اخر الاخبار

ص1

 

تجاوز على القانون وميثاق الأمم المتحدة

الحكومة تواصل تدجين مفوضية حقوق الإنسان

وقانونيون يؤشرون خرقا لدى مكتب رئيس الوزراء

بغداد ـ محمد التميمي

 

تلقّت الحكومة سيلاً من الانتقادات إثر قرارها تعيين أحد مستشاريها في مفوضية حقوق الإنسان، التي توقف عملها بعد انتهاء ولاية مجلسها، قبل اكثر من ثلاث سنوات. وبدلا من التحرك نحو انتخاب مجلس جديد للمفوضية، بدأت محاولات تدجين عمل الأخيرة، تجنبا لرصد الانتهاكات التي تطال حقوق الانسان في العراق.

وفي عام 2021، أنهى مجلس النواب ولاية الدورة الثانية للمفوضية العليا لحقوق الإنسان بعد انتهاء مدتها، ومنذ ذلك الحين، توقفت نشاطاتها الأساسية لخلوها من مجلس مفوضين.

وعدّ مراقبون كتاب رئيس مجلس الوزراء الاخير بنقل خدمات المستشار في هيئة المستشارين التابعة لمكتب رئيس الوزراء سعد العبدلي، الى مفوضية حقوق الانسان "خطوة تهدد استقلالية المفوضية ومهنيتها، وتفقدها حياديتها، ويعرض عملها لضغوط محتملة".

يشار الى ان قوى السلطة اعتمدت هذا الأسلوب سلوكا في احكام قبضتها على مؤسسات الدولة التي يفترض ان تكون مستقلة.

 

قرار غير شرعي

يقول الخبير القانوني امير الدعمي، ان المفوضية العليا لحقوق الانسان، هي جهة مستقلة وخاضعة لميثاق الامم المتحدة، وبالتالي فإن وجود ممثل عن الحكومة في المفوضية، هو امر غير قانوني.

ويضيف الدعمي في حديث لـ"طريق الشعب"، ان هذا الاجراء "هو تجاوز على القانون وميثاق الامم المتحدة، وبالتالي يفقد المفوضية مهنيتها وحياديتها"، منبها الى انه "قد يكون هناك تأثير حكومي على عمل المفوضين، وبالتالي فإن هذا الاجراء غير صحيح، سواء مع المفوضية او مع اي جهة اخرى كانت"، مشيراً الى ان "الحكومة بات الجميع يسميها حكومة المستشارين؛ حيث اننا نجد في كل مفصل ومؤسسة او جهة مستشاراً حكومياً، وهذه بدعة محاصصاتية".

ويشير الى ان "كل الاحزاب الماسكة بالسلطة لديها ذراع في مفصل من مفاصل الدولة عبر سلة مستشاريها، وبالتالي فإن تعيين هؤلاء من قبل الحكومة هو ترضية لتلك الأحزاب".

ويفسر الدعمي كتاب رئيس الوزراء بأنه "طريقة للتأثير في عمل المفوضية وتقاريرها وبالتالي حياديتها تجاه حقوق الانسان في العراق"، محذراً من ان "الديمقراطية مهددة في العراق، بينما صناع القرار يفهمون الديمقراطية على انها صندوق اقتراع، وبالتالي نحن نعيش في عصر اكذوبة الديمقراطية؛ فمنذ 21 عاما لا تزال نفس الوجوه تتسيد وتهيمن على المشهد السياسي".

 

توجه نحو السلطوية

من جهته، قال رئيس منظمة مدافعون لحقوق الانسان، د. علي البياتي ان "نموذج مفوضية حقوق الانسان وشكل عملها، باعتبارها من المؤسسات الدستورية والتي تعبر عن وجود نظام ديمقراطي في البلد، هو علامة من علامات احترام حقوق الانسان، ومن علامات النظام السياسي الديمقراطي".

واضاف قائلاً لـ"طريق الشعب"، إن "التعامل بهذا الشكل مع المؤسسة هو دليل على عدم ايمان الطبقة السياسية التي تتحمل هذه المسؤولية، بالنظام الديمقراطي او الياته".

وقال البياتي، وهو احد اعضاء مجلس المفوضية المنتهية ولايته، إن "الطبقة السياسية تتعاطى فقط مع ما يخدم مصالحها ومع ما يعطيها الفرصة لتداول السلطة، وهي قضية الانتخابات وتوزيع المناصب عن طريق تحاصص مذهبي وقومي واثني، وبالتالي كانت تأخذ منها ما ينفعها وتترك ما لا ينسجم مع مصالحها".

ونوه الى أن "المفوضية بكل تأكيد هو ليست جهازا تنفيذيا، ولا تمنع الانتهاكات، ولكنها تراقب اداء الحكومات وتسجل ملاحظاتها وتشارك المؤسسات الاخرى، وخاصة القضاء العراقي في التعامل مع الملفات".

وعزا السبب في ذلك الى "عدم وجود محاكم حقوق الانسان. نعم كانت الملفات تحال وكان يتم فتح تحقيق فيها، ولكن لم نرى هناك صراحة مسألة حقيقية،  وتحقيق حقيقي مع الجناة وبالتالي محاسبتهم حول هذه الجرائم".

ويعتقد البياتي ان "المفوضية بعمرها القصير، كانت اول مواجهة لها في ملفات حقوق الانسان في قضية تظاهرات تشرين، ومن يراقب اداء هذه المؤسسة آنذاك، يستطيع ان يقول انها كانت تعمل وتحاول ان تحافظ على قدر من الاستقلالية، وان تحرك ادواتها من اجل مراقبة حقوق الانسان وتحريك ملفات انتهاكات حقوق الانسان".

 

غياب مجلس المفوضية

من جهته، عد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان، د. فاضل الغراوي "غياب مجلس مفوضية حقوق الانسان منذ فترة تزيد على ثلاث سنوات، يمثل اشكالية كبيرة، كون كل الصلاحيات الخاصة بالمفوضية واعمالها وادارتها، تتعلق بوجود مجلس المفوضين، سواء في القرارات او التقارير، واحالة الشكاوى والاليات الفنية والقانونية والإدارية، وبالتالي فان عدم وجود مجلس مفوضين، عرقل بشكل كبير ادارة المفوضية، واثر على استقلاليتها.

وأضاف الغراوي لـ"طريق الشعب"، انه "منذ عام 2021 وحتى اللحظة لم يتم تشكيل او اكمال متطلبات تشكيل مجلس المفوضين، من قبل لجنة الخبراء، وخصوصا بعد ان قدم العديد من الاشخاص ـ وصل عددهم الى اكثر من 1000 طلب ـ لهذه اللجنة، ليكونوا ضمن مجلس المفوضين".

 

مسؤول حكومي يراقب الحكومة!

أما رئيس مؤسسة حق لحقوق الانسان، عمر العلواني فقد قال إن "المفوضية لا تزال حتى الان تحافظ على تصنيف (A)، وهو وفق تصنيف المنظمات الدولية يعتبر تصنيفا متقدما، فيما شخّص عددا من المهددات لهذا التصنيف الذي يواجه خطر الهبوط.  واضاف العلواني لـ"طريق الشعب"، ان اول ما يهدد عمل المفوضية هو محاولة الحكومة ضرب استقلاليتها، مبينا ان المفوضية يديرها الان وزير العدل!

ويتساءل العلواني: كيف يمكن لوزير حكومي ان يراقب اداء الحكومة؟

ويردف كلامه بأن أكثر الوزارات التي تواجه اتهاما بانتهاك حقوق الانسان هي وزارة العدل، التي تدير السجون والمحاكمات.

  

راصد الطريق

هل تتجرأ الحكومة على الإصلاح الضريبي؟

 

تحتل العوائد النفطية المركز الأول والرئيسي في تغطية موازنات الدولة العراقية، ولا منافس لها في بقية القطاعات: الصناعة والزراعة والتجارة والضريبة وغيرها، ما يجعل اقتصادنا مهدداً نتيجة ارتهانه لتقلبات سوق النفط الدولية.

الحكومات المتعاقبة منذ التغيير لم تعالج هذا الخلل البنيوي، فيما الحكومة الحالية اتخذت تدابير لتغطية بعض فقرات العجز في الموازنة، وإن لم تنجح كلياً في ذلك. حيث أضافت رسوما جديدة على معاملات المواطنين، ومثلها في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات وغيرها، بجانب الضرائب، ما يرهق المواطنين، خصوصاً الفقراء والكادحين، بأعباء جديدة.

هذا فيما لم تَجْبِ الحكومة حتى الان، حسب احد النواب، الضرائب من الجامعات والكليات الاهلية، ولا من المراكز التجارية الكبيرة. فهل يعني هذا فرض الضريبة على مواطنين دون مواطنين؟ وهل تسهم الواسطة والفساد في هذا التهرب الضريبي؟

إزاء ذلك كله تبرز الحاجة الملحة الى إصلاح النظام الضريبي وتفعيله، لتلعب الضريبة والضريبة التصاعدية دورها في تعزيز موارد الموازنة، يمكنها كأداة للسياسة الاقتصادية الاسهام في إعادة توزيع الدخل والثروة، وتحقيق التضامن الاجتماعي على الصعيد الوطني.

فهل ستتحدى الحكومة المافيات والمتنفذين، وتقوم بمثل هذه الخطوات؟ 

 

 ص2

 

تحرير 3583 أيزيدياً.. ومختطفون آخرون في مخيم الهول

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أفاد مسؤول مكتب إنقاذ المختطفين الإيزديين حسين قائدي، بأنه تم الى الآن تحرير 3583 إيزدياً، من رجال ونساء وأطفال، مشيراً الى وجود معلومات بوجود مختطفين آخرين في مخيم الهول السوري.

 وقال قائدي إنه “ومنذ بداية فتح المكتب في شهر تشرين الأول 2014 بلغ عدد المختطفين الإيزديين 6417 شخصاً، من رجال ونساء وأطفال”.

 وأوضح قائدي أنه “ومنذ ذلك الوقت وحتى الان تم تحرير 3583 شخصاً من رجال ونساء وأطفال”.

واشار الى وجود “مختطفين في مخيم الهول، ولدينا ملف خاص حول ذلك”، لافتاً الى أنه “وحسب المعلومات التي لدينا هناك عدد كبير من النساء والاطفال الإيزيديين داخل المخيم”.

 وأكد قائدي أنه “لا نستطيع الدخول الى داخل المخيم، لكن هنالك عددا غير قليل من المختطفين الإيزديين في داخله، وفق مصادرنا المعتمدة هناك”.

 

 

الشيوعي العراقي يستقبل وفد السفارة الصينية

 

بغداد – طريق الشعب

 

استقبل الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، نائب السفير الصيني السيد شو هايفنغ ومسؤول الشؤون السياسية في السفارة السيد وانغ توشو، الأربعاء 13-11-2024، في مقر الحزب ببغداد.

وتناول اللقاء العلاقات العراقية الصينية حيث أكد الرفيق فهمي على أهمية تطوير العلاقات والدور الذي يمكن ان تؤديه الصين في تعزيز قدرات العراق الاقتصادية وفي ميادين مختلفة، كما بين إمكانية ان تؤدي الصين دوراً في المنطقة كقوة داعية إلى السلام ضد التوترات في المنطقة، مشدداً على الدور السياسي والدبلوماسي للصين على الصعيدين العالمي وفي المنطقة

ودار في اللقاء حديث عن أهمية العلاقات الثنائية بين الحزبين الشيوعي العراقي والصيني وكيفية تطويرها وتعزيزها.

من جانبه أوضح ممثل السفارة الصينية موضوع تطوير علاقة بلاده مع العراق وأشار إلى مساهمتها في عدد من المشاريع والميادين التي تنشط وتعمل فيها الشركات الصينية مثل المدارس، كما أشار إلى المساهمة في تطوير البنى التحتية ومن ضمنها الجسور وقطاع النفط والقطاعات الصناعية الاخرى

من ناحيته أشار الرفيق فهمي إلى أهمية ان يكون هناك عمل على توضيح التجربة الصينية وعرض ما تحقق ليس على جانب الإنجازات فقط، انما مواجهة التحديات المختلفة إلى أن وصلت إلى ما هي عليه اليوم.

وبين، أن التجربة الصينية مفيدة للبشرية باعتبارها صيغة من صيغ البناء الاشتراكي، مشدداً على أهمية تطوير العلاقات بين البلدين.

في حين أكد الوفد رغبته في تطوير العلاقات ليس على المستوى الرسمي فحسب بل يمكن ان تتطور مع كل القوى السياسية وبضمنها الحزب الشيوعي العراقي، بما يخدم العراق ويعزز تبادل الخبرات والتجارب في الميادين الثقافية والسياسية والحزبية.

وضم وفد الحزب الشيوعي العراقي الرفاق عزت أبو التمن وياسر السالم أعضاء المكتب السياسي والرفيق علي مهدي عضو اللجنة المركزية.

 

شباب النجف يحتشدون أمام المطار ويلوحون بالاعتصام.. وتظاهرات أخرى في عدة محافظات

قوى الفساد تلاحق أرزاق الفقراء في الأسواق الشعبية

بغداد ـ طريق الشعب

 

شهد عدد من المحافظات خلال اليومين الماضيين عددا من الاحتجاجات على آفة الفساد في دوائر الدولة، وتأخر صرف رواتب الموظفين، وارتفاع أجور جباية الكهرباء، وملاحقة مشاريع القوى القربة من السلطة لأرزاق الناس في الأسواق الشعبية.

 

تظاهرة أمام مطار النجف

ونظم عدد من المهندسين أمام مطار النجف الدولي، وقفة احتجاجية، الجمعة، عقب الكشف عن وجود رواتب مزدوجة تتقاضاها فئة من موظفي المطار.

وطالب المحتجون بإنهاء هذه الظاهرة وتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء النجف، خاصة في ظل ارتفاع معدلات البطالة، مؤكدين أنهم أحق بالعمل في هذه المنشئة المهمة التي أُنشئت بأموال المحافظة، وتمثل شرياناً اقتصادياً مهماً وتسهم بتوفير الانسيابية الكبرى للسياحة الدينية على مستوى العراق.

وقال المتظاهر صاحب منذر: خرجنا اليوم للمطالبة بحقوقنا المشروعة، فنحن شباب النجف نطالب بأبسط حقوقنا في العيش الكريم وفرص العمل. وأشار الى ان “قضية الرواتب المزدوجة كشفت عن سوء إدارة كبير، خاصة مع وجود البطالة المتفشية وارتفاع عدد العمالة الأجنبية داخل المطار”، مشدداً على إعطاء الأولوية لتعيين أبناء النجف في هذه الوظائف، لأن المطار بُني بأموال المحافظة، ونحن أحق بخدمته والعمل فيه”.

وأكمل منذر حديثه بالقول: ان “الاحتجاجات لن تتوقف حتى تتحقق جميع المطالب، ولدى المحتجين إصرار على تطوير الموقف وقد نصل إلى تنظيم اعتصام إذا لم تُتخذ خطوات جدية من قِبل الجهات المعنية”.

 

سوق السماوة

فيما دشن أصحاب المحال التجارية في سوق السماوة، وقفة احتجاجية على قرار تحويل عمارتهم (سوق الانتفاضة) إلى مشروع استثماري لصالح جهة سياسية متنفذة بحجة أنها آيلة للسقوط. وأشار المحتجون إلى أنهم حصلوا على حكم قضائي بإلغاء عقد الاستثمار.

وتحدث المشاركون في الوقفة الاحتجاجية عن ان هذه المحال هي مصدر وحيد لمعيشة عوائلهم، وهي تساعد عشرات العوائل في تأمين قوتها اليومي، مؤكدين ان العمارة شيدت في 2007 وهي غير آيلة للسقوط حسب تقارير الدفاع المدني في السماوة.

وطالب المحتجون الحكومة المحلية بوقف المصادقة على إجراءات الاستثمار واعتماد قرارات لجنة الكشف الميداني على العمارة التي قام بها الدفاع المدني.

 

البصرة.. احتجاج ضد أسعار الكهرباء

وفي محافظة البصرة، نظم مواطنون وقفة احتجاجية غاضبة في شارع المكتبات، رفضاً لارتفاع أسعار جباية الكهرباء التي تجاوزت المليون شهريا في بعض الاحيان، مطالبين الحكومة المركزية باستثناء المحافظة من الخصخصة لظرفها الاستثنائي، المتعلق بالمناخ المتطرف كأعلى المدن حول العالم بدرجات الحرارة، فضلاً عن التلوث النفطي الذي يعانيه البصريون.

وقال المتظاهر حكيم العيداني، ان “هذه الوقفة تأتي للاحتجاج على ارتفاع مبالغ جباية الكهرباء، اذ تجاوزت الوصولات مبلغ المليون دينار”.

وتابع “نعاني من أمراض سرطانية وتلوث ينخر بعظامنا، بينما يهددنا الموظف بقطع الكهرباء إن لم نقم بتسديد هذه المبالغ”.

فيما بين المتظاهر وليد الحسيناوي استغرابه من ارتفاع أسعار الفواتير، مؤكداً ان ظروف الطقس التي تمر بها المحافظة هي غير ظروف زاخو او الانبار، ما يتطلب مراعاة الأهالي ولا تتم المحاسبة كما يحاسب المواطن في زاخو. وأضاف “أننا نتحمل ضريبة النفط والتلوث فلا تحملونا ضرائب أخرى. من غير المعقول فرض هذه الضرائب على البصرة، وهي تتصدر أعلى درجات الحرارة حول العالم، لذا يجب أن يتم دعمها، وليس فرض ضرائب عليها”.

وبين الحسيناوي، أن وزير الكهرباء مولود في الفاو، ويعرف الطقس جيدا، ورياح الشرجي الرطبة.

 

معلمو كردستان

ولوّح عدد من معلمي إقليم كردستان بتنظيم إضراب شامل حال لم تصرف رواتبهم بأسرع وقت ممكن، اذ مرّ 13 يوماً على بداية شهر تشرين الثاني دون تحديد موعد لصرف رواتب موظفي إقليم كردستان لشهر تشرين الأول المنصرم. وأكد عضو لجنة المعلمين المعترضين نجم الدين محمد، أن “الايام القليلة المقبلة ستشهد اجتماعاً موسعاً لممثلي المعلمين في جميع المدن لاتخاذ موقف حيال تأخير صرف الرواتب”، مضيفا ان “موقفنا لن ينحصر حول العملية التعليمية فحسب بل سيكون لنا موقف حيال العملية السياسية برمتها”. ووسط هذا التأخير، لوّح المعلمون والموظفون بتنفيذ إضراب شامل، في حال عدم صرف رواتبهم قريباً، وعبّروا عن استيائهم من خلال منصات التواصل الاجتماعي، متسائلين “إلى متى ننتظر شهراً كاملاً لنحصل على راتب متأخر لمدة 60 يوما؟”. وتزامن ذلك مع استمرار المفاوضات بين بغداد وأربيل بشأن قوائم الرواتب والتغييرات المالية التي أُدخلت مؤخراً.  وكانت النائبة نيرمين معروف، عضو اللجنة المالية النيابية، قالت أن “العجز المالي المتكرر يعوق انتظام صرف رواتب موظفي إقليم كردستان”.

وأضافت أن “النظام الحالي الذي يُصرف بموجبه 12.67 في المائة من حصة الإقليم وفق الموازنة العامة، يعد متعارضاً مع قرار المحكمة الاتحادية، ما جعل النواب الكرد يعبرون عن اعتراضهم على هذا النظام”.

  

إضاءة

هموم انتخابية

 

 محمد عبد الرحمن

 

مع زحف الأيام نحو الموعد القانوني لانتخابات مجلس النواب في تشرين الأول ٢٠٢٥، يُثار العديد من القضايا ذات الصلة بالمنظومة الانتخابية. 

  فهل ستكون الانتخابات القادمة على وفق قانون انتخابي جديد؟ وماهي التعديلات التي ستدخل على القانون الحالي بما يجعله اكثر ملاءمة لحال العراق والتعددية المتعددة فيه؟ وهل ستبقى مفوضية القضاة ذاتها تدير الانتخابات؟ واذا بقيت فماذا عن فروعها ودوائرها التي تهيمن عليها الكتل والأحزاب المتنفذة في المحافظات؟ وهل سيمتلك احد فيها الإرادة الكافية لاعادة بنائها على أسس جديدة بعيدا عن المحاصصة المقيتة؟

وكما في كل دورة انتخابية يشار أيضا الى استغلال مناصب ومواقع الدولة لغرضين: الأول هو الدعاية الانتخابية العاجلة عبر تحريك بعض المشاريع وتبني قضايا مناطق معينة، والثاني إغداق الوعود بالتوظيف في دوائر الدولة، خاصة منها الأمنية التي تضخمت كثيرا، لا لحاجة ضرورية بل فقط لضمان تحقيق أصوات في التصويت الخاص. وهذا هو الآخر ارتفعت أصوات تقول بضرورة وأهمية مراجعته، بل حتى مراجعة حق القوات المسلحة في الانتخاب ارتباطا بتركيبتها الراهنة وهيمنة قوى محددة عليها، وهو ما يشكل تمييزا مسبقا لصالح المتنفذين، ويحرم قوى عديدة ولاسيما الناشئة من هذه الأصوات، مما يشكل اخلالا بمبدأ توفير الفرص المتكافئة للمتنافسين في الانتخابات.

ومما يخلّ أيضا بهذا التكافؤ ويشكل انتهاكا له، الاستخدام الواسع للمال السياسي وصرف ملايين الدولارات لشراء الذمم وتنظيم الدعاية الانتخابية، في حين ان بعض المرشحين حتى لا يملك سيارة، ويجوب الشوارع على الاقدام ليقوم بالدعاية الانتخابية. فكيف سينظم سقف الصرف، وهل ستبقى التعليمات التي تصدرها المفوضية حبرا على ورق ؟!

والأخطر والأكثر إثارة للقلق هو بقاء السلاح بيد قوى مسجلة كأحزاب، لكنها تمتلك السلاح وتتوعد وتهدد به، بل وتدخله ضمن حساباتها الانتخابية. وهذه مخالفة لا لبس فيها للدستور وقانون الأحزاب السياسية. وفي هذه الشأن نسمع ونقرأ وعودا، بضمنها ما في برنامج الحكومة الحالية، حيث ليس فقط لم يحصر السلاح بيد الدولة، بل بقي خارجها بنطاق واسع ويتسابق البعض على تقنين ذلك وجعله امرا واقعا!

والقضية الأخرى ذات الأهمية تتعلق بالسجل الانتخابي وما فيه من إشكاليات، وبطريقة وآلية التصويت، واستمرار استخدام البصمة التي غدت عائقا جديا امام مشاركة الكثيرين، خاصة من كبار السن، في الانتخابات. فلماذا كل هذا التعقيد؟ ولماذا لا نأخذ بتجارب وخبرة دول أخرى، تستعين بالسجلات الرسمية التي تزود بها المراكز الانتخابية، مع استخدام البطاقة الوطنية او جواز السفر. فهل ستراجع المفوضية ذلك مع اعلان وزارة الداخلية ان الغالبية الساحقة من العراقيين يحملون اليوم البطاقة الوطنية الموحدة؟

كما يتوجب ان لا تهمل هذه المرة مشاركة المواطنين العراقيين المقيمين خارج الوطن، لاسيما بعد الخطوات الموفقة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية بتسهيل الحصول على البطاقة الوطنية الموحدة في عدد من البلدان، بأمل ان تشمل دول المهجر جميعها.

ان من شأن اية خطوات جادة لتذليل هذه الإشكاليات، ان تبعث رسائل اطمئنان، وتدفع الى المشاركة الفاعلة في الانتخابات، وسيكون نصرا كبيرا للجميع وللشعب العراقي باطيافه المختلفة، عندما تقفز نسبة المشاركة من ٢٠ في المائة لتتجاوز حاجز الـ ٥٠ في المائة.

فهل ستتوفر الإرادة والآليات والوسائل لتحقيق ذلك؟ ام سنعود للتذكير بها وبغيرها عشية انتخابات ٢٠٢٨ ؟!

وفي جميع الأحوال يبقى الضغط متعدد الاشكال ضرورياً لفرض التوجه نحو تخليص المنظومة الانتخابية من الثغرات والنواقص.  

 

  

ص3

 

بغداد تبدأ حملة تشجير وحزام أخضر

ونيّة تحويل النفايات إلى كهرباء

 

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

تواجه العاصمة بغداد تحديات بيئية كبيرة، أبرزها ما يخص إدارة النفايات وتلوث الهواء والمياه، الامر الذي يؤثر بشكل مباشر على صحة السكان وجودة الحياة.

