الصفحة الأولى
الاحتجاجات تتصاعد في المطارات.. ومديرها يهدد.. النقل البرلمانية تنتقد قرار فصل إدارة المطارات: مستغرب وغير مبرر
بغداد ـ محمد التميمي
شهد مطارا بغداد والبصرة خلال الأسبوع الماضي، احتجاجات واسعة رفضا للقرار الحكومي بفصل إدارة المطارات عن الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية، وبلغت الاحتجاجات ذروتها يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حيث نزل موظفو مطار البصرة الى مدرج الطائرات معلنين إضرابا عن العمل. فيما حاول موظفو مطار بغداد تنفيذ إضراب عن العمل لكن القوات الأمنية منعتهم من ذلك.
الاحتجاج في المطارات
واكد أحد الموظفين في شركة إدارة المطارات والملاحة الجوية، توقف عملية الخدمات الأرضية في المطار، على أثر محاولة الموظفين تدشين إضراب عام، احتجاجا على القرار.
وقال الموظف في حديث لـ"طريق الشعب"، إنّ "قوات الامن تدخلت لمنع الموظفين من تنفيذ الإضراب في أقسام التحكم وتدفق الحركة"، مشيراً إلى أن "الأجهزة الأمنية وحمايات المطار تدخلت لمنع الموظفين من إيقاف العمليات في الأقسام الحيوية، ما أدى الى إنهاء الإضراب".
وأضاف القول، إن "القوات الأمنية قامت باحتجاز عدد من الموظفين لفترة وجيزة يوم الخميس الماضي بهدف تخويف المحتجين وانهاء محاولات تنفيذ الإضراب".
الموظفون المعترضون أكدوا خبرتهم الطويلة في مجال الطيران المدني، فيما أعربوا عن قلقهم من تداعيات القرار على إدارة المطارات.
مطالب الموظفين
وطرح الموظفون عددا من المطالب من بينها إلغاء قرار فصل المطارات، باعتباره مخالفًا للقوانين التنظيمية الخاصة بالشركات العامة والإدارة المالية، وضمان حقوق الموظفين، بما يشمل الرواتب والحوافز، مع التأكيد على المساواة بين العاملين وفقًا للدستور.
وفي هذا الشأن، أكدت رئيسة لجنة النقل والاتصالات النيابية، زهرة البجاري، أن قرار فصل إدارة المطارات عن الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية "غير مدروس"، داعية الحكومة إلى التريث في تطبيقه.
وأوضحت البجاري، أن "قانون الموازنة لعام 2023 - 2024 نص على فصل المطارات عن سلطة الطيران المدني، بناءً على طلب من المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، بهدف رفع الحظر الأوروبي عن مطارات العراق".
وأضافت، أن "المطارات تقدم خدمات، بينما سلطة الطيران المدني هي جهة رقابية تقدم لوائح وتنظم العمل".
مقترحات متعلقة بالإدارة المشتركة
وأشارت البجاري إلى "توصيات هيئة المستشارين التي تضمنت ضرورة ربط المطارات بشركة الملاحة الجوية لتحقيق تكامل في العمل"، موضحة أن "أبراج المراقبة تابعة لشركة الملاحة الجوية، بينما يكون المدرج وإدارة المطار من اختصاص إدارة المطارات".
ولفتت إلى، أن "هذه الرؤية أسفرت عن تشكيل مجلس إدارة يدير العلاقة بين الجهتين"، فيما اعتبرت قرار مجلس الوزراء بفصل إدارة المطارات عن الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية "مستغربا وغير مبرر".
ودعت النائبة رئيس الوزراء إلى "الكشف عن فوائد وأهداف القرار أمام الرأي العام، وتوضيح الخطة البديلة لتطبيقه"، مضيفة أن "هناك أكثر من 1000 موظف يعملون ضمن إدارة المطارات، بالإضافة إلى الممتلكات الثابتة والمتحركة، وكلها ترتبط بالشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية. وبالتالي، فإن عملية الفصل ستؤثر سلبًا على مصالح الموظفين، خاصةً أن التمويل الذاتي يختلف عن التمويل الحكومي".
وشددت البجاري على أن "لجنة النقل والاتصالات النيابية تعارض قرار الفصل، خاصة في ظل وجود مشاريع كبيرة تم إسنادها إلى شركة الملاحة الجوية، مثل مشاريع القمة العربية وغيرها".
وأكدت أن القرار سيؤدي إلى "تخبط في العمل"، داعية الحكومة إلى إعادة النظر فيه.
الهدف الحقيقي للقرار
مصدر في الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية قال ان "خطة الوزارة هي التخلص من القيود التي تعيق عملية إبرام الاتفاق مع شركة (IFC) حيث واجهت موجة اعتراضات إعلاميا وفي مواقع التواصل الاجتماعي ولدى خبراء ومختصين".
***********************************************
راصد الطريق.. لا بالحرْ ولا بالبَرِدْ فالحين!
مع أول موجة برد تجتاح العراق انهارت منظومة الكهرباء الوطنية، وتراجعت ساعات تجهيز الكهرباء إلى مستويات قياسية، لتبلغ حوالي 7 ساعات تجهيز مقابل 17 ساعة انقطاع يومياً، ما يعكس فشلاً مستمراً في إدارة ملف الكهرباء.
فرغم إنفاق أكثر من 100 مليار دولار على هذا القطاع الحيوي، بقيت وعود تجاوز الأزمة مجرد كلمات جوفاء لا يطيق المواطن سماعها. أما المشاريع "الكبيرة" التي تتغنى الحكومة بها، فظل تأثيرها محدوداً وغير ملموس لدى المواطنين، الذين باتوا يعتبرون انقطاع الكهرباء معاناة أبدية، أشبه بمرض مزمن لا أمل في شفائه.
الجميع يدرك مثلنا، أن أزمة الكهرباء تتطلب حلولاً جذرية وتراكمية في الانتاج والنقل والتوزيع. لكن الواقع في العراق يشير إلى غياب التخطيط والاستمرارية؛ فمع تبدّل الحكومات، يعود العمل إلى نقطة الصفر.
وإذا كانت أسباب الأزمة الحالية تُعزى إلى انقطاع الغاز الإيراني، فإن السؤال المنطقي هو: أين ذهب عقد توريد الغاز من تركمانستان، الذي أعلنت عنه الحكومة كحل لهذه المشكلة؟
ثم .. الى متى نظل نعتمد على الغاز الايراني ونحن نحرقه؟
************************************************
على طريق الشعب.. لا للحروب العدوانية والإرهاب
في فترة حرجة تمر بها المنطقة جراء عدوان الكيان الصهيوني وحرب الإبادة التي يواصلها ضد الشعب الفلسطيني، وبعد اعلان اتفاق وقف اطلاق النار الهش بين لبنان ودولة الاحتلال، وتفاقم التدخلات الخارجية المدانة في شؤون بلدان المنطقة، جاءت التطورات الأخيرة في شمال وشمال غرب سوريا واجتياح مدينة حلب من قبل التنظيمات الإرهابية -لتلقي المزيد من الأضواء على حالة عدم الاستقرار، وتؤشر حقيقة ان المنطقة مهددة بالمزيد من الكوارث، وتتحرك فيها مصالح وإرادات متقاطعة، داخلية وخارجية، بالضد من توق شعوبها الى الحرية والسلام.
هذه التطورات الخطيرة وما يحصل حاليا في سوريا، واستمرار العدوان الصهيوني والتهديدات التي اطلقها ويطلقها مجرم الحرب نتنياهو بدعم سافر من الولايات المتحدة، تسبب المزيد من القلق لشعوب المنطقة، بضمنها شعبنا العراقي.
وواضح تماما ان المنطقة لن تستقر ما لم تعالج أسباب التوتر والحروب أساسا. ولعل في مقدمة ذلك الإقرار والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس، ووقف التدخلات الخارجية جميعا، والاقرار بحق شعوبنا في الحياة والتقدم والازدهار، ما يعني ويتطلب إقامة أنظمة وطنية وديمقراطية حقة، تضع مصالح بلدانها وشعوبها فوق كل اعتبار.
وفيما يخص بلدنا العراق، تبرز الحاجة ملحة الى التعامل بيقظة وحذر شديدين مع مجمل التطورات والاحداث الداهمة، ووضع مصلحة العراق وشعبه في المقدمة، بعيدا عن أية اجندات أخرى لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل، وبعيدا عن الارتهان لإرادات اجنبية، إقليمية ودولية.
ان الأوضاع الحرجة الراهنة تتطلب من الحكومة والسلطات كافة الى النأي ببلادنا عنها وتجنيبها مخاطرها وتداعياتها، والعمل على تقوية وتعزيز الوضع الداخلي وتوسيع دائرة اتخاذ القرار الوطني، والابتعاد عن كل ما من شانه ان يشظي المجتمع، ويثير الحساسيات والنعرات الضيقة، ويحفز التجاوز على حقوق وحريات المواطنين.
وقد غدت الحاجة ماسة اكثر من أي وقت مضى لتفعيل ما جاء في الدستور بشان حالة الحرب والسلم، وان لا يكون بلدنا ممرا لإرادات خارجية، فيما اصبح ملحا تنفيذ مطلب حصر السلاح بيد الدولة، وتوحيد سلطة اتخاذ القرار العسكري والأمني، واعتماد كافة الإجراءات لمنع عودة نشاط المنظمات الإرهابية وبضمنها داعش، ما يوجب تعزيز الرقابة والسيطرة على حدود بلادنا، وتعزبز موقفها الأمني.
ومن جديد نشدد على وقف العدوان الصهيوني وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، والوقف الكامل للعدوان على لبنان وشعبه، ووقف التدخلات الخارجية في سوريا وإحترام خيارات شعبها وحقه في التمتع بالاستقرار والأمان والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة، والحفاظ على وحدة بلده واستقلاله وسيادته.
ان شعوبنا، ومنها شعبنا العراقي، ذاقت الامرّين على يد الإرهابيين القتلة أعداء الإنسان والحياة، ولذا لابد من تظافر كل الجهود لمنع تمدد منظمات القتل والجريمة من جديد، وتحت أيّ مسمى او ذريعة.
ان شعوب المنطقة وقواها الحية والمحبة للسلم والتقدم لا بد لها من تفعيل دورها وفرض اراداتها، لشل يد العدوان ومنعه من العبث بمقدراتها ومصائرها، ومواصلة السعي لفرض أنظمة وطنية ديمقراطية تستجيب لمصالح شعوبها، وذات قدرة على حماية السيادة والاستقلال الوطنيين.
*****************************************************
المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:
لا لقمع احتجاجات موظفي المطارات
اتخذ مجلس الوزراء أخيراً قرارا بفصل المطارات العراقية عن شركة الملاحة الجوية، وربطها بوزارة النقل. وقد أثار هذا القرار موجة احتجاجات من جانب موظفي المطارات، الذين نفذوا فعاليات متنوعة رافضة له، بما فيها تنظيم التظاهرات والإضراب عن العمل، مطالبين بالتراجع عن القرار. إلا أن هذا الحق الدستوري في الاحتجاج انتهك من قبل الجهات الأمنية، حيث جرى احتجاز عدد من الموظفين، في مسعى لتخويف الآخرين ومنعهم من ممارسة حقهم في الرفض والاحتجاج.
ومن الواضح أن القرار اتُّخذ على عجل ودون استشارة أصحاب المصلحة والخبرة، ما دفع الموظفين إلى تقديم اعتراضات توضح مخاطره الحقيقية، ومن بينها الخسائر التي قد تلحق بالبلد، إضافة إلى ارتكاب مخالفات قانونية واضحة.
اننا نؤكد أهمية الانطلاق من النجاحات التي تحققت في إدارة المطارات والبناء عليها، بدلاً من اتخاذ قرارات تهمش دور الكفاءات الوطنية لصالح الاستثمارات الخارجية، وفتح أبواب هذه المرافق المهمة أمام الخصخصة، وندعو إلى دعم الكوادر العراقية وتطويرها، بما يؤهلها لإدارة هذه المؤسسات الحيوية، وهو ما يفضي في نهاية المطاف الى تعزيز موارد الدولة وإضافتها إلى الموازنة العامة.
ان ما حصل يؤشر من جديد أهمية ان تكون القرارات الحكومية مدروسة وتراعي المصلحة الوطنية، لا ان تسعى الى تحقيق مكاسب قصيرة المدى أو الى تلبية مصالح فئوية ضيقة.
واننا إذ نعلن عن دعمنا الكامل لمطالب موظفي المطارات الذين عبّروا عن رفضهم للقرار المذكور، نشدد على ضمان حقهم الدستوري في الاحتجاج السلمي، وعلى احترام هذا الحق وعدم المساس به.
٣٠-١١-٢٠٢٤
************************************************
الصفحة الثانية
الحكومة تضع خطة تفويج عكسي للبنانيين الراغبين في العودة
بغداد ـ طريق الشعب
أكدت وزارة الهجرة والمهجرين، امس السبت، أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بوضع خطة تفويج عكسي للبنانيين الراغبين بالعودة إلى بلدهم.
وقال المتحدث باسم وزارة الهجرة علي عباس جهانكيز، إن “إعلان وقف إطلاق النار في لبنان ألقى بظلاله على الوضع بالمنطقة بشكل عام، وضيوف العراق سرعان ما هيأوا أمتعتهم وبدأوا العودة العكسية”، لافتاً إلى أنه “لليوم الثالث والرابع على التوالي هناك أكثر من 3 آلاف شخص عبروا منفذ القائم باتجاه سوريا، ومنها الى لبنان خلال أربعة أيام”.
وأضاف، أن “رئيس الوزراء وجه وزارة الهجرة عن طريق اللجنة العليا بوضع خطة تفويج عكسي للراغبين بالعودة، وبالتنسيق مع وزارة النقل والأجهزة الأمنية والعتبات المقدسة”.
وتابع جهانكيز: “بدأنا بعملية التفويج العكسي طبقاً لمعطيات الواقع الحالي من خلال ملء استمارات للراغبين بالعودة بالتنسيق مع العتبات المقدسة”، مشيراً إلى أن “هناك عوائل لبنانية لم ترتبط بهذه الخطة، وبدأت بالعودة طوعياً من خلال التنسيق مع خطوط عامة في القطاع الخاص”.
*************************************************
معلمون في كركوك يطالبون بتوطين رواتبهم وأهالي الزبير يرفضون تجريف المناطق الخضراء
الناصرية تُحيي الذكرى الخامسة لمجزرة جسر الزيتون
بغداد ـ طريق الشعب
لمناسبة مرور خمس سنوات على مجزرة جسر الزيتون في الناصرية، التي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من المتظاهرين خلال انتفاضة تشرين عام 2019، أحيا العشرات من الناشطين والمواطنين وذوي الشهداء هذه الذكرى، مؤكدين استمرار مطالبتهم بالإصلاح السياسي والمحاسبة العادلة للمتورطين في قتل المتظاهرين. فيما شهدت مدينة كركوك احتجاجات واسعة لمعلمي إقليم كردستان الذين عبّروا عن استيائهم من تأخر صرف رواتبهم، مطالبين بتوطين رواتبهم وضمان حقوقهم المالية عبر تحويل ملاكاتهم إلى الحكومة الاتحادية.
فيما شهد قضاء الزبير غربي البصرة حالة من الاستياء الشعبي بسبب تحويل المساحات الخضراء إلى استثمارات تجارية، حيث رفض الأهالي قرار البلدية وأكدوا ضرورة الحفاظ على هذه المساحات كمناطق خضراء لصالح المجتمع.
مجزرة جسر الزيتون
وأحيا العشرات من الناشطين والمواطنين وذوي الشهداء، الذكرى الخامسة لمجزرة جسر الزيتون وسط مدينة الناصرية، والتي وقعت خلال انتفاضة تشرين عام 2019، وراح ضحيتها العشرات من الشهداء والمصابين.
وقال أحد المتظاهرين، إن “الوقفة تأتي للتأكيد على استمرار مطالبنا بالإصلاح السياسي، والسير على طريق انتفاضة تشرين التي انطلقت للمطالبة بالكشف عن المتهمين المتورطين في قتل المتظاهرين وتقديمهم للعدالة”.
وأشار إلى أن “استذكار الحادثة بعد مرور خمس سنوات يتضمن العديد من الفعاليات التي تؤكد على أهمية التضحيات التي قدمها المتظاهرون الشهداء من أجل العراق ومحافظة ذي قار”.
وفي الوقت الذي كانت فيه أعداد المتظاهرين تتزايد، وقفت قوات مكافحة الشغب بوجه مسيرة من ساحة الحبوبي وسط الناصرية نحو جسر الزيتون، إحياء للفاجعة، حيث أغلقت تلك القوات الطرق المؤدية إلى الجسر.
ويعود تاريخ الحادثة إلى 28 تشرين الثاني 2019، عندما فتحت القوات الأمنية نيران أسلحتها على المتظاهرين فوق جسر الزيتون، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وتستمر المطالبات بالعدالة، حيث يسعى الناشطون وأسر الشهداء إلى محاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين، في وقت تتزايد فيه الدعوات لإصلاح النظام السياسي في البلاد وتحقيق العدالة للضحايا الذين سقطوا أثناء انتفاضة تشرين.
معلمو الاقليم
من جانبهم، تظاهر العشرات من معلمي ومدرسي إقليم كردستان في محافظة كركوك، أمام مبنى المحافظة احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم، مطالبين بتحويل ملاكاتهم إلى الحكومة الاتحادية وتفعيل التوطين لضمان حقوقهم المالية.
وأكد أحمد كركوكي، عضو الهيئة السكرتارية لمعلمي الإقليم، أن “مسألة التوطين على مصرفي الرافدين أو الرشيد أمر ضروري”، مشيراً إلى أن المعلمين يعانون من “سكوت مستمر” على ملفهم، بالإضافة إلى “تأخير دفع استحقاقاتهم”.
وأضاف كركوكي، أن هناك “مخاوف من عدم صرف الرواتب خلال الأشهر القادمة”.
من جهته، قال محمد جليل، أحد منظمي التظاهرة، إن المعلمين جاءوا “للطلب من المحافظ التدخل السريع لتحريك هذا الملف الذي يمس حياة 8 آلاف عائلة”.
وقال جليل، أن المعلمين يطالبون بـ”إيجاد حلول بين بغداد وأربيل”، حيث اعتبروا أنفسهم “ضحية للصراعات السياسية بين الحكومتين”. كما دعا جليل إلى “تحويل ملاكاتهم من الإقليم إلى الحكومة الاتحادية لضمان حقوقهم وصرف رواتبهم في وقتها المحدد”.
رفض تجريف المساحات الخضراء
واعرب أهالي منطقة الحي العسكري في قضاء الزبير غربي البصرة عن استيائهم الشديد من قرار تحويل المساحات الخضراء في منطقتهم إلى استثمارات تجارية، مؤكدين رفضهم القاطع لإجراءات البلدية التي تقضي بإلغاء المساحة المخصصة لإنشاء حدائق ومتنزهات، ومنحها لإحدى الشخصيات المتنفذة بهدف إنشاء مجمع تجاري.
وطالب السكان بتدخل محافظ البصرة لإلغاء القرار الصادر من قبل البلدية والإدارة المحلية، مشددين على ضرورة إعادة المساحة كمناطق خضراء وإنشاء حدائق ومتنزهات، على غرار المناطق الأخرى التي شملها مشروع البنى التحتية المتكامل للمرحلة الثانية.
وقال الأهالي، أن هذه الإجراءات تتسبب في اختناق مناطقهم وحرمانهم من الخدمات التي وعدتهم الحكومة بها سابقًا، لا سيما في إطار مشروع المجاري الذي كان من المفترض أن يحسن ظروف حياتهم، معتبرين ان هكذا قرارات تؤثر سلبًا على البيئة والمستوى المعيشي في المنطقة.
كما أشار الأهالي إلى أنهم سيواصلون تنظيم الوقفات الاحتجاجية في حال استمر تنفيذ القرار، ملوحين بأنهم سيقدمون شكاوى ضد البلدية والحكومة المحلية للمطالبة بحقوقهم في الحفاظ على المساحات الخضراء.
********************************************************
الاحتجاجات تتصاعد داخل المطارات.. ومديرها يهدد
وأضاف المصدر في حديث مع «طريق الشعب»، انه «بشهادة وزارة النقل فإن عملية الفصل التي جرت وفق قانون الموازنة الذي نص على فصل إدارة المطارات عن سلطة الطيران المدني وربطها بشركة الملاحة الجوية، قد حققت نجاحا في إعادة تأهيل المطارات وكذلك زيادة في إيرادات الشركة التي بلغت 14 مليار دينار عراقي شهريا، بعد ان كانت 4 مليارات دينار».
وعن محنة العاملين في إدارة المطارات، ذكر المصدر أن «الهيكل الإداري الجديد سيُخلى من أية مسؤولية مباشرة في ما يخص المتابعة، في حال خصخصة المطارات، بل قد تعرض ممتلكات المطارات الى الضياع سواء على مستوى التعاقد مع الشركات، التي قد تكون غير رصينة ولا تمتلك الخبرة الكافية، وبالتالي وقوعها في شراك آفة الفساد».
وأبدى المصدر استغرابه من «إصرار الحكومة على مسألة إعفاء بعض شركاتها من شروط التعاقدات الحكومية، الأمر الذي يمنح تلك الشركات حصانة من ملاحقة الجهات الرقابية».
وجهة نظر أخرى
وأثناء محاولات الحصول على تعليق رسمي من الحكومة، توصلت محاولات شبكة مراسلي «طريق الشعب»، إلى مصدر مسؤول في وزارة النقل، رهن حديثه للجريدة بشرط عدم كشف هويته، إذ قال إنّ «الحكومة تدرس إمكانية تطوير رواتب الموظفين بما يتماشى مع القوانين العراقية».
وأضاف المصدر، أنّ الموظفين في المطارات يتقاضون رواتب ومخصصات مشابهة لتلك التي كانوا يحصلون عليها في سلطة الطيران المدني، مشيراً إلى أنّ طبيعة عملهم ومهامهم لم تتغير بشكل جوهري.
وبخصوص التعاقد مع مؤسسة التمويل الدولي (IFC)، أكد المصدر أن التعاقد يعود إلى عام 2023 حيث تم توقيع العقد من قبل سلطة الطيران المدني، مشيرا إلى أن وزارة النقل، عند تسلمها المطارات، عملت على تطوير واقع الإيرادات التي كانت لا تتجاوز 4 مليار دينار في السابق، بينما اليوم تجاوزت حاجز الـ 14 مليار دينار، وتم استرجاع الكثير من الأموال وتسوية العديد من القضايا مع الشركات العاملة في المطارات.
وأشار إلى وجود جهات تسعى لإثارة الفوضى في مطار بغداد الدولي، قائلاً: ان «بعض الشركات والأيدي الخفية تعمل على إدخال الموظفين في جو فوضوي، بغية استثمار ذلك في تحقيق أقصى استفادة من المشاريع الترقيعية وغيرها».
وكشف المصدر عن مساعٍ لعرقلة مشاريع تطوير المطار، موضحاً أن السعة الاستيعابية للمطار هي حالياً 3 ملايين مسافر. ومن المتوقع أن تصل بعد تنفيذ خطط التطوير، الى 10 ملايين مسافر، ما يسهم في تعظيم الإيرادات.
ونبه المصدر الى أن الشائعات التي تدعي أن الجزء الأكبر من تلك الإيرادات سيذهب للقطاع الخاص غير صحيحة، كون القطاع الخاص لا يمكن أن يحصل على أكثر من نسبة الحكومة في هذه المشاريع.
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع مؤسسة التمويل الدولية، أوضح المصدر أن «العقد مع IFC هو عقد استشاري وغير ملزم»، مشيراً إلى أن المؤسسة ستقدم دراسة استشارية وتساعد في اختيار الشركات المناسبة لتنفيذ مشاريع تطوير المطار. كما أكد أن الـIFC هي إحدى مؤسسات البنك الدولي، وان العراق عضو فيها منذ العام 1956.
المدير العام يهدد
وطبقا لتعميم طالعته «طريق الشعب»، فان المدير العام لإدارة المطارات والملاحة الجوية عباس البيضاني، أصدر توجيهات صارمة بمنع أية احتجاجات داخل او في مقتربات مطار البصرة الدولي.
وذكر التعميم، أن لجنة أمن المطارات، التي يرأسها البيضاني قررت، منع الترويج لأي تظاهرات داخل المطار أو في محيطه دون الحصول على موافقات رسمية مسبقة، مهددا بـ»تحميل المخالفين كافة التبعات القانونية وفق قانون انضباط موظفي الدولة والعقوبات النافذة».
وشدد التعميم على ضرورة التزام جميع موظفي مطاري بغداد والبصرة دون استثناء بأماكن عملهم والتقيد بالقوانين والتعليمات.
*********************************************
إضاءة.. نحو قانون انتخابي عادل ومنصف
محمد عبد الرحمن
عاد الحديث مجددا عن قانون الانتخابات، وبدأت تُطرح تساؤلات بشأن تغييره او بقائه بصيغته الراهنة النافذة، وهو الذي جرى تبنّيه عشية انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة؟
ولعل اكثر أمرين في القانون أثارا الجدل هما: آلية توزيع المقاعد، حيث جرت العادة ان يعتمد نظام سانت ليغو، بعد ان يتم في كل مرة “لعب طوبة” به حتى ينحرف عن صيغته الأصلية ( ١, ٣, ٥, ٧ …..) لتكون البداية في صيغة القانون النافذ مثلا ١,٧. فصيغته الأولية هي الأقرب الى تحقيق قدر معقول من العدالة، وتوفير فرص لجماعات وقوى متعددة.
والأمر الاخر هي مسألة الدوائر الانتخابية، فبعد ان جُرّب تعدد الدوائر (الدوائر الصغيرة) في المحافظة الواحدة، جرى التحول الى الصيغة الحالية باعتماد المحافظة دائرة انتخابية واحدة. والآن أيضا هناك من ينادي بتغيير ذلك، وبعض الدعوات حتى لا تتحدث عن مقترح محدد، بل تطالب بذلك وحسب. ونسمع ونقرأ عن كيف يبحث المتنفذون في هذه الدعوات، عن مصالحهم ونفوذهم لا غير وعن كيفية ضمانها.
يُذكر ان اول انتخابات للجمعية الوطنية سنة 2005 كانت قد جرت في ظل قانون شكل العراق فيه دائرة انتخابية واحدة، وتم توزيع المقاعد وفقا للباقي الأقوى. ويمكن القول ان هذه الصيغة هي ما تجري المناداة به والعمل من اجله في العديد من البلدان، وحتى في تلك التي تترسخ فيها الممارسة الديمقراطية والحياة البرلمانية، كونها تحمل الكثير من المزايا الجيدة، فهي الأقرب الى تمثيل خيارات المواطنين، ولا تهدر فيها الأصوات، كما انها الأكثر ملائمة في مجتمع تعددي مثل مجتمعنا.
