اخر الاخبار

الصفحة الأولى

أكاديمي ينتقد سياسة التضييق على الحريات قوى السلطة تُكرّس القمع مسلحةً بقوانين الدكتاتورية

بغداد ـ بسام عبد الرزاق

ليس جديدا أن تكون الحقوق والحريات في العراق، ضمن دائرة الاستهداف المباشر وغير المباشر، اذ تجري محاولات على صعيد القوانين أحيانا، وأخرى عن طريق مصادرة آراء الناس ضمن دوائر اجتماعية، تسعى لتكريس وهيمنة الخطاب الأحادي.

وفي هاتين المساحتين، تجري أولا، محاولات التضييق من خلال قوانين وتشريعات، تشترك فيها السلطة التنفيذية والتشريعية، وهي "متناقضة" مع مضامين الدستور، والمتعلقة بالحقوق والحريات، ولا يخفى على الجميع الإصرار على إبقاء قوانين النظام الدكتاتوري السابق سارية المفعول، ومحاولة وضعها في سياق طبيعي على الرغم من نصوصها "القمعية" الواضحة، ومحاولة تفعيلها بمجرد الشعور باستقرار معين، بحسب ما يؤكده عدد من الأكاديميين والصحفيين.

التضييق على حرية التعبير

واجتماعيا، تبرز هذه التداعيات، بصورة أخرى، من خلال مجاميع تنشط في وسائل التواصل، لها ارتباطات بقوى سياسية، تحاول صناعة رأي عام ضاغط، بحجج الذوق العام والقدسيات وقضايا آنية أخرى، وتسهم في نشر بيانات يتم تذييلها غالبا بعنوان: "أهالي المدينة الفلانية يرفضون إقامة النشاط الفلاني" وهي نشاطات ذات طابع فني او ثقافي في عمومها، ولا تنحاز الى الهويات الفرعية التي يراد تكريسها، والتي تصل أحيانا الى ان يكون الترهيب احدى أدوات منع اقامتها.

الباحث والأكاديمي فارس حرّام، انتقد سياسات التضييق على حرية التعبير التي تمارسها السلطة، مبينا ان "نظام ما بعد 2003 متناقض مع نفسه؛ فهو يدعي الديمقراطية، وثبتها بمواد قانونية في الدستور، لكن على مستوى الفعل لا وجود لأي من ذلك، وهذه نقطة التناقض الأساسية معه نفسه، أي أنه متناقض مع نصه الدستوري".

وقال حرام لـ"طريق الشعب"، ان "أبرز ما يمكن أن تنتقد عليه الحكومة هو سعيها المحموم إلى التضييق على الحريات منذ عامين، كنتيجة لما حصل في احتجاجات تشرين 2019، عبر محاولة تمرير مشاريع القوانين القمعية إلى مجلس النواب، أو عبر وضع بعض اللمسات عليها، إضافة إلى حملات الملاحقة والتضييق ولا سيما حملة المحتوى الهابط التي لا أساس دستوريا لها، وتهدف إلى إحياء مجموعة من قوانين نظام صدام حسين".

تعارض مع الدستور

وأشار حرام الى "التناقض بين النصوص القانونية الموجودة في المحاكم الخاصة بالحقوق والحريات، والتي تعتمد على تشريعات حزب البعث المحظور، ولكنها تتعارض مع النصوص الدستورية التي سنت لاحقاً، والتي تكفل الحريات والتعبير والاحتجاج والحصول على المعلومة، وهذا تناقض يجرّ العراق إلى الماضي الدكتاتوري".

ولفت الباحث والأكاديمي الى انه "يتم الآن إحياء مفاهيم مثل الذوق العام، الآداب العامة، سمعة الدولة، سمعة المسؤولين، وربما يتم سن تشريعات وفقاً لهذه المفاهيم. ونرى اليوم ما تقوم به بعض الوزارات من توجيهات تمنع نقد رموز الدولة، وهذا معناه العودة إلى حقبة صدام الدكتاتور من الناحية العملية".

ورأى حرام، ان "عزوف الطبقة السياسية عن الاستماع إلى الناس، واتهام كل المنتقدين بأنهم أبناء سفارات وصهاينة، يعد مؤشراً كبيراً على إمكانية اندلاع الاحتجاجات مرة أخرى، فعندما لا تصغي لي سأغضب بوجهك، وعندما يشيع الفقر والإدارة غير الصحيحة للدولة، والخلط بين السلاح والمجال السياسي، فهنا تكتمل خلطة وجود دولة فاشلة، وهذا ينتج وضعاً غاضباً للناس ويقود إلى تشرين جديدة".

قمع الحريات

من جانبه، قال الصحفي منتظر ناصر، ان "هناك دفعا وتطبيقا منهجيا لممارسة المنع والحجب وقمع الحريات، لاسيما الصحفية والإعلامية، وأول إصرار على هذا النهج يتضح من عدم تغيير القوانين التي كانت سائدة في الحقبة الماضية ابان النظام السابق خاصة قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل لعام 1969".

وتساءل ناصر، عن "قيمة وضع فقرة 38 في الدستور والتي تقر وتؤكد على حرية التعبير وفي نفس الوقت وطوال 5 دورات انتخابية لبرلمان مكتمل الأركان، لكنه لا يجرؤ على تغيير فقرة من هذه القوانين، بل يتم الإصرار عليها؟!"، لافتا الى ان "المنظومة الحاكمة تصر على التعامل بهذه القوانين ومعظم المحاكمات التي تجري تكون على أساس هذه المواد والقوانين، وبالإمكان الاطلاع عليها، وهي للأسف مواد مقيدة للحريات ولا تتماشى مع روح الدستور ولا تتماشى مع العصر كذلك".

وأوضح ان "النظام الدكتاتوري اقر مثل هذه القوانين عام 1969 ولم يكن في ذلك الوقت غير جريدتين ومحطة تلفزيونية واحدة. ومن الصعوبة والغرابة ان يستمر مثل هذا الامر حاليا".

وبيّن ناصر، ان "المخيف في الموضوع هو الكتاب الصادر عن مجلس القضاء الأعلى عقب ملاحقة ذوي المحتوى الهابط في شباط 2023 ودمج مفردة المحتوى الهابط مع ملاحقة المسيئين لمؤسسات الدولة والكتاب رسمي ومعلن"، موضحا ان "المسيء لمؤسسات الدولة يكون مطلوبا وفق المادة 226 من قانون العقوبات لعام 1969 وهي مادة دكتاتورية بحتة ولا تمت لأي نظام يحترم حرية التعبير. الطبقة السياسية لا تفهم ان هذا النظام ينبغي ان يدافع عن الحريات اكثر من الدفاع عن أي شيء اخر، لانه تأسس على هذا الأساس".

***********************************************

راصد الطريق.. السيل يبلغ الزبى.. أين مصلحة العراق؟

لا يكاد يمر يوم في العراق دون الكشف عن ملفات خطيرة وحساسة، تتعلق بالسيادة وبالفساد، وتتطلب إجراءات عاجلة. لكن السلطات تغض الطرف عنها بشكل مريب يدفع للتساؤل عن جدوى الشعارات المرفوعة بشأن مكافحة الفساد وحفظ السيادة.

عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية محمد الشمري كشف عن نيّة تركيا إبقاء قواتها المسلحة طويلا داخل الأراضي العراقية، وإنشاء معسكرات وقواعد ثابتة لها في الشمال. فيما أكد النائب ياسر الحسيني أن الفساد في النقاط الحدودية الرسمية يعقّد ضبط الحدود ويزيد من عمليات تهريب المخدرات، والنائب مثنى أمين أشّر وجود نماذج خصخصة سلبية، تُمنح فيها مشاريع اقتصادية حيوية لشخصيات متنفذة بطرق غير قانونية. وفي تطور آخر تحدث تقرير لوكالة "رويترز" عن تصاعد تهريب المشتقات النفطية لمصلحة جهات داخلية وخارجية وبمساعدة جهات حكومية.

قضايا متشابكة تفضح تقصيرا واضحا للسلطات الثلاث، خاصة التنفيذية، في درء التدخلات الخارجية وردع الفساد الذي ينخر القطاعات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وإزاء استمرار التجاوزات في غياب الرقابة والمساءلة، يتوجب تحرك القوى الوطنية والشعبية المتضررة، لفرض وضع مصلحة العراق فوق المصالح الضيقة، وإنقاذ الدولة من الانهيار.

*******************************************

على طريق الشعب.. والعراق كذلك.. سوريا وجبهة التصدي المطلوبة!

تشهد سوريا - البلد المنهك بالأزمات - تطورات تتكشف خطورتها عند ربطها بالأوضاع الاستثنائية التي تعيشها المنطقة. فقد شنت جماعات مسلحة إرهابية هجومًا مفاجئا في شمال غربي البلاد وسيطرت على مدينة حلب بالكامل وامتدت الى مدن أخرى.

وأثار الهجوم المباغت، من ناحية قوته وتوقيته، أسئلة حول محركاته ودوافعه، وحول ارتباطه بالأوضاع التي تمر بها المنطقة، لا سيما مع وقف العدوان الصهيوني على لبنان، وفشل المساعي التركية لإيجاد تسوية تصب في مصلحتها مع سوريا.

ومعروف ان العديد من الفصائل المسلحة مرتبطة بتركيا، التي لا تخفي دعمها ورعايتها لها، ومن ناحية أخرى تتضح بصمات نفوذ الكيان الصهيوني وداعمته الولايات المتحدة الأمريكية في تحركات وتوقيتات تلك الجماعات، خاصة الإرهابية منها.

وبالنظر إلى هذه الأوضاع والتداعيات المترتبة عليها، لا يمكن إلا الارتياب في الهجمات المسلحة التي تشنها الجماعات المسلحة ذات القيادات الإرهابية المعروفة، ووضعها في صف التحركات الواضحة في نزعتها وتوجهاتها الاستعمارية والامبريالية، التي تريد فرض واقع جديد بملامح مشروع ما يسمى”الشرق الأوسط الجديد”.

ان ما يحصل لا يعفي كل اطراف الصراع في سوريا من مسؤولية الأزمة وتعقيداتها، بما فيها الطرف السوري الرسمي. خاصة بعدم ولوج المسار الديمقراطي الذي تضمنه اتفاق “أستانا” - العاصمة الكازاخية – وهو الاتفاق الذي رعته كل من روسيا وإيران وتركيا، وجمع الحكومة السورية والمعارضين لها على مشروع لحل الأزمة، يتمثل في صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، وممارسة الحكم بطريقة شفافة وخاضعة للمساءلة، وصولًا إلى تحقيق السلام والامن والاستقرار وتوفير الحياة الكريمة للشعب السوري الذي عانى كثيرا ولا يزال.

إن قدرة سوريا وبلدان المنطقة الأخرى على مواجهة المخططات الاستعمارية والتدخلات الخارجية في شؤونها ومخاطر الجماعات الإرهابية والمتطرفة، يجب ألا ترتكز على عامل الردع العسكري والدعم الخارجي، فهذا الخيار وحده لن يحسم الصراع، وقد عجز عن حسم أي من القضايا والنزاعات الكبرى التي عصفت بالمنطقة طوال السنوات الماضية.

وفي رأينا ان الامر الحاسم في المواجهة هو الاستناد إلى جبهة داخلية وطنية واسعة قوية، قادرة على اشراك وتمثيل أوسع قطاعات الشعب، وعلى التعبير عن آماله وتطلعاته. وهذا يتحقق عبر تعزيز الطابع الوطني لمؤسسات الدولة، وتأمين المشاركة السياسية الواسعة، وتعزيز روح المواطنة عبر منح الحقوق والحريات.

وإذ يتفجر الصراع المسلح اليوم مجددا في سوريا، وتتواصل حرب الإبادة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، وتقترب الحرب في أوكرانيا من دخول عامها الثالث، تتعزز القناعة بأن الحروب لا  تأتي الا بالدمار ولا تجلب للشعوب الا الاهوال ولا تحرز نتائج حاسمة، وأن لا بديل عن اللجوء إلى الحلول السياسية للوصول إلى الأمن والسلام والاستقرار المستدام.

وإذا كانت سوريا في أمسّ الحاجة إلى خلق أوضاع مقاومة صلبة مستندة إلى وحدة الشعب، لمواجهة مشاريع تمزيق وحدتها ومصادرة سيادتها، فإن بلدنا العراق هو الآخر بحاجة ملحة إلى تعزيز وحدة الصف الوطني فيه، والى ان يعي العراقيون المخططات التدميرية والمخاطر الداهمة، وضرورة التكاتف للتصدي لها، الأمر الذي يتطلب التوقف عند إخفاقات منظومة الحكم المستندة إلى المحاصصة المقيتة للتخلص منها، والشروع في تبني مسار سياسي جديد يفضي إلى تغيير في منهجية إدارة البلد، بما يعزز مكانة الدولة العراقية ومؤسساتها ودستورها، ويتصدى لكل ما يمس سيادتها وحقوق ومصالح شعبها.

ولابد أيضا وقبل هذا وذاك، من التخلي عن كل ما من شأنه تمزيق النسيج الوطني، وتشظية المجتمع، وتغذية النزعات الطائفية، ومن الكف عن تعكير الأجواء وإشغال الرأي العام عبر مساعي فرض قوانين جدلية غير مبررة، والامعان في صراعات لامبدئية على المواقع والنفوذ والثروة، وهو ما تجلّى بشكل صارخ في جلسات البرلمان الاخيرة!

************************************************

الصفحة الثانية

المالية البرلمانية تقترح إعادة السن التقاعدي إلى 63 عاماً

بغداد ـ طريق الشعب

قدمت اللجنة المالية في مجلس النواب، امس الأربعاء، مقترحاً إلى رئاسة البرلمان لتعديل قانون التقاعد الموحد، يقضي برفع السن التقاعدي من 60 إلى 63 عاماً.

وذكرت اللجنة في كتاب موجه إلى رئاسة مجلس النواب، أنه استناداً إلى أحكام المادة (60/ثانياً) من الدستور والمادة (87/أولاً) من النظام الداخلي لمجلس النواب رقم (1) لسنة 2022، تم طلب إدراج مقترح تعديل قانون التقاعد الموحد رقم (9) لسنة 2014 (المعدل) على جدول أعمال المجلس لعرضه للقراءة الأولى وفق السياقات القانونية المعتمدة.

وكان مجلس النواب في دورته السابقة قد صوت في عام 2019 على تعديل قانون التقاعد، حيث تم تخفيض السن التقاعدي من 63 إلى 60 عاماً، مما أثار جدلاً واسعاً في أوساط الموظفين في دوائر الدولة.

**********************************************

الاحتجاجات مستمرة.. أصحاب العقود يطالبون بالتثبيت وخريجون يبحثون عن فرص عمل

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد، حيث شهدت 4 محافظات تظاهرات تركزت مطالبها حول تثبيت أصحاب العقود، وتوفير فرص العمل.

عقود الأمن الغذائي

وتظاهر العشرات من موظفي عقود الأمن الغذائي أمام بوابة التشريع في المنطقة الخضراء، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم ضمن موازنة 2025 - 2026. يأتي ذلك في وقت يوشك فيه عقدهم الحالي على الانتهاء مع بداية العام الجديد، في ظل عدم وجود أية ضمانات بشأن تمديد عقودهم أو تثبيتهم.

وتشمل هذه العقود فئات متنوعة من الموظفين، بمن في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة، ذوو الشهداء، الخريجون، وحملة الشهادات العليا، الذين تم التعاقد معهم في عام 2022 ضمن موازنة الدعم الطارئ، حيث كانت شروط التعاقد تتضمن أن يكون المتعاقد متزوجًا ولا يتقاضى أي راتب آخر. وفي البداية تم تخصيص 18 ألف درجة وظيفية موزعة على 15 محافظة، إلا أن العدد تقلص إلى نحو 10 آلاف بسبب ترك العديد من الموظفين لوظائفهم بسبب قلة الراتب.

خريجو الغاز والنفط

وجدد العشرات من خريجي كلية اقتصاديات النفط والغاز في محافظة ميسان تظاهرتهم، امس، أمام مبنى ديوان المحافظة، مطالبين بشمولهم بالتعيينات أسوة بأقرانهم خريجي المعهد النفطي وكليات الهندسة.

وقال عدد من المتظاهرين، إنهم خريجو الدفعة الأولى من كلية اقتصاديات النفط والغاز، وقد تخرجوا منذ 4 سنوات، ومنذ ذلك الحين، وهم يطالبون بالتعيين دون أي استجابة من الجهات المعنية. كما انتقدوا دور نواب المحافظة في قضية تعيينهم، مؤكدين أنهم لم ينصتوا لمطالبهم أو يتفاعلوا مع قضيتهم بشكل جاد.

موظفو النفط

الى ذلك، نظم العشرات من موظفي شركة نفط البصرة والمعارين إلى شركة “بي بي” ضمن هيئة تشغيل حقول الرميلة، وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة، مطالبين بتفعيل فقرات العقد المبرم بين الجانبين.

وأكد المحتجون خلال وقفتهم على ضرورة الإسراع في صرف الأرباح السنوية المتأخرة، إضافة إلى إطلاق مخصصات النقل وفقًا للعقد المبرم. وطالبوا بضرورة تنفيذ جميع فقرات العقد بشكل كامل لضمان حقوقهم المالية والوظيفية.

وقفة احتجاجية في الزبير

من جانبهم، نظم مجموعة من أصحاب المحلات والورش الصناعية في الحي الصناعي الزبير غربي البصرة، امس، وقفة احتجاجية ضد قرار مديرية سكك الحديد في المنطقة الجنوبية، مطالبين بإلغاء استثمار محلاتهم الواقعة ضمن محرمات سكة القطار. وأكد المحتجون أن لديهم طلبات رسمية أصولية لاستئجار هذه المحلات من قبل السكك، مشيرين إلى أن المديرية هددتهم بإزالة أكثر من 50 محلًا من قبل المستثمر.وأكد أصحاب المحلات في وقفتهم، رفضهم التام لإعطاء موقع محلاتهم في المنطقة الصناعية الجديدة إلى المستثمر، مشيرين إلى أن هذا القرار سيؤدي إلى قطع أرزاقهم وتهديد مستقبلهم المهني. كما طالبوا بإلغاء قرار الاستثمار، وبتلبية طلباتهم التي تقدموا بها منذ عام 2022 لاستئجار هذه المحلات أو استثمارها بشكلها الحالي.

المستثنون من شروط التعاقد

من جانب اخر، نظم العشرات من الخريجين في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتسريع إجراءات التعاقد معهم وفقًا للاستثناء الذي حصلوا عليه من رئيس مجلس الوزراء.

وأكد ممثل عنهم محمد خضير، أن مطالبهم تتمثل في الإسراع في تنفيذ قرار رئيس مجلس الوزراء بشأن التعاقد معهم، ومنع أي عرقلة قد تؤخر الإجراءات.

وأضاف خضير، أن الخريجين حصلوا على هذا الاستثناء بعد ثلاث سنوات من التظاهرات والاحتجاجات أمام مقرات الحكومة المحلية للمطالبة بحقوقهم. وشارك العشرات من الباحثين والباحثات في وقفة احتجاجية بساحة الاحتفالات، وسط مدينة السماوة، مطالبين حكومة المثنى ورئاسة مجلس الوزراء بإيجاد تعيينات لهم ضمن مؤسسات الدولة.  وأشار المشاركون في الوقفة إلى أنهم اكتسبوا خبرات كبيرة خلال التعداد السكاني، حيث قاموا بتدريبهم على تقنيات العمل الميداني، وأبدوا التزامهم ونجاحهم في أداء المهام الموكلة إليهم. وطالبوا بأن يتم تضمينهم في التعيينات الحكومية القادمة من خلال عقود، مع أولوية التعيين لهم نظرًا لجهودهم ومساهماتهم في التعداد.

اخلاء دون بديل

وتظاهر العشرات من سكان مجمع باب سنجار السكني في مدينة الموصل، احتجاجاً على قرار حكومي يقضي بإخلائهم من المجمع خلال فترة زمنية محددة.

وقال المتظاهرون، إنهم يسكنون في المجمع منذ عامين، الذي تم تقديمه كمنحة من الحكومة اليابانية خصيصاً للعائلات النازحة والعائدة إلى الموصل، وخاصة من العوائل الفقيرة. وأوضحوا أن بلدية الموصل منحتهم مهلة أسبوع لإخلاء المجمع الذي يضم 350 وحدة سكنية في منطقة باب سنجار.

وأضاف المتظاهرون، أن القرار المفاجئ بإخلائهم يهدف إلى استغلال المجمع لأغراض الإيجار، ما يهدد بترحيلهم من المكان الذي لا بديل له لديهم بعد أن دمرت منازلهم في العمليات العسكرية.

وأكدوا أنهم كانوا يسكنون المجمع بناءً على عقد مدته عامين، وقد انتهت هذه المدة، لكنهم طالبوا السلطات المحلية في نينوى بالتريث في تنفيذ القرار، وتجديد عقودهم للسماح لهم بالبقاء في المجمع، حيث لا يمتلكون بديلاً للسكن.

**********************************************

تحالف 188: العار أن يُكافأ الإرهابيون والفاسدون، وتُصادر حقوق النساء

سمح أسلوب السلة الواحدة - وهي بدعة كوميدية لا أساس قانوني لها - للكتل الطائفية المتنفذة في مجلس النواب العراقي، بتمرير الجزء الأهم في التعديل غير الدستوري واللا إنساني لقانون الأحوال الشخصية، بعد ربطه بقانونين جدليين، هما تعديل قانون العفو العام ومشروع قانون إعادة العقارات إلى أصحابها المشمولة ببعض قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل.

ففي حين أن القوانين ومنها قانون العفو العام يجب أن تخدم قضايا الناس الملحة، وتنقذ الأبرياء منهم، يراد بها هنا - عبر صفقات سياسية فاسدة ومساومات بائسة - إنقاذ عدد من الإرهابيين وسارقي المال العام.

وسادت أجواء من الفوضى والتراشق الكلامي وعدم الشفافية جلسة مجلس النواب ليوم أمس، اذ غابت التصريحات الرسمية حول هل تم التصويت على هذه القوانين فعلاً مثل ما ظهر في أحد الفيديوهات، أم رفعت الجلسة حقاً للتداول. في مشهد يدل على دهاء المتنفذين المهيمنين على مقاعد مجلس النواب. وحصل بسبب ذلك إرباك للرأي العام قبل أن تقرر رئاسة البرلمان رفع الجلسة رسمياً. وهذا يؤكد حالة الخراب التي تمر بها الدورة النيابية الحالية.

ليس غريباً التراجع عن التصريحات التي جرى فيها رفض العودة إلى أسلوب السلة الواحدة، وان تشبع القوانين المختلف عليها نقاشاً، وصولاً إلى مرحلة التصويت دون عوائق، إذ شهدنا جلسات وجلسات يُغّيب فيها النظام الداخلي واحترام الدستور والقانون، وتشترى فيها الذمم ويُراقب فيها صوت النائب في مسـألة اختياره ممثله في هيئة الرئاسة.