وفي إطار مواجهة هذه التحديات، أطلقت أمانة بغداد مجموعة من المشاريع البيئية التي تهدف لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية وزراعة الأشجار لتحسين الغطاء النباتي.

لكن برغم هذه الجهود، تظل المشاكل البيئية قائمة، في ظل الطرق التقليدية للتخلص من النفايات التي تلوث التربة والمياه. فهذه المبادرات، رغم أهميتها، تعكس الحاجة إلى حلول أكثر فعالية وشاملة لمواجهة الأزمة البيئية في بغداد وبقية المدن.

وفي إطار الجهود الرامية لتحسين البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، أطلقت أمانة بغداد مشاريع استراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية الخضراء وتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية. وأوضح مسؤول الإعلام في أمانة بغداد عدي الجنديل: أن هناك خطوات جدية لتحويل النفايات إلى طاقة كهربائية باستخدام تقنيات صديقة للبيئة، وفقًا للمعايير العالمية. وتشمل الخطة إقامة معامل متخصصة خارج التصميم الأساسي لمدينة بغداد؛ حيث تم استحصال موافقة مكتب رئيس الوزراء على تخصيص قطعتين من الأراضي في منطقتي النهروان وأبو غريب لهذا الغرض.

ويبين الجنديل لـ "طريق الشعب"، أن "المشروع، الذي يندرج تحت إشراف هيئة الاستثمار الوطنية وهي ستختار الشركة التي ستتولى تنفيذ هذا المشروع، سيبدأ بمرحلة أولى في النهروان بطاقة استيعابية تبلغ 3000 طن يوميًا"، مؤكدا أن عدة وزارات، من بينها مكتب رئيس الوزراء، شاركت في هذه المبادرة التي تهدف إلى تقليل كميات النفايات، وتحسين إنتاج الطاقة النظيفة.

وأضاف، انه "في خطوة لتحسين البيئة داخل بغداد، أطلقت أمانة بغداد حملة خريفية لزراعة 101 ألف شجرة معمرة، مثل السدر والأكاسيا والفيكسيا، والتي تساعد في تلطيف الأجواء ومقاومة التغيرات المناخية. الحملة التي بدأت في الأول من تشرين الاول الماضي ستستمر حتى منتصف كانون الثاني من المقبل".

وتابع، ان "الأمانة تخطط لإطلاق حملة أخرى خلال موسم الربيع المقبل لزراعة 250 ألف شجرة معمرة كمرحلة أولى، ضمن مشروع يهدف لتوسيع الغطاء النباتي في العاصمة".

وأوضح انه "من بين المشاريع البيئية الطموحة، تعمل أمانة بغداد على إنشاء حزام أخضر يمتد على مساحة 940 دونما قرب أبو غريب. وللتغلب على شح الموارد المائية، يتم إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي لتوفير المياه اللازمة للري باستخدام تقنيات حديثة. المحطة التي وصلت نسبة إنجازها إلى 80 في المائة ستعمل على تحويل المياه إلى صالحة للري، مع مد شبكة أنابيب بطول 7 كيلومترات لنقل المياه إلى المناطق المستهدفة".

وذكر ان الأمانة تسعى أيضًا الى لتحويل معسكر الرشيد إلى أكبر حديقة خضراء في بغداد، بمساحة تقدر بعشرة أضعاف مساحة حديقة الزوراء. المشروع، الذي سيبدأ قريبًا بوضع الحجر الأساس، يهدف إلى خلق متنفس بيئي كبير يساهم في تحسين جودة الحياة لسكان بغداد.

 

طرق تقليدية للتخلص من النفايات

وذكر الخبير البيئي خالد سليمان أن "مشكلة النفايات في العراق تتفاقم بسبب الطرق التقليدية المستخدمة في التخلص منها، مما يسبب أضرارًا بيئية وصحية كبيرة".

وقال سليمان لـ "طريق الشعب"، إن "النفايات تشمل البلاستيك، المواد الصلبة، المخلفات الطبية، والمياه الثقيلة".

وأضاف، أن مدينة البصرة تعاني بشكل خاص من تراكم النفايات المنزلية والبلاستيكية التي تُرمى في قنوات المياه، مما يحولها إلى مصدر للروائح الكريهة والأمراض، ويهدد المناطق التراثية مثل شناشيل البصرة، مؤكدا انه "من الصعب الان تحمل روائح النفايات التي تحيط بهذه المنطقة التاريخية".

أما في بغداد، فأوضح سليمان أن "المياه الثقيلة غير المعالجة تُنقل من وسط المدينة إلى منطقة جسر ديالى، حيث تُفرغ هناك، ما يؤدي إلى تلوث التربة ويقضي على الكائنات الحية"، واصفا هذه الطريقة بأنها "متخلفة جدًا ولا تليق ببلد يعيش في القرن الحادي والعشرين".

وفيما يخص الحلول، أشار سليمان إلى تجربة مدينة السليمانية، حيث تعمل إحدى الشركات على معالجة النفايات لإنتاج وقود حيوي يُستخدم في مصانع الإسمنت، مضيفا ان "هذا الوقود نظيف، ولا يولد غازات دفيئة مثل الكربون، ما يجعله مفيدًا بيئيًا واقتصاديًا. ويمكن للحكومة الاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها على نطاق أوسع لحماية مصادر المياه والتربة، مع إنتاج وقود نظيف".

وقال كشبين إدريس، رئيس منظمة هسار البيئية، أن "العراق يواجه تحديات كبيرة في إدارة النفايات المتنوعة التي ينتجها يوميًا".

وأضاف أن "النفايات، رغم كونها مشكلة بيئية معقدة، تمثل فرصة اقتصادية وبيئية إذا تم التعامل معها بطرق حديثة ومدروسة.

وأشار إدريس في حديث لـ"طريق الشعب"، إلى أن "النفايات غير المعالجة تترك آثارًا سلبية هائلة على البيئة، حيث تلوث الهواء والمياه وتساهم في انتشار الأمراض".

وتابع، أن "النفايات البلاستيكية تمثل تحديًا خاصًا، إذ تحتاج مئات السنين لتتحلل، ما يؤدي إلى تراكمها في التربة والمسطحات المائية وتأثيرها السلبي على الحياة البرية والنظم البيئية".

كما حذر إدريس من خطورة حرق النفايات، حيث يؤدي ذلك إلى انبعاث الغازات السامة التي تلوث الهواء وتساهم في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.

واختتم إدريس كلامه بالتأكيد على أهمية تبني نهج مدروس لتحقيق بيئة أكثر استدامة في العراق، مشيرًا إلى أن الإدارة الجيدة للنفايات يمكن أن تكون جزءًا من الحلول لتحقيق مستقبل بيئي أفضل.

  

العراق في الصحافة الدولية

 

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

 

المجتمع المدني والديمقراطية في العراق

  

نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على موقعه مقالاً للكاتب عبد السلام المدني، تطرق فيه إلى الخيارات الصعبة التي يواجهها، المجتمع المدني العراقي، بعد السنوات التي أعقبت سقوط الدكتاتورية، والنمو الذي شهده هذا المجتمع وما استُثمرت من جهود وأموال وموارد طائلة لتعزيزه، والتي أثمرت عن ولادة مئات المنظمات المدافعة عن الديمقراطية ومن أجل تمكين المرأة سياسياً واقتصاديًا والدفاع عن حقوق الأقليات.

 

تراجع في التمويل

 

وذكر المقال بأن السنوات الأربع الأخيرة شهدت تراجعاً في تمويل هذا المجتمع بسبب جائحة كوفيد والركود في اقتصاديات الدول المانحة وتوجهها لتقديم دعم كبير لأوكرانيا في حربها مع روسيا، إضافة إلى اعتبارها العراقَ من الدول الغنية التي تمتلك 100 مليار دولار من الإحتياط النقدي و130 طناً من الذهب، رغم إبتلائها بفساد شنيع.  

وشمل هذا التقليص حتى ميزانية صندوق الدعم الإنساني العراقي  (IHF) الذي يُديره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ، حيث لم يتلق سوى 29 في المائة من احتياجاته مما ترك آثاراً سلبية على دوره المحوري في توفير التمويل المباشر وتنسيق الجهود بين المنظمات غير الحكومية. كما أدى تقليص تمويل الجهود الإنسانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة بنسبة 93 في المائة إلى الإضرار بمجالات حيوية مختلفة تشمل مراقبة النزوح وتقييم تغير المناخ ودمج النازحين داخليًا.

 

انتقادات حادة

وبعيدًا عن كل الجدل حول التمويل الدولي، تعبر أصوات قوية عن انزعاجها من اعتماد المجتمع المدني العراقي على التمويل الدولي، بدعوى خضوع العديد من المنظمات التي تتلقى الدعم لأجندات خارجية. وأشار الكاتب إلى إنه وعلى الرغم من تلك الانتقادات، سيكون لغياب المجتمع المدني نتائج كارثية على المسار الديمقراطي، حيث لا ديمقراطية دون مجتمع مدني ولا مجتمع مدني دون ديمقراطية. وحدد المقال أبرز معالم الدور الذي يجب أن تلعبه منظمات المجتمع المدني كتقديم الخدمات المباشرة و نشر الوعي و بناء القدرات و حماية المجموعات و حملات المناصرة و مراقبة الأداء الحكومي و المشاركة في عملية صنع القرار.

 

حلول مقترحة

وتضمن المقال مجموعة من المقترحات لمعالجة المعوقات والمشاكل التي تعترض نشاط وديمومة المجتمع المدني، ومنها تطوير ديناميات مجتمعية محلية تشجع على العمل الخيري وتضمن استمراريته دون الاعتماد على الدعم الخارجي، والإبقاء على خطوط التواصل بين المنظمات الدولية والمنظمات المحلية للحفاظ على دعم مستمر حتى ولوكان محدوداً، لاسيما بعد أن أدت التمويلات الطائلة لمشاريع قصيرة المدى، إلى جعل أبواب الفساد مشرعة بقوة.

 

تدخل السلطة والقوى المتنفذة

واعتبر الكاتب تحكم القوى السياسية المتنفذة وآليات منظومة المحاصصة بالمسار الديمقراطي، عقبة كبيرة ليس أمام تطور المجتمع المدني بل وأيضاً في إدامة الفساد والتخادم مع المفسدين وتحطيم القطاع الخاص، مشيراً إلى أن تغلغل القوى المتنفذة في هذا القطاع سيوطد سلطة الحكومة عليه بما يعزز من المركزية ويقلص من دوره ويهدد استقلاليته.

واضاف الكاتب بأنه في الوقت الذي تواجه فيه العديد من منظمات المجتمع المدني خطر الاندثار، تزدهر أوضاع المنظمات التابعة لأطراف تمتلك النفوذ والسيولة المالية وأغلبهم من المتنفذين أو القريبين منهم، وتنفذ أجنداتهم وتبتعد عن تمثيل رؤية ورسالة المنظمة والأهداف المدنية التي تأسست لأجلها وتقوم بالتركيز على تقديم الخدمات المباشرة والمعونات لإستقطاب الجماهير انتخابيا.

وإختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن المجتمعات الديمقراطية الحديثة وتلك المتجهة نحو الديمقراطية تقوم على ثلاث قطاعات مستقلة، العام والخاص والمجتمع المدني. وأضاف بأنه في ظل قطاع خاص ضعيف ومستقطب سياسيا، ومجتمع مدني إما معرض للخنق او مستقطب بشدة، واستيلاء القوى السياسية المتنفذة على القطاع العام، يصبح التساؤل مشروعاً عما إذا كانت النسخة الديمقراطية لم تعد صالحة أو لم تكن بالأساس صالحة وهناك حاجة لنسخة أخرى أكثر فاعلية.

 

 

عين على الأحداث

 

وراها إنّ

 

ضجت وسائل التواصل الاجتماعي والدوائر الإعلامية بتسريبات صوتية عن صفقات مشبوهة واتهامات بالفساد لعدد من "أولي الأمر" في البلاد. وشملت هذه التسريبات، التي يعتقد الكثيرون بأنها لا تظهر بمحض الصدفة، مؤسسات مهمة كهيئة المستشارين والوقف السني والضرائب وهيئة النزاهة وغيرها. هذا وفي الوقت الذي يعّد الناس فيه هذه الظاهرة تعبيراً عن الصراعات الحزبية الضيقة واستغلالاً "منطقيا" للتطور التقني في مجال التسقيط السياسي بين المتنفذين، يأملون أن يعمد ضحايا هذه الألاعيب إلى مصارحة الشعب بالحقيقة، إن كانوا أبرياء مما ينسب إليهم، أو أن يقوم الادعاء العام بواجبه الذي وُجد من أجله، تطبيق القانون على الجميع.

 

كفى فشلاً

 

كشف اقتصاديون عن تضخم الركود في سوق العقارات لأكثر من 120 بالمائة خلال السنوات الثلاث الماضية مع انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين قياساً بالأسعار الخيالية للوحدات السكنية، مؤكدين على أن أغلب البناء "الفاخر" الذي يعج به سوق العقارات هو نتاج لإستثمار الأموال بغية غسلها، لاسيما بعد أن عجز الفاسدون عن تحويلها إلى الخارج. هذا ويطالب الناس الحكومة بمعالجة فشلها في حل أزمة السكن وتصحيح سياساتها الخاطئة في مجال توزيع الثروة والتي أضرت كثيراً بالمواطنين، والعمل على إعادة تحريك هذا القطاع بإطلاق قروض وتوزيع قطع أراض مخدومة وإنشاء وحدات سكنية اقتصادية وحصر بيعها بمن لا يمتلك سكناً.

 

چلچل علينا الرمان المستورد

 

اشتكى العديد من مزارعي الرمان في العراق من خساراتهم السنوية بسبب الجفاف وقلة المياه وضعف الدعم الحكومي، جراء تدني الأسعار بنسبة 75 في المائة، في ظل المنافسة الشديدة مع المنتجات المستوردة من إيران واليمن، إضافة إلى تجريف البساتين في العمليات الإرهابية أو لتحويلها إلى عشوائيات للسكن. هذا وفي الوقت الذي ينتظر فيه الناس من السلطات المسؤولة حماية المنتوج الزراعي الوطني لتقليص الإعتماد على النفط وضمان الأمن الغذائي، يتساءلون عن الأسباب التي تمنع الحكومة من دعم المنتجين والحد من الاستيراد المنفلت وتقليص الضرائب على المصّدرين عند وجود فائض في الإنتاج.

 

إن غاب لا يذكر!

 

عجز مجلس النواب في جلساته الماضية عن تمرير أي قانون من عشرات القوانين المكدسة في ملفاته، رغم تمديد فصله التشريعي لشهر كامل، وذلك بسبب الصراع السياسي بين كتله التي تتقاسم المغانم وتعمل وفق آلية تتم فيها المصادقة على مجموعة قوانين في سلة واحدة، بعد أن يحسمها تخادم توافقي يحصل بين المتنفذين بعيداً عن جلسات المجلس. هذا وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان، الذي عزفت الأغلبية الساحقة من الناخبين عن التصويت له، فشل في تشريع القوانين وفي مراقبة الحكومة ومؤسسات الدولة والتصدي للفساد المستشري، بل وحتى في صيانة حقوق أعضائه في التعبير عن آرائهم.

 

غياب القيم

 

كشفت معطيات وزارة الداخلية عن تزايد حوادث اغتصاب وتعذيب الأطفال والتي يتم تصوير بعضها وعرضه على وسائل التواصل الاجتماعي. ويشير مختصون إلى أن من أسباب حدوث هذه الجرائم انتشار عمالة الأطفال والمخدرات وضعف هيبة القانون. هذا وفي الوقت الذي تحطم فيه هذه الجريمة حياة الطفل وتنتهك كرامته وانسانيته، وتسبب له الكثير من المشاكل النفسية والاجتماعية، يؤكد المختصون على أن تغليظ العقوبات، وإن كان ضرورياً، يبقى غير فعّال لوحده ما لم يقترن بالعمل على معالجة المسببات الأخرى واطلاق حملات توعوية في المؤسسات التربوية ووسائل الإعلام والإتصال، وتشريع القوانين اللازمة وفي مقدمتها قوانين حماية الطفل والمرأة من العنف.

  

ص4

 

وقفة اقتصادية

 

مما يثير القلق لدى المحللين والمتابعين للشأن الاقتصادي، تفاقم ظاهرة غسيل الأموال وتهريبها وهما الشكل الأعلى للفساد في البلاد، مما أديا إلى تدهور في عملية التنمية الاقتصادية وتعميق الأزمات على النطاقين الاقتصادي والاجتماعي.  إن استمرار هاتين الظاهرتين وتعقد مسارهما لا ينبغي النظر إليها بعدم الاكتراث   الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الشكوك في السياسات الحكومية مما يقتضي التعجيل باتخاذ إجراءات حاسمة ليس في معاقبة مرتكبيها فحسب وإنما في الوقاية لمنع تكرارها.

   وما كان لهذه الظاهرة المزدوجة أن تأخذ هذه الأبعاد المقلقة لولا وجود حزمة من الأسباب والعوامل التي ترابطت ببعضها وانتجت سلسلة من الآثار ومن بينها:

1.تخلف كبير في التنظيم الإداري والاقتصادي لعمليات الاستثمار المحلي والاجنبي.

2.تراجع مريب في القيم الاجتماعية والأخلاقية التي اعتاد عليها مجتمعنا في أجيال سابقة، لدى الكثير من رجال الاعمال والمصارف ما قادها إلى ارتكاب هذه الجرام المخلة بالشرف العراقي.

3.ضعف النظام المصرفي في تشديد الرقابة على العمليات المصرفية وخاصة في عمليات التحويل المالي الإلكتروني بين المصارف المحلية والأجنبية أدت إلى حصول جرائم تهريب العملة وغسيلها قبل ان تتجه حاليا إلى أتمتة العمليات المصرفية وهذه هي أيضا بحاجة إلى رقابة.

4.جرائم غسيل الأموال تجري في ظل بيئة تتسم بالتشجيع على ارتكاب تلك الجرائم وفي ذات الوقت عدم اتخاذ العقوبات الرادعة ضد مرتكبيها، بل أن هؤلاء ينعمون بحصانة قوى سياسية منتفعة واجتهادات في تفسير النصوص القانونية الرادعة.

وتجد هذه الجرائم ومظاهرها تجسيدا لها في العديد من الممارسات التي سجلتها بعض المصارف ومنها مصرفا الرافدين والرشيد والبنك التجاري وتم إبلاغ وزارة المالية عن خروج أموال كبيرة من حسابات مصرفية لعملائهم لحساب شركات مجهولة الأنشطة، وفي ذات الوقت دخول مئات الملايين من الدنانير إلى حساب عملاء آخرين في بغداد والبصرة وأربيل وإقليم كردستان مما تدعو للاستغراب عن طبيعة هذه التحويلات والودائع. ومن جهة أخرى رصدت وزارة الداخلية أن بعض العائلات في بغداد الجديدة والمنصور ومناطق أخرى ظهرت عليهم مظاهر الثراء السريع من خلال السيارات الفارهة والفلل والقصور بشكل مثير خلال الأشهر الماضية، وهذه الأمثلة لم تأت مصادفة فملفات الحكومة تضج بهذه الجرائم. وفق هذه وتلك من الأمثلة فان غسيل الأموال كما هو معروف يعني (تحول الأموال غير المشروعة إلى أموال مشروعة) تتم عبر قنوات اقتصادية كالاستثمارات والعقارات والمولات والمشاريع الخاصة في مجال التعليم والصحة والنقل السياحي.. الخ.

من باب الاعتراف بثقل جرائم غسيل الأموال كأمر واقع فقد انعقد في بغداد منتدى مكافحة الفساد للفترة من 10—12 من شهر أيلول الماضي برعاية رئيس الوزراء وقد شارك في هذا المنتدى أكثر من 300 شخص من 29 دولة وجرى تنظيمه بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية ومنظمة الشفافية الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقد تمحور موضوع المنتدى حول أن (النزاهة عنصر أساس في عصر التعقيد والفرص)، وتوصل إلى العديد من التوصيات كان أبرزها إنشاء مرصد عربي للنزاهة والشفافية كمنظمة إقليمية لرصد جهود مكافحة الفساد وتقييم فعالية السياسات فضلا التركيز على اعتماد الحوكمة الإلكتروني في معظم العمليات الاقتصادية والمالية والمصرفية.

 وحيث أن مكافحة غسيل الأموال تعتمد على علاقات مالية ومصرفية محلية ودولية تسمح بتتبع الأموال بهدوء مقترن بجدية تامة تعطي الطمأنينة للاستثمارات القائمة على أسس وقواعد قانونية. وبناء على ما تقدم فإن الدولة مطالبة بالأخذ بالاعتبار كل الآراء والمواقف المتخذة حكوميا وشعبيا فضلا عن التجربة العالمية في مجال مكافحة جريمة غسيل الأموال وتهريبها وبالخصوص التوصيات التي اتخذتها المؤتمرات الدولية التي انعقدت في العراق وآخرها منتدى مكافحة الفساد المنعقد في بغداد في شهر أيلول الماضي، والتنسيق التام بين الجهات الحكومية الممثلة في مكتب غسيل الأموال وإدخال ديوان الرقابة المالية والنزاهة، مع تحاشي تضخيم الأجهزة الأمنية والرقابة في هذه العملية كي لا يكون ضررها أكثر من نفعها.

 

التسرب المدرسي في كركوك 

فقر ونزوح يبعدان الأطفال عن الدراسة

 

بغداد – تبارك عبد المجيد

 

تعد محافظة كركوك من أكثر المناطق التي تواجه تحديات كبيرة في قطاع التعليم، حيث يعاني العديد من الأطفال من صعوبات تعيق استكمال تعليمهم. وتتعدد الأسباب التي تقف وراء ارتفاع نسب التسرب المدرسي في المحافظة، بدءًا من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تضطر الأسر لإرسال أطفالها إلى سوق العمل، وصولًا إلى نقص حاد في البنية التحتية للمدارس، بالإضافة إلى التحديات الأمنية التي مرت بها المنطقة على مدى السنوات الأخيرة.

ويشير مراقبون إلى أن مدارس المحافظة لا توازي نسبة السكان، إذ تُبنى بعض المدارس لكنها تبقى غير كافية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، خاصة في المناطق الريفية.

 

متطلبات الدراسة صعبة

ويقول احمد المعلمين في محافظة كركوك، محمود عباس إن "الحكومة المحلية تخصص نحو 20 في المائة من ميزانيتها لبناء المدارس، بالإضافة إلى مساهمات منظمات دولية، لكن هذه الجهود ما زالت قاصرة عن تلبية الحاجة".

ويضيف انه "في بعض النواحي مثل ناحية الرياض التي تضم 165 قرية، ارتفعت نسبة العائدين من مناطق النزوح بعد استعادة السيطرة الحكومية عام 2017، غير أن سكانها يعانون من ضائقة مالية، تحول دون قدرة العديد منهم على مواصلة تعليم أبنائهم. وعن لسان احد الإباء، يقول "الأولويات الآن هي توفير لقمة العيش. لا أستطيع شراء زي مدرسي لابنتي".

ويبين محمود وهو ناشط تربوي لـ "طريق الشعب"، أن "نقص وسائل النقل المدرسي يؤثر سلبا على الطلبة، خصوصًا الفتيات اللواتي يجدن صعوبة في التنقل لمسافات طويلة أو الاعتماد على وسائل نقل غير مضمونة".

ويضيف أنه "من المشاكل الملحة التي تواجه أطفال الأسر النازحة أو المتأثرة بالصراعات هي عدم امتلاكهم مستمسكات رسمية، ما يعيق التحاقهم بالمدارس، خاصة عند اجتياز المرحلة الابتدائية حيث يشترط إبراز الهوية. وفي كثير من الحالات، يتطلب إصدار المستمسكات الرسمية اللجوء إلى المحامين وتكاليف إضافية، وهو ما يعجز عنه كثير من العائلات".

ويشير الى وجود "منظمات إنسانية ومحلية تعمل على مساعدة هؤلاء الأطفال، ففي إحدى المبادرات، تمكّنت منظمة محلية من استخراج بطاقات تعريفية لنحو 62 طفلاً، لكن لا تزال هناك أعداد كبيرة من الاطفال بحاجة للدعم". ويتابع أنه "إلى جانب نقص المدارس، تعاني المؤسسات التعليمية في كركوك من ضعف خدمات النظافة والصيانة، حيث يتم تعيين بعض الموظفين دون تدريب كافٍ في مهامهم الخدمية، ما يؤثر سلبًا على بيئة الطلبة في المدارس. وتزيد هذه الظروف من تحديات المدارس الحكومية التي تتعرض لمنافسة شديدة من المدارس الخاصة، رغم تباين مستوى الجودة بين النوعين". ويردف كلامه بأن "بعض الأهالي يدركون أهمية التعليم كوسيلة لتحسين مستقبل أبنائهم، خاصة مع توفر فرص تعيين للمتخرجين. ومع ذلك، لا تزال الأسر محدودة الدخل تجد صعوبة في مواصلة تعليم أطفالها، ما لم تتحسن الظروف المعيشية والخدمية".

