اخر الاخبار

الصفحة الأولى

العراق وإشكالية تصدير نفوطه.. معنيون يدعون لإحياء خطوط نقل الخام القديمة ولتعدد منافذ التصدير

بغداد ـ طريق الشعب

مع استمرار الكيان الصهيوني في حربه الهمجية ضد فلسطين ولبنان وتهديده الدائم بتوسيع نطاق الحرب لتشمل كل من يعترض على عدوانه الغاشم ضد الأبرياء واحتمالية تصعيد الصراع إلى حرب شاملة فقد تفضي ذلك إلى إغلاق مضيق هرمز الذي يعتبر من الطرق الرئيسية لنقل النفط من منطقة الشرق الأوسط إلى بقية دول العالم.

وفي هذه الظروف استشرف خبراء في الاقتصاد والطاقة، الاثار المترتبة على قطاع النفط العراقي في حال تحقق الإغلاق، داعين إلى توسيع منافذ التصدير عبر دول عدة، تجنبًا لأي طارئ قد ينتج عنه اضطراب وتأثر الاقتصاد العراقي الذي يعتمد بشكل أساسي على تصدير النفط.

اسوأ الاحتمالات

وقال نبيل المرسومي، الاكاديمي والخبير الاقتصادي، أن العراق لم يتعلم من التجارب السابقة، ولم يفكر بأسوأ الاحتمالات، مثل إغلاق مضيق هرمز، منوهاً إلى أن "العراق كان عليه بناء خطوط تصدير نفط بديلة عبر سوريا، السعودية، وتركيا"، مشيرا الى أن "بعض القضايا الاقتصادية في العراق تُقيّم سياسياً بدلاً من أن تخضع لدراسات الجدوى الاقتصادية، مثل ملف خط أنبوب العقبة".

وأضاف المرسومي، أن "السياسة تهيمن على ملف خط العقبة، ويجب إعادة النظر فيه في ظل الظروف الراهنة وإجراء دراسة جدوى حقيقية، بعيداً عن التجاذبات السياسية"، مبينا أنه "حتى إيران التي تلوح وتهدد بإغلاق مضيق هرمز، اتجهت إلى بناء خط نقل نفطي بطول 1000 كم وبتكلفة ملياري دولار أمريكي لتجاوز إشكالية إغلاق هرمز إذا حدثت".

ووصف المرسومي العراق بأنه "الطرف الأضعف بين دول أوبك، حيث يفتقر إلى صندوق سيادي عراقي، ما يجعله عرضة للتقلبات الكثيرة في الأسواق النفطية"، مبيناً أن "توقف الصادرات النفطية سيتسبب بفجوة شهرية بحدود 4 تريليونات دينار".

الآثار المترتبة على الإغلاق

من جانبه، حذّر الخبير والباحث في مجال الطاقة دريد عبد الله، من أن إغلاق مضيق هرمز في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة، سيؤدي إلى توقف صادرات النفط العراقية بشكل كامل.

وأكد عبد الله في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "مضيق هرمز هو المنفذ الوحيد لدخول السفن وناقلات النفط وخروجها من الخليج، وأي إغلاق له ـ سواء بسبب أعمال عسكرية أو غيرها ـ سيكون له آثار كبيرة وتداعيات سلبية على العراق".

وتحدث عبد الله عن معدلات تصدير النفط لشهري نيسان وأيار من العام الحالي، موضحاً أن الصادرات المتوقعة في حال إغلاق المضيق ستكون كما يأتي: ستتمكن السعودية من تصدير حوالي 85 في المائة من صادراتها قبل الإغلاق، في حين ستصدر إيران حوالي 68 في المائة، والإمارات 60 في المائة. أما العراق، فسوف يتمكن من تصدير نحو 17 في المائة فقط من صادراته السابقة، أما الكويت والبحرين فسيتوقفان عن التصدير تماماً.

وأشار عبد الله إلى أهمية الضغط على تركيا لفتح الأنبوب الأول القديم (أنبوب كركوك - جيهان)، لتمكين العراق من تصدير النفط من كركوك، وجزء من إقليم كردستان، لافتا الى أن العراق لا يمتلك أي منفذ آخر غير المنفذ التركي.

وأكد، أن تشغيل الأنبوبين المتوفرين هناك قد يسهم في تصدير حوالي 45 في المائة من الصادرات الحالية، موضحا أن الأنبوب الممتد من كركوك إلى الحدود العراقية التركية متوقف منذ عام 2014.

وواصل حديثه، أن العراق ينقل حالياً النفط عبر الأنبوب الاستراتيجي من البصرة إلى بيجي، لكن المشكلة تكمن في الجزء من بيجي إلى الحدود التركية الذي لم يُفتح منذ ذلك الحين.

الوصول إلى المنافذ الأخرى

وبيّن عبد الله أن العراق ـ بفضل جغرافيته المتميزة ـ يمكنه مد أنابيب متعددة لتصدير النفط عبر عدة دول، إلا أنه انتقد وزارة النفط لعدم وجود استراتيجية حقيقية لتطوير وتنويع منافذ التصدير، ما يجعله يعتمد بشكل كبير على التصدير من الجنوب فقط.

وشدد عبد الله على ضرورة أن يسعى العراق للوصول إلى أسواق جديدة في البحرين المتوسط والأحمر، نظرًا لأن الاعتماد المفرط على تصدير النفط إلى آسيا، يعرض البلاد لمخاطر الابتزاز السعري والمنافسة غير العادلة.

وأوضح، أن المستوردين في أوروبا وأمريكا يعانون نقصا في النفط الشرق أوسطي، بينما الأسواق الآسيوية أصبحت مشبعة بالنفط الأورالي والإيراني وحتى السعودي، ما أدى إلى معارك سعرية خلال السنتين الماضيتين، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.

وأضاف عبد الله، أن استمرار تصدير 70 في المائة من النفط العراقي إلى الأسواق الآسيوية يضع العراق تحت ضغط مستمر، مشددا على أن الحل الاستراتيجي يكمن في مد أنابيب نفط إلى مناطق جديدة، ما سيمكن العراق من زيادة صادراته إلى أوروبا وأمريكا.

خطوط النقل القديمة

من جانبه، أكد المتخصص في مجال الطاقة والاقتصاد، د. بلال الخليفة، أن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الخليج، تنتج أكثر من 12 مليون برميل نفط يومياً، ما يجعل أية تأثيرات سياسية، خاصة القريبة من مصادر الطاقة، لها تأثير كبير على أسعار النفط.

وقال الخليفة، إن أسعار النفط شهدت ارتفاعاً ملحوظاً من 72 إلى 76 دولاراً للبرميل، مشيراً إلى أن أي تصعيد سياسي قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار حتى 100 دولار للبرميل.

وفي حديثه مع "طريق الشعب"، حذّر الخليفة من أن اشتداد التوتر في منطقة الخليج سيؤثر سلباً على مسير ناقلات النفط، ما سيضر بالعراق الذي يعتمد بشكل كامل على تصدير نفطه عبر الخليج.

وأضاف أن هذا التوتر قد يعطل تصدير النفط، وهذا ستكون له آثار كارثية وخطرة على الاقتصاد العراقي.

وأشار الخليفة إلى وجود منفذ آخر للتصدير عبر الأنبوب التركي إلى ميناء جيهان، مردفا أن هناك ضرورة لردم الخلافات بين العراق وتركيا لحل هذه الإشكالية، وتفعيل هذا الخط التصديري.

************************************************

راصد الطريق.. المستأجرون.. من ينصفهم؟

يشترط بعض أصحاب العقارات في بغداد على الراغبين في استئجار منازل منهم، أن يكونوا موظفين حصراً ليضمنوا تحصيل الإيجار دون تأخير.

ويفتح هذا الشرط باب نقاشات واسعة حول المشكلات المعقدة التي يمر بها مجتمعنا اليوم. فمن الواضح تماما تعمق التفاوت الطبقي، فيما يغيب دور الحكومات المتعاقبة في معالجة أزمة السكن، وفي ضمان الحد الأدنى من الحقوق الأساسية للعراقيين.

في ظل الارتفاع الكبير للإيجارات، التي تبلغ 500 حتى750 ألف دينار لمنازل بمساحة 100 متر مربع في مناطق متوسطة المعيشة ببغداد، تزيد شروط أصحاب العقارات الأمور سوءاً. فبينما تعلن الحكومة صراحة عجزها عن تشغيل المزيد من المطالبين بوظائف في القطاع العام، وتدعو لتنمية القطاع الخاص والأعمال الحرة، يظهر شرط تأجير البيوت للموظفين فقط، ليستبعد خطط تطوير القطاعات غير الحكومية.

في ظل هذه الفوضى المتصاعدة، الا يتوجب تدخل أجهزة الدولة لوضع آلية محددة ومعلومة، توقف هذا الجشع وتحدد الإيجارات، بدل ترك أمرها لأصحاب رؤوس الأموال ومالكي العقارات والمحتكرين و"الشاطرين" في غسل الأموال؟

أم أن مصالح هؤلاء لا بد ان تأتي أولاً، قبل مصالح الكادحين وفقراء الناس؟

****************************************************

الصفحة الثانية

الصراع على رئاسة مجلس محافظة ذي قار يشتد بين العمري والناشي

بغداد ـ طريق الشعب

كشفت وثائق حكومية عن إجراء رئيس مجلس محافظة ذي قار، عبد الباقي العمري، العائد بقرار قضائي، لفتح اضبارة تنفيذية في مديرية تنفيذ الناصرية، وذلك بغرض تبليغ الرئيس المقال، عزة الناشي، بضرورة ترك منصبه.

وبحسب الوثائق، فأن العمري قام بتقديم قرار قضائي إلى مديرية التنفيذ لتسليم رئاسة المجلس له، بعد أن أصدرت محكمة القضاء الإداري قرارًا لصالحه.

وورد في الوثائق أن “مديرية التنفيذ أرسلت كتاب تبليغ إلى الناشي، يطالبه بتنفيذ القرار خلال سبعة أيام، وإلا سيتم اتخاذ إجراءات قانونية ضده، قد تصل إلى الحبس”.

في رد فعل سريع، وجه الناشي القسم القانوني في المجلس بتحريك شكوى جزائية ضد العمري، يتهمه فيها باقتحام مبنى المجلس وتهديد الأعضاء والموظفين.

 وأكد الناشي أن العمري هاجم غرفة رئيس المجلس مطالبًا بتسليمه المنصب، وفقًا لوثيقة حصلت عليها الوكالة.

يُذكر أن محكمة القضاء الإداري كانت قد أصدرت حكمًا في وقت سابق من الأسبوع، يقضي بعودة العمري إلى منصبه، وتنحية الناشي، معتبرةً أنه لا يملك الأحقية القانونية للبقاء في المنصب.

***********************************************

العراق يرفض المساس بمقام المرجعية الدينية ويدعو المجتمع الدولي إلى وقف جرائم الكيان الصهيوني

بغداد ـ طريق الشعب

في أعقاب تداول وسائل إعلام صهيونية صورا تظهر وضع المرجع الديني السيد علي السيستاني، ضمن بنك أهداف الاحتلال، دعت رئاستا الجمهورية والحكومة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لرفض هذه الإساءات، محذرتان من أن هذه التصرفات تهدد السلام والأمن في المنطقة.

نشرت قناة 14 الإسرائيلية صوراً لعدد من الشخصيات التي قالت إنها أهداف محتملة لإسرائيل خلال الصراع الدائر في الشرق الأوسط. ومن بين هذه الشخصيات المرجع الديني السيد علي السيستاني واخرون

موقف رئاسة الجمهورية

وأعلنت رئاسة الجمهورية العراقية رفضها الشديد المساس بالمرجعية الدينية العليا، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل ضد ما وصفته بالتحريض العنصري الذي صدر عن وسائل إعلام الكيان المحتل.

وجاء في بيان الرئاسة: “ندين بأشد العبارات الإساءة التي تعرضت لها المرجعية العليا في العراق والعالم من خلال وسائل إعلام الكيان المحتل.

نرفض هذه الإساءات وندعو إلى احترام المقدسات الدينية للأديان والمذاهب كافة، سواء الإسلامية أم غير الإسلامية”.

وأضاف البيان، أن هذا الاعتداء السافر “يؤدي إلى توسيع دائرة الخطر والعنف ويهدد بزيادة الاقتتال في المنطقة”. ودعت رئاسة الجمهورية المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري ورفض أي دعوات للكراهية بين الشعوب”، مشددة على أهمية تكاتف الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولبنان”. كما الرئاسة أن موقف العراق ثابت في دعمه لقضية فلسطين العادلة وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته على كامل ترابه الوطني.

الحكومة تدين المساس بالرموز

من جانبه، عبّر الناطق باسم الحكومة باسم العوادي عن رفض العراق، حكومةً وشعباً، لأي مساس بمقام المرجعية الدينية العليا، واصفاً الهجوم الإعلامي الصهيوني بأنه محاولة “رخيصة” للإساءة إلى صورة المرجعية.

وأكد العوادي، أن “الحكومة العراقية ترفض بأشد العبارات أية محاولة للنيل من مكانة المرجعية، التي تحظى بتقدير واحترام الشعب العراقي والعالمين العربي والإسلامي، والمجتمع الدولي”.

وتابع العوادي محذراً من خطورة هذه المحاولات التي تستند إلى خلفيات فكرية عنصرية تهدف إلى إشعال المزيد من الصراعات. وقال، إن “الكيان الصهيوني يثبت مراراً أنه ليس سوى جماعة إجرامية تعتاش على الأزمات وتغذية العدوان”، مشيراً إلى أن العزلة الدولية التي يعاني منها هذا الكيان تتزايد يوماً بعد يوم. ودعا العوادي الأمين العام للأمم المتحدة والمحافل الدولية إلى التحرك الفوري لإدانة هذه الهجمات الإعلامية التي تمس مشاعر المسلمين في العالم.

الهدف من التصعيد

بدوره، أكد عضو مجلس النواب باسم الغريباوي، أن تهديدات الكيان الإسرائيلي ضد السيد السيستاني، هي محاولة “حمقاء” من قبل الكيان الصهيوني.

وأوضح الغريباوي، أن المرجع السيد السيستاني يعتبر “رجل سلام ومدافع عن حقوق كافة البشر دون تمييز”، وأن أي استهداف لشخصيته “سيفتح الباب أمام ردود فعل قوية من المجتمع الدولي”.

كما أشار الغريباوي إلى أن هذه التهديدات تهدف إلى إلهاء الشعب العراقي عن القضايا الأساسية، ومنها تقديم الدعم للشعب اللبناني في ظل محنته الحالية. ودعا المجتمع الدولي إلى عدم الوقوف مكتوف الأيدي إزاء مثل هذه التهديدات، محذراً من أن الشعب العراقي لن يسمح بتمرير مثل هذه المؤامرات التي تسعى إلى تقويض استقراره ودعمه للشعوب الشقيقة.

وفي سياق متصل، تأتي هذه التهديدات في ظل التصعيد المتزايد في المنطقة، ما يثير مخاوف من تفاقم الأوضاع وحدوث تطورات خطرة قد تؤدي إلى تصعيد أكبر للصراع في الشرق الأوسط.

*************************************************

أصحاب معامل طابوق: الحكومة حرمتنا من النفط الاسود فتعطل عمالنا وخرج الدولار للاستيراد

بغداد ـ طريق الشعب

نظم أصحاب معامل الطابوق في منطقة النهروان، تظاهرة احتجاجية على قطع الحصة الوقودية المقررة لهم، مناشدين  رئيس الوزراء الإيعاز لوزارة النفط (شركة توزيع المنتجات النفطية) باستئناف صرف “النفط الاسود” لهم بعد توقفه منذ آب الماضي.

بدورها، بيّنت شركة توزيع المنتجات النفطية، انها “جهة تنفيذية، وغير مسؤولة عن القرار”، موضحة أن الايقاف شمل معامل مخالفة للتعليمات الحكومية فقط. فيما أكدت وزارة الصناعة، ان لجانها التفتيشية ضبطت أفرانا غير مجازة تعمل في النهروان، الأمر الذي اضطرها الى إيقاف الحصة الوقودية عن المعامل لحين إزالة تلك الأفران.

استثناءات للمقربين!

وقال أحد مدراء المعامل في منطقة النهروان جعفر الشمري لـ”طريق الشعب”، ان “قطع الحصة الوقودية لمعامل الطابوق تسبب بخسارة مالية كبيرة لأصحاب المعامل، كما تسبب بقطع أرزاق العمال، حيث سرحت اغلب المعامل عمالها بعد توقف العمل”.

وأضاف، ان من بين تداعيات توقف عمل المعامل ارتفاع أسعار الطابوق، وخروج العملة الأجنبية عبر عمليات الاستيراد. ولفت الشمري إلى أن رئيس الوزراء وجه في اب الماضي بـ”عدم إيقاف الحصة الوقودية عن معامل الطابوق لأي سبب. وبالتالي فإننا نستغرب من توجيه مدير دائرة التنمية الصناعية في وزارة الصناعة بالإيعاز فورا لشركة توزيع المنتجات النفطية بإيقاف حصة المعامل لشهر ايلول تحت ذريعة وجود مخالفات في المعامل”.

واتهم الشمري مديرية التنمية الصناعية بأنها “تدّعي وجود مخالفات وتجاوزات على الحصة الوقودية، وان هناك أفرانا جديدة غير مجازة، بهدف إيقاف الحصة الوقودية عن بعض المعامل”، مردفا أن “ما موجود هو عبارة عن أفران يتجاوز عمرها ٣٠ عاما. أين كانت الحكومات المتعاقبة عنها، ولماذا لم يتم إيقافها سابقا؟”.

وعد المتحدث قطع “النفط الاسود” عنهم أنه “إجراء تعسفي ورسالة واضحة لمحاربة القطاع الخاص وفسح المجال امام الاستيراد”، مبينا أن “بعض أصحاب المعامل حصلوا على استثناءات وتسهيلات لعمل أفرانهم بدعم من جهات حكومية”.

ونبه الى ان معامل الطابوق في المحافظات “تعمل من دون قيد او شرط، بالرغم من انها تعمل بالطاقة الانتاجية ذاتها، 15 مليون طابوقة سنويا”.