فيما غاب تماماً دور هذا المجلس الفاقد للشريعة الشعبية في مراقبة الأداء الحكومي وتشريع القوانين التي تهم الناس وقضاياهم الملحة.

ألا يعلم النواب الذين يفترض بهم معرفة مهامهم الدستورية، بحجم خطورة الأوضاع التي تجري في سوريا، أم أن مصالحهم الذاتية هي الأساس، وما تبقى ثانوي، اذ تؤكد هذه الأساليب حجم أزمة الثقة بين القوى المهيمنة على القرار النيابي، ومساعي تكريس مصالحها البعيدة عن حاجات الناس وتطلعها إلى العيش الكريم، من خلال وضع العديد من القوانين المختلف عليها في جلسة واحدة، لضمان تمريرها بصفقة نهج المحاصصة الطائفية المقيتة سيئة الصيت، فيما يُبقي المتنفذون على الأزمات ويرحلونها إلى استعصاء آخر، بغية البقاء في السلطة ليس إلا.

ويبدو أن الحراك النيابي والسياسي والاجتماعي والشعبي الذي قاده تحالف 188 الرافض لتعديل قانون الأحوال الشخصية في المدة الماضية، والملاحظات الجدية التي قدمت على مشروع قانون الأحوال الشخصية، لم تجد طريقها في التعديلات، ما يفند ادعاء الكتل المتنفذة بالاستماع إلى الرأي الآخر من خلال جلسات الاستماع المزعومة.

لذا نخاطب باسم النساء، الأمهات المتضررات من هذا القانون، خصوصاً فقرة الأثر الرجعي، وباسم الإنسانية وحقوق الانسان، باسم العراق وشعبه الكريم، نخاطب ما تبقى من الضمير الانساني، في عدم التصويت بشكل نهائي على هذا التعديل، كونه سيسلبهن حق الأمومة، وأن يسحب القانون من مجلس النواب فوراً.

كما نؤكد على أننا ماضون في جميع الإجراءات الدستورية والقانونية حالياً ولاحقاً من أجل إحقاق الحق للحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي للشعب العراقي وعدم تفرقته طائفياً واثنياً، رغماً عن محاولات المتنفذين في مجلس النواب في تكريس ذلك، عبر وضع صياغات طائفية وعنصرية، في التعديل المطروح.

أخيراً، نقول إن تمرير تعديل قانون الأحوال الشخصية بمثابة صفقة عار، مقابل إطلاق سراح سجناء بتهمة الإرهاب والفساد، وإدخال النساء والقاصرات في سجن العبودية الذكوري!

بغداد

3-12-2024

*******************************************

كل خميس.. عفوٌ .. عن ناهبي المال العام؟

جاسم الحلفي

في جهد يثير الدهشة والغضب، يسعى مجلس النواب لتضمين مشروع قانون العفو العام فقرة تتيح العفو عن ناهبي المال العام.

هذه المسعى لا يخالف مبادئ العدالة فقط، بل يشكل توجهاً جلياً لترسيخ الفساد كجزء من النظام السياسي والاقتصادي.

فالمستفيدون من العفو المقترح ليسوا سوى طغمة فاسدة ذات أذرع طفيلية بنت ثرواتها على استباحة المال العام، وحولت مؤسسات الدولة إلى أدوات تخدم مصالحها الخاصة. وان هذه الفئات التي بنت ثرواتها على حساب الشعب، تستغل القانون لتكريس مكاسبها غير المشروعة، في مشهد يجعل من العدالة أداة لتبرير الفساد، ويمنح الشرعية لمن يجرمون بحق الشعب.

وان إقرار فقرة كهذه يعني تقويض مبدأ الردع القانوني، فتصبح القوانين أدوات انتقائية لحماية الفاسدين بدلاً من محاسبتهم. كيف يمكن للمواطن اذن ان يحترم القانون ما دام يُستغل لخدمة المتنفذين؟ فالرسالة التي تحملها هذه الخطوة واضحة: النزاهة لا مكان لها، بينما يجد الفساد الحصانة والمكافأة.

ان فقرة العفو عن ناهبي المال العام إعلان صريح لانتصار الفساد على العدالة، ولنظام يحمي السراق ويعاقب النزيهين.

لا يعكس هذا القرار سوى الانحياز الواضح لفئة صغيرة من المتنفذين، على حساب الأغلبية الساحقة من الكادحين والشباب العاطلين عن العمل. وفي الوقت الذي يُعفى فيه عمن يسرقون موارد البلاد، يلاحق القانون الفقراء لأتفه الأسباب. إنه تكريس فج للتفاوت الطبقي، حيث يدفع الشعب ثمن القرارات التي تُتخذ لخدمة الفاسدين.

ويعمق منح العفو المقترح للفاسدين الفجوة بين الشعب ومؤسسات الحكم وينسف ما تبقى من ثقة بها. وكيف يمكن للمواطن أن يثق بدولة تكافئ من ينهب المال العام، بينما يرزح هو تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية؟ فهذه الخطوة لا تهدد فقط قضية النزاهة واحترام القانون، بل تهدم ما تبقى من جسور الثقة بين المواطن والدولة، وتضعف شرعية مؤسساتها.

ان مواجهة هذا النهج تتطلب وعياً شعبياً وإرادة جماعية لتغيير النظام الذي يسمح بمثل هذه القرارات. والحل لا يكمن فقط في رفض مثل هذا العفو، بل وفي بناء حركة تطالب بإعادة هيكلة الدولة، لتكون خادمةً للشعب وحاميةً للعدالة.

علما ان العفو عن ناهبي المال العام لن يكون إجراءً قانونياً بسيطاً. بل هو خطوة خطيرة تعزز قوة الفساد وتعمق أزمات الدولة. وان مقاومة هذا التوجه ليست خياراً، بل ضرورة تفرضها مصلحة الشعب ومستقبل البلاد.

إن النضال من أجل دولة العدالة والمحاسبة هو الطريق الوحيد نحو استعادة ثقة المواطن واحراز التغيير الحقيقي.

*****************************************

الصفحة الثالثة

تلوث إشعاعي في حيّ بابلي أطباء: الناس لا تهتم.. والحاجة تمسّ إلى مسح شامل

بغداد – تبارك عبد المجيد

تعاني منطقة الدولاب في بابل من تلوث إشعاعي أدى إلى إخلاء السكان وظهور أمراض يُعتقد ارتباطها بالإشعاع، مثل السرطان وضعف المناعة. وأكدت الجهات الحكومية اتخاذ إجراءات عاجلة لإزالة المخلفات الملوثة وإجلاء المتضررين بالتعاون مع الجهات المعنية.

ودعا مختصون إلى إجراء مسوحات شاملة وتكثيف حملات التوعية لتجنب المخاطر.

وأرجع ناشطون التلوث إلى الحروب السابقة والاستخدام العشوائي للمواد المشعة، مؤكدين ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة للحد من آثاره وحماية السكان.

الناس تستهين بالمخاطر

ويذكر الطبيب عباس زياد، من محافظة بابل، وجود حالات مرضية متعددة يُعتقد أن أسبابها تعود إلى التعرض للإشعاع، مردفا أنه لم يتم إثبات ذلك عبر دراسة أو بحث علمي حتى الآن. وقال زياد لـ “طريق الشعب” أن التعرض لمستويات مرتفعة من الإشعاع يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض السرطان المختلفة، والتشوهات الخلقية، وضعف الجهاز المناعي.

وأكد الطبيب أن “العديد من مدن محافظة بابل بحاجة ماسة إلى إجراء مسح شامل للبحث عن الملوثات واتخاذ إجراءات عاجلة لإزالتها”.

وشدد على أهمية تنظيم حملات توعية مجتمعية تهدف إلى التعريف بمخاطر التلوث وكيفية اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، موضحًا أن هناك استهانة مجتمعية بخطورة الوضع الحالي.

وطالب الحكومة بضرورة أن تتولى بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني مسؤولية تنظيم هذه الحملات، مع التركيز على تدريب كوادر متخصصة لتنفيذها بشكل فعال، إلى جانب وضع تدابير وقائية للتعامل مع التحديات البيئية والإشعاعية في المنطقة.

إجراءات حكومية!

وتحدث المتحدث باسم حكومة محافظة بابل ومستشار المحافظة للشؤون الفنية علي مرعب، عن حالة تلوث إشعاعي وقعت في قرية الدولاب على الطريق السياحي، جنوب المحافظة، مؤكدا أن هذه الحالة حظيت بمتابعة فورية من وفد وزاري مختص من بغداد. وشملت الإجراءات نقل العوائل المتضررة من المنطقة إلى مناطق آمنة لضمان سلامتهم.

وقال المتحدث لـ “طريق الشعب”، أن “الجهات المعنية تعمل حاليًا على إزالة المخلفات الملوثة بالإشعاع ونقلها إلى مناطق آمنة تتوافق مع الشروط البيئية والموافقات الصادرة عن وزارة البيئة والطاقة الذرية التابعة لرئاسة الوزراء”.

وأكد مرعب، أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة”.

وأوضح مرعب لـ “طريق الشعب”، أن “العمل يجري بالتنسيق مع كافة الدوائر الأمنية والجهات الخدمية المعنية، ومنها بلدية الحلة، بلدية بابل، مديرية مجاري بابل، ومديرية ماء بابل”.

وأشار إلى، أن “المحافظة شهدت خطوات جادة نحو معالجة التلوث في الأنهر والمجاري من خلال الجهود المشتركة بين مديرية مجاري بابل والجهات المعنية. ومن بين الإجراءات المتخذة، تم غلق كافة مناطق التصريف غير القانونية على مدار الساعة، بهدف الحد من انتشار التلوث”.

واختتم علي مرعب حديثه بالتأكيد على أن المحافظة تسعى بكل إمكانياتها إلى معالجة حالات التلوث، والحد من آثارها بما يخدم سلامة ورفاهية مواطني بابل.

اضرار التلوث الاشعاعي

عباس السعبري ناشط بيئي في محافظة بابل، تحدث عن اضرار التلوث البيئي والإشعاعي، قائلا انها تعد احد أكبر المشاكل وأشدها خطورة على حياة الناس.

 وقال السعبري لـ “طريق الشعب”، ان الاشعاع، بصورة عامة، جاء نتيجة للحروب السابقة، بالإضافة الى دخول مواد غذائية  غير خاضعة للفحص والمراقبة.

وذكر أن “مصادر التلوث الاشعاعي خلال الفترات الأخيرة، بعضها يعود للاختبارات النووية من قبل الدول العظمى”، مشددا على ضرورة ان يتحذ العراق إجراءات جدية في هذا الشأن، ويقوم بإجراء الدراسات والمسوحات الإشعاعية للهواء والتربة والصخور والمياه والغذاء وغيرها، لقياس مستوى الجرعات الإشعاعية المتواجدة وأماكن وجودها ومدى خطورتها”.

وبالحديث عن الاشعاع المتواجد في منطقة الدولاب، يعتقد السعبري ان “التلوث قد يكون ناتجا عن التربة، او نتيجة لاستخدام أجهزة ملوثة”. واكد ان النشاط الاشعاعي في بابل لا يزال مستمرا بالرغم من مرور عدة سنوات على الحرب.

وتابع الحديث عن الإجراءات اللازمة في حال اكتشاف وجود منطقة ملوثة اشعاعياً:” ابعاد السكان عن المنطقة الملوثة بشكل عاجل، والقيام بمسوحات ودراسة فورية للمنطقة، حيث التعرض للإشعاع يسبب امراضا تنتقل بالساعات ومن الممكن ان تسبب الوفاة بحلول شهرين”.

ويعد العراق من بين أكثر الدول تلوثا بالإشعاعات النووية والكيماوية وغيرها جراء الحروب التي خاضها طوال العقود الأربعة الماضية والتي استخدمت فيها أسلحة وذخائر مشعة ومحظورة دوليا، ما أدى إلى تلوث العديد من المواقع في مختلف المحافظات داخل المدن وخارجها، وتعد البصرة من أكثر المحافظات تلوثا تليها محافظات جنوبية أخرى والعاصمة بغداد.

وفي نيسان الماضي، اكتشفت رقعة تلوث نووية في قرية الدولاب بمحافظة بابل في أحد المنازل، تبين انها في تربة أساس المنزل، وناجمة عن تحطم كبسولات نووية كانت مخلوطة مع سكراب يعتقد انه مسروق من منشآت عسكرية من النظام السابق.

*******************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب العراق والتطورات  في المنطقة

نشرت صحيفة “ذي ناشيونال” الناطقة بالإنكليزية تقريراً أعده الكاتبان توماس هيلم وسنان محمود، حول التطورات الأخيرة في سوريا وتأثيرها على الأوضاع في العراق، أشارا فيه إلى أن دول الشرق الأوسط سارعت لاحتواء تداعيات الهجوم المفاجئ الذي شنته “قوات المعارضة” في سوريا واحتلت فيه أجزاءً من حلب وحماة، خاصة مع ورود تقارير تفيد بأنهيار قوات الدولة وانسحاب الجيش السوري من تلك المناطق.

تغير مفاجيء

وأشار المقال إلى أن التقدم السريع للمتمردين يبدو مفاجئاً، بعد أن اطمأن الجميع أو كادوا من قدرة النظام على فرض الاستقرار، بمساعدة عدد من الحلفاء من داخل المنطقة ومن خارجها. واستعرض الكاتبان مواقف إيران ومجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وروسيا والكيان الإسرائيلي من الأحداث الدراماتيكية، مشيرين إلى أن رئيس الحكومة العراقية قد أجرى اتصالاً مع الرئيس السوري، أبلغه فيه بأن أمن واستقرار سوريا مرتبطان بشكل مباشر بالأمن الوطني العراقي، في وقت قال فيه مسؤولون أمنيون وعسكريون عراقيون إن قوات الأمن في حالة تأهب قصوى على الحدود مع سوريا، مؤكدين على أن التحصينات كافية لوقف أي محاولات للهجوم أو العبور إلى العراق، وأن تأمين الحدود مع سوريا هو أحد أولويات القوات الأمنية العراقية. وأوضح التقرير بأن العراق قد أقام جداراً وحفر خندقاً وتم تحصينه بنظام مراقبة متكامل وبكاميرات مراقبة حرارية تعمل على مدار الساعة، على طول حدوده مع سوريا، أي لأكثر من 600 كيلومتر.

حقل الألغام

ولموقع مجلس العلاقات الخارجية الأوربي، كتب حمزة حداد مقالاً ذكر فيه بأن التهدئة غير المتفق عليها، التي يتسم بها الصراع بين إيران والكيان الإسرائيلي حالياً، وتوقف إطلاق النار غير المستقر في لبنان، لا يبدو كافياً لشعور بغداد بالطمأنينة من مخاطر جرها لحرب شاملة في المنطقة، خاصة مع انتشار تقارير تزعم بأن الهجوم القادم على إسرائيل قد يأتي من فصائل مسلحة عراقية متحالفة مع إيران، وهو ما ستستغله تل أبيب في شن عدوان وضربات انتقامية على العراق.

التوازن الصعب

وذكر الكاتب بأن تحقيق العراق للتوازن في علاقاته مع طهران، أكبر جارة له، يشترك معها في روابط دينية وثقافية، ومع الولايات المتحدة، الحليف الذي ساعده في هزيمة الإرهاب، لا يبدو صعباً، رغم التوتر الكبير بين هذين الصديقين، على حد تعبيره.

غير أن ما يضفي تعقيداً على الأمر، إصرار حلفاء طهران من العراقيين على اعتبار جلاء القوات الأمريكية البالغ عددها 2500 عسكري أولوية قصوى، لاسيما بعد الدعم اللامحدود الذي قدمته واشنطن للكيان الإسرائيلي في حربه ضد غزة ولبنان، في وقت ترى فيه أطراف عراقية أخرى بأن الوجود الأميركي يمثل شكلاً من أشكال الردع ضد الهجمات الإسرائيلية على الأراضي العراقية.

وعلى الرغم من التعاطف الشعبي والرسمي الكبير في العراق مع الفلسطينيين واللبنانيين، فإن اصحاب الرأي الأول قد تعرضوا لضغوط محلية مكثفة للتصرف بمسؤولية وتجنب العمل المتهور الذي يؤدي إلى المزيد من الصراع، خاصة مع استياء الرأي العام من التدخل الإيراني المتزايد في الشؤون العراقية.

الدور الأوربي

ورأى الكاتب بأن على قادة الاتحاد الأوربي التركيز على منع انتشار الصراع، وخاصة إلى العراق، الذي أنفقت الحكومات الأوروبية الكثير من أجل تحقيق استقراره بعد موجات العنف على مدى العقدين الماضيين، مقترحاً دعم القيادة العراقية والشخصيات الدينية في حماية البلاد من الصراع المتجدد.

وخلص الكاتب إلى القول بأن على الدبلوماسيين الأوربيين، الذين لا يواجهون جفاءً بذات مستوى الجفاء الذي يواجهه المسؤولون الأمريكيون، أن يمارسوا ضغوطا عبر مراكز القوى الدينية والحكومية لمنع استخدام العراق كنقطة انطلاق لصراع جديد. كما نصح الكاتب زعماء الإتحاد الأوربي بأن يبلغوا إسرائيل وإدارة ترامب القادمة بأن علاقة العراق بإيران ليست مجرد علاقة بالوكالة وأن عليهم دعم العراق في اكتساب قدر أعظم من الاستقلال السياسي، ومساعدته في تجنب الاستسلام لصراع من شأنه أن يحطم هذه الاستقلالية.

*****************************************

عين على الاحداث

بعد خراب الكهرباء!

خرجت ثلاث محطات كهرباء ضخمة عن الخدمة، بسبب انحسار إمدادات الغاز الإيراني، مما ترك آثاراً سلبية كبيرة على سكان المحافظات الوسطى، وسبّب تراجعاً حاداً في ساعات تجهيز الكهرباء لعدد من مناطق بغداد. هذا وفيما ذكرت وزارة الكهرباء بأن نقص الغاز أدى لفقدان 5.5 غيغاواط وأنها سترفع تنسيقها مع وزارة النفط لتعويض ما خسرته المنظومة من الغاز، باتت أعذار الوزارة ووعودها مصدر سخط وقلق الناس المكتوين لعقدين من فشلها في أداء عملها، فقد كان من المفروض أن تعرف الوزارة مواعيد انقطاع الإمداد قبل فترة مناسبة وإن تجد حلاً لذلك في تنسيق مبكر مع وزارة النفط.

اصرف ما في الجيب!

كشف مجلس الخدمة الاتحادي عن حاجة البلاد إلى أكثر من 5 مليارات دولار شهرياً لتمويل الموازنة التشغيلية وأن لا أحد يمكنه معرفة الأرقام الدقيقة لعدد الموظفين والمتقاعدين بسبب تغير ذلك بشكل يومي، وإن هناك مليوني متقاعد و3 ملايين مشمول بالرعاية الاجتماعية و2.5 مليون موظف ما عدا أفراد القوات الأمنية. هذا وفي الوقت الذي يعرب فيه المختصون عن قلقهم من لجوء المتنفذين لاستثمار التوظيف ومنافع الرعاية الاجتماعية، لشراء الأصوات والمؤيدين، يدعون للعمل على الاستثمار بمشاريع منتجة تستقطب الأيادي العاملة المعطلة، وتحقق نقلة نوعية في بنية الاقتصاد العراقي ولا تحّمل الموازنة عجزاً إضافياً.

إعمار «مُبهر»

شنت لجنة النزاهة النيابية هجوماً عنيفاً على صندوق إعمار ذي قار لتسببه في هدر مليارات الدنانير ولتورطه بشبهات فساد، منها ماكشفته تقارير ديوان الرقابة المالية عن إضافة 10 في المائة على قيمة كل مشروع يتم التعاقد عليه وافتقار الشركات المتعاقدة إلى الخبرة والكفاءة المالية أو خطابات الضمان. هذا وفيما دافع نواب المحافظة عن نشاط وأمانة الصندوق، الذي أنجز حسب زعمهم 250 مشروعاً بترليون دينارولم يتبق لديه سوى 150 مشروعاً للإنجاز، يطالب الناس بتحقيق جدي وشفاف يكشف عن الحقيقة، لاسيما في ظل ما تعانيه المحافظة من تخلف في الخدمات وتدن ٍ بمستوى المعيشة وتفاقم البطالة.

منو يحكم؟!

تعرض صحفي عراقي للضرب المبرح على أيدي مسلحين مجهولين، في جريمة أخرى ضمن سلسلة من الاعتداءات الجسدية والاعتقالات الكيفية والاختطاف وحتى القتل، ضد العاملين في مجال الصحافة والإعلام. هذا ورغم أن الأجهزة الأمنية تجهد في الكشف عن المجرمين، فإن الدعاوى ضدهم تتسرب بطريقة ما بعيداً عن أروقة السلطات القضائية. الناس الذين باتوا يستشعرون قلقاً شديداً على مستقبل العملية السياسية والحريات الأساسية في ظل ضعف هيبة الدولة، يطالبون الحكومة بملاحقة الجهات الخارجة عن القانون، وضبط السلاح المنفلت، وضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات وتقديم كل المعتدين للعدالة لينالوا جزاءهم وفق القانون.

لا استثمار في ظل العفترة

وقّع العراق على سبع مذكرات تفاهم مع إسبانيا حول مشاريع استراتيجية مهمة تتعلق بإنشاء سكك حديدية وطرق معلقة واستيراد قطارات حديثة وغيرها، وذلك في مسعى لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق التنمية. هذا وفي الوقت الذي أكد فيه متابعون على أن العلاقة التجارية مع مدريد تتسم بخلوها من الفساد بشكل كبير مما يوفر شيئاً من الحصانة ضد الفساد المستشري في مؤسسات دولتنا، أعربوا عن مخاوفهم من تأثر تنفيذ المذكرات بعدم الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد والتوترات الإقليمية وغياب استراتيجيات واضحة لدعم الاستثمارات وووجود ابتزاز خطير للمستثمرين من قبل أطراف متنفذة تعمل داخل وخارج إطار الدولة.

***************************************************

الصفحة الرابعة

وكالة دولية تحذر من تصاعد نسبه في العراق.. ومستشار حكومي: لا يمكن ضغط النفقات اقتصاديون: العجز المالي يتفاقم والحكومة تواجهه بالديون

بغداد ـ محمد التميمي

مع تصاعد التحديات الاقتصادية في العراق، حذرت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني من اتساع عجز الموازنة إلى مستويات مقلقة، متوقعة أن يصل إلى 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2024، مقارنة بـ2 في المائة في العام السابق مع استمرار الارتفاع ليبلغ متوسط 12.4% خلال الفترة 2025-2026.

