الصفحة الأولى
بعد إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني الحكومة مطالبة بحفظ السيادة وإبعاد شبح الحرب عن العراق
بغداد – طريق الشعب
برغم تحذيرات جيش الاحتلال الصهيوني، عاد الكثير من النازحين اللبنانيين، منذ فجر الاربعاء، الى مناطق سكناهم فور سريان اتفاق إطلاق النار بين حزب الله واسرائيل، والذي أعلنه الرئيس الامريكي جو بايدن، فيما لا تزال الشكوك حول احتمالية صمود الاتفاق الذي حدد بـ60 يوما، في ظل انتقادات واسعة من الصهاينة. كذلك رفض سكان المستوطنات الشمالية العودة الى منازلهم.
الموقف اللبناني
وقال الجيش اللبناني، إنه يستعد للانتشار في جنوب لبنان، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار. فيما أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن لبنان بدأ أمس مرحلة تعزيز حضور الجيش في الجنوب، وأن بلاده ستبدأ مسيرة إعادة الإعمار.
وأضاف، أن الحكومة اللبنانية ملتزمة بتحقيق الاستقرار على الخط الأزرق وتطبيق القرار 1701، مشددا على أن هناك مسؤولية كبرى على الجميع.
كما طالب ميقاتي إسرائيل بالانسحاب من كل المناطق التي دخلتها، والالتزام بكل بنود وقف النار.
فيما قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في كلمة له: "نطوي لحظة تاريخية كانت الأخطر على لبنان، هددت شعبه وتاريخه".
وأضاف، أن لبنان وشعبه في أشد الحاجة إلى الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الشعب، مطالبا بالإسراع في انتخاب رئيس جمهورية.
ترحيب رسمي عراقي
ورحّب رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، بقرار وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني.
وكتب المشهداني في منصّة "إكس": "نأمل ان تثمر الجهود الدولية إيقاف الحرب في عموم فلسطين المحتلة وقطاع غزة بشكل خاص، وان يعمّ السلام المنطقة، وأن يحاكم مجرمو الحرب وفق قرار المحكمة الجنائية الدولية".
ورحّبت وزارة الخارجية بالإعلان، وقالت في بيان لها: "نأمل أن يسهم هذا الاتفاق في وضع حد للعنف والدمار والمعاناة التي يواجهها الشعب اللبناني الشقيق"، مؤكدة أن "العراق يدعم بشكل مستمر حكومة لبنان وشعبه وحرصه على تعزيز الاستقرار في المنطقة".
وأشارت إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان تجنب تصعيد جديد وتأمين حياة كريمة للشعب اللبناني، فيما دعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات جادة وعاجلة لوقف المجازر والاعتداءات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
تأثير إيجابي
وتحدّث مراقبون ومحللون سياسيون عن تأثير إعلان اتفاق إطلاق النار المؤقت، على وضع العراق وتهديدات الكيان الصهيوني له.
ورأى الخبير الأمني فاضل أبو رغيف، أن "اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني سيكون له تأثير إيجابي على المشهد السياسي والأمني في العراق"، موضحًا أن العراق يتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بمحيطه الإقليمي.
وقال أبو رغيف، إن "الحكومة العراقية بذلت جهودًا دبلوماسية كبيرة مع الجانب الأمريكي لثني الكيان الإسرائيلي عن توجيه أي ضربات للعراق، ونجحت إلى حد ما، رغم التوترات التي تجددت بسبب التصعيد في المنطقة".
وأضاف، أن "التهديدات الإسرائيلية للعراق ستتراجع مع هدوء الجبهة بين لبنان وفلسطين المحتلة"، مؤكدا أن "السياسة في الشرق الأوسط متغيرة، والدليل موافقة الكيان الصهيوني على شروط الهدنة".
وعن دور الحكومة العراقية بعد التوصل للهدنة، قال أبو رغيف: "الحكومة الآن أمام تحديين رئيسيين؛ الأول يتمثل في إقناع فصائل المقاومة بالالتزام بالهدنة وعدم استهداف الكيان. والثاني مواصلة الجهود الدبلوماسية مع الجانب الأمريكي لضمان استمرار الهدوء وتعزيز الاستقرار".
واختتم أبو رغيف تصريحه بالتأكيد على أن "الحكومة العراقية ستسعى لترسيخ منطق السلم كبديل للاستهداف، بما يعزز من استقرار العراق في ظل الهدوء الإقليمي الراهن".
بناء منظومة ردع دفاعية
من جانبه، أكد الخبير الامني عدنان الكناني اهمية تعزيز القدرات القتالية والدفاعية في آن واحد.
وقال الكناني في حديث لـ"طريق الشعب"، إن هناك ضرورة لبناء منظومة دفاع جوي لحماية المواقع الاستراتيجية، وتأسيس منظومة ردع دفاعية من صواريخ بالستية وطيران مسير، مردفاً أن تحقيق ذلك مرهون بتوفر إرادة وطنية حقيقية وجادة تخلق الفرص وتسعى لحماية وصيانة سيادة البلد.
واختتم الكناني بان "الكيان الصهيوني رضخ لهجمات المقاومة اللبنانية، وبالتالي لجأ الى المفاوضات للخروج من هذه الازمة"، مؤكدا أن "هناك محاولة للكيان بالانفراد في غزة التي ستواجه اياماً صعبة" على حد قوله.
*******************************************
راصد الطريق.. تخبط حكومي يفسد القضية
لو خير العراقيون لاصطفوا في طوابير طويلة دعما واسنادا وتبرعا للشعبين الفلسطيني واللبناني، ولكن القرارات الحكومية في هذا الشأن ليس لم تفسد الموضوع وحسب، بل واساءت الى موقف العراقيين تجاه الشعبين الشقيقين.
وانطبق المثل الدارج على قرار الحكومة "اجه يكحلها عماها"، حيث ولد قرار "التطوع الاجباري" ردود فعل لا تمت باية صلة لموقف العراقيين المعروف منذ عقود والمتواصل حتى الان، ولاسيما ما يخص قضية الشعب الفلسطيني العادلة.
ردود الفعل اجبرت الحكومة على مراجعة جوانب من قرارها المستعجل وغير المدروس جيدا، وغير العارف بحساسية العراقيين في فرض مثل هذه الإجراءات عليهم وهو ما يذكرهم "بالتطوع الاختياري" أيام النظام المقبور، ولكن المراجعة هي الأخرى لم تعالج الامر وتضعه في نصابه الصحيح وان يكون الامر حقا طوعا ولا علاقة له بمكرمة الوزراء واستثناءاتهم.
هناك طرق ووسائل متنوعة طوعية متعددة يمكن للجهات الرسمية وغير الرسمية تنظيمها طوعا وليس عبر "الاستقطاع الاجباري" الذي اقتصر على الموظفين والمتقاعدين وبالتساوي، فيما المطلوب حملة وطنية شعبية عامة طوعية لدعم الشعبين؛ الفلسطيني واللبناني.
***********************************************
على طريق الشعب.. في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لا لحرب الإبادة.. نعم للدولة الوطنية المستقلة
تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام ١٩٧٨ قرارا يعلن يوم ٢٩ تشرين الثاني من كل عام، يوما للتضامن العالمي والدولي مع الشعب الفلسطيني، تذكيرا بالمأساة التي عانى منها ويعاني، وتأكيدًا لحقوقه المغتصبة، وكخطوة على طريق تصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكب وما يزال بحق هذا الشعب الأصيل، الصابر والصامد والمقاوم.
ويأتي اليوم هذه السنة فيما يستمرار تمادي الكيان الصهيوني، ومواصلته الانتهاك الصارخ للقرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الامن، ولكل حقوق الانسان والأعراف والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها الحق في الحياة وفي التحرر وبناء الدولة الوطنية. وهو يوم ينطوي على اعتراف بمعاناة الفلسطينين المتواصلة، وإقرارٍ بحقوقهم ونضالهم وتضحياتهم وصمودهم، ودعوة لكل شعوب العالم ودوله للتضامن معهم والانتصار لحقهم في بناء دولتهم الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس.
ويأتي هذا اليوم في سنتنا الحالية فيما تستمر حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وفيما يسعى كيان الاحتلال لمد عدوانه الى لبنان وسوريا والعراق وغيرها من بلدان المنطقة، لتنفيذ سياسته التوسعية وتنفيذ أحلام الصهيانة في إقامة دولتهم الكبرى المزعومة.
منذ تشرين الأول ٢٠٢٣ تواصل قوات الاحتلال عدوانها الوحشي والنازي بدعم صريح وواضح من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وخاصة الاوربيين، ويتعرض شعب فلسطين لأشرس هجمة صهيونية، تستهدف وجوده وتسعى لاقتلاعه من ارضه وتصفية قضيته العادلة في نهاية المطاف.
في هذا اليوم لا بد ان تتضافر الجهود على الصعيد العالمي، وعلى صعيد المنطقة، ومن طرف كل الشعوب وقواها الحية المحبة للحياة والسلم ولأمن الشعوب وحقها في الحياة والسلم والامن، لوقف حرب الإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة والتهجير القسري، ولإمداد غزة وأهلها بكل وسائل الحياة، وانطلاق حملة عالمية لاعادة اعمار ما دمرته الماكنة الصهيونية المجرمة، وتفعيل كل القرارات الدولية ذات الصلة، وبضمنها الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمة القتلة وسفاكي الدماء ومنتهكي حقوق الانسان، ليكونوا عبرة لغيرهم من الطغاة والمجرمين.
في يوم التضامن مع شعب فلسطين يتوجب الادراك العميق ان لا استقرار ولا امان في منطقة الشرق الأوسط، ما استمر التنكر لحقوق الفلسطينين وحرمانهم من إقامة دولتهم الوطنية، وهو ما يتوجب ان تتوجه كل الجهود لتحقيقه فور وقف العدوان الصهيوني الفاشي.
ولقد بات ملحا ان تفعّل شعوب المنطقة، بالاستناد الى حركة التضامن العالمية، كل طاقاتها لوقف التطبيع مع الكيان الصهيوني، وان تضغط بمحتلف الاشكال على حكوماتها لنصرة فلسطين وشعبها، وان تحوّل كلماتها الى ممارسة وواقع ملموس.
في يوم ٢٩ تشرين الثاني نجدد تضامننا الكامل مع شعب فلسطين ومع حقه في الحياة وتقرير المصير، ومع عودة النازحين وبناء الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.
**************************************************
الصفحة الثانية
التخطيط: مرحلة التعداد الثالثة تشمل الخصائص الحياتية والاقتصادية للسكان
بغداد ـ طريق الشعب
أكدت وزارة التخطيط، أمس الأربعاء، أن المرحلة الثالثة من التعداد تتضمن جمع بيانات الخصائص الحياتية والاقتصادية للسكان.
وذكرت الوزارة في بيان أن المرحلة الثالثة، هي مرحلة جمع البيانات التفصيلية للخصائص الحياتية والاقتصادية والاجتماعية للسكان، وتهيئة الكوادر المطلوبة لتنفيذ هذه المرحلة. وأضاف البيان أن وزير التخطيط أشاد بـ”مستوى النجاح الذي تحقق في إنجاز المرحلة الثانية للتعداد العام للسكان والمساكن الذي شهده العراق خلال الأسبوع الماضي”. وأعرب عن “تقديره العميق لمستوى الدعم والإسناد الذي قدمته الحكومات المحلية في المحافظات، ومؤسسات الدولة كافة، والمرجعيات الدينية، والفعاليات السياسية والاجتماعية، والإعلامية، والأجهزة الأمنية”.
من جانبه، أكد مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان، مهدي العلاق، أن “ما تحقق من نجاح في إجراء التعداد السكاني في العراق، كان كبيرا، ويعد إنجازا تنمويا مهما” ،مبينا أن “جميع فعاليات التعداد كانت تجري وفق مبادئ الأمم المتحدة، وهذا من شأنه أن يعطي للبيانات الإحصائية الدقة والموثوقية”. فيما استعرض رئيس هيئة الإحصاء ضياء عواد كاظم، “مجريات العمل والنتائج المتحققة حتى الان”، مشيراً إلى “انطلاق المرحلة الثالثة للتعداد السكاني، والتي سيتم خلالها استكمال بيانات جميع الأسر، وتستمر لغاية منتصف الشهر المقبل”.
*****************************************************
احتجاج متواصل.. مزارعون يطالبون بتوفير المياه وتجديد عقود أراضيهم
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت بغداد و ثلاث محافظات أخرى تظاهرات احتجاجية مطلبية تركزت على تعيين خريجي كليات المجموعة الطبية، وتوفير المياه للمزارعين وتجديد عقودهم، فيما تظاهر الأهالي في مدينة الكوت احتجاجا على قرار خصخصة الكهرباء.
خريجو المهن الطبية
وتظاهر المئات من خريجي المهن الطبية والصحية، أمام مبنى وزارة الصحة في بغداد، مطالبين بتعيينهم وفق نظام التدرج الطبي.
وأظهر مقطع فيديو، حشودًا كبيرة من الخريجين يهتفون باسم وزير الصحة صالح الحسناوي، مطالبين بتلبية مطالبهم وتوفير فرص العمل لهم، بينما تواجدت قوات مكافحة الشغب لتأمين محيط التظاهرة.
وأشار المحتجون إلى معاناتهم من البطالة رغم تخرجهم في تخصصات تُعد أساسية في النظام الصحي، داعين الوزارة إلى الالتزام بوعودها السابقة وتفعيل تعييناتهم ضمن خطط دعم القطاع الصحي.
وتأتي هذه الاحتجاجات في ظل تصاعد أزمة البطالة بين الخريجين، وسط مطالبات متكررة للحكومة بتنفيذ خطط إصلاحية تعزز التوظيف في القطاع العام، خاصة في المجالات الحيوية كالصحة والتعليم.
توفير المياه
ونظم العشرات من أبناء عشائر بني زريج في شمال محافظة المثنى، وقفة احتجاجية مطالبين بتوفير الحصص المائية المقررة لأراضيهم الزراعية ورفع التجاوزات التي تؤثر على وصول المياه إلى أراضيهم.
وأكد المتظاهرون أن أراضيهم الزراعية تعاني من نقص كبير في مياه الري، ما تسبب بخسائر كبيرة في الإنتاج الزراعي وأدى إلى تدهور آلاف الدونمات من الأراضي.
ودعا المحتجون الجهات المعنية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان عدالة توزيع المياه، مشددين على ضرورة التحرك السريع لإنقاذ أراضيهم من مزيد من التدهور الذي يهدد سبل معيشهم.
وتأتي هذه التظاهرات وسط تصاعد الشكاوى من نقص الحصص المائية في العديد من المناطق الزراعية، حيث تُعد هذه القضية إحدى أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في العراق.
تجديد العقود الزراعية
وتظاهر العشرات من مزارعي ناحية كوثا شمال محافظة بابل، احتجاجًا على قرار وزارة المالية بعدم تجديد عقود الأراضي الزراعية التي يشغلونها منذ عام 2003، والتي تُعد من أهم مناطق إنتاج الحنطة في المحافظة، بمساحة تصل إلى 18 ألف دونم.
وقال نافع حسن، أحد المزارعين المتظاهرين: “نحن أكثر من 150 مزارعًا نعمل بعقود رسمية وساهمنا في زيادة إنتاج محصول الحنطة في بابل” موضحا ان إلغاء العقود يمثل ضربة كبيرة للقطاع الزراعي، خصوصًا أن هذه الأراضي تشكل جزءًا أساسيًا من سلة العراق الغذائية.
من جانبه، أكد مدير الناحية علي السلطاني، أن الإدارة المحلية خاطبت وزارتي الزراعة والمالية عدة مرات لتجديد العقود المنتهية منذ العام الماضي، إلا أنها لم تتلقَ أي رد. ووصف مطالب المزارعين بالمشروعة، مشيرًا إلى أن استمرار حرمانهم من العمل يهدد الأمن الغذائي في المنطقة.
رفض الخصخصة
وشهدت منطقة الهورة القديمة وسط مدينة الكوت، تظاهرة احتجاجية قرب جامع المنطقة، رفضًا لإعادة مشروع خصخصة الكهرباء الذي تسعى وزارة الكهرباء لإحيائه بعد سنوات من رفضه.
وأكد المشاركون في التظاهرة رفضهم القاطع لتركيب العدادات الإلكترونية، مشيرين إلى عدم ثقتهم بالشركات الاستثمارية التي تدير المشروع، واعتبارهم أن الخصخصة ستضيف أعباء مالية إضافية على المواطنين.
وقال علاء خشان، أحد المتظاهرين: “نظمنا وقفة احتجاجية سلمية ضد مشروع خصخصة الكهرباء الذي عاد إلى الواجهة. نحن نرفض بدء هذه التجارب من منطقتنا الهورة، كونها قلب مدينة الكوت. الخصخصة تشكل عبئًا جديدًا على كاهل المواطن، خاصة أن أغلب سكان المنطقة من الموظفين والمتقاعدين ذوي الدخل المحدود، ولا يمكنهم تحمل تكاليف إضافية أو التعامل مع شركات استثمارية قد ترفع الأسعار بشكل غير عادل”.
وطالب المحتجون الحكومة المحلية بالتدخل لمنع الشركات من مباشرة عملها في المنطقة، مؤكدين أن موقفهم من المشروع لم يتغير منذ ثماني سنوات عندما رفضوه بشكل قاطع.
***********************************************
بيان لجنة المرأة للتيار الديمقراطي العراقي بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة
في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، تعبر لجنة المرأة في التيار الديمقراطي العراقي عن تضامنها الكامل مع نضال المرأة العراقية في مواجهة كافة أشكال العنف والتمييز، وتجدد التزامها بالعمل على تعزيز حقوقها وضمان كرامتها وحريتها.
رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها النساء في العراق، بدءًا من العنف الأسري وصولًا إلى التهميش المجتمعي والسياسي، فإن المرأة العراقية أثبتت دائمًا قدرتها على الصمود والمساهمة في بناء وطنها. ومع ذلك، فإن التحديات تتفاقم في ظل غياب سياسات حكومية جادة لمعالجة هذه القضايا، واستمرار الضغوط الرامية إلى إضعاف مكتسباتها القانونية والاجتماعية.
إننا نرفض رفضًا قاطعًا أي محاولات لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 بما يهدد حقوق النساء ومكتسباتهن التاريخية، وندعو إلى تعزيز القانون وحمايته كضامن لحقوق الأسرة والمرأة على أسس من العدالة والمساواة. كما ندعو إلى تفعيل القوانين الرادعة ضد المعتدين، وإطلاق حملات وطنية للتوعية بمخاطر العنف والتمييز، مع توفير فرص تمكين اقتصادي وسياسي حقيقي للمرأة العراقية. إن إنهاء العنف ضد المرأة هو مسؤولية وطنية ومجتمعية تتطلب تكاتف الجميع، ومن هذا المنطلق نؤكد على أهمية التعاون بين القوى السياسية والمدنية لتحقيق عراق يعترف بحقوق النساء ويضمن لهن الحياة الكريمة والآمنة.
لجنة المرأة التيار الديمقراطي العراقي
بغداد، 26 تشرين الثاني 2024
************************************************
كل خميس.. نتنياهو بين حكم العدالة وصمت القوى الكبرى
جاسم الحلفي
ما الذي يعنيه إصدار مذكرة اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، يوم 21 الشهر الجاري، من قبل محكمة الجنايات الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العدوان على غزة؟
هل يمكن اعتبار ذلك بداية تصدع الحصانة، التي طالما تمتّع بها القادة الإسرائيليون أمام العدالة الدولية، بفضل الحماية السياسية التي توفرها لهم امريكا وحليفاتها؟ أم أنه مجرد استجابة قانونية ضمن سياق تحولات أوسع في موازين القوى العالمية؟
قد يبدو هذا الحكم انتصاراً رمزياً للعدالة، كاشفاً عن حجم التناقضات في نظام دولي تُصاغ فيه القوانين وفق موازين القوى وليس وفق القيم. ومع ذلك، يبقى مرهوناً بمدى استعداد النظام الدولي لتنفيذه. فإسرائيل تمثل نموذجاً صارخاً لازدواجية المعايير، حيث يظل العديد من المجرمين الدوليين خارج قبضة القانون بفضل ارتباطهم بمنظومة الهيمنة العالمية. واذا تم تنفيذ هذا الحكم، فسيمثل فرصة للشعوب المضطهدة لإعادة بناء الثقة في العدالة الدولية، كأداة في نضالها ضد الاستغلال والظلم. كما سيؤكد أن كل طاغية، مهما بلغت حصانته، سيقف يوماً أمام محكمة التاريخ. فسقوط نتنياهو المحتمل لا يمثل فقط نهاية حكم ديكتاتور، بل يشير إلى تصدع جدار الهيمنة الطبقية والاستعمارية الذي ظل يحمي هذه الأنظمة لعقود.
ان الجرائم التي يُحاكم نتنياهو على اقترافها، ليست سوى امتداد لتناقضات أعمق. فالعدوان على غزة، والاستيطان المستمر في الضفة الغربية، وحصار القدس، ليست كلها مجرد سياسات عابرة، بل أدوات لتثبيت مشروع استعماري - طبقي قائم على قمع الشعب الفلسطيني واستغلال موارده. ونتنياهو، بمنظومته السياسية، كان ويبقى خادماً لرأس المال العالمي عبر بوابة الاحتلال، معتمداً على الدعم الأمريكي والصمت الأوروبي. وسياساته التي جمعت بين العدوان الخارجي وتصدير الأزمات الداخلية، خدمت الطبقة الأوليغارشية الإسرائيلية المتحالفة مع رأس المال العالمي. وفي المقابل، اعتمد خطابه الشعبوي على تكريس العداء للفلسطينيين، لحرف انظار الطبقات الفقيرة الإسرائيلية عن الأزمات الاقتصادية التي أفرزتها سياساته.
وتفتح محاسبة نتنياهو الباب أمام تساؤل أكبر: هل هي محاكمة لجرائم فردية أم لمنظومة احتلالية واستعمارية بأكملها؟ ان النضال ضد الظلم في فلسطين وحول العالم، يرى في هذا الحكم، إذا تحقق، خطوة رمزية تعيد الأمل للطبقات المسحوقة، وتبعث برسالة مفادها أن العدالة قد تكون ممكنة في مواجهة قوى القمع والنهب. نعم، قد يعتبر البعض الحكم محاولة لتخفيف حدة الغضب الدولي تجاه إسرائيل، لكنه يعكس أيضاً أزمة في قدرة القوى الكبرى على حماية حلفائها التقليديين، في عالم يشهد تغيرات جذرية. فصعود قوى جديدة على الساحة الدولية، وانكشاف الجرائم الإسرائيلية بفضل نضال الشعب الفلسطيني، جعلا التعتيم الإعلامي والسياسي أكثر صعوبة.
وتظل العدالة وإن تأخرت، تحمل وعداً بالخلاص. لكنه وعد لن يتحقق إلا بنضال الشعوب التي تعاني من القهر والاستغلال. ومن هنا، فإن الحكم على نتنياهو يمثل خطوة في رحلة طويلة نحو تحقيق العدالة، رحلة تتطلب منا العمل بلا كلل لتحقيق هذا الهدف، بدلاً من انتظار هبات نظام عالمي يقوم على القمع.
*************************************************
قرار حكومي يثير الفوضى في المطارات وقوات الأمن تمنع إضراب الموظفين
بغداد ـ طريق الشعب
أفاد أحد الموظفين العاملين في الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية، بتوقف عملية الخدمات الأرضية في مطار بغداد الدولي، إثر محاولة الموظفين تدشين إضراب عام، احتجاجا على قرار فصل ادارة المطارات عن الشركة العامة لإدارة المطارات والملاحة الجوية.
واضاف الموظف في حديث لـ”طريق الشعب”، أنّ “قوات الامن تدخلت لمنع الموظفين من تنفيذ الاضراب في أقسام التحكم وتدفق الحركة”، مشيرا إلى أن “الأجهزة الأمنية وحمايات المطار تدخلت لمنع الموظفين من إيقاف العمليات في الأقسام الحيوية، ما أدى الى انهاء الإضراب”.
وواصل القول إن “التدخلات الأمنية ساهمت في استمرار بعض الأنشطة التشغيلية، إلا أن التوتر لا يزال قائماً”. وشمل الإضراب مطار البصرة ايضا.
وأكد الموظفون المعترضون خبرتهم الطويلة في مجال الطيران المدني، فيما أعربوا عن قلقهم من تداعيات القرار الحكومي على إدارة المطارات.
وطرح الموظفون عددا من المطالب من بينها إلغاء قرار فصل المطارات، باعتباره مخالفًا للقوانين التنظيمية الخاصة بالشركات العامة والإدارة المالية، وضمان حقوق الموظفين، بما يشمل الرواتب والحوافز، مع التأكيد على المساواة بين العاملين وفقًا للدستور.
**********************************************
الصفحة الثالثة
عمالة الأطفال: ناشطون يؤشرون تقصيراً حكومياً والداخلية تؤكد تكثيف حملات المكافحة
بغداد – تبارك عبد المجيد
تنتشر في شوارع بغداد والمحافظات العراقية، مشاهد الأطفال الذين يعملون في ظروف قاسية، تكشف عن عمق الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد.