المنتجات النفطية تتبرأ

من جهتها، أكدت الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية أنها “غير مسؤولة” عن ايقاف الوقود لمعامل الطابوق.

وقال مدير عام الشركة حسين طالب في تصريح لـ”طريق الشعب”، إنّ “الشركة غير مسؤولة عن إيقاف الحصة الوقودية للمعامل، وإنما هي جهة تنفيذية لا اكثر”، مبينا أن “مديرية التنمية الصناعية وجهت لنا كتابا بإيقاف الحصة الوقودية عن بعض معامل الطابوق، وذلك لوجود مخالفات لديها”.

وأضاف طالب، ان اطلاق الحصة الوقودية للمعامل مرهون بإيعاز من التنمية الصناعية، التي تنتظر إزالة المسببات والمخالفات في معامل الطابوق.

الصناعة توضح

بدوره، أكد مصدر في وزارة الصناعة، أن سبب ايقاف الوقود عن اصحاب معامل الطابوق، جاء بعد كشف اللجان التفتيشية للوزارة وجود افران جديدة في موقع مجمع النهروان لا تملك إجازة عمل، ما ادى لايقاف الوقود عن معاملها.

وقال المصدر لـ”طريق الشعب”، ان مديرية التنمية الصناعية تنتظر ازالة المخالفات لدى تلك المعامل.

***********************************************

كل خميس.. بين عنجهية الاحتلال وتواطؤ المطبّعين

جاسم الحلفي

يلعب الفكر السياسي التطبيعي دورا مضللا خطيرا، بتحميله الشعب الفلسطيني مسؤولية الأحداث المتفجرة مثل “طوفان الأقصى”، متجاهلا بوضوح جذور الصراع وتعقيداته. ويغض هذا الفكر الطرف عن السياسات الإسرائيلية العنصرية والاحتلالية، التي أغرقت المنطقة في دوامة لا تنتهي من العنف والقمع.  وهو لا يفعل سوى السعي لتبرير فاشية إسرائيل، وإلقاء اللوم على الضحية بدلا من المعتدي، غاظّا النظر عن حقيقة أن إسرائيل لم تترك أي مجال للحلول السياسية، بل وعمدت إلى إفراغها من مضامينها عبر الاستمرار في بناء المستوطنات وفرض الأمر الواقع بالقوة.

ولم يكن “طوفان الأقصى” سوى رد فعل شعبي فلسطيني على سياسات إسرائيل الاستيطانية الاحتلالية. بينما تجاوزت إسرائيل كل الحدود، مستغلةً صمت المجتمع الدولي وتواطؤ الأنظمة المطبّعة، التي وجدت نفسها في مأزق سياسي وأخلاقي.

وكان أحد أبرز أهداف “طوفان الأقصى” قطع الطريق على مشروع التطبيع مع السعودية الذي كان يُعَدّ له بدأب ومثابرة، بعد ان تبيّن ان هذا التطبيع لم يجلب سلاما للشعب الفلسطيني، بل زاد من محنته ومعاناته ومن تعقيد المشهد، وأضعف فرص التوصل إلى حلول سلمية.

فلم تلتزم إسرائيل باتفاقيات أوسلو التي شكلت محاولة لتحقيق تسوية سياسية، وأفرغت هذه الاتفاقيات من محتواها عبر الاستمرار في توسيع المستوطنات، وتحويل السلطة الفلسطينية إلى كيان فاقد الفاعلية. فيما السلطة التي كان مفترضا أن تكون نواة لدولة فلسطينية، أصبحت كيانا هامشيا أشبه بـ”خيال المآتة”، بلا دور ولا تأثير حقيقي على مسار القضية.

ويتجاهل المدافعون عن التطبيع الواقع القاسي على الأرض. فإسرائيل ليست جادة في إقامة سلام حقيقي، وقد أظهرت من خلال سياساتها الاستيطانية والعدوانية أنها لا تكترث للمبادرات الدولية أو للحلول الدبلوماسية. ولم يشكل التطبيع إلا غطاءً لاستمرار الاحتلال، عوض ان يكون خطوة نحو إنهاء النزاع أو لتحقيق العدالة.

من جهة أخرى ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي والدعم التكنولوجي الأمريكي والغربي الهائل، فإن الشعب الفلسطيني يرفض الاستسلام. والإرادة الفلسطينية لم تنكسر أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية. بل إن المقاومة تزداد صلابة مع كل عدوان جديد. والتكنولوجيا مهما بلغ تقدمها، لا يمكنها أن تمحو حقوق الشعوب أو ان تفرض الاستسلام بالقوة. فالشعوب التي تناضل من أجل حقوقها وكرامتها لا يمكن هزيمتها بسهولة، حتى باستخدام أقوى وسائل القمع.

وعلى الرغم من كل تفوقها العسكري، لم تحقق إسرائيل أي انتصار سياسي حقيقي. لكن الحرب لم تضع أوزارها بعد، بل ان ساحة المعركة اتسعت وشملت جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لعاصمته.

وتستمر الاعتداءات الإسرائيلية فيما تتزايد الخسائر على الجانب الإسرائيلي، سواء البشرية أو الاقتصادية. ويعاني المجتمع الإسرائيلي من اضطرابات داخلية متزايدة، وبدأت الكلفة الاقتصادية للحرب التي تجاوزت 53 مليار دولار، تثقل كاهل الاقتصاد الإسرائيلي، ما يثبت أن التفوق العسكري لا يحقق دائمًا الأهداف السياسية.

المعركة لم تنتهِ بعد، وكلفها السياسية ستحسب بعد انجلاء دخان المعارك، والشعب الفلسطيني متمسك هو الآخر بحقوقه، يسانده الخيرون في العالم ويدعمه المقاومون اللبنانيون البواسل. ويبقى طريق النضال طريق الأحرار، والشعوب التي تناضل من أجل حقوقها وكرامتها لن تستسلم، مهما بلغت قوة آلة القمع ومهما كان العدو متفوقا عسكريا.

*****************************************************

الصفحة الثالثة

أكدوا الحاجة إلى قوة ردع حقيقية أمنيون: سيادة العراق معرضة للانتهاك نتيجة ضعف منظومة الدفاع الجوي

بغداد ـ محمد التميمي

يواجه العراق تحديات أمنية كبيرة منذ سقوط النظام المبادرة في العام 2003، إذ يضعه موقعه الجغرافي دائما في قلب أي صراع تشهده المنطقة.

ووسط هذه التحديات لا يزال العراق يعاني من ضعف واضح في منظومة الدفاع الوطنية، حيث تفتقر البلاد الى نظام دفاع متكامل، يمتد ليشمل كافة مكونات القوة العسكرية واللوجستية والتكنولوجية، افضى الى تزايد الخروقات الأمنية، بدءاً من تسلل الجماعات الإرهابية كداعش، مثلاً، إلى الأراضي العراقية او الهجمات من خلف الحدود وغياب السيادة على المجال الجوي، ما يجعل العراق في موقف ضعف نسبي يُهدد أمنه الوطني، ويضعه في دائرة خطر دائم.

 نظام دفاع متكامل

وبحسب مختصين فإن استمرار تلك التهديدات مرتبط بعدم وجود منظومة دفاع متكاملة، ضعف التنسيق بين مختلف القوات الأمنية والعسكرية، ضعف قدرات الدفاع الجوي والمراقبة الاستراتيجية، إضافة إلى غياب بنية تحتية تكنولوجية متطورة لمواجهة التهديدات السيبرانية والهجمات الإلكترونية، مع وجود سعي دولي لابقاء العراق منقوص السيادة والقوة، بما يبرر اي تواجد اجنبي على الأراضي العراقية.

وأكد خبراء الأمن، ان تطوير منظومة دفاع متكاملة للعراق يتلخص في تعزيز قدراته العسكرية، وتحسين قدراته الرادعة ضد التهديدات المختلفة، وضمان حماية موارده الوطنية ومصالحه الحيوية.

تفي بالغرض، ولكن..!

الخبير الامني فاضل ابو رغيف قال ان منظومة الدفاع المتكامل لا تقتصر فقط على الجانب العسكري التقليدي، بل تتطلب تحديثاً في البنى التحتية التكنولوجية وإصلاحات شاملة في العقيدة الأمنية للدولة بما يتناسب مع تطورات البيئة الأمنية الحديثة.

وقال أبو رغيف لـ"طريق الشعب"، إن "سيادة الدول دائماً ما تبدأ من الدفاع الجوي، فالسيادة المحفوظة تبدأ من هذا الدفاع، فاذا كان ضعيفاً يعني ان السيادة ممكن انتهاكها"، منبهاً إلى ان "امتلاك العراق لمنظومة دفاع جوي متكاملة ومتطورة اضحى امراً ضرورياً جداً، خصوصاً بعد التحديات والتهديدات التي اطلقها الكيان الصهيوني".

وبين، ان "العراق تعاقد مع كوريا الجنوبية لاستيراد منظومة دفاع جوية ورادارات متطورة، واعتقد انها تفي بالغرض من ناحية الدفاع الجوي"، لافتا الى ان "الدفاع الجوي وحده غير كاف، بل نحن بحاجة الى تطوير العقيدة الدفاعية بشكل متكامل بما يضمن حفظ سيادة البلد من اي هجمات او خروقات محتملة".

 دفاع جوي متطور

وتعاقد العراق اخيراً مع شركة كورية جنوبية لشراء نظام الدفاع الجوي والصاروخي الباليستي.

وقالت شركة "إل آي جي نكس ون" الكورية الجنوبية، إنها فازت بصفقة من المقرر بموجبها تصدير نظام الدفاع الجوي والصاروخي الباليستي كوري الصنع إلى العراق.

و"تشيونغونغ-2" هو نظام دفاعي ( أرض – جو) متوسط المدى، طُوِّر استناداً إلى تكنولوجيا صاروخ "9M96" المستخدم في أنظمة الصواريخ الروسية.

وأوضحت الشركة المتخصصة في صناعة أنظمة الأسلحة المتطورة، إنها وقعت مع وزارة الدفاع العراقية صفقة بقيمة 2.78 مليار دولار لتصدير نظام "تشيونغونغ-2"، المعروف أيضاً باسم نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي "إم - سام2".  وبهذا سيصبح العراق ثالث دولة في الشرق الأوسط تشتري نظام الدفاع الجوي والصاروخي الباليستي بعد الإمارات والسعودية.

تجدر الاشارة الى ان هذا النظام يشكل محور استراتيجية الدفاع الصاروخي لكوريا الجنوبية المصممة لاعتراض الصواريخ والطائرات المقبلة في المقام الأول للحماية من التهديدات الكورية الشمالية. ويجري تصنيع الصواريخ والنظام المتكامل لنظام "إم - سام2" بواسطة شركة "إل آي جي نكس ون"، وتوفر شركة "هانهوا سيستمز" الرادار، وتصنع شركة "هانهوا إيروسبيس" قاذفات الصواريخ والمركبات.

 منظومة منقوصة

في هذا الصدد، قال الخبير الأمني عدنان الكناني ان المنظومة الدفاعية هي "منظومة متكاملة ولا تشمل فقط الدفاع الجوي. اليوم اذا اردنا ان نؤسس للمنظومة الدفاعية فالدفاع الجوي هو جزء من هذه المنظومة، إضافة للقوى البحرية والقوة الجوية وكذلك المشاة والمشاة الراجل والآلي والقوات الخاصة".

وبين الكناني في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "هذه الصنوف يكمل بعضها الاخر، لتشكل المنظومة الدفاعية ولكل منها دور، فالدفاع الجوي وظيفته حماية السماء من اية خروقات". وعن مهمة الدفاع الجوي قال الكناني انه "في ظل التطورات المستمرة، يجب على العراق ان يتعامل مع العديد من التهديدات الموجودة مثل المسيرات التي يمكن ان تأتي بالعشرات واعداد هائلة قد تفوق قدرة الدفاع الجوي في التصدي لها، اضافة للصواريخ البالستية والطيران المقاتل الشبحي، وكذلك الطيران ذو الارتفاعات العالية المتميز بالقدرة على المناورة القوية و السرعة التي تفوق سرعة الصوت بأضعاف، والتي قد لا تستطيع بعض الصواريخ الاعتراضية من اعتراضها". واكد انه "يجب ان نضع حلولا لكل شيء، ولكي نؤمن الدفاع الجوي يجب ان نؤمن القطاعات البرية، وهذا يفرض بالضرورة تأمين القطاعات البحرية لتجنب ان يكون هناك اي خرق، وكل هذا ايضا يتطلب تأسيس منظومة للقوة الجوية العراقية، لتكون قادرة على رد أي اعتداء".

ستراتيجية لمنظومة الدفاع

ورأى الكناني أن "الحكومية العراقية لا تستطيع الان ان تؤسس لمنظومة دفاع متكاملة تحمي سماء وارض وبحر العراق ولعدة اسباب"، مفصلا الحديث عن ذلك بأن "الوجود الامريكي يلعب دوراً، فبقاؤه وسيطرته مرهونان بجعل العراق منقوص القوة والقدرة القتالية، فهو يستغل هذه الثغرات لإدامة وتأسيس موطئ قدم له بواسطة هذه الثغرات".

وخلص الى ان "المنظومة الدفاعية من الضروري ان تكون متكاملة، وعلى الحكومة تقع مسؤولية توزيع الادوار حسب الاختصاصات، لان تغييب القيادة العامة للقوات المسلحة، والاعتماد على العمليات المشتركة افشل منظومة الدفاع العراقية. ويفترض ان يكون هناك مخططون استراتيجيون عراقيون يرسمون السياسة الاستراتيجية لمنظومة الدفاع العراقية، وبخلاف ذلك لن تكون لدينا القدرة على تأسيس منظومة دفاع متكاملة".

****************************************************

عين على الأحداث

معقولة؟!

كشفت تقارير مؤكدة عن انتشار 550 مقاتلاً من "المرتزقة" في أراضي كردستان، ينتظمون في فصائل "الحمزة" و "السلطان سليمان شاه" و"السلطان مراد" وغيرها، ويتقاضون رواتب من تركيا تصل إلى 3 آلاف دولاراً للفرد، مقابل القتال تحت راية قواتها المحتلة لأراضينا بحجة الصراع ضد المعارضة الكردية المسلحة. هذا وفي الوقت الذي أثارت فيه هذه الأخبار غضب الناس وشعورهم بالحيف مما آلت اليه كرامة بلادنا، تتصاعد الأصوات الوطنية مطالبةً بوضع حد لهذا الاستهتار والعمل بكل السبل لجلاء المعتدين وتصفية المشاكل مع الجيران بما يحفظ سيادتنا وحياة مواطنينا ويخلق علاقات تكامل وتعاون بدل علاقات الغلبة والتنمر.

رجعوا التلامذة

شهدت البلاد عدداً من التظاهرات الطلابية احتجاجاً على قلة الكادر ونقص المستلزمات واكتظاظ الصفوف، وتعبيراً عن قلق التلاميذ وعوائلهم من التراجع المستمر في العملية التربوية. هذا وفي الوقت الذي لم تخصص فيه الحكومة أكثر من 6 في المائة من الموازنة لهذا القطاع، بحيث صرنا أقل دولة في الشرق الأوسط تستثمر في التعليم، تمكّن "أولو الأمر" من تغطية 7 في المائة من احتياجات البلاد من المدارس، من خلال إنجاز 600 مدرسة فقط خلال عامين، فيما يفتقد أغلب المدارس في الريف إلى الكهرباء والماء والمرافق الصحية، وتحتاج 4500 مدرسة ابتدائية و1280 مدرسة ثانوية إلى ترميم عاجل.

تخريب ممنهج

كشفت الاحصائيات عن توقف 18167 مشروعاً صناعياً عن العمل بما فيها ما يقارب نصف شركات القطاع العام، مشيرة إلى أن أسباب هذا التراجع تكمن في الإهمال والفساد المستشري ومساعي تخريب قطاع الدولة وبيعه بأبخس الأثمان والمنافسة الشديدة في السوق جراء الاستيراد المنفلت، إضافة إلى عدم تخصيص أكثر من 1 في المائة من الموازنة (اي 6 في المائة مما يخصص للعسكرة) لهذا القطاع، الذي لم يعد يساهم بأكثر من 2 في المائة من الدخل الوطني. هذا وإذ يحمّل الناس "أولي الأمر" المسؤولية عن ذلك، يؤكدون على أن حسن النوايا والجهل سوف لن يحميهم من حساب الشعب والتاريخ.

وين راحت الفلوس؟

أعلنت الحكومة بأنها اتخذت كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأجواء العراقية، معترفة بإن المجال الجوي غير مؤمّن بالكامل، رغم إجراءاتها لتحسين القدرات الدفاعية من خلال تعاقدها لشراء منظومة متطورة من كوريا الجنوبية. وإذ يبارك الناس جهود أبنائهم في القوات المسلحة لتأمين الحدود البرية وتحصينها بشكل كبير وبتقنيات حديثة ويشيدون بجهود تطوير القدرات الإستخبارية، يتساءلون عن أسباب بقاء المجال الجوي غير مؤمن رغم مرور أكثر من عقدين، وعن نتائج التحقيقات في قضايا الفساد ونهب المال العام الذي كان مخصصاً للتسليح الجوي، سواء في صفقات روسيا أو جيكيا أو غيرها، لأن أولى خطوات النجاح المحاسبة والشفافية.

حرامية فص كلاص

كشفت وكالات الأنباء عن قيام ضابط أمن سابق، كان مشمولاً بالإجتثاث قبل أن يسقطه عنه بعض المتنفذين، بسرقة المليارات من تخصيصات الشرطة الاتحادية، وتحويلها إلى الخارج لشراء عقارات وشركات ومصانع ومرافق سياحية في عدد من دول الجوار. هذا وفي الوقت الذي يرى فيه الناس بأن نجاح خطط مكافحة الفساد يتوقف على اجتثاث حماة الفاسدين، لا يعّد المراقبون حالة هذا الضابط فريدة من نوعها وإنما حلقة بسلسة حالات، تخلى فيها عدد من جلادي النظام السابق عن لباسهم الزيتوني، وانخرطوا في مؤسسات النظام الجديد، ينهبون المال العام ويرهبون الناس في عصابات ومافيات، تفسد البلاد وتنتهك حقوق العباد.

