اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الشيوعي العراقي: نرفض مساواة المتظاهرين بالمجرمين فالاحتجاج حق مشروع.. ناشطو الناصرية يتظاهرون ضد الاعتقال التعسفي وقوات الأمن تلاحقهم بالرصاص والدخان

ذي قار ـ طريق الشعب

أثارت حملة الاعتقالات ضد الناشطين وتصريحات سابقة لقائد شرطة محافظة ذي قار الجديد اللواء نجاح العابدي، موجة غضب واسعة، وخرجت على اثرها تظاهرات كبيرة في ساحة الحبوبي يومي الجمعة والسبت، تطورت إلى مناوشات بين المتظاهرين وقوات الأمن، أدت إلى إصابات من كلا الجانبين.

وعلى أثر تلك الاشتباكات، انسحب المحتجون من ساحة الحبوبي إلى منطقة جسر النبي إبراهيم، للحفاظ على سلمية الحراك الاحتجاجي.

يقول مراسل "طريق الشعب" في الناصرية، ان "حالة من الهلع أصابت المواطنين المتواجدين في محيط الساحة بسبب كثافة الإطلاقات النارية وقنابل الدخان التي أطلقتها قوات الأمن في أثناء تفريق المتظاهرين".

ويضيف، ان تلك القوات منعت وسائل الإعلام من تغطية الأحداث، وحجبت كاميرات التصوير، مشيرا إلى أن القوات الأمنية فرضت سيطرتها على ساحة الحبوبي، وتحول الاحتجاج إلى داخل مناطق المدينة الأخرى، حتى ساعة كتابة هذا التقرير.

وأمهل المحتجون الحكومة 48 ساعة للإفراج عن المعتقلين وإقالة قائد الشرطة، مهددين بنصب خيام الاعتصام في ساحة الحبوبي في حال عدم تلبية مطالبهم.

أحداث الجمعة

وشهدت مدينة الناصرية تصاعداً كبيراً في التوتر بين المتظاهرين والقوات الأمنية على خلفية اعتقال عدد من الناشطين المحليين، حيث توافد المتظاهرون بأعداد كبيرة الى ساحة الحبوبي، وسط المدينة، للاحتجاج على الاعتقالات التي طالت شخصيات بارزة في الحراك الشعبي الاحتجاجي المستمر منذ 2019، مطالبين بالإفراج الفوري عن المعتقلين وإيقاف حملات القمع ضد الأصوات المناهضة للفساد وسوء الإدارة.

واندلعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وبين القوات الأمنية التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق الحشود، فيما رد المتظاهرون بإشعال الإطارات وقطع الطرق الرئيسية في المدينة، ما أدى إلى شل الحركة فيها. وأسفرت المواجهات عن إصابات خاصة بين المتظاهرين، بعضها ناتج عن الاختناق بالغاز المسيل للدموع وأخرى نتيجة إصابات مباشرة بمقذوفات الدخانيات. كما أدت المواجهات إلى إصابة عدد من القوات الأمنية بحسب قيادة الشرطة.ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، حيث تعاني محافظة ذي قار من أزمات خدمية وسياسية خانقة، ما زاد من حدة السخط الشعبي على أداء الحكومة المحلية والاتحادية، وزادت التوترات بعد تصريحات قائد الشرطة الجديد الذي وصف المتظاهرين بالمخربين، ما أثار غضباً واسعاً. وردّ المتظاهرون برفع شعارات تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ومحاسبة الفاسدين، وأيضاً طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في القضايا المرفوعة ضد المحتجين.

موقف الشيوعي العراقي

وعشية انطلاق التظاهرات في مدينة الناصرية، أكد الرفيق حسين علي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، على ضرورة حماية التظاهرات السلمية من أية تدخلات أمنية قد تشعل الأوضاع، كما شدد على أهمية أن تبقى الاحتجاجات في إطارها السلمي بعيدًا عن العنف.

ودعا علي في تصريح لـ"طريق الشعب"، الى وقف حملة الاعتقالات التي قد تكون موجهة لتصفية الحسابات السياسية داخل المحافظة، مطالبا بعدم استهداف الأصوات الحرة التي تطالب بحقوق المحافظة، مؤكدا "أهمية أن تكون الإجراءات الأمنية محايدة وغير موجهة لكبت التظاهرات أو إنهائها".

وطالب السلطات الأمنية والحكومة المحلية في ذي قار بعدم استفزاز المحتجين من خلال تصريحات غير محسوبة، ولا مناسبة، معربا عن خشيته من العنف المتصاعد الذي تغذيه إجراءات قوات الأمن المكلفة بحماية المتظاهرين، وليس قمعهم.

وطالب عضو اللجنة المركزية بتركيز الجهود على مكافحة الفساد والسلاح المنفلت والمخدرات، وملاحقة المجرمين الحقيقيين وتقديمهم إلى العدالة، فيما رفض مساواة المحتجين السلميين مع المجرمين.

وواصل حديثه بأن "الاحتجاجات حق مشروع للتعبير عن المطالب التي تخص المحافظة".

الشبيبة الديمقراطي: نطالب بوقف الحملة ضد الناشطين والافراج عن المعتقلين

وأصدر اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي بيانا قال فيه: إن "استهداف الناشطين بهذه الطريقة يعد انتهاكًا واضحًا وصريحًا للحريات العامة ولحق التظاهر السلمي الذي كفله الدستو"، معتبرا التهم الموجهة ضد الناشطين "كيدية"، وتهدف الى إسكات أصوات المطالبين بحقوقهم المشروعة.

وشدد البيان الذي حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، على ضرورة ان تتركز جهود القوات الامنية على ملاحقة من تلطخت أيديهم بدماء الشهداء وترهيب واختطاف الناشطين الشرفاء، داعيا الى "تطبيق القانون واحترامه، وليس تحويله الى أداة لاستهداف من طالبوا بحقوقهم المشروعة.

وطالب الاتحاد في بيانه بـ"وقف هذه الحملة التعسفية والافراج عن جميع المعتقلين وفتح حوار جاد مع الشباب من أجل تحقيق المطالب التي خرجوا من أجلها في سبيل بناء عراق أفضل".

مبادرة لحل الازمة

وقال عضو مجلس المحافظة احمد الخفاجي، ان "المجلس اطلق مبادرة لحل الازمة في جلسة تشاورية حضرها النائبان عن المحافظة في البرلمان علاء الركابي وغزوان الغزي".

وتنص المبادرة، بحسب الخفاجي على "تحويل الدعاوى بحق المتظاهرين من قيادة العمليات الى مراكز الشرطة، وان يجري تسليم كل المطلوبين الى تلك المراكز، وان تتخذ بحقهم الاجراءات القانونية العادلة، وإطلاق سراح من تقبل دعوته الكفالة، مع الابقاء على الحق الشخصي في تلك القضايا، تحت نظر القضاء للبت بها".

وأوضح الخفاجي أن "الكرة الآن أصبحت في ملعب المحافظ وقيادة الشرطة لعبور الأزمة في المحافظة".

وحمّل النائب غزوان الغزي الحكومة المحلية مسؤولية تصاعد الأحداث، مطالباً رئيس الوزراء بالتدخل الفوري.

توضيح من الداخلية

وعقدت وزارة الداخلية، امس، مؤتمراً صحفياً في قيادة شرطة ذي قار، حضره الناطق الرسمي لوزارة الداخلية وقائد شرطة ذي قار ونائب رئيس مجلس ذي قار ورئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة، لمناقشة الأحداث الأخيرة في الناصرية.

وشدد الناطق باسم الوزارة مقداد ميري على أن جميع المعتقلين تم القبض عليهم لأسباب جنائية، ولا علاقة لها بالتظاهر، الذي يعتبر حقاً دستورياً مكفولاً.

محاولة لإسكات الأصوات الحرة

بدوره، قال الناشط سجاد ستار في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "اعتقال الناشطين هو محاولة لإسكات صوت المطالبة بالحقوق، لكننا سنواصل النضال رغم الضغوط".

فيما حذر الناشط الحقوقي علي حسين من أن "هذه الحملة قد تكون جزءًا من استراتيجية أوسع للسيطرة على الحراك الشعبي"، منبها الى أن "اعتقال الناشطين قد يزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المحافظة".

*******************************************

راصد الطريق.. .. وماذا عن خاطفي سجاد العراقي؟

قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية أمس السبت، أن الأجهزة الأمنية تواصل تنفيذ واجباتها في محافظة ذي قار، وأنه اعتُقل 578 متهماً خلال الأيام الماضية، وفق مذكرات قضائية.

وبيّن أن بين المعتقلين عشرةٌ متهمون وفق قوانين مكافحة الإرهاب بالقتل العمد، و25 متهمون بموجب المادة 406 من قانون العقوبات، و15 بتهم المخدرات، و30 بتهمة السرقة. كذلك 4 متهمين بالتسليب، وواحد بالخطف، و20 بجرائم أخلاقية، و30 بالاحتيال، و20 بالشروع في القتل، و25 بالاعتداء على موظفين. وفيما يتعلق بالدگات العشائرية بلغ عدد المتهمين 25، بينما كان عدد المتهمين بقضايا جنائية 371.

والمطلوب هنا من الناطق الوزاري تبيان طبيعة الـ 371 قضية جنائية، وهل من بينها قضايا إغلاق شوارع خلال التظاهرات أو احتشاد في الأماكن العامة؟ كذلك السؤال: إن كان هناك هذا العدد الهائل من أوامر القبض، فأين كانت الأجهزة الأمنية من تنفيذها، ولماذا يجري التنفيذ الآن؟

وبالمناسبة نذكّر القادة الأمنيين الجدد في المحافظة بان هناك أوامر قبض بحق خاطفي المغيّب سجاد العراقي .. فمتى تنفذ؟ ومتى يماط اللثام عن قتلة المتظاهرين في ذي قار والمحافظات الأخرى، ويساقون امام المحاكم؟

***********************************************

الصفحة الثانية

99 مدرسة طينية وكرفانية في ديالى

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت مديرية تربية محافظة ديالى، امس السبت، عن عدد المدارس الطينية الكرفانية في المحافظة، فيما أكدت وجود خطة لاستبدالها بمدارس جديدة.

وقال المتحدث باسم تربية ديالى عمار العبيدي، في حديث صحفي إن “المدارس الطينية المتبقية في المحافظة عددها 9 مدارس والكرفانية يبلغ عددها 90 مدرسة في مناطق متفرقة من المحافظة”.

وأضاف أن “رئيس الوزراء وافق وبشكل رسمي على بناء أبنية جديدة ونموذجية بالسرعة اللازمة في أماكن تلك المدارس لتكون بديلة عن الطينية والكرفانية لتوفير أجواء تعليمية مناسبة للطلبة في كافة مناطق المحافظة”.

وتضم ديالى أكثر من 500 ألف طالب فيما تشهد زخما كبيرا في الصفوف المدرسية فضلا عن تحول الدوام الى المزدوج في الكثير من المناطق نتيجة قلة الأبنية المدرسية.

*********************************************

احتجاج في السنية بالديوانية على تردي الخدمات أهالي المناطق الزراعية يحتجون على قرار إزالة مساكنهم: نريد بديلاً

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الاحتجاجات المطلبية في مناطق متفرقة من البلاد احتجاجا على تردي الخدمات وعدم تنفيذ قرارات الحكومة الخاصة بزيادة رواتب ذوي الاحتياجات الخاصة، فيما تظاهر أهالي بعض المناطق الزراعية في العاصمة بغداد احتجاجا على قرار إزالة منازلهم دون توفير البدائل.

أهالي السنية

ونظم العشرات من أهالي قضاء السنية في محافظة الديوانية، تظاهرة احتجاجية، تعبيرًا عن استيائهم من تردي الخدمات الأساسية.

وقام المتظاهرون باغلاق الشارع العام وحرق الإطارات كوسيلة للتعبير عن غضبهم، مطالبين الجهات الحكومية بتحسين الخدمات الأساسية وتوفير الكهرباء بشكل مستمر.

وشهدت التظاهرة تنديدًا بانقطاع التيار الكهربائي وعدم تشغيل بعض أصحاب المولدات، ما زاد من معاناتهم اليومية.

قاطنو المناطق الزراعية

من جانبهم، نظم أهالي منطقة زراعي معمل الغاز في الزعفرانية، شرقي بغداد، في تظاهرة احتجاجية ضد قرار إزالة منازلهم، بعد تلقيهم إنذارا أخيرا من المستثمر بإخلاء المنطقة.

وطالب المحتجون الجهات الحكومية بالتدخل لوقف هذا القرار، مؤكدين أنهم لا يملكون بدائل للسكن، وأن العديد منهم يقيم في هذه المنطقة منذ أكثر من 10 سنوات، معربين عن رفضهم القرار.

وأشاروا إلى أن المستثمر الجديد يدعي ملكيته للأراضي، رغم أنهم اشتروا هذه الأراضي من مستثمر آخر في وقت سابق، مؤكدين أن أكثر المنازل في المنطقة بُنيت منذ حوالي 10 سنوات، وأن القوات الأمنية قد زارتهم للمرة الثانية لتبليغهم بقرار الإخلاء، ما يزيد من قلقهم حول مصيرهم وأماكن سكنهم المستقبلية.

ذوو الاحتياجات الخاصة

الى ذلك، نظم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقفة احتجاجية أمام وزارة المالية في بغداد، مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة. وشهدت الوقفة مشاركة عدد من أعضاء منظمات المجتمع المدني المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ما أضفى طابعًا جماعيًا على المطالبات.

وقال عضو منظمة سعاة العطاء فؤاد العزاوي، ان «الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة المالية للمطالبة بتنفيذ قانون راتب المعين المتفرغ»، مبينا انه «رغم صدور قرار زيادة الراتب قبل 6 أشهر، لكنه لم ينفذ حتى الآن».

عامر فارس، أحد ذوي الاحتياجات الخاصة، أعرب عن استيائه من قيمة راتب الرعاية البالغ 124 ألف دينار، قائلًا: «هذا المبلغ غير كافٍ لتغطية احتياجاتنا من العلاج والعربات. اشتريت عربة خاصة بمبلغ 200 ألف دينار، بينما المبلغ المقدم لنا لا يكفي لتغطية المصاريف التي تصل إلى 500 أو مليون دينار في الظروف الحالية».

من جهته، أشار مؤيد القريشي، ناشط مدني، إلى أن وزير العمل السابق محمد شياع السوداني كان يعرف مشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنه عند توليه رئاسة الوزراء أقر راتب المعين بمبالغ لا تتجاوز 250 ألف دينار.

قلق مرضى الثلاسيميا

وخلال التظاهرة، أعرب مرضى الثلاسيميا عن قلقهم بسبب عدم كفاءة العلاجات المتاحة لهم، مطالبين بزيادة المخصصات المالية لهذه الشريحة.

وتحدثت هناء جواد، رئيسة منظمة أصدقاء الثلاسيميا الإنسانية، عن معاناة مرضى الثلاسيميا، قائلة: «تتزايد معاناتنا، وقد أصبحنا نعتبر من ذوي الاحتياجات الخاصة، العلاجات المتوفرة غير فعالة، مما يضطرنا لشراء الأدوية من الصيدليات. المبالغ المخصصة لا تكفي المرضى أو عائلاتهم، قانون 38 الذي أُقر ونُشر في 3 حزيران 2024 لم يُطبق حتى الآن».

*********************************************

بيان محلية الناصرية للحزب الشيوعي العراقي: لا لخلط الأوراق.. لا لمصادرة حرية التعبير والتظاهر لتتضافر الجهود لإخراج محافظة ذي قار من أزماتها

نتابع بقلق بالغ تداعيات الصراع السياسي الدائر في محافظة ذي قار ،والتدافع على تقاسم السلطة والمغانم، وآثار ذلك على مستوى إنجاز الخدمات الأساسية التي مازالت لا تتناسب مع موارد المحافظة الهائلة، وعلى الوضع الاقتصادي وتدهور المستوى المعيشي للمواطنين، والعمل على التصدي للبطالة وإيجاد فرص عمل للشباب. كما ان للصراع السياسي أثره البالغ على توتر الأوضاع الأمنية، بما يهدد الأمن والسلم في المحافظة.

إن الأوضاع المتعددة الجوانب المتردية في المحافظة، هي ما تدفع المواطنين أساسا إلى التظاهر والاحتجاج، وهو أمر مشروع تماما ويكفله الدستور، ولذا يتوجب توفير كل مستلزمات ممارسة هذا الحق سلميا، كما هو مطلوب التوجه الجدي لمعالجة أوضاع المحافظة وتخليص المواطنين مما يعانون.

وإذ نتطلع إلى استقرار محافظتنا وتقدمها وازدهارها، فمن الطبيعي ان نقف بالضد من كل الممارسات غير القانونية، ومنها مظاهر الابتزاز والفساد المستشري والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وان يجري التمييز وعدم خلط الأوراق بين من يرتكب جرما ما وبين الناشطين والمطالبين بحقوقهم، ونتطلع كذلك إلى انفاذ القانون وتطبيقه على الجميع، وفي ذات الوقت نستنكر وبشدة أية ممارسة قمع للحريات ومصادرة حق التعبير والتظاهر السلمي، كما نطالب بالاستماع إلى مطالب المحتجين وتلبيتها.

إن  الظروف الراهنة التي تمر بها المحافظة، والتي لم تنعم على مدى السنوات الماضية بالأمن والاستقرار تتطلب اليوم وقفة جادة ومسؤولة، وممارسة الضغط على كافة المؤسسات والجهات المعنية، المحلية والاتحادية، لضمان الاستقرار ومكافحة السلاح المنفلت، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، ومعالجة ما تراكم من مشاكل اجتماعية والحؤول دون توظيفها سياسيا، وتنفيذ المشاريع المتلكئة وتوفير فرص عمل للمواطنين، و إحداث نقلة نوعية في مستوى الخدمات الأساسية ومنها الصحة والتعليم والسكن والنقل العام.

إن هذه وغيرها مما هو ملح وآني يتطلب تكاتف الجهود وتنسيق المواقف والتحرك السلمي، ولاسيما من القوى التي تنشد التغيير وتعمل من أجله، وان ترتقي بعملها إلى مستوى التحديات وبما يفضي إلى إخراج المحافظة من دوامة الأزمات التي أرهقت المواطنين كثيرا.

١٧-١٠-٢٠٢٤

************************************************

إضاءة.. انتفاضة تشرين الباسلة تنتظر إكمال مسيرتها

محمد عبد الرحمن

 تحل علينا هذه الأيام الذكرى الخامسة لانطلاق انتفاضة تشرين المجيدة، والتي حدث فيها ما لم يكن متوقعا من الكثيرين، فيما وصل الاطمئنان عند البعض المتنفذ الى حد تكرار الحديث عن “ دار السيد مامونة”، وهي لم تكن كذلك لا سابقا عام ١٩٤٨ ولا في سنة ٢٠١٩، عام هبّة  الشعب الكبرى. 

في ٢٠١٩ انتفض شعب العراق وشاباته وشبابه من اجل وطن مسلوب ومنكوب، يمعن فيه المتنفذون في تكبير كروشهم، فيما الحفاة العراة وعامة الفقراء يشدون الحجر على بطونهم.

 في تشرين جرى كشف المستور وتعرية المنظومة الحاكمة واظهارها على حقيقتها، وكم هي بعيدة عن هموم الناس وتطلعاتهم، وانها لا هم لها الا تنمية مصالحها، وادامة سلطتها ونفوذها على طريقة “ما ننطيها”، التي استهزأت بالشعب وقدراته وامكانياته على الفعل واجتراح  المآثر، وهو ما فعله واقعا.

فالمنتفضون سجلوا أروع ملاحم البطولة، وجسدوا الجود بالنفس وهو ذروة العطاء والتضحية، وقدموا المئات من الشهداء البررة، الى جانب الآلاف من الجرحى والمعوقين والمغيبين والعوائل المنكوبة ببناتها وابنائها.

الانتفاضة لم تذهب الى قضايا جزئية، بل توجهت نحو اُسّ الازمات: منظومة المحاصصة ومنهجها الفاشل المدمر، الذي دفع الملايين للخروج الى الشوارع والساحات محتجة على واقع الحال، رافضة له ومعلنة انها تريد تغييره.

وعندما قال المنتفضون “نريد وطن “ فانهم وضعوا الاصبع على الجرح، فالوطن مسروق والشعب مغيب وحفنة من المتنفذين تهمين وتصول وتحول، وتعيش ببذخ فاقت فيه حياة الاباطرة والملوك والسلاطين، وكل ذلك على حساب جوع وفقر وآلام الملايين.

ولأن شعار الانتفاضة يقضّ مضاجع الفاسدين والمرتشين والمتخادمين ، فقد التقت مصالح جهات عدة على محاربتها، داخلية وخارجية،  وعلى السعي بكل الوسائل القذرة الى اجهاضها. وتعرضت الى صنوف الملاحقة والقتل العمد والخطف والتغييب القسري والاغتيال وانتزاع التعهدات سيئة الصيت التي مارسها  النظام الملكي  والأنظمة الدكتاتورية. كذلك تم اللجوء الى زرع المندسين والتشويه وإشاعة حالة الياس والقنوط، وشراء الذمم واغداق الوعود وتفريق الصفوف، وشق وحدة المنتفضين وشيطنة بعضهم عبر توجه ممنهج ومدروس.

ورغم كل هذا صدّعت الانتفاضة منظومة الحكم وزعزعتها، وقادت الى هزيمة الحكومة وسقوطها، منتصرةً على القناص وعلى الطرف الثالث المجهول المعلوم. والشيء الهام ان ارتداداتها  ما زالت تتفاعل ويحسب حسابها، وما زال البعض يرتجف ويرتعد من مجرد سماع اسمها.

وكما بالامس يجري اليوم استخدام القمع وكبت الحريات ومصادرة الحق في التعبير السلمي والتشويه وإلصاق التهم جزافا، ويحصل هذا مثلا لمعارضي التعديلات المجحفة المراد فرضها على قانون الأحوال الشخصية، وعند ملاحقة الناشطين والمحتجين والمطالبين بحقوقهم المشروعة. وامامنا ذي قار تشهد على ذلك.

ويبدوان البعض لم يتعظ، ويبقى مأخوذا بنشوة “الأكثرية البرلمانية” او باكداس السلاح، او المال المسروق، فنقول لهم ان العنف والسعي لتكميم الافواه بذرائع مختلفة، لن تفلّ العزائم كما يتصور من يقدمون عليهما ومن يدعمونهم، فالعنف أعجز من ان يحمي مسؤولا او نظاما، وامثلة التاريخ كثيرة من عراقنا وغيره من البلدان.

ويبقى على المعنيين التفكير جديا في السؤال: لماذا تخرج الناس محتجة الى الشوارع ومطالبة بحقوقها؟ وهل نلومها على افتراش الشوارع والساحات بعد سنوات ذهبت هباء من الانتظار والامل، وقد بلغ السيل عندها الزبى، وتعمقت الهوة الاجتماعية كثيرا؟ هل نلوم من لا يجد قوت يومه، ولا يجد فرصة عمل، حين يخرج متظاهرا محتجا؟

ولنستثمر كل الفرص السلمية المتاحة لحشد القوى ومراكمة ما نفلح في تحقيقه، ونتوجه نحو ولوج طريق التغيير، طريق الخلاص من نهج المنظومة الحاكمة، وفتح الفضاءات واسعة أمام “العراق الآخر” الذي طال انتظاره.

*******************************************************

الاعمار والإسكان تلاحظ "تحسّناً" في حركة السير وسط بغداد مراقبون: مجسرات الحكومة

تنقل الازدحام من مكان إلى آخر!