هؤلاء الأطفال، المرهقون بأعباء العمل في سن صغيرة، يجسدون واقعاً أليماً يعكس تأثير الأوضاع الاقتصادية الصعبة على العائلات الفقيرة، التي تضطر إلى دفع أبنائها إلى سوق العمل رغم أعمارهم الصغيرة.
ظاهرة تثير القلق
تقول مرح إياد، ناشطة ومدافعة عن حقوق الإنسان، إن “عمالة الأطفال في العراق باتت ظاهرة مقلقة”، معتقدة أنها تأخذ طابعاً متزايداً في ظل ارتفاع معدلات الفقر”.
ووفقاً لإحصاءات وزارة التخطيط، تتراوح نسبة عمالة الأطفال ما بين 1 إلى 2 في المائة من سوق العمل، لكن مرح تصف هذه النسبة بأنها بداية لجيل جديد من المشاكل الاجتماعية.
وترى أن “معظم هؤلاء الأطفال يأتون من عائلات تعيش تحت خط الفقر، حيث تكشف التقارير الدولية أن نحو أربعة ملايين عراقي يعانون من أوضاع معيشية صعبة، وغالبيتهم من الأطفال”.
وتشرح مرح في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “القوانين العراقية المتعلقة بعمالة الأطفال تبدو مشلولة وغير كافية، فرغم أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تهدد بعقوبات ضد المتسببين بتشغيل الأطفال، فإن تطبيق هذه القوانين ضعيف وغير مؤثر”، مسترسلة بالقول ان قانون الاتجار بالبشر يشير إلى تجريم استغلال الأطفال، لكن هناك حاجة لتطبيق صارم لهذه القوانين، كي لا تظل حبراً على ورق”.
أما على المستوى الدولي، فتذكر مرح وجود “اتفاقية حقوق الطفل التي تعترف بحقوق الأطفال في الحماية من الاستغلال الاقتصادي والعمل الضار”، إلا ان حكومتنا لم تبذل مجهودا كافيا لضمان التزامها بهذه المعايير. وتسعى مرح إلى توعية المجتمع بشأن الآثار السلبية لعمالة الأطفال، معتبرة أن هذه الآثار لا تتوقف عند الحدود الفردية فقط، بل تمتد لتشمل المجتمع بأسره. إذ إن هؤلاء الأطفال الذين يُحرمون من طفولتهم وتحصيلهم العلمي، يصبحون عرضة للابتزاز والتحرش، ويعانون من مشكلات نفسية واجتماعية تزيد من تهميشهم، وتؤدي إلى تزايد معدلات الفقر في المستقبل واستعدادهم للعبث والجريمة. وتقترح مرح حلولاً عملية للحد من هذه الظاهرة، منها تحسين الظروف المعيشية للأسر المحتاجة عبر منحهم قروضا ميسرة، على أن تتضمن تلك المساعدات تعهدات بعدم إجبار الأطفال على العمل. كذلك تنادي مرح بدور أكبر لوزارة الشباب والرياضة من خلال تفعيل الأنشطة الرياضية، وعلى وزارة التربية تنظيم دورات صيفية وبرامج تعليمية تُعيد الأطفال إلى مقاعد الدراسة، وتفتح لهم باباً لتحقيق مستقبل أفضل.
ختاماً، تؤكد مرح أن عمالة الأطفال ليست مجرد مشكلة اقتصادية، بل هي تحدٍّ اجتماعي كبير يتطلب تدابير فورية وحلولاً شاملة، لتحرير جيل من الأطفال من دوامة الفقر، ومنحهم الحق في التعليم والحياة الكريمة.
التفكك الأسري من أبرز الأسباب
وتشهد ظاهرة عمالة الأطفال تزايدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، وفقًا لمدير الشرطة المجتمعية في وزارة الداحلية، العميد نبراس علي الذي أكد أن “هذه الظاهرة تُعتبر جريمة بحق الطفولة وتهديدًا للبنية المجتمعية وأجيال المستقبل”، ويُعزى انتشار هذه الظاهرة إلى عدة أسباب، من أبرزها “التفكك الأسري وتخلي الأب عن مسؤولياته تجاه أسرته. هذا التخلي، بحسب العميد نبراس، يدفع الأطفال إلى الشوارع بحثًا عن عمل، ما يعرضهم لمخاطر كبيرة ويؤثر على تكوين شخصياتهم ومستقبلهم الدراسي.
وقال علي في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “هناك أسبابًا إضافية تدفع الأطفال للعمل، مثل الحاجة الاقتصادية والتهرب من المدرسة، بالإضافة إلى سوء التعامل من قِبل الأقارب، وغياب القدوة الصالحة. هذه العوامل مجتمعة تسهم في تفاقم الظاهرة وتؤدي إلى تطبيع عمالة الأطفال في المجتمع”.
ولمكافحة هذه الظاهرة، ذكر علي أن هناك جهودا حكومية متواصلة تحت إشراف وزارة الداخلية، حيث تُنظّم حملات من قبل الأجهزة الأمنية ومراكز الشرطة لضبط حالات عمالة الأطفال، ويتم التنسيق مع القضاء لمحاسبة الأهالي، خاصة الآباء عند ثبوت تقصيرهم في رعاية أطفالهم.
كما أشار إلى دور التوعية الذي تتولاه دائرة العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية، حيث تُنظّم حملات توعية تستهدف الأطفال والأهالي على حد سواء. وتشمل هذه الحملات زيارات ميدانية للمدارس واستغلال المناسبات الدينية للتواصل مع الأهالي. وأوضح علي، أن دائرة العلاقات تعمل مع رجال الدين ليكونوا داعمين للقوات الأمنية في نشر الوعي حول أهمية رعاية الأسرة، خصوصًا الأطفال، وحث الأسر على توفير بيئة سليمة لأطفالهم.
ملف “شائك”
وتُعد ظاهرة عمالة الأطفال في العراق من القضايا الاجتماعية والإنسانية الشائكة، التي تترك آثاراً كبيرة على المجتمع ومستقبل الأطفال الذين يُحرمون من حقوقهم الأساسية، وأبرزها التعليم والحياة الكريمة. يقول مدير منظمة مدافعون لحقوق الانسان، علي البياتي إن “الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق هي السبب الرئيسي الذي يدفع آلاف العوائل لإجبار أطفالها على دخول سوق العمل، بدلاً من أن يكونوا في مقاعد الدراسة”.
وفي حديثه لـ “طريق الشعب”، يشير البياتي إلى أن أحد الجوانب المقلقة في ظاهرة عمالة الأطفال هو تغلغلهم في المؤسسات الحكومية، حيث يُستَخدم هؤلاء الأطفال تحت عقود مؤقتة تفتقر للتنظيم، ويتم دفع أجورهم على نحو يومي من الأموال التي تُخصص للدوائر الحكومية، معتبرا ان ذلك يؤشر ضعف الرقابة على هذه المؤسسات وعدم التزامها بحظر عمالة الأطفال، رغم أنها جريمة بموجب القوانين الدولية. ويطالب البياتي بتعزيز الرقابة على المؤسسات الحكومية والخاصة لمنع استغلال الأطفال، مشيراً إلى أن “عمالة الأطفال يمكن أن تُصنف كنوع من الاتجار بالبشر، وهو ما يتطلب تدخلا قانونيا صارما للحد منها”. وتظهر الإحصاءات أن عدد الأطفال العاملين في العراق قد تجاوز 700 ألف طفل، بحسب البياتي. وتؤكد يونيسيف أن نحو 90 في المائة من الأطفال العراقيين يُحرمون من فرصة الحصول على تعليم مبكر، ما يفاقم المشكلة في مراحل لاحقة. ورغم تحسن معدل التحاق الأطفال بالتعليم الابتدائي ليصل إلى 92 في المائة، إلا أن معدلات إتمام المرحلة الابتدائية بين أطفال الأسر الفقيرة لا تتعدى 54 في المائة، مما يُبرز تأثير الفقر على فرص الأطفال في إكمال تعليمهم. ويؤكد البياتي، انه “مع تفاقم معدلات الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة، لم تعد كثير من العوائل تجد بديلاً سوى الزج بأطفالها في العمل، في محاولة لتأمين احتياجاتها الأساسية. ويُلاحظ أيضاً أن كثيراً من هؤلاء الأطفال يعملون في بيئات غير آمنة، ما يزيد من خطر استغلالهم ويعرضهم لانتهاكات قد تهدد صحتهم الجسدية والنفسية”. ويشدد البياتي على أن “التعليم الإلزامي يجب أن يكون جزءاً من الحل للحد من عمالة الأطفال، وليس فقط من خلال إلزام العوائل بإرسال أبنائها للمدارس، بل من خلال توفير بنية تعليمية شاملة تتضمن جميع متطلبات التعليم من بنية تحتية وموارد ومرافق تعليمية مريحة وآمنة. كما أن تحسين النظام التعليمي وتقديم دعم حقيقي للأسر الفقيرة يُمكن أن يسهم في الحد من اضطرار الأطفال للعمل، وضمان حصولهم على التعليم الذي يستحقونه، والذي يُعتبر أساساً لمستقبل أفضل”.
العراق.. الرابع عربياً
ووفقاً للمركز الاستراتيجي لحقوق الانسان فأن “العراق يحتل المرتبة الرابعة في عمالة الأطفال بعد اليمن والسودان ومصر، بنسبة 4.9 في المائة في الفئات العمرية الصغيرة يتركز عملهم في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات بنسب عالية”.
وذكر المركز ان “من أهم صور عمالة الأطفال المقنعة والتي تعد صورا لجريمة الاتجار بالبشر هي التسول”، لافتا الى، ان “تسول الأطفال ازداد في السنوات الأخيرة بشكل كبير في عموم محافظات البلاد”. ونوه بان 57 في المائة من الأطفال المتسولين هم من الذكور و33 في المائة من الإناث، حيث تتم مرافقة اغلبهم من قبل الأقارب او عصابات اجرامية عند قيامهم بالتسول. وتابع، أن “فئات المتسولين من الأطفال يتم اختطافهم أو استغلالهم أو الاتجار بهم، إضافة إلى الأطفال الـمتسولين من جنسيات عربية وأجنبية التي تقودهم عصابات الجرائم المنظمة”.
*************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
حول مستقبل العلاقات بين العراق والاتحاد الأوربي
نشر المعهد الفرنسي للأبحاث عن العراق مقالاً للكاتب بيير جان ليوزارد حول مستقبل العلاقات بين بغداد والإتحاد الأوربي، أكد فيه بأن نظام صدام وجيشه الذي لم ينس ما ضحى به لتوفير الطمأنينة للأنظمة النفطية العربية، ولتحقيق حلم القوى الغربية العظمى باحتواء حكومة طهران التي أسقطت الشاه، حليفها المدلل، قد وجد نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال، عقب انتهاء حرب الثماني سنوات مع إيران، إضافة إلى فشله في أن يتحول إلى قوة مهيمنة في منطقة الخليج، أو أن تتم مكافأته على التضحيات بمحو ما بذمته من ديون هائلة. ورغم الإعتراف الضمني بهذا “الفضل” فإن أوربا، وفرنسا التي لعبت دوراً محورياً في علاقة أوربا مع بغداد حينها، خشيت من ظهور “بروسيا” جديدة في العالم العربي، مما أدى إلى توافق بين الملكيات النفطية والدول الغربية على عدم مساعدة العراق، والتجاوب مع واشنطن التي أرادت منع نظام صدام حسين من الاستفادة من دوره في الصراع الإيراني العراقي.
وصاية أم هزيمة جديدة
وذكر الكاتب بأنه وفي مواجهة الضغوط المتزايدة من الكويت والمملكة العربية السعودية لسداد ديونها، وجد نظام صدام حسين نفسه مهدداً بالوصاية الدولية، فتحرك للإستيلاء على الإمارة الصغيرة والغنية الواقعة جنوب حدود بلاده مما أدى لتشكيل تحالف من كل الدول الإقليمية تقريباً والقوى الغربية ضده، ألحقت به هزيمة عسكرية في عام 1991. وقد اعتمدت الولايات المتحدة، التي قادت التحالف، على دعم الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا، ليس في ساحة الحرب فقط، بل وفي إبقاء نظام صدام الضعيف، بدلاً من المخاطرة بزعزعة استقرار البلاد على يد إيران، وهو ما قوض أي أمل في السيادة الكاملة لبلد، كان ذات يوم واحداً من أكثر الدول الواعدة في العالم العربي، بثرواته من الموارد البشرية والطبيعية، إضافة إلى بدء تفشي الفساد فيه بشكل لا سابق له.
تحول في السياسة
وأضاف الكاتب بأن التحول الدراماتيكي في السياسة الأمريكية بعد أحداث 11 أيلول، خلق توتراً بين واشنطن وبعض أطراف الأتحاد الأوربي بشأن الموقف من العراق، وانقساماً واضحاً في مواقف هذا الأتحاد من بغداد. ورغم قيام إدارة بوش بإحتلال العراق بغياب الإجماع الغربي وضد القانون الدولي ومعارضة فرنسا وروسيا والصين، تمكنت واشنطن من إضفاء الشرعية على وجودها في العراق، بموافقة الدول الأوربية التي شاركت قوات سبع منها في الغزو.
الاحتلال والديمقراطية
وتطرق المقال إلى انهيار الدولة العراقية ككل بعد الإحتلال، وما واجهه الأمريكان من صعوبات في إعادة بناء دولة عراقية جديدة في ظل استبعاد الأمم المتحدة من العملية. ويبدو أن ضعف أو غياب الشرعية لم يشجع الاتحاد الأوروبي على تعزيز وجوده بأي شكل من الأشكال وبقيت مساهماته محدودة، قبل أن يتدخل في معالجة القضية الحساسة المتمثلة في تخفيض الدين العام العراقي بنسبة 80 في المائة. ثم جاءت فرصة أخرى حين وجد الإتحاد نفسه فاعلاً في التحالف الدولي ضد داعش، ودخلت قواته ومساعداته البلاد العام 2014. ولعل الأوربيين قد تأكدوا ثانية من عدم قدرة المحتلين على تحقيق تحول ديمقراطي سلمي في البلاد المحتلة.
هل سينسحبون
وذكر الكاتب بأنه ورغم اتفاق بغداد وواشنطن على انسحاب القوات الأجنبية من العراق، فإن البيت الأبيض يسعى لإيجاد قاعدة له في شمال العراق تنسحب اليها قواته المتبقية بعد رحيل الأغلبية من عساكره. وتوقع أنه مع تضاؤل الوجود الأمريكي في العراق، قد يسمح أي فراغ ينشأ من تقويض النفوذ الإيراني في البلاد، للاتحاد الأوروبي بالعثور على دور جديد نشط فيها، مستدركاً بالقول إن الهدف لن يكون استبدال الولايات المتحدة بالاتحاد الأوروبي، بل قد يكون فرصة لتحديد سياسة أوروبية مستقلة. ورغم أن الكاتب أبدى عدم تفاؤله من اكتساب الاتحاد الأوروبي لقوة كبيرة في العراق، فإنه توقع تحسن مواقع ونفوذ بعض بلدانه مثل فرنسا، التي كانت واحدة من البلدان الغربية القليلة التي حافظت على سمعتها الإيجابية بين جميع المجتمعات العراقية. كما توقع أن تلعب صفقة بيع معدات الدفاع الجوي (الرادارات والمروحيات)، والرغبة في مساعدة العراق على التحرك سلمياً بعيداً عن الطائفية السياسية دوراً في تعزيز هذه المكانة.
************************************************
عين على الاحداث
واصلوا إنقاذ الإيزيديين
بعد عشر سنوات من حملة الإبادة الداعشية ضد الإيزيديين، لا تزال مئات العوائل يائسة من لّم شملها مع أقاربها المفقودين الذين تعرضوا للأسر والاسترقاق خلال فترة سيطرة التنظيم الإرهابي. وتشير إحصائيات الحكومة إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف إيزيدي، معظمهم من الرجال والنساء كبيرات السن وأسر 6400 آخرين، مازال 2600 منهم مفقوداً. هذا وفيما يتساءل الناس عما إذا كانت السلطات مهتمة أصلاً بإنقاذ الضحايا، يطالبون الجميع ببذل جهود حقيقية ومنتظمة في هذا الأتجاه والتضامن مع هذه الأقلية المنكوبة ووضع خطط لإعادة دمجها في المجتمع وبالتعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة.
نزهة تركية!
شنت طائرات تركية سلسلة اعتداءات على جبال متين التي تطل على قضاء العمادية، ملحقة خسائر مادية بالمزارع وقرى الفلاحين، بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني، الذي تتموضع فصائله في كهوف ومغارات جبلية يصعب الوصول لها. هذا وجاءت العملية الجديدة متزامنة مع زيارة وفد يضم نحو 150 رجل أعمال من مجلس المصّدرين واتحاد المقاولين الأتراك وبرئاسة وزير التجارة بهدف تحقيق شراكة جادة وحقيقية مع أنقرة في مختلف المجالات، خاصة بعد أن تجاوزت قيم المصالح التركية في البلاد حاجز الثلاثين مليار دولار، فيما تستهلك أسواقنا 27 في المائة من كل صادرات تركيا التي تحتل بعضاً من أراضينا.
بقْت على السياحة!
أظهرت مجلة “ceoworld” الأمريكية المختصة بالشأن الاقتصادي، وقوع العراق ضمن آخر عشر دول من حيث الأمان للسياح إذ احتل المرتبة 186 عالمياً من أصل 196 دولة، وذلك بسبب ظروف عدم الاستقرار السياسي ومعدلات الجريمة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن البلاد تفتقد لاستراتيجية شاملة لتطوير القطاع السياحي وزيادة الاستثمارات فيه، وإنشاء وتطوير وتوسيع البنى التحتية والمرافق السياحية والارتقاء بمستوى خدماتها وتأهيل الكوادر السياحية الضرورية، وحماية الآثار، وتشجيع السياحة الداخلية والآثارية والدينية، مما سيترك تأثيراته الإيجابية على الاستثمار ويزيد الواردات غير النفطية ويقلل من معدلات البطالة ويحسن مستويات المعيشة ومكانة البلاد الدولية.
الما يعرف يركص
حمّلت مديرية الثروة الحيوانية، مسؤولية تقليص حجم المعروض من الأسماك في السوق من 84 ألف طن إلى أقل من 40 ألف طن، وما سببه من خسائر اقتصادية قدرت بأربعمائة مليون دولار سنوياً، لإجراءات ردم أكثر من 10 آلاف بحيرة صناعية جراء مخالفتها للقوانين وتجاوزها على الحصص المائية في ظل الجفاف ونقص اطلاقات تركيا وإيران لمياه الرافدين. هذا وفيما حذر مختصون من خطورة استمرار تدهور هذا القطاع، دعوا إلى تشجيع المنتجين بالدعم المادي والارشادات العلمية والتقنيات الحديثة والضغط لإستعادة حقوقنا في مياه دجلة والفرات وتنظيم عمليات الإستفادة من المياه الجوفية وعدم اللجوء للمنع كأسهل الحلول.
تكميم الأفواه والعقول
قررت إدارة مطار النجف منع جميع العاملين من نشر أي انتقاد يتناول مرافق المطار وخدماته محذراً إياهم بفصلهم من العمل، فيما قررت وزارة التعليم العالي منع أساتذة القانون من الظهور في لقاءات تلفزيونية دون اذن من الكلية التي ينتسب إليها وبشرط الاختصاص في الموضوع وأن تكون هناك مصلحة عامة في المشاركة، دون أن يعرف أحد معالم واشتراطات هذه المصلحة. هذا وفي الوقت الذي تخالف فيه هذه القرارات حرية التعبير التي تكفلها المادة (38) من الدستور العراقي لكل المواطنين، تتغافل السلطات عن مكافحة مشعوذين ينشطون في تجهيل الناس وضرب الوحدة الوطنية جهارا نهارا.
********************************************
الصفحة الرابعة
تساؤلات برلمانية حول عقد «فودافون»: الحكومة مطالبة بالشفافية
بغداد – طريق الشعب
انتقد عضو في لجنة الاتصالات النيابية غياب الشفافية في تعاقد الحكومة مع شركة “فودافون” للاتصالات لغرض تشغيل الرخصة الوطنية للهاتف النقال، فيما اعتبر عضو آخر في اللجنة أن حضور هذه الشركة سيساهم في تقديم خدمات الجيل الخامس عبر شركة متخصصة، وتعمل في العديد من البلدان.
التعاقد مع الشركة
إعلان الحكومة عن التعاقد مع شركة “فودافون” للاتصالات، اثار الكثير من التساؤلات بشأن الذهاب للتعاقد المباشر مع شركة اجنبية لتشغيل “رخصة وطنية” دون إعلانها كفرصة تنافسية وتقديم عروض من شأنها المفاضلة فيما بعد بين الخدمات المقدمة والاسعار المناسبة لتشغيل هذا المشروع.
وكان مجلس الوزراء، قد أعلن أول أمس الثلاثاء، عن الموافقة على اختيار شركة فودافون العالمية للاتصالات، كمشغـّل لمشروع الرخصة الوطنية للهاتف النقّال بتقنية الجيل الخامس، وتكليف وزارة الاتصالات بالمضي في الإجراءات التحضيرية للمشروع. في الاثناء، تناقلت مصادر إعلامية، نقلا عن وكالة “رويترز” نفي صحة إعلان الحكومة التعاقد مع شركة “فودافون” كمشغل لشبكة الاتصالات. وأشارت الشركة الى أنها تناقش عقداً استشارياً محتملاً لتصميم شبكة 5G وأن المناقشات مازالت جارية ولا يوجد أي اتفاق مع الحكومة العراقية. وأكدت شركة فودافون أن المناقشات جارية فيما يخص عقد مشروع الرخصة الوطنية للهاتف النقّال بتقنية الجيل الخامس مع وزارة الاتصالات العراقية، ولم نتوصل بعد إلى عقد متفق عليه.
وذكرت الشركة في بيان إن “الشركة تناقش دوراً في تقديم المشورة بشأن تصميم الشبكة بدلاً من تشغيلها في العراق”.
وأضاف أن “قسم أسواق الشركاء في فودافون يجري محادثات مع حكومة العراق بشأن عقد استشاري محتمل لتقديم المشورة بشأن تصميم شبكة 5G جديدة تخطط لها الحكومة”، مبيناً أن “المناقشات لا تزال جارية، ولم نتوصل بعد إلى عقد متفق عليه”.
انتقادات للحكومة
في هذا الشأن، انتقد عضو لجنة الاتصالات النيابية، كاروان علي يارويس، غياب الشفافية والإجراءات القانونية في توقيع عقد جديد لوزارة الاتصالات مع الشركة. وأكد في حديث صحفي لـ”طريق الشعب” أن “لجنة الاتصالات النيابية، باعتبارها الجهة الرقابية المسؤولة عن متابعة عمل وزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات، لم يتم إبلاغها بأي تفاصيل متعلقة بهذا العقد، ما يشكل مخالفة دستورية واضحة”.
وقال يارويس إن “الهيئة تعتبر مستقلة وتتبع البرلمان ولجنتنا الرقابية حسب الدستور والنظام الداخلي، ومع ذلك لم نحصل على أية معلومات أو تفاصيل بشأن العقد”.
وأضاف، أن “العقد تم توقيعه مع شركة أجنبية تحت اسم شركة وطنية، دون الإعلان عن مناقصة أو فتح باب المنافسة، وهو ما يحرم الشركات الأخرى من تقديم عروض قد تكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة”.
وأشار يارويس إلى أن “إجراءات توقيع العقد تضمنت زيارة وفد حكومي لدولة خارجية، حيث تم الاتفاق ودفع المستحقات دفعة واحدة، دون تقديم أي تفسير واضح للخطوات المتبعة أو التكاليف المرتبطة بالعقد”.
واختتم النائب بتأكيده أن “المسؤولية الكاملة عن هذا العقد تقع على عاتق الحكومة”، مشدداً على “ضرورة توفير الشفافية والعدالة في مثل هذه الصفقات لضمان تقديم أفضل الخدمات للمواطنين بأقل التكاليف”.
توضيح اخر
النائب عن نفس اللجنة، زهير الفتلاوي، أوضح ان ما جرى هو اعلان فقط، ولاحقا سيتم توقيع مذكرة تفاهم للاتفاق على التحضيرات.
وأضاف عضو لجنة الاتصالات، ان “المعلومات عن ارتباط شركة فودافون للاتصالات بالكيان الصهيوني امر غير دقيق والدول المرتبطة بها معروفة، ومن بينها دول مثل البانيا والصين وكرواتيا، فضلا عن كونها من اكبر الشركات المتخصصة والتي تقدم خدمات لثلاثين دولة”.
وأوضح، ان “اختيار شركة فودافون البريطانية هو لتشغيل الرخصة الرابعة للهاتف النقال بتقنية الجيل الخامس وهي تقنية جيدة، فيما شركات الهاتف النقال العاملة في العراق، (آسيا سيل وأثير) لا تعمل بتقنية الجيل الخامس”، مبينا ان “ما جرى هو اعلان فقط ومن ثم سيتم توقيع مذكرة تفاهم للاتفاق على التحضيرات الضرورية للبدء بالمشروع، كما سيتم التفاهم مع شركة فودافون لتوقيع بيان عمل يتضمن تفاصيل التحضيرات خلال الأيام القادمة”.