********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

انسحاب أم تغير مسميات

حول مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية، كتب أنتوني بفاف مقالاً في موقع المجلس الأطلسي، أشار فيه إلى أن الحكومة العراقية قد توصلت إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لسحب معظم القوات الأميركية من العراق على مدى العامين المقبلين، وتغيير طبيعة العلاقة بين البلدين إلى شراكة أمنية ثنائية، قد تتطلب بقاء بعض القوات لتأمين هذه الشراكة، لاسيما بعد جلاء معظم القوات الأميركية بحلول نهاية عام 2025، وانسحاب البقية المتواجدة في كردستان حالياً لدعم العمليات ضد (داعش) في سوريا، بحلول نهاية 2026.

شعور بعدم الرضا

ورأى الكاتب بأن شروط الاتفاق أثارت القلق لدى الكثيرين، ممن يعتقدون بأن قرار الانسحاب سابق لأوانه وقد يشجع داعش ــ أو أي شكل آخر من أشكال المتطرفين ــ على إعادة تشكيل صفوفه، ويزيد من تدخل دول الجوار وهيمنتها على البلاد، ويعمّق التوترات الطائفية في المجتمع.

وللتخفيف من هذه المخاطر، رأى الكاتب ضرورة تطوير قوات أمن عراقية قادرة على تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب بمفردها وبمواصلة العمل المشترك مع قوات التحالف، مشيراً إلى أن ذلك يتطلب بدوره وجود حكومة عراقية قادرة على ملأ الفراغ واحتواء السلاح خارج سيطرة الدولة. وأكد المقال على أن نجاح أية حكومة في تحقيق ذلك يستدعي تعزيز إرادتها السياسية وقدرتها على القيام بالمزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية.

وزعم الكاتب وجود ارتباط جوهري بين قدرة العراقيين على تحقيق هذه الأهداف ووجود علاقة أمنية ثنائية مستدامة مع واشنطن، توفر للأخيرة مشاركة نشطة في معالجة الظروف السياسية والاقتصادية الأساسية التي تغذي عدم الاستقرار.

داعش من جديد

وذكر المقال بأن المخاوف بشأن عودة داعش ليست بلا أساس، فعندما غادرت القوات الأميركية العراق في عام 2011، كان تنظيم القاعدة قد طُرد من معاقله في محافظة الأنبار، وانخفض العنف في بغداد إلى مستويات مماثلة لعواصم البلدان النامية الأخرى. ولكن في العام التالي للانسحاب، ازداد العنف بشكل حاد، واشتد الاستقطاب الطائفي، وتمكنت بقايا القاعدة، من إعادة تنظيم صفوفها وتوسيع حاضنتها قبل أن تتحول إلى داعش بحلول عام 2013. ورغم عدم وجود مؤشرات على أن الحكومة العراقية الحالية سترتكب نفس أخطاء سابقتها، فإن الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية، يرى بأن تنظيم داعش قد يستعيد الأراضي المفقودة في غضون عامين إذا انسحبت قوات التحالف قبل أن تتمكن قوات الأمن العراقية من العمل بشكل مستقل. وفي الوقت الذي رأى الكاتب فيه مخاوف الجنرال مبالغا بها جداً، ذكر بان أية مكاسب صغيرة تتحقق بتواجد قوات أمريكية في العراق، لا تستحق المجازفة بهذه القوات فيما تواجهه من مخاطر جدية.

دعم أمريكي للإستراتيجية الأمنية 

وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن برنامجاً للتعاون الأمني المستدام يجب أن يتجاوز المبيعات العسكرية الأجنبية ومجموعة صغيرة من كبار المستشارين، ليشمل إيجاد السبل لتسهيل إصلاحات قطاع الأمن التي التزمت بها الحكومة العراقية وإنشاء قطاع أمني محترف ومتجاوب ومرن وداعم لحقوق الإنسان. ويتطلب ذلك بالتأكيد، حسب رأي الكاتب، دوراً لهؤلاء المستشارين في دعم الحكم الرشيد والرقابة وبناء القدرات والإصلاح الإداري والمالي وتعزيز الثقة العامة في المؤسسات الأمنية. ودعا المقال الولايات المتحدة إلى الحفاظ على التوافق مع قوات الأمن العراقية، وبناء شراكتها مع قوات مكافحة الإرهاب ومراكز قيادة العمليات المشتركة لضمان التكامل السريع والفعال للقدرات الأميركية إذا لزم الأمر.

المساعدة الاقتصادية

وأكد المقال على أنه ورغم تحسن المؤشرات الاقتصادية في العراق، حيث أظهر القطاع غير النفطي نموا يُقدر بنحو 6 في المائة، مدفوعًا بزيادة الإنفاق العام والإنتاج الزراعي، فإن تخفيضات إنتاج النفط بسبب اتفاقيات أوبك + وانقطاعات خط الأنابيب مع تركيا أساءت للأداء الاقتصادي، فبلغ معدل البطالة حوالي 15.6 في المائة، بزيادة قدرها 8 في المائة منذ عام 2008، كما أن هناك نقص خطير في العمالة الماهرة والتعامل مع التقنيات الحديثة، وهو ما يمكن أن تساهم الولايات المتحدة في معالجته، إذا لم يُضعف انسحاب قواتها من العراق موقعها التنافسي في هذا المجال مع الصين وروسيا.

***********************************************

الصفحة الرابعة

تقنيون: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العراق "متخلفة"  والأمن السيبراني يحتاج لاهتمام حكومي

بغداد – تبارك مجيد

شهد العراق في شهر حزيران الماضي انعقاد المؤتمر الأول للذكاء الاصطناعي، الذي يستهدف إدخال مناهج الذكاء الاصطناعي في المدارس والجامعات، عبر تسخير الخبرات العراقية المحلية والمغتربة لخدمة هذه الإستراتيجية.

يشار الى أن البلاد كانت رائدة في مجال العلوم منذ عهد الخوارزمي وبيت الحكمة قبل 1200 سنة، لكن العراق يحتل اليوم المرتبة 77 عالميًا والتاسعة عربيًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024.

وأُعلن خلال المؤتمر عن إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في العراق، بدعم حكومي، سيكون مقره في الجامعة الأمريكية ببغداد.

خطوة هامة

ويمثل هذا المركز خطوة هامة نحو بناء قاعدة علمية وتكنولوجية تسهم في تعزيز دور العراق في الصناعة الرابعة، وتطوير قطاعاته المختلفة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وتحدث عثمان علي، المختص في الذكاء الاصطناعي، عن أهمية تقييم استخدامات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العراق، مع ضرورة الأخذ بالعديد من العوامل في نظر الاعتبار، مثل مستوى التطور التكنولوجي الحالي في البلاد.

وقال أن هناك تقدمًا ملحوظًا وتغيرا في التكنولوجيا داخل العراق، ما يفتح الباب أمام تحديات وفرص كبيرة في استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وتناول عثمان خلال حديثه لـ "طريق الشعب"، أهمية الذكاء الاصطناعي في تطوير الاقتصاد وتحسين الخدمات في مختلف القطاعات، مثل الصحة، التعليم، الزراعة، والصناعة، مؤكداً أن "هذا المجال يسهم بشكل كبير في تسريع العمل وتقديم حلول مبتكرة في جميع القطاعات".

وأضاف أن "كثيرًا من الناس يظنون أن استخدامات الذكاء الاصطناعي مقتصرة على تطبيقات بسيطة مثل تعديل الصور والفيديوهات، إلا أن الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. فالذكاء الاصطناعي يدخل في مجالات عديدة مثل الهندسة، حيث يساعد في تصميم المباني والعمارات، وفي مجال الفن، إذ يمكنه رسم لوحات في دقائق معدودة، وهي أعمال كانت تستغرق أيامًا أو أسابيع لإنجازها يدويًا".

وأشار عثمان إلى أن "الذكاء الاصطناعي يتطور بوتيرة سريعة للغاية مقارنة بالتقنيات الأخرى، فبينما كانت السيارات أو الأجهزة الإلكترونية تستغرق سنوات لتشهد تحسينات كبيرة، فإن الذكاء الاصطناعي يشهد تطورًا يوميًا وساعيًا، وهذا يتطلب من العراق وضع خطط فورية للاستفادة من هذه التكنولوجيا وتطوير قدرات الموارد البشرية في استخدامها".

ومن الحلول التي اقترحها عثمان لتسريع استخدام الذكاء الاصطناعي في العراق هو توفير دورات تعليمية للمهتمين بهذا المجال، والتعاون مع الشركات الدولية والمؤسسات التكنولوجية، وتبادل الخبرات مع الدول المجاورة التي تحقق تقدمًا في هذا الميدان، مثل الإمارات التي وصف تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي بـ"غير الطبيعي".

وخلص الى التأكيد على خطورة الذكاء الاصطناعي إلى جانب أهميته، مستشهدا بتصريح لإيلون ماسك (صاحب شركة أكس "تويتر سابقا")، قال فيه إن "الذكاء الاصطناعي قد يكون أخطر من الأسلحة النووية إذا لم تتم مراقبته والسيطرة عليه".

تحديات!

بدوره، قال أحمد السعيدي، المختص في أمن المعلومات والذكاء الاصطناعي، أن "العراق يواجه تحديات كبيرة في مواكبة التطورات التكنولوجية العالمية، خصوصا في مجالي الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني. ورغم وجود بعض التقدم، إلا أن التطبيقات التجارية للذكاء الاصطناعي في العراق ما زالت محدودة بشكل كبير".

وأضاف السعيدي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "العديد من الطلبة يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي في أغراض التعليم والبحث، إلا أن المؤسسات التعليمية تفتقر للموارد اللازمة لتدريبهم وتطوير مهاراتهم العملية".

وأشار إلى أن "العراق يعاني من تهديدات متزايدة في مجال الأمن السيبراني، وهو ما يتطلب تطوير استراتيجيات فعالة لحماية البيانات الوطنية. ومع ذلك، يبقى النقص في الكوادر المتخصصة في الأمن السيبراني أحد أبرز العقبات التي تحول دون تحسين الوضع الأمني السيبراني في البلاد. هذا النقص في الخبرات يزيد من المخاطر، ويجعل البنية التحتية التكنولوجية في العراق عرضة للهجمات الإلكترونية".

ونبه السعيدي الى أن "ضعف البنية التحتية التكنولوجية في العديد من مناطق العراق يعيق تنفيذ المشاريع التكنولوجية المتقدمة، ما يؤدي إلى تأخر العراق في اللحاق بركب التطور التكنولوجي العالمي. بالإضافة إلى ذلك، تظل الاستثمارات في مجال التكنولوجيا منخفضة، حيث تفضل العديد من الشركات المحلية الاعتماد على التقنيات التقليدية بدلاً من الاستثمار في التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي".

وأكد أن "نقص البرامج التعليمية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني يؤدي إلى نقص حاد في المهارات المطلوبة في السوق، ما يعيق تطوير الكوادر القادرة على مواكبة هذه التغيرات السريعة"، مشيرا إلى أن الحكومة العراقية متأخرة في تبني التكنولوجيا الرقمية بشكل عام، وهو ما يؤثر على تحسين الخدمات العامة وزيادة الشفافية في التعاملات الحكومية.

ختاماً، شدد السعيدي على "أهمية تطوير مناهج دراسية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في الجامعات العراقية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الشركات العالمية في مجال التكنولوجيا"، وأوضح أن "الاستثمار في الأمن السيبراني يجب أن يكون أولوية للحكومة والقطاع الخاص لحماية البيانات الوطنية والمعلومات الحساسة".

الامن السيبراني ضرورة ملحة

في السياق، قال حيدر ناصر، أستاذ أكاديمي مختص في علوم التكنولوجيا، أن "تطوير البنية التحتية التقنية في العراق يعتبر أمرًا بالغ الأهمية"، مشددًا على ضرورة التركيز الواسع على الأمن السيبراني وحماية البنية التحتية الرقمية من الهجمات السيبرانية التي تهدد سلامة البيانات والمعلومات.

ودعا ناصر لـ "طريق الشعب"، الى توفير بيئة مناسبة تتيح استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، ما يسهم في تعزيز مختلف القطاعات وتحسين الأداء العام.

وأكد، أن "التعاون الدولي والشراكات مع الشركات والمؤسسات العالمية تعد أمرًا حيويًا لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات"، موضحا أن "العراق بحاجة إلى استثمار هذه الفرص لتعزيز القدرات التقنية وتحقيق تقدم في مجال الذكاء الاصطناعي".

 وأوضح، أن "تعزيز قدرات الكوادر البشرية عبر توفير التدريب والتأهيل في هذا المجال يعد خطوة رئيسة لتحقيق تقدم ملموس في استخدام هذه التكنولوجيا".

وحض على "دعم البحث العلمي والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي"، مبينا أن "تشجيع الشباب على المشاركة والابتكار يمكن أن يسهم في دفع عجلة التطور التكنولوجي".

وأكد، أن هناك ضرورة لتحديد المشاكل التي يمكن أن يحلها الذكاء الاصطناعي في العراق، مثل تحسين قطاعات الزراعة والطاقة والصحة ومعالجة مشكلة الازدحامات المرورية".

وفي ما يتعلق بسلبيات الذكاء الاصطناعي في العراق، أوضح ناصر، أن "هناك تحديات كبيرة تواجه البلاد في هذا المجال. أولها هو نقص البنية التحتية التقنية المتطورة، ما يجعل من الصعب تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر البلاد إلى الكوادر البشرية المؤهلة بالشكل الكافي، ما يجعل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات أمرًا محدودًا".

وأشار إلى المخاطر المتعلقة بالخصوصية والأمن، حيث أن استخدام الذكاء الاصطناعي يزيد من خطر التعرض للاختراقات السيبرانية، إذا لم يتم تطبيق إجراءات حماية صارمة. إلى جانب ذلك، قد يؤدي الاعتماد الكبير على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل فرص العمل في بعض القطاعات، ما يخلق تحديات اجتماعية واقتصادية على المدى الطويل.

في الختام، أكد ناصر أن "استخدام الذكاء الاصطناعي في العراق يتطلب توازنًا بين استغلال الفرص وتجنب المخاطر، مشددًا على ضرورة وضع استراتيجيات شاملة تضمن تعزيز هذا المجال بشكل آمن ومستدام".

***********************************************

وقفة اقتصادية.. أهمية الاستثمار  في تدوير النفايات

 إبراهيم المشهداني

أخذت البيئة وصحة الإنسان في تدهور مستمر نتيجة تزايد كمية النفايات الخطرة بفعل زيادة مخلفات المعامل والصرف الصحي وكافة أصناف المهن   والمستشفيات والمركبات العضوية على اختلافها فضلا عما يخلفه المواطنون عبر أنماط الاستهلاك اليومي، وهذه النفايات تكون ذات مخاطر صحية وبيئية وهذه المخاطر قد تكون سريعة التأثير او تستغرق بعض الوقت حتى تبان نتائجها الخطيرة كحالات العجز والإعاقة والتسمم وإحداث المرض الأمر الذي يستدعي اتخاذ معالجات سريعة لدرء مخاطرها.

وهذه المخاطر تشمل كافة الدول وفي المقدمة منها الدول الصناعية التي وصلت في مواجهة مخاطر النفايات إلى مستويات متقدمة، غير ان المشكلة تزداد عمقا في الدول النامية التي تحبو في تطورها الاقتصادي والاجتماعي ولهذا حظيت حماية هذه الدول باهتمام الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، إلا أن هذا الاهتمام لم يرتق بعد إلى مستوى التنسيق المتكامل.

وفي بلادنا  يزداد الأمر سوءا برغم كثرة التصريحات  لكن التنفيذ ما يزال متثاقلا بشكل لافت فالإحصاءات المتوافرة تشي أن كميات النواتج من النفايات  تقدر ب5 ملايين م3 من مياه الصرف الصحي  و20 مليون طن يوميا،  تسعة آلاف منها رفعتها أمانة بغداد في عام 2023،  وتم رفع 11 مليون طن بمعدل 1.5 كغم لكل فرد، وفي بغداد وحدها يتم رفع 30 ألف طن من المخلفات  يوميا،  ومن المعلوم أن العراق قد انظم إلى اتفاقية بازل في سويسرا المتعلقة بالتحكم في نقل النفايات الخطرة  والصادرة في عام 1989 عبر تشريع القانون رقم 4 لعام 2011   والتعليمات رقم 4 لعام 2015  فما حدا مما بدا مع تلك الأرقام الصادمة.  وبالمناسبة فان وزارة البيئة قد سبق أن اقترحت مشروع تدوير النفايات وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة من خلال انتاج الطاقة الكهرباء والتي تعد مصدرا لا غنى عنه في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية معتبرة أن الجهات ذات العلاقة بإنجاز هذا المشروع هي أمانة بغداد والمحافظات إضافة إلى محافظة بغداد، وقد سمى هذا المشروع ب( مشروع قانون المركز الوطني لإدارة النفايات) وهذا القانون مرهون بموافقة مجلس الوزراء ويعلل أهمية هذا المشروع في كونه يوفر فرص عمل لآلاف الشباب العاطل عن طريق الاستثمار فضلا عن أهميته الاقتصادية والحفاظ على البيئة وتجميل المدن،  ولكي يحقق هذا المشروع أهدافه فلابد من تعيين إدارة كفوءة وجدية في التنفيذ عبر إنشاء معامل تتولى عملية فرز وتدوير النفايات وإنتاج الطاقة من خلال الغازات المنبعثة عن حرق النفايات بهدف انتاج الأسمدة العضوية التي تأتي من مخلفات الأطعمة للإفادة منها في الإنتاج الزراعي . إن ميزة تدوير النفايات تتجسد في قلة التكاليف وتوفير الطاقة وتخليص المجتمع من تكدس النفايات الضارة بالصحة.