ويأمل ان يكون هناك "دعم حكومي لتحسين وضع التعليم، بدءاً من زيادة عدد المدارس وتعزيز الدعم الاجتماعي، إلى تطوير برامج لمكافحة التسرب وتأمين النقل المدرسي".

صرح محافظ كركوك السابق، راكان سعيد الجبوري، في عام 2022 بافتتاح 8 مدارس في مركز المحافظة تم بناؤها على حساب إدارة كركوك، مع تحقيق المحافظة المركز الأول في بناء المدارس في مؤتمر وزارة التعليم والتربية.

 

أسباب التسرب

من جهة أخرى، أفادت مديرية تربية كركوك في عام 2023 بأن المحافظة تضم 421 مدرسة بدوام ثنائي و46 مدرسة بدوام ثلاثي، مما يتطلب بناء حوالي 300 مدرسة إضافية للتخلص من الازدواجية في الدوام. كما تم حل مسألة المدارس الكرفانية والطينية، مع الحاجة إلى نحو 9 آلاف معلم لتغطية الاحتياجات التدريسية، وفقا للمديرية.

ويقول الصحفي محمد شهيد زاده: إن هناك عدة أسباب رئيسية وراء ارتفاع معدلات التسرب المدرسي في المحافظة. من أبرز هذه الأسباب الأوضاع الأمنية التي شهدتها كركوك على مدار السنوات الماضية. "توترات أمنية كبيرة نتيجة للأحداث السياسية والنزاعات المسلحة جعلت بعض الأسر تفضل بقاء أبنائها بعيدًا عن المدارس، خوفا من وقوعهم في دائرة الخطر".

ويضيف محمد لـ "طريق الشعب"، أن "الوضع الاقتصادي السيئ لبعض الأسر يعد من العوامل المؤثرة بشكل مباشر في تسرب الأطفال من التعليم، حيث تواجه الأسر صعوبات مالية، يلجأ البعض منهم إلى إرسال أطفالهم للعمل بدلاً من إرسالهم إلى المدرسة، وذلك للمساهمة في تحسين دخل الأسرة".

أما في ما يتعلق بالخدمات التعليمية في كركوك، فيوضح زاده أن "نقص البنية التحتية وضعف الإمكانيات التعليمية في بعض المدارس يعمق من المشكلة: قليل من المدارس في كركوك تتوافر على صفوف دراسية مكتملة. كما أن هناك نقصًا كبيرًا في الكتب والمستلزمات التعليمية الأساسية. هذا الوضع لا يجعل التعليم جاذبًا لبعض الطلبة، ما يؤدي إلى تزايد نسب التسرب".

ويشير شهيد زاده إلى أن "قلة الوعي في بعض المناطق بأهمية التعليم، خصوصًا في الأرياف، تلعب دورًا في تغليب الأولوية للعمل على التعليم، حيث هناك عائلات لا تدرك قيمة التعليم في بناء مستقبل أبنائهم، ما يجعلها تفضل أحيانًا العمل على الدراسة".

علاوة على ذلك، لا تزال بعض التقاليد والعادات المجتمعية تشكل تحديًا كبيرًا أمام حق الأطفال في التعليم، خاصة بالنسبة للفتيات، اذ  تُجبر الفتيات على ترك التعليم للزواج المبكر أو للعمل في المنزل، وهو ما يزيد من فجوة التعليم بين الجنسين في المنطقة"، يقول زاده.

وفيما يتعلق بتقييم المدارس في كركوك، يعتمد التقييم بشكل عام على توفر البنية التحتية الأساسية، جودة المناهج التعليمية، والقدرة الاستيعابية للكادر التدريسي. ومع ذلك، حسب شهيد زاده "هذه المعايير لا تعد كافية لتحسين الوضع التعليمي بشكل ملحوظ. "المشاكل المتعلقة بالأمن والاقتصاد، بالإضافة إلى نقص الوعي المجتمعي، تؤدي إلى تراجع التصنيف العام للمدارس في كركوك مقارنةً ببقية المحافظات".

بيئة هشّة

وفي حديثها لـ"طريق الشعب"، تشرح أروين عزيز، الناشطة في مجال التعليم والباحثة التي أعدت سابقًا ورقة سياسة تناقش مشكلة تسرب الأطفال من التعليم في كركوك، الأسباب الرئيسة التي تساهم في هذه الظاهرة، قائلة: إن "الفقر هو العامل الأساس الذي يدفع العديد من الأسر إلى إجبار أطفالها على دخول سوق العمل منذ سن مبكرة. في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الكثير من الأسر في كركوك، يصبح تعليم الأطفال أمرا غير ممكن. وتُعتبر مشاركتهم في العمل خيارًا صعبًا لكنه ضروري من أجل توفير احتياجات الأسرة".

وتشير إلى التحديات الكبيرة التي تواجه البيئة التعليمية في كركوك، مضيفة أن "الكثير من المدارس في المحافظة تفتقر إلى المرافق الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب، والمراحيض، وأماكن اللعب، والأهم من ذلك الصفوف الدراسية المناسبة".

وتؤكد، ان "البيئة التعليمية تفتقر إلى الأساسيات التي تجعل من المدرسة مكانًا محفزًا وآمنًا للتعلم".

وتضيف، أن هذه الظروف تجعل الأطفال غير راغبين في الاستمرار في التعليم: "عندما تكون المدرسة بيئة غير ملائمة، يشعر الأطفال بالملل والتهميش، ما يجعلهم يفضلون العمل أو البقاء في المنزل على الذهاب إلى المدرسة. هذا يؤدي إلى زيادة نسبة التسرب، وهو ما ينعكس على مستقبلهم الأكاديمي والاجتماعي".

وترى عزيز، أن أزمة التسرب ليست مجرد مشكلة مدرسية أو تعليمية، بل هي قضية مجتمعية يجب على الجميع مواجهتها.

وتوضح أن "أزمة تسرب الأطفال من التعليم في كركوك تتطلب تكاتف الجميع، من الحكومة إلى منظمات المجتمع المدني. لا يمكن للأسر وحدها تحمل عبء هذه المسؤولية. نحن بحاجة إلى تدخلات جادة لتحسين واقع التعليم، من بناء مدارس جديدة إلى توفير مستلزمات تعليمية أساسية".

وتختتم حديثها بالقول: "أأمل تحسين الوضع التعليمي في كركوك، وان لا يبقى معقودًا على التعاون المشترك بين جميع الأطراف".

  

أدباء كربلاء يحتفون بالشاعر عقيل أبو غريب

كربلاء – سلام القريني

 

احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، أخيرا، بالشاعر عقيل أبو غريب، في مناسبة صدور روايته الأولى "اعترافات السيدة س".

حضر جلسة الاحتفاء جمع من الأدباء والمثقفين، وأدارها الروائي إبراهيم سبتي، الذي قدم سيرة المحتفى به، مبينا انه تخرج في معهد الفنون الجميلة قسم الإخراج المسرحي، وكتب خلال مسيرته وأخرج عددا من الاعمال المسرحية.

وفيما ذكر أن أبا غريب بدأ كتابة الشعر مع كوكبة من شعراء جيل التسعينيات في كربلاء، ومنهم د. علاوي كاظم كشيش، ألقى الضوء على روايته، مبينا أنها عبارة عن سرد مؤلم ومرارات متتابعة.

بعد ذلك، تحدث المحتفى به عن روايته، موضحا أنه كتبها بعد قرار اتخذه عام 2008، بالتوقف عن كتابة الشعر والتوجه إلى السرد.

وبيّن أنه رسم في روايته قصة حب بين طرفين يتواصلان عبر الرسائل. فيما اللقاء بينهما نادر.

وشهدت الجلسة قراءة ورقتين نقديتين حول رواية المحتفى به، الأولى للدكتور عمار الياسري، والأخرى للقاص سلام القريني.

كذلك قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن الرواية وتجربة كاتبها، وهم كل من الشاعر علاوي كاظم، الشاعر حسن الفتال، الدكتور عبود جودي والروائي سعد السمرمد.

وفي الختام، قدم رئيس الاتحاد الشاعر سلام البناي، شهادة تقدير إلى الشاعر عقيل أبو غريب.

 

 في الحلة

احتفاء بمنجز القاص فالح الشلاه

الحلة – علي الويسي

 

بحضور نخبة من مثقفي وأدباء بابل والمحافظات المجاورة، احتضنت صالة "بي دي سي مول" في مدينة الحلة، أخيرا، حفل توقيع كتاب "قصصي أنا"، جديد الرفيق القاص فالح محيي الشلاه.

الحفل الذي أقيم برعاية المهندس الاستشاري سليم الربيعي،  أداره عضو المختصة الثقافية في لجنة بابل المحلية للحزب الشيوعي العراقي، القاص حسن الغبيني.

وخلال الحفل جرى الحديث عن كتاب الشلاه، الذي كتب مقدمته القاص سلام القريني، وعن كتابه السابق الموسوم "هذا أنا" الذي كتب مقدمته الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم.

وقدم عدد من الأدباء والكتاب والمثقفين الحاضرين، مداخلات عن كتاب الشلاه الجديد، وهم كل من الكاتب والصحفي عبد المنعم الأعسم، د. علي إبراهيم، د. سلام حربة، القاص سلام القريني، الشاعر عادل الياسري والأستاذ صفاء القاضي.

وفي الختام، قدم الأستاذ رزاق كربل، باقة ورد إلى الشلاه، الذي وقّع من جانبه نسخا من كتابه ووزعها على الحاضرين.

الناصرية تحتضن بطولة بلعبة الشطرنج

الناصرية – علاء دلي

 

أقام مركز الناصرية للشطرنج، أخيرا "بطولة كاربوف" المفتوحة للشطرنج بدورتها الأولى، وذلك بالتعاون مع اتحاد الشطرنج في ذي قار ومنتدى الثقافة والفنون وسط الناصرية.

تنافس في البطولة التي احتضنتها قاعة منتدى الثقافة والفنون، 37 لاعبا بأعمار وفئات مختلفة، روادا ومتقدمين وشبابا وناشئين من كلا الجنسين.

وحضر البطولة مدير مركز الناصرية للشطرنج علي فرحان نصير ونائب رئيس اتحاد الشطرنج في ذي قار فرحان الوائلي.

 

 ص5

 

هل يتجه رمان ديالى الشهير إلى الزوال؟!

 

متابعة – طريق الشعب

 

في ذروة موسم جني وتسويق محصول الرمان بمحافظة ديالى، يشكو مزارعون من تضرر محاصيلهم نتيجة أزمة الجفاف، وتدني أسعارها بفعل منافسة الرمان المستورد، في ظل ضعف الدعم الحكومي. فيما حذروا من احتمال زوال غابات الرمان الشهيرة على ضفاف نهر ديالى.

ومثلما في معظم المحافظات، ألحقت أزمة المياه التي بدأت تضرب البلاد خلال السنوات الأخيرة، أضرارا كبيرة ببساتين ديالى وغاباتها الشهيرة بإنتاج أفضل أصناف الفاكهة والحمضيات، الأمر الذي دفع أعدادا كبيرة من المزارعين إلى ترك المهنة الزراعية والتوجه إلى مهن أخرى تؤمّن لهم شروط المعيشة.

فيما خسرت المحافظة آلاف الدونمات من أراضيها الزراعية وبساتينها، بين التجريف والحرائق التخريب الإرهابي والموت عطشا وإهمالا.

يأتي هذا في ظل ضعف الدعم الحكومي للقطاع الزراعي، وفتح باب الاستيراد على مصراعيها أمام المحاصيل المستوردة.

 

فقد طعمه الحلو!

يقول عبد الله العزاوي، وهو مزارع من قضاء المقدادية، أن “رمان ديالى، وتحديدًا في البساتين المحاذية لنهر ديالى، من قضاء المقدادية إلى بلدة شروين، لطالما كانت له شهرة واسعة بسبب جودته ولذته، لكن اليوم، وبفعل أزمة المياه، أصبحت الثمار جافة وفقدت طعمها الحلو، ناهيك عن تدني سعر المحصول بسبب منافسة الرمان المستورد من إيران ومصر واليمن”.

ويضيف في حديث صحفي أن “الكثيرين من المزارعين يعتمدون اليوم على الآبار في سقي بساتينهم، بسبب قلة مناسيب نهر ديالى، ما أثر بشكل سلبا على جودة الثمار”، مشيرًا إلى أن “تراجع جودة المحصول أدى إلى خفض أسعاره إلى 250 دينارًا للكيلوغرام الواحد، بينما يبلغ سعر المستورد بين 1500و2000 دينار للكيلوغرام الواحد”.

لا جدوى اقتصادية

من جانبه، يوضح المزارع عمر الجبوري، من أهالي قرى شروين، أن “زراعة الرمان لم تعد تحقق جدوى اقتصادية للفلاحين، رغم المتاعب العديدة وجهود العناية بالأشجار وتكاليف الأسمدة والمبيدات وجني المحصول ونقله وتسويقه”، مؤكدا في حديث صحفي أن “سعر الطن من السماد يصل إلى مليون دينار وأكثر”.

ويشير إلى أن “مساحات بساتين الرمان ومختلف أنواع الفاكهة الأخرى، تراجعت إلى النصف أو أقل في مناطقنا، بسبب ضعف الدعم الحكومي وعدم توفير الأسمدة والمبيدات بأسعار مناسبة”.

وينوّه الجبوري إلى ان “بعض المزارعين اضطروا إلى ترك بساتينهم والتوجه إلى مهن أخرى، أو بيعها وتحويلها إلى أراضٍ سكنية أو مشاريع أكثر فائدة”، لافتا إلى انه “نقوم بنقل المحصول إلى السوق، وعندما يدفع التجار أسعارا منخفضة لشرائه، نضطر إلى إعادته للبساتين وتأجيل بيعه، متحملين تكاليف النقل، الأمر الذي يثير سخطنا. فقد كنا نبيع (الشحنة) الواحدة بمليون دينار، لكننا اليوم نبيع شحنتين أو ثلاث شحنات بمليون دينار”.

ويؤكد أن “بقاء الوضع على هذا الحال، يعني زوال البساتين واندثارها مع أشجارها التي يعتبرها الفلاحون كل شيء بالنسبة لهم، جراء ما بذلوه من جهود جبارة للعناية بها على مدى عقود”، مطالبا الحكومة بـ”التدخل العاجل للتقليل من استيراد الرمان، في سبيل توفير فرص تسويق للمنتج المحلي، مع ضرورة دعم الفلاحين بأسمدة ومبيدات حشرية”.

بساتين تحوّلت إلى فحم!

في سياق متصل، يذكر المزارع حافظ محمد أن “غابات الرمان في ديالى كانت قبل عام 2006 عامرة وتنتج آلاف الأطنان من المحصول سنويا، لكن الأحداث الأمنية في فترة الطائفية وما تبعها من أحداث عام 2014 بفعل إرهاب داعش وعمليات التهجير، كل ذلك أدى إلى تحول مساحات شاسعة من البساتين إلى (فحم)”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “المزارعين حاولوا إحياء عدد كبير من البساتين بعد تحرير مناطقهم من إرهاب داعش، وبالفعل لاحظنا نمو الإنتاج، لا سيما خلال عام 2019 مع توفر مياه وأمطار كافية”، موضحا أنه “خلال آخر ثلاث مواسم، بدأت بساتين الرمان تواجه مشكلات كبيرة في ظل قلة المياه واغراق الأسواق بالمحاصيل المستوردة التي تؤثر على المحصول المحلي”.

 

قلة الإدامة

إلى ذلك، تقر مديرية زراعة ديالى بتراجع إنتاج محصول الرمان أخيرا، عازية ذلك إلى عوامل عدة، أبرزها قلة إدامة البساتين من قبل أصحابها، وعدم توفر المياه، فضلا عن تجريف مساحات كبيرة من غابات الرمان، إضافة إلى العمليات الإرهابية والعسكرية.

ويقول المتحدث باسم المديرية محمد المندلاوي، أن “مساحات الأراضي المزروعة بالرمان في مناطق شمال المقدادية والمنصورية تقدر بنحو 10 آلاف دونم. وكان الإنتاج السنوي يتراوح بين 5000 و6000 طن، لكن المتوقع هذا العام أن تتراوح كميات المحصول بين 4000 و4500 طن”.

وينوّه المندلاوي في حديث صحفي إلى أن “العمليات الإرهابية في تلك المناطق وقلة المياه ورخص أسعار المنتج المحلي، من أهم الأسباب التي أدت إلى تضرر المحصول، خاصة أن أشجار الرمان تحتاج إلى سنوات للتعافي”، مؤكدا أن “مديرية زراعة ديالى لديها خطة من أجل دعم وتشجيع الفلاحين لزيادة المساحات المزروعة والمحصول، وذلك عبر توفير الاحتياجات اللازمة للفلاح”.

 

 

رغم تحسن الوطنية

أمبير المولدات في الزعفرانية بـ15 ألفا!

 

بغداد – طريق الشعب 

 

أبدى مواطنون في ناحية الزعفرانية جنوبي بغداد، استغرابهم من بقاء سعر أمبير الكهرباء لدى المولدات الأهلية، على التسعيرة الصيفية وأكثر، رغم تحسن الكهرباء الوطنية بشكل كبير خلال الشهرين الأخيرين.

وقالت المواطنة أم زينب، إحدى سكان الناحية، أن “الكهرباء الوطنية تحسنت خلال الشهرين الأخيرين بشكل كبير مقارنة بفصل الصيف، إلا أن أصحاب المولدات لا زالوا يجبون منّا مبالغ كبيرة تخالف التسعيرة المحددة من قبل الحكومة. إذ وصل سعر الأمبير الواحد إلى 15 و17 ألف دينار، للتشغيل الاعتيادي وليس الذهبي”.

وتوضح لـ”طريق الشعب”، أنه “مثلما هو معروف، فإن الكهرباء الوطنية تتحسن كثيرا خلال شهور أيلول وتشرين الأول والثاني وحتى كانون الأول. حيث تقل الأحمال بسبب عدم تشغيل أجهزة التبريد وقلة تشغيل السخّانات والمدفآت، وسنويا تقوم الحكومات المحلية بخفض تسعيرة المولدات خلال هذه الشهور، لكن ما يحصل اليوم في الزعفرانية مخالفة صريحة من قبل بعض أصحاب المولدات الجشعين، في ظل غياب الرقابة الحكومية الجادة”.

وكانت محافظة بغداد قد حددت في أيلول الماضي، سعر الأمبير للمولدات الحكومية والأهلية لشهر تشرين الأول، بـ11 ألف دينار للتشغيل الذهبي، و8 آلاف دينار للتشغيل العادي.

وأوضحت في بيان صحفي أن هذه التسعيرة تشمل بغداد وأقضيتها ونواحيها كافة، مؤكدة أنه “يحق لرئيس الوحدة الادارية صلاحية تخفيض سعر الامبير ولا يحق له رفعه”.

أما المواطن أبو علي، وهو أيضا من سكان الزعفرانية، فيقول لـ”طريق الشعب” ان الكهرباء الوطنية أحيانا لا تنقطع طيلة ساعات اليوم، وبالرغم من ذلك يواصل صاحب المولدة جباية مبالغ اشتراك مرتفعة تخالف التسعيرة الرسمية، مؤكدا أن هذا الجشع غير مقتصر على الزعفرانية وحسب، إنما موجود في كثير من مناطق العاصمة، وفق ما ينقله عن معارف وأصدقاء يسكنون في تلك المناطق.

ويطالب المواطن الجهات المعنية، بمتابعة عمل أصحاب المولدات ومحاسبة المخالفين منهم.

  

البصرة

مرضى الثلاسيميا

يعانون نقص العلاجات الأساسية

 

متابعة – طريق الشعب 

 

يعاني مرضى الثلاسيميا (اضطراب الدم الوراثي) في مدينة البصرة، نقص العلاجات الأساسية والرعاية المناسبة في المستشفيات الحكومية.

ويشكو ذوو المرضى من الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على الدم النقي لمرضاهم، بسبب نفاد أكياس الدم المفلتر، المخصص لهؤلاء المرضى، ما يضطرهم إلى استخدام بدائل “لا تفي بالغرض”.

يقول احد المواطنين في حديث لوكالة أنباء “السومرية نيوز”، ان ابنته التي تعاني مرض الثلاسيميا، احتاجت إلى إجراء فحص بجهاز “المفراس”، لكنه تفاجأ بعدم وجود هذا الجهاز في المركز التخصصي لأمراض الدم. فيما يشير إلى ان “أكياس الدم المفلتر المسماة (الريفيز)، غير متوفرة حاليا، وما متوفر هو دم مفلتر آخر بديل، وهذا لا يفي بالغرض”. 

وحسب ما تنقله وكالة الأنباء عن مصادر صحية، فإن هناك أكثر من 8 آلاف مصاب بالثلاسيميا في البصرة، يستهلكون شهريا نحو 40 في المائة من حصة مصرف الدم في المحافظة، مشيرة إلى ان مصرف الدم أرجع اسباب نقص أكياس الدم النقي في المستشفيات الحكومية، إلى عدم تجديد العقد مع الشركة التي تجهزه به.

وتقول مديرة مصرف الدم د. مها محمد، أن دائرتهم توفر حاليا للمرضى أكياس دم مفلتر بنوعية جيدة جدا، مستدركة “لكن هناك نوعا من أكياس الدم يسمى (الريفيز)، غير متوفر حاليا، ليس في البصرة فقط، إنما في كل أنحاء العراق. حيث كانت توفره شركة متخصصة متعاقدة مع الوزارة، وحاليا انتهى العقد معها”. 

 

 

المياه الآسنة تحاصر السكان

وضع خدمي مزرٍ في «مجمّع المصطفى» بالمحمودية

 

متابعة – طريق الشعب

 

يعيش سكان “مجمّع المصطفى” السكني في قضاء المحمودية جنوبي بغداد، معاناة يومية جراء وضعهم الخدمي المزري، الذي ألقى بآثاره على واقعيهم البيئي والصحي.

وبينما يتحدث السكان عن معاناتهم جراء تدهور شوارع المجمع وتجمع المياه الآسنة في ساحاته وحول المباني السكنية، يؤكدون أن الدوائر البلدية المسؤولة عن المنطقة، تعالج المشكلات الخدمية بحلول ترقيعية غير مجدية.

يقول أحد سكان المجمع في حديث متلفز نشرته وكالات أنباء، أن إحدى فتحات المجاري في المجمع مُغلقة منذ 6 سنوات، ما اضطره إلى فتحها بجهد شخصي، مضيفا أنه الانسداد عاد مجددا، فتوجه إلى الدائرة الخدمية المعنية، لعلها تعالج المشكلة بشكل جذري، لكنها فاجأته بالقول “أن منطقتك ليست ضمن قاطع مسؤوليتنا”!

فيما يقول مواطن آخر، أن المجمع محاصر بالمياه الآسنة منذ أكثر من 34 يوما، بسبب وجود تخسف وانكسار في أحد أنابيب المجاري، مشيرا إلى ان الأهالي راجعوا الدوائر المعنية فأبلغتهم بأنها ليست لديها إمكانية لتصليح هذا الخلل!

ويشير مواطن آخر إلى أن المياه الآسنة شلت حركتهم، وصار من الصعب على أبنائهم التلاميذ الذهاب إلى مدارسهم، مؤكدا أن تلك المياه باتت تجتذب الحشرات بشكل كبير.

وتذكر وكالات أنباء أن هذا المجمع السكني خارج الخدمات البلدية منذ سنوات، بسبب تداخل الصلاحيات بين الدوائر، ناقلة عن أحد السكان قوله، أنهم حينما يراجعون البلدية توجههم إلى دائرة الإسكان، وحينما يراجعون الأخيرة توجههم إلى البلدية، الأمر الذي يجعلهم في حيرة من أمرهم.

ويتحدث المواطن عن معاناتهم جراء تراكم النفايات في أرجاء المجمع، وغرق العديد من الساحات والطرقات بالمياه الآسنة.

 

 بغداديون:

أين جسور المشاة في مشروع مجسّر الدورة – السيدية؟!

 

متابعة – طريق الشعب

 

شكا مواطنون بغداديون من عدم إنشاء جسور للمشاة ضمن مشروع مجسر مفرق الدورة – السيدية، الذي افتتح الاثنين الماضي بعد إنجاز جميع مراحله.

