الصفحة الأولى
المال السياسي ينتعش في بورصة العقارات اقتصاديون: أزمة السكن باقية ومشاريع الحكومة لا تقدم حلولا حقيقية
بغداد – تبارك مجيد
لجأت الحكومة إلى مشاريع المجمعات السكنية أملا في إيجاد حل لمشكلة السكن المزمنة في البلاد، حيث أخذت الناس تتمدد على الأراضي الزراعية في أطراف العاصمة، نتيجة لارتفاع أسعار الوحدات السكنية وغلاء الايجارات في بغداد.
وتتراوح أسعار الإيجارات في معظم مناطق العاصمة بغداد بين 500 الى مليون ونصف المليون في المناطق السكنية المتوسطة، وتتجاوز 2500 دولار في المناطق الراقية.
وتتفرد بغداد بهذه الأسعار التي لا تتجاوز حاجز 500 دولار في غالبية المحافظات تقريبا.
مدن سكنية جديدة!
قال المتحدث باسم وزارة الإعمار والإسكان نبيل الصفار، إن "المدن السكنية من الجيل الأول، تمت إحالتها إلى المطورين والمستثمرين"، موضحا أن "هناك مدينتين في بغداد وهما: الجواهري الواقعة في أبو غريب، وعلي الوردي في النهروان، إضافة إلى مدينة الغزلاني في الموصل ومدينة ضفاف كربلاء في كربلاء ومدينة الجنائن في بابل".
وأضاف الصفار في حديث خص به "طريق الشعب"، أن "اثنتين من تلك المدن في مرحلة تسليم الأراضي إلى المستثمرين وأن هذه المشاريع ستوفر ما يقارب مائتين وعشرين ألف وحدة سكنية كمرحلة أولى".
وأضاف، أن "الجيل الثاني من المدن السكنية سيتم إطلاقه قريبا للاستثمار ويشمل ست محافظات هي النجف، واسط، ذي قار، ميسان، السماوة، وصلاح الدين. ومن المتوقع أن توفر هذه المدن حوالي مائة ألف وحدة سكنية كدفعة أولى مع إمكانية زيادة هذا العدد".
وخمن الصفار، أن انجاز هذه المشاريع من شأنه ضبط اسعار بيع وايجار العقارات السكنية، كونها تسهم في حل أزمة السكن.
وكانت وزارة الإعمار قد قدرت حاجة العراق إلى نحو 3 ملايين وحدة سكنية لتقليل أو معالجة أزمة السكن الخانقة في العراق، ودفعت هذه الأزمة الحكومة الحالية إلى إطلاق القروض لبناء الوحدات السكنية، والتي تصطدم بالكثير من المعوقات من بينها قيمة القرض مقارنة بأسعار العقارات، إضافة الى شروطه التعجيزية.
الاعتماد على القطاع الخاص!
ويربط الخبير الاقتصادي أحمد عبد ربه ارتفاع أسعار العقارات بقلة العرض المتاح في السوق، موضحا أن "نقص الوحدات السكنية، خاصة في بغداد، قاد إلى ارتفاع الأسعار".
ويقول عبد ربه، إن كردستان شهدت انخفاضًا في أسعار العقارات بفضل توفير كمية أكبر من العرض، ما يؤدي إلى تخفيض الأسعار بشكل طبيعي، مردفا "الوضع في بغداد مختلف، حيث يعتمد السوق بشكل كامل على القطاع الخاص في توفير الوحدات السكنية، مع غياب دور فعّال للحكومة في زيادة العرض".
ويضيف عبد ربه لـ "طريق الشعب"، أن "المشاريع السكنية التي تم منحها للمستثمرين لا تغطي سوى نسبة 3-4 في المائة من حاجة السوق"، لذا يشدد على ضرورة إطلاق مشاريع ضخمة لزيادة العرض، الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض الأسعار.
لجنة نيابية تحدد الأسباب
وارجعت لجنة الخدمات والإعمار النيابية، ارتفاع أسعار العقارات في بغداد الى عدم توزيع الحكومات العراقية، الأراضي ضمن حدود بلدية العاصمة لسنوات عديدة، والسبب الثاني يتعلق بزيادة أعداد نفوس أهالي العاصمة، بالإضافة إلى غياب الرؤى الحكومية المستقبلية، حول قطاع المباني السكنية، ووضع خطط استثمارية لاستيعاب زيادة الأعداد السكانية.
وقال عضو اللجنة محما خليل، ان "الهجرة السكانية العكسية من المحافظات إلى العاصمة أدت إلى زيادة عدد نفوس سكان العاصمة".
ويستعرض الباحث الاقتصادي عبد السلام حسن حسين مجموعة من القضايا المتعلقة بارتفاع أسعار العقارات والشقق في العراق، مؤكداً أن "الحكومة والمتنفذين مسؤولون عن هذه الزيادة".
يقول حسين لـ "طريق الشعب"، أن "الحكومة هي المسؤولة عن ارتفاع أسعار العقارات، حيث تدعم المتنفذين والمستثمرين الذين يحصلون على الأراضي بأسعار منخفضة"، مشيرا إلى أن هذه "الأراضي لم تُمنح لمواطنين عاديين أو تجار، بل للأشخاص المتنفذين الذين يستغلونها لمصالحهم الخاصة".
ويؤشر حدوث العديد من حالات السرقة الممنهجة للأراضي، حيث يتم شراؤها بأسعار منخفضة ثم تجري إعادة بيعها بأسعار مرتفعة، ما يجعل الأمر معقدًا بالنسبة للمواطنين الذين يسعون لشراء سكن.
ويتطرق حسين الى اسباب ارتفاع أسعار الشقق، موضحًا أن الأسعار قد تجاوزت الحدود المعقولة، حيث يصل سعر الشقة في بعض المجمعات داخل بغداد، الى قرابة 450 مليون دينار عراقي.
فوضى
يقول علي القيسي، مراقب للشأن السياسي، أن "الحكومة لا تلتزم بأي قانون ينظم آليات الإيجارات وأسعارها، ما يخلق تفاوتًا كبيرًا بين المناطق، مع العلم أن أغلب مناطق العراق، بما فيها الراقية، تعاني من نقص الخدمات الأساسية".
القيسي يضيف في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "المال السياسي هو الذي يحرك ملف الإسكان في العراق"، موضحًا أن السكن يعد حقًا مشروعًا كفله الدستور العراقي في المادة 30 للمواطن العراقي، حيث توجب تلك المادة على الدولة الضمان الاجتماعي والصحي، وتوفير السكن والدخل المناسبين للمواطنين. ومع ذلك، يظل هذا الحق بعيد المنال بالنسبة لغالبية العراقيين الذين يواجهون صعوبات كبيرة في تأمين السكن المناسب في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة".
وأضاف القيسي أن "أسعار الأراضي والمنازل في بغداد شهدت في وقت سابق ارتفاعا غير مسبوق، حيث تجاوز سعر المتر الواحد في بعض مناطق العاصمة 13 مليون دينار عراقي، بينما ارتفعت أسعار الإيجارات إلى مستويات "مخيفة".
وأشار القيسي إلى أن "أغلب المجمعات السكنية التي تم بناؤها في بغداد لم يكن الهدف منها توفير سكن للمواطنين، بل تم استغلالها كوسيلة لغسيل الأموال، كما يوجد احتكار واضح للسوق العقاري من قبل المستثمرين، الذين غالبًا ما يكونون من أصحاب السلطة أو يرتبطون بها بشكل مباشر".
وعلى الرغم من أن الحكومة تعلن بين الحين والآخر عن مشاريع إسكانية جديدة، إلا أن القيسي لخص المشهد بوجود "فوضى في الاستثمار العقاري وغياب للحلول الاستراتيجية الحقيقية لمعالجة أزمة السكن في بغداد".
*************************************************
راصد الطريق.. ما رأي القائد العام للقوات المسلحة؟
عبرت نقابة المحامين العراقيين عن استيائها من تدخل عناصر من الحشد الشعبي في عمل المحامين، وممارسة الضغط عليهم أثناء عملهم، ودعت هيئة الحشد لمنع تكرار هذه التجاوزات، وإصدار تعليمات لمنتسبيها بعدم التدخل في سير العدالة.
وأعلمت نقيب المحامين أحلام اللامي في كتاب إلى رئيس الهيئة فالح الفياض، بورود شكاوى من محامين في مناطق مختلفة "حول تعرضهم لضغوطات ومضايقات أثناء تأدية عملهم المهني".
وتتلخص الشكاوى حسب قولها بمحاولة عناصر "منسوبة للهيئة" "الضغط على بعض المحامين لترك الدفاع عن موكليهم، أو التنحي عن الدفاع عن قضايا معينة"، وتعرض هواتف بعضهم الشخصية للتفتيش "وفي بعض الحالات مصادرة تلك الهواتف". وتلك ممارسات تتعارض مع مهام المحامي وحق الدفاع المكفول بالدستور.
وحسب اللامي "تتعرض هذه الأفعال بالسوء لسمعة مؤسسة الحشد الشعبي ومهنيتها"، لذا طالبت رئيس الهيئة بـاتخاذ اللازم "لضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات، وتوجيه تعليمات صريحة لجميع منتسبي الهيئة، بضرورة الالتزام بالقوانين النافذة واحترام حقوق المواطنين والمحامين، وعدم التدخل في سير العدالة إلا في إطار يسمح به القانون".
************************************************
فهمي: شعوب المنطقة مطالبة بتكثيف الجهود لإفشال مشروع
الشرق الأوسط الجديد
متابعة ـ طريق الشعب
علّق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي، أمس الأربعاء، على أوضاع المنطقة وتأثر العراق بها، مشيرًا إلى أن الاعتداء على العراق ليس مستبعدا.
وقال فهمي في حديث لوكالة "بغداد اليوم"، إن "أوضاع المنطقة تحمل مخاطر اتساع نطاق الصراعات المسلحة والحروب أكثر من أي وقت مضى خلال العقود الأخيرة، فالكيان الإسرائيلي الصهيوني تمادى في عدوانه وجرائمه ضاربًا كلّ القيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط".
وأضاف، أن "الكيان منتشٍ بما حققه من عمليات الاغتيال الإجرامية لقادة حماس وحزب الله، ومستقوٍ بالدعم اللامحدود الذي تقدمه له الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وصمت وتواطؤ بعض الدول العربية".
وأردف بالقول: "لكن على الرغم من العدد الهائل من الشهداء والضحايا والدمار الذي لحق بالشعبين الفلسطيني واللبناني وبغزة الصامدة وجنوب لبنان الصامد، لم يحقق نتنياهو وحكومته الفاشية أيا من الأهداف المعلنة لعملياته العسكرية؛ فلم تتم استعادة الرهائن، ولا القضاء على حماس وحزب الله. كما من غير المتوقع أن يعود سكان شمال الكيان الصهيوني إلى مناطقهم قريبًا. وقد فشل العدوان في كسر إرادة المقاومة".
وأشار فهمي إلى أن "هذا الصمود البطولي يواجه حربًا غير متكافئة، يحاول أن يستغلها نتنياهو لتحقيق أهداف تتجاوز تصفية القضية الفلسطينية، لإحداث تغيير استراتيجي في موازين القوى في عموم المنطقة، لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد، بدعم كامل من الولايات المتحدة وحلفائها".
وبيّن أن "ما هو مطروح أمام شعوب المنطقة، بما فيها العراق، هو كيفية المساهمة في إفشال هذا المشروع بأبعاده المختلفة. ولا شك أن الهدف الأول والأكثر إلحاحًا هو تكثيف الجهود واستخدام مختلف الوسائل والعمل السياسي والدبلوماسي ومنظومة علاقات العراق السياسية والاقتصادية لممارسة أكبر قدر من الضغط على الصعيد الدولي باتجاه الوقف الفوري للحرب من جهة، وتقديم الدعم المتعدد الأشكال للشعبين الفلسطيني واللبناني، من جهة أخرى".
وواصل حديثه بأنه "في هذا السياق تطرح مسؤولية اتخاذ قرار الحرب أو السلام، والتي أكدت الحكومة على أن الرئاسات الثلاث وحدها لها الحق الدستوري والشرعية في اتخاذه، وليس لأي جهة أخرى الحق في أن تتولاه"، مشددا على أن "هذا مبدأ دستوري وعنصر رئيس من مقومات سيادة الدولة الرئيسة التي يتوجب فرض احترامها، حفاظا على مصلحة الوطن العليا في هذه الظروف البالغة الخطورة".
واختتم بالقول: أن "مواجهة تحديات الأوضاع الراهنة هي مسؤولية وطنية، وينبغي أن يكون التعامل معها وطريقة التصدي لها على أساس مشاركة وطنية، ومن خلال الدولة ومؤسساتها"، منوهًا إلى أن "الاعتداء على العراق ليس مستبعدًا، لذا يتوجب التحسب لكل الاحتمالات وتعزيز الوحدة الوطنية، وتجنب أي موقف متفرد من أي جهة".
***********************************************
الصفحة الثانية
وزير الكهرباء: نحتاج خمس سنوات للاعتماد على الغاز المحلي
بغداد ـ طريق الشعب
قدم وزير الكهرباء زياد علي فاضل، أمس الأربعاء، خطة وزارته للعام 2025 أمام لجنة النفط والغاز في مجلس النواب، مؤكدا ان غالبية المحطات تعتمد على الغاز المستورد، ونحتاج الى خمس سنوات للاعتماد على الغاز المنتج محليا.
وقال فاضل: قدمنا رؤية وخطة الوزارة للعام 2025 إلى لجنة النفط النيابية ونسعى إلى الاستمرار بإنتاج الطاقة الكهربائية، مبينا “لدينا رؤية مستقبلية مدتها خمس سنوات للاعتماد على الغاز المنتج محلياً، وأيضاً لدينا رؤية لتعظيم الطاقة الإنتاجية من خلال الطاقات المتجددة”.
وأكد وزير الكهرباء أن المحطات الكهربائية تعمل بأنواع مختلفة من الوقود، حيث تعتمد بعض المحطات على الغاز الإيراني المستورد والكاز، مثل محطة بسماية والصدر والمنصورية.
وأوضح، أن هناك محطات تعمل على أنواع مختلفة من الوقود تشمل الغاز المستورد والمحلي والكاز.
وأشار إلى أن الوحدات الكهربائية الرئيسية في بغداد، وهي محطات بسماية والصدر والمنصورية، تعتمد بشكل كامل على الغاز الإيراني المستورد، بينما تُستخدم بعض الأجيال الكاز لتشغيلها، وخاصة محطة بسماية، مؤكداً أنه من المستحيل تشغيل هذه المحطات على الغاز المحلي الوطني في الوقت الحالي.
****************************************************
بـــلاغ اللجنة التنفيذية لرابطة المرأة العراقية.. مدافعات لأجل حقوق مصانة وقوانين حامية تعزز مشاركة أوسع للمرأة العراقية
عقدت اللجنة التنفيذية لرابطة المرأة العراقية اجتماعها الدوري في بغداد يوم السبت 12 تشرين الاول 2024 تحت شعار ( مدافعات لأجل حقوق مصانة وقوانين حامية تعزز مشاركة أوسع للمرأة العراقية ) بحضور الزميلات عضوات السكرتارية وممثلات الفروع في المحافظات.
ابتدأ الاجتماع بالترحيب تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهيدات وشهداء غزة ولبنان وضحايا النزاعات في اليمن والسودان وشهيدات تشرين والحركة الوطنية والمدنية والعضوات اللواتي رحلن مؤخراً.
الاجتماع تضمن جدول أعماله متابعة لمستجدات الاوضاع السياسية وتأثيراتها على النساء العراقيات ونساء المنطقة، والأمور التنظيمية الخاصة بالمركز والفروع ومناقشة التقارير الانجازية ، حيث تم تدارس الوضع السياسي وتأثيراته على النساء العراقيات في بلد يمر بالكثير من الأزمات السياسية المتعلقة بالسياسات الخاطئة ، والحروب وانعكاساتها على النساء خصوصا الاوضاع المتردية في غزة وفلسطين والحرب والابادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني على مدى عام عاشت النساء الفلسطينيات خلالها اوضاع مؤلمة قليل الحديث بحقها، لكنها سجلت اروع صور الصمود والثبات والقوة على مواجهة حرب غير عادلة خسرن فيها الاطفال والازواج والعائلة، ومؤخراً انسحب الوضع الى لبنان وبشكل عام تبقى الحروب موجعة للنساء والفتيات والاطفال.
نحن في العراق كنساء نخوض معركة قانونية من اجل الدفاع عن قانون الاحوال الشخصية، والتصدي لأي محاولة لتخريب هذا القانون سواء بتشريع جديد أو ادنى تعديل يهدد وحدة الاسرة والمجتمع العراقي ويكرس ابشع صور الطائفية والانقسامات التي لاتليق بتاريخ العراق، واكدت المجتمعات على مواصلة المدافعة والنضال والاستمرار بالضغط الجماهيري لمواجهة الاطراف الساعية لألغاء قانون الاحوال الشخصية بمدونات مجهولة لاتوفر الحماية للنساء والفتيات، نخوض كرابطة مع الشركاء من الشخصيات المدنية والمنظمات حملة قوية وواسعة ضمن تحالف 188 ونجحنا في جمع اكبر عدد ممكن من النائبات اللواتي بذلن جهوداً متميزة في الضغط داخل البرلمان واستطعن جمع 124 توقيع من نواب رافضين لتعديل القانون ورافضين لأدراجه في جدول اعمال البرلمان العراقي، رغم تحديات كثيرة منها الحرب الاعلامية ومحاولات المضايقة والتشويه والتنمر والتشهير بالنساء المدافعات بالضد من تعديل القانون ولم يقتصر الامر على النساء بل الرجال المساندين للحملة، ووجهت اللجنة التنفيذية رسالة شكر وعرفان للنائبات اللواتي بذلن جهود كبيرة رغم التحديات، وبرقية تثمين الى فروع الرابطة في الداخل والخارج والزميلات العاملات على ادارة الموقع الرسمي لرابطة.
ناقش الاجتماع الشؤون التنظيمية والإدارية والمالية في المركز والفروع ومراجعة برنامج الرابطة واستعراض ابرز الأنشطة والمشاريع المنجزة وتقييمها والاستفادة من الدروس والتجارب الناجحة لتطوير العمل في المدن والارياف،
وفي الجانب التنسيقي جرى استعراض ابرز الأنشطة المرتبطة بعضوية الرابطة في الشبكات والتحالفات النسوية المحلية والإقليمية العربية والدولية ودور الرابطة من خلالها، وأهميتها في خلق تضامن نسوي فعال يساهم في دعم قضايا وحقوق المرأة والطفل والضغط باتجاه ضمانات أكثر بما يحافظ على القوانين التي توفر بعض الامتيازات والضمانات لحقوقها مثل قانون الأحوال الشخصية، والضغط للإسراع بإقرار القوانين التي تحمي المرأة من العنف مثل مشروع قانون الحماية من العنف الأسري لضرورته الملحة في الحد من مظاهر العنف بكل اشكاله .
واختتم الاجتماع اعماله بالتأكيد على أهمية متابعة بناء قدرات النساء الرابطيات وتعزيز ادوارهن في توسيع العمل الرابطي والجماهيري في المدن والأرياف والتوعية ( للنساء والرجال ) بالحقوق الإنسانية للمرأة وبما يحقق العدالة لها ويساهم في مشاركتها الفعالة في كافة المجالات التي تحقق التنمية ، ومواصلة الضغط لحماية حقوق المرأة المكتسبة في القوانين العراقية والدفاع لتشريع قوانين تكفل حمايتها الكاملة من العنف، وتعزيز الشراكة والتشبيك مع الاتحادات والشبكات والتحالفات المحلية والوطنية والدولية ومتابعة رصد الإجراءات الحكومية المتخذة حول تنفيذ الاستراتجيات والخطط الوطنية الهادفة لتفعيل وزيادة مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار، والاهتمام بنشر ثقافة التعايش والسلام ونبذ العنف والتطرف، ودعم النساء في الحركات الاحتجاجية الداعية لتوفير فرص العمل والخدمات الأساسية وتطوير البنى التحتية ومكافحة الفساد، والسعي لخلق بيئة آمنة خالية من العنف والاستغلال والتمييز.
رابطة المرأة العراقية
16 تشرين الاول 2024
**********************************************
الأرياف والقرى النائية أبرز المتضررين تأثيرات سياسية وعشائرية تربك ملف الخدمات في مناطق البصرة
بغداد – طريق الشعب
تواجه محافظة البصرة تحديات في تنفيذ مشاريع تطوير البنية التحتية، حيث تتسبب مشكلات التخطيط والتعديلات المستمرة على تصاميم تلك المشاريع وقرارات إزالة التجاوزات، في تعطيل التنفيذ.
وتبرز في هذا السياق قضايا تتعلق بالتمييز الطبقي في إدارة ملف الخدمات، ما يزيد من تفاقم الفجوة الاجتماعية في المحافظة.
سوء إدارة
ويتحدث مواطن من محافظة البصرة حمود شاهين عن مجموعة من التحديات التي تواجه مشروع تطوير شارع الوفود في محافظة البصرة، والذي يمتد من جسر المعارض إلى الجسر الإيطالي، بالإضافة إلى مشروع تطوير نهر الخورة.
ويقول حمود لـ “طريق الشعب”، أن “محافظ البصرة كان قد أعلن في البداية عن إزالة التجاوزات على شارع الوفود وإرجاع أصحاب المحال ومعارض السيارات 10 أمتار عن الشارع، لكن فيما بعد تم تقليص المسافة إلى 5 أمتار فقط. هذا التغيير أثر سلبًا على تنفيذ المشروع بالصورة الصحيحة، نظرًا لأن الشارع يعتبر شريانًا حيويًا تمر عليه أغلب الوفود القادمة إلى المحافظة”.
وفي ما يتعلق بجسر المطيحة، يذكر حمود ان “توسعة الشارع المحيط بالجسر من 8 إلى 12 مترًا، تسببت بتلكؤ العمل في مشروع الجسر”، هذا الخيار سيؤدي إلى تكرار مشكلة الازدحام المروري في المنطقة وهدر المليارات.
أما بخصوص مشروع تطوير نهر الخورة، يشير حمود إلى أن المشروع لا يزال في مراحله الأولية، حيث لا توجد تصاميم جاهزة حتى الآن، وتعتمد الأعمال الحالية فقط على الحفريات وإزالة التجاوزات. ويبدو أن الأمور لا تزال تحت سيطرة الشركة المنفذة دون خطة واضحة للمراحل القادمة.
وفي ما يخص جسور المشاة التي تقع بعد نهر الخورة، يؤكد حمود أن “تلك الجسور غير نظامية، حيث تمت إزالتها في بعض الأماكن وتركها في أماكن أخرى، بناءً على المحسوبية والعلاقات الحزبية والعشائرية”. كمثال على ذلك، أشار إلى إزالة جميع الجسور باستثناء جسر واحد مقابل مدرسة الأوحد، بوجود النائب الثاني لمحافظ البصرة.
تمييز في تنفيذ المشاريع
وأعرب الناشط والحقوقي زين العابدين الخويلدي عن استيائه من السياسات المتعلقة بملف الخدمات ورفع التجاوزات في محافظة البصرة، مشيراً إلى ما وصفه بحالة “التمييز الطبقي والفئوي” التي تسيطر على إدارة هذا الملف.
وأكد الخويلدي أن هذه السياسات تعكس تمييزًا طائفيًا وسلطويًا، حيث يتم تجاهل الكثير من المناطق الفقيرة. وقال لـ “طريق الشعب”، أن “المناطق الريفية في القرى والأرياف تعاني أيضًا من تهميش الطبقة السياسية الحاكمة في المدن، ما يؤدي إلى تفاقم معاناتها. في المقابل، توجد مناطق تتمتع بنفوذ قوي نتيجة لتمثيلها السياسي والحزبي أو مكانتها الاقتصادية”. وأضاف، أن هناك “مافيات” تضم شخصيات سياسية وعشائرية، تعيق المشاريع الخدمية في المناطق الريفية، انما ترهن عمل الشركات بتقاضي عمولات، الامر الذي يفاقم آفة الفساد، ويؤدي إلى تأخير تنفيذ المشاريع.
وأعرب الخويلدي عن قلقه من الفجوة المتزايدة بين فئات المجتمع في البصرة، مشددًا على أنها مدعومة بالسلطة والمال وتهدد استقرار المحافظة، وتعزز الظلم الاجتماعي. ودعا إلى إعادة النظر في طريقة إدارة ملفات الخدمات ورفع التجاوزات لضمان تحقيق العدالة والتنمية للجميع دون تمييز أو تحيز.
حسب احتياجات البلدية؟
من جانبه، أكد عضو مجلس محافظة البصرة، إياد عبيد، أن “عمليات إزالة التجاوزات في المحافظة تستهدف التي تندرج تحت حاجة البلدية سواء كانت في مركز المحافظة أو في الأقضية المختلفة”.
وقال عبيد لـ “طريق الشعب”، أن “الأراضي التي تُزال منها التجاوزات تُستخدم لتلبية احتياجات المحافظة، سواء كانت مشاريع خدمية أم إنشاء حدائق عامة أم شوارع رئيسة وفرعية، إضافة إلى مشاريع أخرى تصب في خدمة المواطنين”.
وأضاف، أن “القرار يشمل أيضًا الأراضي والعشوائيات الواقعة في الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة البصرة، حيث يتم إبلاغ الجهات المعنية وبدء عمليات الإزالة وفقًا لما تحتاجه البلديات أو الدوائر الأخرى”.
وأكد، أن “الجهود مستمرة في مختلف أقضية ونواحي محافظة البصرة”، مشيرًا إلى أن الهدف من ذلك هو تحسين البنية التحتية وتوفير مساحات مناسبة لتنفيذ المشاريع الخدمية الضرورية في المحافظة.
**********************************************
كل خميس.. إسرائيل تحديات ما بعد الطوفان
جاسم الحلفي
تعيش إسرائيل اليوم على وقع خسائر فادحة، الخسائر لم تقتصر على غزة، وجنوب لبنان، والضاحية الجنوبية من بيروت. فالحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 أظهرت أن لا طرف في هذا النزاع بمنأى عن التكاليف الباهظة التي تفرضها المواجهة العسكرية. وإسرائيل، رغم ما تحاول إظهاره من قدرة على المواجهة، تجد نفسها غارقة في أزمات متلاحقة تطال بنيتها الاقتصادية، والنفسية، والاجتماعية، مما يجعل تجاوز هذه التحديات مهمة عسيرة.