وتابع الفتلاوي، ان “شركة فودافون ماركة عالمية ورصينة وتمتلك خبرة في تقديم خدمة تقنية الجيل الخامس ولديها 330 مليون مشترك في أكثر من 15 دولة واستعدت للعمل بالعراق بدعم من الحكومة ووزارة الاتصالات لإنجاح المشروع وسيكون مشروعا وطنيا ومملوكا للدولة، ويساهم بتوفير فرص عمل وتدريب وفق احدث الأساليب في العالم”.
************************************************
فعاليات
في الشطرة تعاون تعليمي بين رابطة المرأة ومدرسة للبنات
الشطرة – طريق الشعب
في خطوة تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتثقيف المرأة ودعمها، اتفق فرع رابطة المرأة العراقية في الشطرة، على برنامج تعاون تعليمي مع مدرسة الشطرة للتعليم المسرع للبنات، يمتد طوال العام الدراسي الحالي، ويتضمن ورشا وندوات توعوية وتثقيفية حول قضايا المرأة.
جاء ذلك في زيارة نظمها فرع الرابطة، الاثنين الماضي، إلى المدرسة. ورحبت مديرة المدرسة “الست يسرى” بهذا التعاون، مؤكدة دعمها المطلق لأنشطة الرابطة، واستعدادها لفتح أبواب مدرستها أمامها في أي وقت طوال العام الدراسي. وفي إطار التعاون، تم الاتفاق على تقديم محاضرة واحدة شهريًا تشتمل على موضوعات اجتماعية وقانونية متنوعة.
وقد كانت أولى بادرات التعاون، ورشة توعوية تناولت موضوع “المخدرات وتأثيرها على الفرد والمجتمع”، مع مناقشة قانون الأحوال الشخصية النافذ والتعديلات المقترحة عليه، فضلا عن التعريف بتاريخ رابطة المرأة ودورها في المجتمع.
واختتمت الورشة بتوزيع قرطاسية على الطالبات والكادر التدريسي.
**************************************************
شيوعيو البصرة يستقبلون وفدا من تيار الحكمة
البصرة – طريق الشعب
استقبلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، السبت الماضي، وفدا من تيار الحكمة الوطني، يتقدمه رئيس مكتب العلاقات الوطنية العام ورئيس المكتب المهني المركزي في التيار د. محمد حسام الحسيني، إلى جانب ممثل التيار في المجلس السياسي في البصرة عباس العيداني، وشخصيات أخرى. وكان في استقبال الوفد الزائر سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كاظم محسن حسين، والرفيقان جمعة الزيني وباسم محمد حسين.
وخلال اللقاء، تبادل الطرفان أحاديث ودية، مشيرين الى العلاقات الطيبة المتبادلة بين الطرفين منذ عقود، حيث عملا سوية في معارضة النظام المقبور، ومؤكدين استمرارية تلك العلاقات وتجددها. كما تناول الطرفان في حديثهما، الانتخابات المقبلة والقانون الانتخابي النافذ ومقترحات تعديله، مشددين على أهمية الالتزام بالأساليب الديمقراطية، بما يصب في مصلحة المجموع.
******************************************************
وقفة اقتصادية.. أهمية تكامل القطاعين العام والخاص
إبراهيم المشهداني
يلعب القطاعان العام والخاص دورا محوريا في عملية التنمية الاقتصادية الشاملة أو ما يصطلح عليه في المفهوم الاقتصادي الحديث بعملية التنمية المستدامة، في القطاعات الصناعية والزراعية والخدمية، ويقاس هذا الدور بنسبة مساهمة هذه القطاعات في الانتاج المحلي الاجمالي التي لا تشكل في الوقت الحاضر أكثر من 5 بالمائة من مساهمتها في الانتاج المحلي الإجمالي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار حجم تخصيصاتها في الموازنة العامة لسنة 2024، والهدف الاستراتيجي لهذه القطاعات التي تدرج في كل خطة تضعها وزارة التخطيط.
وما يدعو للاهتمام بهذين القطاعين، اللذين أصبحا جزأين هامين من البرنامج الحكومي، هو وضعهما المتدهور بسبب إهمال الحكومات السابقة وخاصة بعد عام 2003، فنظرة بسيطة إلى مؤشرات هذين القطاعين يتبين لنا وجود قرابة 30 الف معمل ومصنع وورشة تابعة للقطاع الخاص منتشرا في عموم المحافظات شبه معطل أو يعمل بعضها بطاقة 20—30 بالمائة، وفي نفس الوقت هناك قرابة 190 مؤسسة انتاجية تابعة للقطاع الحكومي الكثير منها شبه معطل أو يعمل بأقل من نصف طاقته الإنتاجية، وبدلا من وضع الحلول المناسبة لهذه البنى المخربة جرى التركيز على سياسة الباب المفتوح من خلال التجارة في سد النقص في العرض السلعي والتوجه لاستيراد البضائع الرخيصة والرديئة في ذات الوقت، ما يترتب عليها هروب العملة الصعبة إلى الخارج. ويمكن لهذين القطاعين في حال تأهيلهما وزيادة طاقاتها الانتاجية وفق رؤيا حكومية واضحة في وجهتها، أن يستوعبا مئات الألوف من العاطلين.
وفي ضوء ذلك فان القطاع العام يعكس فلسفة السياسة العامة المطلوبة في كل مرحلة من مراحل التحول الاقتصادي للعملية وبالتالي حكماً على كفاءة الأداء الحكومي من ورائه، ولذا نجد أنه لا يعمل من فراغ وفي الوقت ذاته لا يمكن تحمليه مسؤولية تقصير تبدر من أداء القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي بقدر ما يعكس بشكل دقيق فاعلية الأداء الحكومي في رسم صورة واضحة عن واقع النشاط الاقتصادي. فهو قد لا يضطر وفق هذا المفهوم إلى الدخول فــي الميدان الإنتاجي لنشاطٍ ما او لمرحلةٍ ما لمعالجة أمرٍ محددٍ دون آخر دونما امتلاك أية أداة للتدخل في آلية عمل القطاع الخاص. وبهذا نتصور القطاع العام وهو يمتلك الأجهزة العلمية الكفوءة في رسم أبعاد الصورة التحليلية لمجريات الأنشطة الاقتصادية وتحليل البواعث المحكمة لأي توجه لدى القطاع الخاص وتأشير ما هو سلبي وما هو إيجابي.
إن وجود قطاع خاص له دور ريادي في الظروف الراهنة هو ما يستدعي التركيز على بناء المقدمات الأساسية المادية والمالية لنموه وتطوره إلى جانب تأهيل المؤسسات الاقتصادية الحكومية، بل النظر إلى القطاعين بعين واحدة من الاهتمام بوصفهما قطاعين متكاملين. كما أن التوجهات الاقتصادية المستقبلية تتطلب تجنب المسلمات النظرية التي لم تزكها الحياة او تؤكد نجاحها في مختلف الظروف كالخصخصة التي لم تكن في أي وقت خيرا مطلقا خاصة وأن القطاع الحكومي لازال في الكثير من الدول الأوبية والآسيوية ودول أخرى في العالم وحتى في أمريكا التي الزمتها ظروف الأزمة المالية عام 2008 اللجوء للتـميمات المصرفية. إننا نتصور أن نجاح سياسة عقلانية لتكامل القطاعين تتطلب:
- توفير البيئة الاستثمارية الملائمة للاقتصاد العراقي القائمة على أساس النافذة الواحدة من خلال تفعيل قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 وتوفير كافة التسهيلات القانونية والإجرائية أمام المستثمرين الأجانب والمحليين وتحديد القطاعات المناسبة للاستثمار.
- تعزيز روابط التخطيط التأشيري بين القطاعين بما يقيس التوجهات التنموية العامة للدولة.
- حيث أن التنمية عملية تراكمية ومتواصلة بطبيعتها لا تكتفي بطفرة مؤقتة؛ وأن محركها داخلياً وذاتياً في الأساس؛ وفيها يتم التركيز على التربية والعلم والبحث والتطوير التقني، وأن تتم في ظل إطار سياسي وإداري ومؤسسي ملائم ومستقر. فان المخطط العراقي ملزم بتعميم هذه الشروط بما يتنسب مع تمكين هذين القطاعين لبلوغ مستويات أكثر تطورا.
*****************************************************
الصفحة الخامسة
الفقراء والمشردون أبرز ضحاياها اتساع ظاهرة الاتجار بالأعضاء البشرية
متابعة – طريق الشعب
خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت وتيرة الاتجار بالأعضاء البشرية في العراق، على نحو يكشف بوضوح عن جانب خطير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية العاصفة في البلاد. إذ تستغل الشبكات الإجرامية ضعف الرقابة وانتشار الفقر في استدراج الضحايا، ما يهدد حياة الفئات الهشة ويعرضها لأبشع أشكال القهر والاستغلال.
وفي حين تسعى المؤسسات الصحية والأمنية لمكافحة هذه الجريمة، تبرز حاجة ملحة لتضافر الجهود المحلية والدولية من أجل وضع حد لها، وحماية العراقيين من استغلال ينتهك حقوقهم ويساومهم على إنسانيتهم.
أبرز الفئات المستهدفة في تجارة الأعضاء البشرية، الطبقات الفقيرة، لا سيما عديمو الدخل والعاطلون عن العمل من فئة الشباب، إضافة إلى الأطفال المشردين، والعمال الأجانب، خاصة مخالفو شروط الإقامة. إذ يتعرضون غالباً للخطف ثم إلى عمليات انتزاع لأعضائهم المطلوبة بعد قتلهم أو تخديرهم، وبالتالي بيع تلك الأعضاء عبر سماسرة يتعاملون مع هذه التجارة.
اختطاف عشرات الأطفال سنويا
في هذا الصدد، يذكر رئيس “منظمة مصير” لمكافحة الإتجار بالبشر، باسم جبر، أن “عام 2023 شهد اختطاف نحو 80 طفلاً في مختلف أنحاء العراق، نقل قسم منهم إلى بعض دول الجوار. حيث تتم عمليات انتزاع أعضائهم وبيعها”، مضيفا في حديث صحفي أنه “في العام 2022 تم اختطاف أكثر من 90 طفلاً. وسنويا تشهد البلاد العشرات من هذه الحالات”.
ويرى أنه “رغم الجهود الحكومية في مكافحة الظاهرة، إلا ان هناك حاجة لإجراءات أكثر فاعلية للقضاء عليها، خاصة أنها باتت تهدد الأمن المجتمعي”.
ويوضح جبر أن “الأعضاء الأكثر طلبًا في هذه التجارة، هي الكلى، إضافة إلى جزء من الكبد وأجزاء من الجهاز التناسلي الذكري”، لافتا إلى أن “الفقر والجهل سببان رئيسان لتفشي تلك الجرائم. حيث تستغل الشبكات الإجرامية الفقراء والبسطاء في تحقيق مصالحها”.
كما ينوّه إلى أن منظمته تمضي بخطى توعوية واسعة في معظم المحافظات، للتعريف بمخاطر تلك الظاهرة وكيفية التعامل معها والإبلاغ عنها.
آثار جسدية ونفسية قاسية
تترك تجارة الأعضاء البشرية تداعيات مؤلمة على ضحاياها، سواء كانوا قد باعوا أعضاءهم بسبب الحاجة المالية أم أُجبروا على التخلي عنها قسرا.
ويوضح اختصاصي الطب النفسي حسن الشماع، أن “هذه التداعيات تشمل جوانب جسدية ونفسية معقدة. فمن الناحية الجسدية يواجه الضحايا مضاعفات صحية ناتجة عن عمليات استئصال الأعضاء أو نقلها”، مبينا أن “نقص الأعضاء مثل إحدى الكليتين أو جزء من الكبد، يؤثر سلباً على قدرة الجسم على التخلص من السموم، ما يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض مزمنة”.
أما من الناحية النفسية، فيذكر الشماع ان “الأشخاص الذين يبيعون أعضاء من أجسادهم، غالباً ما يعانون تغيرات مزاجية واكتئابية. فهم يتخلون عن أعضاء أساسية لا تعوض، ما قد يثير لديهم مشاعر الندم المستمر، خاصة إذا تعرضوا لاحقاً لأي أزمة صحية”.
ويتابع قائلا: “كما أنهم يفقدون ثقتهم بأنفسهم ويشعرون بالعار، إذا اكتشف المحيط الاجتماعي أمرهم”.
ويشير الشماع إلى ان “أولئك الذين يتعرضون لعمليات استئصال الأعضاء قسراً، سيتعرضون إلى صدمات نفسية مزمنة”.
عقوبات غير كافية
يذكر الخبير القانوني أمير الدعمي، أن قانون مكافحة الإتجار بالبشر رقم 28 لسنة 2012، يهدف إلى مكافحة هذه التجارة وحماية الضحايا، وضمان حقوقهم، إضافة إلى معاقبة المتاجرين وتقديم الحماية القانونية للمجتمع.
ويعرّف جريمة الإتجار بالبشر، بـ “تجنيد الأشخاص أو إيوائهم عبر التهديد أو الخطف أو الاحتيال، ثم استغلالهم سواء كأشخاص أم عبر استخدام أعضائهم الداخلية، في أعمال الإتجار”.
ويوضح في حديث صحفي أنه “حسب المواد القانونية 421، 422، 423، تصل عقوبة اختطاف الأشخاص إلى السجن مدى الحياة، فيما تصل عقوبة الإتجار بالبشر بشكلها العام، وفق المادة 399، إلى السجن من 15 سنة إلى المؤبد”.
ويتابع قوله أن “عقوبة الإتجار بالأعضاء البشرية، وفقاً للمادة 7 من القانون، تشمل السجن لمدة لا تتجاوز 10 سنوات، مع غرامة مالية لا تقل عن 10 ملايين دينار عراقي ولا تزيد على 25 مليون دينار”.
ومع ذلك، يرى الدعمي أن تلك العقوبات غير كافية، مؤكدا “الحاجة إلى تعديلات قانونية، خاصة مع تفشي هذه الجرائم”.
ويدعو في الوقت نفسه إلى “تشديد العقوبات، بما في ذلك فرض عقوبة الإعدام ومصادرة الأموال المنقولة وغير المنقولة، لتكون العقوبة رادعة في مواجهة تلك الجريمة”، لافتا إلى ان “المتورطين بهذه الجرائم هم عصابات متنفذة ترتبط بشبكات دولية معقدة، ما يخلق تحديات كبيرة أمام القضاء على هذه الظاهرة بشكل نهائي”.
تحرّك حكومي
تنامي تجارة الأعضاء البشرية دفع إلى تحرك حكومي فعّال لمكافحتها. فقد تم تشكيل لجنة عليا في هذا الشأن بموجب المادة 2 من قانون مكافحة الإتجار بالبشر، برئاسة وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، وعضوية 16 وزارة وجهة حكومية أخرى ساندة.
وتبذل اللجنة جهوداً مكثفة في عدة مسارات، أبرزها ملاحقة المتاجرين، وحماية الضحايا ودعمهم صحياً ونفسياً، إلى جانب إطلاق حملات توعوية لتثقيف المجتمع بشأن خطورة هذه الظاهرة وضرورة الإبلاغ عنها.
يأتي ذلك إلى جانب جهود أمنية كبيرة، وتحديداً من وكالة الاستخبارات الاتحادية بالتعاون مع المؤسسات الحكومية، للحد من انتشار هذه التجارة.
وفي هذا المنحى، يقول مدير عام مديرية مكافحة الاتجار بالبشر، العميد مصطفى الياسري، ان اللجنة أصدرت تعليمات لتسهيل تنفيذ نصوص القانون، بما في ذلك فتح دور إيواء للنساء والرجال والأطفال المتضررين.
وينبه في حديث صحفي إلى أن مفارز المديرية تنفذ عمليات استباقية “حيث تم تحرير 345 شخصاً قبيل وقوع جريمة الاتجار بهم، خلال عامي 2023 و2024، كما قدمت الحكومة مساعدات لنحو 80 شخصاً وقعوا ضحايا لهذه التجارة في الفترة نفسها”.
ويشير الياسري إلى أن “هذه التجارة، التي كانت في البداية تعتمد على وسطاء من سماسرة يرتبطون بشبكات دولية، تحولت منذ سنة 2020 إلى تجارة إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.
ونجحت المديرية بالتعاون مع هيئة الإعلام والاتصالات في إغلاق نحو 80 موقعاً خارج العراق على منصات (فيس بوك وتويتر وتليغرام) تروج لتجارة الأعضاء البشرية تحت مسمى “التبرع”، إضافة إلى مداهمة أكثر من 25 موقعاً داخل البلاد – حسب الياسري، الذي يؤكد أن “أبرز التحديات التي تواجه مكافحة هذه التجارة، هي أن تلك الشبكات تعمل عبر الحدود الدولية، ما يعقد مهمة القضاء عليها. كما أن هذه الجريمة غامضة وتتطلب جهوداً دقيقة لاكتشافها”.
وينوّه إلى أن “التنسيق مع الإنتربول والمنظمات الدولية، ساعد في زيادة اكتشاف هذه الجرائم، حيث تمكنت الأجهزة الاستخبارية أخيرا من تفكيك 8 شبكات دولية تعمل في العراق”، مشيرا إلى ان “وزارة الداخلية شددت من إجراءات عمليات التبرع بالأعضاء. حيث يتم التأكد من شرعية هذه العمليات بالتعاون مع وزارة الصحة، ولا تُجرى أي عملية تبرع إلا بعد موافقة اللجنة المتخصصة، كذلك بعد موافقة ذوي المتبرع”.
ويفيد الياسري بأنه “في العام الجاري تم إلقاء القبض على 162 متهماً بتجارة الأعضاء البشرية. كما سجلت المديرية 25 ضحية. أما في العام الماضي، فقد تم اعتقال 123 متهماً وتسجيل 20 ضحية، بينما شهد عام 2022 ضبط 53 متهماً، وفي العام 2021 جرى اعتقال 46 متهماً دون تسجيل أي ضحايا”.
ويؤكد أن “وزارة الداخلية تولي اهتماماً كبيراً بمكافحة تجارة الأعضاء البشرية. حيث جرى تأسيس بنية تحتية حديثة للمديرية، إضافة إلى قسم خاص بالتقنيات لمتابعة الشبكات الإجرامية والمنصات التي تروج لهذه التجارة”، مزيدا إلى قوله “كذلك وُضعت استراتيجية وطنية في هذا الشأن، تمتد من عام 2023 إلى 2026، وتتضمن خططاً سنوية بدعم من الوزارات المعنية ومجلس القضاء الأعلى، الذي أصدر قراراً بعدم محاسبة الضحايا بأي حال من الأحوال”.
**********************************************
مع استمرار معاناة القطاع الصحي الكارثة السرطانية تستفحل في البصرة
متابعة – طريق الشعب
عاماً بعد آخر تتصاعد الإصابات السرطانية في محافظة البصرة، مؤشرة كارثة صحية أنتجتها عقود من التلوث البيئي والتدهور الصحي والحروب.
ووفقا لما يفيد به ناشطون في مجالي البيئة والصحة، فإن التلوث النفطي يعد أحد الأسباب الرئيسة لزيادة الإصابات السرطانية في المحافظة، والذي يتسبب في تلوث الهواء والتربة والمياه.
ويعاني شط العرب، الذي يُعد المصدر الرئيس للمياه في مركز المحافظة، تلوثا بمخلفات الصناعات النفطية والصرف الصحي، في ظل غياب الرقابة وعدم اتخاذ إجراءات جادة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة المتواصلة، ليس في البصرة وحسب، إنما في معظم المحافظات، الأمر الذي يعرّض السكان لمواد كيميائية وعضوية ممرضة ومميتة.
أما القطاع الصحي في البصرة، فهو الآخر يعاني نقصا في التجهيزات الطبية والكفاءات، ويفتقر إلى برامج فعالة للكشف المبكر عن السرطان. لذلك غالبا ما تُشخص الإصابات متأخرة، ما يجعل معدلات النجاة منخفضة – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن اختصاصيين في مجال الصحة.
وفي تصريح صحفي قبل أيام، ذكر النائب عن البصرة هيثم الفهد، أن محافظته تسجل مئات الإصابات السرطانية سنويا “نتيجة الاستخراجات النفطية”، مبينا أن البصرة تتصدر بقية المحافظات في عدد المصابين بالسرطان وأمراض الكبد والتشوهات الخلقية.
ويضيف قوله أن “هذه الأمراض الخطيرة تصيب سكان البصرة نتيجة التلوث الناتج عن حرق الغاز المصاحب للاستخراجات النفطية”.
وتشير تقارير محلية ودولية إلى ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الرئة، الجلد، الدم والثدي في البصرة، بسبب التعرض للمواد الكيميائية والإشعاعية في المناطق الصناعية والزراعية.
وتتطلب هذه الأزمة تحركًا عاجلًا من الحكومة بدعم من المجتمع الدولي، لإنقاذ السكان من كارثة صحية تهدد حياتهم ومستقبل الأجيال القادمة.
***********************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى الشاعر يحيى السماوي بوفاة شقيقته (ام نوفل) زوجة شهيد الحزب ابراهيم حساني.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان .
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في كربلاء الرفيق محمد عبد الجبار، بوفاة شقيقه علي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
الذكر الجميل للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
كما تعزي المحلية الرفيق جبار كاطع بوفاة ابنه اثر مرض مفاجئ.
للفقيد الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان.
- بحزن عميق تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة الجمهورية/ اللجنة المحلية للحزب في البصرة، ومعها اتحاد نقابات عمال البصرة، الرفيق خماس دريول (أبو منقذ).
ظل الفقيد ملتصقاً بالحزب ورفاقه، رغم حالته المرضية التي أقعدته منذ فترة طويلة. كما كان عنصراً فاعلاً في نقابة الخدمات.
له الذكر العطر ولذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان.
- ببالغ الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي سكرتير المحلية السابق الرفيق فرحان شغيت (ابو لقاء). وهو من الرفاق المناضلين ومن الكوادر النقابية العمالية المدافعة عن حقوق العمال والكادحين.
له الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
******************************************************
الصفحة السادسة
المعارضة الصهيونية تنتقد اتفاق وقف الحرب: فشل أمني وسياسي كامل لبنان.. سكان الجنوب عادوا رغم تحذيرات الاحتلال
متابعة – طريق الشعب
بعد ساعات على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني حيز التنفيذ، ازدحمت الطرق المؤدية إلى الجنوب، بالنازحين الذين وصل عدد كبير منهم إلى منازلهم المدمرة، وبدأوا فوراً بحملة إعمار ما يتمكنون من أجل الاستقرار، في المقابل رفض المستوطنون الصهاينة في شمال فلسطين المحتل العودة إلى منازلهم، واعتبروا أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يعيد الأمان لهم، كونه "أعرج ويعيد الوضع تماما إلى ما كان عليه: حزب الله سيسلح نفسه، إنها مسألة وقت فقط".
مناطق محظورة
وقال جيش الاحتلال إنه أطلق أعيرة تحذيرية في الهواء بعد رصد عدد من المركبات تتجه نحو مناطق لبنانية محظورة، حسب وصفه. فيما ذكر موقع والا الإسرائيلي أن عناصر من حزب الله وصلوا إلى كفر كلا قرب الحدود مع المطلة، وإن الجيش الإسرائيلي أطلق أعيرة تحذيرية وأبعدهم.
في السياق نفسه، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الوزير يسرائيل كاتس أوعز إلى الجيش بالتحرك فورا "ضد كل من يعرض قواتنا في جنوب لبنان للخطر".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الوزير أمر القوات باعتقال أي عنصر من حزب الله يقترب من "المناطق المحظورة".
انتقادات لكلمة نتنياهو
انتقد عدد من الاسرائيليين كلمة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التي تبين أنه اقتطع جزء منها فور تسجيلها، وهو ما وصفته وسائل إعلام بالتراجع عن تحذيرات أطلقها خلال تسجيل الكلمة، ولم يدع نتنياهو سكان شمال الأراضي المحتلة إلى العودة إلى مستوطناتهم، رغم أن أهداف الحرب المعلنة ضد لبنان هي: "تطهير المواقع العسكرية والبنية التحتية التي أنشأها حزب الله بالقرب من الحدود، وعودة عشرات آلاف الإسرائيليين الذين نزحوا بسبب الضربات عبر حدود إسرائيل ولبنان إلى منازلهم".
ويقول مراقبون، إن نتنياهو ينسب أي نجاح مزعوم لشخصه، ويخرج بتصريحات مباشرة، لكنه عاد إلى كابينته الحكومية للمصادقة على قرار وقف إطلاق النار، خوفاً من عدم تحقق كامل الشروط، وذلك للنأي بنفسه عن الفشل الذي حصل في وعود الحرب على لبنان.
وعرض نتنياهو بالتفصيل تحركات الاحتلال في مختلف قطاعات الحرب، بما في ذلك الصراعات ضد إيران، وحماس في غزة، والضفة الغربية، والحوثيين في اليمن والعراق. معتبراً أن أحد أسباب وقف القتال هي لغرض التركيز على التهديد الايراني، ولم يتوسع في الحديث عن ذلك، وتابع أن " السبب الثاني هو التحديث الكامل وتجديد القوات، ليس سرا، كانت هناك تأخيرات كبيرة في توريد الأسلحة، والسبب الثالث قطع الساحة وعزل حماس عندما يخرج حزب الله من الصورة، وحماس وحدها في الحملة.. سيزداد الضغط وهذا سيساعد في المهمة المتمثلة في تحرير الرهائن".