وقال أحد المواطنين في منشور على “فيسبوك”، أن مشروع المجسر، كان مقررا له أن يتضمن جسور مشاة، ضمن المخططات الرئيسة، لكن ذلك لم يتم بالرغم من ان هذه المنطقة حيوية وتشهد يوميا حركة مشاة نشطة لطلبة وموظفين ومواطنين آخرين.

وتساءل المواطن: “هل من المعقول أن نحل ازمة الاختناق المروري على حساب سلامة الناس المشاة، لا سيما أن الشارع أصبح سريعا ذهابا وإيابا؟!”

ويعد هذا المجسر من مشاريع الحزمة الأولى لمشاريع فك الاختناقات المرورية، وقد انطلق العمل فيه العام الماضي.

  

قضاء السلمان

مطالبات بزيادة عمال

صيانة الكهرباء

 

متابعة – طريق الشعب

 

طالب مواطنون في قضاء السلمان جنوب غربي المثنى، بزيادة عمال صيانة الشبكة الكهربائية، لا سيما بعد أن جرى ربط القضاء بخطوط الكهرباء الوطنية.

وأوضحوا في حديث صحفي، أن دائرة الكهرباء فيها 3 عمال فقط، يقومون بأعمال الصيانة وجباية أجور الكهرباء وأعمال أخرى، وان هذا العدد لا يكفي في ظل التوسع الحاصل في مناطق القضاء.

وكانت وزارة الكهرباء قد أنجزت في حزيران الماضي، ربط قضائي السلمان وبصية في صحراء المثنى، بالشبكة الكهربائية عبر خطوط الضغط العالي 132 “كي. في”، لأول مرة في تاريخهما، بعد أن كانا يعتمدان على المولدات.

 

 

مواساة

 

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف الاستاذ اوس مرزة بوفاة والده نعمان منذر مرزة.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان .

كما تعزي بوفاة الشخصية الوطنية والاجتماعية صاحب دبش.

له الذكر الطيب ولذويه الصبر والسلوان .

  • بمزيد من الألم تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة الرفيق المناضل المخضرم محسن ملا علي، الذي توفي مساء يوم 13 تشرين الأول الجاري.

الفقيد من القيادات العمالية التي دأبت على الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وحزبها، الحزب الشيوعي العراقي. فقد كان لولبا محرِّكا للنشاطات المطلبية رغم القيود التي كانت تكبح حركة الطبقة العاملة العراقية منذ بداية نشأتها حتى استقامة عودها عندما وُلِدَ حزبها الشيوعي متسلحا بالنظرية العلمية – الماركسية.

عاطر الذكر للفقيد وجميل الصبر لذويه ورفاقه.

  • تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء المحاويل ومعها اللجنة المحلية للحزب في بابل، عائلة الرفيق نعيم ابراهيم جاسم الجبوري (ابو أحمد) بوفاته إثر مرض عضال.

للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه وأصدقائه الصبر والسلوان.

كما تعزي منظمة الحزب الرفيق مرزة موسى نافل، بوفاة والدته.

للفقيدة الذكر الطيب ولذويها وأهلها الصبر والسلوان.

  • ببالغ الحزن والاسى تلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا خبر رحيل الرفيق شاكر محمود القيسي (أبو محمود)، الذي توفي مساء الثلاثاء 12 تشرين الثاني الجاري في لندن، اثر مرض الم به، وذلك عن عمر ناهز 81 عاما.

كان الفقيد قد انتمى الى الحزب في ستينيات القرن الماضي.

التعازي والمواساة القلبية لزوجته سعدية الظاهر وأولاده محمود، ميس ولميس، راجين لهم الصبر الجميل وللفقيد الذكر العطر الدائم.

   

ص6

 

مقترح بحظر استيراد منتجات المستوطنات الصهيونية

منظمات دولية: الاحتلال يساعد في نهب المساعدات الإنسانية لسكان غزة

 

متابعة – طريق الشعب

 

في أول فعالية احتجاجية منذ بدء العدوان على غزة، نظم آلاف الفلسطينيين تظاهرة في مدينة أم الفحم في حيفا المحتلة، للتنديد بالعدوان الصهيوني على فلسطين ولبنان، كما نددت التظاهرة بالقتل المستفحل في المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر. وذلك حسب وصفهم.

كما هتف المتظاهرون بدعم المقاومة والصمود بوجه الاحتلال وطالبوا بوقف سفك الدماء في وقت عززت شرطة الاحتلال قواتها داخل المدنية، بعد ان كانت قد حظرت على الفلسطينيين تنظيم أي فعالية احتجاجية داخل الخط الأخضر.

 

الاحتلال يساعد بنهب المساعدات

أفادت 29 منظمة دولية غير حكومية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات.

وبين تقرير مشترك للمنظمات، ومن بينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".

وأضاف التقرير أن جيش الاحتلال لا يمنع نهب شاحنات المساعدات ولا يمنع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية، مشيراً إلى ان الشرطة الفلسطينية تتعرض عدة مرات إلى الهجوم حين تحاول حماية هذه المساعدات من اللصوص.

وفي التقرير نفسه، نددت المنظمات بخفض المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة إلى مستوى متدن تاريخيا.

حظر استيراد المنتجات الصهيونية

اقترح الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على الدول الأعضاء حظر استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، وتعليق الحوار السياسي مع إسرائيل.

ووصف بوريل، في بيان الوضع في غزة، بأنه "كارثي"، وأشار إلى أن شمال غزة، الذي كان موطنا لأكثر من مليون شخص، أصبح شبه مهجور بعد أسابيع من القصف المستمر، مما أسفر عن تدمير المراكز الصحية والملاجئ والمدارس. وأضاف أن مصطلح "التطهير العرقي بدأ يُستخدم بشكل متزايد لوصف ما يحدث في المنطقة".

وأوضح المسؤول الأوروبي أن سكان غزة يعانون نقصا حادا في الإمدادات الأساسية، مع بقاء 400 ألف شخص في شمال القطاع تحت تهديد السلاح دون أي مساعدات تذكر.

ووجّه بوريل انتقادات لاذعة لإسرائيل بسبب استمرار الحصار المفروض على غزة، ومنع دخول الصحفيين والمراقبين الدوليين. وقال: إن "الممارسات الإسرائيلية في غزة تُكرر في أماكن أخرى، مثل جنوب لبنان والضفة الغربية، حيث يواجه الفلسطينيون تهجيرا قسريا نتيجة العنف المنظم من قبل المستوطنين والقصف الإسرائيلي".

 

أمريكا تنكر الشرعية الدولية!

عارض مايك هاكابي، مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب السفير الأميركي في الكيان الاسرائيلي، حل الدولتين واستخدام مصطلحي الضفة الغربية والاحتلال وذلك في إنكار جديد من الولايات المتحدة للشرعية الدولية بشأن القضية الفلسطينية.

وقال هاكابي في مقابلة تلفزيونية مع قناة للمستوطنين: "لا يمكنني أن أقول شيئا لا أؤمن به؛ لم أكن على استعداد أبدا لاستخدام مصطلح الضفة الغربية، لا يوجد شيء من هذا القبيل، أنا أتحدث عن يهودا والسامرة (وهي التسمية الإسرائيلية للضفة)". وأضاف هاكابي "أقول للناس إنه لا يوجد احتلال"، في إشارة إلى الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل بعد حرب عام 1967.

وتابع هاكابي أن "كثيرا من المصطلحات التي قد تستخدمها وسائل الإعلام، حتى الأشخاص الذين يعارضون إسرائيل، لا أستخدمها، لأنني أريد استخدام مصطلحات تعود إلى زمن سحيق، مثل الأرض الموعودة، ويهودا والسامرة".

وأضاف هاكابي أن "هذه مصطلحات توراتية، وهي مهمة بالنسبة لي، ولهذا سأستمر في اتباعها ما لم يتم توجيهي بخلاف ذلك، لكنني لا أعتقد أن هذا سيحدث".

 

 

محكمة فرنسية

تفرج عن الشيوعي اللبناني جورج إبراهيم

 

بيروت – طريق الشعب

 

رحب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق حنا غريب، بقرار الإفراج عن الشيوعي اللبناني جورج إبراهيم عبد الله، بعد سجنه لمدة 40 عاماً في السجون الفرنسية. قد اعتُقل عام 1984 بتهمة حيازة أوراق مزورة، ثم صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد عام 1987 عقب إدانته بالتواطؤ في اغتيال الإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف والدبلوماسي الأميركي تشارلز روبرت داي في باريس عام 1982، بالإضافة إلى محاولة اغتيال القنصل العام الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ عام 1984.

وقال غريب في تدوينة على منصة X: إن "العبرة تبقى بتنفيذ القرار من قبل حكومة فرنسا" ودعا إلى تصعيد التحرك والضغط لمنع تكرار قرار الاستئناف الذي حصل سابقاً".

وكانت محكمة فرنسية، قد وافقت، الجمعة، على الطلب الـحادي عشر للإفراج المشروط عن المناضل المناصر لفلسطين، لكن النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب قالت إنها ستستأنف لإلغاء القرار.

وقالت النيابة، في بيان، إن "محكمة تنفيذ الأحكام، بقرار مؤرخ اليوم، سمحت بحصول جورج عبد الله على إفراج مشروط ابتداء من 6 كانون الأول المقبل، بشرط مغادرة الأراضي الوطنية وعدم العودة إليها".

ويوصف جورج عبد الله، القائد السابق للفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، بأنه أقدم سجين في العالم مرتبط بالصراع في الشرق الأوسط، كما يوصف بأنه أقدم سجين سياسي في أوروبا.

 

زيلينسكي:

الحرب ستنتهي بشكل أسرع

 

كييف - وكالات

 

أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن اعتقاده بأن الحرب مع روسيا ستنتهي بشكل أسرع في ظل رئاسة دونالد ترامب، وأشاد باتصاله الهاتفي معه رغم المخاوف من تراجع دعم واشنطن لكييف.

وقال زيلينسكي إنه "من المؤكد أن الحرب ستنتهي بشكل أسرع مع سياسات أعضاء الفريق الذي سيدير البيت الأبيض، هذا هو نهجهم، ووعدهم لمجتمعهم"، مضيفا أن "الحرب ستنتهي، لكننا لا نعرف متى بالضبط". وأكد زيلينسكي أنه "أجرى تفاعلا بنّاء مع ترامب خلال محادثتهما الهاتفية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مضيفا أن ترامب "سمع الأسس التي نعتمد عليها، ولم أسمع أي شيء يتعارض مع موقفنا". ووعد ترامب مجددا بـ "العمل بجدية شديدة في ما يتعلق بروسيا وأوكرانيا" لأن الحرب "يجب أن تتوقف".

 

 

ما هي بنود مسودة الاتفاق لوقف الحرب في لبنان؟

 

بيروت - وكالات

 

تترقب أطراف مختلفة رد حزب الله اللبناني على مقترح التسوية مع إسرائيل، الذي قدمته واشنطن بعد أسابيع من المباحثات والتسريبات، وعلى وقع تصاعد المواجهة بين الطرفين. ونقل موقع الجزيرة نت عن مصادر مطلعة، إنه "تم تسليم حزب الله نسخة من مسودة مقترح وقف إطلاق النار التي نقلتها السفيرة الأميركية ليزا جونسون لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري". مضيفة ان "الحزب سيدرس المسودة ويبلغ رئيس البرلمان بالملاحظات في وقت لاحق".

ما هي بنود المسودة؟

وكشفت هيئة بث الاحتلال الإسرائيلي عن بنود مشروع الاتفاق، الذي أكدت ان الكيان ينتظر الرد عليه بغضون أيام قليلة، وتضمنت مسودة المشروع: (إقرار الطرفين بأهمية قرار الأمم المتحدة رقم 1701، حق للطرفين الدفاع عن النفس إذا لزم الأمر، الجيش اللبناني هو القوة المسلحة الوحيدة بالجنوب مع اليونيفيل، الحكومة اللبنانية ستشرف على أي بيع للأسلحة إلى لبنان أو إنتاجها داخله، يتعيّن على إسرائيل سحب قواتها من جنوب لبنان خلال 7 أيام، يحل الجيش اللبناني محل القوات الإسرائيلية المنسحبة من الجنوب وستشرف على ذلك الانسحاب الولايات المتحدة ودولة أخرى، يتعيّن على لبنان نزع سلاح أي مجموعة عسكرية غير رسمية في جنوب لبنان في غضون 60 يوما من توقيع الاتفاق).

 

عقدة شائكة

ووفق ما تسرّب عبر وسائل إعلام إسرائيلية، فإن المقترح الأميركي يقضي بانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب ومنع حزب الله من إعادة إقامة مواقع بالمنطقة، ومنع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب. لكن إسرائيل تريد الاحتفاظ بحق مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشدة.

ويشدد الحزب على أن تفاوضا غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون مبنيا على أمرين، هما وقف العدوان، وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل غير منقوص.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن رئيس البرلمان نبيه بري يقود المحادثات نيابة عن حزب الله.

وقال بري مساء اليوم إن المقترح الأميركي حول وقف إطلاق النار ينص على تشكيل لجنة تضم دولا غربية للإشراف على تنفيذ القرار الأممي رقم 1701، مؤكدا أن هذا غير مقبول لبنانيا.

وأضاف بري أن المقترح الأميركي حول وقف إطلاق النار لا يتضمن أي نص يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان حال الاشتباه بوجود تهديد، كما تطالب تل أبيب.

كما أكد أن تضمين أي بند يسمح بحرية عمل الجيش الإسرائيلي في لبنان "أمر غير مقبول، ولا يمكن حتى فتح نقاش بشأنه لأنه مساس بسيادة لبنان".

 

بعد الفوز برئاسة البلاد

تحالف اليسار السريلانكي يفوز في الانتخابات البرلمانية العامة

 

عادل محمد

 

بعد الفوز بالانتخابات الرئاسية التي جرت أخيرا، وتسلم الرئيس الماركسي الجديد أنورا كومارا ديساناياكي مهام منصبه، حقق تحالف اليسار مفاجأة كبيرة، عندما فاز، الخميس الفائت، بالانتخابات البرلمانية في سريلانكا بتقدم كبير على منافسيه. وفقاً للنتائج الرسمية التي أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات، حصل تحالف "السلطة الشعبية الوطنية" اليساري، الذي يتكون من حوالي عشرين حزباً ومنظمة يسارية، على 159 مقعداً من أصل مقاعد البرلمان البالغة 225 مقعدا، مقابل 3 مقاعد فقط في الانتخابات السابقة، لذلك وصفت النتائج بالقفزة النوعية. وبلغ عديد المواطنين الذين يحق لهم التصويت 17 مليون من سكان الدولة الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا والتي تعاني من مشاكل عديدة.

حصل تحالف اليسار على قرابة 62 في المائة من أصوات الناخبين. وفي العديد من المناطق، حصل التحالف على قرابة 70 في المائة، وفي مناطق قليلة بلغت النسبة أقل من 50 في المائة. ومن بين 196 مقعدا مباشرا، حصل تحالف اليسار على 141 مقعدا؛ وجاءت مقاعد اليسار الأخرى عبر القوائم الانتخابية.

وصفت وسائل إعلام عديدة فوز مرشح اليسار بالانتخابات الرئاسية التي جرت في أيلول الفائت بالزلزال السياسي، حيث تمت معاقبة النخب القديمة، ومنح الناخبون الثقة لمرشح تحالف اليسار، الذي لم يكن له حتى ذلك الوقت سوى حضور برلماني محدود. ولم يسبق له إدارة البلاد. إن النتيجة الحالية تستند إلى الأمل في أن يتمكن الرئيس الجديد على الأقل من تخفيف العواقب الاجتماعية المترتبة على أسوأ أزمة اقتصادية منذ الاستقلال. التي دفعت البلاد، بحلول عام 2022، إلى حافة الانهيار. إن الحصول على الأغلبية في البرلمان أمر مفيد لأنه سيسهل إنجاز الإصلاحات المطلوبة، دون عوائق داخل مؤسسات الدولة.

لقد تعرض أكبر حزب معارض إلى خسائر كبيرة. لقد خسر حزب ساماجي جانا بالاويجايا اليميني المحافظ العديد من المقاعد، وعلى الرغم من ذلك حل، بفارق كبير، في المرتبة الثانية.  لقد حصل على 18 في المائة من الأصوات فقط، منحته 40 مقعدا فقط. وهذه النتيجة تعكس توازنا قويا جديدا، يتفوق فيه تحالف اليسار بأربعة أضعاف مقاعد اليمين. إن عائلة راجاباكسا التي ينتمي لها الأخوان والرئيسان السابقان ماهيندا وجوتابايا راجاباكسا، والتي كانت مهيمنة لعقود على السلطة، لم تشترك في هذه الانتخابات. ولم يتمكن حزبها، المسمى بالليبرالي الاشتراكي من الحصول إلا على 3 مقاعد، وبالتالي أصبح هامشيا إلى حد بعيد. وينطبق الشيء نفسه على الحزب الوطني المتحد، الذي كان قوة مهيمنة في فترات مختلفة من ماضي البلاد، حيث حصل على مقعد واحد فقط. وحصلت الجبهة الديمقراطية الجديدة، بزعامة السياسي اليميني المخضرم رانيل ويكريمسينغه، الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية على 5 مقاعد. وعلى الرغم من انقسام أحزاب الأقلية التاميلية، إلا أن أهم قوة سياسية فيها، وهي تحالف "إيتاك"، جاء ثالثا، بحصوله على 8 مقاعد.

من المحتمل أن يعمل الرئيس وتحالف اليسار على التواصل مع ممثلي الأقلية التاميلية والمؤتمر الإسلامي السريلانكي الحاصل على مقعدين في مناسبات معينة، لأن ممثلي الأقليتين الرئيسيتين في البلاد ما زالا يميلان إلى التصويت، منذ أيلول الفائت إلى التصويت ضد الرئيس.

ليس غريبا في سريلانكا أن يحصل حزب او تحالف الرئيس على دعم واسع في مثل هذه الانتخابات البرلمانية القريبة زمنيا. ولكن يجب على الرئيس وفريقه الآن، أن ينفذوا برنامجهم: بالإضافة إلى تحقيق التوازن في ضمان المزيد من العدالة الاجتماعية بغض النظر عن شروط التقشف التي يفرضها صندوق النقد الدولي، فإن هذا ينطبق أيضاً على هدف الرئيس المعلن في تحجيم سلطة الرئيس والتحول من "نظام رئاسي تنفيذي" إلى نظام يتمتع به رئيس وزراء والبرلمان بحضور وتأثير أكبر.

  

ص7

 

في ندوة شخصية مهرجان «طريق الشعب» التاسع

إبراهيم الحريري .. الانسان والمناضل الشيوعي والكاتب والأديب

 

بغداد - طريق الشعب

 

استهل مهرجان طريق الشعب السنوي التاسع، المقام السبت الماضي 8-11-2024 فعالياته بندوة عن “شخصية المهرجان” الكاتب والصحفي الراحل الرفيق إبراهيم الحريري، شارك فيها الناقد فاضل ثامر ورئيس تحرير  الجريدة مفيد الجزائري، والكاتب عبد المنعم الأعسم.

في البداية تحدثت الكاتبة منى سعيد التي إدارت الندوة عن إبراهيم الحريري بالقول: ابو فادي كان مبتهجاً بمنجزه الوطني والابداعي، حيث قدم للعراق خلال مسيرته المديدة مع اليسار العراقي، وتاريخه المشرف مع الحزب الشيوعي العراقي، الكثيروهو يردد: “لا انكسر ولن اهرم، ما دام لي وليد في وطن اسمه الحزب”.

وأضافت: رحل فقيدنا في منفاه الكندي عن عمر ناهز 82 عاماً، ومات بعد ان اترع بمتاعب الشيخوخة. لكنه التقط مع لحظة سكينته الأبدية، ما افتقده بانكساره وهوالايمان، وقال ان الانسان قد يضل الطريق او يكبو او ينحني امام العواصف او حتى ينكسر، ولكن ما ان يعتمر ما في وجدانه من ايمان بالحياة، يبقى عصياً لا يقهر.

بعدها أعطت الكلمة للرفيق مفيد الجزائري رئيس تحرير “طريق الشعب”، الذي جاء في مداخلته:

 

كاتباً وثورياً

يقول الرفيق مفيد الجزائري عن ابراهيم الحريري:  الرفيق والصديق والزميل في “طريق الشعب”، وفي اعلام الحزب الشيوعي عموما .. ما زلت، وإن في احايين تزداد تباعدا، أجد نفسي في لحظة خاطفة اسائل نفسي: متى سيرجع من كندا؟ فقد طال الزمن على سفره الأخير اليها، وليس من عادته ان يتأخر كثيرا في العودة.

لحظة أكثر من خاطفة ، سرعان ما تتبدد مع استيقاظ الذاكرة، واستعادة وقع خبر رحيله الحزين، الذي جاءنا من كندا بدلا عنه، قبل حوالي عشرين شهرا.

كثيرون منا، نحن حضور هذه الجلسة اليوم، عرفوا ابو فادي شخصيا، وبعضنا من خلال كتاباته في “طريق الشعب” وبقية منابر الحزب. لكن بعضا منا عرفه عن قرب وتابع مسيرته صحفيا وكاتبا وحتى مناضلا في صفوف الحزب وفي الحراك الوطني عامة.

وهؤلاء الأخيرون هم العارفون بالكثير من صفحات تلك المسيرة وتفاصيلها، بجوانبها المضيئة وما حفلت به من تضحية ووفاء وعطاء وانتصار، وبوقائعها الكثيرة الصعبة وحتى القاسية التي انطوت في المقابل على مرارات ومشاعر احباط وانكسار.

ويضيف: والحقيقة انها لم تكن مسيرة ابراهيم الحريري وحده، بل مسيرة ما لا يحصى من المناضلين، الذين قيّض لهم ان يعيشوا وينغمروا في الكفاح الوطني خلال عقود السنين ذاتها، التي عاشها الحريري وخاض غمار الحياة والصراع.  

حسب افادة له ذات مرة، فانه التحق بصفوف الحزب الشيوعي في ربيع 1952 (كان عمره حينذاك 15 سنة). وكان فتى متحمسا مندفعا، متأثرا كثيرا بخاله حسن قريطم، القيادي المعروف وقتذاك في الحزب الشيوعي اللبناني.

وبعد ما يزيد على نصف قرن من الزمن على انضمامه الى الحزب، كتب يقول:“منذ بداية تفتحي وضعت لنفسي هدف ان اكون كاتبا وثوريا”. ثم دقق كلامه هذا وقال بكلمات اخرى: “ كنت على الدوام مولعا بالكتابة وبالتغيير ، وبالأحرى التغيير بالكتابة”.

فهو كان يتطلع الى ان يكون ثوريا يصنع التغيير (والثورية لا تتجسد واقعا بغير التغيير)، وان يحقق هذا التغيير بالكتابة.

ومن يتابع مسيرته الحياتية بطولها، يلاحظ انه سعى عمليا، منذ فتوته المبكرة، وحتى في الظروف التي كانت بالنسبة اليه بالغة التعقيد والقسوة، الى بلوغ الهدفين المذكورين المتشابكين عنده والمتداخلين.

من المعقول الافتراض انه حين انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في ربيع 1952، انغمر على الفور ، ان لم يكن منغمرا بالفعل، في النشاط الثوري بأشكاله السرية وشبه السرية المعروفة آنذاك. ومن المنطقي ان يكون شارك في انتفاضة تشرين 1952، التي اندلعت بعد ذلك بنصف سنة تقريبا.

وتابع الجزائري كما لابد انه ساهم في النشاطات الوطنية المتنوعة التي شهدتها الفترات التالية، وبضمنها الحملة الشعبية التي اطلقها الحزب الشيوعي والمنظمات الديمقراطية ربيع 1954 لحماية بغداد من مياه الفيضان، ثم الحملة الانتخابية التي اعقبتها بعد فترة وجيزة، والتي تحولت الى معركة سياسية كبرى غايتها تأمين فوز المرشحين الوطنيين في انتخابات مجلس النواب آنذاك. وقد خاضها الحزب الشيوعي سوية مع قوى المعارضة الوطنية الاخرى ضد النظام الحاكم يومها ورأسه نوري السعيد.

فلولا انه شارك في هذه وغيرها من النشاطات السياسية الوطنية المتنامية وقتئذ، لما وجدناه مبعدا سنتي 1955 و1956 الى بلدة بدرة التابعة الى لواء (محافظة) الكوت، والتي كانت سلطات النظام تنفي اليها الطلاب والشباب والموظفين وغيرهم من الكوادر الوطنية النشيطة، عندما تعجز عن العثور على أدلة تمكّن محاكمها من ادانتهم والحكم عليهم بالسجن.