    إن ذلك المقترح يأتي متناغما مع التجارب العالمية ومنها على سبيل المثال محطة مياشيما اليابانية تحرق 330 ألف طن من القمامة الصلبة لتنتج 32 ألف كيلو واط من الكهرباء سنويا. وفي  تركيا الدولة المجاورة فان محطة باليكاسير ذات المحركات الثمانية لها القدرة من التخلص من 1600 طن من النفايات يوميا و تنتج 11312 ميكا واط،  وفي الصين فان محطة لوجانج زن في مدينة شنغهاي التي تعتبر أكبر محطة في العالم في مجال تحويل النفايات الصلبة حيث تقوم بحرق مليون طن سنويا لتولد طاقة مقدارها 60 ألف كيلوواط من الكهرباء، وفي كندا تقوم محطة فانكوفر بحرق 260 ألف طن من النفايات سنويا لتولد طاقة تكفي ل160 ألف بيت وتحقق البلدية إيرادا مقداره 8 ملايين دولار كندي في السنة، بالإضافة لهذه الأمثلة فهناك تجارب في الشارقة والنمسا والعديد من دول أوروبا بالإضافة إلى مصر التي خاضت هذه التجربة قبل اكثر من عشر سنوات

إن الدولة مطالبة بالأخذ بكافة تلك المقاربات والتجارب وأية حلول أخرى ثبت نجاحها عبر وضع خطة قصيرة ومتوسطة المدى تشارك فيها الوزارات ذات العلاقة وتفعيل مقترح وزارة البيئة مار الذكر.

*********************************************

الصفحة الخامسة

وسط مخاوف العراقيين من “الحرب الشاملة” الدولار يزيد الضغط على الدينار والأسعار تلتهب

متابعة – طريق الشعب

تزيد التوترات الأمنية والعسكرية والسياسية التي تشهدها المنطقة العربية اليوم، وما يرافقها من احتمالات الحرب الشاملة، الضغوط على العملة العراقية وحركة السوق ومجمل الواقع الاقتصادي في البلاد، حيث يعاني المواطنون اساسا من الغلاء وتردي الخدمات.

ومع تمادي الكيان الصهيوني في جرائمه وتوسيعه رقعة عملياته العدوانية، بات المواطنون قلقين من سيناريو الحرب الشاملة في المنطقة، الأمر الذي يدفع الكثيرين منهم إلى التوجه للأسواق وشراء ما يمكن شراؤه من المواد الغذائية وغيرها من المستلزمات القابلة للحفظ، لضمان مؤونة احتياطية.

وطبيعي ان يستغل التجار الجشعون الأمر، فيعمدون إلى رفع الأسعار، لا سيما بالنسبة للمواد الغذائية، فيزداد الضغط المعيشي في النهاية على الفئات الفقيرة وذات الدخل المحدود – حسب ما يقول متابعون للشأن العام. وفي ظل هذه التوترات، سجل سعر صرف الدولار خلال الأيام الأخيرة في السوق الموازية 1540 ديناراً. ولا يستبعد اختصاصيون إمكانية صعود السعر إلى مستوى1600 دينار خلال الفترة المقبلة، وسط تحذيرات من انعكاس تأثيرات العدوان على لبنان على السوق وحجم الحوالات المالية من العراق إلى الدول الأخرى.

ويأتي هذا كله في وقت يعاني فيه سوق العملة من عدم الاستقرار، نتيجة عقوبات أمريكية فرضت على مصارف وشركات وشخصيات عراقية متهمة بتهريب العملة الى دول تخضع لعقوبات أمريكية، مثل إيران وسورية ولبنان.

مخاوف من تصاعد الأزمة

الخبير الاقتصادي علاء الفهد، أوضح أنه “في حالات الحروب أو عدم الاستقرار الأمني، يتزايد الطلب على المواد الغذائية والأساسية بشكل كبير، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى شح المعروض وبالتالي ارتفاع الأسعار”.

وأشار إلى أن “ما تشهده الأسواق حالياً من ارتفاع في الأسعار يعود إلى المخاوف من تصاعد الأزمة الأمنية واتساع رقعة الحرب”، مضيفا قوله أن “هذا الهلع والخوف قد يستغله بعض التجار لرفع الأسعار وتحقيق أرباح إضافية، رغم أن الأمور في الواقع طبيعية والتجارة مستمرة”.

ولفت الفهد إلى أن “هناك دائماً من يحاول استغلال الظروف القائمة لنشر حالة من الخوف وتحقيق مكاسب شخصية، لكن الضحية الأكبر في هذه العملية هو المواطن الفقير وذو الدخل المحدود، الذي يعاني ارتفاع الأسعار”.

انعكاس أزمة لبنان على الاقتصاد العراقي

وتنعكس الحرب التي تشنها قوات االعدوان الإسرائيلي ضد لبنان، على المشهد الاقتصادي في المنطقة. وقد تأثر العراق بالأحداث الجارية باعتباره من المحطات التي يمكن استهدافها.

وفي هذا السياق قال الباحث الاقتصادي علي العامري، أن “آثار العدوان على لبنان قد تنتقل إلى العراق، ما دفع التجار إلى تصفية حساباتهم بين المدينين والدائنين داخل العراق وخارجه. وهذا الخوف من عدم الاستقرار تسبب في ارتفاع سعر صرف الدولار”.

وأشار في حديث صحفي إلى ان “كل حالة اضطراب في المحيط الإقليمي تنعكس بشكل مباشر على العراق الذي يعتمد على الاقتصاد الريعي من إيرادات النفط وعائداته الدولارية”، مؤكداً أن “أي خلل في المنظومة العامة للنظام النقدي سوف تؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار”.

ولفت العامري إلى ان “هناك تجارا ومتنفذين يحاولون استغلال الظروف الراهنة، لسحب وشراء مبالغ طائلة من العملة الصعبة من السوق الموازية، تمهيداً لبيعها بأسعار أعلى وفقاً لنظرية تقليل العرض لزيادة السعر”.

المواطن أول الضحايا

من جانبه، قال المواطن محمد قربج، انه “منذ بدء اتساع رقعة الهجمات الصهيونية وبلوغها لبنان، بدأت أسعار المواد الغذائية ومختلف السلع ترتفع بشكل واضح، وسط مخاوف المواطن من شمول العراق بهذه الحرب”.

وأوضح لـ”طريق الشعب” أن “مواطنين كثيرين باتوا يتوجهون إلى الأسواق لشراء المواد الغذائية من أجل تأمين قوتٍ احتياطي في حال تصاعد الأزمة، وهذا ما دفع تجارا كثيرين إلى استغلال الأمر بزيادة الأسعار، لتحقيق مزيد من الارباح على حساب الفقراء وذوي الدخل المحدود”.

وأشار قربج إلى انه “تحت وطأة التوترات الأمنية والعسكرية والسياسية الراهنة، وانعكاساتها على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، يكون المواطن أول المتضررين والضحايا”، مطالبا السلطات المعنية، بالسيطرة على سعر الدولار ومراقبة الأسعار في الأسواق ووضع حد للمضاربين بالعملة الصعبة والتجار الجشعين الذين يتلاعبون بأسعار المواد الغذائية والسلع.فيما قال مواطن آخر هو عادل مرير أن “الأسعار كانت مرتفعة أساسا بسبب عدم السيطرة على سعر صرف الدولار، وجاءت الأزمة الحالية لتزيدها ارتفاعا، الأمر الذي فاقم من عجز القدرة الشرائية للمواطن، لا سيما الفقير وذو الدخل البسيط”، مؤكدا لـ “طريق الشعب”، أن “معظم المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية، سواء المستوردة أم المحلية، طرأت على أسعارها زيادة، وهذا تتحمل مسؤوليته السلطات ذات العلاقة، التي من المفترض أن تراقب الأسواق وتحاسب التجار المضاربين والجشعين”. ونوّه مرير إلى ان “المواطن بات يضطر إلى حرمان عائلته من احتياجات غذائية أو سلعية، لم يعد قادرا على شرائها، بسبب المبالغة في رفع أسعارها بالشكل الذي يشل قدرته الشرائية”.

*************************************************

تلميذات مدرسة نجفية يفترشن أرض الصف ما تبرير مديرية التربية؟!

متابعة – طريق الشعب

تداولت صفحات على مواقع التواصل صورة لتلميذات في “مدرسة البشرى” الابتدائية للبنات في النجف، وهن يفترشن أرض الصف لعدم توفر رحلات تغطي حاجة المدرسة.

وعلى إثر ذلك، أصدرت مديرية النجف توضيحا مفاده بأن سبب نقص الرحلات يعود إلى تزامن دوام المدرسة مع امتحانات الدور الثاني، لذلك تم تفضيل إعطاء الرحلات للتلاميذ الذين يؤدون امتحاناتهم.

الناشط المدني حسن حميد، يقول في حديث صحفي أنه “كان يُفترض بتربية النجف توفير رحلات ومستلزمات كافية في المدارس.

فنحن في نهاية عام 2024 وحتى الآن نعاني نقص الرحلات في بعض المدارس، وهذه أبسط احتياجات العملية التعليمية”.

أما المواطن موسى حسين، وهو والد إحدى تلميذات المدرسة، فيقول أن “بناتنا يدرسن جالسات على الأرض. فهل هذا معقول في وقت وصل فيه العالم إلى مراحل متقدمة في التعليم، باستخدام أحدث الوسائل والمستلزمات الدراسية”، مطالبا تربية النجف والمحافظة بالتدخل العاجل لتوفير كافة احتياجات “مدرسة البشرى” وغيرها من المدارس.

إلى ذلك، يقول مدير إعلام تربية النجف وسام الزيرجاوي، أن “هذه المدرسة تضم أكثر من 500 تلميذة من سكان التجاوزات والمناطق الزراعية. وخلال هذه السنة فقط تم تسجيل 200 تلميذة في الصف الاول الابتدائي”، مبينا في حديث صحفي أن هناك تلاميذ يؤدون امتحانات الدور الثاني، ولا توجد رحلات كافية لهم. لذلك افترشت تلميذات الصفوف الأولية الأرض، حتى يُكمل التلاميذ الآخرون امتحاناتهم.

***************************************************

في البصرة.. فريق تطوعي يوزّع الكتب المدرسية مجانا

متابعة – طريق الشعب

اطلق فريق “بصمة نقاء” التطوعي في البصرة، منتصف الشهر الماضي، حملة تطوعية لجمع الكتب المدرسية والملازم لمختلف المراحل الدراسية، وتوزيعها على التلاميذ والطلبة مجانا.

ويعرض الفريق ما يحصل عليه من كتب وملازم، على طاولة في “شارع الفراهيدي” للثقافة وسط البصرة، ويوزعها على المحتاجين إليها.

وهذه ليست المرة الأولى التي يُطلق فيها الفريق حملته هذه، ففي العام الماضي أطلق حملة مماثلة. إذ يدعو بداية من يمتلك كتبا أو ملازم فائضة عن الحاجة، إلى التبرع بها للحملة، ثم يقوم بجرد وتصنيف ما يحصل عليه من تبرعات، ليكون جاهزا للعرض والتوزيع.

ووفقا لما ذكره الفريق على صفحته في فيسبوك، فإن حملته هذه تهدف إلى إشاعة روح التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع، فضلا عن تشجيع التعليم وتزويد التلاميذ والطلبة بالمواد الدراسية التي لم يتمكنوا من الحصول عليها في مدارسهم.

وفي العام الدراسي الماضي، حدثت أزمة دراسية بعد أن عجزت وزارة التربية عن توزيع المناهج في موعدها، على المدارس، الأمر الذي اضطر أولياء الأمور إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة، وهذا ما دعا العديد من الفرق التطوعية إلى إطلاق مبادرات لجمع تبرعات الكتب والملازم، وتوزيعها مجانا على التلاميذ والطلبة.

وقالت رئيسة فريق “بصمة نقاء” زينب مؤيد، ان حملتهم أطلقوها تحت عنوان “أنت تتصرف”، وذلك بالتعاون مع “مؤسسة إنجاز البصرة” للتنمية والتطوير، مبينة أن الحملة تهدف إلى تدوير الكتب الدراسية بين الطلبة والتلاميذ لتعم الفائدة منها، إضافة إلى الحث على التعليم، ومساعدة الطلبة الذين لم يتسن لهم الحصول على المناهج، خاصة طلبة الامتحانات الخارجية. 

تجدر الإشارة إلى أن فريق “بصمة نقاء” يُنفذ بين فترة وأخرى مبادرات تطوعية في مجال التنمية والثقافة العامة، آخرها دورة منهجية مجانية لطلبة الصف الثالث المتوسط، نظمها بالتعاون مع منتدى شباب ورياضة قضاء أبي الخصيب.

************************************************

سوق بعقوبة يغص بالنفايات

بعقوبة – أحمد طاهر زيدان

شكا العديد من أهالي مدينة بعقوبة، من تراكم النفايات في سوق المدينة الرئيس، مبينين لـ”طريق الشعب” أن آليات البلدية ترفع النفايات في الساعة 9 ونصف صباحا، في حين ان أصحاب المحال والمتبضعين يتوافدون إلى السوق في أوقات مبكرة، الأمر الذي يضطرهم إلى السير وسط النفايات.

وطالب الأهالي، البلدية، بالإيعاز لفرقها برفع النفايات في وقت مبكر، قبيل فتح السوق، مطالبين أيضا بتوفير أعداد كافية من حاويات جمع النفايات، وإلزام أصحاب المحال برمي نفاياتهم في تلك الحاويات. 

***********************************************

السماوة مطالبات بصيانة شبكات المجاري قبل الشتاء

متابعة – طريق الشعب

طالب مواطنون في مدينة السماوة، بإطلاق حملات صيانة لشبكات تصريف مياه الأمطار والمجاري، قبل حلول فصل الشتاء، لا سيما في الحي العسكري الذي يُعد من أكبر أحياء المدينة، والذي يتعرض إلى الغرق سنويا بمياه الأمطار.

وقال المواطنون في حديث صحفي أن هناك شوارع عديدة في السماوة تعاني طفح المجاري وانسدادات في شبكات تصريف مياه الأمطار، مشيرين إلى انهم سبق ان تواصلوا مع مديرية المجاري وطالبوها بمعالجة هذه المشكلة، لكنها لم تستجب لهم.

وطالب المواطنون الحكومة المحلية بالتدخل وإلزام مديرية المجاري بإجراء حملات صيانة عاجلة لشبكات المجاري، استعدادا للموسم المطري القادم.

*******************************************************

لا خيار لأهالي المشخاب اما رائحة النفايات أو دخان احتراقها!

متابعة – طريق الشعب

ألقت مديرية بيئة النجف مسؤولية حرق النفايات المتكدسة منذ شهرين داخل أحياء قضاء المشخاب، على بلدية القضاء. إذ يضطر المواطنون إلى حرق النفايات بسبب عدم رفعها من قبل آليات البلدية.

وفي آب الماضي، قال مدير بلدية المشخاب أن مديرية البيئة قررت إغلاق المطمر الصحي في منطقة العصية التابعة للقضاء، وهذا الإجراء يتسبب في تأخير نقل النفايات إلى موقع آخر مجاز في منطقة صحراء النجف البعيدة.

فيما قال مواطنون أنهم لا يتحملون رؤية مدينتهم غارقة بالنفايات ومختنقة بالروائح الكريهة، لذلك يضطرون إلى حرقها للتخلص منها.

وفي حديث صحفي، قال مدير بيئة النجف جمال عبد زيد، أنه “خاطبنا الجهات المعنية حول هذا التقصير الواضح من قبل بلدية المشخاب.

فهي المسؤولة عن نقل النفايات والتخلص منها في مواقع الطمر المتفق عليها، حتى وإن كانت المسافة بعيدة”.

وأضاف قائلا: “أما بالنسبة للأهالي فيجب تفعيل الدور الأمني بالتنسيق مع المختار، لمنعهم من حرق النفايات داخل الأحياء السكنية، لما يسببه ذلك من انبعاث غازات ضارة مثل ثاني أكسيد الكربون. فحرق النفايات مخالف للضوابط والتعليمات البيئية”.

إلى ذلك، قال المواطن علي كاظم أنه “من المؤسف أن نرى مدينتنا غاصة بالنفايات دون أي تحرك من المسؤولين”، مشيرا إلى ان “الروائح الكريهة تملأ معظم الشوارع، والدخان المتصاعد من حرق النفايات يؤذي البيئة وصحة الإنسان”.

وطالب المواطن بتفعيل الجهد الأمني في المدينة وأخذ تعهدات بعدم حرق النفايات، مع الالتزام بالنظافة العامة وإيجاد حلول جذرية عاجلة لأزمة النفايات المتكدسة، وضمان نقلها بطرق صحيحة، حفاظا على سلامة السكان والبيئة.

********************************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة، الرفيق عادل جبار شلش (أبو سلام).

للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

**************************************************

لقطة اليوم

السواقي المائية في منطقة المزاك الزراعية بمدينة الكوت، جافة منذ أيام بسبب عدم تشغيل المضخات من قبل المتعهد الجديد، الذي تسلم مهام تشغيلها قبل نحو أسبوعين.

أهالي المنطقة اليوم يعانون شح المياه، ويناشدون الجهات المعنية إيجاد حل لهذه الأزمة التي أثرت على حياتهم ونشاطهم الزراعي، والتي تكررت مع المتعهدين السابقين أيضا.

 عدسة: تيسير حذر   

***************************************************

الصفحة السادسة

غوتيريش: الشرق الأوسط «برميل بارود».. وهناك أطراف مستعدة لإشعاله القمة العالمية للشعوب  تعبئ للتضامن مع الشعب الفلسطيني

متابعة – طريق الشعب

يواصل الكيان الصهيوني المحتل، حرب الإبادة الجماعية في غزة، وهجماته الدموية على لبنان، وسط مواجهة متعددة من قبل المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين.

واستمراراً لنهج اليمين المتطرف في التنكيل بالأسرى، بثت القناة 13 الإسرائيلية مشاهد للتنكيل بالأسرى الفلسطينيين من معتقلي غزة في سجن عوفر بحضور وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.

وساعة اعداد هذا التقرير، اعلن عن مقتل اسرائيليين،

في قصف صاروخي من لبنان على مستوطنة كريات شمونة القريبة من الحدود شمالي إسرائيل، كما أصيب 6 أشخاص إثر صواريخ سقطت على حيفا.

في الاثناء، اكدت مصادر فلسطينية، استشهاد 72 فلسطينياً، اثر القصف المتواصل على قطاع غزة، منذ صباح امس.

ونفذ أحد الفلسطينيين عملية طعن بمدينة الخضيرة في الداخل المحتل، وأصيب خلالها ستة من المستوطنين اثنان منهم في حالة حرجة وثلاثة منهم في حالة خطيرة.