ووسط هذه التوقعات، رجحت الوكالة أيضًا ارتفاع نسبة الدين الحكومي إلى الناتج المحلي الإجمالي، لتصل إلى 47.7 في المائة في نهاية 2024، ومن ثم إلى 56.5 في المائة بحلول عام 2026، نتيجة اعتماد الحكومة المتزايد على الاقتراض لتمويل العجز المتزايد.

هذه المؤشرات الخطرة تدق ناقوس الخطر على المدى البعيد، في ظل غياب الإصلاحات الاقتصادية الحقيقية. بينما يؤكد خبراء الاقتصاد، أن السبيل الوحيد لتخفيف هذا الضغط يكمن في تنويع الاقتصاد العراقي، وتنشيط القطاعات غير النفطية، بما يضمن تخفيف الإنفاق الحكومي وتقليص العجز المزمن.

60 مليار دولار

وقال المستشار المالي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، انه في مثل هذه الحالات، يتم اللجوء عادةً الى ان تتضمن الموازنات خططا بالتعزيز المالي، حيث يأخذ العجز سنوياً مسار التقليص، بشكل لا يزيد على الديون، إضافة الى خفض الديون المتراكمة، عبر تصفيتها.

وأضاف لـ"طريق الشعب"، ان هذا التصميم "يحتاج لخطة تعزيز مالي، ونوع من التقشف وتقليل النفقات، ولكن هذا صعب بما يخص العراق الان"، مبينا ان الصعوبة تكمن في ان هناك "ضغوطا ونفقات معظمها تشغيلية واجتماعية في الموازنة، ويصعب التراجع عنها، وفي حالة عدم القدرة على الإنفاق نلجأ للاقتراض، ومعظم الاقتراض يكون داخلي، وهذا هو سبب ارتفاع حجمه".

وأوضح، ان حجم الدين الداخلي يبلغ 60 مليار دولار، بينما الخارجي حوالي 9 مليارات دولار.

وواصل القول: انه في الوقت الحالي هناك "تدفقات للدولة تعرف بالحيز المالي في المالية العامة، عبر واردات النفط وإيرادات أخرى بشكل مستمر"، منوهاً الى ان "القدرة على الإنفاق ليس شرطاً ان تكون دائماً 100 في المائة، أي ان الدولة يمكن ان تنفق باستمرار وحين تحتاج يمكنها الاقتراض".

وأشار إلى ان "معظم الاقتراضات الداخلية تتم داخل الجهاز المصرفي الحكومي وليس من خلال السوق، بينما الحيز المالي للدولة مرتفع"، لافتاً إلى انه في ظل ارتفاع الحيز المالي "فالعجز لا يدعو للقلق، لان كل الديون الداخلية والخارجية في الوقت الحاضر لا تشكل سوى 35 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للعراق".

وخلص إلى القول، "إننا حتى الآن ظل النطاق الآمن للديون، طالما ان الديون الداخلية والخارجية بمجموعها لا تتعدى 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وبالتالي فان الوضع مطمئن. وفي تقديري جيد جدا والحيز المالي عال"

ما الحلول؟

من جهته، اوضح المختص في الشأن المالي والمصرفي، مصطفى حنتوش ان "تصنيف الوكالة الحالي (-B) لا يخص التقييم المصرفي، وانما تقييم الوضع المالي وموازنة الدولة وكمية المخاطر فيها"، مشيراً الى ان التصنيف "يتحدث عن ان العراق لديه مشكلتان: العجز في الموازنة والمديونية".

وذكر حنتوش لـ"طريق الشعب"، انه في العراق "لا ينفذ إجمالي العجز المخطط له في الموازنة، إنما يغطى جزء منه عبر الفرق بين الإيرادات المتوقعة والنفقات المخططة في الموازنة العامة للدولة"، مبينا ان "حجم العجز وصل إلى (64) ترليون دينار، بينما بلغ حجم الناتج القومي 300 ترليون دينار".

وتابع قائلاً: "لو أن عجز الموازنة نفذ كما مخطط له، فهذا يعني ان نسبته تصبح قرابة ٢٠ـ ٢١ في المائة"، مبينا أن معالجته مرهونة بتنويع الاقتصاد، عبر تفعيل واستغلال القدرات الاقتصادية المتمثلة بقطاع الزراعة والصناعة والسياحة.

وأردف بالقول ان تنشيط هذه القطاعات يؤدي الى سحب البطالة، وبالتالي خفض حجم التعيينات وتخفيف ضغط النفقات التشغيلية على موازنة الدولة.

وبالنسبة للدين العام، أوضح حنتوش ان "نسبة 80 في المائة منه هو دين داخلي: بين المصارف الحكومية مع بعض الصناديق الحكومية، وبالنتيجة هذا لا يشكل خطرا. أما الدين الخارجي فنسبته بسيطة".

وخلص الى القول ان "وضع الدين العراقي جيد. ولا يوجد أي خطر. وفي ما يخص عجز الموازنة العامة، فإننا نحتاج لمعالجات اقتصادية".

************************************************

رغبةً في معرفة أسباب توقفه منذ 20 عاماً شيوعيو ميسان يزورون معمل البلاستك

العمارة – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان، أخيرا، معمل البلاستك في المحافظة، للوقوف على المشكلات والمعوقات التي حالت دون إعادة تشغيله منذ 20 عاما.

واستقبل مدير المعمل المهندس نبيل رسمي، الوفد بحفاوة، وتحدث له عن مشكلات عدة أبقت المعمل متوقفا، منها ضعف موازنة وزارة الصناعة وعدم تلبيتها الطموح، إلى جانب غياب الاهتمام بالقطاع الصناعي من قبل الدولة، مؤكدا أن موظفي المعمل نُقلوا إلى وزارات ودوائر حكومية أخرى "فقد كان عدد المنتسبين أكثر من ٨٠٠ موظف، والآن لا يوجد سوى ١٥٠ موظفا".

فيما لفت إلى أن هناك فرصة استثمارية مع إحدى الشركات العراقية، يمتد عقدها الاستثماري إلى 25 عاما، مؤكدا أن الشركة تعهدت بتشغيل المعمل خلال مدة أقصاها 18 شهرا.

ويأمل مدير المعمل من الحكومة المحلية، الاهتمام بمعامل ميسان، وإعادة تشغيلها من خلال الضغط على الوزارات المعنية، إضافة إلى تسويق منتجات المعامل بشكل حقيقي، من أجل النهوض بهذا القطاع.

*********************************************

وقفة اقتصادية.. الحلقات الخالية من فاعلية الاستثمار

إبراهيم المشهداني

بالرغم من مضي أكثر من ثماني عشرة سنة على تشريع قانون الاستثمار في العراق إلا أن الهدف من التشريع ما زال يدور حول نفسه بالرغم من أن البلاد بأمس الحاجة إلى ذلك النوع من الاستثمار الذي يتناسب مع تلبية تلك الحاجة وطبيعة الموارد الطبيعية المتوافرة تحت سطح الأرض وفوقها رغم كثرة ما بحثه الاقتصاديون وذوو الشأن بأهمية الاستثمار من حيث الشكل والمحتوي وفاعليته التنموية.

  لكن المتابع حول شكل تطبيق مضمون الاستثمار كما ينبغي ويتلاءم مع طبيعة الموارد المتاحة والمفضية للاستثمار يلاحظ أن البون بينهما شاسعا، فعلى المثال وليس الحصر حسب آخر التحليلات قد انخفضت قيم الاستثمار إلى 1.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي في السنوات الأخيرة، مع أن حاجة العراق للاستثمارات تفوق 88 مليار دولار لتحسين البنية التحتية، وهو واحد من أبرز أشكال معوقات الإخفاق. وحسب مؤشرات مدركات الفساد، الصادر عن منظمة الشفافية الدولية لعام 2023 يحتل العراق المرتبة 157 من أصل 180 دولة.

  غير أن مما يلاحظ على التوجه للمشاريع  التي تطرح للتنفيذ  عن طريق الإحالة المباشرة مع استثناءات عديدة في تنفيذ العقود الحكومية  والغموض  في ابرام هذه العقود مع الإشارة إلى ارتفاع تكاليف التنفيذ ما يشي باحتمالات الفساد  في هذه العقود،  ومن بين هذه المشاريع مشروع المترو عن طريق إحالته للاستثمار الخاص بالتعاقد مع شركة ماليزية بالمشاركة مع شركة لبنانية رغم أن هذا المشروع الذي تمتد جذوره إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضي وكان مطروحا بعد عام 2003 بتمويل حكومي،  هذا إضافة إلى الاتفاقية التمهيدية الموقعة بين مجموعة موانئ أبو ظبي مع الشركة العامة لموانئ العراق سيتم بموجبها تأسيس مشروع مشترك لتطوير ميناء الفاو الكبير وأية توسعة إلى جانب المنطقة الاقتصادية المحاذية للميناء، وكان من المفروض دعوة أصحاب الاختصاص الاكفاء واشتراكهم في مناقشة الخطط إلى جانب ممثلي الدولة في البرلمان ومجالس المحافظات  والنقابات ومنظمات المجتمع المدني .

  ومن الجدير بالذكر أن جغرافية العراق مشهود لها بتنوع  القطاعات  الاقتصادية الخالية من الاستثمار  سواء القطاع الحكومي أو القطاع الخاص بنوعيه الأجنبي  والمحلي  وهي بهذا التوصيف بحاجة إلى عمليات الاستثمار واستحالتها إلى قطاعات منتجة، ومما يعيق هو قلة التخصيصات الحكومية في الموازنات السنوية التي تتركز على النفقات  التشغيلية، سواء  كانت  أراضي مشبعة بالمعادن الثمينة المطمورة او المكشوفة  كالكبريت والفوسفات والأحجار  الكلسية المطمورة تحت الأرض، أو فرصا أخرى للاستثمار التي تجد تجلياتها في المشاريع أو المصانع المنتجة ولكنها متعثرة بسبب ضعف السيولة المالية، فعلى سبيل المثال 240 معملا صناعيا، وبعضها بحاجة إلى تأهيل كقطاعات السياحة  و65 شركة قائمة،  ويمكن دراسة شكل الاستثمار سواء في الإدارة والتسويق أو المشاركة  وفق عقود شفافة إلى جانب الكثير من الفرص الاستثمارية، غير أن المعوقات التي توجه عملية الاستثمار في هذه القطاعات  قلة التخصيصات المالية في الموازنات السنوية التي تتركز في الجانب التشغيلي اكثر بثلاثة أضعاف الموازنة الرأسمالية،  ولهذه فان أي توجه للاستثمار سواء كان أجنبيا او محليا يشترط  أن يكون هو الممول لرأسمال المشروع دون الاعتماد على الدولة إلا في التسهيلات التي تتطلبها المشاريع من قاعدة تحتية  او طاقة نظيفة وما إلى ذلك، بخلاف ما يجري حاليا في قطاع العقارات التي تعتمد القروض الحكومية. إن مراجعة آلية الاستثمار تتطلب روية اقتصادية وخطة علمية نذكر منها:

  1. إعداد استراتيجية اقتصادية مختلفة عن غيرها مدعومة بإطار تشريعي يكون الأساس لأي برنامج حكومي تعتمده حكومة نزيهة تركز على قطاعات الإنتاج والطاقة النظيفة واعتماد النافذة الواحدة في منح الرخص الاستثمارية.
  2. توفير الشروط الأمنية التي توفر أجواء الاستقرار الأمني وتحصين المشاريع من تدخلات المنظومات المسلحة والعشائرية عبر فرض الإتاوات.
  3. إعادة النظر في سياسة الاستيراد ومعالجتها عن طريق المشاريع المنتجة لنفس البضاعة خاصة الاستهلاكية ونصف المصنعة.

*********************************************

الصفحة الخامسة

هرباً من واقع لا إطمئنان فيه تزايد هجرة شباب العراق إلى أوروبا

متابعة – طريق الشعب

تتواصل هجرة الشباب من مختلف مدن العراق، إلى دول أوروبا، هربا من مستقبل مجهول في ظل واقع اقتصادي وسياسي وأمني غير مطمئن، وأملا في حياة أفضل وفضاءات تتيح تحقيق الطموح – وفق ما يراه الكثيرون من مؤيدي خيار الهجرة، رغم ما يترتب على ذلك من مخاطر. وبين وقت وآخر، تعلن السلطات العراقية غرق شبان مهاجرين خلال محاولتهم العبور إلى أوروبا عبر تركيا أو ليبيا وتونس، التي يصلون إليها بوصفهم سائحين غالباً. حيث نقلت وكالات أنباء عن مصدر في وزارة الداخلية، قوله ان أكثر من 70 عراقيا توفوا في العام الحالي، في طريقهم إلى أوروبا، مبينا أن محافظات كردستان وبغداد، تتصدر أعداد المهاجرين ومقدمي طلبات الهجرة، وأن السلطات تسلمت نحو 40 عراقيا بعد اعتقالهم وحبسهم في دول مختلفة، نظرا لدخولهم إليها بصفة غير شرعية.

ويرى متابعون أن هناك أسبابا عديدة لدفع الشباب نحو الهجرة، أبرزها البطالة وعدم وجود فضاء لاحتضان المواهب والطاقات الشبابية، في الوقت الذي لا تزال فيه أنظار السلطات بعيدة عن حاجات هذه الشريحة وتطلعاتها.  

الأبواب مغلقة!

في محل صغير لبيع الحلويات في أحد أحياء بغداد، يزاول عمر عبد الرحمن (26 سنة) عملاً وجد نفسه مضطراً إليه لتأمين قوته اليومي، بعد أن عجز عن الحصول على فرصة عمل تناسب تخصصه الجامعي.

يقول عبد الرحمن في حديث صحفي، أنه تخرج قبل 3 سنوات في كلية الهندسة – قسم البرمجيات، ومنذ تخرجه بدأ يبحث عن فرصة عمل باختصاصه “لكن الأبواب، كلها أغلقت في وجهي.. كنت أحلم بتطوير نفسي والعمل في مشاريع هندسية، لكن الظروف جعلتني أعمل هنا لأعيش”. ورغم التحديات، لم يتخلَ عمر عن حلمه بالهجرة إلى ألمانيا لإكمال دراسته العليا والعمل في مجاله. إذ يقول: “أتواصل باستمرار مع أصدقائي الذين درسوا معي في الجامعة، وهم الآن في ألمانيا. تخصصوا في علوم الكومبيوتر ويعملون حاليا في مجالاتهم بتقدير واحترام.. عندما أسمع عن نجاحهم، أشعر بالأمل وأتمنى أن أكون مثلهم”.

بيئة تُقدر الجهد

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يتابع الشباب يوميات أقرانهم في دول أوروبية يعيشون فيها حياة مستقرة، ويتمتعون بفرص عمل مناسبة وتعليم ذي جودة عالية، ويحصلون على خدمات صحية متقدمة.

يقول مناف صبار، وهو في سنته الجامعية الأولى: “أريد أن أطور مهاراتي وأبني مستقبلي في بيئة تقدّر الجهد والعلم”، مضيفا في حديث صحفي أنه “لدي اهتمام كبير بمجال الذكاء الاصطناعي، وأدرس البرمجيات، وهو المجال الذي أتوقع أن أحقق فيه طموحي. أشعر أنني محاصر وأسعى إلى الحصول على فرصة للهجرة”. ويواجه مناف العديد من الصعوبات، منها رفض عائلته فكرة الهجرة، لكنه يؤكد أنه يخطط لهذا الأمر، ويتواصل مع شبان عراقيين وعرب وصلوا عن طريق الهجرة السرّية إلى دول أوروبية. ويقول: “لن أرضخ لأي صعوبات أو معوقات، وسأصل إلى هدفي الذي لن يتحقق إلا بنيل جنسية بلد يقدّر الطاقات. الذكاء الاصطناعي هو المستقبل الذي سيغيّر العالم، والدول المتقدمة تدرك ذلك، وتوفر فرصاً كبيرة للمتخصصين فيه، بينما الإمكانات ضعيفة والفرص محدودة في العراق”، مشيرا إلى أن “شبابنا نادرا ما يعملون في تخصصاتهم الجامعية، بسبب تفشي البطالة، فكيف لا يفكرون في الهجرة؟!”.

الهجرة خطة وليست حلما!

الهجرة بالنسبة إلى مروان كاظم (19 سنة)، ليست مجرد حلم، بل خطة يعمل على تحقيقها. فهو يرى أن الدراسة في الخارج، لا سيما في دول مثل ألمانيا أو هولندا أو بلجيكا، ستفتح له الأبواب.

ويقول في حديث صحفي: “أريد أن يكون لي مستقبل جيد. أبي وإخوتي الذين يكبرونني يعملون في مهن تأخذ وقتهم وصحتهم كي يوفروا معيشة ملائمة نوعاً ما لأسرهم. لا أريد أن أكون نسخة منهم، فحلمي هو أن أسير على درب كثيرين هاجروا واستطاعوا خلال أعوام قليلة أن يعيشوا في استقرار بعدما حصلوا على عمل جيد. أملك قدرات في العمل التجاري، وأعتقد أنني سأكون ناجحاً، وسأعمل في مشاريع تُحدث فرقاً في بلاد أخرى”. ولا يبدو مروان مكترثا لإخفاقه في دراسته. فهو أهمل الدراسة كونه انشغل في العمل من أجل جمع مبلغ يساعده على الهجرة، مبينا أن”القصص التي يبثها عراقيون في المهجر عن نجاحهم في تحقيق طموحاتهم، سواء في الدراسة أم في العمل، تدفع كثيرين من الشباب للسير على تلك الخطى”.

غياب الفرص

إلى ذلك، يرى الباحث الاجتماعي أحمد كامل، أن “عوامل عدة تدفع شباب العراق إلى الهجرة، من بينها غياب الفرص. فاقتصاد البلد يعاني تحديات مستمرة، ما يترك الشباب بلا خيارات، إضافة إلى عدم الاستقرار الأمني والسياسي”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “جاذبية الحياة في الدول المتقدمة تشجع الشبان على اتخاذ قرار الهجرة”، مشيرا إلى ان “هناك غيابا تاما للإدارة الصحيحة طوال العقدين الماضيين، وإهمالا كبيرا للقطاعات الخدماتية والبنى التحتية، ما جعل التعليم والصحة والبيئة في درجات متدنية، وبالتالي أثر ذلك سلباً على الشبان الذين يبحثون عن فرصة للتعبير عن طاقاتهم واستغلال مهاراتهم، ودفعهم للبحث عن بلدان أخرى تحقق لهم ما يطمحون إليه”.

*******************************************

بلدية الموصل تحتفي بذوي الهمم في يومهم العالمي

متابعة – طريق الشعب

أقامت بلدية الموصل حفل احتفاء بذوي الهمم، في مناسبة يومهم العالمي 3 كانون الأول، وفي خطوة لتعزيز الوعي بأهمية دعم هذه الشريحة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها والعمل على ضمان اندماجها في المجتمع. 

وحضر الحفل ذوو همم من كلا الجنسين، طالبوا بتوفير مراكز تأهيل خاصة بهم، مع دعمهم وتمكينهم من دخول سوق العمل.

مسؤول إعلام بلدية الموصل علاء الحيدر، قال في حديث صحفي: “بما ان بلدية الموصل مؤسسة مجتمعية قبل أن تكون خدمية، أقمنا هذا الحفل، واستطعنا من خلال جلسات حوارية أن نستمع إلى متطلبات ذوي الهمم”، مبينا أنه “سبق أن عملت دائرتنا على توفير العديد من متطلبات هذه الشريحة، بضمنها مشاريع جديدة يجري إنشاؤها، كالممرات الآمنة لحركة ومسارات العربات المتحركة، في شوارع المدينة وفي الباركات والمتنزهات، وهناك مشاريع نتطلع إلى إنجازها خلال الأيام المقبلة”.

من جانبها، قالت آية شيت، من ذوي الهمم، أنهم بحاجة إلى مركز تأهيلي حكومي متكامل، على أن يتضمّن مدرسة لمحو الأمية، وتُقام فيه ورش لتعليم المهن والفنون المختلفة لهذه الشريحة، بما يمكّنها من دخول سوق العمل.

وأضافت قائلة في حديث صحفي: “نحتاج أيضاً إلى تفعيل الصفوف الخاصة في المدارس الحكومية، لأنها تكاد تكون معدومة. ورغم عمل الكثير من منظمات المجتمع المدني على تفعيل عدد منها، لكن غياب الإدامة والاهتمام تسبب في إفشالها وتوقفها”.

أما عبد الله نجم السبعاوي، وهو إمام وخطيب من ذوي الهمم، فقد طالب الحكومتين المحلية والمركزية، والمجتمع كذلك، بأن يكون هناك المزيد من الاهتمام بذوي الهمم “فهذه الشريحة تمتلك إبداعًا وطاقات كبيرة يمكن استثمارها لخدمة المجتمع”.

وطالب أيضا، الأهالي والمجتمع عموما، بأن يكون هناك دعم معنوي لذوي الهمم “لأن الجانب النفسي والتحفيز هو المفتاح لاستمرارنا في العطاء والإبداع. فنحن لسنا ناقصين أو قاصرين، بل نملك قدرات كامنة يمكن أن تساهم في بناء المجتمع، واكتشاف هذه القدرات وتقديرها واجب على الجميع”.

******************************************

أكول.. سرقة باسم الإنسانية: دكتاتورية الاستقطاع

حسن الجواد

في وطنٍ يعيش فيه المواطن بين فكي الجوع والعوز، ويكافح يومياً لتأمين أبسط مقومات الحياة، تأتي الحكومة بسيفٍ مسلطٍ على رقاب الموظفين، تقطع من رواتبهم دون استئذان. هذه ليست إنسانية، بل هي دكتاتورية مفضوحة تتدثر بثوب العطاء.

إن العمل الإنساني الحقيقي ينبع من القلب، من رغبة الفرد في المساهمة بما يراه مناسباً وفق قدرته وإرادته الحرة. أما أن تتحول هذه المبادرات إلى إجبار قسري على يد حكومة تعجز عن توفير الخدمات الأساسية لشعبها، فهو انتهاك فاضح للحقوق. كيف تُصدّر الإنسانية إلى من يستحقونها في الخارج بينما الداخل ينزف ألماً وقهراً؟

كل شهرتقريبا، يجد الموظف نفسه أمام ورقة راتبه، وقد نقص منه مبلغ “تبرعي” غير مرغوب فيه. مبلغ قد يعني له شراء دواء لابنه المريض أو طعام لعائلته الجائعة. وفي النهاية، لا يُسأل المواطن عن رضاه، فهو في عُرف هذه السلطة مجرد رقم، يُضاف إلى قائمة المستغلين والمقهورين.