والواضح ان الدول التي ترغب فعلا في استقرار مجتمعاتها وانظمتها وفي تعزيز الحياة الديمقراطية فيها وتوسيع دائرة المشاركة في الانتخابات، وفي تحسين تمثيل إرادة المواطنين، تبحث باستمرار عن آليات تحقيق ذلك، وليس عن المصالح الذاتية وتقديمها على المصلحة العامة.
وإذ يصعب الحديث عن صيغة متكاملة للقانون الانتخابي، فان المتابعة تشير الى تعدد الصيغ، ومنها الصيغة المختلطة التي تعتمد الدائرة الوطنية الواحدة والدوائر المتعددة، والتي تأخذ بها دول عدة منها الأردن في انتخاباته الأخيرة، بأمل استمرار تطويرها كما أشار القانون.
من دون ريب ان الثبات النسبي للقانون ضروري، خصوصا وان تغيير مواده يجري في بلادنا حسب أهواء ومزاج المتنفذين، وبعيدا عن المصلحة العامة وعما يساعد على التمثيل الأفضل ويرفع نسبة المشاركة ويطمّن المواطن على عدم ضياع الصوت الانتخابي.
ويبقى مهما ان نشير الى ان الخيارات الأفضل للقانون وللمنظومة الانتخابية بكاملها، لا يُنتظر ان تتحقق كمكرمة أو هبة بل لابد ان تنتزع، فالمتنفذون يبحثون عن مصالحهم، وهم في وطننا الأقلية القليلة، لذا حان الوقت ان تبحث الأغلبية عن مصالحها، ولن يتحقق هذا الا بالتخلي عن “آني شعليه” والتوجه الجدي الى الفعل والنشاط والمشاركة في الشأن الوطني العام، وبضمنها المشاركة في الانتخابات لتكون احدى روافع التغيير المطلوب.
***********************************************
الصفحة الثالثة
في بلاغ صادر عن اجتماع المكتب التنفيذي
التيار الديمقراطي العراقي يرفض وجود قوى موازية للدولة ويبحث نتائج عمل لجانه الانتخابية
بغداد ـ طريق الشعب
عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي اجتماعه الدوري صباح اليوم الجمعة، 29 تشرين الثاني 2024،. ناقش الاجتماع جدول أعمال حافل بالتحديات السياسية والتنظيمية والانتخابية، مستعرضًا أبرز التطورات والمستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية.
تطورات الوضع السياسي
بدأ الاجتماع بتقييم شامل لتطورات المشهد السياسي الراهن الذي يشهد تعقيدات متزايدة. وأكد المكتب أن الصراع العربي-الصهيوني لا يزال يشكل محورًا رئيسيًا للتوتر الإقليمي، مشيرًا إلى أن خروج دول مثل مصر والأردن من هذا الصراع قد أسهم في إحداث تغيرات جوهرية في معادلة القوى في المنطقة.
وفي سياق متصل، حذر المجتمعون من تصاعد التهديدات الإسرائيلية تجاه العراق، وأنها تأتي ضمن مخططات تهدف إلى تقاسم النفوذ وإعادة توزيعه في المنطقة، وأن التحركات العسكرية في مدينة حلب دليل واضح على اتساع رقعة المخططات الإقليمية، التي تنفذ على مراحل متعددة. كما أن هذه الأحداث قد تؤدي إلى تداعيات ومآسٍ مرت بها شعوب المنطقة سابقًا. وتم التأكيد على ضرورة التحلي باليقظة تجاه النشاطات المشبوهة والخلايا النائمة التي قد تسعى إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، لافتين إلى أن أي تصعيد أمني سيترك أثرًا سلبيًا مباشرًا على الوضع الاقتصادي للمواطن العراقي، مما يستدعي تكثيف الجهود الوطنية لتجنب تكرار هذه السيناريوهات المؤلمة والعمل على تعزيز الاستقرار الداخلي.
وشدد المكتب على أهمية ضبط الأمن الوطني وحصر السلاح بيد الدولة، حيث أكد على أن قرار الحرب والسلام يجب أن يكون حكرًا بيد الحكومة، مع رفض أي ممارسات أو ترتيبات تسليحية خارج هذا الإطار. كما أكد رفضه القاطع لوجود قوى موازية للدولة أو أي انتهاك لسيادتها تحت أي مسمى.
الوضع الاقتصادي وتسريبات الفساد
وفي محور الوضع الاقتصادي، أشار المكتب التنفيذي إلى أن استمرار تسريبات الفساد المتعلقة بمفاصل الدولة يشكل تحديًا كبيرًا يتطلب التعامل معه بحزم وجدية. وأكد أن هذه التسريبات، على الرغم من تداعياتها السلبية التي تعزز حالة الإحباط الشعبي وتزيد من العزوف عن المشاركة السياسية، فأنها تشكل فرصة لمحاسبة الفاسدين وتعزيز الرقابة على المؤسسات، مما يفتح الباب لإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة، تضمن استعادة الثقة تدريجيًا عبر إجراءات ملموسة تعزز النزاهة والشفافية.
وشدد المجتمعون على ضرورة تعزيز دور القضاء بوصفه الضامن الأساسي لتحقيق العدالة ومساءلة المتورطين في قضايا الفساد، مع التأكيد على ضرورة استقلاليته وتقويته بدعم حكومي وشعبي. وأشار المكتب إلى أن استغلال هذه الأزمة لتوعية المواطنين بأهمية المشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة يمثل خطوة محورية لإحداث تغيير حقيقي في المشهد السياسي.
التعداد السكاني وتأثيره
أشاد المكتب بالتعداد السكاني الذي أجرته الحكومة مؤخرًا كإنجاز مهم يعد الأول من نوعه منذ 20 عامًا. وأكد أن هذه الخطوة، التي جاءت بعد جدل سياسي كبير، تمثل بداية نحو بناء قواعد بيانات دقيقة وتقليص نفوذ الفساد في إدارة الموارد. كما دعا المكتب إلى المزيد من الإجراءات التنظيمية لتعزيز الشفافية وتطوير السياسات العامة في العراق.
اللقاء التشاوري لتنسيقيات الخارج
ثمن المكتب التنفيذي الجهود المبذولة في اللقاء التشاوري العاشر لتنسيقيات الخارج، موجهًا برقية تهنئة لهيئة متابعة التنسيقيات على نجاح اللقاء. وأكد الاجتماع على أهمية تعزيز التواصل المستمر مع الزملاء في الخارج، وضمان مشاركتهم الفاعلة في صنع القرار وتطوير العمل التنظيمي. وتم التشديد على ضرورة إيجاد آليات مرنة وفعالة لتعزيز التعاون بين التنسيقيات في الداخل والخارج، بما يساهم في توحيد الجهود وترسيخ العمل الديمقراطي المشترك.
وفي السياق ذاته، قدم المكتب شكره العميق لتنسيقيات الخارج على دعمها المادي الذي ساهم في دعم جريدة "صدى الناس"، مشيدًا بروح التعاون والمسؤولية المشتركة التي تعكس التزام هذه التنسيقيات بالمساهمة في تعزيز مشروع التيار الديمقراطي وتطوير أدواته الإعلامية.
الاستعداد للانتخابات المقبلة
استعرض الاجتماع عمل اللجان الانتخابية التي تم تشكيلها في المحافظات، مشيدًا بما أنجزته اللجنة المشتركة للانتخابات خلال اجتماعاتها الأسبوعية. وأكد المكتب أن التحالف المدني الديمقراطي يمثل الأساس للمشاركة الانتخابية المقبلة، داعيًا إلى تكثيف الجهود لتشكيل تحالف مدني واسع يضم القوى الوطنية والمدنية. كما أقر الاجتماع تشكيل لجنة للعمل المهني تُعنى بالاتحادات والنقابات المهنية والعمالية.
وثمّن المكتب التنفيذي جهود تنسيقيات ذي قار، الديوانية، النجف، البصرة، صلاح الدين، الكرخ، والرصافة، التي بادرت إلى تشكيل لجان انتخابية للإعداد والاستعداد للانتخابات المقبلة، مؤكدًا أن هذه الخطوات تمثل نموذجًا للعمل المنظم والمسؤول. كما أكد أن بقية التنسيقيات تواصل العمل لاستكمال تشكيل لجانها الانتخابية في أقرب وقت ممكن، لضمان جاهزية شاملة لدعم الجهود الانتخابية للتيار..
اللقاءات والعلاقات
ناقش المكتب اللقاء الأخير مع الحزب "البيت الوطني"، مؤكدًا أهمية هذه اللقاءات في تعزيز التعاون بين القوى المدنية والوطنية. وشدد المجتمعون على ضرورة استمرارية هذه الحوارات وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف القوى التي تشترك في الرؤية الوطنية. وأوضحوا أن مثل هذه اللقاءات تمثل خطوة أساسية نحو بناء جبهة موحدة تعمل على تحقيق الإصلاح السياسي والاجتماعي، والتصدي للتحديات التي تواجه مشروع الدولة المدنية والديمقراطية
أكد المكتب التنفيذي في ختام الاجتماع أن العمل المشترك والتكاتف هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق تطلعات الشعب العراقي نحو مستقبل أفضل قائم على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
**********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
التعداد السكاني والمحاصصة
كتبت ناننسي عزالديني مقالاً لموقع أمواج البريطاني حول التعداد السكاني الذي أُجري في البلاد مؤخراً، والذي يعّد الأول من نوعه منذ ثلاثة عقود، أشارت فيه إلى أن المسؤولين يأملون أن تكشف نتائج التعداد عن واقع العراق في أدق تفاصيله، وربما تعمل على إحداث ثورة في صناعة السياسات من خلال رؤى تعتمد على البيانات الجديدة.
آراء مختلفة
وذكرت الكاتبة بأن العديد من العراقيين لا يشاركون السلطات تفاؤلها هذا بشأن النتائج المتوقعة للاستطلاع، حيث يخشى إقليم كردستان مثلاً، من أن تؤدي أرقام السكان الجديدة إلى تقويض مطالباته بضم ما يسمى بالأراضي المتنازع عليها إلى الإقليم. ويبدو أن استبعاد الحكومة الأسئلة المتعلقة بالعرق والطائفة، لم ينجح في تخفيف مثل هذه المخاوف، فيما بدا هذا الاستبعاد نفسه غريباً في بلاد تحكمها منظومة يتحدد التمثيل السياسي وتوزيع الموارد فيها على أساس العرق والطائفة.
وأضافت الكاتبة بأن محاولات البيروقراطيين غالبًا أنكار ذلك، لم يعّد نافعاً، خاصة وإن الكثيرين باتوا يخشون من أن تكون النخب السياسية قد أصبحت مرتبطة بشكل لا رجعة فيه بصنع السياسات التي تركز على الطائفة. وعموما رأت الكاتبة بأن التحدي سيكون في إظهار بيانات التعداد الجديدة القدرة على تحسين حياة العراقيين، وما إذا كانت ستمثل لحظة نادرة لشق طريق مختلف، وإثبات أن التفكير المستقبلي والسياسة القائمة على الإحصائيات العلمية أمر ممكن.
أهمية البيانات الدقيقة
وأشار المقال إلى أن آخر تعداد سكاني أجرته بغداد قد أظهر بأن عدد سكان العراق، ماعدا المحافظات الثلاث ذات الأغلبية الكردية، أربيل والسليمانية ودهوك، يبلغ حوالي 22 مليون نسمة، في وقت شابت فيه تلك العملية عددا من المؤامرات السياسية من قبل حزب البعث الحاكم، إلى الحد الذي فقدت فيه مصداقيتها لدى كثير من المراقبين.
وأضاف بأن البلاد قد شهدت منذ ذلك الحين، طفرة كبيرة في المواليد، حيث يشير خبراء الديموغرافيا إلى أن 60 في المائة من السكان الحاليين ولدوا بعد عام 1990، و40 في المائة بعد عام 2003. وبالمقارنة بجيرانها، الذين شهدوا جميعًا تقريبًا "زلزالًا شبابيًا" من معدلات الخصوبة المرتفعة والنمو السكاني، فإن العراق يتصدر المجموعة بتوقعات تشير إلى أن إجمالي عدد سكانه سيصل إلى 50 مليونًا بحلول عام 2030. وأكدت الكاتبة على أن الافتقار إلى الأرقام الموثوقة يشكل العائق الأساسي أمام نجاح الحكومة، بما في ذلك قدرتها على تحديد الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات الفقر بدقة، حيث تتراوح حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بين 5620 دولارًا و6826 دولارًا، أي بين 15 و19 دولارًا في اليوم.
الديموغرافية والمحاصصة
وجراء اعتماد تكوين المؤسسات الديمقراطية في العراق على عدد السكان، بحيث يكون هناك مقعد واحد في الهيئة التشريعية الفيدرالية لكل 100 ألف عراقي، توقعت الكاتبة أن يتوسع البرلمان ليضم 450 مقعداً بدلاً من 329 مقعداً.
الاّ أن ذلك لايبدو سهلاً بسبب ما يختزنه التحاصص الطائفي والإثني غير الدستوري، من تفاصيل معقدة، أعطت للتركيبة السكانية النسبية للمجموعات العرقية والطائفية المختلفة في البلاد دورًا كبيرًا في التمثيل السياسي. كما ساهمت السياسات التمييزية والنزوح والتحولات الديموغرافية الأخرى في زيادة الارتباك، وهو ما يمكن أن يديم التوترات السياسية ويغذي المخاوف من زعزعة الاستقرار وقد يؤدي إلى المزيد من النزاعات على الحكم.
بقاء المحاصصة
وذكر المقال بأنه ومهما كانت الحقيقة التفصيلية للتركيبة السكانية في العراق، فمن المؤكد أن الديناميكيات الاجتماعية والسياسية ستستمر في إعادة تشكيل التركيبة العرقية الطائفية للبلاد في السنوات القادمة، في ظل تباين بمعدلات الخصوبة بين الفئات السكانية المختلفة، وهو ما سيزيد من المطالبات بزيادة أو تقليص التمثيل السياسي والحصة في الموارد من هذا الطرف أو ذلك. وتوقعت الكاتبة أن تتعقد المشاكل بين أربيل وبغداد، إذا ما إستمرت منظومة المحاصصة بإدارة البلاد وفق منهجها.
واختتمت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن تعداد عام 2024 الذي يشكل خطوة ضرورية ومتأخرة منذ فترة طويلة، لن يكون الحل السحري للعديد من التحديات السياسية والديموغرافية التي يواجهها العراق، ما لم تُجبر السلطة على استخدام نتائجه بصورة حيادية وسليمة.
*********************************************
عين على الأحداث
گولوا فرهود!
تجاوزت مبيعات مزاد العملة مبلغ 65 مليار دولار بنهاية تشرين الأول الماضي فيما يتوقع مختصون وصولها إلى 75 مليار دولار في نهاية هذا العام، في مؤشر صارخ على فشل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة للحد من عمليات تهريب العملة وغسيل الأموال، لاسيما بعد أن بلغ الفرق بين مبيعات البنك المركزي من العملة الأجنبية (40.9 مليار دولار) وحجم الإستيرادات من المواد السلعية والمنتجات النفطية (24.6 مليار دولار) مستوى لم يسبق له مثيل. هذا ويدرك الجميع بأن المستفيد الرئيسي من مزاد العملة كنافذة أساسية للتدفقات المالية غير المشروعة، هم حيتان الفساد من المتنفذين أو من يمولونهم.
خريف القمع
سجلت أشهر الخريف هذا العام تصاعداً بشعاً في حملات القمع التي يتعرض لها العراقيون عندما يحاولون التعبير عن آرائهم أو المطالبة بحقوقهم، حبث أُستخدم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الحارة والضرب المبرح والاعتقالات والتهديدات بالقتل والاختطاف ضد تظاهرات ذوي المهن الصحية، وخريجي محافظة ذي قار والمحتجين على الاعتقالات في المحافظة، وتظاهرات العاطلين في البصرة، والمطالبين بإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين، والمحتجات على تعديل قانون الأحوال الشخصية. هذا وفيما تستمر الاعتقالات المخالفة للدستور والقانون، تشير الأخبار إلى أن "أولي الأمر" لم يتعظوا من التاريخ، فعمدوا لاستيراد ثلثي ما تنتجه كوريا الجنوبية من الغاز المسيل للدموع لقمع معارضيهم.
ما يستحق أن يُقتدى به
قررت حكومة إقليم كردستان عدم شمول جرائم قتل النساء بقانون العفو العام المعمول به في الإقليم منذ عام 2017، فيما جرى الإعلان عن إنشاء مراكز لمكافحة العنف ضد المرأة ومراكز استشارة الأسرة، وإنشاء خطوط ساخنة وتطبيقات لمساعدة المعرضين للخطر. هذا وفي الوقت الذي تفتقد فيه البلاد لقانون فيدرالي ضد العنف الأسري ويتهيأ مجلس نوابها لتصفية ما للمرأة من حقوق عبر تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188، يدعو النشطاء جميع الحريصين على مستقبل مزدهر للعراق للتحرك من أجل الاقتداء بهذه السنن الجيدة التي تتبع في كردستان وإحباط مساعي المتنفذين لإعادة عجلة التقدم للوراء.
وهل تغير شيء؟
قبل عام مضى، نشرت صحيفة النيويورك تايمز، تقريراً عن الفساد في العراق، أشارت فيه إلى أن المتنفذين نهبوا بين 150 و300 مليار دولار، وإنهم يسيطرون على واردات المطارات والمنافذ الحدودية والموانيء، وأن شركاتهم الوهمية اشترت عقارات في لندن من المال الذي تحصل عليه في مزاد العملة، وأن سياسة الاستيراد المنفلت ليست سوى وسيلة لغسيل الأموال، فلا يعقل أن تستورد البلاد طماطة بقيمة 1.66 مليار دولار وبكمية تفوق 1000 مرة احتياجاتها. المتغير الرئيسي في هذا العام كما يبدو، كان سرقة القرن التي أدت لضياع 2.5 تريليون دولار، سُجن بسببها رجلان لمدة عشر وثلاث سنين فقط.
بَعَد ما بِدينَه!
كشف عضو في لجنة التخطيط النيابية، عن قيام الشركة العامة للسكك الحديد بإبرام عقد لوضع تصاميم لمسار من الفاو إلى الشعيبة بقيمة 30 مليون دولار رغم أن هذا المسار كان قد تم تصميمه قبل 14 سنة من قبل شركة إيطالية وبمبلغ مماثل. كما أشار النائب إلى وجود أخطاء تقنية تثير الشك في مشاريع الشركة الأخرى. هذا وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومة قد حاسبت قبل فترة إدارة الشركة لشبهات فساد قُدرت بنحو 22.5 مليار دولار، تثير هذه الأنباء مخاوف الناس من تفشي الفساد في مشروع التنمية الإستراتيجي قبل أن تجد خطواته الأولى النور.
********************************************
الصفحة الرابعة
صيادون لـ{طريق الشعب}: سياسة الحكومة وقلة وعي الناس تهددان مهنتنا
بغداد – تبارك عبد المجيد
تواجه الثروة السمكية في العراق تحديات جسيمة تهدد مصير آلاف العائلات التي تعتمد على هذه المهنة مصدرا رئيسيا للمعيشة، حيث يعاني الصيادون من تلوث مياه الأنهار، والصيد الجائر، ما أدى إلى تراجع الموارد السمكية، فضلا عن انخفاض منسوب المياه نتيجة للسياسات المائية والجفاف.
وفي ظل غياب الدعم الحكومي والتشريعات الفاعلة لمكافحة التجاوزات، يجد الصيادون أنفسهم في مواجهة مستقبل غير واضح.
تلوث المياه والصيد الجائر
محمد ستار، أحد صيادي محافظة ذي قار، تحدث عن الأوضاع الصعبة التي يواجهها الصيادون يوميًا، نتيجة تدهور البيئة المائية وانخفاض الموارد السمكية وغياب الدعم الحكومي، يقول ستار: "نحن كصيادين في ذي قار نعاني بشدة بسبب تلوث المياه والصيد الجائر. المياه أصبحت غير صالحة، والتلوث أثر بشكل مباشر على الثروة السمكية. هناك أشخاص يستخدمون أساليب غير قانونية مثل المتفجرات والصيد الكهربائي، وهذه الأساليب لا تقتل الأسماك فقط، بل تدمر البيئة المائية بأكملها وتؤذي حتى الكائنات الأخرى التي تعتمد عليها".
وأضاف ستار مشيرًا إلى مشكلة أخرى تتفاقم يومًا بعد يوم :"لدينا أيضًا مشكلة تواجه احد انواع الأسماك يسمى "الشانك"، الذي يتغذى على بيوض الأسماك الأخرى، ما يقلل من تكاثر الأسماك بشكل كبير، مردفا بأنه "حتى لو لم تكن هناك مشاكل تلوث أو صيد جائر، فإن وجود الشانك وحده يمثل خطرًا كبيرًا على الموارد السمكية".
وتابع ستار حديثه عن معاناة الصيادين بسبب انخفاض منسوب المياه، قائلا "نحن نعتمد على الأنهار في عملنا ومعيشتنا، لكنها الآن لم تعد كما كانت؛ اذ هناك نقص في المياه بسبب السدود والسياسات المائية، ما أثر بشكل كبير على حياتنا المعيشية، وهذا الحال دفع الكثير من الشباب الى ترك هذه المهنة والبحث عن عمل آخر".
وأشار الى انه "لو كانت هناك رقابة فعّالة لمنع التجاوزات مثل استخدام المتفجرات والصيد الكهربائي، لكان الوضع أفضل. هذه الأساليب لا تضر فقط بالصيد، بل تدمر النظام البيئي بأكمله. أننا بحاجة إلى نشر الوعي بين الناس بشأن خطورة هذه الممارسات. للأسف، نشاهد التجاوزات يوميًا ولا أحد يتحرك لإيقافها".
وفي ختام حديثه، وجه ستار رسالة إلى الجهات الحكومية، قائلا: "نحن بحاجة إلى تدخل سريع لإنقاذ الوضع. يجب فرض قوانين صارمة تطبق بجدية، وتوفير حلول بديلة مثل إنشاء بحيرات أسماك، أو تنظيم حملات توعية لحماية الموارد الطبيعية"، مشيرا الى ان "الصيد هو مصدر رزقنا الوحيد، وإذا استمر الوضع على هذا الحال، فإن مستقبلنا ومستقبل عائلاتنا سيكون في خطر".
موسم صعب للغاية
صياد اخر من محافظة ميسان، يدعى رسول نوري، الذي يعمل دليلا سياحيا، حيث وصف وضع الأسماك في هذا الموسم بأنه صعب للغاية، مشيراً إلى أن الجفاف أدى إلى تراجع كبير في الموارد الطبيعية مثل الحشائش التي تتغذى عليها الحيوانات المائية، وتسبب في صعوبة ممارسة الصيد، الذي يعد مصدر رزق أساسي لسكان المنطقة.
وبين نوري لـ "طريق الشعب"، ان "المستنقعات جفت تماماً، ما جعل الوصول إلى الأسماك شبه مستحيل. نحن نعتمد على هذه المناطق للصيد، لكنها الآن غير قابلة للاستغلال بسبب نقص المياه".
وأضاف: "تفاقمت معاناة السكان بسبب تعطل الزوارق التي يعتمدون عليها للتنقل في الأهوار"، مبينا أن قاع الأهوار مليء بالمخلفات، بما في ذلك قطع الحديد التي تعود للحروب القديمة، ما يؤدي إلى تلف مستمر في محركات الزوارق".
وقال :" نحن نخسر أموالاً ومعدات باستمرار بسبب هذا الوضع، ما يجعل الحياة أكثر صعوبة".
سياسات الحكومة تقتل الثروة السمكية
أحمد عبد علي القصير، مستشار اتحاد الجمعيات الفلاحية، تحدث حول واقع الثروة السمكية في العراق، مشيرًا إلى أن هذا القطاع شهد ازدهارًا ملحوظًا قبل ثلاث إلى أربع سنوات، حيث نجح في تلبية حاجة السوق المحلي، بل حقق فائضًا قابلاً للتصدير. إلا أن هذا الازدهار لم يستمر، إذ تعرضت الثروة السمكية لتحديات عديدة أدت إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير.
وأوضح القصير لـ "طريق الشعب"، أن هذه التحديات تضمنت انخفاضًا كبيرًا في الموارد المائية بسبب الجفاف، ما أدى إلى ردم آلاف البحيرات"، وهو إجراء وصفه بأنه جاء سريعًا وسلبيًا على القطاع، مقارنة بقلة الجهود المبذولة لدعم وتشجيع هذا المورد المهم.
وأضاف: "للأسف، نجد أن تنفيذ القرارات ذات التأثير السلبي يتم بسرعة، بينما القرارات التي تصب في مصلحة تطوير القطاعات الإنتاجية كالثروة السمكية تواجه بطئًا وتقصيرًا واضحًا".
وأشار إلى أن هذه الإجراءات، إلى جانب الجفاف، تسببت في كوارث أثرت بشكل مباشر على كميات الإنتاج السمكي وأدت إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك، ما انعكس سلبًا على العوائل التي تعتمد على هذا القطاع كمصدر رئيسي للعيش.
ولفت إلى أن المناطق الأكثر تضررًا هي الأهوار، التي جفّت بشكل كبير، مما أدى إلى تقلص أعداد العاملين في هذا القطاع الحيوي.
واختتم القصير بالإشارة إلى وجود بعض الجهود الحالية لتحسين الوضع، بما في ذلك تخصيص حصة مائية محدودة لإحياء الأهوار، إلا أنه أكد أن هذه الخطوات، رغم أهميتها، لن تعيد القطاع إلى مستوياته السابقة التي شهد فيها ازدهارًا كبيرًا.
تداعيات ردم البحيرات
من جانبه، تحدث إياد الطالبي، رئيس جمعية منتجي الأسماك، حول التحديات التي تواجه قطاع تربية الأسماك في العراق، مؤكدًا أن دور الجهات الحكومية كان سلبيًا في هذا المجال. وأوضح أن وزارة الموارد المائية اتخذت قرارًا بخصوص ردم البحيرات غير المرخصة والتي تستخدم مياه البزل، وهو ما أسهم بشكل كبير في تدهور الثروة السمكية وزيادة الأسعار. وأضاف ان "هذا القرار كان له دور كبير في تدمير كميات الأسماك المنتجة محليًا، مما أثر بشكل كبير على الأمن الغذائي في البلاد".
وتطرق الطالبي في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى مشكلة شحة المياه واستخدام مياه البزل في تربية الأسماك"، مشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من هذه المياه وتوجيهها إلى مشاريع تربية الأسماك، خصوصًا في المناطق التي تحتوي على أراضٍ خارج حدود الري المعتمدة.
و اقترح الطالبي استغلال المياه المهدورة في مشاريع الاستزراع السمكي وإعادة استخدامها بشكل صحيح لتفادي المزيد من التدهور في الإنتاج.