في بدرة وعلى عادة الشيوعيين “اللي ما يكعدون راحة” اينما حلوا، والذين يحبون الثقافة والعمل الثقافي، وحتى لو كانوا سجناء او مبعدين او مقاتلين بالسلاح في جبال كردستان ضد الدكتاتورية، ساهم ابراهيم مع رفاق له مبعدين ايضا، في تحرير وكتابة واصدار نشرة جدارية، نشر هو فيها قصتين قصيرتين.

ويستمر الرفيق الجزائري في حديثه عن شخصية المهرجان ابراهيم الحريري بالقول: ويروي إبراهيم ان هذه النشرة توقفت، بعد صدور بضعة اعداد منها. لماذا توقفت؟ منعها التنظيم حسب قوله، اي تنظيم الحزب. لكن لماذا منعها؟ بسبب “شقاوتها” – والكلام لابراهيم ايضا. والشقاوة هنا تعني “الوكاحة”، وتعني إثارة للمشاكل، كأن تكتب وتنشر عن امور وقضايا يرى التنظيم، لسبب او لآخر، ان لا مصلحة للحزب في الكتابة والنشر العلني عنها، او يعتبرها ضارة وقد تخدم العدو: التحقيقات الجنائية (الجهاز الامني آنذاك) التي كانت محاربة الحزب الشيوعي مهمتها الاولى، او يرى ان لغتها غير لائقة (او غير مؤدبة بكلمات ابراهيم نفسه).. وغير ذلك.

واقعة نشرة بدرة هذه تستحق التوقف، لانها ستتكرر بعد ذلك مرة وربما مرات، ومعها تتكرر شكوى التنظيم من ابراهيم.

هنا استعيد واقعة اخرى مشابهة، حدثت بعد ذلك بعشرين سنة تقريبا، ورواها ابو فادي ايضا، وكثيرون منكم سمعوا بها او قرأوا عنها.

في السبعينات استأنف ابراهيم نشر اعمدته وكتاباته الأخرى (اقول استأنف لأنه بدأ النشر قبل ذلك بأكثر من عشر سنوات، في جريدة “اتحاد الشعب”، التي كلفه الحزب بالعمل فيها غداة صدورها علنية في كانون الثاني 1959.. باشر نشر عمود بعنوان “حكايات حمدان”)،  وبعد عودته من الخارج الى بغداد مطلع 1974 والتحاقه بـ “طريق الشعب”، عاود نشر كتاباته وخاصة عموده، الذي بدأ يظهر هذه المرة بتوقيع زكور . لكنه سرعان ما أحيا ايضا “حكايات حمدان” الصحفية، التي أخذ ينشرها هذه المرة باسم (السِكِن) ابو عمشة (سكن سيارة) وبتوقيع “نفر”.

 

شقاوة ومشاكسة

عن أبو عمشه (السكن) هذا، الذي تظهر الحكايات باسمه، يتحدث ابراهيم في مقابلة صحفية نشرت بعد نيسان 2003، ويقول انه:

“لم تكن حكاياته تخلو من قلة ادب، لا تتحملها الصحافة العراقية الجادة، خصوصاً صحافة الحزب!”

ويضيف ما معناه ان حمدان اختفى “من الجريدة ( من طريق الشعب) لأنه اصرّ مفضلا ان يبقى “سكن” سليطاً، قليل الادب (ادب سز حاشا السامع)! - على ان يصبح شيوعياً “مهذباً” كما نصحني الراحل زكي خيري، في محاججة شهد طرفاً منها الصديق عبد الرزاق الصافي، تلوت فيها “دفاعاً عن ابو عمشة!” (دفاع من خمسة اوراق احتفظت به فترة طويلة ثم مزقته وانا اغادر العراق الى المنفى من جديد اوائل عام 1979)”.

كان ابراهيم، وهو العضو في الحزب الذي لا شك في اخلاصه، كان متمسكا كما يبدو بهدفه ان يكون ثوريا. فهل ان الثورية عنده، او التغيير بالكتابة كما قال، هل تتحقق بإبداء التمرد وبالمشاكسة والاستفزاز؟ 

لعله كان يعتقد ان في الحزب الذي يعلق آماله عليه ويكرس نفسه له، مظاهر جمود فكري مثلا، او بيروقراطية وروتينية في التنظيم، او غيرَ ذلك مما يراه سلبيا ومؤذيا، وان عليه كـ “شيوعي ثوري” ان يعمل على تخليصه منه، عبر كتاباته بما تتضمن من استفزاز وسخرية، وما تعكس من تمرد؟

اقول هذا متسائلا .. وأنا ابحث عن معنى قوله من جانب ان تلك الحكايات لا تخلو من قلة ادب، لا تتحملها صحافة الحزب قبل غيرها، ومن جانب آخر تمسكه بها وباصرار، بما تتسم به من قلة أدب!

أم ان ما يقوله يشكل اعترافا في الظاهر، ولا يعدو كونه في الواقع كلاما يعكس تمسكا بالشقاوة والمشاكسة؟

من يعرفون ابراهيم، ومن كانوا يتابعون كتاباته وعامة نشاطاته، قد يميلون الى هذا الاستنتاج الاخير. لكنهم يعرفون ايضا، وافضل من غيرهم ربما، ان ذلك لم يغيّر يوما من ثبات موقف ابراهيم الفكري والسياسي والتنظيمي. وواضح ان هذه الحقيقة كانت دائما تكمن وراء تفهم الحزب لحالة ابراهيم وخصوصيتها، ووراء الامتياز الذي ظل يتمتع به حتى النهاية، وأعني انفتاح ابواب منابر الحزب، واولها الجريدة المركزية، امام كتاباته المتنوعة.

مما قد يستحق الاشارة هنا، ان ابراهيم اتيحت له مرة فرصة ممارسة ثوريته في غير الكتابة، الصحفية او الادبية. حيث ساهم، بتكليف من الحزب، في تأسيس التجمع الديمقراطي العراقي اوائل التسعينات، سوية مع شخصيات ديمقراطية اخرى يتصدرها الكادر القيادي السابق في الحزب صالح دكله. وكانت الغاية من تشكيل هذا الكيان السياسي تتمثل في العمل على استقطاب الاوساط الديمقراطية العراقية الواسعة جدا والمشتتة، واجتذابها للعمل السياسي المنظم والمؤثر بالتالي. وكان حزبنا يدرك الاهمية الكبيرة للجهد الذي يبذل على هذا الصعيد، بالنسبة للكفاح المحتدم آنذاك من أجل اسقاط النظام الدكتاتوري. ولذلك قدم كل الدعم للكيان الناشيء، الذي اصدر جريدة “الغد الديمراطي” وظل يعمل بضع سنوات. الا انه لم يتوفق في النهاية، بسبب “المناعة” الشديدة التي تتمتع بها الاعداد الهائلة من الديمقراطيين العراقيين المستقلين المبعثرين، ازاء التنظيم والعمل المنظم!

بعد انتهاء مداخلة الرفيق مفيد الجزائري طلبت مديرة الندوة منى سعيد من الأستاذ الناقد فاضل ثامر تقديم مساهمته حول الجانب الادبي من عطاء الحريري الراحل.

 

شخصية مناضلة متنوعة العطاء

بداية تحدث الناقد الكبير عن مهرجان طريق الشعب قائلا انه يدلل على المكانة الكبيرة التي احتلها الحزب الشيوعي العراقي وصحافته في ضمير جميع العراقيين؛ في الماضي والحاضر، والذي يؤكد ان مستقبل العراق في ايدٍ امينة، قادرة على ان تحقق النهوض الديمقراطي والجماهيري المأمول.

وعن شخصية المهرجان قال ان “الحديث عن ابراهيم الحريري، هو حديث عن شخصية مناضلة ومتنوعة، وشاملة الثقافة والسلوك، فكما نعرف كان الحريري، ذلك الفتى الشاب الشيوعي المناضل، قد بدأ حياته مبكراً وهو منغمس في العمل السياسي، واستطاع ان يؤكد شخصيته الصحافية. لكن للأسف، بقي الجانب الادبي من تجربته في منطقة الظل، ونحن في الثقافة العراقية والنقد العراقي نتحمل المسؤولية أيضا لأننا لم نحاول تسليط الضوء على تجربته القصصية والروائية، وهي تجربة غنية”.

وتابع يقول: كان الحريري يكتب العمود الصحافي والقصة والمسرحية والشعر، وله ديوان شعر اسمه “ارتكابات”، وكان يسخر فيه حتى من ميله لكتابة الشعر، وكتب ايضاً مسرحية اسمها “الخروج”، وكتب عدة قصص طويلة منها “النبگة” و”سيدتي الجميلة”. كما كتب مجموعة روايات قصيرة منها “الجثة” و”القيامة”. لكني اعتقد ان عمله التأسيسي يتمثل بصدور رواية “الاغتيال”، التي ظهرت في وقت مبكر وحظيت بأعجاب الكثير من النقاد والادباء العراقيين والعرب.

 

ماذا كتب المثقفون العرب عن الحريري؟

ولفت الناقد فاضل ثامر الى ما كتبه الناقد المغربي الكبير محمد برادة عن رواية الاغتيال للحريري حيث قال: “نجد روايات ذات ابعاد كونية مثل نجمة اغسطس، وشرق المتوسط لعبد الرحمن منيف والاغتيال لإبراهيم الحريري، واعترافات لكاتب الصوت لمؤنس الرزاز” وبذلك وضع ابراهيم الحريري في مصاف هذه المجموعة المتألقة من رموز السرد الروائي في ذلك الوقت، وهي مكانة كبيرة غابت عن ذهننا بأن نبرزها في ذلك الوقت، والكلام للناقد فاضل ثامر، الذي زاد على ذلك بالقول: هذه الرواية لفتت انتباه قاص وروائي مصري كبير، هو الاستاذ ادوارد الخراط، الذي كتب مداخلة كبيرة عن هذه الرواية، عبر فيها عن اعجابه، ونشر ابراهيم الحريري رداً عليهاً في سجال حول تصوراته وفهمه لمشروعه الروائي.

وعن سيرة الحريري في مجال الادرب والثقافة، أضاف ثامر يقول: الحريري كان مثقفا شاملا، في مجال الادب استطاع ان يقدم الكثير من الاسهامات الجادة، وفي تقديري ان الجوهر الاساسي في فهم تجربته، انه كان ينطلق من رؤيا كافكوية، لان معظم رواياته ذات طابع سوداوي وكافكوي اذا جاز التعبير، ونسميه في الحاضر ديستوبي عكس يوتويوفيا؛ بسبب عالم الاضطهاد والقمع، كان يصور لنا هذا البؤس الذي تعيشه شخصياته والعوالم التي كان يصورها.

ويؤكد ان “الحريري لم ينقل هذه الاشياء بطريقة آلية وفوتوغرافية، وانما كان يمررها عبر فلتر يسميه الكوميديا السوداء، وكان يحاول بهذا ان ينتزع الجوانب العاطفية المؤلمة، ويحولها الى وعي، تماماً مثل ما يفعل بريخت في مسرحياته، عندما يحاول ان يحيل بيانات وحيثيات النص الى الفكر والقارئ لكي يتأمل ويحاور.

 

ساخراً في جميع قصصه

وتابع الناقد فاضل ثامر حديثه عن شخصية المهرجان الحريري بالقول: ربما نتذكر رواية “المتشائل” للروائي الفلسطيني اميل حبيبي، رغم انه كان ينقل اجواءً كئيبة وسوداوية ودموية، لكن نقله لها كان بطريقة ساخرة، السخرية عنصر مهم لكسر حاجز الخوف فجدار الخوف يجب لن يهدم، وبهذه الطريقة يتيح الفرصة للمواطن لان يفكر ويتأمل ويتحدى، وهذا شرط مهم من شروط الكتابة المناضلة والحداثية، خاصة وانه يدعو الى التغيير من خلال الكتابة. هذه الرواية اقترح ان يعاد طبعها، وفي الحقيقة جميع اعماله بحاجة الى اعادة طبع.

واستطرد عن الحريري يقول: كان ساخراً في جميع قصصه، وكان يقول إني لا احاول ان التزم بالحدود الاجناسية للنص، وانما اتحرك على وفق ما تتطلبه وتوحيه التجربة. قد اكتب نثرا او شعرا اومسرحية، ولهذا تجد ان الكثير من نصوصه السردية مليئة بالحوارات المسرحية، ووصل الامر الى انه فعلاً كتب مسرحية كاملة في احد اعماله، وهو اعترف في احدى المرات وقال: قد لا التزام بالحدود السردية، ولكني التزم باللقطة السينمائية، وطبعاً هذا مفهوم للسيناريو وكان ينتبه لهذه المستويات الكبيرة من التعبير، فهو كان واعياً ويعمل بطريقة خاصة خارج حدود المواصفات الرسمية لخلق بنيات سردية ومسرحية وشعرية وثقافية مؤثرة ومغيرة، لأنه دائماً كان يقول ان التغيير يتم من خلال الكتابة.

واختتم الناقد فاضل كلامه بالقول: كان ابراهيم الحريري شخصية ثقافية شاملة وموسوعية ومؤثرة في الوسط الثقافي من خلال عمله الصحافي  واعمدته، وكان لي شرف التعرف الشخصي عليه لفترة طويلة، عندما صدرت جريدة القاسم المشترك عام 2005، وكان يكتب عمود صحافي في الصفحة الاخيرة، وكان عمودا مقروءا جداً بالنسبة للقراء، وكانت فترة جميلة، كان دائماً يتنقل فيها بدراجته الهوائية، تعرفنا فيها على هذه الشخصية الرمزية  الكبيرة التي اغنت الثقافة العراقية والنضال العراقي، وتركت بصمة لا تمحى من هذا السفر النضالي والثقافي للأدب العراقي والمثقف العراقي.

 الاعسم عن شخصية الحريري

وبعد الناقد فاضل ثامر، قالت مديرة الندوة الكاتبة منى سعيد ان الاستاذ فاضل ثامر اضاء نقاطا مهمة جداً في المسيرة الادبية للراحل ابراهيم الحريري، و”اننا جميعاً مقصرين في متابعة كتابات وادب ابراهيم الحريري”. ثم طلبت من الكاتب عبد المنعم الاعسم تسليط مزيد من الضوء على شخصية الحريري.

قال الاعسم ان “كل هذا الذي تحدثنا عنه، وراءه كاتب لم يبلغ الصف السادس الابتدائي، وهذه معجزة تضاف الى معجزة هذا الاسم، ابراهيم الحريري الذي كتب وشغل كل هذا الفضاء الثقافي والصحافي، وقدم اشياء نادرة ينبغي ان نتعز بها جميعاً، وتعتز بها الصحافة العراقية والادب العراقي، وان جاءت الدعوة الى هذا الاعتزاز متأخرة.

 

يجمع تناقضات عجيبة

وتابع ان هذا الكاتب الذي يجمع تناقضات عجيبة، هو ارستقراطي من حيث الثقافة والخلفيات، وهو بسيط الى ابعد مستوى من البساطة والتواضع؛ التواضع الذي يصل الى حد ان الدراجة الهوائية ليست سوى مؤشر نأخذه نحن في المخيلة ونبني عليه، هذا الرجل الكبير الذي قدم كل هذه المسيرة اللامعة، ويستخدم الدراجة الهوائية في السبعينات فيما يركبها ابناءاعمار لا تتجاوز 10 او 15 سنة.

وتابع الكاتب الاعسم حديثه عن شخصية المهرجان بالقول: كتب الحريري، قصة حوارية صغيرة فيها تأملات وتحولت الى فيلم تلفزيوني وباسم كاتب آخر. وان اي مثقف تتم سرقة افكاره وتوظف في اعمال كبيرة، لا اعتقد انه سيسكت حيال هذا الاعتداء الفظ، لكن ابراهيم الحريري سكت.

وشدد الاعسم عن ان ابراهيم الحريري ينظر الى الانتماء والشيوعية بنظرة تختلف عنا جميعاً؛ فهو سعى الى اسقاط الجانب المقدس بعد الانتماء للحزب، كنصير للشيوعية اسقط “اللاهوت” وحوّل هذا الانتماء الى حياة ومرشد، فالحزب ليس لديه حد اخلاقي او ادبي.

واختتم الاعسم مداخلته بالقول: في الحريري الكثير من التهذيب الجم والاحترام والاعتراف بفضل المناضلين والشهداء، كنا في الحوارات الجانبية مع الحريري نفهم منه انه ينصحنا ان لا نقع في اللاهوت، وكان دائماً يقول ان اللاهوت خطر على الشيوعية وعلى الانتماء للحزب الشيوعي، افهموا الانتماء بطريقة انسانية وثقافية، بحيث تتحول كل هذه القيم الى مرشد يوصل الإنسان الى حل المشكلات التي يواجهها، ويساعده على الاجابة على الاسئلة.

   

ص8

 

الحزب الشيوعي العراقي

 يُحيي الذكرى العشرين

لاستشهاد الرفيق البطل «سعدون»

 

بغداد – طريق الشعب

 

احتشد الشيوعيون وأنصارهم، يوم الخميس الماضي، في قاعة جمعية المهندسين ببغداد، لإحياء الذكرى العشرين للشهيد وضاح عبد الأمير حسن (سعدون)، بحضور عائلته والرفيق حميد مجيد موسى.

وبعد الوقوف للاستماع الى النشيد الوطني، قرأ الرفيق حسين النجار عضو المكتب السياسي للحزب، الذي أدار الحفل، نعي اللجنة المركزية للحزب الشهيد سعدون عام 2004، ثم طلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد، استذكاراً للشهيد سعدون ورفاقه والى شهداء الحزب والوطن.

بعدها قرأ الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية كلمة الحزب، ثم تبعه الرفيق كريم عبد جابر (أبو اكد) بقراءة كلمة رابطة الأنصار الشيوعيين.

كما قرأت الرفيقة دنيا رامز (ام كفاح) زوجة الشهيد سعدون كلمة العائلة في المناسبة (نص الكلمات منشور في هذه الصفحة).

وفي الفعالية، قرأ الشاعر فالح حسون الدراجي قصيدة بعنوان (يا سعدون) ثم قدم الفنانان علي خيون وعلي البابلي مقاطع من الأغاني في المناسبة، ليتبع ذلك الشاعر حمزة الحلفي الذي قرأ قصيدة أطربت الحضور، بعد ذلك عرضت “طريق الشعب” جزءا من فيلم وثائقي عن حياة واستشهاد الرفيق سعدون الذي سوف تنشره لاحقاً في موقعها ومنصات التواصل الاجتماعي.

  

رائد فهمي: المجد كل المجد لك أبا كفاح

 

العزيزة الرفيقة دينا زوجة الشهيد سعدون، العزيز كفاح ابن الشهيد سعدون والرفيق كفاح شقيق الشهيد.. الرفيق العزيز حميد مجيد موسى

الرفيقات والرفاق والأصدقاء الأعزاء... الحضور الكريم

يتعرض مناضلو الاحزاب الشيوعية في شتى بقاع الارض الى التضييق والمراقبة والقمع والتصفية الجسدية، بسبب سعيهم ونضالهم الدؤوب لتغيير المجتمع والانتقال به من حالة التخلف والركود الى التقدم وتحقيق ما تصبو اليه الجماهير الكادحة في العيش الرغيد والسلام والديمقراطية.

وفي سبيل هذه الاهداف النبيلة، يقدم الشيوعيون وسائر دعاة الحرية والعدالة الاجتماعية، تضحيات جّمة وغالية قلّ نظيرها، لقناعتهم الراسخة بعدالة قضيتهم، وشرعية كفاحهم ضد الجور والظلم والاستغلال الطبقي، دون ان تثنيهم السجون والمعتقلات والتعذيب، وكل أنواع الحرمانات، عن تصدر مسيرة الشعوب في نضالهم الجسور ضد الامبرياليين والرجعيين وكل أعداء الإنسانية، تتقدمهم مواكب الشهداء الذين ضحوا بحياتهم، التي لا أثمن ولا أغلى منها، غير المبادئ السامية التي تشرّبتها عقولهم المتفتحة، وأفئدتهم المترعة بحب الشعب والوطن، فحولتها الى قيم إنسانية رفيعة، والى إصرار وعناد ثوريين بوجه الاضطهاد والعسف والاستبداد، بأي ثوب تزيا، وبأي خطاب مزيف أعلن عن نفسه.

إنها البطولة بكل ما في الكلمة من معنى، وقد أبت الا ان تكون لصيقة بهم، فهم القدوة والنموذج والمثل الأعلى لكل من يعتز بآدميته، وبقدرته على الفكاك من أسر الذات والبحث عن الخلاص الفردي، رغم أكداس، الخراب والدمار والويلات التي تعصف بالجماهير الشعبية الغفيرة، وبكل من يناضل من أجل تحقيق أحلام الكادحين في الوطن الحر والشعب السعيد.

انهم الثوريون الحاملون بشرى الانتصار القادم لا محالة الى الشعب الذي ينظر اليهم بمنظار الأمل والتفاؤل لتحقيق أمانيهم وطموحاتهم المشروعة على أرض الواقع وليس في الخيال.

ان مواكب الشهداء الشيوعيين، وسائر القوى الوطنية والديمقراطية، لا تعد ولا تحصى، ولم تبخل الحكومات المتعاقبة وجلاوزتها بدءاً من حكومة نوري السعيد، مروراً بحكم الطاغية “صدام حسين” الى هذا الزمن الرديء الذي نعيشه الآن، وإرهابه المنفلت بإضافة أعداد وقوافل جديدة من هؤلاء الفدائيين.

اليوم نستذكر بمهابة وتقدير عال، واحداً من هؤلاء البواسل، هو الشهيد البطل “سعدون” الذي اغتاله البرابرة أيتام النظام السابق والظلاميون يوم 13/11/2004 مع الرفيقين نوزاد توفيق توفيق وحسيب مصطفى حسن، أثناء توجهه الى كردستان لزيارة عائلته، وهو استذكار واحتفاء بكل شهدائنا، وشهداء شعبنا وحركتنا الوطنية والديمقراطية.

لقد كان “سعدون” مثالاً للشيوعي المتفاني وللالتزام الحزبي بأعلى مستوى، حيث لا قضية لديه أهم وأغلى من مصلحة حزبه وشعبه، ودفاعه عن الفقراء والمحرومين.

كان يتابع كل شاردة وواردة، ويكرس جهوداً استثنائية لرعاية رفاقه وعوائلهم وتفقدهم ومتابعة أحوالهم، وبنكران ذات يقترب من التصوف. كما جعل العلاقة بالجماهير في صلب اهتمامه ونضاله.

كان يمتلك عقلاً موسوعياً، اشبه بالكومبيوتر، لا ينسى ولا يهمل شيئاً، ومهما كان صغيراً او لا يلفت النظر، واستطاع خلال مدة وجيزة، ان يطور إمكاناته وقدراته الفكرية والسياسية والتنظيمية بصورة تدعو الى الإعجاب والى ضرورة اتخاذها نموذجاً وقدوة لكل المناضلين من رفاقه وأصدقائه.

اما دوره وتفانيه في حركة الأنصار الشيوعيين، فالجميع يعرف انه كان من أفضل واشجع قادة البيشمركة والانصار، عسكرياً وإدارياً وجماهيرياً، وقد أحبه الناس لشجاعته، وبطولته، وذكائه ودفاعه المستميت عنهم، وتناقلوا اخباره، وأخبار المعارك التي قادها ضد الجحوش، ومرتزقة النظام الدكتاتوري. كما أحبه رفاقه وأصدقاؤه، وتعلقوا به دون استثناء، وكانت علاقاته حميمية مع الجميع. لقد ولد ليكون شيوعياً، وبفضل سماته السياسية والحزبية، وخصاله الشخصية والاجتماعية الرائعة، غدا محوراً اساسياً في عمل الحزب بكل تلاوينه وميادينه، فكان يوزع المهام على الرفاق كلاً حسب امكاناته وقدراته دون اثقال وارهاق. لذلك كانت مساهمته في قيادة الحزب متميزة. سُداها ولحمتها الكفاءة والنجاح والابداع رغم الظروف الصعبة والخطيرة في آن واحد. ولذلك أضحى هدفاً مطلوباً بإلحاح وبأي ثمن لكل المعادين للشيوعية والديمقراطية، وللشعب العراقي وكادحيه.

انه مفخرة من مفاخر حزبنا الشيوعي الكثيرة، وأيقونة نضاله التي لا يخبو ضياؤها وتأثيرها الايجابي الكبير مهما طال الزمن. وحرّي بنا استلهام كفاءته المتميزة ومواقفه المشرفة وبطولته في الدفاع عن الحزب، وتجسيده الحقيقي للقب الشيوعي، التزاماً وشجاعة وثباتا، وحباً للرفاق، وقدوة فائقة على اقتران الاقوال بالافعال، وهو أحد المعايير الاساسية للشيوعي بصرف النظر عن موقعه الحزبي وتاريخه النضالي.