التكاليف المالية التي تتحملها إسرائيل لإدامة عدوانها وتصعيده، باتت باهظة للغاية. فالعمليات العسكرية المستمرة تقدر تكلفتها بـ 500 مليون دولار أسبوعيا، حسب وزارة المالية الإسرائيلية، وهذا يشكل عبئا هائلا على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعاني من تراجع النشاط في المناطق الجنوبية، وتوقف في الصناعات والزراعة نتيجة الهجمات الصاروخية. كما ان المدن الكبرى، مثل تل أبيب وعسقلان، تعرضت لأضرار بالغة في البنية التحتية، وقُدرت خسائرها المادية بأكثر من مليار دولار. وهذه الأضرار لن تحتاج فقط إلى وقت طويل لمعالجتها، بل ستسبب ضغطا ماليا غير مسبوق على الحكومة الإسرائيلية، ما يزيد من التوترات الاقتصادية.
وقطاع السياحة، الذي يعد من أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي، تلقى هو الآخر ضربة قوية. وتذكر الصحف الإسرائيلية ان التحذيرات الدولية من السفر إلى إسرائيل، أدت إلى انخفاض حاد في أعداد السياح، مما فاقم الوضع الاقتصادي الذي يواجه تحديات متزايدة. فالحرب لم تترك مجالا لأي قطاع في إسرائيل ليبقى بمعزل عن هذه الأزمة، حيث تتضاعف الصعوبات الاقتصادية كل يوم.
وعلى الجانب النفسي، تركت الحرب أثرا عميقا في نفوس الإسرائيليين. فالمستوطنون في المناطق الجنوبية يعيشون في حالة من الخوف المستمر، حيث تنتشر بشكل متزايد، وفق ما أعلنت التقارير الطبية الإسرائيلية، اضطرابات نفسية منها ما يسمى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) ، لا سيما بين الأطفال الذين نشأوا في بيئة من العنف الدائم. وهذا الشعور المستمر بالخوف يعمق الأزمات النفسية، ويهدد المجتمع الإسرائيلي بالتفكك على المدى الطويل.
الهجرة الداخلية من المناطق الجنوبية إلى المدن الكبرى مثل تل أبيب وحيفا، بحثا عن الأمان، زادت من الضغط على البنية التحتية والخدمات في تلك المدن. وخلق النزوح توترات اجتماعية بين سكان المدن والنازحين، وزاد من حدة الانقسامات الاجتماعية، مما يجعل إعادة اللحمة إلى المجتمع الإسرائيلي، المأزوم أصلا، أمرا صعب التحقيق في ظل استمرار هذه الظروف.
وإلى جانب التحديات الاقتصادية والنفسية، تواجه الحكومة الإسرائيلية انتقادات شديدة بسبب فشلها في التنبؤ بالهجوم الذي نفذته حماس، والفشل في استعادة الأسرى، الذين يشكلون ملفا ضاغطا يزيد من التوتر داخل المجتمع. ولم تأت الانتقادات من المعارضة فقط، بل ومن أعضاء في الحكومة نفسها، ما يفتح الباب أمام احتمالات تغيير سياسي وزعزعة للاستقرار الحكومي.
من جانب آخر يرصد المتابع لوضع إسرائيل الداخلي التوترات بين اليهود والعرب في المدن المختلطة، والتي شهدت تصاعدا كبيرا منذ بدء الحرب، مما يهدد النسيج الاجتماعي الإسرائيلي المتصدع أصلا، بمزيد من التصدع. فيما ستكلف إعادة بناء ما دمرته الحرب مليارات الدولارات، وستفرض اتخاذ الحكومة إجراءات تقشفية ثقيلة على افراد المجتمع. وهذه التحديات تجعل من الصعب على إسرائيل مواجهة المستقبل بقوة، وتضعها أمام معضلة البقاء في حالة ضعف داخلي يستنزفها.
ان الخسائر التي تكبدتها إسرائيل منذ أكتوبر 2023 لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تتعداه إلى الاقتصاد والمجتمع والسياسة. وأمام هذه الأزمات المتشابكة يبدو أن إسرائيل تواجه مستقبلا غامضا، وقد تجد نفسها مجبرة على إعادة التفكير في استراتيجياتها العدوانية والاستيطانية الاحتلالية، التي تمارسها بأساليب فاشية.
*******************************************************
الصفحة الثالثة
احتجاجات في 7 محافظات الأصوات ترتفع بوجه الفساد وضد استهداف الناشطين
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت سبع محافظات عراقية احتجاجات شعبية واسعة حملت مطالب متنوعة، كان أبرزها توفير فرص العمل، وتحسين الخدمات، ومعالجة مشكلة المشاريع المتلكئة. وفي الناصرية، انطلقت تظاهرة احتجاجية تطالب الحكومة بوضع حد لاستهداف الناشطين المشاركين في انتفاضة تشرين 2019 من قبل بعض الجهات السياسية المتنفذة.
الناصرية
نظم العشرات من الشباب المشاركين في انتفاضة تشرين 2019 وقفة احتجاجية في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، للمطالبة بإنهاء حملة المداهمات والاعتقالات التي طالت عددًا من الناشطين في محافظة ذي قار. وطالب المحتجون رئيس الوزراء بالتدخل الفوري لإنهاء الحملة الأمنية، التي وصفوها بأنها "سياسية" وتستند إلى اتهامات كيدية تقف خلفها بعض الأحزاب المتنفذة.
وقال الناشط المدني كرار الوجان إن "هدف التظاهرة في ساحة الحبوبي هو المطالبة بإسقاط الدعاوى الكيدية التي استخدمتها الأحزاب المتنفذة لجر المحافظة إلى الفوضى". وأضاف ان "ملف الدعاوى شائك، وطالما طالبنا بإنهائه لإخراج المحافظة من هذه الأزمة. وقفتنا تهدف إلى المطالبة بإخراج الناشطين المعتقلين، وتوجيه رسالة إلى مجلس القضاء الأعلى بضرورة الإسراع في إنهاء هذا الملف".
من جانبه، أكد عبد الله الصالحي، ناشط مدني آخر، دعمهم لاستقرار الأمن في المدينة، لكنه انتقد الحملة الأمنية قائلاً: "نرى أن هناك تأجيجًا للشارع بسبب حملة الاعتقالات تجاه عدد من الشبان الذين قدموا الكثير للمحافظة". وأضاف: "كنا نتأمل أن تتخذ القيادة الجديدة في المحافظة إجراءات حازمة بخصوص المجرمين، لكننا رأينا استهدافًا للناشطين، وهو عكس ما كنا نتمنى".
ديالى
وبالتزامن مع زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى محافظة ديالى، تظاهر العشرات من الخريجين قرب مبنى المحافظة. وأفاد أحمد محمود، عضو تنسيقية التظاهرة، بأن المشاركين نظموا تظاهرة سلمية للمطالبة بتسريع إعلان ملف عقود العمل الخاصة بـ7000 وظيفة في ديالى، الذي تأخر رغم إتمام الإجراءات الإدارية والقانونية في باقي المحافظات.
وأشار محمود إلى أن التأخير في هذا الملف أثار قلق الآلاف من الخريجين، موضحًا أن التظاهرة تهدف إلى إيصال رسالة تعبر عن مطالب مشروعة. وأكد أن توقيت التظاهرة مع زيارة رئيس الوزراء يبرز أهمية حسم هذا الملف نظرًا لتأثيره على شريحة واسعة من المجتمع. كما أكد محمود أن الهدف من التظاهرة هو الضغط على مركز القرار لتسريع الإجراءات وصولاً إلى إعلان الأسماء، مع التأكيد على ضرورة ضمان الشفافية والعدالة في العملية، بعيدًا عن المحسوبية أو الوساطات.
الديوانية
وأغلق أهالي قرية العبطانية وأبناء عشيرة "البو مرجان"، التابعة لقضاء الحمزة الشرقي، الطريق الرئيسي باستخدام الإطارات والأحجار، احتجاجًا على تلكؤ مشروع إكساء الطريق الذي توقفت نسبة إنجازه عند 70 في المائة منذ عام 2012. وقال عقيل عبد علي، أحد الأهالي: "بدأنا باعتصام مفتوح لأن وضع القرية مأساوي، فجميع الخدمات معدمة تمامًا من كهرباء ومدارس. في فصل الشتاء، ينقطع الكادر التدريسي عن الحضور بسبب وضع الطريق المتردي وغرقه بالأمطار".
من جانبه، أشار قاسم المرجاني، متظاهر آخر، إلى أن "الشارع منجز بنسبة 70 في المائة منذ عام 2012، وهو شارع منهار تمامًا". وأضاف أن "عدد سكان القرية 3000 نسمة، بواقع 400 منزل، ومرضانا تتدهور حالتهم الصحية بسبب بُعد المستشفى ووعورة الطريق".
ميسان
وتجمع العشرات من عمال النظافة المتعاقدين مع الشركة التركية التي تدير مستشفى الحكيم في محافظة ميسان، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم الشهرية المتأخرة منذ شهرين. وقال عدد من العمال إنهم يعملون بصفة عقد مع الشركة، ورغم تدني الرواتب وقبولهم العمل بأجور لا تتناسب مع الخدمة التي يقدمونها، إلا أن الشركة لم تجد حلاً لمشكلتهم حتى الآن. وأعربوا عن خشيتهم من تصعيد الاحتجاجات خوفًا من إنهاء عقودهم من قبل الشركة.
في سياق متصل، نظم العشرات من العاملين في دائرة كهرباء ميسان (قراء المقاييس) وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرتهم، مطالبين بشمولهم بالتثبيت بعد مضي سنوات على عملهم بصفة عقد. وأوضح المحتجون أنهم قد نظموا عدة وقفات احتجاجية سابقًا لتثبيتهم وإنصافهم، مؤكدين أن لديهم الحق في التثبيت بعد سنوات من العمل. ودعوا إدارة الدائرة إلى مخاطبة وزارتي المالية والكهرباء بخصوص تثبيتهم، مؤكدين أنهم سيستمرون في الضغط حتى تحقيق مطالبهم.
البصرة
وفي البصرة، نظم العشرات من موظفي الشركة العامة لموانئ العراق وقفة احتجاجية للمطالبة بقطع أراضٍ لهم، حيث تجمع المتظاهرون أمام مقر الشركة. وقال أحد الموظفين إنهم يعملون في هذا القطاع منذ زمن النظام السابق، ويبلغ عددهم 1700 موظف، مطالبين مدير الشركة فرحان الفرطوسي بالنظر إلى حالهم، كونهم يسكنون في الإيجار.
في سياق متصل، نظمت تنسيقيات الخريجين وغير الخريجين والمهندسين الذين لم تظهر أسماؤهم في قرعة الـ13 ألف درجة وظيفية وقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة البصرة. وأكدت إحدى المتظاهرات أن بعض الخريجين لم تظهر أسماؤهم رغم تخرجهم منذ أكثر من 10 سنوات، بينما ظهرت أسماء خريجين حديثي التخرج، معتبرة أن تلك القرعة لم تنصفهم.
بغداد
كما تظاهر العشرات من محاضري تربية الرصافة الثالثة أمام مبنى وزارة المالية وسط بغداد، مطالبين بمستحقاتهم المالية. وأوضح المتظاهر حسن ماجد أن المحاضرين الذين تم التعاقد معهم خلال السنة الماضية يتظاهرون للمطالبة بمستحقاتهم المالية بأثر رجعي، داعين وزارة المالية إلى صرف مستحقاتهم وفروقات الرواتب للأشهر الماضية.
النجف
وفي تصعيد جديد، أعلن العشرات من خريجي الإدارة في النجف، بدء اعتصام مفتوح في ساحة الصدرين، احتجاجًا على ما وصفوه بـ "تجاهل المحافظ لمطالبهم بالتعيين"، رغم الوعود المتكررة.
وأعرب الخريجون عن استيائهم من عدم استجابة محافظ النجف لمطلبهم، خصوصًا بعد حصولهم على موافقة من مكتب رئيس الوزراء لاستثنائهم من المفاضلة ضمن 6000 درجة وظيفية مخصصة للعقود، بناءً على طلب مجلس محافظة النجف.
نصير الموسوي، ممثل الخريجين الإداريين، قال:"بسبب التسويف والمماطلة المستمرة من قبل محافظ النجف وعدم توقيعه على كتاب مجلس رئاسة الوزراء الذي يتضمن حقوق الخريجين، شعرنا بأننا مضطرون للقيام بهذا الاعتصام".
عين على الاحداث
كيف حال الشعب إذن؟
كشفت عدد من أعضاء مجلس النواب في دوراته الحالية والسابقة عما تعرضن له من أشكال المضايقات والضغوط لمنعهن من أداء دورهن، انطلاقاً من عقلية ذكورية متخلفة لا تؤمن بحقوق النساء ولا بقدراتهن السياسية والإدارية. وكان من أبرز تلك الممارسات منعهن من إبداء الرأي وتكميم أفواههن وشطب كلامهن من المداولات، وحجب المعلومات عنهن وابتزازهن ومساومتهن وممارسة "التسقيط الأخلاقي" ضدهن وتسخير الجحوش الإلكترونية لهذا الهدف. الناس الذين صعقتهم هذه التصريحات، يتساءلون عن زيف الإدعاء بالديمقراطية وحقوق المواطن، إذا كان هذا حال المرأة النائب، التي تمثل 100 الف عراقي وعراقية، عندما تختلف مع المتنفذين.
سرّ علني
أحيل رئيس هيئة النزاهة إلى القضاء بتهم مختلفة، منها اعترافه في تسجيلات صوتية بمشاركته في ملف فساد. وتمت الإحالة دون أن يقوم مجلس النواب، الذي يُعتبر دستورياً مرجعه الرسمي، بسماع ما بحوزته من تهم فساد خطيرة تمس متنفذين مهمين، ادعى بأنه مستعد للحديث عنهم في جلسة علنية للبرلمان، ودون أن يأخذ القضاء بإدعاءاته تلك كقرائن. هذا وفي الوقت الذي يعّد فيه الرجل، ثالث رئيس للهيأة يحال للقضاء بتهمة الفساد من خمسة رؤوساء توالوا عليها، يتساءل الناس عما إذا كانت هناك أسباب للفشل المتكرر باختيار رئيس للنزاهة، أم أن هناك اسرارا خطيرة أكبر وراء ذلك.
خوش تخطيط
توقعت اللجنة المالية النيابية، أن تبلغ الإيرادات غير النفطية في العام القادم 30 تريليون دينار، اي ما يعادل 20 في المائة من واردات الموازنة، وذلك عبر تفعيل جباية الكهرباء والضرائب وإيرادات المنافذ الحدودية وعائدات البلديات. الناس الذين يقلقهم كثيراً فشل الحكومات المتعاقبة في تعديل الطابع الريعي للاقتصاد، خاصة مع المخاوف من انخفاض أسعار النفط، يرون في هذه التوقعات تعبيراً عن التخبط، فهذه الزيادات لا تمثل تطوراً في نشاطات اقتصادية إنتاجية وخدمية جديدة، بل إثقالاً على المواطنين ليسددوا جانباً من العجز في الموازنة، لم يكونوا مسؤولين عنه، بل جاء نتيجة فشل "أولي الأمر" في إدارة البلاد.
القتل بالكبريت
باشرت القوات الأمنية بإزالة 46 موقعاً لصهر المعادن في العاصمة لتخليص سكانها من انبعاث رائحة الكبريت، فيما حددت وزارة البيئة أسباباً أخرى للظاهرة تمثلت في حرق الوقود الثقيل المتمثل بالنفط ومن بواعث مصفى الدورة ومحطة الطاقة الحرارية ومحطة القدس ومعامل الإسفلت والطابوق والحرق العشوائي للنفايات. هذا وإذ يتفق الخبراء مع رأي الوزارة، يحذرون بشدة من المخاطر الصحية للمشكلة كامراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والسكتات الدماغية ومشاكل في الجلد وتلف الاسنان والأمراض العصبية، إضافة إلى ما يسببه تفاعل اكاسيد الكبريت مع بخار الماء من مشاكل بيئية كتلوث الهواء والأمطار الحامضية التي تحطم الحياة المائية وتدمر الغابات.
ما السبب؟
اعترف محافظ بغداد بأن وصول عدد سكان العاصمة إلى 11.5 مليون نسمة، يعيق قدرة مسؤوليها على تلبية حاجة المواطنين من الخدمات لاسيما وإن الموازنات الانفجارية لا تغطي الحاجة المطلوبة من البنى التحتية لجميع مناطق بغداد، داعياً إلى إحالة تنفيذ المشاريع الخدمية للقطاع الخاص. هذا وفيما يشم من هذا الإعتراف بالفشل، مسعى خفياً لخصخصة الخدمات وتحميل المواطن اعباءً مالية أكبر لصالح الطفيليين والفاسدين، يطالب الناس "أولي الأمر" بتبني إستراتيجية شاملة تضع حلولاً لأزمة السكن وتوفير الخدمات كالكهرباء والماء والنقل العام والبيئة النظيفة، بإعتبارها حقوقاً دستورية للعراقيين، أو ليتنحوا عن كراسيهم لمن يستطيع تحقيق ذلك.
********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
العراق ومعادلة الصراع
نشرت صحيفة (The Cradle) مقالاً للكاتب خالد نصر الله حول موقع وموقف العراق من الصراع المحتدم في الشرق الأوسط، أشارت فيه إلى أن سعر برميل النفط قد يرتفع من 80 دولار إلى ما لا يقل عن 300 دولار إذا ما نُفذت التحذيرات التي انطلقت من البلد، وهددت بتكبيد العالم خسارة 12 مليون برميل من النفط يومياً وبضرب قواعد ومصالح واشنطن في العراق والمنطقة، خاصة وإن إغلاق مضيق هرمز الذي تعبره ناقلات تحمل 17 مليون برميل يومياً، سيُحرم العالم من 20 في المائة من إجمالي استهلاكه.
«من الفرات إلى النيل»
وتطرقت الصحيفة إلى الغضب الذي سرى بين العراقيين بشكل خاص من فيلم وثائقي حديث، عرضه سياسيون يمينيون من غلاة المستوطين الصهاينة، يشيرون فيه إلى أجزاء من العراق على أنها أرض يجب احتلالها لإنشاء "إسرائيل الكبرى"، وهو ما يجعل من ضرب مواقع في الجولان وايلات من قبل فصائل عراقية، أمرا بعيداً عن الرمزية، وذا سمات متطورة نسبياً، قد تسعى لإيجاد دور لبغداد في تشكيل مستقبل المنطقة، حسب رأي المهاجمين.
حين يقترب اللهيب
وتوقع المقال اتساع رقعة الحرب الدائرة في غزة وجنوب لبنان لتشمل العراق، إذا ما تطورت الأوضاع بقوة في غير صالح حزب الله أو شملت ضرب إيران، لاسيما مع إعلان الفصائل تمسكها بما اصطلح عليه وحدة الجبهات ورفضها لوجود خطوط حمراء في المواجهة. وأشار المقال إلى أن مشاركة هذه الفصائل اتخذت مراحل ثلاث، تمثلت الأولى بإستهداف القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، تلتها فترة من الهدوء، قبل أن تبدأ المرحلة الثالثة قبل حوالي شهر، وتضمنت تعاوناً وثيقاً ومباشراً مع القوات اليمنية وزيادة في وتيرة الهجمات، في مسعى لتأكيد دورها في المحور وممارسة الضغط على صناع القرار في تل أبيب وتنويع مصادر الهجوم على قواتهم.
واستنتج الكاتب بأن هذه التطورات قد تدفع بحكومة نتنياهو لتوجيه ضربات إلى الفصائل العراقية عندما تسنح الفرصة وتنخفض حدة المعارك في لبنان وغزة، مستدركاً القول بأن انشغال تل أبيب بالحرب في لبنان ومواجهتها الأوسع مع إيران، يجعل الاشتباك المباشر مع العراقيين أقل احتمالاً في الوقت الحالي.
اختلاف أم خلاف
من جهته نشر موقع فرنسا 24، مقالاً لأحمد الربيعي حول نفس الموضوع، ذكّر فيه بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية لمنع الفصائل العسكرية الحليفة لإيران من جر العراق إلى حرب إقليمية، يسببها توسع القتال في غزة ولبنان، مشيراً إلى أن هذه القوى سبق وقامت بضرب مواقع في إيلات وتل ابيب، تضامنا مع الفلسطينيين واللبنانيين. وأشار الكاتب إلى أنه ورغم أن قوى هذه الفصائل والأحزاب الحليفة لها، هي من يقود الحكومة، فإن بغداد تريد منع العنف الذي يمزق المنطقة من الانتشار إلى أراضيها، خاصة بعد ما عاشته البلاد من عقود من الحروب والأزمات المتعاقبة. لكن ذلك لم يمنعها من التعاطف مع ضحايا حرب نيتنياهو ورفضها بشكل مطلق استغلال المجال الجوي العراقي لضرب إيران.
وأعاد الكاتب التذكير بمقولة رئيس الحكومة بأن بلاده عملت بجهد كبير لتجنيب العراق التصعيد، ولإنقاذ المنطقة من شرور حرب لن تترك وراءها شيئًا، إضافة إلى ما قاله مستشار الأمن القومي من أن الحكومة هي الوحيدة التي لديها السلطة الحصرية لإصدار قرار الحرب والسلام، وليس لدى العراق أي نية للدخول في حرب قد تكون لها عواقب وخيمة. وأشار الكاتب إلى أن تمنيات بغداد بالسيطرة على الأحداث على أرضها وبمنع أي رد فعل من خارج البلاد، لا تبدو واقعية، فالفصائل المسلحة التي أُبلغت بعدم شن هجمات تعرض البلاد لخطر ضربات جوية من العدو الإسرائيلي، حثت الحكومة على عدم التدخل، وتركها تتحمل المسؤولية عن أي عواقب لوحدها.
*****************************************************
الصفحة الرابعة
تخضع للفحص التجريبي 60 يوماً قبل ربطها غمر القطع الكونكريتية الخاصة بالنفق المغمور الرابط بين ميناء الفاو وطريق التنمية
بغداد ــ طريق الشعب
شرعت وزارة النقل، امس الأربعاء، في عملية غمر القطع الكونكريتية الخاصة بالنفق المغمور في محافظة البصرة، والذي يُؤمل منه أن يُحدث نقلة نوعية في ربط ميناء الفاو الكبير بطريق التنمية، مما سيقلل الوقت والجهد والكلفة، ويعزز انسيابية الحركة دون التأثير على الممرات المائية.
تفاصيل المشروع
وأكدت وزارة النقل، غمر الكتل الكونكريتية العشرة الخاصة بالنفق المغمور وهو أحد مشاريع ميناء الفاو الكبير، بالماء تمهيدا لنصبها في أماكنها المخصصة لها.
وقال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، إن "عملية الغمر للقطع الكونكريتية الـ(1226) المغمور منها فقط من أصل (2444) مع المداخل التي ستشكل النفق المغمور بطول 1200م، مبيناً أن هذا المشروع يعد من مشاريع البنى التحتية لميناء الفاو الكبير الذي سيرتبط بطريق التنمية مروراً بقناة الزبير، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف، أن المشروع سيختصر الوقت والجهد والكلفة حيث ستكون المسافة التي تصل من ميناء الفاو الكبير إلى مدينة البصرة 62كم فقط، مشيراً إلى أن سبب اختيار الوزارة النفق المغمور هو أنه أكثر أمانًا من الجسور، كما أن تربة قناة خور الزبير تصلح لبناء نفق بدلاً من الجسور.
فتح الماء
من جانبه، كشف مدير عام موانئ العراق فرحان الفرطوسي، عن البدء بفتح الماء في حوض النفق المغمور لغرض تغريق الكتل الكونكريتية العشرة التي تم الانتهاء من تنفيذها وتهيئتها لغمرها داخل قناة الزبير الملاحية، مبينا ان هذه الكتل ستخضع لعمليات الفحص والاختبار خلال الشهرين الحاليين، وبعدها سيتم تعويمها قطعة تلو الأخرى لنقلها الى المكان المخصص، وهو الشق الذي سيستكمل حفره بالتزامن مع جاهزية هذه القطع لعملية التعويم، وعندها سوف نعمل على تشكيل الجزء المغمور لربط ضفتي قناة خور الزبير من جانب ام قصر الى جانب الفاو.
واضاف، انه بعد هذه العملية سنبدأ باستكمال الطريق الرابط بين ميناء الفاو باتجاه مدينة صفوان عبر النفق المغمور ثم يدخل عبر مجسرين، وصلت نسبة الانجاز في الجسر الاول منها الى 98 في المائة والثاني 96في المائة.
وأكد الفرطوسي، انه تم انجاز مشروع الارصفة بنسبة 100 في المائة والعمل جار على مرحلة الاستلام والتسليم.
وأشار إلى أن هناك تدرجا بالاعماق في القناة الملاحية من عمق 19,8 الى عمق 12 م، وسيتم الانتهاء من تنفيذه قبل المدة المحددة، مؤكدا أن هناك زيادة في نسبة الانجاز لاكثر ما مخطط له 5 في المائة.
انجاز هندسي
من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء ناصر الأسدي، أن مشروع النفق المغمور يُعد واحداً من الأنظمة الإنشائية الأكثر تعقيداً في العالم، ويُعتبر إنجازاً هندسياً فريداً من نوعه في المنطقة.
وأضاف أن هذا النظام الإنشائي سبق ان تم تنفيذه في كوريا، والآن يتم تنفيذه في العراق كجزء من مشروع ميناء الفاو الكبير، مما يعكس تقدماً هندسياً كبيراً للبلاد.
وأوضح الأسدي، أن النفق المغمور سيعمل على ربط مشروع ميناء الفاو، المدينة الاقتصادية، بطريق التنمية، ما سيوفر سهولة وانسيابية في حركة المرور دون الحاجة إلى قطع الممر المائي في خور الزبير.
كما أشار إلى أن النفق سيكون على أعماق كافية تسمح للبواخر بالمرور فوقه بأمان وسلاسة.