وأكد أن الحكومة المركزية، ممثلة بوزارة الموارد المائية، أبلغت الجمعية أنه سيتم ردم المزارع السمكية المجازة خلال ثلاث سنوات، مع السماح فقط باستخدام الأقفاص العائمة.
يشار الى انه تم تشكيل لجنة متابعة من قبل الحكومة والجمعية لدراسة وتطوير نظام الأحواض المغلقة كبديل مستدام.
وبحسب الطالبي: "الجمعية بدأت العمل مع وزارة الزراعة لتنظيم دورات تدريبية وتثقيفية على هذا النظام في بعض المحافظات مثل بابل والبصرة والأنبار، بهدف ضمان استدامة قطاع تربية الأسماك في العراق".
واختتم بالتأكيد على ضرورة إجراء دراسات معمقة للوصول إلى حلول عملية ومستدامة لدعم هذا القطاع الحيوي وتحقيق توازن بين الحفاظ على البيئة وتحقيق الأمن الغذائي للمواطن العراقي.
ويقول مدير عام دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة العراقية، وليد محمد رزوقي، أن "ردم بحيرات الأسماك نتج عنه قلة في الانتاج، كما وفتح الباب أمام مربو الأسماك لرفع الأسعار"، مشيرا "الى وجود صعوبة في التحكم بالأسعار".
وعن استيراد الأسماك، يبين رزوقي لـ "طريق الشعب"، أن "الاستيراد مسموح به سواء كانت الأسماك الحية أو مجمدة"، موضحاً وجود استيراد للأسماك بالوقت الحالي، خاصة نوع الكارب"، اما الأكثر مبيعا من الأسماك العراقية فهي الشبوط والكطان والبني، وفقا لرزوقي.
يشير رزوقي الى وجود برامج أخرى تتعلق بملف الثروة الحيوانية، منها إطلاق أصبعيات الأسماك بالإضافة إلى اليرقات، سوف يتم إطلاقها في المسطحات المائية، اذ تم إطلاق الملايين من هذه الأصبعيات بغية السيطرة على الأسعار".
ويشار إلى أن مديريات وزارة الموارد المائية في كافة المحافظات، بدأت في شهر حزيران العام الماضي بحملة واسعة لإزالة بحيرات الأسماك المتجاوزة بهدف تقليل كمية المياه المهدورة، خاصة وأن عدد هذه البحيرات بالمئات.
**************************************************
لا خدمات ولا انترنت والزراعة مصدر عيشهم الوحيد قرية السحل الأنبارية: ٢٥٠ عائلة تعيش خارج رادار الحكومة
بغداد – طريق الشعب
يعاني سكان قرية السحل، الواقعة على أطراف وادي حوران وسط محافظة الأنبار، من إهمال مستمر منذ عقود. ويقطن القرية حوالي 250 عائلة، تفتقر جميعها إلى أبسط الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء، المياه الصالحة للشرب، والمستوصف الصحي، فيما يعتمد السكان بشكل رئيس على مياه الأمطار لري مزروعاتهم، حيث تمثل الزراعة المصدر الأساسي لعيشهم.
غياب تام للقطاع الصحي
محمد الأنباري، أحد سكان ناحية البغدادي القريبة من قرية السحل، ذكر أنه قام بزيارتين للقرية أثناء إعداده بحثاً عن مشكلات المياه في القرى والأرياف بمحافظة الأنبار، حيث لاحظ حجم المعاناة التي يعيشها السكان بسبب نقص الخدمات الأساسية.
وتحدث الانباري لـ "طريق الشعب"، عن معاناة السكان في القرية، قائلا ان "المياه والكهرباء معدومة بالكامل، كما لا يوجد فيها مستوصف صحي. يضطر السكان الى القدوم الى ناحية البغدادي للعلاج، وحسب ما نقل لي السكان، هناك حالات وفاة حصلت بسبب الوصول المتأخر الى المستشفى".
وتُضطر العائلات في القرية الى نقل النساء الحوامل قبيل موعد الولادة إلى مستشفى في البغدادي لتأمين رعايتهن قبل أن الولادة.
ناس تعيش بالقرون الوسطى
وبين الناشط المدني، أن "الحياة في قرية السحل بدائية وبسيطة. يعتمد السكان على الزرعة وتربية المواشي"، مشيرا الى ان السكان يعتمدون على الهواتف الجوالة القديمة، فيما تسود العادات والتقاليد القديمة بشكل كبير، حيث لم نجد هناك نساء يتجولْن او يذهبن للدراسة".
وأشار الى وجود مضخة ديزل تسحب المياه من البئر، بعد استخراجها لتوضع في بركة مصنوعة من الاسمنت للاستخدام".
مسؤول محلي يحدد احتياجاتها
من جانبه، قال مدير ناحية البغدادي أن قرية السحل، تبعد حوالي 25 كيلومترًا عن مركز الناحية، قد شهدت تحسنًا ملحوظًا في البنية التحتية والخدمات خلال العامين الماضيين.
وقال لـ "طريق الشعب"، أن "القرية، التي كانت تفتقر سابقًا إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والطرق، أصبحت الآن تتمتع بشبكة كهرباء وطرق معبدة".
وأشار المدير إلى أن القرية لا تزال بحاجة إلى بعض الخدمات الضرورية، مثل إنشاء مركز صحي أو وحدة طبية لتلبية احتياجات السكان المحليين. وأضاف أن غياب الخدمات الصحية يجبر السكان على التنقل لمسافة 25 كيلومترًا للوصول إلى أقرب مركز صحي في ناحية البغدادي.
وفيما يتعلق بخدمات الإنترنت والاتصالات، اكد انها منقطعة مستدركا بالقول أن شركة "آسيا سيل" قامت بنصب برج في القرية، ولكن أغلب السكان يعتمدون على خدمات شركة "زين" للاتصالات.
ودعا إلى تحسين البنية التحتية الرقمية في القرية لتلبية احتياجات السكان بشكل أفضل.
واختتم مدير الناحية حديثه بالتأكيد على أهمية دعم القرى النائية مثل السحل بالخدمات الأساسية لتحسين مستوى المعيشة وضمان توفير احتياجات المواطنين في هذه المناطق.
الانبار تنتظر التخصيصات
يقول سعد المحمدي، عضو مجلس محافظة الأنبار، أن "الخطط التنموية في المحافظة تعتمد على تحديد الأولويات بناءً على احتياجات الوحدات الإدارية المختلفة".
وبيّن المحمدي لـ "طريق الشعب"، أن "رؤساء الوحدات الإدارية يقومون برفع خططهم وفقاً للأولويات المحلية، حيث يمكن أن تختلف الاحتياجات من ناحية وقرية إلى أخرى. على سبيل المثال، قد تكون قرية معينة بحاجة ماسة إلى مشاريع في قطاع التربية، بينما تفضل أخرى التركيز على الصحة أو البنية التحتية مثل الطرق والجسور".
وأكد المحمدي، أن "توزيع الميزانية يتم وفق هذه الأولويات لضمان تحقيق أفضل استفادة ممكنة لجميع النواحي والأقضية والقرى في المحافظة".
ومع ذلك، أشار إلى "وجود تحديات كبيرة في العام الحالي، أبرزها عدم وصول الموازنة المخصصة للمحافظة، مبينا بالقول: ان “الموازنة التي كنا نعول عليها لم تصلنا، حيث استحوذت الحكومة الاتحادية عليها، ما جعلنا عاجزين عن تنفيذ العديد من المشاريع المخطط لها، وتركنا في موقف صعب أمام المواطنين".
واختتم المحمدي حديثه بالتأكيد على التزام مجلس المحافظة بتقديم الخدمات لجميع المناطق ضمن الإمكانيات المتاحة، معرباً عن أمله في تحسين الأوضاع المالية في المستقبل لتلبية احتياجات السكان بصورة أفضل.
***************************************************
الصفحة الخامسة
من أكبر مدن بغداد وأفقرها الحرية.. الخدمات بائسة والأهالي يريدون حلولاً عاجلة
بغداد – ماجد مصطفى عثمان
تعاني مدينة الحرية، إحدى أكبر مدن بغداد، ترديا واضحا في مستوى الخدمات المقدمة إلى مواطنيها، من مختلف النواحي البلدية والصحية والتعليمية.
وكثيرا ما يشكو أهالي الحرية، عبر وسائل إعلام وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، من تدهور البنى التحتية في أزقتهم الفرعية وشوارعهم الرئيسة، ومن تراجع مستوى الخدمات العامة، شأن غيرهم من سكان بقية المناطق الشعبية في العاصمة. ويُرجع الأهالي أزمتهم الخدمية، إلى الفساد الاداري والمالي المستشري في بعض مؤسسات الدولة، وسوء التخطيط، وعدم توظيف الاموال العامة بالشكل الصحيح.
وتُعد مدينة الحرية، او ما تسمى سابقا بـ “مدينة الهادي”، من احياء بغداد الشعبية الكبيرة والفقيرة أيضا، بعد مدينتي الصدر والشعلة. وتقع في شمالي العاصمة وتمتاز بكثافتها السكانية العالية اضافة الى التنوع السكاني فيها. فقد جمعت هذه المدينة، منذ نشوئها في بداية العقد الخامس من القرن الماضي، عائلات من اغلب ألوان الطيف الاجتماعي العراقي.
في الحرية توجد شوارع رئيسة عديدة تربط بين مناطقها، وهي شارع الحرية الأولى، شارع باتة، شارع الحرية الثانية، شارع الدولعي، شارع دور نواب الضباط وغيرها. فيما تضم المدينة عددا من الأسواق الشعبية، منها أسواق الحرية الاولى والثانية والثالثة والدولعي.
شوارع مهملة وواقع صحي سيء
كاظم محمد علي، وهو صاحب محل نجارة في منطقة دور نواب الضباط بمدينة الحرية، يشكو من تدهور البنى التحتية في مدينتهم بشكل عام.
ويقول لـ”طريق الشعب”، أن “معظم الشوارع الرئيسة في منطقتي المشتل والحرية الأولى، مهملة ومليئة بالتخسفات والمطبات. أما الأزقة الفرعية، فهي لم ترَ التبليط منذ سنوات طويلة، ما أدى إلى ترديها، وبالتالي أثر سلبا على حركة المركبات”.
ويتحدث علي عن الواقع الصحي في المدينة، مبينا أن “المراكز الصحية قليلة ولا تستوعب الأعداد الكبيرة للمرضى. كما انها تفتقر إلى اجهزة الفحص الحديثة وتعاني نقصا في الكادر الطبي، ناهيك عن شح الادوية، خاصة ادوية الامراض المزمنة التي يضطر المواطن لشرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة تثقل كاهله”.
ولا يختلف الواقع التعليمي في المدينة عن الواقع الصحي. فهو متراجع أيضا – وفق المواطن علي، الذي يؤكد أن “المدارس غير كافية. إذ يكتظ الطلبة في الصفوف بأعداد كبيرة”.
فيما يشكو من خلو المدينة بشكل عام، من أي متنفس ترفيهي. إذ لا حدائق ولا متنزهات تلجأ إليها العائلات وأطفالها، عدا حديقة واحدة في منطقة دور نواب الضباط، وهي ليست بالمستوى المطلوب.
المطر يشلّ حركة الأهالي!
من جانبه، يقول المواطن علاء عبد حمودي، من سكان المحلة 438 في منطقة السلام التابعة للحرية، أن معظم شوارعهم الرئيسة والفرعية غير مبلطٍ، وان الأهالي كثيرا ما ناشدوا المجلس البلدي التحرك على الجهات المعنية لتبليط الشوارع، لكن دون جدوى.
ويضيف لـ”طريق الشعب” قائلا، أن شوارعهم تمتلئ ببرك المياه الآسنة والأوحال خلال موسم الأمطار، ما يعيق وصول الطلبة والموظفين والكادحين إلى وجهاتهم.
ومن الناحية الصحية، يقول حمودي ان منطقتهم لا يوجد فيها مركز صحي، لذلك يضطر المرضى إلى مراجعة مراكز صحية في مناطق أخرى. أما من ناحية خدمات النظافة، فيؤكد أن النفايات تتراكم، بشكل لافت للنظر، على طول الشارع الذي يربط منطقة الطابو بالعشوائيات، بسبب عدم توفر حاويات لجمعها، وعدم مجيء كابسات البلدية، الأمر الذي سبّب أضرارا بيئية وصحية.
بؤس خدمي في الحرية الثانية
لا يختلف الحال في منطقة الحرية الثانية عما في بقية مناطق مدينة الحرية. وعن ذلك يقول المواطن نهاد عبد، من سكان المحلة 426 في المنطقة، أن الأهالي، وغالبيتهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود، يعانون تدهور حال أزقتهم. حيث تمتلئ بالحفر والمطبات، لا سيما القريبة من دائرة الكهرباء.
ويضيف لـ”طريق الشعب” قوله، أن المياه الآسنة والثقيلة ومخلفات المولدات من دهون ومياه، تتراكم في الأزقة، وأحيانا تتسرب إلى أنابيب الإسالة المتكسرة، ليصل ماء الشرب إلى المنازل ملوثا! مشيرا إلى ان الجهات المعنية لا تُجري أعمال صيانة للأنابيب المتضررة، سواء بالنسبة لشبكة الإسالة أم المجاري.
ويشكو المواطن من تراجع خدمات النظافة في منطقتهم. حيث النفايات تتراكم في الشارع العام بسبب عدم وجود حاويات كافية لجمعها، ما تسبب في انتشار الزواحف والقوارض والحشرات، مضيفا أن كابسة البلدية تزور المنطقة بشكل غير منتظم، وفي أوقات متأخرة من الليل.
أما في شأن الواقع التعليمي، فيقول المواطن ان المدارس غير كافية، وبعضها يعمل بالدوام الثلاثي، ما أثر سلبا على العملية التعليمية، مبينا أن الخدمات الصحية في المدارس بائسة، والحمّامات المتضررة لا تجري صيانتها من قبل الإدارات.
ولا يوجد في الحرية الثانية مركز صحي، رغم كثافتها السكانية العالية، الأمر الذي يضطر المرضى إلى مراجعة المركزين الصحيين في الأولى والثالثة، وهما يعانيان شح الأدوية – حسب عبد.
“دور الشؤون” لا تعرف الخدمات!
يُعد حي دور الشؤون أحد أحياء منطقة الحرية الأولى، وهو مكتظ بالسكان. حيث يضم بيوتا صغيرة لا تتجاوز مساحاتها 104 مترات، تسكن في كل واحد منها أحيانا عائلتان، بسبب الظروف المعيشية القاسية.
ويتحدث المواطن مازن عبد الله، أحد سكان الحي، عن أزمة خدمية حادة في حيّهم، خاصة في المجالات البلدية والصحية والتعليمية.
ويقول لـ”طريق الشعب”، أن “الأزبال تتراكم في الطرقات، لا سيما في الشارع العام المجاور لسوق الحرية الأولى وقرب الملجأ، ما يتسبب في تصاعد الروائح الكريهة، ويجذب الحيوانات السائبة”.
ويضيف قائلا أن “الأزقة متخسفة، واسفلتها متكسر جرّاء عدم إدامته. لذلك تمتلئ طرقاتنا خلال موسم الأمطار ببرك المياه والأوحال. فيما تغرق بيوتنا بماء المطر”، مشيرا إلى ان “شبكة الصرف الصحي قديمة جدا، وتتعرض باستمرار لانسدادات، وأحيانا تتسرب مياهها إلى أنابيب الإسالة”.
ويلفت عبد الله، إلى ان أغطية المنهولات تُسرق بين فترة وأخرى، بسبب غياب الرقابة والمتابعة من قبل المجلس البلدي.
عائلات وسط الصفيح!
بسبب أزمة السكن الحادة، اضطر عراقيون كثيرون، وجلهم من الفقراء والمعدمين، إلى السكن في عشوائيات لا يتوفر فيها أدنى مقومات العيش. وتكاد لا تخلو مدينة في البلاد من السكن العشوائي، الذي تزيله الدولة بين فترة وأخرى من دون بدائل سكنية تحفظ كرامات أولئك المعدمين!
وفي حي السلام بمدينة الحرية، هناك أعداد كبيرة من الفقراء يسكنون في منازل عشوائية مبنية من الطين والصفيح، وهؤلاء بالتأكيد يُقيمون خارج حدود الخدمة البلدية، ومنهم المواطن أبو سلمان، الذي يؤكد أنهم لم يذوقوا طعم الخدمات أبدا. فطرقاتهم طينية تُحاصرهم في موسم الأمطار، وتجعلهم حبيسي منازلهم البائسة!
ويضيف لـ”طريق الشعب” قوله، أن النفايات وأنقاض البناء تحيط بمنازلهم. فيما يعانون ضعفا في الطاقة الكهربائية وشحا في مياه الشرب، فكل ما يحصلون عليه من ذلك تجاوزا، مؤكدا أن منطقتهم ملاذ مغرٍ للحيوانات السائبة والزواحف، ما يُقلقهم على سلامة أطفالهم.
البلدية تحفر شوارع “الدباش” وتُغادر!
أما في حي الدباش، أحد أحياء الحرية، فتقوم البلدية بحفر بعض الشوارع وحدلها، على أمل إكسائها، لكنها تُغادر تاركة إياها من دون إكساء، لا سيما الشارع الذي يربط الدباش بالمركز الصحي في الحرية الأولى وبشارع الحرية الثالثة – حسب ما يؤكده لـ”طريق الشعب” المواطن محمد علي.
ويوضح أن “هذه المشاريع غير المكتملة جعلت شوارعنا من سيء إلى أسوأ. ففي موسم الأمطار تغمر المياه طرقاتنا، وتعيق حركتنا”.
من ناحية ثانية، يشكو علي من ارتفاع سعر أمبير المولدات الأهلية، بعيدا عن أعين الرقابة. إذ يبلغ سعر الأمبير بين 15 و20 ألف دينار، بالرغم من استقرار الكهرباء الوطنية خلال هذه الشهور.
ولا يختلف سعر الأمبير في حي “أبو جفات” عما في الدباش. وهذا ما يؤكده المواطن أبو حسن. ويقول لـ”طريق الشعب”، أن جلهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود، يُثقل كواهلهم ارتفاع سعر الأمبير.
وفي سياق آخر، يشكو أبو حسن من تدهور القطاع الصحي في حيّهم. فالمستوصف يخلو من أكثر الأدوية طلبا، وأبرزها أدوية الأمراض المزمنة.
جميع الذين التقت بهم “طريق الشعب”، يؤكدون أن واقع الخدمات في الحرية بائس جدا، وهو بحاجة ماسة إلى التفاتة جادة من الحكومة ومؤسساتها ذات العلاقة، مطالبين بحلول عاجلة لمشكلاتهم الخدمية، والتخفيف من معاناتهم التي طال أمدها، وهذا حق مشروع.
********************************************
اكول.. كلا للإذلال!
آيات سعدون
صعب ان تطلع على مشاريع بناء الجسور والانفاق التي يجري تنفيذها حالياً في بغداد، دون ان تثمّنها، لكنك في الوقت نفسه تشعر بالغرابة والحسرة، والاذلال أيضا، عندما تضيّع وقتك وأنت تقود سيارتك بين الشوارع الفرعية غير المعبّدة، فتصل إلى وجهتك بعد وقت مفتوح من التأخير، بينما تحتاج في الحقيقة إلى دقائق معدودة حتى تصل!
تلك المحنة اليومية المُرهِقة، سببها عدم توفير طرق نظامية بديلة، فضلا عن تأخر إكمال المشاريع، أو تأخير افتتاح ما اكتمل منها،اضطرارا أو ربما عمدا!
نعم ايها السادة الكرام.. قد وجّه المسؤولون عن تنفيذ المشاريع بأن يكون العمل على مدار 24 ساعة حتى يُنجز في أسرع وقت، بينما الحقيقة هي ان العمل يسير بوتيرة بطيئة جداً، في الكثير من المشاريع، خصوصاً في المناطق البعيدة عن عين المسؤول، اذ يراد من ذلك - حسب الكثيرين من المتابعين - ان تنجز هذه المشاريع حين تبدأ الدعاية الانتخابية، وذلك لاستثمار افتتاح الجسور والأنفاق وقت الانتخابات!
والغرابة في ذلك، هو ان هذه الخدمة العامة يُفترض ان تُقدم للمواطنين كحق إنساني دستوري، لكنها في الواقع تُقدم لهم بمِنّة وإذلال، كي يذوقوا الموت وبالتالي “يرضون بالصخونة”!.
ألا تستطيع الجهات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع إيجاد طرق بديلة معبدة بصورة مؤقتة، لتيسير حركة الناس وتسهيل وصولهم إلى وجهاتهم دون عناء؟ لماذا لا تجري متابعة إنجاز المشاريع وإلزام منفذيها بالعمل على مدار 24 ساعة، حسب ما مقرر؟
اكتب ذلك كوني اهدرنحو ساعة ونصف من النهار للانتقال من مدينة في الكرخ الى أخرى في الرصافة، مرورا بأحد مشاريع الجسور، في حين يستغرق الامر مني فقط 20 دقيقة في آخر المساء، بعد أنخفّت حركة السير.. هنا فعلا اشعر بأن المسؤول العراقي، حينما يُقدم الخدمة، تكون غايته منها فائدته أولاً وأخيراً!
*************************************************
سنويا في عيد ميلاده شاب من الكوفة يتبرّع بأشجار ومقاعد مدرسية
متابعة – طريق الشعب
يتبرع الشاب ليث العبودي من مدينة الكوفة، سنويا في يوم ميلاده برحلات لمدارس مدينته والمدن المجاورة، والتي تعاني نقصا في الرحلات.
أما هبَته الأخيرة، حين بلغ 34 عاما، فكانت 110 رحلات، كلفته نحو 4 ملايين دينار. ويعمل ليث موظفاً، ويمتلك أيضاً صالة ألعاب إلكترونية، ومن دخله السنوي، يخصص مبلغا لتشجير الشوارع وتصليح الحفر والمطبات فيها. يقول العبودي في حديث صحفي، أنه في عيد ميلاده السنة السابقة، تبرع بـ100 رحلة، وفي عيد ميلاده الأخير تبرع بـ110 رحلات، مبينا أنه يخصص جزءاً من دخله السنوي للأعمال التطوعية كالتشجير وتصليح الحفر في الشوارع الرئيسة، فضلا عن توزيع رحلات على المدارس.ويشير إلى أنه يحاول التخفيف من نقص الرحلات في المدارس، لافتا إلى ان ثمن 110 رحلات بلغ 3 ملايين و850 ألف دينار.
فيما يقول علي عبد الله، أحد كوادر “مدرسة راعي الإصلاح”، أنه رافق المتبرع العبودي لمساعدته في نقل الرحلات إلى مدرسته، مبينا أن “هذه المبادرة جميلة جدا، وستساعدنا كثيرا. إذ لدينا نقص كبير في الرحلات”.
من جانبه، يقول محمد الغالبي، وهو ولي أمر احد طلبة المدرسة المذكورة: “كأولياء أمور نرحب بهذه المبادرة. فهي كبيرة في أثرها، واليوم ندعو الناشطين والمتبرعين إلى أن يحذوا حذو ليث العبودي”.
******************************************
في البصرة «اللجان الشعبية» ترفض زيادة الجبايات والضرائب
البصرة – باسم محمد حسين
احتضنت قاعة الشهيد هندال في مقر شيوعيي البصرة، مساء الأربعاء الماضي، جلسة حوارية بشأن رفض ارتفاع الضرائب والجبايات عن خدمات الكهرباء والماء والصحة والعقارات وبقية القطاعات في مؤسسات الدولة ودوائرها، نظمتها “اللجان الشعبية” في البصرة، والتي تضم منظمات مدنية وشخصيات مستقلة وطنية يتزعمها “مركز العراق” لحقوق الإنسان في المحافظة. وحضر الجلسة ممثلون عن أحزاب مدنية ومنظمات مجتمع مدني، وناشطون مدنيون، فضلا عن جمع من الشيوعيين وأصدقائهم. فيما غطّت وقائعَها قنواتٌ تلفزيونية. وأدار الجلسة الناشط المدني بهاء إبراهيم، بينما تحدث فيها الحقوقي والناشط المدني علي العبادي، ود. عبد الإمام سلطان، والناشطة زينب كرملي. وكان القائمون على الجلسة قد وجهوا دعوات لحضورها، إلى مديرية الماء ودوائر الكهرباء ومديرية المرور، لكن الأخيرة اعتذرت بكونها غير مخولة لحضور مثل هذه الفعاليات. أما الكهرباء فقد اتصل ممثلها مرات عدة قائلا أنه في الطريق، لكنه لم يحضر حتى انتهاء الجلسة التي استمرت ساعتين.
الذي حضر من المسؤولين، فقط السيد حسين فيصل، ممثلا عن مديرية الماء. حيث أوضح للحضور كيفية احتساب جباية الماء، مبينا أن الرسم المقرر هو 100 دينار لكل متر مكعب، يلحقه رسم مشابه لدائرة المجاري، مع ألفي دينار جباية عن رفع النفايات. وأشار إلى أن هذه المبالغ تُستقطع بموجب قانون الموازنة النافذ. وشهدت الجلسة مداخلات قدمها عديد من الحاضرين، كان أولهم سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق كاظم محسن حسين، الذي تحدث عن طبيعة وقانونية الاستقطاعات المالية الجديدة في عدد من مفاصل الدولة، والتي باتت تشكل عبئاً ثقيلا على المواطن في ظل ارتفاع أسعار المعيشة “فالمواطن بات لا يقوى على تأمين مستلزمات العيش”. وخلصت الجلسة إلى تقرير مفصل تم إرساله إلى أعضاء مجلس النواب في البصرة، ومجلس المحافظة، والعديد من الجهات المعنية. كما تم الاتفاق على عقد جلسة مماثلة في الأيام المقبلة، لمناقشة بقية الأمور التي تمس حياة المواطن.
*********************************************
- وداعًا أبا معتز
لقد ترجل فارس من فرسان هيئة البياتي، الرفيق المناضل الشجاع سالم عبد الستار الضاري (أبو معتز)، بعد صراع مرير مع المرض.
لقد أمضى الرفيق الخالد شبابه وطيلة عمره في خدمة الشعب والوطن تحت راية الرفيق الخالد (فهد)، متحديًا كل حكومات القهر وعذابات التعذيب والسجون، متحديًا كل القوى المعادية للحزب والوطن من سجن الحلة وقطار الموت وسجن نقرة السلمان.
وداعًا أيها الرفيق والصديق وشريك الدرب الطويل، وستبقى ذكراك في ضمائرنا وقلوبنا وقلوب كل رفاقك ومحبيك. لك المجد والخلود يا فارس الدرب الطويل.