بغداد – تبارك مجيد

يقول مراقبون في مجال النقل إن مشاريع فك الاختناقات المرورية التي أطلقتها الحكومة الحالية، والتي تصفها بأنها "الأكبر من نوعها منذ عقود"، ساهمت في نقل الازدحام من منطقة إلى أخرى، دون معالجة جذرية للمشكلة.

وبرغم كثافة أعمال الإعمار التي تشهدها بغداد، إلا أن الجهات المعنية لم تتمكن حتى الآن من تحديد الأسباب الحقيقية للاختناقات المرورية أو إيجاد حلول فعالة لها.

ومع بدء العام الدراسي، تفاقمت أزمة الازدحام، وأصبحت جميع الأوقات تشهد اختناقات مرورية، منذ ساعات الصباح الباكر وحتى آخر الليل.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أسهمت مشاريع فك الاختناقات المرورية في تقليص المساحات الخضراء بشكل ملحوظ، حيث أُزيلت العديد من الأشجار المعمرة التي يعود عمر بعضها إلى أكثر من 60 عامًا في بغداد. هذا الأمر أثار استياء واسعًا لدى المهتمين بالبيئة، الذين يرون أن الحلول المقدمة لم تأخذ بعين الاعتبار التأثيرات البيئية، ما فاقم مشكلة تدهور المساحات الخضراء في العاصمة.

وافتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مؤخراً مجسرين جديدين ضمن سلسلة المجسرات، في ساحتي عدن وصنعاء في الكاظمية، شمالي العاصمة.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن افتتاح المجسرين الجديدين "ضمن الحزمة الأولى من مشاريع فكّ الاختناقات المرورية في العاصمة بغداد"، مبيناً أن خطة "فك اختناقات العاصمة ستمر بأكثر من مرحلة من ضمنها إنشاء خط مترو".

انسيابية في الحركة؟!

يقول المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان نبيل الصفار، أن "المشاريع التي تم افتتاحها ضمن الحزمة الأولى أدت إلى تحسين حركة السير وانسيابية المرور في عدد من التقاطعات الحيوية".

وأكد الصفار في حديث خص به "طريق الشعب"، "ننظر إلى هذه المشاريع كمنظومة متكاملة، حيث يكمل كل مشروع منها الآخر، ما يسهم في تخفيف الازدحام المروري". وأضاف أن "جسر الصرافية الثاني الذي بدأنا العمل به يعد مكملًا لمشروع مجسر فائق حسن في الصرافية، حيث أسهم في تسهيل حركة المرور للقادمين من المستنصرية باتجاه مجسر الشالجية الذي تم افتتاحه أيضًا كجزء من مشروع طوبجي شالجية".

وأشار الصفار إلى أن الحزمة الثانية تشمل مشاريع مهمة على امتداد مطار المثنى، بالإضافة إلى أربعة مشاريع على محور قناة الجيش، منها جسر الجادرية الثاني. وأوضح أن هذه المشاريع تسهم في ربط الكرخ بالرصافة وتعمل على تحسين انسيابية الحركة في منطقتي سريع القادسية وساحة النسور، التي يجري بها العمل حاليا.

وأوضح، أن “كل المشاريع التي نعمل بها تهدف إلى تحسين الوضع المروري في بغداد، ونعمل على إنجازها ضمن إطار زمني محدد"، مؤكدا أن الوزارة تتطلع إلى إنهاء مجموعة جديدة من المشاريع قبل نهاية هذا العام، بما في ذلك مشروع تقاطع الدورة سيدية، ومشروع ساحة النسور النفق رقم واحد الذي يربط شارع الأردن بطريق القادسية.

وأكد الصفار، أن وزارة الإعمار والإسكان عازمة على تنفيذ مشاريع إضافية مثل تقاطع سبعة وسبعين القدس، ومجسر التقاطع براثة، وكذلك تقاطع المصافي، والتي من المقرر افتتاحها أيضًا خلال هذا العام.

تغيّر مكان الازدحام!

باسل الخفاجي الخبير في شؤون النقل، قال في حديث مع "طريق الشعب"، ان مشاريع فك الاختناقات المروية تشكل سببا رئيسيا للازدحام والاختناقات المرورية، معتبرا "إنشاء المجسرات من قبل الحكومة مجرد ناقل للازدحام من منطقة لأخرى".

وأكد الخفاجي ضرورة تنظيم العمل في المشاريع الإنشائية، مثل جسر الجادرية، بحيث يتم تنفيذها خلال ساعات الليل لتفادي الازدحامات المرورية خلال ساعات العمل.

واقترح الخفاجي تحسين خدمات النقل العام، مشيرًا إلى أن "وجود عدد كبير من السيارات الخاصة للطلبة والموظفين يسهم في الازدحام اليومي بقلب بغداد"، مشددا على ضرورة توفير باصات للنقل العام، خاصة لطلبة الجامعات.

ودعا الخفاجي إلى تفعيل خدمات النقل النهري وإنشاء طرق إضافية، مثل المترو، لتخفيف حدة الازدحام في بغداد. ورأى أن غياب خطة شاملة للتعامل مع مشكلة المرور يعد سببا رئيسيا للاختناقات الحالية.

التداعيات البيئية

وتناول الخبير البيئي صميم فرات مشكلة الاختناقات المرورية في بغداد وآثارها البيئية.

وقال أن الحملة الواسعة لإعادة الإعمار تهدف إلى تخفيف هذه الاختناقات، ولكن لا تزال تعاني العاصمة من ازدحامات كبيرة.

وأضاف فرات في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "توقف السيارات في الازدحامات يؤدي إلى احتراق غير كامل للوقود، ما ينتج عنه انبعاثات خطرة من غازات مثل ثاني أكسيد الكربون وأحادي أكسيد الكربون، التي تعتبر سامة وخانقة. هذه الغازات تتركز في الطبقات القريبة من الجو، ما يسهم في تكوين سحابة من التلوث".

كما نبه فرات إلى مشكلة تزايد "عدد السيارات القديمة، والتي لا تعمل بكفاءة في احتراق الوقود، مما يزيد من التلوث البيئي"، مؤكدا على "أهمية الاستدامة في تصميم الطرق والهندسة البيئية".

وخلص إلى أنه "في حال كان من الضروري إزالة أي شجرة أو مساحة خضراء، ينبغي القيام بذلك بطريقة تحافظ على جذورها، بحيث يمكن نقلها إلى أماكن أخرى أو إعادتها لاحقًا إلى موقعها الأصلي"، مؤكدا أهمية الحفاظ على البيئة كجزء أساسي من أي مشروع تطويري.

*************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

دروس احتلال العراق

لصحيفة فورنبولسي، كتب ريد سميث مقالاً حول الدروس التي ينبغي أن تتعلمها واشنطن من التواجد في العراق، تحدث فيه عن اتفاق العراق والولايات المتحدة على إنهاء عملية العزم الصلب، وانسحاب القوات الأميركية والتي يبلغ عددها 2500 جندي على مرحلتين خلال العامين المقبلين، مع بقاء فرقة من هذه القوات في إقليم كردستان لدعم العمليات في سوريا.

بصمة جديدة

وذكر المقال بأن واشنطن لم تغادر العراق منذ انخراطها في حرب الخليج الأولى، حيث تدخلت في إنشاء مناطق حظر طيران ومراقبة القوات العراقية وفرض العقوبات، قبل أن تقوم بغزو البلاد واحتلالها العام 2003، ثم لتنسحب نسبياً في عام 2011، مع بقاء وجود استشاري صغير لتدريب ومساعدة العراقيين. لكن هذه القوات عادت ثانية للعراق في عام 2014 لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، والقضاء عليه، وذلك بمهمات قتالية انتهت في كانون الاول 2021. ولهذا فإن الانسحاب المقترح يفترض أن يكون الرابع خلال العقود الثلاثة الماضية، رغم تحذير البنتاغون من اعتباره انسحاباً تاماّ، وهو ما عبّرت عنه سابرينا سينغ، نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون، بقولها أن "الولايات المتحدة لن تنسحب من العراق. سوف تتغير بصمتنا داخل البلاد".

سياسة خطرة

وفسر سميث ذلك بسعي واشنطن لتنفيذ سياسة تحافظ فيها على مهمة "المشورة والمساعدة" شبه الدائمة، بذريعة النقص في المستلزمات الاستراتيجية والاستخباراتية واللوجستية العراقية للتعامل مع التهديدات الإقليمية. ووجد الكاتب في هذه السياسة مخاطر جدية، لأن التكاليف البشرية والمالية المترتبة على الوجود العسكري المستمر، تفوق برأيه أية فوائد ترتجيها واشنطن، لاسيما إذا ما قورن هذا التواجد بالجهود الدبلوماسية وتبادل المعلومات الاستخباراتية وتمكين القوات المحلية، وهي بدائل تقلل من نقاط الضعف الأميركية وتعزز علاقة أكثر ديمومة.

وتوقع الكاتب أن تكون للعراقيين وباقي ما اسماهم بالشركاء الإقليميين القدرة على مكافحة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، فيما يجعل التلكؤ في الإنسحاب، القوات الأمريكية طعماً سهلاً لخصوم واشنطن والغاضبين من دعمها غير المحدود لتل أبيب بحربها في غزة ولبنان. كما سيُفقد هذا البقاء، البيت الأبيض بعض الشعبية جراء ما تكتنزه ذاكرة الجمهور الأميركي من صور أحداث قاسية وقعت في العراق وتركت تأثيراً لا يمكن إنكاره على الثقافة والسياسة والذاكرة الجمعية في الولايات المتحدة.

دروس أخرى

ورأى الكاتب بأن حرب الخليج الأولى أسرت أفئدة جمهور أميركي، حين شاهد شبكة سي أن أن وهي تنقل على مدار الساعة القنابل الموجهة بدقة التي ضربت أهدافاً في بغداد، بينما كانت صواريخ الباتريوت تحبط هجمات سكود في المملكة العربية السعودية وإسرائيل. ولعل هذا الزهو المؤقت كان كافياً لجورج بوش الأب أن يقول "والله لقد تخلصنا من متلازمة فيتنام إلى الأبد". لكن ابنه لم يكن قادراً أن يفرح مثله حين صعد على سطح السفينة يو أس أس أبراهام لينكولن ليعلن النصر، الذي كلّف مقتل أكثر من أربعة آلاف من أفراد الخدمة الأميركية ومئات الآلاف من العراقيين، وانقسم بسببه الجمهور الأمريكي على أسس حزبية، وأكثر بكثير من أي عمل عسكري أمريكي آخر منذ ظهور استطلاعات الرأي!

ونصح الكاتب صناع القرار السياسي الأميركيين أن يتأملوا في حقيقة مفادها أن العراق لم يكن يحتل موقعاً في الوعي الأميركي قبل آب 1990، وإن هناك الكثيرون ممن يعتقدون بأن العراق كان في كثير من الأحيان مشكلة من صنع واشنطن، مما يجعل السؤال عن كيف ولماذا تشترك أمريكا في العمليات العسكرية دون أن تضمن خدمة الأهداف الأوسع نطاقاً المتمثلة في السلام والاستقرار والأمن الوطني.

وأكد سميث على أن الوقت قد حان للتحول من عمليات الانتشار غير المحددة إلى استراتيجية تحافظ على أرواح القوات والمصالح الأمنية الوطنية في الأمد البعيد، وربما يكون الخروج من إرث العراق بداية العملية العلاجية التي يحتاجها البيت الأبيض لإعادة تنظيم أولويات السياسة الخارجية، وإعادة التركيز على بناء حلول محلية مستدامة لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

********************************************

عين على الأحداث

مسؤولية الدولة

سجلت محاكم العاصمة 91 حالة انتحار خلال النصف الأول من عام 2024، مشيرة إلى أن الكثافة السكانية والوضع الاقتصادي والبطالة والعنف الأسري والابتزاز الالكتروني وإدمان المخدرات والتفكك الأسري والزواج القسري والتنمر والفشل في الامتحانات العامة والانتهاكات الجسدية، هي العوامل التي تقف وراء هذه المشكلة، لما تسببه من قلق وخوف من الفضيحة واكتئاب وشعور بالعزلة والضياع وانخفاض مستوى الثقة بالنفس. هذا ويحق للناس التساؤل عن أسباب افتقار السلطات والمؤسسات الحكومية لأية إستراتيجية أو إجراءات لمعالجة أو تخفيف حدة هذه المصائب، التي يجمع الخبراء والمختصون على مسؤولية الدولة عن تخليص المجتمع منها.

قلق مشروع

أظهرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن العدد الإجمالي للناخبين من القوى الأمنية في إقليم كردستان بلغ 215 ألفاً و960 من أصل حوالي ثلاثة ملايين ناخب، أي بنسبة 8 في المائة، موزعين على 165 مركزاً داخل وخارج الإقليم. هذا وفي الوقت الذي يسعى فيه المرشحون لكسب تأييد هذه القوى، التي تدخلت في الدعاية الانتخابية بدون وجه حق، تتزايد المخاوف من تأثير ذلك على طموحات الناس في التنمية والحرية والعدالة الاجتماعية، في ظل المخاطر من تصاعد وتيرة الخطاب الشعبوي ودور العشائر وتشكيلات ما قبل الدولة وقوى الإسلام السياسي السلفي واشتداد الإستقطاب بين الإدارتين.

كان غيركم أشطر!

شهد الأسبوع الماضي انتهاكات صارخة ومتعّمدة لحقوق الإنسان في مناطق متعددة من البلاد، حيث داهمت قوات الأمن منازل ناشطين في الناصرية وفعّلت مذكرات قمع صدرت بحقهم بحجة مساهمتهم في انتفاضة تشرين، فيما قامت قوات الأمن بالاعتداء على الخريجين الذين تظاهروا في الحلة مطالبين بفرص عمل تناسب تخصصاتهم. هذا وفي الوقت الذي ترتكب فيه بعض السلطات هذه الممارسات ثم تنفي علمها بها وتحمّل أحد ازلامها المسؤولية وتضحي به، يؤكد الناس على أن تجربة شعبنا، بل وكل شعوب الأرض، تثبت بأن المظلومين لن يقهروا أو يمنعهم القمع من مواصلة الصراع لانتزاع حقوقهم.

خو مو فساد لا سامح الله!

توقف عن العمل مصفى كربلاء رغم عدم مضي سوى عام واحد على تشغيله، بعد أن بقي يعمل بستين في المائة من طاقته قبل أن يُكتشف فيه 60 عيباً منها تاكل المبادلات الحرارية و فشل العزل الحراري وظهور بقع حرارية على الهيكل المعدني ونضوحات في شبكة الانابيب المائية الخاصة بالإطفاء وتشققات في الأساسات الكونكريتية لخزانات النفط الخام ووحدة توليد الكهرباء. هذا ولم يُكشف حتى الآن عن ملابسات التغاضي عن كل هذه النواقص عند استلام المصفى من الشركة الكورية التي أنشأته بقيمة 7 مليار دولار، وعن حجم الخسائر التي تكبدتها البلاد حتى الآن.

مرابو القرن 21

اتسعت مؤخراً ظاهرة البيع بالآجل مقابل فوائد تتراوح بين 25 و50 في المائة، مسببة مشاكل ضخمة تضمنت جرائم قتل وانتحار وإصابات وحرق بيوت ومحلات، لاسيما حين يتدخل السلاح المنفلت في هذه المشاجرات. ورغم أن القانون يجّرم الربا الفاحش على الديون، فإن الناس يرون في تهاون الحكومة بتطبيق القانون سبباً في تشجيع العصابات على استغلال حاجة العاطلين لاقتراض رأسمال صغير يستثمروه في إيجاد عمل لهم، واستخدام الحاجة ليس بالربا فحسب بل وفي غسيل الأموال وفرض الإتاوات، مما يستدعي تدخلاً حكومياً عاجلاً وتوفير قروض حكومية ميّسرة لأصحاب المشاريع الفردية والصغيرة بغية الحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

****************************************************

الصفحة الرابعة

تراكمت خمسة أشهر بسبب تعطل «الشفل» النفايات تؤرق أهالي سنجار والبلدية تُقرّ: حلولنا غير كافية

بغداد – طريق الشعب

تواجه مناطق قضاء سنجار في محافظة نينوى، أزمات بيئية متفاقمة، تهدد صحة السكان وسلامتهم، في ظل غياب أنظمة الصرف الصحي، وتراكم النفايات بطريقة غير منظمة.

قطع عشوائي للأشجار

يقول الناشط البيئي في سنجار، حجي شلال: أن منطقته تعاني من انعدام شبه كامل لأنظمة الصرف الصحي، وهو ما يتسبب في غرق الشوارع خلال موسم الأمطار، ويجعل حركة المواطنين صعبة مقيدة. هذا الوضع يزيد من تردي الأوضاع الصحية.

ويضيف شلال في طريق لـ "طريق الشعب"، أن "النفايات تُجمع بطرق غير منتظمة وتُحرق بطرق غير سليمة، ما يؤدي إلى انبعاث مواد ضارة، تؤثر على البيئة وصحة السكان. الأخطر من ذلك هو حرق النفايات الكيميائية التي تُجمع من المستشفيات والمراكز الصحية، ما يشكل تهديدا مباشرا على حياة الناس".

ويتحدث شلال عن أزمة بيئية أخرى تتمثل في غياب برامج التشجير، وعدم الاهتمام بالأشجار الموجودة في القضاء، بل ان هناك حملات "قطع عشوائي" للأشجار، وتحويلها إلى فحم، محذرا من أن استمرار هذه الانتهاكات يحول القضاء الى مناطق صحراوية.

النفايات تتراكم

من ناحية أخرى، يعاني السكان من قلة الخدمات البلدية، حيث يتم رفع النفايات عن الأحياء السكنية مرة واحدة في الأسبوع، مع غياب الحاويات أمام المنازل، ما يؤدي إلى تكدسها، وتحولها الى مرتع للأمراض. كما أن غياب أنظمة الصرف الصحي عن المجمعات السكنية يزيد من معاناة المواطنين.

ويأمل شلال أن تتدخل الحكومة بشكل عاجل لإيجاد حلول للمشكلات البيئية التي تهدد المنطقة، مؤكدًا أن القضاء بحاجة لخطط شاملة للتنمية المستدامة وتأهيل البنية التحتية البيئية، لتجنب كارثة بيئية وصحية محتملة في المستقبل.

"الشفل" عاطل!

من جانبه، يقول مدير بلدية سنجار جميل سفوك، أن "البلدية تعمل جاهدة على تحسين الأوضاع، إلا أن هناك بعض العقبات التي تحول دون تنفيذ بعض المشاريع الحيوية"، مؤكدا "حصلنا على كافة الموافقات اللازمة لتنفيذ مشروع الطمر الصحي، لكن المشروع لا يزال معطلاً بسبب مشكلة تتعلق بملكية الأرض. ننتظر إتمام عملية الإطفاء ليتسنى لنا البدء في التنفيذ الفعلي".

ويضيف سفوك في حديث لـ "طريق الشعب"، ان "المسألة حالياً بيد أصحاب العلاقة لحل مسألة ملكية الأرض ".

ويشير مدير البلدية إلى أن "هناك نقصاً في الآليات المستخدمة لجمع النفايات"، موضحاً "لدينا آلية واحدة فقط (شاحنة شفل) مخصصة لطمر النفايات، وقد تعطلت مؤخراً"، موضحا أنه "في العادة يتم طمر النفايات كل 3 اشهر، لكن بسبب تعطل الشفل، تأخرت عملية الطمر، قرابة 5 أشهر حتى الان".

ويذكر، أن القضاء يفتقد نظام صرف صحي "نعتمد حالياً على بعض أنابيب المجاري لتصريف المياه، لكن هذه الحلول غير كافية، خاصةً في المناطق السكنية والمجمعات".

وتعد بلدية سنجار واحدة من أكبر البلديات في المنطقة من حيث المساحة والكثافة السكانية.

قائمة الملوثات تطول

الاكاديمي صقر زكريا، أحد سكان مدينة الموصل، يجد أن التعامل الحالي مع ملف النفايات داخل المدينة لا يمثل حلاً جذريًا للمشكلة، معتبرا أن مجرد رفع النفايات عن الأحياء السكنية والتجارية وجمعها في مناطق أخرى لا يحل المشكلة، بل ينقلها من مكان إلى آخر.

يقول زكريا لـ"طريق الشعب"، إن "الانبعاثات الضارة التي تصدر عن هذه النفايات بفعل الحرارة والدخان المتصاعد نتيجة حرقها، تنتقل بفعل الرياح إلى أجزاء أخرى من المدينة، ما يؤدي إلى تلويث الهواء. كما أن هذه الملوثات تختلط بمياه الأمطار، وتصل إلى المياه الجوفية، ما يفاقم المخاطر البيئية على السكان".

ويضيف زكريا لـ"طريق الشعب"، أن "المواقع التي يتم فيها تجميع النفايات أصبحت ملاذًا للقوارض، الكلاب السائبة، والحشرات، ما يزيد من التلوث البيئي والصحي"، مؤكدا أن الموصل شهدت في الفترة الأخيرة ظهور العديد من مواقع الطمر العشوائية داخل المدينة، وهي مواقع غير مطابقة للمعايير البيئية المعتمدة.

دفن النفايات أم معالجتها!

ويشير الى أن "الطريقة المعتمدة حاليا في معالجة النفايات هي دفنها بالتراب، دون وجود أي مشاريع لإعادة التدوير"، معتبرا ذلك أسلوبا قديما كان معتمدا قبل خمسين عامًا، مردفا "لكن اليوم، مع زيادة عدد سكان المدينة إلى نحو مليوني نسمة والتوسع العمراني الأفقي خارج الحدود القديمة، لم تعد هذه الحلول مناسبة".

ويدعو المتحدث إلى التفكير في حلول جديدة ومستدامة للتعامل مع مشكلة النفايات المتفاقمة في المدينة، مع التركيز على إعادة التدوير وتطبيق معالجات بيئية فعالة تحافظ على صحة المواطنين والبيئة.

**********************************************

ناشطون يدعون الى تطبيق القانون رقم «38» لإنصافهم ذوو الاحتياجات الخاصة يتطلعون الى العدالة في سوق العمل

بغداد – طريق الشعب

يواجه الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق، ظروفاً استثنائية حيث يتعرضون للتهميش الذي يقضي على طموحاتهم ويؤثر سلبًا على حياتهم المهنية والاجتماعية.

كما يُعاني هؤلاء من شح الفرص الوظيفية المناسبة، بالإضافة إلى عدم وجود دعم كافٍ لتسهيل اندماجهم في المجتمع.

إن هذه التحديات تُعزز من خلال غياب الوعي العام حول حقوقهم وضماناتهم القانونية، ما يؤدي إلى تقييد فرصهم في الحصول على التعليم والتدريب اللازمين. كما تُعدّ قلة الإحصاءات الرسمية حول أعدادهم ومعدلات توظيفهم عائقًا أمام تطوير السياسات والبرامج التي تهدف إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

وخلال عام 2019 قدّرت "لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، التي تُراقب المعاهدة الدولية ذات الصلة، أن في العراق أحد أكبر أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم، نحو 3 ملايين شخص، نتيجة عقود من النزاعات المسلحة. كما اشارت الى احتجاجات 2019 التي خلفت أيضا نحو 25 ألف جريح، منهم نحو 5 آلاف لديهم إعاقات دائمة.

غياب الأرقام!

يقول القانوني مصطفى البياتي، أن "القانون رقم 38 لسنة 2013 خصص نسبة 5 في المائة من وظائف القطاع العام و3 في المائة من وظائف القطاع الخاص للأشخاص ذوي الإعاقة"، مردفا "لكن أغلب دوائر القطاع العام لا تعمل بهذا القانون".