وأضاف الأسدي أن العمل جارٍ على إغراق القطع الكونكريتية وسحبها إلى منطقة خور الزبير لاستقرارها في الموقع المحدد، تمهيداً لبدء عملية ربط الجهتين عبر هذا النفق المهم، واصفاً المشروع بأنه "إنجاز كبير سيُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية للعراق، ويعزز من قدراته الاقتصادية واللوجستية".
***************************************************
وقفة اقتصادية.. الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للضرائب
إبراهيم المشهداني
حسنا تتوجه الحكومة العراقية بين فترة وأخرى إلى مراجعة القوانين والإجراءات الضريبية إن كان الهدف متعلقا بتعزيز الموارد المالية وإصلاح نظام التوزيع بما يحسن من مداخيل المواطنين بصورة عادلة من خلال الفرز بين المكلفين الحقيقيين بدفع الضريبة وأولئك الذين تفرض عليهم الضريبة بصورة عشوائية لمجرد تنفيذ لنصائح صندوق النقد الدولي وفق مبدأ ملتبس مبني على أساس تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على الريوع النفطية.
لكن الواضح أن الضرائب أصبحت بابا من أبواب الهدر والفساد المالي حيث تشير بعض التقديرات ان حجم المبالغ المهدورة تجاوزت 800 مليون دولار سنويا وما تزال سرقة القرن مائلة في اذهان الناس حيث يتمتع أبطالها بالتحرك بكامل حريتهم بأمل لفلفة ملفاتها دون أن يطرقوا أبواب السجن، وهذه الإشكالية أفقدت دور الضرائب في كونها أداة لتوزيع الموارد والدخل فضلا عن وظائفها الأخرى المتعلقة بالسياسيات النقدية والمالية ودورها في السيطرة على معدلات التضخم ومستويات الأسعار.
وإشكالية الضريبة والفشل في لملمة أشتاتها شكلت عبئا مقلقا على الحكومة لهذا أقدمت على تقديم مقترح قانون ضريبة المبيعات الذي من شأنه تدعيم الموارد شريطة ألا يزيد من كلف البيع وبالتالي رفع الأسعار وتراجع القوة الشرائية للمواطنين محدودي الدخل، ومن ثم تحميلهم أعباء اقتصادية شاقة، وفي ذات الوقت رفع وتيرة الاحتجاجات نتيجة لسياسات خاطئة في كيفية إدارة الاقتصاد دون الاخذ بالاعتبار الظروف التي تعكر معيشة المواطنين وتزيد من نسبة الفقر، وفي نفس الوقت التساهل مع الطبقات الثرية التي راكمت أموالها خارج عملية الإنتاج و اعتاشت على أموال الدولة فبرزت أقلية تعدادها 30 شخصا يملكون أكثر من مليار دولار و16 الف شخص يملكون اكثر من مليون دولار وكلاهما راكما ثرواتهما من سرقة المال العام عبر اللجان الاقتصادية وغسيل الأموال في قطاع العقارات، كما أن هذا القانون وفق مسودته الحالية ربما يدفع البعض إلى التهرب الضريبي والشراء من السوق الموازي وقد تتعرض الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى التراجع، وان رفع الإيرادات بهذه الطريقة دون حساب لحالة أكثر الشرائح الاجتماعية تضررا من أعباء الكلف الاجتماعية المتعاظمة والتي كانت أبرز تجلياتها في تخفيض قيمة العملة الوطنية وانعكاسها على الدخل الحقيقي للمواطنين محدودي الدخل عبر الحرمان من الكثير من السلع الضرورية لإدامة الحياة.
ومن الجدير بالتنويه أن ثمة ضعفا في التنسيق بين دائرة التحويلات الخارجية في البنك المركزي وهيئة الضرائب العامة، كما ينبغي بهدف ضبط المتحصلات الضريبية من المبالغ المحولة إلى الخارج لأغراض الاستيراد التي ثبت عدم عودتها بنفس الكمية عبر عمليات التزوير والتحايل في فواتير السلع المستوردة، وفي هذه الحالة وغيرها يعود السبب إلى تدني العقوبات المفروضة على المكلفين من الأشخاص والشركات المتهربة من الوعاء الضريبي، يضاف إلى ذلك التساهل في فرض الضرائب التصاعدية على أصحاب الثروات الطائلة التي تتردد الدوائر الضريبية من طرق أبوابهم المحصنة بحكم نفوذها السياسي داخل السلطات. وهذه الإخفاقات لا تنفي زيادة حجم الضرائب المتحصلة من العديد من الجهات المكلفة بدف الضريبة، فعلى سبيل المثال ارتفعت الضرائب على الدخول والثروات بنسبة 25 في المائة كما ارتفعت الضرائب السلعية ورسوم الإنتاج بنسبة اكثر من 100 في المائة وارتفعت الرسوم المتوقعة في عام 2024 بنسبة 420 في المائة حيث تنوي الحكومة الحصول علة 6.8 تريليون دينار في هذا العام، كما بلغت حصة الموازنة من أرباح القطاع العام في السنة الحالية 2.2 تريليون دينار مرتفعة بنسبة 29 في المائة مقارنة بالعام الماضي، وكل هذه المبالغ لا تزيد عن 20 تريليون وهو مبلغ ضئيل اذا ما قيس بمقدار العجز في موازنة هذا العام.
إن الضرائب على أهميتها لا يمكن ان تكون بديلا عن أهمية القطاعات الاقتصادية الأخرى وخاصة الإنتاجية في الصناعة والزراعة اللتين لم تشكلا أكثر من 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فضلا عن المصادر الخدمية وبالأخص السياحة التي يهيمن عليها الطابع الأيديولوجي أكثر من الاقتصادي.
********************************************************
النقل العام في العراق.. بوابة نحو التنمية والحلول للأزمات المرورية
حسن الجواد
في المدن العراقية، حيث تتشابك الأرصفة المكتظة بالسيارات وتتسع الطرق لعبء مروري لا ينتهي، يقف النقل العام كحل لم يُستغل بعد. بالرغم من أهمية النقل العام في حياة الشعوب، إلا أنه يعاني في العراق من تراجع كبير، مما أدى إلى تفاقم الأزمات المرورية وزيادة الاعتماد على السيارات الخاصة. هذه الأزمات تتجاوز مجرد حركة المرور البطيئة؛ فهي تمثل تحديات بيئية واقتصادية واجتماعية تقف أمام مسار التنمية المستدامة. لذلك، بات من الضروري إعادة تأهيل شركات النقل العام العراقية لتكون ركيزة لحل تلك المشكلات وتعزيز التحول الحضري.
أحد أبرز التحديات التي تواجه المدن العراقية اليوم هو الازدحام المروري الخانق. مع تزايد عدد السيارات الخاصة وقلة الاعتماد على وسائل النقل الجماعي، أصبحت شوارع المدن الحيوية مثل بغداد والبصرة وكربلاء تشهد حركة مرورية لا تهدأ، يمكن للنقل العام الفعال أن يكون الحل الأمثل لتخفيف هذا العبء؛ فهو يقلل من عدد السيارات الخاصة على الطرق ويتيح للناس التنقل بتكلفة منخفضة وبشكل أسرع. تخيل مدنًا عراقية حيث يختفي الزحام ليحل محله نظام نقل يعمل بانسيابية وكفاءة، مما يوفر الوقت والجهد لسكان المدينة.
لكن فوائد النقل العام لا تتوقف عند حل الأزمات المرورية. فمن ناحية أخرى، له تأثير إيجابي كبير على البيئة. استخدام الحافلات أو القطارات يقلل من الانبعاثات الضارة الناتجة عن السيارات الخاصة، وهو ما يعزز من جودة الهواء في المدن ويساهم في الحفاظ على البيئة. المدن العراقية، التي تعاني بالفعل من تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة، ستكون المستفيد الأكبر من تبني نظام نقل مستدام.
ومن منظور اقتصادي، إعادة تأهيل شركات النقل العام تفتح الباب أمام فرص جديدة للفرد والدولة. زيادة الاعتماد على وسائل النقل الجماعي ستخلق فرص عمل في مجالات متعددة، وستساهم في تعزيز دخل الأفراد. على مستوى الدولة، الاستثمار في هذا القطاع سيقلل من تكاليف صيانة الطرق واستهلاك الوقود، ويزيد من إيرادات النقل العام.
إن تحقيق هذا التحول يحتاج إلى استثمارات جدية في البنية التحتية، وشراكات بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى حملات توعية تشجع الناس على تبني وسائل النقل الجماعي. بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن يكون النقل العام في العراق بوابة ليس فقط لحل الأزمات المرورية، بل أيضًا لتعزيز التنمية الحضرية، وتحقيق النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة.
**********************************************
تطويع التطور التكنولوجي في خدمة الرأسمالية يهدد بأزمة بطالة عالمية
حارث ابراهيم
في معرض لقائه مع قناة sky news العربية قال الكاتب و المؤرخ الإسرائيلي يوفال نوح هراري إن الحيوانات ما قبل الثورة الصناعية مثل الخيول ، البغال ، ألجمال ، و الحمير كان يستخدمها الأنسان في وظائف مثل النقل و المواصلات و الحروب و الزراعة ...ألخ لكن بعد قيام الثورة الصناعية تمت إحالتها إلى التقاعد بدلاً من محاولة إيجاد وظائف جديدة لهذه الكائنات و كذلك الإنسان سيحال إلى التقاعد بدلاً من إيجاد وظائف جديدة للإنسان بسبب تطويع الذكاء الاصطناعي و التكنولوجيا و التطور التقني في خدمة ألرأسمالية، تخيل أن الذكاء الاصطناعي وصل إلى أنهُ صار يألف المقطوعات الموسيقية و يكتب الشعر و الأغاني، و ذهب أبعد من ذلك بل صار يألف الكتب و المقالات و البحوث مما ينذر بأزمة بطالة عالمية مستقبلاً و تزايد الفجوة الطبقية و زيادة تكريس الثروات في جهة و بالجهة الأخرى تكريس أكبر للفقر و نظام طبقي كارثي و مأزوم تتحكم به الشركات و رؤوس الأموال.
التطور العلمي وصل بنا حرفياً إلى أن عاملا واحد فقط من كل ثلاثة عمال يستطيع العمل على مدى ستة أيام في الأسبوع. ماذا سيحصل للمدرسين عندما تتطور تقنية الهولوگرام ويظهر لنا مدرِّس يظهر في الصف من جهاز صغير ويبدأ بالشرح الكامل للمادة؟
لقد وصلنا فعلياً إلى أن الإنسان سيعمل فقط يومين بالأسبوع، أي أن الأيام الستة يعمل فيها ثلاثة عمال بدلاً من واحد! فإذا أصر الواحد، الأفضل، على البقاء في مركزه لستة أيام، سيحرم شخصين آخرين من العمل.
إنها مشكلة تطويع التطور العلمي وجعله تحت التصرف الرأسمالي. وساعد في تفاقم هذه المشكلة كل من الانفجار السكاني والتطور الطبي الذي أزاد عمر الإنسان بمعدل 20 سنة.
مثلاً: شركة شاومي لصناعة الموبايلات تدخل بقوة عالم صناعة السيارات الكهربائية، وتشتري خط معمل مؤتمت من ألمانيا فيه 269 ذراع روبوتي مؤتمت بدون تدخل البشر!!! كم فرصة عمل سيدمر هذا التطور في الصين وخارجها؟
لا يوجد حل إلا بالنضال لأجل مجتمع اشتراكي حيث تكون هناك ملكية عامة لوسائل الانتاج وتوزيع للناتج على أساس العمل مع توفير الرعاية الصحية والتعليم والسكن مجاناً وللجميع حينها يمكن للإنسان أن يعمل يوم واحد فقط في الأسبوع بسبب تسخير العلم من أجل راحة الإنسان وليس لمراكمة الثروات بيد قلة قليلة من الناس ومراكمة الفقر عند الأغلبية الساحقة.
*******************************************
الصفحة الخامسة
“البطاقة الموحدة” لم تحل مشكلتهم الغجر.. مدارس تطرد أطفالهم والعنصرية تلاحقهم
متابعة – طريق الشعب
لفتت الناشطة في شؤون الأقليات، منار الزبيدي، إلى أن “استثناء” الغجر من قانون الجنسية القديم، لم يحل مشكلة التمييز العنصري ضدهم، نتيجة اجتهادات بعض الموظفين في دوائر الدولة، وبيروقراطية العديد من المؤسسات الحكومية فضلا عن التمييز المجتمعي. وفيما أكدت أن بعض مدارس الديوانية يرفض استقبال أطفال الغجر، وأن معاناتهم في محافظة ديالى أكبر، انتقدت بشدة الإهمال والتقصير الحكومي تجاه حقوق هذه الشريحة من المجتمع.
وتختلف الروايات حول أصول الغجر المنتشرين في الشرق الأوسط، لكن ظهورهم في العراق بات ملحوظا بعد الحرب العالمية الأولى. حيث استقروا في مدن ومناطق عدة كالبصرة وذي قار والديوانية والمثنى وديالى ونينوى، وعرفوا بتنقلهم المستمر بين تلك المناطق. وخلال العهد الملكي مُنح الغجر وثائق رسمية، إلا أنه تم وسمهم فيها بعبارة “غجري” التي كانت كفيلة بالتمييز ضدهم في ما يتعلق بالعمل والدراسة والتملك وعقود البيع والشراء وغيرها. كما تعرّض قسم منهم للأذى على أيدي جماعات متطرفة وميليشيات مسلحة بذرائع وحجج مختلفة.
وفي العام 2019 تقرر منح الغجر العراقيين الذين تتراوح أعدادهم بين 50 و70 ألف شخص، البطاقة الوطنية الموحدة، دون تذييلها بإشارة التمييز (غجري) التي كانت تُكتب على وثائقهم الشخصية وفقا لقانون الجنسية القديم، لكن تم وضع مفردة “استثناء” في إشارة إلى استثنائهم من ذلك القانون، وهذه المفردة كانت تُكتب أيضا على هوية الأحوال المدنية التي مُنحت لهم في فترة النظام المباد.
الغجر بشر
في حديث صحفي، تقول الناشطة منار الزبيدي، أن “المجتمع لا يزال يعامل الغجر بطبقية وتمييز، ويعزلهم”، مبينة أنهم أطلقوا في العام 2016 حملة إنسانية تحت عنوان “الغجر بشر”. حيث بدأت الحملة من إحدى قرى الغجر في الديوانية، لتسليط الضوء على معاناة الأطفال وانعكاسات وصمة العار والدونية والعنصرية الاجتماعية على مستقبلهم.
وتلفت إلى ان “الغجر يعانون تمييزا عنصريا على المستويين الاجتماعي والقانوني أيضاً. فقانون الجنسية رقم 26 لعام 2006 لم يعالج مشكلتهم للأسف، لأنه اعتمد على قانون الجنسية القديم، إذ لم يكن هناك أي اهتمام بهذا الملف من قبل المسؤولين والمنظمات الإنسانية كذلك، لكننا تمكنا عبر حملة (أين هويتي) من تحصيل استثناء لهم من القانون”.
وتبيّن الناشطة ان حملة “الغجر بشر” التي لا تزال مستمرة، قادت مع حملتهم الأخرى “أين هويتي”، إلى منح الغجر في الديوانية البطاقة الوطنية الموحدة، بقرار من وزارة الداخلية “لكن لم يتم تعديل قانون الجنسية القديم حتى نضمن حق الأجيال القادمة، لأن قرار الداخلية خضع للمزاج السياسي” – حسب الناشطة.
وتوضح أن “مكسب منح البطاقة الوطنية للغجر، تحقق بالتعاون مع عدد من المسؤولين والناشطين ورجال الدين، وهو مكسب أولي، لكنه مهم، لأنه يحقق لهم بعض فرص العمل بعيداً عن الإذلال والطرد والتمييز العنصري”.
عنصرية السلطات وتمييز الموظفين!
وتشير الناشطة الزبيدي إلى ان “السلطات العراقية، للأسف الشديد، تتعامل مع الغجر بعنصرية أيضاً، وهي مقصرة بشكل كبير تجاه هذه الشريحة. حيث عاملتهم بتمييز وتهميش واضحين بشأن متطلباتهم، لكن بعد انطلاق حملتنا (الغجر بشر) حققنا بعض المكاسب الملموسة مثل افتتاح مدرسة لأطفال قرية الزهور في الديوانية، وهي أول مدرسة للغجر في العراق، فضلاً عن مستوصف صحي صغير”.
وتضيف قائلة أن “هناك مشكلة أخرى متمثلة في عبارة (مستثنى من قانون الجنسية) التي تُكتب على البطاقة الوطنية للغجري. فهذا تمييز أيضا”، منوّهة إلى انه “عملنا على منع كتابة مفردة (غجري) في خانة اللقب، لكن بسبب اجتهادات بعض الموظفين تمت كتابة العبارة مجدداً، لذا لم تُحل مشكلة التمييز”.
وتلفت إلى انه “بعد تخرج بعض الأطفال الغجر في المدرسة الابتدائية التي افتتحناها في قرية الزهور، رفضت المدرسة المتوسطة القريبة من القرية استقبالهم، وجرى تحريض بعض الأهالي من جهات مجهولة على منع قبولهم في المدارس القريبة أيضاً، لكن بعد التعاون مع مدير تربية الديوانية استطعنا تحصيل بعض المقاعد الدراسية لهم”.
عراقيل أمام إحقاق الحقوق
وتؤكد الناشطة الزبيدي انهم يسعون إلى توعية الجيل الجديد من الغجر، شريحة الأطفال على وجه التحديد، بحقوقهم، وحثهم على المطالبة بمكتسباتهم الطبيعية، مستدركة “لكن النظرة الاجتماعية والقوانين النافذة، وبعض التمييز الممارس من مؤسسات الدولة، لا تساعد في ذلك. فهناك بعض العراقيل البيروقراطية التي توضع أمامهم خلال إجراءات استحصال البطاقة الوطنية، مع إنهم يعانون الفقر المدقع، ولا يملكون المال الكافي للمراجعات الحكومية الكثيرة التي تُطلب منهم، وهذا يمنعهم من الحصول على البطاقة أحياناً”.
وتخلص إلى ان “الكثير من معاناة الغجر مسكوت عنها، وهم أنفسهم يخشون الحديث عن كثير من العنف الاجتماعي والرسمي الذي يمارس ضدهم، بسبب الخوف. وربما وضع الغجر في الديوانية أهون بكثير من وضع غجر محافظة ديالى. حيث لا مدارس ولا رعاية صحية، وهناك نساء وشباب محرومون من أبسط مقومات الحياة، فضلاً عن فرص العمل التي قد تساعدهم في توفير متطلبات العيش الكريم”.
سيف مسلط على الرقاب!
يمتلك غازي الناصر، وهو غجري من قرية في محافظة الديوانية، بطاقة أحوال مدنية عراقية، لكنه لا يمتلك بعد “البطاقة الوطنية” التي تعتبر النسخة الأحدث من الوثائق الشخصية في العراق.
ورغم أن محل إصدار البطاقة الوطنية يبعد نحو عشرة كيلومترات عن قريته، إلا ان غازيا يضطر إلى قطع هذه المسافة مشيا لمتابعة معاملته التي تعترضها عراقيل كثيرة.
ويشير غازي إلى ان هوياتهم صدرت خلال حقبة النظام السابق، استثناء من قانون الجنسية العراقية.
ويؤكد في حديث صحفي أن “هناك سيفا يُسلط على رقابنا كُلما احتجنا إلى تحديث مستمسكاتنا، هو وضعنا وتعريفنا ككاولية”!
والكاولية هو الاسم الشعبي العراقي لشريحة الغجر، وهي لفظة تطلق عادة كشتيمة على غير الغجر “لكن بالنسبة لنا، الكل يعرفنا ككاولية، حتى ضابط المركز حينما تأخرت معاملتي واشتكيت، قال لي: موزين انتو كاولية ونطلعلكم هويات” – حسب غازي.
ويشير غازي إلى ان معاملته لا تزال معطلة رغم مرور ثلاثة شهور على تقديمها، لكنه على يقين أن كل المعاملات في العراق تتأخر.
ويقول إن ما يؤلمهم أكثر هو التمييز اللفظي “آني أمشي ساعة ونص، لأن ما عندي أجرة التاكسي، وأكره حافلات النقل العام” بسبب نظرات التمييز.
لا نُريد غير العيش!
أما محسن كاظم، وهو غجري آخر من ديالى، فيقول في حديث صحفي أن “الناس لا يحبون الغجر، والسياسيين يهاجموننا، ونحن لا نريد غير العيش”، مشيرا إلى ان أبناءه لا يمتلكون حتى الآن الجنسية العراقية، بسبب كونهم من أصول غجرية.
وتحمل هويات الأحوال المدنية الخاصة بالغجر كلمة “استثناء”، إشارة إلى استثنائهم من قانون الجنسية العراقية القديم، ورغم أن بطاقة الهوية قانونية ورسمية، إلا ان هذه المفردة “جعلتنا مواطنين من دولة غير موجودة. فلا أحد يوظفنا، ولا أحد يحترم حقوقنا أو يكترث لنا” – حسب محسن.
مع هذا، تعتبر كلمة “استثناء” أفضل من كلمة “غجري” التي كانت تُكتب في خانة اللقب في بطاقات هويات الغجر، وتسبب لهم الكثير من المشكلات!
*********************************************
في الموصل.. أطباء أجانب يجرون عمليات جراحية مجاناً
متابعة – طريق الشعب
قدَم أطباء وممرضون متطوعون من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى إلى مدينة الموصل، لتقديم رعاية صحية مجانية للمرضى وإجراء عمليات جراحية لمن هم بحاجة إليها، لا سيما تلك التي تكلّف مبالغ كبيرة.
ووفقا لما نقلته وكالات أنباء، فإن الفريق الطبي التطوعي يعمل ضمن مبادرة “صحتك أولا”، التي تدعمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي تهدف إلى تحسين واقع الصحة العامة في المناطق المتضررة من الحرب على داعش، وتوفير الأدوية، وتنفيذ حملات توعية صحية للسكان.
وفي حديث صحفي، تقول الممرضة الأمريكية المتطوعة لينا، أن فريقها يحاول قدر الإمكان مساعدة الأهالي طبيا، من خلال إجراء عمليات جراحية للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليفها، مثل عملية جراحة الحنق المشقوق.
وتشير إلى ان فريقها يعمل على الحصول على التمويل اللازم لإجراء العمليات المعقدة.
أما الطبيب العراقي المتطوع مهند أكرم، فيذكر ان الفريق استطاع أن يعالج مرضى عديدين مجانا، مبينا أن العمليات التي يجريها الفريق تُجرى عادة في المستشفيات الأهلية، وهي مكلفة جدا بالنسبة للعائلات الفقيرة.
من جانبها، تقول سمية طه، وهي والدة إحدى المريضات المستفيدات من مبادرة “صحتك أولا”، أن ابنتها كانت تعاني مشكلات في فمها وأنفها بسبب تشوه خلقي، وأجريت لها سابقا عمليات عديدة، لكن دون جدوى، لافتة إلى ان الفريق التطوعي نجح في علاج ابنتها بعد أن أجرى لها عملية جراحية مجانا.
******************************************
تراكم النفايات في شوارع الوشاش
بغداد – أحمد علي عبد الله، كرار علي
تعاني منطقة الوشاش في جانب الكرخ، من ظاهرة غير لائقة بمكانتها، باعتبارها من أعرق مناطق العاصمة، حيث تتراكم النفايات في أماكن غير مخصصة لرميها، ما ينقل صورة سيئة عن المنطقة، ويعيق عملية الارتقاء بأوضاعها.
ويؤكد عدد من أهالي الوشاش لـ”طريق الشعب”، أن منطقتهم تفتقر للاهتمام الخدمي من قبل دائرة بلدية المنصور المعنية بخدماتها، مؤكدين أن الأهالي كثيرا ما يشكون من مشكلة ضعف خدمات النظافة، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أم عبر الشكاوى المباشرة لدى دائرة البلدية وأمانة العاصمة، لكن دون جدوى.
ويلفت الأهالي إلى أن “الجهات الخدمية ليس لديها سوى الأعذار والردود الجاهزة على شكاوينا بشأن الخدمات، ومن ذلك عدم توفر الإمكانيات”.
وفي السياق، يشكو سكان منطقة الجديدة التابعة إلى منطقة الوشاش، من تراكم النفايات في الشوارع وعلى الأرصفة بشكل “لافت للنظر”، لا سيما بالقرب من “مدرسة الابرار” الابتدائية.
ويقول عدد من السكان لـ”طريق الشعب”، أن النفايات أثرت سلبا على واقعيهم البيئي والصحي، وانها أصبحت ملاذا للحيوانات السائبة والقوارض، وتصدر عنها روائح كريهة تزكم الأنوف، مطالبين دائرة البلدية المعنية، برفع النفايات بانتظام، وتوفير حاويات كافية لجمعها.
****************************************
نحّالو كربلاء يتبرعون بشتلات رحيقية للمدارس
متابعة – طريق الشعب
أعلنت جمعية نحالي كربلاء التخصصية، أخيرا، شراءها شتلات رحيقية من صنفي “اليوكالبتوز” و”فرشة البطل”، لتوزيعها على مدارس المحافظة وأقضيتها ونواحيها من أجل غرسها في حدائقها.
وقال رئيس الجمعية علي عبد المهدي المرشدي، أن هذه المبادرة تأتي استمرارا لمبادرة سابقة مماثلة نُفذت هذا العام، مبينا في حديث الصحفي أن الشتلات تم شراؤها على نفقة النحالين وبعض المواطنين المهتمين بالزراعة والبيئة.
وأوضح أنه تم شراء ألف شتلة من “اليوكالبتوز” و150 شتلة من “فرشة البطل”، داعيا إدارات المدارس إلى “التواصل معنا لحجز الكميات المناسبة من الشتلات لغرسها في الحدائق المدرسية، مع حث الطلبة والتلاميذ على إدامة الشتلات وسقيها”.
********************************************
مواساة
- بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق كامل وناس (ابو باسم)، الذي توفي اثر أزمة قلبية.
كان الفقيد لصيقا بالحزب، متبنيا مطالب الناس.
له الذكر الطيب دوما ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.
كذلك تنعى اللجنة المحلية صديق الحزب حسون خليفة حمدان، وهو شقيق شهيد الحزب عبود خليفة.