هيئة الشهيد البياتي
- تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق صبحي عباس محمد آل العبس التميمي، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله ورفاقه في قرية الهويدر.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط صديق الحزب الأستاذ منير شفيق عباس محمد الجوراني، بوفاة والده.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
**************************************************
الصفحة السادسة
صور جديدة تُظهر بناء خط عسكري جديد لتقسيم غزة 60 نائباً بريطانياً يطالبون بفرض عقوبات على الاحتلال
متابعة – طريق الشعب
استهل طيران الاحتلال الاسرائيلي يوم أمس، بقصف حي الشيخ الرضوان في غزة، ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين على الأقل، يأتي ذلك مع استمرار حرب الإبادة الجماعية لليوم 421 على التوالي، فيما بينت مصادر استشهاد أكثر من 46 آخرين منذ الفجر إثر القصف الاسرائيلي المتواصل.
فيما نقلت وسائل الإعلام عن وجود اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، في وقت قال فيه السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام لموقع والا الإسرائيلي إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يدعم وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة ويريد رؤية ذلك قبل تولي منصبه".
وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر صحفية فلسطينية بأن قوات من جيش الاحتلال اقتحمت بلدة إذنا شمال غرب الخليل وبيت لحم جنوبي القدس المحتلة.
في الأثناء، قالت مصادر مصرية وفلسطينية، إن القاهرة قدمت مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأن وفداً من حركة حماس توجه أمس إلى القاهرة لإجراء مباحثات بهذا الشأن.
عقوبات شاملة
وقع أكثر من 60 نائبا في البرلمان البريطاني من 7 أحزاب مختلفة على رسالة موجهة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، يطالبون فيها بفرض عقوبات شاملة على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكدت الرسالة ضرورة إنهاء العلاقات التجارية والاستثمارية التي تدعم استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، مطالبة الحكومة باتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية، الذي اعتبر استمرار الاحتلال الإسرائيلي غير قانوني وطالب بإخلاء المستوطنات.
حظر بيع السلاح
أبقت المحكمة العليا في هولندا على قرار وقف تصدير قطع غيار طائرات إف-35 إلى إسرائيل. ورأت أن "الدولة لم تقم بتطبيق المعايير اللازمة لتقييم الأخطار من تصدير قطع الغيار".
واستند القرار إلى الخطر الواضح من احتمال استخدام هذه الطائرات في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني في قطاع غزة.
بدورها، قالت المنظمات التي قدمت الدعوى إن هذه الصادرات تسهّل انتهاكات القانون الدولي الإنساني. وأضافت في بيان أن "التواطؤ في العنف الوحشي في غزة يجب أن يتوقف في أسرع وقت".
الاعتراف بدولة فلسطين
قال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي إنه يجب التفكير أبعد من خطوة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا العمل مع جهات عربية وأوروبية من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وشدد الوزير النرويجي على ضرورة وقف الحرب وأعمال القتل في غزة، مؤكدا أهمية السعي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.
من جانب آخر كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن صفقة أمريكية إسرائيلية، يمكن للاحتلال بموجبها استمرار تحويل أموال المقاصة إلى السلطة الفلسطينية، مقابل اعتراض الولايات المتحدة (فيتو) على أي اقتراح في مجلس الأمن يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية.
وبحسب القرار، فان الكابينت السياسي والحربي، وافق، عبر استطلاع هاتفي، على استمرار العلاقة بين البنوك الإسرائيلية والبنوك الفلسطينية لمدة عام آخر، وجاء ذلك بعد مفاوضات أجراها الوزير الإسرائيلي رون ديرمر خلف الكواليس مع كبار المسؤولين الأمريكيين، والتي تم في إطارها التوصل إلى صفقة تتضمن وعداً امريكياً باستخدام الفيتو على أي محاولات للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
تقسيم غزة!
اظهرت صور جديدة للأقمار الصناعية، وجرى تحليلها من قبل فرق تحقق في شبكة BBC أن الاحتلال يبني خطاً عسكرياً جديداً لتقسيم غزة، يفصلها عن أقصى شمال القطاع.
واظهرت صور ومقاطع الفيديو أن "مئات المباني تم هدمها بين البحر الأبيض المتوسط والحدود الإسرائيلية، معظمها من خلال تفجيرات محكمة، وان قوات الاحتلال متمركزة عبر الخط الفاصل الجديد، ويشير محللون إلى أن الصور تظهر تقسيم غزة إلى مناطق بهدف تسهيل السيطرة عليها.
ويقول هارون هيلير، خبير في شؤون الأمن في الشرق الأوسط من مركز روسي للدراسات، إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن الاحتلال يستعد لمنع المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى شمال غزة.
وتبين الصور وجود قسمين بامتداد طريق على طرفي الشريط تم ربطهما بأراضٍ مُزالة عبر منطقة حضرية. ويجرى هدم المباني على جانبي الطريق، ويمتد هذا التقسيم على نحو 9 كيلومترات عبر غزة، من الشرق إلى الغرب، حيث يفصل مدينة غزة وبلدات جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة.
ويعتقد بعض المحللين أن وجود جيش الاحتلال قد يدل على تقسيم عسكري دائم، ما يتيح له التحكم بمن يتنقل بين غزة وشمالها.
وقال هيلير: "إنهم يتحصنون على المدى الطويل. وأتوقع بالتأكيد أن تقسيم الشمال سيتطور تماماً مثل ممر نتساريم".
**********************************************
السودان.. استخدام الاغتصاب سلاحاً والمأساة أكبر من المعلن
الخرطوم – وكالات
تُقدر الجهات الدولية، أن عدد النساء ضحايا العنف الجنسي في الحرب الدائرة بالسودان، هو أكثر بكثير من العدد المعلن، في حين تغيب عمليات الإنقاذ بعد الفاجعة، مما يدفع العديد منهن إلى الانتحار للتخلص من الآلام والهروب من الوصم الاجتماعي لضحايا الاغتصاب أو مواجهة المعاناة في صمت.
ولم يكتفِ المتحاربون من القتل بواسطة آلة الحرب المدمرة، بل تحول الاغتصاب إلى سلاح حرب منذ نيسان 2023، ولم يتوقف على ذلك بل صار هناك استعباد جنسي واتجار بالبشر وحمل قسري، اذ جرى توثيق 331 حالة من قبل وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية السودانية، في بيان صدر الأحد الماضي، وجود ما لا يقل عن 500 حالة اغتصاب موثقة. منبهة إلى أن "الأرقام لا تعبر عن الواقع" بل هي تقتصر على الناجيات.
وأشارت الخارجية إلى وجود أعداد كبيرة من الحالات غير الموثقة ومنها " مئات من المختطفات والمحتجزات كرهائن ومستعبدات جنسيا وعمالة منزلية قسرية، مع تقارير عن تهريب الفتيات خارج مناطق ذويهن وخارج السودان للاتجار بهن".
وتتحدث سليمى إسحاق رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل في السودان، عن وجود الكثير من "المعوقات للإحاطة بحالات العنف والاغتصاب منها عدم التبليغ من طرف الضحايا، وضعف خدمات الدعم والمتابعة وتشتتها بين الولايات بسبب النزوح". وتضيف أن "العنف الجنسي المتصل بالنزاع يُوظّف من أجل التطهير العرقي والتهجير القسري من مختلف المناطق".
فيما يشير ناشطون سودانيون إلى تطورات الحرب في السودان بما في ذلك الانتهاكات التي تطال الفئات الأكثر هشاشة، وفي مقدمتها النساء، لا تحظى بتغطية إعلامية كافية، وبحسب المحامي السوداني معز حضرة، أن "الطبيعة المحافظة للمجتمع السوداني، التي لا تسهل طريق الضحايا نحو البوح بما تعرضن له من جرائم وانتهاكات" ويعتقد حضرة بأن "الحالات المسكوت عنها أكبر بكثير مما جرى رصده".
وتتهم الجهات الحكومية في السودان قوات الدعم السريع باستخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب بهدف "إجبار المواطنين على إخلاء قراهم ومنازلهم لتوطين مرتزقتها".
لكن معزة حضرة يشير إلى أن ارتفاع عدد جرائم العنف لا يعني أن الأطراف الأخرى غير متورطة في هذا النوع من الجرائم، ويؤكد ان "قوات الجيش السوادني وبعض الحركات المسلحة والقبائل التي تدعم طرفي الحرب" متهمة ايضاً بحسب الرصد. ويتابع "تم توثيق حالات استغلال في ظروف الحرب والمجاعة والنزوح من أجل ابتزاز النساء وتقديم الطعام مقابل الجنس".
***********************************************
الاتحاد الأوربي يضاعف إنفاقه العسكري خلال 10 سنوات
رشيد غويلب
في 19 تشرين الثاني 2024 عقد في وارشو وبروكسل اجتماعان متوازيان، شارك في الأول وزراء خارجية الخمسة الكبار: ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى كاجا كالاس، كبير الدبلوماسيين المستقبلي للاتحاد الأوروبي. وكان الثاني اجتماعا للمجلس الأوروبي لوزراء الدفاع مع السكرتير العام لحلف الناتو.
وكانت الموضوعة المركزية في كلا الاجتماعين هو خفض تخصيصات السياسات الاجتماعية، وزيادة تخصيصات العسكرة والتسلح.
في اجتماع وارشو تحدث وزراء خارجية البلدان الخمسة رسميا، ولأول مرة، لصالح العمل بسندات أوروبية لتمويل صناعة الدفاع وتعزيز المشاركة الأوروبية في سباق التسلح الحالي.
وزيرة الخارجية الألمانية
ارتباطا باستمرار الحرب في أوكرانيا، أكدت وزير الخارجية الألمانية بيربوك، يجب هنا إظهار القوة، ولهذا من الضروري زيادة الإنفاق الحربي. ومستقبلا يجب تخصيص أكثر من 2 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي التي أقرها الناتو لأغراض "الدفاع". ووعدت بيربوك أوكرانيا بأن ألمانيا ستعزز الدعم من خلال تسليم الدبابات والذخيرة ومعدات الدفاع الجوي.
ديون أوربية مشتركة للتسلح
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أعاد طرح الاقتراح الإيطالي القديم بشأن "سندات اليورو". المخصصة في الأصل لتمويل لمكافحة أزمة سوق رأس المال بواسطة مساهمات حكومية، والآن يُحصر المقترح في تعزيز اقتصاد الحرب.
وجددت الحكومة الإيطالية دعوتها إلى فصل الإنفاق العسكري عن المعايير الصارمة لميثاق الاستقرار الأوروبي الجديد، الذي يفرض تخفيضات مذهلة في الإنفاق الاجتماعي ولكنه يمنع أيضاً رفع الإنفاق العسكري. وتؤثر هذه المشكلة بشكل خاص على البلدان ذات العجز المرتفع والمديونية العالية مثل إيطاليا. ومن شأن "الإعفاء" أن يسمح لحكومة ميلوني بإنفاق 2 في المائة فقط لأغراض "الدفاع".
في حزيران، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يجب ان يستثمر الاتحاد الأوروبي 500 مليار يورو في تعزيز الدفاع على مدى السنوات العشر المقبلة. ويُعد تخصيص سندات الدفاع الأوروبية من بين الخيارات التي يدرسها الاتحاد الأوروبي لتوفير الأموال المطلوبة.
وقال وزير الخارجية البولندي سيكورسكي " هنا في وارشو وافقت الدول الخمس الكبرى في الاتحاد الأوروبي، للمرة الأولى، على التزامات الدفاع الأوروبية".
وأوضح وزير الخارجية الإيطالي تاجاني: "لقد وضعنا اليوم استراتيجية. إنها استراتيجية دعم الدفاع الأوروبي، والحصول على سندات اليورو وعلينا المضي قدمًا".
أما الشركاء الأوروبيون الآخرون فقد تجنبوا الحديث عن "سندات اليورو" لأن هذا يعني ضمناً خلق دين مشترك لا يريده إلا قِلة من الناس، لذلك يفضل هؤلاء استخدام صيغة "خيارات التمويل المبتكرة".
الناتو يطلب المزيد من أموال الاتحاد الأوروبي
ما اُعلن في وارشو، مرتبط بما قيل في بروكسل. لقد شدد السكرتير العام الجديد لحلف الناتو مارك روته، الذي وصفه ترامب بـ "الصديق"، على ضرورة قيام الرئيس القادم للولايات المتحدة، بإنفاق أكثر من 2 في المائة من ناتجه المحلي الإجمالي على التسلح: "لضمان الردع على المدى البعيد، ولضمان قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا".
وقال وزير الدفاع الألماني بيستوريوس إن أوروبا زادت بالفعل استثماراتها الأمنية وهي تسير على الطريق الصحيح، مشددا أن هذا ليس كافيا. وأضاف، أن أوكرانيا يمكنها الاعتماد على دعم الاتحاد الأوروبي. وقد وصل الآن إلى أوكرانيا مليون إطلاقة مدفع، وعد بها الاتحاد الأوروبي. وقال بيستوريوس: "لقد تمكنت أوكرانيا اللحاق بالروس بشكل كبير من حيث القوة النارية". وقد تحملت ألمانيا أكثر من ثلث تكاليف شراء هذه الذخيرة.
مطالبات الجيوش وقطاع صناعة الأسلحة واللوبي المرتبط بها ليست جديدة، كما أوضح جوزيب بوريل الذي جمع لفترة بين مسؤولية السياسة الخارجية والدفاع في المفوضية الأوربية: "إن الإنفاق العسكري للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أصبح الآن أعلى بنسبة 30 في المائة عما كان عليه في بداية الحرب في أوكرانيا وسيصل إلى 326 مليار يورو هذا العام. وسيتعين علينا زيادته أكثر".
موقف يساري
قالت أوزليم أليف ديميريل عضو كتلة اليسار الأوربي عن حزب اليسار الالماني: "هذا الإنفاق المتزايد على الأسلحة لا يؤدي إلى مزيد من الأمن، بل يدفعنا إلى دوامة أسلحة جديدة تزيد من خطر الحرب". وأضافت: "في حين أنفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجتمعة قبل عشر سنوات قرابة 147 مليار يورو على الدفاع، بلغ الإنفاق اليوم 326 مليار يورو. وفي السنوات الثلاث الماضية وحدها كانت هناك زيادة بنسبة 30 في المائة. وتعود هذه الزيادة بالفائدة على المساهمين في صناعة الحرب الأوروبية، في حين يتزايد الفقر في أوروبا وتتدهور البنية التحتية. وأن تحويل المليارات من أموال الضرائب من القطاع المدني إلى القطاع العسكري، يسبب مخاطر أمنية جديدة. على سبيل المثال، تم في 4 في المائة من الحالات، تصنيف حالة الجسور على الطرق السريعة في ألمانيا على أنها "غير كافية" وأكثر سوءا. ونقص العاملين في المستشفيات الألمانية يشكل تهديداً للصحة والسلامة، وأن المفوضية الأوروبية الجديدة لم تعد تتحمل أي مسؤولية عن سوق العمل والسياسة الاجتماعية. ومن الواضح أن الشعار هو البنادق بدلاً من الزبدة".
يتم توظيف استخدام الحرب في أوكرانيا وانتخاب دونالد ترامب، لتحويل الاقتصادات الأوروبية بشكل دائم نحو اقتصاد الحرب.
*****************************************************
الجيش السوري يتهيأ لهجوم مضاد في حلب
دمشق - وكالات
قال الجيش السوري، أمس، إنه يتحضر لإعادة الانتشار وشن هجوم مضاد في حلب وإدلب بعد اضطراره إلى الانسحاب منها، إثر خوضه معارك عنيفة مع تنظيمات ارهابية، سقط خلالها العشرات من جنوده. وتشن هذه التنظيمات الارهابية هجوماً منذ ايام، مدعوماً بآلاف الإرهابيين وبالأسلحة الثقيلة وأعداد كبيرة من الطائرات المسيرة، بحسب الجيش السوري.
وفي وقت لاحق، قالت وسائل إعلام سورية، ان مجاميع مسلحة سيطرت على كامل حلب، ومطارها.
ويوم امس، عقد مجلس الوزراء السوري، اجتماعاً لمتابعة تطورات الأوضاع الميدانية في محافظة حلب ومحيطها، وأشار بيان عقب الاجتماع إلى اتخاذ إجراءات سريعة لعودة الحياة الى طبيعتها في المحافظة، وتقديم المساعدات الى المواطنين هناك. وفيما تبرأت تركيا والولايات المتحدة من دعم الهجوم، اتهمت إيران الاحتلال الصهيوني بدعمه.
وعلى أثر ذلك، دخلت القوات الأمنية العراقية في حالة تأهب قصوى على الحدود الفاصلة مع سوريا، استعداداً لأي طارئ.
************************************************
زيلينسكي: يجب وضع الأراضي التي نسيطر عليها تحت مظلة الناتو
كييف – وكالات
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إمكانية الانضمام إلى حلف الناتو في حال قدمت ضمانات بحماية الأراضي التي تسيطر عليها كييف في المرحلة الحالية، وفقاً للمادة 5 من ميثاق الناتو للدفاع الجماعي.
وقال زيلينسكي لقناة سكاي نيوز البريطانية "إذا أردنا وقف المرحلة الساخنة من الحرب، يجب أن نضع تحت مظلة الناتو أراضي أوكرانيا التي نسيطر عليها".
وقد لمحّ إلى إمكانية الانتظار قبل استعادة المناطق التي سيطر عليها الجيش الروسي، أي ما يقرب من خُمس مساحة البلاد، إذا كان مثل هذا الاتفاق يمكن أن يوفر الأمن لبقية أوكرانيا ويضع حدا للقتال.
وأضاف "هذا ما نحتاج إلى فعله سريعا، وبعد ذلك يمكن لأوكرانيا استعادة الجزء الآخر من أراضيها دبلوماسيا".
*************************************************
مواصلة الحوار الإيراني - الأوربي بشأن النووي
طهران – وكالات
اتفقت إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، الجمعة، على مواصلة الحوار الدبلوماسي بعد مناقشات أجريت في جنيف، بمشاركة دبلوماسيين رفيعي المستوى من الدول الأربع، وناقشت قضايا رئيسة تتعلق بالنشاط النووي الإيراني، والتعاون العسكري الإيراني-الروسي، وتأثيرات الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط.
ولم يكشف عن تفاصيل هذه المحادثات، لكن الأطراف جميعها أكدت التزامها بمواصلة الحوار الدبلوماسي في المستقبل القريب.
فيما وصف كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، المناقشات بأنها صريحة وشملت تقييم التطورات الثنائية والإقليمية والدولية. وقال إن إيران ملتزمة بالدفاع عن مصالح شعبها وتفضل طريق الحوار، وأنه "تم الاتفاق على مواصلة الحوار الدبلوماسي في المستقبل القريب".
**************************************************
الصفحة السابعة
الأساس القانوني لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
خليل ابراهيم العبيدي
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية المذكرة التنفيذية لاعتقال كل من نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وغالانت وزير دفاعه السابق بتهم تدور حول الجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، والجرائم الناتجة عن التجويع وآثاره على الشعب الفلسطيني في غزة، وقد اقترن اصدار المذكرة بتأييد الكثير من دول العالم باستثناء الولايات المتحدة.
المحكمة الجنائية الدولية
تعد المحكمة الجنائية الدولية واحدة من أهم المؤسسات القضائية الدولية التي تختص بمقاضاة الأشخاص في الجرائم ضد الإنسانية إلى جانب محكمة العدل الدولية التي تهتم بالفصل في المنازعات بين الدول. وقد تم تأسيس هذه المحكمة بموجب اتفاقية روما لعام 2002، وهي نتاج اقتراح من الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الخمسينيات بعد الجرائم المرتكبة في الحرب العالمية الثانية، وقد تم احياء فكرة تأسيس محكمة تحاكم الأفراد على جرائم الحروب عام 1998 من قبل عدد من الدول الأفريقية جراء الجرائم ضد الإنسانية في بعض هذه الدول، وقد تم في ضوء ذلك إقرار إنشاء هذه المحكمة بموجب قرار اتفاقية روما، وقد تم تأسيس المحكمة رسميا عام 2002، وقد انضم إلى الاتفاقية 124 دولة من أصل 194 دولة.
اختصاص المحكمة
تم تبني نظام روما الأساسي، أو المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية (ICC) في 17 تموز عام 1998 من قبل 120 دولة ودخل الاتفاق حيز التنفيذ عام 2002، وقد بدأ عمل المحكمة القضائي الدولي عام 2019، وقد تضمن الاتفاق الأساسي اختصاص المحكمة وهيكلها التنظيمي وواجباتها والنطاق الدولي لاختصاصاتها.
يمكن للمحكمة أن تمارس الاختصاص القانوني على أساس الولاية القضائية الدولية ولها حق محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء، وتعمل المحكمة وهي لا تستطيع أن تقوم بمهامها القضائية ما لم تبد المحاكم الوطنية رغبتها بذلك، أو كانت غير قادرة على التحقيق أو الادعاء ضد تلك القضايا، وهي بذلك تمثل المأل الاخير للشعوب. وتختص المحكمة بولاية عالمية للنظر في كافة جرائم إبادة الجنس البشري.
المحكمة والجرائم الإسرائيلية
يرى الادعاء العام للمحكمة أنها تحاط علما بجرائم إسرائيل من خلال سبل كثيرة ومتعددة، وأنها تعمل على جمع القرائن والأدلة قبل أن تتقدم دولة جنوب افريقيا بشكواها ضد إسرائيل. وأن دولة جنوب افريقيا لم تكن تهدف من التقدم بشكواها إلى المحكمة الجنائية الدولية الوصول إلى أغراض سياسية، إنما أرادت أن تكشف عن آثار أعمال الإبادة الجماعية في غزة، وان دعواها كانت ذات دلالة رمزية على مدى معاناة شعب جنوب أفريقيا من الإبادة الجماعية والتمييز العنصري إبان حكم الأقلية البيضاء لتلك الدولة. وأن التعقيدات بين إسرائيل وجنوب أفريقيا والمظالم التي ترتكبها إسرائيل دفعت الأخيرة في شهر نوفمبر عام 2023 إلى تقديم طلب إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على غزة، وفي 29 ديسمبر من ذات العام تقدمت بشكوى ضد دولة إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية بتهمة خرق الاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية، واليوم ترحب جنوب أفريقيا علنا بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي الاعتقال بحق نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكالانت وزير الدفاع الإسرائيلي السابق.
أن صدور مذكرتي الاعتقال بحق مجرمي الحرب الإسرائيليين ، إنما يشير إلى تحول نوعي في نظرة العالم إلى جرائم إسرائيل ، وان مظلومية الشعب الفلسطيني غادرت أروقة المحافل السياسية الدولية إلى مراكز صنع القرارات الدولية القضائية، سواء تعلق الأمر بالمحكمة الجنائية الدولية المختصة بمقاضاة الأشخاص أو محكمة العدل الدولية ذات الاختصاص القضائي الدولي للبت في المنازعات بين الدول، وفقا لميثاق الأمم المتحدة أو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أو بناء على ما جاء باتفاقيات جنيف بشأن قواعد السلوك الدولي في أزمان السلم أو الحرب، وبمجرد صدور مذكرتي إلقاء القبض على المتهمين الدوليين. بادرت الدول بالإعلان عن نيتها تطبيق القانون الدولي وتنفيذ مضمون مذكرتي التوقيف، منها النرويج، الدنمارك، اسبانيا ايطاليا، وغيرها الكثير من الدول وكان آخرها الاتحاد الأوربي، وان عمليات التأييد تتابع سيما وأن المحكمة الجنائية الدولية مصرة على مثول المتهمين أمامها لتكون سابقة يعتد بها في تنفيذ قواعد القانون الدولي وأحكام القانون الدولي الإنساني، وان إسرائيل لم تعد تفعل ما تشاء كما كانت من قبل ، وانما بات العالم اليوم والقضاء الدولي كل منهما يراقب أعمالها عن كثب، ولم يعد لاستنكار الرئيس بايدن من قيمة، وهو يقول إن قرار الاعتقال مشين.
*************************************************
النتيجة والسبب
علي رشيد العزاوي
إن معالجة المشكلات او المستجدات او حتى المخاطر الأمنية والأزمات الاقتصادية لأي بلد تتم وفق دراسات يجريها أصحاب الاختصاص، وتتم استشارة أصحاب الخبرة مع الأخذ بنظر الاعتبار الأسباب والنتائج، وهذا مهم جدا حتى يتم تحديد الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج وتتم معالجة السبب لا النتيجة، لأن معالجة النتيجة تبقي السبب قائما" وهذا يعني ظهور تلك النتائج مجددا" ومرارا" مع الأخذ بنظر الاعتبار أنه أحيانا تكون الأسباب خارجة عن نطاق إمكانية معالجتها في هذه الدولة او تلك ولكن يمكن الحد منها إلى درجات معينة. وأنا هنا في صدد الحديث عن أزمة المرور الخانقة وغير المسبوقة التي تواجهها العاصمة بغداد وما تقوم به الحكومة من إجراءات للتخفيف من هذه الأزمة.
أنا لا أريد أن أقلل من الجهود المبذولة للحكومة في هذا الجانب ولكني أرى أن هذا هو معالجة للنتائج دون المساس بأي من الأسباب التي أدت إلى ذلك، وحتى المعالجات هي معالجة آنية مكانيا بمعنى أن الحل يكون لموقع منطقة الزخم المروري دون دراسة ما قبل وما بعد حتى من ناحية تعديل تلك الشوارع، لذا أريد هنا في هذا المقال تحديد الأسباب وتشخيص المعالجات المطلوبة لهذه الأسباب حتى نصل إلى نتائج مقبولة وقد تكون نتائج بنسب فوق التوقعات.
1.العدد الكبير من السيارات في الشارع وهذا أسبابه عديدة منها أن السيارات أصبحت في متناول شريحة أكبر من الناس وهذا لا ضير فيه لو تم وفق دراسات تخصصية ومنها.
أ. يكون اقتناء السيارة مرتبطا" بعمر معين ومن الجيد ان يكون ذلك وفق تصنيف السيارة بمعنى حسب الاستخدام كأن تكون خصوصي او أجرة أو سيارة نقل عام أو حمل ووفق عمل الشخص، فعلى سبيل المثال لا يسمح للطالب ابتداء من سن الرشد وحتى الدراسة الجامعية الأولية بتملك سيارة.
ب. لا يمكن لشخص محكوم سابقا لأسباب كان بها ضرر على المجتمع أن يمتلك سيارة لأنه يكون عديم المسؤولية.
ج. لا يمكن لشخص غير حاصل على إجازة سوق أو شخص يملك إجازة سوق وله مخالفات تفوق العدد الذي يحدد من قبل مديرية المرور للحد الأعلى للمخالفات.
د. يحدد العدد الأعلى الذي تمتلكه العائلة متناسبا مع عدد افراد العائلة ثم تفرض بعدها ضريبة سنوية ثابته تصاعدية متناسبة مع عدد السيارات التي تقتنيها العائلة زيادة عن العدد المسموح به. 2.تفعيل النقل الجماعي للدوائر والجامعات والمدارس الكبيرة من حيث العدد وفرض ضريبة معينة على الموظف الذي يرغب باستخدام سيارته الشخصيه تعادل مبلغ ما يتم استقطاعه للنقل الجماعي.