إن التبرعات الحقيقية لا تأتي بالقوة. إنما تُبنى على الثقة بين الحاكم والمحكوم. ولكن كيف نثق بمن يسرقنا باسم العطاء؟ أليس من الأولى أن تعيد الحكومة النظر في أولوياتها؟ أن تعالج مشاكل البطالة، وسوء الخدمات، وانهيار البنية التحتية؟

إن ما يحدث هو نوع من التلاعب بالشعارات والقيم. وقد حان الوقت أن نقف في وجه هذه السياسات الظالمة، أن نطالب بحقنا في تقرير مصير أموالنا.

إن التبرع حين يكون بالإجبار يفقد معناه الأخلاقي، ويصبح شكلاً آخر من أشكال القهر والدكتاتورية.

يا أيها الحاكم، إن أردت أن تمنح، فامنح من جيبك، وليس من جيوب الفقراء والمقهورين.

********************************************

مواساة

  • تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ألمانيا الاتحادية الرفيق والشخصية الوطنية، المخرج والمصور والباحث السينمائي قيس الزبيدي، الذي توفي يوم 29 تشرين الثاني الفائت في برلين.

على مدى أكثر من نصف قرن كان عطاؤه وفيرا في مجال السينما الذي درسه في معهد الفيلم العالي في بابلسبيرغ - المانيا عام 1964. كما حاز على شهادة إضافية، هي الدبلوم في التصوير عام 1969، وساهم بشكل متميز في تأسيس الأرشيف السينمائي الفلسطيني، وعمل في دمشق وبيروت وتونس والقاهرة، وترك إرثا سينمائيا غنيا في مجال السينما الوثائقية العربية، خاصة الفلسطينية. ويعد الفقيد من أبرز المساهمين في تطوير السينما الوثائقية العربية. وقد نظم دورات سينمائية عديدة في السيناريو والإخراج والمونتاج، وأخرج العديد من الأفلام التسجيلية، وبعضا من الأفلام التجريبية، منها “الزيارة” 1970 و”اليازرلي” 1974، إضافة إلى إخراج ومونتاج الكثير من الافلام العربية، منها: واهب الحرية، الليل، المغامرة وبعيدا عن الوطن. كذلك ترك وراءه مؤلفات عديدة في مجاله السينمائي.

له المجد والذكر الطيب ولعائلته الكريمة وأصدقائه الصبر الجميل.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كركوك الرفيق سعد شويش وسمي، بوفاة والدته.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأهلها وذويها.

  • تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية ومعها منظمة الحزب في الشامية، بالتعازي والمواساة للرفيق علي حسين كاظم (أبو دنيا)، بوفاة ابن عمه.

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

*******************************************

لقطة اليوم

في «قرية مطوك» بمحافظة المثنى، يضطر التلاميذ إلى عبور النهر بواسطة عبّارة حديدية غير نظامية، للذهاب إلى مدارسهم في الضفة الأخرى، والعودة منها، ما يُعرّضهم للخطر.

أهالي التلاميذ يطالبون الجهات المعنية، بإنشاء قنطرة او جسر صغير يربط بين ضفتي النهر، حفاظا على سلامة أبنائهم.

«وكالات»

*********************************************

الصفحة السادسة

وزير صهيوني يعترف بالإبادة.. ووزراء متطرفون ينتقدونه! الجمعية العامة للأمم المتحدة: قراران جديدان بشأن فلسطين

متابعة – طريق الشعب

مر شهران على حملة الإبادة التي ينفذها جيش الاحتلال الصهيوني شمال قطاع غزة، حيث يواصل ارتكاب المجازر المروعة وعمليات التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، مجبرا الآلاف على النزوح بالقصف والتجويع.

ماذا حصل؟

منذ شهرين يفرض الاحتلال حصارا مشددا على محافظة الشمال، مانعا دخول المساعدات الإغاثية والطبية والغذائية والمياه ما تسبب بمجاعة شديدة فيها. وسط مشاركة لافتة للطائرات المسيرة بكثافة التي ساهمت في حصار المحافظة وملاحقة المواطنين ومنع خروجهم من منازلهم عبر استهدافهم بالرصاص والقنابل.

وتسببت هذه الحملة، بإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وأوقفت خدمات جهاز الدفاع المدني والإسعاف ودمرت أحياء سكنية كاملة ومنشآت وبنى تحتية، عبر القصف المستمر والنسف والتدمير والصواريخ والمتفجرات، "الروبوتات المفخخة" في حملة تدمير ممنهجة.

ويرغب الصهاينة في احتلال شمال القطاع وتحويله إلى منطقة عازلة بعد تهجير سكانه، وسط دعوات يطلقها يمينيون إسرائيليون لإعادة احتلال القطاع والاستيطان فيه ودفع الفلسطينيين للهجرة.

الأرقام تتحدث!

استشهد 3 آلاف و700 فلسطيني شمال غزة خلال الشهرين الماضيين، دفن منهم فقط ألفان و400، وأصيب نحو 10 آلاف آخرين، وذلك حسب الإعلام الحكومي، الذي أكد أنه لا يعرف مصير الكثيرين من الذين جرى اعتقالهم ويقدر عددهم بألف و750 فلسطينيا.

وأفاد البيان بوجود نحو 500 إلى 650 جثمانا من الشهداء الفلسطينيين في الشوارع والطرقات، اذ تنهش الكلاب الضالة جثامين هؤلاء غير معروفي الأسماء.

ونزح 130 ألف شخص بحسب وكالة الأونروا من أصل 200 ألف نازح أصلاً كانوا يسكنون في الشمال، فيما جرى منع دخول أكثر من 8 آلاف شاحنة مساعدات وبضائع إليها، وفق البيان الحكومي.

السلام لن يتحقق بالاحتلال

قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، الكاميروني فيلمون يانغ، إن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد للتوصل إلى سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف بعد أن ألقى كلمته أمام الجمعية العامة حول الشرق الاوسط: "لا يزال حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم". مؤكداً، أن "السلام والأمن لن يتحققا أبدا بالقوة أو الاحتلال".

وليلة أمس الاربعاء، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قرارين بشأن فلسطين، يتعلقان بـ"تسوية القضية الفلسطينية بالوسائل السلمية"، و"شعبة حقوق الفلسطينيين في الأمانة العامة".

وحصل القراران على أغلبية كبيرة مقابل اعتراض وامتناع الأقلية، وشملت نصوص القرارات في هذا الاجتماع بعض الإضافات المتعلقة بمؤتمر دولي من المفترض عقده في نيويورك حزيران 2025 لنقاش حلول عملية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة وحل الدولتين.

واشنطن تعارض؟!

أعلن مسؤولون أميركيون، عن معارضة واشنطن بناء قاعدة دائمة للاحتلال في قطاع غزة، وذلك غداة تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز مفاده أن جيش الاحتلال ينوي تسريع أعمال بناء منشآت عسكرية في القطاع.

التقرير استند إلى صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، أظهرت هدم أكثر من 600 مبنى لهذا الغرض، وتعليقاً على ذلك، قال فيدانت باتيل، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة لا تستطيع تأكيد هذه المعلومات، وأشار إلى معارضة وزير الخارجية منذ بدء الحرب لأي وجود إسرائيلي دائم في غزة.

وتابع، إذا صحت هذه المعلومات فمن المؤكد أن هذا الأمر يتعارض مع عدد من المبادئ التي حددها الوزير بلينكن".

وأضاف "لا يمكن أن يحصل تقليص للأراضي في غزة. وفوق ذلك، لا يمكن أن يكون هناك تهجير قسري للفلسطينيين من منازلهم".

اعتراف بالإبادة

اعترف موشيه يعالون وزير الحرب الأسبق، السبت، بان جيش الاحتلال يقود حرب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، فيما أكد ذلك في وقت سابق، بالقول: إننا "ننفذ تطهيرا عرقيا في شمال قطاع غزة، فلم تعد هناك بيت لاهيا، أو بيت حانون"، وفقا لما نقلته عنه هيئة البث الإسرائيلية.

 وأكد في تصريحاته أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يقود إسرائيل إلى الخراب ويجر الاحتلال للضم والتطهير العرقي في شمال غزة"، مضيفا، "انظروا إلى شمال القطاع- والتهجير، والاستيطان اليهودي".

وقال يعالون، الذي شغل منصب وزير الدفاع بين عامي 2013-2016 وقاد حرب 2014 ضد قطاع غزة، "لم تعد بيت لاهيا موجودة، ولم تعد بيت حانون موجودة، والآن يعملون في جباليا، إنهم (جيش الاحتلال الإسرائيلي) يطهرون المنطقة من العرب".

وتعرض يعالون إلى انتقادات واسعة وأثيرت تساؤلات عن أسباب ودوافع هذا الاتهام، إذ دعا وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر إلى التراجع عن هذه التصريحات معتبرها غير صحيحة وقال إنها تشوه سمع إسرائيل، فيما انتقد الوزير المتطرف إيتمار بن غفير ذلك بالقول: "ليس سرا بأنني أريد احتلال قطاع غزة، وكذلك تشجيع الهجرة من هناك، في نهاية المطاف وفي اليوم التالي للحرب علينا أن نجد حلا".

ويقول مراقبون، إن تصريحات يعالون ليست صحوة ضمير بل هي صراعات داخلية.

************************************************

في غزة.. قصف مستشفى خمس مرات في يوم واحد

تعاني مستشفيات غزة من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية والمستلزمات الأخرى لإنقاذ المصابين ومعالجتهم، ووسط ذلك يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصف هذه المستشفيات بدون انقطاع، بهدف الإبادة التامة للشعب الفلسطيني في غزة.

ويوم أمس الاول، قصف الاحتلال مستشفى كمال عدوان 5 مرات بحسب مديرها حسام أبو صفية، الذي اشتكى من إرهاق الكوادر جراء الفظائع المرتكبة.

************************************************

الصهاينة يطهرون جيشهم من المعارضين

لا يكف الصهاينة عن اتخاذ كافة الوسائل التي تبرر عدوانهم الغاشم على قطاع غزة بهدف الانتهاء من حملة الإبادة الجماعية للفلسطينيين، فيما بدأ وزير الدفاع الجديد بتطهير أي جندي ينتقد ويعارض رئيس وزراء الاحتلال، وذلك حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.

وتتحدث الصحيفة عن حملة استهداف لليساريين وأنصار الاحتجاجات باعتبارهم خونة ويتم طردهم من جيش الاحتلال.

جنود الاحتلال يوثقون مجازرهم

يشارك جنود الاحتلال الإسرائيلي عبر حساباتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، أساليب القتل والدمار التي يرتكبونها في قطاع غزة، ويؤكد أحدهم لصحيفة واشنطن بوست عن وجود شعور قوي بالانتقام لدى العديد منهم.

وحصلت الصحيفة على حصيلة ضخمة من آلاف الصور ومقاطع الفيديو توفر نظرة نادرة ومقلقة عن كيفية تصرف عناصر الجيش الاحتلال خلال واحدة من أكثر الحروب دموية ودمارا في التاريخ الحديث. وتظهر الصور كيفية احتفال الجنود بارتكابها.

******************************************

روسيا: لا مفاوضات مع أوكرانيا

شكرت موسكو جميع الدول التي تعلن استعدادها لاستضافة المحادثات مع كييف، لكنها اكدت على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عدم وجود أساس للمفاوضات حتى الآن، مع وجود موقف ثابت بخصوص ذلك.

يأتي ذلك في وقت طلبت فيه كييف 19 منظومة دفاع جوي بشكل عاجل، وقالت إنها لن تقبل بأي شيء أقل من عضوية حلف الناتو لضمان أمنها في المستقبل، كما قالت إنها لن تتنازل عن أراضيها.

***********************************************

سوريا.. موسكو وطهران وأنقرة يبحثون عن حلول دبلوماسية

دمشق – وكالات

أكدت المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، أن " موسكو على تواصل وثيق مع طهران وأنقرة، لتحقيق الاستقرار في سوريا" وأن وزراء خارجية هذه الدولة يبحثون في حل سياسي للنزاع.

وفي التطورات، بلغ عدد النازحين من منازلهم إلى شمال شرقي سوريا أكثر من 100 ألف شخص، حسب مصادر إعلامية، فيما لازالت عمليات العبور مستمرة بسبب تواصل الاشتباكات العنيفة وتبادل القصف، فيما شن الجيش السوري هجوما معاكسا في محافظة حماة وسط سوريا، الذي أعلن عن تأمين مدينة حماة بنحو 20 كلم بعد مقتل أعداد من عناصر التنظيمات الارهابية وتدمير آلياتهم.

ويوم الثلاثاء الماضي، قال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك خلال جلسة لمجلس الأمن، إن أطرافا إقليمية ودولية تدعم التنظيمات المسلحة في بلاده.

********************************************

الأمم المتحدة: 123 مليون نازح يحتاج معظمهم 20 عاماً لأجل العودة

متابعة – طريق الشعب

حذرت الأمم المتحدة، من إمكانية تفاقم مستويات النزوح بصورة غير مسبوقة في 2025، إذ تدفع الصراعات والكوارث الطبيعية المزيد من الاشخاص إلى الفرار من منازلهم، مع وجود مساعي لمفوضية اللاجئين للحصول على دعم مادي لمواجهة هذه الازمة.

وقال رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن "العالم يشهد صراعات عنيفة لا نهاية لها تدمر حياة أشخاص وتدفع بالأفراد إلى الفرار بحثا عن الأمان".

وجمع مؤتمر للمانحين في جنيف، الثلاثاء، تعهدات حكومية بقيمة 1,14 مليار دولار، مع التزامات القطاع الخاص ليصل إجمالي التعهدات إلى 1,5 مليار دولار. غير أن المفوضية تسعى للحصول على 10,25 مليارات دولار العام المقبل للتعامل مع الأزمات المتفاقمة نتيجة النزوح القسري في دول العالم.

ووفقا لمفوضية اللاجئين، فإن النزوح القسري بلغ (مستويات غير مسبوقة) مع 123 مليون نازح في العالم، وقد يحتاج هؤلاء إلى حماية المفوضية ومساعدتها العام المقبل بسبب تفاقم الصراعات واشتداد الكوارث الطبيعية والأزمات المستمرة.

واكدت المفوضية ان "معظم النازحين يحتاجون إلى "20 عاما للعودة إلى منازلهم، مؤكدة أن الحلول الدائمة لا تزال بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين".

وحذرت المفوضية من أن تداعيات الصراع في السودان ولبنان وسوريا ستزيد من أزمة النزوح العام المقبل، مع اضطرار العديد لمغادرة منازلهم نتيجة الحرب في السودان والعدوان الإسرائيلي على لبنان، واستمرار عدم الاستقرار السياسي في سوريا.

كما أكدت المفوضية أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية سيكون له "تداعيات إنسانية كبيرة".

يشار إلى أن أوكرانيا ستكون أكبر المستفيدين من مساعدات المفوضية عام 2025، بمبلغ قيمته 550 مليون دولار، يليها لبنان وإثيوبيا والسودان وتشاد وسوريا والأردن وأوغندا واليمن وجنوب السودان.

*************************************************

مواجهة بعد خلاف على الميزانية بين الرئيس والبرلمان في كوريا الجنوبية الصراع يتواصل بين الرئيس والمعارضة

رشيد غويلب

منذ مساء الثلاثاء الفائت، وحتى ساعة إعداد هذا التقرير تتوالى فصول الصراع بين رئيس الجمهورية، يون سوك يول والمعارضة، وتشير آخر التطورات إلى تزايد الدعوات إلى عزل الرئيس.

بدأ مسلسل الاحداث بإعلان الرئيس في وقت متأخر من مساء الثلاثاء الأحكام العرفية، متهمًا المعارضة بالتعاطف مع كوريا الشمالية والقيام بأنشطة "مناهضة للدولة"، وخصوصا الجهود التي بذلت لعزل العديد من المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك وزير الدفاع، الذي أتهم بوقوفه وراء مرسوم فرض الأحكام العرفية. وتضمن المرسوم حظر الاحتجاجات والنشاط السياسي، ومنح الجيش سلطة حكم مؤقتة.

 وعلى الرغم من ذلك استمرت الاحتجاجات الشعبية، وتدافع أعضاء البرلمان مع قوات الجيش المحيطة بمبنى البرلمان وهم في طريقهم لدخول المبنى.

وفي الساعات الأولى من يوم الأربعاء، صوت 190 نائبًا بالإجماع ضد مرسوم الأحكام العرفية، وبالتالي فرضوا على الرئيس، وفقا للدستور، سحب مرسومه المثير للجدل السابق. بعد أن فشلت محاولات العسكر في منع البرلمانيين من التصويت على رفع المرسوم الرئاسي.

بعد التصويت تابع الكوريون مشاهد انسحاب القوات العسكرية عبر شاشات التلفزيون. بعد إلغاء الأحكام العرفية، وموافقة الحكومة على قرار الإلغاء، بدأت المعارضة بالهجوم المضاد، وبدأت المطالبات باستقالة الرئيس تتصاعد، وفي حال عدم تنحيه الطوعي فيصار إلى عزله. وامتد الغضب على الرئيس إلى صفوف حزبه، حيث طالب رئيس الحزب الرئيس بالاعتذار، وتقديم تفسير لسلوكه. وارتباطا بذلك قدم وزير الدفاع الاعتذار إلى الشعب الكوري وأعلن استقالته.

تبريرات الرئيس

جاء إعلان الأحكام العرفية نتيجة لخلاف بين حزب الرئيس والحزب الديمقراطي المعارض حول قانون ميزانية العام المقبل. ولم يوافق نواب المعارضة، الذين يتمتعون بالأغلبية في البرلمان، إلا على نسخة مخففة بشكل كبير من مشروع الميزانية في اللجنة البرلمانية المسؤولة الأسبوع الفائت.

لم يطرح الرئيس أية تفسير لإعلانه الأحكام العرفية، واكتفى بالزعم أن الحزب الديمقراطي، الذي يقود المعارضة البرلمانية، دفع البلاد إلى حافة الانهيار من خلال تخفيضات الميزانية وإجراءات عزله. لكن قائمة الأعمال التخريبية المزعومة، والتي يرى الرئيس أنها تقترب من الدعوة إلى التمرد، لا تبدو مقنعة. وقد تم ذكر التخفيضات الصارمة في ميزانية الشرطة، وكذلك رفض زيادة رواتب الجنود، وممارسة ترهيب السلطة القضائية. وان المساءلة وإقالة وزرائه يعدان عملية تفكك للدولة. وفي نهاية خطابه، هدد يون بأنه سيقضي على العناصر "الموالية لكوريا الشمالية" والمناهضة للدولة.

لقد أصبح يون الشعبوي اليميني، الذي أصبح رئيسًا بفوز ضئيل للغاية في الانتخابات في ربيع عام 2022، شخصية مثيرة للجدل منذ الثلاثاء الفائت. وخلال حملته الانتخابية، أعلن يون، الذي كان يشغل سابقًا منصب المدعي العام، أنه سيحاكم منافسه الرئاسي آنذاك لي جاي ميونغ. ثم حاول ذلك أيضاً.

وأوضحت وسائل اعلام محلية، أن هذه التحقيقات كانت "ذات دوافع سياسية لأنها كانت انتقائية". ويستخدم الرئيس أيضًا أساليب التخويف ضد شركات الإعلام الناقدة. ومع ذلك، قام يون بحماية الأشخاص المقربين منه من الملاحقة القضائية، بما في ذلك زوجته، التي اتُهمت بقبول هدايا. ومحليا يُطلق على الرئيس توصيف "ترامب كوريا الجنوبية"، لعدم احترامه الديمقراطية.

التداخل بين الماضي القريب والحاضر

عاشت الكوريتان منذ عام 1950 حرب استمرت ثلاث سنوات قاتلت فيها قوات أممية بقيادة الولايات المتحدة إلى جانب الجنوب، في حين دعم الاتحاد السوفيتي والصين كوريا الشمالية بقيادة حزب العمل بزعامة كم اول سنغ، وعلى الرغم من التوصل إلى وقفا لأطلاق النار، إلا أن حالة الحرب بين البلدين مستمرة حتى اليوم. ومثلت الحرب الكورية أحد ميادين الحرب الباردة بين الغرب الرأسمالي، والشرق الاشتراكي. وطيلة هذه العقود بذلت جهود متنوعة لأنهاء الصراع لم تفض إلى سلام دائم.

لقد سلطت الأضواء مجددا على الصراع بين الكوريتين، على إثر الغزو الروسي لأوكرانيا، وتصاعد المواجهات الجيوسياسية بين المعسكر الغربي وبلدان حلف الناتو، والصين وروسيا، المدعومتين من العديد من بلدان الجنوب الساعية إلى عالم متعدد الأقطاب، وكسر الهيمنة الأمريكية، التي بدأت دائمة في العقود الأولى التي تلت تفكك المنظومة الاشتراكية في أوربا.  إن انقسام الكوريتين بين جنوب مرتبط بالسياسة الامريكية، وشمال متحالف مع روسيا، انعكس أيضا على تصعيد أجواء المواجهة بين البلدين.

وفي كوريا الجنوبية تواجه سياسات التصعيد مع الشمال بالرفض من اليسار ومن المعارضة الليبرالية، وخصوصا بعد تهديد رئيس الجمهورية، لحكومة كوريا الشمالية. ولا تحظى فكرة تزويد أوكرانيا بالأسلحة، بشعبية كبيرة في البلاد. يقول مون تشونغ إن، الأستاذ في جامعة يونسي والمستشار السابق للرئيس الليبرالي السابق مون جاي إن: "يعود هذا ببساطة لأن الناس يريدون البقاء خارج الصراع".

*****************************************************

الصفحة السابعة

مساعي تمرير تعديلات قانون الأحوال الشخصية لا تكف المتنفذون يواصلون تعزيز الطائفية في المجتمع العراقي

بغداد – نورس حسن

رغم حملات الرفض الواسعة داخل وخارج البلاد، يصر مجلس النواب على محاولة تعديل قانون الأحوال الشخصية، مما أثار موجة غضب واسعة من قبل النساء العراقيات ومنظمات المجتمع المدني والناشطين القانونيين، الذين اعتبروا جميعاً بأن المجلس "لا يمثل إرادة الشعب ويسعى لتحقيق مكاسب خاصة من خلال تشريع قوانين تعزز النهج الطائفي في المجتمع العراقي".

خرق دستوري

ففي تصريح لـ "طريق الشعب"، وصف الدكتور وائل منذر، الخبير في القانون الدستوري، ما جرى في جلسة مجلس النواب الأخيرة بـ "السابقة الخطيرة"، مشيراً إلى أن التصويت على فقرات قانونية ذات طابع طائفي وتنص على إلزام من يعقد زواجه وفق المذهب الشيعي، بمدونة غير مكتوبة حتى الآن، يمثل انتهاكاً واضحاً للدستور.  وأوضح أن التعديل المقترح "يلزم السلطة القضائية بتطبيق الشريعة الإسلامية دون وجود نصوص مكتوبة، على أن تُقدَّم المدونة بعد التعديل بأربعة أشهر للتصويت عليها من قبل مجلس النواب".