ويضيف البياتي في حديث لـ "طريق الشعب"، أنه لا يوجد عدد رسمي وواضح عن الأشخاص من ذوي الإعاقة في البلاد أو معدلات توظيفهم، أو أصنافهم، الأمر الذي يزيد من تعقيدات تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

ويتأسف البياتي لعدم تحقيق الوعود القانونية بتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة في العراق، مؤكدا ان "الفجوة بين القانون والممارسة تجعل مئات آلاف العراقيين ذوي الإعاقة يكافحون من أجل كسب لقمة العيش".

ويشير الى وجود مادة قانونية تحاسب صاحب العمل الذي لا يوظف شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة: "يغرم صاحب العمل بمبلغ قدرة 500 ألف دينار عراقي وفق المادة 20 من القانون رقم 38، وبحسب اطلاعنا لا يوجد شخص تم تغريمه الى الان".

وكانت "هيومن رايتس ووتش" أشارت في تقرير لها، الى إن "العراق يتقاعس عن تنفيذ قوانينه الوطنية التي تضمن حقوق العمل للأشخاص ذوي الإعاقة، ما يجعل حصص الوظائف المخصصة للعراقيين ذوي الإعاقة غير مستغلة ويترك مئات الآلاف عاطلين عن العمل".

غياب العدالة

رائد العنبكي، رئيس منظمة اليقين للمكفوفين وضعاف البصر وعضو ممثلية ذوي الإعاقة في محافظة ديالى، تحدث لـ"طريق الشعب"، عن التحديات التي تواجه ذوي الإعاقة.

يقول العنبكي أن "هذه الفئة تعاني من غياب العدالة وصعوبة الوصول إلى الخدمات والبنية التحتية المناسبة، ما يزيد من معاناتهم في الحياة اليومية".

ويضيف أن "ذوي الإعاقة البصرية يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل داخل المدينة بسبب غياب الطرق الخاصة بهم، كما أنهم يعانون في صعوبة التعليم، حيث لا تقبلهم سوى كليات العلوم الإنسانية، ما يحد من فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة".

ويشير الى أن "بعض المؤسسات الحكومية ترفض توظيفهم بحجة عدم لياقتهم الصحية، حتى وإن كانوا متخصصين أكاديميًا".

وفيما يتعلق بشريحة الصم والبكم، أكد العنبكي أنهم يعانون من نفس التحديات. حيث يتوقف تعليمهم عند المرحلة الابتدائية، ولا يُقبلون في المدارس الثانوية، ما يحد من فرصهم في التعيين داخل المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، الذي بدوره يمنحهم أجورًا متدنية.

وعلى الرغم من وجود قانون ينص على تخصيص 3 في المائة من الوظائف في القطاع الخاص لذوي الإعاقة، فإن هذه الفئة لا تحظى بالاهتمام الكافي. كما لفت إلى افتقارهم للخدمات المرورية الخاصة التي تساعدهم على التنقل بأمان.

أما ذوو الإعاقة الحركية، فيواجهون تحديات جسيمة بسبب سوء البنية التحتية في العراق، التي لا توفر لهم الطرق الميسرة أو المصاعد، ما يعيق مشاركتهم في سوق العمل. كما أن التنمر والتهميش يزيدان من صعوبة حياتهم، ويؤديان إلى حرمانهم من التعليم والوظائف. فغالبًا ما يتوقف تعليمهم عند المستوى الابتدائي نتيجة لهذه العوائق.

يقول العنبكي، أن "الأشخاص الذين يعانون من متلازمة داون يفتقرون الى وجود معاهد تعليمية متخصصة، ما يجعلهم غير مؤهلين للاندماج في سوق العمل أو استثمار مواهبهم". وتحدث عن وجود فنانين من هذه الفئة يمتلكون مهارات يدوية وفنية، لكنهم محرومون من الفرص المناسبة لتطوير هذه المهارات.

وفي ما يتعلق بطيف التوحد وضمور الدماغ، يذكر العنبكي ان قلة المعاهد التعليمية التي تهتم بهذه الفئة، جعلتهم غير قادرين على إكمال مسيرتهم التعليمية بعد المرحلة الابتدائية، موضحاً أن التكلفة العالية للعناية بهم والتنمر الذي يتعرضون له يزيدان من صعوبة حصولهم على تعليم مناسب أو خدمات تسهل حياتهم اليومية.

وتحدث أيضًا عن قصار القامة، الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى الخدمات الحكومية بسبب تصميم البنية التحتية غير الملائم لهم، بالإضافة إلى تعرضهم للتنمر الذي يزيد من معاناتهم، ويحد من فرصهم في التعليم والعمل.

ويلخص العنبكي المشاكل التي يعاني منها ذوو الإعاقة في محافظة ديالى بأنها تتمثل في غياب العدالة، انعدام المساواة، وغياب إمكانية الوصول، مما يجعلهم فئة مهمشة ومعزولة عن المجتمع، دون حصولهم على حقوقهم الأساسية في التعليم والعمل والخدمات الضرورية.

تصورات خاطئة

يقول حسين المعموري من فريق أصدقاء ذوي الهمم: أن ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون العديد من التحديات التي تعيق اندماجهم في سوق العمل. ويعاني الكثير منهم من التمييز الوظيفي، حيث يتم استبعادهم من فرص العمل رغم قدرتهم على أداء المهام المطلوبة، وذلك بسبب التصورات الخاطئة حول قدراتهم وإمكاناتهم. كما أن العديد من الشركات لا توفر فرص عمل ملائمة تناسب احتياجاتهم الخاصة، سواء من حيث بيئة العمل أو نوع المهام.

ويضيف المعموري لـ "طريق الشعب"، أن "نقص التدريب المهني يعد من أبرز القضايا، حيث لا توجد برامج متخصصة تتيح لهم اكتساب المهارات الضرورية. كما يشكل الوصول إلى أماكن العمل تحدياً كبيراً، نظراً لغياب البنية التحتية الملائمة مثل وسائل النقل المجهزة".

وفيما يتعلق بمشكلة ترك التعليم، يحدد المعموري أسبابا عديدة، من بينها نقص الدعم التعليمي وغياب البنية التحتية المناسبة، مثل المصاعد والأدوات المساعدة، ما يصعّب على الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة التفاعل في بيئات تعليمية تقليدية. كما يواجهون التنمر والتمييز، مما يؤدي إلى إحباطهم ورغبتهم في ترك الدراسة.

ويشير المعموري الى أن البنية التعليمية في النجف تفتقر إلى المدارس والجامعات التي توفر البيئة المناسبة لذوي الإعاقة، حيث إن التركيز على تمكينهم في المؤسسات التعليمية ضعيف جدا.

وبعد التخرج، يواجه ذوو الاحتياجات الخاصة تحديات تتعلق بالفرص الوظيفية، حيث يجد العديد منهم صعوبة في العثور على وظائف تناسب مؤهلاتهم، بالإضافة إلى التمييز في التوظيف.

ويدعو المعموري إلى اتخاذ إجراءات لتحسين وضع ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها فرض تعيينهم في القطاع الخاص من خلال تشريعات تلزم الشركات بتعيين نسبة محددة، وتوفير حوافز ضريبية أو مالية للشركات الملتزمة.

ويشدد على أهمية توفير مصاعد كهربائية في المدارس والجامعات، مع الالتزام بتوفير بنية تحتية ملائمة، مؤكدا ضرورة إعطاء الفرص للكفاءات من ذوي الهمم في مواقع المسؤولية، من خلال تطوير برامج توظيف وتدريب تتيح لهم شغل مناصب قيادية.

ويطالب بإنشاء خدمة اتصال مجانية مخصصة لتقديم الدعم والمشورة لذوي الهمم وأسرهم.

وفي سياق تطوير الخدمات، يدع المعموري إلى تخصيص ميزانية كافية لتحسين الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة في المعاهد التعليمية، مع إجراء دراسات منتظمة لقياس مدى رضا الطلاب وأسرهم عن هذه الخدمات. كما يطالب بتشكيل لجان مجتمعية تتألف من أفراد ذوي خبرة وأهالي ذوي الهمم للإشراف على سير العمل في المؤسسات المختصة، وتمكين وسائل الإعلام من لعب دور رقابي من خلال تغطية أوضاع هذه المؤسسات، وتسليط الضوء على النجاحات والتحديات.

ويؤكد المتحدث على أهمية توفير مناطق ترفيهية مخصصة أو مجهزة لاستيعاب ذوي الهمم، وخلق بيئة تشجع على اندماجهم في المجتمع وتعزيز شعورهم بالانتماء.

ويختتم المعموري حديثه بأن تنفيذ هذه الحلول يسهم في تحسين وضع ذوي الاحتياجات الخاصة وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في المجتمع، ما يحقق العدالة الاجتماعية، ويدعم اندماجهم في الحياة اليومية.

***************************************************

الصفحة الخامسة

واقعٌ مُزرٍ وحلولٌ غائبة مجمّع طرق المرور السريع السكني نموذج للبؤس الخدمي

بغداد – نضال الآلوسي

تعيش أكثر من 200 عائلة في المجمّع السكني التابع لمديرية طرق المرور السريع والهيأة العامة للطرق والجسور، في بغداد، معاناة مستمرة في ظل غياب أبسط الخدمات. هذا المجمع الذي يقع بالقرب من مفرق ناحية اليوسفية ومقابل ناحية الرشيد، يوحي اسمه وعائديته للدائرتين التابعتين إلى وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، بأنه مثالي ونموذجي ويتمتع بمجمل الخدمات المطلوبة، لكن الواقع للأسف يحكي قصة أخرى مغايرة!

شوارع مكسرة وفيضانات مع أول زخة مطر!

الشوارع داخل المجمع باتت تشكل عائقاً كبيراً أمام حركة السكان. إذ تنتشر عليها حفر وتشققات، ما يحوّلها إلى برك مغمورة بالمياه الآسنة في موسم الأمطار، ومع أول زخة مطر. هذا الحال يؤشر إهمالا واضحا للشوارع أمده سنوات طويلة، وغيابا لأي جهود جادة تعيد تأهيلها وتبليطها، بالرغم من تابعية المجمع إلى وزارة تُعتبر المعني الأساسي بمشاريع الإعمار والإسكان!  

لا مياه صالحة للشرب!

من بين أبرز التحديات التي يواجهها أهالي المجمع، هو عدم وجود شبكة للمياه الصالحة للشرب. فقد كان المجمع يمتلك قبل عام 2003، منظومة إسالة، لكنها تعرضت للسرقة بعد سقوط النظام.

ومنذ ذلك الوقت، يحفر السكان آبارا في منازلهم لتأمين حاجتهم من الماء.

لكن مياه الآبار تبيّن انها غير صالحة للشرب أو للطبخ، الأمر الذي يضطر السكان إلى شراء الماء المفلتر من أصحاب الصهاريج، وبالتالي يحملهم ذلك عبئا ماليا إضافيا.

وتسببت مياه الآبار الملوثة في ظهور أمراض جلدية لدى الكثيرين من سكان المجمع.

بينما يكلف حفر البئر الواحدة وشراء المضخة التي تسحب المياه منها، مبالغ ليست قليلة، وبالتالي يُفاقم ذلك الأعباء المالية على العائلات.   

أكوام نفايات وروائح خانقة!

من المشاهد اليومية المزعجة في المجمع، انتشار أكوام النفايات في الشوارع والفروع الداخلية، من مدخل المجمع حتى أعمق زواياه.  هذه المشكلة سببها عدم وجود حاويات كبيرة كافية لجمع النفايات. لذلك، يضطر السكان إلى رمي نفاياتهم في أرجاء المجمع، وبالتالي تتراكم وتصدر عنها روائح كريهة، وتصبح مرتعا للحشرات والقوارض، فضلا عمّا تخلفه من أضرار صحية وبيئية.

مسؤوليات منسيّة وحلول غائبة

تقع مسؤولية المجمع بشكل أساسي على مديرية طرق المرور السريع، التي تقاعست عن متابعة الوضع وتأمين الاحتياجات المطلوبة ومحاسبة الأهالي المخالفين.

يأتي ذلك في ظل غياب الرقابة من قبل وزارة الإعمار والإسكان، وعدم متابعتها أداء مديريتها.

وأمام هذه الأوضاع الخدمية المتردية القاسية، يناشد سكان المجمع السلطات الاختصاصية  ووسائل الإعلام، الوقوف على معاناتهم وتسليط الضوء عليها، آملين من الجهات ذات العلاقة إيجاد حلول حقيقية تعيد الحياة إلى مجمعهم، وتوفر لهم أبسط مقومات العيش الكريم.

*********************************************

مرصد بيئي: معامل الاسفلت والطابوق ملوّث رئيس لهواء بغداد

متابعة – طريق الشعب

أفاد مرصد “العراق الأخضر” المتخصص في شؤون البيئة، بأن معامل الاسفلت والطابوق هي المسبب الرئيس لتلوث الهواء في بغداد.

وقال عضو المرصد عمر عبد اللطيف، في حديث صحفي أول أمس الجمعة، ان تلك المعامل، إضافة إلى رداءة الوقود المستخدم في السيارات والمولدات، هي المصادر الرئيسة لتلوث هواء بغداد. فيما لفت إلى ان مصفى الدورة غير معني بهذا التلوث.

وأشار إلى أن “قيادة عمليات بغداد تولت ملف محاسبة المخالفين، وأغلقت حتى الآن أكثر من 50 معملاً غير مجازة، تسببت في التلوث الذي شهدته العاصمة الأيام الماضية”، مؤكدا أن “التلوث الحالي خطير للغاية، وان 4 أسباب تقف وراءه، أبرزها محطات الكهرباء والمعامل التي تستخدم الوقود الثقيل”.

وتوقع عبد اللطيف أن تعود أجواء بغداد إلى طبيعتها قريبا، بعد إيقاف عمل تلك المعامل، وإلزامها باستخدام الوقود النظيف. 

وأعلنت وزارة البيئة، الأربعاء الماضي، عن نصب محطتين تعملان على مدى 24 ساعة، لكشف أسباب التلوث البيئي في بغداد.

وقال المتحدث باسم الوزارة لؤي المختار في حديث صحفي، أنه “في السابق كانت لدى وزارة البيئة في بغداد نحو 14 محطة لقياس نوعية الهواء والتلوث، لكن غالبيتها خرجت عن الخدمة بسبب تقادمها، وبعضها يحتاج إلى صيانة ولم تجر صيانته بسبب قلة التخصيصات المالية”.

********************************************

المستورد تَسيَّد الموسم! «رقّي» علي الغربي يتكدس في الأسواق

متابعة – طريق الشعب

شكا مزارعون في قضاء علي الغربي شمالي ميسان، من تكدس محصول الرقي المزروع محليا في منطقة الجزية وعند مقتربات نهر دجلة، في الأسواق، بسبب فتح باب استيراد الخضراوات والفاكهة عبر المنافذ الحدودية مع إيران، مشيرين في حديث صحفي إلى أن هذا الأمر أضعف من تسويق محاصيلهم في علوة بيع الرقي والخضار. وقال أحد المزارعين أن الرقي المحلي تكدس بكميات كبيرة، بسبب ضعف حركة الشراء إثر دخول الرقي الإيراني إلى السوق كمنافس للمحلي، مؤكدا انهم تحملوا تكاليف كبيرة في إنتاج المحصول، وكانوا يأملون تعويض خسائرهم جراء توقف الزراعة في مواسم سابقة، من خلال تسويق محاصيل هذا الموسم، لكن الاستيراد ضيّع عليهم الفرصة! 

وطالب المزارعون الحكومة المحلية بالتدخل، للحد من استيراد محصول الرقي، دعما للمنتج المحلي، الذي يُعد أفضل من المستورد – حسب تأكيدهم.

**************************************************************

الكهرباء تعطّل محطات الإسالة في ذي قار

متابعة – طريق الشعب

كشف معاون محافظة ذي قار لشؤون الخدمات سلامة السرهيد، عن تعطّل 4 محطات في مشاريع ماء الإسالة شمالي ذي قار بسبب تردي الكهرباء، مبينا أن قيمة كل محطة تبلغ مليون دولار.

وقال في حديث لوكالة أنباء “المربد”، أن مشاريع الماء تتعرض منذ يومين إلى انقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي، ما تسبب في إصابتها بمشكلات فنية، وبالتالي توقفها عن العمل، مشيرا إلى أن من بين المشاريع التي توقفت، مشروع ماء الناصرية الكبير، الذي يزود أغلب مناطق المحافظة بالمياه.

ولفت السرهيد إلى أن هناك محطات تعرضت الأربعاء الماضي إلى 35 حالة اطفاء، أدت إلى تعطلها بشكل نهائي، وان المولدات الخاصة بدائرة الماء غير قادرة على تلبية احتياجات تلك المحطات.

وأوضح أنه تم عقد اجتماع مشترك بين رئيس مجلس المحافظة ومدراء الدوائر المعنية، لمناقشة هذه المشكلة.

فتقرر توجيه وفد إلى وزارة الكهرباء للمطالبة باستثناء مشاريع الماء من انقطاع التيار الكهربائي، لضمان استمرارية عملها.

************************************************

يومياً.. رضا علاء يغرس شجرتين على طريق الكوت

متابعة – طريق الشعب

قرر طالب طب الأسنان في جامعة الكوت، رضا علاء عبد الرضا، من قضاء بدرة شرقي واسط، غرس أشجار على طول الطريق المؤدي إلى الكوت. حيث يغرس كل يوم شجرتين خلال توجهه إلى الكلية.

في حديث صحفي قال رضا أن حملة التشجير التي انطلقت أخيرا في المحافظة ألهمته، فقرر المساهمة في تخفيف وحشة الطريق بين بدرة والكوت من خلال تزيينه بالأشجار. مبيّنا أنه صار يشتري يوميا شتلتين من “الكاربس” ويغرسهما على أحد جانبي الطريق اثناء توجهه الى الجامعة. 

ويوضح أنه غرس حتى الآن 20 شتلة كمرحلة أولى، وسيتابع مدى نجاح مبادرته ليواصل ربما غرس المزيد من الأشجار.

وأشار إلى انه اختار شجرة “الكاربس” لأنها قادرة على تحمل الظروف القاسية، في طريق عام شديد الحرارة صيفا. 

وينوّه رضا إلى انه غرس الشجرة بنجاح في منطقة تدعى الشويجة، تتعرض لمياه السيول شتاء، ما يعني أن فرص نجاح زراعتها في هذه المنطقة كبيرة.

ويلفت إلى انه طلب من شقيقه تصويره اثناء غرسه الاشجار، وقام بنشر الصور لتشجيع الآخرين على تبني هذه المبادرة.

************************************************

احتجاج في الشامية منطقة الرغيلة بلا ماء منذ 4 سنوات!

متابعة – طريق الشعب

نظم أهالي منطقة الرغيلة في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية، أخيرا، وقفة احتجاج طالبوا فيها بإيصال مياه الإسالة إلى منطقتهم، وإنهاء معاناتهم مع مياه الآبار التي يعتمدون عليها منذ 4 سنوات.

ونقلت وكالات أنباء عن عدد من المحتجين، قولهم أن مياه الإسالة انقطعت عنهم منذ 4 سنوات، فاضطروا إلى حفر الآبار، لكنهم هجروها أخيرا بسبب احتواء مياهها على مادة الكبريت، وباتوا يشترون المياه من الحوضيات. 

وأكدوا انهم سيقيمون دعاوى قضائية ضد أعضاء مجلس المحافظة ونواب الديوانية، بسبب نقضهم وعودهم الانتخابية بإيصال مياه الشرب إلى المنطقة. كما هددوا بتصعيد موقفهم الاحتجاجي وصولا إلى إغلاق دائرة ماء الشامية، في حال استمرار تجاهل مطالبهم.

وأعرب المحتجون عن قلقهم على صحة أطفالهم، الذين أصيبوا بأمراض جلدية نتيجة استخدام مياه الآبار الملوثة.

**************************************************

بعد 65 عاماً من العطش المياه تصل إلى ناحية «تل عبطة»!

متابعة – طريق الشعب

أخيرا تحقق حلم أهالي ناحية “تل عبطة” التابعة إلى قضاء الحضر في محافظة نينوى. حيث وصلت مياه الشرب إلى ناحيتهم والمناطق المجاورة لها، بعد انتظار طويل استغرق 65 عاما من المعاناة!

وكان الأهالي يعتمدون طيلة تلك العقود على مياه الآبار والصهاريج، حتى شُغّل أخيرا مشروع ماء القيارة، الذي بوشر تنفيذه قبل 4 سنوات. 

مدير المشروع عمر الجبوري، يقول في حديث صحفي أن الطاقة الإنتاجية للمشروع تبلغ 3 آلاف متر مكعب في الساعة، مبينا أن المشروع تشرف عليه المديرية العامة للماء في نينوى، وانه نُفذ على مساحة تبلغ 42 دونماً.

ويوضح أن المشروع سيساهم في توفير المياه لـ 150 ألف نسمة في مناطق القيارة، الشورة، تل عبطة والقرى المجاورة لها، مشيرا إلى ان المياه وصلت إلى أبعد نقطة في ناحية تل عبطة التي تبعد عن الموصل بمسافة 77 كيلومترا. 

ويشير الجبوري إلى ان سكان الناحية كانوا يعتمدون على مياه الآبار والصهاريج، وكانوا يقطعون مسافة 50 كيلومترا لجلب مياه الصهاريج، لكن اليوم، وبعد تشغيل المشروع، انتهت تلك المعاناة. إذ وصل الماء إلى الناحية وسط فرحة أهلها.

**************************************

ميسان غياب الإنارة أبرز مسببات حوادث السير

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من سائقي مركبات الأجرة في محافظة ميسان، من ارتفاع نسب الحوادث المرورية على الطرق الخارجية في المحافظة، مشيرين إلى ان عدم تأثيث تلك الطرق بالإنارة، أحد أبرز أسباب الحوادث.

وقالوا في حديث صحفي، أن وجود إنارة في الطرق الخارجية أمر مهم جدا، كونه يساهم في خفض الحوادث المرورية، خاصة عند التقاطعات والانحناءات الحادة، مضيفين أن الحفر والمطبات تشكل سببا رئيسا آخر للحوادث المرورية، لا سيما خلال الليل.

**********************************************

مواساة

  • ببالغ الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الثورة الرفيق جبار محيسن (أبو حيدر).

له الذكر الطيب ولأهله ورفاقه جميل الصبر والسلوان وخالص التعازي والمواساة.

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الثورة وهيئة الرواد المناضلين فيها الرفيق سعيد حسين عليوي الربيعي الشفتاوي بوفاة زوجته ام محمد إثر وعكة صحية. وهي والدة الرفيق محمد والرفيق عدنان والرفيقة افنان.

كانت الفقيدة سندا لرفيق عمرها. وتحملت معه جور الحياة ومرارة الانتظار.

لها الذكر الطيب وللرفيق سعيد وعائلتها في قرية شفتة ومنطقة بلدروز الصبر والسلوان.

*********************************************

الصفحة السادسة

منظمات دولية: الاحتلال يقتل ويهجر ويجوع الفلسطينيين

متابعة – طريق الشعب

أدانت منظمات ووكالات ومقررون تابعون للأمم المتحدة، عبر تقارير وبيانات، الكيان الصهيوني الغاصب، وحرب الإبادة الجماعية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبقية الاراضي المحتلة.

قمع التظاهرات المؤيدة لفلسطين

اتهمت إيرين خان وهي مُقررة مستقلة خاصة في الأمم المتحدة معنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير كلا من الولايات المتحدة ودول أوروبية بقمع الحق في التظاهر من أجل القضية الفلسطينية وحظرها.

وتحدثت خان عن أن "تظاهرات في جامعات امريكية قُمعت بقسوة"، وان "ألمانيا فرضت حظرا تاما على التظاهرات"، مضيفة أن هذه القيود لم تُفرض "أبدا على مظاهرات من أجل إسرائيل، بل دائما على تلك المؤيدة للفلسطينيين".