3.تفعيل النقل العام ودعم مصلحة نقل الركاب وتطوير أسطولها وإعادة تأهيل محطات الوقوف الرئيسية والفرعية ووضع خطة عمل تشمل كل مناطق بغداد، ثم تكرار التجربة على باقي المحافظات تباعا على ان يتم حساب التوقيتات ووقت العمل الكلي بما يخدم موضوع الزحام وبما يخدم توقيتات الدوام الرسمي لكل الفئات.
4.إكمال كل الدراسات والأمور التي تخص المترو وبالشكل المتطور التي يضاهي ما موجود في الدول المتقدمة.
4.الرجوع إلى عملية الترقيم للسيارات بأن يتم تسقيط سيارة أخرى مقابلها وكذلك تسقيط السيارات التي مضى زمن معين على وجودها في الشارع بالنسبة لسيارات الأجرة، وكذلك تسقيط كل السيارات التي لا تملك معايير الأمان والأمور الفنية اللازمة للسيارات.
5.تفعيل قانون مروري ينص على حجز المركبات ومصادرتها وخصوصا الدراجات والتكاتك والتي تقوم بخالفات لا يمكن السماح بها وأهمها السير عكس الاتجاه وفرض غرامات كبيرة على المخالفات التي تؤدي إلى مشاكل وأضرار كبيرة بشرية ومادية.
اعتقد اننا بهذه الخطوات نكون قد عالجنا الأسباب لنحصد نتائج أفضل.
*****************************************************
كيف تربح {الأوليغاشية} من دعم ترامب؟
رضي السماك
تناول العديد من التحليلات السريعة بعد سويعات من فوز المرشح الجمهوري الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة عوامل شتى آنية لهذا الفوز، معظمها تتعلق بما جرى خلال الحملات الانتخابية لكلا المرشحين المتنافسين، ترامب ومرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، بيد أن ثمة عاملاً رئيسياً لعب دوراً محورياً في إنقاذ ترامب من الفشل الانتخابي لعله غاب عن معظم تلك التحليلات المتسرعة، ويتمثل هذا العامل بدور فئة واسعة من الأوليغارشية المالية التي دخلت على الخط بكل ثقلها ونفوذها المالي والاقتصادي لترجيح كفته للفوز منذ وقت مبكر قبل الانتخابات، وذلك باعتباره خير من يمثل مصالحها، وعلى رأسهم إيلون ماسك أغنى رجل في العالم، وهو مالك منصة "إكس"، أهم منصة لحرية التعبير في الفضاء العالمي التي لم تفتقر اليوم حتى للحد الأدنى الذي كانت تتمتع به قبل أن يشتري ماسك منصة تويتر، فقد أضحت المنصة التي أطلقها عليها ماسك "X " تمارس حجب الكثير من التغريدات التي تتعارض مع مصالحه أو التي تفضح جرائم الصهيونية بحجة معاداتها للسامية. كما يملك ماسك شركة خاصة لإنتاج الصواريخ الفضائية، وهو أيضاً رئيس إدارة شركة "تسلا". وحسب مقال للباحث باتريك مارتن على موقع SW SW فقد قُدرت ثروته أوائل العام الجاري ب 188 مليار دولار، كما تمتع ترامب بدعم الملياردير جيف بيزوس وقُدّرت ثروته ب 192مليار دولار، وهو مالك شركة أمازون وصحيفة "واشنطن بوست" العريقة وهي من أكثر الصحف تأثيراً في الرأي العام، لكنها عملياً التزمت الصمت المريب المخاتل لصالح ترامب، وقد أبدى ترامب نفسه ارتياحه لهذا الصمت خلال حملته، كما حظي بدعم الملياردير باتريك سون شيونغ، قطب الأعمال في مجال التكنولوجيا، الذي قدم دعماً له بشكل خفي غير معلن أيضاً. ويشير الباحث مارتن إلى أن ثمانية من أكبر مالكي الثروات الفاحشة يعملون في مجال تكنولوجيا المعلومات وفروعها، ومن بينهم أغنى أربعة أشخاص في العالم، هم كل من جيف بيزوس، وإيلون ماسك، ومارك زوكربيرغ (ثروته 169 مليار دولار) ولاري إيلسون (ثروته 154 مليار دولار). وإذا كان "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فهذا ما ينطبق على سنوات الجائحة، ففي الوقت الذي تزعزع فيه اقتصادات العشرات من دول العالم وتدهورت الاحوال المعيشية لشعوبها، بل قُدر عدد ضحايا هذا الوباء في بلد المليارديرية الأميركية بأكثر من مليون، حسب CNN العربية، وأكثرهم لم يجدوا علاجاً أو مكاناً في المستشفيات التي تغص بضحايا الوباء، فإن ثروات أولئك المليارديرية ذاتهم تضاعفت في سني الجائحة بنسبة 600 بالمائة. وقد ترجم جوزيف ككشور، زعيم حزب "المساواة والاشتراكية" الأميركي تلك الأرقام ترجمة تعكس انعدام العدالة الاجتماعية انعداماً حاداً في الولايات المتحدة نفسها، سيما في مجال الخدمات الأساسية للمواطنين، فإجمالي ما جمعه أولئك المليارديرية والبالغ أكثر من خمسة تريليون دولار، تعادل ثلاثة أضعاف ديون الطلبة في بلدهم، كما يكفي رقم ما جمعوه 150 ضعفاً للقضاء على الجوع في العالم. وبهذا يتضح أن الفئة التي دعمت ترامب من الأوليغارشية هي الفئة الأكثر أنانية وفساداً في هذه الطبقة، ذلك أنها بحسها الطبقي الأناني أدركت بأن ترامب، مهما كان غير مؤهل لقيادة البلاد، ومهما كان رصيده من الفساد والجرائم المتنوعة التي تلاحقه، وبعضها على خلفية جرائم جنسية، فإنه خير من يمثل مصالحها في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة التي تمر بها الولايات المتحدة والعالم بأسره. وتُعد الولايات المتحدة أكبر الدول الرأسمالية في العالم التي يضخ فيها أساطين المال أموالاً هائلة في الحملات الانتخابية الأميركية المتعاقبة لمصالحهم الخاصة الضيقة، وأغلب هؤلاء كانوا ممن ازداد تهربهم الضريبي بنسبة 38 بالمائة، ناهيك عن خرقهم لقانون منع الاحتكار. وبعض هذه الاتهامات-كما نعلم- كان المرشح الفائز ترامب نفسه يواجه تُهماً بسببها كالتهرب الضريبي، ولهذا السبب يتهافت الكثير من المليارديرية للحصول على مناصب حكومية بغرض التأثير من خلال النفوذ الذي توفره لهم هذه المناصب للحيلولة دون ملاحقاتهم رقابياً وقضائياً. وهذا ما حدث تماماً فقد أعلن ترامب مؤخراً عن مكافأة إليون ماسك على دعمه بتعيينه مسؤولاً لشؤون تخفيض الضرائب، وهذا ما تهافت من أجله الملياردير ترامب، سواء خلال حملته الانتخابية في عام 2016 التي فاز بها بالرئاسة أم خلال حملته الأخيرة التي توجته بالفوز أيضاً. والحال أن الأوليغارشية المالية تحس بفطرتها ووعيها الطبقي الاستغلالي الاناني بهشاشة وضعها في هذه اللحظات التاريخية التي تمر بها الولايات المتحدة حيث يدور على ساحة خريطتها العريضة بطولها وعرضهاً صراعاً طبقياً ضارياً غير مسبوق تاريخياً في شدته منذ تأسيس الدولة الاتحادية في عام 1776.وهذا الصراع أياً كانت عناوينه هو جوهر الانقسام الحالي الذي تشهده البلاد.
ولك أن تتخيل شكل هذه "الديمقراطية" التي لا يغيب عنها التكافؤ بين المتنافسين ترامب وهاريس فحسب، بل يتحكم بموجب مخرجات نظامها الديمقراطي والانتخابي المتقادم قلة قليلة من أكبر كبار نجوم الأوليغارشية المالية، حيث حضرت لتفويز ترامب منذ وقت مبكر قبل انطلاق حملته، وهذه الفئة من الأوليغارشية هي المتربعة الآن على قمة الهرم الاجتماعي الطبقي لتغليب مصالحها على حساب مصالح الأغلبية الساحقة من الشعب وهم بمئات الملايين، وجلهم من الطبقة الوسطى والعمال وذوي الدخل المحدود والمعدمين في قاع ذلك الهرم!
*********************************************
بعد قرن ما زال مرض اليسارية الطفولي ساريا!
مجيد إبراهيم خليل
في 1920 ألف لينين كتاب "مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية" وقد شرح فيه سياسة الحزب البلشفي، وكيف عالج القضايا التي طرحها الواقع في روسيا آنذاك، وذلك لنقل خبرة الحزب إلى الأحزاب في البلدان الأخرى.
ومن الدروس المهمة التي رآها لينين هي: إن أحد الشروط الأساسية لنجاح البلاشفة هو الاندماج مع أوسع الجماهير، واقتناع هذه الجماهير بصحة قيادة الحزب. ومن ضمن الدروس التي يطرحها، الجمع بين العمل السري والاستفادة من الإمكانيات العلنية، وتكتيك مقاطعة البرلمان أو الاشتراك فيه تبعا للظرف الملموس. ويطرح لينين فكرة أن موقف الحزب من أخطائه هو واحد من أهم وأصدق الأدلة على جديّة الحزب، وعلامة الحزب الجدي الاعتراف بالخطأ وتحليل ظروف اتخاذه، والبحث عن وسائل إصلاح الخطأ.
وردا على طروحات ثورية البرجوازية الصغيرة أوضح لينين الموقف من المساومة حيث ينبغي تحليل الظروف الملموسة عند كل مساومة، وضرورة المراعاة الموضوعية للقوى الطبقية وللعلاقة فيما بينها. ويخطّئ لينين من يمتنع سلفا عن المناورات، وعن الاستفادة من تناقض المصالح "ولو مؤقتا" بين الأعداء، وعن المساومات مع الحلفاء المحتملين "وليكونوا متذبذبين متأرجحين ونسبيين".
واعتبر لينين موقف اليساريين الألمان خاطئا بعدم الاشتراك في النقابات الرجعية، ويعلل ذلك بالدور الطليعي للبروليتاريا في تعليم وتثقيف الجماهير الأكثر تأخرا، الموجودين في النقابات "الرجعية" كما أنه ينتقدهم أيضا لعدم الاشتراك في البرلمانات البرجوازية ويفند حججهم.
إن الأسئلة التي طرحها الكتاب مثل: هل ينبغي أن يعمل الثوريون في النقابات الرجعية؟ وهل من الصحيح القول لا مساومة أبدا، وهل يجب الاشتراك في البرلمانات البرجوازية؟ تدعو إلى دراسة الواقع وتفهم الظروف الملموسة لاتخاذ الموقف الصحيح بشأن رسم ستراتيج وتكتيك مناسبين، اعتمادا على تواجد الحزب وقربه من الجماهير، ويبقى موقف الحزب من أخطائه معيارا مهما لتقييم دوره ونفوذه بين الجماهير.
*********************************************
الوطن مسؤولية وشرف وأمانة
طارق العبودي
تتحكم بالانسان قيم وثوابت ومبادئ واخلاق، يفقد دوره ومكانته عندما يتخلى عنها أو يعاكسها في المواقف والتصرفات. وتكشف مسيرة المرء في حياته المهنية والسياسية والاجتماعية ذلك، بحيث يمكن للأخرين التمييز بين الغث والسمين، بين الطاريء الفاشل وبين المقيم الأصيل.
وينطبق ذلك بدقة على الكثيرين ممن نفذوا إلى العملية السياسية بعد سقوط النظام البعثي الفاشي، وتحّكم بعضهم في مفاصل مهمة من منظومة المحاصصة، ولعب دوراً في تفشي الفساد حتى ضاعت على البلاد موازنات فاقت عشرات بل ومئات المليارات من الدولارات، واتسم الكثير من المشاريع التنموية بالفشل الذريع. وما يبعث على الحزن ويثير سخط المواطنين أن يحاول هؤلاء العابثون والطارئون وبعض الفاسدين، العودة لتصدر المشهد السياسي من جديد، والترويج لـنفسهم والمشاركة في الانتخابات القادمة، معتمدين على أساليب الكذب والرياء والدجل وشراء الذمم وتأجيج الحس الطائفي واستخدام المال السياسي تحت أسماء وعناوين سياسية مختلفة.
وتبقى الكرة في ملعب جماهير شعبنا، لتعيد بوعي قراءة الواقع وترى ما تركه الفاسدون من مآسٍ وجوع وبطالة وفوضى وتخلف ومحاصصة. ويبقى الرهان على ناخبينا في أن يحسنوا الاختيار للعناصر المشهود لها بالكفاءة والنزاهة والاخلاص لوطنهم، وذلك لكي يضمن الشعب مستقبل أولاده واستقلال بلده وسعادته، وكما قيل (المجرب لا يجرب ) اي إن من المعيب أن يعاد انتخاب من ثبت فشله وفساده.
وإذا رهن البعض إرادته وخياراته بيد الفاشلين والفاسدين والطارئين وغيّب عقله من خلال التضليل والإغراءات واللهاث وراء المصالح الشخصية على حساب مستقبل وطن وسعادة شعب، فإنه سيترك البلد رهناً للخراب والفساد، في وقت هو في أحوج ما يكون للاعمار والبناء والتنمية والتطور.
لا بد من تفعيل الارادة والتصميم والاخلاص والنزاهة والوطنية ألحقة لكي يتحقق النجاح والرقي والتقدم.
*********************************************
الصفحة الثامنة
مياه الأمطار، الاستدامة، ومفهوم المدينة الإسفنجية (Sponge-city)
رعد موسى الجبوري*
تتعرض أغلب شوارع بغداد والمدن العراقية للغرق في الخريف والشتاء، بعد هطول الأمطار بشكل كثيف، باستمرار، مما يسبب تهديدا لصحة المواطنين وسلامتهم وتعطيل حركة المرور إضافة لأضرار، أحيانا كبيرة، للمنشئات. وبعدها تبدأ عروض السياسيين والمهندسين والمعماريين والإداريين المسؤولين أمام شاشات التلفزيون لتقديم الأعذار او للإجابة على أسئلة الصحفيين ليبرروا العجز في السيطرة على مياه الأمطار. ويستمر أغلب حججهم وأفكارهم تدور وتجتر أفكارا قديمة لن تحل المسألة، بل تسبب إهدار مزيد من الموارد وتفاقم الظاهرة، ثم يقف هؤلاء الأشخاص أنفسهم على الأغلب، في أشهر الصيف، ليبرروا شحة موارد المياه في موسم الحر.
وكثيرون أدركوا المفارقة، التي تكمن في غزارة فيض مياه الأمطار في بعض المواسم يقابلها الجفاف والشحة في مواسم أخرى وخاصة في الصيف. هذه المفارقة دفعت المسؤولين والمختصين في بلدان العالم للتفكير بحلول لتصريف مياه الأمطار غير الحلول التقليدية المتبعة باستخدام شبكات المجاري.
إن الفكر الذي دفع لبناء شبكات المجاري المركزية استند على فكر قصير النظر وغير مستدام، خلاصته الاستمرار بمشاريع لصب مزيد من الخرسانة الصلبة وفرش طبقات الاسفلت غير النفاذي وبهذا يزداد إقفال مساحات أكبر من سطح الأراضي، فتتركز كميات الأمطار الهاطلة بشكل أكبر لتشكل سيولا كبيرة تستدعي صرفها بواسطة شبكات مجاري. وشبكات المجاري، إضافة لكلف إنشائها العالية، تتطلب نفقات وجهود باهضة لإدامتها وصيانتها، إضافة لتسببها بإهدار ثروة مهمة، هي المياه مما يؤثر بشكل سلبي على البيئة والمناخ والتنمية المستدامة.
وبهدف التوعية ولتوجيه الأنظار إلى الأساليب الحديثة في هذا المجال، يعرض هذا المقال، بإيجاز المفاهيم المستدامة، العصرية والفعالة، في إدارة السيطرة على مياه الأمطار في المدن تحت ظروف تأثيرات وتقلبات التغير المناخي التي يعيشها العراق. وهي رؤية بيئية تقدمية توصل لها الخبراء والمختصون في دول العالم، وساهم كاتب هذا المقال بتنفيذ وتجربة بعضها والتي أثبتت جدواها.
تطورات إدارة مياه الأمطار
عرفت البشرية إدارة مياه الأمطار بعد استقرار البشر وتجمعهم في مدن. ولحد اليوم يتم العثور على عدد من منظومات الصرف القديمة، مثل (المجاري العظيمةCloaca maxima ) في روما التي بُنيت في حوالي عام 600 قبل الميلاد.
وكانت مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي، في معظم منظومات تصريف المياه، تخلط سوية وكلاهما يعتبر خطرا يجب إزالته من المدن، في أسرع وقت ممكن، للحد من مخاطر الفيضانات وحماية السكان من الأوبئة.
وبعد الثورة الصناعية بدأ إنشاء شبكات أنابيب مياه الأمطار تحت الأرض وشاعت في معظم مدن أوروبا وأمريكا الشمالية في منتصف القرن التاسع عشر، بعد عملية التحضر السريعة. وكذلك اتبع العراق نفس النهج، فتم بناء المجاري مع نمو المدن الكبيرة.
كانت المجاري الأولى في حارات مدن العراق عبارة عن مجار مفتوحة، فيتم عمل ميل باتجاه ساقية صغيرة في وسط الطريق ولهذه أيضا ميل طولي باتجاه مسارها نحو النهر، فتتجمع فيها مياه الأمطار وتصرف.
في مطلع خمسينيات القرن العشرين، تأسست دائرة المجاري التابعة لأمانة بغداد، وفي بداية الستينات تم انشاء خطوط المجاري الرئيسية وامتدت شرق دجلة من الأعظمية حتى محطتي معالجة المياه الثقيلة في الرستمية جنوب بغداد، وبعدها الخط الرئيسي الآخر الذي يسمى “زبلن” وهو يمتد بموازاة الخط الشرقي ويغطي مناطق اضافية منها مدينة الصدر، ثم الخط الغربي في جانب الكرخ ويمتد من الكاظمية مرورا بالمنصور حتى جنوب منطقة الدورة ولاحقا تم انشاء محطة الكرخ لمعالجة المياه الثقيلة.
ونتيجة إهمال أعمال الصيانة والإدامة تعاني هذه الشبكات، حاليا، من مشاكل جدية:
1- اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الأمطار وأحيانا مع مياه الشرب،
2- وجود تخسفات وتشققات في أنابيب شبكة مياه الشرب،
3- انسدادات انابيب الشبكة تمنع جريان المياه وتصريفها.
4- وجود أنابيب ازبستية، وهذه مادة محرمة دوليا لأن استعمالها يعرض صحة السكان للخطر وللإصابة بالسرطانات.
5- فقدان الكثير من أغطية فتحات المانهولات في الشوارع، ما يسبب أضرارا للسابلة وللمركبات.
6- رداءة تنظيف البالوعات الجانبية في الطرق، ووضع بقايا ونفايات التنظيف بجانب فتحات المجاري وعدم رفعها، فتسبب تلوثا إضافيا.
السياسة والعقلية السائدة هي الدعوات التقليدية لزيادة أطوال شبكات أنابيب المجاري، وهذه سياسة غير مجدية ويجب ان تتغير.
فالعلة تكمن في الطريقة التي توسعت وشيدت فيها المدن، التي أدت إلى تعطيل توازن دورة المياه الطبيعية، وسببت هذا التعارض بين الدرجة العالية التي بلغتها عمليات إقفال أسطح الأرض بالخرسانة والاسفلت الغير نفاذي، وبهذا تم منع تسرب وترشح مياه الأمطار إلى داخل الأرض، وبين الحالة الطبيعية في المناطق البكر غير المسكونة او المسكونة بشكل خفيف، وهذا الفعل غير الطبيعي يؤدي إلى زيادة تراكم وجريان سيول الماء عند هطول الأمطار بشكل مركز وشديد، (انظر الشكل1).
إن جريان مياه الأمطار على الأسطح التي أغلقت، وتصريفها بطريقة الصرف التقليدية يعطل النظام الطبيعي ويؤدي إلى جريان سطحي مركز لكميات مياه كبيرة في أماكن محددة مما يصعب السيطرة عليها وإدارتها. وهكذا، وخاصة بعد هطول الأمطار الغزيرة، تشهد شبكات صرف مياه الأمطار زيادة كبيرة في الأحمال، مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات الضارة في المناطق الحضرية الكثيفة السكان، كما يحدث في بغداد ومدن العراق بشكل متكرر.
وعلاوة على ذلك، فإن أثار تغير أحوال الطقس المتطرفة لا تشمل الأمطار الغزيرة فحسب، بل أيضا تسبب زيادة حدوث ما يسمى: بالجزر أو التأثيرات الحرارية في المدن -Urban heat islands/effect- وحالات الجفاف الطويلة الأمد (انظر الشكل 2). فتشهد المناطق المقفلة والمختومة بالأسفلت والخرسانة بكثافة في المدن، شدة في سخونة واجهات الأبنية الزجاجية والفولاذية والخرسانية، فلا يحدث أي تبريد بواسطة تبخر الماء، نتيجة لفقدان جميع مياه الأمطار بعد صرفها الفوري عقب هطولها.
المدينة الخضراء
وهنا يجب ترويج وتوسيع المناطق الخضراء في المدينة والقيام بزراعة وتخضير الأسطح (أسطح السقوف والواجهات والشوارع) مما يعزز التبريد بالتبخر ويقاوم تكون الجزر الحرارية. إن اتباع استراتيجية الاحتفاظ بمياه الأمطار في المدينة وعدم إهدارها بتصريفها عبر القنوات والمجاري، بواسطة إنشاء العديد من الحواضن التخزينية الصغيرة في الشوارع وعلى الأسطح يؤدي إلى تأخير وتقييد تصريف جزء من مياه الأمطار التي تهطل وفي نفس الوقت يزيد التبخر من خلال الزراعة (النتح) فيتم تحسين مناخ المدينة (انظر الشكل 3). وهذا لا يتم تنفيذه من خلال البحوث والدعوات والتثقيف فقط، بل يجب الدعوة وبشدة إلى تشريع منظومة قوانين تساهم بتغيير ممارسات البناء والتشييد وتخطيط المدن العراقية، وتكون هذه التشريعات ملزمة لكل المشاريع الحكومية وغير الحكومية.
ويجب أيضا تغير تدابير التكيف مع المناخ في المدن الكبيرة لتصبح عبارة عن مزيج، من الاحتفاظ وتخزين المياه وفتح الأماكن والأسطح المقفولة وفصلها وتيسير ترشيح وتسرب المياه إلى باطن الأرض والتبخر:
- الاحتفاظ والتخزين: يعتبر الاحتفاظ بمياه الأمطار بواسطة التخزين تحت الأرض وفوق الأرض إجراء شائعا في كثير من البلدان، لتقليل التدفقات القصوى للمياه. فيتم بناء أحواض ومرافق لحجز والاحتفاظ بمياه الأمطار التي تجمع بعد نهاية أنبوب او ساقية ومجرى. ومن أجل تخفيف تكون المسطحات المائية وتخفيف الحمل على أنظمة الصرف الصحي، يلزم بناء خزانات لامركزية في الموقع الذي تحدث فيه مياه الأمطار مباشرة، وبهذا يتم تقليل المخاطر أثناء ظروف الطقس القوية والمتطرفة.
- فتح الأماكن والاسطح المقفولة وفصلها: إضافة لذلك يجب التوجه لفتح المساحات المغلقة بالكامل أو فصلها باعتباره الحل المفضل، قبل خلق مرافق لتخزين مياه الأمطار. فمثلا يمكن ذلك من خلال استبدال الطرق التقليدية في رصف الساحات وأرصفة المشاة والأماكن وازقة الحارات وعدم ختم المساحات المحيطة بالمباني والمنشئات القائمة ومراعات ذلك عند التخطيط للمشاريع الجديدة، وبهذا يتم تقليل الجريان السطحي بسهولة وفعالية. (انظر الشكل 4)
- الترشيح والتسرب: إذا كانت ظروف التربة مناسبة، فيكون تسرب مياه الأمطار إلى داخل الارض شكل بسيط وموثوق للسيطرة على مياه الأمطار. فلعقود من الزمن استخدم البشر أحواض وخنادق الترشيح وبشكل خاص كجزء من تصريف المياه عن المنشئات. وبعد ذلك تم استخدام أنظمة شبكات الصرف، على سبيل المثال أنظمة الخنادق، لتصريف المياه السطحية في التربة ضعيفة النفاذية. ويمكن أيضا استخدام المصاطب النفاذية العميقة في مناطق الشوارع (انظر الشكل 4). ومن خلال التشكيل الذكي لسطح التربة، يمكن تحقيق قدر أكبر من الحماية من فيض المياه مقارنة بأساليب الصرف التقليدية.
- التبخر: ربما ان العنصر الأكثر شهرة لزيادة معدل التبخر في المناطق المبنية هي السقوف والأسطح الخضراء (انظر الشكل 5). ومن الممكن أيضا إضافة هياكل تخزين على أسطح مواقف السيارات التحت أرضية.
وتجدر الإشارة إلى أن عناصر الإدارة اللامركزية لمياه الأمطار المذكورة لا تؤثر فقط على عنصر واحد من عناصر التوازن المائي، فبالإضافة إلى تقليل الجريان السطحي، فإن الخنادق لا تعزز الترشح فحسب، بل تساعد ايضا في التبخر الجزئي. وأمثلة أخرى للتدابير ذات التأثير الإيجابي المتزايد على توازن المياه هي البرك (النافورات مثلا) ومناطق المياه المفتوحة والواجهات الخضراء.
وبالتالي فإن "المدينة الخضراء" تقدم حل لمشاكل الحرارة والفيضانات وفي نفس الوقت تدمج الزراعة في إدارة مياه الأمطار. وفي السنوات الماضية أصبح ترشيح المياه عنصرا أساسيا لدى المصممين والهيئات المسؤولة وقد حان الوقت لإدراج التبخر في مفاهيم إدارة المياه. ولكن للأسف نلاحظ في العراق، سياسة حكومية (بحجة الاستثمار) للقضاء على المساحات والمنتزهات الخضراء.
لترويج تطور النهج المذكور قامت دول العالم بسن قوانين ونظم لاتباعه، ففي المانيا تم وضع أوراق العمل DWA-A 138 و DWA-A 102 ويجري اتباع نهج شامل لإدارة مياه الأمطار في الولايات المتحدة الامريكية تحت اسم أفضل الممارسات الإدارية (BMP)وفي بريطانيا تحت اسم التنمية ذات التأثير المنخفض (LID) وفي الصين باسم الصرف الحضري المستدام (SUDs) - .و صاغ الاتحاد الأوروبي مشروعBlue Green Dream (BGD) بالإضافة إلى مصطلح "مدينة الإسفنج"، الذي روج مصطلح "المدينة الإسفنجية".