وأضاف الدكتور وائل أن هذا النهج يمثل "خرقاً غير مسبوق لآليات التشريع"، مشدداً على أن إدراج تعديلات قانون الأحوال الشخصية ضمن قوانين أخرى مثيرة للجدل، مثل قانون العفو العام وقانون إلغاء قرارات مجلس قيادة الثورة المتعلقة بأراضي كركوك التي تبلغ مساحتها 300 ألف دونم، يعكس استغلالاً سياسياً للتشريع على حساب المصلحة الوطنية.

تهميش الإرادة الشعبية

وأكد الدكتور منذر على أن تجاهل الإرادة الشعبية، التي تُعد صاحبة السيادة، يُظهر اعتماد المجلس على الاتفاقات السياسية لتحقيق مصالح فئوية ضيقة. كما أن دمج ثلاث فقرات ضمن فقرة واحدة للتصويت عليها يعّد مخالفة للنظام الداخلي لمجلس النواب ويُفقد القوانين شرعيتها.

انتقادات من داخل وخارج البرلمان

العضو السابق في مجلس النواب، شروق العبايجي، عبّرت عن رفضها لهذه التعديلات، قائلة لـ"طريق الشعب" إن المجلس يواجه "موجة من الانتقادات بسبب محاولاته تمرير قوانين مثيرة للجدل، أبرزها تعديلات قانون الأحوال الشخصية وقانون العفو العام". ووصفت العبايجي هذه الخطوات بأنها "خطأ كبير يعكس فشل القوى السياسية في احترام البيئة التشريعية الدستورية".

وأضافت أن هذه الإجراءات "تكرس الطائفية وتضعف النصوص القانونية الراسخة، مما يؤدي إلى تفتيت ولاية القضاء وتقويض حقوق المرأة والطفل". وأكدت على أن هذه القوانين أثارت سخطاً مجتمعياً وإعلامياً واسعاً، مع تحذيرات من خطورة استحداث تشريعات غير مسبوقة تفتقر إلى الكفاءة وتخدم مصالح سياسية ضيقة.

انتهاك لحقوق المرأة

من جانبها، وصفت الناشطة فيان الشيخ علي مقترح التعديل بأنه "تشويه لقانون الأحوال الشخصية النافذ وللقيم الإنسانية". وقالت لـ "طريق الشعب" إن المجلس يسعى إلى تمرير تعديلات تخدم مصالح طائفية أكثر من كونها تمثل تطلعات العراقيين.

وأضافت الشيخ علي بالقول أن "التعديلات صيغت بعقلية ذكورية تنتهك حقوق المرأة، خاصة في ما يتعلق بحضانة الأطفال وتكوين أسرة مستقرة". وأشارت إلى تعرض المدافعين عن حقوق المرأة وقانون الأحوال الشخصية لتهديدات ومضايقات تؤكد أن رفضهم لهذه التعديلات يتعارض مع مصالح القوى الطائفية والفاسدين.

معاً ضد التعديلات

وشددت الشيخ علي على أهمية مواصلة حملات التوعية المجتمعية ضد هذه التشريعات الطائفية، مؤكدة على أن إصرار مجلس النواب على تجاهل الإرادة الشعبية يشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين الدولية والدستورية التي تضمن حقوق الإنسان. ودعت إلى تحشيد الجهود المجتمعية والإعلامية للوقوف ضد هذا النهج الذي يهدد استقرار المجتمع ومستقبله.

*************************************************

تعديلات قانون الأحوال الشخصية في الصحافة الفنلندية

هلسنكي - يوسف أبو الفوز

شهدت وسائل الإعلام الفنلندية في الأيام الأخيرة اهتمامًا كبيرًا بملف حقوق الإنسان في العراق، مع التركيز على محاولات الجهات المتنفذة في السلطة لإجراء تغييرات على قانون الأحوال الشخصية.

صحيفة هلسنكي سانومات، أقدم صحيفة فنلندية مستقلة تأسست عام 1889 وتُعد الأكبر في فنلندا وبلدان الشمال الأوروبي بمتوسط 688,000 قارئ يوميًا، تناولت هذا الموضوع بالتفصيل، حيث نشرت في 11 تشرين الأول تقريرًا أعدته محررة الشؤون الخارجية آني هوتونن، واستشهدت فيه بتقرير لصحيفة التلغراف البريطانية أشار إلى أن الحكومة العراقية تخطط لخفض سن الزواج من 18 إلى 9 سنوات، موضحة أن هذا التغيير سيحرم النساء من حقوقهن في الطلاق، حضانة الأطفال، والميراث. وأوضحت الصحيفة أن التغيير المقترح يهدف إلى تعديل قانون الأحوال الشخصية لعام 1959، المعروف بـ"القانون 188"، وهو أمر أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة. كما بيّن التقرير ارتفاع نسبة زواج الأطفال في العراق، حيث أشارت إحصائيات اليونيسيف إلى أن 28 في المائة من الفتيات العراقيات يتزوجن قبل سن 18 عامًا، مما يجعل التعديلات المقترحة تضفي الشرعية على ممارسات زواج الأطفال غير الرسمية.

من جهتها، نشرت شركة الإعلام الوطنية الفنلندية YLE، المملوكة للدولة، تقريرًا مفصلًا أعدته فيفي كويفيستوينين، تناول تصريحات للدكتور ريند منصور، مدير مشروع مبادرة العراق في  Chatham House، وهو مركز أبحاث مستقل في لندن، والتي ذكر فيها بأن مقترح تعديل القانون يحظى بزخم غير مسبوق بفضل دعم الأحزاب الشيعية، معتبرًا أن التركيز على الجانب الديني هو محاولة لإضفاء شرعية أيديولوجية على هذا القانون.

إلى جانب ذلك، عرضت القنوات التلفزيونية الفنلندية، خاصة الأولى والثالثة، تقارير مصورة عن الموضوع خلال نشراتها الإخبارية، شملت عرضًا للتفاصيل ذاتها مرفقة بصور لتظاهرات نساء عراقيات وناشطات مدنيات ضمن تحالف يُعرف بـ"188". هذا التحالف الذي يعارض التعديلات المقترحة، واصفًا إياها بأنها خطوة تهدف إلى إضفاء الشرعية على اغتصاب الأطفال.

**************************************************

انتقادات واسعة لمحاولات تعديل قانون الاحوال الشخصية

أربيل – طريق الشعب

ذكر موقع ميديا لاين الأخباري بأن رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، قد أدان بشدة التشريع العراقي المقترح لخفض سن الزواج القانوني إلى تسع سنوات، ووصفه بأنه انتكاسة كبيرة لحقوق المرأة. ففي حديثه كضيف في مؤتمر السلام والأمن في الشرق الأوسط في أربيل يوم الأحد 24 تشرين الثاني الماضي، حث بارزاني السلطات العراقية على استعادة مكانة البلاد كواحدة من أفضل دول المنطقة في مجال المساواة بين الجنسين، مؤكداً على أن ارتفاع مستويات الفقر والظلم والأمية أضعف عزم بغداد في هذا المجال الهام.

كما قارن رئيس حكومة الإقليم بين حقوق المرأة في كردستان وحقوقها في بقية البلاد، فأكد على أن نساء الأقليم يتمتعن دائمًا بحرية أكبر وحقوق أكثر، وقد تعززت مشاركتهن في البرلمان والتأكد من أنهن يلعبن أدوارًا قيادية في الحكومة والأعمال.

هذا وذكر الموقع بأن جماعات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية، قد نددت بالتغييرات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية العراقي منذ تقديمه لأول مرة إلى البرلمان، محذرة من "التأثير المدمر" على حماية النساء والفتيات. ونقل عن الباحثة في مركز ويلسون هبة عبد الوهاب، بإن مشروع القانون إذا تم تمريره، فإنه سيضع "سلطة اتخاذ القرار بشأن المسائل العائلية في أيدي رجال الدين، مما يجعل قانون الأسرة تعسفيًا، بغض النظر عن حقوق الإنسان وتداعياته الاجتماعية".

*************************************************

المرأة مواطنة من الدرجة الأولى.. شاء من شاء وأبى من أبى

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

أجرى موقع المعهد الألماني للعلاقات الخارجية لقاءً مع الناشطة ريم حيدر المسؤولة عن "منظمة الأيزيديين للتوثيق" حول أوضاع النساء في العراق بشكل عام والأيزيديات منهن بشكل خاص، أشارت فيه إلى أنها كمدافعة عن حقوق المرأة، لا تريد أن يتم التعامل مع النساء كمواطنات من الدرجة الثانية، وأن اهتمامها بذلك قد بدأ وهي بعمر 14 عاماً، حين "كان أقربائي من الذكور يرفضون مشاركتي في المناقشات السياسية التي كانت تجري في العائلة، لأن هذا الحق مقتصر على الرجال فقط، وأن صوتي أقل قيمة لمجرد أنني فتاة. كما تم قمع شغفي بكرة السلة لأن والدتي كانت تسعى أولاً للحصول على موافقة أخي كلما أردت ممارسة الرياضة".

وتضيف الناشطة ريم "لقد جعلتني هذه التجارب أدرك كيف يتم التعامل مع النساء والفتيات في كثير من الأحيان باعتبارهن مواطنات من الدرجة الثانية، مع تهميش عواطفهن وأصواتهن بسبب الأعراف البالية، رغم أن النساء قادرات على المساهمة بالكثير، ولكننا ما زلنا نناضل من أجل حقوق أساسية لم يتم منحها بعد".

حقوق النساء الأساسية

وتنتقد الناشطة ريم عدم وجود قانون محدد يجّرم العنف الأسري في العراق، حيث يتم الإكتفاء بتطبيق "قانون العقوبات العراقي" مما يعيق الاستجابة القانونية الفعالة، حيث يخفف هذا القانون، على سبيل المثال، عقوبة "جرائم الشرف" إلى ثلاث سنوات كحد أقصى، ويعامل هذه الجرائم الخطيرة باعتبارها مجرد جنح. كما يسمح للأزواج "بتأديب" زوجاتهم، مما يقوض حماية المرأة ويساهم في استمرار العنف ضدها. وتشير أيضاً إلى فشل الإطار القانوني الحالي في إعطاء الأولوية لحل مشاكل الضحايا والناجين، مما يتطلب معه تشريع قانون شامل يجرم صراحة جميع أشكال العنف ويوفر أنظمة دعم قوية، تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.

تعديلات خطيرة

وأكدت الناشطة ريم على أن التعديلات المقترحة حديثاً على قانون الأحوال الشخصية، تكاد تكون الأخطر على حقوق المرأة حيث تقوم بتخفيض السن القانوني للزواج إلى تسع سنوات، مقوضة حماية الفتيات الصغيرات من الزواج المبكر ومن الاستغلال الجنسي ومتجاهلة المعايير الدولية التي تضمنتها الاتفاقيات الدولية كاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة واتفاقية حقوق الطفل.

التمثيل السياسي للمرأة

وتشير ريم حيدر إلى أن المشاركة السياسية للمرأة العراقية ماتزال مصدر قلق خطير. فعلى الرغم من أن الدستور العراقي ينص صراحة على حصة 25 في المائة للنساء في المناصب الوزارية والبرلمانية، فإن واقع الحال لا يعكس ذلك، حيث يتواصل كفاح النساء من أجل تأمين مناصب قيادية ومواجهة حواجز منهجية متجذرة في المواقف الذكورية للقوى السياسية المتنفذة، وهو ما يعّد مخالفة دستورية وتناقضاً مع متطلبات الأمم المتحدة للمشاركة المتساوية في الحياة العامة والسياسية.

محنة الإيزيديات

وحول المحنة التي تعرضت لها النسوة الإيزيديات على يد قوى داعش الإرهابية، تقول ريم حيدر بأن "أحد أنشطتنا الأساسية اليوم تتمثل في تمكين الناجيات من العنف الجنسي، من الدفاع عن حقوقهن أمام الهيئات الدولية أو في البيئات القانونية، وتدريبهن على كيفية التعبير عن تجاربهن بشكل فعال، وعدم التهاون في تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة". وتضيف بأن " معالجة الصدمة التي تعرضن لها أمر بالغ الأهمية عبر الدعم النفسي وبرامج سبل العيش وخدمات إعادة التأهيل، والتغلب على الوصمة والخوف اللذين يردعان النساء عن طلب المساعدة، وضمان حصولهن على دعم شامل مصمم خصيصًا لاحتياجاتهن".

*************************************************

عين المرأة.. المساومة تتحكم في القوانين

انتصار الميالي

لا حماية بعد اليوم، فقد تحولت قضايا النساء العراقيات إلى مشاريع مساومة بين المتنفذين في أروقة السلطات التشريعية والرقابية، وإلى التعامل معهن بالأعراف التي تبقيهن في خانة التنميط الذي يحرمهن من ممارسة دور فاعل في المجتمع كمواطن بكامل حقوقه الانسانية، في وقت هنّ بأمس الحاجة فيه لقوانين مدنية تحمي حقوقهن.

لقد صار مألوفاً تزامن اشتداد أزمات المجتمع العراقي بسبب الفساد أو الصراع على النفوذ والثروة، مع التضييق على النساء باعتبارهن عناصر ضغط وإزاحة يمكن استغلالها واخضاعها، بموجب الأنظمة الأبوية ذات النزعة القبلية، خاصة حين تتنصل الدولة عن المسؤولية المجتمعية وتتهاون أمام استقواء الثقافات القبلية التي تنظر للمرأة نظرة دونية.

إن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان، وفق كل شرائع حقوق الإنسان الدولية ويجب أن تُعامل على قدم المساواة مع الرجل. بيد أن الوضع الهش الذي تعيشه اليوم يجعل تمتعها بحقوقها الآدمية وهماً، مما يُلقي بالمسؤولية على القانونيين والمدافعين عن الحريات والحقوق وهيئات الرصد الدولية، لرفع صوت الإحتجاج ضد ما يجري، إذا ما أُريد لحقوق الإنسان أن تصبح واقعـاً فـي المسـتقبل وتكرس مجتمعياً. لا بد من مواصلة بذل الجهود على كافة المستويات لتمكيـن المرأة من ممارسة حقوقها دون خوف من أن تتعرض للضرب أو القتل أو للرفض الاجتماعي في أفضل الأحوال.

قد يكون النظام القانوني متحيزا بشكل مجحف لصالح الرجل، ويحّمل المرأة أعباءً لا طاقة لها لمواجهتها، كالتعرض للعنف والاغتصاب والتهديد وحتى بالقتل، تلك الأعباء التي تتضاعف قسوتها إذا ما كانت المرأة مهاجرة أو لاجئة أو مشردة أو لمجرد انتمائها إلى أقلية إثنيـة أو عرقيـة، ولهذا وكي تتحرر المرأة من عذاب دائرة مفرغة اجتماعية وثقافية ودينية وسياسـية وقانونية، لا بد من تطوير النظام القانوني، بحيث تحصل المرأة الحماية المجتمعية، لتستطيع مواجهة كل التحديات مهما كانت.

وتبقى الدعوة ملحة للقضاة والمدعين العامين والمحامين للعب دور حاسم في التصدي للعنف الذي يقوم به أفراد أو مجاميع متطرفة أو تجيزه الأعراف أو تتسامح إزاءه الدولة، والبدء بتطبيق تشريعات مناهضة العنف الأسري والمساهمة في ردع السلوكيات غير المرغوب فيها أو تعزيز النواتج الإيجابية في تغيير المعايير والتقاليد الاجتماعية.

********************************************

علموهن صغاراً

حوراء فاروق

في المجتمعات الذكورية التي يحظى فيها الرجال بالقوة والنفوذ، كمجتمعنا، تشهد اسواق العمل تمييزاً شديداً ضد النساء في الرواتب والأجور ويغيب عنها تكافؤ الفرص، فيما تعامل المرأة في الأسرة بإعتبارها مواطنة من الدرجة الثانية، ولا يندهش الكثيرون حين تتعرض لعنف الرجال من الأقارب!

ولهذا يرى مختصون في علم التربية ومدافعون عديدون عن حقوق الأنسان والعدالة الاجتماعية، بأن من أهم خطوات حل هذه المشاكل المعيقة لتقدم المجتمعات، العمل على تعزيز ثقة البنت بنفسها في مراحل العمر الأولى، وتعليم الأبناء والبنات أسس احترام الذات والآخر، المختلف عنه في الجنس أو الدين أو القومية أو الدخل، وتبصيرهم بمصالحهم والمنافع التي يجنوها من سيادة قيم الحرية والعدالة على جميع المستويات.

ويكتسب هنا ضرب قوة المثل في احترام هذه القيم من قبل الكبار، أهمية استثنائية، لاسيما إذا ما شعر بها وتحسسها الصغار في المنزل والمحلة والمدرسة وحتى في رياض الأطفال. كما يلعب استخدام وسائل الإيضاح وعكس تجارب الشعوب والتثقيف بأحداث وشخصيات ذات صلة، دوراً مهماً. ولابد أن تساهم وسائل الإعلام في هذا الجهد الوطني، الذي يمكن تعزيزه بمشاركة منظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والحركات الاجتماعية المختلفة.

وأخيراً، يدخل في إطار التربية على هذه القيم، تغيير نظرة المجتمع إلى أعمال الرعاية داخل المنزل وخارجه وعدم ربط العمل المنزلي "متدني المنزلة" بالمرأة حصراً، ومنع تنميط النساء بأدوار محددة والتبشير بعدم قدرتهن على القيام بغيرها.

************************************************

الصفحة التاسعة

ألكاراز واثق من الفوز ببطولة أستراليا

مدريد ـ وكالات

يختتم كارلوس ألكاراز العام الحالي وهو يركز على الموسم المقبل، وبالخصوص بطولة أستراليا المفتوحة، التي تمثل بداية الموسم. ورغم استمتاعه بعطلة حالياً، إلا أنه يستعد للبطولات القادمة. وقال ألكاراز "أثق في أنني سأتوج بطلا لأستراليا عاجلاً أو آجلاً، وأتمنى تحقيق ذلك العام المقبل"، وأضاف أن "التحدي الأكبر" هو الوصول إلى مستوى باقي اللاعبين الذين يجهزون أنفسهم بأفضل صورة للمنافسة. ألكاراز، الذي لم يمارس التنس طوال الأسبوع ونصف الماضيين، كشف أنه قضى الوقت مع عائلته وأصدقائه في إسبانيا والدومينيكان لاستعادة طاقته ذهنياً وجسدياً. وأكد أنه سيعود للتدريب في ديسمبر/كانون أول الجاري في إسبانيا ليكون جاهزاً لأستراليا، مع تأكيده على أهمية الفوز بباقي البطولات الكبرى. تعليقه على انضمام آندي موراي لفريق نوفاك ديوكوفيتش كان مازحاً، حيث أشار إلى أن ديوكوفيتش "وجد المدرب المناسب" وأنه سيضطر لملاقاة الثنائي معاً. كما أعلن عن تعاقده مع صامويل لوبيز، المدرب السابق لبابلو كارينيو، مع تعزيز الثقة الكاملة بينه وبين مدربه الحالي خوان كارلوس فيريرو.

******************************************

المنتخب الوطني يعسكر في الدوحة والهدف الحفاظ على اللقب الخليجي

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن خيسوس كاساس، المدير الفني للمنتخب العراقي لكرة القدم، عن القائمة الأولية المستدعاة للمشاركة في بطولة خليجي 26 التي ستنطلق في الكويت في 21 كانون الاول الجاري. 35 لاعباً يترقبون لحظة الانطلاق، حيث سيحملون آمال العراق للحفاظ على اللقب في البطولة التي ستستمر حتى الثالث من كانون الثاني 2025.

وضمت القائمة 35 لاعباً هم: جلال حسن، أحمد باسل، حسين حسن، محمد حسن، كميل سعد، ريبين سولاقا، مهند جعاز، علي عدنان، مناف يونس، زيد تحسين، علي فائز، مصطفى سعدون، هلو فائق، آدم طالب، أحمد يحيى، ميرخاس دوسكي، أحمد مكنزي، لوكاس شليمون، زيدان إقبال، أمير العماري، سعد عبد الأمير، إبراهيم بايش، أمجد عطوان، كرار نبيل، علي جاسم، أحمد ياسين، حسن عبد الكريم، بيتر كوركيس، محمد قاسم، ماركو فرج، أمين الحموي، يوسف أمين، أيمن حسين، مهند علي، علي يوسف.

وقال كاساس إن الهدف من اختيار القائمة النهائية هو ضمان عدم اصطحاب أكثر من لاعبين اثنين من كل نادٍ، وذلك للحفاظ على استمرارية عجلة الدوري المحلي. في هذا السياق، أشار كاساس إلى أن "منظومة المنتخب الوطنيّ أحد أهدافها المساعدة قدر الإمكان على تطوير كرة القدم العراقية، وعلينا جميعاً التعاون في ذلك".

ويبدو أن هذه الرؤية ستكون الأساس الذي سيبني عليه كاساس اختياراته النهائية للمنتخب الذي سيغادر في الأيام المقبلة إلى قطر، حيث سيعسكر المنتخب الوطني هناك استعدادًا لخليجي 26. فمعسكر الدوحة سيبدأ في الرابع عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى العشرين منه، ليغادر بعدها المنتخب إلى الكويت. في هذا المعسكر التدريبي، ستنضم مجموعة من اللاعبين المحليين إلى جانب بعض المحترفين الذين وافقت أنديتهم على تفريغهم، مثل اللاعب ريبين سولاقا. وبالنسبة للاعب علي جاسم، فقد حصل على موافقة مدربه الإسباني في فريق كومو، فابريغاس، ليكون متاحًا للانضمام إلى المنتخب بعد مباراته مع روما في الدوري الإيطالي.

أما اللاعب زيدان إقبال، فسينضم إلى المنتخب في الكويت بعد انتهاء مشاركته مع فريقه الهولندي في 22 كانون الاول، حيث سيخوض آخر مباراة له مع ناديه الهولندي قبل أن يلتحق مباشرة ببعثة المنتخب في الكويت.

وتتيح ضوابط البطولة لكل منتخب تسمية 23 لاعباً فقط، مما يضع الجهاز الفني أمام تحدي اختيار القائمة النهائية بعد الانتهاء من المعسكر.

وكانت القرعة وضعت منتخب العراق في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات السعودية، البحرين، واليمن.

************************************************

سباق جائزة هولندا الكبرى ينهي حقبته في فورمولا 1 بعد عامين

أمستردام ـ وكالات

أعلن مسؤولو سباقات فورمولا 1، أمس الأربعاء، أن سباق جائزة هولندا الكبرى، الذي يُعد من أبرز الأحداث في أجندة البطولة، سيستمر لمدة عامين فقط، على أن تكون نسخة 2026 هي الأخيرة.

