحت النور لكي يحدد الناظر مصادرها وشكل الغارات التي تُعد لها، وحين يكون صاحب السلطة عاجزا ورهين غيره فإن الحديث عن الاستعدادات يدخل في موصوف العنتريات.. "العنتريات التي ما قتلت ذبابة" كما يقول نزار قباني.

******************************************

تلعفر يشهد ماراثونا لتعزيز التماسك المجتمعي

متابعة – طريق الشعب

شهد قضاء تلعفر في محافظة نينوى، أول أمس الجمعة، ماراثونا نُظم بدعم من "منظمة سيوان" لتمكين المرأة في كردستان وهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

الماراثون الذي قطع نحو ستة كيلومترات في شوارع القضاء، شارك فيه 50 متسابقا بأعمار مختلفة، من تلعفر ومناطق ربيعة وسنجار وزمار والعياضية.

وبعد منافسة شديدة، أحرز الشاب عبد الله السنجاري المركز الأول، تلاه الشاب أحمد ليث من زمار بالمركز الثاني. فيما حل في المركز الثالث الشاب علي موفق من تلعفر.

المشرف على الماراثون مقداد محمد، قال في حديث صحفي أن الهدف من هذا النشاط هو تعزيز التماسك المجتمعي في مناطق غربي نينوى، مبينا أن الماراثون قطع شوارع الحي العسكري، بمسافة ستة كيلومترات، وسادت فيه أجواء رياضية وأخوية بين المتسابقين.