خاتمة
الهدف من المدينة الإسفنجية هو تخزين مياه الأمطار لأطول فترة بعد ان تهطل، وتمكين جزء كبير منها من التبخر عبر "العناصر الخضراء" مثل التجاويف وخنادق الأشجار والأسطح والواجهات الخضراء والترشح تحت الأرض، مما يؤدي إلى تقليل الجريان السطحي بشكل كبير. وهذا يؤدي إلى تخفيف تفاقم مشكلة الإجهاد الحراري في المدن الكبيرة. بالإضافة إلى معالجة هطول الأمطار الغزيرة التي تشكل تحديا لإدارة المياه في المناطق الحضرية. والمدينة الإسفنجية تحاكي دورة المياه في الطبيعة، مما يزيد من التبخر المحلي وبالتالي تعزيز زيادة التبريد بواسطة التبخر في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
هدفنا هو أن يرى المسؤولون عن إدارة مياه الأمطار هذه المهمة ليس كمجرد "التخلص من مياه الأمطار" ولكن أكثر باعتبارها إدارة مياه الأمطار بشكل ذكي ومستدام في المناطق الحضرية. ولتحقيق هذه الغاية، لا بد من التوجه لفكرة الإدارة اللامركزية لمياه الأمطار ونشر الوعي بهذا الاتجاه. أحد الأمثلة العملية يظهر في المخطط على الشكل 4.
________________________________
*باحث واستاذ جامعي في البنى التحتية للمدن وخبير في الهندسة المدنية.
***************************************************
في الديوانية.. تأبين الرفيق الراحل كامل وناس
الديوانية - عادل الزيادي
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، أخيرا، حفل تأبين للرفيق الراحل كامل وناس (أبو باسم)، وذلك على "قاعة الشهيدة فوزية" في مقر المحلية.
حضرت الحفل الذي أداره الرفيق عادل الزيادي، زوجة الفقيد وأبناؤه وأحفاده، وجمع من الشيوعيين وأصدقائهم. وبعد دقيقة صمت وقفها الحاضرون في ذكرى الفقيد، ألقى عضو اللجنة المركزية وسكرتير المحلية الرفيق ميعاد القصير، كلمة توقف فيها عند مناقب الراحل وروحه النضالية العالية وتفانيه في العمل الجماهيري والمهني والسياسي، ونشاطه في المهمات الحزبية التي كلف بها، ومنها الحملات الانتخابية.
ثم ألقى نجلا الفقيد باسم ومهند، كلمة باسم عائلتهما، أشادا فيها بشخصية أبيهما وبما يتحلى به من نكران ذات تربى عليه ونشأ في حزبه الشيوعي، فضلا عن اهتمامه بمصالح الناس، ودوره في غرس الروح الوطنية في أفراد عائلته. وقالا أن "فقدان والدنا ليس سهلا علينا، لكن استذكاره يكاد يشفي شوقنا إليه".
وكانت لتجمع التربويين المتقاعدين كلمة ألقاها الأستاذ مجيد هلال، وتناول فيها سيرة الفقيد التربوية والاجتماعية ودماثة خلقه وعلاقاته الودية مع الجميع.
جدير بالذكر، أن الفقيد مناضل شيوعي امتهن التعليم وعانى المطاردة والاضطهاد. وكان مرشحا ضمن القائمة المهنية في انتخابات أوائل السبعينيات، وكان نشاطه ملحوظا آنذاك.
هذا وشهد الحفل قراءات شعرية وطنية تناولت سمات ونشاطات الرفيق في الحزب، ساهم فيها الشاعران هاتف العذاري ومالك البرقعاوي.
كذلك قُدمت شهادات بحق الفقيد، من رفاق عملوا معه في التنظيم ورافقوه في مهمات حزبية.
وفي الختام، قدمت اللجنة المحلية إلى عائلة الفقيد مجموعة صور يظهر فيها فقيدها في مناسبات حزبية ووطنية عديدة، سلمتها إياها عضو المحلية الرفيقة سيماه الدعمي.
**************************************************
شيوعيو بابل يزورون الرفيق سليم النداوي
الحلة - علي الويسي
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، الخميس الماضي، الرفيق سليم كاظم النداوي (أبو دريد) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته بعد خضوعه لعملية جراحية في مدينة السليمانية، تكللت بالنجاح.
وتمنى الوفد للرفيق أبو دريد الشفاء العاجل ووافر الصحة والعافية.ؤ
**********************************************
للاطمئنان على صحته.. وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي يزور القاص والروائي حنون مجيد
بغداد ـ طريق الشعب
زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي امس السبت، القاص والروائي ورئيس اتحاد الأدباء السابق الأستاذ حنون مجيد في منزله ببغداد، للاطمئنان على صحته بعد تعرضه لأزمة صحية الزمته الفراش.
ونقل الوفد تحيات قيادة الحزب ورفاقه وتمنياتهم له بالشفاء العاجل ومزيد من الصحة والعافية. من جانبها، رحبت عائلة حنون مجيد بالوفد الزائر، معربة عن تقديرها العالي لهذه الزيارة الكريمة، ومثمنة مواقف الحزب تجاه رفاقه وأصدقائه وعائلاتهم، ومحملة الوفد بأطيب التحايا والأماني والتوفيق لمسيرة الحزب النضالية. كما أكدت العائلة على أهمية الدور الفاعل للحزب في الانتخابات القادمة، معتبرة إياه خير ممثل للجماهير وتطلعاتها.
بعد ذلك، تحدث الأستاذ حنون مجيد عن أهم أعماله الأدبية، مشيرًا إلى آخر إصداراته "الأعمال القصصية الكاملة" التي صدرت عن دار الشؤون الثقافية العامة. وقد ضم الوفد الزائر كلا من الرفاق فاضل الموسوي، خيال الجواهري، ونهاوند جليل، الذين عبروا عن دعمهم المستمر للأستاذ حنون مجيد وتقديرهم الكبير لمساهماته الأدبية والثقافية.
************************************************
الصفحة التاسعة
عملاق إيطالي يريد التعاقد مع صلاح
ميلان ـ وكالات
فجرت مصادر صحفية مفاجأة كبرى بالقول إن عملاقًا أوروبيًّا جديدًا انضم إلى سباق التعاقد مع النجم المصري محمد صلاح في صفقة انتقال حر، عند انتهاء عقده بصورة رسمية مع ليفربول بنهاية منافسات الموسم الجاري. حسب منصة "Fichajes"، بدأ إنتر ميلان الإيطالي تحركاته المبكرة من أجل الحصول على توقيع النجم المصري، حال انتهاء عقده مع ليفربول من دون توصل الطرفين إلى اتفاق من أجل تجديده، وسط مساعي من "النيراتزوري" لإقناع صلاح بالانتقال إلى الدوري الإيطالي في صفقة حرة. وينوي إنتر ميلان إعادة هيكلة النظام الداخلي المتبع في فريقه الحالي، من أجل تلبية مطالب صلاح المالية، خاصة أن تحول النجم المصري إلى صفقة مجانية، سيدفعه لاشتراط الحصول على راتب سنوي كبير من فريقه الجديد. ويعمل إنتر ميلان من أجل تخصيص مكانة لراتب محمد صلاح الكبير، على تغييرات مهمة أبرزها عرض الثلاثي ماركو أرناوتوفيتش ومهدي طارمي وخواكين كوريا للبيع، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
**********************************************
3 مباريات في ختام الجولة التاسعة من دوري نجوم العراق
بغداد ـ طريق الشعب
انطلقت منافسات مباريات الأسبوع التاسع من دوري نجوم العراق لكرة القدم، حيث شهدت المباريات الأولى إثارة كبيرة.
تعادل فريق الكرخ مع ضيفه فريق الكهرباء بنتيجة 1-1 في المباراة التي جرت يوم أمس في إطار الجولة التاسعة لدوري نجوم العراق لكرة القدم. وأقيمت المباراة على ملعب الرمادي، الذي يُعد الملعب الافتراضي لفريق الكرخ. انتهى الشوط الأول بتقدم فريق الكهرباء بهدف أحرزه اللاعب محمد مصطفى في الدقيقة السادسة. ومع انطلاق الشوط الثاني، تمكن فريق الكهرباء من تعديل النتيجة عن طريق المحترف بياجبارا دومتي في الدقيقة 52. ورغم محاولات الفريقين للبحث عن هدف الفوز، إلا أن اللقاء انتهى بالتعادل 1-1.
وبهذه النتيجة، رفع فريق الكهرباء رصيده إلى 13 نقطة في المركز السابع، بينما رفع فريق الكرخ رصيده إلى 11 نقطة ليحتل المركز العاشر.
وفي مباراة أخرى ضمن نفس الجولة، تعادل فريق أربيل مع مضيفه نفط ميسان بنتيجة 1-1. جرت المباراة على ملعب ميسان الأولمبي، وقدم فيها الفريقان أداءً قويًا. انتهى الشوط الأول بتقدم فريق أربيل بهدف سجله اللاعب شيركو كريم في الدقيقة 45+2. ومع بداية الشوط الثاني، تمكن فريق نفط ميسان من تعديل النتيجة عن طريق سجاد جبار، الذي سجل هدف التعادل من ركلة جزاء في الدقيقة 90+10. وبهذه النتيجة، رفع فريق أربيل رصيده إلى 15 نقطة ليحتل المركز الثاني مؤقتًا، بينما رفع نفط ميسان رصيده إلى 12 نقطة ليحتل المركز العاشر.
وتستكمل اليوم الأحد المباريات حيث ستُقام عدة مواجهات هامة في مختلف الملاعب العراقية. في تمام الساعة 14:30، يلتقي فريقا ديالى والنفط على ملعب فرانسو حريري في مباراة منتظرة. وفي الساعة 17:30، يواجه فريق كربلاء نظيره نفط البصرة على ملعب كربلاء في مباراة قوية أخرى.
وتختتم مباريات الجولة في الساعة 19:30، حيث يحتضن ملعب زاخو لقاء بين أصحاب الأرض وفريق الكرمة في مواجهة مثيرة.
ويذكر أن مباريات الحدود ضد القوة الجوية، والميناء ضد الشرطة، ونوروز ضد دهوك قد تم تأجيلها بسبب مشاركة الأندية في البطولات الخارجية.
*********************************************
الاتحاد العراقي للمصارعة ينعى اللاعب الدولي السابق زهير شوكت
بغداد ـ طريق الشعب
نعى الاتحاد العراقي للمصارعة، أمس السبت، ببالغ الحزن والأسى، وفاة عضو الاتحاد واللاعب الدولي السابق زهير شوكت، الذي توفي عن عمر ناهز 63 عاماً بعد صراع مع مرض لم يمهله طويلاً. وأعرب رئيس الاتحاد العراقي للمصارعة، شعلان عبد الكاظم، وأعضاء الاتحاد عن تعازيهم الحارة لأسرة المصارعة العراقية بشكل خاص، وللرياضة العراقية بشكل عام، في هذا المصاب الجلل. وكان الراحل زهير شوكت واحداً من أبرز لاعبي المصارعة في العراق، حيث مثل المنتخب العراقي في العديد من البطولات الرياضية، وشارك في أندية عراقية مختلفة. كما تم انتخابه لعضوية الاتحاد المركزي للمصارعة، بالإضافة إلى شغله منصب نائب رئيس نادي الصليخ الرياضي. ويعتبر شوكت من الشخصيات البارزة التي تركت بصمة واضحة في مجال المصارعة العراقية، حيث كان له دور كبير في تطوير هذه الرياضة في العراق.
*********************************************
منتخب بغداد يتوج ببطولة الجمهورية للركبي بعد فوزه على كربلاء
متابعة ـ طريق الشعب
أحرز منتخب بغداد لقب بطولة الجمهورية للركبي بعد فوزه على منتخب كربلاء بنتيجة 26-12 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب التربية البدنية وعلوم الرياضة بجامعة بغداد. وشهد اللقاء حضور مدرب المنتخب الوطني، عمرو متولي، الذي سيقوم باختيار التشكيلة النهائية لمنتخب فئة (15) استعدادًا للمشاركة في بطولة غرب آسيا التي ستُقام العام المقبل. وبعد المباراة، تم تتويج منتخب بغداد بالكأس من قبل محمد حنون الجزائري، الأمين العام للاتحاد العراقي للركبي، فيما حصل منتخب كربلاء على المركز الثاني، بينما نال منتخب صلاح الدين المركز الثالث. المباراة النهائية حضرها رئيس الاتحاد العراقي للركبي فريق هزاع ونائبه وأعضاء الاتحاد، حيث تم تكريم الفريق الفائز وسط أجواء احتفالية مميزة.
****************************************
في تقرير رسمي.. فيفا تقيّم ملفات تنظيم مونديال 2030
زيورخ ـ وكالات
أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تقريره الرسمي حول تقييم الملفات المقدمة لتنظيم مونديال 2030، حيث حصل الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال على تقييم مرتفع بلغ 4.2 من أصل 5. وأكد التقرير أن هذا الملف "يملك القدرة بوضوح على تنظيم بطولة كأس العالم 2030 بشكل مرض"، مما يجعله مستوفيًا الشروط اللازمة للمناقشة في مؤتمر الفيفا المزمع عقده في 11 كانون الاول المقبل.
ووصف التقرير ملف الدول الثلاث بأنه يسعى إلى "الإلهام والتوحيد، والاستفادة من الشغف الجماعي بكرة القدم في الدول الثلاث لتقريب الناس وتجاوز الحدود وتعزيز الروابط بين قارتين جارتين والعالم بأسره". وأكد أن هذا الطموح "يتماشى تمامًا مع شعار الفيفا: 'كرة القدم توحد العالم'".
وأشاد التقرير بمستوى البنية التحتية المقترحة في الملف، موضحًا أنها "تقدم مقترحًا شاملاً وقويًا". وأضاف أن نتائج التقييم الفني للبنية التحتية، سواء الرياضية أو العامة، أظهرت إمكانات كبيرة. وركز التقييم على عدة نقاط رئيسية، منها:
ويشمل الملف "مجموعة واسعة من الملاعب عالية الجودة موزعة على 17 مدينة مضيفة متنوعة"، حيث يضم مرافق أيقونية وقوية تستخدمها بعض أشهر أندية كرة القدم في العالم، بالإضافة إلى العديد من مشاريع التحديث للملاعب الجديدة أو المجددة.
ورغم العدد الكبير من المدن المضيفة، يتمتع الملف بميزة "المنطقة الجغرافية المضغوطة نسبيًا بفضل المسافة القصيرة بين المدن المقترحة".
من الجانب التجاري، أكد التقرير أن "الملف من الناحية التجارية يوفر أيضًا أساسًا جيدًا جدًا"، مشيرًا إلى التوقعات القوية للمصادر الرئيسية للإيرادات مثل حقوق البث التلفزيوني والرعاية وأيام المباريات، مما يعزز العائد المالي الكبير المتوقع.
كما سلط التقرير الضوء على "الدعم القوي والمتواصل من الحكومات الوطنية والإقليمية والمحلية في الدول الثلاث"، حيث أظهرت هذه الحكومات ضمانات قوية وعقود المدن المضيفة، ما يؤكد أن الملف يحظى بدعم كامل من العديد من الجهات الفاعلة التي ستكون حاسمة لنجاح تنظيم مونديال 2030.
وفيما يخص ملف الذكرى المئوية لكأس العالم، حصل الملف المشترك بين الأرجنتين وباراغواي وأوروغواي على تقييم 3.6 من أصل 5. وأشار التقرير إلى أن هذا الملف "استوفى الحد الأدنى من المتطلبات لتنظيم كل مباراة احتفال في الذكرى المئوية" للبطولة.
****************************************************
منتخبنا الوطني يحافظ على المركز 56 في تصنيف الفيفا
بغداد ـ طريق الشعب
حافظ منتخبنا الوطني لكرة القدم على مركزه الـ 56 في التصنيف الشهري الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لشهر تشرين الثاني الحالي.
وذكر بيان صادر عن اتحاد كرة القدم، أن "المنتخب الوطني استقر في المركز السادس على المستوى القاري بمجموع 1442.86 نقطة". وأضاف البيان أن "منتخبنا جاء بعد منتخبات اليابان وإيران وكوريا الجنوبية وأستراليا وقطر في التصنيف الآسيوي".
وكان منتخبنا الوطني قد تعادل مع منتخب الأردن في الـ 14 من الشهر الحالي بدون أهداف، قبل أن يحقق فوزاً ثميناً على مستضيفه العماني في الـ 19 من الشهر ذاته بهدف دون رد، ضمن الجولتين السادسة والسابعة من تصفيات كأس العالم 2026.
*****************************************************
وقفة رياضية.. الاتحادات الرياضية فعالياتها وانجازاتها
منعم جابر
كنا قد تحدثنا في الحلقتين السابقتين عن اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية ودورها وأثرها في الرياضة العراقية، كما تناولنا واقع الأندية الرياضية وأثرها في رياضة الوطن، وقدّمنا بعض الأفكار والمقترحات. واليوم يسرنا أن نتحدث عن واقع الاتحادات الرياضية ودورها، والأسباب التي ساهمت في إخفاقاتها، وما هو الحل المناسب.
لقد كانت الاتحادات الرياضية المركزية في الفترات التي سبقت عام 2003 تضم غالبية من العاصمة بغداد، مما ساهم في غياب أغلب أبناء المحافظات عن تشكيلاتها الاتحادية. لكن الحال قد تغير اليوم، حيث ظهرت وجوه جديدة وكفاءات متميزة من أبناء المحافظات. إلا أن هذه الاتحادات، رغم التغيير، ظهرت اليوم بشكل ضعيف مع غياب العديد من الأعضاء وعدم حضورهم إلا في المناسبات، مما أضعف دور الأعضاء الآخرين، خاصة من غير العاصمة.
إن هذا التغيب وعدم الحضور له آثار سلبية، حيث يترك الفرصة سانحة للرئيس وأمين السر للسيطرة على العمل داخل الاتحاد. كما لم نجد أي أدوار فعّالة للاتحادات الفرعية (المحافظات)، مما يهمش دورها ويؤدي إلى ضعف قدرتها على التأثير. وفي الوقت الذي تتطلب فيه بعض الواجبات والمهمات السفر والإيفاد، نجد أن العديد من الأعضاء يتواجدون في اليوم المناسب فقط.
إن العمل الاتحادي يتطلب مساهمة جميع الأعضاء والناشطين في الاتحادات الرياضية أثناء إقامة البطولات والنشاطات الاتحادية. ومن هنا، أؤكد على الاتحادات الفرعية في المحافظات أن تؤدي دورها وفعالياتها بكل حماسة واندفاع، لأن عملها هو الذي يكشف مصداقية العمل الاتحادي ويؤثر في إمكانية تطور اللعبة وشعبيتها. إن اندفاع الشباب لممارسة اللعبة سيمنح الاتحاد الفرعي والمركزي دوراً فاعلاً ومميزاً في انتشار اللعبة وتعزيز شعبيتها، وبالتالي نجاحها.
لكننا، للأسف، نواجه ركودًا واستقرارًا في العديد من الألعاب، حيث إن أنديتنا غير فاعلة في أداء دورها وممارسة ألعابها بحماس وجدية واندفاع، مما يؤدي إلى ضمور اللعبة وعدم قدرتها على التطور. وهذا ما يحدث في أغلب الأندية. إن الاتحادات الفرعية في المحافظات هي التي تساهم في تنشيط الاتحاد الرياضي المركزي، كما تبعث الحماسة في الأندية لممارسة ألعابها، وبالتالي تحقيق التطور. ويتحقق ذلك من خلال توسيع القاعدة والنشاط والحيوية، والابتعاد عن الإهمال والكسل.
أعزائي أعضاء الاتحادات الرياضية، لقد تواصل عملكم لأكثر من نصف قرن، والبعض تجاوز هذه الفترة، ولكنكم تنهضون في بعض الأيام وتغطون أعواماً أخرى. ولا شك أن هناك العديد من الحجج والأعذار التي تبرر ذلك، مثل التخصيصات المالية، وعدم توفر الساحات والملاعب للتدريبات، وعدم وجود الخبرات التدريبية... إلخ.
وأنا هنا أضع أمام القيادات الرياضية ضرورة وضع قيادات مسؤولة عن الاتحادات الرياضية، قيادات تمتلك القدرة والكفاءة على اختيار العناصر المؤهلة للعمل في الاتحادات الفرعية. وينبغي أن يتناسب عدد الأعضاء مع نوع اللعبة وأهميتها، بحيث لا يقل عدد أعضاء الاتحادات الفرعية في المحافظات عن خمسة ولا يزيد عن سبعة لضمان أداء دورهم بكفاءة واقتدار. يفضل في جميع الاتحادات أن يتم اختيار العناصر الكفوءة والوطنية ممن يكرسون خدماتهم للوطن، وأن يتم الوقوف بحزم ضد الأشخاص المشبوهين أو المتلاعبين بالمال العام. كما يجب الوقوف بحزم تجاه العناصر المحكوم عليها سابقًا بتهم مخلة بالشرف. ويجب أن يُفتح الطريق أمام الشباب من حملة الشهادات العليا وأبطال الرياضة والألعاب.
أحبائي العاملين في الاتحادات الرياضية، أنتم جميعكم مسؤولون عن واقع الرياضة في العراق. أنتم مدعوون لتصحيح المنهج الرياضي والسياسة الرياضية التي استمرت لعقود طويلة. ويجب أن يتم ذلك من خلال الدعوة لرياضة نظيفة خالية من الغش والفساد والمنشطات، والتلاعب بالمال العام. من يجد في نفسه عدم القدرة على تقديم الخدمة الوطنية الصادقة فعليه أن يغادر الميدان.
كما نؤكد على العاملين في الاتحادات المركزية أن يكونوا متفرغين للعمل ولديهم القدرة على حضور الاجتماعات الاتحادية، لأن الغيابات تؤدي إلى إضعاف عمل الاتحادات المركزية. كما نؤكد على ضرورة عدم الجمع بين الإدارة والتدريب، وفقًا لتعليمات المؤسسات الدولية. يجب تدقيق الشهادات الدراسية والتأكد من حصول المرشحين على الشهادات المطلوبة. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال التعاون بين الطواقم الرياضية والمساهمة في العمل المشترك من أجل نشر اللعبة، والبحث عن المواهب والقدرات الفذة التي تساهم في نجاح تجربتنا الميدانية بعيدًا عن المنافع والمصالح الشخصية.
***********************************************
الصفحة العاشرة
ربيع ديركي*
تطرح علاقة الذات بالموضوع وموضوعية العالم الخارجي وما تمدنا به الحواس من معارف وما يدلنا إليه العقل، مشكلية(**) يختلف الموقف منها، بعامة، باختلاف المذاهب الفلسفية المتمحورة حول تيارَين رئيسيين في الفلسفة هما المادية والمثالية ضمنهما مذاهب واتجاهات، هنا نركز على التمييز بين مادية مبتذلة، ميكانيكية، ومادية ديالكتيكية علميَّة أرست أسسها النظرية الماركسية – اللينينية، فأسبقية الموضوع (المادة) على الذات (الوعي)، التي هي أساس التمييز بين المادية والمثالية، وأساس التمييز بين المادية الميكانيكية والمادية العلمية الديالكتيكية، ليست أسبقية ميكانيكية، أي ثنائية ذات/ موضوع، مادة / وعي، بل هي علاقة مادية ديالكتيكية. فقد أكدَ ماركس أن الإدراكات الحسية هي المصدر الوحيد لمعارفنا ولكنه تأكيد أعطى فيه البعد المنهجي الديالكتيكي بإظهاره لمفهوم التناقض بين العقلي (المحض) والتمثل الحسي للواقع في وحدتهما، أي عدم التطابق، الميكانيكي، بين العقلي والحسي بقوله “لو كان شكل تجلي الأشياء وماهيتها منطبقين بصورة مباشرة لما كان هناك حاجة إلى أي من العلوم”.(11)
وفي كتابه “لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية” أعطى انجلز البعد المتمم لمسألة أسبقية المادة على الوعي بتحديده أن “أعلى مسألة في الفلسفة بكاملها، مسألة علاقة الفكر بالكائن”، وهي المسألة التي تظهر الاضطراب في المادية والمثالية عند طرح سؤال العلاقة بين المادة والوعي التي تعني أيهما أسبق المادة أم الوعي؟ انتقدت الفلسفة الماركسية الثنائية الميكانيكية لمفهوم الأسبقية وأعطته معنى أعمق ليس من خلال تأكيد أسبقية المادة على الوعي وحسب بل من خلال، في الوقت نفسه، السير ببحث هذه المسألة بإظهار العلاقة الديالكتيكية بينهما، هنا بالتحديد تكمن أهميَّة البعد الفلسفي المادي الذي أعطته الفلسفة الماركسية لتلك المسألة، تجلى ذلك في إبراز انجلز أن “مسألة علاقة الفكر بالكائن ترتدي أيضاً مظهراً آخر: ما هي العلاقة بين افكارنا عن العالم المحيط بنا، وهذا العالم نفسه؟ وهل يستطيع فكرنا ان يعرف العالم الواقعي وهل نستطيع في تصوراتنا ومفاهيمنا عن العالم الواقعي ان نكوِّن انعكاساً صادقاً عن الواقع؟”.(12)
لينين وإظهار الجانب المتمم لمسألة أسبقية المادة على الوعي
استكمل لينين بحث علاقة الفكر بالواقع ومسألة أسبقية الواقع على الفكر وربطها بنظرية المعرفة وهو بحث ينطوي على بعد فلسفي ثوري في نظرية المعرفة (الابيستيمولوجيا) أي إظهار العلاقة بين المادة والوعي، وليس إمكان المعرفة بالمعنى المثالي المحض، بحث يتجاوز المادية الميكانيكية والمثالية، فتأكيد الماركسية – اللينينية أسبقية المادة على الوعي يلازمها الكشف عن ارتباط الوعي، ديالكتيكياً، بالعالم الموضوعي وبعملية المعرفة. لذلك اهتم لينين، في ضوء المنهجية المادية الديالكتيكية، بالعلاقة بين المادة والوعي، وهي مسألة فلسفية تقع في صلب نقد لينين للمذاهب المثالية وللمادية الميكانيكية.