وذكر المسؤولون أن عقد السباق تم تمديده لعام آخر، ليقام في 2026، إلا أن المروج المحلي قرر عدم الاستمرار بعد ذلك. وعلق روبرت فان أوفرديك، مدير سباق جائزة هولندا الكبرى، قائلاً إن هذه النسخة ستكون "نهاية حقبة تاريخية" للسباق.

يشتهر مضمار زانتفورت الساحلي بجماهيره الحماسية التي تشجع بطل العالم ماكس فيرستابين، سائق فريق ريد بول، الذي حقق الفوز في أول 3 نسخ من السباق بعد عودته إلى أجندة فورمولا 1 في 2021. ورغم هيمنة فيرستابين على السباق في الأعوام السابقة، فاز هذا العام السائق لاندو نوريس بالسباق.

وأوضح فان أوفرديك في بيان مشترك مع فورمولا 1: "نحن شركة مملوكة ومدارة بشكل خاص، ويجب علينا موازنة الفرص التي يوفرها الاستمرار في استضافة الحدث مع المخاطر والمسؤوليات الأخرى". وأضاف: "لقد قررنا أن نغادر ونحن في قمتنا مع إقامة نسختين أخيرتين من جائزة هولندا الكبرى في 2025 و2026".

وفي سياق متصل، أفاد مسؤولو فورمولا 1 بأن سباق جائزة هولندا الكبرى 2026 سيشهد إضافة سباق السرعة، مما يعكس مزيدًا من الإثارة في هذه النسخة الأخيرة من السباق.

************************************************

العداء أوس محمد رزاق يفوز بالذهب في بطولة الألعاب الآسيوية للصم

كوالالمبور ـ طريق الشعب

حقق العداء أوس محمد رزاق إنجازاً مميزاً بفوزه بالميدالية الذهبية في سباق 5000 متر ضمن منافسات بطولة الألعاب الآسيوية للصم المقامة حالياً في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وقال رئيس اتحاد ألعاب الصم، حسنين محمد علي، في بيان إن "رزاق تمكن من تحقيق هذا الإنجاز بعد أداء رائع ومتميز، متفوقاً على نخبة من العدائين من مختلف الدول الآسيوية". وأكد علي أن "هذا الانتصار يعد إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل الرياضة العراقية وإلى اللجنة البارالمبية واتحاد ألعاب الصم".

وأضاف علي أن "منافسات البطولة مستمرة وسط مشاركة واسعة من الرياضيين الصم من مختلف دول آسيا، حيث يتنافسون في مجموعة متنوعة من الألعاب الرياضية، مما يعكس الروح الرياضية والتحدي لدى هؤلاء الأبطال"، معبراً عن أمله في تحقيق نتائج متميزة خلال هذه المشاركة.

*************************************************

غوارديولا ينفي وجود خلاف مع دي بروين ويؤكد: {أفتقد عودته لأفضل مستوياته}

مانشستر ـ وكالات

نفى جوسيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، التقارير التي تحدثت عن وجود خلافات بينه وبين نجم الفريق كيفين دي بروين، وأكد أنه يشتاق لرؤية صانع الألعاب البلجيكي يعود إلى مستواه المعهود.

وكانت العديد من الأنباء قد ترددت حول وجود مشكلة بين غوارديولا ودي بروين بعد تراجع أداء الأخير، حيث لاحظ النقاد عدم اعتماده على اللاعب في التشكيل الأساسي للفريق. ومن بين هؤلاء النقاد كان ميكا ريتشاردز، مدافع مانشستر سيتي السابق، الذي أشار إلى وجود خلاف بين المدرب واللاعب. كما تحدث كل من جاري لينيكر وجيمي كاراغر عن "شيء غير صحيح" في علاقة دي بروين بالمدرب، في حين وصف غاري نيفيل الوضع بـ "الغريب وغير المألوف".وفي مؤتمر صحفي قبل مباراة فريقه أمام نوتينغهام فورست، رد غوارديولا على هذه التصريحات قائلاً: "يقول الناس إن لدي مشكلة مع كيفن. هل تعتقدون أنني أفضل اللعب دون كيفن؟ لا، لا أريد كيفن أن يلعب؟". وأضاف المدرب الإسباني: "الشخص الذي لديه أفضل موهبة في الثلث الهجومي، هل لا أريده؟ هل لدي مشاكل شخصية معه بعد أن قضينا تسع سنوات سويا؟".

وأكد غوارديولا أنه ليس لديه أي خلافات شخصية مع دي بروين، مشيراً إلى أن الأخير قد مر بفترات صعبة من الإصابات في الموسم الماضي وهذا العام، حيث غاب لفترات طويلة عن المباريات. وأوضح قائلاً: "لقد أوصلني لأكبر النجاحات مع هذا النادي، ولكن كان قد أصيب لخمسة أشهر الموسم الماضي، وأصيب لمدة شهرين هذا العام".

وتابع: "يبلغ 33 عاماً. يحتاج للوقت لكي يعود لأفضل مستوياته، كما كان في الموسم الماضي، خطوة بخطوة. سيحاول أن يفعل ذلك وأن يشعر بتحسن. أنا مشتاق لعودته لأفضل مستوياته".

يُذكر أن دي بروين لم يتواجد في التشكيل الأساسي لمانشستر سيتي منذ مباراة الفريق أمام إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا في ايلول الماضي، حيث أصيب خلالها، ليخضع لفترة من التأهيل قبل أن يشارك كبديل في المباريات الأخيرة.

************************************************

وقفة رياضية.. بطولة الخليج والاستعداد لتصفيات كأس العالم

منعم جابر

انقسم الجمهور الرياضي الداعم لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بين مؤيد للمشاركة في بطولة الخليج التي ستقام في الكويت في الفترة من 21 كانون الأول ولغاية 3 كانون الثاني 2025، وبين مؤيد للتحضير لمنافسات كأس العالم 2026.

أما الذي أراه، فهو أن استمرار المشاركة في منافسات حادة وقوية يُخدم الفرق المتنافسة. إن مشاركة لاعبينا في منافسات بطولة خليجي 26 في الكويت تهدف إلى خدمة الكرة العراقية، لأهمية هذه البطولة في رفع لياقة اللاعبين واستعدادهم للمنافسات المقبلة، وخاصة في مجموعة التصفيات الثانية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. أما من يعتقد أن المشاركة لن تكون مجدية أو سيكون لها أثر سلبي على الفريق، فأنا أرى العكس تمامًا. منتخبنا سيمنح بعض اللاعبين الجدد الفرصة لإثبات وجودهم، كما أن هذه البطولة ستكون فرصة للمدرب كاساس لتجربة بعض الوجوه الجديدة في تشكيلته.

إن كثرة المباريات وشدة المنافسات تقدم للاعبينا فرصة لتقديم الأفضل. أما الخوف من النتائج، فهذا لا يشكل قلقًا كبيرًا، لأنه إذا خسرنا في هذه المنافسات، فالتجربة والخسارة ستساعد في تصحيح الأخطاء والاستفادة منها. أما إذا وقعنا في أخطاء خلال منافسات كأس العالم، فلا مجال لتصحيحها هناك. من هنا، يجب أن نمنح كاساس وطاقمه التدريبي فرصة لتجربة بعض اللاعبين الجدد.

نقول: دعوا كاساس وطاقمه يخوضون هذه التجربة الجديدة (القديمة)، ولنمنحهم الفرصة لاختيار اللاعبين، عسى أن تكشف لنا بطولة الخليج بعض الوجوه القادرة على تمثيل أسود الرافدين في المستقبل.

وفي هذا السياق، أطلب من الجماهير التي ستتواجد في ملاعب الكويت أن تقدم صورة مشرقة عن الجمهور العراقي من خلال التشجيع الراقي والمنضبط، بعيدًا عن التعصب والانحياز الأعمى، خاصة ونحن نطمح اليوم للتأهل إلى كأس العالم 2026، الذي يمثل الهدف الأسمى لجماهيرنا.

إن مشاركة منتخبنا الوطني في خليجي 26 ستكون فرصة لإثبات الذات وتأكيد النجاح الذي تحقق في خليجي 25 في البصرة، وعلينا أن نثق بلاعبينا ونجومنا ونشد من أزرهم لتحقيق البطولة.

*************************************************************

جدول مباريات الدور السادس من دوري النخبة لكرة اليد

بغداد ـ طريق الشعب

 

أعلنت لجنة المسابقات في اتحاد كرة اليد عن جدول مباريات الدور السادس للمرحلة الأولى من دوري النخبة للرجال للموسم 2024-2025، الذي سينطلق يوم الجمعة المقبل.

المباراة ستُجرى في قاعة نادي الجيش.

وتنطلق الجولة السادسة يوم الجمعة، حيث يستضيف فريق ذي قار على قاعة الشهيد حيدر برهان في الناصرية فريق ديالى، بينما يلتقي فريق كربلاء مع ضيفه بلدية البصرة في قاعة الجماهير في كربلاء. وفي قاعة نفط البصرة، يستضيف الفريق المحلي نظيره الكرخ القادم من بغداد.

وتستكمل المباريات يوم السبت المقبل، حيث تُقام أربع مواجهات، حيث يستضيف فريق الفتوة فريق الناصرية في قاعة الفتوة بالموصل.

اما فريقا القاسم والمسيب فيلتقيان على قاعة نادي القاسم بالحلة، ويستضيف السليمانية على قاعته فريق الكوفة.

وعلى قاعة نادي الجيش، تقرر تعديل موعد مباراة فريقي الجيش والحشد الشعبي في هذا الدور لتقام يوم السبت المقبل في الساعة الرابعة عصرًا بدلاً من الساعة السادسة مساءً، وذلك بسبب النقل التلفزيوني.

في حين يبقى فريق الشرطة في حالة الانتظار لهذه الجولة.

**************************************************

الصفحة العاشرة

«الفن والسلطة»: الإبداع في مواجهة التغوّل السياسي والاقتصادي والمجتمعي

يوسف الشايب

يناقش كتاب “الفن والسلطة”، الصادر عن وزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، وهو تأليف جماعي، من إعداد وتحرير د. مصطفى عيسى، محاور في غاية الأهمية، من بينها: تباينات الديني والأخلاقي والفني ودلالة الثقافي في الشكل الفني الجديد، وسلطة الفن بمواجهة مثلث الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وجدل الأنا والنحن في تشكيل الذوق والتذوق وثقافة الصورة الجديدة للفن، وتسليع الفن والتاريخ وجدل التشكيل للوعي الفني الراهن، والفن والنقد ومبادلات السلطة، والفنون البصرية وسلطة التمدد خارج حدود التشكيل المألوف، علاوة على بداهة معنى تاريخ الفن.

وينطلق الكتاب من مقولة أن “الفن بذاته يفتن كقيمة، ورمز، ودلالة، باعتباره فعلا جماليا، جوهره الاكتشاف والإبداع الذي يتأسس في جزء كبير منه على وهج الخيال الإنساني، وباعتباره أثرا يقبل بالخلود بيننا، وكحقيقة يجب تبجيلها”، ولذلك خلص المشاركون في الكتاب، من متخصصين عرب لهم باع كبير في التنظير الإبداعي عامة، وفي مجال الفنون خاصة، إلى أنه “يبقى للفن سلطته التي يمارسها من داخله، ويسقطها على عيوننا، حال أن مثلت الأخيرة كجزء من بدن المرء، فتبصر المرئي، وتستبصر اللامرئي، مثلما له من الانفعالات والأحاسيس ما يتوافق مع إمكانية الرفض والقبول بهذا الأثر والاكتشاف”، ولذلك فالفن “سلطة بمواجهة سلطة موازية لا يمكن لأي منهما نفي الآخر، ففي الأولى يجتمع الذهني والحسّي الذي هو منا أيضا، ومن الأشياء من حولنا”.

وليس ذلك فحسب، فمنهم من يذهب إلى أن للفن سلطات قد تتجاوز القوانين الوضعية، وتلامس التابو والمقدس، أي “سطوة الديني، وفصاحة الأخلاقي، وفتنة السياسي والاجتماعي، وإغراءات الاقتصادي وغيرها”، بينما يذهب فريق آخر إلى اقتصار سلطة الفن في “التأثير على الحدث والسلوك والأفكار والانفعالات، وما تخلفه من نتائج وتبعات نسبية التأثير”، بحيث تختلف باختلاف الزمكان.

وثمة مسارات وأنساق قد تتفق، أو تختلف في ماهية الفن وسلطته في المقابل، كونها تحتكم في الأساس كما هو إلى النوازع والأهواء، لذلك كان للفن والسلطة، حتى في أكثر نقاطهما حساسية، أن يتبادلا المعنى والقيمة، والفعل ورد الفعل، والأثر والنتيجة.

ويؤكد المشاركون في كتاب “الفن والسلطة” على سلطة الفن، التي يمكن تحريكها في مساحات من جدل لا ينتهي، باعتبار الفن كان وسيبقى من علامات الوجود الإنساني ودلالة تفوقه، وبرهان خسارته في الوقت ذاته.

شارك في الكتاب المتفرد كل من التشكيلي والباحث التونسي الحبيب بن بيده، وأستاذ التصوير المصري السيد القماش، والفنانة المصرية أمل نصر الحاصلة أيضا على درجة الدكتوراة في فلسفة الفنون الجميلة، والفنان البصري والباحث السوري بشار العيسى، والفنان سامر بن عامر، الأمين العام السابق لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، والفنان والأكاديمي العراقي سعد القصاب، والفنان والأكاديمي التونسي سمير التريكي، والشاعر اللبناني شربل داغر، والناقد الفني والأكاديمي السوري طلال معلا، والشاعر والفنان والناقد العراقي فاروق يوسف، وأستاذ الفن الأردني مازن عصفور، والكاتب والناقد السعودي محمد العباس، والناقد والأكاديمي التونسي محمد بن حمودة، والناقد والأكاديمي المغربي محمد نور الدين أفاية، وخبير الآثار العراقي منير يوسف طه، إضافة إلى الباحث والأكاديمي المصري د. مصطفى عيسى.

ويرى مصطفى عيسى في مشاركته أن سلطة الفن شكل من أشكال سلطة المثقف باعتباره وجها فصيحا للنخبة في أي مجتمع، لافتا إلى أن تعدد الراهن ينطوي على تعدد للجمالي، ما يجعل سلطة الفن في ديمومة، فلا تفقد أثرها بسهولة، معرجا على البعد السياسي الذي يحرك سياق المشهد الفني، وبيده مفاتيح وخيوط قابلة للجذب والإبهار، على حد تعبيره، حتى غدا المشهد معلقا ببديهية لا يمكن فصلها عن “غموض ما يدور في القاعات المغلقة وتدابير الساسة”، في حين أن للفن سلطة يمكن استغلالها أيديولوجيًا في توسيع رقعة الهيمنة السياسية، غير غافل لدور السياسة الطاغي في تحديد اتجاهات المتاحف الكبرى، وصالات المزادات، لصالحها ولصالح سوق المال والاقتصاد، بحيث يضحي الجمالي رهنا بحساسية تتعالى على الإبداع الفني ذاته، ما أفقد الأخير “بعضا من رونقه”.

أما بشار العيسى فيرى أن أكثر من علاقة جدلية تدور بين إبداعات الفنانين وأخلاقهم والثقافة والأفكار التي تسود عصرهم، “إذ يتكامل عمل الفنان والشرائع التي تستهدف إعادة بناء أخلاق وذائقة العامة لمواجهة الكوارث والفساد والإكراه، في التوق إلى إقامة شرائع العدل والحرية والجمال، فالفنان مشرّع يقيم بوسائله الخاصة معادلاته في التعبير عن الذاتي في صيغة يحتفظ فيها للعام بحضور يثير في المشاهد تمجيد الجيد والصادق”، ومن هنا تأتى ارتباط الفن تفاعليا في كل العصور بالمعارف والمفاهيم الإيجابية للأديان والفلسفة والظواهر الاجتماعية، كما استعانت هذه بقدرة الفن على التأثير في الناس، إذ على مدى قرون، كان الفن الوسيلة التي تواصل بها الكهنوت مع العامة، بالنُصُب والرموز المجسمة، أو المصورة، والأيقونات المقدسة، والمخطوطات المزوقة.

وأكدت أمل نصر على أن للفن وسلطة العقيدة تاريخا طويلا، حيث يدخلان معا في علاقة تلازمية بندولية الطابع، بداية من سلطة المعتقد السحري، وسلطة الكاهن، أو العراف، في المجتمعات البدائية التي اكتسبها من امتلاكه لحكمة وتراث ومعارف جماعته، وتأثيره فيها من هذا المنطلق، ثم سلطة القوى المجهولة في مرحلة اكتشاف الإنسان للزراعة، حين بدأ الشعور بأن هنالك قوى أخرى تتحكم في مصيره، ومرتبطة بفكرة المجهول والغامض، والقدرات الخارقة للطبيعة، فبات الفنان هنا تحت سلطة الالتزام تجاه مبادئ وعقائد يوجه إليها حاسته الجمالية، متحدثة عن سلطة الفن في المرحلة الكهنوتية وفي الفكر الإغريقي، ومن ثم العصر المسيحي، وعصر النهضة، حيث ظهرت فكرة “وحدانية الفنان العبقري وعناده، ومثلت اتجاهًا فكريًا يظهر لأول مرة، وذلك للطبيعة الديناميكية لعصر النهضة، والتي أتاحت أن يقدم للفرد فرصا أفضل من تلك الي كانت تقدمها الثقافة المبنية على سلطة الكنيسة في العصور الوسطى”، لافتة إلى أنه مع ازدياد احتياج أصحاب السلطة إلى الدعاية ارتفع الطلب على “سوق الفن” بشكل فاق ما كان العرض يلبيه في الماضي، وإلى أنه مع نمو الطبقة البرجوازية، وما يتصل بها من مجتمعات، بدأت فكرة الفنان المستقل عن السلطة تظهر بشكل أكثر وضوحا، مع تعدد مفاهيم السلطة ما بين دينية، وسياسية، ومجتمعية، واقتصادية، وغيرها.

وخلص طلال معلا إلى أن توجيه روح الإبداع بعيدا عن الخيارات الثقافية والفنية المحلية مهمة تكرسها “سلطة ما بعد الحداثة، التي نشهدها في العالم العربي اليوم”، والتي “لا تعير بالا لمضمون، أو محتوى، أو قيمة، أو مستوى الجمالي”، كما لفت إلى أن آليات الإنتاج الثقافي والفني برمتها لا تهم القيّمين على تنظيم الفعاليات، كونهم يرونها شكلا ومضمونا نموذجا مصغرا لفكرة تعدد الجنسيات في الشركات الاحتكارية التي تمزق كل شيء في سعيها إلى الربح، فهي إذ تجمع الخبرات من كل موقع في مكان محدد، إنما تقدم اختياراتها المفضلة، باعتبارها أمثلة غايتها القصوى إحداث الفوضى والسخرية في كل ما عداها، بالإضافة إلى عدم تسامحها مع الواقع الفني للمحترفات الفنيّة المحلية.

وما يحدث، حسب معلا، ليس صراعا بين طرفين حول القضايا الجذرية العميقة التي تقتضي التطوير والإصلاح، وإنما هو ضرب من التسلط الذي يشبه الحرب على الاختبار الفني الممتد في الحضارات والتاريخ والحياة، مستفيدين في بعض الأحيان من صورة النكهة المحلية التي تنمّط اقتراحاتهم لمفهوم الحرية، أو الديمقراطية، لابتكار مزيد من التسلط على قنوات الإنتاج الثقافي والفني، في محاولة لفرض مفهوم التكتلات التجارية الثقافية المعولمة عليها، والذي يفرض نموذج الحياة الثقافية التي يرونها.

وفي الإطار ذاته، أشار معلا إلى امتداد ضغط الشركات المهتمة بتجارة الأعمال الفنية “للسيطرة على ما تبقى من فنوننا باعتبارها سلعتها الأساسية، تلك التي تختارها بدقة، ليس وفق معيارية محتواها، وإنما من خلال قابليتها للتسويق... وعلى الرغم من أن كثيرا من الفنانين الذي تم الاتجار بأعمالهم الفنية في أسواق المضاربات هم من الذي يرون أن أعمالهم تحمل رؤاهم المعرفية، فإنهم لا يعرفون أن مهمتهم تنتهي في هذه الحدود، حيث تخضع أعمالهم للاتجار بما تحتويه من هذه المعرفة، وهي مهنة لطالما أتقنتها تلك الشركات في إطار المتغيرات التي طاولت الفن من قبل الرأسمالية العابرة للحدود”.

يمكن النظر إلى كتاب “الفن والسلطة”، الذي هو عبارة عن مجموعة دراسات محكمة ومعمقة لعدد من الباحثين والنقاد والفنانين والمبدعين العرب، كعمل تأسيسي غاية في الأهمية، يمكن البناء عليه، لإجراء دراسات معمقة في كل محور من محاوره على حدة، خاصة مع تطوّر الفن تبعًا للتطورات التكنولوجية المتسارعة، وتأثير العلاقة السلطوية التي بدأت تتشكل للآلة، متمثلة بالذكاء الاصطناعي حديثا، على الفن، وما إذا كان ثمة علاقة سلطوية للفن على مثل هكذا تقنيات، وغيرها من المحاور المستجدة تبعا للتحولات السياسية والحروب الإقليمية والعالمية، وغير ذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“ضفة ثالثة” – 28 تشرين الأول 2024

************************************************

حين يتحول الموقف إلى «قيمة»..!