له الذكر الطيب ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.
- اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، تتقدم بخالص التعازي والمواساة لناشط الحزب في ستينيات القرن الماضي الرفيق د. بشار تركي خليفة، بوفاة ابن شقيقه كريم تركي (احمد) اثر حادث مؤسف.
الذكرالطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.
- تعزي نقابة الميكانيك في اتحاد نقابات عمال البصرة الصديق رشيد الثعالبي بوفاة كريمته (سلوى).
للفقيدة الذكر الطيب وللصديق الثعالبي وذويها الصبر والسلوان.
************************************************
مدرسة تفرض على أولياء الأمور التعهد:الإدارة غير مسؤولة إذا انهارت البناية على بناتنا!
متابعة – طريق الشعب
تفاجأ ذوو طالبات “ثانوية ذات العيون” في منطقة شهداء السيدية ببغداد، أول أمس الثلاثاء، بطلب الإدارة توقيعهم على تعهد يخلي مسؤوليتها في حال سقطت بناية المدرسة المتهالكة على بناتهم.
ويقضي التعهد بأن تداوم الطالبة على مسؤولية ولي أمرها، وليس مسؤولية الإدارة، بالرغم من ان مبنى المدرسة عليه أمر إخلاء من قبل مديرية تربية الكرخ الثانية. شبكة “964” الخبرية تنقل عن أحد أولياء الأمور قوله، أن “المدرسة بُنيت في ثمانينيات القرن الماضي، أي منذ إنشاء المنطقة”، مشيرا إلى ان “مبنى المدرسة متهالك، وقبل نحو 9 سنوات حذرت الإدارة من احتمالية انهياره، لكن أي جهة حكومية لم تتدخل لترميمه أو إعادة بنائه”.
وفيما ينوّه إلى ان المبنى يعمل بدوامين صباحي ومسائي، لمدرستين ابتدائية وثانوية، يلفت إلى ان الإدارة أرسلت أوراق التعهد إلى أولياء الأمور، بأيدي بناتهم، وطالبتهم بالتوقيع عليها، ومن يرفض ذلك عليه نقل ابنته إلى مدرسة اخرى، في ظل عدم وجود مدارس بديلة قريبة!
*************************************************
الصفحة السادسة
السابع من أكتوبر إيلين سوبورغ*
ترجمة وإعداد: د. شابا ايوب
لقد مر عام على الهجوم الفلسطيني المضاد في 7 أكتوبر 2023. ماذا شهدنا خلال هذا العام؟
تماماً كما يتوقعه أي شخص لديه حد أدنى من المعرفة بتاريخ دولة إسرائيل، فقد شهدنا إبادة جماعية وحشية لسكان يزيد عددهم قليلاً عن مليوني نسمة، ويعيشون منذ عام 1967 تحت احتلال قاس في منطقة بحجم لانجلاند (1). ومُحاطة منذ عام 2007 بأسوار وجدران عالية مع عدد قليل جداً من نقاط التفتيش الخاضعة لحراسة مُشددة - والمعروف أيضاً باسم أكبر سجن خارجي في العالم - ومن دون إمكانية إطعام السكان ولكنهم يعتمدون كلّيا على المساعدات الغذائية ونظامهم التعليمي والصحة من الأمم المتحدة. مع قيادة مُنتخبة، يتم "الحكم" عليها من قبل إسرائيل وكل إمبريالية العالم الغربي كإرهابيين.
لقد رأينا إسرائيل الفاشية، المُسلحة والمدعومة سياسياً من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغنية التي تعتبر نفسها حامية الديمقراطية، تُطارد سكان غزة في جميع أنحاء القطاع إلى "المناطق الآمنة"، التي بعد بضعة أيام يتم قصفها.
غزّة مُدمّرَة بالكامل. ويتم قصف المناطق السكنية وإمدادات المياه والكهرباء والمدارس والمستشفيات وحتى الخيام، وتبقى الجثث والأطراف المقطوعة في الأنقاض، حيث يتجول الأطفال بحثاً عن عائلاتهم.
قُتِلَ أكثر من 50 ألف شخص وأصيب مئات الآلاف، بما في ذلك ما لا يقل عن ثلثي هذا العدد من النساء والأطفال، وتحوّلَ بقية السكان تقريباً مرة أخرى إلى وضع اللاجئين بسبب الجوع ونقص المياه والأوبئة.
وهذه ليست المَرة الأولى التي تشهد فيها غزة هذه الهجمات العنيفة. فمنذ عام 2007، عندما سحبتْ إسرائيل مستوطنيها من القطاع وأحاطتها بسياج، تقع هجمات بالقنابل كل عامين لمدة أسبوع، يُزعم أنها ناجمة عن إطلاق صواريخ من داخل القطاع باتجاه القرى الإسرائيلية، ولكن بشكل أكثر دقة فإن الهدف من هذه الهجمات هو لاختبار أسلحة جديدة، يتم تسويقها باستمرار في معارض الأسلحة الدولية على أنها "تم اختبارها في المعركة".
لقد تم إثبات استخدام القنابل الفسفورية والقنابل العنقودية وغيرها من أسلحة الحرب المُحرمة دولياً عدة مرات في غزة.
وتحت غطاء القتال في غزة، تزايدت أيضاً الهجمات على سكان الضفة الغربية، وارتفع عدد القتلى هناك إلى أعلى رقم منذ عدة سنوات، على الرغم من أنه قبل 7 أكتوبر كان بالفعل رقماً قياسيا لعام 2023.
ولكن أصبح من الصعب على نحو متزايد التعايش مع رد فعل ساستنا (المقصود السياسيين الدنماركيين) ووسائل إعلامنا على الفظائع التي ترتكبها إسرائيل، ساستنا وإعلامنا الذين يواصلون وصف كل من يدعم الفلسطينيين وقضيتهم العادلة بمعاداة السامية ودعم الإرهاب.
لقد وصفتنا ميتي فريدريكسن (2) بأننا بلا تاريخ!
ألم تعلم فريدريكسن بأمر إنشاء إسرائيل عام 1948 وما صاحبه من تطهير عرقي؟
ألم تعلم باحتلال إسرائيل غير القانوني للأراضي الفلسطينية عام 1967 والمستوطنات غير القانونية بموجب القانون الدولي؟
على أي شُجيرة كانت تقف هي ووسائل الإعلام برؤوسهم طوال هذه السنوات؟
ولحسن الحظ، شهدنا هذه المرة حشداً هائلاً من الاحتجاجات ودعماً للفلسطينيين، وهذا أمر جيد. ورأينا الكثير من الشباب، بما في ذلك العديد من ذوي الخلفية الشرق أوسطية، ينخرطون في تنظيم مظاهرات واجتماعات كبيرة في نهاية كل أسبوع. لم يسبق لنا أن رأينا هذا العدد الكبير من الناس في الشوارع، وأن اختيار وسائل الإعلام لمقاطعتهم والتعتيم عليهم هو أمر مُخز.
لكن المُظاهرات مستمرة، ويمكن على أقل تقدير رؤيتها في الشوارع، والشباب هم الذين يبذلون الكثير من الجهد العظيم فيها.
حرصتْ جنوب أفريقيا على رفع قضية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وكسبتها. ومن المؤلم، أن لا حكومتنا ولا الولايات المتحدة، ولا أي دولة في الاتحاد الأوروبي، ردَّت بعقوبات أو مقاطعة للأسلحة. هناك دعم كامل للإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل!
لكن الشباب في الجامعات الدنماركية منخرطون بقوة في المقاطعة الفكرية والأكاديمية لإسرائيل، وهو ما يتماشى تماماً مع طلاب الجامعات الأمريكية، الذين انخرطوا لسنوات عديدة بقوة في المقاطعة الرياضية والأكاديمية للجامعات الإسرائيلية.
وقد أدركوا شيئاً مهماً: الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها حمل إسرائيل على التخلي عن أعمالها غير الشرعية تجاه فلسطين هي العزلة التامة! إسرائيل يجب أن تقف وحدها في العالم مع ما تمارسه من إبادة جماعية وحشية وقمع وتدمير للأرض التي احتلتها منذ عام 1967.
لقد فعلنا ذلك في جنوب أفريقيا، وسقطَ نظام الفصل العنصري. وبوسعنا، بل وينبغي لنا، أن نفعل نفس الشيء مع إسرائيل، بحيث يتعين عليها أيضاً أن تتخلى عن سياسة الفصل العنصري التي تنتهجها.
ولذلك: ادعم كافة المنظمات والإجراءات المُقاطعة لإسرائيل. طالِبْ بمقاطعة الأسلحة الدنماركية (تيرما)، وأبلغ الصيدلية الخاصة بك أنَّك تريد مقاطعة الأدوية المُقلدة من شركة تيفا (3)، والتوقف عن شراء البضائع الإسرائيلية (صودا ستريم، والفواكه، وما إلى ذلك).
وادعم التظاهرات!
ــــــــــــــــ
* قيادية في الحزب الشيوعي الدنماركي وعضو لجنة العلاقات الخارجية
*عن جريدة الشيوعي الشهرية التي يصدرها الحزب الشيوعي الدنماركي.
(1) جزيرة صغيرة تقع في جنوب الدنمارك
(2) هي رئيسة وزراء الدنمارك حالياً وتنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي
(3) شركة تيفا للصناعات الدوائية هي شركة عالمية لصناعة الأدوية وتعتبر من كبريات شركات تصنيع الدواء في العالم ومقرّها الرئيسي في إسرائيل
**************************************************
38 منظمة دولية: الاحتلال يمحو شمال غزة والعالم يقف متفرجاً
متابعة – طريق الشعب
حيا عدد من النواب الاوروبيين، بهتافات تضامنية الشعب الفلسطيني، احتجاجاً على جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال في غزة ولبنان، خلال كلمة ألقاها مسؤول إسرائيلي.
جاء ذلك خلال أعمال الجمعية العامة الـ 149 للاتحاد البرلماني الدولي، المستمرة في مدينة جنيف السويسرية، وغادر النواب قاعة الاجتماع وطرقوا على الطاولات أثناء كلمة ممثل الاحتلال.
ويواصل الاحتلال حملة التجويع والتهجير لسكان شمال قطاع غزة، منذ اسبوعين، بينما لم تكف آلته الحربية عن ارتكاب المجازر في مختلف المناطق بالقطاع بهدف الإبادة الجماعية.
وعلى الجبهة اللبنانية، يواصل جيش الاحتلال قصف المدن والقصبات اللبنانية، ويوقع جراءها الكثير من الضحايا، فيما يتلقى يومياً مئات الصواريخ التي يطلقها حزب الله، والتي أدت في معظمها إلى وقوع خسائر بشرية ومادية في صفوف الاحتلال.
وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال
ودعت 38 منظمة إنسانية قادة العالم إلى التحرك الآن لإنهاء الفظائع التي يرتكبها الاحتلال في شمال قطاع غزة، مؤكدة أن الهجوم يتصاعد إلى مستوى مروع. وقالت المنظمات في بيان مشترك إنه "تم محو شمال غزة من على الخريطة"، معتبرة ما يحدث هناك "تهجيرًا قسريًا تحت نيران الأسلحة النارية". واستغرب البيان من استمرار وقوف العالم مكتوف الأيدي مع استمرار حكومة الاحتلال في ارتكاب الفظائع، مؤكدًا أن "قادة العالم ملزمون قانونيًا وأخلاقيًا بالتحرك الآن". وتابع، لقد أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ جميع التدابير في حدود سلطتها لمنع ارتكاب جميع الأفعال التي تندرج ضمن نطاق المادة الثانية من اتفاقية الإبادة الجماعية بما في ذلك "قتل أعضاء المجموعة؛ والتسبب في أذى جسدي أو عقلي خطير لأعضاء المجموعة؛ وفرض ظروف معيشية متعمدة على المجموعة تهدف إلى تدميرها المادي كليًا أو جزئيًا؛ وفرض تدابير تهدف إلى منع المواليد داخل المجموعة". لا يوجد دليل على أن إسرائيل التزمت بهذه الأوامر، وقد تزايد قتل الفلسطينيين. ودعت المنظمات جميع الأطراف إلى السماح للمنظمات الإنسانية بالوصول دون عوائق لتوصيل المساعدات على أساس الحاجة، دون تقييد الأنواع أو الكميات أو المواقع. وطالبت المنظمات في بيانها المشترك بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني. كما أنها طالبت زعماء العالم بأن يتصرفوا بما يتماشى مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية وأن يفوا بالتزاماتهم بعدم تسهيل أو دعم الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني.
يدعمون التجويع والموت مرضاً
وعلى ذات الصعيد، قال مسؤول إسرائيلي إنهم يراجعون رسالة من الولايات المتحدة طلبت فيها تحسين الوضع الإنساني في غزة أو المخاطرة بتقييد المساعدات العسكرية.
وتطلب الرسالة من الاحتلال اتخاذ خطوات خلال شهر لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.
ورداً على ذلك، قالت حركة حماس، إن "رسالة زيادة المساعدات لغزة خلال 30 يوما تعدّ غطاء كاملا لحكومة الاحتلال وتبريرا مفضوحا لمجازرها".
وأضافت حماس أن "مهلة الشهر تحمّل الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن استمرار جرائم التجويع والتعطيش والموت مرضا". وهي محاولة مكشوفة لتلميع صورتها الملطخة بدماء الفلسطينيين.
كذلك دانت حماس تصريح خارجية ألمانيا بشأن عدم ممانعة حكومتها من استهداف للمدنيين والمستشفيات، مشيرة إلى أن تصريحها وقح وخرق فاضح لاتفاقية 1948 لمنع الإبادة الجماعية واعتراف صريح بالمشاركة في دعم الاحتلال.
وكان وزير الخارجية الأمريكي سلم رسالة إلى وزير دفاع الاحتلال أكد فيها وجوب إجراء تعديلات مستوى المساعدات في غزة، وتطرقت إلى أن القانون الأميركي ينصّ على أن "الجهات التي تتلقى المساعدات العسكرية الأميركية لا تقوم برفض أو إعاقة تقديم المساعدات الإنسانية الأميركية بشكل تعسفي".
تنكيل وتعذيب وتهديد بالاغتصاب
يمارس جيش الاحتلال، أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين.
وبخصوص ذلك، تتحدث والدة الأسيرة براءة كرامة، عن تعرض أكثر من 90 أسيرة فلسطينية للتنكيل والاعتداءات انتقامًا بعد عملية طوفان الأقصى.
وتقول: إن "الأسيرات يبتن ليلتهن في معتقل هشارون الإسرائيلي في زنزانة قذرة مليئة بالبراز والبول لا تصلح إلا للحيوانات، وتوجد فيها كاميرات، فيما يبقى المرحاض مكشوفًا فلا جدار ولا فصل بين الغرف، ولا وجود لأي خصوصية.
من جانبه، يقول المحامي المتطوع في ملف الأسيرات حسن عبادي: إنه أكثر من انتقام "والانتقام كلمة هينة، إذ يعاقبون الأسيرات عقابًا كبيرًا". كما تخضع الأسيرات لممارسات مهينة على رأسها التفتيش العاري أثناء الاعتقال من المنزل، وخلال نقلهن إلى مراكز التحقيق والاعتقال وصولًا إلى سجن الدامون كما تعرضن للتهديد بالاغتصاب، بحسب المحامي.
في الأثناء، أكد نادي الأسير الفلسطيني أن "إدارة السجون الإسرائيلية تستخدم مرض الجرب الجلدي كـ (أداة لتعذيب) للمعتقلين الفلسطينيين في سجونها، مستحدثة قسمًا للسجناء أطلقت عليه اسم (الزومبي).
وذكر النادي، في بيان أن "مرض الجرب شكّل أحد أبرز الأمراض التي خرج الأسرى، وآثارها واضحة على أجسادهم، كما وأثبتت الفحوص الطبيّة إصابتهم بمشاكل صحية أخرى نتيجة لذلك".
وأضاف أن "إدارة السجون تستخدم مرض الجرب أداة لتنكيل وتعذيب الأسرى، كما حوّلت الحق بالعلاج على مدار عقود طويلة لأداة تنكيل".
ونقل النادي إفادة لأسير - لم يذكر اسمه - أفرج عنه، قال فيها إن "إدارة السجن صنفت القسم الذي كان به بـ (الزومبي) لما تركه المرض على هيئاتهم (الأسرى المصابون)".
وتابع أن "الغالبية من الأسرى الذين يتم الإفراج عنهم، يعانون من مشاكل صحيّة، ومنها مشاكل مزمنة وبحاجة إلى متابعة طبيّة".
تجريم الاحتلال والاعتراف بفلسطين
دعا بيان صادر عن مؤتمر "عام من الإبادة الجماعية في غزة.. التبعات الإنسانية والقانونية والسياسية في السياق الأوروبي"، عموم الشعب الفلسطيني والأقليات العربية والمسلمة ومناصري الحق الفلسطيني من الأوروبيين إلى الاستمرار وتكثيف فعالياتهم الضاغطة على صناع القرار السياسي الأوروبي بما يكفل إنهاء العدوان الإسرائيلي وإحقاق الحق الفلسطيني.
كما دعا المؤتمر الاتحاد الأوروبي وعموم هيئاته وصناع القرار فيه بإصدار قرارات سياسية واضحة تجرم الاحتلال الإسرائيلي وتطالبه بوقف انتهاكاته السياسية والقانونية بحق الأبرياء داخل قطاع غزة وعموم فلسطين.
وانعقد المؤتمر منتصف الأسبوع الجاري، في بروكسل، وناقش عددا من القضايا الإنسانية والقانونية والسياسية المتعلقة بالمعاناة والجرائم التي يتعرض لها قطاع غزة.
*********************************************
بعد الفيتو الرئاسي ضد تمويل الجامعات الحكومية احتجاجات مليونية غاضبة تعم الأرجنتين
رشيد غويلب
فشلت المعارضة البرلمانية بفارق ضئيل الأسبوع الفائت في محاولتها تجاوز النقض الذي استخدمه الرئيس الأرجنتيني الفاشي " خافيير ميلي" ضد مشروع قانون تمويل الجامعات العامة الذي أقره البرلمان.
وكان ميلي قد استخدم الفيتو الرئاسي في مساء التظاهرات الحاشدة التي شهدتها الجامعات الحكومية الأسبوع السابق. وتطلب الغاء الفيتو ثلثي أصوات النواب الحاضرين، أي 166. لكن 159 نائبا فقط صوتوا ضد الفيتو وامتنع خمسة عن التصويت. وحصلت الحكومة على 85 صوتا فقط. وقد عاشت الارجنتين سيناريو مماثلا، عندما استخدم الرئيس الفيتو ضد زيادة المعاشات التقاعدية. كان متوقعا أن يخسر الرئيس الفاشي هذه المعركة لولا الضغط على حكام الولايات، والدعم الذي تلقاه من الرئيس اليميني الأسبق مارسيو ماكري.
رد فعل غاضب
لم يكن رد فعل المجتمع الغاضب متوقعا. وشمل جميع أنحاء البلاد، لقد احتل الطلاب والتلاميذ أكثر من خمسين كلية ومدرسة ثانوية وتمت الدعوة إلى إضراب وطني. وعلى النقيض من الاحتجاجات السابقة، فإن هذه الاحتجاجات شملت جميع فئات المجتمع: من الطلاب إلى الموظفين والمحاضرين إلى مديري المدارس، بالإضافة إلى دعم أوساط واسعة من الشعب.
وانعكس هذا الغضب في الشارع، حيث طارد حشد من الطلبة نائباً وعضوين آخرين من حزب الرئيس في حرم جامعة لابلاتا. وخلال تصويت البرلمان على الفيتو الرئاسي، اندلعت احتجاجات بالقرب من البرلمان وتم اعتقال سبعة محتجين. وشمل غضب المحتجين إعلاميا فاشيا شهيرا، اضطرت الشرطة إلى حمايته بقوة كبيرة. واعتبرت جامعتان النواب الذين ايدوا فيتو الرئيس شخصيات غير مرغوب فيها. وحصلت حالات مماثلة في انحاء أخرى من البلاد.
وشمل الغضب الرئيس شخصيا، الذي قوبل بشعارات غاضبة وشتائم عند زيارته أحد المؤسسات التعليمية.
وعلى الرغم من أن الدعم لعمل الحكومة في تراجع مستمر، إلا أن الاحتجاجات السابقة لم تصل إلى درجة العداء والرفض الواسع، إلا بعد اندلاع الاحتجاجات الطلابية في الأيام القليلة الفائتة.
من الواضح أن التعامل مع حقوق المتقاعدين والطلبة، والاحتفال الفاحش بعد الفيتو على زيادة المعاشات التقاعدية، ومحاولة الحكومة قبل أيام قليلة إغلاق أهم مستشفى حكومي للأمراض العقلية في بوينس آيرس، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير. وعلى الرغم من تراجع الحكومة عن قرارها، بعد احتجاجات غاضبة، فجرها تسريح 600 من العاملين في المستشفى ومصير المرضى المجهول.
تبرير وقح
وتبرر الحكومة تخفيض التمويل بالالتزام بقانون الموازنة. وتساءل الرئيس بشكل استفزازي من أين ستأتي الأموال المطلوبة؟ ورد الرافضون لسياسات الحكومة، أن الأموال التي تخسرها الدولة نتيجة للإعفاءات الضريبية الأخيرة للأثرياء تساوي أو تتجاوز التخصيصات المفقودة للتعليم، وأن هذه التخفيضات تحدث عجزا في الموازنة، أعلى بكثير من تلك التي قد تسببها تخصيصات القطاع التعليمي الضرورية. وأن الإعفاء الضريبي الممنوح للقضاة يمكن أن يغطي الإنفاق على التعليم العالي.
طبيعة الاحتجاجات
تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليوني مواطن خرجوا إلى الشوارع، نصفهم في العاصمة بوينس ايرس التي تعد من أكثف المدن سكانيا. وكانت هناك تظاهرات ومسيرات في العديد من عواصم المقاطعات وكذلك في المدن الصغيرة. وقد دعت المنظمات الطلابية والمجلس الوطني المشترك بين الجامعات ونقابات المحاضرين والموظفين إلى ذلك. وحظيت الدعوة بدعم النقابات العمالية والأحزاب السياسية.
وشارك العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية، بما في ذلك أعضاء الأحزاب السياسية المقربة من الحكومة، مثل عمدة بوينس آيرس السابق، إلى جانب مشاركة شخصيات من المعارضة.
وشارك المرشح الرئاسي اليساري سيرجيو ماسا، كما دعمت الرئيسة اليسارية السابقة كريستينا كيرشنر إحدى المسيرات التي مرت أمام مكتبها. وكانت حكومتها، قد أسست 18 جامعة عامة جديدة، ثماني منها في منطقة بوينس آيرس الكبرى والبقية في المقاطعات، بهدف صريح يتمثل في منح المناطق المهملة سابقاً إمكانية أفضل للوصول إلى التعليم العالي. ومباشرة بعد توليها السلطة، ألغت حكومة ميلي خمسة مشاريع جامعية جديدة كان قد تم إقرارها.
وكالعادة، حاولت دوائر قريبة من الحكومة تشويه الدعوة للتظاهر. وانتشرت تقارير عديدة حول إساءة استخدام أموال دافعي الضرائب، والرواتب المفرطة، و"الطلاب الأشباح" المزعومين، ورفض الجامعات الخضوع لعمليات التدقيق. كما شارك الرئيس ميلي نفسه على تويتر وادعى أن الاحتجاجات كانت جزءًا من محاولة انقلاب وللحصول على امتيازات غير قانونية.
هذه القضية تثير قلقًا كبيرًا لدى الجمهور: فالمجتمع الأرجنتيني فخور جدًا بجامعاته العامة. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تأييد أغلبية كبيرة لمشروع قانون التمويل وضد الفيتو الرئاسي.
والأحزاب المقربة من الحكومة تدرك ذلك أيضاً، خاصة الأحزاب التي لديها رصيد في مجالس الطلبة. لقد عاقب الطلبة هذه الأحزاب في الانتخابات الأخيرة في جامعة بوينس آيرس، وخسر العديد من مواقها التقليدية لصالح قوى اليسار والوسط.
***********************************************
الصفحة السابعة
اليوم العالمي للنساء الريفيات تزايد الهجرة بسبب التغيّر المناخي
بغداد - نورس حسن
أغلقت أم حسين باب منزلها في الناصرية، مغادرة مدينتها بسبب أزمة الجفاف التي أثرت على مناطق الأهوار، وانتقلت إلى محافظة المثنى بحثًا عن فرصة عمل جديدة، حالها كحال العديد من الفلاحين الذين يعانون من تأثيرات التغير المناخي وانخفاض الإطلاقات المائية من دول الجوار.
تعاني من البطالة
أم حسين، الأرملة التي لها سبعة أبناء، كانت تعتمد على صيد الأسماك لكسب قوت يومها، لكنها تعاني الآن من البطالة بعد نفوق الأسماك والحيوانات بسبب الجفاف. لقد شكّل التغير المناخي في السنوات الأخيرة، وخاصة في المناطق الجنوبية، أكبر مشكلة للمزارعين ومربي الجاموس والصيادين، وأفقد مئات العوائل مصدر رزقها وأجبرها على النزوح. وتشير الباحثة والكاتبة نوال جويد إلى أن “الكثير من نساء المحافظات الجنوبية يُساهمن في إعانة عوائلهن اقتصاديًا من خلال العمل في الزراعة أو تربية المواشي، وبالتالي فإن التغير المناخي قد زاد من مستوى الفقر في هذه المحافظات”.
الحرمان من التعليم
وتؤكد جويد لـ “طريق الشعب” أن “أزمة الجفاف أجبرت العديد من الفلاحات على تقليص خططهن الزراعية أو الهجرة مع عوائلهن إلى محافظات أخرى بحثًا عن فرص عمل جديدة”.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة الريفية، تشير جويد إلى أن “معاناة النساء في المناطق الريفية لا تقتصر فقط على تداعيات التغير المناخي، بل تشتد أيضًا بسبب العادات المجتمعية التي حرمت العديد منهن من التعليم، بالإضافة إلى قلة المدارس وبعدها عن مناطق سكنهن”. وفي هذا السياق، تؤكد وزيرة شؤون المرأة السابقة، أزهار الشيخلي، أن “المرأة الريفية تعد عنصرًا أساسيًا في العملية الزراعية، حيث تساهم في جميع مراحل الزراعة. لكن، للأسف، لا تنال ثمار جهدها، وغالبًا ما تتعرض للاستغلال. كما يؤدي ضعف قطاع التعليم وقلة المدارس القريبة من منازلهن، إلى حرمانهن من فرص التعليم”.