كما أن "فرنسا حاولت اتخاذ الإجراءات نفسها، لكن المحاكم رفضتها وبات التقييم يتم على أساس كل حالة على حدة"، مشيرة إلى أن "بلجيكا وكندا تبنتا مواقف مماثلة".

كما انتقدت الاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة على وسائل الإعلام والاغتيالات المستهدفة لصحفيين، والاعتقالات التعسفية، وتدمير بنى تحتية ومعدات صحافية في غزة، ورفض السماح للصحافة الدولية بالدخول".

إعدام المدنيين سياسة ممنهجة

وفي تقرير آخر، قالت فيه فرانشيسكا ألبانيز وهي مقررة الخاصة للأمم المتحدة معنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية إن "إعدام المدنيين خارج نطاق القضاء جزء من ممارسات الاحتلال الممنهجة والواسعة النطاق التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة".

وأضافت ألبانيز أن "عمليات الإعدام التي تجري، ليست حوادث معزولة على الإطلاق". ووصف القتل الذي يحصل في جباليا بـ "القسوة والسادية بأسلحة وبدعم غربي".

جرائم حرب

وفي الموضوع ذاته قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن استخدام الاحتلال للتهجير القسري والتجويع كسلاح حرب في قطاع غزة يرقى إلى جرائم حرب. مشيرة في بياناها، إلى أن أوامر الإخلاء شملت 85 في المائة من مساحة القطاع.

وتحدثت المنظمة عن تصعيد عدوان جيش الاحتلال على أهالي شمال غزة، ومنعه وصول المساعدات الغذائية إلى أي شخص يبقى في المنطقة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. مؤكداً أنه يجبر المدنيين الفلسطينيين بشكل غير قانوني على ترك شمال غزة"، دون توفير مكان آمن أو ضمان عودتهم في المستقبل.

وأوضحت أن "هذه الأفعال تشكل انتهاكا للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر الترحيل القسري للسكان المدنيين دون وجود ضرورة عسكرية ماسة". مؤكدة أن الاحتلال "لم يلتزم بتوفير هذه الشروط" وهو يتقصد " تهجير طويل الأمد".

ودعت المنظمة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الانتهاكات، بما في ذلك تعليق المساعدات العسكرية لإسرائيل، لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في كافة قطاع غزة وحمايتهم من التهجير القسري.

يقتلون مزارعي الزيتون

اتهم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الكيان الصهيوني، باستخدام أساليب "تشبه الحرب" ضد الفلسطينيين في الضفة المحتلة، مشيرا إلى وقوع عمليات قتل على أيدي جنود الاحتلال وهجمات شنها مستوطنون على بساتين الزيتون بالأراضي الفلسطينية.

وقال المكتب إنه "تلقى منذ بداية هذا الشهر تقارير عن تنفيذ مستوطنين 32 هجوما ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، منها هجمات على المزارعين".

ويشير المتحدث باسم المكتب ينس لايركه في مؤتمر صحفي بجنيف، إلى ان المقلق هو ان الهجمات لا تطال الأشخاص فقط، بل انها تـأتي على بساتين الزيتون أيضا، الذي هو شريان حياة اقتصادي للفلسطينيين في الضفة. وتابع، إن "نحو 600 شجرة زيتون تعرضت للحرق أو القطع أو السرقة على أيدي مستوطنين منذ بداية موسم الحصاد.

منع دعم العيادات في غزة

وتحدثت منظمة الصحة العالمية عن أن الاحتلال منع دخول متخصصين طبيين يسعون إلى دعم العيادات في قطاع غزة.

ووفقا للمنظمة فقد كان من المقرر أن يقدم المتخصصون الدعم الحيوي لمختلف الخدمات الطبية، في منشآت مثل مستشفى غزة الأوروبي ومستشفى ناصر.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يمنع فيها الاحتلال منظمات كاملة من المشاركة في جهود الإغاثة لقطاع غزة.

فرض عقوبات

من جانبه دعا مقرر الأمم المتحدة الخاص والمعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إلى ضرورة أن "يمارس جميع أعضاء الأمم المتحدة والجمعية العامة ضغوطاً لفرض عقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي وعزلها تماماً، إذا لم توقف عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".

وأكد فخري خلال حديثه في برنامج على تلفزيون فلسطين، على أهمية فرض قيود مالية واقتصادية على دولة الاحتلال إذا لم تتم محاسبتها من قبل المجتمع الدولي.

وأوضح فخري أن الفيتو الأمريكي يعطل مجلس الأمن عن اتخاذ أي إجراءات ضد إسرائيل، ما حال دون اتخاذ أي خطوات لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

*************************************************

الكيان الصهيوني يواصل الإبادة الجماعية في غزة ويجدّد قصف المدن اللبنانية

متابعة – طريق الشعب

يواصل الكيان الصهيوني ابادة الشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة منذ 15 يوما، وذلك بمحاصرة شمال القطاع وعزله عن جنوبه لمنع ايصال المساعدات والأغذية.

وقصفت يوم امس قوات الاحتلال، مستشفيات العودة، وكمال عدوان، و"الإندونيسي".

ومنذ صباح أمس، فرض الاحتلال حصاراً على المستشفى "الإندونيسي" وقطعت التيار الكهربائي عنه، وقصفت المدفعية طوابقه العليا، فيما تقدمت جرافات نحو سوره، وهدمت جزءا منه، ما يهدد حياة نحو 40 مريضا وجريحا يتواجدون فيه.

وزارة الصحة الفلسطينية، اكدت استهداف النازحين أمام بوابة المستشفى، فيما كثّف جيش الاحتلال إطلاق النار باتجاه مبنى وساحات المستشفى ما تسبب في حالة ذعر كبيرة لدى المرضى والطاقم الطبي.

وأفادت مصادر طبية بارتفاع عدد الشهداء إلى 46 شهيدا، إثر غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر امس. وتحدثت المصادر عن اندلاع حرائق في مدارس النزوح بمخيم جباليا إثر قصفها من قبل قوات الاحتلال.

وفي تطورات الحرب بين حزب الله والاحتلال الصهيوني، واصل الحزب قصف المدن الفلسطينية المحتلة، برشقات صاروخية، فيما اغار طيران الاحتلال الحربي على عدة مدن لبنانية، واستهدفت احدى طائراته برج البراجنة في الضاحية الجنوبية، بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء مبنى بالمنطقة. ودوت 3 انفجارات متتالية في حارة حريك واستهدفت منطقة الشويفات  بالضاحية، فضلاً عن غارة اخرى على وادي بلدة زبقين ومحيط بلدة الصالحاني جنوبي لبنان.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤول استخباري إسرائيلي تأكيده أن الهجمات بالمسيّرات التي يطلقها حزب الله عادت بقوة بعد فترة هدوء طويلة نسبيا، مشيرا إلى أن إسرائيل تواجه صعوبة في التصدي لها.

وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية برصد إطلاق 150 صاروخا منذ صباح امس وحتى ساعة اعداد الخبر مساء، من لبنان على مناطق في صفد وحيفا.

********************************************

حماس تنعى السنوار: رحل وهو يقاتل

غزة - وكالات

كشف قائد كتيبة في جيش الاحتلال أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيي السنوار، اشتبك مع قوات الاحتلال وألقى صوبهم قنابل يدوية قبل وبعد إصابته في ذراعه. ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن قائد الكتيبة التي اشتبكت مع السنوار ومرافقيه في تل السلطان في رفح الأربعاء، قوله، "إن أحد الجنود أصيب بجراح خطرة برصاص السنوار ومرافقيه". وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الجمعة، بشكل رسمي استشهاد رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، بعد اشتباك خاضه مع قوات الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية خلال كلمة مصورة، إننا "ننعى القائد الكبير يحيى السنوار"، مضيفا أنه "قائد معركة طوفان الأقصى وارتقى مقبلا وغير مدبر، وفي مقدمة الصفوف يتنقل بين المواقع القتالية، مدافعا عن أرض فلسطين ومقدساتها".

**********************************************

الصهاينة في حالة رعب بعد استهداف منزل نتنياهو

القدس - وكالات

ضربت طائرة مسيرة أطلقت من لبنان، منزل رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو في قيساريا، وأحدثت انفجارا كبيرا، وفق ما أفادت مصادر رسمية.

وعد مصدر عسكري تحدث لإذاعة جيش الاحتلال هذا الحدث بـ "الفشل الأمني الخطير جداً"، وقالت الاذاعة: إن المسيرة "تشبه التي أصابت معسكر غولاني ويصعب اعتراضها". ونقل موقع "والا" أن المسيرة التي أصابت منزل نتنياهو بقيساريا انفجرت رغم مطاردة مروحيات عسكرية إسرائيلية لها طيلة الوقت. وأدخل هذا الحدث، الكيان بحالة ضجة عارمة ورعب جرى رصدها من قبل الصحفي الفلسطيني محمد خيري، فيما فتح سلاح الجو تحقيقاً في كيفية وصول مسيّرة حزب الله إلى منزل نتنياهو. فيما تقرر تشديد الحماية والتأهب لكل رموز سلطة الاحتلال، كما تقرر تشديد حركة السياسيين وكبار الوزراء والمسؤولين.

  **********************************************

اليونان.. عمال ميناء يوقفون شحنة ذخيرة للاحتلال

أثينا - وكالات

أفاد مسؤولون في خفر السواحل ونقابة عمال الموانئ اليونانية، أن عشرات من العمال الأعضاء في النقابة منعوا تحميل حاوية ذخيرة كانت متجهة إلى الكيان الصهيوني احتجاجا على حرب غزة. وأوضح أحد أعضاء النقابة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الحاوية، التي وصلت إلى ميناء بيرايوس اليوناني، الخميس، كانت تحمل 21 طنا من الذخيرة. وقد جاءت الشحنة من شمال مقدونيا، وكان من المقرر تحميلها على سفينة ترفع علم جزر مارشال متوجهة إلى الكيان. ودعت نقابة عمال الموانئ للاحتجاج على شحن الأسلحة والذخائر الموجهة للاستخدام في الحرب على غزة. وذكرت النقابة في بيان على صفحتها في فيسبوك "حان الوقت لنصرخ بصوت عالٍ بأننا لن نسمح لميناء بيرايوس بأن يكون منصة للحرب"، وأضافت "نقاتل من أجل السلام… لا لمشاركة اليونان في الحرب!".

وأظهرت صور نشرت على فيسبوك أشخاصا يحملون مشاعل ويرسمون شعارات على الشاحنة، من بينها شعار "اخرجوا من الميناء أيها القتلة".

************************************************

كان دورهم فيه حاسماً الشيوعيون اليونانيون يحتفلون بالذكرى الثمانين للخلاص من النازية

رشيد غويلب

نظم الحزب الشيوعي اليوناني، السبت الفائت، مسيرات في أثينا ومدن أخرى في اليونان، بمناسبة الذكرى الثمانين لانسحاب الجيش النازي المحتل، وتحرر البلاد ولو الى حين. وأكدت مصادر الحزب مشاركة عدة آلاف في المسيرات الاحتجاجية ضد التهديد بعودة الوحش الفاشي والنازي، ليس في اليونان فقط، بل في معظم الدول الأوروبية. وأشارت وسائل الإعلام السائدة إلى المناسبة بشكل عرضي. ولم تشر إلى الدور المحوري الذي لعبه الشيوعيون في تحقيق النصر، الذي احتفل به في 14 تشرين الأول 1944، بعد عودة الحكومة اليونانية من المنفى بزعامة غورغيوس باباندريو، والذي لم يدم طويلاً، فبعد شهر ونصف فقط، وفي الثالث من كانون الأول، سمحت بريطانيا العظمى، التي وصفت نفسها بأنها "قوة حامية"، بإطلاق النار على تظاهرة لجبهة التحرير الوطني في قلب أثينا. وأعقب ذلك ثلاثين عاماً من الإرهاب ضد اليسار، بما في ذلك القتل والاعتقال وتسييس القضاء.

منذ عام 1944، كان واضحا للبريطانيين في عهد رئيس الوزراء ونستون تشرشل، ثم بالنسبة للولايات المتحدة في عهد الرئيس هاري ترومان، ضرورة منع أي مشاركة للشيوعيين، وبأي ثمن في السلطة السياسية في اليونان. في سياق نموذج ما بعد الحرب الذي خططه تشرشل وحكومته الحربية لليونان، كان من المقرر القضاء على جبهة التحرير الوطني، التي نظمت المقاومة ضد المحتلين النازيين والفاشيين الألمان والطليان وجناحها المسلح، جيش التحرير الشعبي الوطني. وبدا للبريطانيين خطر تعرض هيمنتهم السياسية والعسكرية التي استمرت أكثر من 100 عام في بحر إيجة. و "لم تتصرف الولايات المتحدة بشكل مختلف"، كما كتب المؤرخ الألماني هاينز ريختر في عمله الأساسي "اليونان بين الثورة والثورة المضادة"، الذي نشر في عام 1973، لقد أصبحت اليونان "دولة عميلة للولايات المتحدة الامريكية".

وقد أدى نزع السلاح والحل الكامل الذي طالب به البريطانيون إلى توترات لا يمكن حلها داخل حكومة باباندريوالذي ينتمي إلى تيار الوسط، والتي شارك فيها اليسار في البداية، إلى خروج اليسار من الوزارة. وتم حظر التجمع الحاشد المضاد للحكومة والحكام الفعليين، الاستعماريين البريطانيين، الذي سبق أن تمت الموافقة عليه مبدئيًا في 3 كانون الأول 1944، من قبل باباندريو. وعندما بدأت المسيرة التي ضمت نساءً وأطفالا، فتحت الدبابات البريطانية وقوات المشاة تحت قيادة الجنرال رونالد سكوبي النار على ميدان سينتاغما في قلب أثينا. ووفق المعلومات الرسمية، خلف الهجوم المسلح 28 قتيلاً و148 جريحاً. وتحدث لاحقا الموسيقار اليوناني العالمي ميكيس ثيودوراكيس، الذي شارك في المسيرة حينها، عن " 70 ضحية على الأقل".

وكانت المذبحة، التي عرفت بمذبحة "ديكيمفريانا"، بمثابة مقدمة لحرب أهلية بين جبهة التحرير الوطني/جيش التحرير الشعبي وما يسمى بالجمهوريين والموالين للملك. ووصف الملك اليوناني وصديق الفاشية جورج الثاني وقوات التدخل البريطانية والأمريكية تشرين الأول 1949 أنفسهم بـ "المنتصرون". ويُطلق تأريخ نظام ما بعد الحرب على الحزب الشيوعي وحكومته المؤقتة، التي اتخذت من سالونيك مقرا لها "الخاسرين". وحتى خمسينيات القرن العشرين، تم ترحيل قرابة نصف مليون شيوعي، أو متهم بالشيوعية، إلى معسكرات الاعتقال في جزيرتي ليروس وماكرونيسوس. وبالمقابل صدر في وقت مبكر من عام 1952 عفوا عن جميع المتعاونين مع النازيين وحظر الدستور الجديد حينها تأسيس أو وجود جماعات سياسية يسارية. وعندما مهدت الولايات المتحدة الطريق أمام دكتاتورية عسكرية بقيادة العقيد جورجيوس بابادوبولوس في عام 1967، شكل اليسار مرة أخرى المقاومة المناهضة للفاشية، وكان اليساريون اليونانيون، الذين أفلتوا في المنفى، من إرهاب اليمين لمدة 20 عاماً، قوة المقاومة الرئيسية، وهم الذين أعطوا اليونانيين الأمل وتوج ذلك بالانتصار على الدكتاتورية العسكرية عام 1974.

***************************************************

الصفحة السابعة

اليوم العالمي للقضاء على الفقر

خليل ابراهيم العبيدي

لم يكن الفقر الذي لحق تاريخيا بالشعوب، إلا نتيجة لتظافر عاملين أساسيين هما.

 الأول.. الاستعمار القديم وما كان يصاحبه من سرقة لثروات الشعوب، وتحويل تلك الشعوب إلى توابع لعمليات استخراج الخامات وتسويقها إلى مصانع الرأسماليين.

الثاني.. هو في العموم، قيام الحكومات التي تلت مرحلة تصفية الاستعمار. (الحكم الوطني) بأدوار سرقت من خلالها الثروات الوطنية دون الاهتمام بالتنمية والرفاه الاقتصادي وتشغيل الأيدي العاملة.

الأساس التاريخي لليوم الدولي للقضاء على الفقر

لقد تضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بنودا ومواد تتعلق بحق الإنسان في الحياة والعيش الكريم ، وفي بداية الستينيات من القرن العشرين ، وبسبب نمو الوعي السياسي لدى الشعوب سيما شعوب أسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية ، فقد طفت على السطح مسألة الفقر ومدى ارتباطها باستغلال دول الاستعمار القديم لثروات الشعوب وتسببها في انتشار هذه الظاهرة ، وقد كان للاتحاد السوفيتي السابق ومنظومة الدول الاشتراكية الدور الأهم في عرض موضوعة الفقر على الأمم المتحدة، وقد تم آنذاك تحديد خط الفقر عن طريق احتساب تكلفة السلة الغذائية وفقا لمعايير ثلاثة، الغذاء، السكن،  والنقل، وان الفقر وفقا للأمم المتحدة أكثر من مجرد الاقتصار على الغذاء، إنما هو يتعلق بكرامة الإنسان واحترام مشاعره .

إن موضوع مكافحة الفقر أخذ مساره العملي، في السابع عشر من أكتوبر عام 1987 حيت تم تنظيم اجتماع حضره اكثر من 100 ألف شخص في ساحة تروكاديرو في العاصمة الفرنسية باريس التي نشر منها لأول مرة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948،  وقد أعلن المجتمعون تكريما لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع ، أن الفقر يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان ، وأكدوا على الحاجة لتظافر الجهود من أجل احترام تلك الحقوق، وقد تم نقش تلك الآراء وذاك التوجه على النصب التذكاري الذي رفع عنه الستار في ذلك اليوم، وظل في هذا اليوم، السابع عشر من أكتوبر يجتمع الكثير من الأفراد ومن شتى أنحاء العالم للاحتفال في تلك الساحة باليوم العالمي للقضاء على الفقر، وقد تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوما دوليا للقضاء على الفقر بموجب قرارها المرقم 47/196 في 22 كانون الثاني عام 1992، ودعت للاحتفال به واستحضار مأسي الفقر أمام المجتمع الدولي، وتحت إشراف الأمم المتحدة تم عقد مؤتمر قمة كوبنهاكن في الدنمارك عام 1993، تبنى المؤتمر المقررات التالية.

أولا: القضاء على الفقر.

ثانيا: ايجاد فرص عمل.

ثالثا: إنشاء مجتمعات آمنة.

إن عقد مؤتمر قمة روما للغذاء عام 1996، ناتج عن الفقر المدقع الذي بات يضرب العالم في الصميم.  والذي دفع بالقادة للإعلان عن ضرورة توفير الغذاء الصحي لسكان الكرة الأرضية حفاظا على الصحة والنشاط البشري، ولا زالت محاولات العالم قائمة للقضاء على الفقر، وقد أعلنت الأمم المتحدة مؤخرا أن أكثر من 195مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، أي أن ما يحصل عليه الفرد يوميا يساوي 3،68 دولارا، وهو لا يفي بحاجات الإنسان للغذاء، فكيف بما يضمن الحفاظ على حياته وكرامته.

الفقر في العراق

بالرغم من امتلاك العراق لثروات طبيعية هائلة وأرض زراعية غير قاحلة، وثروة بشرية شابة عاملة، إلا أنه يعاني من الفقر منذ تأسيس دولته عام 1921، يقول حنا بطاطو في كتابه (الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية. ص 50) إن الملكية بتحالفها مع المشايخ، توقفت في الواقع عن لعب الدور الساعي إلى التوحيد الاجتماعي، وأكثر من ذلك، فإنها بالتزامها بيئة اجتماعية ريفية حكمت على أغلبية سكان البلاد بالعيش في أوضاع هابطة، وشكلت بذلك مانعا لتقدم الاقتصاد العراقي. وفي السنوات التي سبقت ثورة 14 تموز كانت الثروة متمركزة بيد ما لا يزيد على مئتي عائلة ، وكانت الأكثرية تعاني الفقر المدقع، وبعد الثورة تحسنت الأوضاع الاقتصادية وأخذت بالنمو التدريجي حتى انقلاب أمريكا على صدام عام 2003 ، وتركز الثروة بيد الأقلية، فكان نصيب العراقيين ازدياد نسبة الفقر حتى بلغت، حسب وزارة التخطيط لعام 2022 في عموم العراق 25 بالمائة ولكنها ترتفع في بعض المحافظات وعلى سبيل المثال فهي 52 بالمائة في المثنى، 45 بالمائة في ميسان، 48 بالمائة في الديوانية، أما في ذي قار فقد بلغت 44 بالمائة، ولكنها مقبولة في بقية المحافظات، وتحاول الحكومة تدارك هذه الظاهرة، ولكن بأساليب تشجع على التراخي الإنتاجي، وكان الأجدر بالحكومات المتعاقبة العمل على إعادة تشغيل معامل القطاع العام، والعمل بجدية على تشجيع القطاع الخاص على فتح المصانع لا المولات .

إن الفقر آفة تولد آفات اجتماعية كثيرة، وأنه يقف وراء المرض والجهل والأمية، وان الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر يدعو الحكومة لمحاربة من كان وراء ازدياد نسبة الفقر، ولها أن تبدأ بتحجيم الاستيراد وفتح أبواب الإنتاج، وان ترفع شعار بالعلم والعمل نبنيك يا عراق.

***************************************************

سلاماً يا عمي  (جمعة الفراش)

حسين علوان

من منا لا يتذكر (فراش المدرسة) الابتدائية في أول محطات الدراسة الأولية.

ونحن أطفال صغار نمسك بأيدي أمهاتنا وهن يذهبن بنا إلى تلك البناية المقدسة (المدرسة) تلك التي كنا نحلم بدخولها ونحن نرى جيراننا وأخوتنا الكبار يذهبون إليها كل صباح.

كانت المدارس مختلطة بنينا وبنات، كان ذلك عام ١٩٦٢ ونحن في بيوتنا نسمع النشيد الوطني يصدح من تلك البناية كل صباح فبقي الحلم للوصول إلى ساحتها والوقوف مع تلك المجاميع من الطلبة لنواصل المشوار في التربية والتعليم من كوكبة المعلمين أولئك الجنود المجهولين الذين نذروا حياتهم من أجل أن يبنوا أجيالا علمية رصينة.

وحين وصلنا لذلك الباب المفتوح وجدنا العم جمعة الفراش الذي أستقبل والدتي بكل محبة وطيبة ونقاء وهو يؤدي التحية اليها بكل انسانية وحنان، وحال ما حلت أصابعها من يدي استلمني العم جمعة وهو مبتسم مردداً (هلا بالبطل الحلو الحباب) أخذني جمعة وعيني على أمي وهي تومئ لي بيدها وهي تقول (آني واكفتلك بلباب)، سار بي العم جمعة إلى أروقة المدرسة وأجلسني على تلك الكرسي الخشبي (الرحلة) وودعني وهو مبتسم ويده على رأسي ويقول لي انت راح تصير طبيب مبين عليك يا بطل، طمأنني وذهب ليودع والدتي بالعودة إلى البيت.

كان العم جمعة لولب المدرسة رجلا كبيرا طويل القامة بدين الجسم أحمر الوجه مصلاوي الولادة ملابسه نظيفة بنطلون وجاكيت طويل يضع وردة حمراء في جيب صدر جاكيته له أربعة أبناء في المدرسة (سعد / رعد / وعد / معد)، سعد كان معي في الصف الاول ثم جمعني معه في رحلة واحدة وقال لي هذا أخوك سعد وآني مثل أبوك يا حبيبي، اطمأنت جدا من وجودي وانا أفارق أهلي لأول مرة في حياتي.