فيما واصل حزب الله، إطلاق الرشقات الصاروخية على المدن الفلسطينية المحتلة، والتي أدت إلى وقوع أضرار كبيرة في المباني وحالات من الإصابات، وتصدى لقوة من الاحتلال حاولت التوغل باتجاه منطقة اللبونة جنوبي لبنان لليوم الثاني على التوالي، كما قصف قوة مشاة أخرى حاولت التسلل لنفس المنقطة وأكد إيقاعهم بين قتيل وجريح.

دعوة للتعبئة

ودعت القمة العالمية للشعوب، إلى التعبئة كوسيلة هامة لإظهار التضامن، ودعت أيضاً إلى أسبوع نضالي منتصف تشرين الثاني المقبل، وهو الأسبوع الذي يصادف فيه اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.

وذكر بيان للقمة، حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، أنها ستواصل المطالبة لوضع حد فوري للعدوان الصهيوني ووقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحصار عليها، وكذلك عودة جميع الاراضي المحتلة للشعب الفلسطينية وإنهاء الاحتلال عليه، وكذلك إنهاء العدوان والهجمات ضد جميع الدول الأخرى في المنطقة.

وتحدثت عن وحشية الكيان الصهيوني المدعوم من الإمبريالية، ورفضه لوقف العدوان اليومي ضد الشعب الفلسطيني، وفي مواجهة ذلك، اجتاحت العالم موجة تاريخية من التضامن والنضال ضد الامبريالية.

وأشار بيان القمة العالمية للشعوب إلى "رفض عمال الموانئ التعامل مع الأسلحة المتجهة إلى إسرائيل، وتحدي الطلاب القمع والطرد للمطالبة بسحب الاستثمارات من إسرائيل، في وقت رفض فيه عمال البناء الهنود عقود العمل في إسرائيل كجزء من جهود المقاطعة العالمية". فضلاً عن الآلاف من الفعاليات التضامنية الأخرى في مختلف بلدان العالم.

اتفاق فتح وحماس

وتحدثت مصادر، أمس، عن أن "حركتا فتح وحماس اتفقتا على تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، ستسمى لجنة الإسناد المجتمعي وتتبع إداريا لحكومة رام الله ".

وأضافت المصادر: "لجنة الإسناد المجتمعي تتشكل من 10-15 عضوا مهنيا من غير المنتمين للفصائل الفلسطينية، وستناط بها إدارة المعابر وملفات الصحة والإغاثة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم".

وفي وقت سابق، أعلن مسؤول في حماس، أن قيادات (حماس وفتح) عقدوا محادثات في القاهرة لبحث المصالحة الفلسطينية.

على شفا حرب شاملة

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، من أن لبنان على شفا حرب شاملة بسبب التصعيد الإسرائيلي، مؤكدا ضرورة احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.

وتحدث غوتيريش لصحفيين عن حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة ولبنان إن "الكابوس في غزة دخل عامه الثاني"، مضيفا أن هذا العام كان عام الأزمات في غزة، الإنسانية والسياسية والدبلوماسية والأخلاقية.

وحذر من مشروع قانون إسرائيلي لمنع وكالة الأونروا من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا أنها ستكون كارثية.

واضاف، "حذرنا من خطر انتشار الصراع في المنطقة، وأن الشرق الأوسط أصبح برميل بارود والعديد من الأطراف مستعدة لإشعاله".

بدوه دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أمس، المجتمع الدولي إلى مواصلة الجهود الرامية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في كلّ من قطاع غزة ولبنان، وذلك قبل زيارته إلى المنطقة.

وقال لامي "يجب ألا نضعف في هذا الوقت الحرج لضمان وقف لإطلاق النار في غزة ولبنان وإيصال المساعدات التي يحتاج إليها بشدّة قطاع غزة ".

وأضاف أنّ الوضع الراهن في الشرق الأوسط "خطر بشكل لا يصدّق".

الوضع سيكون أسوأ

دعت حركة أميركية كبيرة مؤيّدة للفلسطينيين، أنصارها لعدم التصويت لدونالد ترامب، لكن من دون أن تدعوهم صراحة لانتخاب منافسته كامالا هاريس.

وتنتقد حركة غير ملتزم منذ أشهر الديموقراطيين بشدّة بسبب استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة منذ عام.

وبسبب فشل إدارة الرئيس جو بايدن في وقف هذه الحرب، يخشى الديموقراطيون حاليا أن يخسروا أصوات جزء من الجناح اليساري للحزب والناخبين المتحدّرين من أصول عربية.

ونشرت الحركة مقطع فيديو حذّرت فيه من أنّ "الوضع قد يكون أسوأ" إذا ما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، وقال ليكسي زيدان، أحد مؤسسي الحركة، إنه ينبغي على الناخبين إعطاء الأولوية "للنهج الأفضل للحرب" بدلاً من "المرشح الأفضل".

*****************************************************

اليسار الفرنسي يفشل في حجب الثقة عن حكومة اليمين

باريس - وكالات

فشل التحالف اليساري الفرنسي، بحجب الثقة عن الحكومية اليمينية الفرنسية الجديدة، ولم تحظ المذكرة التي قدمتها (الجبهة الشعبية الجديدة) بغالبية في الجمعية الوطنية ما أدى إلى رفضها.

ورفض اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان وجوردان بارديلا دعم المذكرة، التي حصلت على 197 صوتا، وهو أدنى بكثير من 289 صوتا لازما لإطاحة حكومة ميشال بارنييه.

وتتهم الجبهة الرئيس الفرنسي بعدم منحها فرصة لتشكيل حكومة، رغم حصولها على الاغلبية، (لكنها غير مؤهلة لتشكيل الحكومة)، إذ فضل ماكرون الدفع باتجاه ائتلاف حكومي يميني التوجه.

ويؤكد نواب تكتل الجبهة الشعبية الجديدة الـ 192 الذين قدموا المذكرة بأن حكومة بارنييه "هي من حيث تركيبتها وتوجهاتها، إنكار لنتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة". وما أضعف فرص مرور المذكرة أن التجمع الوطني (يمين متطرف) الذي يحظى بأكبر كتلة لحزب منفرد بحصوله على 126 مقعدا، كان قد أبلغ مسبقا أنه لن يساند هذه المبادرة. وتحدثت النائبة عن الحزب لور لافاليت عن ذلك ساخرة "أعتقد أن الوضع خطير بما يكفي كما هو حتى لا نقدم على حجب الثقة عن هذه الحكومة" مضيفة أن حزبها يعتزم "منح فرصة" للفريق الجديد.

وبذلك يدشن حزبها موقعه الجديد في الجمعية الوطنية كحكم قادر إلى حد ما على صنع الحكومات وإسقاطها.

*******************************************************

الحزب الشيوعي السوداني يدين تكرار الهجوم على قياداته

الخرطوم – طريق الشعب

تكرر استهداف قيادات الحزب الشيوعي السوداني، من قبل قوات مسلحة، وذلك حسب بيان للحزب، حصلت "طريق الشعب" على نسخة منه، وأكد ان الهجوم الجديد استهدف منزل السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني الرفيق محمد مختار الخطيب، في محاولة لنهب منزله.

وحذر الحزب من تكرار استهداف قياداته واعضائه ولجان المقاومة، وكذلك تصفية لجان الخدمات كما حدث في الحلفايا، رافضاً استغلال ظروف الحرب اللعينة لتصفية حسابات سياسية.

وطالبت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب، بتقديم المعتدين على منزل الرفيق الخطيب للمحاكمة، وشددت على أهمية تشكيل أوسع جبهة جماهيرية قاعدية لوقف الحرب واسترداد الثورة، ومواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها.

ونشرت صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب، افتتاحية في عددها الصادر يوم 8 تشرين الاول الحالي بعنوان: لماذا الهجوم على الحزب الشيوعي؟ 

وقالت الافتتاحية: إن " الهجوم على الديمقراطية يبدأ بالهجوم على الحزب الشيوعي" وذلك وفقاً لمقولة سجلتها وثائق الحزب منذ تأسيسه وهي إلى الآن تثبت صحتها في كل وقت.. وتاريخ السودان حافل بالأدلة والبراهين على ذلك، ومنذ اندلاع الثورة وحتى الآن يستخدم هذا التكتيك، وهذه الأيام حاضر بكثافة.

وجاء في الافتتاحية "ما يجرى من ترتيبات لصنع واقع سياسي، بالاستفادة من الحرب اللعينة والاستقطاب، والمصالح الأجنبية في بلادنا، تطلب الدعاية المناهضة للثورة وللحزب الشيوعي. ولهذا تنطلق الحملات الإعلامية المسمومة ضد بعض قادة الحزب وضد مواقف الحزب المعلنة، والهدف خلق جو من الإرهاب والترويع، وتكبيل الحركة الجماهيرية وقوى الثورة كي لا تصعد المطالب الثورية للواجهة مرة أخرى".

وذكرت ان "هذا التكتيك مفضوح، وسيناريو محكوم عليه بالفشل، فالحزب الشيوعي وقوى التغيير الجذري وسائر قوى الثورة الأخرى عازمة على استرداد الثورة، ومعاقبة القتلة ومجرمي الحرب والمحرضين.. ولن ينجو أحد من العقاب".

***********************************************************

كينيا.. البرلمان يعزل نائب الرئيس بسبب الفساد

نيروبي- وكالات

عزل مجلس النواب الكيني، مساء الثلاثاء، بغالبية الثلثين، نائب الرئيس ريغاثي غاشاغوا المتهم خصوصا بالفساد، في خطوة غير مسبوقة لا تزال بحاجة لإقرارها في مجلس الشيوخ وتمثل فصلا جديدا من فصول النزاع المستمر منذ أشهر بين الرئيس ونائبه.

فيما صوت 44 نائبا ضد العزل وامتنع نائب واحد عن التصويت، وبهذه النتيجة سوف سيستمع مجلس الشيوخ إلى الاتهامات الموجهة إلى نائب الرئيس وقد يعين لجنة خاصة للتحقيق فيها، حيث يمكن لغاشاغوا أو ممثله الرد عليها.

ودافع غاشاغوا عن نفسه أمام النواب، معتمدا على وثيقة من 500 صفحة. رافضاً الاتهامات الموجّهة إليه، معتبرا إياها "دعاية بحتة" و"مؤامرة تهدف للإطاحة بي من السلطة لاعتبارات سياسية أخرى".

وحث غاشاغوا المشرعين على "فحص ضميرهم" قبل التصويت. وأضاف "إذا بحثت في ضميرك واستمعت إلى القضايا التي أثيرت ووجدت أنه لا توجد أسباب لعزل نائب رئيس كينيا، فيرجى اتخاذ القرار الصحيح".

******************************************************

طالبت بالقطيعة مع إسرائيل.. تظاهرات في أمريكا اللاتينية ضد {الإبادة الجماعية} في فلسطين

رشيد غويلب

قبيل وبمناسبة الذكرى السنوية لبدء الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل، تظاهر آلاف في أمريكا اللاتينية ضد "الإبادة الجماعية" في فلسطين. وهتف المتظاهرون في العديد من مدن أمريكا اللاتينية: "إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية".

الأرجنتين والمكسيك

في 7 تشرين الأول تجمع الآلاف في بوينس آيرس، حاملين الأعلام الفلسطينية والسورية واللبنانية في مركز العاصمة الأرجنتينية. ودعا الأرجنتيني أدولفو بيريز إسكيفيل الحائز على جائزة نوبل، في كلمة له، إلى مضاعفة التضامن مع شعبي فلسطين ولبنان.

وخلال التظاهرة رفعت شعارات مثل "احتلال فلسطين ولبنان جريمة "، "إسرائيل، دولة إرهابية، اخرجوا من فلسطين" أو "عام من الإبادة الجماعية، 76 عاما من الاحتلال، نهاية الاستعمار النازي الصهيوني".

وفي المكسيك، جرت تظاهرات في عدة مدن خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي 7 تشرين الأول.  في العاصمة مكسيكو سيتي، طالب المتظاهرون، الحكومة المكسيكية بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية مع دولة الاحتلال. وأعربوا عن تضامنهم مع دول مثل لبنان وسوريا. وقال أحد منظمي التظاهرة إن هؤلاء "ضحايا الاستعمار الامبريالي الجديد والإجرامي والإبادة الجماعية لإسرائيل وإنكلترا والحكومات الأوروبية".

وخرج مئات المكسيكيين الاثنين إلى شوارع العاصمة للاحتجاج على “الإبادة الجماعية الصهيونية”. وفي مركز المدينة، أوقد المتظاهرون الشموع ووقفوا صامتين لمدة 365 ثانية تخليدا لذكرى ضحايا الـ 365 يوما الماضية.

وقال إدواردو إيبانيز، أحد منظمي التضامن مع الشعب الفلسطيني: "انها ليست ذكرى بداية الإبادة الجماعية، بل ذكرى تصاعدها. يجب أن نقول للجميع في المكسيك أن هذه الإبادة الجماعية مستمرة منذ 76 عاما، وليس منذ سنة واحدة فقط".

البرازيل والإكوادور

وحاججت حركة التضامن مع فلسطين في منطقة العاصمة البرازيلية بالمثل، ودعت في اجتماعها الحكومة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. وقالت النائبة إريكا كوكاي من حزب العمال الحاكم إن هذا أمر مهم "لأن الأسلحة التي تقتل الشعب الفلسطيني تقتل أيضا الشباب في محيط البرازيل".

وقال إديلفيس كويروس، عضو لجنة التضامن مع فلسطين في ولاية ميناس غيرايس، إن النضال من أجل تقرير مصير الشعب الفلسطيني هو قضية "عابرة للحدود". وكان هدف التظاهرة في مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية هو "إدانة الإبادة الجماعية التي ارتكبت منذ 365 يوما والاستعمار الذي استمر لمدة 105 سنوات".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، تدفق الإكوادوريون أيضًا في شوارع العاصمة كيتو رافعين شعارات مثل "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"فلسطين ليست وحدها"، خلال. ودعا المتظاهرون الولايات المتحدة إلى "إيقاف نتنياهو" ووقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وأعربت اللجنة الإكوادورية للتضامن مع فلسطين عن قلقها إزاء انتشار الصراع إلى دول أخرى مثل لبنان وسوريا. وقال توكا سلطان المتحدث باسم اللجنة: “ما يسعى إليه نتنياهو هو القضاء على العرب في المنطقة بأكملها".

فنزويلا وتشيلي

خلال عطلة نهاية الأسبوع، تظاهر آلاف الفنزويليين، تلبية لدعوة الحزب الاشتراكي الموحد الحاكم، من أجل فلسطين أمام مقر الأمم المتحدة في كراكاس. وأكد المتظاهرون بأن الأمم المتحدة "وقعت تحت هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واستخداماها كأداة ضد سيادة الشعوب".

وفي سانتياغو دي تشيلي، طالب آلاف التشيليين الرئيس غابرييل بوريك بقطع العلاقات مع إسرائيل. وقال أحد المتظاهرين: "لقد وقفت بلادنا دائمًا مع فلسطين، لكننا بحاجة إلى أفعال ملموسة وليس مجرد كلمات".

بيرو وغواتيمالا

وفي عاصمة بيرو ليما، طافت التظاهرة شوارع المدينة، وانتقدت الشعارات المرفوعة الرئيسة اليمينية دينا بولوارت: "شعب البيرو مع الفلسطينيين، دينا مع الصهاينة الذين يرتكبون الإبادة الجماعية".

نزلت مجموعات من الغواتيماليين من أصل فلسطيني ونشطاء حقوق الإنسان إلى الشوارع في مدينة غواتيمالا العاصمة للمطالبة "بالسلام والعدالة لجميع الشعوب" و"إنهاء الإبادة الجماعية".

بلدان أخرى

كما انتقد المتظاهرون في بوغوتا وبورتوريكو موقف الولايات المتحدة تجاه إسرائيل وفلسطين. وبدأت التظاهرة في بوغوتا عند جامعة التربية وانتهت عند السفارة الأميركية، حيث هتف المشاركون "قاتل". وفي التظاهرة التي جرت في بورتوريكو، سُمعت هتافات مثل "الإمبراطورية [الولايات المتحدة] تسمح بالقصف الإسرائيلي".

****************************************************

الصفحة السابعة

انتفاضة تشرين وتحقيق مطالب العمال

بغداد – طريق الشعب

لعبت الطبقة العاملة، كعادتها دوراً مهماً في انتفاضة تشرين الباسلة ضد سياسات منظومة المحاصصة والفساد، التي انطلقت العام 2019، مدافعة عن أهداف جماهير شعبنا وعن حقوقها المنتهكة. وبمناسبة الذكرى الخامسة للانتفاضة، أجرت "طريق الشعب"، لقاءات مع عدد من العاملين في القطاع العام الذين شاركوا في تلك الملحمة بدور فاعل.

مهيمن كمال، عامل في وزارة الكهرباء، يتذكر تلك الأيام ويقول "قبل انطلاق انتفاضة تشرين، كنا نعتصم للمطالبة بتثبيتنا على الملاك الدائم، لكن لم يكن هناك من يستمع إلينا، أو يبررون رفض مطاليبنا بحجج واهية  مثل قلة التخصيصات المالية، ولهذا كان معظم العاملين في محطات الكهرباء من أصحاب العقود أو الأجور اليومية. لكن بعد انطلاق الانتفاضة، تحقق العديد من مطالب العمال، وتم تثبيتهم على الملاك الدائم".

الإصرار على المطالبة

وأكد كمال على أن "انتفاضة تشرين ساهمت في إنصاف العديد من العمال، الذين ورغم التعرض للعنف والغازات المسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية، بقوا مصرين على المواصلة والمطالبة بحقوقهم. وحتى بعد توقف الاحتجاجات في ساحة التحرير بسبب عمليات القمع الذي ذهب ضحيتها العديد من المتظاهرين السلميين، استمر العمال في التظاهر أمام الوزارات وفي معاملهم".