المعارضة الإسرائيلية
واعترض عدد من المسؤولين الصهاينة على هذا القرار ووصفوه بالخسارة، إذ قال عضو الكنيست يائير لابيد: "حكومة اليمين لم تطرح أي مبادرة سياسية منذ عام كامل، لذلك تم جرها إلى اتفاق مع حزب الله، دمرت المستوطنات، دمرت حياة السكان، تآكل الجيش وأنتم تروجون للقوانين، القضاء على نصر الله وتفجيرات ونجاحات عملياتية تستحق كل الثناء، لكن حكومة 7 تشرين الأول لم تعرف كيفية عكسها من أجل نصر سياسي".
وأضاف لابيد أيضا: "نتنياهو لا يعرف كيفية جلب الأمن إلى إسرائيل، وادعاؤه بأنه لم يواجه الضغوط الأمريكية هو ادعاء مشين، الآن نحن بحاجة إلى عقد صفقة رهائن بشكل عاجل، وإعادة المواطنين إلى وطنهم وإنهاء الأمر، الحرب في الجنوب أيضاً. في عهد نتنياهو، حدثت أعظم كارثة في تاريخنا، لا اتفاق مع حزب الله يمحو الفوضى، لن يغير أي تصريح لوسائل الإعلام التاريخ".
من جانبه قال وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير: "هذه عودة إلى مفهوم الهدوء مقابل الهدوء، وقد رأينا بالفعل إلى أين يقود. هذا الاتفاق لا يفي بالغرض من الحرب". وتابع: "يجب ألا نعتمد على أي شخص سوى أنفسنا (...) هذا خطأ تاريخي!".
وانتقد رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت الاتفاق: "النجاح العسكري الهائل لمقاتلي وقادة الجيش الإسرائيلي يترجم إلى فشل أمني سياسي كامل".
كما انتقد رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان القرار قائلا: "قال نتنياهو إن الحرب مستمرة حتى النصر الكامل، لكنه لم يقل انتصار أي طرف".
وكتب وزير الحرب السابق، يوآف غالانت: "في الشرق الأوسط، لا معنى للكلمات والإعلانات وحتى الاتفاقات المكتوبة - مستقبل الشمال وأمن السكان سيحددهما شيء واحد فقط: تصميم الحكومة الإسرائيلية على إصدار تعليمات إلى مؤسسة الدفاع بالهجوم بالقوة على أي محاولة لانتهاك حزب الله على الفور. هذا هو المبدأ الذي وقفت عليه طوال الحرب في محادثاتي مع مختلف الوسطاء".
موقف رؤساء بلديات المستوطنات
فيما شن رؤساء بلديات مستوطنات في شمال إسرائيل هجوما حادا على نتنياهو، مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال رئيس المجلس الإقليمي في منطقة مروم الجليل عميت صوفر للهيئة: "هذا اتفاق يترك الحدود الشمالية دون حماية".
بدوره، قال رئيس المجلس الاستيطاني "ماتيه آشر" موشيه دافيدوفيتش لهيئة البث: "هناك جانب واحد مبتهج وسعيد وهو حزب الله وسكان جنوب لبنان، وجانب واحد حزين ومتألم وهم سكان الشمال".
فيما قال رئيس بلدية مستوطنة "شلومي" غابي نعمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "كل ما قدمه لنا رئيس الوزراء ورئيس الأركان هرتسي هليفي يشير إلى أن الجولة المقبلة على الأبواب، سواء بعد شهر أو شهرين أو عشر سنوات".
ترحيب دولي واسع
ولقي الاتفاق ترحيبًا دوليًا واسعًا، التي أكدت دعمها لهذه الخطوة التي تُعتبر ضرورية لوقف دوامة العنف وتحقيق بعض الاستقرار على جانبي الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
فقد رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بالاتفاق، معتبرين إياه خطوة مهمة لحماية إسرائيل من تهديدات حزب الله المدعوم من إيران.
فيما اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن وقف إطلاق النار هو "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان". وأضاف أن هذا التفاهم هو بداية لمرحلة جديدة في البلاد، مع التأكيد على التزام الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار الدولي رقم 1701 وتعزيز دور الجيش في الجنوب اللبناني.
من جانبها رحبت إيران بالحفاظ على "سلامة لبنان"، وأكدت دعمها الكامل للحكومة والشعب اللبناني، مشيرة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يعد خطوة إيجابية في وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وكذلك رحبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالاتفاق، معتبرة أنه "شعاع من الأمل" لمنطقة الشرق الأوسط، فيما أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن أمله في أن يُسهم الاتفاق في إيجاد حل سياسي دائم في لبنان.
جنون الصهاينة
وقبل ساعات من سريان اتفاق وقف إطلاق النار، شن الاحتلال غارات مكثفة على الجنوب اللبناني، قابله حزب الله بقصف مكثف.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية، عن قصف إسرائيلي استهدف معبري العريضة والدبوسية على الحدود السورية اللبنانية. فيما قال حزب الله إنه قصف مدينة نهاريا شمالي فلسطين المحتلة و4 تجمعات لقوات إسرائيلية، مع استهداف معسكرين في الجولان المحتل للمرة الأولى، وذلك ضمن 13 عملية أعلن عنها قبل بدء الاتفاق.
ويرد الحزب ببعض هذه الاستهدافات على تكثيف الاحتلال غاراتها الجوية، الثلاثاء، على العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و768 شهيدا و15 ألفا و699 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين.
ماذا قالت حركة حماس؟
قالت حركة المقاومة الإسلامية إن قبول الاحتلال الاسرائيلي الاتفاق مع لبنان دون تحقيق الشروط التي وضعتها يمثل محطة مهمة في تحطيم ما وصفتها بأوهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير خارطة الشرق الأوسط بالقوة، وأوهامه بهزيمة قوى المقاومة أو نزع سلاحها.
وأشادت حماس في بيان بالدور المحوري الذي تلعبه المقاومة اللبنانية، إسنادا لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، وثمنت صمود الشعب اللبناني، وتضامنه الدائم مع الشعب الفلسطيني، في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعدوانه الغاشم".
وأعربت عن التزامها بالتعاون مع أي جهود لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدة أن محددات وقف العدوان على غزة، التي جرى التوافق عليها وطنيا، هي وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، وإنجاز صفقة تبادل للأسرى حقيقية وكاملة.
*************************************************
مسؤول أممي للسودانيات: أشعرُ بالخجل منكنّ
الخرطوم - وكالات
تتعرض النساء في السودان إلى عنف جنسي مستشرِ (وبائي) بحسب الأمم المتحدة التي قالت: إن هذه الاعتداءات غير مقبولة!
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، خلال زيارته بورتسودان شرق السودان: "أشعر بالخجل لأننا لم نتمكن من حمايتكنّ، وأشعر بالخجل من أمثالي الرجال بسبب ما اقترفوه". وتابع: إن العالم "يجب أن يفعل ما هو أفضل" من أجل نساء السودان اللاتي يتعرضن لعنف جنسي منهجي. وفي نهاية تشرين الأول قالت الأمم المتحدة في تقرير إنّ جرائم الاغتصاب في السودان أصبحت "معممة". وبحسب تحقيق للمنظمة أنّ "معظم أعمال الاغتصاب ارتكبتها قوات الدعم السريع". وقال رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان محمد شاندي عثمان في بيان "لقد صعقنا بالنطاق المهول للعنف الجنسي الذي نقوم بتوثيقه في السودان. إن وضع المدنييّن الأكثر حاجة، ولا سيما النساء والفتيات من جميع الأعمار، يبعث على القلق الشديد ويتطلّب معالجة عاجلة". ولم يسلم الأطفال من هذا العنف، في حين اختطفت نساء وفتيات لاستعبادهن جنسيا، وفقا لهذا التقرير.
******************************************************
فرنسا.. أي عقوبة لزعيمة اليمين المتطرف؟
باريس – وكالات
انتهت أمس، محاكمة زعيمة أقصى اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان وغيرها من القوميين اليمينيين الفرنسيين للاشتباه في اختلاس أموال أوروبية، ومن المتوقع صدور الأحكام في أوائل العام المقبل 2025.
والاتهام الرئيسي في المحاكمة هو أن حزب التجمع الوطني بقيادة لوبان تلقى أموالا من البرلمان الأوروبي لمساعدين برلمانيين، كانوا يعملون بالفعل إما جزئيا أو كليا لصالح الحزب نفسه.
ويبلغ إجمالي عدد المتهمين في هذه القضية 28 متهما، وقد تردد أنها تنطوي على مبلغ قدره حوالي 7.3 ملايين دولار. وسددت لوبان 330 ألف يورو للبرلمان الأوروبي العام الماضي. ومع ذلك، أكد حزبها أن هذا لم يكن اعترافا بسوء السلوك.
وطالب الادعاء أيضا بتطبيق العقوبة، فور صدور الحكم، وليس بعد إجراءات قضائية، ربما تكون مطولة.
*******************************************************
بيان أممي: تنفيذ مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت تنقذ الأرواح ويجب احترامها الشتاء والإبادة الجماعية يقتلان الشعب الفلسطيني
متابعة – طريق الشعب
قال فرحان حق المتحدث باسم الامم المتحدة، إن الاحتلال الاسرائيلي رفض 41 طلباً، هذا الشهر، لإيصال مساعدات منقذة للحياة إلى الفلسطينيين المحاصرين شمال غزة، مشيراً إلى قبول أربعة طلبات فقط، لم تحقق على الأرض سوى جزء من مهامها، بسبب العراقيل التي واجهتها من قبل الاحتلال.
بدوره، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن القانون الدولي الإنساني يحتم حماية المدنيين وضمان تلبية احتياجاتهم الضرورية للبقاء على قيد الحياة، سواء بقوا في أماكنهم أو فروا منها.
فيما حذرت وكالة غوث من تداعيات وصول الجوع في قطاع غزة إلى مستويات حرجة، مطالبة بوقف إطلاق النار فورا. مبينة أن بقاء الأهالي قيد الحياة مستحيل مع عدم وجود المساعدات ودخول فصل الشتاء.
من جانب آخر، قال فيليب لازاريني مفوض وكالة الأونروا، إن "الشتاء في غزة يعني موت مزيد من الفلسطينيين بردا في خيام هشة أمام الرياح والأمطار، وليس فقط جراء الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 14 شهرا". وتساءل "كيف يمكن وصف البؤس فوق المأساة الإنسانية؟"
اعتقلوا نتنياهو وغالانت
دعا مقررو الأمم المتحدة إلى امتثال كامل لمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت.
ونشروا بيانا مشتركا، في هذا الشأن، أكدوا فيه أن "مذكرات الاعتقال الصادرة يمكن أن تساعد في إنقاذ الأرواح، ويجب احترامها والامتثال لها بالكامل".
وتابع البيان: "قرار المحكمة الجنائية الدولية هو من أجل العدالة والمساءلة، ويشكل خطوة تاريخية"، مشددا على أن "القرار بمثابة الأمل في إنهاء عقود من الإفلات من العقاب على الانتهاكات طويلة الأمد للقانون الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتحدث المقررون عن أن عدم مساءلة الكيان الصهيوني منذ فترة طويلة، كان عاملاً لتصعيد العنف في المنطقة.
دعوة عميقة لضمير الإنسانية
من جانب آخر، رفض رونالد لامولا وزير العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا، وصف أي انتقاد للاحتلال الإسرائيلي بأنه (معاد للسامية)، وقال: إنه "من غير الممكن اعتبار أي انتقاد لإسرائيل معاداة للسامية" جاء ذلك في فعالية تضامنية مع فلسطين في مدينة بريتوريا.
وأضاف أن "استجواب المسؤول عن عدد لا يحصى من جثث الأطفال التي وجدت بين أنقاض المنازل التي دمرتها القنابل الإسرائيلية، ليس عملا من أعمال معاداة السامية، بل دعوة عميقة لضمير الإنسانية، ونداء من أجل العدالة".
لا رعاية للمنتخب الكروي
أعلنت حركة مقاطعة إسرائيل BDS أنها نجحت من خلال حملة مقاطعة عالمية مستمرة منذ خمس سنوات ضد شركة "بوما PUMA" في إجبارها على إنهاء عقدها مع اتحاد كرة القدم الكيان الصهيوني.
وذكر بيان عن الحملة، ان "بوما ستنهي عقد رعايتها مع اتحاد كرة القدم الإسرائيلي نهاية الشهر المقبل" وتعرضت بوما لحملة مقاطعة فعالة منذ 2018.
وقد حاولت الشركة تبرير دعمها إلا أن الإجراءات المتضافرة ملأت صندوق بريد بوما، وعطلت خطوطها الهاتفية واستولت على حضورها في الإنترنت لتكشف أكاذيبها ونفاقها.
فيما كشف أحد محاميها عن تأثير حملة المقاطعة على الشركة، وأخبر النشطاء عن طريق الخطـأ أن (حملتهم جعلت حياة الشركة بائسة).
**************************************************
الصفحة السابعة
العراق.. تصديق 68 اتفاقية عمل دولية وتقصير في تطبيقها وضمان حقوق العمال
بغداد – نورس حسن
رغم تصديق العراق على 68 اتفاقية دولية بحسب منظمة العمل الدولية، يعاني عمال القطاع الخاص من ضعف تطبيق القوانين المحلية والعالمية المتعلقة بحمايتهم وضمان حقوقهم.
المواطن رعد محمود، البالغ من العمر 33 عامًا والذي يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص كعامل صيانة، يشتكي كما هو حال الكثير من رفاقه من ساعات العمل الطويلة مقابل راتب لا يكفي لتلبية احتياجات أسرته.
انتهاكات كثيرة
يقول رعد لـ "طريق الشعب" بأنه و "رغم سماعي بوجود قوانين تضمن حقوق العمال، إلا أنني لم أشهد أي تطبيق لها على أرض الواقع. جميع العمال، خاصة في القطاع الخاص، ما زالوا يعانون من انتهاكات متعددة تتعلق بساعات العمل الطويلة، والأجور القليلة، وغياب متطلبات السلامة المهنية، وعدم الشمول بالضمان الاجتماعي، وهي انتهاكات تجرمها القوانين المحلية والدولية".
ويلقي رعد باللوم على الجهات التنفيذية لتقصيرها في أداء دورها، وعلى ضعف الرقابة التشريعية والدولية وغياب الدور الفاعل للنقابات العمالية، مؤكداً على "أن الطبقة العاملة لا تُذكر إلا خلال فترة الانتخابات وذلك بهدف كسب أصواتها، بينما تبقى قضايا حماية حقوق العمال وتوفير الضمانات المستقبلية بعدها طي النسيان".
في المقدمة، ولكن!
وعلى الرغم من مصادقة مجلس النواب العراقي على عشرات الاتفاقيات الدولية، والتي تشمل ضمان العمل اللائق وحقوق العمال ومنع عمالة الأطفال، إلا أن العمال بمختلف القطاعات ما زالوا يعانون من ظروف صعبة، دفعت بالمنظمة لإصدار بيان أشارت فيه إلى أن العراق يواجه تحديات عديدة في سوق العمل بسبب الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية للبلاد.
ويرى مختصون قانونيون وجود تناقض بين حرص العراق على المصادقة على الاتفاقيات الدولية وعدم تطبيقها فعليًا. المحامي جعفر الطائي، قانوني ومهتم بالشأن العمالي، أوضح لـ "طريق الشعب" أن "العراق من الدول السباقة للانضمام إلى الاتفاقيات الدولية، إلا أنه يتحفظ على تطبيق الكثير منها بسبب معارضتها لمصالح جهات سياسية معينة".
وأشار إلى تقصير الجهات التشريعية في مواءمة التشريعات الدولية مع القوانين الداخلية وإمكانيات تطبيقها. وأضاف بأن "استمرار التهاون في تطبيق القوانين قد ينعكس سلبًا على صورة العراق أمام المجتمع الدولي".
وأوضح الطائي بأن العراق يقدم في قانون العمل رقم 37 لسنة 2015، حقوقًا ممتازة حسب العديد من معايير الاتفاقيات الدولية، لكن المشكلة تكمن فيما يواجهه القانون من تحديات عديدة أبرزها قلة كوادر التفتيش التابعة لوزارة العمل، وضعف دور النقابات العمالية، الأمر الذي انعكس بوجود تقصير في تنفيذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي الذي اعتبرته حكومة السوداني إنجازا لصالح الطبقة العاملة".
تعزيز دور القضاء
وأكد الطائي على أهمية تعزيز قدرات الجهات القضائية المعنية بقضايا العمال وتوسيع نشاطها في المحافظات كافة. كما دعا إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى لتطوير القطاعات الإنتاجية، التي يمكن أن تستوعب العمال بمختلف التخصصات، وتوفير بيئة عمل لائقة تضمن حقوقهم.
مصالح ضيقة
بدورها، طرحت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة، على العراق - الذي يعيش تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة - توصيات وأفكاراً تتعلق بالبرنامج الوطني للأشغال العامة بما يساهم في معالجة البطالة وتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
وقالت المنظمة التي تتخذ من سويسرا مقرا لها، في تقرير ورد عنها مؤخرا، بشأن تعزيز العمل اللائق في برامج الأشغال العامة في العراق، إن هذا البلد يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة ناجمة عن سنوات من الصراعات السياسية الضيقة والمصاعب الاقتصادية. وأضافت بأن تفشي البطالة، والاحتياجات الضرورية للبنية التحتية، والتفاوت الاجتماعي، تجعل من الضروري البحث عن حلول مبتكرة وفعالة من أجل تخطي هذه التحديات وخلق بيئة عمل عادلة لجميع المواطنين دون تمييز.
*************************************************
عمال محطات غسل السيارات تهديدات بالإغلاق في ظل غياب البدائل
بغداد - طريق الشعب
يعاني عمال محطات غسل السيارات من تدني الأجور وملاحقات أمانة بغداد التي تقوم بقطع المياه وإغلاق المحطات دون توفير بدائل تضمن استمرارية عملهم.
سيف حامد، عامل في إحدى المحطات (26 عامًا)، يوضح أنه يعمل في هذا المجال منذ عامين ويتقاضى 15 ألف دينار يوميًا مقابل 12 ساعة عمل. ويضيف في حديثه لـ "طريق الشعب" أن "معظم محطات غسل السيارات تضم ما لا يقل عن ثمانية عمال يعملون لساعات طويلة دون أي ضمانات اجتماعية أو قانونية".
وأشار إلى أن العديد من زملائه تعرضوا للطرد التعسفي من قبل أصحاب العمل، حيث إن "إمكانية الاستغناء عنهم في أي لحظة أمر وارد وشائع، خاصة مع توفر العديد من الشباب العاطلين المستعدين للعمل مقابل أجور زهيدة".
ويؤكد سيف أن العمل في هذا المجال لا يتطلب مهارات كبيرة، مما يجعله خيارًا متاحًا للكثير من الشباب ذوي المستوى التعليمي البسيط. وعن ملاحقات أمانة بغداد، يوضح أن العمال اعتادوا العمل تحت هذه الظروف، وأن أصحاب المحطات غالبًا ما يجدون طرقًا للتعامل مع تهديدات قطع المياه أو إغلاق المحطات.
وفيما يتعلق باستخدام المياه بطريقة غير قانونية، يضيف أن "أغلب المحطات غير مرخصة رسميًا، لكنها تعد مصدر رزق للعديد من الشباب العاطلين". ويحّمل سيف الجهات الحكومية مسؤولية ما يحدث، مشيرًا إلى أن إصدار قرارات الإغلاق دون توفير بدائل يعمّق من أزمة البطالة ويؤدي إلى فوضى في سوق العمل.
**********************************************
اتحاد نقابات عمال العراق يطلق حملة لدعم قانون التقاعد والضمان الاجتماعي
بغداد - طريق الشعب
أطلق اتحاد نقابات عمال العراق، يوم الأحد 24 تشرين الثاني 2024، حملة وطنية تهدف إلى تعزيز إنفاذ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي، وذلك من خلال تنظيم حملة توعوية ميدانية استهدفت عمال وعاملات معامل الطابوق في منطقة النهروان شرق بغداد.
وتركز الحملة على نشر ثقافة الضمان الاجتماعي والصحة والسلامة المهنية للعمال، إلى جانب التأكيد على أهمية شمول العمال بهذا القانون لضمان حقوقهم وتحسين ظروفهم المعيشية. وتأتي هذه الجهود بدعم من منظمة العمل الدولية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
وخلال اللقاءات الميدانية، ناقش فريق الاتحاد مع العمال وأصحاب العمل آراءهم حول القانون، فأشار أصحاب العمل إلى أن بعض العمال يفضلون راتب الرعاية الاجتماعية على الاشتراك في الضمان الاجتماعي، فيما أوضح الفريق بأن الضمان الاجتماعي يوفر حماية أكبر وشاملة للعمال.
كما سلطت الحملة الضوء على المخاطر التي تواجه العمال في معامل الطابوق، مثل التعرض للحروق والانبعاثات الملوثة، ونقص أدوات الصحة والسلامة المهنية الأساسية. وأكد المشاركون في الحملة على أهمية تحسين بيئة العمل وتوفير حماية صحية مستدامة.
وتهدف الحملة إلى تعزيز وعي العمال والمجتمع بأهمية الضمان الاجتماعي كركيزة أساسية لحماية حقوق العمال، والعمل على تحقيق بيئة عمل آمنة وصحية للجميع.
************************************************
شغيلتنا ومشكلة البطالة
حوراء فاروق
لقد أثبتت السياسات الاقتصادية التي طبقتها الأنظمة الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق، الأفشال العمد للقطاع العام، وعدم تأمين فرص التشغيل المنتج وضعف القدرة على المنافسة. كما أوهمت الموارد المالية الكبيرة للريع النفطي، هذه الحكومات، بأنها قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية، ومنعتها من إدراك العلاقة السببية بين تفاقم المشاكل الاجتماعية السياسية وبين فشل الخطط الاقتصادية. وقد ظهر هذا واضحاً حين اختفت موارد النفط، بسبب الحصار في التسعينيات، حيث غابت فرص العمل وتزايدت أعداد العاطلين.
وبعد سقوط النظام، والتبني اللفظي لسياسات اقتصادية مختلفة، بقي الحال كما كان، بل اشتد قسوةً، بسبب توقف قطاعات الإنتاج الرئيسية وخاصة الزراعة والصناعة التحويلية وضياع فرص التراكم الرأسمالي، التي يمكن أن تخلق فرصاً للعمل، مما أدى إلى زيادة معدلات البطالة إلى مستويات مخيفة، وصلت إلى 14 في المائة بشكل عام وإلى 33 في المائة بين الشباب وأكثر من 50 في المائة بين النساء.
لقد ساهمت السياسات المتبعة، والأزمات الاقتصادية المتتالية، في انحسار الكثير من النشاطات الانتاجية، فلا تتعدى اسهامات القطاع الزراعي في الناتج المحلي الاجمالي حاجز (4,8) في المائة بسبب إغراق السوق بالمنتجات المستوردة، وضعف الدعم الحكومي، وشح المياه. كما لا يساهم قطاع الصناعة التحويلية، بأكثر من 2 في المائة من الناتج المحلي الاجمالي، ولا يوفر فرص عمل سوى لأقل من (0,4) في المائة من عدد سكان العراق، فيما فقد ما يقارب 800 ألف عامل وظائفهم في القطاع الصناعي الخاص، بسبب عدم تلقيه اي دعم حكومي ملموس طوال السنوات الماضية، وجراء إغراق السوق بالسلع المستوردة التي تنافس إنتاجه وتقضي عليه.
كما يلعب تغيير أنماط الطلب على الأيدي العاملة في سوق العمل، دوراً مهماً في زيادة العاطلين، وذلك بسبب اختلال العلاقة بين الشروط المطلوبة في سوق العمل والمؤهلات المعروضة من مخرجات النظام التعليمي، لاسيما مع التخلف الكبير في التعليم وتحوله إلى وسيلة للربح العاجل للكثير من الطفيليين، وجراء تدني موازناته في الإنفاق العام.
وتشتد المشكلة تعقيداً، مع غياب سياسة علمية في القبول بالجامعات والمعاهد العالية، وعزوف الشباب عن التعليم المهني والتقني المتوسط، وسيادة أفكار نمطية حول التأهيل الدراسي والعلمي، وإعلاء شأن بعض المهن على غيرها اجتماعياً.
ويمثل تعطل النساء عن العمل، بسبب ضغوط وقيود اجتماعية وسيادة صورة نمطية متخلفة لدور المرأة في سوق العمل، إلى زيادة البطالة وإلى إهدار طاقات نصف المجتمع عن المشاركة في التنمية.
لقد بلغت الأمية مستويات خطيرة، وبات ملايين من العراقيين لا يقرأون ولا يكتبون، في عالم الثورة المعلوماتية والاقتصاد الرقمي، وهو سبب أخر لارتفاع معدلات البطالة.