غياب الخدمات الصحية
وفي المجال الصحي، توضح الشيخلي لـ “طريق الشعب” أن “النساء بحاجة إلى خدمات صحية مثل المستوصفات المتنقلة وحملات التوعية بشأن تنظيم الأسرة والوقاية من الأمراض”. وتلفت الانتباه إلى أن “التغيرات المناخية زادت من حالات الإصابة بأمراض السرطان وبالإجهاضات المتكررة”. وتعتبر الشيخلي أن القطاع الزراعي يعاني من تحديات كبيرة بسبب الباب المشرع للاستيراد بلا حدود، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية المزارعين، وخاصة النساء. وتتمنى أن تحظى المرأة الريفية بالاهتمام من الجهات المعنية، خاصة من وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، ولتسليط الضوء على واقعها ومطالبها.
ظلم مزدوج
وتؤكد المديرة التنفيذية في شبكة النساء العراقيات، أمل كباشي لـ “طريق الشعب”، أن “المرأة الريفية تواجه أوضاعًا صعبة للغاية، حيث تعاني من ظلم مزدوج نتيجة لتقييد حقوقها وصعوبة الوصول إلى التعليم والعمل”. وتضيف أن “دورها في بناء المجتمع غالبًا ما يُعتبر غير مرئي”. وتشير كباشي إلى أن “المرأة الريفية لا تزال تعمل دون أجر، وتفتقر إلى أدوات الزراعة، مما يزيد من صعوبة وضعها في ظل تفاقم الأزمة المناخية”، مضيفة بأن “واقع حال النساء في المناطق الريفية يحتاج إلى رؤية حكومية شاملة لمعالجة تحدياتها، فالمبادرات الحكومية ما زالت خجولة ولم ترتقِ إلى مستوى الفعالية المطلوبة”.
أما بشأن التغيرات المناخية، فتؤكد كباشي أنها أثرت بشكل كبير على مصادر الرزق، حيث أدت إلى انخفاض مناسيب المياه ومنع الزراعة، مما زاد من مساحة الأراضي غير المزروعة. لقد فقدت النساء في الأهوار، واللاتي يعتمدن على صيد الأسماك وتربية المواشي، القدرة على كسب عيشهن بسبب الجفاف، مما يزيد من معاناتهن وصعوبة تحقيق مستوى معيشي كريم.
***********************************************
مجداً لك ايتها العراقية المنتفضة
حوراء فاروق
تحل هذه الأيام الذكرى الخامسة لإندلاع إنتفاضة تشرين الباسلة، التي لعبت فيها المرأة العراقية، دوراً متميزاً لإنتزاع الوطن المستلب من مخالب الفاسدين المتحاصصين، وتحقيق العدالة والمساواة والديمقراطية ومنع أية انتهاكات للحقوق والحريات التي نص عليها الدستور.
ولم يكن هذا الدور غريباً عن المرأة العراقية التي ساهمت إلى جنب الرجل في جميع الصفحات النضالية التي عرفها تاريخ المعارك الوطنية لبلادنا منذ ثورة العشرين مروراً بالانتفاضات الفلاحية ضد الإقطاع والحكم القبلي والاضرابات العمالية في كاورباغي والسكك والنفط والميناء والزيوت والكهرباء وغيرها والإنتفاضات الشعبية في كانون 1948، وتشرين 1952 و 1956 وفي ثورة تموز 1958 ثم في التصدي للدكتاتوريات المتعاقبة على حكم عراقنا وحتى يومنا الحاضر، حيث صار معروفاً لدى العالم كله بأن العراقية والعراقي يأبيا الضيم ولن يقبلا بالاستبداد والظلم، بالجوع والفقر، بالأمية والبطالة، بالتخلف والتمييز، مهما كانت التضحيات.
وإذا كانت المرأة الأكثر تعرضاً للقهر دائمًا والأكثر تضرراً من الأزمات والصراعات، فإنها كانت الأجدر بتلبية نداء الوطن، محبطة مساعي حبسها في البيوت ومنعها من القيام بواجاتها الوطنية من جهة والدفاع عن حقوقها في المساواة مع الرجل وفي التعليم والعمل والصحة والكرامة الإنسانية من جهة اخرى.
وإذ تستعيد نساؤنا ذكرى الانتفاضة فإنها تستلهم تلك الوثبة من أجل مواصلة الكفاح من أجل ذات الهدف، ومن أجل مكافحة العنف الأسري وزواج القاصرات وحرمان النساء من الميراث، من أجل توفير فرص عمل للنساء وضمان تعليم جيد ومجاني للجميع، ورعاية صحية للإمهات والحوامل، من أجل حضانة الأمهات لفلذات كبدهن، من أجل عراق يزدهر في الرجال والنساء معاً، جناحين لا غنى لهما في رحلة التنمية والتقدم.
لنمض معاً، فالوطن مازال مستلباً.
**********************************************
الإبادة الإنجابية مستمرة في غزة
متابعة – طريق الشعب
حذر ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في فلسطين، نيستور أوموهانغي،مؤخرا، من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين النساء الحوامل والمرضعات، بسبب الظروف الصحية القاسية التي تعيشها النساء في غزة جراء الحرب الاستعمارية.
فخلال مؤتمر صحفي عقب زيارة له إلى قطاع غزة، قدم أوموهانغي أرقامًا مقلقة حول معاناة النساء، خاصة الأمهات، في القطاع. وأعرب عن قلقه إزاء الظروف الصعبة التي تواجهها النساء والفتيات نتيجة الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، والتي أدت إلى أزمات نزوح وتفشي الفقر والتجويع الممنهج، بالإضافة إلى تأثير الحصار على فرص نجاة النساء الحوامل والأمهات.
وحذر أوموهانغي من أن أكثر من 17 ألف امرأة حامل على حافة المجاعة، في حين تعيش 11 ألف امرأة حامل في ظروف شبيهة بالمجاعة. وأشار إلى أن “سوء التغذية والقلق يؤثران سلبًا على الرضاعة الطبيعية لثلاثة أرباع الأمهات الجدد، في وقت يفتقر فيه السوق لحليب الأطفال”.
وتحدث أوموهانغي عن تفاقم معاناة النساء الحوامل، حيث يوجد حاليًا 49 ألف امرأة حامل، ومن المتوقع أن تلد 4000 منهن قريبًا. وأكد أن نقص الرعاية قبل وبعد الولادة يزيد من مخاطر الإجهاض والوفيات أثناء الولادة.
كما تطرق إلى تأثير الحرب على الصحة الإنجابية للنساء والفتيات، مشيرًا إلى أن “اكتظاظ الملاجئ ونقص النظافة يزيدان من معاناة النساء في غزة، حيث تفتقر حوالي 700 ألف امرأة وفتاة للمنتجات الصحية اللازمة للتعامل مع الدورة الشهرية”.
استخدم الاحتلال الإسرائيلي نهجًا مدمراً ضد البنية التحتية، مما أثر سلبًا على فرص سكان غزة في النجاة، خاصة المصابين جراء القصف والنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة. حاليًا، لا يعمل سوى 16 مستشفى جزئيًا من أصل 36 في القطاع، وثلاثة منها على وشك الإغلاق بسبب عمليات الإخلاء القسري.
ووصف أوموهانغي تداعيات تدمير البنية الصحية على الأمهات والحوامل، بقوله “خلال زيارتي لوحدة العناية المركزة في مستشفى ناصر بخان يونس، رأيت ثلاثة أطفال حديثي الولادة يتشاركون حاضنة واحدة.
وقد أخبرني الموظفون أن هؤلاء الأطفال يعتبرون من المحظوظين، حيث أبلغني الأطباء عن تزايد حالات الإجهاض وتشوهات القلب بين الأطفال حديثي الولادة”.
***************************************************
إجراءات وزارة العمل تفاقم معاناة النساء وذوي الاحتياجات الخاصة
بغداد – طريق الشعب
تعاني العديد من النساء ذوات الاحتياجات الخاصة وكبيرات السن من إجراءات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التي تفرض قطع الرواتب بحجة تجاوزهن “خط الفقر”.
تقول سارة جاسم (35 عاماً)، وهي من ذوات الاحتياجات الخاصة لـ”طريق الشعب”، إن راتب الرعاية الاجتماعية الخاص بها، الذي لا يتجاوز 200 ألف دينار شهرياً، تم قطعه بحجة أن والدها على قيد الحياة، مما يعني أنها لا تستحق الدعم. وتضيف سارة أنها قدمت “تظلمًا إلى اللجنة القانونية للحماية الاجتماعية، لكن قرار اللجنة جاء بناءً على مسح ميداني أثبت أنها فوق خط الفقر”.
وجود الإثاث
أما نجمة جبر، فتتحدث عن قطع راتبها وراتب ابنها الذي يعاني من مرض ضمور الأعصاب. وتقول لـ “طريق الشعب” إن الباحث الاجتماعي زار منزلهم وسجل وجود أثاث مثل الثلاجة والتلفاز ومبردة الهواء إضافة إلى طباخ، مما أدى إلى قرار قطع الراتب بحجة أن هذا الأثاث يدل على تجاوزهم خط الفقر، رغم عدم وجود دخل ثابت سوى راتب الرعاية الاجتماعية.
وفي هذا السياق، يشير باحث اجتماعي فضل عدم ذكر اسمه لـ “طريق الشعب” إلى أن “هناك تعليمات ملزمة للباحثين تتعلق بجمع المعلومات عن دخل الأسر وأثاث المنازل، لكن الكثير من هؤلاء الباحثين لا يأخذون البعد الإنساني بعين الاعتبار”.
لم يستبعد تقبل الرشوة
كما لم يستبعد الباحث إمكانية قبول بعض الباحثين للرشوة لتسجيل معلومات غير صحيحة عن الأسر المستحقة للدعم”. ويؤكد أن “الرواتب المخصصة للرعاية الاجتماعية، رغم زيادة أعداد المستفيدين منها، تظل غير كافية ولا تسد حاجة المعوزين اليومية أمام ارتفاع الأسعار، خاصة وأن أغلب المستفيدين هم من كبار السن ويعانون من أمراض مزمنة”.
إجراءات التقديم معقدة
من جهته، يعتبر المحامي جعفر عبد الله أن إجراءات التقديم للحصول على رواتب الرعاية الاجتماعية معقدة، إذ تتطلب موافقات يصعب على المواطن العادي الحصول عليها، مثل الترشيح عبر مكتب الوزير أو نائب برلماني.
ويشير إلى أن “زيادة الشمول بالرعاية الاجتماعية خطوة ضرورية، لكنها لم تراع عدم معرفة الكثير من المواطنين بالنظام الإلكتروني الذي حصر التقديم في فترات معينة، مما أجبر البعض، خاصة النساء، على الاستعانة بمحامين لمساعدتهم في التقديم، بينما عجز آخرون عن التقديم بسبب الرواتب الهزيلة والإجراءات المعقدة”.
************************************************
عين المرأة.. الفتيات الصغيرات في يومهن العالمي
انتصار الميالي
ربما لا تعرف ملايين الفتيات الصغيرات بوجود يوم عالمي لهن، في خضم الكثير من المناسبات الدولية التي خصصت للدفاع عن حقوق المرأة، وهي المناسبات التي تتوقف العبرة من وجودها على تطبيق ما يتخذ فيها من قرارات لرفع الحيف عن النساء في ارجاء العالم، حيث تبقى هذه الأيام بلا معنى بدون ذلك.
جاء الاعتراف بيوم 11 تشرين الاول من كل عام، يوماً للطفلة والفتاة الصغيرة، بهدف إذكاء التفكير بالمتطلبات الأساسية لحماية حقوق الفتيات وتوفير الفرص لتحسين حياتهن، وزيادة الوعي بالكثير من قضاياهن وحقوقهن مثل الحق في التعليم، والتغذية، والرعاية القانونية، والرعاية الصحية، والحماية من التمييز والعنف، ومنع التزويج القسري والمبكر.
وترتبط حلول بعض المشاكل المعقدة مع بعضها وتتداخل احياناً، فمثلاً يساعد تعليم الفتيات على تقليل معدل زواج الأطفال وتحسين التنمية الاقتصادية وتطوير اليد العاملة من خلال مساعدة الفتيات المتعلمات في الحصول على وظائف وعمل لائق. وتحتاج هذه الحلول لإجراءات عاجلة، تبعث الأمل في النفوس وتنبع من رؤية الفتيات الصغيرات أنفسهن للمستقبل.
ويكتسب هذا اليوم أهمية ايضاً في سياق الجهود لتقليل حرمان الفتيات من حقوقهن ومن حق اختيار مستقبلهن، وفي مساعدتهن لمواجهة تحديات أزمة المناخ العالمية والصراعات والفقر ومخاطر ضياع المكتسبات التي تحققت بشق الأنفس في مجال حقوق الإنسان والتشريعات. ومن أجل تحقيق ذلك تحتاج الفتيات لدعم المناصرين والمدافعين الذين يستمعون لأحتياجاتهن ويستجيبون لها، وبتوفيرالدعم والموارد والفرص، فإمكانات وطاقات أكثر من 1.1 مليار فتاة في العالم لا حدود لها، ويكون التأثير أكثر فعالية واستدامة، وبالتالي تصبح الأسر والمجتمعات والاقتصاديات أقوى.
لقد أظهرت الظروف الاخيرة على مستوى البلدان التي تواجه خطر الحروب مثل العراق وفلسطين وسوريا واليمن ولبنان والسودان، قدرة الفتيات على الصمود في مواجهة الأزمات وثقتهم بالمستقبل، رغم العنف والتحرش والاستغلال والإساءة ضد النساء والفتيات داخل الأسرة وخارجها، والذي اصبح للأسف أمرًا طبيعيًا في العراق، وغالبًا ما يكون الأقارب الذكور هم الجناة، مما يتوجب معه القيام بإجراءات تهدف الى توفير بيئة تتسم بحماية واحترام جميع الفتيات.
كما اصبح مهما الاستماع لأصوات الفتيات الصغيرات، والحاجة إلى التصدي للتحديات التي تواجههن وتأمين حقوق الإنسان المكفولة لهن، والحق في التمتع بحياة آمنة والحصول على التعليم والصحة، فإن الفتيات لديهن القدرة على تغيير العالم، وتمكينهن اليوم يجعلهن غداً عاملات وأمهات وموجهات ورئيسات أسر، وقياديات مجتمعياً وسياسياً. إنهن الشريكات في حل مشاكل تغير المناخ والصراع السياسي والنمو الاقتصادي والوقاية من الأمراض وبناء السلام وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.
**************************************************
الصفحة الثامنة
لماذا الرائحة الكريهة لهواء بغداد؟
رعد موسى الجبوري
حين كنا صغارا اعتاد سكان بغداد، أيام الصيف، النوم على سطوح منازلهم، وكان البناؤون يراعون أسلوب الحياة هذا، فغالبية المنازل تحتوي على حجرة ملاصقة للسطح يسمونها “البيتونة”، وهذه هي محل لخزن الأغطية والفراش الصيفي وكذلك لحفظ ملابس الشتاء في موسم الصيف.
والأساس لهذا التقليد هو جودة ونوعية الهواء الطيبة التي تتوفر في بغداد أثناء فصل الصيف الخالي من الأمطار غالبا. وبعد سنوات طويلة في بلاد الغربة عدت لبيت والدي وكنت متلهفا للنوم على السطح، ضحك إخوتي: وقالوا لي لا تستطيع، فأصوات المولدات ورائحة الديزل المحروق تملأ الهواء. كان هذا عام 2004.
في الأسابيع الأخيرة تصاعدت الأصوات تشتكي من هيمنة رائحة كبريت كريهة على أجواء العاصمة بغداد وضواحيها وكما غطى دخان كثيف خانق مناطق شمال بغداد وصولا إلى شرقها، مما أثار قلق السكان من أسباب انبعاث الدخان بهذا الحجم وانتشاره في بغداد بجميع أنحائها.
وكالعادة وكما يقول المثل العربي: بعد أن “الفأس وقعت بالرأس” صرحت وزارة البيئة العراقية على لسان الوكيل الفني لوزير البيئة، أن سبب انتشار الروائح مؤخرا “ظواهر مناخية وطقسية نتيجة تعرض العراق إلى تيارات مختلفة بالإضافة لتغير اتجاه الرياح وارتفاع درجات الرطوبة”. وانتفض رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني فكون لجنة لدراسة “الظاهرة”. وفي نفس الوقت علق عراقيون آخرون: أن الرائحة ليست جديدة فعليا، إذ سبق أن تحسستها أنوف العراقيين في فترات متباعدة قبل سنوات وحتى قبل عقود.
إن مشكلة تلوث الهواء هي مشكلة تراكمية تراكمت منذ زمن طويل نتيجة الإهمال وقلة الوعي والسياسات غير الهادفة وغير المسؤولة. ولقد نبه كاتب هذا المقال في عدة مجالات إلى ضرورة اتخاذ السياسات الصحيحة من قبل الجهات ذات الشأن، فذكر بصدد سياسة النقل مثلا: “ وأيضا فإن سياسة النقل العادلة اجتماعيا تعني تمكين جميع الناس، بغض النظر عن الدخل والوضع الاجتماعي، من التمتع بجودة حياة عالية خالية من انبعاث غازات العوادم والضوضاء الضارة. وعلى وجه الخصوص، يجب أولا وقبل كل شيء تقليل النقاط والتقاطعات التي تسبب الانبعاثات نتيجة حركة المرور. إن أساس العمل من أجل نقل عادل اجتماعيا وفعال لا ينحصر فقط في القضاء على الآثار المباشرة للانبعاثات، ولكن عليه أيضا خلق بيئة صالحة للعيش (مناطق السكن). كما يعتبر تقليل انبعاثات الغازات الضارة وثاني أكسيد الكربون أمرا ضروريا للمجتمع ككل.” وفي مجال الإسكان: “إن التعويل على البناء الجديد فقط بدون صيانة وإدامة وتأهيل الأبنية القديمة المتوفرة لحل ازمة السكن هو رهان خاسر. فإضافة لتخريب البنية الاجتماعية للمدن العراقية وما يعقبه من مشاكل اقتصادية يشكل ذلك تهديدا خطيرا للبيئة الطبيعة، فمن الواضح أن البناء الجديد وحده لا يساعد لكنه يدمر البيئة، فلإنتاج كميات الإسمنت الهائلة والخرسانة الضرورية للبناء الجديد يتم بث كميات هائلة من غاز ثاني اوكسيد الكاربون، فالإسمنت تتم صناعته من الجير عن طريق فصل ثاني أوكسيد الكاربون.” وذكر” ولبناء المدن الجديدة يتم تغطية وغلق مساحات كبيرة إضافية من سطح التربة بواسطة الخرسانة والاسفلت للطرق وللمباني وبذلك يتم منع تسرب مياه الأمطار لتكوين المياه الجوفية والقضاء على الغطاء النباتي وسطح التربة المفتوح والدُبال الذي يصطاد ثاني أكسيد الكربون من الهواء، فيتم تخزين حوالي 1500 مليار طن من الكربون في التربة في جميع أنحاء العالم - أي ثلاثة أضعاف ما تمتصه جميع الغابات. فكل مبنى جديد يشكل انتهاكا بيئيا. وللتذكير: نحن بحاجة إلى التربة حتى يمكن جمع وتكوين المياه الجوفية وتخزين ثاني أكسيد الكربون.” وفي مجال الطاقة كتب: “ الهدف من التوافق البيئي هو التأكد من أن سياسة الطاقة تأخذ البيئة في الاعتبار وتتخذ تدابير وقائية فيما يتعلق بإمدادات الطاقة. ومن ضمن عوامل المخاطر البيئية ما يلي: انبعاثات الملوثات أو الغازات الدفيئة الناتجة عن استخراج واستخدام النفط الخام والغاز الطبيعي والوقود..”
إن مدى جودة الهواء، يظهر من خلال مؤشر جودة الهواء، ويتم حسابه من التركيزات المقاسة لملوثات: منها ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت والغبار الناعم (PM₁₀ وPM₂,₅) والأوزون، مع تحديد النتيجة الإجمالية الأكثر أهمية للصحة من بين التركيزات المقاسة. ومراقبة ذلك تتم بشكل مستمر، من خلال زرع حساسات مراقبة في المواقع المفتاحية في المدينة. للأسف لازال العراق متخلفا في هذا المجال ولا يمتلك سياسات ولا أنظمة إدارة للحفاظ على جودة البيئة ومنها جودة الهواء.
فاحتل العراق المرتبة السادسة الأسوأ في تقرير جودة الهواء العالمي لعام 2023 وفي تصنيفات المدن، وجاءت بغداد في المرتبة الخامسة الأسوأ في العالم.
تعزى أسباب تلوث الهواء إلى ثلاثة أسباب أساسية، أولا: نشاطات الانسان مثل (توليد الطاقة، النقل، السكن، الصناعة...الخ)، ثانيا: نتيجة عمليات ونشاطات الطبيعة مثل (البراكين، المستنقعات التي تفرز غازات الميثان، العواصف الترابية...الخ)، وثالثا: نتيجة نشاطات بشرية تسبب في عمليات تلوث طبيعية (مثل التصحر، تغيير الجغرافية والطبوغرافية الطبيعية مثل إنشاء المستنقعات...الخ).
وكما أن النشاط البشري يغير ويؤثر على تغيير مكونات الهواء ويؤدي إلى تلوثه فيمكن للبشر أيضا من خلال إجراءات وسياسات صحيحة أن يحافظوا على نقاوة الهواء أو تحسين جودته. وهنا تلعب المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني دورا أساسيا في ذلك.
ويشكل وضع قوانين واتباع سياسات واضحة في مجال النقل والمواصلات وفي مجال الإسكان والبناء وفي قطاع توفير واستخدام الطاقة أساسا حاسما في هذا الصدد.
وفي المجالات التي تستخدم المكائن والمحركات، مثل السيارات والمصانع وحتى الأدوات الكهربائية المنزلية يجب وضع معايير لكفاءة هذه المحركات. فالمحركات القديمة أو غير الكفؤة وخاصة للسيارات المستوردة من بلدان لا تراعي الجودة وتبث غازات ضارة في الهواء أكثر من توليد طاقة نافعة للحركة، وهذا ما نلاحظه في شوارع بغداد وبكثرة.
للأسف لم تتصد مؤسسات الدولة المعنية، مثل مجلس النواب والمؤسسات التنفيذية، لموضوع التلوث بالشكل المناسب، بل أن كثيرا من الإجراءات الحكومية أخذ يساهم في تعاظم المشكلة. ومن هذه الإجراءات التوجه الذي يثير التساؤلات ويجري باسم الاستثمار من استغلال الأراضي والمناطق الخضراء وإغلاقها وختمها بالخرسانة والاسفلت لتشييد “مساكن” لاهي بأثمان رخيصة للشعب ولاهي إضافة بيئية للمدن العراقية، أو الحملة الدعائية لبناء المجسرات باسم القضاء على الاختناقات المرورية والتي ستزيد من استعمال السيارات التي تبث مزيدا من الغازات المضرة وترفع من نسب تلوث الهواء. وتبقى أزمة تزويد الكهرباء والاعتماد على المولدات ذات محركات الاحتراق غير الكفوءة أحد أسباب التلوث الأساسية.
وبالضد من فشل واخفاقات المؤسسات الرسمية يقوم المجتمع المدني في العراق بمبادرات جيدة لتحسين الوضع، مثل حملات التشجير وتوسيع المناطق المزروعة والخضراء. ومن الضروري تشجيع وتعزيز هذه النشاطات، وهي تشكل أسلوبا مهما في رفض وعزل الفاسدين المهيمنين على مؤسسات الدولة.
ويبقى الحل الجذري وهو اعتماد ووضع سياسات بيئية شاملة واضحة ومتوافقة في كافة المجالات. وعلى البرلمان أن يقوم بواجبه بتشريع القوانين المناسبة والمنسجمة مع حجم التحديات. فمثلا من الضروري تطوير القوانين التي تخص:
1 - تراخيص البناء فلا يسمح لأبنية تستهلك الطاقة بشكل مفرط، وفرض نسبة التشجير والمناطق الخضراء في كل مبنى.
2 - مشاريع النقل والطرق بحيث تكون هناك دراسة للجدوى والتأثير البيئي للمشروع، ويناقش أمام الجمهور بشكل شفاف.
3 - ترخيص المكائن والمحركات وخاصة ذات الاحتراق الداخلي، ومنع استعمال المحركات والمكائن غير الكفوءة والملوثة للبيئة.
4 - تشجيع وتحفيز استخدام وسائل توليد الطاقة المتجددة.
5 - معالجة النفايات ومعالجة مطامر النفايات غير النظامية داخل المدن وحولها.
6 - معالجة مياه المجاري والصرف بشكل نظامي وتقليل انبعاث الغازات منها.
7 - تشجيع وتحفيز مبادرات المجتمع المدني في المجالات البيئية بشكل خاص.
ويترتب على الجهات المعنية القيام بإجراءات عاجلة لتحسين البيئة والحد من الانبعاثات الملوثة وتحسين جودة الهواء لتعود بغداد ومدن العراق كما كانت مناطق لائقة بسكن المواطن.
*******************************************************
ضعف الرقابة الصحية وأثره على المواطنين
طارق العبودي
الملاحظ في بعض المناطق السكنية وفي الشوارع العامة وفي الساحات وفي البيوت أن يتم ذبح المواشي والأغنام بشكل عشوائي ومزاجي وكيفي بعيداّ عن الرقابة الصحية والإشراف والفحص الطبي والسلامة الصحية، ويمكن أن تشمل بالذبح حتى المواشي المصابة بالمرض أو على وشك الموت من قبل أصحابها باعة المواشي، ثم يتم بعد ذلك عرضها للبيع للمواطنين في محلات القصابين أو على المارة في الشوارع العامة، وكان من السياقات الصحية المفروض بعد الفحص من قبل الرقابة الصحية في مجازر الذبح الرسمية يختم بختم الصحة للإشارة للتأكد من سلامته تجنبا للأوبئة والأمراض التي تصيب المواطنين بشكل عام ثم يتم عرضه للبيع، ويلاحظ بأسى وألم من قبل المواطنين وهم يشاهدون الأغنام والمواشي وهي تسرح وتتجول في شوارع المدينة مما تخلق منظرا مقززا ومؤسفا وحالة بداية متخلفة لا تسر الناظر.