من جانبه، قال رائد عثمان كاظم، العامل الناشط في إحياء الصناعة الوطنية، لـ "طريق الشعب" ان "انتفاضة تشرين لم تكن حدثًا عابرًا، بل هي درس كبير مليء بالعبر. لقد جاءت لتلبية طموحات العمال و الطلبة والفلاحين والمهندسين". وأشار إلى أن الدافع للمشاركة في الانتفاضة كان الرغبة في رفض سياسات الفساد والمحاصصة، التي أدت إلى تدمير الصناعة الوطنية وخصخصة الشركات وبيعها.

إهمال متعمد

وحول دور العمال في الاحتجاجات، أوضح كمال بأن " العمال الناشطين قرروا المشاركة في الانتفاضة، حيث كتبوا مطالبهم وذهبوا إلى ساحة التحرير، رغم تردد بعض العمال في البداية، والذين سارعوا للانضمام لزملائهم لاحقًا. وأكد كمال على أن تخريب الصناعة الوطنية والإهمال المتعمد للآلات في المعامل، التي أصبحت غير صالحة للعمل، كان وما زال أحد الدوافع للاحتجاج. أما العامل محمد فنجان، فقال: "انتفاضة تشرين انطلقت من هموم العمال والخريجين الذين يسعون للحصول على فرص عمل". وأوضح أنهم شكلوا لجنة عمالية في الشركة العامة للصناعات الجلدية والنسيجية ونصبوا خيمة في شارع الجمهورية، مؤكدين على أهمية المشاركة الفعالة للعمال في التظاهرات.

وأشار فنجان إلى أنهم نظموا حوارات حول حقوق الطبقة العاملة واستغلال أصحاب العمل. وخلص إلى أن الانتفاضة حققت بعض المطالب، مثل تثبيت العقود ومنع بيع شركة النسيج، لكنه أضاف أن عدم تنفيذ بعض المطالب، مثل صرف الرواتب في مواعيدها، قد يدفع العمال إلى استئناف التظاهرات وبالتالي التصعيد باتجاه انتفاضة شعبية واسعة تضم جميع فئات الشعب العراقي.

**********************************************

لحظة عمالية.. برامج العمل اللائق حبر على ورق

نورس حسن

أطلقت منظمة العمل الدولية في كانون الاول 2019 أول برنامج وطني للعمل اللائق في العراق. ويركز البرنامج، الذي تم تطويره بالتعاون مع الحكومة العراقية وممثلي العمال وأصحاب العمل، على عدة مجالات رئيسية: دعم القطاع الخاص في خلق وظائف جديدة، تعزيز الضمان الاجتماعي للعمال بما في ذلك الصحة والسلامة المهنية، توفير بيئة عمل آمنة، معالجة قضايا عمل الأطفال، بالإضافة إلى تحسين الحوار الاجتماعي مع الاتحادات والنقابات العمالية لدعم حقوق العمل.

لكن تحقيق شروط العمل اللائق لا تقتصر على جهود منظمة العمل الدولية فقط. ذلك ان قوانيننا ودستورنا اكدت أهمية هذه الشروط، التي غالبًا ما تُهمل.

 فمصادقة العراق على الاتفاقيات الدولية تهدف إلى تحسين صورته أمام المجتمع الدولي، في حين يعاني العامل العراقي من ظروف عمال صعبة، نتيجة ضعف الرقابة القانونية.

ومن جانب آخر تشير الإحصائيات الصادرة عن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في تشرين الثاني 2023 إلى تسجيل حوالي 705 إصابات لدى عمال القطاع الخاص، وهو رقم بعيد عن الواقع نظرًا للظروف القاسية التي يعمل فيها العمال، ولغياب الإجراءات الوقائية، إضافة إلى عدم الإبلاغ عن العديد من إصابات العمل، والى فصل العمال غالبا دون إنذار مسبق، وعدم منحهم حقوقهم.

وفي الوقت نفسه تؤثر العمالة الأجنبية غير القانونية سلبًا على فرص العمل المحلية، فيما تعاني الاتحادات والنقابات العمالية من قيود قانونية فرضتها الأنظمة السابقة على حرية العمل النقابي، ولم يعدلها البرلمان في دوراته المتعاقبة رغم تأثيراتها السلبية على حقوق العمال.

ولتحقيق متطلبات العمل اللائق، ينبغي أيضا تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والجمعيات المهنية، إلى جانب سنّ قوانين رقابية تضمن تطبيق المعايير المتفق عليها لحماية حقوق العمال، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين.

****************************************************

في اليوم العالمي للعمل اللائق العراق يواجه تحديات في توفير فرص العمل

بغداد - طريق الشعب

أكد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، في حديثه لـ "طريق الشعب" بمناسبة يوم 7 أكتوبر، الذي تم تخصيصه ليكون اليوم العالمي للعمل اللائق، بهدف تعزيز فرص العمل المناسبة في مختلف قطاعات الإنتاج حول العالم، على أن العمالة في العراق تواجه تحديات جسيمة، منها قلة فرص العمل والأجور المنخفضة وغياب المساواة والرعاية الاجتماعية.

وأوضح الصفار أن "التقارير تشير إلى أن معظم العناصر الأساسية للعمل اللائق مفقودة في العراق، مما يؤثر سلبًا على حياة العمال وعائلاتهم. فالكثير منهم يفتقرون إلى فرص العمل التي تضمن لهم حياة كريمة ومستقبلًا آمنًا، فضلاً عن شروط الصحة والسلامة المهنية والالتزام بساعات العمل وفق القوانين المعمول بها".

كما أشار الصفار إلى الزيادة الملحوظة في التظاهرات المطلبية في العراق، حيث يسعى العديد من العاملين في مختلف المهن إلى تحسين ظروفهم المعيشية. وتعكس هذه التظاهرات معاناة العمال نتيجة عدم تنفيذ القوانين المتعلقة بالعمل، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.

و أفاد الصفار بأن معظم المؤسسات تعتمد على وزارة العمل " لكنها تعاني من إمكانيات محدودة في تلبية احتياجات السوق". ولفت إلى أن تحسين وضع العمال يتطلب جهودًا مشتركة من جميع مؤسسات الدولة، ولكن نقص التمويل والدعم المالي يعيق تنفيذ التشريعات اللازمة.

في هذا السياق، تلعب منظمة العمل الدولية دورًا مهمًا في تحقيق متطلبات العمل اللائق في العراق، حيث تقدم المشورة وتشارك في توقيع اتفاقيات مع الحكومة والأطراف المعنية. ومع ذلك، فإن التنفيذ الفعلي لهذه الاتفاقيات يتطلب تضامنًا وتعاونًا مشتركًا بين جميع الأطراف لضمان حقوق العمال وتحسين ظروفهم.

كما أشار الصفار إلى أن حرية العمل النقابي تعتبر جزءًا أساسيًا من تحقيق العمل اللائق، لكن الجهات التشريعية تحاول الالتفاف على هذا الحق وعدم تأمينه.

******************************************************

أزمة البطالة  تتفاقم.. العمالة الأجنبية غير المنظمة واحد من أسبابها

بغداد – طريق الشعب

يشكل دخول العمالة الأجنبية غير المنظمة إلى العراق، واحداً من أبرز أسباب تزايد أزمة البطالة في البلاد. وفي رصدنا لهذه المشكلة، تعرفنا على الشاب سجاد الحجي الذي تعرض مؤخراً للإقالة من عمله في أحد معامل القطاع الخاص بسبب هذه المنافسة، بعد أن كان يتقاضى راتبًا شهريًا يكفيه لدفع إيجار منزله وتوفير احتياجات عائلته، مما اضطره للعمل كبائع شاي على أحد الأرصفة، حيث يحصل على 7 آلاف دينار يوميًا.

سجاد، الذي يحمل شهادة الدراسة المتوسطة، يقول لـ "طريق الشعب": "تمت إقالتي بعد ثلاث سنوات من العمل ليتم استبدالي بعمالة أجنبية". وعند الاستفسار عن سبب استبداله، أوضح أن "أجور العمالة الأجنبية أقل من الأجر الذي يتقاضاه العراقي، حيث لا تزيد الرواتب عن 500 دولاراً فقط".

وفي هذا السياق، قال عضو لجنة العمل البرلمانية، جاسم الموسوي، في حديث صحفي تابعته "طريق الشعب": "نسبة العمالة الخارجية لا تتجاوز 20 في المائة في أي موقع عمل، وهذا يتماشى مع القوانين العراقية". وأوضح أن الشركات الأجنبية التي تتعاقد مع الحكومة تحتاج إلى عمالة خارجية، لكنها تبقى أعدادًا قليلة ولا تؤثر بشكل كبير في السوق المحلية.

طاقات بحاجة إلى تأهيل

وأشار الموسوي إلى ضرورة "رفع نسبة مشاركة العمالة الوطنية في سوق العمل"، حيث يمتلك العراق طاقات بشرية هائلة تحتاج إلى التأهيل لمواكبة التطورات التقنية. وشدد على "أهمية تدريب الشباب العراقي ليؤدوا دورهم بفعالية في دفع عجلة الاقتصاد الوطني".

وعن العمالة الوافدة بطريقة غير شرعية، أكد الموسوي على ضرورة "تحجيم هذه الظاهرة وزيادة الرقابة من قبل الجهات المعنية ووزارة العمل لمتابعة المخالفات". وشدد على ضرورة اتخاذ "إجراءات قانونية صارمة بحق المخالفين أو تسوية أوضاعهم القانونية".

من جانبه، أفاد المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء، د. مظهر محمد صالح، أن "غالبية العمالة الأجنبية في البلاد هم ممن انتهت عقود عملهم، أو هم عمالة وافدة بطرق غير شرعية". وأوضح أن "كلفة التحويلات السنوية للعمالة الأجنبية تقدر بملياري دولار على الأقل، في ظل وجود عمالة تعمل مع شركات النفط، حيث تشكل هذه العمالة 70 في المائة من العاملين في القطاع النفطي بالمحافظات الوسطى والجنوبية".

واحد من أبرز المشكلات

وأشار إلى أن "المنافسة على فرص العمل بين العمالة الأجنبية والمحلية تعد واحدة من أهم المشكلات في العراق، حيث أن زيادة أعداد العمالة الأجنبية، لا سيما غير الشرعية منها، تضغط على البنية التحتية وتؤدي إلى ضغط على الموارد والخدمات العامة مثل الإسكان والرعاية الصحية".

ويذكر أن أعداد العمالة الأجنبية في العراق تقدر بحوالي مليون عامل، 95 في المائة منهم غير شرعيين، و850 ألفًا منهم من ذوي المهارات المحدودة.

وحسب خبراء ومختصين، فإن أبرز المشاكل التي تواجه تنظيم العمالة الأجنبية وحمايتها تتعلق بعدم وجود بيانات رسمية دقيقة، بالإضافة إلى عدم قيام الجهات الحكومية بدورها في تنظيم سوق العمل، مما يؤثر سلبًا على حقوق العمال.

غياب التخطيط

ويرى أستاذ الاقتصاد، د. علي تويج، أن "السوق المحلية بحاجة إلى أيدي عاملة ماهرة، بينما أغلب العمالة الأجنبية غير ماهرة، وعملية استقطابهم لا تتناسب مع احتياجات السوق الفعلية". لافتًا إلى أن العديد منهم يدخلون العراق بتأشيرات للزيارات الدينية ثم يبقون، كما يدخل آخرون بدون تأشيرات عبر التهريب.

يوضح تويج لـ "طريق الشعب" أن "غياب التخطيط والانفتاح الفوضوي لاستقطاب العمالة الأجنبية يؤثر سلبًا على القوى العاملة المحلية، مما يستدعي وضع سياسات لتنظيم العمالة الأجنبية وتحويلها إلى سلوك طبيعي ضمن سوق العمل". مشيرًا إلى أن "وزارة العمل تتحمل جزءًا من هذه الفوضى، حيث يدعي أصحاب المكاتب التي تستقطب هؤلاء العمال أنهم يمتلكون تراخيص رسمية، بينما لا توجد حلول ملموسة بين الوزارة والجهات الأمنية للحد من هذه الظاهرة".

ويختتم تويج بالإشارة إلى أن التقديرات تشير إلى وجود حوالي "مليون عامل أجنبي غير مسجل رسميًا، باستثناء نسبة 10 بالمائة فقط، مما يظهر مدى عشوائية وفوضوية إدارة ملف العمل".

********************************************************

نجاح إضراب عمال موانئ شرق أمريكا

متابعة – طريق الشعب

أعلن عمال ومشغلو موانئ في الولايات المتحدة، مؤخرا، عن توصلهم إلى اتفاق مبدئي من شأنه إنهاء إضراب مستمر منذ ثلاثة أيام، والذي أدى إلى تعطيل حركة الشحن على الساحل الشرقي وساحل الخليج.

وذكر مصدران مطلعان لرويترز أن الاتفاق يتضمن زيادة الأجور بنسبة 62 في المائة على مدى ست سنوات، مما سيرفع متوسط الأجر إلى نحو 63 دولاراً في الساعة بدلاً من 39 دولاراً. وكانت نقابة عمال الموانئ الدولية تسعى لزيادة تصل إلى 77 في المائة، بينما قدم التحالف البحري للولايات المتحدة عرضاً بزيادة 50 في المائة.

وينهي هذا الاتفاق أكبر توقف للعمل من نوعه منذ نحو نصف قرن، والذي أثر على تفريغ سفن الحاويات من ولاية مين إلى تكساس، مهدداً بتقليص الإمدادات من الفاكهة إلى قطع غيار السيارات. وأعلنت النقابة ومشغلو الموانئ أنهم سيمددون عقدهم الرئيسي حتى 15 يناير 2025 للعودة إلى طاولة الحوار بشأن القضايا العالقة.

وكانت نقابة عمال الموانئ قد أطلقت الإضراب في 14 ميناءً رئيسياً على الساحل الشرقي بعد فشل المفاوضات. وأكد رئيس النقابة، هارولد داغيت، أنهم على استعداد للاستمرار في الإضراب حتى تحقيق المطالب المتعلقة بالرواتب والحماية التي يستحقها الأعضاء، الذين يناهز عددهم 85 ألف عامل.

************************************************

الصفحة الثامنة

تحت خيمة "طريق الشعب" في المهرجان الظاهر والأعسم في "مقاربة في الثقافة والإعلام"

من بين فعاليات خيمة "طريق الشعب" في مهرجان "اللومانتيه" بباريس (13-15 أيلول 2024) كانت فعالية (مقاربة في الثقافة والإعلام) التي قدمها الكاتبان رضا الظاهر وعبد المنعم الأعسم في اليوم الأول للمهرجان.

هنا مقتطفات من أبرز موضوعات المداخلة التي قدمها رضا الظاهر والموسومة (الثقافة الجمالية والحزب الشيوعي العراقي):

الثقافة بمفهومها الذي يعنينا هنا هي الثقافة الجمالية، أي، بإيجاز، هي ثقافة الابداع الأدبي والفني.

تأسس علم الجمال، كما هو معروف، باعتباره جناحا من معمار الفلسفة على يد العبقرية الاغريقية أرسطو، وإليه يعود الفضل في صياغة أبرز وأهم المفاهيم الجمالية في الأدب والفن. وكان على تاريخ علم الجمال أن ينتظر بروز العقول الألمانية الموسوعية: كانت، فيخته، شلنغ، ليوسع عمارته الفكرية، ولربما كان هؤلاء العمالقة بمثابة حلقة وسيطة، تمهيدية، للصياغة الشمولية التي وضعها هيغل في سفره الكبير (محاضرات في علم الجمال).

واستنادا إلى هذا الإرث، المتمثَّل نقديا، سعى ماركس (وإنجلز بالطبع) إلى تكريس جانب من نشاطاته لقضايا الأدب والفن. ويذكر قراؤه الجادون ملاحظاته العميقة عن الأدب الإغريقي في المقدمة العامة لـ (الغروندريسه)، فضلا عن مراسلاته العديدة حول هذا القضايا، اضافة إلى رغبته في كتابة بحث خاص عن بلزاك ما أن يكتمل (رأس المال). ومعلوم أن هناك الكثير من الأبحاث والكتب حول جماليات ماركس، وبينها ما يبحث في (رأس المال) كعمل ابداعي كلاسيكي، وكذلك في (الثامن عشر من برومير لويس بونابرت)، العمل الأصغر ولكن الكبير الأهمية. ولعلنا نذكر، في هذا السياق، المقال الذي كتبه الباحث الماركسي البريطاني فرانسيس وين، وهو أحد أبرز مؤلفي سيرة ماركس، الموسوم (شاعر الديالكتيك) – (الغارديان – 2006).

ويصعب عدم ذكر لينين في هذا الباب رغم انشغالاته النظرية والعملية التي لم تتح له تقديم مساهمات بالحجم الذي قدمه بليخانوف. ومع ذلك فان مقالاته عن تولستوي، وملاحظاته عن الأدب والفن، تنطوي، رغم تقادمها وضرورة إعادة النظر فيها، على أهمية منهجية.

بالمقابل يلمع اسم بليخانوف كأول وأبرز ماركسي يمهد لبناء معمار فلسفي في علم الجمال وتطبيقاته. وحسبنا إحالة القاريء إلى المجلدين الأخيرين من مختاراته الفلسفية. وما من شك في أن لوكاتش هم المتمم الثري لجهود بليخانوف النظرية. ونذكر هنا بمبحثه الهام الموسوم (خصوصية العامل الجمالي)، وهو أحد القمم البارزة في النظرية الجمالية المصاغة في إطار الفرضيات الماركسية، وإن كان مسودة أولية في إطار عمل أكبر هو (أنطولوجيا الوجود الاجتماعي).

أما من جاءوا بعد ماركس فقدموا، ومازالوا يقدمون، الكثير المضيء في ميدان جماليات الأدب والفن.

هذه المقدمة الوجيزة ضرورية للانطلاق نحو موضوع (الثقافة الجمالية والحزب الشيوعي العراقي). ولمقاربة هذا الموضوع لابد من إضاءة محاور عديدة من بينها: تعريف المثقف (والمبدع الجمالي على وجه التحديد)، وعلاقة المثقف بالسلطة، وثقافة الاستبداد والتنوير، والآصرة بين الديمقراطية والثقافة، وقضايا الصراع بين "الثقافي و"السياسي".