وقبل التطرق إلى المعالجات، لابد من التأكيد على أن تكون هذه المعالجات ضمن حزمة متكاملة، وفي إطار إستراتيجية وطنية شاملة، تضمن الاعتراف بأن مشكلتي البطالة والفقر، لا يمكن حلهما بزيادة التشغيل في القطاع الحكومي ورفع معدلات الرواتب والمعاشات التقاعدية، بل بالنهوض بالقطاعات الإنتاجية الحكومية والخاصة والبحث عن الاستثمارات الأجنبية. كما يجب إجراء تعديل جدي في الأنظمة والتشريعات وتخليصها من الفوضى والمتناقضات، ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنميتها لكونها مشاريع كثيفة وتساهم فعلياً في امتصاص جزء كبير من البطالة، ومساهمة الدولة في تغطية بعض نفقات التشغيل (مثلاً جزء من رواتب العمال) على أن يرتبط ذلك بزيادة عدد العاملين تدريجياً وزيادة المنتجات وتحسين التصدير.
كما يجب العمل على تحديث القطاع التعليمي عبر ثورة متكاملة، على صعيد المناهج وإعداد المعلمين وطرق التدريس والمختبرات والدورات التدريبية وربط المناهج بسوق العمل، وقبول الطلبة في التعليم العالي والمهني على أساس حاجة سوق العمل، والتنسيق بين وزارتي العمل والتعليم، والمواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل وبما يؤدي لتنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
****************************************************
لحظة عمالية.. تشرين 1952 تحالف العمال والطلبة
لم يعد يختلف اثنان حول ما في العقل الجمعي والضمير الوطني لهذا الشعب، من جذوة كفاحية لا تخبو وينبوع عناد لا ينضب. فلم يكن يمضي على وثبة كانون المجيدة العام 1948 سوى سنوات حتى جاء رد فعل الناس على ما كانوا يتعرضون له من قمع وتجويع وغياب للحريات الأساسية، على يد أقلية حاكمة، تتزين بمساحيق ديمقراطية ودستورية فاسدة، فانفجرت انتفاضة تشرين الثاني 1952 والتي تمر هذه الأيام ذكراها الثانية والسبعون.
لقد سبق ذلك تكوين لجان نقابية في المعامل والتحشدات العمالية، والتي ألفت مجلسا مركزيا ومكتبا دائما لها، في خريف 1951، والذي انضمت اليه نقابات عمال السكائر وسواق السيارات وعمال المطابع والنجارة والخياطة والبناء.
وحين أغلقت السلطات الملكية المكتب، انتقل إلى العمل السري في أيلول 1952. وبدأت سلسلة اضرابات عمالية جريئة أبرزها في معمل السكائر وفي الموانئ والحبانية والنفط، والتي انطلقت منها شرارة الحراك الشعبي في آب من ذلك العام، ليمتد اللهيب إلى طلبة كلية الصيدلة الذين احتجوا على تغييرات تعسفية في نظامها، وترتفع سواعد التضامن من قبل طلبة باقي الكليات والمعاهد والمدارس، قبل أن يتكون السياج الجماهيري لحماية المنتفضين، مدفوعاً بالمشاعر الوطنية الهادفة إلى تحرير البلاد من الاستعمار من جهة، وبالإحساس بالعسف والتباين الطبقي الذي كان يسحق الأغلبية، ويولد لها الإرادة بالخلاص من الاستغلال من جهة اخرى.
ورغم القمع الدموي الذي سحقت به السلطة الانتفاضة فقد فشلت في قتل روح النضال في عقول شغيلتنا وفلاحينا وطلبتنا، تلك الروح التي تتجدد مع ذكرى تلك المآثر، مؤكدة على الحاجة لتنمية الوعي الوطني والطبقي لدى شغيلة اليد والفكر من أجل التغيير الشامل وبناء دولة مدنية ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية لعراقنا.
المحرر
**************************************************
العمال أخوة
سوكي عاملة منزل استقدمتها شركة وهمية باسم رونق الوجدان منذ عام ٢٠٢٢ من أوغندا، وكانت فيزتها حسب ما هو مثبت في دائرة الإقامة العراقية صالحة لمدة شهرين فقط، لكنها ماتزال متواجدة بشكل غير رسمي في بغداد.
قبل أسبوعين، قامت سيارة برمي العاملة أمام بوابة دائرة الإقامة العراقية في بغداد، وهي لا تحمل أية وثائق سوى نسخة مصورة من جواز سفرها. وحين علمنا في اتحاد نقابات عمال العراق بحالها، من خلال ما نشرته صفحات التواصل الاجتماعي، واتصال من الأخت الدكتورة هند بن عمار من الاتحاد العربي للنقابات، قام اتحادنا بتكليف الأخت كوريا بمتابعة الموضوع، فأجرت اتصالاً بمدير الترحيلات في دائرة الاقامة، والذي أبدى تفهمه للأمر وتعاونه معنا خدمة لسمعة العراق من أن تتلوث بجرائم تجار البشر المتمثلة باستقدام واستغلال العمالة الاجنبية، واحتراماً لحقوق الانسان. كما دعمت قناة الشرقية محاولاتنا لمساعدة الضحية بشكل تثمن عليه.
هذا وقد أثمرت جهود اتحادنا وتجاوب العقيد محمد الدجيلي عن اتخاذ السلطات المسؤولة إجراءات تكفل حماية العاملة سوكي وانتشالها من الشارع وتوفير ملجأ لها، حتى تُستكمل إجراءات إعادتها لوطنها الأم، علما بأن اتحادنا يواصل متابعة الأمر وضمان حياة وأمن العاملة، معربين عن شكرنا وامتنانا للأخوة في دائرة الإقامة/ قسم الترحيل على تفهمهم لعملنا وواجبنا النقابي بحماية العمال الأجانب حفاظا على سمعة العراق.
النقابية كوريا رياح
اتحاد نقابات عمال العراق
***********************************************************
الصفحة الثامنة
اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة العراق بين التوقيع والتطبيق
دكتورة سلمى السداوي
على الرغم من اعتماد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1979 سيداو (CEDAW) وهي معاهدة دولية تهدف إلى حماية حقوق المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين وبدأ العمل بها في 3 سبتمبر 1981 بعد ان وقع وصادق عليها أكثر من 189 دولة مع وجود بعض التحفظات والاعتراضات من قبل بعض الدول للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتشمل ٣٢ بندا والتي تهدف لتحقيق الاعتراف بالحقوق الكاملة للمرأة.
ومن الجدير بالذكر أن إحدى بنود هذه الاتفاقية وهي المادة الثامنة تضمن للمرأة فرصا متساوية لتمثيل حكوماتها على المستوى الدولي والتي تنص على:
1- تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين في التشريعات المحلية.
2- إلغاء جميع الأحكام التمييزية في القوانين.
3- سن تشريعات جديدة لحماية المرأة من التمييز.
4- إنشاء محاكم ومؤسسات لضمان الحماية الفعالة للمرأة.
5- اتخاذ خطوات للقضاء على التمييز الممارس من قبل الأفراد والمنظمات والمؤسسات.
ولكن بالرغم من كل الاتفاقيات الدولية الرامية لحقوق الانسان، الا أن جريمة العنف على أساس الجنس قائمة وصادمة على المستوى العالمي بشكل عام وعلى الدول ذات الأنظمة المتخلفة بشكل خاص. حيث لا يزل العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً في العالم. إن تقارير الأمم المتحدة وحقوق الانسان تفضي إلى ان ما يقارب واحدة من كل ثلاث نساء تعرضت للعنف الجسدي او الجنسي مرة واحدة على الأقل في حياتها. إن جرائم العنف لا تتوقف عند هذا الحد بل تتفاقم وتتسع ووصلت إلى جرائم القتل والتصفية الجسدية للنسوة. اذ تشير الإحصائيات العالمية في سنة 2023 إلى 51100 امرأة وقعت ضحية العنف القائم على النوع الاجتماعي، جرى قتلهن على يد الشريك أو أيّ من أعضاء عوائلهن بمعدل امرأة تقتل كل عشر دقائق.
لذا تم إطلاق مبادرة "اتحدوا" لإنهاء العنف ضد المرأة في عام 2008 تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة وهي جهد دؤوب لعدة سنوات للقضاء على العنف ضد النساء والأطفال في جميع أنحاء العالم والتي تقودها منظمات مختلفة وعلى رأسها منظمات المجتمع المدني حول العالم. وتستمر هذه الحملة 16 يوما ابتداء من يوم ٢٥ تشرين الثاني ولمدة 16 يوما وتنتهي في 10 كانون أول، والذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، لمواجهة الوباء العالمي للعنف ضد النساء والفتيات. وقد اختير يوم 25 تشرين الثاني لتخليد للذكرى السنوية لاغتيال الأخوات ميرابال، ثلاث ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان في عام 1960 على يد الدكتاتور رافائيل تروخيو.
يمثل العنف ضد النساء في العراق عاملا رئيسيا للتحديات التي تواجه النهوض وتحسين واقع المرأة وتمكينها. ومن أسبابه غياب الوعي والفهم المعمق بحقوق المرأة وانسانيتها، صناع القرار السياسي بخلفياتهم الأبوية المتخلفة الموروثة لمناهضة العنف ضد المرأة، الأعراف العشائرية وتغلغلها في المنظومة القانونية، ساهمت في ارتفاع مستويات العنف الجسدي والجنسي والسعي المستمر إلى السلب والقضاء على ما تبقى من حقوق المرأة القليلة.
ومن الجدير بالذكر ان العراق وقع وصادق على مجموعة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تلزمه بتنفيذها مثل:
- اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) بالقانون رقم 66 لسنة 1986 في 28 حزيران، وقد قدم تقريره الأول عام 1989، كما قدم تقريريه الدوريين الثاني والثالث في شهر آب/أغسطس عام 1998 ونوقشا في حزيران/يونيو من عام 2000.
- اتفاقية حقوق الطفل: صادق العراق على هذه الاتفاقية في حزيران/يونيو 1994.
- اتفاقية الحد الأدنى لسن العمل رقم 1973/138 لسنة 1985.
- اتفاقية القضاء على أسوأ أشكال عمل الاطفال رقم 1999/182 سنة 2001.
- اتفاقيات حقوق الإنسان العامة.
- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياس ي 1971.
- العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية 1971.
- اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية.
- بروتوكول منع وقمع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص وبخاصة النساء والأطفال سنة 2009.
ولكن رغم كل هذه الاتفاقيات التي وقع وصادق عليها العراق طواعيةً، هناك تحركاً مسعوراً يمثل مخالفة صريحةً لهذه الاتفاقيات بشكل عام وللدستور العراقي بشكل خاص. حيث أن (المادة (14) تنص على - العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي) وذلك بالسعي إلى ما يسمى بتعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي النافذ رقم 188 لسنة 1959. والذي يتعكز على المادة (41) من الدستور العراقي وهي مادة خلافية لا يُمكن تشريع أي قانون بناء عليها يخالف الدستور العراقي. هذه التعديلات تهدد الحقوق والحريات الأساسية للمواطنين العراقيين، خاصة النساء والأطفال، وتتنافى مع المعايير الوطنية والدولية لحقوق الإنسان.
المخاوف الرئيسية من هذا التعديل
زواج الأطفال: الاقتراح بخفض سن الزواج القانوني إلى 9 سنوات يقوض قوانين حماية الأطفال والالتزامات الدولية، بما في ذلك اتفاقية حقوق الطفل (1990). هذا التغيير يعرض الفتيات الصغيرات للاستغلال والإساءة، ويضر بصحتهن الجسدية والنفسية إلى جانب حرمانهن من التعليم.
التراجع في حقوق المرأة: السماح بتطبيق التشريعات الدينية في مسائل الأحوال الشخصية قد يؤدي إلى ممارسات تمييزية في الزواج والطلاق والميراث، مما يقوض التقدم المحرز نحو تحقيق المساواة بين الجنسين.
حرمان الأم من حقوق الحضانة: التعديلات المقترحة تحرم الأم من حقها في حضانة أطفالها، وهو حق تدعمه الاتفاقيات الدولية والتعاليم الدينية، مما يقوض دورها المهم في التربية.
حقوق الميراث: تقترح التعديلات حرمان النساء من نصيبهن العادل في الميراث، مما ينتهك مبادئ العدالة والمساواة.
التقسيمات الطائفية: السماح للطوائف والمذاهب الدينية المختلفة بتطبيق قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بها مما يعرض العائلة للخطر ويعمل على تعميق الانقسامات الطائفية في المجتمع العراقي وتغييب النظام القانوني، مما يهدد الوحدة الوطنية والمساواة أمام القانون.
المماطلة في تشريع قانون مناهضة العنف الأسري، بالرغم من حملات منظمات المجتمع المدني والداعية لتشريع هذا القانون ولعدة سنوات، حيث لايزال العنف الأسري يشكل خطرا كبيرا يواجه النساء والفتيات في العراق في ظل المادة ٤١ /أ من قانون العقوبات رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩، التي منحت حق تأديب الزوجة والأولاد.
وبمناسبة يوم 25 تشرين الثاني اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد النساء، نطالب البرلمان العراقي برفض هذه التعديلات لقانون الأحوال الشخصية العراقي النافذ رقم 188 لسنة 1959، حيث تشكل تهديدًا خطيرًا لحقوق النساء والأطفال وتقوض مبادئ العدالة والمساواة. وندعو جميع القادة السياسيين والمثقفين من أبناء شعبنا نساء ورجال والمؤسسات الدينية من كافة الطوائف والمذاهب إلى الاتحاد في معارضة هذه التعديلات والدفاع بكل قوانا لحماية حقوق الإنسان الأساسية.
********************************************
الأكاديميات العراقيات إلى أين؟
د. رشا محمد الحمداني
أتمنى لو أن تعييني كان في مكان آخر.. عبارة ترد كثيرًا على لسان الأكاديميات العراقيات حتى تحولت إلى نسق شائع وسياق متّبع! تعبيرًا عن الضغوطات، والإسقاطات، التي لانهاية لها، نتيجة الثقافة الذكورية في المجتمع، ونظرته الفحولية إلى المرأة، كأنها فريسة وموضوع شيق بأفواه الآخرين.. سأعرض، هنا مثالا حيا يحدث في الجامعات العراقية بصورة عامة طبعا، ومن المعيب أن أرويه، ونحن في القرن الحادي والعشرين!!، وهو أن أغلب الأكاديميات بفعل عملهن مع زملائهن في القسم أو الجامعة بصورة كلّية، إن وقفت مع أحد زملائها ليتحدثوا في موضوع ما، فإنها سرعان ما تشعر المرأة حينها وكأنها مرتدية (space Mask) من رهبة النظرات تجاهها! إنها تجرأت على (الأًصول) وأحلّت شرعية نقدها، إذ كان عليها إلّا تعرض نفسها لـلغيبة، وهي (حُرْمة) ويجب ألّا تنسى أنها بشوارب الخيرين!! لذا سرعان ما تأتيها النصائح، بأن فلانًا شخص غير مهذب، ولديه سوابق غير أخلاقية، واحذري من التواصل معه، ولكنها مدركة تمامًا بأن العمل الذي بينهما يخص بحثا أو مقالا أو موضوعًا يخص أحد الطلبة، وما إلى ذلك من الموضوعات المشروعة الطبيعية بين جنس البشر ( الأكاديميين) وزملاء العمل ( المثقفين )، والدهشة هنا أن الناصح هو نفسه الصديق داخل الحرم الجامعي للمنصوح منه !
حقًا بات الفضاء الجامعي غريبًا جدا، فهو يضع المرأة في موضع الفريسة، حتى تضطر بعض النساء إلى عدم الاهتمام بأناقتها وأتكيتها بسبب النظرات القاسية من الأغلبية؛ والمخزي هنا نحن في حرم جامعي!! لنتذكر – جيّدًا- كيف أن مؤسسة دينية ليست حكومية ولا ارتباط لها في الجامعات، قد قدّمت هدايا تكريمية للطالبات والتدريسيات اللواتي يرتدين النقاب والعباءة الإسلامية الشعبية السوداء! كل هذا في الجامعة التي يتخرج فيها (العقل).. والسخرية تكمن حين تضطر بعض النسوة إلى الإعلان بأنها مخطوبة أو متزوجة لتتخلص من الازعاج والتطفل الصباحي والمسائي؛ والأمر الأهم أن دخول المرأة إلى المجال الأكاديمي لم يكن سهلا، إذ واجهت وتواجه العديد من التحديات، خاصة في مجتمع ذي طابع ذكوري، يُرقّع ديمقراطيته ومدنيته بشق الأنفس كي يعكس صورة إيجابية عن دولته، وما قانون ( الكوتة ) بتمثيل المرأة في البرلمان العراقي إلا واحد من تلك القوانين الترقيعية الزائفة، حيث ليس لـ ( الحرمة ) حلال سياسي ولا إداري، ومن هنا انعكس هذا النسق الترقيعي في الجامعات والكليات، فعلى الرغم من ( كثرة ) الأكاديميات وتوازن ( عددهن ) إلّا أنه لا شأن لهن في صياغة القرار الجامعي أو الاستشارة العلمية، إلا ما ندر طبعا.
لا شك في أن الواقع السلبي، نوعًا ما، للأكاديمية العراقية الجديدة لا تتحمل الجامعة وحدها وزره ووزر من عمل به؛ وإنما يتعلق الأمر بطبيعة المجتمع وفضائه الثقافي العام وبنية العقل العربي والديني، ومن ثم فهي رواسب مجتمعية متراكمة.. فالأكاديمية مهما علا شأنها ورفعت مكانتها العلمية، فهي في نهاية المطاف (زوجة) ومن الصعوبة أن توازن بين العمل الأكاديمي والعمل الأسري، فمع كل محاضرة تقدمها ينتظرها زوج تقدم له (الطاعة) ومع كل بحث تكتبه مواد تطبخها.. يجب عليها أن توازن بين وظائفها المتعددة: الزوجة، الأم، المربية، الأكاديمية وإياها إن قصرت في وظيفة من وظائفها! ولكن هل تنطبق هذه النظرة النسقية على العلاقة الزوجية المبنية على الاحترام والتكافؤ والحب والتوافق والانسجام ؟ إن المرأة الأكاديمية التي حالفها الحظ بعلاقة زوجية مبنية على الاحترام والتناغم العقلي والسيكولوجي ستكون قادرة على التوازن بين أعمالها الأسرية والأكاديمية وكأن طبيعتها البايولوجية مؤهلة لأداء أكثر من وظيفة في آن واحد، فجسدها الذي يتمدد ويتقلص استجابة للحمل هو في نفس الكائن القادر على التمدد والتقلص استجابة للظرفية المحددة والمتغيرة. إنها ألوان مختلفة ترسم صور واحدة اسمها (الحياة).
وعلى الرغم من كفاءتها - في مجال عملها الوظيفي- لكنها تواجه صعوبة في الحصول على مناصب قيادية كما هي الحال بأغلب جامعاتنا ومؤسساتها فالقيادة ذكورية، يجب أن تكون ذكورية؛ عيب على الرجل أن تقوده ( المرأة ) فثلما لا يحق لها أن تكون إمام صلاة كذلك لا يحق لها أن تكون إمام قرار! ؛ أعتقد أن وجود المرأة في المجال الأكاديمي ضرورة ثقافية مُلحّة، ولابد من دعمها وتمكينها لتكون قادرة على تحقيق إنجازاتها، ليس فقط لأنها تستحق الفرص المتساوية، ولكن لأن المجتمع بأكمله سيستفيد من مساهماتها العلمية والفكرية وبالتالي هي نصف المجتمع وجزء لا يتجزأ منه بكل المجالات: الأكاديمية والاجتماعية والأسرية. ولا ننسى المهندسة المعمارية ( زها حديد ) عندما تحدثت عن فرصتها في العراق بنبرة تعكس الألم والإحباط في العديد من مقابلاتها التلفزيونية والصحفية؛ حيث أشارت إلى أن العراق لم يمنحها الفرصة لتصميم أو تنفيذ مشاريع هناك رغم أنها كانت دائمة فخورة بجذورها العراقية ورغبتها في الإسهام في إعادة بناء وطنها!! لأنها (الدجاجة التي صاحت صياح الديك) ولابد من ذبحها!
**************************************************
العراق وقمة المناخ COP29: سوء التخطيط وضبابية العمل
د. محمد حطاب
لطالما كانت دول العالم النامية تؤكد عبارة مفادها (نحن أمام واقع جديد قد فُرض علينا ويجب علينا مواجهته)، وهذا من أهم المحاور التي قامت عليها اتفاقيات المناخ التي جعلت من الدول الغنية، والرأسمالية تحديداً تتحمل مسؤوليتها أمام هذا التحدي الأكبر في عصرنا، باعتبارهما هما السبب الرئيس في انبعاثات الكاربون ووصوله إلى مديات كبيرة نتيجة للاقتصاد الصناعي الذي تتبناه الرؤية الرأسمالية اليوم.
لكن هل هذا الكلام ينطبق على العراق بأن يكون هو ضحية لهذه التغيرات ولواقع قد فُرض عليه؟ أم أن هناك إهمالاً واضحاً قد أطاح بكل شيئ بدءًا من ثمانينيات القرن الماضي بسياسات مائية قادها النظام البعثي، وصولاً إلى الفوضى والتخبط اللذين كانا السمة البارزة للنظام الجديد بعد عام2003؟ يبدو للوهلة الأولى أن العراق قد اختار طريقاً خاصاً به عند الخوض بهذه الجدلية ما أن تتأمل الموضوع.
فالعراق اليوم تحت طائلة ما يسمى الاقتصاد الأحفوري لاعتماده بشكل رئيس على النفط وكميات الغاز المحترق، والانبعاثات وصلت لمدى لا يمكن تصوره، ونحن نلاحظ بشكل جليّ كيف تجتاح سحب الكبريت بغداد كل فترة وأخرى، ولا نعرف مصدرها الحقيقي، فكل التصريحات التي خرجت من المسؤولين والمختصّين كانت تتكلم عن معامل غير مرخصة تحيط بالمدينة (وقد قادت حملة لغلقها) لكن لا يوجد تحسن ملحوظ، يبدو أن الموضوع أكبر من هذا السبب، وهذه المعالجات التي تصرّ الحكومة على تسييرها اتجاه الإعلام كونها مسؤولة وقادرة على حماية البيئة.
هل العراق مؤمن أن عمليات تغير المناخ سببها الانبعاثات الصادرة عن الوقود الأحفوري فقط؟ أم أن هناك عوامل أخرى رافقت هذا التغير الإقليمي على مستوى المناخ؟؟ إذا كان يعتقد أن الوقود الاحفوري هو السبب الرئيس فكيف له أن يستمر باعتماده الريع الوحيد والعصب الرئيس للاقتصاد في هذا البلد؟! وإذا كانت لديه قناعة أن هناك عوامل أخرى قد تسببت بهذا التلوث عليه أن يوضح لنا ما هي وكيف سيعالجها.
بالحقيقة نحن أمام تخبط غير مفهوم، فلاحظ يا صديقي القارئ أنه قد أعلن عن انطلاق قمة المناخ cop29 في باكو بتاريخ 12/11/2024 وقد ذهب وفد العراق بقيادة رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية والصحة، ورئيس لجنة الزراعة في البرلمان، مع لفيف من المستشارين. الغريب بالموضوع أن العراق يُعدّ من أكثر بلدان العالم تأثراً بعمليات تغير المناخ، والمفروض أن يأخذ دوراً هاماً ورئيسياً في عملية المفاوضات التي تجريها الدول "الغنية" مع البلدان المتأثرة بالمناخ ذات الاقتصاد الضعيف، تفاجأنا بعودة الوفد بعد ثلاثة أيام فقط 15/11 بينما القمة مستمرة لغاية 22/11، وصرّح وقتها رئيس الجمهورية (قضايا المناخ والبيئة يجب أن تكون درساً إلزامياً في مراحل التعليم كافة) هل هذا ما توصل اليه وفدنا في أكبر مؤتمر للمناخ في العالم؟ ولم العودة المبكرة؟ بصراحة لا يُفهم هذا التصرف الا بطريقة واحدة وهي أن العراق لا يعير أهمية حقيقية لتغيرات المناخ التي تعصف بالبلد وأن مشاركاته لا تتعدى مجاملات ودور دبلوماسي لتلميع صورة النظام السياسي أمام المجتمع العالمي.
وأخيراً جاءت الأخبار من هور "الحويزة" في ميسان عن تراخيص جديدة لتنقيبات فيما يسمى (حقل الحويزة النفطي) بطريقة لا تعير أي أهمية لما يحصل هناك من عمليات الجفاف والتصحّر وهجرة الناس بحثاً عن المياه، إضافة لكارثة انعدام التنوع الاحيائي الهائل الذي أصبح فجأة عبارة عن صحراء مترامية الأطراف. وقد لوحظ وجود تعتيم إعلامي هائل من سنة تقريباً عن الموضوع حتى لا يتضارب مع الوعود التي تطلقها الحكومة في مؤتمرات المناخ، هل هذا هو تخطيط لبلد يريد فعلاً أن يعالج مشاكل تغير المناخ؟
يبدو أن العراق قد اتخذ طريقه الخاص لا بطريقة مفروضة عليه، هو من يتحرك من أجل توفير دعم اقتصادي جديد عن طريق توسيع حقول النفط، غير آبه للنتائج المترتبة عليه في المستقبل، وليس هناك رؤية للتنمية قادرة على التفكير في الأجيال القادمة. فبعد عقدين أو أكثر لا نستبعد أن يجد الجيل الجديد نفسه أمام كارثة بيئية لا ذنب له بها غير أنه يوماً ما قد حكمه الاشخاص الذين فضلوا حاضرهم على مستقبلهم وجعلوا الجميع ضحية.