مجداً خالداً لك رفيقنا أبا كفاح، ولكل شهداء حزبنا وشعبنا الابطال.

الخزي والعار الأبدي للقتلة المجرمين الذين حرموا الحزب من عطائك الفذ والثري جداً.

 

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

14-11-2024

 

الأنصار الشيوعيون:

كانت حياة سعدون سلسلة من المعارك و الاقتحامات

 

الرفيقات والرفاق

الحضور الكريم

 

في ذكرى اليوم الحزين.. اليومَ الذي استشهد فيه، رفيقنا العزيز وضاح حسن عبد الامير (سعدون)، نلتقي في هذا المكان، لكي نستلهم العبر، ونستمد العزم، من مسيرة الكفاح العنيد والمتواصل في سبيل كرامة الشعب وازدهار الوطن.

لقد اقتفى الرفيق النصير(سعدون)، أثر الشيوعيين الأبطال من مؤسسي حزبنا، وقادته، وكوادره، وأعضائه. كما اقتفى أثر رفاقه الأنصار البواسل، الذين أعطوا بسخاء، وقدموا أرواحهم دفاعا عن حقوق شعبهم، ولم يترددوا أمام المهمات الصعبة والخطيرة، ولم يحنوا هاماتهم لحاكمٍ استبد بأرض العراق الحبيب.

لم يكُن طريق نضال الشيوعيين معبّدا، بل كان وعرا، وشاقا، ومعمدا بدمائهم الطاهرة في مختلف مراحل الكفاح، سواء كان ذلك أثناء العمل العلني، او خلال العمل السري، او في فترة الكفاح المسلح في جبال كردستان، فلم يتعب اصحاب المبادئ، ولم يصب الملل نفوسهم، ولم يجد اليأس طريقا إلى أرواحهم.

إنّ شهداءَنا، همُ، رموز هيبتنا، وعنوان فخرنا، وكتاب مجدنا، الذي نتباهى بصفحاته المضيئة في تاريخ حزبنا النضالي الطويل، وفي تاريخ نضال شعبنا الوطني. كما أنهم، دليلنا في مسيرتنا المستمرة حتى تحقيق أهداف حزبنا في التغيير الشامل وإقامة النظام المدني الديمقراطي.

نستذكر اليوم الرفيق النصير (سعدون)، الذي عرفناه، نحن الأنصار، في ثمانينيات القرن الماضي، قدوة لرفاقه في الإقدام والأخلاق وتحمل المصاعب، وخبرناه نصيرا شجاعا في صفوف حركة الأنصار الشيوعيين العراقيين (البيشمركة)، وهكذا كانت حياته عبارة عن سلسلة من المعارك والمجازفات حتى يوم اغتياله من قبل عصابة ارهابية جبانة.

ترك لنا الرفيق النصير الشهيد وضاح حسن عبد الأمير(سعدون) ، كنزا من الوفاء للمبادئ الحقيقية، والإخلاص للفكر الوطني والانساني، والتفاني غير المحدود في الدفاع عن حق البسطاء في العيش الكريم، فكان ابنا بارا لهذا الوطن ولهذا الشعب، وكانت مسيرته مفعمة بالتضحيات وزاخرة بالقيم الجميلة، وغنية بالدروس الملهمة.

لقد شكّل رحيل الرفيق وضاح، خسارة كبيرة لحزبه ورفاقه الذين يواصلون الطريق من بعده، لكنّ عزاءنا، في ما تركه الشهيد(سعدون)، ورفاقه الشهداء، من إرث كفاحيٍ مجيدٍ، جعل من حزب الشيوعيين، حزبا قويا، لا ينكسر امام العواصف مهما كانت شدتها.

ستظل ذكرى رفيقنا الشهيد وضاح، وجميع شهداء حزبنا، حية في القلوب وستظل تضحياتهم ملهمة للشيوعيين وكل الوطنيين.

المجد والخلود للشهيد وضاح حسن عبد الامير/ سعدون ورفيقيه نوزاد وحسيب.

 

رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين

 

 عائلة الشهيد: نجدد عهدنا لسعدون ولكل الشهداء

 

 الرفيق رائد فهمي المحترم

العم العزيز أبو داود الغالي

الرفاق والرفيقات الاعزاء

الحضور الكريم

تحياتنا لكم

 

في الذكرى العشرين لرحيل القائد الشيوعي والأب الحنون والزوج الوفي، نستحضر معكم أثره الذي بقي حياً في وجداننا، كان سعدون رفيقاً لكم في النضال، ونوراً لعائلته، وعوناً لحياتنا، ومصدراً ملهما لأحلامناً الجميلة.

لقد عرفته كحبيب صادق وصديق رائع، ورفيق وفي، شجاعا لم يتردد يوماً في مواجهة الظلم والدفاع عن المظلومين. لقد كان حبّه للوطن أعلى من كل شيء، وكان يرى النضال طريقاً للكرامة والعدالة، عاش قنوعا صادق الانتماء واثقا من طريقه.  لم يحمل في قلبه سوى المحبة لرفاقه وأصدقائه، على طول حياته معنا لم نسمع منه كلمة حقد على رفيق، ولا تذمّراً من الحزب، فقد كان منفذاً مبدعا لسياسات الحزب، أميناً لعلاقاته، مُخلصاً في مواقفه. في البيت، كان سعدون الأب الحنون الذي يبعث الأمل في قلب ابنه كفاح، ويعلمه أن الشجاعة تكمن في الإصرار على الحق وفي القدرة على العطاء وبذل المحبة. كان يحمل في قلبه حلماً كبيراً بأن يرى كفاح وأبناء جيله يعيشون في عراق حر تسوده العدالة والكرامة، بعيداً عن الظلم والاستبداد. أما كزوج، فقد كان سعدون الرفيق والسند، تشاركت معه الحياة حلوها ومرها، وعشنا الحلم الجميل بعراق امن ومستقر. عاش مبتهجا قنوعا، يزرع الطمأنينة بأن طريقنا رغم صعوبته هو الطريق الصحيح، وأن المستقبل رغم العتمة سيشرق يوماً بوطن حر وشعب سعيد.

لشخصيته القوية والعطوفة أثرٌ لا يمكن أن يُمحى من بالي، ولحضوره معنى يجعلني أقف اليوم بثبات، رغم ألم الفراق. في هذه الذكرى، نجدد عهدنا مع سعدون ومع كل الشهداء الذين رحلوا من أجل حزبنا العظيم. نعاهدهم أن نسير على نفس الدرب، أن نبقى أوفياء للقيم والمبادئ التي ضحى أبو كفاح من أجلها. سنظل نسير بعزم واصرار، وأن حب سعدون لحزبه ورفاقه سيظل حاضراً في كل خطواتنا. هذه الكلمات من قلب الزوجة التي صبرت على رحيل حبيبها ومن قلب ابنه الوفي، نرفعها لكم لنتشارك معكم ذكراه، ولنؤكد أن نضال سعدون لن ينتهي، وأن إرثه سيبقى حياً فينا، حاضراً في كل نبضة من نبضات قلبينا. أخيرا .... نعبر عن شكرنا العميق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي على تنظيم هذا الاستذكار الذي يحمل وفاءً كبيراً لرفيق عاش واستشهد من أجل قضية مشرفة.  إنه شرف لنا أن نرى ذكراه حية في قلوب رفاقه واصدقائه، وفي عيون كل من تابع مسيرته النضالية.

شكرا لكل الحاضرين هنا شكرا لكم لأنكم كنتم، وما زلتم، سندا لنا. الشكر لحضوركم المشرف، نعدكم أن نبقى أوفياء للوطن، للحزب، وللشعب، وأن يظل إرث الشهيد نبراساً لنا نهتدي به في درب الحرية والكرامة.

 

دينا رامز

كفاح وضاح عبد الأمير

14/11/2024

 

 

يا سعدون

 

 

فالح حسون الدراجي

 

يسألوني عليك اشكد يسألون .. اليعرفونك بحر والما يعرفون ..

يريدوني أوصفك واختصر بيك.. وأعرٌفهم عليك وبيك يردون ..

أهو  المثلك فلا يحتاج تعريف ..

بل التعريف يحتاجك يسعدون

وإذا انت بحر شيطرٌك ابليل .. وچم تابوت يحتاج اليعبرون ..؟

يبو گيش الغميج يغرٌگ الحوت .. هذوله شلون عبروا فوگك شلون ؟

أهم عاگات ما فاجوا گبل ماي .. ولا فد يوم شفناهم يطفشون ..

عجب غدروك والغدار  معروف.. ولا تحتاج لوصاف اليغدرون .. 

أهو طبع الخسيس يصيٌح صيٌاح ..

والف وصمة وعلامة بگصٌته تكون ..

تعرفه من الوجه ..

من ذلة الخوف ..

من رجفة ضحكته وصفرة اللون..

 يسبع الليل گلي شلون باگوك ..

والمثلك فلا ينباگ ويهون

صدٌگت بسفر مايؤتمن بيه .. وأمنت بدرب ما هوٌه مامون ..

عشت مثل الجبل ما دنگت راس .. ومتت مثل الأسد من ظهره مطعون..

  ويريدوني أوصفك واختصر بيك.. وأعرٌفهم عليك وبيك يردون..

تعال شلون أوصفك واختصر بيك .. إذا انت بحر نختصرك شلون ..

يا بيرغ حزبنا تشيلك الروس .. وتتزاحم عليك إرگاب ومتون ..

الف سر  للحزب بعيونك ينام .. والف دنيه التخون وانت متخون ..

يسعدون النخل دنگ لك الهام .. وجبل قنديل بيك لهسه مفتون  ..

حمامات السلام باسمك تنوح .. وحواصيد الشلب بسمك يغنون ..

يمن أكثر نصير تحبه الانصار ..

وابو احلام وتفگته أعليك يبچون ..

يسعدون المحبة ولهفة الشوگ، ومواويل الحبايب من يذكرون ..

يا أحلى الاغاني بآخر اذار .. وبعيد الحزب أولهم تكون ..

عجيبة شلون أوصفك واختصر بيك .. إذا حتى الوصف حبٌك يسعدون

واذا انت الحصاد وملحة الگاع.. وسمارك والشمس صاروا فرد لون  ..

 واذا  انت الربيع وفرحة العيد.. وارق من الورد بيد اليحبون..

أيا دمعة يتم بس ترمش تطيح .. ومثل گلب الطفل خالي من الظنون..

أيا  فرحة نهر من يروي الأشجار.. ويا خيط الذهب وبنص كلبدون..

مثل ضي الشمس ضيك بالخدود.. ومثل عشگ الصبا إمبين بالعيون

ومثل لمة ربع من بعد الغياب.. ومن فرط الفرح كلهم يغنون ..

وإذا يردون  أوصفك واختصر بيك ..  اگول اسمك فقط ..

ويكفي سعدون !!

  

ص9

 

الدوري الممتاز: عشر مواجهات في الجولة الخامسة

 

بغداد – طريق الشعب

 

أعلنت لجنة المسابقات في الاتحاد العراقي لكرة القدم، عن مباريات الجولة الخامسة من منافسات الدوري العراقي الممتاز بإقامة عشر مواجهات والتي تنطلق اليوم.

‏ويلاقي فريق الصناعة على ملعبه ضيفه فريق الموصل، بينما يواجه فريق الكاظمية ضيفه فريق الصناعات الكهربائية، ‏وسيكون الرمادي بضيافة فريق غاز الشمال.

وفي ذات الوقت يستضيف البيشمركة فريق الفهد، ‏وسيكون البحرية في ضيافة فريق أمانة بغداد، ويلاقي الجولان على ملعبه فريق ميسان، بينما يستضيف فريق المصافي على ملعبه فريق الاتصالات.

ويحل فريق نفط الوسط ضيفا على فريق الغراف، ‏ويواجه فريق الناصرية على ملعبه فريق الحسين، وأخيرا يلتقي فريق عفك ضيفه مصافي الجنوب.

 

 

اتحاد كرة القدم: تعثر الأردن يزيد فرصة تأهلنا لكأس العالم

الجماهير العراقية إلى مسقط

 لمؤازرة منتخبها الوطني

بغداد – طريق الشعب

 

تتوجه الجماهير العراقية إلى مسقط، يوم الاثنين المقبل، لمؤازرة المنتخب الوطني العراقي في مباراته المرتقبة ضد نظيره العُماني يوم الثلاثاء المقبل. وفقاً لاتحاد كرة القدم. وأكد عضو الاتحاد غالب الزاملي، انه «يجري التنسيق مع الجانب العُماني لضمان نجاح الرحلات التي ستتوجه عبر الخطوط الجوية العراقية، ووصول الجماهير إلى ملعب السلطان قابوس». مشيراً إلى ان» التقديم للرحلات يتم عبر موقع إلكتروني مخصص من قبل السفارة العمانية، حيث يتم استقبال نسخ جوازات السفر الخاصة بالجماهير العراقية بشكل محدود».

وكانت السلطات العمانية قد قررت إعفاء أعضاء بعثة المنتخب العراقي والجماهير العراقية من تأشيرة الدخول، وذلك لحضور المباراة المرتقبة بين الفريقين.

من جانب آخر، أفاد عضو الاتحاد فراس بحر العلوم، ان تعادل المنتخب الوطني مع نظيره الأردني لم يكن نهاية المطاف بالرغم من خسارة نقطتين مهمتين على أرضه فما زال العراق في إطار التنافس، مبينا أن تعثر منتخب الأردن وارد في مبارياته المقبلة.

وبين إن «الاتحاد التقى باللاعبين والجهاز الفني سعياً لإعادة الروحية في الفريق ونسيان نتيجة مباراتنا أمام الأردن فهي ليست نهاية المطاف، والتفكير باللقاء القادم المهم أمام نظيره العماني الثلاثاء المقبل والمباريات المتبقية الأخرى».

وتوقع بحر العلوم أن «يظهر المنتخب بشكل مغاير في المرحلة المقبلة ويحصد النقاط دون هدر أي منها للاقتراب من حلم التأهل».

وأضاف بحر العلوم أن «الفرصة مازالت كبيرة امام منتخبنا لبلوغ مونديال كأس العالم بعد حسم المركز الثاني بالمجموعة»، موضحاً ان «حظوظ جميع الفرق متساوية للحصول على المركز الثاني، وان فوزنا على عمان الثلاثاء والمباريات المتبقية، مقابل تعثر منتخب الأردن الذي هو وارد امام الفرق التي ستواجهه، سيكون مهماً جدا».

 

وقفة رياضية

 

الاستثمار في الرياضية يبدأ بالإدارة المهنية

 

منعم جابر

 

كانت الأندية الرياضية وما زالت تعتمد في دعمها وتمويلها على ما تقدمه الدولة من منح وأموال سنوية، وكانت هذه الأندية تعتمد في السنوات السابقة على الاشتراكات الشهرية لأعضائها يوم كانت المصاريف لا تتجاوز الدنانير، لكن اليوم أصبح المشهد مختلفاً، وخاصة مع دخول معظم الأندية إلى عالم الاحتراف، وأصبح الحديث عن ملايين الدنانير وأكثر، ولكن هذه الأندية بقيت على حالها بعد ان اختفى بدل الاشتراك وتحولت الأندية إلى عبء يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة، بعد ان تحول معظم اللاعبين إلى عالم الاحتراف وأصبحت عقودهم تلامس الملايين، والنادي الذي لا يمتلك مالاً كافياً ولا مؤسسة ساندة سيكون مصيره الفشل وسوف يعيش اقسى الظروف.

هنا أقول لقادة الأندية الرياضية المشاركة في مختلف الألعاب: كرة القدم والسلة والطائرة واليد وغيرها. عليكم ان تحسبوا حساباتكم المستقبلية وان تتحركوا لتقييم أنديتكم والبحث عن أفكار استثمارية وتجارية تستطيعون بها ومن خلالها ان توفروا الأموال والارصدة الكافية لاستمرارية انديتكم. وهذا الكلام لا يقتصر على الأندية ذات المردود المادي الضعيف، بل يشمل ايضاً الأندية الغنية والمتمكنة عليها ان تبحث عن فرص استثمارية تحقق لها العوائد والأموال الكافية.

لقد تحولت الأندية الرياضية إلى مصادر للأرباح العالية وهذا ما شهدناه في الكثير من بلدان العالم، حيث وجدنا بعض الأندية الإيطالية والإنكليزية والاسبانية والفرنسية قد اشتراها أصحاب رؤوس الأموال في البلدان النفطية.

لذا أقول للعاملين في إدارات الأندية عليكم ان تتوجهوا إلى الاستثمار الرياضي في إدارة انديتكم وبخطوات مدروسة من أجل التوجه نحو عالم الاحتراف وصناعة اندية متقدمة قادرة على مقارعة الكبار، وهذا لا يمكن ان يتحقق الا بوجود إدارة رياضية محترفة تضم مجموعة من المتخصصين في العمل الرياضي والعارفين بأسراره.

وبهذا نحمي خزينة الدولة من تحمل أعباء الرياضة والرياضيين وتكاليفها العالية ونخلق مؤسسات رياضية قادرة على تمويل نفسها، أسوة بالأندية الرياضية في مختلف دول العالم.

 

 

ريال مدريد

 لوكلاء اللاعبين: شكرا

 

بغداد - وكالات

 

تتصدر الشائعات عناوين الصحف يومياً حول تعاقدات ريال مدريد المحتملة في الميركاتو الشتوي المقبل.

ووفقا لشبكة “ريليفو” الإسبانية، تنتشر هذه الأنباء يومياً مع عبارات مثل “قريب، وشيك أو ساخن”، لكن الحقيقة أن معظم هذه الأخبار تخدم مصالح خاصة أكثر من كونها تستند إلى حقائق مؤكدة.

وفي ظل الأزمة الحالية التي يمر بها ريال مدريد، مع تراجع النتائج وتزايد الإصابات التي أضعفت الفريق، تتضاعف الأسماء المطروحة كخيارات محتملة.

وأشارت إلى أن أسماء مثل (إيمريك لابورت، جوناثان تاه، هاتو، سيرجيو راموس، وموسكيرا) تتداول بكثرة، رغم أن بعضها لم يكن أبداً ضمن حسابات ريال مدريد.

وأوضحت أن الموقف الرسمي لريال مدريد من الميركاتو الشتوي هو أن القرار النهائي بشأنه لم يتخذ حتى الآن، ويعتمد الأمر على نتائج الفريق في الفترة المقبلة. ولا يزال مسؤولو الميرنجي يرون أن التعاقدات الشتوية أكثر صعوبة من الصيفية، لذلك إذا لم تتوفر خيارات مناسبة، لن يُبرم ريال مدريد أي تعاقد.

وعلى الرغم من ذلك، يعمل ريال مدريد على تهيئة الأجواء لأي تحرك محتمل، حيث يدرك النادي الحاجة لتعزيز صفوفه، لكنه يركز على اتخاذ قرارات مدروسة لتجنب الأخطاء. وأردفت: “يجري التواصل مع بعض الأسماء سواء بشكل مباشر أو عبر وسطاء، بينما يحاول الملكي التمسك بمعاييره الصارمة لتجنب التعاقدات غير المثمرة”.

  

نادي “الفتاة” يمثل العراق

في بطولة كرة اليد الدولية بالكويت

 

بغداد – طريق الشعب

 

أعلنت إدارة نادي الفتاة الرياضي في كركوك، أمس السبت، عن مشاركة النادي في بطولة دولية ودية لكرة اليد تقام في دولة الكويت خلال الأسبوع الحالي، بمشاركة فرق عربية.

وقالت رئيسة النادي، زينب السعدون، إن “نادي الفتاة الكركوكي تلقى إشعاراً للمشاركة في بطولة دولية ودية في الكويت”، مضيفة أن “الفريق غادر اليوم (أمس) عبر مطار بغداد الدولي متوجهاً إلى الكويت للمشاركة في البطولة التي تضم فرقاً عربية مثل قطر والكويت والبحرين وغيرها”.

وأوضحت السعدون أن “اختيار نادي الفتاة جاء نتيجة تحقيقه لقب بطولة أندية العراق بكرة اليد، بالإضافة إلى الأداء الفني المميز والدقة في التسجيل والمستوى البدني العالي الذي أظهرته لاعبات النادي”.

وأشارت إلى أن “نادي سلوى الصباح الكويتي يستضيف البطولة، والتي تعد فرصة مهمة لنادي الفتاة كممثل العراق في البطولات الدولية”.

 

 

ثلاثة انتصارات

في نخبة اليد

 

بغداد – طريق الشعب

 

جرت يوم الجمعة، ثلاث مباريات ضمن منافسات الدور الثالث من دوري النخبة لكرة اليد للموسم 2025-2024.

وجاءت نتائج المواجهات الثلاث كالاتي: فاز نادي ديالى على ضيفه الكوفة بنتيجة 28 -24، وجرت المباراة في قاعة نادي ديالى. كما وفاز نادي الحشد الشعبي على ضيفه الناصرية بنتيجة 40-21 جرت المباراة في قاعة نادي الجيش. وفي المباراة الثالثة، فاز نادي نفط البصرة على ذي قار بنتيجة 34 - 21 وجرت المباراة في قاعة البصرة.

 

مايك تايسون يخسر أمام جيك بول

في نزال أسطوري

 

بغداد – وكالات

 

خسر بطل الوزن الثقيل الأسبق الملاكم مايك تايسون نزاله من الشخصية المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي والذي تحول إلى ملاكم وهو جيك بول، ليلة الجمعة – السبت في أرلينغتون بولاية تكساس الأمريكية.

وقاتل تايسون وبول أمام 72300 مشجع في ملعب “آيه تي أند تي”، موطن فريق دالاس كاوبويز، حيث سيطر بول على معظم القتال ضد تايسون ليصبح المقاتل السادس الذي يهزم بطل الوزن الثقيل الأسبق في مسيرته الاحترافية. وكانت الجولات الافتتاحية متكافئة إلى حد ما، حيث تأقلم الملاكمان مع أساليب القتال لبعضهما البعض.

وخرج تايسون بقوة في الجولة الثالثة، ومع ذلك رد بول بعد عدة لحظات وحشر تايسون بعدة لكمات جيدة، وبدا أنه يهز بطل الوزن الثقيل الأسبق.

ولاحقا ظهرت علامات الإرهاق على تايسون (58 عاما) خلال المباراة، ليواصل بول (27 عاما) السيطرة على القتال من هناك، حيث قام بإسقاط مجموعاته من اللكمات مما تسبب في مشاكل لتايسون بعد 8 جولات. وانتقد الكثيرون قرار مايك تايسون بخوض النزال وهو في سن 58 عاما، خوفا من الأضرار التي لحقت بصحته.

ومع ذلك، يقال إن تايسون سيحصل على 20 مليون دولار أمريكي من القتال وجيك بول سيحصل على 40 مليون دولار أمريكي.

 

ص10

 

أسئلة برؤية يسارية مستقبلية

 

مانفريد نورفات

 

ترجمة: رشيد غويلب

 

نحن نعيش في أوقات مضطربة. سواء كانت الحروب الراهنة، التي تهديد بنهاية نووية للعالم، أو الكوارث البيئية والمناخية المتصاعدة، أو الاقتصاد العالمي غير العادل. يمكن رؤية الأزمات الشديدة والاضطرابات الوشيكة في كل مكان. تجد الإنسانية نفسها في حقل ألغام. كل خطوة خاطئة يمكن أن تكون الأخيرة. ومن ناحية أخرى، يتوق الملايين إلى حياة أفضل وأكثر أمانا لهم ولأطفالهم.