وبوسعنا القول إنه خلال تاريخه أدى الأدب والفن العراقي لا وظيفة جمالية محضة حسب، وإنما، أيضا، وظيفة اجتماعية، وطنية وأخلاقية وفلسفية. فالشيوعيون، وسائر التنويريين، بل وعموم الناس، يرون في الأدباء والفنانين الممثلين الرئيسيين والأبطال المبدعين في مجال الثقافة، ويعتبر الكاتب بالنسبة لنا تجسيدا للضمير والوعي الاجتماعي. وهذه من السمات الأساسية للثقافة الجمالية التي جسدتها مواقف الحزب الشيوعي العراقي في الميدان الثقافي.

إن دراسة تاريخ الثقافة الجمالية، والحركة الثقافية عموما، غير ممكنة من دون دراسة تأثير الأفكار الماركسية والحزب الشيوعي على المثقفين. ولعله من الضروري العودة إلى دور جماعة حسين الرحال (أول جماعة ماركسية في أوائل عشرينيات القرن الماضي). غير أن تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 مثّل مرحلة جديدة في الموقف من الثقافة. ومن الهام التذكير بدور مؤسس الحزب، يوسف سلمان يوسف (فهد)، وعلاقته بالمثقفين وجدله الفكري معهم. ولابد، بالطبع، من الإشارة إلى دور حسين محمد الشبيبي وكتاباته، خصوصا في مجال النقد وجماليات الأدب، وبحثه في التراث وربطه بالمعاصرة.

لقد كانت فترة الأربعينيات والخمسينيات فترة مميزة أرسيت فيها أسس الموقف الماركسي من الثقافة الجمالية، وهي الأسس التي ظل الحزب يسترشد بها ويغنيها في العقود اللاحقة وحتى الآن. ومما له أهمية متميزة صدور مجلة (الثقافة الجديدة) عام 1953. وقد استطاعت المجلة أن تساهم في تأسيس مشروع الحزب الثقافي الفكري والأدبي والفني. ومن خلالها تبنى الحزب مشروعات الحداثة والتجديد، سواء في الحركة الشعرية، أو في ميدان القصة والرواية، والمسرح، والفن التشكيلي، وحتى في الشعر الشعبي. ومن الصحيح القول إن الحزب كان محرك هذه الحركات التجديدية التنويرية، ومحور الثقافة الجمالية.

إن نظرة إلى محتويات العدد الأول من مجلة "الثقافة الجديدة" تكشف لنا موقف الحزب من الثقافة الجمالية، وهو الموقف الذي اغتنى في سنوات السبعينيات، وظل يغتني على الدوام، كما يشهد على ذلك الدور المتميز الذي يقوم به الحزب ومجلته (الثقافة الجديدة) وصحيفته (طريق الشعب)، وملحقها الثقافي، وسائر وسائل إعلامه في الوقت الحاضر.

ولعل من بين القضايا الاشكالية الراهنة، اليوم، تلك المتعلقة بعلاقة الحزب بالمثقفين، وهي موضوعة جديرة بالدراسة العميقة، وإعادة النظر في ضوء منهجيتنا النقدية ورؤيتنا الماركسية. 

أما مداخلة الكاتب عبد المنعم الاعسم فكانت كالآتي:

حدثت تغيرات كبيرة طالت العملية الاتصالية على مستوى المرسل والمستقبل او على الرسالة وأهدافها وطرق صياغتها والوظائف الرئيسة لعملية الاتصال والتواصل إذ امتدت في تأثيراتها على المجتمع العراقي وتقاليده وسياقات عمله، بخاصة وأن هذا المجتمع يتألف من شرائح تتباين في مستوياتها الوعي والمصالح الفئوية.

 وعندما نقول الإعلام العراقي فإننا نميز بين ثلاث مجموعات، حكومية وحزبية ومستقلة، كما نؤشر دور كل من شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإعلام والاتصالات، والتنظيمات النقابية، ويمكن القول إن المحاصصة والفساد والارتجالية ضربت هذه المؤسسات بالعمق، وقد تحولت إلى وسائل ترزق وكسر شوكة الآخر وإرهاب الرأي العام بهز عصا الملاحقة ومنع الظهور على الفضائيات المحلية، وليس من دون دلالة أن تنحط سمعة هذه المراجع على مستويات أوسع من الساحة العراقية وقد عبر ذلك عن نفسه في الاحتجاجات التي أطلقتها منظمات حقوق الانسان وحرية التعبير في العالم حيال التضييقات الممنهجة على حرية التعبير في العراق".

كما نؤشر الضغوط والملاحقة المالية والقضائية على وسائل الإعلام المستقلة التي اضطر العشرات منها إلى التوقف او التحول إلى النشر في الوسائل الرقمية.

وبواسطة تراخيص استخدام الفضاء جرى التضييق على حرية التعبير، وتحميل الأقنية الإعلامية المعنية، غير الحكومية، رسوم تعجيزية بغرض إغلاقها، إلى جانب القوانين والتشريعات الزجرية التي صيغت بطريقة تكبل الحريات والآراء والاتجاهات المستقلة والمعارضة، وتحولت المرجعية الرسمية "هيئة الإعلام والاتصالات" إلى هراوة بيد السلطة وأحزابها للجم الاقنية الإعلامية بما فيها وكالات الأنباء ومكاتب الفضائيات العالمية، على الرغم من أن تلك الهيئة مستقلة، وفق الأمر الذي تشكلت بموجبه.

بل أن التضييق اتخذ أسلوبا ممنهجا في ملاحقة ومعاقبة وسائل التواصل الاجتماعي التي لجأ إليها الناشطون، وشهدت السنتان الأخيرتان من عمر الحكومة أبشع حملات التخويف والتهديد والإحالة على القضاء لمدونين مدنيين، وتم إغلاق منصات عديدة بتهم تسويد صفحات المسؤولين، في حين غُض النظر، بقصد، عن أقنية وأصوات ومنصات طائفية تُنتج الكراهية والعداوة والعنصرية، وتغطي أعمال الفساد وتلمع ابطاله، بل وتملأ الفضاء المحتقن أصلا بالتهديدات واستعراض القوة، وليس من دون مغزى أن تصل سمعة العراق فيما تعلق بحرية التعبير وحماية الحقوق المدنية إلى مستويات مقلقة، الأمر الذي لفتت له  المنظمات الحقوقية الدولية والهيئات ذات الصلة بحرية التعبير.

*********************************************************

نساء الناصرية يرفضن تعديل قانون الأحوال الشخصية

الناصرية – طريق الشعب

نظم فرع رابطة المرأة العراقية في الناصرية وتحالف 188، أول أمس الثلاثاء، ندوة حوارية حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي، وذلك على "حديقة غازي" في مركز المدينة.

الندوة التي حضرها عدد من النساء، بينهن من ذوات الاحتياجات الخاصة، تحدثت فيها نائبة فرع الرابطة أم وسيم، عن مخاطر التعديل المطروح، على حقوق المرأة والطفولة. فيما عبرت النساء الحاضرات عن رفضهن التعديل، مؤكدات انه يسلب حقوقهن ويزعزع التماسك الأسري.

**************************************************

نقاشات فكرية وسياسية.. في طاولة للشيوعيين في شارع المتنبي

بغداد ـ طريق الشعب

نظم فريق محلية المثقفين يوم الجمعة الماضي، طاولة إعلامية في شارع المتنبي، حيث وزع خلالها ثلاثة أعداد من جريدة "طريق الشعب"، بالإضافة إلى العدد الأخير من الملحق الثقافي ومطبوعات تتعلق بالتعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959.

شهدت الفعالية إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين، تخللها حوارات ونقاشات حيوية تناولت الوضع السياسي الحالي، التطورات الأخيرة، والمخاطر التي تواجه المنطقة.

كما أثار المشاركون تساؤلات حول مشروع التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، واستعرضوا الآثار الاجتماعية المحتملة، بالإضافة إلى قضايا تتعلق بالسلم ووحدة المجتمع. تميزت النقاشات بتفاعل الحضور وتبادل الأفكار حول كيفية معالجة التحديات الراهنة بما يحقق مصلحة المجتمع.

*************************************************************

في العمارة: زيارة للمصورة الشيوعية سميرة مزعل 

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من شيوعيي البصرة، أخيرا، المصورة الشيوعية الرفيقة المناضلة سميرة مزعل فهد (أم عادل)، في منزلها بمدينة العمارة، وذلك للاطمئنان على وضعها الصحي وإدامة التواصل معها.

وخلال اللقاء، تحدثت الرفيقة عن مسيرتها الحزبية، وتجاربها في سجني بغداد والبصرة وغيرهما من المعتقلات التي أودعت فيها إبان فترة النظام الدكتاتوري.

كما تحدثت عن مهنة التصوير التي تزاولها كهواية ووسيلة للعيش. وأطلعت الوفد على كاميرا شمسية قديمة لا تزال تحتفظ بها في محلها المجاور لمنزلها. وفيما لفتت إلى انها ورثت المهنة عن والدها، أكدت انها واجهت صعوبات في مزاولة هذه المهنة المقتصرة غالبا على الذكور، لا سيما ان الرفيقة تعيش في مجتمع ريفي  محافظ.

وفي ختام الزيارة، قدم الوفد إلى الرفيقة أم عادل، "لوح الوفاء"، تقديرا لمسيرتها النضالية.

وقد ضم الوفد كلا من الرفاق باسم محمد حسين، عبد الزهرة عذار، معن الموسوي، عبد الكريم الحربي وعلي محسن.

*********************************************************

شيوعيو ديالى يستقبلون الرفيق المخضرم حسن حمود

بعقوبة – طريق الشعب

زار الرفيق  المخضرم والمناضل حسن حمود، من اهالي قضاء الخالص، أخيرا، مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى.

وكان في استقبال الرفيق الزائر، سكرتير اللجنة المحلية الرفيق صالح المصرفي، وعضو اللجنة المركزية الرفيق فائق عبد الحميد، وعضو لجنة الرقابة المركزية الرفيق ثامر الشيخ داود، وعدد من رفاق المحلية.

وخلال اللقاء، دار بين الطرفين حديث عن تاريخ الحزب ومسيرته النضالية، ودوره في مواجهة الاستعمار والرجعية وبطش النظام المقبور.

وفي ختام الزيارة، شكر الرفاق في المحلية رفيقهم حسن حمود على دعمه المتواصل للمحلية معنويا وماديا.

*********************************************************

الصفحة التاسعة

إصابة أليسون بيكر تحرم ليفربول من جهود حارسه لمدة 6 أسابيع

ليفربول ـ وكالات

تلقى آرني سلوت، مدرب ليفربول، خبراً محزناً بعد تعرض حارس الفريق البرازيلي أليسون بيكر لإصابة خلال مواجهة كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز. اضطر أليسون (32 عاماً) لمغادرة الملعب خلال الشوط الثاني بسبب آلام عضلية، وأظهرت الفحوصات الطبية التي خضع لها أنه يعاني من إصابة في العضلة الخلفية. وحسب تقرير صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن أليسون سيغيب عن الملاعب لنحو 6 أسابيع، مما يعني أنه لن يتمكن من المشاركة في المباريات المقبلة لفريقه حتى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني على الأقل. تأتي هذه الإصابة بعد أن عانى الحارس الدولي من إصابة سابقة في بداية الموسم أدت إلى غيابه عن إحدى مباريات البريميرليج. وبهذا، سيفتقد ليفربول خدمات أليسون في مواجهات مهمة ضد تشيلسي وآرسنال ولايبزيج وبرايتون وباير ليفركوزن.

**********************************************************

في تصفيات المونديال.. هل سيلعب أيمن حسين اليوم أمام منتخب فلسطين؟

بغداد ـ طريق الشعب

علق مدرب المنتخب العراقي، الإسباني خيسوس كاساس، على مواجهة المنتخب الفلسطيني في الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، المقررة اليوم الخميس على ملعب البصرة الدولي.

وفي المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة، أعرب كاساس عن أمله في أن يسود السلام في العالم، مؤكدًا أهمية المباراة بالنسبة لفريقه.

وقال: "مباراة العراق أمام فلسطين مهمة جداً، ونتمنى استثمار اللعب على أرضنا ومساندة الجماهير لنا. خسرنا نقطتين أمام الكويت بسبب خطأ تحكيمي، ويجب التعويض في مباراة الغد رغم صعوبتها".

وأوضح كاساس أن المنتخب الفلسطيني يُعتبر فريقًا منظمًا دفاعيًا وهجومياً، وقد تم تحليل أدائه بشكل جيد. وأكد المدرب أن الفريق في حالة جيدة ويرغب في الفوز للمنافسة على مراكز التأهل إلى كأس العالم.

وفيما يتعلق بمشاركة اللاعب أيمن حسين، أشار كاساس إلى إمكانية دخوله المباراة، لكنه لم يحدد بعد ما إذا كان سيلعب كأساسي أو احتياطي.

كما وجه المدافع زيد تحسين دعوة للجماهير، مؤكدًا على أهمية دعمهم في الملعب، حيث قال: "كل لاعب في المنتخب العراقي يحتاج إلى وجود الجماهير في ملعب البصرة الدولي، لأنهم يمنحوننا الدافع لتقديم أفضل المستويات".

بعد المباراة ضد فلسطين، يستعد المنتخب العراقي لمواجهة كوريا الجنوبية في الجولة الرابعة من التصفيات، آملاً في تحقيق نتائج إيجابية تعزز من موقفه في المجموعة.

من جانب آخر، أكد مدرب منتخب فلسطين، مكرم دبوب، أن فريقه سيدخل المباراة بنفس التركيز الذي واجه به منتخب كوريا الجنوبية. وأشار إلى أن غياب بعض اللاعبين سيؤثر على أداء المنتخبين، مؤكدًا أن المفتاح في مثل هذه المباريات هو اللعب بتوازن.

*********************************************

تغيير مكان وتوقيت بطولة العراق للسباحة الطويلة

متابعة ـ طريق الشعب

قرر الاتحاد العراقي للسباحة والألعاب المائية أمس الأربعاء، تغيير مكان وتوقيت إقامة بطولة العراق للسباحة الطويلة، حيث ستقام البطولة في بغداد بدلاً من السليمانية.

وقال هاشم الخزرجي، نائب رئيس الاتحاد، إن البطولة التي كانت مقررة في بحيرة دوكان في السليمانية في 14 من الشهر الحالي، تم تأجيلها لتقام على نهر دجلة بالعاصمة بغداد في 18 من الشهر نفسه. وأرجع الخزرجي سبب تغيير مكان البطولة إلى اعتذار عدد كبير من الأندية عن المشاركة بسبب الوضع المالي الصعب الذي تمر به، مما يصعب عليهم توفير أجور النقل والإقامة في السليمانية. وأضاف أن "اجتماعات متواصلة للاتحاد أدت إلى الاستجابة لرغبة الأندية، مما يجعل من الضروري إقامة البطولة في بغداد مع تغيير الموعد لتسهيل الاستعدادات".

************************************************

الفحيحيل الكويتي يتعاقد مع الدولي بدر الدين حمودي

بغداد ـ طريق الشعب

وقع لاعب نادي الكرخ والمنتخب الوطني لكرة اليد، بدر الدين حمودي، عقداً احترافياً مع أحد الأندية الكويتية لتمثيله في منافسات الدوري المحلي. 

وذكر بيان للاتحاد العراقي لكرة اليد أمس اليوم الأربعاء، أن" لاعب نادي الكرخ لكرة اليد والمنتخب الوطني، بدر الدين حمودي ناصر، التحق بنادي الفحيحيل الكويتي من أجل الانضمام لصفوفه وتمثيله في الدوري الكويتي والبطولات الخارجية التي تنتظر النادي".

******************************************************

التصفيات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026

منتخبات المنطقة العربية أمام تحديات صعبة

متابعة ـ طريق الشعب

تستأنف منتخبات المنطقة العربية مشوارها في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 من خلال الجولتين الثالثة والرابعة، حيث تنطلق المباريات اليوم الخميس، وتستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل. تواجه هذه المنتخبات تحديات مختلفة، سواء في مواجهة خصوم آسيويين كبار أو في منافسات عربية خالصة.

المواجهات المنتظرة في الجولتين

المنتخب السعودي يستضيف في الجولتين المقبلتين منتخبي اليابان والبحرين، في مواجهات هامة تسعى فيها السعودية لتعزيز موقعها في التصفيات. في المقابل، يلتقي المنتخب القطري مع قرغيزستان وإيران، بينما تواجه الإمارات منتخبي كوريا الشمالية وأوزبكستان في المجموعة الأولى.

في المجموعة الثانية، يخوض منتخب الأردن مواجهة قوية مع كوريا الجنوبية، فيما يلتقي العراق مع فلسطين في مواجهة عربية مرتقبة. وتلعب الكويت ضد عمان في مواجهة أخرى بين منتخبين عربيين.

في الجولة الرابعة، يواجه العراق منتخب كوريا الجنوبية في مباراة قد تكون حاسمة لآماله في التأهل، بينما يلتقي الأردن مع عمان. فلسطين تواجه الكويت في مباراة أخرى في هذه الجولة.

صراع الصدارة في المجموعة الثانية

أحد أبرز المواجهات سيكون بين منتخبي الأردن وكوريا الجنوبية، حيث يسعى كلا الفريقين لتحقيق الفوز. المنتخب الكوري الجنوبي يدخل المواجهة بذكريات الخسارة من الأردن في نصف نهائي كأس آسيا 2023، وهي هزيمة تسعى كوريا لتعويضها.

العراق، الذي يتمنى أن تأتي نتيجة مباراة الأردن وكوريا في صالحه، سيواجه فلسطين في البصرة، ويحتاج لتعزيز فرصه في التأهل لكأس العالم للمرة الثانية في تاريخه. منتخب فلسطين، من جهته، بحاجة ماسة لتحقيق نتيجة إيجابية بعد أن جمع نقطة واحدة فقط من أول مباراتين.

التحديات أمام المنتخبات العربية الأخرى

عمان ستسعى لتصحيح مسارها بعد خسارتين في التصفيات، وتستضيف الكويت في مواجهة حاسمة. المنتخب العماني سيخوض المباراة تحت قيادة المدرب الجديد رشيد جابر، الذي حلّ مكان المدرب السابق ياروسلاف شيلافي.