******************************************************
الصفحة التاسعة
القوة الجوية يجدد الفوز على التين اسير التركمانستاني
متابعة ـ طريق الشعب
فاز فريق القوة الجوية على مضيفه التين اسير التركمانستاني، أمس الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الخامسة للمجموعة الثانية في دوري أبطال آسيا2. وجرت المباراة على ملعب كوبيداغ بعشق آباد الذي يستوعب 20 ألف متفرج، وانتهت لصالح القوة الجوية بنتيجة 2-0. وجاء هدف القوة الجوية الأول في الدقيقة السابعة بنيران صديقة من خطأ لاعب التين اسير، أحمد أتايف. وأضاف هيران آزاد هدفاً ثانياً للقوة الجوية في الدقيقة 30. وبذلك يكون القوة الجوية قد رفع رصيده الى تسع نقاط مستقرا على مركزه الثالث. يشار الى ان الفريقين الحاصلين على المركزين الأول والثاني في كل مجموعة من المجموعات الثماني سيتأهلان إلى الدور الـ 16. وكان نادي القوة الجوية قد فاز على الفريق التركمانستاني 2-1 في مباراته الأولى التي أقيمت على ملعب المدينة الدولي في بغداد، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية في دوري أبطال آسيا2، للموسم 2024-2025.
******************************************************
كاساس: نسير بخطى واثقة نحو حلم التأهل لكأس العالم
متابعة ـ طريق الشعب
يعمل المنتخب العراقي بقيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس على تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في التأهل إلى كأس العالم لأول مرة منذ 40 عامًا.
وحقق العراق نتائج مشجعة في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026. فبعد تعادل سلبي مع الأردن في البصرة، حقق "أسود الرافدين" فوزًا ثمينًا خارج الديار على عمان بهدف دون رد، ليتقدم إلى المركز الثاني في المجموعة الثانية. هذا المركز يضمن للعراق التأهل المباشر إلى المونديال، ما يزيد من آمال الجماهير بتحقيق الحلم.
في حديث خاص لموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أوضح كاساس أن تجربته منذ توليه تدريب العراق في تشرين الثاني 2022 كانت إيجابية، قائلاً: "الاستمرار لعامين في هذا المنصب يعد إنجازًا في ظل التحديات. لقد بدأنا بفوزنا بكأس الخليج في يناير 2023، مما عزز من مكانة الفريق وأتاح لنا العمل بثقة."
وأشار كاساس إلى أن الهدف الأساسي للفريق هو التأهل إلى كأس العالم، مضيفًا: "نحن ندخل كل مباراة بتركيز كبير. الحصول على ست نقاط في المباريات المقبلة في مارس سيكون حاسمًا لضمان موقف قوي قبل الجولات الأخيرة."
ينتظر المنتخب العراقي مواجهات حاسمة في أذار 2025 ضمن التصفيات. ويؤكد كاساس أن الفريق يجب أن يواصل العمل بتركيز لتحقيق نتائج إيجابية، مشيرًا إلى أن المنافسة ستظل مفتوحة حتى الجولة الأخيرة: "مباراة الأردن خارج أرضنا قد تكون حاسمة، ولكننا نسعى لضمان التأهل قبل ذلك."
أثنى كاساس على دعم الجماهير العراقية، قائلاً: "الجماهير هنا عاشقة لكرة القدم بجنون، وتشجيعها يخلق أجواءً استثنائية. نشعر بالتفوق حتى قبل بداية المباراة بسبب هذا الدعم."
يضم المنتخب العراقي مجموعة من المواهب الواعدة التي يرى كاساس أنها تمثل مستقبل كرة القدم في البلاد، مثل زيدان إقبال، الذي أشاد المدرب بموهبته الهجومية، مشيرًا إلى الحاجة لتطوير مهاراته الدفاعية ليصبح لاعبًا شاملًا.
ختم كاساس حديثه قائلاً: "التأهل إلى كأس العالم سيكون إنجازًا تاريخيًا للعراق. هذا الهدف هو الدافع الأكبر لي وللاعبين، ونؤمن أن العمل الجاد والالتزام سيحقق هذا الحلم الذي انتظره العراقيون طويلاً".
*********************************************
حيدر يعزز سلة الحشد ومحترف امريكي قريب من التوقيع
متابعة ـ طريق الشعب
أعلن مدرب نادي الحشد لكرة السلة، علي فرحان، عن إتمام التعاقد مع النجم اللبناني علي حيدر، الذي يعد أحد أبرز لاعبي آسيا.
وقال فرحان إن" اللاعب سيشكل إضافة كبيرة للفريق بفضل إمكانياته العالية وخبراته الكبيرة، مؤكداً أن حيدر يتميز بقدرات استثنائية في مركزه، مما يجعله دعامة أساسية لتشكيلة الفريق".
وأضاف المدرب أن " النادي قريب من التوقيع مع لاعب أمريكي محترف بمواصفات تم اختيارها بعناية لتلبية احتياجات الفريق، من دون الكشف عن اسم اللاعب أو تفاصيل إضافية"، مشيراً إلى أن المفاوضات وصلت إلى مراحلها النهائية، ومن المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي خلال يوم أو يومين".
في حديثه عن أهداف الفريق، أكد فرحان أن" نادي الحشد يسعى ليكون ضمن الفرق المنافسة في الدوري، رغم عدم وجود لاعبين دوليين ضمن تشكيلته مقارنة بفرق أخرى تمتلك لاعبين من منتخبات وطنية"، مشدداً على أن "الفريق يعمل كمنظومة متكاملة بدعم غير محدود من إدارة النادي، مما يرفع سقف الطموحات لتحقيق نتائج مميزة في الفترة القادمة".
**************************************************
التحقيق مع الحكم ديفيد كوت بسبب المراهنات
لندن ـ وكالات
يحقق الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم مع الحكم ديفيد كوت، بزعم إشهاره بطاقة صفراء للاعب من أجل أن يستفيد أحد أصدقائه ماليا من المراهنات.
ووفقا لصحيفة (ذا صن)، ففي عام 2019 أشهر كوت البطاقة الصفراء في وجه إزجان أليوسكي، لاعب فريق ليدز يونايتد، ومن ثم أرسل رسالة إلى صديق له أخبره فيها "أتمنى أن تكون وضعته كما تحدثنا".
ويأتي هذا التحقيق الجديد بعدما أصبح الحكم الإنكليزي وسط الإعصار بسبب إهانته للمدرب الألماني يورغن كلوب ونادي ليفربول وأيضا بعد زعم تناوله للكوكايين خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية. وتم إيقاف كوت، الذي كان ضمن النخبة في كرة القدم الإنكليزية لأكثر من خمس سنوات، من قبل الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" ولم يدر أي مباراة منذ عدة أشهر. وصرح متحدث باسم لجنة الحكام بالدوري الإنكليزي "بريميرليغ" لشبكة قنوات (سكاي سبورتس) بأنه يجب تفسير هذه الوقائع لأنها اتهامات خطيرة للغاية.
************************************************
مسلسل قصير عن حياة سائق الفورمولا الراحل سينا
برازيليا ـ وكالات
أطلقت منصة (نتفليكس) العرض الأول لمسلسلها القصير الذي يدور حول سائق سيارات السباق البرازيلي آيرتون سينا، والذي تهدف المنصة من خلاله إلى إضفاء لمسة إنسانية على قصة حياة نجم سباقات الفورمولا1 المتوج بلقب البطولة 3 مرات وأيضا لإشباع شوق الجمهور البرازيلي لإعادة إحياء ذكريات بطلهم الوطني بعد مرور 30 عاما على وفاته.
وتبدأ الحلقة الأولى من المسلسل المُكون من ست حلقات، والتي تم عرضها في العرض الأول، من النهاية، وهو السباق المشؤوم بمدينة إيمولا (إيطاليا) حيث فقد سينا حياته عن عمر يناهز 34 عاما إثر حادث مروع، ما صدم البرازيليين الذين تجمعوا في حانة في ذلك اليوم الموافق الأول من مايو/آيار عام 1994 لمشاهدة أيقونتهم.
وبعد هذه اللحظة، تعود الأحداث سريعا إلى البدايات، إلى الطفل الذي يقود سيارته الكارتينج لأول مرة، والشاب الذي يَعِد والده -قبل مغادرته إلى أوروبا لتحقيق حلمه- بوعد مستحيل وهو العودة إلى البرازيل والجلوس خلف مكتب.
ويجسد الممثل البرازيلي غابرييل ليون، الذي سبق أن جسد دور السائق ألفونسو دي بورتاجو في فيلم "فيراري"، شخصية سينا كما أنه يلائمه بشكل كبير ويتناسب تماما مع شخصية البطل البرازيلي.
ويعد هذا الإنتاج أكبر إنتاج برازيلي على منصة (نتفليكس)، إذ قام فريق مكون من 123 شخصا بإعادة بناء الأشياء المهمة في حياة سينا مثل سيارته الكارتينج الأولى، وصنع 22 نسخة طبق الأصل من سياراته. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية، أشاد مخرج هذا العمل، فيسينتي أموريم، بكفاح سائق سيارات السباق في "التغلب على نظام لم يكن يرغب في وصول شخص من أمريكا اللاتينية للمكانة التي قد وصل إليها بالفعل".
*****************************************
وقفة رياضية.. الاتحادات الرياضية بين النجاح والفشل
منعم جابر
هل يتساوى المجتهد والكسلان وهل يصح ان نتغاضى عن الفاشلين ونجاملهم على حساب العاملين والمجتهدين والمضحين. أين القيادة الرياضية التي تقيّم العمل الرياضي الكفوء وتعطي للمجتهد حقه وتقيمه بينما تحاسب المهمل والكسول والفاشل، إن الواقع الرياضي لم يشهد خلال أكثر من عشرين عاماً على التغيير مشهداً لمحاسبة أي شخصية رياضية مقصرة او مؤسسة رياضية فاشلة. لقد حضرت قيادات رياضية متعددة لكنها لم تؤد دورها في الحساب وغضت الطرف عن الواقع الرياضي وما جرى وما يجري فيه. لقد صرفت المليارات لكنها لم تحقق لنا انتصاراً واحداً في الأولمبياد او بطولات العالم، وكما يقولون: (من آمن العقاب ساء الادب). لماذا لم تجر أي محاسبة لأي مسؤول رياضي خلال أكثر من عشرين سنة. هل أن العاملين في القطاع الرياضي (انبياء)، يبدو لي أن كل العاملين في الرياضة يحملون توصية من كبار المسؤولين بأن الواجب يتطلب حمايتهم والتعاون معهم وغض الطرف عنهم هل هذا صحيح؟ اذاً فلماذا لم تجر محاسبة الفاشلين والذين أخفقوا وفشلوا في الميدان، ومن خلال تقييمنا لأداء قادة الأندية والاتحادات الرياضية العاملين في الساحة الرياضية نجد ان هناك أنواعا من هذه القيادات حيث النوع غير الكفوء والذي وصل إلى موقعه هذا من خلال العلاقات وانتمائه الطائفي والحزبي وهذا النوع يتسبب بإفشال برامج العمل والاخفاق في قيادة الاتحاد إذا كان قائداً اتحادياً او الفشل في قيادة النادي الرياضي. اما النوع الثاني فهو القائد الرياضي الفاسد الذي تقدم الصفوف وفق قدراته المالية وقابلياته في صناعة الفساد والإفساد وإدارة مؤسسة (الاتحاد او النادي الرياضي) بطرق شاذة وغير طبيعية، أما النوع الثالث من قادة المؤسسات الرياضية فانهم تسلقوا لقيادة المؤسسات الرياضية من خلال كفاتهم واقتدارهم وأدوارهم الرياضية وامكانياتهم إلا أنهم يشكلون القلة القليلة من العاملين في المؤسسات الرياضية، وهؤلاء يتعرضون إلى مضايقات وظروف قاسية كبيرة من الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الرياضة. ولهذا نجد أن المؤسسات الرياضية العاملة في القطاع الرياضي بدأت متراجعة وفاشلة في أدائها ونتائجها ودورها في الواقع الرياضي. لذا أطالب بإخضاع المؤسسات الرياضية العاملة في الساحة الرياضية للمراقبة والتقييم السنوي واعتماد سياسة (إعادة الثقة) بهيئاتها الإدارية سنوياً وتجديد الثقة بمن تجاوز الثقة نسبة 60 بالمائة من الهيئة العامة، أما من لم يتجاوز هذه النسبة فعليه ان يغادر الميدان، هكذا هو العمل المناسب والصحيح. عند ذاك نجد أن العمل في المؤسسات الرياضية يشكل علامة بارزة ونقطة تحول في مسيرة العمل الرياضي اما السكوت عن العيوب والنواقص فانه سيكرس الأخطاء والعيوب والنواقص في تلك المؤسسة او ذاك النادي الرياضي. وهنا أناشد اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بأن تضع في سياستها ومنهجها المقارنة السنوية وفي كل الاتحادات والأندية الرياضية في العطاء والنتائج وهذا مبدأ عملي أما من يحاول أن يغطي العيوب والنواقص فانه يدفع باتجاه تكريس الأخطاء والعيوب في المؤسسات الرياضية، والعمل الرياضي معروف بأنه أرقام قياسية بالزمن والمسافة والأعلى، وان قيادة الأولمبية إن تواصلت في سكوتها فهي شريكة في الفشل والاخفاق وأن واقعنا الرياضي يتطلب مساهمة كل الاخيار والطيبين في رفع شأن الرياضة والألعاب. اما الفاسدون والمتلاعبون بالمال العام فأتمنى منهم أن يغادروا الميدان او ان تعمل هيئاتهم العامة لإزاحتهم وإبعادهم عنها حفاظاً على سمو الرياضة ونهوضها وتقدمها، وكلامي هذا يشمل كل المؤسسات الرياضية اولمبية واتحادات واندية رياضية.
*****************************************************
الصفحة العاشرة
تيتيو لوكوك: كتابة تاريخ النساء المغيّب
بروين حبيب
هناك سؤال يعاودني بين الفترة والأخرى كلما اصطدمت بحالة تمييز جندري يتكئ على النصوص الدينية: ماذا لو فسّرت المرأة القرآن؟ ولا أقصد تفسيرا بروح ذكورية تقليدية مثل ما فعلت بنت الشاطئ، بل من منطلقات نسوية غير متأثرة بتأويلات المفسرين الرجال وقراءتهم للنص القرآني، مثلما فعلت الباحثة التونسية ألفة يوسف مثلا في كتابها «حيرة مسلمة» بغض النظر عن النتائج التي وصلت إليها، كيف كانت المرأة ستفسر آيات التعدد والميراث والقوامة؟ ولست أتحدث عن النسويات اللواتي ينسفن التفسيرات الحالية للقرآن والحديث مثل، نوال السعداوي أو فاطمة المرنيسي، بل أقصد باحثات تخصصن في الثقافة الإسلامية، ويفسرن القرآن بالآليات نفسها، مع فارق واحد هو النظر إلى الآيات المتعلقة بالنساء وهن متحررات من قالب ذكوري يصعب كسره.
عاد إلى ذهني بقوة هذا السؤال وأنا أقرأ كتاب الفرنسية تيتيو لوكوك «المنسيات العظيمات… لماذا غيّب التاريخ النساء؟» الصادر هذه السنة عن دار صفحة 7 بترجمة المنتصر الحملي، وقد أحدث الكتاب عند صدوره بلغته الأم قبل ثلاث سنوات ضجة كبيرة وتصدر قائمة أكثر الكتب مبيعا لأشهر طويلة، حيث بيعت منه مئة ألف نسخة في أشهره الأولى.
يصلح أن يلخّص الكتاب في الجملة الشهيرة «التاريخ يكتبه المنتصرون» وهو محاولة من المؤلفة لقلب رؤية التاريخ، عند النظر إليه من زاوية الجنس الأنثوي، وقد كتبتْ مقدمته المؤرخة والأكاديمية ميشال بيرو واحدة من أشهر المناضلات النسويات الفرنسيات، وجاء في مقدمتها «تيتو ليكوك امرأة حرة وملتزمة، وذات عقلية نهمة وفضولية، وكاتبة راسخة، تقدم لنا سردا رائعا وصادقا»، ولم تجانب المؤرخة الصواب فالمؤلفة التي كانت شرارة البدء في كتابها من فيلم وثائقي عن نساء انتفضن سنة 1966 في مصنع للأسلحة الحربية في بلجيكا، على ظروف عملهن الصعبة وكل مطلبهن كان تطبيق المادة 119 من معاهدة روما، التي تنص على المساواة في الأجر بين الرجال والنساء. هذا الوثائقي أيقظ لدى المؤلفة ذكريات دراستها عندما كانت تقرأ كتب التاريخ المقررة في المدارس الفرنسية، فلا تجد ذكرا لامرأة مشهورة سوى أسطر قليلة، مقابل صفحات طويلة عن الرجال الأبطال. فلم تقتنع أن ذلك كان سهوا، بل وجدته عملا متعمدا لا يكتفي بنسيان النساء، بل يذهب إلى حدّ محوهن. ولم تقتصر تيتيو ليكوك على إعادة بعث شهيرات النساء، وإن كان الظلم قد نالهن أيضا، باختصار أدوارهن وتقزيمها، بل نبشت أسماء لنساء عاديات كنّ على هامش التاريخ من خلال تفصيل مهمل أو «خبر صغير أو قضية قانونية أو رسالة عُثر عليها أو صورة أو قصة».
وترى المؤلفة أن تاريخ المرأة لم يكن يوما خطيا يأخذ منحى تصاعديا، بل هو أشبه بالجبال الروسية في صعوده ونزوله، ووصلت من خلال أدلة أنثروبولوجية وأركيولوجية، إلى أن العصر الحجري القديم تميز بشكل أكبر في المساواة من العصور التي تسمَّت بالنهضة أو التنوير، بل إن الشعوب التي كانت تعتبر همجية، هي أكثر الشعوب مساواة بين النساء والرجال، وللمفارقة كان وضع المرأة سيئا عند الشعوب ذات الثقافة العظيمة، المتمثلة في الحضارتين اليونانية واللاتينية، فقد كانت النساء محرومات من معظم الحقوق.
وتحفر الكاتبة عميقا في التاريخ مستعينة أساسا بكتب لمؤرخات نساء لتصل إلى نتيجة قاسية مفادها «أن أولئك اللائي عملن وحكمن في الماضي وقُدن وأبدعن، قد تم تغييبهن من التاريخ. وقيل لنا إنه إذا لم تظهر النساء في التاريخ، فذلك يعود إلى أنهن كن جد مشغولات مع الأطفال والأعمال المنزلية وإعداد حساء البطاطس». وتدحض الكاتبة هذه الأباطيل التي كادت تصبح مسلَّمات بأمثلة تتجاهلها الكتب المدرسية، لأن مؤلفيها رجال ببساطة، فتخبرنا عن أن أول نص مكتوب معروف للبشرية كتبته امرأة وهي أنخيدوانا ابنة سرغون الأكادي في بلاد ما بين النهرين، زمن الإمبراطورية الأكادية قبل ثلاثة وأربعين قرنا، وأن فرنسا التي لم تسمح للمرأة بحق التصويت إلا سنة 1944، حكمتها الملكة برونهاوت أربعين سنة في القرن السابع الميلادي، وقامت بإصلاحات تعد الآن معاصرة جدا مثل، جعل العدالة من اختصاص الدولة والمساواة بين الأعراق المختلفة ومنع الزواج القسري من المرأة، كما حاولت إنشاء نوع من الشرطة، بل إن العصور الوسطى التي وصفت بالعصور المظلمة كانت تمارس فيها النساء مختلف الأعمال فنجد منهن المزخرفات وبنّاءات الكاتدرائيات والجرّاحات ورئيسات البلديات، ولم يستبعدن إلا من المهن التي تستدعي تعليما جامعيا.
تورد الكاتبة في مؤلّفها مقتطفات من كتابات أدباء فرنسا الكبار مثل جان جاك روسو وفولتير ولابرويار، فيها تحقير للمرأة، وتقف مطولا عند موقف أشهر إمبراطور فرنسي هو نابوليون بونابارت الذي قال مرة: «لقد صنعت الطبيعة من النساء عبيدا لنا»، وفي وقته سُنّت قوانين جائرة ضد النساء، فللرجل مثلا أن يختار المسكن ويقرر تعليم الأبناء ويُشترط إذنه لعمل المرأة كما يتقاضى راتبها. كما تعرضت لدور النساء الروسيات في الثورة البلشفية، فهن أول من أطلق شرارتها حين خرجن يوم 8 آذار 1917 للمطالبة بالسلام والخبز، ولذلك عيّن الاتحاد السوفييتي هذا اليوم عيدا للمرأة، وقد قاتلن في الحرب العالمية الثانية، حيث قدر عددهن بـ800 ألف امرأة، ولكن نادرا ما تذكر مساهمة المرأة في الحروب، ما استدعى خروج الفرنسيات سنة 1970 في مظاهرة رافعات شعار «هناك مجهول أكثر من الجندي المجهول: زوجته».
حينما قرأت ما كتبته مؤلفة الكتاب عن الكاتبة المسرحية كاترين برنار تذكرت الظلم الكبير الذي تعانيه الكاتبات العربيات المتميزات، فكاترين كانت كاتبة مجيدة لها مسرحية بعنوان بريتيس كتبتها سنة 1690 وكانت أول كاتبة مسرحية تمثل مسرحياتها في الكوميديا الفرنسية ـ لكن المشكلة أن مسرحيتها بعد سنوات نسبت إلى كاتب يدعى برنارد دو فنتينيل، وحين لاحظ النقاد تشابها بين مسرحية للكاتب الفرنسي الكبير فولتير ومسرحية بريتيس أكد فولتير «أنّه على أي حال لم تكن كاترين برنار هي من كتب بريتيس، وأن فونتينال هو من ألّف العمل في الواقع»، فحتى لو كان ذلك يعني اتهامه بالسّرقة الأدبية، فالأفضل أن يكون منتحلا لرجل وليس لامرأة. وليست كاترين برنار حالة شاذة فكثيرات مثلها سُرقت نصوصهن ونسبت لكتّاب رجال أو أغفلت من الأسماء حتى كتبت فيرجينيا وولف مرة: «أي امرأة ولدت في القرن السادس عشر وكانت ذات موهبة رائعة، كانت لتصاب بالجنون وتقتل نفسها»، أليس هذا عين ما تعرضت له واحدة من أشهر الروائيات العربيات أحلام مستغانمي في «ذاكرة الجسد» فبحث من استكثروا على المرأة الإبداع عن آباء متخيلين للرواية من نزار قباني إلى سعيد يوسف، متبنين فكرة عنصرية ضد النساء تقول، إن وراء كل امرأة مبدعة رجلا يكتب لها. لأن الكاتبة في نظرهم لا ينطبق عليها سوى حكم الفرزدق حين قيل له إن فلانة تقول الشعر، فأجاب: «إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها». وهذا الذبح المعنوي ساعدت عليه اللغة أيضا حين تحيزت للرجل، وكأن اللغات تواطأت على ظلم المرأة، فقاعدة التغليب في اللغة العربية حين يُغلَّبُ المذكر الواحد على جميع النساء، إذا اجتمعا في جملة واحدة كقولنا «كان الرضيع وملايين النساء يبكون» وليس يبكين، نجد تيتيو لوكوك تذكر مثيلا لها في اللغة الفرنسية تسميه الترتيب الجواري، فقد أرست الأكاديمية الفرنسية بدورها أيضا قاعدة في القرن السابع عشر تقول: «يغلب المذكر المؤنث بغض النظر عن العدد».تصف لوكوك كتابها في الفصل الأخير الذي عنونته بـ«محاربة النسيان: إعادة اكتشاف لتاريخ النساء» بأنه محاولة لمحاربة صندوق النسيان الذي ألقيت في داخله النساء منذ قرون عديدة، وتضع الرجال أمام مسؤولياتهم حين تختتم كتابها بهذه الدعوة الصريحة: «تاريخ المرأة ليس فقط تاريخ النّساء. إنّه أيضا تاريخكم، أيّها السادة. فأنتم أيضا أحفاد هؤلاء النساء اللواتي تم نسيانهن وإسكاتهن. فلا تتركوهن يختفين من جديد. فمن دونهن لسنا مكتملات ولا مكتملين».
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“القدس العربي” – 28 تشرين الأول 2024
**************************************************
«طريق الحرير» بين أحلام الأدباء وأرقام التجار وأطماع السياسيين
أمين الزاوي
الحرير غواية لا تقاوم وحكايات لا تنتهي أبداً، أخبار كثيرة عنه ودسائس غريبة لأجله، قصص حب من الشرق والغرب والشمال والجنوب بكل لغات العالم، بطلها الحرير، خزانة عامرة من الكتب أُلفت حول الحرير و”طريق الحرير”، وكتب تنتمي إلى الأدب الجغرافي وأدب الأسفار والمغامرات وأدب التجسس وروايات أهوال العشق.
في البدء كان الغرب الساذج يعتقد أن “الحرير” شجرة تنبت في أرض الله كما تنبت شجرة الرمان والدالية والتين والزيتون، ومن هنا تولد شغفه الكبير في امتلاك هذه الشجرة، ومن هذا الشغف المفرط خرجت رغبة الرحلة إلى الصين، بلد هذه النبتة العجيبة، على أمل الإتيان بها وغرسها في بلاد أوروبا وإقامة غابات من أشجار الحرير.