د. محمد القريشي*

في عام ٢٠٠٧، رفضت الصحفية الفرنسية، فرانسواز فريسوز وزميلتها ماري ايف مالوين، وسام الشرف من الحكومة، وكلتاهما تعملان في القسم السياسي لجريدة (اللوموند) الفرنسية، وفسرتا سبب الرفض بـ “قناعتهما بعدم تقديم أي شيء مهم خلال مسيرتهما الوظيفية يبرر هذا التكريم”. ورفض عالم الاقتصاد الشهير فرانسوا توما بيكيتي، صاحب كتاب (رأس المال في القرن الواحد والعشرين)، هو الآخر، تكريم الحكومة له معللا قراره بأنه يعتقد بأن “ليس من مهام الحكومة ان تقرر من يستحق ان يكون شريفا!” ويعتبر رفض تكريمات السلطة من قبل الشخصيات العلمية والاجتماعية سلوكا مألوفا في المجتمعات الديموقراطية ينبثق في جوهره من حرية التعبير والرغبة في توجيه انظار الرأي العام الى بعض القضايا أو تأكيد استقلالية المثقف من خلال رفضه لسياسات يراها مضرة للصالح العام، وهي أمور تؤدي بمجملها الى تقويم مسيرة الدولة وتمييز مساحات “الفعل ورد الفعل” بين الحكومة والمجتمع المدني. وتمتلك النقابات في مجال نقد السلطة والبعد عنها، تقاليد متوارثة، تفيد في تأمين استقلالية وكفاءة نشاطاتها في المجالات العامة، كما اعتاد قسم كبير من العلماء والمثقفين على استعراض رفضهم لتكريمات حكوماتهم، كما فعل الفيلسوف سارتر برفضه لجائزة نوبل للآداب، مبررا ذلك بـ”عدم استحقاق اي صحفي او كاتب لتكريم اثناء حياته لأنه يمتلك القدرة والحرية على تغيير كل شيء”، مضيفا بان “جائزة نوبل رفعتني إلى مقام، في الوقت الذي لم أكمل فيه منجزاتي ولم استخدم كل حريتي للعمل والتزام القضايا”. الكاتب النيجيري تشنوا اشيبي المعروف عالمياً بروايتيه (الأشياء تتداعى) و(كثبان النمل في السفانا) رفض بدوره، تكريم حكومته مصرحا بـ”انني اتابع الوضع فينيجيريا بمزيد من الحذر والرعب واراقب الفوضى في ولاية أنامبرا وفيها عصبة من المرتدين المتبجحين العازمين على تحويل وطني إلى إقطاعية مفلسة وبلا قانون” .. وأسجل خيبة أملي واحتجاجي برفض التكريم العالي الممنوح لي في قائمة التكريمات لعام 2004”.كتاب وعلماء اخرون سلكوا النهج نفسه لتمرير رسائل قيمية نحو الرأي العام والسلطة في المراحل المفصلية من مسيرات مجتمعاتهم على طريق الديموقراطية مثل: جورج صاند، موباسان، كلود مونيه، ألبير كامو وسيمون دي بورفوار. جريدة (الكانار انشينيه) التي تأسست عام ١٩٠٥ بتوجه ثابت أساسه نقد السلطة بصورة ساخرة، جعلت “الاستقلالية التامة” أحد محاور توظيف صحفيها الجدد من خلال ادراج فقرة في عقود التوظيف، تنص على “امتناع الصحفي عن استلام تكريمات السلطة”.

وقد ادى توجهها الساخر هذا وصرامتها المهنية الى كشف الكثير من ملفات فساد واخطاء الادارات الفرنسية المتعاقبة وادى الى سجن وانتحار عدد من السياسيين عبر مسيرتها الطويلة .

ويحكى في هذا المجال، ان احد الصحفيين قد ابلغ، ذات مرة رئيس التحرير في الفترة الاولى لانطلاق الجريدة، عن اختياره للحصول على وسام الشرف، وحين سأله الرئيس عن سبب الاختيار، اجاب: “لانهم يقولون بانني استحقّ ذلك” !! وهو ما دفع رئيس التحرير الى التصريح فورا، “ولأنك تستحق تكريما من السلطة، ستترك الجريدة!”. تعدد هذه المواقف وذكر دروسها في الصالونات الثقافية وقاعات الدرس وادراجها في الخطابات السياسية والاجتماعية شكل عاملا من عوامل تعزيز المنظومة القيمية وتقويم اداء الحكومات وترسيخ التجارب الديموقراطية. وهي سلوكيات نخبوية تجد صداها في التعريف الذي وضعه ادوارد سعيد للمثقف في كتابه (المثقف والسلطة): “هو الذي يملك ملكة المعارضة وملكة رفض الركود، وهو الذي لا يرضى بحالة حتى يغيرها، وإذا غيرها بدأ يحلم بمواصلة التغيير. ويكون راضيا عن نفسه فقط في لحظة الإبداع، وفي ما عداها، فهو غير راضٍ ورافض وقلق”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مستشار سابق كرسي اليونسكو جامعة الكوفة، باحث في أكاديمية الجيوبوليتيك بباريس ورئيس مركز سومر للسلام والديموقراطية

عن موقع (ألواح طينية) – 19 تشرين الثاني 2024

************************************************

مذكرات الموسيقار محمد عبد الوهاب

إنه لأمر ممتع ومفيد أن يطلع القارئ على تاريخ سياسي وثقافي واجتماعي غني، عبر مذكرات أحد أشهر نجوم الفن في القرن العشرين وأكثرهم تأثيرا في الأجيال حتى يومنا هذا، وهي “مذكرات الموسيقار محمد عبد الوهاب”، التي جمعها وحققها وقدم لها الصحافي والباحث الفني المصري محمد دياب، وصدرت مؤخرا عن دار نشر المرايا للانتاج الثقافي في مصر. كتب على غلاف الكتاب عبارة: “المنشورة في مجلة الإثنين عام 1938 ومجلة الكواكب 1954”، وتعنيان المذكرات التي نشرها الموسيقار في مجلة “الإثنين” على مدى تسع عشرة حلقة ابتداء من العدد 195 الصادر في 7 آذار 1938، وتلك التي نشرها في مجلة “الكواكب” ابتداء من العدد 140 الصادر في 6 نيسان 1945.

ما يعني أن هذه المذكرات كتبها عبد الوهاب بنفسه، وجمعها وحققها الباحث الفني محمد دياب، الذي يتضح من الكتاب أنه لم يتدخل فيها عبر أي رأي نقدي، فاقتصر عمله على جمعها وتحقيقها، كعمل احترافي غير خاضع لرأيه الفني وعاطفته وغير ذلك، كما يليق بأعمال كهذه أن تكون. ثمة الكثير من مذكرات الموسيقار منتشرة في أماكن متفرقة، كإذاعة “صوت العرب”، عام 1962، كحلقات ضمن برنامج اسمه “حياتي”، وثمة أيضا مذكرات تلفزيونية نشرها مع سعد الدين وهبة بعنوان “النهر الخالد”، على شكل حلقات أيضا. لكن دياب يرى أن تلك المنشورة في المجلتين المذكورتين هي الأبرز، وهي التي اعتمدها ونشرها وعلق عليها، وجمعها كنص واحد رأى فيه سيرة عبد الوهاب. نتعرف عبر هذه المذكرات الغنية كيف أن متعهدي الحفلات أطلقوا على الموسيقي الكبير تعبير “مطرب الملوك”، ونتعرف الى علاقته مع رجال السياسة في تلك الأيام، وكيف أن الملكة نازلي دعته ليسافر معها برفقة بناتها إلى أوروبا، وكيف أن الطبقة الحاكمة كانت تتودد اليه وتتقرب منه. ومن الأشياء المهمة أيضا أننا نتعرف الى علاقته المميزة مع أمير الشعراء أحمد شوقي مباشرة، بكلامه هو... وغير ذلك مما هو ممتع ومفيد وثري.

الجدير ذكره أن نجم المطرب صعد خلال الحرب العالمية الأولى في عهد السلطان حسين كامل 1916، ولم يخبُ يوما.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة “المجلة” – 15 تنشرين الثاني 2024

**********************************************

«المؤرّخون والجرائم الاستعمارية»: عن أهمّية أصوات الشهود

ضمن فعاليات “معرض الجزائر الدولي للكتاب”، المقام حالياً في “قصر المعارض” بالجزائر العاصمة، عقدت أمس الجمعة ندوة تحت عنوان “المؤرخون والكشف عن الجرائم الاستعمارية”، بمشاركة المؤرّخَين الجزائريَّين مليكة رحّال وحسني قيطوني، واللذين تحدثا عن أهمية جمع الشهادات من الذين عايشوا المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي من أجل الإسهام في كتابة تاريخ تلك الفترة. وقالت مليكة رحال، المتخصصة في تاريخ الجزائر، إنّ شهادات مجاهدي الثورة التحريرية (1954 - 1962) وأقاربهم وشهود آخرين حول العنف والجرائم الاستعمارية تشكل مادة لكتابة تاريخ الجزائر، مضيفة أن الروايات التي يقدمها شهود وضحايا الجرائم الاستعمارية تمثل أدلة تاريخية لا يمكن إنكارها، تكشف، مثلا، كيف جرى استخدام الاختفاء القسري، خصوصاً خلال معركة الجزائر (1956 - 1957)، كأداة بيد السلطات الاستعمارية الفرنسية. وتحدثت رحّال عن “الضرورة الملحة” لجمع الشهادات حول الجرائم التي ارتكبت خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، قائلة “إنّنا لا نملك بيانات إحصائية كافية عن جميع هذه الجرائم الاستعمارية وأشكال العنف، بما في ذلك التعذيب والترحيل والاختطاف”. من جهته، قال المؤرخ حسني قيطوني إن من الضروري كتابة قصص فردية متعددة حول الجرائم المرتكبة ضد المدنيّين، وخصوصاً عمليات ترحيل الأطفال، مضيفا أن الجيش الاستعماري لم يرتكب فقط مجازر ضد المدنيّين والمناضلين من أجل القضية الوطنية، بل ارتكب أيضاً أنواعاً أخرى من أعمال العنف، بما فيها الاغتصاب والترحيل ونقل الأطفال إلى الخارج وسلب الممتلكات.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 9 تشرين الثاني 2024

**************************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

- مبدعون عراقيون/ حوارات واستذكارات/ علاء الماجد، اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

- منابع سلطة الوهم/ تأليف جمال جاسم امين، اصدار: دار وتيريات- بغداد.

- محمد بنيس/ مسكن لدكنة الصباح/ مختارات شعرية، اختارها وقدم لها علي العطار. اصدار دار الشؤون الثقافية/ بغداد.

- المسرح تطوره وطبيعته/ أ. د. حميد حسون، اصدار: دار الشؤون الثقافية- بغداد.

- الرائحة الأولى المرنة/ قصص مؤيد طلال. اصدار: اتحاد الادباء والكتاب في العراق.

- مراسيم شعرية/ شعر حسن النواب. اصدار دار الغاوون.

تاريخ الكذب/ جاك دريدا، ترجمة رشيد بازي، اصدار: المركز الثقافي العربي.

- تجهمات بلا خواتيم/ رعد فاضل. اصدار: دار اهوار- بغداد.

- شخصيات وأسماء وشؤون ثقافية عراقية في ذاكرة براغ وتاريخها الحديث/ رواء الجصاني، اصدار: بابيلون- براغ.

************************************************

الكتابة النسقية.. نحو كتابة منطقية، حجاجية للتأثير والإقناع والحوار

علاء حمد/ الدنمارك

إنّ الاستعانة بالعقل والمنطق تعد سمة من سمات الكتابة السياقية، والتي تميل أيضاً إلى المتعلّقات الدلالية وذلك لكي تأخذ البراهين والاستنتاجات في الجمل التي يرسمها الباث طريقا أوّلياً، وهي بكلّ تأكيد متعلّقة باللغة، فالانحياز اللغوي خير دليل على التواصل معها، وخصوصاً إذا كانت لغة نصّية ذات علاقات داخلية وخارجية؛ والغاية منها تأطير النصّ بما يلائمه من مفردات وجمل وتعابير ومركّبات، فيكون الالتزام بالاستدلال بكلّ أنواعه قد أخذ مساحته الجدلية، وتوظيف المساحة الجدلية في النصّ المكتوب، بسبب البناء كهدف تواصليّ بالتسلح بالحجاج وذلك للتأثير والإقناع والحوار. والهدف من هذا كلّه أن نذكر أنّ الكتابة النسقية ؛ كتابة منطقية، حجاجية وجدلية وحوارية، ويكون الحوار الحِجاجي ذا أنواع مختلفة، ويدخل معنا على هذه الخطوط الرأي التشكيلي الذي يهمّ المتلقي (سياق المتلقي)، والذي يكون إمّا على شكل علامات موجّهة أو شيفرة لغوية ضمن السياق الكتابي (إذا كانت المقاربات البنيوية قد تعلقت بوهم النسق المغلق والتحليل المحايث فإنّ المقاربات السيميائية استطاعت أن تتجاوز هذه الحدود الضيّقة لترتقي بها إلى منزلةٍ انبثق منها خطاب واصف Métadiscours تمثلت وظيفته في البحث عن الأنساق السيميائية الدالّة بمستوياتها اللسانية وغير اللسانية. وهذه الأنساق لم تفصلها السيميائية عن إطارها الاجتماعي العام والملابسات التي أحاطت بنشأتها؛ وذلك ما تنبأ به دي سوسير في محاضراته حول اللسانيات العامة “ 1 “).

تعد السيميائيات من الأنساق الدالة، دلالياً ومعرفياً، حيث أنّ التأويل صيغة رئيسية في المنظور النصّي، لذلك فالسيميائية عندما تدرس النوع ومنها النوع الأدبي فإنّها تقودنا إلى أنساق دلالية وآليات تأويلية، ومن هنا من الممكن أن نوضّح الدوال النصّية، حيث يكون التشفير النصّي سمة من سمات الرموز والتي تتخاتل في المنظور النصّي إذا ما اعتمدنا السيميائية كمنهج سببي. وإذا ما أخذنا الناحية الجسدية، فيكون نظام الإشارات الدالة هي الأقرب في توضيح الجمل التواصلية في النصّ؛ فهناك الإشارات المتعلقة في ذهنية الإنسان ومنها إشارات اليد والأصابع وحتى حركة الإنسان واتجاهاته، وهناك العلائق الدلالية غير اللفظية ومنها السمع والبصيرة.

التعلق الدلالي:

كلّ نصّ من النصوص يحوي على حركتي الدال والمدلول، ويكون للتأويل مساحة حركية من أجل أن تكون الدوال خلايا بنائية متعدّدة الاتجاهات، لذلك تظهر في النصّ بعض المتعلقات الذاتية، وهي الجزء الأكبر من التفكّر الذي ينعكس على النصّ المكتوب عندما يكون الباث قد فقد الصور المباشرة وراح يستدعي المدلول من خلال الصورة الذهنية؛ حيث تكمن الطبقة الخصبة للمعرفة الدلالية والتي تلتف حول المعاني المؤولة، وكلّما كبرت المعاني تكبر الدلالات وتتعدّد المفاهيم.

في المفاهيم الدلالية ومن خلال الاستدعاء الذهني يكون الباث بين اتجاهين، الأوّل من خلال الدال، والثاني من خلال المدلول، وهكذا تكون المعاني قد التمت وخصبت في الحكم الدلالي المعرفي.

الصورة الذهنية = الدال... الصورة الذهنية = المدلول

“ 2 “

كما أنّ أمر الدلالة يقودنا إلى أمر كلّي وأمر جزئي، يلتقيان في المعنى الكلّي للدلالة أو يبنيان نفسهما في الأمر الجزئي للدلالة، ومن هنا، يعتني المؤلف بأمر الدلالة وحركتها، كأن تكون من خلال الدلالة المعرفية أو الدلالة التموضعية والتي شغلت منطقة حديثنا في التعلّق الدلالي.

الكتل الدلالية:

تمتلك الكتل الدلالية القدرة على التأثير، لذلك فهي حديث الوقائع التداولية وإعادة توظيفها بمنظور كتابي – لساني، واللغة بطبيعة حالها تمتلك وظيفة حجاجية، إذن هناك السببية التي تعتني بالنصّ، وهناك نتيجة العبارة أو الجملة التي تتقبل الاندماج الكتابي، أيّ أنّ هذه الوظيفة هي مجمل الأقوال نفسها، ومنها القول الكتابي، والذي يشكّل أهمية اندماجية، واندماجية المشهد للمعنى أيضاً، ومن هنا نخرج عن القول بأنّ (وظيفة اللغة هي وسيلة تواصلية – إخبارية)؛ لذلك فالفرق يكمن بين وظيفة الحجاج القديمة والتي تعتمد على النتيجة ووظيفة الحجاج الحديثة التي تعتمد على التأويل.

إنّ الكتل الدلالية أو الالتحامات الدلالية، ساعدت نظرية الحِجاج على مساحة التأويل، لذلك فإن {أهم ما تؤكده نظرية الملتحمات الدلالية في نظر “كاريل” هو أنّ العلاقة بين وحدات الخطاب المتضامنة في المسلسلات الحجاجية هي بالأحرى علاقة اختصار (وهو ما عبّر عنه ديكرو بالوصف والتأشير...)، فلو أخذنا أي عبارة وردت في هذه المسلسلة فإنّنا سنجدها تتضمّن في ذاتها، وعلى نحو مضمر، تلك الوحدات التي يفترض أنّها تقبل التآلف معها في مسلسلات حجاجية، فهذه الوحدات كامنة في تلك العبارات، لأنّ هذه الأخيرة ما هي إلا صورها المختزلة التي يمكن بسطها عبر إجراء التأليف، وهذا الإجراء يسمح بتمديد هذه العبارات وتحويلها من صورة مختزلة إلى مسلسلات مطوّلة. “ 3 “}.

تساعد حركة الأفعال التي من الممكن أن تكون من ضمن الكتل الدلالية (تعدّد الأفعال الحركية والانتقالية) على امتداد الجملة داخل النصّ المصغّر، وقد يحوي هذا النصّ على عدة عبارات (امتدادية) أيضاً، وقد يكون على صيغة جمل تساعد الواحدة الأخرى من ناحية التأويل أو تأجيل المعنى، لذلك يكون هناك الربط بين نصّ ونصّ آخر في مواضع عديدة، ولكن تحت مسمّى واحد.

لا نستطيع أن نؤيّد بأنّ كلّ المعاني دلالية، ولكن القاعدة الدلالية التي تربط لغة النصّ بنصّ آخر، هي التي تعمل على توزيع المعاني وتدجينها في الوحدات النصّية، وهنا نؤكّد على الوحدات النصّية والتي تقيم علاقات دلالية في المنظور الكتابي.

الوحدات الدلاليّة: من الاختلافات التي تواجهنا موضوع الوحدة الدلالية في النصّ؛ وتُعد الكلمة المفردة الحاملة للمعنى أصغر وحدة دلالية تواجهنا في النصّ المكتوب؛ ولكن ماذا عن الوحدة الدلاليّة اللغوية؟

تتواصل الوحدات الدلالية من خلال علاقاتها مع اللغة وعلاقتها مع المعاني، وتغيير المعنى يظهر من خلال حالات التركيب التي تحتاجها الوحدة الدلالية، أو بالأحرى هي قصدية التأويل ودمجه في حالات فلسفية. وتختلف وجهات النظر بخصوص الوحدة الدلاليّة اللغوية؛ بتعريف الوحدة الدلاليّة فمنهم من قال: إنّها الوحدة الصغرى للمعنى. ومنهم من قال: تجمع من الملامح التميزية. ومنهم من قال هي امتداد من الكلام يعكس تبايناً دلالياً “ 4 “ ومنهم من أكّد؛ بأنّها أصغر وحدة في بنية الكلمة تحمل معنى أو تؤدّي وظيفة نحوية “ 5 “

قد تقونا الوحدة اللغوية إلى ما بعد المعنى، وألا يكون للوحدة اللغوية استقلالاً يذكر وذلك لأنّ الوحدات المركّبة والتي تتّصل بالمعاني هي وحدات صغرى (ونقصد بالوحدة اللغوية الصغرى، تلك الوحدة التي لا تتقبّل التجزئة دون الإخلال بالمعنى)، ويقصد هنا بالمعنى؛ المعنى الوظيفي. والدلالات الوظيفية وعلى صيغتها المستخدمة تبدأ من الكلمة المعجمية (أصل المعنى) وتنتهي بالضمة التي تعانق الكلمة.

إنّ الوحدات اللغويّة هي التي تقودنا لكي نصل إلى المعاني، ولكن عندما تكون الجملة امتدادية في اللغة، تتنوّع التأويلات، وهي الحاملة للمعاني، إذن نكون في منطقة واحدة في جميع الأحوال هي منطقة المعنى التي نسعى للوصول إليها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

1 - د. أحمد يوسف – القراءة النسقية، سلطة البنية ووهم المحايثة – ط1 لسنة 2007م، منشورات الاختلاف، الجزائر – ص 113

2 - من وجهة نظر عقلية صرفة، توصّل الفيلسوف الأمريكي بيرس Pierce إلى تقسيم ثلاثي للعلامات يقترب من أنواع الدلالات عند العرب. فتقسيم العلامة إلى شاهد Index وأيقونة Icon ورمز Symbol. الذي شاء من بعجه في السيمياء الحديثة، يشبه ولا شك أنواع الدلالات الثلاثة، أعني العقلية والطبيعي والوضعية. كما أنّ هناك أكثر من جانب تقارب بين نظرية الدلالة عند العرب والسيمياء عند بيرس. – علم الدلالة عند العرب، دراسة مقارنة في السيمياء – تأليف: عادل فاخوري – ص 13

3 - مفهوم الموضع وتطبيقاته في الحجاجيات اللسانية لأنسكومبر وديكرو، مجلة عالم فكر، - ص 227 العدد 40 - رشيد الراضي - لكويت 2005.

4 - علم الدلالة – د. أحمد مختار عمر – ط5 لسنة 1998م، القاهرة

5 - الصوت المركّب في المشترك السامي – حازم كمال الدين – دار الفكر العربي، القاهرة، طبعة 2006م.

*علاء حمد: عراقي يقيم في الدنمارك

*********************************************

قصة قصيرة.. الصبح يتنفس من جديد

عبدالله حرز البيضاني                                     

كلما حاول النسيان عادت الأحداث تتراءى له ...تدق في ذاكرته بقوة ... تنداح لها جوارحه وتغرقه في الأعماق ، وتكشف له صورة تبعث في نفسه صهيلاً مكتوماً يشبه الأنين الموصول ، يظل يجتر خلالها ذكريات الأيام الأولى من خدمته العسكرية ،التي أحس فيها أحمد بثقل الأوامر وصرامتها...لكن مع مرور الأيام أخذ يلملم جسده الضعيف ويسلم روحه المكتئبة وعواطفه المكبوتة ، الى واقع مفروض لا يمكن تغييره ولا يستطيع حياله أن يفعل شيئاً ...وبين ليلة وضحاها، وجد أحمد نفسه في الجبهة الأمامية يحمل صناديق العتاد ، ويحفر الملاجئ ويثبت خوذته جيداً على رأسه ويشد الدرع بقوة على صدره خوفاً من أن تصيبه شظايا العدو التي تتهافت كالمطر فوق الموقع الدفاعي الذي يرابط فيه. كل الأشياء تجردت من ألوانها ، وباتت الحياة تفقد جدتها وروعتها ... يلفها سديم أسود يعول بين جوانبه الخوف والضغينة ...أجساد متعبة خائفة تسير بحذر بين جدران نفق ترابي يعلو ارتفاعه هامة الأنسان ، يتجذر فيه الخوف من ضربات العدو...

الأيام التي قضاها أحمد في هذا الموقع ...أيام مرهقة يتناثر من حوله الرصاص،  ودقائق الزمن تمضغ مأساتها على أصوات المدافع ، ويطغى على مسامعه نحيب موصول يشبه نشيج النساء في مآتم الأموات... رغم احساسه بأنه غريب ومطوق ومستهدف بين هذه الأحداث إلا أنه يبقى في حالة من الانذهال والدهشة على ما يحصل حينما تغيب الشمس وتزول الحمرة المشرقية ...يتنفس المساء بهدنة من الطرف الآخر...هدنة يخيم عندها السكون والحذر... يهدأ عندها دوي المدافع وصفير الرصاص ، ويبقى صوت واحد ، تحمله الريح.. يوغل صداه الساتر والطرقات الهاجعة في الظلام...صوت يمتزج فيه اليأس والأمل في آن واحد...كان الصوت أكثر إيغالاً واطمئناناً في النفوس...وكان المنادي يتقصد رمي حبال صوته ليسمعه العدو والصديق...