جمعة الفراش هذا الإنسان الذي تتجسد فيه كل فضائل الكون محب للطلاب يتعامل معهم كأولاد له يأخذنا إلى الحمامات ثم يعود بنا إلى الصف كان جيبه مملوءا بالجكليت يوزعه علينا نحن طلاب الصف الاول.

جمعة يحبه المدير ويحترمه جدا ويناديه (جمعة أحمر علمنه) وهو مبتسم يرد عليه (بي منجل وجاكوج) ونحن نسمع ولا نعرف هذا الكلام وتسير بنا الأيام والعم جمعة قريب من كل الطلاب والمدير أيضا يتعامل مع الطلبة بعلمية فائقة وأبوية كبيرة. وفي الصف الثاني حدثت النكسة لكل الطلبة في المدرسة بعد ان عرفنا أن انقلابا حدث في البلاد في شباط ١٩٦٣ وقد اختفى العم جمعة وخمسة من المعلمين ومدير المدرسة وبقينا بدون تعليم لفترة أكثر من شهر ولم يعود المدير والمعلمون ولا حتى العم جمعة الفراش وسألت سعد ابنه عنه فبكى وقال إن أباه قد أخذوه ولا يعرفون مكانه وبكيت معه على العم جمعة بكاء طفولياً بريئاً على إنسان جريمة أن يتعرض للأذى مثله. واختلت الأمور بعد ذاك اليوم الأسود الذي أختفى فيه أطيب الناس من المدير إلى الهيئة التعليمة ثم عامل الخدمة وأستبدل الكادر بغيره وكان المعلم الجديد يضع المسدس في حزامه وهو يعلمنا الحروف والأرقام وكنا نرتعد من ذلك المنظر المشين ونخاف منه وحتى أسلوب التعليم اختل كثيرا وسادت الفوضى في المدارس إلى نهاية عام ١٩٦٣، ظلت أحوال البلاد غير مستقرة من انقلاب لانقلاب و عيوننا مبصرة نحو الأمل ونتأمل عسى أن يعود العم جمعة والمدير ومن معهم من المعلمين الطيبين إلى أماكنهم الطبيعية لكنهم رحلوا جميعا إلى السماء بجريمة أقترفها الفاشست الجبناء راكبي القطار الأمريكي سيء الصيت.

*************************************************

حتماً ستشرق شمس الحرية

طارق العبودي

التقيت قبل أيام بأحد الأصدقاء ودار حديث حول الوضع العام في البلد وما يعانيه من مشاكل وتحديات وفشل وفساد في جميع المرافق والمجالات، وكان صديقي هذا متشائما جدا وملامح اليأس والإحباط طاغية على عباراته وفاقد الأمل في وجود حلول لهذه المشاكل والمعاناة التي يعاني منها بلدنا وشعبنا، وينصحني والأخرون بالكف عن الكتابة والتعليق والعزوف عن نشر اي موضوع لأنه لا فائدة ترجى كما يعتقد ولا أمل يرتجى كما يتصور. ويقول نحن نعيش في اللادولة ومظاهر الانفلات والفوضى تعم الشارع بسبب هيمنة منظومة فاسدة ليس فيها رجال دولة إنما طلاب سلطة. 

فقلت له صحيح اللوحة معقدة وشائكة لكن لا يمكن أن نفقد الأمل لأن الأمل يا صديقي نوع من المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والسياسية، والإرادة والتصميم والعزم تقهر المستحيل سيما الإرادة المقرونة بالعمل المبني على مشروع وطني جامع لكل القوى الخيرة صاحبة المصلحة في التغير،  لأنه لا يمكن للعراقي الغيور على بلده وشعبه وهو يرى وطنه ينهب وتسرق خيراته وفاقد السيادة الوطنية وشعبه يتضور جوعاً وألماّ كأنه جثه تتقاسمها ذئاب الأرض وتنهشه بنات آوى  ويقف متفرجا أمام هذا الواقع المرير رغم ضخامة الموازنة الوطنية، والمراهنة يا صديقي على الخيرين والأحرار وهم كثر، وبدوري أنصح صديقي المتشائم وكل المتشائمين على شاكلة صديقنا هذا بأننا مقبلون على انتخابات مجلس النواب،  وعليه وعلى غيره من المواطنين التحرك على الأغلبية الصامتة وحثهم على الذهاب إلى صناديق الانتخابات من أجل التغيير لاختيار عناصر وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والإخلاص، عناصر ولاؤها للعراق الواحد، بعيدا عن الطائفة والقومية والمذهب والعنصرية، وأن طريق الحرية والتحرر لم يكن مفروشا بالورود والزهور، والنضال ليس سلعة جاهزة تصدر من الخارج إنما هي نتاج وإفراز معاناة شعب نتيجة جور وظلم وفساد الحكام المستبدين والفاسدين مسلط على شرائح اجتماعية واسعة من أبناء شعبنا وخصوصاّ الطبقات الفقيرة منه، وأمامنا أنظمة عديدة في العالم فاسدة وجائرة وظالمة عاملت شعوبها بكل قسوة وجور واضطهاد وظلم وصادرت حرياته وحقوقه لكنها سقطت أمام إرادة وكفاح ونضال الجماهير، والكفاح لا يمر عبر التظاهرات والاحتجاجات السلمية فقط رغم أهميتها، إنما للنضال أوجه عديدة ومعاول متعددة منها القصيدة واللوحة والمسرح والكلمة الهادفة والتضامن من قوى السلم والحرية والديمقراطية في العالم، وما تزال بشاعة الظلم والقسوة والطغيان الصدامي وعصابته المجرمة طرية في ذاكرة العراقيين.

لكن هذا النظام المجرم وغيره من الأنظمة الجائرة كانت نهايته الخزي والعار واحتلت موقعها الطبيعي في مزابل التأريخ تلاحقه اللعنة والشتيمة، هذه هي يا سيدي قوانين النضال ونتيجة الكفاح ونهايته. 

فلا يضيع حق وراءه مطالب.

**************************************************

تشرين وذكريات الانتفاضة المغدورة!

طه رشيد

ماذا نستذكر من انتفاضة لم يشهد العراق مثيلا لها؟ الدخانيات أم الرصاص الحي؟ الاختطافات والتغييب القسري أم الاغتيالات في وضح النهار؟

ماذا نستذكر؟!

كنت أجلس في تلك الأيام على ناصية الطريق أتطلع باندهاش لآلاف المارة وهم يحثون الخطى صوب ساحة التحرير، راجلين أو في سيارات النقل الجماعي " الكوستر"، عوائل كاملة وفتيات المدارس والجامعات وهن يلوحن بالأعلام العراقية وما أن يصلن لساحة التحرير حتى يتحولن لممرضات ومنظفات ومسعفات!

كانت الساحة تزهو بهن وبالشباب الثائر من أعمار ومهن مختلفة، وهو يهتف ويرسم أو يطبخ او يجمع القمامة!

حاول المعادون تشويه الصورة، صورة الانتفاضة، صورة الاختلاط الصافي والنقي، ولكنهم فشلوا، إذ لم تسجل اية حادثة تحرش، وهذا هو الدرس الأول الذي علمتنا إياه الانتفاضة وهو وقوف المرأة مع الرجل في تصديه لطغمة الفساد من أجل وطن عادل وآمن!

أما الدرس الثاني فهو انعدام "السرقة" في منطقة مكتظة بالدكاكين والمحلات ومحشوة ببضائع مختلفة غالية الثمن وخاصة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية، علما أن منطقة باب الشرقي، التي أصبحت لاحقا بيتا للمعتصمين، كانت معروفة بحدوث سرقات فردية عديدة، إلا أن الشباب المنتفض عكس الصورة تماما، فالمحلات التي طالها بعض من أضرار نتيجة للقذائف والدخانيات المعادية خضعت لحراسة مشددة من قبل الشباب، حتى أن البعض منهم اشترى أقفالا جديدة، أكثر أمانا، وانتظروا أصحاب تلك المحلات لتسليمهم المفاتيح الجديدة! وكان هذا درس جديد قدمه هؤلاء الشبان ليثبتوا نزاهتهم وحبهم لوطنهم ولفعل الخير وتقديم المساعدة للآخر دون تمييز طائفي او فكري او عرقي!

والإشارة الأخيرة تتجه إلى خيمة صغيرة تنتصب تحت نصب الحرية مليئة بأجهزة الهاتف المحمول وحافظات وجزادين صغيرة ومفاتيح متنوعة، ولم تكن هذه الأشياء بضاعة للبيع او الشراء، بل هي اللقى التي تم العثور عليها خلال أيام الانتفاضة المباركة، وعادت تلك "الأشياء" لأصحابها الشرعيين فمتى يعود الوطن لأبنائه الحقيقيين؟!

************************************************

الصفحة الثامنة

دور العمارة وتخطيط المدن في التحليل النفسي

موفق جواد الطائي*

لم يكن التحليل النفسي للحضارات ذا حضور مهم في النقد المعماري لحين مجيء كارل يونغ، عالم النفس السويسري، الذي أسهم بشكل كبير في فهم العقل البشري من خلال دراسة الأساطير والرموز. تحليل العصور ما قبل التاريخ وما بعدها في وادي الرافدين من منظور يونغ يكشف عن تأثير النشاطات الاقتصادية على النفس البشرية. يركز هذا البحث على دور العمارة وتخطيط المدن، وتأثيرهما على التحليل النفسي للعصور المختلفة في وادي الرافدين باعتبارها غلافا لكل السلوكيات والنشاطات الإنسانية.

العناصر الأساسية في تحليل يونغ

النماذج الأولية

النماذج الأولية عند يونغ ليست مجرد رموز ثقافية بل هي تجسيد لتجارب البشر المشتركة عبر العصور. تتضمن هذه النماذج الصور النمطية، الشخصيات الرمزية، والأنماط السلوكية.

الصور النمطية

تمثل الصور النمطية المتكررة في الأحلام والأساطير والطقوس، مثل الصور المعمارية التي تتكرر في الثقافات المختلفة وتعكس البنية النفسية المشتركة للبشر.

الشخصيات الرمزية

تشمل شخصيات رمزية مثل البطل، الأم الكبرى، الحكيم، الظل، وغيرها، والتي يمكن رصدها في تصاميم المباني والهياكل العمرانية.

الأنماط السلوكية

تعكس أنماط السلوك والتجارب الإنسانية المشتركة مثل الولادة، الموت، الرحلة، والتحدي، والتي يمكن تتبعها في تخطيط المدن وتوزيع المباني والمرافق.

أمثلة على النماذج الأولية في العمارة

البطل

يمثل الشجاعة والمغامرة والسعي لتحقيق الذات. يتجلى هذا النموذج في المعابد والقصور التي ترمز إلى القوة والسيادة.

الأم الكبرى

ترمز إلى الحماية والخصوبة والرعاية. تظهر في تصميمات المنازل والمباني التي تهدف إلى توفير الأمن والراحة.

الحكيم

يمثل المعرفة والحكمة والتوجيه. يتجسد في المكتبات والمدارس والمراكز الثقافية.

الظل

يعبر عن الجوانب المظلمة والمخفية من النفس. يظهر في المناطق المهجورة أو المباني ذات الطابع الغامض.

أهمية النماذج الأولية في علم النفس التحليلي

إذا ما اعتبرنا العمارة كحدث حيوي وليس سردًا، لابد لنا من تحليل ترابطها وتعقيداتها وفق أساليب التحليل التي تعني بعلاقة الإنسان بمحيطه المبني. العمارة وتصميم المدن يعكسان البنية النفسية للمجتمع ويساهمان في تشكيل الهوية الجماعية.

العصور ما قبل التاريخ ووادي الرافدين

مرحلة الصيد والجمع

تشمل هذه الفترة الصيد والجمع، حيث تتمحور النماذج الأولية حول شخصية الصياد والمحارب. الطقوس والشعائر ترتبط بالصيد والحصاد، وتعزز الشعور بالانتماء والتعاون. هذه الفترة كانت تتميز بمساكن بسيطة ومنشآت مؤقتة تتناسب مع نمط الحياة البدوي.

مرحلة الرعي

أنموذج الراعي يمثل الانتقال إلى نمط أكثر استقرارًا، يرمز إلى الحماية والرعاية. تصاميم المساكن والمباني بدأت تتطور لتوفير الأمان وتلبية الاحتياجات الاجتماعية. الرموز الجديدة مثل الكلب الراعي والغنم تعزز العلاقات الاجتماعية والتعاون بين الرعاة.

مرحلة الزراعة

الزراعة تجسد النماذج الأولية للخصوبة والنماء، حيث تُعتبر الأرض رمزًا للأنثى والخصوبة. الرموز المرتبطة تشمل المحراث والبذور، وتعكس علاقة الإنسان العميقة مع الأرض. التخطيط العمراني بدأ يتخذ شكلًا أكثر تعقيدًا مع بناء القرى والمستوطنات الدائمة.

التحولات النفسية والاجتماعية

التحولات الاقتصادية من الصيد والجمع إلى الرعي ثم الزراعة أثرت على النفس البشرية والبنية الاجتماعية. التعاون الاجتماعي أصبح أكثر تعقيدًا، وتطورت الهوية الشخصية والجماعية. الرموز والأساطير أصبحت جزءًا من اللاشعور الجمعي، معبرة عن التحولات النفسية والاجتماعية.

التحليل النفسي لعصور ما بعد التاريخ في وادي الرافدين وعصر الحضارات

يشمل تاريخ وادي الرافدين ظهور الحضارات الأولى مثل السومرية، الأكادية، البابلية، والآشورية. هذه الحضارات أسست نظمًا اجتماعية وثقافية متقدمة. تخطيط المدن والعمارة لعب دورًا حيويًا في تشكيل الهوية الثقافية والنفسية للمجتمعات.

الرموز والنماذج الأولية في العمارة

النموذج الأولي للملك والحاكم

يمثل الحاكم العادل والمقدس. يتجلى هذا النموذج في القصور والمعابد الكبرى التي ترمز إلى السلطة والقوة الإلهية.

النموذج الأولي للبطل

يتجسد في شخصية جلجامش، الذي يسعى لتحقيق الخلود. المعابد والنصب التذكارية تجسد هذا السعي البطولي.

نموذج الأم الكبرى

تمثله الإلهة عشتار. المعابد والحدائق العامة تعكس هذا النموذج من خلال تصميماتها التي تعزز الجمال والخصوبة.

التحولات النفسية والاجتماعية

تأسيس المدن يعكس الحاجة إلى التنظيم والتعاون الاجتماعي. تطوير الكتابة يعزز النمو العقلي. شريعة حمورابي تعكس الحاجة إلى النظام والعدالة، وتظهر في العمارة من خلال تصميم المباني الحكومية والمحاكم.

الرموز الدينية والروحية

الآلهة تمثل قوى الطبيعة والمفاهيم المجردة. المعابد والزقورات ترمز إلى الروحانية والسعي للألوهية. هذه المباني الضخمة كانت مركز الحياة الدينية والروحية للمجتمعات.

الأثر النفسي للحروب والصراعات

الحروب تعزز أرشيف المحارب في اللاشعور الجمعي، معبرة عن الشجاعة والتضحية. الأسوار والتحصينات في تخطيط المدن تعكس هذا الجانب النفسي.

التحليل النفسي للعصور ما بعد الثورة الصناعية وحتى الوقت الحالي في العراق

مع بداية القرن التاسع عشر ودخول الثورة الصناعية

شهد وادي الرافدين تحولات كبيرة على المستوى الاجتماعي، الاقتصادي، والثقافي. تخطيط المدن والعمارة استجاب لهذه التحولات من خلال تبني أساليب بناء حديثة وتطوير بنية تحتية متقدمة.

الرموز والنماذج الأولية الطليعية في العصر الحديث

نموذج الصانع والمخترع

يمثل الابتكار والإبداع. المصانع والمباني الصناعية تعكس هذا النموذج من خلال تصميماتها العملية والمبتكرة.

نموذج البطل الثوري

يجسد النضال من أجل الحرية والعدالة. المباني الحكومية والمعالم الوطنية تعكس هذا النموذج من خلال طابعها الرسمي والرمزي.

نموذج العامل

يعكس قيمة العمل والإنتاجية في المجتمع الصناعي. الأحياء السكنية والمباني التجارية تعكس هذا النموذج من خلال تصميماتها التي تركز على الكفاءة والوظيفية.

التحولات النفسية والاجتماعية

التحضر يعكس الحاجة إلى التنظيم الاجتماعي. الثورة الصناعية جلبت تطورًا كبيرًا في مجال التعليم والمعرفة. تخطيط المدن الحديثة يركز على توفير الخدمات والبنية التحتية لدعم النمو السكاني والاقتصادي.

الرموز الدينية والروحية

التجديد الديني والصوفية يستمران في التأثير على النفسية الجماعية، مع السعي لفهم أعمق للدين والروحانية. المساجد والمراكز الدينية تعكس هذا التأثير من خلال تصميماتها التي تجمع بين التقليد والحداثة.

التأثيرات النفسية للتحولات الاقتصادية

التحولات الاقتصادية الكبيرة، مثل اكتشاف النفط، أثرت على قيم المجتمع ورموزه، مع ظهور نموذج رجل الأعمال الناجح. الأحياء التجارية والمباني الإدارية تعكس هذا النموذج من خلال تصميماتها الفخمة والعصرية.

تأثير العولمة والاممية والتكنولوجيا

العولمة جلبت انفتاحًا ثقافيًا واسعًا، حيث أصبح الأفراد يتعرضون لثقافات وأفكار جديدة، مع تعزيز نموذج المواطن العالمي. ولكن أيضا جعلت الدولة المتقدمة تستغل الدول النامية وتفقد هويتها لذلك كانت الاممية التي تحول العولمة الى فأئده مشتركة بدل من ان تكون وحيدة الجانب وتكون الفائدة مشتركة وتسعى لتطور التكنولوجيا والاتصالات لخير كل الشعوب وبشكل متكافئ وذات أثر بشكل كبير على الحياة اليومية، وهذا هو الفرق البنيوي الأساسي بين العولمة والاممية الذي ينعكس في تصميم المباني الذكية والمدن الذكية والمدن العالمية المستدامة.

الاستنتاج

التحليل النفسي للعصور ما قبل وما بعد التاريخ والعصر الحديث في وادي الرافدين من منظور يونغ يكشف عن العلاقة العميقة بين النشاطات الاقتصادية والرموز النفسية التي تستمر في التأثير على النفس البشرية. هذه التحولات انعكست في العمارة وتخطيط المدن، حيث تشكل النماذج الأولية جزءًا من اللاشعور الجمعي وتؤثر على الهوية الفردية والجماعية. فهم هذه الأبعاد يساهم في تقدير العمق التاريخي والنفسي للإنجازات الإنسانية في وادي الرافدين، ويعزز الفهم للتحديات والتحولات التي تواجهها النفس البشرية في سياقها المعماري والاجتماعي.

ــــــــــــــــــ

* معمار واكاديمي

*****************************************************

شيوعيو الصويرة يتفقدون الرفيق عامر فرحان

الصويرة - سيف فاضل

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الصويرة، أخيرا، الرفيق عامر فرحان (ابو صادق) في منزله، للاطمئنان على صحته بعد خضوع إحدى عينيه لعملية جراحية. وتمنى الوفد للرفيق ابو صادق دوام الصحة والعافية. ونقل إليه تحيات رفاقه وتمنياتهم له بالشفاء العاجل.  من جانبه، قال الرفيق أبو صادق أن الحزب كان أبا وسيبقى، وانه لا ينسى رفاقه، يظل مرتبطا بهم. فالعلاقة بين الحزب ورفاقه تكاد تكون أشبه بـ"الحبل السري".

هذا وضم الوفد كلا من الرفاق أكرم عبد الله، أشرف فائز وسيف فاضل.

************************************************

شيوعيو بابل يزورون الرفيق أزهر السعدي

الحلة – علي الويسي

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، أخيرا، الرفيق أزهر السعدي (أبو علي) للاطمئنان عليه بعد تعرضه لوعكة صحية ألزمته الفراش.

وتمنى الوفد للرفيق أبو علي الشفاء العاجل ودوام الصحة والعافية. وقدم له باقة ورد.

**********************************************

الصفحة التاسعة

تحدّ قوي ينتظر ماريسكا مع تشيلسي في مواجهة ليفربول

لندن ـ وكالات

تشهد الجولة المقبلة من الدوري الإنكليزي اختبارًا صعبًا للمدرب الجديد لتشيلسي، إنتسو ماريسكا، عندما يواجه فريقه ليفربول، المتصدر، اليوم الأحد. تأتي هذه المباراة في ظل انطلاقته اللافتة مع البلوز، والتي لم يتوقعها الكثيرون مع قدومه إلى النادي الصيف الماضي. وعلى الرغم من الإرث الكبير الذي خلفه يورغن كلوب في ليفربول، واجه ماريسكا تحديات عديدة في غرب لندن. فقد أصبحت ستامفورد بريدج ملاذًا للفشل بالنسبة للمدربين السابقين، حيث أُقيل توماس توخل بعد فترة قصيرة من نجاحه في دوري الأبطال، وتعرض غراهام بوتر وماوريسيو بوكيتينو لمصير مماثل. استقدمت إدارة تشيلسي ماريسكا من ليستر سيتي بعد أن قاد الفريق للصعود للدوري الممتاز، لكنه يواجه ضغوطًا كبيرة في ظل تقارير عن خلافات بين مالكي النادي، تود بوهلي وبهداد إقبالي. على الرغم من هذه التحديات، يظهر ماريسكا عزمًا على إعادة بناء ثقافة الفريق، حيث نجح في استغلال مهارات اللاعبين الشباب وتحسين أدائهم. وقد أعرب عن سعادته بالتقدم الذي حققه اللاعبون، مؤكدًا أن النادي يظل من بين الأفضل في العالم.

**********************************************

منتخب الناشئين يواصل الاستعداد للتصفيات الآسيوية

بغداد ـ طريق الشعب

يواصل منتخب الناشئين بكرة القدم تدريباته المكثفة لليوم الثالث على التوالي في العاصمة الصينية بكين، استعدادًا لدخول غمار تصفيات كأس آسيا التي ستقام في الصين تايبيه الأسبوع المقبل.

وأوضح بيان صادر عن اتحاد كرة القدم أن المنتخب خاض وحدته التدريبية الصباحية في القاعة الرياضية بمجمع الاتحاد الصيني، حيث تضمنت التدريبات تمارين لتقوية العضلات وزيادة القوة الفردية للاعبين. كما عاد المنتخب ليخوض وحدة تدريبية مسائية تركزت على الجوانب التكتيكية والفنية التي يعتزم الكادر التدريبي تطبيقها.

بعد انتهاء التدريبات، أقام الجهاز الفني محاضرة تقييمية لمراجعة الأداء الفني، حيث تم رصد الأخطاء الفردية والجماعية من خلال المراقبة الفيديوية التي أجراها المحلل الفني للمنتخب، خالد عبد.

وأكد مدرب المنتخب، أحمد كاظم، أن الفريق عازم على تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس آسيا التي ستستضيفها السعودية العام المقبل. ومن المقرر أن يغادر المنتخب إلى الصين تايبيه في 21 تشرين الأول الجاري، حيث سيخوض مباراته الأولى ضد المنتخب المضيف يوم 23، ثم يواجه منتخب فلسطين في 25، ويختتم مبارياته بلقاء أوزبكستان في 27 من الشهر ذاته.