كانت الصين بعيدة جداً والوصول إليها شاق وخطر وخرافي، ولإدراك سر هذه الشجرة وظّف الغرب في هذا السعي كل أنواع البشر، فاستعمل الرهبان واللصوص والفرسان والمثقفين والمغامرين والدبلوماسيين والعشاق والتجار، وفي كل محاولة للوصول إلى بلاد شجرة الغواية، شجرة الحرير، هناك طريق واحد يجب سلكه وهو “طريق الحرير” الشهير، فهو وحده المؤدي إلى نبع الرغبات.
هكذا إذاً ولدت صورة الحرير في مخيلة الغرب من داخل عقيدة المغامرة المراوحة ما بين الديني والعسكري والتجاري، وأمام ذلك حملت صورة الحرير كثيراً من الغموض والفضول والأسطرة في الواقع المعاش كما في الإبداع بكل أصنافه وأجناسه، في الأدب رواية وشعراً، وفي السينما والفن التشكيلي والمسرح، وفي كتب الشريط المرسوم للأطفال والفتيان.
ولد الحرير من رحم الصدفة
ارتبطت ولادة الحرير في بلاده الأولى الصين بحكاية أكثر إثارة وأكثر غرابة، مما زاد صورة الحرير درجة عليا من الشغف والفضول، إذ يحكى أن أميرة صينية كانت تشرب كأس شاي كالمعتاد تحت شجرة التوت ذات الأوراق الخضراء الداكنة، وفجأة سقطت شرنقة في مشروبها الساخن من غصن الشجرة التي تستظل بها، راقبتها قليلاً للحظات فبدا لها بأنها بدأت تتحلل، فأخذتها بين أصابعها وبدأت تفركها فانتبهت إلى أن خيوطاً عجيبة بدأت تخرج من هذا الكائن وتمتد وتتمطط، فاستغربت الأمر واستشارت في ذلك وصيفاتها اللواتي نقلن الأمر للخبراء والعلماء والفهماء، فانكبوا بحثاً عن سر هذه الحشرة الغريبة، ومن هنا اكتشف الحرير.
ولقرون عدة ظل الصينيون يعتبرون الحرير سراً من أسرارهم الوطنية والدينية التي منحتها إياهم آلهة السماء، فحافظوا عليه بقوة وعزم وذكاء.
وكما كان الحرير في قصة ولادته غامضاً وخرافياً، كان الطريق الذي سلكه على ظهور الجمال والبغال متنقلاً إلى أنحاء العالم غامضاً أيضاً، ومع مرور الزمن تم التأسيس لطريق خاص به سمي “طريق الحرير”، وكان أول طريق تجاري يتأسس في التاريخ ويربط الصين بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا وأفريقيا، طريق تجاري حقيقي وواقعي على الخريطة، ولكنه ومن خلال الكتابات المختلفة الإبداعية والأسفارية تحول إلى طريق متخيل وغامض وانزياحي، وأصبح أكبر من الجغرافيا.
ظل الرحالة والتجار والقراصنة والدبلوماسيون والجواسيس ورجال الدين والشعراء والحكواتيون والمؤرخون يطلقون عليه اسم “طريق الحرير”، مع أنه كان طريقاً تُسوق عبره بضائع أخرى كثيرة مثل التوابل واللؤلؤ والمرجان والعاج والبارود والعبيد والأسلحة والخشب النبيل.
جميع الكتابات عن طريق الحرير تلتقي في الأسطورة
هناك أصناف من الكتابات شكلت لنا صورة انزياحية عن “طريق الحرير”، وهي الكتابة التاريخية التوثيقية وكتابة أدب الجغرافيا وكتاب الرحلة وكتابة النصوص الإبداعية المتخيلة، وتختلف خطابات الكتابة باختلاف أجناسها وقواميسها إلا أنها تتسامع وتتقاطع في شيء مركزي، وهو هذا التماس ما بين الواقعي والمتخيل كلما ارتبط الأمر بسرد تفاصيل حقيقة “طريق الحرير”، ولم يترك “طريق الحرير” كموضوع للكتابة جنساً أو فناً إلا ووصله وسكنه وأصابه بعدوى الجنون والخرافة التي تمشي في الجغرافيا وفي حسابات التجار الدقيقة.
إن الكتابة التاريخية عن “طريق الحرير” وعلى رغم أنها تدعي الدقة وتسعى إليها بالأدلة والوثائق والخرائط، فإنها كثيراً ما تجنح في مساراتها التحليلية نحو مسلك الأسطورة والخرافة، ومن هنا يبدو الخطاب التاريخي عن “طريق الحرير” مؤسساً داخل سردية تشبه سردية الأسطورة والخرافة والحكايات الشعبية الشفوية، ولم تسلم الكتابة المصنفة في ما يسمى بالأدب الجغرافي هي الأخرى من هيمنة حضور الأسطوري والغرائبي في خطابها، فالجغرافيا الطبيعية تداخلت مع الجغرافيا الخيالية أو المتخيلة، والبلدان انزاحت من أماكنها.
واختلط في كتابة سيرة “طريق الحرير” خطاب الأسفار بخطاب التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والحروب والرواية، ليبقى الخطاب التخيلي هو الغالب في جميع المقاربات، والانزياح الذي حصل لصورة “طريق الحرير” وهي تنتقل من الأرض/الواقع إلى الأسطورة/الخرافة، جعل الكتابة تأخذ بعداً فنتاستيكياً، وكما أدهش “طريق الحرير” الشعراء والروائيين والرحالة والمؤرخين، فقد أدهش أيضاً صناع السينما العالمية من خلال شهوة حكايات ومغامرات لصوصه وجواسيسه، فأخرجت عنه مئات الأفلام العالمية المثيرة والخالدة، ونذكر على سبيل المثال “طريق الحرير- مغامرة على دراجة هوائية على أثار ماركو بولو” (فيلم وثائقي أميركي 2021) للمخرجة كلير غوطون Claire Gothon وفيلم “طريق الحرير: على آثار ماركو بولو” للمخرج باتريك ماتي Patrick Mathé.
وبقدر ما أدهش “طريق الحرير” الأدباء والسينمائيين فقد أدهش أيضاً الفنانين التشكيليين لما تتمتع به البلدان والبحار التي يمر بها من طبيعة متوحشة تارة ومروضة تارة أخرى، والمثيرة للعين بألوان طبيعتها وجبالها وأحراشها وصحاريها وكائناتها الغريبة وثقافات قومياتها، وقد شكل ما رسم عن طريق الحرير أروقة عدة ومميزة تنتمي لكل الفلسفات والمدارس التشكيلية، مثل التعبيرية والطبيعية والتجريدية والسوريالية والتكعيبية وغيرها.
وبشكل مثير جداً حرّك موضوع “طريق الحرير” شهية أكبر عبقريات فن “الشريط المرسوم” La bande dessinée وهو ما يطلق عليه اسم “الفن التاسع”، فغرف منه كثير من ممارسي هذا الفن الذي يعرف انتشاراً واسعاً في العالم من اليابان إلى باريس ومنها إلى جنوب أفريقيا وصولاً إلى أميركا، وبيعت من هذه الكتب المرسومة عن كتب خاصة بـ “طريق الحرير” ملايين النسخ، ويمكن التذكير بكتاب نايل باكير Neil Packer الذي رسم فيه كتاب بيتر فرانكوبان Peter Frankopan وقد لاقى نجاحاً كبيراً في أوساط القراء بالفرنسية وغيرها من اللغات.
العقل الصيني من الأسطورة إلى أسطورة التكنولوجيا
في عام 1988 أعلنت منظمة الـ “يونيسكو” أن “طريق الحرير” طريق لحوار الثقافات، أما الصين التكنولوجية المعاصرة، صين الذكاء الاصطناعي، وهي تعيد إحياء “طريق الحرير”، فإنها تريد أن ترسم صورة جديدة لأحفاد مكتشفي الحرير في مخيال الإنسان المعاصر، وهي صورة تتراوح ما بين التكنولوجيا المعقدة والأسطورة المكرسة، وكما كانت الصين القديمة بلاد الإدهاش من خلال الحرير، فصين اليوم تبحث عن إدهاش معاصر للعالم الغربي الأميركي والأوروبي من خلال تكنولوجياتها وتفوقها الاقتصادي، وكل ذلك وهي تذكّر العالم بـ “طريق الحرير” الذي يعود لأكثر من 2000 عام قبل ميلاد المسيح.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 31 تشرين الأول 2024
*******************************************************
«البحث الموسيقي» 21 أثر المجتمعات العربية الحديثة
“معنى دراسة الثقافة الموسيقية لا يقتصر على اكتشاف شيء جديد لفهم الثقافة نفسها فقط. الثقافة الموسيقية تشكل الإنسان، وتثري عالمه الروحي الداخلي. وفي الوقت نفسه، تقرّب الناس والمجتمع البشري من الطبيعة”، بهذه الكلمات يفتتح رئيس تحرير مجلة “البحث الموسيقي”، الباحث الموسيقي الأردني نبيل الدراس، المجلّد الحادي والعشرين من الدورية السنوية، الصادر حديثاً عن “المجمع العربي للموسيقى” التابع لجامعة الدول العربية، تحت عنوان “الموسيقى العربية في ثقافة مجتمعها الحديث”، وتضمن ستة أبحاث.
يتناول البحث الأوّل من المجلة “الارتجال الموسيقي عند العرب” للموسيقي والباحث الفلسطيني وسام جبران، من مبدأ فلسفة الصراع السرمدي بين إرادة معايشة الصوت داخل لحظة الانفعال الموسيقي الآني، وإرادة التدوين، أو تحويل هذه المعايشة إلى نصّ موسيقي مكتوب، خارج اللحظة.
وينطلق الباحث هنا من تلك المقاربة الجمالية التي يصف هيغل من خلالها الفن الشرقي بأنه فن رمزي ناقص، ينعدم فيه التوافق بين الفكرة والشكل، وبالمقابل، يصف الفن اليوناني بأنه فن التوافق بين الفكرة وتجلياتها الخارجية. ويخلص إلى أن التماهي الكلي بين النص المكتوب على الورق والفكرة الموسيقية التي نفكر بها غير ممكن إلاّ مصَحَّفاً، أو مؤوّلاً، بدءاً من مفاعيل نقل الفكرة إلى الورق، ثمّ عبر تأويلات العازفين وطرق التلقي لدى المستمعين.
ستّة أبحاث تتناول أنماطاً موسيقية من فلسطين ولبنان والسودان إلى تونس والمغرب، ويلقي البحث الثاني “موسيقى العَيْطَة” للباحث المغربي عبد الرزاق أبلال الضوء على تاريخ وبنية موسيقى الهامش المغربي “موسيقى العيطة” كفن موسيقي أصيل، وإن كان هامشياً من حيث الانهماك الجماهيري والاهتمام العلمي. وإذا كانت بدايات هذا النمط الموسيقي التقليدي قد ارتبطت باستقدام القبائل العربية إبان العهد الموحّدي، وما ارتبط به من نشوء نمط غنائي بدوي، سيعرف فيما بعد بغناء “العيطة”، فقد أتاح القرن التاسع عشر اعترافاً رسمياً بهذه الموسيقى بعد مسار طويل من التهميش.
وتتوقّف الباحثة التونسية عبير الشريف، في “المسرح الغنائي التونسي منذ نشأته إلى نهاية الحرب العالمية الثانية من خلال الصحافة المكتوبة (1909 - 1945): دراسة توثيقية”، عند أبرز المحطات والفترات التاريخية التي عرفها المسرح الغنائي التونسي: نشأته، وأولى الجمعيات والفرق التي نشطت فيه، وأبرز الشخصيات التي اقترن بها تطوّر المسرح الغنائي التونسي طيلة الفترة المذكورة.
ويتناول البحث الرابع، “الموسيقى السودانية الحديثة عبر قرن من الزمان 1920 - 2020” للباحث السوداني كمال يوسف، نشأة وتطوّر الموسيقى السودانية الحديثة، وذلك بالكشف عن الجذور والبدايات الأولى لنشأة هذه الموسيقى ومراحل تطورها، وما مرت به خلال الحقب المختلفة من أسباب أدت إلى هذا التطور، سواء كان ذلك ناتجاً عن التحوّلات الاجتماعية، أو الاقتصادية، أو حتى السياسية. ويقرأ الباحث اللبناني جيلبير معوّض في البحث الخامس “تأثير التمارين الرياضية وتقوية البنية العضلية على أداء طلبة الغناء العربي: دراسة في علم تشريح الصوت والصوتيات والزخرفة الصوتية والوقاية من الأمراض الصوتية”، هادفاً إلى التحقيق في تأثير التمارين الرياضية وتقوية البنية العضلية على مهارات طلبة الغناء العربي. وتسعى الدراسة إلى البحث في جوانب الغناء العربي التي يمكن لتدريب العضلات تعزيزها، وإلى التأكد مما إذا كانت هذه التمارين تقي من أمراض الصوت النمطية مثل التكيس الصوتي والانتفاخ.
وتختتم المجلة ببحث سادس للتونسية دلال بن رمضان، تتناول فيه “الإيقاظ الموسيقي بتونس: تصوّرات أساتذة معاهد الموسيقى التونسية الراجعة بالنظر لوزارة الشؤون الثقافية لمحتوى حصص الإيقاظ الموسيقي”، وهي دراسة ميدانية تعرض تصورات أساتذة الموسيقى لمحتوى حصص الإيقاظ الموسيقي، في ظل عدم وجود برمجة صادرة عن هيئات مختصة تعنى بهذه المادة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 26 تشرين الأول 2024
***********************************************************
الصفحة الحادية عشر
الجديد في المكتبة
- باهرة عبد اللطيف الاديبة العراقية المقيمة حالياً في اسبانيا أصدرت نصوصاً شعرية جديدة بعنوان “نساء على باب القصيدة” عن منشورات البادية مع دار تأويل. وقد تخصصت الكاتبة بدراسة وترجمة اعمال بورخس.
- دياجير الموصل/ الرواية البكر للكاتبة مها الفارس. صدرت عن دار الحكمة- لندن.
- الناقدة والقاص جاسم عاصي، صدر له مؤخراً كتابه “اشراقات شعرية وسردية” عن دار السامر. وقد تناول فيه اعمال عدد من الادباء الصابئة المندائيين شعراً وسرداً وخصائص الادب المندائي.
- تتبع الأثر/ شعرا وقصة ورواية/ تأليف صلاح زنكنة، صدر عن دار الشؤون الثقافية- بغداد.
- صوت من الهاوية/ او هكذا اقرأ اميل سيوران/ تأليف شادي كسمو. اصدار دار كوديا- بغداد.
- لماذا السياسي؟ مستقبل المواطنة/ لورانس فانين- فيرنا. ترجمة محمد شوقي الزين. اصدار ابن النديم ودار الروافد.
- الوتد المقدس/ قصص جميل إبراهيم صالح. اصدار اتحاد الادباء والكتاب في صلاح الدين.
*************************************************
رواية “هذيان محموم” لحميد الحريزي في عالم مليء بالتناقضات والقلق.. ما العمل؟
أ. د. سعد التميمي
في جلسة عقدت في بغداد مدينة الابداع الأدبي اليونسكو قبل أكثر من عام طرح الدكتور رشيد هارون مصطلح (الرواية المجهرية) في تناوله لثلاث روايات قدمها القاص والروائي خالد الوادي لم تتجاوز كل منها الثلاث صفحات ، وحينها تحفظت على المصطلح ومدى مطابقته للنص وتساءلت عما يميز هذا العمل عن القصة والقصة القصيرة جدًا لا سيما وأن الرواية عمل سردي وملحمي في أحداثها المتشعبة و شخصياتها المتعددة وبنائها السردي فضلا عن حجمها ،لكنهما أشارا الى أن الأدب بأجناسه المختلفة يتجه الى الايجاز بفعل عوامل متعددة ارتبطت بالعصر مثل وسائل التواصل الاجتماعي وصعوبة قراءة الرواية الطويلة في الوقت الحاضر، وخلال الجلسة الافتراضية التي استضاف فيها المنتدى الأوربي العربي للسنما والمسرح عبر منصة (زوم) الكاتب حميد الحريزي لمناقشة (الرواية القصيرة جدًا) واستعراض ما قدمه في هذا المجال وهوكتابه الذي ضم خمس روايات قصيرة جدا (المقايضة، أرض الزعفران، ،المجهول ،القداحة الحمراء، ومذكرات كلب) أكدت أن هذه المحاولة تدخل في باب التجريب ومحاولة لخلق شكل جديد من الرواية، بوصفها الجنس الأدبي الأكثر قراءة على أن يلبي متطلبات العصر الذي مالت فيه الأجناس الأدبية المختلفة نحو الايجاز والاختصار، وقد اتسعت دائرة المتبنين لهذا الاتجاه فمنهم الشاعر حكمت الحاج ود.حسين المناصرة وحميد عقبي وسمير بية وآخرون وقد طرح أكثرمن مصطلح على هذا الشكل الجديد من الرواية مثل(المجهرية ،المايكرو رواية،الرواية الفلاشية ،الرواية المصغرة، الرواية القصيرة جدأ )، وقد استقر المصطلح الأخير بالتوازي مم مصطلح القصة القصيرة جدًا، وقد تجسد رسوخ الرؤية والرهان على الاستمرارية في البيان الذي تبنى هذا النوع من الرواية الموقع من عدد من كتابها المنشور في موقع (كناية)، الذي أشار فيه الشاعر حكمت الحاج الى أن الرواية القصيرة جدًا توفر فترة راحة للقراء الباحثين عن روايات كاملة مدمجة ومركزة في إطار زمني محدود مما يسمح للقراء بالانغماس في قصة كاملة دون الالتزام برواية طويلة ، وقد تبنت مؤسسة كناية هذا النوع بإطلاق سلسلة (روايات قصيرة جدا) واشترطت الا يزيد عدد كلماتها عن سبعة آلاف كلمة، لكي تمضي المغامرة قُدُما ويكون للمغايرة حدودها، والهدف من هذه السلسلة تقوية المقروئية وتحويل الكتاب في صيغه الورقية والرقمية الى مادة مرافقة يومية لكل إنسان في عالم يعد فيه الوقت سلعة ثمينة،وبذلك تسير الرواية بموازاة خط سير القصة، فمثلما هناك قصة وقصة قصيرة وقصة قصيرة جدا ،هناك رواية ورواية قصيرة التي يتراوح عدد كلماتها بين عشرة الاف وعشرين الف كلمة واهمها رواية (موت في البندقية) للالماني توماس مان 1912 ورواية (الشيخ والبحر) همنغواي 1952، ورواية قصيرة جدا لا تتجاوز السبعة آلاف كلمة خرجت للنور و مازالت في دور التجريب والمغامرة لحين تتسع دائرة الكتابة فيها ورسوخ القناعة النقدية بمشروعيتها فبعد أن كان التنظير النقدي لها مقتصرًا على كتابها أخت تتسع دائرة القراءة والنقد.
وحميد الحريزي يعد من رواد هذا الشكل يرى أن الحياة المعاصرة بما أفرزته من ثورة رقمية وايقاع سريع في شتى المجالات بما في ذلك الثقافة والابداع فضلًا عما رافق ذلك من ضغوط ومنها ضغط الوقت في الفعاليات الإنسانية، في عالم يجري بسرعة كبيرة ،فرض على الأديب أن يلجأ الى الايجاز التكثيف وهذا ما يتجلى في الأدب الوجيز، وفي روايته القصيرة جدا الأخيرة (هذيان محموم ) وهي السادسة يؤكد قناعته بهذا الشكل الجديد.
تنطلق رواية (هذيان محموم )من مرجعية يسارية يتبناها الروائي من خلال شخصية محورية (حامد) الذي يحيل للروائي نفسه وهذا ما يشير اليه الراوي العليم (لأن حامد نغص عليه حياته سواء بالمياشر وغير المباشر عبر نصوصه الشعرية ورواياته وقصصه السردية التي تمزق أقنعة السفلة والجهلة القتلة من المتخلفين والمدعين وسراق مال الشعب) والبطل(حامد) يجد ذاته في ذات (ك) وهو الملحد الذي التقاه في عالم الأموات في طريقة تفكيره وفلسفته في الحياة والموت. فالحدث في هذه الرواية بحسب تقسيم جنيت هي الرحلة الخيالية التي تنقل من خلالها البطل (حامد) بعد فقدانه الوعي ودخوله في الاغماء بسبب حرارة الجو وانقطاع الكهرباء بحثًا عن الثلج، إذ تبدأ الرواية بثلاثة أحداث ازعجت البطل وأخافته وكانت نذير شؤم بالنسبة له وهي سقوط ورقة صفراء، وطنين الذبابة، ومداهمة غرفته من قبل قطيع من الذئاب المكشرة عن أنيابها،وترمز هذه الذئاب للطبقة السياسية التي قضمت خيرات الشعب ونشرت الفوضى في المجتمع ، فالبطل ينتقد الواقع الاجتماعي والسياسي والديني والاقتصادي الذي يعيشه فضلًا عن الممارسات التي تنسب للدين والاعراف والتقاليد القبلية التي تتقاطع مع حرية الفرد وحقوق الانسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص، باستدعاء شخصيات عرفت بمواقفها الحادة من كل ذلك (ابو قراط ، المعري،عمر الخيام، ماركس، انجلز )، وإذا كان هذا الشكل بحد ذاته يعد مغامرة فإن جرأة الحريزي في هذه الرواية وما تضمنته من أسئلة عكست قلقًا وجوديًا من خلال تفنيد بعض المقولات الدينية تعد مغامرة أيضًا، إذ يطرح من خلال رحلته الخيالية على غرار رحلة ابي العلاء المعري في رسالة الغفران ورحلة دانتي في الكوميديا الالهية عددًا كبيرًا من الأسئلة التي كانت تؤرقه في الواقع مثل ارجاع الناس الفقر والغنى والسلطة وكل شيء الى الله ، وهو في بثه لهذه الاسئلة واستحضار مقولات شعراء ومفكرين يرى أنهم عاشوا ما يعيشه الآن كالمعري مثلاً.. وينجح الحريزي في استدعاء الشخصيات وتوجيه الاسئلة بحثًا عن اجابات تفسر له الكثير من القضايا التي واجهها في حياته تحت مظلة النقد الاجتماعي، وقد غلب على خطاب الرواية الحجاج والجدل لمقولات فلسفية ودينية كمقولة: (الدين أفيون الشعوب) لماركس ليجيبه ( أن الدين هو تنهيدة المضطهد قلب علم لا قلب له مثلماهو روح وضع شروط بلا روح) وعلى الرغم من أن الكاتب اختارالرواية القصيدة جدا التي تميل الى الايجاز الا انه فصل في نقده لمراسيم التشييع الدفن ومراسيم العزاء وتقديم موائد الطعام وغيرها من الاعراف والتقاليد الدينية والاجتماعية التي لا تعطي قيمة وانسانية للمتوفي وكان يمكن ايجاز ذلك , كما هو الحال في دعوته للقيام بمثل ما تقوم به الشعوب المتحضرة و المتمدنة , في تعاملها في مراسيم التشيع والعزاء, التي تعطي قيمة واحتراماً واعتزازاً للمتوفي, ويعبر هنا عن رأيه بجرأة دون الالتفات بأن بعض هذه المراسيم مرتبطة بقواعد دينية يفرضها دين المتوفى ، ومع ذلك فهو يؤكد على البعد الانساني للأديان السماوية ولا يتقاطع مع التحضر الذي ينشده البطل (حامد)، وهو ما يفتقده الخطاب الديني المهيمن بمقولاته الفكرية ومراسيمه وطقوسه إذ يبتعد أحيانا عن الخطاب الديني. في هذه الرواية تتبين هيمنة الأسئلة التي يطرحها البطل بن الحين والآخر على نفسه وعلى الآخرين الذين يلتقى بهم تحت الأرض، و يفند من خلال هذه الأسئلة حجج الخطاب الديني السائد في عصره,فيأخذه البطل(حامد) على رجال الدين وخطابهم الديني المنافع الي يسعون الى تحقيقها لذلك كان يرى أن الحياة تحت الأرض أفضل من الحياة فوق الأرض مستشهدا بقول ابيقور( أن الموت يحمل السلام والراحة الابدية , أما الحياة فهي تجربة واحدة لن تتكرر ثانية) ورغبة في التعبير عن رفضه للطبقة السياسية وظلمها للانسان فقد كان من بين من التقى بهم البطل (حامد) من عالم الأموات أحد ضحايا ثورة تشرين الذي يخاطب حامد بقوله (فلم تمض عليَّ اكثر من سنة , فقد قتلت في تظاهرات اكتوبر الشبابية المناهضة للسلطة الفاسدة الحاكمة في العراق) وهكذا يبدأ بالسؤال عن دور المراجع الدينية, في هدر أرواح بريئة بالقتل لتقود الحياة الى العدم والغاء الآخر, ومحاربة الجمال والخير ويؤكد ضرورة عدم الخوف من العدم , مستشهدا بقول أبيقور(أيها الانسان لا تخف من العدم لانك كنت سابقاً في العدم , كنت عدماً لمليارات السنين, لا تملك خبرة واحدة للعدم , فكر في كل الزمن الذي مررت به قبل ان تولد ،ص23) فإثارة الأسئلة بأسلوب ساخر ومستفز دون الاهتمام بالإجابات في هذه الرواية تتيح للمتلقي المشاركة في تصور وتخيل إنفعالات الشخصية ومستقبل تطورها وبالتالي يمكن صياغة رواية موازية في مخيلته،وتأتي اللغة المكثفة ذات الدلالة الازدواجية لإيصال الرسالة من خلال التلميج لا التصريح.