كان احمد ينصت بكل جوارحه لصوت ( آذان المغرب ) ...تقدم نحو الساتر يريد أن يتأكد عن مصدر الصوت.. اخذ يحبو... مد رأسه بحذر من فوق الساتر. أنصت بكل انتباه.. تأكد أنه يأتي من الجهة الأخرى... من حضيرة الأعداء التي تبعد عن موقعه مائة متر أو أكثر بقليل...شعر أن ثمة شيء اخذ يستنهض كوامنه،  وصدى عميق يتولد في نفسه ... تذكره بتلك الأيام الدافقة بالعطاء والأيمان عندما كان يرافق أبوه الى المسجد... جعلته يبحر في أجواء الحماس والتمرد لرفع ( آذان المغرب )...

أعتلى الساتر الترابي ... جاء صوته مجلجلاً... صمت له المكان ، وأنصتت له الموجودات ... عندما أنهى الأذان ... أحس أنه رش الضياء من حوله ، واستمال  الكائنات والأشجار بندائه ... وأنهى قصيدة ثورية عنوانها لغة مشتركه لا تحتاج الى مترجم .. لغة الله أكبر...أنها لغة الثوار والسلام...لغة بديلة عن الموت والنهارات الغارقة بالرصاص ودوي المدافع .

تلك الليلة ، ولأول مرة يسود المكان صمت ، وسكون حذر... تتحرك فيه الأمنيات بالدعوة للأمان والسلام ... أنقضى الليل... وجاء الفجر، والمكان لازال ينعم بالهدوء والسكينة والحذر ...

أعتلى احمد الساتر مرة أخرى.. أحس خلالها أن جسمه قد ذهب منه الروع والخوف ، وشعر بأنه أكثر طمأنينة وأمان ... رفع آذان الفجر بصوت مجلجل ومده بتعمد صوب حضيرة العدو... سرعان ما جاء الصوت من الجهة الأخرى مجلجلا هو الآخر بالتكبير.. وتلازمت الأصوات واتسعت واتحدت بين الطرفين وصار صوت واحد يدعو للهدنة والسلام ...ولأول مرة أستنشقوا هواء الليل وعذوبته ،  بعدما غرقوا في الشهور الماضية بفحيح الألم والجروح النازفة.

أسند أحمد ظهره على الساتر وراحت كلمات قصيدته تنثال بصمت في قلب الليل المملوء بالهواجس ... حرك شفتيه ببضع ابيات من الشعر... أخذت تتساقط بعجاله ، سافرت به حيث وجوه الأطفال الطافحة بالبراءة ، ورائحة التراب المغموس بأول قطرات المطر الندية.

 وبينما كان مستغرقاً في نظم كلمات قصيدته ... لاح لسمعه صوت... أيقظه من  مشاعره المندفعة...مد بصره...كانت هناك سيارة قادمة من بعيد سرعان ما وصلت للحضيرة بعجالة... ترجل منها ضابط برتبة عالية مع افراد حمايته...أستقبله أحمد بعد ما أدى التحية العسكرية... كان وجه الضابط ينم عن الانذهال والدهشة لفرط السكون والصمت الذي ينعم به المكان... أمرأن يجلب له الناظور...وضعه على عينيه... أخذ يبحر ببصره نحو المكان ببطء وتأني...قال والدهشة والانذهال تنداح على وجهه... 

أرى حضيرة العدو خارج الساتر الترابي وقد نزعوا غطاء الرأس والدرع الفولاذي من أجسادهم...الجميع قد سكت ، وجالت الأجوبة صامته بين أفراد الحضيرة ودارت الألسنة يابسة في حلوقهم... وأشياء في عروقهم تستغيث تبحث عن جواب...أسئلة كثيرة واجوبة صامتة تختلط وتدك جدران أفكارهم.. جوارحهم المحرومة تتحول الى هدير طبول جامحة في صدى يستنزف قواهم... ماذا يريد أن  نقول ؟ أنقول له نحن شتلنا الأغنيات بكلمات نطقها أحدنا. هل نقول نحن من عقدنا السلام بكلمات ، ولا يستطيع هو ولا رؤساؤه أن يفلحوا في فك شفرتها ...

صوب الضابط ناظوره مرة أخرى نحو الحضيرة المعادية...أخذ يحدق بانتباه بالغ ...ابتسامة ماكرة تنداح على وجهه  وقال ... ( أتدري يا احمد هذه النقطة التي أنتم فيها كانت من أكثر النقاط ضراوة وسخونة والوصول اليها خطر وصعب )... سكت لحظة بعدما رفع الناظور من عينيه وأشار بيده نحو الجهة الأخرى ثم قال:- لو استطعنا أن نحتل موقع الحضيرة التي أمامنا تتاح لدينا الفرصة الالتفاف حول العدو والسيطرة على التلول الاستراتيجية بسهولة ، ويجب أن نقوم بهذا سريعاُ...

أخذ أحمد يحدق نحو الضابط ببلاهة وذهول ثم أطرق برأسه الى الأرض، وساد صمت ثقيل قطعه صوت محرك العجلة التي تقل الضابط .

 تحرك نحو الساتر وجلس مستغرقاَ في دوامة التفكير كأن النهارات الغارقة بالشمس لملمت ضياءها وأنبتت في وسطها الظلمة المملوءة  بالفشل ، والعبث ، والتلوث... أخذ يتمعن في سطور قصيدته الأخيرة ... وجد الصدأ قد ران في معانيها وانثالت الخيبة والخذلان والمكيدة في حروفها ، وتحول ما حولها من هتاف مملوء بالفرح الى لوحة رمادية قاتمة ، تلفها وحشة بالخيانة والخسة.

بعد يوم او يومين... ربما بعد ساعات سوف تشتعل أرض الحرام برائحة الموت وتفقد الأرض أبعادها ... يتطاير فيها الرصاص ليحول الزمن الى حرائق مدمرة... بينما تنام الأجساد المتهدلة من فرط تخمتها تحت الملاجئ المحصنة...

هذه الليلة وفي هذه الساعة بالذات عليه ان يكسر طوق الأمان ويراجع حروف قصيدته من جديد ويستل منها النصل المحموم ليحارب بها كل الجيوش المعتوهة، ولا يظل معتكفاً كجرو صغير خائف يلتمس موقع الأمان...هذه الليلة يجب أن تصمت اللغة المشتركة وأن تستنهض الروح الخفية التي طالما لهفت بالمبادئ والقيم التي تربى عليها. ويتفادى المؤامرة التي تسعى قتل إنسانيته والإجهاز عليها، هذه الحرب لست بحربه. أنها حرب الحكام والأبالسة والرعاع... وهو على علم أن عاصمتهم قد تزعمت العهر رغم عذريتها...اليوم لا بل هذه الليلة ,على الحضيرة المقابلة الذي لاذت بالسلام فترة من الزمن.. عليها أن تستعد للحرب حتى لا تأخذ غدراً على حين غرة من أوغاد الحرب...عليه ان يطفئ كل سراج اوقده، وأن لا يرفع  ( آذان الفجر) عند الساتر كما تعودت عليه الحضيرة في الجهة الأخرى لتجديد السلام

جاء واجبه عند الفجر. أخرج رأسه من الساتر الترابي... صوب رأس بندقيته نحو الأعلى باتجاه ملجأ الحضيرة المعادية...بدأ الرصاص يهدر...استمر يضغط على الزناد ، ألقم بندقيته بمخزن رصاص اخر...عليه أن يوقظ غابات النخيل النائمة بسلام ويستعدوا الى ما يضمر لهم الأعداء.

كان نهار اليوم ليس كل النهارات، كانت الوجوه يغمرها الخصام ...غارقة برائحة البارود...أصوات تأتي متداخله فزعة تتوخى الحذر، وما يضمر لهم الغد.

الليل أرخى سدوله وباتت الموجودات تتدثر بوشاحها الأسود...دوي المدافع تملأ المكان...هواجس احمد الغائمة التي خيمت على تفكيره اخذت تتبدد ، وانطلقت بضراوة وتحدي، وأضحى جسده ينبض في اقتحام المدن والطرقات التي أمطرتها قصائده حباً وسلام ...

لأول مرة شعر كأنه نسمة خفيفة  نازلة في أعماق الليل تطير به بعيداً. مهفهفة ومداعبة لسطور قصيدته التي سافرت من جديد ... عاشقة للحرية والسلام في ليلة من ليالي الصيف...  

**************************************

الصفحة الثانية عشر

قف.. موسم التهريج

عبد المنعم الأعسم

انتخابات 25 تدق الأبواب. هذا يهمّ، في المقام الأول، وقبل الجماعات السياسية والحكومية، أفواج المهرجين، تحت الأجرة، إذْ سمموا حياة الناس، ومرّغوا بالوحل أخلاقيات التنافس الانتخابي، ودسّوا مهنة الإعلام  في أقنية تصريف الخردة، في وقت أصبح الكثير منهم خارج الخدمة ومصنّفين على بضاعة "الاكسباير" بعد أن بحّت أصواتهم وبلَتْ سطورهم، ولم يفد معهم، ولهم، تبديل الحال، وتغيير اللحن والعزف والموال، فيما أغلقت الدولة العميقة البوليسية الطرق أمام تكرار المسرحيات البايخة لانتخابات 21، سعيا إلى مسرحيات أكثر خداعا، وأكبر من إمكانياتهم. وقد شبههم أحد المعلقين بـ"حشرة في مغسلة" تحاول الابتعاد عن الثقب بالتسلق فوق سطح أملس، في حين يداهمها السيل ويأخذها إلى  بالوعة أبدية.. ولبعض الناس طباع الحشرات، كما قال الجاحظ.

************************************************

المؤتمر السابع للجمعية العراقية لدعم الثقافة

بغداد – طريق الشعب

تعقد الجمعية العراقية لدعم الثقافة، غدا الجمعة في بغداد، مؤتمرها الانتخابي السابع. وسيبحث المؤتمر نشاطات الجمعية خلال السنوات من 2019 حتى 2023، ونشاطها اللاحق في السنوات المقبلة، ويختتم أعماله بانتخاب هيئة إدارية جديدة.  وسيبدأ في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب بساحة الأندلس.

*******************************************

في مقر شيوعيي البصرة حديث عن {شارع الفراهيدي} للثقافة والكتاب

البصرة – ماجد قاسم جابر

احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي و"دار الأدب البصري"، أول أمس الثلاثاء، باللجنة المنظمة لفعاليات "شارع الفراهيدي" للثقافة والكتاب في البصرة، في مناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس الشارع.  أدار جلسة الاحتفاء التي نُظمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، بينما تحدث فيها مدير "مؤسسة إنجاز البصرة" للتنمية والتطوير ومسؤول اللجنة المنظمة لفعاليات "شارع الفراهيدي"، صفاء الضاحي، عن نشاطات الشارع منذ تأسيسه حتى الآن. وحضر الجلسة مثقفون ومعنيون بالثقافة، قدم بعضهم مداخلات ركزت على أهمية دعم "شارع الفراهيدي" وتطويره باعتباره متنفسا ثقافيا للبصرة، وعلى ضرورة التعاون مع القائمين عليه لإنجاح نشاطاته.

وساهم في المداخلات كل من عباس الجوراني، بهاء مانع، د. ناصر هاشم، باسم محمد حسين، نضال الجوراني، الشيخ محمد الحسان، د. محمد حميد، صلاح عبد القادر، صباح أديب وعبد الكريم الحربي.

وفي الختام، قُدمت هدايا وشهادات تقدير لأعضاء اللجنة.

***************************************************

قدمه الشاعر يحيى السماوي الشاعر صادق الزعيري في محتفى بيت السماوة التراثي

  السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

في أمسية حضرها جمع من الأدباء والمثقفين ومحبي الشعر، احتفى البيت التراثي في مدينة السماوة بالتعاون مع البيت الثقافي في المثنى، الأحد الماضي، بالشاعر صادق الزعيري وديوانه الشعري الجديد "الموت يخاف من الشعراء".

أدار الأمسية الشاعر يحيى السماوي. واستهلها بالقول أن "العرب عُرفوا بالشعر، وكما قيل قديما هو ديوانهم"، مضيفا قوله: "عرفت صادقا وزاملته منذ أيام الدراسة، كان اخي وصديقي ورفيقي. وقد تعرضنا إلى مضايقات واضطهاد من ازلام النظام المباد بسبب الانتماء السياسي للحزب الشيوعي العراقي".

وأشار السماوي إلى ان "الشعر عند الزعيري لا يعني الكلام الموزون فقط، إنما يعني الهدف الذي يُصبح فيه الشعر هو العشق والجمال، وأداة للتعبير الإنساني ومحاربة الظلم والطغاة"، مؤكدا أن المحتفى به "كتب الشعر معبرا عن هموم الناس بكلمات ومعان عربية واضحة وسلسة يفهمها الإنسان الفقير الضائع، الذي سلبت حقوقه. فكان بحق هو الشاعر الإنسان".

بعد ذلك، ألقى الزعيري مختارات من قصائده، بينما قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربته الشعرية.

وفي الختام، وقع المحتفى به نسخا من ديوانه الجديد، ووزعها على الحاضرين.

هذا وحضر الأمسية أيضا، الشاعر المغترب خالد العامري. 

جدير بالذكر، أن الشاعر صادق الزعيري ولد عام 1948 في مدينة السماوة، وحصل على شهادة البكالوريوس في كلية الآداب – قسم اللغة العربية بجامعة بغداد. وقد أصدر خلال مسيرته الشعرية عددا من الدواوين، هي: "ظهور وسياط"، "زنزانة ذات خمسة نجوم"، "الكتابة على الأرض" و"أنا لست أحدا".

******************************************

من الخميس حتى الثلاثاء محافل أدبية في خانقين وتكريت والسماوة

متابعة – طريق الشعب

تحتضن مدينة خانقين، في الفترة من يوم غد الخميس حتى بعد غد السبت، فعاليات "مؤتمر تامرا" الأول للسرد، الذي ينظمه اتحاد الأدباء والكتاب في ديالى، برعاية الاتحاد العام للأدباء والكتاب و"كلية اليرموك" الجامعة.   

تشارك في المؤتمر نخبة من أدباء العراق وديالى.

وفي مدينة تكريت، تنطلق يوم غد الجمعة فعاليات "مهرجان صلاح الدين" الشعري الثاني - دورة السارد د. فرج ياسين، وتستمر حتى بعد غد السبت. 

وسيرفع المهرجان الذي يقيمه اتحاد الأدباء والكتاب في صلاح الدين، شعار "القصيدة صوت العراق الصادح". وستشارك فيه نخبة من شعراء الوطن والمحافظة.

أما مدينة السماوة، فستحتضن في الفترة من الأحد المقبل حتى الثلاثاء، فعاليات "ملتقى السماوة" الأول للثقافة والمعرفة، الذي ينظمه اتحاد الأدباء والكتاب في المثنى.

وستحمل دورة الملتقى اسم الشاعر الراحل كاظم السماوي. 

*******************************************

اكتشاف أثري عراقي جديد أصول مؤسسات الحكم الأولى في العالم

متابعة – طريق الشعب

كشفت حفريات في مستوطنة تعود إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد في العراق، أدلة جديدة حول أصول مؤسسات الحكم الأولى في العالم.

وتوصلت دراسة جديدة إلى أن العديد من الأوعية الطينية المكتشفة في تلك الحفريات، قد تكون دليلا على واحدة من أقدم المؤسسات الحكومية في العالم. ويعتقد أن الأوعية كانت تستخدم لحمل وجبات لذيذة تُقدم مقابل العمل في بلاد الرافدين القديمة. وهو ما يعكس نظاما اقتصاديا واجتماعيا منظما تحت إشراف سلطة مركزية.

وفي المجتمعات القديمة، غالبا ما كان يتم استخدام الطعام كوسيلة للتنظيم الاجتماعي والاقتصادي. وعندما يتم توزيع الطعام بواسطة سلطة مركزية، فهذا يشير إلى أن هناك سلطة مسؤولة عن تنسيق الأعمال وتوزيع الموارد، ما يساهم في ظهور شكل من الحكومة المركزية.

لكن الموقع هُجر في النهاية، ما قد يشير إلى أن السكان المحليين رفضوا السلطة المركزية، على الرغم من أن العلماء غير متأكدين مما إذا كان هذا هو السبب. وبعد سقوط هذه الحكومة، استغرق الأمر 1500 سنة أخرى قبل عودة أي نوع من السلطة الحاكمة المركزية إلى المنطقة - وفقا لما ذكره العلماء المشاركون في الدراسة.

وتم اكتشاف هذا الموقع في "شاخي كورا"، وهو موقع أثري يقع جنوب غربي كلار في كردستان.

وقالت عالمة الآثار في جامعة غلاسكو، كلوديا غلاتز، التي قادت الحفريات في الموقع منذ عام 2019، وهي المؤلفة الرئيسة للدراسة الجديدة التي نُشرت أمس الأربعاء في مجلة Antiquity: "توفر أعمال التنقيب في شاخي كورا نافذة إقليمية جديدة وفريدة من نوعها على تطوير ورفض بعض أقدم التجارب مع المنظمات المركزية وربما الشبيهة بالدولة".

وكشفت أعمال التنقيب عن هياكل تمتد عبر عدة قرون، بينما تشير شظايا الفخار وغيرها من العناصر الثقافية إلى تطور تقاليد السكان المحليين الأوائل الذين عاشوا هناك، وصولا إلى الهيمنة على التقاليد من مدينة الوركاء القديمة في جنوبي بلاد الرافدين.

وأفاد العلماء بأن الأوعية الفخارية التي عثر عليها، ذات نوعية مماثلة للأوعية الموجودة في الوركاء، التي كانت تشهد مرحلة من التحضر والابتكار في التنظيم الحكومي والاقتصادي، ما يشير إلى أن الناس في "شاخي كورا" تأثروا بتقنيات وأساليب السلطة المركزية التي كانت تمارس في الوركاء.

وتشير التحاليل إلى أن بعض الأوعية كانت تحتوي على لحوم، ربما في شكل حساء، ما يشير إلى أن هناك قطعانا من الأغنام والماعز كانت تُربى بالقرب من المستوطنة.

****************************************

يوميات

يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، الأديب حسين الجاف، ليتحدث في جلسة عنوانها "الحقيقة عن أفراد ساهموا في صنع التاريخ".

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

*****************************************

اصدار حاليا في المكتبات

العدد 448 – 449

 تشرين الثاني 2024

من مجلة "الثقافة الجديدة"

****************************************************

أما بعد.. عن أغاني العنف

منى سعيد

نصف أنفسنا متفكهين بـ "جيل الطيبين" ، نحن الذين عشنا سنوات السبعينات الذهبية، بما فيها من ملامح مدنية ذات هوامش من التحرر والانفتاح، خلقت تذوقا سليما راقيا، وإحساسا مرهفا تجاه جميع أشكال الفنون.

كنا ولم نزل نطرب ونستمتع بتلذذ لألحان طالب القره غولي وكمال السيد ومحمد جواد أموري.. بأصوات شجية لحسين نعمة و فاضل عواد و ياس خضروسعدون جابر وقحطان العطار ورياض أحمد وغيرهم ، يتغنون بكلمات قصائد عميقة رائعة من الشعر الشعبي والفصيح لمظفر النواب و لكاظم اسماعيل الكاطع  ولكريم العراقي، والقائمة تطول...

وحملت أغاني الأفراح والمناسبات حينها حسا إنسانيا شفافا، يطرب الأسماع وينعش الذاكرة بشغف المحبة والوله والإخلاص والوفاء ..

لا أدري لماذا لا نستذكر اليوم في مناسبات الخطبة والأعراس مثلا أغنية " نيشان الخطوبة" للفنانة لميعة توفيق ، أو" حنة حنة بيدها" لسليمة مراد أو بأصوات أخرى لسعدي البياتي أو لفرقة الإنشاد؟ أو نستمع مثلا لأغنية " زفوني زفوني.. وعلى الورد مشوني" لصباح؟ّ!

أغنيات الفرح بسعة محبة الكون لو شئنا البحث والتقصي عنها، وبما ينعش أرواحنا بمفردات وألحان تمجد إنسانيتنا، وتضيء دروبنا بومضات من الأمل والفرح تضيف لأجواء احتفالاتنا مرحا وخفة.

أصبحنا اليوم خاضعين مُكرهين في حفلات الأعراس والمناسبات السارة لضجيج أغنيات مشوهة، لا الحان لها سوى نغمة واحدة بإيقاع سريع يشتت مفرداتها، وإن أنصتنا لها بتمهل سنكتشف "بلاوي" تمجد الكوارث بدلا من الأفراح .. وإلا مثلا ما معنى أغنية، " خبزك خبز العباس لا تتوانى" بما فيها من رمز ديني من غير اللائق ذكره فيها، أو أغنية" جيناك بهاية ، إحنا الوضاية " لغزوان الفهد ونور الزين اللذين يظهران مدججين بالأسلحة في فيديو كليب مشهور يقول:

" جيناك الليلة يمعدل الميلة / ويالحجيك جيلة.. والغثك ياويله عبرة نسويله/ بس اشر بيدك ونشوف/ نجيبه العندك مجتوف / إحنا الصاحب منعوف / احنا المابينا مخربط / بينا اليندك يتورط/ نيشن صح وما نغلط / ومانغلط بالكصة نحطها ومانغلط"..

اكتسبت هذه الأغنية صفة " الترند" كما يقال في التصنيفات المتقدمة للإستماع والمشاهدة، يتراقص على لحنها المحتفلون من دون أن يعوا كلماتها بالتأكيد، وإلا ما فائدة الفرح إذا كانت هناك " جيلة بالكصة نحطها وما نغلط؟!"

يبدو ان هناك نوستالجيا (حنين) للحروب وللمعارك يتخذ حيزا كبيرا من ذاكرة العراقي ، ينزع اليها وإن كانت مترعة بالدماء. وإلا ما تفسير الحنين والرقص على نغم النشيد الحربي: "ياكاع ترابج كافوري" الذي روج لحروب الطاغية، وضحك على عقول المندفعين اليها؟

وكأن الفن العراقي توقف عندها وعند تفاهات أغاني العنف والشراسة الأخرى، الشائعة اليوم في الأفراح والمناسبات السعيدة، في ظاهرة ٍمؤسفة وسمةٍ من سمات تردي القيم الأخلاقية، المحفزة لبناء مجتمع سليم رافض للحقد وللبغضاء، وداعٍ للتصالح وللتآخي و للسلام.