***************************************************

انطلاق الجولة الثانية من دوري المحترفين العراقي لكرة قدم الصالات

بغداد ـ طريق الشعب

تنطلق غدا الاثنين الجولة الثانية لمنافسات دوري المحترفين العراقي لكرة قدم الصالات للموسم 2024 - 2025، حيث ستُقام ثماني مواجهات مثيرة. تبدأ المباريات في تمام الساعة الثانية ظهرًا، حيث يلتقي أمانة بغداد مع الشرقية في قاعة الشباب، ويواجه فريق أوروك ضيفه الدفاع الجوي في قاعة جامعة ذي قار، بينما يستضيف بلدية البصرة فريق غاز الجنوب في قاعة نفط البصرة.

عند الساعة الثالثة عصرًا، ستُقام ثلاث مباريات أخرى، حيث يستضيف فريق الشرطة فريق الشباب البصري في قاعة نادي الشرطة، كما يلتقي فريق دجلة الجامعة مع فريق الموارد المائية في قاعة نادي الجيش، ويواجه نفط الوسط فريق الجيش في قاعة النجف.

وفي الساعة الرابعة عصرًا، تُقام مباراة واحدة تجمع بين نفط البصرة والحشد الشعبي في قاعة نفط البصرة، بينما تُختتم المباريات بلقاء آليات الشرطة والمصافي عند الساعة الرابعة والنصف عصرًا في نفس القاعة.

************************************************************

كاظم إحسان يتوج بلقب بطولة العراق للمراكز التخصصية في رفع الأثقال

متابعة ـ طريق الشعب

توج الرباع العراقي الواعد كاظم إحسان، أحد أبناء مؤسسة البيت العراقي للإبداع التي يديرها هشام الذهبي، بلقب بطولة العراق للمراكز التخصصية في رفع الأثقال.

حقق كاظم المركز الأول في البطولة، وتم اختياره كأفضل لاعب بعد تحطيمه الرقم القياسي في وزن 61 كغم برفعه 85 كغم.

ويعتبر هذا الإنجاز بداية مشرقة لمستقبل مشرق ينتظره، وفقًا لتصريحات هشام الذهبي. شهدت البطولة مشاركة 60 رباعاً يمثلون مختلف مدارس محافظات العراق، حيث أشرف على تدريب كاظم المدرب العراقي القدير الكابتن خالد عبد الزهرة.

*****************************************

فافرينكا يقصي روبليف ويتأهل إلى نصف نهائي بطولة ستوكهولم

ستوكهولم ـ وكالات

عاد لاعب التنس المخضرم ستانيسلاس فافرينكا إلى الأضواء في بطولة ستوكهولم، حيث تمكن من إقصاء المرشح الأول للفوز باللقب، الروسي أندريه روبليف، بنتيجة مجموعتين متتاليتين 7-6 (7-5) و7-6 (7-5).

بهذا الفوز، تأهل فافرينكا إلى نصف النهائي، حيث سيواجه الأمريكي تومي بول، الذي فاز بلقب ستوكهولم في عام 2021، بعد تخطيه الصربي ميومير كيسمانوفيتش بنتيجة 7-6 (11-9) و6-2.

هذا الانتصار يمثل عودة قوية لفافرينكا، الذي لم يحقق أي فوز على لاعب مصنف ضمن العشرة الأوائل منذ العام الماضي في سينسيناتي. كما يعد هذا أول وصول له إلى نصف النهائي منذ يوليو 2023، عندما بلغ نهائي بطولة أوماج قبل أن يخسر أمام الأسترالي أليكسي بوبيرين.

جاءت المباراة ضد روبليف لتستمر لمدة ساعة و53 دقيقة، وحقق خلالها فافرينكا فوزًا مهمًا على لاعب سبق له الفوز عليه ثلاث مرات من أصل خمس مواجهات.

*********************************************

براون ينتقد تصريحات هيلموت ماركو حول لاندو نوريس

ووكينغ ـ وكالات

انتقد زاك براون، الرئيس التنفيذي لفريق ماكلارين، تصريحات هيلموت ماركو، مستشار فريق ريد بول للفورمولا 1، بشأن القوة الذهنية للسائق البريطاني لاندو نوريس، واصفًا كلامه بأنه "عديم الذوق".

وقال براون للصحفيين، خلال حدث جائزة الولايات المتحدة الكبرى قبل انطلاق تجارب سباق السرعة، إنه وجد التعليقات التي أدلى بها ماركو "مخيبة للآمال ولكنها ليست مفاجئة".

ماركو، البالغ من العمر 81 عامًا، كان قد صرح لمجلة "موتورسبورت" بأن ريد بول "يعرف أن نوريس يعاني من بعض نقاط الضعف الذهنية"، مشيرًا إلى طقوس معينة يحتاجها السائق لتقديم أداء جيد في السباقات. كما أشار ماركو سابقًا إلى أن ماكس فيرستابن، بطل العالم في السنوات الثلاث الماضية، يتمتع بأفضلية على نوريس بسبب "قوته الذهنية".

وفي تعليقه، أكد براون أن نوريس يعد "سفيرًا للصحة الذهنية" في رياضة السيارات، مشددًا على أهمية التحدث عن القضايا المتعلقة بالصحة العقلية بشكل إيجابي. وأشار إلى أن إثارة مثل هذه القضايا بطريقة سلبية تعيد الأمور إلى الوراء.

كما أضاف أن نوريس متحمس جدًا للسباقات الستة المتبقية، وهو في أقصى درجات التركيز، مما يعكس استعداده العالي للتحديات المقبلة.

***********************************************

وقفة رياضية..الأولمبية وقيادة الإصلاح الرياضي

منعم جابر

منذ التغيير الذي حل بالوطن في 9 نيسان 2003 سعينا ومعنا الكثير من شرفاء الوطن والجادين لخدمته ورفعنا شعار الإصلاح الرياضي، إلا ان تلك المحاولات لم تلقى آذان صاغية ولا استجابات صادقة. وكانت هناك بعض المحاولات الصادقة لإصلاح الواقع الرياضي، لكن الفاسدين والسراق كانوا هم الأقوى، وحصلت عملية خطف القيادة الأولمبية في اجتماع عام للمكتب التنفيذي، ورغم محاولات الوطنيين إلا أن عملية الخطف تمت وضاع كل شيء، وظل العمل الرياضي ضائعا رغم جدية ومحاولات البعض ممن يريدون إصلاح القطاع الرياضي.

واليوم وبعد اخفاقاتنا المتكررة في الألعاب الأولمبية وآخرها في باريس هذا العام، صار من الواجب والمطلوب ان نفكر ونخطط بشكل جاد لرياضة العراق ونسعى لوضع (قطار الرياضة) على السكة، بعد ان غابت الرؤية الصحيحة في الفترة التي سبقت 2003 وتكرر الضياع بعدها.

وبالرغم من صدور توجيها خاصة بالرياضة والرياضيين ومنها القرار رقم (6) لسنة 2013 والخاص بالأبطال والرياضيين الرواد، وهو من مكاسب المرحلة الجديدة وكذلك تضمين الدستور الدائم لسنة 2005 مادة دستورية تخص الرياضة وهي المادة (36) والتي نصت على (حق ممارسة الرياضة لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها).

ومع كل هذا وجدنا تراجعاً في القطاع الرياضي وممارسيه، وهذا يتطلب منا نحن المعنيين بهذا القطاع الحيوي والمهم ان نقدم دراسات وأفكارا ومقترحات لإحداث ثورة في الرياضة يساهم فيها كل الخيرين من أبناء الوطن والعاملين فيه.

علينا أولا أن نبدأ في إبعاد كل العناصر المشبوهة والفاسدة من المؤسسات الرياضية والتي تواصل عملها منذ سنوات طويلة بلا فائدة تذكر! والأمر الآخر ان يتم تحديد المنصب لمدة دورتين انتخابيتين فقط، من أجل عدم تكريس سياسة الاحتكار للمناصب، كما ندعو الاخوة العاملين في المؤسسات الرياضية إلى عدم جواز الجمع لأكثر من منصب او واجب، وعدم جواز الجمع بين الإدارة وواجباتها والتدريب ومهماته او الحصول على أكثر من راتب، مما يحفز المستفيد لاحتكار المنصب من أجل الاستفادة المادية، ولا يفتح الطريق أمام ظهور كفاءات وقابليات أخرى.

هنا أطالب قيادة الأولمبية أن تمارس دورها وان تعتمد سياسة الثواب والعقاب، إذ ما زال هناك الكثير من قادة المؤسسات الرياضية دون مستوى الطموح ولم يحققوا أي إنجازات تذكر لاتحاداتهم وانديتهم..

إن توسيع العمل الرياضي القيادي يساهم بالتأكيد في تقديم قيادات شابة وجديدة وكذلك نطالب بعدم الجمع بين عضوية المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية ورئاسة أحد الاتحادات المركزية لأن هذا الجمع يولد صعوبة بالغة في حسن القيادة وتعثر النجاح في هذين العملين – رئاسة اتحاد مركزي وعضوية مكتب تنفيذي – ولأننا بحاجة إلى قائد متمكن ومتفرغ لاتحاده وبرنامجه عليه أضع أمام قيادة الأولمبية تنفيذ هذا المقترح.

***************************************************

دعوة

مساهمة منا في تأكيد أهمية القطاع الرياضي وأثره المباشر في حياة الشبيبة والمجتمع، ارتأينا ان نساهم بالكتابة في هذا الموضوع، وان ندعو في الوقت نفسه الرفاق والأصدقاء وكل المعنيين والعاملين في ميادين الرياضة وألعابها، للمساهمة في إغناء موضوعنا عن الواقع الرياضي والدور الإيجابي الذي تلعبه النخب الرياضية في إصلاح هذا الواقع. 

المحرر الرياضي

*********************************************************

كارفاخال يكشف معاناته بعد الإصابة ويمتدح دعم ريال مدريد

مدريد ـ وكالات

تحدث داني كارفاخال، نجم ريال مدريد والمنتخب الإسباني، عن اللحظات الصعبة التي عاشها عقب إصابته القوية في الركبة خلال مباراة فريقه ضد فياريال، التي أقيمت في 5 من الشهر الحالي. وأكد كارفاخال (32 عامًا) أنه يعاني من تمزق في الرباط الصليبي الأمامي والرباط الجانبي الخارجي للركبة، بالإضافة إلى تمزق في وتر العضلة المأبضية في الساق اليمنى، مما يستدعي غيابه عن الملاعب لعدة أشهر.

في تصريحات له عبر حساب الصحفي الإيطالي فابريتسيو رومانو على منصة "إكس"، قال كارفاخال: "لقد مر أسبوع واحد منذ العملية الجراحية.. شعرت بالألم وعشت ليالي طويلة، ولحظات صعبة". ومع ذلك، أبدى اللاعب تفاؤله بقوله: "شعرت بأنني قوي جدًا، ولمست الحب من الأشخاص المقربين مني".

كارفاخال، الذي يمثل ركيزة أساسية في تشكيلة ريال مدريد، ساهم في تتويج الفريق بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي. وكان قد جدد عقده مع النادي حتى حزيران 2026، وهو ما عبر عنه بالامتنان لتعامل ريال مدريد الراقي معه في ظل ظروف إصابته.

تجدر الإشارة إلى أن كارفاخال بدأ مسيرته في ريال مدريد قبل الانتقال إلى باير ليفركوزن، ومن ثم عاد إلى الميرينغي ليحقق نجاحات كبيرة، حيث خاض 427 مباراة مع الفريق وسجل 14 هدفًا وقدّم 65 تمريرة حاسمة.

*************************************************

الصفحة العاشرة

في مفهوم الأيديولوجيا

د. هاشم نعمة

استُخدم مفهوم الأيديولوجيا أول مرة عام 1797 من قبل المنظر الفرنسي ديستوت دو تراسي، وكان يعني بالنسبة له مجرد “علم أفكار” عام، أي دراسة كيف نفكر ونتكلم ونحاجج. والمفهوم مشتق من الكلمتين اليونانيتين eidos (فكر) وlogos (سبب، خطاب)، وارتبط بمشروع تأسيس علم الظواهر العقلية ودراسة تكوين الأفكار. وقد أدرك دو تراسي أنه على الرغم من أن الاسم كان جديدا، إلا أن العلم كان له تاريخ جدير بالاعتبار. يمكن القول بالفعل أنه أضاف تحسينات طفيفة فقط إلى النظام الذي وضعه كونديلاك. لكن “علم الأفكار” يعود إلى أوقات مختلفة في التاريخ الفرنسي؛ وعندما قدم دو تراسي مفهوم “أيديولوجيا”، وجد هو وزملاؤه الممارسون للعلم الجديد أنفسهم يواجهون صعوبات سياسية. وأدركوا أن الوقت كان حرجا،  لاستخدام هكذا مفهوم في ظل الأوضاع السياسية والثقافية السائدة.

اكتسب مفهوم الأيديولوجيا عدداً من المعاني خلال قرنين من وجوده القصير، وتم صياغته من خلال وجهات نظر مختلفة. وعند فحص كيف تعاملت العلوم الاجتماعية، على وجه الخصوص، مع الأيديولوجيا، غالبا ما نجد أن الانطباع الأول للمرء يكون ارتباكا كبيرا .مثّلت في البداية القائمة الطويلة من الكتب والمقالات التي يرتبط فيها علم الاجتماع بالإيديولوجيا -آلاف النصوص- صعوبة إضافية في فهم الأيديولوجيا؛ نظرا لاختلاف التعريفات ووجهات النظر ونماذج المقاربات لهذا المفهوم على نحو كبير. المفارقة التي ينبغي الإشارة إليها هي أن الماركسية لديها قِدم في كلا الاتجاهين: من ناحية، فإن الرجوع إلى كارل ماركس يوفر للعلوم الاجتماعية أحد أكثر مصادرها مصداقية. ومن ناحية أخرى، برزت الماركسية في القرن العشرين، باعتبارها أيديولوجيا بامتياز؛ نتيجة الفهم الجامد للماركسية من قبل الأحزاب الشيوعية خصوصا التي كانت في السلطة والتي حولت نصوصها إلى مسلمات غير قابلة للتطور، وعدم النظر للماركسية كمشروع فكري متواصل يغتني ويتطور مع مستجدات العصر، وكان هذا من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى  إخفاق تجربة البلدان الاشتراكية.

لا تزال الأيديولوجيا من المفاهيم الملتبسة في العلوم الاجتماعية التي يدور النقاش حولها وهي موضع خلاف كبير. وهناك العديد من التعريفات لهذا المفهوم. فقد  اعتبر ماركس أن الأيديولوجيا هي تشويه للواقع و”وعي زائف” لصالح طبقة اجتماعية معينة، وعادة ما تكون الطبقة الحاكمة. فالليبرالية، على سبيل المثال، كانت أيديولوجيا البرجوازية التي تخفي استغلال واضطهاد الطبقات الأخرى. واعتُبرت نظريات ماركس علمية وبالتالي فهي ليست أيديولوجية. وهي “تمثّل عند إنغلز في قراءته لماركس، ومن ثم العديد من الاتجاهات الماركسية، تجليا لـ (الوعي الزائف)؛ أي معتقدات غير صائبة يؤمن بها كثيرون بسبب تثبيت الطبقة الحاكمة لها بهدف إضفاء الشرعية على الوضع القائم، والتستر على الأحوال الاجتماعية والاقتصادية التي يقاسيها العمال في الواقع”(1). وفي هذا السياق من المفيد أن نستحضر قول نيكوس بولانتزاس، بأن الفاشية نشأت من بين أمور أخرى، من أزمة أيديولوجية.

اختار علماء الاجتماع في النهاية إدراج الأيديولوجيا كموضوع للدراسة في تخصصهم. ولكن تطلب الأمر منهم الوصول إلى تعريف لهذا المفهوم المربك من خلال  محاولات وضع المفاهيم conceptualizations المتعلقة به. لقد كان ماركس هنا أيضاً بمثابة أحد الآباء المؤسسين في هذا الميدان؛ فبالنسبة له، كانت الأيديولوجيا وظيفة للعلاقات الاجتماعية للإنتاج. بكلمات أخرى، افترض ماركس أن الأيديولوجيا لا يمكن فهمها دون الرجوع إلى البنية الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية وطبيعة الفاعلين الذين ينقلونها. وبعد قرن تقريبا، في منتصف سبعينيات القرن العشرين، اقترح السوسيولوجي الفرنسي  بيير أنسار، أحد ورثة هذا المنهج، تأسيس علم اجتماع الأيديولوجيات. علما “إن عملية كشف الأيديولوجيات سهلة حينما تكون صريحة، لكنها أيضا تكون غير مباشرة أو ضمنية أو مخفاة أو تأتي في بنيات خطاب يصعب الانتباه إليها”.(2)

إن فكر ماركس بحد ذاته مبني على الحداثة؛ فهو مقتنع بأنه يستمد أفكاره من العقل في مقابل نزعة إعاقة التحضر المترسخة في التقاليد البالية، وهو يحارب التضليل الإيديولوجي الذي من المفترض أنه يخفي مصالح الطبقات المهيمنة. في الكتاب الضخم المعروف جيدا “الإيديولوجيا الألمانية” الذي ألفه ماركس وأنغلز، يوضح ماركس أنه في كل الأيديولوجيات يظهر الناس وظروفهم مقلوبة رأسا على عقب، كما في الكاميرا المظلمة. من وجهة النظر هذه، فإن هدف العلم هو وضع الأفكار في سياق الحياة الواقعية، وهو يرى أن الأيديولوجيا هي نقيض الحقيقة والمعرفة. وينبغي استخدام العلم نفسه للعمل والكفاح ضد الظلم الاجتماعي. لقد كان واضحا، أن الماركسيين تصدوا للأيديولوجيا من خلال تعريف أنفسهم أنهم مع العلم. وفي الكتاب تجري الإشارة إلى أن وجود البشر الاجتماعي هو الذي يقرر وعيهم الاجتماعي. لذا المطلوب دراسة العلاقات الاجتماعية لأن هذه العلاقات هي التي تفسر تصوراتنا وأفكارنا، وليس العكس كما يذكر الأيديولوجيون الذين “تصبح الفكرة المجردة عندهم القوة المحركة للتاريخ ... بحيث يرتد التاريخ إلى تاريخ الفلسفة”.

خلال فترة طويلة استمرت حتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، احتل مفهوم الأيديولوجيا بالفعل مساحة متعددة المعاني. ولم يتداخل هذا إلى حد كبير مع اهتمامات علم الاجتماع الذي بلغ سن الرشد في أعمال إميل دوركايم وماكس فيبر ووصل إلى مرحلة النضج مع تالكوت بارسونز. وقد لعبت الأيديولوجيا دوراً رئيسا في النقاشات السياسية والأسئلة التاريخية الرئيسة المركزيتين، وغذت النقاشات بشأن شئون العالم، والصراع الطبقي، والاشتراكية، والاختيار بين اليمين واليسار، والحرب الباردة ... الخ. حيث كان علماء الاجتماع مجرد فئة من المشتغلين في دراسة هذا الحقل من بين حقول معرفية أخرى. وهكذا، في المرحلة التي أمتدت من صياغة المصطلح إلى نهاية ثمانينيات القرن العشرين، كان علماء الاجتماع إما يبالغون في تقدير أهمية الأيديولوجيا وإما يقللون من أهميتها.

من ناحية أخرى، عادة ما يربط الليبراليون الأيديولوجيا بما يسمونه أنظمة الفكر المغلقة التي تدعي أنها الحقيقة المطلقة. وتزعم الليبرالية أنها مجموعة من المبادئ الفلسفية السليمة، في حين أن العقائد الأخرى مثل الماركسية هي أيديولوجيا، بينما تصنف الليبرالية من قبل الباحثين بأنها أيديولوجيا، والدليل على ذلك ما أعلنه فرانسيس فوكوياما في كتابه “نهاية التاريخ والإنسان الأخير”، بأن الديمقراطية الليبرالية هي النظام الأفضل الذي وصلت له  البشرية. وبإمكانها أن تشكل فعلا “منتهى التطور الأيديولوجي للإنسانية” و”الشكل النهائي لأي حكم إنساني”، أي أنها من هذه الزاوية “نهاية التاريخ”. وهذا إقرار واضح بأن الليبرالية تمثّل  أيديولوجيا بامتياز. وعن العلاقة بين الدولة والأيديولوجيا، يجري التأكيد أن مفاهيم مثل الدولة والسلطة لها حتماً دلالات أيديولوجية تعتمد على التوجهات الثقافية والاجتماعية في المجتمع. وهناك من ينظر إلى الأيديولوجيا باعتبارها تنظيما للأفكار والقيم في المجتمع. وأن ثمة تمييز بين الخطاب الأيديولوجي الذي يمثّل سياق النقاشات الأيديولوجية، وأيديولوجيات معينة تعبر بوجهات نظر مختلفة عن طبيعة المجتمع في الخطاب لأيديولوجي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تون أ. الأيديولوجيا والخطاب، ترجمة سعيد بكار ولحسن بوتكلاي، بيروت: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 2023

(2) المصدر نفسه، ص 59.