ويحدث هذا أمام أنظار الجميع وخصوصاّ الجهات الصحية صاحبة المسؤولية في متابعة ومحاسبة مثل هكذا أمور التي لها مساس مباشر بصحة وحياة المواطنين وجمال المدينة.
الملاحظ بأن أغلب الدول التي تحترم شعبها وتحرص على توفير الصحة والسلامة لمواطنيها نراها تهتم بشكل استثنائي بهذا الجانب بحيث تخضع جميع المواد الغذائية وخصوصاّ اللحوم إلى المتابعة والرقابة الصحية وتبعدها من التعرض إلى الغبار وحرارة الجو من خلال عرضها بعد الذبح في حافظة من الزجاج تحت حرارة معتدلة لبيعها للمواطنين.
أسلوب اللامبالاة وعدم المراقبة والمتابعة من قبل الجهات الرسمية لمثل هكذا حالات مهمة التي تتعلق بحياة وسلامة المواطن هو تعبير عن الفوضى واستشراء الفساد الذي يعم جميع مؤسسات ومرافق الدولة.
عندما يتبادر إلى الذهن طرح سؤال عابر من المواطنين لماذا حياة وسلامة الناس في العراق رخيصة في حسابات المسؤولين الفاسدين؟ يبادر إلى الذهن الجواب وبشكل عفوي من الأغلبية بأن الحاكمين والمتنفذين في الحكومة ليسوا رجال دولة إنما هم طلاب سلطة لا تعنيهم حياة وسلامة الناس ومستقبل وتطور بلد بقدر اهتمامهم بمنافعهم وامتيازاتهم ومصالحهم الشخصية، وما يلاحظ من فساد ونهب لأموال الشعب وانعدام الخدمات والفوضى السياسية دليل على فشل هذه المنظومة التي تتشبث بالمحاصصة وتقاسم السلطة بعيداّ عن معيار الكفاءة والنزاهة والمهنية والتعلق بالنفس الطائفي بعيداّ عن وحدة النسيج المجتمعي.
*******************************************************
جدلية الصراع بين العولمة الأمريكية وطريق الحرير الصيني
خليل ابراهيم العبيدي
كانت ولا زالت الولايات المتحدة تقف وراء العديد من الأزمات الاقتصادية، بدءا من أزمة عام 1929 مرورا بأزمة الثمانينيات وصولا إلى أزمة عام 2008، واليوم يقف العالم على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة بعد أن توقع المختصون أن الركود الاقتصادي الأمريكي أدى إلى تراجع واضح في أسعار الاسهم والسندات، بل وتضاعف ذلك التراجع على عملة البيتكوين حتى وصلت إلى 54،5 الف دولار، والسبب يعود بالدرجة الأولى إلى التوجه الاقتصادي الأمريكي نحو انتاج الحرب وازدياد نفقات وزارة الدفاع حتى وصلت التخصيصات لهذه الوزارة إلى تريليون دولار بعد أن كانت 600 مليار دولار .
أن ما يخصصه البيت الأبيض من أموال طائلة لأغراض الحرب الروسية الأوكرانية ونفقات المارينز وسفنهم العائمة قبالة أغلب دول العالم أو الأساطيل الراسية في الخلجان، او أن تقطع الأساطيل الامريكية آلاف الأميال البحرية للوصول إلى مياه الصين لحماية تايوان، أو محاولة خلق الحروب في بحر الصين الجنوبي عند الفلبين، أو مؤخرا التحريك اليومي لسفنها شمالا وجنوبا او شرقا في جغرافية الشرق الأوسط سيما البحر المتوسط لحماية إسرائيل برغم معرفتها أن الأخيرة تمارس أبشع أنواع الحروب تدميرا في غزة وتقتل أهلها المدنيين بسلاح وعتاد أمريكيين، وتمنح اسرائيل المنح المالية والقروض العسكرية مما يثقل الاقتصاد الأمريكي وتدفع بالخزانة للاقتراض، حتى بلغ إجمالي القروض الأمريكية 31،7 تريليون دولار، أي ما يعادل 127 بالمائة من الناتج القومي الأمريكي، يقابل ذلك جمهورية الصين الشعبية باقتصادها المتنوع الذي ينتج ما يحتاجه العالم من سلع بشروط سخية وأسعار تنافسية، كما وان لبكين خزين عال من سندات الخزانة الأمريكية، ولها وفرة دولارية عالية، خرجت بها إلى العالم منذ عقدين اضافة إلى اليوان الصيني بطريق الحرير السلمي صانع التنمية ، لا بالأساطيل صانعة الأزمات الاقتصادية ، لذلك فإن جدلية الصراع قائمة بين وسائل الحرب الأمريكية بعد أن وصلت الرأسمالية إلى أعلى مراحلها ، كما أشار لذلك لينين منذ عقود، وبين وسائل الترغيب الصينية وعروضها المغرية في التنمية الزراعية في افريقيا والتنمية الصناعية في أمريكا اللاتينية، وهنا معنا في دول جنوب غرب آسيا سيما العراق وبعض الدول العربية، تقف الصين لتتعامل بالعملات المحلية تارة وبالنفط مقابل التنمية تارة أخرى وهي اسهل السبل لتحقيق المنافع المتبادلة، ففي العراق مثلا وقفعت الصين اتفاقية النفط مقابل مشاريع متنوعة بدأتها بإنشاء عشرة آلاف مدرسة، وهي الحاجة المقدرة للمدارس في العراق، وبحسب وزارة الخارجية فإن حجم التبادل التجاري بين العراق والصين بلغ أكثر من 50 مليار دولار خلال العامين الأخيرين ، والصين ليست بحاجة للأساطيل أو قواعد عسكرية لتحمي مصالحها في العراق ، إنما التعامل قائم وفقا لما تعنيه العلاقات الدولية التي هي سلسلة تبادل للسلع والأفكار والعيارات النارية ، التي لا حاجة للصين بها في العراق أو الدول التي تبني معها مصالح مشتركة، وهذا الأمر بات يغيض الولايات المتحدة وهي تقف اليوم حجر عثرة أمام طريق الحرير وتمنع العراق من سلوكه للوصول إلى التنمية المستدامة ، وهنا جدلية دائمة لصراع المصالح الدولية ، فمقابل حرية التجارة التي تنادي بها الصين وفقا لسياسة للسوق (العرض والطلب )، في حين أخذت الولايات المتحدة عكس ثوابتها الكنزية تفرض الحمائية التجارية على السلع الصينية وآخرها فرض رسوم نسبة 100بالمائة على استيراد السيارات الكهربائية من الصين، وهناك أيضا رسوم على الصناعات الإلكترونية الصينية أو رسوم عالية على تقنية الاتصالات حتى وصل الأمر بها إلى محاربة أو غلق فروع شركة هواوي.
إن الصراع القائم بين الصين والولايات يأخذ اليوم اتجاهين الأول اقتصادي محموم ، والثاني عسكري مضموم، فالصين تمنع الولايات المتحدة عسكريا من التدخل في مسألة تقرير السيادة على بحر الصين الجنوبي، والصين ايضا تطالب الولايات المتحدة بعدم الاشتراك عسكريا في مسألة تايوان وفقا لمبدأ وحدة الأراضي الصينية وحدود السيادة التي أقرها مؤتمر فينا عام 1815، وحسب ما يرى الخبراء فإن جدلية الصراع قائمة ، ما دامت الولايات المتحدة لا تعترف بتعدد الأقطاب، وما دامت تعتقد أن الحروب الإمبريالية كفيلة بتحقيق السيادة على العالم .
*************************************************
الصفحة التاسعة
توخيل مدرباً جديداً لإنكلترا
لندن ـ وكالات
أعلن الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم في بيان رسمي تعيين الألماني توماس توخيل مدرباً لمنتخب إنكلترا، المعروف بـ "الأسود الثلاثة".
ووفقاً للبيان، سيتولى توخيل تدريب الفريق بدءاً من 1 كانون الثاني 2025، ليخلف المدرب المؤقت لي كارسلي. وسيتعاون مع توخيل في مهمته الجديدة المدرب الإنكليزي أنتوني باري. وأشار الاتحاد إلى أنه تم الاتفاق مع توخيل منذ الأسبوع الماضي، حيث وقع المدرب البالغ من العمر 51 عاماً على عقده في 8 أكتوبر الجاري، وتم تأجيل الإعلان الرسمي حتى نهاية فترة التوقف الدولي للحفاظ على تركيز اللاعبين. وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، سيحصل توخيل على راتب سنوي يصل إلى نحو 6 ملايين جنيه إسترليني، ومن المقرر أن يستمر مع الأسود الثلاثة حتى نهاية مشوار الفريق في بطولة كأس العالم 2026.
في الوقت نفسه، سيستمر كارسلي كمدرب مؤقت للمنتخب حتى نهاية العام، حيث سيقود الفريق في مواجهتين ضد اليونان وأيرلندا في دوري الأمم الأوروبية الشهر المقبل.
**************************************************
بعد الهزيمة أمام كوريا الجنوبية بسبب الأخطاء الفردية دعوات لتجاوز الخسارة والتركيز على قادم المباريات
متابعة ـ طريق الشعب
أعرب المدرب قحطان جثير عن تفاؤله بشأن مستقبل منتخب العراق في تصفيات آسيا الحاسمة المؤهلة لكأس العالم 2026، رغم الخسارة المثيرة التي تعرض لها الفريق أمام كوريا الجنوبية بنتيجة 3-2. المباراة أقيمت على ملعب يونجين ميريو، وشهدت تراجعاً في موقف العراق بالمجموعة بعد فوز الأردن على عُمان 4-0، مما وضع المنتخب العراقي في المركز الثالث بفارق الأهداف عن النشامى.
وأكد جثير أن الأداء الجيد للمنتخب، رغم الأخطاء الفردية، كان بإمكانه أن يحقق نتيجة إيجابية مثل الفوز أو التعادل. وأشار إلى أهمية اعتماد الفريق على أسلوب لعب جماعي والتمريرات القصيرة، معتبراً أن المدرب الإسباني خيسوس كاساس ينبغي أن يعزز هذا الأسلوب الذي يشتهر به الكرة الإسبانية.
كما شدد جثير على ضرورة ثقة اللاعبين في قدراتهم، مشيراً إلى أن منتخب أسود الرافدين يعتبر من أكثر المنتخبات استقراراً في آسيا، ويضم لاعبين مميزين مثل أيمن حسين ويوسف أمين. ورغم التحديات، أكد أن التصفيات ما زالت مستمرة، وأن بإمكان العراق تحقيق الانتصارات في المباريات القادمة.
وفي نفس السياق، أشاد المدرب عباس عطية بأداء المنتخب الوطني، مشيراً إلى التنظيم الجيد في الشوطين. ورغم الأخطاء الفردية، اعتبر أن المنتخب قدم مستوى مقبولاً أمام الفريق الكوري القوي، حيث تُرجمت فرصهم القليلة إلى أهداف. وأكد عطية أن الفرصة ما زالت قائمة للتأهل، إذا استمر الفريق في أدائه الحالي.
بدوره، ألقى المحلل الكروي صفوان عبد الغني اللوم على اتحاد الكرة لافتقاره بسبب عدم وجود لجنة منتخبات تناقش مع المدرب اختياراته في المباريات المصيرية، مشددا على ضرورة إعداد قائمة من اللاعبين الجاهزين قبل مواجهة منتخب الأردن.
عبد الغني اعتبر أن بعض الأسماء في القائمة الأساسية لا تستحق التواجد بسبب تراجع مستواها، مما يؤثر سلباً على أداء الفريق. كما دعا الجهاز الفني إلى تجاوز مباراة كوريا الجنوبية والتركيز على التحضير لمباراة الأردن، مع ضرورة تصحيح الأخطاء السابقة. وأشار إلى أهمية الدعم والتركيز على تحقيق الحلم، دون المبالغة في توجيه اللوم للاعبين، مع التأكيد على أهمية النقد البناء.
ووصل المنتخب الكوري الجنوبي إلى النقطة العاشرة في صدارة الترتيب العام للمجموعة الثانية، فيما توقف رصيد العراق عند النقطة السابعة في المركز الثالث بفارق الأهداف عن الأردن الوصيف.
وسيواجه المنتخب العراقي نظيره الأردني على ملعب البصرة الدولي في الرابع عشر من تشرين الثاني المقبل ضمن منافسات الجولة الخامسة من التصفيات، بينما سيلاقي المنتخب العماني في مسقط ضمن الجولة السادسة في التاسع عشر من الشهر ذاته.
***************************************************
استقالة مدرب الكاظمية لكرة القدم
متابعة ـ طريق الشعب
أعلن مدرب فريق الكاظمية لكرة القدم، علي بهجت، عن استقالته من قيادة الفريق الصاعد حديثاً إلى مصاف الدوري الممتاز.
وفي تصريح صحفي، أكد بهجت أن استقالته جاءت لأسباب صحية وعائلية، مشيراً إلى أنه سيلتحق بدورة تدريبية فئة (B) قبل الانتقال إلى معايشة تدريبية خارج العراق مع أندية ذات مستوى عالٍ.
وأضاف بهجت أنه يطمح للعودة إلى دوري نجوم العراق في المستقبل، مؤكداً استعداده لاستثمار خبراته المكتسبة في تطوير مسيرته التدريبية.
*******************************************************
مانشستر يونايتد يمنع السير أليكس فيرغسون من دخول غرفة الملابس
مانشستر ـ وكالات
قرر مانشستر يونايتد منع السير أليكس فيرغسون، المدرب التاريخي للنادي، من دخول غرفة الملابس الخاصة بالفريق في أولد ترافورد، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. ويأتي هذا القرار كجزء من تغييرات جديدة في سياسة النادي، حيث طلب من فيرغسون ومجلس إدارة مانشستر يونايتد عدم دخول غرفة الملابس، مما يكسر تقليداً متبعاً منذ أيام السير مات باسبي. كما أعلن مانشستر يونايتد في وقت سابق عن فسخ عقد فيرغسون كسفير للنادي، وهو عقد تقدر قيمته بعدة ملايين، في إطار برنامج شامل لخفض التكاليف.
يُعتبر منع فيرغسون من دخول غرفة الملابس خطوة مثيرة للجدل، خاصةً وأنه يُعتبر المدرب الأكثر نجاحاً في تاريخ النادي. وعلى الرغم من ذلك، نفى مانشستر يونايتد بشكل مباشر حظر دخول فيرغسون، موضحاً أن الأمر تم بالاتفاق وأن هناك "تفاهمًا جماعيًا" حول المسموح لهم بالتواجد في غرفة الملابس. يُذكر أن زيارة غرفة الملابس كانت جزءاً أساسياً من ثقافة مانشستر يونايتد لعقود، حيث كان يُرحب دائماً بفيرغسون وأعضاء مجلس الإدارة السابقين مثل ديفيد جيل ومايك إديلسون.
************************************************
ميسي يرفض الاعتزال ويعادل رقم كريستيانو رونالدو القياسي
بوينيس أيريس ــ وكالات
أظهر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رغبة قوية في مواصلة التألق على الساحة الرياضية، بعد قيادته منتخب بلاده لتحقيق فوز ساحق على بوليفيا في الجولة العاشرة من تصفيات كأس العالم 2026. حيث سجل ميسي ثلاثية (هاتريك) وقدم تمريرتين حاسمتين، ليعزز موقع الأرجنتين في صدارة المجموعة. وبعد هذا الأداء الرائع، بلغ ميسي هدفه رقم 846 في مسيرته الاحترافية، مما جعله يتصدر قائمة هدافي التصفيات الحالية برصيد 6 أهداف. كما حقق إنجازًا بتسجيله 10 ثلاثيات مع المنتخب، معادلًا الرقم القياسي للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو. وفي حديثه بعد المباراة، أكد ميسي أنه لا يفكر في الاعتزال، حيث قال: "الحقيقة هي أنني لم أحدد موعدًا نهائيًا، أنا فقط أستمتع بكل شيء". وأعرب عن سعادته بالتواجد مع المنتخب، مشيرًا إلى شعوره كطفل عند لعبه. ميسي، الذي يقترب من نهاية الموسم مع إنتر ميامي، أضاف أنه يسعى لإنهاء الموسم بشكل جيد ويخطط للإعداد الجيد للموسم الجديد، مشددًا على أهمية الاستمتاع باللعب ومساعدة الفريق. مع استمرار الأرجنتين في صدارة تصفيات أمريكا الجنوبية برصيد 22 نقطة، يبدو أن الطريق نحو كأس العالم 2026 مفتوح أمام ميسي وزملائه، مما يثير تساؤلات حول مستقبل النجم الأرجنتيني في الملاعب.
************************************************
وقفة رياضية.. إعداد فرق الفئات العمرية أساس الاحتراف
منعم جابر
مع اتفاق اتحادنا بكرة القدم مع اللاليغا الإسبانية على تنظيم دوري كرتنا العراقية أصبحنا نحسب حسابات دوري المحترفين ودخلنا في عالم الاحتراف وبدأت فرقنا اتفاقات مع اللاعبين والمدربين وربما بخطوات جديدة وبعقود مع الإدارات والأطباء والمشرفين وكل المختصين والمحسوبين على كرة القدم ومنها ملاعب التدريب وأهمية توفرها إضافة لامتلاك الأندية للملاعب المنظمة وحسب مقاسات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ومع كل الحسابات والشروط الدولية والاستقلالية المالية للأندية وحساباتها الجارية، لكن المهم والضروري جداً لاستمرار إدامة الفرق المشاركة في دوري نجوم العراق فلابد لدوام هذه الوضعية هي تواجد مجموعة من فرق الفئات العمرية وبأعمار متدرجة ابتداءً من 12 سنة ولغاية 23 سنة حيث تواجد هذه المجموعة المكونة من أربعة مواليد تحت 15 سنة وتحت 17 سنة وتحت 19 سنة وتحت 21 سنة وتواجد هذه الفئات العمرية تعني سياسة صحيحة تساهم في تواصل الأجيال من اللاعبين ولا تترك إمكانية التلاعب وإضاعة أي فرصة للتقدم.
فالعمل الاحترافي الصحيح قائم على تواصل الأجيال والاستخدام الصحيح للمراحل السنية وهذا ما ثبت لنا بالتجارب، أي هناك لاعب ينضج ويكتمل في سن الـ 17 سنة وهذه من صفات المواهب (والفلتات الكروية) وهناك من ينضج في سن الـ 21 سنة ولهذا نبدأ بالعمل مبكراً من أعمار صغيرة ونقطف ثمارها سريعاً. لهذا نقول لأحبتنا في الأندية الرياضية إن مطالبة اللاليغا في أول خطواتها هي العمل الجاد مع هذه الفئات العمرية لأنها ستشكل أساسا مهما للاعبي المستقبل والفرق العراقية المحترفة، والشيء المهم الآخر هو الاهتمام بنوعية المدربين المشرفين على هذه الفئات العمرية من حيث السمعة الحسنة والأخلاق الطيبة والمعرفة العلمية بالجوانب التربوية والأخلاقية، ونؤكد هنا على المدربين العاملين مع هذه الفئات وقدراتهم التدريبية والأساليب والطرق التدريبية وأسلوب إيصال المعلومات للاعبين الصغار. وهنا نصل إلى أهمية الثقافة وحداثة المعلومات وجديتها لتشكل حافزاً للاعبي الفئات العمرية للاستزادة والتشوق للتدريب. إننا ومن خلال خبراتنا في الملاعب والساحات نطالب أنديتنا بالاعتماد على الكفاءة التدريبية والقدرة على إيصال المعلومات للاعبي المستقبل من الفئات العمرية. إن العمل الاحترافي الذي أصبح واقعاً وحقيقة ساطعة يتطلب من انديتنا التعامل الموضوعي والذكي مع هذه المرحلة التي تتطلب الإخلاص والتضحية ونكران الذات لقيادة هذه الفرق والسعي لتحقيق الإنجازات والنتائج ليس من حيث الفوز والخسارة بل من أجل إقامة تجربة احترافية صحيحة بعيدة عن كل أساليب الفساد والتلاعب بالمال العام. ولترفع جميع الأندية المشاركة في دوري نجوم العراق ويكون شعارها المركزي هو من أجل رياضة بعيدة عن كل محاولات الفساد والافساد.
إن الاهتمام والرعاية لفرق الفئات العمرية هي تواصل وتجديد للأجيال من اللاعبين الجدد والإضافات للفرق المحترفة وتواصل الأجيال وتصبح من أولويات الأندية المحترفة العمل على خلق وصناعة اللاعبين الجدد من خلال سياسة الاهتمام بالفئات العمرية ورعاية المواهب الذي هو أساس العمل الاحترافي والقائم على التجديد والابداع. لهذا ندعو جميع الأندية العراقية بالاهتمام بفرق الفئات العمرية لأنها مصدر للاعبين المبدعين والمواهب التي تساهم في تطور ونهوض الكرة العراقية وتساهم في تحقيق المكاسب المالية للأندية المحترفة وتشكل أحد المصادر الأساسية لتنمية أموال الأندية وتحقيق مكاسبها.
******************************************************
بيلينغهام يتفوق على مبابي في قائمة أغلى الأشقاء بالعالم
مدريد ـ وكالات
تصدر الإنكليزي جود بيلينغهام، لاعب خط وسط ريال مدريد، قائمة أغلى الأشقاء في العالم، بمساعدة شقيقه جوب بيلينغهام المحترف في صفوف سندرلاند. ووفقاً لموقع "ترانسفيرت ماركت"، تبلغ القيمة التسويقية لبيلينغهام وشقيقه 189 مليون يورو، حيث تُسجل 180 مليون يورو لبيلينغهام و9 ملايين يورو لجوب، البالغ من العمر 19 عاماً.
جاء الشقيقان بيلينغهام في الصدارة متفوقين على المهاجم الفرنسي كيليان مبابي وشقيقه إيثان مبابي، اللذين احتلا المركز الثاني بقيمة إجمالية بلغت 182 مليون يورو، حيث تبلغ قيمة مبابي 180 مليون يورو وإيثان 2 مليون يورو.
في المركز الثالث، جاء الثنائي الفرنسي ثيو ولوكاس هيرنانديز بقيمة 105 مليون يورو، تلاه ماركوس وكيفرين تورام بقيمة 100 مليون يورو. الشقيقان الألمانيان ليروي وسيدي ساني احتلا المركز الخامس بقيمة 80.35 مليون يورو.
على الرغم من احتفاظ بيلينغهام ومبابي بقيمتهما التسويقية، تلقى الثنائي صدمة معنوية بعد تراجعهما في قائمة أغلى لاعبي العالم، حيث جاء إيرلينغ هالاند وفينيسيوس جونيور في المركزين الأول والثاني بقيمة 200 مليون يورو لكل منهما. هذا التقدم يُعتبر نقطة إضافية تعزز من فرص فوز فينيسيوس بالكرة الذهبية، بالنظر إلى إنجازاته الكبيرة الموسم الماضي.
فيما يتعلق بالأداء، شارك جود بيلينغهام في 8 مباريات مع ريال مدريد هذا الموسم ولم يسجل أي أهداف، لكنه قدم تمريرتين حاسمتين. بينما سجل كيليان مبابي 7 أهداف وقدم تمريرة حاسمة في 11 مباراة، بمجموع 887 دقيقة لعب.
***************************************************
الصحة العاشرة
ترجمة الروايات.. طبق الإبداع «البايت»
بروين حبيب
سألني بعض القراء المتابعين حين اطلع على مقالي الأسبوع الماضي أين يجد الترجمة العربية لرواية «أصدقائي» للكاتب البريطاني الليبي هشام مطر؟ فأجبته ضاحكة، لكنه ضحك كالبكاء بأن عليه الانتظار بضع سنوات ليتمكن من قراءتها بلغة الضاد، في حين أن ترجمتها الفرنسية صدرت بعد يومين فقط متزامنة مع الطبعة الأصل الإنجليزية. وحين أبدى استغرابه أخبرته أن أشهر كتب هشام مطر أعني مذكراته «العودة: آباء وأبناء والأرض بينهما» لم تترجم إلى الآن إلى العربية، رغم أنها صدرت منذ ثماني سنوات (2016) وحازت جوائز عديدة ومنها جائزة البوليتزر بعد سنة من صدورها، وتُرجمت إلى أكثر من عشرين لغة، وصنفت أخيرا في قائمة «نيويورك تايمز» ضمن أهم مئة كتاب في القرن الواحد والعشرين، فكم سنة على القارئ الذي لا يتقن سوى اللغة العربية أن ينتظر لقراءتها؟
وتأخّر ترجمة الروايات العالمية إلى لغتنا ليس ظاهرة جديدة، ولا تنقصنا الأمثلة على ذلك يكفي أن نذكر أن رائعة نابوكوف «لوليتا» انتظرت أكثر من ثلاثة عقود لتصدر مترجمة إلى اللغة العربية، على يدي سهيل إدريس، وهل كان من الطبيعي أيضا أن ننتظر أكثر من خمس عشرة سنة حتى يحصل ماركيز على جائزة نوبل لنستمتع بقراءة أيقونة الواقعية السحرية «مئة عام من العزلة» بلغتنا، وكانت جائزة نوبل في الأدب – حين ينالها روائي – دائما دافعا أساسيا لتسابق الناشرين إلى ترجمة روايات الفائز إلى اللغة العربية، فلولاها ما كنا سمعنا بالروائي التنزاني ذي الأصول اليمنية عبد الرزاق قرنح، رغم أن مواضيع رواياته تهم القارئ العربي فهي تتناول قضايا الهجرة والاستعمار والعنصرية وتمازج الثقافات، ورغم أنه لم يكن نكرة قبل نوبل، فقد كتب عشر روايات ناجحة وصل بعضها قبل ربع قرن من نيله جائزة نوبل إلى قائمة البوكر القصيرة سنة 1994، وإلى قائمتها الطويلة سنة 2001، تفاجأ المثقفون العرب على اختلاف أطيافهم بفوزه، وتفاجأوا أكثر أنهم لم يجدوا له رواية واحدة منقولة إلى لغتهم.