يهيمن البعد النفسي والوجودي على شخصية البطل فضلًا عن الشخصيات الأخرى من خلال استبطان عوالمها الداخلية واستعراض تجاربهم المعقدة في سياق حياتي متشابك، لتقف الرواية موضوعات عدة مثل الهوية، والقلق الوجودي، والصراع الداخلي بين الذات والواقع المحيط بأسلوب سردي جمع الكاتب فيه بين تقنيات الرواية التقليدية وتلك التجريبية، مما يخلق إيقاعاً سردياً متسارعاً في بعض الأحيان ومتقطعاً في أحيان أخرى، مما يساهم في خلق حالة من الاضطراب النفسي للشخصيات فرواية (هذيان محموم) لا تقتصر على سرد الأحداث بتسلسل خطي بل تتنقل بين الذكريات واللحظات الآنية(عالم الأموات) بأسلوب يصور التداخل بين الحلم والواقع أماالشخصيات في الرواية فإنها تمثل أصواتاً متعددة من داخل العقل البشري، وهي تسير على حافة الهاوية بين الهذيان والوعي ،أما الشخصية الرئيسية(حامد) فإنها قد تكون مرآة للصراع الوجودي الذي يعاني منه كل فرد في مواجهته مع الواقع والمجتمع ، ويبرز الصراع الداخلي للشخصيات عبر ما تطرحه من أفكار ورؤى والاختيارات التي يتخذونها، والضغوطات التي يتعرضون لها.
وتستعرض الرواية بشكل غير مباشر التحديات التي يواجهها الفرد في البحث عن ذاته و إيجاد هويته وسط عالم مليء بالتناقضات في ظل القلق الوجودي الذي يعكس حالة الخوف الدائم من المستقبل، ومن الوحدة التي يعاني منها الإنسان المعاصر ويأتي (الهذيان) في العنوان ليشكل عتبة تفتح افق التأويل أمام المتلقي للكشف عن معاناة البطل فالفصل بين الوعي واللاوعي لا يبدو واضحًا، مما يثير تساؤلات فلسفية حول ماهية العقل والجنون،أما المكان والزمان فانهما يعكسان الصراع الداخلي للشخصية، فالمكان لا يقتصر على كونه مجرد موقع جغرافي بل هو جزء من التركيبة النفسية للشخصية،وكذلك الزمان الذي لا يتبع فيه الكاتب تسلسلاً تقليدياً بل متداخلًا بين اللحظات المختلفة في الذاكرة والحلم ليحمل دلالة رمزية إذ يوظف الكاتب شخصيات ثانوية كرموز لحالات نفسية أو أفكار معينة،ليحمل الزمان طابعاً رمزياً يعكس هذيان الوجود في ذاته، ويفتح المجال لتأويلات متعددة.
وعلى الرغم من ميل الكاتب الى الاستطراد في توظيف شعر المعري وسرد تفاصيل عدة وهو ما تبتعد عنه الرواية القصيرة جدًا الا أن (هذيان محموم) تمثل تجربة سردية تجمع بين فلسفة الوجود وعمق الشخصية البشرية مما يتطلب من المتلقي التوقف والتأمل في معاني الحياة، الصراع الداخلي، والهويات الممزقة،فهي تقدم منظوراً مختلفا للعالم عن طريق عيون شخصياتها التي تحاول فهم العالم وتفاعلها معه، في إطار سردي مليء بالتوترات النفسية والوجودية.
*************************************************
قصة قصيرة.. القَسَم
علي البدر
بين صخب وهدوء، بدت القاعة كساحل عصفت به الأمواج. بعد أن عَرَضْتُ كل الوثائق التي تدينه. رفع الرئيس ذراعه اليمنى. طرقات رتيبة على منضدته.
- سيدي نقطة نظام.
- وماذا بعد. ألم تكفيك ساعتان من الحديث؟
- شكرا لك سيدي الرئيس. ملاحظة واحدة فقط وهي حاسمة. وإذا رفضها الحاضرون فإن كل جهودي والأخوة الذين معي تذهب هباء,
- تفضل. باختصار رجاء.
- كما بينت في استجوابي لسعادة الوزير ولحضراتكم مقدار الهدر في المال العام وصفقات الأسلحة المبالغ باسعارها والصفقات المزيفة، إضافة إلى الطائرات المستخدمة والخارجة عن الخدمة التي استوردتها الوزارة و...
- اختصر رجاء.
- ناهيك عن الرشاوي التي استلمها معاليه بصيغة هدايا وملايين الدنانير التي صرفت من أجل الولائم وصفقة أجهزة كشف المتفجرات التي هي كلعب للأطفال. أقترح جعل التصويت على إقالة معاليه علنيا. شكرًا.
- طلبك مشروع.
- تصويت. هل توافقون على التصويت العلني لإقالة معالي الوزير؟ أكرر. هل توافقون على التصويت العلني لأقالة السيد الوزير؟ حسنًا. التصويت سري إذن.
ولأول مرة في حياتي أشعر بخذلان وذل ممزوج بعار لن يمحى أبدًا. أيعقل بعد هذا الجهد أن ترفع بعض الأيادي الخجولة؟ يا ترى أين ذهب القسم الذي أديناه في أول دورة للمجلس؟ أعلن الرئيس انتهاء الجلسة بينما انشغل الآخرون بتهنئة معالي الوزير الذي بدا مسترخيًا ومطمئنًا وهو يرمقني بنظرات لم أرتح إليها. لملمت أوراقي وجهدي الذي استمر لشهور. وثائق ادانة لا يكفيها الحبس الشديد ولا وحتى الإعدام. دوار شديد عصفني وصدى صوت عاصف لم يغادرني توغل لأعماقي وأنا أجلس بسيارتي مغادرًا: يبقى معالي الوزير في مكانه. مبروك معالي الوزير. التصويت بالأغلبية.
*****************************************************
رأي.. تراث الكتّاب
د. علي زين العابدين الحسيني
الحديث عن طباعة الأعمال الأدبية كما هي يتجاوز مسألة النشر التقليدي إلى نقاش أعمق حول طبيعة الهوية الثقافية والإبداع الأدبي، ذلك أن الأديب ليس كاتباً للكلمات الجميلة أو الحِكم الذكية فحسب، بل هو مرآة تعكس تعقيدات الحالة الإنسانية، وكل تجربة ذاتية وإن كانت تبدو بسيطة أو متعثرة هي تساهم في تشكيل منظور فريد للأديب، فإذا اقتصرنا على نشر الأعمال التي تمثل ذروة إبداعه فقط، فنحن بذلك نختزل منجزه في لحظات نجاح محدودة، ونفقد حينئذٍ القدرة على فهم حياته. ليست تجربة الأديب دائماً خطاً مستقيماً نحو النجاح، فكما أن هناك لحظات تألق هناك أيضاً لحظات تردد، وضعف، بل وفشل، وتلك اللحظات بمجموعها هي التي تكشف عن أبعاد حقيقية في شخصية أيّ كاتب. فالأدب ليس فقط للحديث عن الكمالات، بل هو عن الصراعات أيضاً، وعن العيش مع الشكوك والضعف، وعن البحث الدائم عن المعاني المتعددة، والطباعة الكاملة للأعمال حينئذٍ تتيح لنا الاطلاع على كل هذه الجوانب، وتجعل التجارب متكاملة.ومن الناحية النقدية فإن الأعمال “الأقل شهرة” أو تلك التي لم تحقق نجاحًا عند صدورها تتيح مساحة للتأمل في تطور الفكر والأسلوب عند ذويها، ولربما كشفت عن تأثيرات خارجية؛ كالسياق الاجتماعي الذي كان الكاتب يعيش فيه، أو التحولات الفكرية التي مرّ بها، فالاطلاع على جميع أعماله يظهر للناقد التطورات الدقيقة في توجهاته الإبداعية، وكيفية تفاعله مع قضايا المجتمع المختلفة. وتمنح الطباعة الشاملة القارئ فرصة للتواصل مع الكاتب على مستوى أعمق؛ بحيث يستطيع أن يرى مراحل النمو التي مر بها الأديب، مما يجعله أكثر ارتباطًا بالنصوص، ليس فقط بسبب جودتها، بل لأنها تعكس مسيرة حياة بأكملها، والأدب بهذا المفهوم لا يصبح نتاجاً فكرياً حسب، بل تجربة إنسانية ثرية تتحدث عن النجاح والإخفاق على حد سواء، وبهذه الرؤية يصير الأدب نافذة على الإنسان الكامل، بكل ما فيه من ضعف وقوة، من نجاح وفشل، ومن تألق وتردد.
أما عن مسألة حجب الإبداع من قِبَل أسر الأدباء الراحلين، فهنا يتداخل البعد الأخلاقي مع البعد القانوني والثقافي، فمن منظور أسري قد ترى العائلة تنشر بعض الأعمال التي قد تؤثر على سمعة الراحل أو تمس بكرامته، خصوصاً إذا كانت هذه الأعمال تعكس جوانب شخصية جداً أو تتناول موضوعات حساسة، أو ضعيفة، ومن ثمّ نتفهم خوف الأسرة على إرث الأديب؛ كفرد من العائلة، أكثر من كونه جزءاً من التراث الإبداعي. لكن يجب أن نتساءل: هل الأديب حين كتب لأسرته فقط.. أم أن الإبداع الأدبي هو فعل موجّه للمجتمع وللتاريخ الثقافي؟ إذا نظرنا إلى الأدب كمرآة لروح البيئة والتجربة الإنسانية، فإن من حق المجتمع الوصول إلى هذه الإبداعات، حتى وإن كانت غير مكتملة أو مثيرة للجدل؛ لأنها جزء من ذاكرة ثقافية جماعية يجب أن تحفظ، ولا يمكن أن تكون ملكاً خاصاً لأفراد. لذلك أرى أن على الدولة والمؤسسات الثقافية؛ كروابط الكتّاب التدخل لحماية هذا الإرث من أي قيود قد تفرضها الأسر أو الورثة بدافع الحماية أو الخوف من النقد، فالدولة بوصفها راعية للثقافة، والمؤسسات الأدبية بوصفها حارسة للأعمال يجب أن تلعب دور الوسيط العادل بين حقوق الأسرة وحقوق المجتمع في الوصول إلى إرث الأديب. ويمكن أن يتم ذلك عبر توفير طرق لنشر هذه الأعمال مع تقديم السياق المناسب؛ كنشر طبعات نقدية أو مرفقة بشروحات تفسر الظروف التي أحاطت بكتابة هذه الأعمال. وأرى أن هذه الطريقة تحفظ للأديب هيبته وسمعته، وتمنع في الوقت نفسه حرمان المجتمع من جوانب مهمة من تاريخ الفكر والإبداع. ولابدّ أن يعي الجميع أن الإبداع الأدبي ليس ملكاً لفرد أو أسرة، بل هو جزء من التاريخ الثقافي، فحرمان الأجيال الناشئة أو القادمة من الوصول إلى هذا التراث، سواء بسبب خوف عائلي أو خشية من النقد، هو حرمان لهم من فهم أعمق لتاريخ الفكر والأدب، بل ومن القدرة على استلهام دروس الماضي لبناء المستقبل الأفضل.
*************************************************
هل ستتألم؟
ناتاليا إيغناتيفا*
ترجمة: تحسين رزاق عزيز- موسكو
هَلْ سَتَتَأَلَّمُ
كَلِمَتُكَ،
إِذَا مَا لُوِيَتْ،
وَاقْتُطِعَتْ؟
وَإِذَا مَا انْتُزِعَتْ
شَعْرَةٌ مِنْ رَأْسِكَ،
هَذَا الأَلَمُ الْقَصِيرُ،
(مَعَ) الشَّدِّ
هَلْ يُشْبِهُ إِعَادَةَ خَلْقِ الذِّكْرَى
عَنْ الرَّائِحَةِ،
أَوْ عَنْ الْمَلَامَسَةِ بِالْجِلْدِ؟
الشَّدُّ غَيْرُ الْقَابِلِ لِلْإِلْغَاءِ،
مِثْلَ الْـابْتِسَامَةِ،
الْمُوَجَّهَةِ لغيرِكَ،
يُؤَثِّرُ عَلَى حَرَكَةِ النَّظْرَةِ،
وَيَسْتَنْفِذُ مَا هُوَ حَيٌّ.
سَأَقْبَلُ،
سَأَسْتَقْبِلُ،
سَأَتَبَنَّى هذا.
فَبِهَذَا يُمْكِنُ
التَّنَبُّؤُ بِالْمَاضِي،
وَاسْتِذْكَارُ الْمُسْتَقْبَلِ.
نَحْنُ جَمِيعًا نَتَرَاءَى لِأَنْفُسِنَا،
وَنَلْتَصِقُ بِبَعْضِنَا الْبَعْضَ بِالْكَلِمَاتِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعرة موهوبة وناقدة ومترجمة روسية، ولدت في فرنسا عام 1999.
درست الموسيقى والادب واللغة، أصدرت عدة مجموعات شعرية، تنشر قصائدها ومراجعاتها النقدية وترجماتها في افضل الصحف والمجلات الأدبية في روسيا وبلدان الاتحاد السوفيتي السابق، وتعد افضل الأصوات الشعرية المعاصرة.
***************************************************
الصفحة الثانية عشر
يوميات
- يعقد منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، جلسة تحت عنوان "كل 10 دقائق تُقتل امرأة (#لا_عذر)"، تتحدث فيها الناشطة النسوية هناء حمود عن حملة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.
تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
****************************************
أما بعد.. سيمفونية البرونز
منى سعيد
ليس عبثا أن يحتضن قلب بغداد لافتة شاهقة طولها خمسون مترا وعرضها ثمانية أمتار وترتفع عن الأرض خمسة أمتار، معلقة في الهواء ومتربعة على جسر مرمري، يسمح بمرور السابلة، بينما تمتد من خلفها حديقة غناء..
إنها جدارية نصب الحرية للفنان الخالد جواد سليم، التي تعد واحدة من أهم الجداريات في العالم.. وقد تشكلت من منحوتات جمعت بين الفنون: الرافديني والإسلامي والحديث، بأشكال جمالية أشرت فتحا فريدا في تاريخ الفن التشكيلي العراقي .
قصة النصب بدأت بتكليف من الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم للمهندس المعماري رفعت الجادرجي، بتخليد ثورة 14 تموز بنصب تذكاري أقيم بعد عامين من قيامها، إلى جانب تصميم نصب للجندي المجهول ..
كان الزمن ضاغطا ومشحونا بالتوتر وقد طُلب منه انجاز النصب في مدة قصيرة، كي يتم افتتاحه في الذكرى الثانية من عمر الثورة. وطلب الجادرجي من الفنان جواد سليم القادم من أوروبا محملا بأفكار الحداثة والأصالة، تصميم النصب وتنفيذه.
وفعلا قدم جواد مخطط النصب بعد ثلاثة أيام فقط، واستندت فكرته على منحوتات تمثل ثلاث مراحل: قبل الثورة، والثورة، وبعد الثورة مع بدء مرحلة الازدهار.
تفصيلات النصب ومراحل انجازه خارج العراق ونصبه بساحة التحرير، صُوّرت أخيرا بفيلم وثائقي عنوانه " سمفونية البرونز" للمخرجة الفنانة إيمان خضير، ومن إنتاج أمانة بغداد، وقد عرض قبل أيام بمناسبة يوم بغداد.
الفيلم هو الأول من نوعه من حيث حرفية التصوير وتنفيذ الموسيقى وأداء الممثلين ، وقد عكس معاناة الفنان في كيفية التنفيذ في لقطات وثائقية، صُورت في روما وباريس وبغداد بعين سينمائية دَرِبة، وبتذوق جمالي حمل أبعادا فلسفية قيمة، تحدث عنها نقاد معروفون.
لم تكتف المخرجة بالجانب التوثيقي، إنما اعتمدت خطا دراميا حاذقا، قصت فيه بصريا أيام جواد العصيبة تحت ضغط عامل الزمن والسعي للوصول إلى صيغة تتفق مع رؤية الزعيم وأمانة بغداد، موضحة مدى تدخل الفنان الراحل خالد الرحال في العمل وإعاقته، بتقديمه اقتراحا للزعيم عبد الكريم بفرض وضع صورته في أعلى النصب.
ويكشف الفيلم للمرة الأولى تدهور حالة جواد الصحية وخضوعه للعلاج في مصحة للأمراض النفسية، لتوهمه أن هناك من يتآمر عليه ويثنيه عن الإنجاز.. وقد رقد فيها فترة من الزمن حتى غدت عملية التنفيذ مهددة، لولا تدخل المهندس الجادرجي الذي زار جواد وأقنع إدارة المستشفى بخروجه منها "على مسؤوليته" وأقنع جواد بانتفاء الحاجة لوضع صورة الزعيم على النصب.
سافر جواد بعدها إلى فلورنسا الإيطالية، حيث تم صب التماثيل وشحنها بصناديق، وعاد للعراق. وعرض الفيلم لقطة فوتوغرافية له في ساحة التحرير قرب الصناديق الخشبية المفتوحة، وكانت تلك الصورة الأخيرة له، إذ تعرض بعدها لأزمة قلبية ونقل للمستشفى الجمهوري، حيث فارق الحياة.
هذا الفيلم بيّن ايضا حاجتنا لتوثيق منجزات كبار فنانينا ومثقفينا بأشرطة تسجيلية تليق بهم.
************************************************
في الدنمارك احتفاء بالكاتبة النصيرة ناهدة جابر جاسم
كوبنهاغن – طريق الشعب
أقام تيار الديمقراطيين العراقيين ورابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في الدنمارك، أخيرا، أمسية ثقافية للكاتبة النصيرة ناهدة جابر جاسم، لتتحدث عن كتابها الروائي "العيش على الصراط"، وعن تجربتها النضالية في صفوف الأنصار الشيوعيين.
الأمسية التي حضرها جمع من المثقفين والمهتمين في السرد الروائي، أدارتها الفنانة المسرحية نضال عبد الكريم، وافتتحتها بالحديث عن بعض مراحل حياة الكاتبة ونتاجاتها الأدبية.
بعدها تحدثت ناهدة عن إصدارها الروائي، باعتباره أول منجز روائي لها، وهو عبارة عن رواية ببليوغرافيا سجلت فيها مراحل مهمة من حياتها في ظل مرحلة سياسية قاسية. حيث اختارت المواجهة كمناضلة رافضة للتقاليد الاجتماعية البالية وللنظام السياسي الفاشي المتصف بشراسة إجرامية قل مثيلها في تاريخ العراق السياسي. ثم عرّجت على مساهمتها في الكفاح المسلح الذي خاضه الشيوعيون العراقيون في جبال كردستان ضد النظام الدكتاتوري المباد، مبيّنة أن هذه التجربة كانت فريدة، واجهوا قساوتها بروح عالية من التحدي والتضحية.
وأشارت إلى انها كامرأة، كان التحدي بالنسبة لها مضاعفا ليشمل إثبات قدرتها ليس فقط على تحمل مصاعب الحياة الجبلية، بل على التضحيات العاطفية الاجتماعية القاسية أيضا، مؤكدة أن تجربتها الأنصارية علمتها الكثير من الصبر والتحدي.
وفي سياق الأمسية، قدم عدد من الحاضرين مداخلات وشهادات حول الكاتبة وتجربتها، مشيدين بشجاعتها وبقدرتها على تسجيل أحداث تاريخية مهمة في كتابها، بأسلوب سلس. حيث عبّرت عن أوجاعها وأوجاع المرأة العراقية بشكل عام.
كما أكدوا أهمية التجربة الكتابية في إحاطة الأجيال القادمة علما بهذا الدور النضالي في سبيل الحقوق المشروعة ورفض الاضطهاد والتهميش والاقصاء.
وفي الختام، قدم سكرتير رابطة الأنصار في الدنمارك الرفيق عبد الرحمن الخالدي، وسام النصير الشيوعي مع باقة ورد إلى الكاتبة النصيرة ناهدة جابر. كما قدم وساما آخر إلى زوجة النصير الفقيد عبد العباس جبار كريم (أبو يوسف). كذلك قدمت رابطة المرأة العراقية وبعض الحاضرين، باقات ورد إلى الكاتبة، تقديرا لجهدها في توثيق الحركة الأنصارية، ولدورها النضالي المشرّف.
***********************************************
قف.. ألقاب.. لوحوش كاسرة
عبد المنعم الأعسم
أدت المخاطبات اللادستورية للمسؤولين الكبار، فخامة. دولة. معالي، الى فوضى في تداول التوصيفات المضخمة للمسؤولين والسياسيين، حتى صاروا يرفضون مخاطبتهم بالاسم المجرد او بعنوان موقعهم الرسمي، ويخجلهم (انتباه) التذكير بمهنة ايامهم الغابرة: باعة متجولون، او رعيان في البوادي، فيما يورد ابو بشر الدولابي في كتابه "الكنى والاسماء" ان الانبياء موسى وداوود ومحمد كانوا رعاة غنم ولم يكونوا ليتنكروا لمهنتهم امام طواغيت عصورهم.
وفي كتاب "تنبيه المغترين" للشعراني إشارة مهمة لسفيان الثوري يحذر فيها من اولئك الذين يتظاهرون بوجاهات المناصب فإن تحتها، كما قال "ذئاب كاسرة" وعن انقلاب القيم والاندفاع في الفخامات الفارغة والاغترار بالمناصب، نُقل عن ابي ذر الغفاري قوله «كان الناس ورقاً لا شوك فيه، فصاروا شوكاً لا ورق فيه» وقديماً قال شاعر في التواضع:
"تواضعْ تكنْ كالنجم لاحَ لناظرٍ..
على صفحات الجو و هو رفيع".
الكاتب الانجليزي الشهير «توماس كارليل» تلقى عرضاً من رئيس حكومة بلاده "دزرائيلي" ان يحمل لقب «لورد» فرد عليه بالقول: "لن يحط من قدر الانسان أن يكون بلا لقب".
***********************************************
جلسة شعرية نسوية في اتحاد أدباء العراق
متابعة – طريق الشعب
نظم نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، جلسة شعرية نسوية حملت عنوان "نون"، ضيّف فيها عددا من الشاعرات، وسط جمع من الأدباء ومحبي الشعر. الجلسة التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارتها الشاعرة د. راوية الشاعر، بينما ساهمت فيها الشاعرات إبتهال بليبل، حذام يوسف طاهر، فراقد السعد، رفاه الإمامي، د. سجال الركابي، وجدان وحيد، فاطمة العزاوي، منى السبع، نور درويش، ليلى عبد الأمير، أمل الخالدي وهدى الطائي.
وجسدت الشاعرات في قصائدهن موضوعات وجدانية ووطنية. كما عبّرن عن دور المرأة في الحياة، وقدرتها على مواجهة الصعاب في الظروف الحالكة.
*********************************************
في بيتنا الثقافي.. فيصل الفؤادي و {وقائع أنصارية}
بغداد – طريق الشعب
ضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أخيرا، النصير الكاتب فيصل الفؤادي ليتحدث في جلسة ثقافية عن كتابه الجديد الموسوم "وقائع أنصارية/ من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في الكفاح المسلح 1978 – 1991".
حضر الجلسة التي نُظمت على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، عدد من قيادات الحزب، إلى جانب جمع من الشيوعيين وأصدقائهم.
النصير الفنان صباح المندلاوي، أدار الجلسة وافتتحها بتقديم نبذة عن الكاتب الضيف، وتجربته في صفوف الحزب، فضلا عن نشاطاته في مجال الكتابة، ملقيا الضوء على كتابه الجديد الذي يتناول حركة الكفاح المسلح للأنصار الشيوعيين في جبال كردستان، ضد النظام الدكتاتوري المباد، ودور التنظيم المحلي في الحركة.
بعد ذلك، تحدث الفؤادي عن محتوى كتابه، وأبرز موضوعاته، مثل العلاقة بين التنظيمين المحلي والعسكري في حركة الأنصار، ودور مناضلات الحزب ومناضليه في دعم العملين التنظيمي والعسكري، فضلا عن دور الشيوعيين في انتفاضة آذار 1991.
وأشار إلى ان الكتاب يتناول أيضا دور أبناء القرى الكردية وعائلات الرفاق في كردستان ومختلف المحافظات، في دعم حركة الأنصار ماديا ومعنويا وإعلاميا، مقدمين التضحيات في سبيل القضايا التي آمنوا بها.
ونوّه إلى ان كتابه يتضمن كتابات لعدد من الأنصار، يروون فيها تجاربهم النضالية في تلك الفترة، ويتناولون الدور الكبير للتنظيم المحلي في دعم الحركة الأنصارية، وفي تحريك الجماهير ضد النظام الدكتاتوري، في ظل مخاطر أمنية شديدة.
وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن محتوى الكتاب.
وفي الختام، سلّم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق د. عزت أبو التمن، النصير الكاتب فيصل الفؤادي شهادة تقدير باسم الحزب، ليوقّع هو من جانبه نسخا من كتابه ويوزعها على الحاضرين.