الرأسمالية هي النظام الاجتماعي المهيمن في العالم، الذي لا يمكن لبدائل النظام المتبقية مثل كوبا الابتعاد عنه. بعد انتهاء الثنائية القطبية تخلت الرأسمالية عن اعتباراتها الاجتماعية وفرضت نفسها في شكل الليبرالية الجديدة، دون أي قيود على السعي لتحقيق الأرباح قريبا، وتراكم غير المسبوق لرأس المال. وعلى الرغم من الأزمة المالية الأخيرة، التي لم ينج منها الرأسماليون إلا بمساعدة الدولة، فان المسار الليبرالي الجديد ما يزال مستمرا. وهذا لا يغير من حقيقة أن الكثير من الناس ينشطون ضد استخدام مصادر الطاقة الأحفورية بسبب آثارها المدرة للمناخ. وحتى الحكومات اليسارية المعتدلة في أمريكا الجنوبية تستطيع الحد من آثار الاستغلال الرأسمالي السيئة اجتماعيا، لكنها لا تستطيع الشروع بسياسة بديلة جوهرية للرأسمالية السائدة. أن القوة العالمية الوحيدة المتبقية كدولة رأسمالية نموذجية هي الولايات المتحدة، التي بما لديها من إمكانات عسكرية ومالية واقتصادية هائلة، تدافع عن الحفاظ على هيمنتها في جميع أنحاء العالم وتحاول درء المنافسة، بكل الوسائل المتاحة لها، وخاصة مع الصين،. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن لحكام الولايات المتحدة الأمريكية بواسطتها الحفاظ على “نمط الحياة الأمريكية”. ألمانيا كدولة محتلة مقسمة سابقا، تؤدي اليوم دورا قياديا يخدم سلطة الهيمنة الأمريكية. لقد أخضعت نفسها، في ظل الحكومة الحالية، دون قيد أو شرط لهذه الفرضية، وبشكل وبآخر أيضا في ظل الحكومات السابقة أيضا.

ان العرض السريع للوضع العام، يثير عندي، وربما عند كل يساري واع، السؤال التالي:

 هل تستطيع الرأسمالية حل مشاكل البشرية الراهنة والمستقبلية؟

من أجل الإجابة على السؤال، يجب على اليساري دراسة القضايا التي تم تناولها في المقدمة. هناك ما يكفي من الأدبيات حول هذا الأمر، وغالبا ما تساعد التجارب الخاصة وتبادل الآراء مع آخرين، سواء كانوا ذوي تفكير مماثل أم لا. إذا توصل أحدهم إلى استنتاج بناءً على رؤيته الخاصة بأن الرأسمالية الإصلاحية لديها القدرة على التعامل مع المهام المستقبلية بإمكانيات تقنية جديدة والكثير من الأسباب السياسية، فسيكون ذلك نعم للرأسمالية، على الرغم من أنها في شكل متغير، وعلى نفس الأسس، على نطاق أوسع. لقد تغلبت الرأسمالية بالفعل على بعض الأزمات بدعم من الدولة، ولكنها من ناحية أخرى مبتكرة وقابلة للتكيف. والمستقبل وحده هو الذي سيؤكد هذا النهج.

على أساس اشتغالي على مختلف المواضيع، فقد توصلت إلى نتيجة مفادها أن الرأسمالية لا تحل أو لن تحل، بأي شكل من الأشكال، مشاكل البشرية الحالية أو المستقبلية.

إن الاعتماد المتبادل والتناقضات غير القابلة للحل بين استغلال الناس والطبيعة من ناحية والسعي لتحقيق أقصى قدر من الارباح من ناحية أخرى، وامكانيات الكوكب المحدودة والنمو الاقتصادي، والتوق إلى السلام والعدالة والمنافسة في الظروف المختلفة تشكل أساس كل نظام رأسمالي. ولا يمكن تغيير أساس هذا النظام من خلال الإصلاحات، مهما كانت النوايا حسنة، ولكن يمكن التخفيف من آثارها. وتجدر الإشارة إلى أن المتسلطين على الاقتصاد والسياسة والإعلام قد حصلوا حتى الآن، بواسطة ايديولوجيتهم وتعاملهم، على أكبر فائدة من الرأسمالية. لكن الإصرار الأيديولوجي الصارم على استمرار وجود الرأسمالية الأبدي سيلعب أيضا دورا مهما في فشلها. وعليه فالسؤال التالي هو نتيجة منطقية للسؤال الأول.

 

أي نظام اجتماعي قادر على درء المخاطر التي تهدد البشرية وتحقيق مستقبل إنساني متناغم مع الطبيعة؟

يجب تطوير نظام اجتماعي، وفق نهج إنساني بيئي، والنضال من أجله. وهذا يعني أن يمتلك الناس وسائل الإنتاج ويستخدمونها بطريقة مخططة وإنسانية، ليحصل الجميع على السلع الضرورية للحياة بذات الجودة والكمية. وفي المجتمع، يجب دمج جميع البالغين بالمؤسسات الديمقراطية، بحيث يشارك الجميع في عملية صنع القرار وتنفيذه. أما العلاقة مع الطبيعة فيقررها مجلس علمي فقط، يتم تعيينه وله حق النقض على كافة المؤسسات الاجتماعية.

ان المبادئ الأساسية للنظام المجتمعي المستقبلي هي: “كل السلطة للشعب، كل السلطة تبقى في أيدي الشعب” و “الشيء نفسه للجميع، وكل فرد يختلف عن الآخر”.

إن الرؤية المثالية للمستقبل دون وصف للطريقة المؤدي اليها هي بمثابة وعد لا يتحقق. ولذلك من الضروري الإجابة على السؤال التالي:

 كيف يتم الوصول الى النظام المجتمعي المشار اليه أعلاه؟

استكمالا لما سبق ذكره، منذ بداية القرن الحالي، تتزايد الأزمات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية بشكل حاد. لقد أدت التطورات الحالية إلى تكثيف التوترات في السياسة الخارجية وتزايد العبء المالي على عوائل النصف الأدنى من المجتمع بشكل كبير؛ وينطبق الامر كذلك على وضع الدولة المالي، فالتنمية الاقتصادية تعكس معطيات سلبية ولا يمكن تلبية المتطلبات البيئية. وإذا كانت أزمة الكماشة التي وصفها كلاوس دور (عالم اجتماع الماني – المترجم)، أي تفاعل عدة أسباب للأزمة في الوقت نفسه، تتكثف وتتحول إلى أزمة كبرى، فلن يكون من الممكن بعد الآن السيطرة عليها من قبل الحاكمين.

ويؤدي هذا الى ردود فعل قوية من قبل السكان، قد تصل الى التظاهرات الكبيرة والاضرابات العامة. وينتشر أيضا موقف عام بعدم إمكانية استمرار الأوضاع على هذا النحو، ولكن من غير واضح تماما، ما الذي سيحدث بعد ذلك. من أجل الإصرار على مواجهة إغراءات اليمين المجتمعي مع احتمال ظهور أشكال من الحكم الاستبدادي والفاشي، من الضروري أن يكون لدى اليسار سردية مقنعة، يمكن أن تصف تجاوز العلاقات الرأسمالية، والأهم من ذلك، توصيف الهدف. ورغم أن المسيرات الحالية ضد اليمين المتطرف بشكل عام وضد حزب “البديل من أجل ألمانيا” بشكل خاص مشجعة بسبب اتساع نطاقها المجتمعي، إلا أنه في الصراع المجتمعي حول التغيير، من المهم للقوى التقدمية فرض سرديتها. إن توازن القوى المجتمعية السائدة والمحتملة في المستقبل القريب لا يسمح لليسار بإحداث تغيير في النظام بسبب ضعفه، لكنه يجب أن يكون مستعداً لذلك. إن الحركة لتغيير الوضع يجب أن تتطور من السكان.

 

ما الذي يجب فعله استعدادا لتغيير النظام؟

على النقيض من القوى الإصلاحية التي توافق بشكل أساسي على النظام الرأسمالي وتستخدم البرلمانية كميدان للعمل، فإننا، كحركة تنتقد النظام، نعتمد على تعبئة قطاعات واسعة من السكان. ولابد أيضاً من قبول الإصلاحات، ولكن لا ينبغي تنفيذها من خلال البرلمان فقط، بل اساسا من خلال الضغوط الخارجية. سواء تعلق الامر بالمشاكل المعروفة البيئية أو الاجتماعية أو سياسة السلام، فمن المهم اشراك أكبر عدد ممكن في الأنشطة. ومن الطبيعي ان يكون قول ذلك أسهل من فعله.

يتم الوصول الى الكثير من المحتاجين في مواقع العمل او السكن، بواسطة التحرك المستمر في الاحياء السكنية (النقابات معنية بالأمور التي تخص العمل). يمكن معالجة النقص هنا والنضال لتجاوزه مع السكان. وأنا أعلم أن هذا يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة. لقد نجح الحزب الشيوعي النمساوي بالمثابرة ومن خلال السلوك المحفز والمثالي لنشطائه في خلق مناخ ودي في غراتس وسالزبورغ، وتلقى المكافأة من الناخبين. ومع ذلك، فإن نتائج الانتخابات أقل أهمية من معرفة وفهم: العلاقات الرأسمالية، التضامن في الحياة اليومية، ونسق الصراع السياسي. إنها مسؤولية من يسميهم غرامشي المثقفين العضويين، أن يشرحوا الظروف الرأسمالية بوضوح وربطها بالتجارب اليومية. يجب ان يسير، التنوير (النظرية) والأنشطة التي تخدم مصالح طبقتك (الممارسة) يدا بيد. من المهم معرفة ما يترتب على ذلك بالنسبة للفاعلين الأساسيين:

 

ما هي مساهمة مثقفي اليسار؟

بعض الملاحظات بشأن مثقفي اليسار: لقد ساهموا، كما أرى، في توضيح آثار العلاقات الرأسمالية على الإنسان والمجتمع، والعالم والطبيعة. وبينوا بوضوح عجز الرأسمالية وفقدانها للمستقبل.

من المؤسف أن مناهجهم في التغلب على النظام فقيرة للغاية. إما أن يتمسكوا بالأرضية الرأسمالية، كما هو الحال مع نهج الصفقة الخضراء الجديدة، أو أن يصفوا عملية التحول بشكل غامض للغاية أو ان تقف حججهم في منتصف الطريق. من الضروري أن نفكر بشكل مختلف، أي أن ننطلق بالتفكير من النهاية. من التناقض أن نرسم علاقات اليوم بشكل مناسب ومعبر بألوان داكنة، لرسم طريق الخروج من المعضلة بشكل رقيق وبألوان باهتة، ويمكن ان نتوقع منهم المزيد من الثبات والشجاعة، بسبب الحاجة الملحة لتغيير النظام. وان فهم هذا التناقض يمثل الخطوة الأولى لحله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مانفريد نورفات: خبير ألماني، حاصل على دبلوم في الاقتصاد وكذلك علم الاجتماع من مواليد 1950 مهتم بملف الموارد البشرية والهجرة، والترجمة لنصه المنشور في موقع معهد البحوث الاقتصادية الاجتماعية البيئية الألماني في 21 شباط 2024.

  

هدى الصدّة.. واقع العلوم الإنسانية في العالم العربي

 

تحت عنوان “العلوم الإنسانية في العالم العربي: في أوقات الصراع والتغيير”، صدر عن “المجلس العربي للعلوم الاجتماعية” في بيروت، باللغتين العربية والإنكليزية، التقرير الرابع لـ”المرصد العربي للعلوم الاجتماعية”، الذي أعدته الباحثة المصرية هدى الصدّة.

يسعى التقرير (86 صفحة) إلى تناول الإنتاج المعرفي في مجال الإنسانيات في العالم العربي في القرن الحادي والعشرين، مع التركيز على السنوات العشر من 2011 إلى 2021، مستنداً إلى فرضية أوّلية مفادها أن الحراك الثوري الذي عم المنطقة العربية، وما زال، أحدث هزة وجودية ومعرفية في المجتمعات العربية، وفتح مساحات جديدة للتعبير والعمل، وهي مساحات استفادت من الثورة التكنولوجية وشبكات التواصل الاجتماعي، وأنه على الرغم من توالي الهزائم والكوارث والأزمات السياسية والاقتصادية، وربما بسببها، هناك زخم ملحوظ في المبادرات والإسهامات المعرفية في العالم العربي.

كما يتبنى التقرير مقاربة نقدية للإنتاج المعرفي في الإنسانيات تحقق أربعة أهداف: رصد وتحليل أهم الاتجاهات البحثية والموضوعات والإسهامات الفكرية حول الإنسانيات في القرن الحادي والعشرين، وتسليط الضوء على الإنتاج المعرفي المتميز في العالم العربي، وبخاصة في السنوات العشر الماضية، أي في أعقاب الحراك الثوري الذي عم المنطقة عام 2011، وتحديد العقبات التي تشكل تحديات للباحثين، والخروج ببعض المؤشرات المبدئية.

ينقسم التقرير إلى أربعة فصول: يناقش الفصل الأول التحديات والفرص في إنتاج المعرفة في الإنسانيات عن العالم العربي، أما الثاني، فيتناول الاتجاهات الجديدة في الإنسانيات في مجموعة مختارة من فروع المعرفة في الإنسانيات كالأدب، والفلسفة، والتاريخ، ودراسات الترجمة، ودراسات الجندر، في حين يضيء الثالث المبادرات المستقلة في مجال الفنون، ويعرض بعضاً منها في العالم العربي. ويبرز الفصل الرابع دور الإنسانيات الرقمية مع نظرة مستقبلية. فيما يخرج التقرير في خواتيمه ببعض المؤشرات المبدئية والأسئلة عن المواضيع التي تناولها.

يشار إلى أن هذا التقرير هو الرابع في سلسلة التقارير الصادرة عن “المرصد العربي للعلوم الاجتماعية”، والأول عن الإنسانيات بعدما تناولت التقارير الثالثة السابقة حالة العلوم الاجتماعية في العالم العربي بالتحديد على النحو التالي: “العلوم الاجتماعية في العالم العربي: أشكال الحضور” لمحمد بامية، و”العلوم الاجتماعية في العالم العربي: مقاربة الإنتاجات الصادرة باللغة العربية 2000 - 2016” لعبد الله حمودي، و”الفضاءات الأكاديمية والمسارات المهنية لعلماء العلوم الاجتماعية في العالم العربي” لأحمد دلّال.

تعمل هدى الصدّة أستاذة للأدب الإنكليزي والمقارن في “جامعة القاهرة”، وهي ناشطة نسوية ومن مؤسسات “ملتقى المرأة والذاكرة”، وتشمل اهتماماتها البحثية دراسات الجندر، والأدب المقارن، والتاريخ الشفاهي. من مؤلفاتها “الجندر والوطن والرواية العربية: مصر 1892 - 2008” (ترجمة هالة كمال، 2020)، كما شاركت في تحرير كتاب “التاريخ الشفوي في أوقات التغيير: الجندر والتوثيق وصناعة الأرشيف” (2018).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 8 تشرين الثاني 2024

 

قاموس اقتصادي فلسفي

 التضخم النقدي

 

 اعداد: د. صالح ياسر

 

التضخم النقدي (monetary inflation): في أبسط معانيه، يعني اغراق قنوات التداول بكمية من النقود الورقية تزيد عن حاجات الدورة السلعية، وهو انخفاض قيمة النقود الورقية بالنسبة الى السلعة النقدية (الذهب)، وما ينتج عن ذلك من ارتفاع السلع.

ان الطبقات المستغِلة تستخدم التضخم النقدي لتلقي على عاتق الكادحين عبء نفقات الدولة، وعواقب الحروب، والازمات الاقتصادية، ولإعادة توزيع الدخل القومي، والثروة الاجتماعية، في صالحها، ولإلحاق الضرر بالطبقة العاملة والكادحين. في زمن التضخم ترتفع اسعار السلع بصورة اسرع من ارتفاع اجور العمال الاسمية ومداخيل الفئات الكادحة الاخرى. ويسبب هذا الامر هبوط الاجور الحقيقية، وتعاظم فقر الكادحين. ويؤثر التضخم تأثيرا تهديميا في اقتصاد البلدان الرأسمالية. انه يفاقم فوضى الانتاج الرأسمالي، وعدم نظاميته، ويزيد من اختلال تناسب تطور فروعه، ويؤدي الى انخفاض سعر النقد، وخلل في التجارة الخارجية.

يمثل التضخّم النقدي أحد الأمراض الاقتصادية والاجتماعية التي تعبث في جسد الاقتصاد المحلي وتحدث فيه اختلالات عميقة، وقد انتشر هذا المرض في عدد كبير من دول العالم، واشتدت الموجات التضخمية، خاصة في السبعينيات من القرن العشرين، حتى تحولت إلى ظاهرة عالمية.

ويرجع التضخم في جوهره إلى اضطراب قوى الإنتاج وعدم كفايتها في الوفاء بحاجات الأفراد المتزايدة. أو بعبارة أدق: ينشأ التضخم نتيجة عدم التوازن بين الإنتاج والاستهلاك والادخار والاستثمار، ونتيجة لضعف الطاقات الإنتاجية في الاقتصاد القومي. ويترتب على هذه الاختلالات ارتفاع متواصل في الأسعار، فيؤدي إلى ارتفاع الأجور وأسعار العوامل الإنتاجية، وسائر تكاليف الإنتاج، يليه ارتفاع متتالٍ في الأسعار، وهكذا.

وهذه السلسلة متتالية الحلقات من التضخم تعرف باسم التضخم المفتوح أو الطليق Open Inflation، حيث لا يقف أمام ارتفاع الأسعار أيّ عائق.

أما إذا تدخلت الحكومة في مسار الأسعار وعملت على الحد من ارتفاعها المتواصل المتتالي، وأدت إلى تقييد التضخم بفرض الرقابة السعرية والدعم الحكومي، فإن التضخم يأخذ شكل التضخم المكبوت Suppressed Inflation.

وإذا أبطأت خطوات التضخم، فإن التضخم يسمّى باسم التضخم الزاحف Creeping Inflation.

فإذا ما استمرت هذه الخطوات، وطال أمد التضخم، واشتد، وتفاقمت خطورته، وتسارعت خطواته، عُرف باسم التضخم الجامح Galloping Inflation.

تتنوع مقاربات المدارس الاقتصادية لاشكالية التضخم. فمثلا يُرجع الاقتصاديون الكلاسيكيون التضخم النقدي أساسا إلى ظاهرة نقدية خالصة، تتمثل في ارتفاع معدل الطلب كنتيجة لزيادة كمية النقود في الاقتصاد، مما يترتب عليه ارتفاع مستويات الأسعار؛ نظراً لثبات حجم الإنتاج وسرعة دوران النقود، وهو نفس ما ذهبت إليه النظرية العامة لكينز، حيث تتبلور ماهية التضخم في وجود فائض في الطلب Excess Demand يفوق المقدرة الحالية للطاقات الإنتاجية، وتكون الفجوة التضخمية Inflationary Gap بمثابة التعبير عن هذا الاختلال بين الطلب والعرض.

أما المدرسة السويدية فقد أضافت إلى النظرية الكميّة للنقود عاملا جديدا، فجعلت للتوقعات أهمية خاصة في تحديد العلاقة بين الطلب الكلي والعرض الكلي. وترى هذه المدرسة أن هذه العلاقة لا تتوقف فقط على مستوى الدخل - كما ترى النظرية الكينزية - وإنما تتوقف على العلاقة بين خطط الاستثمار وخطط الادخار.

وقد أدى استمرار التضخم النقدي مع وجود معدلات عالية من البطالة أو انتشار ظاهرة التضخّم الركوديّ Inflationary Stagnation.

ومن جهة اخرى أدت ظاهرة التضخم الركودي إلى عودة اقتصاديي مدرسة شيكاغو (النقدويون)، وعلى رأسهم (ميلتون فريدمان)، إلى النظرية الكمية للنقود، حيث يرون أنه لا توجد علاقة على المدى الطويل بين التضخم والبطالة، وأن التضخم ظاهرة نقدية بحتة ترجع إلى نمو النقود بكمية أكبر من نمو كمية الإنتاج، أي أن حالة التضخم ترجع إلى زيادة واضحة في متوسط نصيب وحدة الإنتاج من كمية النقود المتداولة.

ويقابل هذا الاتجاه للاقتصاديّين النقديين الذين ركزوا على الجانب النقدي من ظاهرة التضخم اتجاها آخر يرى في التضخم ظاهرة اقتصادية واجتماعية ترجع إلى الاختلالات الهيكلية الموجودة بصفة خاصة في الاقتصاديات المختلفة. وقد عُرف اقتصاديّو هذا الاتجاه بالبنيويين Structuralists . ويرى الاقتصاديون البنيويون أن العوامل الهيكلية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية هي التي تقف - في المجال الأخير - وراء زيادة الطلب ووراء الإدارة النقدية والمالية السيئة في تلك الدول، فيفسرون القوى التضخمية بمجموعة من الاختلالات، تشمل: الطبيعة الهيكلية للتخصص في إنتاج المواد الأولية، وجمود الجهاز المالي للحكومات، وضآلة مرونة عرض المنتجات الغذائية، فضلاً عن طبيعة عملية التنمية وما تولده من اختلالات في مراحلها الأولى. ويخلص الاقتصاديون الهيكليون إلى ضرورة معالجة هذه الاختلالات الهيكلية للقضاء على ظاهرة التضخم التي تعاني منها الاقتصاديات المتخلفة بصفة خاصة؛ بغية مواصلة جهود التنمية والمحافظة على مواردها.

  

ص11

 

الأقلام/ عدد خاص بالقصة العراقية

 

صدر العدد الجديد من مجلة “الأقلام” العريقة، وقد خصص للقصة القصيرة في العراق، وبجهود ممتازة ومخلصة من د. عارف الساعدي المشرف العام ورئيس التحرير علي سعدون وهيئة التحرير.

ساهم في العدد عدد كبير من الكتاب الذين اغنوا العدد بدراساتهم وشهادتهم وقصصهم، بينهم:

محمد خضير، د. شجاع العاني، عالية ممدوح، إبراهيم احمد، جهاد مجيد، حنون مجيد، ناطق خلوصي، ميسلون هادي، امجد توفيق، شوقي كريم، نزار عبد الستار، محمد خضير سلطان، عائد خصباك، عبد الستار البيضاني، عبد الأمير المجر، زيد الشهيد، بثينة الناصري، حميد المختار، خضير فليح الزيدي، د. جاسم محمد حسام، جاسم عاصي، إبراهيم سبتي، كاظم الجماسي، كاظم حسوني، رنا صباح، علي لفتة سعيد، محسن الرملي، عبد الزهرة علي، إسماعيل سكران، حسب الله يحيى وغيرهم.

وكانت “الأقلام” قد أصدرت عدداً ذهبياً خاصاً بالقصة القصيرة عام 1988.

“الأقلام” احتفظت بألقها وحضورها المتميز بين أبرز المجلات الثقافية العربية، ويراد لها ان تكون مجلة شهرية لتسهم في اغناء المشهد الثقافي.

 

 

قصيدة النثر

في نشأتها وآفاقها 

 

 

“اختتم امس مهرجان النفري الأول (دورة الناقد الراحل د. عناد غزوان) وقد شارك في قصائده وبحوثه عدد من الادباء المرموقين. كما تم طبع البحوث في كتاب صدر عن اتحاد ادباء الديوانية بعنوان (اتساع الرؤية وضيق العبارة). وقد وافانا د. سعيد عدنان ببحثه الذي تعذر القاؤه من قبل الباحث، فيما تم نشره في الكتاب المذكور.. واعتزازاً منا بالباحث وبحثه ننشره اعماماً للفائدة. واسهاماً منا في دعم هذا المهرجان المـتألق بالمساهمين فيه وحسن تنظيمه وألق حضوره”.