********************************************************

سبعون عاماً على انطلاقة اليسار الكويتي: «العصبة الديمقراطية الكويتية» في الخمسينيات

شهد العام 1954 تشكيل “العصبة الديمقراطية الكويتية” كأول تنظيم يساري سياسي كويتي، وبالتأكيد فقد ساهم عدد من العوامل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والتأثيرات الدولية والإقليمية في تكوين هذا التنظيم ويأتي في مقدمتها:

  1. تشكّل الطبقة العاملة بعد اكتشاف النفط في 1939 وتصديره في 1946 وصناعة تكريره بداية الخمسينيات وما صاحب ذلك من بروز حركة مطلبية عمالية تمثلت في الإضرابات التي قام بها عمال النفط في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات.
  2. تأثير تنامي الحركات التحررية في العالم وفي البلاد العربية مع انهيار النظام الاستعماري العالمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبروز دور الاتحاد السوفياتي ونجاح الثورة الصينية بقيادة الحزب الشيوعي.
  3. تأثير قدوم الوافدين العرب والأجانب من دول الجوار للعمل في الكويت، وبينهم يساريون وتقدميون من فلسطين وسورية ولبنان، ولجوء أعداد كبيرة من الشيوعيين واليساريين العراقيين والإيرانيين إلى الكويت في بداية الخمسينيات هرباً من بطش السلطات الحاكمة في العراق خلال العهد الملكي وبعد هزيمة الحكم الوطني بقيادة الدكتور محمد مصدق في إيران. ونلاحظ هنا أنّ تأسيس “العصبة الديمقراطية الكويتية” في العام 1954 قد تزامن تاريخياً مع تأسيس “جبهة الإصلاح الوطني” في السعودية ذات الاتجاه اليساري خلال العام 1954 التي تحولت في العام 1958 إلى “جبهة التحرر الوطني”، وتأسيس “جبهة التحرير الوطني البحرانية” في 15 فبراير “شباط” من العام 1955، وهذا ما يمكن أن نعزوه إلى تشابه الظروف والتأثيرات التي أدّت إلى تأسيس هذه التنظيمات اليسارية الثلاثة في الكويت والسعودية والبحرين. ووفقاً للمصادر السوفياتية المتوافرة لدى أكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي – معهد الاستشراق يشير الكتاب الصادر عنها تحت عنوان “تاريخ الأقطار العربية المعاصر”، منشورات دار التقدم في موسكو، 1976 (الجزء الأول صفحة 575) إلى أنه في عام 1954 تأسست الرابطة الديمقراطية الكويتية التي طالبت بعقد المجلس التأسيسي لوضع الدستور وقطع دابر التدخل البريطاني والأميركي وتصفية الحماية (لاحظ الخلط في الترجمة بين عصبة ورابطة)… فيما يورد الدكتور فلاح المديرس في كتابه “ملامح أولية حول نشأة التجمعات والتنظيمات السياسية في الكويت (1938-1975)” الصادر عن دار قرطاس للنشر، الكويت، ط 2، صفحة 30 إلى أنه في عام 1954 “ظهر أول تنظيم شيوعي سري يحمل اسم “العصبة الديمقراطية الكويتية” والتي نشطت في توزيع المنشورات التي تحتوي على نقد للأوضاع المحلية والهجوم على المصالح الغربية في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط. وكان “للعصبة الديمقراطية الكويتية” نشرة أسبوعية تحمل اسم “راية الشعب الكويتي”، والتي رفعت شعارات معادية للإمبريالية والمصالح الغربية في الكويت، وطالبت “راية الشعب الكويتي” بوضع دستور للبلاد وإجراء انتخابات حرة وانتقدت أوضاع العمال العاملين في الشركات الغربية للبترول”، وهذا ما تضمنته تقارير بريطانية صادرة عن المعتمد السياسي البريطاني في الكويت إلى المقيم البريطاني في الخليج ومقره البحرين بتاريخ 26 أغسطس 1954. ويزيد الدكتور فلاح المديرس على ذلك في كتابه “التوجهات الماركسية الكويتية”، دار قرطاس للنشر، الكويت، 2003 في الصفحتين 19 و20 إلى أن “العصبة الديمقراطية الكويتية” طالبت بأن تسلم الحكومة البريطانية إلى حكومة الكويت جميع الودائع المحفوظة في البنوك البريطانية من أجل استخدامها في التنمية الاقتصادية في الكويت، ووصف المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الهجوم الذي شنته “العصبة الديمقراطية الكويتية” بأنه من أشد الانتقادات التي وجهت لنظام الحكم في الكويت وذلك في تقريره:

‏F.O. 371/109810 –confidential 107/3/33/54. British Embassy. Washington D.C to Eastern Department, F.O., London. 20 Nov.1954

وفي كتاب “صقر الخليج عبدالله مبارك الصباح” للدكتورة سعاد محمد الصباح، دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، ط3، الذي يعرض سيرة رئيس دوائر الشرطة والأمن العام في الخمسينيات ترد تفاصيل عدة من بينها أن القنصلية الأميركية في الكويت كتبت في سبتمبر من العام 1954 تقريراً عن المنظمات الشيوعية في الكويت، بل لقد بلغت التقارير الأميركية في هذا الشأن خلال ذلك العام 16 تقريراً، وفي شهر يناير من العام 1955 وحده تم إعداد 6 تقارير، وفي أبريل من العام 1955 عقد اجتماع بين أحد موظفي السفارة البريطانية بواشنطن مع المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية لتبادل المعلومات حول النشاط الشيوعي في الكويت وفقاً للوثيقة المعنونة:

‏Memorandum of Conversation about

 Communist Activities in Kuwait, April 15. 1955

ويورد الكتاب في الصفحة 83 منه أنه “في عام 1956 استمرت التقارير حول النشاط الشيوعي في الكويت، وقدم الوكيل السياسي إلى الشيخ معلومات عن نشاط الشيوعيين المحليين، وذلك بناءً على تقارير أجهزة المخابرات البريطانية في البصرة، والتي رصدت ازدياد التعاون بين العناصر الشيوعية في العراق والكويت”.

وفي الصفحة 84 يشير الكتاب إلى أن الشيخ عبدالله مبارك الصباح رئيس دائرة الأمن العام، بالتعاون مع مستر كوتس المستشار البريطاني لدائرة الأمن العام، بدأ “في اتخاذ إجراءات الملاحقة والقبض على الشيوعيين، ولعب سكرتيره هاني قدومي دوراً هاماً في هذا المجال. وفي السابع من مايو تم القبض على 12 شيوعياً غير كويتي، وفي مايو عام 1956 تم القبض على 15 شيوعياً آخر. ولكن في مناسبة أخرى ضاعت فرصة القبض على ثلاثين شيوعياً كانوا يعقدون اجتماعاً في أحد المنازل بالمدينة بسبب عدم تحرك عبداللطيف فيصل الثويني، رئيس قسم الأمن الداخلي، في الوقت المناسب مما دفع كوتس إلى انتقاده لدى الشيخ”!.

ويضيف الكتاب “وتزايدت انتقادات المستشار كوتس لأسلوب الثويني في التعامل مع الشيوعيين، الذي كان يقوم باستدعاء المشتبه فيهم للحضور إلى مبنى الأمن العام، مما أعطاهم فرصة للتخلص من الوثائق التي قد تكون بحوزتهم قبل ذهابهم” وذلك وفقاً لتقرير:

‏From American consulate (Brewer) to

Department of State, March 6, and April 10. 1956

ومع اشتداد حملة العداء للشيوعية والاتحاد السوفياتي وملاحقة اليساريين الكويتيين واعتقالهم والتضييق عليهم، وإبعاد اليساريين غير الكويتيين من الكويت، فقد جرى تفكيك “العصبة الديمقراطية الكويتية” في العام 1959.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منصة “تقدم” – 31 آب 2024

****************************************************

الثقافة ومحنة المرجع

زهور كرام* 

ارتبطت الثقافة تاريخياً بموقع معرفي ينتج الأفكار والتصورات والتأويلات، ويطرح البدائل الممكنة للفهم. ولذلك، اعتُبر المثقف مرجعاً للتحليل والتفسير والتفكير. وإذا كان تاريخ الأفكار والفلسفات قد مكّن الثقافة من تحديدات فلسفية تستجيب لمتطلبات كل مرحلة، فإن المثقف تحول إلى مرجع للفهم وإنتاج المعنى. دعم مفهوم المرجع امتلاك المثقف أدوات ومناهج التحليل، وخلفيات فكرية وثقافية أهلته لكي يصوغ رؤية تضيء الفوضى في الفهم. اختلفت الثقافات باختلاف السياقات، وتعددت مرجعيات المثقف بتنوّع المدارس والتيارات، وشهد الحوار الثقافي بين المثقفين جدالات ونقاشات، تأخذ أحياناً طابع الاصطدام الشديد، وخصوصاً عندما تتناقض مرجعيات المثقفين. وسمح هذا الاصطدام بتطوير التأويل والفهم، غير أن الثابت ظل واحداً، هو الإيمان بالمثقف باعتباره مرجعاً للتحليل والفهم والتفسير والتأويل. ولذلك، عندما نقرأ تحليلات المفكرين والمثقفين وإن اختلفت في تصوراتها، نلاحظ خيطاً ناظماً لهذه الخطابات، ولا يقوم تحليل إلا على ثقافة أخرى، وأفكار مثقف آخر، وهو الأمر الذي طوّر الفكر الجدالي، وحوار الأفكار، وجعل مفهوم الآخر حاضراً في كل الخطابات. وبملاحظة سريعة، استطاعت الخطابات الثقافية نسف مفهوم الإقصاء بجعل التفكير الثقافي استمراراً وتطويراً لما سبق، ولما هو موجود، ولما سيأتي. هل ما زال الاعتقاد بمرجعية المثقف قائماً؟ وهل ما زال الخطاب الثقافي مقنعاً؟ هل يمكن الحديث اليوم عن خطابات ثقافية مؤثرة؟ وهل ما زال المثقف يشكل تحدياً للخطاب السياسي والذهني الاجتماعي؟

يقف وراء هذه الأسئلة وضعية المرجع اليوم مع زمن التكنولوجيا، وانتشار المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهيمنة مرجعيات جديدة، تأخذ سلطتها من السوشال ميديا، وتنتقل بسلطتها إلى الإعلام الرسمي، فتمتلك سلطة مضاعفة، تحولها إلى مرجع مدعم ومؤثر، مثل: الخبير والاستشاري والاستراتيجي والمؤطر والمؤثر، إضافة إلى انتقال كل مستخدم للمنصات التكنولوجية من فرد عادي إلى صاحب سلطة على متابعيه ومشاهدي محتواه. ولعلها وضعية تعيد النقاش إلى وضعية المثقف اليوم، ودور الثقافة في تدبير الفهم، وإنتاج التأويلات الممكنة. إن الانتقال التاريخي إلى العصر التكنولوجي هو انتقال بنيوي يمس كل مناحي الحياة، وينعكس على الإدراك والوعي، لكونه يغير المواقع، ويؤثر في المنظورات، وينتج تأويلات مختلفة عن المألوف. وبالتالي، فإن المجتمعات لم تعد أمام مرجع ثقافي موحد، كما لم يعد البحث محدداً في مفهوم الحقيقة، واتباع الطريق للوصول إليها، بقدر ما أصبحت المجتمعات البشرية أمام تحدي تعدد المرجعيات، وتنوّع سياقاتها، بل إن كل مستخدم للمنصات التكنولوجية يتحول بدعم من ارتفاع عدد المتابعين والمشاهدين والمتقاسمين للمحتوى، إلى مرجع مؤثر في المتابعين.

ونظراً إلى مفهوم السرعة التي تميز خدمات التكنولوجيا، وارتباط الاستخدام وصناعة المحتوى بالمال، فإن أفراد المجتمعات ينتقلون بسرعة من الواقع المادي إلى الواقع الافتراضي، والإقامة في المنصات بمحتويات استهلاكية مادياً ومعنوياً ونفسياً وقيمياً، وبلغة تنزاح عن المتعاقد عليه ضمن نسق مجتمعي، واعتماد الشعبوية لتحقيق أعلى المشاهدات والمتابعات مع كل الفئات، والنزوع نحو الافتراضي باعتباره أرض السخاء والعطاء، بعيداً من انتظار مشاريع التنمية في برامج الحكومات، وشعارات الانتخابات، وصراعات الأحزاب.كيف إذن يمكن تحليل الوضع، وبأي مرجعية، وما هي التيارات الفكرية الأكثر اقتراباً من تأويل الوضع؟ وهل نحتاج إلى مدارس جديدة، وأدوات مختلفة في التحليل، وأي خطاب ثقافي يستطيع أن يصوغ تأويلاً ممكناً للوضع؟

ولأن الافتراضي تحول إلى إقامة شبه دائمة لغالبية مستخدمي السوشال ميديا والمنصات الرقمية، ويزداد الولوج إلى هذه الإقامة بسرعة لافتة للنظر، نتيجة للإغراء المادي الصادم من جهة، ولكون الولوج لا يتطلب إمكانات مادية وتكوينية تقنية كبيرة، فإنّ الأمر ينزاح بالفهم إلى مناطق بعيدة، ويضعه أمام منطق الاحتمالات، ما دام الكل تحول إلى مرجع لحقيقة محتملة، ويمتلك خدمة الإغراء للمتابعة، ويتوفر على قدرة التأثير الصادم. أمام المثقف اليوم تحد مزدوج: من جهة أولى مواجهة موقعه المألوف، والبحث عن موقع جديد ضمن التركيبة الجديدة لمرجعيات إنتاج الفهم، ومن جهة ثانية العمل على تجديد أدوات التفكير ومناهج التحليل، واعتماد الرقميات في خطاب التحليل باعتبارها عاملاً محدداً للفهم، لكونها فاعلاً وظيفياً في الحياة والمجتمع والاقتصاد والسياسية، ما جعل من الصعب التفكير في أي ظاهرة أو وضعية كيفما كانت من دون استحضار العامل الرقمي. يدخل هذا التحدي المزدوج للمثقف في ما يسمى اليوم بــ«مراجعة المفاهيم»، الذي يحتم على المثقف مراجعة موقعه من أجل انتماء تاريخي في العصر التكنولوجي، وتأثير الموقع الجديد في المنظور والتصوّر والرؤية، ثم الانخراط في الثقافة الرقمية باعتبارها منظومة من الأفكار والتصورات والتأملات، وكذا الوسائط الإدراكية. إن العالم اليوم بقيادة التكنولوجيا، والتباس العلاقة بين الإنسان والتقنية، وتحكم الخوارزميات في المستخدم التكنولوجي، وتسرب ثقافة الرعب من تحديات الذكاء الاصطناعي للعقل البشري، وتهديد الروبوت للإنسان في فرص حياته وعمله وتنميته، وانتشار بؤر التوتر في مناطق عالمية، مع استمرار الحروب، وانتشار ظاهرة النزوح والهجرة التي لم تعد سرية، وتوسع قاعدة العنصرية، وتراجع قيم السلام والمحبة والتأخي بسبب الصراعات الدولية الجديدة، رغم الخدمات التكنولوجية التي تمكن إنسان القرن الحادي والعشرين من إمكانات وفرص للاكتشاف والمغامرة والوصول إلى مناطق جديدة واقعياً وافتراضياً... هو عالم يحتاج إلى ثقافة جديدة، وطرق تفكير مختلفة، وتأويلات تتماشى مع وضعية المجتمعات. إنه وضع مركب يتطلب تحليلاً وتأملاً مختلفاً، وثقافة جديدة تتبنى الوسائط الجديدة في إدراكها للتحول.

عندما يتخلى المثقف عن ثقافة تجديد ذاكرته المرجعية، ويظل ثابتاً في موقعه من دون التساؤل حول دوره الجديد، فإنه يسمح بهيمنة المراجع الجديدة القادمة من المنصات التكنولوجية، ويتحول -بدوره- إلى عنصر خلل تاريخي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* أكاديمية وناقدة مغربية

“الأخبار” اللبنانية – 7 أيلول 2024

*****************************************************

الصفحة الحادية عشر

أخبار الأدب: ملف عن هان كانغ

جريدة “اخبار الادب” الأسبوعية المصرية، أصدرت مؤخراً ملفاً خاصاً عن الروائية الكورية هان كانغ بعنوان: “هان كانغ/ عن الجسد والألم وهشاشة الحياة” تضمن الملف الموضوعات الآتية:

- ثلاث مقالات كتبها وترجمها د. محمد نجيب، الذي سبق وان ترجم الى العربية ثلاث روايات لهان كانغ هي: “الكتاب الأبيض” ، “دروس اغريقية”، أفعال بشرية”.

- هان كانغ توقفت عن قراءة الادب.

- الكتابة كضمادة توضع على جرح.

- الاحلام ترسم الواقع.

- وعي الجسد في مواجهة العنف.

- هل تمكننا لغتنا المنطوقة من التعبير؟

- الانحياز للمعاناة الإنسانية والتوحد مع الكائنات الأخرى.

- رواية “النباتية” ورقة شجر في مواجهة العالم.

- قصائد من هان كانغ.

***********************************************

هان كانغ/ نوبل 2024 «النباتية» المثقلة بالأحلام الوحشية

حسب الله يحيى

تنتاب المرء رغبة ملحة في اكتشاف كل عمل حظي باهتمام الآخرين، وذلك بهدف معرفة خفاياه وابعاده واسراره ومصدر الاعجاب به ومن ثم تمييزه عن سواه من الاعمال – أية اعمال كانت-

فكيف اذا كان العمل روائياً، له صياغاته الفنية، وأسلوب كتابته وتوجهه، وماذا يريد ان يقول في نهاية الامر، بحيث أثر في خبرات عالمية وسحرها وجعل من روايته عملاً يحظى اولاً بجائزة مان الدولية عام 2016، ومن ثم يفوز بجائزة نوبل 2024؟

صاحبة هذا العمل الروائي، هي هان كانغ من كوريا الجنوبية (56) عاماً، ترجم لها عن اللغة الكورية الى العربية محمود عبد الغفار، روايتها “النباتية” – دار التنوير/ تونس 2018.

الرواية تقع في (224) صفحة وفي ثلاثة اقسام هي: (النباتية، البقعة المنغولية، لهيب الأشجار) لا تأخذ من قارئها الكثير من الوقت، كما ان لغتها، لغة شفافة، خالية من التعقيد، ومن الاحداث المتداخلة.

متعة قراءتها، متعة راقية، ومصدر الرقي فيها، تعريفنا بحيوات إنسانية عميقة، ومشاهد سيكولوجية مدهشة، فيما نحن نتعرف على شخصية نسوية، تكون احلامها الدامية، مصدر تدمير لحياتها وحياة من حولها، ليس أهمها ابتعادها عن تناول اللحوم وانصرافها للعيش على النباتات، وانما انعكاس هذا الحلم الدامي المتكرر عليها وعلى شقيقتها.. وما يرافق حياتهما من مرارة وعدمية وافراط في الدهشة والتعري والتحرر الفني والجسدي على حد سواء.

في الوقت نفسه نجد الرجل في هذه الرواية شغوف برسومه على الأجساد العارية، مجرداً من القيم، مجرداً من الهموم التي تعاني منها المرأة. وهذا ما يجعل التباين، شعوراً تنتابه القطيعة، مثلما يتفاعل مع حياة تقليدية خالية من التضاد البشري او التفاعل بين الجنسين.

النباتية.. هنا لا تعني القطيعة مع تناول اللحوم حسب، وانما القطيعة مع تلك الاحلام المليئة بمشاهد الشر والتي تنقل حياة المرء المستقرة الى حياة مملوءة بالفزع والحذر وكأننا نستعيد (مسخ) كافكا ومعاناته امام صرصار التقاه، ذات صباح.

“النباتية” هنا “أصبحت شخصاً آخر، او ان شخصاً يعيش بفزع داخلي، بدأ يفترسني آنذاك”. ويكبر هذا الإحساس العميق ليتحول الى “مشاهد قصيرة لهجوم حيوان تلمع عيناه بتوحش”.

هذه الاحلام الوحشية، تصبح كل حياة (النباتية/ يونغ هيه) ويجعل منها كائناً تدميرياً مملوءاً بالخوف والحذر والإحباط والحذر المفرط.

فكيف اذا تجسد هذا الحلم وتحول في الواقع الى كلب شرس يغرس اسنانه في جسد انساني؟ ولكي يشفى لا بد من قتل الكلب ومن ثم الاكل من لحمه لغرض الشفاء!

وهذا الواقع هو نفسه الذي من شأنه ان يجعل المشهد ينمو وينتقل الى حلم قاتل، يشهد جريمته بنفسه وبضحيته التي تلازمها سكين دامية؟

ان هذا الخوف المرير، ينتقل الى ضغوط حياتية تبدأ من قبضة فتحة باب لتنتهي الى التدمير الذي تكون نهايته في مشفى للامراض النفسية والعصبية.

هذه الرواية ليست رواية استثنائية في تناولها هذه (الثيمة) القاسية، فقبلها كانت الرواية المدهشة لسو جنتسين “جناح السرطان”، التي من شأن قارئها الإحساس تماماً انه مصاب بالسرطان فعلاً، مما يجعله يعيش حالة ووضعية وعالم المرض والمريض معاً!

الا ان ما يميز (النباتية) هذه المساءلة في اختيار المفردات الدقيقة التي تخلو من الزوائد والثرثرة والمشاهد التي تثقل العمل وتكون طارئة عليه.

“النباتية” يمكن ان تعد رواية تقليدية في المفهوم العام للرواية الفنية النابهة، لكنها تتفرد عن سواها من الروايات كونها تشد قارئها وتجعله يتفاعل مع احداثها بشكل هادئ، بشكل انيق، بشكل بالغ الدقة في اختيار كل كلمة من دون حذلقة او افتعال او تعقيد.

فالبساطة هنا، بساطة مهارة وبساطة وعي بالكتابة الفنية الساحرة التي تأخذ قارئها الى امتلاكها من البداية الى النهاية في جلسة او جلستين وبوعي وانشداد امتلكه مترجم ناجح، نقرأ ترجمته للمرة الأولى، ومن ثم سنتابعه للمرات الاخر.

من هنا كانت “النباتية” سهلة الهضم، وهنا سهولة عميقة، تمكنت منها هان كانغ وجعلت من (بوكر) ومن ثم من (نوبل) سبيلها الذي تستحقه بجدارة واناقة روائية بهية لا بد ان نتابع منجزاتها اللاحقة حالما تجد سبيلها الى لغتنا العطشى الى كل ما هو جديد وفائق وساحر وعميق كذلك.

*****************************************

حوار.. هان كانغ: يمكن قراءة روايتي كأمثال وحكايات ضد النظام الأبوي

ترجمة: قحطان المعموري

أعلنت الأكاديمية السويدية مؤخراً فوز الكاتبة الكوريّة الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب لعام 2024 وذلك “ لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه صدمة التاريخ ويكشف ضعف الإنسان”، كما ورد في قرار المنح. هنا حوار أجراه معها موقع “ ذي بوكر برايسز” أواخر تموز 2023 بعد فوز روايتها “النباتيّة” بجائزة البوكر العالمية ، والتي تتحدث فيهاعن تأثير الفوز بهذه الجائزة ، وكيف تم إستقبال الرواية في أنحاء العالم وعن السؤال ،عما يعنيه أن تكون إنساناً.

* كُنتِ الأولى من الكُتّاب الكوريين التي تترشّح لجائزة البوكر العالمية ومن ثم الفوز بها. هل تشعرين بأن الرواية الكوريّة قد حظيت بتقدير أكبر بعد فوزك بالجائزة، أم أنها أصبحت أكثر شهرة عالمياً؟

- عند فوزي بالجائزة ، كان هناك بالفعل شعراء وكتاب كوريون ممتازون - مثل كيم هيسون - الذي تُرجمت أعماله إلى اللغة الإنجليزية. والآن، تتم ترجمة المزيد والمزيد من أعمال الكتاّب الكوريين ونشرها في الخارج، وزاد عدد المترجمين الذين يعملون في مجال الأدب الكوري بشكل كبير - وهي الظاهرة التي يبدو أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنجاح العالمي للسينما والموسيقى الشعبية الكورية.

* إستندتْ الرواية إلى قصتكِ القصيرة “ثمرة امرأتي” التي كُتبت عام 1997. ما الذي ألهمك لتطوير هذه القصة إلى رواية كاملة، أو قصة من ثلاثة أجزاء؟

- بعد أن كتبت “ثمرة امرأتي”، كنت أتمنى أن أكتب ذات يوم قصة مختلفة عن تلك القصة. ولم أتمكن من فعل ذلك إلا بعد كتابة روايتين كاملتين ، حيث جاءت روايتي الثالثة “ النباتية” . على وجه الخصوص، حيث يحتفظ الجزء الأول من “النباتية” بالعديد من الآثار الشكلية للقصة القصيرة الأصلية. على سبيل المثال، يتولى الزوج دور الراوي غير الموثوق، ولا يظهر صوت البطلة الأنثى إلا جزئيًا، في الأحلام أو في المونولوجات الموجّهة إلى أُمِها. والفرق بين هاتين القصتين عن امرأة تصبح - أو تريد أن تصبح - نباتيّة يكمن في مستوى الظلام والعاطفة والشدة. أما “ النباتيّة” فيمكن القول بأنها أكثر قتامةً وشدةً وألماً؛ لا يحدث شيء خارق للطبيعة كما في “ثمرة امرأتي”، أما الشخصيات فإنها تنزلق إلى حتفِها في خضم الواقع الوحشي. وهناك فرق آخر وهو أن بطلة الرواية لديها أخت، مما يخلق شعورًا غريبًا بالهوية الذاتية.

* تُرجِمَت رواية ( النباتّية) الى أكثر من عشرين لغة. هل كانت ردود الفعل إتجاه الرواية مختلفة في بلدان مختلفة؟ فهل فوجئتِ بردود الأفعال هذه؟ وهل إجتذبت قُراء مختلفين ( مثل القرّاء الأصغر سناً) في أماكن مختلفة ،أو أنها لاقت صدىً مختلفاً؟

- من المثير للاهتمام حقاً أن نرى الاختلافات الدقيقة في التفسير بين الثقافات والأجيال المختلفة، ولكن ما يذهلني أكثر هو تلك الطريقة التي استُقبلت بها الرواية بشكل عام. على سبيل المثال، تم قبولها وفهمها بشكل أكبر من قبل القارئات وفي كل مكان. 