في بحث لينين لمسألة أسبقية المادة على الوعي والتضاد بينهما أظهر الجانب المتمم لها بتحديده “أن التضاد لا يتسم أيضاً بأهمية مطلقة إلا ضمن حدود ميدان ضيق جداً: في الحالة المعنية، ضمن الحدود التالية بوجه الحصر، حدود المسألة العرفانية [نظرية المعرفة] الأساسية المتعلقة بما يصح اعتباره الأولي وما يصح اعتباره الثانوي، وفيما وراء هذه الحدود، لا مجال للشك في نسبية هذا التضاد”،(13) وبالتالي فإن التضاد بين المادة والوعي، يعني أن التضاد بينهما لا ينفصل عن وحدتهما، حتى وإن افترض أسبقية المادة في إظهار هذه الوحدة، انطلاقاً من أن التركيز على التضاد بين المادة والوعي يؤدي إلى الثنائية التي تنقضها الماركسية – اللينينية في منهجيتها المادية الديالكتيكية، التي تنفي التناقض على قاعدة حله ديالكتيكياً. بهذه المنهجية نقدَ لينين سعي ما سمي “الخط الثالث” للجمع ما بين المذهب النقدي التجريبي والماركسية، نقد خصص له الفصل السادس “المذهب النقدي التجريبي[الامبيريقي] والمادية التاريخية” من كتابه “المادية والمذهب التجريبي [الامبيريقي] النقدي”، مؤكداً في خاتمته أنها محاولة لا يمكن أن تتم إلا في حال “الجهل المطبق بصدد ماهية المادية الفلسفية على العموم وبصدد ماهية طريقة ماركس وانجلس الديالكتيكية”.(14)
إذن، بإظهار العلاقة الديالكتيكية لصراع الأضداد ووحدتها تنتفي الدغمائية، وينتفي الفصل الميكانيكي بين الأضداد الذي يوقع في الثنائية، وبالتالي ليست كل مادية هي، بالضرورة، مادية علمية ديالكتيكية. لذلك أولى لينين، في ضوء المنهجية المادية العلميَّة، اهتمامه للعلاقة الديالكتيكية بين الوعي والمادة.
علاقة البراكسيس بالفكر وفهم الواقع من أجل تغييره
انطلاقاً من المفهوم المادي الديالكتيكي لأسبقية الواقع على الفكر وارتباطها بالبراكسيس يتضح معنى فهم الواقع من أجل تغييره وعلاقته بالبنيَّة الاجتماعية التي أنتجته، وهنا تتضاعف ضرورة تحديد، بعجالة سريعة، علاقة البراكسيس بالفكر، المعرفة، التي يكثر تشويهها، لإظهار وكأن الماركسية تقول بأسبقية تغيير الواقع على فهمه، فعلاقة البراكسيس بالفكر، بمفهومها الماركسي – اللينيني، نقيضة لمحاولات تشويهها، إنها علاقة اتصال / انفصال ديالكتيكية في وحدتهما، وهذه العلاقة ما لا يدركها الفكر الميكانيكي والمثالية، فالبراكسيس يعني نشاط الإنسان وتطور معرفته بالواقع، أي له أسه التاريخي، إنه نشاط متعلق بالصراع الطبقي وإنتاج نظريته من أجل التغيير، وأن تطور معرفة الإنسان بالواقع تغني ممارسته من أجل التغيير. فالفكر يبقى “حبيس عقمٍ مملّ طالما لم ينفتح، في نشاطه النظري، على الممارسة التحويلية للعالم كحقل استقصاء خاصٍ به. فإن لم يرتبط في مصيره مع الإنسان الذي يصارع كل قوى ”الإنسان“، لكي تنتصر في النهاية الحرية والعقلانية، يحكم الفكر بالعدم، وبأن يكون صوتاً بلا صدى، وكلمة فارغة من المعنى، معنى أن تصبحَ فِعلاً”. (15)
إنها المنهجية المادية الديالكتيكية للعلاقة ما بين الفكر والواقع والبراكسيس في صيرورة واحدة انتقدت فيها مقولة مثالية شائعة تهدف إلى حرف التغيير عن أرض الواقع المادي، وهي الترويج لحصره في تغيير المفاهيم، أي مقولة تستبدل العالم المادي بالعالم الميتافيزيقي، ترتكز نقطة نقد تلك المقولة المثالية بأن المفهوم المادي للتاريخ يبقى على أرض الواقع وهو “لا يفسر الممارسة انطلاقاً من الفكرة، بل يفسر تكون الأفكار من الممارسة المادية، وفقاً لذلك، فإنه ينتهي إلى الاستنتاج بأن سائر أشكال الوعي ومنتجاته يمكن حلها ليس بالنقد الذهني، بالانحلال في ”الوعي الذاتي“(…)، بل فقط بواسطة القلب العملي للعلاقات الاجتماعية المشخصة التي ولد منها هذا الهراء المثالي، وإن الثورة لا النقد هي القوة المحركة للتاريخ”(16).
يحمل النص، في جزء منه، أهمية مركزية في تحديد المفهوم المادي للبراكسيس وارتباط الوعي بالواقع المادي وشروطه، في مواجهة المفهوم المثالي وأيديولوجية الطبقة البرجوازية المسيطرة، أي كيف يصبح النتاج الثقافي قوة مادية في عمليَّة النضال التي تخوضها الجماهير، التي تعي ضرورة التغيير الديمقراطي وشروطه المادية التاريخية والتحرر الوطني وكسر علاقة التبعة بالنظام الرأسمالي الامبريالي وأيديولوجيته، ويبقى حدها المعرفي الفاصل الموقع الطبقي، موقع البروليتاريا، النقيض لموقع الطبقة البرجوازية المسيطرة وأيديولوجيتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش
(**)مشكلية جمعها مشكليات. “المشكلية هي الوحدة الفكرية لعدد من المشكلات التي يربط بينها كونها لا يمكن طرحها إلاّ في إطار محدد هو إطار المشكلية الواحدة، وبالتالي على تربة فكرية واحدة”. عامل مهدي، في الدولة الطائفية، لا. ط، دار الفارابي، بيروت، 1986، ص.150. هامش رقم 81. على هذا الأساس هناك ضرورة للتمييز بين مشكلية وإشكالية لاختلاف معناهما وحكاية الاختلاف بينهما “أن اللفظ الألماني problematik دخل إلى الفرنسية بعد تعرفها هوسرل والتبس مع النعت الفرنسي problématiqe الذي يعني في التداول العادي ”مشكوك فيه“ أو ”إشكالي“(…)، ومع هوسرل يعني الاسم problematik الوجهة التي ضمنها تطرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بموضوع ما”. وهبه موسى، المصطلح الفلسفي بالعربي كمشكلة فلسفية، ممارسة الفلسفة في لبنان كتّاب، نصوص، اتجاهات، تقاليد، إعداد وتقديم نادر البزري، ط1، دار الفارابي، بيروت، المعهد الألماني للأبحاث الشرقية، بيروت، كانون الثاني 2017، ص. 174.. وقد ترجمه مهدي عامل بـ “مشكلية”، ليخلصه بحسب تحديد موسى وهبه من الإشكال واللبس، أما هو فيقول أنه أداه “بكل بساطة باللفظ: ”مسألة“، فأقول ”مسألة البحث“”. وهبه موسى، المرجع نفسه والصفحة نفسها. وهناك من يترجم المصطلح بـ مسألية.
(11) جماعة من الأساتذة السّوفيات، موجز تاريخ الفلسفة، ترجمة وتقديم: توفيق سلوم، ط 1، دار الفارابي، بيروت، 1989، ص.430.
(12) انجلس فريدريك، لودفيغ فورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الالمانية، دار التقدم، موسكو، لا. ط، لا. ت. ص. 20.
(13) لينين فلاديمير، المختارات، 10 مجلدات، ترجمة الياس شاهين، دار التقدم، موسكو، .1978.مج4، ص. 185.
(14) المصدر نفسه، مج4، ص. 460.
(15) عامل مهدي / حسن حمدان، البراكسيس والمشروع، مبحث في تكوينية التاريخ، ترجمة عبد الله ميشال غطاس، مجلة الطريق، بيروت، العددان 28- 29، السنة 78، شتاء 2019/ ربيع 2019، ص. 48. مقدمة أطروحة الدكتوراه التي ناقشها حسن حمدان / مهدي عامل، سنة 1967 في جامعة ليون – فرنسا، تحت إشراف هنري مالديناي.
(16) ماركس كارل، انجلز فريدريك، الايديولوجية الألمانية، مصدر سابق، ص. 62.
* سكرتير تحرير منصة (تقدم)
منصة (تقدم) – 27 أيلول 2024
**********************************************
قاموس اقتصادي فلسفي.. التقسيم الاجتماعي للعمل
اعداد: د. صالح ياسر
التقسيم الاجتماعي للعمل (Social division of labor):
هو توزع مختلف أنواع العمل في المجتمع، ويقوم كل منتج، من خلاله، بنشاط انتاجي متباين. انه تقسيم الاقتصاد الوطني الى قطاعات: الصناعة، والزراعة، والنقل، وغيرها، وكذلك تقسيم هذه القطاعات الى فروع، وانواع متفرقة، متباينة، كالصناعات الثقيلة، والخفيفة، والغذائية، والزراعة، وغيرها. والتقسيم الاجتماعي للعمل، شأنه شأن تقسيم العمل داخل المؤسسة، يرتبط ارتباطا وثيقا بتخصص مختلف الافراد تخصصا مهنياً. ثم ان تطور التقسيم الاجتماعي للعمل يميّز الدرجة المعينة التي بلغها تطور القوى المنتجة.
كان اول تقسيم اجتماعي كبير للعمل هو انفصال قبائل الرعي عن مجموعة القبائل، مما ولد زيادة ملحوظة في انتاجية العمل، وهيأ المقدمات المادية لظهور الملكية الخاصة، وانقسام المجتمع الى طبقتين. أما التقسيم الاجتماعي الثاني الكبير للعمل، فكان انفصال الحرفة عن الزراعة، ونتجت عن ذلك زيادة لاحقة في انتاجية العمل. لقد اصبحت المنتجات لا تنتج للاستهلاك الشخصي، بل من اجل بيعها، من اجل السوق. ومع تطور الانتاج السلعي، واتساع السوق، ظهر التقسيم الاجتماعي الكبير الثالث للعمل، حيث تظهر طبقة التجار، وبظهور وتطور الانتاج الالي تنفصل الزراعة، نهائيا، عن الصناعة، كما يؤدي الى حدوث التقسيم اللاحق للعمل، داخل هذين الفرعين. ومن المفيد الاشارة الى ان تخصص العمل الاجتماعي، من حيث طابعه بالذات، أمر لا نهاية له، تماما كما هو الحال بالنسبة الى التكنيك.
***********************************************
كارل بوبر والسرديات الميتافيزيقية
ماجد الياسري
بدون شك حظيت مساهمات بوبر حول منهج ومنطق العلم بشهرة الى الحد الذي أصبحت فيه اهم المصادر الأوروبية الحديثة من الجانبين الاعجاب والنقد في الأوساط الاكاديمية والاعلام الغربي كأحد رموز الفكر الليبرالي في المعرفة والمنهجية العلمية التي تحوم حول معاداة الشيوعية والاشتراكية. ويختلف بوبر عمن سبقه ممن كتبوا عن فلسفة العلم انه لم يدرسها، بل بالكاد نجح في امتحان الفلسفة في شبابه واعتمد التثقيف الذاتي لتعميق مداركة الفلسفية.
وكان بوبر (1902-1994) الذي ولد في فيينا من عائلة يهودية (تحولت الى المذهب البروتستانتي) مترفة حتى افلاس والده. وتميزت طفولته بثقافة أدبية وموسيقية مميزة. وفي فترة من شبابه تأثر بوبر بماركس وحفزه هذا التأثر على المشاركة الهامشية في أنشطة يسارية غادرها بعد ثلاثة أشهر نتيجة فشل انتفاضة 1919 في فيينا وصعود الفاشية وكان استنتاجه ان على المرء ان يكون حذرا في التفكير والابتعاد عن العنف الذي قد يؤدي الى التضحية بالحياة لذا كان منطقيا ان يرفض المفاهيم الماركسية حول الثورة و الصراع الطبقي فاعتبر الاشتراكية خيالا ذهب ضحيته أبرياء بدون مبرر عقلاني ووجد الحل الأمثل في الفكر البرجوازي الليبرالي.
ومن أولى كتاباته بعد انتقاله الى نيوزلندا في 1937 “المجتمع المفتوح” الذي تناغم مع جو الحرب الباردة وروج على نطاق واسع كأحد مكونات ثقافة تبشيع الفكر الماركسي والشيوعي والسرديات الليبرالية التي تنتقد الاتحاد السوفيتي والإشادة بعظمة النظام الليبرالي وانجازاته. هذه النمطية المرغوبة لدى البرجوازية وفرت له الجو للتقدم الوظيفي والأكاديمي وحصوله لاحقا على القاب شرفية في بريطانيا وأوروبا.
ويرى بوبر ان جذور الفكر الشمولي تعود الى كتاب “الجمهورية” لأفلاطون تم التقاطها لاحقا من قبل هيجل وماركس وتطويرها بإضافات حول قوانين تتحكم بحركة المجتمعات وتهيمن على حياة ومستقبل الفرد، وتشترك في العداء للمجتمع المفتوح . وفي سنوات الحرب الباردة التي اعتبرها بوبر معركة مصيرية بين الشمولية والليبرالية، أصبحت كتاباته الى جانب جورج أورويل (1903-1950) وحنا أرندت (1906-1975) وآخرين جزءا من الترسانة الفكرية المعادية للاتحاد السوفيتي والماركسية واصبحوا ايقونات الصالونات الثقافية الى الحد الذي اطلق ايزايا برلين (1909-1997) على نقد بوبر للماركسية الأشد خطرا والأكثر تأثيرا مما وجه لها.
وفي سنواته الأولى في لندن بعد هجرته اليها عام 1945 وبدعم من برتراند رسل ( 1872-1970) حيث شغل كرسي منهجية ومنطق العلم في كلية لندن للاقتصاد ركز بوبر على تطوير مفاهيم التفنيد والتكذيب والتمييز عبر اخضاع الفرضيات للملاحظة والتجريب ولكن اعتبر هذا المنهج العلمي للتفنيد لا ينطبق على العلوم الإنسانية لمحدودية دور التجريب فيها واطلق عليها الإشكالية “التاريخانية”.
واتبع في مشروعه حول منهج ومنطق العلم بمقاربة مضادة للذرائعية البراغماتية التي تلغي دور الفكر النظري فتعتمد وظيفة المعرفة ومصداقيتها على قدر نفعها وفائدتها للفرد بغض النظر عن المحتوى الأخلاقي والفكري لان المنفعة هي مقياس صحة الفكرة ومصداقيتها اما أفكار الناس فمجرد ذرائع يستخدمها الفرد لحفظ ذاته ومصالحه. وقد تصدى بوبر أيضا الى كل من المدرسة الوضعية والوضعية المنطقية التي ألغت دور الميتافيزيقيا والتأكيد على مقاربة التحقق التجريبي الحسي لتأكيد مصداقية الفرضيات ولكن بوبر أضاف معيار التفنيد كمنهج نقدي (وهي أهم اضافاته) لان الملاحظة والتجربة وحدها غير كافية فتصبح الأدلة على عدم التفنيد مصدر ضعف وليس قوة لذا يكون الاختبار الحقيقي هو في التفنيد (لاحظ في اللغة العربية مفردتي الدحض وتعني تقديم حجة مضادة لما يقدمه الطرف الاخر والتفنيد وهو اظهار خطأ او لاعقلانية وضعف الفرضية) .
ومن إيجابيات مساهمات بوبر تصديه لمقاربة الاستقراء. ففي رأيه ان نجاح العلم يعتمد على العبقرية والحظ واتباع القواعد والمعايير الصحيحة في المنهج واعتبر الاستقراء خرافة. حيث تقرر الملاحظة والتجربة ونتائج الاختبارات مصير النظرية قبولا او رفضا. فمنهج بوبر لا استقرائي في منطق ومنهج العلم (التوصل الى تعميم بالاستناد الى معطيات وملاحظات أي الاستدلال على العام بالخاص ولكنها ليست يقينية بينما في الاستنباط يتم الحصول على معلومات خاصة من معطيات عامة) وقيم نظرية اينشتاين عاليا كونها مستندة على المقاربة العلمية الصحيحة ونموذجا لمقاربة التفنيد. وجرى خوض معارك سياسية وأيديولوجية مع اليسار الاشتراكي باعتبارهم أعداء للمجتمع المفتوح الذي هو حلم الانسان ومصدر حريته ولكن اشبه بدون كيشوت الذي حارب طواحين على الأرض، اما بوبر فكانت طواحينه في مملكة الفكر. فقد رفض بوبر “التاريخانية” التي عنت لديه الفلسفات التي ترى أن حركة التاريخ والمجتمعات تجرى وفق قوانين عامة محددة مثل ماركس وهيغل، بل ويعتبر داينمو التطور التاريخي هو العلم والذكاء الخارق لأفراد عباقرة فلا يوجد مسار تاريخي محدد او ارتقائية حتمية. وتمثل حرية الفرد لدى بوبر حقه في اختيار طريقة الخاص بدون تحكم السلطة لفرض المساواة الزائفة المعرقلة للتقدم لان الاشتراكية ليست حتمية تاريخية كما تدعي الماركسية فمستقبل الانسان هو ملكه ولا توجد قوانين مسبقة تتحكم به .
ولم ينتبه بوبر الى ان المادية التاريخية نظرت الى التعامل النقدي مع النظريات والمفاهيم واختبارها تطبيقيا عبر التجربة في العالم الموضوعي هي احد اركان نظرية المعرفة لان النظريات مجرد نسخ من الواقع بالمنظور المعرفي التي يتم التحقق من صدقيتها عبر الملاحظة والتطبيق فما يسميه تاريخانيا هو في حقيقه الامر تصور مغلوط للنظرية الديالكتيكية في المعرفة وكما يبدو بسبب محدودية معرفة بوبر بقوانين ومقولات المادية الديالكتيكية والتاريخية والتي فيها يحتل العلم مكانة خاصة لاعتمادها على نظريات وحقائق يمكان اخضاعها للتجريب وهو في تقدم مستمر. لقد ولد الفكر النظري العلمي الحديث في عصر التنوير الاوروبي للاقتراب من المعرفة الحقيقية كثقافة تقدمية مناهضة لسيطرة الكنيسة عززت نمو العلوم الطبيعية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات وتأثرت بها أيضا عبر تغيير البنية المعرفية نتيجة الانتصار التدريجي للمادية على الميتافيزيقيا وظهور المقاربة المادية الديالكتيكية التي بقيت مجهولة لدى اغلبية العلماء والمفكرين او في حالة اعتمادها تقطع الطريق امام التقدم الاكاديمي بسبب “المكارثية” الثقافية التي تسود في الغرب و وجدت طريقها الى المراكز الاكاديمية العربية بتهمة الشيوعية .
فمصدر المعرفة لدى الماركسيين هو العالم المادي الخارجي ندركه عبر الاحساسات التي تصلنا على شكل نسخ له ويتعامل معها الدماغ لتشكيل الوعي المعرفي وتتميز بالديناميكية وفي حركة دائمة على أساس وحدة وصراع مكوناتها في العالم المادي. في هذا المنظور يكون التطبيق هو معيار التحقق من مصداقية النظرية وعبر التعامل النقدي معها وهي دائما رمادية وتطبيقها على الواقع الحي المتجدد دائما هو معيار مصداقيتها التي شكلت الاساس الفلسفي والمنهج العلمي لنظرية المعرفة الماركسية. في هذه العملية تتعارض المفاهيم النظرية والعلمية مع بعضها وفيما بينها وتتغير خلال عملية تطور المعارف بنماذج اكثر ملائمة فلسفيا او تطبيقيا وادق علميا وهذا هو ما يحدث في تطور العلوم المعاصرة وهذه نقطة التقاء مع مفهوم بوبر حول معيار التفنيد و لكن بخصوصيات المنهج الجدلي .
واستمرارا لهوسه في دحض الماركسية طرح نظرية العوامل الثلاثة كوسيلة لحل إشكالية مؤرقة للفلاسفة وهي العلاقة بين الدماغ البشري والعالم المادي التي مازالت احد تخوم المعرفة المجهولة على الرغم من التقدم غير المسبوق في فهم فسلجة الدماغ باعتماد تقنيات القرن الحادي والعشرين الرقمية. وقد حاول بوبر مواجهتها بتوليفة عن وجود ثلاثة عوالم محايدة ولكن تتفاعل فيما بينها الأول هو عالم المادة الموضوعي الاقدم ومكوناته حية وغير حية قابلة للقياس والتجريب وتنسحب عليه القيم المعيارية، والثاني عالم العقل الواعي والسلوك والخبرات النفسية مثل المشاعر والرغبات والذكريات والعواطف وموضوعات يمكن اختبارها منهجيا مثل العلوم لكنها ذاتية وتحتاج الى وجود عقل، والثالث عالم محتوى الفكر من النشر العلمي والادبي والشعري والفني وجميعها أدوات مادية ونتاج ابداعات الانسان الخلاقة التي نمت مع ظهوره وخاصة مع ظهور اللغة كنشاط انساني. وقد أقر بوبر عند مناقشته لها ان نظريته عن العوالم الثلاث هي فرضية غير قابلة للتفنيد والتحقق.
*****************************************************
الصفحة الحادية عشر
جامعة الشارقة تضيّف الفنان فيصل لعيبي
ضيفت جامعة الشارقة/ كلية الفنون الجميلة، الفنان التشكيلي العراقي الكبير فيصل لعيبي، للحديث عن تجربته الفنية الراسخة والتي ظل فيها الفنان لعيبي اميناً لمساره الإبداعي ومواقفه الوطنية التقدمية.
وكانت د. نادية الحسيني/ عميدة الكلية تقدم الفنان لعيبي بعد استعراضها مسيرة التشكيل العراقي بدءاً من عام 1936 وظهور الفنانين الرواد: عبد القادر رسام، عاصم حافظ، صالح محمد، شوكت الرسام، وتشكيل جماعة أصدقاء الفن عام 1941 ومن ثم جماعة الرواد التي أسسها جواد سليم والانطباعيين التي أسسها حافظ الدروبي. ويعد الفنان فيصل لعيبي احد المبرزين الذين وطنوا فنهم لخدمة المجتمع والدفاع عن قضاياه الملحة عن طريق عدد من الاعمال الفنية التي اخذت صداها وامتيازها في معارض عراقية وعربية ودولية.
***********************************************
حسين قاسم العزيز.. رؤية جدلية تاريخية
د. سعيد عدنان
كان الجيلُ الأوّل من المؤرخين ، في العراق، يقومُ، في منهجه، على رواية الحوادث وتدوينها، والرجوع فيها إلى أوثق مصادرها؛ وقلّما عُني بالتفسير، وبيانِ الأسبابِ البعيدة، وقلّما صدر عن فلسفةٍ في الفهم؛ تربطُ الحوادثَ بما هو أسع منها ، وتُرجع المختلفَ المتباين إلى عامل يحكمه ويفسّره ؛ على أنّه جيل كريم واسعُ العلم ، شديدُ التحرّي ، ثابت الإخلاص في طلب الحقيقة ، والإبانة عنها ؛ يأتي في الصدارة منه عبّاس العزّاويّ المحامي، في “تاريخ العراق بين احتلالين”، وعبد الرزّاق الحسنيّ، في
“تاريخ الوزارات العراقيّة”، ومحمّد مهدي البصير، في “تاريخ القضيّة العراقيّة“، وغيرهم ممن سار على نهجهم . وهو جيل رائدٌ أحبَّ التاريخ ، ورأى فيه بابًا من أبواب الحقيقة؛ ولكنه لم يدرس التاريخ في معاهد متخصّصةٍ به. ثمّ نشأ من بعدهم جيل درس التاريخ في معاهده الأكاديميّة ، في أوربّا وفي أمريكا ، وعادوا متضلعين منه مادةً ومنهجًا فأقاموا الدراسةَ التاريخيّة على أصولٍ واضحةٍ رصينة؛ إذ صار التاريخُ لديهم لا يكتفي برواية الوقائع وتدوينها، وإنّما يسعى إلى التفسير، وربطِ النتائج بأسبابٍ قريبةٍ ، وبعيدة حتّى يتّضحَ المعنى والمغزى من وراء الحوادث الواقعة؛ ولقد كان في طليعة هذا الجيل : جواد عليّ، وعبد العزيز الدوريّ، وصالح أحمد العليّ ، وطه باقر. وقد صحبهم، وجاء بعدهم، مؤرّخون في طبقةٍ عالية من الصدق والإخلاص في البحث والتأليف؛ درسوا التاريخ القديم ، والتاريخ العربيّ الإسلاميّ، والتاريخ الحديث بمناهج متباينةٍ في صنعتها، متّفقةٍ على توخّي الحقيقة وإضاءة جانب منها.
وإذا كان من المؤرّخين من عُني بقيام الدولة ، ونشوء أنظمتها ، والوقوف على رجالها في حربهم وسلمهم؛ فإنّ جانبًا آخر من التاريخ بقي ينتظر من يقف عنده، ويجلو أبعاده في الذي له والذي عليه ؛ ذلك ما يتّصل بمن ثار على الدولة القائمة مدافعًا عنه الظلم مطالبًا بما له من شرط الحياة ؛ ولقد وقف فيصل السامر ، في سنة 1952 ، عند الزنج في ثورتهم في البصرة فدرس الأسباب والنتائج بضرب من النهج يكاد يكون جديدًا على الدرس التاريخيّ عند العرب في هذا العصر ؛ ثمّ أتى ، من بعدْ، حسين قاسم العزيز (1922- 1995) فمضى على هذا النهج في دراساته وأبحاثه ، وزاد .
ولا ريب في أنّ من يفسّر الحوادث ، في أسبابها ونتائجها، إنّما يصد عن فكر مستقرٍّ لديه ، يرى الحياة ومجراها بضوء منه ؛ وكلُّ فكر جديد إنّما هو رؤية جديدة لوقائع اليوم ، ووقائع الأمس ، وتفسير لها .