 المحرر الثقافي

 

د. سعيد عدنان

 

لا تفتأ الأنواع الأدبيّة تتجدّد، على تعاقب الأزمان؛ يختفي نوعٌ ويظهر آخر؛ وكلُّ اختفاءٍ، وكلُّ ظهورٍ؛ إنّما هو مرهون بعواملَ اجتماعيّةٍ، وعوامل ثقافيّة؛ إذ لا ثباتَ لنوعٍ أو شكل! وكلُّ نوع يظهر إنّما تقتضيه حاجةٌ ما، ويعزّزه رصيدُ القائمين عليه من الموهبة والثقافة. ولقد شهِد الشعرُ العربيّ أشكالًا متباينةً؛ تظهر فتأخذ مداها، ثمَ يتقلّص ظلُّها، وترجِعُ شيئًا من تاريخ الأدب في تحوّلاته. وحين اتّصل الأدبُ العربيُّ بالآداب الغربيّة في أُخريات القرن التاسع عشر، ومطالعِ القرن العشرين؛ نفذت إليه أطيافٌ منها، فسعت طائفةٌ من منشئيه إلى أن تقتدي بأشكالٍ، وأفكارٍ من الآداب الغربيّة؛ فنشأت فكرةٌ فحواها؛ أنّ الشعر قد يجيء في غير إطار الوزن والقافية؛ فأخذ أمين الريحانيّ(1876 – 1940)، وجبران خليل جبران (1883 – 1931)ينشئانِ ضربًا من الكتابة له من خصائص الشعر؛ العاطفةُ المتدفّقة، والخيالُ المتوثّب، واللغةُ المبنيّة بالاستعارة؛ لكنّه يخلو من الوزن المعهود، والقافية المألوفة؛ وقد سُمّي هذا الضربُ بـ“الشعر المنثور”. ثمّ زاوله من بعدهم آخرون منهم ألبير أديب

(1908–1985)، صاحبُ مجلّة “الأديب” اللبنانيّة، وزاوله غيرُه معه على صفحاتِ مجلّته؛ غير أنّ المجلّة، وصاحبها، وكتّابها لم يسمّوا ما يكتبون “قصيدةَ نثر”، ولم يسعَوا إلى إثبات هذا الضرب من الكتابة، والدفاع عنه، ولم يجعلوا منه قضيّةً من قضايا الأدب. على أنَّ أواخرَ النصف الأوّل من القرن العشرين شهِدت نمطًا جديدًا من الشعر؛ تخلّى عن القافية، وأهمل نظامَ البيت العروضي، واكتفى من الوزن بأن أقامه على جزء من البيت القديم؛ وقد أخذ هذا النمطُ الجديدُ مدى واسعًا، وأقبل عليه كثيرٌ من الشعراء، وأُقيمت عليه الدراسات، واحتفت به الصحف والمجلّات. وكاد الأدباء أن ينسوا ذلك النمطَ من الكتابة الذي يُهمل الوزن كلّه، والقافية كلّها، ويكتفي من الشعر بجوهره. غير أنّ النزوعَ نحو التجديد، والرغبةَ في ابتكار أشكال جديدة؛ شيءٌ لا يُفرغ منه. وكلُّ شكل إذا مضى به الزمنُ يفقد شيئًا من طاقته، ويُتيح الطريقَ لشكل آخر. وقد نشأت في سنة 1957، في بيروت، مجلّةٌ جعلت الحداثةَ شُغلَها الشاغل، فسعت إلى تجديد الرؤى، والأفكار، وإلى تجديد الأشكال المعبّرة عنها؛ أعني مجلّةَ “شعر”، والقائمَينِ عليها: يوسفَ الخال (1917 – 1987)، وأدونيس (1930)؛ وكلاهما كان يريد الحداثةَ بكلّ تجليّاتها؛ يستقيها يوسفُ الخال من الإنكليزيّة وأدبها، ويتطلّبها أدونيس من الفرنسيّة وأدبها، ويسعيان معًا إلى إنشاء حداثةٍ عربيّة في الشعر، والفكر، وأنظمة الحياة. كان الأدبُ الفرنسيُّ قد عرف على يد بودلير (1821 – 1867) شكلًا جديدًا في الكتابة، نشره في كتاب سمّاه: “سأم باريس”؛ مداره على حكايات يرويها الشاعرُ على نحو وجيز مقتصد، ويضعها على الورق كما يوضع النثر، أي أنّها تملأ الورقةَ كلّها؛ فهي شعر من حيث الوجازة، والاقتصاد في الألفاظ، والخيال المتوثّب، والعاطفة المنسربة فيها، والرؤية الجامعة، وهي نثرٌ من حيث خلوُّها من الوزن، وكتابتُها على الورق مثلما يُكتب النثرُ؛ وقد صارت بهيئتها هذه شكلًا جديدًا من أشكال الكتابة؛ يُعلن التمرّدَ، ويجهر بالحداثة؛ دُعي هذا الشكل بـ“قصيدة النثر”؛ وكأنّه يجمع بهذه التسمية بين شيءٍ من خصيصة الشعر، وشيءٍ من خصيصة النثر ليؤلّفَ شيئًا جديدًا. وقد زاوله، من بعد بودلير، فرلين (1844 – 1896 )، ورامبو (1854 – 1891 )، وعُرفا به، وجعلا منه عنوانَ التمردّ على السائد المألوف، وعنوانَ الحداثة. ولمّا كان هؤلاءِ كلُّهم، بودلير، وفرلين، ورامبو من أعلام المذهب الرمزيّ في الأدب؛ فقد اصطبغت قصيدةُ النثر عندهم، وعند من جاء بعدهم، بالرمزيّة القائمة على الإيحاء وخفاء المعنى. ثمّ شاعت “قصيدةُ النثر” في الأدب الفرنسيّ، وصارت مادّةً واسعةً جديرةً بأن يقفَ عندها دارسٌ حصيفٌ فيدرسَ النشأة وأسبابها، والتطوّر ومظاهره؛ وقد تهيّأ لها ذلك في سوزان برنار (1932 – 2017 (وكتابها: “قصيدة النثر من بودلير حتّى الوقت الراهن”؛ وقد صدر الكتاب بالفرنسيّة في سنة 1958. وإذ قرأه أدونيس، في سنة صدوره أو في السنة التي بعدها، وجد فيه ما يبغي من تمرّدٍ وحداثة، ومن شيءٍ جديد يُدهشُ به قراءَ مجلّة “شعر”؛ فشرع في دعوته إلى هذا الشكل الجديد، وبيانِ ما يتّسم به من قدرة على استيعاب العصر القائم، وما ينطوي عليه من أضداد. وقد لقي هذا الأمرُ استجابةً لدى من ينزعُ إلى الحداثة، ويريدُ أن يقيمَ حياته على الرفض والتمرّد، وقطعِ ما بينه وبين أنماط الثقافة السائدة؛ وقد كان في الطليعة من أولئك: توفيق صايغ (1923 – 1971)، وأُنسي الحاج (1937 – 2014)، ومحمّد الماغوط (1934 – 2006)، وجبرا إبراهيم جبرا (1920 – 1994)، وغيرهم. وهنا لا بد من إيضاحِ أمرٍ، ودفعِ اللبس عنه؛ ذلك أنّ نمطًا من الكتابة ظهر مع “قصيدة النثر”، وهو مثلها يُهمل الوزن والقافية؛ دعاه أصحابه بالشعر الحرّ، وقالوا عنه: إنّه هو الشعر الحرّ بالمعنى الصحيح؛ يريدون ما يُسمّى بالإنكليزيّة: free verse، وهو النمط الذي كتبه الشاعر الأمريكيّ وولت ويتمان (1819 – 1892 (في ديوانه: “أوراق العُشب”. وقد تداول الأدبُ العربيّ الحديث كلا المصطلحين: “قصيدة النثر”، و“الشعر الحرّ” للدلالة على شعرٍ جديدٍ يُهمل أحكام العروض والقافية؛ ومرجعُ ذلك أنّ من يستقي من الأدب الفرنسيّ سمّاه: “ قصيدة نثر “ كما يُسمّى بالفرنسيّة، ومن يستقي من الأدب الإنكليزيّ سمّاه: “شعرًا حرًّا” كما يُسمّى بالإنكليزيّة. ثمّ شاع مصطلحُ “قصيدة النثر”، وامتلك كلَّ الدلالة على هذا الضرب من الكتابة، وانحسر مصطلح “ الشعر الحرّ”، وظلّ يدلّ على الشعر الموزون القائمِ على “التفعيلة” وحده. عُدّت مجلّةُ “شعر” قطبَ الحداثة، وصارت مهوى أفئدة المتطلّعين إلى الجديد، الساخطين على القديم، وأخذت فئات من الأدباء تحذو حذوها، وتقتدي بها، وتدعو إلى قصيدة النثر مثل دعوتها؛ فقد أنشأت جماعةٌ من الشبّان في سنة 1967، مجلّة “ الكلمة”، في النجف، ثمّ انتقلت إلى بغداد، وكان في صدارة القائمين عليها حميد المطبعيّ (1942 – 2018 )، وموسى كريدي (1940 – 1996 )، وقد حمل المطبعيّ رايةَ قصيدة النثر، ودعا إلى كتابتها، وجعلها عنوان الحداثة، ومدّ الأسباب مع كتّابها. وقد كان من أوائل كتّابها في العراق، مع المطبعيّ، سركون بولص (1944 – 2007 )، وصلاح فائق (1945)؛ على أنّ ما كُتب منها في العراق أدنى ممّا كُتب منها في بيروت لتفاوتٍ في الموهبة، ومستوى المعرفة.

وإذ كانت قصيدةُ النثر أثرًا من آثار الأدب الغربيّ في الأدب العربيّ؛ فلقد أرادت طائفةٌ من أعلامها أن تجعل لها أصلًا في الثقافة العربيّة، وأن تُرجعها، بنحوٍ ما، إلى جذور قديمة فقالوا: إنّها شيء عُرف في الأدب العراقيّ القديم، وفي الكتب المقدّسة، وإنّ متصوّفةَ الإسلام أدركوا شيئًا منها، ووقفوا، وقفةً خاصّةً، عند محمّد بن عبد الجبّار النِّفَّريّ (... – 354 هــ)، صاحب: “المواقف والمخاطبات”، واستمدّوا منه، ورأوا في مواقفه ومخاطباته ما يهيّء لهم جوًّا من الغموض الساحر، ويجعلهم على صلة بالتراث. كلُّ ذلك من أجل أن يكون لقصيدة النثر مرجعٌ عربيّ قديم حتّى لا يشتدَّ النكيرُ عليها! كان النِّفَّريّ من رجال القرن الرابع الهجريّ، صوفيًّا يكتنفُ الغموضُ نشأته ومسيرةَ حياته؛ نظر إلى الحسين بن منصور الحلّاج (244 هـ - 309 هـ) نظرَ إعجاب وتقدير، وأخذ عنه بعض مقالاته، لكنّه لم يجاهرْ مجاهرةَ الحلّاج، ولم يخاصمْ مخاصمتَه، ومال إلى خفيّات الكلام ذواتِ الوجوه في المعنى، فسلِمَ حيث لم يسلم الحلّاج. كان النِّفَّريّ كثيرَ الترحّل، لا يكاد يستقرُّ في بلد، وكان، في أثناء ذلك، ينشئ ما يخطر له من مواقفَ ومخاطباتٍ؛ إذ يَقفُه الحقُّ، سبحانه، ويخاطبه بما يَهديه، ويضيء له دربه. غير أنّ هذه المواقف والمخاطبات لم يُقدّر لها أن تأخذَ مدى واسعًا في زمانها، أو بعد زمانها، ولم يُقدّر لصاحبها النِّفَّريّ أن يكون ذا أثر واضحٍ في عصره أو بعد عصره، وكادت رياحُ الزمن تذهب به، وبمواقفه ومخاطباته؛ لولا أن قام آرثر جون آربري (1905 – 1969)، المستشرقُ الإنكليزيّ، في سنة 1935، بتحقيقِ كتاب: “المواقف والمخاطبات”، ونشرهِ؛ فعرف الناسُ به أمرًا جديدًا، وأدبًا فريدًا من آداب التصوّف؛ غير أنّ أصداءه لم تنفذ إلى الشعر الحديث، ولم ينشغل الأدباءُ به حتّى بدا لأدونيس أن يستلهمه، وأن يُفيدَ من بعض كَلِمه فيجعلَ منها مدخلًا إلى بعض شعره، وأن يصل، بنحو ما، بين تجربته وتجربة النِّفَّريّ في المواقف والمخاطبات. ولا ريبَ في أنّ تجربةَ النِّفَّريّ تجربةٌ فريدة في شكلها ومحتواها، وأنّها فريدة في سياق التصوّف الإسلاميّ كلّه، وأنّها، من بعدُ، شديدةُ الغموض والالتباس، ثمّ أنّها شيء غريب يكاد يكون مقصورًا على صاحبه، لا يشرَكُه فيه كثيرٌ من الناس؛ فإذا اتكأت عليها قصيدةُ النثر، وجعلت منها مرجعًا تستمدّ منه؛ فقد أقامت حاجزًا بينها وبين جمهور القرّاء! ذلك أنّ تجارب المتصوّفة، كلّهم، ليست ممّا يُعنى به قارئٌ مثقلٌ بمشاغل يومه!

ولقد وجدتِ التجاربُ الغامضة الملتبسة في قولة النِّفَّري: “إذا اتّسعت الرؤيا ضاقت العبارة”، ما يسوّغها عند أصحابها، وعند قرّائهم؛ إذ جعل منها أدونيس مدخلًا لبعض قصائده؛ ثمّ كثُر، من بعدُ، جريانُها على الألسن والأقلام؛ وكلٌّ يريد أن يسوّغ بها غموضَه الملتبس. ولم يقف أحدٌ ليسأل: أين نجدُ الرؤيا إن لم نجدها في عِبارة دالّة عليها؟ وما قيمة رؤيا لا تنتظِمُ في بناء لغويّ يُفصح عنها؟ وكيف نعرفُ سعةَ الرؤيا إن لم تدلّنا العِبارة؟

إنّ في ميل قصيدةِ النثر إلى تجاربَ صوفيّةٍ مصطنعةٍ، منفصلةٍ عن مجرى الحياة، ما أقام حاجزًا بينها وبين جمهور القرّاء، وجعلها تدور في نطاق ضيّق؛ ذلك أنّ الشعرَ، في جوهره، تمرّسٌ بالحسّي المتدفّق بالحياة، وليس انشغالًا بشيء مصطنع!

على أنّ قصيدة النثر لم تَبقَ أسيرةَ التجربة الصوفيّة المصطنعة؛ إذ شرعت تتناول شتّى تجارب الحياة، وتقف على ألوانها المتباينة؛ ومع ذلك فليس من الصواب أن تقرنَ الحداثةُ بالتخلّي من الوزن؛ وإنّما هي فكرٌ حديث أوّلًا. وقد كان لقصيدة النثر، بقالبها المرن، أن تستوعبَ، بنحو ما، جملةَ الأضداد التي تكتنفُ المجتمع والفرد، وتخالجُ الفكر؛ لكنّ أخطرَ ما تؤتى منه قصيدةُ النثر هو قالبها المرنُ، غيرُ المنضبط؛ إذ يحسبها ضئيلُ الموهبة مركبًا ذلولًا؛ فيقدمُ عليها مستسهلًا؛ على حين أنّ الإبداع، في كلِّ الميادين، لا يتهيّأ إلّا لذي موهبةٍ فريدة راسخة، ومعرفةٍ واسعة صحيحة. وهي، من قبلُ ومن بعدُ، شكلٌ من أشكال التعبير لا مزيّةَ له على ما سواه إلّا بما يحقّق من أصالة ومعاصرة في الفكر والصياغة، وبما يبلُغ من تأثير في جمهور القرّاء...

  

قصة قصيرة

الحجارة الأولى

 

مآب عمر

 

صحراءٌ ممتدة، وهيكل زقورة حمراءٍ بلا ظلٍ تستريحُ الشمس على قمتها. كانت قد وصلت سيارة نوع “كيا سفي” صالون بداخلها أسرة من أبٍ وأمٍ وابنتيهما. الطريق مقفرة وجافة، لكنَّها عند الزقورة تتحول إلى ممشى من طابوقٍ عتيقٍ يصلُ إلى سلالم الهيكل.

أمسكت الأم بيد ابنتها الصغرى. هيأتها يكتسيها الهدوء مع ابتسامة خفيفة تدلُّ على الهيبة والتسلط. ترتدي بنطالاً من القماش بلونٍ أسود، وقميصاً مسبَّع الفتحة مزركشاً بأزهارٍ ذات ألوانٍ ربيعيَّة. حركتها خفيفة وتبدو أصغر من زوجها البدين بكثير. بعد ابتعادهم عن السيارة ترجلت الابنة الكبرى ولحقت بهم راكضة. وقفت تراقبُ الهيكلَ الشامخ أمامها، سمعت نداءات والدتها بعدم الابتعاد. لم يكن هناك زائرون. الأب قلقٌ من تحركات الكبرى. حاول الاقتراب لإمساك يدها، إلا أنَّ أنفاسه تقطعت وأخذ يسعلُ متعرقاً، بينما زوجته التي بمؤخرة كبيرة قالت له إنَّ عليه ترك التدخين حتى لا تتعكر النزهات.

لمحَ الأبُ بعضَ السياح فارتخى قلقه وترك ابنته الكبرى تصلُ إلى سلالم المعبد بلا تحذيرات. استدارت الكبرى وكانت ببنطلون جينز مقطعٍ عند الركبة وأخذت تنظر بعينين متّسعتين يملأهما الشغف إلى والديها. عادت تكملُ الصعودَ بحماس. خفقانٌ خفيفٌ ينبعثُ من قلبِها، هناك رجفة رافقتها مع كل درجة تعتليها.

يدها اليمنى تلمست السور الحجري، كان جمع أحجاره عبثياً أكثر ممَّا يجبُ رغم ثبات هيكلها. ملمس الحجر بثَّ في عقلها الخمول. استمرت بالصعود وهي تركز أذنيها تترصد أحاديث مجهولة بدأت بالخفوت تدريجياً. صعود الدرجات بدا منهكاً وكأنَّها ترتقي جبلاً، لكنَّها ممتعة وأكثر سلاسة. سارعت بقدميها حيث منتصف السلم، استشعرت بنوعٍ من الجاذبيَّة نحو الأرض كأنَّ هناك شيئاً يشدها إلى الداخل، أثقل كاحليها.

عند المنتصف هناك باحتان خاويتان، نظرت البنت نحوهما بعناية، تضفي عليهما ظلالٌ دائريَّة فارغة على الجنبين، مسحت عينيها بهدوء، وأعادت النظر. كانت الظلال لا تزال تدور بسرعة. وسوادها أكثر عتمة. عادت وفركت عينيها محملقة بقوة أكبر، تحاول استيعاب “من يدور” ثم اسندت جسدها الى يمين السلم وتشبثت أكثر بحجره.

عاصفة ترابيَّة تأججت لثوانٍ معدوداتٍ وتلاشت. أغرق الغبار عينيها وتخلل ثيابها، دارت بجسدها للبحث عن والديها. لم تجد سوى ملامح خطى أختها الصغيرة. تأملتها من بعيدٍ أميرة خارجة من أحد عوالم “دزني” بفستانها البيج المذهب عند أطرافه وحذاء “ساندرلا”. يد أختها كانت متشبثة بالفراغ، حاولت التركيز. بحثت أنظارها عن أمّها وأبيها، لم تجد لهما ظهوراً واضحاً. استدارت ورجعت إلى مسارها. أنهت صعود السلم الأول وصولاً إلى القبة في وسط الزقورة. كان مفصل زقورة أور على مفترق اتجاهات ثلاثة، منها اختيار النزول. تسمرت قدماها لثوان.

عند حافة السلم الأيمن جلس رجل بحلة بيضاء. قال: اختاري بين أنْ تتبعيني أو تهبطي عبر هذا السلم. وأكد أنَّ عليها التعجل بالاختيار. ثم نظر إليها من أعلاها إلى أسفلها، وقال: توجهي نحو أسفل القبة، وانزلي.

رجالٌ بملابس سود، يتراكضون يميناً ويساراً، مدججين بالأسلحة، يصوبون ويلوحون ببنادقهم على عجلٍ نحو جميع الجهات، كمن يبحث عن ذبابة. إيقاعُ خطواتِهم يوحي وكأنهم في حلبة سباقٍ لمن يصطاد الذباب أولاً وكم أعداده.

أربكت المشاهد عينيها. ارتجف جسدها وتسارعت نبضات قلبها، سألت الرجل بصوتٍ مرتبكٍ: لم هم يتراكضون، ماذا يفعلون؟ لماذا كل هذه الأسلحة؟

استطلعَ الرجلُ وبابتسامة خاوية من المعنى أمرها أنْ تنظرَ نحو الأعلى.

بهدوءٍ حركت رأسها ونظرت. لم يكن هناك شيءٌ سوى أكوام الأتربة والحطام على قمة الزقورة، حدقت مستغربة، وهي تتساءل: ماذا حدث؟ ليس هناك من جديد، هل سبق وحدث شيء؟ بعدها التفتت إلى الرجل لكنَّها وجدت كومة من عظام.

صمتٌ ملأ الأجواء حولها. صوت الريح بدأ بالتلاشي. صخب الجنود تسرب، طالعت جسدها النحيف، كأنه كومة رمال، أشبه بامرأة ناجية من معركةٍ لم تخضها، إنما جسدها هو من اكتوى بها.

استشعرت أذناها صوتَ طرقٍ خفيفٍ. همسات صبي، عند زاوية من المعبد هناك حيث خيَّرها الرجلُ الأشيبُ بين الذهاب معه، أو النزول. أخذتها أقدامها، استدارت على مهلٍ توجهت إلى بقايا معبدٍ مهدمٍ. هيكله عتيق. سقفه مفتوحٌ نحو السماء وبداخله ممراتٌ ودرجاتٌ. التفتت باتجاه صوت طرق ولمحت صبياً كثيرَ الهمس. شواهد قبور. كتابات غير مفهومة، داخل المعبد رجلٌ يافعٌ بين قدميه أدواتُ بناء، يحملُ طابوقة واحدة يحاول حشرها بين الجدران، اكتست بشرته صبغة سمراء غامقة كما الصبي، يرتديان ثياباً غريبة بيضاءً اصفرَّت من كثر الأتربة. الحجر الأول أجاد تثبيته، أطلق ابتسامة بوجه رفيقه الصغير، الذي أسرع وناوله حجراً ثانياً. باشر بمحاولة تثبيتها. نظر الأصغر إليها. بدا شديدَ الحماسة، طلب أنْ تساعدهما إذا كانت راغبة، وأطلق كلماتٍ بدت غريبة المعنى: نحن نصنع، حاضراً، ماضياً، ومستقبلاً. شاركي لن تخسري شيئاً، ضعي حجراً، من الممكن أنْ تأتي مستقبلاً لتجدي ما صنعنا.

ارتسمت ابتسامة خفيفة. نجحا بتثبيت الحجر الثالث، ما إنْ استقرت بالثبات، حتى علا صوتُ ثلاثة ارتطامات، فقد تساقطت ثلاث حجرات من الجدار الأيمن. غلف الفزع عينيها. وأطلق الأصغر صرخة ضاحكة. وقال: ها نحن نبدأ من جديد. ردَّ رفيقه: وإنْ يكن ناولني الحجارة التالية.

بفضولٍ واستغرابٍ أغرقتهم بتساؤلاتٍ عدة وبصوتٍ مرتفعٍ على غير العادة تساءلت:

- كم يستغرق وقتُ عملكم.. متى تنتهون، لماذا يتساقط الحجر؟

- لا نعلم.

- هل تأكلون؟

- لا نتذكر

- متى تنامون؟

- بعد انتهاء ما بدأنا به.

ابتسم الاثنان وقالا لها: أكملي طريقك نحو القمة.

ضجيجٌ وأحاديث وضحكاتُ أطفالٍ تعلو من الأسفل. أكملت دوراتها، وبلغت القمة. قمة أور. لم تكن كما شهدتها عند أول درجات السلم. معبد شاهق ممتلئ بالحياة، الخضرة تكسو المكان. ومارة غرباء منهم يرتدون زياً موحداً، يدورون بتسامحٍ ودود. سارت معهم وكأنها ليست بينهم، جرجرتها أقدامها إلى أعلى نقطة، نظرت إلى أسفلها، مساكن وأبنية صغيرة بهيئة بسيطة، تتراكمُ متراصَّة، هناك عبقٌ خفيفٌ ونسماتٌ خلابة مريحة.

الشمس الجالسة على رأس المنارة لا تعطي شعوراً بحرارة الطقس، تبعث للعامَّة بنور معبدها، عند الركن. أحسَّت بشيء من التعب والدوار وهي تنظر من فوق. نفخة تراب، رمشت عيناها، ووجدت نفسها على بقعة مهدمة ترابيَّة على قمة أور، حدقت نحو الأسفل لم تكن هناك بيوتاتٌ صغيرة، ليس هناك سوى صحراءٍ قاحلةٍ شاسعة.

رجالٌ بثيابٍ سود، آخرون بثياب مرقطة، مدججون بالأسلحة، يدورون ويبحثون بتسابقٍ، ويُسقطون المارة أرضاً من الأعلى، يطيحون ببعضهم البعض. كان جلوسها وسطهم مرعباً. حاولت الإفلات والهرب من بينهم. ركضت نحو المعبد حيث يتواجد الرجلان. لم تجدهما، لم تعثر سوى على شواهد قبور، وجهاتٌ تعسَّر عليها قراءتها أو المرور بها. بدأ محيط الأجواء يثقل الأذنَ، كأنها بداخل فقاعة كبيرة. مدَّت يدها بحذرٍ وجربت إعادة إحدى الأحجار الساقطة. كان حجمها صغيراً لكنَّها شديدة الثقل. حاولت رفعها بعزم. أصرَّت على رفعها. أطلقت تنهداتٍ مكتومة. الحجارة التي تتسع لحجم يدها، يكاد وزنها يكون أضعاف حجمها. استجمعت قواها وحاولت حشرها في الجدار كما كانا يفعلان. ثبتت الحجارة. وعادت لتثبيت الثانية، ثم الثالثة.. حتى وصلت إلى الحجارة الرابعة وثبتتها. فسقطت فوقها أربعة أحجار.. ضحكت ونفضت ركام الأتربة عن ثيابها وعادت لتثبت الحجارة الأولى من جديد.