* بالنسبة للنسخة الإنجليزية، عملت مع مترجمة الكتاب، ديبورا سميث ( تعلّمتْ سميث الكوريّة بنفسها وهذا أول كتاب تترجمه ). كيف كانت هذه التجربة مقارنةً بترجمات بلغات أخرى؟ وماهو شعورك بوجود قدر كبير من الجدل حول الترجمة ؟

- على العكس من كل المخاوف التي عبّر عنها كثيرون، لا أرى أن المُترجمة قد أضعفتْ النص ألأصلي عمداً، ولا أرى أنها خلقتْ عملاً جديداً مختلفاً تماماً عن الأصل. لقد تم تصحيح الأخطاء، والترجمة بطبيعتها عملاً ليس سهلاً وهومعقّد للغاية وينطوي على الخسارة والاستكشاف. فالغنائية، والإيقاعات، والتوتر الشعري، والدقة، والمعاني المتعددة الطبقات، والسياق الثقافي العميق للغة الأصلية ــ كل ما هو ممكن فقط في تلك اللغة ــ تضيع حتماً في الانتقال إلى لغة أخرى. وتتمثل المهمة الصعبة التي يواجهها أي مترجم في الإبحار عبر هذا النفق المظلم من الخسارة وإيجاد أقرب المعادِلات أو التشبيهات لتكون وفيّة قدر الإمكان للنص الأصلي.

لقد إطلعت على النسخة الإنجليزية من روايتي “النباتية” لأول مرة عندما أرسلت لي دار النشر “كرانت” مخطوطة النسخة الأولى منها. في ذلك الوقت، كنت منغمسةً في كتابة روايتي “أفعال بشرية” ، ولأكون صادقةً ، فقد أمضيت نحو ثلاث أو أربع ساعات في قراءة المخطوطة من دون البحث عن الكلمات في القاموس، واكتشفتُ العديدَ من الأخطاءِ، وتبادلتُ بضعَ رسائلَ إلكترونية مع المترجمة. وفي عام 2015، لم اكن منشغلةً في الكتابةِ وكنت مرتاحة البال في الوقت الذي كانت فيه ديبوراه تعمل على ترجمةِ رواية “أفعال بشرية”، مما مكّنني في الانخراط في حوارٍ عميقٍ معها . عندما تَرجَمَتْ ديبوراه رواية “الكتاب الأبيض” عام 2017، قارنّا سويّة المخطوطة مع النص الأصلي جملة بجملة. لاحقًا، وعندما اثير نقاش مُحتَدِمْ حول ترجمة رواية “النباتيّة”، تمنّيت لو أنني قضيت وقتًا طويلاً في مراجعة الترجمة كما فعلت مع رواية “أفعال بشرية”. في الواقع، ربما كان ينبغي لي أن أكلف خبيرًا بمقارنتها جملة بجملة مع النص الأصلي.

يبدو أن المناقشة كانت عبارة عن خلط مُربِك بين حجتين. الأولى هي الترجمة الخاطئة، حيث تم ارتكاب بعض الأخطاء. كانت هناك ترجمات خاطئة للحروف الصينية إضافةً الى افتراضات غير صحيحة حول السياق العام. ثم تمت مراجعة إصدارات المملكة المتحدة والولايات المتحدة من (النباتيّة) ، التي أعيد طبعها في عام 2018، فضلاً عن إصدارات اللغات المترجمة عن اللغة الإنجليزية.

* تجمع رواية ( النباتيّة) بين الجمال والرعب. إنها قصة وحشية ومزعجة في بعض الأحيان، إضافةً لمشاهد العنف الجسدي والجنسي، والتغذية القسرية، والشعور المخيف بالموت. ما الذي يجذبك إلى الكتابة عن مواضيع أكثر قتامة ؟

- ما أردته هو تناول الأسئلة التي كانت تراودني عن العالم والإنسانية في ثلاثة أقسام عن أختين تصرخان في صمت: إحداهما تريد أن تتوقف عن كونها جزءاً من الجنس البشري، رافضةً أكل اللحوم وتعتقد أنها تحولت إلى نبات، والأخرى تريد أن تحمي أختها من الموت، وهي نفسها تعاني من صراع وألم. عندما أكتب روايات، أجد نفسي أحاول الوصول إلى نهاية السؤال - وليس الإجابة - الذي جذبني في البداية إلى كتابتها. لاختراق أسئلتي حول معنى أن تكون إنسانًا، كان لابد لي لا مفر من المرور بمثل هذه المشاهد والصور المكثفة.

* الرواية مليئة بالأيقونات البصرية والزخارف المتكررة. هل كن في نيتكِ إدراج هذه العناصر في القصة، أم أنها تطورها كان طبيعياً؟ ثم ما مدى أهمية هذه العناصر البصرية في القصة؟

- في كتابتي للقصص الخيالية، أركّز كثيرًا على الحواس. أريد أن أنقل حواسًا حيّة كالسمع واللمس، إضافةً الى الصور المرئية. أقوم بغرس هذه الأحاسيس في جملتي كالتيار الكهربائي، ثم، ومن الغريب أن القارئ يميّز هذا التيار. إن هذا الإتصال هو تجربة رائعة بالنسبة لي في كل مرة.

* كتبتِ رواية “النباتية” في عام 2007، وعندما تُرجمت إلى الإنجليزية في عام 2015، شعر العديد من القراء والمراجعين بأنها كانت مجرد أمثالاً، وتعليقات متجاوزة للأتيكيت والمجتمع الكوري، فضلاً عن السلطة الأبوية. بعد 16 عامًا، هل تشعرين أن هذا الموقف لا يزال قائمًا؟

- أتفق على أن الرواية يمكن قراءتها كأمثال و كحكاية ضد النظام الأبوي. ومع ذلك، لا أعتقد أن هذا الأمر يقتصر على المجتمع الكوري. قد تكون هناك اختلافات في الدرجة، ولكن اليس هذا الأمر عالميًا؟ شخصياً، لم أخطط لخلق صورة للمجتمع الكوري على وجه الخصوص. 

* تتحدى “النباتية” الهياكل السردية التقليدية، حيث يتم سرد قصة يونغ هاي من خلال ثلاثة رواة ، ومع ذلك نادراً ما يُسمحْ لها بإستخدام صوتِها. لماذا اخترتِ أن تُقدمي بطلكِ بهذه الطريقة؟

- شخصية يونغ قويّة ومتطرّفة، وهي عازمة على أن تصبح نباتاً من أجل إنقاذ نفسها. ومن عجيب المفارقات بالطبع أن جهودها هذه تقرّبها من الموت. وبدلاً من أن أجعل يونغ هي تتحدث بشكلٍ مباشر، أردتُ أن أُظهِر ومن خلال سرد الشخصيات الأخرى كيف يتم رصدها وكراهيتها وسوء فهمها وإشفاق الآخرين عليها وتحويلها إلى مجرد شيء. لقد تخيلت اللحظات التي يجمع فيها القراء حقيقتها كما تظهر من خلال سوء الفهم هذا.

* فازت رواية “النباتيّة” بجائزة البوكر الدولي إضافة الى فوزها بجائزة “يي سانج الأدبية”، كما حظيت بإشادة كبيرة من النقاد وتم إختيارها في قوائم أفضل أعمال العام . ماهو شعورك وأنتِ تكتبين نتاجاً يتم الإحتفاء به في جميع أنحاء العالم؟ وما هو التأثير الذي سيعكسه هذا الإهتمام على مسيرتكِ المهنية مستقبلاً؟

- كانت السنوات الثلاث التي قضيتها في كتابة رواية “النباتية” فترة عصيبة بالنسبة لي شخصياً، ولم أتخيل أبداً أن الرواية سوف تجد كل  هذا العدد من القراء في يوم من الأيام. عندها ، لم أكن متأكدة مما إذا كنت سأتمكن من إنهاء الرواية، أو حتى البقاء ككاتبة. كنت لدي معاناة من التهاب مفاصل حاد في أصابعي، لذا كتبت الجزئين الأولين على مهلٍ، مستخدمة قلماً من اللباد ينزلق بسلاسة على الورقة، ثم كتبت الجزء الأخير وأنا ممسكة بقلمين حبر جافين بالمقلوب. وإلى اليوم، ينتابني الحرج عندما أسمع عن “نجاح” الرواية، خصوصاً وأن بطلة الرواية، يونج هي، لا يبدو أن كلمة “نجاح” تنطبق عليها. بطريقة ما، تمكنت من تجاوز تلك الفترة من حياتي وانتهيت من كتابة الرواية. ثم تمكنت من الانتقال إلى الرواية التالية. في المشهد الأخير من رواية “ النباتية” ، تنظر شقيقة يونغ هي من نافذة سيارة الإسعاف كما لو كانت تنتظر إجابة. كما لو كانت تحتج على شيء ما. في واقع الأمر، أشعر أن الرواية بأكملها تنتظر إجابة وتحتج على شيء ما. عادةً، تدفعني الأسئلة المتبقيّة عندي بعد كتابة رواية ، الى الرواية التالية، لذلك كتبتُ روايتي الرابعة بدءاً من السؤال في المشهد الأخير من رواية “ النباتية”: كيف نتعايش مع الحياة الإنسانية التي هي جميلة جداً وقبيحة جداً في ذات الوقت؟ بعدها جاء السؤال الذي طرحته في نهاية روايتي الرابعة ليصبح نقطة البداية لعملي الجديد. هذا ما أقوم به في الكتابة لحد الآن. لقد بدأت في كتابة رواية جديدة هذا الصيف ،في إنتظار الى ما يمكن الوصول إليه في النهاية .

* ما هي الأعمال الروائية الكورية الثلاثة المترجمة التي تنصحين القراء بقراءتها، ولماذا؟

- أود أن أوصي بقراءة رواية ( مائة ظل) بقلم هوان جونج أون ، ترجمة جونج بي وون ، و ( حول إبنتي) بقلم كيم هاي جن ،ترجمة جيمي جانج ، و ( الأرنب الملعون) بقلم تشونغ بورا ، ترجمة انطون هور . لا تحوّل الأعمال الثلاثة هذه نظر القراء الى جهة أخرى أبدًا، بل تجعلهم ينظرون مباشرة إلى العالم والباطن الإنساني.

******************************************************

الصفحة الثانية عشر

في اتحاد الأدباء العراقيين.. استذكار الأديب الراحل  فهد الأسدي

متابعة – طريق الشعب

نظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع دار الشؤون الثقافية العامة، الأربعاء الماضي، جلسة ثقافية استذكارا للأديب الراحل فهد الأسدي، حضرها عدد كبير من الأدباء والمثقفين إلى جانب عائلة الفقيد، وأدارها القاص والروائي خضير فليح الزيدي.

الجلسة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، افتتحها الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي بكلمة، قال فيها ان "الأسدي، لما قدمه من نتاج ثقافي وأدبي كبير، كان علامة مميزة وفارقة في ثقافتنا العراقية، خصوصاً أنه لم ينقطع عن التردد على اتحاد الأدباء، بيته الذي وجد فيه سكينته ومضامين إبداعه في جنس القصة القصيرة".

فيما قال مدير عام دار الشؤون الثقافية الشاعر د. عارف الساعدي، أن "الدار تشرفت بطباعة الأعمال القصصية الكاملة للأسدي، وهي خطوة باتجاه ترصين الثقافة العراقية وترصين القصة القصيرة وانتصار لها على المستوى العراقي".

بعدها ألقى نجل الفقيد، ليث فهد الأسدي، كلمة باسم عائلته، تطرق فيها إلى العديد من الشهادات النقدية التي كُتبت عن تجربة والده، من قبل مثقفين عراقيين كبار اعتبروه نجما من نجوم القصة العراقية.

وخلال الجلسة قرأ خمسة من الأدباء والنقاد أوراقا نقدية عن تجربة الأسدي. كان أولهم الناقد القدير فاضل ثامر، الذي ذكر في ورقته ان "الأسدي رمز ثقافي وأدبي كبير، وهو واحد من قصاصي الموجة الستينية التحديثية. وكان يمتلك نهجاً خاصا يختلف عن أقرانه من خلال تناوله شخصية المثقف بشكل خاص وذهابه للواقع الاجتماعي الذي نهل منه شخصياته بسبب ولادته في الأهوار، لتحمل قصته في ما بعد راية التغيير والتنوير".

بعدها استمع الحاضرون إلى أوراق نقدية لكل من الشاعر والناقد ريسان الخزعلي، الناقدة رنا صباح، الناقد د. سعد السوداني والروائي حسين محمد شريف.

وفي الختام، وُزعت على الحاضرين نسخ من رواية الأسدي "الصليب - حلب بن غريبة"، التي أُعيدت طباعتها عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب.

جدير بالذكر، أن الأديب فهد الاسدي ولد عام 1939 في قضاء الجبايش. وفي العام 1975 تخرج في كلية القانون، ثم عمل سنوات في التدريس، وامتهن المحاماة بعد تقاعده. وقد بدأ نشر نتاجاته القصصية عام 1960 في مجلة "المثقف" البغدادية، واستمر في النشر في صحف ومجلات محلية وعربية، إلى جانب إصدار عدد من المجموعات القصصية. وفي العام 2008 توقف عن الكتابة، حتى توفي عام 2013 في بغداد، إثر إصابته بجلطة دماغية للمرة الرابعة.

*************************************************

استنكارا للاعتداءات الصهيونية.. "فرقة طيور دجلة" تلغي مهرجاناً غنائياً كبيراً 

ستوكهولم - محمد الكحط

كان أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وضواحيها، على موعد مع مهرجان غنائي لـ"فرقة طيور دجلة" الغنائية، مقررة إقامته اليوم (20 تشرين الأول 2024) في العاصمة السويدية. ونظرا لما يمر به العراق وعموم المنطقة العربية من ظروف قاهرة جراء العدوان الصهيوني المتواصل، قررت الفرقة أن يكون لها موقف تضامني مع الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية ضد الصهاينة، عبر إلغاء مهرجانها، متحملة تبعات هذا القرار من أضرار مادية ومعنوية.

وأصدرت الفرقة بيانا جاء فيه: "نعلن بكل أسف عن إلغاء مهرجان "مركب هوانا" الكبير حتى إشعار آخر، والذي كان مقررًا إقامته في 20 االشهر الجاري. ويأتي هذا القرار نتيجة للظروف القاهرة التي يمر بها العراق والوطن العربي، والتي تتطلب منا جميعًا وقفة تضامنية قوية ضد الجرائم والانتهاكات والعنف ضد المدنيين، والتي تُرتكب بحق شعوبنا. ونظراً لاستمرار الإبادة الجماعية والانتهاكات المستمرة نعلن تضامننا القوي مع كل روح زُهقت بدون مبرر، وكل فرد شُرد عنوةً، وكل بيت وشارع قُصفا ظلماً".

وأضافت الفرقة في بيانها أن "هذا البيان يأتي كدعوة للتأمل في الأوضاع المأساوية التي تعانيها أمتنا، ويعكس التزامنا كفرقة فنية تنبذ العنف بالوقوف مع الحق والعدالة. إن إلغاء هذا الحفل لا يعني فقط تراجعنا عن إحياء فعالية فنية، بل هو تعبير عن مشاعرنا العميقة كفنانين تجاه ما يحدث في بلادنا. نحن نؤمن بأن الفن يجب أن يكون وسيلة للتعبير عن القضايا الإنسانية، وأنه من واجبنا كمبدعين أن نكون صوتًا للمظلومين والمضطهدين".

ويأتي هذا الموقف ليعبر بصدق عن إنسانية الفن والفرقة وارتباطها الوثيق بقضية شعبها وشعوب المنطقة، ومواصلتها العطاء والإبداع رغم ما مرت به من ظروف صعبة طيلة عمرها الفني.

ويعبر جمهور الفرقة عن الأمل في أن تستمر عضوات الفرقة والمشرفون عليها في رسم خططها المستقبلية، محيّين إدارتها والعضوات والكادر الفني والمايسترو فاضل فالح، ومؤسسة الفرقة السيدة بسعاد عيدان، على قرارهم الشجاع والمسؤول.

********************************************************

يوميات

  • يعرض "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، بعد غد الثلاثاء، الفيلم الباكستاني "أبراج الصمت"، إخراج جميل دهلوي، وتقديم سيف مهدي.

يبدأ العرض في الساعة الخامسة والنصف عصرا على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.

*******************************************************

ضياء جبيلي  يقطف إحدى جوائز "كتارا"

متابعة – طريق الشعب

فاز الروائي العراقي ضياء جبيلي، بجائزة كتارا للرواية العربية بدورتها العاشرة، في فئة الرواية التاريخية غير المنشورة، وذلك عن روايته "السرد الدري في ما لم يروه الطبري- ثورة الزنج". فيما فاز الروائي العراقي علاء الجابر، بجائزة كتارة في فئة روايات الفتيان، عن روايته "أرض البرتقال والزيتون".

وأعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" في قطر، الخميس الماضي، أسماء الفائزين بالجائزة، وذلك في حفل بدار الأوبرا في كتارا، حضره عدد من الوزراء والسفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية، وعدد كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين، وجمهور غفير من المهتمين بالشأن الثقافي.

وعن فوز جبيلي، قال رئيس اتحاد أدباء البصرة فرات صالح، أن هذا الروائي "أيقونة الجوائز الكبرى في البصرة. يختفي ويعود تارةً ليحقق نجاحات متتالية تمثل محافظته عربياً. بلا ضجيج وبكل عذوبة يفرحنا ويغمرنا بالسعادة، مشاغب سردياً وله مشغل فكري خاصّ للتعبير عن السلطة والمجتمع والدين والحياة".

أما الشاعر علي الإمارة، فقال ان "جبيلي من الأسماء الأدبية الهادئة التي يعتلي صوتها الجوائز بين فترة وأخرى. يكتب ويحقق إنجازا ثم يختفي ليعود بجائزة أخرى. له آلة سحرية منفردة في صياغة الجملة والتلاعب بمزايا الوجود".

وسبق لجبيلي أن فاز بجوائز عديدة خلال السنوات الماضية، أبرزها جائزة دبي للإبداع 2007 عن روايته "لعنة ماركيز"، وجائزة الطيب صالح للإبداع 2017 عن مجموعته القصصية "ماذا نفعل بدون كالفينو؟"، وجائزة ملتقى القصة القصيرة في الكويت عن مجموعته القصصية "لا طواحين هواء في البصرة".

************************************************

دعماً للمواهب الشابة النجف تحتضن معرضاً  فنياً منوعاً

متابعة – طريق الشعب

احتضنت حدائق "متنزه الفرات" العائلي في النجف، أخيرا، معرضا فنيا منوعا أقامه فريق "طيور السلام" التطوعي، دعما للمواهب الفنية وأصحاب المشاريع الصغيرة.

المعرض الذي استمر ثلاثة أيام، عُرضت فيه أعمال رسم وخط عربي، فضلا عن أعمال يدوية ومأكولات وتصاميم أزياء أنجزها شباب من كلا الجنسين.  وفي حديث صحفي، قال مدير فريق "طيور السلام" فضل الخفاجي، ان معرضهم يهدف إلى دعم الفنانين والحرفيين وأصحاب المشاريع الصغيرة، وتشجيعهم من خلال توفير فضاء يعرضون فيه نتاجاتهم.

فيما دعت الرسامة المشاركة في المعرض، شيماء ناصر، قريناتها الرسامات إلى المشاركة في المعارض والبازارات من أجل إيصال نتاجاتهن للجمهور.

من جانبها، قالت الشيف زينب طالب، انها شاركت في المعرض بأطعمة عراقية، مبينة أن مشروعها كان صغيرا في بداية مشوارها، وبعد مشاركتها في البازارات، كبر المشروع، فأقدمت على إنشاء صفحة على مواقع التواصل تعرض فيها منتجاتها، ما ساعدها على تسويقها.  ودعت زينب صاحبات المشاريع المنزلية الصغيرة، إلى استثمار البازارات والمعارض في عرض نتاجاتهن، الأمر الذي يساهم في توسيع عملهن.

*************************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • دأب الرفيق الراحل كامل وناس الخزاعي، من محافظة الديوانية، على استقطاع جزء من راتبه التقاعدي للتبرع لحملة بناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، لكن الموت لم يمهله وفارقنا سريعًا.

وبعد وفاته، أوصلت عائلة الفقيد مبلغ 500 دولار كان الرفيق قد جمعه، قبل ان يتلقفه الموت.

لن تكون مساهمته مجرد ذكرى، بل ستظل حافزًا لنا لنواصل الطريق الذي ساره عليه وكرّس حياته من أجله.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

**********************************************

اعتقال مخرجة أمريكية لاحتجاجها على جرائم الصهاينة

متابعة – طريق الشعب

اعتُقلت المخرجة الأمريكية لورا بويتراس، المعروفة باهتمامها بالقضايا الحقوقية، أثناء مشاركتها في اعتصام احتجاجي ضد جرائم الصهاينة، نظمته منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" أخيرا أمام بورصة نيويورك للأوراق المالية في وول ستريت. وشارك نحو 500 ناشط في الاعتصام، مرتدين قمصانًا حمراء كتبت عليها شعارات مثل "أوقفوا تسليح إسرائيل" و"ضد الإبادة الجماعية". كما قدمت مجموعة من المشاركات في الاعتصام أغنية جماعية بعنوان "يا فلسطين لست وحدك، سنبقى معك حتى تصبحي آمنة في وطنك". وفي تصعيد رمزي، قام نحو 10 نشطاء بتقييد أنفسهم بالسلاسل أمام بوابات البورصة، ما أدى إلى تدخل الشرطة لإبعادهم عن الموقع بالقوة واعتقال البعض، ومن بينهم المصورة نان غولدين والفنانة التشكيلية مولي كرابابل. وانتقدت المنظمة في بيان رسمي تضخم أرباح شركات الأسلحة مثل "لوكهيد مارتن"، كبرى شركات التصنيع العسكري في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذه الأرباح تتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان.

يأتي هذا الاحتجاج بعد إعلان الحكومة الأمريكية عن نشر قوات ودعم نظام دفاع صاروخي جديد لمساعدة إسرائيل في حربها.

ووفقا للمنظمة، فإنه تم إطلاق سراح المعتقلين بعد توجيه تهم تتعلق بـ"التعدي".

وقالت غولدين بعد الإفراج عنها: "افتخر بمشاركتي في هذا الاحتجاج، إذا كان ذلك يساعد في إيصال رسالتنا".

*****************************************************

في دار الثقافة الكردية ندوة حول  "الابتزاز الالكتروني ومخاطره"

متابعة – طريق الشعب

عقدت دار الثقافة الكردية بالتعاون مع قسم العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، أخيرا، ندوة حول الابتزاز الالكتروني ومخاطره، حضرها جمع من موظفي الدار.  تحدث في الندوة الرائد علي محسن جاسم عن تصاعد جرائم الابتزاز في ظل تسارع تطور برامج وتطبيقات الشبكة المعلوماتية، مشيرا إلى ان الابتزاز نتجت عنه تأثيرات سلبية نفسية واجتماعية واقتصادية على الفرد والمجتمع.  وأوضح، عبر إحصاءات لوزارة الداخلية، أنه خلال النصف الأول من العام الجاري، تم تسجيل زيادة في حالات الابتزاز الالكتروني، بلغت 480 جريمة من إناث، و359 جريمة من ذكور.  وتابع قوله أن هذه الجرائم تزداد في ظل غياب واضح للمتابعة الأسرية، وعدم احتواء المشكلة بالشكل الصحيح، مطالبا المواطنين بضرورة تبليغ الجهات الأمنية، عن التهديدات التي يتعرضون لها عبر الانترنيت.

بعدها تحدثت النقيب نور توفيق هادي عن طرق الحماية من الابتزاز الالكتروني، محذرة من فتح الروابط المجهولة أو الدولية، لأنها لو كانت ملغومة ستؤدي إلى انتقال الملفات والمعلومات الشخصية إلى الطرف المبتز.