وأذكر مثالا آخر، فحين كتبت مقالي «حيز الخلود» قبل أربع سنوات في هذه الصحيفة عن الروائية آسيا جبار، لم يكن قد تُرجم لها إلى العربية سوى سيرتها الذاتية «بوابة الذكريات» مع أنها أشهر كاتبة جزائرية تكتب باللغة الفرنسية، ونُشرت روايتها الأولى «العطش» منذ قرابة سبعين سنة ولها أكثر من خمس عشرة رواية، كما كانت أول كاتبة عربية تحظى بعضوية الأكاديمية الفرنسية عام 2005 قبل أمين معلوف بسنوات. ورغم وفرة أبناء بلدها من الجزائريين خصوصا والعرب عموما الذين يترجمون عن اللغة الفرنسية، ووجود جائزة أدبية باسمها في الجزائر ما زلنا بشوق لقراءة كتاباتها بالعربية. لا أنكر أن هناك مؤسسات كبيرة تهتم بالترجمة على رأسها المركز القومي للترجمة في مصر، الذي وضع نصب عينيه ترجمة ألف كتاب في السنة كما جاء في موقعه الرسمي، رغم اعترافه أن هذا الرقم متواضع جدا مقارنة ببلد مثل إسبانيا، حيث يصل نصيب كل مليون مواطن إسباني إلى 250 كتابا مترجما، في حين أن نصيب كل مليون مواطن عربي حوالي كتاب مترجم واحد. كما أن هناك مشاريع لتمويل الترجمة من خلال برامج ترعاها دول عربية أو ملحقات ثقافية أجنبية، إلا أننا ما زلنا بعيدين عن الحدّ الأدنى المقبول، فلا يزال ميدان ترجمة الروايات (وترجمة باقي التخصصات لا يختلف عن ذلك) يعاني من الارتجال والفوضى وقلة الاحتراف في كثير من الأحيان، دون ذكر التعدي على حقوق الملكية الفكرية، رغم القوانين التي من المفترض أن تكون رادعة. لكن لبعض الناشرين إبداع يحسدون عليه في التحايل عليها، لعل أطرفها ما قام به أحد الناشرين من تغيير عنوان رواية أمبرتو إيكو الشهيرة «اسم الوردة» إلى «الجنس في الكنيسة» مراهنا على الغرائز في ترويج الرواية، وهروبا من أصحاب الحقوق الأجانب.
ومن المفارقة – وهو أمر يعطّل أيضا سرعة ترجمة الروايات المهمة ـ أننا نجد في الوقت الذي نشتكي فيه من غياب روايات مفصلية في الأدب العالمي عن الساحة العربية، نجد في المقابل عدة ترجمات لرواية واحدة، ورجوعا إلى المثال السابق عن رواية «مئة عام من العزلة» التي بقيت مركونة في أدراج هيئة الكتاب في مصر سنتين، حين ترجمها سليمان العطار لولا أن نفض عنها الراحل صلاح عبد الصبور الغبار وكان رئيسا للهيئة آنذاك، وأمر بطباعتها، ومنذ تلك اللحظة حَلِيَتْ في عيون الناشرين، فنجد لها في المكتبات قرابة عشر ترجمات مختلفة، ومن المنطقي أن واحدة منها فقط لها حقوق الترجمة، في حين استمدت البقية حقوقها من الربح المضمون من وراء بيع رواية رائجة مثلها. وبمقارنة بسيطة مع حضور هذه الرواية في اللغة الإنكليزية، نجد لها ترجمة واحدة فقط صدرت قبل 54 سنة قام بها غريغوري راباسا، وكانت متقنة إلى الحد الذي قال عنها ماركيز نفسه بأنها تفوقت على نصه بالإسبانية. ولم يجد الناشرون ولا المترجمون حاجة لتشويش القارئ بترجمات مكررة، بل توجهوا إلى مشاريع أخرى، وما أكثر الروايات اللاتينية الرائعة التي تنتظر نظرة من مترجم عينه في الأغلب على ما سبقت ترجمته، وضُمِنَ رواجه سعيا وراء الربح لا غير. ما الداعي الأدبي لنجد لروايات مثل «الأمير الصغير» لسانت إكزوبري، أو «الغريب» لكامو، أو «مزرعة الحيوان» لأرويل قرابة عشرين ترجمة باللغة العربية، تجعل القارئ في حيرة في المفاضلة بينها مع غياب حركة نقدية تتتبّع الترجمات وتبيّن جيدها من رديئها؟ قد تكون إعادة الترجمة مبررة وهو أمر شائع في الأدبيات الغربية، إذ نجد لـ«محاكمة» كافكا، أو «البحث عن الزمن المفقود» لبروست، أو «الحرب والسلام» لتولستوي أكثر من ترجمة، لكن يحدث ذلك لدواعي واضحة كأن يقترب المترجم الجديد أكثر من الخصائص الأسلوبية للروائي الأصلي، فبعض الروايات تُرجمت بلغة أدبية راقية مبتعدة عن لغة الروائي، التي قد يكون ذات خصوصية أو مطعّمة بلهجة عامية مما يفقد الترجمة روحها، وهذا مفهوم بل مطلوب، أو لسبب آخر مثلما ذكره الكاتب حسونة المصباحي عن دواعي إعادة ترجمة رواية أورويل «1984» حين كتب بأن «الترجمة الجديدة تخلت عن الماضي لصالح الحاضر، لكي يكون الواقع المرعب الذي تصفه الرواية أكثر حضورا. كما أنها ابتكرت عبارات وأوصافا تتناسب بشكل بديع مع أجواء الرواية الكابوسية، ومع خصوصيات الأنظمة الشمولية التي برع جورج أورويل في وصفها». فهذه من جملة الأسباب المعقولة لإعادة الترجمة، لكن أن تُترجم الرواية خمس عشرة مرة ليس لذلك من مبرر سوى الرغبة في الربح لا غير، والارتجال مع غياب تام للتنسيق بين دور النشر، أو حتى بين المترجمين فمؤكد أنه ليس وضعا صحيا، وتصبح هذه التعددية غير مبررة أكثر في وقتنا الحالي، حيث يمكن أن نعرف فيه بكبسة زر واحدة هل أن العمل مترجم سابقا أو غير مترجم مع سهولة الحصول عليه بصيغة إلكترونية في اللحظة نفسها.
لماذا لا تعاد ترجمة بعض الأعمال التي نقلت عن لغة وسيطة وليس عن لغتها الأصلية، فروايات دوستويفسكي بالعربية منقولة عن الفرنسية وليس عن الروسية مباشرة، رغم جمال لغة سامي الدروبي، وينسحب ذلك على روايات شهيرة مثل «كافكا على الشاطئ» لموراكامي المترجمة عن الإنكليزية و«بلد الثلوج» لكواباتا المترجمة عن الفرنسية، بل يتسع ذلك ليشمل أغلب الإنتاج الأدبي المكتوب بغير اللغات الثلاث الإنكليزية والفرنسية والإسبانية. وإذا كانت الترجمة خيانة – كما يقال – فالنقل عن لغة وسيطة خيانة مزدوجة، تُفقد النص الأصلي الكثير من روحه.
ولأني لا أعرف لغة موليير أتمنى أن أقرأ بالعربية بعض ما لفت انتباهي من روايات أصبحت ظاهرة مثل «رهينة» لسارة ريفنس.. فهل سأضطر لانتظار يمتد لسنوات، إن كان في العمر بقية حتى تتحقق أمنيتي البسيطة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*شاعرة وإعلامية من البحرين
“القدس العربي” – 15 أيلول 2024
*******************************************************
في جامعة ميشيغن اسم فلسطين محظور بقرار إداري
ريم ياسر
وجّه عدد من الفنانين اتهامات إلى جامعة ولاية ميشيغن بالرقابة على نشاط الفنانين، بعد إلغاء إدارة الجامعة حفلاً فنياً كبيراً في متحف برود للفنون (Broad Art Museum) في الحرم الجامعي. ألغي الحفل بسبب وجود عمل فني تضامني مع الشعب الفلسطيني في معرض “كولاج الشتات” الذي يستضيفه المتحف، ويضم عدداً من الفنانين من بورتوريكو.
الحفل الملغى من دون سابق إنذار، كان مخصصاً لافتتاح عدد من المعارض التي يستضيفها المتحف، ومن بينها معرض “كولاج الشتات”، ومعرض “رؤية بزاوية 360 درجة” الذي يضم مجموعة من تصاميم المعمارية العراقية الراحلة زها حديد. إلى جانب معرض “شاهد عيان” للفنانة الفلسطينية سامية حلبي الذي افتتح في حزيران الماضي، وهو تظاهرة استعادية تسلط الضوء على مسيرة حلبي المهنية، وتستمر حتى منتصف كانون الأول المقبل.
صرحت مديرة مركز الدراسات البورتوريكية وإحدى المشرفين على معرض “كولاج الشتات”، يومايرا فاسكيز، بأن إدارة الجامعة أقدمت على إحداث تغييرات جذرية على المعرض من دون التنسيق مع المشرفين عليه. تمثلت هذه التغييرات، كما تقول فاسكيز، في نقل عمل الفنانة الكويتية البورتوريكية علياء فريد إلى جدار مختلف من مساحة العرض، لا يسمح برؤية العمل كاملاً. لم تكتف إدارة الجامعة بنقل العمل إلى زاوية غير مرئية فقط، بل وضعت إلى جواره عدداً من اللافتات للإشارة إلى أن عمل فريد يتضمن محتوى إشكالياً.
تقول فاسكيز إنها فوجئت عند توجهها إلى المتحف بصحبة الفنانة الفلسطينية سامية حلبي وعدد آخر من الفنانين المشاركين بأن الحفل قد أُلغي. أُبلغت فاسكيز كما تقول بإلغاء الحفل عبر بريدها الإلكتروني وهي في طريقها إلى مقر المتحف. قالت حلبي التي سبق أن ألغي معرضها الشخصي في جامعة إنديانا قبل شهر من موعده في شباط الماضي إنها لم تُبلغ رسمياً بإلغاء الحفل، بل علمت ذلك من خلال أحد المنشورات على “إنستغرام” قبل وقت قصير من موعد الحفل.
عبر حسابها على منصة إكس، وصفت فاسكيز إلغاء الحفل بهذه الطريقة وتدخل إدارة الجامعة في عمل الفنانة علياء فريد بأنه أحد أكثر التصرفات جبناً وخسة التي تعرضت لها في حياتها. عمل فريد المشار إليه (عنوانه “احتجاج”)، يعتمد على صورة فوتوغرافية كبيرة تعود إلى عام 1973 لمجموعة من مواطني بورتوريكو وهم يتظاهرون خارج برلمان بلادهم تضامناً مع الفلسطينيين والعرب واحتجاجاً على المساعدات الأميركية للاحتلال الإسرائيلي. ووفقاً لمنظمة المعرض يومايرا فاسكيز، لم تبد إدارة الجامعة أيّ اعتراض على العمل حين قُدّم إليها قبل أشهر، ولم يكن لدى القيمين على المعرض أي انطباع بأن هناك رفضاً له من قبل إدارة الجامعة.
رداً على هذه الاعتراضات، أعلنت الجامعة في بيان لها أنها قررت إلغاء حفل افتتاح معارض الخريف واستبداله بجولة خاصة للضيوف والفنانين بسبب الشكاوى التي وردت إليها عن أحد الأعمال في معرض “كولاج الشتات”، في إشارة إلى عمل الفنانة علياء فريد. ادّعى البيان الذي نشرته الجامعة أن العمل المشار إليه يخالف السياق العام لمجتمع الجامعة الذي يضم دارسين وأعضاء هيئة تدريس من مختلف الثقافات والتوجهات، وأن الإدارة قد أقدمت على نقل العمل للحفاظ على بيئة الجامعة التي تتميز بالشمول والاحترام للجميع.
رداً على هذا البيان، نشرت يومايرا فاسكيز عبر موقعها الشخصي على الإنترنت بياناً مماثلاً أعلنت فيه رفضها الشديد لتصرف الجامعة. قالت فاسكيز إن إعادة ترتيب المعرض هو عمل من أعمال الرقابة على التعبير وتدخل سافر في العمل المهني لمنسق المعرض. اعتبرت فاسكيز أن هذه التدخلات هي التي تمثل إساءة إلى مجتمع الجامعة، وطالبت الإدارة بالاعتذار علناً عن هذه التصرفات.
تقول فاسكيز: “لقد كذبوا علينا عندما قيل لنا إن إلغاء الحفل لم يكن بسبب محتوى المعارض. نحن نطالب بالمساءلة عن إلغاء الحدث والافتقار إلى الشفافية التي أحاطت بهذا القرار”.
لم تكتف فاسكيز بذلك، بل اتهمت في بيانها أيضاً إدارة الجامعة بالتحيز والعنصرية، إذ فرضت الإدارة على الفنانين الملونين دخول مقر المتحف عن طريق المدخل الخلفي للمبنى كما تقول فاسكيز، بينما سمح للزوار البيض وأعضاء مجلس الإدارة باستخدام المدخل الأمامي للمتحف.
يبدو أن تدخلات جامعة ميشيغن لم تتوقف عند عمل علياء فريد، إذ صرحت الفنانة سامية حلبي أن إدارة الجامعة قد طلبت منها في وقت سابق من هذا العام، وقبل تنظيم معرضها، إزالة كل الأعمال التي تشير إلى فلسطين سواء في عناوينها أو موضوعها واعتبار ذلك شرطاً أساسياً لتنظيم المعرض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 3 تشرين الأول 2024
*********************************************
بسبب حظر الكوفية الفلسطينية الفائزة ببوليتزر جومبا لاهيري ترفض جائزة متحف أمريكي
رفضت الكاتبة الحائزة على جائزة بوليتزر جومبا لاهيري قبول جائزة من متحف نوجوتشي في مدينة نيويورك، بعد أن طرد ثلاثة موظفين بسبب ارتدائهم الكوفية الفلسطينية، وذلك عقب تحديث لقواعد الزي بالمكان.
وقال المتحف، في بيان، أمس الأربعاء: “اختارت جومبا لاهيري سحب قبولها لجائزة إيسامو نوجوتشي لعام 2024، رداً على سياستنا المحدثة لقواعد الزي”. وأضاف: “نحترم وجهة نظرها، ونتفهم أن هذه السياسة قد تتوافق أو لا تتوافق مع آراء الجميع”. وحصلت لاهيري على جائزة بوليتزر في عام 2000 عن كتابها “مترجم الأمراض”. ويرتدي المتظاهرون الداعمون لغزة على مستوى العالم الكوفية الفلسطينية.
وظهر بها الزعيم الراحل المناهض للفصل العنصري في جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا في العديد من المناسبات. إلا أن أنصار إسرائيل يقولون إنها تشير إلى دعم التطرف.
وفي تشرين الثاني، تعرض ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت لإطلاق نار. وكان اثنان منهم يرتديان الكوفية.
وفي الشهر الماضي، أعلن متحف الفن الذي أسسه النحات الأمريكي من أصل ياباني إيسامو نوجوتشي عن سياسة تحظر على موظفيه ارتداء أي شيء يعبر عن “رسائل أو شعارات أو رموز سياسية”. وفصل ثلاثة موظفين.
كما خسر آخرون في الولايات المتحدة وظائفهم بسبب موقفهم من حرب إسرائيل على غزة.
وفي أيار الماضي، طردت إحدى مستشفيات مدينة نيويورك ممرضة أمريكية من أصل فلسطيني بعد أن وصفت أفعال إسرائيل في غزة بأنها “إبادة جماعية” خلال خطاب قبولها لجائزة.
وتنفي إسرائيل الاتهامات بالإبادة الجماعية التي وجّهتها إليها جنوب أفريقيا أمام “محكمة العدل الدولية”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رويترز – 26 أيلول 2024
*************************************************
استعادة أولغا دي أمارال.. أن تنسج صخرة
يُفتتح مساء السبت، الثاني عشر من الشهر الجاري، في “مؤسسة كارتييه للفن المعاصر” بباريس، معرض استعادي للفنانة الكولومبية أولغا دي أمارال (1932)، والذي يتواصل حتى السادس عشر من آذار المقبل، ويضم حوالي تسعين عملاً. استعادة تجربة دي أمارال تبدأ منذ الخمسينيات حيث نالت درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية من “كلية مايور دي كونديناماركا” بكولومبيا، لكنها اختارت أن تستكمل دراستها في “أكاديمية كرانبروك للفنون” بولاية ميتشيغن الأميركية التي تخرجت منها عام 1955، متخصصة في فن النسيج. استطاعت الفنانة أن تثبت اسمها على صعيد التجريب في فنٍ تتكئ أساسياته على الحرف التقليدية، فأدخلت مواد مختلفة في نسيجها مثل الكتان والقطن وشعر الخيل وأوراق الذهب أو فلز البلاديوم، ضمن رؤية معاصرة تعكسها تركيبات ضخمة تعبر عن مواضيع راهنة. تعكس الأعمال المعروضة المناظر الطبيعة ضمن تضاريس كولومبيا المتنوعة
كما يضيء المعرض تطور أساليبها في عقدي الستينيات والسبعينيات نحو التجريد في أعمال جدارية ضخمة ثلاثية الأبعاد يستعصي تصنيفها فنياً، بالإضافة إلى تجريبها على شبكة النسيج نفسها وطبيعة صباغتها بألوان متأثرة بالحركة البنائية التي ظهرت في بدايات القرن العشرين، وبالتقاليد الحرفية في أميركا الجنوبية، وبالفنون القديمة في حقبة ما قبل كولمبس؛ قبل دخول المستعمر الأوروبي نهاية القرن الخامس عشر.
يوضح بيان المنظمين بأن أعمال دي أمارال انسجمت بشكل كبير مع ديناميكيات الفن التجريدي بعد الحرب العالمية الثانية، وانتقلت بأسلوبها الجريء بفن النسيج الذي ظل مهمشاً لفترة طويلة بسبب تصوره كفن زخرفي تمارسه النساء أساساً، لتسهم مع عدد من فناني كولومبيا صعدوا كطليعة فنية توظف عناصر التراث في تقديم حداثة فنية تمثل بلادهم.
تعكس بعض الأعمال المعروضة المناظر الطبيعة ضمن تضاريس كولومبيا المتنوعة، مثل الهضاب المرتفعة في جبال الأنديز والوديان والسهول الاستوائية الشاسعة، وقد نفذت جزءاً منها بعد منتصف التسعينيات في سلسلتين هما: “النجوم” و”الضباب”، وهي لوحات مذهّبة تتكون من بنية قطنية منسوجة صلبة مغطاة بطبقة سميكة من الجسو (مادة ممزوجة بالطباشير والجبس والأصباغ) ثم يتم طلاؤها بالأكريليك وورق الذهب، لإخفاء أي أثر للنسيج.
لم تتأثر أولغا دي أمارال بمدارس التجريد التي برزت في روسيا قبل نحو مئة عام، والتجريدية التعبيرية في الولايات المتحدة في نهاية الأربعينيات، بل انفتحت على ثقافات أخرى في تجارب أدخلت بها ورق الذهب في النسيج بعد رحلة إلى اليابان، كما اطلعت على ممارسة مشابهة في أيرلندا. يُذكر أنه أُقيم معرض استعادي لتجربة الفنانة في عام 2021 تحت عنوان “نسْج صخر”، وصدر كتاب يحمل العنوان نفسه، ويضم أكثر من أربعين عملاً إلى جانب مقالات تتناول العلاقة بين الفن والحرفة في تجربة دي أمارال، وجدلية الروحي والمادي في أعمالها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 2 تشرين الأول 2024
**********************************************************
الصفحة الحادية عشر
جديد المجلات العراقية
* صدر مؤخراً عدد جديد من مجلة “سومر السينمائي” العدد 16/ 2024 والتي يرأس تحريرها نزار شهيد فدعم. وقد ضمت عدداً من المقالات السينمائية المتخصصة منها:
- نحن والمستشارين في خندق واحد/ لرئيس التحرير.
- الادب والسينما/ السينما والرواية/ علي العقباني.
- جدارة المكان وبنيانه ودلالاته في السينما/ د. ثناء هاشم.
- النقد السينمائي/ محمد بنعزيز.
- لورنس العرب حقائق واكاذيب/ رياض محمد.
- آلان ديلون/ الساموراي الغجري/ محمود عبد الواحد.
- ولادة الحب لفيليب غاريل/ د. جواد بشارة.
- أجساد حرة وعقول معتقلة/ محمد بن عزيز.
- هم يقدمون الحياة مباشرة/ عمر السراي.
*************************************************
ثنائيّة ..
ريسان الخزعلي
يُلزمُني
الكثير ُ
من الغياب ِ
حتى أراك ...
*
في غيابك َ
أجد ُ تعريف َ الحضور ...
*
الحضور ُ
مسرّة ُ اللحظة
الغياب ُ مسرّات ٌ أبقى ...
*
الغياب ُ
سكن ُ الأقاصي
الحضور ُ مسافة ُ الصفر ...
*
ما أغربهما ..!
الشمس ُ
والقمر ُ
يتبادلان ِ
الحضور َ والغياب َ في نزهة ٍ واحدة
*
الحضور ُ
تقتسمُه ُ الرغبات ُ
جمالك َ في الغياب ِ أشهى ...
*
الغياب ُ
خيط ٌ
سرّي
يقطعُه ُ مقص ُ الحضور ...
*
في
الغياب ِ
تنشط ُ الذاكرة
الحضور ُ يتصنّع ُ العقل ...
*
الشاعر ُ
والقصيدة ُ
غيابان ِ وحضور ٌ واحد ...
*
وحدها
دائرة ُ المُخيّلَه
ينتصفُها مركزا الحضور ِ والغياب ...
***********************************************
محور
جدل التكنولوجيا والتخلف المحيط بنا بين الإبداع الإنساني والتكنولوجيا
فاضل الجاف
على الرغم من الفوائد العديدة التي يجلبها الذكاء الاصطناعي لمختلف المجالات الحيوية، يبرز تساؤل جاد: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الإبداع البشري، خصوصاً في فن المسرح، وبالتحديد في أداء الممثل؟ ان المسرح يعتمد بشكل أساسي على التفاعل الإنساني المباشر والتجارب العاطفية العميقة التي ينقلها الممثل للجمهور، وهي جوانب قد يصعب على الذكاء الاصطناعي تحقيقها بشكل كامل.
قبل أكثر من مائة عام، أكد المخرج المسرحي الروسي الطليعي فسيفولد مايرهولد في كتابه المرجعي «في المسرح» على الدور الجوهري الذي يلعبه الممثل في فن المسرح. فقد ذهب إلى القول بأن المسرح سيظل يحتفظ بجوهره الفني، حتى لو تم تجريده من جميع العناصر الأخرى مثل الديكور والإضاءة والأزياء، طالما أن الممثل حاضر على خشبة المسرح. فالفعل الدرامي يتحقق عن طريق وجود الممثل وتفاعله مع المتلقي. وترتبط هذه الفلسفة بشكل وثيق بمنهجية البيوميكانيك «الميكانيكا الحيوية» التي طورها ماير هولد، والتي تركز بشكل كبير على جسدية الممثل وتعبيراته ( بلاستيكا الجسد وإيماءاته)، بالإضافة إلى أدائه الصوتي، مما يعزز من أهمية الأداء الحي في خلق تجربة مسرحية متكاملة.
فكرة مايرهولد وغيره من المخرجين، غروتوفسكي (المسرح الفقير) وبيتر بروك ( الفضاء الخالي) عن تقليل دور العناصر المسرحية الأخرى تركز على قدرة الممثل على حمل الأداء وحده من خلال الجسد والحركة، مما يعزز نقاء التعبير المسرحي وأهمية فن الممثل.
ان الذكاء الاصطناعي قد يكون قادرًا على تحليل أنماط الجمهور عبر البيانات والإحصائيات، ولكنه لا يستطيع أن يجسد الطاقة في الفضاء المسرحي، أو يتفاعل مع الحالة العاطفية اللحظية للجمهور. فالتفاعل البشري العاطفي العميق هو ما يجعل المسرح فنًا حيًا ومتفردًا، ويفوق إمكانات الذكاء الاصطناعي الحالية في الإبداع والتواصل.
المسرح غالبًا ما يتطلب القدرة على الارتجال والتكيف مع المواقف غير المتوقعة، سواء كان ذلك نتيجة لأخطاء تقنية، أو تفاعل غير متوقع من الجمهور. هذه المرونة هي إحدى نقاط قوة الممثل البشري. بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتبع تعليمات برمجية، فإن استجابته للمواقف غير المتوقعة وقد تظل محدودة بالبيانات المدخلة والتوجيهات المسبقة.
تتطلب عملية التمثيل المسرحي فهمًا عميقًا للتجربة الإنسانية، بما في ذلك الألم، الفرح، الصراع الداخلي، والنمو الشخصي، وهو ما يُشير إليه ستانيسلافسكي بـ «الحياة الإنسانية للدور». هذه الجوانب تتطلب ممثلين يمتلكون القدرة على استيعاب تجاربهم الشخصية (الذاكرة الانفعالية، كما وصفها ستانيسلافسكي) واستخدامها لتجسيد الشخصيات بشكل متقن.
على النقيض من ذلك، يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى الخبرات الحياتية والوعي الذاتي، مما يجعله غير قادر على تقديم هذا النوع من الفهم العميق والمعقد للشخصيات. ورغم قدرته على محاكاة بعض الجوانب، تظل الفروق الدقيقة في الشخصيات الإنسانية بعيدة عن متناول إمكانياته.
ما يميز الفن المسرحي عن الفنون الأخرى، ذلك انه يعتمد على الإبداع والحدس، على الإبتكار والإرتجال، وهي مهارات يصعب برمجتها في الذكاء الاصطناعي والممثلون غالبًا ما يستلهمون الأفكار من تجاربهم الخاصة ويطورون أداءً فريدًا غير متوقع. هذه القدرة على الابتكار هي خاصية خاصية إنسانية أساسية يتمتع بها الممثلون المبدعون الذىن يجلبون أصالة وتفرّدًا في كل مرة يصعدون فيها إلى المسرح، وهذا التفرّد هو ما يجعل كل عرض مختلفًا، حتى لو كان النص واحدًا.