ولد حسين قاسم العزيز في الكوت ، في سنة 1922، ودرس في مدارسها ، ثمّ التحق ، من بعد إتمام دراسته الثانويّة، بدار المعلين العالية ، في بغداد ، متخصّصًا بالتاريخ . ولم يكن ذهنه مقصورًا على قاعة الدرس ، وموادّ الدار ؛ بل كان يقرأ ، ويسمع ، ويرى، ويُشارك ؛ حتّى تكامل وعيه، واتّضح نهجه ، وسلك سبيلًا ، يرضاه، في الفكر والحياة. وإذ تخرّج في دار المعلمين العالية، سنة 1945 ، عمل في سلك التعليم الثانويّ ، وزاول الإدارة المدرسيّة سنوات ، ثمّ تهيّأ له أن يذهب إلى موسكو للدراسة في سنة 1960 فازداد معرفةً ، وتمكّن من المنهج، وأدرك أبعاد الفكر الفلسفيّ الذي ينتمي إليه . وحين أراد أن يدرس شأنًا من شؤون التاريخ الإسلاميّ ليُحرز شهادةَ الدكتوراه تناول “ البابكيّة “ انتفاضةَ الآذربيجانيين على الخلافة العبّاسيّة ، في مطلع القرن الثالث الهجريّ. وهو نحوٌ من البحث التاريخيّ يختلف عمّا هو سائد من بحوث في التاريخ ، ويلتقي مع ما اختطّه فيصل السامر في دراسة “ثورة الزنج”؛ إذ يتّجه إلى دراسة أحوال الناس المغلوبين على أمرهم ، وما وقع عليهم من ظلم وجور واستعباد، فاندفعوا إلى الانتفاض ، والثورة ، ومحاربةِ جُند الخلافة؛ من أجل حياة حرّة كريمة . ولكي يتكاملَ عملُه ، ويصلَ منه إلى ماكان قد حدث، ولكي يفسّر الأحداث بأسبابها وبنتائجها ؛ رجع إلى مصادر كثيرة ممّا كُتب بالعربيّة، والروسيّة، والإنكليزيّة، وممّا كُتب بغيرها وتُرجم إليها ممّا يتّصل بمدار البحث؛ حتّى أتمّ دراسته محيطًا بأسباب الانتفاضة، ونتائجها . وهي عنده وجهٌ من وجوه الصراع الطبقيّ بين المُستغِل ، والمُستغَل ، غايتها دفعُ المظالم وإحقاق العدل .
نال الدكتوراه في سنة 1966 ، واتّجه إلى المملكة العربيّة السُّعوديّة فعمل فيها سنتين ، ثمّ عاد إلى العراق في سنة 1968 ، وعمل في كليّة التربية ، ثمّ في كليّة الآداب . وهو في كلّ ذلك يكتب في جوانب من التاريخ الإسلاميّ ، وفي ما يتّصل به بمنهج يرى في الاقتصاد عاملًا قويًّا في صنع الأحداث ، وسير التاريخ ، وأنّ صراع الطبقات هو جوهر التاريخ وقوّته الموجّهة .
ولم يصرفْه التاريخُ العربيّ الإسلاميّ عن الشأن العام القائم ؛ فأخذ ينظر في قضاياه ، ويكتب في معالجتها؛ من ذلك ما وقف به عند الدرس الجامعيّ وما انتابه من ضعف انحرف به عمّا ينبغي له ، ومنه مقالاته الموسومة بـ “ مسائل في التراث “ ، وغيرها .
وهو، مع البحث والتأليف والنشر والعمل الأكاديميّ، رجلُ سياسة ؛ زاولها منذ مطلع حياته على مبادئ وطنيّة تقدميّة تسعى إلى استقلال البلد، ومحاربة الاستعمار ، ودفع المظالم ، وإقامة العدل بين الناس، وبقي على ما بدأ حياته به حتّى وفاته .
وحين تهيّأ لصحيفة “ الفكر الجديد”، وهي أسبوعيّة ثقافيّة ، أن تصدر ؛ أُسند إليه أمرها ؛ فصدرت في 18 أيلول سنة 1972 ، وظلّت منتظمةَ الصدورِ حتّى سنة 1979 ، وظلّ هو صاحب الامتياز في إصدارها !
التقى لدى حسين قاسم العزيز القديم بالجديد، والماضي بالحاضر؛ ولكن برؤيةٍ جدليّة تاريخيّة تضع الأحداث في سياقها من الزمان والمكان ، وتفسّر الوقائعَ بما يحكم سلوك البشر من عواملَ وثيقةِ الصلة بعناصر بقائهم . وفي ظلال هذه الرؤية وضع الكتب ، وأنشأ الدراسات من أجل معرفة صحيحة بالتاريخ العربيّ الإسلاميّ .
وإذا كانت جملةُ آثاره قد صدرت في كتب ، في أثناء حياته ، فإنّ دراساتٍ له وأبحاثًا بقيت في مطاوي المجلّات بعيدةً عن أيدي القرّاء ، وإنّها إذ تكون بين أيدي القرّاء تعزّز من مكانته في الفكر ، والتاريخ ، وفي تبيّن جذور وعي الإنسان بما يُحيط به ، وتنبئ أنّ التاريخ عنده ينفتح على الإنثروبولوجيا ، ويتّصل بها ، ويأخذ أشياء كثيرة منها .
إنّ حسين قاسم العزيز ذو منحى فريد بين المؤرّخين؛ في منهجه ، واستقصائه ، ووضوح رؤيته ، وفي موقفه الإنسانيّ التقدّميّ ، وإنّ في نشر آثاره فائدةً سنيّةً للثقافة بعامّة ، وللدرس التاريخيّ بخاصّة ...
**************************************************
الصداقة ضرورة انطولوجية من الفلسفة إلى الأدب النسوي
أ.د. لمى عبد القادر خنياب*
احتلت الصداقة مرتبة عليَّة في سلَّم أبيقور للحاجات الموصلة للسعادة، إذ قال: (( من بين جميع الأشياء التي تمنحها الحكمة لتساعد المرء على عيش حياةٍ كاملة مليئة بالسعادة، يُعتبر امتلاك الأصدقاء أعظمها على الاطلاق )). [عزاءات الفلسفة : 70] وبالرغم من كون الصداقة تفضيلية عند أرسطو ، مقصورة على شخص واحد إلا أنَّه عدَّها من (( الحاجات الأشد ضرورة للحياة لأنَّه لا أحد يقبل أن يعيش بلا أصدقاء، ولو كان له مع ذلك كل الخيرات )). [كتاب الأخلاق، أرسطو : 2/ 219]. فلا غنى للإنسان عن محبة صديق فاضل يختاره ويأنس به. هنا يستيقظ سؤال عن طبيعة هذه العلاقة أهي حاجة إنسانية تطلبها كلُّ نفس أم فضيلة يختص بها الرجال ؟ لم تقف فلسفة الأخلاق على بحث طبيعة المحبة بين النساء، فلم تلتفت للصداقات النسوية، بل أبعدت المرأة عن فضيلة الصداقة، و وافقها التاريخ في هذا، فلم يحفظ لنا الموروث الإنساني حكاية واحدة لصداقة بين رجل وامرأة بعيداً عن الغريزة ، أو صداقة امرأة بامرأة أخرى، كالتي كانت بين رجلين، مثل كلكامش وأنكيدو،أو أخيل وبتروكلوس، أو شمس التبريزي وجلال الدين الرومي، أو يوليوس قيصر وأنتوني، أو انطونيو وبسانيو، وغيرهم . إنَّ هذه المفارقة – أعني الصداقة حاجة ماسة لبني الإنسان وحرمان المرأة منها – تستفز سؤالًا عن سببها. ولربَّما نجد إجابة في العود إلى الانموذج الرجالي للصداقة عند افلاطون في محاورة ليسيس، إذ قُرنت الصداقة بالفضيلة والخير الأسمى، فيفترض افلاطون على لسان سقراط ثلاثة مبادئ لتصنيف الأصدقاء: الخير، والشر، وما ليس خيرًا ولا شرًّا ، فيكون الأنسان في ضوء هذه المبادئ: إمَّا خيِّرًا، أو شِريرًا، أو محايدًا. ولمَّا كان (( الرجل الشرير لا يمكنه الوصول لأيّ صداقة حقيقية أبدًا )) [المحاورات الكاملة : 492] فهذا يعني أنَّ الصداقة تتحقق بين الأخيار، لكنَّه يستدرك بأنَّ الصداقة لا تكون بين المتشابهين لذا يقدِّم لنا صورة وحيدة للصداقة تجمع بين الخيِّر والمحايد.
ولمَّا كانت المرأة رجلًا ناقصًا عند افلاطون، بل استعدادها الفطري للفضيلة أقل من استعداد الرجل، فمن الطبيعي أن تكون بعيدة عن الصداقة ولا سيَّما أنَّ الصداقة ممارسة محفوفة بالفضائل عند الفلاسفة بعامة . وباستدعاء أسباب الصداقة عند الفلاسفة: المنفعة، واللذَّة، والخير ، إذ لا تكون الصداقة حقيقية ما لم تتكئ على الخير والفضيلة. ومن ثمَّ فإنَّ صداقة المرأة للرجل تخرج عن نطاق الصداقة الحقيقية؛ لأنَّ اللذة ستكون وراءها فالمرأة عند الفيلسوف (( مرادفة للجسد والحياة الحسية، ولِما هو جزئي ... فهو يعتقد أنَّها تشدُّهُ إلى الأرض في الوقت الذي يريد فيه التحليق )) [افلاطون والمرأة : 7-8] ؛لذا لم تتخطَّ علاقة المرأة بالرجل حدود الجسد . أمَّا عن الصداقة بين امرأتين فمستبعدة بالاستحالة التي أقرها سقراط ، إذ لا صداقة بين شريّرَين .
هذا موقف الفلاسفة من صداقة المرأة، فما موقف النساء أنفسهن من هذا الأمر ؟
إنَّ التصاق صورة المرأة بالشر صار فكرًا مسلَّمًا به بعدما قال به أكثر الفلاسفة وحفروا له الركائز العقلية المقوِّية له ، ثم لبس هذا النظر لبوسًا دينيًا، ورسخ في العقل الجمعي لبني الإنسان فانصاعت المرأة لهذا الأمر ،فكانت المرأة للمرأة شرًّا، وصور استعداء بعضهن بعضًا كثيرة، حتى الأدبيات النسوية لم تجاوز هذا النظر، تقول سيمون دي بوفوار: (( إنَّ فهم النساء لبعضهن البعض و إحساسهن بأنفسهن ينبع من حالة انتمائهن لنسويتهن، غير أنَّهن يأخذن بمحاربة بعضهن البعض للسبب ذاته)) [المرأة واللغة:1/ 173 ].
و لا أحسب أنَّ هذا الصراع أصيل أو غريزي عند الأنثى بل هو إحساس طارئ غُذّي عمداً بثقافة ذكورية، ومرده إلى فوبيا الرجل من ثورة النساء لاستعادة مركزية سالفة، فأحكم صناعة عقدة استعداء الأنثى للأنثى واشغالهن ببعضهن عنه أو ربَّما به، وكان لهذا الاستعداء صور كثيرة، أهمها: الضرة، والعجوز والكنة، وزوجة الأب كحكاية سندريلا ، وقصة بياض الثلج للأخوين غريم ، مثلًا، والصاحبة التي تخطف زوج صويحبتها، بل العلاقة بين البنت وأمِّها لم تسلم من لوثة البغض، إذ تعود جذور هذا العداء في حياة الأنثى – بحسب فرويد - إلى مرحلة الطفولة لما وُسِم (بعقدة أليكترا) إذ تأخذ العلاقة بين البنت و أُمِها بالتحول من الحميمية إلى ضربٍ من المعاداة و الغيرة استئثاراً بالشخصية المركزية (الأب) ،وسميت بأليكترا نسبة لشخصية أليكترا في مسرحية لـ(سوفوكلس) حملت اسمها عنوانًا، وهي ابنة أجاممنون التي تآمرت مع أخيها على قتل أمِّها.
ويتنامى استعداء الأنثى للأنثى من أجل الرجل بعد توظيف الفكر الأبوي لهذه الثيمة، ولاسيما في الموروث الحكائي العربي بخلق وظيفة الضرة التي خففت من صراع الذكورة الأنوثة، بخلق عدو للأنثى من جنسها، وجعلها أداة ترهيب و تخويف إذا ما حاولت الأنثى شق عصا الطاعة، وفي حكايات كيد النساء لبعضهن في ألف ليلة وليلة ما يعزز هذا ويؤكده . فلا يكاد يستقيم مشروع صداقة بين امرأتين بعيدًا عن الحسد والتخوين ،وأول مَن سقط في شباك هذه النظرة الذكورية المنشأ المرأة الكاتبة في رحلتها لإعادة إنتاج الفكر والتاريخ والأدب بنَفس أنثوي فأمعنت في تشويه بنات جنسها اللائي نافسنها على رجلها، فكم من روائية وقاصة وثَّقت خيانة رفيقة لها !
لكنَّ الغريب في الأمر أنَّ صراع الأنثى للأنثى لا يتوقف عند الصراع لأجل الرجل فقط، بل يأخذ شكلاً لا يكاد يكون محدداً، ولا سيَّما بعد دخول النسوة عوالم العمل والمعرفة، إذ تتحول المنافسة في هذه العوالم إلى صراع يهيمن عليه التحاسد والخيانة لا المنافسة الطبيعية، وقد استوقفني ما سجَّلته (كليزار أنور) في قصتها (النصف بالنصف) التي تسرد فيها حكاية رفيقتين تشاطرتا كل شيء، الأولى قاصة، والثانية مترجمة، و حين اشتركتا في عمل إبداعي كتبته الأولى وترجمته الثانية بعد أن أنقصت أعداد الأشياء الموجودة في القصة إلى النصف بدعوى المشاركة، توثق كليزار هذهِ السرقة على لسان الراوية قائلة: (( وجدتُ أمرًا مثيرًا للعجب ...فكل الأرقام التي ذكرتها لأصف القصر من عدد الغرف والنوافذ والثريات وموائد الطعام والكراسي ...كلُّ شيء فيه قد تقلص إلى النصف بالضبط ... فهاتفتها في الحال ... ماذا فعلتِ بقصتي؟! سمعتُ صوت ضحكتها الهادئة، وردتْ بجدية : كيف تملكين هذا القصر الواسع لوحدك fifty-fifty )) [مجلة المسار، ع48/ 2000،ص9 ] . خرج هذا النص عن نمطية صراع الأنثى / الأنثى الذي يهدف في مجمله إلى استمالة الرجل والاستئثار به، ووثق تطور الصراع بينهن على نص ابداعي، وعلى الرغم من غياب الرجل عن هذا الصراع، إذ لم يكن موضع المنافسة إلا أنَّ الصراع مازال قائمًا بينهن . يشهد العالم تغيرًا كبيرًا ولاسيَّما العالم الافتراضي بفعل شيوع تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتسابق لحيازة الأصدقاء، تغيّر يدفعنا دفعًا إلى إعادة تقييم علاقاتنا بعيدًا عن منطق الارتياب أو المنفعة، والسعي إلى إعادة صياغة علاقة المرأة بمحيطها الاجتماعي، رجالًا ونساء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اكاديمية وناقدة مثابرة من جامعة القادسية، تكتب لجريدتنا لأول مرة.
**************************************************
الانتباه..
علي رحماني
هي الان تكبر ...تكبر
حتى تصير انتباهاً
هي الان تصعد ...تصعد
حتى تصب الشروق
هي الان تصدح ...تصدح
حتى تصير احتفال
وترقى مرايا الجنون ...
حين يرصدها الحنين
بصدر المآل
خيوط من الحب تعزف اوتارها
وانغامها....
واسرارها شغفا وسطوع
فيا مطراً كنت من زمن زخة
هطلت في دمانا هوى ودموع
واستدرت بنا رغبة في القلوع
ويا شجراً قد راتك العيون عراقا ً
على خضرة تسترد انتباه المحبين
**********************************************
قلبك أحمله معي
للشاعر الايطالي إدوار أستلِن
ترجمها عن الإيطالية: عبد الوهاب الدايني
قلبك أحمله َمعي
أحمله داخل قلبي
أبدا لا أفرق بينهما
أينما أذهب أنا تأتين
أنت أيضا معي
حبيبتي
أي شيء أعمله لنفسي عزيزتي
تعملينه أنت ايضا
لا أخشى القدر
لأنك أنت قدري يا حلوتي.
لا أريد العالم
لانك الأجمل والأكثر حقيقة هو أنت.
هذا هو سرنا الأعمق من كل جذور (الجرموليو)
من كل جذور (الجرموليو)
وسماء من جذور سماوات
من شجرة تسمى الحياة
التي تنمو اكثر ارتفاعا، منأي رَوح
أنها تنمو أكثر
مما تأمله النفس
وتخفيه عن العقل..
******************************************************
الصفحة الثانية عشر
بمشاركة باحثين اختصاصيين اتحاد الأدباء يحتضن مؤتمرا للأدب الشعبي
متابعة – طريق الشعب
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع "مؤسسة إيشان" للثقافة الشعبية، الأربعاء الماضي، مؤتمرا للأدب الشعبي، شارك فيه عدد من الباحثين والنقاد الاختصاصيين.
المؤتمر الذي احتضنته قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، والذي تضمن جلستين صباحية ومسائية، حضره جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في الأدب الشعبي. وقد تناول محاور تركزت حول اللون الشعري الشعبي المعروف بـ"الأبوذية"، من حيث مصطلحه وصيرورته التاريخية وسماته الأدائية والجمالية وتعالقاته مع الفنون الأدبية الأخرى، فضلا عن توظيفه في اداء الأطوار الغنائية.
الكاتبة زهرة الخالدي، استهلت المؤتمر متحدثة عن أهمية الأدب الشعبي في الحياة اليومية العراقية. أعقبها رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، بالقول أن هذا المؤتمر "يفتح آفاقا للتعرف على ثقافات جديدة، على اعتبار أن الآداب الشعبية واحدة من التماثلات التي لها تأثيرها وتفاعلها مع يومياتنا، وتوثيقها بلغة جميلة".
أما رئيس "مؤسسة إيشان" الباحث والناقد د. علي حداد، فقد ذكر في كلمة له أن "الأدب الشعبي واحد من مجالات تشخيص الهوية الوطنية التي تصارع التغييب، وهو هوية وحياة متواصلة". وأدار الجلسة الصباحية للمؤتمر الشاعر د. جبار فرحان، وغطى محاورها بالحديث كل من الأدباء والباحثين تقي مطشر الشحماني، ريسان الخزعلي، حسين العامل، ثامر الحاج أمين، صالح مطرود السعيدي وناظم السماوي.
أما الجلسة المسائية، فقد أدارها الباحث أمين الموسوي، وساهم فيها الأدباء والباحثون عادل العرداوي، ناجي سلطان الزهيري، نوال جويد، علوان السلمان، ود.علي حداد الذي لفت إلى ان هناك مشروعا كبيرا لإدراج التراث الشعبي العراقي على لائحة التراث العالمي في اليونسكو.
وأجمعت الأوراق البحثية التي قدمها المساهمون في جلستي المؤتمر، على أن لون "الأبوذية" زاد ثقافي ومعرفي تدخّل وما زال يتدخل في السياسة والصلح والحب والحياة عموماً، وأنه نمط ولون وشكل من الشعر الشعبي العراقي جنوبي النشأة والولادة.
ويقوم البناء الشعري لـ"الأبوذية" على أربعة شطور، الثلاثة الأولى منها تنتهي بجناس، فيما ينتهي الرابع بمفردة تُذيل بحرفي "يّه"، ومنه تنطلق مشاعر فرح وحزن، وتظهر تعبيرات تمثل حكما وأمثالا، أحيانا.
هذا وانطوى المؤتمر على بيان ختامي، قرأه د. مازن قاسم مهلهل، وشدد فيه على ضرورة الاهتمام بالأدب الشعبي وإعادة إنتاجه من جديد، وأرشفته، مع تأسيس مراكز ومكتبات خاصة بالثقافة الشعبية وأقسام في الجامعات تتولى دراسة التراث الشعبي على وفق المنهجيات العلمية المتداولة في كثير من البلدان المتطورة، فضلا عن وضع مواد دراسية عن الثقافة الشعبية في المراحل الدراسية كافة.
وأوصى البيان بإيجاد جهات مؤسساتية حكومية وشعبية، تناط بها مهمة تبني المشاريع والبرامج الكفيلة بوضع التراث الشعبي في المكانة التي هو جدير بها ضمن البنى البشرية والاقتصادية والثقافية الوطنية الراهنة. كما أوصى بتشكيل رأي عام ثقافي ضاغط على الجهات الرسمية، لإدراك أهمية هذا التراث والوعي بقيمته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
ودعا البيان إلى إنشاء قرى ومجمعات شعبية وتأثيثها بكل ما يُخبر عن التكوينات البيئية والبشرية، التي كانت تتوافر عليها المجتمعات الشعبية العراقية، مع دعم الصناعات التراثية، وتوسيع مجالات حضورها الاقتصادي، إلى جانب الاحتفاء بالرموز الشعبية.
*********************************************
يوميات
- يضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتّاب/ أمانة العلاقات الدولية، بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي، غدا الاثنين، النقاد د. عمار الياسري، د. صباح التميمي ود. خالد علي ياس، ليتحدثوا في جلسة نقاش حول "المثاقفة النقدية بين النقدين العربي والفرنسي".
الجلسة التي من المقرر أن تديرها الناقدة د. بشرى موسى صالح، تبدأ في الساعة 5 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في الكرادة – شارع أبو نؤاس.
- تضيّف جمعية الثقافة للجميع في بغداد، بعد غد الثلاثاء، أ.د. عدنان عبيد المسعودي والباحث سعدون هليل، ليقدما محاضرة بعنوان "الفكر التنويري عند هادي العلوي".
المحاضرة التي سيديرها الشاعر جاسم العلي، تبدأ في الساعة الرابعة والنصف عصرا على قاعة الجمعية في الكرّادة قرب مستشفى الراهبات.
*********************************************
المؤتمر السابع للجمعية العراقية لدعم الثقافة
بغداد – طريق الشعب
تعقد الجمعية العراقية لدعم الثقافة، الجمعة القادمة في بغداد، مؤتمرها الانتخابي السابع.
وسيبحث المؤتمر نشاطات الجمعية خلال السنوات من 2019 حتى 2023، ويختتم أعماله بانتخاب هيئة إدارية جديدة.
يبدأ المؤتمر في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب بساحة الأندلس.
*******************************************
عدد جديد من {النصير الشيوعي}
عن رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين، صدر العدد (29) كانون الأول من جريدة "النصير الشيوعي".
ضم العدد أخبارا وتقارير عن نشاطات الرابطة وفعالياتها في الداخل والخارج، وكتابات عن مسيرة الحركة الأنصارية ومواقف وبطولات العديد من الأنصار الشهداء والأحياء.
********************************************
حلبجة تزدان بمرسم حر خريفي
متابعة – طريق الشعب
أقامت مديرية تربية محافظة حلبجة، صباح الخميس الماضي، مرسما حرا تحت عنوان "في فصل الخريف نحصد السلام"، شارك فيه نحو 100 شخص بين رسام وهاوي رسم من كلا الجنسين. وأقيم المرسم في الهواء الطلق في أحضان طبيعة حلبجة الخلابة. وقد رسم المشاركون لوحات عبروا فيها عن موضوعات مختلفة، طبيعية ووجدانية ووطنية. ووفقا لما ذكرته مديرية التربية في بيان صحفي، فإن الهدف من إقامة المرسم هو جمع الرسامين وهواة الرسم في مناسبة واحدة، وتشجيعهم على مواصلة نشاطهم الفني وتطويره. وعلى هامش المرسم نُظمت فقرات موسيقية وغنائية ومسرحية.
**********************************************
"جيكور" يحتفي بكاظم صابر وعشقه الافتراضي
البصرة - ماجد قاسم
احتفى "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة و"دار الأدب البصري"، الثلاثاء الماضي، بالفنان والكاتب كاظم صابر، في مناسبة صدور كتابه القصصي الأول "عشق افتراضي".
حضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر الحزب الشيوعي العراقي في البصرة، عدد كبير من المثقفين والأدباء والفنانين. فيما أدارها الكاتب باسم محمد حسين، واستبقها بفقرته الأسبوعية المعتادة "خارج الموضوع". حيث عرض فيلما قصيرا وطرح حوله سؤالا، أجاب عنه الباحث شاكر الشاهين إجابة صحيحة، وفاز بالجائزة.
وبعد أن قدم مدير الجلسة سيرة المحتفى به، تحدث هو من جانبه عن كتابه. ثم قدم عدد من الأدباء الحاضرين أوراقا نقدية حول الكتاب وتجربة كاتبه، وهم كل من مقداد مسعود، إيثار محسن، جلال عباس، ناظم المناصير، زكي الديراوي، الشيخ محمد الحسان وعبد السادة البصري.
وعلى هامش الجلسة قدمت فرقة قصي البصراوي مجموعة من الأغنيات البصرية.
وفي الختام، وزعت هدايا وشهادات تقدير على المحتفى به.
**************************************************
قف.. ساعة الصفر
عبد المنعم الأعسم
هي نداء أخير لانقاذ ما يمكن انقاذه في حساب مسؤول للاخطار الداهمة، وقل انها نقطة افتراق افتراضية بين زلزالين، والحاجة إلى تصفير الوقت لا تسويفه أو الاحتيال عليه. هي ليست تحبيذ لفكرة البطل الذي يقاتل حتى النفس الأخير، بما يشبه الانتحار، او تلفيق لصورة المنقذ الأسطورة الذي أرسلته الأقدار لينتشل القارب من الغرق.
ساعة الصفر العراقية توقيت تاريخي فاصل يطرح نفسه في لحظة تنتظرها الملايين الحائرة حيال ما يجري لمصائرها، إنها توقيت عقلي استباقي لخطوات رشيدة تأخذ القارب إلى شاطئ النجاة من غير حساب فئوي للربح والخسارة، طالما أن الرابح هو العراق كي يبقى على الخارطة.
المشكلة ان اصحاب الشأن، الفاشلون، ثقـُلت خطاياهم، وهزلت لمّتهم، تماما مثل قصة البالون الذي كان يشرف على السقوط قبل أن يقطع البحر بسبب الأثقال التي يحملها، فلم يكن أمام ركابه إلا حكمة واحدة تضمن نجاتهم هي أن يلقوا بأمتعتهم، ثم ببعضهم، فحددوا ساعة الصفر للبدء بالتضحيات المستحيلة.. أو فليصبحوا جميعا بما يحملون طعما للأسماك.. غير مأسوف عليهم.
************************************************
العراق يشارك في مهرجان عمّان للرقص المعاصر
متابعة – طريق الشعب
شارك العراق في مهرجان عمّان للرقص المعاصر، الذي أقيم أخيرا في العاصمة الأردنية، وذلك بعمل مسرحي راقص عنوانه "ملف 12"، من سيناريو عباس قاسم وإخراج مرتضى علي، واداء عدد من الفنانين الشباب.
وإلى جوار أعمال من الأردن ودول عربية عدة، عُرض "ملف 12" على قاعة المركز الثقافي في عمّان، بحضور جمع من أبناء الجالية العراقية، إلى جانب جمهور أردني.
وتستعيد المسرحية، بأداء حركي ورقص درامي (كوريغرافيا)، لحظة فارقة في التاريخ القريب لآلام الشعوب المبتلاة بالمحن. إذ تلقي الضوء على الهجرة العربية التي جرت قبل 10 سنوات عبر البحر المتوسط إلى أوربا، طلباً للنجاة من مدن ابتليت بالفقر والجوع والحروب والموت وهيمنة الدكتاتوريات.
وحصل العمل سابقاً على جوائز عديدة في مهرجانات عربية، منها جائزة أفضل سينوغرافيا في مهرجان القاهرة المسرحي 2023، وأفضل إخراج في مهرجان الإسكندرية المسرحي 2023.