مع التقدم السريع في التكنولوجيا، يُعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية تتيح إمكانيات كبيرة لتطوير المسرح من خلال تحسين جوانب متعددة من العرض، مثل الإضاءة، الديكور، الصوت، وحتى تحليل ردود فعل الجمهور. هذه التكنولوجيا الحديثة تفتح آفاقًا جديدة أمام الإبداع الفني، وتوفر للفنانين أدوات مبتكرة تسهم في تعزيز تجاربهم الإبداعية وإثراء العروض المسرحية.
ومع ذلك يبقى الذكاء الاصطناعي أداة قوية لتعزيز الإبداع البشري، لكنه لا يمكن أن يحل محل الممثل البشري في المسرح. فالمسرح، في جوهره، تجربة إنسانية تتطلب حضورًا عاطفيًا مباشرًا وعمقًا نفسيًا، مما يجعله فنًا خالدًا يتجاوز حدود التكنولوجيا.
**************************************************
التكنولوجيا والفعل السلفي
رياض الغريب
العقل العربي، عقل اشكالي فاذا اردنا ان نفكك هذا العقل واليات التفكير عبر سرديات التاريخ العربي والتي قادتنا الى مانحن عليه اليوم علينا أن نفعل الكثير لقد تم استغلال هذه السرديات وتحويلها الى واقع معاش مانحتاجه اليوم هو الابتعاد عن الاحكام المسبقة والتفكير بشكل جاد وحقيقي ومخلص لمراجعات بعيدة عن الانتماء والولاء بل للعقل والمنطق وتشجيع الخطاب المعتدل والوقوف بجانبه واشاعته عبر وسائل شتى ومؤسسات حقيقية تفعل هذا الخطاب.
ويتحمل المثقف مسؤولية ذلك كذلك المؤسسات المعنية بالثقافة وكذلك الدولة بوصفها المنتج الحقيقي للخطاب المؤثر في ظل ماينتجه العالم اليوم والعقل العلمي والمعرفي لتغيير النمط السائد من التفكير كذلك السلوك والبحث عن الوسائل والطرق التي تجعلنا نحاكي العالم وما يسير باتجاهه
ان بعض دعاة العقل السياسي العراقي عملوا على الانزياح انزياحا كاملا نحو فكرة تفكيك المجتمع عن طريق خطابه الطائفي والمناطقي معتمدا اعتمادا كليا على سرديات التاريخ هذه السرديات التي أصبحت جزءا من السلوك اليومي للمجمع بينما تركنا العلم والتطور التكنولوجي وراء ظهورنا لهذا اجد ان الحل يكمن في التعليم وتطوير آليات المؤسسات التعليمية وادخال التكنولوجيا الحديثة والابتعاد عن الفعل السلفي ومحاربته بقوانين جاده وفاعلة.
***********************************************
المثقف في مواجهة التخلف
د. حسين علي هارف
ليس امام العراق سوى طريق العلم و التحديث على مستوى المجالات الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية كافة، لبناء دولة متحضرة تليق بالعمق التاريخي و الحضاري للعراق بلد الحضارات . و هذا التوجه لا يمكن ان يتحقق بوجود عقليات رجعية منشغلة عن حاضرها بوقائع و طروحات ماضوية تجعل من وجودنا رهين الماضي و إشكالياته و انعكاساته السلبية على معطيات الحاضر و تجعل من المستقبل أفقاً مشوشاً و مبهما .. الوضع في عراقنا يحتاج الى ثورة ثقافية شاملة و طرح رؤى تنويرية حديثة تشمل الاداء السياسي و الحكومي و المناهج التربوية و الاجراءات الاقتصادية …
فحريٌ بمن بيده مقاليد السلطة وادارة شؤون الدولة والانصراف عن ما هو غير مجدٍ لتحسين حاضرنا و بناء مستقبلنا .. و عن ما يكرس تغييب الوعي و اشاعة الجهل و الأفكار غير البناءة
و حريٌ بالطبقة المثقفة ان تتحمل مسؤولياتها في تحصين المجتمع من العابثين بافكاره و وعيه و بقيمه الاصيلة و ان تقود و بشجاعة مهمة نبذ الأفكار و القوانين و الطروحات المتخلفة و الدفاع عن حرية الرأي الفكر و المعتقد و تفعيل التفكير الناقد ونبذ الفكر البالي و النكوصي … المثقفون ولاسيما الادباء و الفنانون و الأكاديميون لا بد ان يكونوا محور مواجهة الفكر المتخلف و الرجعي و يعززوا لدى متلقيهم فكرة النقد و فحص الواقع و السائد و التشكيك به من أجل احداث التنوير الذي سيرتقي به المجتمع و يتجاوز به عوامل تخلفه ليحقق نهضة ثقافية و اجتماعية شاملة .
*************************************************
“لقـد قصدها يـوما”: قـطارٌ لايملُّ السـفرَ، ناثـراً بـذور الأمنيات
صباح محسن جاسم
أدب السيرة الذاتية يعتني بتوظيف تجارب الكاتب التي مر بها عن طريق الأحـداث المتسلسلة لحياته ومـدى ارتباطها بتفاعـلات المجتمع السياسية والعـاطفية له
و رواية – لقد قصدها يوما- للكاتب الأنصاري حسام آل زوين ، الصادرة حديثاً، رواية سردية تنضوي في جنس متلاقح بين سرد السيرة الذاتية والواقع التسجيلي.
يمضي بنا الكاتب بمقصـد عبر محطات عاشها وسبر أغـوارهـا في سفر نضالي سواء داخل العراق أو خارجه، شبهه بقطـار العمـر. يجتـرح طفولته ببراءة تشهد لها ذاكرتُه ، عبر فصول سبعة يختتم فيها محطته الأخيرة بما يشبه استراحة المقاتل، ليعاود كفاحه بعد ما خسر كل شيئ عدا أحساسه بالحب الذي يستنهضه او تدون تاريخياً .
“ لقـد قصـدها يوما “ هكذا يصافحنا العنوان ، وكذا تبدأ رحلة الوعي تزامنا مع انبثاق أول تأسيس لحزب اخرج شطأه منذ الثلث الاول من القرن الماضي ، حزبٌ ناهضٌ من بين جماهيره الكادحـة ، رافضاً وعـد بلفـور، لا يقيم شأناً للاستعمار أياً كانت طبيعته ، كذلك كانت بداية السرد وتواصل السفر عبر محطات منقوعة بالألم والتمرد والاحتجاج والمغامرات التى لا يألفها من هو خارج تنظيم يساري متجذر في الوعي. بذرة نضال ما ان نشأت وترعرعت وواجهت ظروف الإنبات ، فبات الكاتب بشخص “ وسـام “ راصـدا معظم ما اجترحه الحزب عبر نضاله برفقة المناضلين والانصار .
الحب رديف الكفاح :
“ وسـام “ الشاب الريفي الرهيف الخجول والناشيء وسط عائلة دينية أسست لها وجودا واع وسط مجتمع تسيطرعليه تقاليد بالية عمادها الخرافة والقدريات وسوء الطالع على امتداد علاقة السيد الاقطاعي مقابل العبد الفلاح ممن يعيش هو وعائلته على قدر ما يسد قوتهم اليومي. كُتبَ لثورة الفلاح والعامل النجاح لكن لم يحالفها الحظ في التواصل حيث شن في الضد منها جحفل الاقطاعيين والسراكيل ومن عينتهم مطامع دول عربية واجنبية تحت ذريعة (قومية) لتستظل بقية الدول تحت خيمتها وتحت تسلطها . ما ان نهضت الثورة حتى تكاثرت العصي من كل الاشكال لعرقلة عجلة المضي صوب بناء مجتمع يتنفس كامل حريته وكرامته . واما الاستعمار فقـد رصـد مسـبقا ما في هذه البـلاد من معـادن وخيـرات وصار يعد عـدته لثلـم وتفتيت كل ما هـو وطني .
الإسلوب :
يهمنا في هذا المعترك الحياتي كيفية اخضاع السيرة الذاتية والواقعيـة التسـجيلية للخـروج بما هو حي وممتع روائيا . يشير خيال السيرة الى قصة تستخدم شخصيات وحزمة من احداث مختلفة لتمثيل تجارب المؤلف ، وبعبارة اخرى ينسج الكاتب تجارب حقيقية عاشها وعاناها جل عمره، وارتباط كل ذلك بصراعات تتكشف عبر السـرد ، المعنى الاعمق عن حياة المؤلف ، انحداره الطبقي الريفي الديني ، في وقت مبكر من وعيه وطموحاته وعاطفته وتعاشقها بين حب لم يوفق في تحقيقه بحكم الفارق في مفاهيم الحياة وحبه بل عشقه لانتمائه السياسي .. حب نضج لاحقا بحبيبته (سـفيتلانا) ، بين مغامراته واغترابه ونشاطاته العلمية والسياسية والفنية وبين احلامه في عودته لوطنه ليساهم في تنوير ابنائه والانتصار لقضية آمن بها بلوغا لشعار : لكل حسب طاقته ولكل بحسب حاجته ، واذ تشمل الشخصيات والمواقع والجداول الزمنية والاحداث والصراعات ، وحتى الحبكة روح المؤلف على انه قد كثف كل عناصر روايته في شخصية مركزية - وسـام - واستثمار ذكريات الصبا ومن ثم يفاعته مدن الفـرات الاوسط . ضبطـه لوتيـــرة الايقـاع الخاصة به كمؤلف ، شخصيات ، مواقع ، امكنة ، تجوال ورحلات وكأننا امام أدب رحلات فعلا . على ان وتيرة القص قد عجلت من مدى تأثير القصة في ختامها بما تحمله من شد ومتعة المتابعة.
الوصف واللغة :
لا شك ان شيطان السـرد يكمن في التفاصيل ، والوصف واللغة، حيث يجد بطل رواية وحبيبة عاشقة تنتظر بفارغ الصبر اللقاء والاقتران بحبيبها العراقي ، صراع مركزي ، ومخطط عام لصراع بين حزب قومي يتخذ من الاشتراكية شعارا مضللا للخداع والمناورة تشبثا بالسلطة دون وازع حتى بارتكاب ابشع الجرائم التى عرفتها البشرية من اغتيال وتصفية الوطنيين سيما الناشطين الواعين ، ودق أسـفين “ديني” نجح في توظيفه في الاستحواذ على السلطة بقوة البطش ولكي لا يسحب البساط من تحت ارجل حكامها المتسيدين على رقاب شعب واقع في حيرة تشخيص هوية من يدفع بهؤلاء ممن لا يرعوون في القتل بشتى الاساليب.
الصـقل والتحـرير :
قد يستغرق الامر بعض الوقت للخروج وتفحص النص من زاوية اكثر موضوعية ، فالعملية برمتها هنا تستدرج ما يعرف بـالرجع (الفلاش باك) ، حيث تتشابك فيها العلاقات الواقعية والمستحدثة عند خروجها من قناعة الكاتب وتجاربه ، فالسيرة لم تعد كتابة تاريخية ، بل ممارسة ابداعية ومهارة لغوية تحمل خطابا او مجموعة خطابات ، تجمع بين النضال ، ومتعة الخيال . اما لغة الكاتب فسلسة واضحة ، تتخللها بعض التعابير الاجنبية بحكم تواجد شخصية البطل في دول قصدها ، لا يحسن اهلها اللغة العربية . واما استعارته لقصائد شعبية وغنائية وامثلة إنما لتعزز تكثيف ما ابتغاه في تضمينه للسـرد . هذا اللون الادبي الجامع بين ادب المذكرات والتسجيلي والسيرة والسـرد الروائي من الصعب نسجه في رواية جامعة بكل مقوماتها ، ولكون المؤلف يلج هذا الباب من قبيل تسجيل موقف واعٍ يكشف حقيقة الالتزام بمركزية الحزب ... ثمة اشكالية اشار اليها بفذلكة الروائي وهي ؛ اين ثمرة كل ذلك النضال على مسار العالم الذي تحققت تجربته الاشتراكية العلمية في الاتحاد السوفياتي مقابل التفاف عالم شركات الرأسمال الجشعة في اطفاء جذوة الكفاح المسالم لمسار الاحزاب الشيوعية التى تتلقى الضربات تلو الضربات مقابل عدم التهور وانصياعها التأريخي المتحدي والواقعي لتنامي الوعي لدى الطبقات الكادحة من فلاحين وعمال أبان صراعها الطبقي الذي اكده الاقتصادي كارل ماركس .
ومن ثمّ النفخ في الرماد مجلبة لسؤال اخير : هل ستنطفيء النار التي وقودها الناس والحجارة ؟!
*****************************************************
الصفحة الثانية عشر
على قاعة شيوعيي البصرة.. عبد المنعم الديراوي وتفاصيل رحلته إلى جبال هملايا
البصرة – طريق الشعب
نظم "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة بالتعاون مع "مؤسسة النهضة" الثقافية، الثلاثاء الماضي، جلسة ضيّفا فيها الرحّالة والصحفي عبد المنعم الديراوي، الذي تحدث عن رحلته إلى جبال هملايا وصعوده "جبل إفرست"، أعلى قمة جبلية في العالم.
الجلسة التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، حضرها جمع من المثقفين، وأدارها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري، الذي قدم نبذة عن أدب الرحلات، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام به "حيث ينقل لنا كلّ ما يدور في اماكن لم نعرفها، من خلال ما يذكره الرحّالة في مدوّناتهم".
بعدها عرضت "مؤسسة النهضة" فيلما يوثّق زيارة سابقة لاعضائها الى بيت الضيف الديراوي، واللقاء به في حديث رمضاني استمر أكثر من ساعتين، اختصره الفيلم بربع ساعة.
ثم سرد الديراوي خطوط رحلته، بدءا مما قبل الانطلاق. حيث التهيئة والتدريب الذي استمرّ عليه ليتمكن من مقاومة جهد الصعود إلى جبال هملايا والنزول منها، فضلا عن استشاراته الطبية وجمعه المعلومات الجغرافية وغيرها، حول المكان الذي سيذهب اليه.
وأوضح انه بعد ذلك انطلق من البصرة الى الدوحة، ومنها الى نيودلهي في الهند. وهناك راجع للحصول على فيزا لدخول النيبال، ومن عاصمتها كوتماندو الى قرية دوكلي، ومطارها الغريب الذي يعتبر من ضمن اخطر عشرة مطارات في العالم، لغرابته وتشييده على سفح جبل منحدر.
وتابع الديراوي حديثه قائلا أنه بعد ذلك انطلق مشياً بين القرى الممتدة على طول الطريق النيسمي الذي يوصل الى جبل افريست، ملقيا الضوء على المفارقات التي واجهته خلال مسيرته التي امتدت أكثر من سبعة ايام، وعلى مشاهداته للناس والاماكن والبنايات الفقيرة والآلهة الحجرية والحيوانات المفترسة (النمور النيبالية)، والانكسارات الجليدية وغيرها.
واستمر حديث الضيف أكثر من ساعة ونصف الساعة، مع اصغاءٍ تام من قبل الحاضرين الذين شاركوا في طرح الأسئلة وفي النقاش حول الرحلة وما تلاها. كما استفسروا عن رحلات الديراوي الأخرى، التي تجاوزت خمس عشرة رحلة زار فيها المعابد الهندية واماكن حرق الموتى، وبورما ولاوس وجنوب افريقيا وجزيرة انديمان وغيرها.
وفي الختام، قدم الأديب زكي الديراوي إلى الضيف، هدية عبارة عن زورق خشبي صغير. فيما قُدمت له هدايا أخرى من "مؤسسة ثغر الفيحاء" للثقافة، والإعلامي جمال عابد.
************************************************
جواد القلمي.. شيوعي ينشر شعلة الوعي في قضاء الحيّ
الحي - هُمام قبّاني
يُجسد المناضل الشيوعي المخضرم جواد القلمي، الملقب بـ "أبو كاظم"، رمزًا للنضال والتضحية في سبيل المبادئ والأفكار. فمسيرته حافلة بالتحديات، بدءًا من تخرجه في مدرسة الحزب على يد المناضل الكبير الشهيد علي الشيخ حمود عام 1956مرورًا بتعرضه للملاحقة والسجن لسنوات، وصولًا إلى إيمانه الراسخ بنشر الوعي من خلال جريدة الحزب الشيوعي العراقي.
لم يثنِ السجن "أبو كاظم" عن مواصلة نضاله، بل زاده عزيمة وإصرارًا على نشر أفكاره بين الناس. فبعد طرده من الخدمة العسكرية بسبب نشاطه الحزبي وخروجه من السجن، ازداد شغفه بالعمل في صفوف الحزب واخذ على عاتقه توزيع كل ادبيات ومناشير الحزب في مدينة الحي بمحافظة واسط، ومن ذلك الحين إلى سقوط الدكاتورية البعثية بقي "أبو كاظم" يجوب شوارع المدينة، حاملًا شعلة الوعي من خلال جريدة الحزب. يزور المحلات والمقاهي والأحياء السكنية، ليصل إلى جميع المشتركين. فرحة بلقاء القراء يُحتفل "أبو كاظم" كل يوم باستلامه الجريدة من سائق قادم من مدينة الكوت، وينطلق مسرعًا ليوزعها على قرائه في مقهى الشعراء، ومقهى عزيز الملاح، ومقهى حجي فايق، ومقهى حمص. لا يكتفي بتوزيع الجريدة، بل يتفاعل مع قرائه في نقاشات حول الأحداث الجارية، ويشاركهم أفكاره وآراءه.
يُجسد "أبو كاظم" نموذجًا للمناضل المثابر الذي لا يلين عزمه، حتى في أصعب الظروف. فتعرضه للسجن والتعذيب لم يثنه عن إيمانه بقضيته، بل زاده إصرارًا على إيصال رسالته. كما انه يتمتع بمهارات تواصل ممتازة، ما يسمح له بالتفاعل مع الناس ومشاركتهم أفكاره بسهولة. وعلى الرغم من تاريخه النضالي الحافل وكبر سنه إلاّ إنه معروف بتواضعه وبساطته. فهو يُحب العمل ويجده متعة حقيقية، ولا يتوقف عن التعلم والتطور. يُشارك في الدورات التدريبية والحلقات النقاشية، سعياً لتطوير مهاراته ونشر أفكاره بشكل أفضل.
يُجسّد جواد القلمي مفهوم المناضل الحقيقي بكلّ جدارة، فهو مزيجٌ فريدٌ من الشجاعة الراسخة والإيمان العميق والثقافة الواسعة. يُمثّل نموذجًا يُحتذى به يُلهِم الأجيال القادمة بالنضال من أجل الحقوق والمساواة والعدالة. لم تُثنِهِ عوارضُهُ الصحية عن مواصلة رسالته النبيلة، فحتى بعد تقاعده من توزيع الجريدة بسبب حالته الجسدية وضعف نظره، ظلّت روحه مشتعلةً وبصيرته ثاقبةً.
إنّ سيرة جواد القلمي حافلةٌ بالعِبر والدروس، فهو رمزٌ للنضال والتضحية من أجل القيم والمبادئ السامية التي وجد من اجلها الحزب. نُسدي له خالص التمنيات بالصحة والعمر المديد، وأن يظلّ شعلةً تُنير دروبَ الأجيال القادمة.
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، الكاتب والناقد حسب الله يحيى، ليتحدث في جلسة عنوانها "الصفحات الثقافية في الجرائد والمجلات ودورها في استقطاب الأجيال الجديدة".
تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
**********************************************************
{ميسي بغداد} يحصد جائزة سينمائية جزائرية
متابعة – طريق الشعب
فاز الفيلم الروائي الطويل "ميسي بغداد" للمخرج العراقي الكردي سهيم عمر خليفة، بالجائزة البرونزية في مهرجان وهران السينمائي الثاني عشر للأفلام العربية، وذلك في مسابقته الرئيسة.
وأقيم المهرجان في الفترة من 4 حتى 10 تشرين الأول الجاري في مدينة وهران، ثاني أكبر مدينة ساحلية في الجزائر. وعُرضت خلال أيامه 60 فيلما من فئات مختلفة.
وحصل هذا الفيلم، الذي تم إنتاجه عام 2012، على جوائز مهمة عديدة، عربية ودولية، آخرها جائزة أفضل سيناريو في الدورة الخامسة لمهرجان الدار البيضاء الدولي للسينما في المغرب، والذي اختتم في 13 أيلول الماضي.
*****************************************
روبوت يقود أوركسترا في ألمانيا!
متابعة – طريق الشعب
قاد روبوت ثلاثي الأذرع مصمم لتقليد قائد أوركسترا بشري، فرقة موسيقية نهاية هذا الأسبوع في مدينة دريسدن الألمانية.
ويحتوي الروبوت على 3 أذرع مفصلية منفصلة تحمل كل منها عصا مشابهة للسيوف الضوئية المستخدمة في سلسلة أفلام "حرب النجوم". وقد دُرب الروبوت ليتمكن من التعرف على وقت العزف والإشارة إلى الديناميكيات، مع قدرة الأذرع على التحرك بشكل مستقل عن بعضها.
وتمكّن الروبوت من إعطاء لمحة عن قدراته من خلال أداء "سيميكونداكترز ماستر بيس"، وهو عمل للملحن وعازف البيانو الألماني أندرياس غوندلاخ. واستخدم أذرعه الثلاثة لقيادة الأقسام الثلاثة لأوركسترا دريسن السيمفونية، بشكل منفصل، الأمر الذي لم يكن ممكنا مع قائد بشري واحد.
وفي حديث صحفي، ذكر غوندلاخ أن الروبوت ابتكره علماء في جامعة دريسدن التقنية، يقومون بتطوير روبوتات تعاونية تُسمى "كوبوتس"، تعمل بالتعاون مع البشر وليس بديلا عنهم، مبينا أن ابتكار الروبوت وتدريبه استغرق عامين.
******************************************************
اتحاد الأدباء يحتفي بالقاصة فوز حمزة
متابعة – طريق الشعب
احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، أخيرا، بالقاصة فوز حمزة، التي تحدثت عن مجموعتها القصصية الجديدة "أمي وذلك العشيق" بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء التي التأمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، القاص والروائي حسين محمد شريف، الذي قدم نبذة عن سيرة المحتفى بها وعن تجربتها السردية.
بعد ذلك، ألقت القاصة فوز، الضوء على مجموعتها القصصية الجديدة التي تضم 51 قصة، مبينة انها تفضل دائما أن تُقدم في كل مجموعة تصدرها، أكثر من 20 نصا قصصيا، تختلف من حيث البناء وتقنية السرد والتركيب.
وأوضحت انها عالجت في قصص المجموعة موضوعات عديدة، منها التمييز والعنصرية وفشل قصص الحب بعد الزواج.
وفي سياق الجلسة، قدم عدد من النقاد الحاضرين مداخلات نقدية عن تجربة القاصة فوز حمزة. وسلطوا الضوء على القضايا النسوية التي تتناولها في قصصها كمعادل حياتي لقضايا الرجل، فضلا عن ميلها للجرأة في الكتابة.
*********************************************************
أما بعد.. فاتن الصراف.. نموذج المرأة العراقية المجتهدة
منى سعيد
ليس لنا إلا أن نقف احتراماً لقامة نسوية عراقية، برزت في مجال العمارة والتصميم الداخلي إلى جانب تألقها في المجال الأدبي.
فاتن شخصية ميدانية عرفناها في مناسبات عديدة. ومن يطّلع على سيرتها المهنية يقف عند محطات لافتة.
فهي البصريّة من مواليد 1966، تخرجت في كلية الهندسة بجامعة بغداد - قسم العمارة في العام 1989، وحصلت على الماجستير في العمارة الداخلية.
عملت بعد التخرج في منشأة الفاو العامة وساهمت في حملة الإعمار التي أعقبت حرب الخليج الثانية. ومن المشاريع الأخرى التي ساهمت بتنفيذها مشروع توسعات أبنية جامعة بغداد في الجادرية.
افتتحت شركتها في بغداد (الصرّاف للمقاولات الهندسية) في العام 1996 ونفّذت من خلالها أعمالاً عديدة، أبرزها مشروع إعادة إعمار مبنى مصرف الرافدين في شارع الرشيد.
غادرت إلى الأردن عام 1998 وشاركت في تصميم وتنفيذ بعض مشاريع القصور الملكية ومشروعَي السفارة الفرنسية والسفارة الكويتية في عمّان. ثم غادرت إلى الإمارات وشغلت عدّة مناصب منها مدير عام المكتب الهندسي التابع لحكومة دبي. وساهمت في مشاريع قصر الرئاسة في أبو ظبي، وبرج بنك أبو ظبي الوطني، ومنتجع مدينة جميرا السياحي، وسوق مدينة جميرا وهو سوق شرقي مذهل بواجهاته الخشبية على طراز الأرابسك الجميل، ومشروع إعادة تأهيل المدارس الحكومية في دبي، ومشروع مركز دبي للتوحّد، والمركز الإسلامي الثقافي في دبي، بالإضافة إلى مشاريع القصور الخاصة.
في 2009 افتتحت شركتها الخاصة في دبي والمتخصصة بمجال التصميم والتنفيذ الداخلي، ثم أسست فرعها الثاني في سيدني بأستراليا في العام 2016، وما زالت الشركة تمارس عملها حتى اليوم.
حازت الصراف على جوائز وشهادات مرموقة منها شهادة التميز من حكومة دبي، ورشحت للقائمة القصيرة للمشاريع السكنية - جائزة العمارة في لندن للعام 2015، وللقائمة القصيرة في جائزة (تميُّز) المعمارية عن فئة النساء في العمارة والإنشاء - العراق ولندن للعام 2015 والعام 2018.
وفي مجال الأدب أصدرت كتابها الأول (شجرة البمبر) عام 2017، وهو سردية شخصية معززة بالصور عن مسيرتها ويومياتها على مدى 50 عاماً كامرأة عراقية، ومهندسة وزوجة وأم. ثم أصدرت في العام 2018 روايتها الأولى (كوخ العم نجم).
بعد 25 عاما من العمل وتراكم الخبرة عادت إلى العراق، لتفتتح قبل أيام مكتبها الهندسي في بغداد (فاتن الصراف - معماريّون) للاستشارات الهندسية.
أهلاً وسهلاً بكل كفاءة عراقية مخلصة.