في المجموعة الثالثة، يسعى المنتخب الياباني لتعزيز بدايته القوية في التصفيات وتحقيق أفضل النتائج في مواجهاته المقبلة أمام السعودية وأستراليا. اليابان حققت فوزين كبيرين في أول مباراتين، بينما تعادلت السعودية مع إندونيسيا قبل أن تفوز على الصين.

غيابات مؤثرة تهدد آمال الفرق

المباريات المقبلة ستشهد غيابات بارزة، أبرزها غياب النجم الكوري الجنوبي سون هيونج مين بسبب إصابة في أوتار الركبة، مما يشكل ضربة قوية قبل مواجهة الأردن والعراق.

على الجانب الآخر، سيغيب أيمن حسين، نجم منتخب العراق، إثر إصابة تعرض لها في مباراة عمان. ورغم ذلك، استدعاه المدرب جيسوس كاساس للمباراتين المقبلتين. منتخب الأردن يعاني أيضًا من غيابات مؤثرة، منها إصابة موسى التعمري، نجم المنتخب الذي يعاني من إصابة في أربطة الكاحل، ويزن النعيمات الذي سيغيب لمدة تصل إلى ثمانية أسابيع. في منتخب قطر، يعاني الفريق من عدة غيابات، أبرزها بيدرو ميجيل الذي سيغيب لمدة ثلاثة أشهر بسبب إصابة في الفخذ، وهمام الأمين الذي يعاني من إصابة أخرى.

المباريات المقبلة في التصفيات ستشهد مواجهات قوية بين المنتخبات العربية، إضافة إلى التحديات الكبيرة التي تواجهها أمام فرق آسيوية كبيرة مثل اليابان وكوريا الجنوبية. الغيابات والإصابات ستكون عاملاً مؤثرًا في تحديد مسار المباريات، إلا أن المنتخبات العربية تسعى لتقديم أفضل ما لديها لتحقيق حلم الوصول لكأس العالم 2026.

*********************************************************

وقفة رياضية.. أيها اللاعبون.. كلكم أبناء الوطن

 

منعم جابر

لقد عشنا كمدرستين وتحملنا كل أصناف العذاب والقسوة وبكل أشكالها وانواعها واليوم انطلقنا في عراق جديد نتمنى ان يكون جديداً بكل شيء بنظامه ومنهجه وسياساته وان نشاهده ونعمل فيه عراقاً موحداً وديمقراطياً بأبنائه وكل مواطنيه. وان تكون رياضته مزدهرة ومنافساته في أحسن المستويات ورياضته في أرقى نتائجها وهذا المطلب الجماهيري الأول وبواسطته ومن خلاله نقدم الأفضل والأحسن والأرقى رياضياً ليكون الواقع الرياضي دافعاً لنا في جميع المجالات، واليوم نعيش تجربة جديدة في القطاع الرياضي من خلال مواطنين عراقيين سبق لأبنائهم وعوائلهم ان غادروا الوطن منذ عقود ووجدوا ملاذاً آمناً وكان البعض من أبناء هذه العوائل بارزين وموهوبين رياضياً وقد اختاروا الألعاب الرياضية وبرزوا فيها وأبدعوا وعاشوا بواقع جديد ومن هؤلاء من عاد إلى الوطن وهو مبدع وموهوب وقرر ان يقدم لأهله ووطنه صورة جديدة وكفاءة عالية وسحراً رياضياً جميلاً. وحتى نكمل المسيرة الرياضية لعراقنا الواعد فيجب ان يعيش هؤلاء المبدعون مع زملائهم واخوتهم بسعادة وحب وتفاهم لذا نقول لكل هؤلاء الاخوة والأحبة وأبناء الوطن الواحد نقول لهم ان قساوة الظروف والأيام وفاشية السلطة في السنوات السابقة هي التي خلقت تلك الظروف والفرقة والاغتراب فأنتم مع الجميع قد تحملتم قساوة الأيام. إلا اننا نعيش اليوم بأجواء أفضل ورغم بعض المنغصات الا اننا نتأمل بالغد وما بعده كل السعادة والخير للوطن وشعبه. وهذه الأماني التي نتأملها اليوم من خلال ابنائنا رياضيي المهجر والذين بدأوا يشكلون القوة الضاربة لأبنائنا لاعبي الوطن في الداخل ومن خلال هذا التزاوج والتلاحم تحققت لنا القوة الضاربة في كرة القدم حيث نستعد للمشاركة في تصفيات كأس العالم لعام 2026 والتي ستقام مباراتها في (الولايات المتحدة الامريكية وكندا والمكسيك) والتي ستحقق الأمنية الكبيرة من أجل تحقيق المشاركة الثانية في كأس العالم بعد المشاركة الأولى والوحيدة لعام 1986 في المكسيك.

إن الواقع الجديد الذي تعيشه كرة القدم العراقية ومن خلال المبدعين الكبار والمشاركين في دوريات عالية المستوى مثل الدوري الانكليزي والدوري الهولندي والدوري الايطالي إضافة إلى الدوريات المتقدمة في السعودية وقطر كل هذه الدوريات ستساهم في صناعة نجوم وأبطال في كرة القدم، وهؤلاء المبدعون ستكون لهم آثار كبيرة ومؤثرة بالمستوى العام للاعبينا ونجاحهم وتقدمهم وبالتالي قدرتهم على تكوين منتخب عراقي وطني قادر على مقارعة أحسن الفرق في آسيا. فالخطوة الكبيرة لكرة القدم العراقية في هذه المرحلة ستدفع بلاعبينا إلى التقدم والتطور لان هؤلاء المبدعين العراقيين لهم الأثر الكبير على أنفسهم وعلى زملائهم في الفريق وبهذا نحقق آمالنا وأمانينا بالتقدم والرقي في كرة القدم.

احبتي مبدعي كرة القدم وأنتم على أبواب التأهل أمامكم مسؤولية وطنية كبيرة الا وهي الترشح إلى نهائيات كأس العالم 2026 وان تتعاونوا على بلوغ هذا الهدف الكبير وأنتم اهلاً لهذه المسؤولية فأقول لكم (أيها اللاعبون.. كلكم أبناء الوطن) لا فرق عندنا بين لاعبي الداخل او لاعبي المهجر. ونحن على ثقة بكم لأنكم ستحققون أهداف الجماهير العراقية وأبناء الوطن في الداخل والمهجر وتتأهلوا إلى نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في هذه المنافسات.

*****************************************************

الصفحة العاشرة

فيصل دراج بين الوطن والمنفى: حكايات وتجارب ومفاهيم

عمر شبانة

يأخذنا كتاب الناقد فيصل درّاج “كأنْ تكونَ فلسطينيّا: شذرات من سيرة ذاتية” (إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 318 صفحة)، في رحلة تمتد ما يقارب ثمانين عاما، هي عمره المديد، الذي يبدأ بولادته في قرية الجاعونة- صفد، في عام 1943، وما إن يبلغ الخامسة حتى تكون نكبة عام 1948 قد حلّت، وجرى التهجير، فننتقل معه وأسرته إلى أول قرية لجوء سورية، ثم إلى دمشق التي سيدرس في مدارسها الابتدائية و”التجهيزية”، قبل أن يدخل جامعتها ليدرس في قسم الفلسفة، ونرحل معه إلى باريس لاستكمال دراساته العليا، وإلى عدد من العواصم العربية والدولية بدوافع ومبررات شتّى، غالبيتها ذات طابع ثقافي، والالتقاء بعديد المبدعين من عوالم مختلفة، كتّابا وأساتذة... وصولا إلى اليوم وما يجري في غزّة وفلسطين عموما. وبسبب تعدد الموضوعات والمحطات والمسارات، سنختار التوقف عند أبرز ملامح هذه السيرة.

في إطار هذه الخريطة الواسعة، زمنا وأمكنة، من الذكريات والتأملات والتنظير لبعض المفاهيم، تعمل ذاكرة درّاج في غير اتجاه على صعيد الموضوعات، وتعدد أساليب “التذكر” من سرد للحوادث والوقائع وتفاصيل متعلقة بأشخاص، ومن تأملات في هذا كله. والأساس في عمله هو أنه مهجوس بتعيين “هوية” اللاجئ الفلسطيني وتعريفه نسبة إلى من يملك وطنا وهوية واضحين... لذا فهو ينهي كتابه بجملة شديدة الوضوح في تعريف الفلسطيني، وبقدر من التشاؤم، ربما كان طبيعيا، يرى “أن يكون الإنسان فلسطينيا يعني أن يدرك أن نكبته الأخيرة ليست بأخيرة”، وأن “في أحزان غزّة حكايات متداخلة تنتظر الكتابة... وهي لا تزال تنتظر النهاية وبداية أخرى”. وتجدر الإشارة إلى عبارة تمثل انزياحا عن العنوان وهي “كأن تظلّ فلسطينيّا!”.

أن تكون فلسطينيّا

تتداخل في هذه السيرة موضوعات وحكايات كثيرة، قصيرة وطويلة، وأساليب سرد تبلغ حدود الرغبة في كتابة القصة، هذه الرغبة التي بدأت مع المؤلف في وقت مبكر، لكنها لم تنجح، كما يقول، وها هو هنا يسرد تجاربه ومشاهداته في نصوص يصلح الكثير منها لأن يكون في باب القصّة. إنه “حكّاء” يمتلك أدوات السرد الأساسية، واللغة الملائمة، منذ تقديمه “سردية” قريته مسقط رأسه، ومتابعة مع حكايات الهجرة القسرية إلى قرية سوريّة موزعة بين الشركس والتركمان، وانجذابه إلى البعض، ونفوره من البعض. وتوزيعه أدوار السرد على صوتين يتداخلان، هو وأنا، كان وكنت، بفقرة واحدة. يقول عن نفسه: “الفلسطيني الذي هجّر في الخامسة يكتب سيرة ما عاشه بعد الوطن”، ويتساءل: “لمذا أصبحت لاجئا؟”، و”كيف يتكون الإنسان لاجئا في عالميه الداخلي والخارجيّ؟”، ويهبّ الحنين في ذاكرة “الصبي المهاجر”!

وضمن مشروعه لتعريف معنى أن تكون فلسطينيا، فهو يعود ويؤكد أنه يعني “أن تحتفظ ذاكرته بما عاناه في المنفى، ألّا يسقط في إقليمية خائبة تنكر العرب والعروبة؛ ألّا يقدس قياداته القائمة أو المؤجلة؛ أن يدرك أن القدَر الظالم نشر الفلسطينيين في شتات لا حدود له؛ وأن يرى الثقافة في القيم والأخلاق واحترام الأعراف والتضامن القائم على العقل والمساواة، وأن الثقافة الفلسطينية تمتد من مظاهرات القدس العارمة ضد الانتداب البريطاني ووعد بلفور عام 1920، مرورا بعزّ الدين القسّام وثورة 1936، وانتفاضة النساء العظيمة عام 1987، ووصولا إلى طوفان الأقصى وبطولة غزّة الخالدة”.

تحتل هوية اللاجئ الفلسطيني ومشاعره، حيزا مهما في هذا الكتاب، فهي محور أساس تبدو منذ العنوان، وتبدو في استخدام كاف التشبيه في “كأنْ تكون” ولم يقل “أن تكون فلسطينيا”. يتعلق الأمر هنا بما يشعر به هذا اللاجئ من مهانة واغتراب ونقص الأمان، حين يتعرض، في المطار، للسؤال عن أصوله، ويُطلب منه الانتظار، ويشعر بالإذلال حين يسمع أحدهم يتهم الفلسطينيين بالهروب، وأكثر من ذلك أن يتهموه بأنه باع أرضه ووطنه وهرب وجاء إلى وطننا؛ “لو كان فيكم خير ما تركتم بلادكم وأتيتم إلى بلادنا... ولو كنتم تعرفون معنى الوطن لدافعتم عنه”... بهذا المعنى يغدو اللاجئ عبئا حتى على إخوته وأهله المقرّبين. لكن في المقابل ثمة من يقرّبه ويحبه ويدافع عنه. ويذكر درّاج أن الرئيس الشيشكلي أصدر قرارا بمعاقبة كل من يسيء إلى لاجئ فلسطيني، عقابا يتضمن السجن.

ثقافات ومبدعون عرب وعالميون

في الثقافة العربية، يحتفي درّاج بأسماء وتجارب عدة، أعتقد أن على رأسها الروائي عبد الرحمن منيف والمسرحي السوري سعد الله ونّوس، والروائي الأردني غالب هلسا، ولاحقا الروائي الأردني الياس فركوح. وعدا هؤلاء، سوف نقرأ عن علاقته بكل من إحسان عباس ومحمود درويش وعز الدين المناصرة، والمقارنة بينهما، وينقل عن درويش شهادة إيجابية حول تجربة المناصرة يقول فيها: “أعتقد أن فلسطين أعطت شاعرين كبيرين، رحل إبراهيم طوقان مبكرا، وبقي عز الدين، وهو ظاهرة شعرية فلسطينية كبيرة. إنه أهم ما عندنا اليوم... كنت أتمنى أن يكون واعيا، أكثر، لمشروعه الشعري”. كما سنقرأ عن تجربته مع أنيس صايغ ومركز الأبحاث ومجلة “شؤون فلسطينية”، وكلها تجارب وعلاقات تأتي في سياقات ثقافية- سياسية، هو الذي عرف الثقافة ولم يتعمق في العمل السياسي، خصوصا الفلسطيني، لسبب يتعلق- ربما- بما تتصف به من “دنس” وبعد عن الأخلاق التي يقدسها.

في فصل “وجوه مدينة دمشق” تبرز علاقته مع ونوس ومنيف، ويتوقف درّاج عند تجربة ثقافية مهمّة جمعت ثلاثتهم، وهي إصدار “مجلّة في كتاب” تحت عنوان “قضايا وشهادات: كتاب ثقافي دوري”، فيكتب عنها “حين جاءت إلينا فكرة الكتاب الذي أشرفنا عليه بحثنا عن عنوان متقشف لم تستهلكه المجلات العربية: الطليعة، المسيرة، التقدم، النهضة، وغيرها من عناوين”، ويضيف أنه كتاب يتناول “قضايا العالم العربي الذي يتقهقر عما كان عليه قبل مائة عام، وشهادات تدل على أن ما سنقوله قال به غيرنا، وسقطت أقوالهم في المزايدات الأيديولوجية... أراد كتابنا أن يكون ذاكرة للفكر النهضوي الذي أُسقط ولم يسقط”. وللأسف لم يعمّر هذا المشروع النهضوي أكثر من أربع سنوات.

في عام 1974 وصل درّاج إلى بيروت، بحث عن مكتب مجلة “الطريق”، وفيه التقى نزار ابن حسين مروة، وشعر بالجو الماركسي شبه التقليدي، ثم توالت لقاءته مع مروّة الأب، ومحمد دكروب ومهدي عامل، بأسمائه الثلاثة، مهدي عامل للفكر والتأليف، وحسن حمدان لتلامذته في الجامعة، وهلال بن زيتون، يوقع به قصائد متأملة يكتبها بعد عناء النهار... يقول مهدي “أمارس النظرية نهارا وأكتب الشعر ليلا”. وفي المجلة سيلتقي الناقد محمد دكروب “سمكريّ الأدب” وتبقى صداقته معه حتى وفاة دكروب.

“تحتل هويّة اللاجئ الفلسطيني ومشاعره، حيّزا مهما في هذا الكتاب، فهي محور أساس تبدو منذ العنوان، وتبدو في استخدام كاف التشبيه في “كأنْ تكون” ولم يقل “أن تكون فلسطينيا”. يتعلق الأمر هنا بما يشعر به هذا اللاجئ من مهانة واغتراب ونقص الأمان”

وفي بيروت سيلتقي بالتأكيد مع فنان الكاريكاتير المختلف ناجي العلي، في جريدة “السفير”، وسيقضي بصحبته، مع آخرين، أياما في أثناء اجتياح جيش الاحتلال الصهيوني لبيروت، ويكرر عبارة ناجي الشهيرة “أولاد الشلّيتة”، وهم “الذين يسخر منهم برسومه ويعرّض برذائلهم غير المقتصدة بلا اقتصاد”. ويرى فيه الفنان والإنسان “البسيط الكلام واللباس، الأليف الحضور”، ويقول: “تحالف ناجي مع براءته، كبر معها وصاغت تفاصيله، حماها واحتمى بها، وظنّ أنها تكفيه وتطرد الأذى. أنهت رصاصات النفوس الموتورة حياة ناجي، ولم تنهِ رسومه”. ولم يقل درّاج “رصاصات الموساد” مثلًا، فمن هم أصحاب “النفوس الموتورة”؟ ويذكر أن سعد الله ونوس طلب من ناجي أن يسمّي له عشرة من “أولاد الشلّيتة”، فرد عليه ناجي: “اتقّ الله يا رجل، عشرة منهم يهزمون قضية عادلة، وأنا مجرد رسّام فقير من مخيم عين الحلوة”.

وعربيّا أيضا، يتوقف درّاج عند عدد كبير من المبدعين العرب الذين ربطته بهم علاقات متفاوتة في العمق، تستوقفنا من بينها علاقته بالكتّاب المصريين، صنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني و”الأستاذ” نجيب محفوظ في عوامة على النيل. ومن بين هذه العلاقات، تستوقفنا علاقته بالغيطاني، وقد شدّتني لقطات من كتابته عن رواية هذا الأخير “الزيني بركات”، ولقاء وحديث في دمشق وخلاله يسأل درّاج الغيطاني عن شخصية “التلميذ” في هذه الرواية، التلميذ الذي أفزعه بصاصو السلطة الحاكمة فيصرخ “اقتحموني وهدموا أسواري”، في إشارة إلى اغتصابه من قبل السجانين. يسأله عما حلّ بالتلميذ، فيجيبه: “إنه أمامك، دخل السجن وخرج منه وكتب رواية عن المستبد برأيه”.

أما عالميا، وفي باريس تحديدا، فيكتب درّاج عن شخصيات مرموقة في الثقافة العالمية، قابلهم أو تلقى دروسهم مثل ألتوسير. ومن بين هذه الشخصيات يبدو معجبا بالشاعر والمسرحي المتمرد جان جينيه، الذي ارتبط اسمه بالدفاع عن فقراء من المغرب، وعن سود في أميركا يسعون إلى حقوقهم المدنية، وفلسطينيين وزّعهم الاستعمار الغربي على شتات... وهو صديق النضال الفلسطيني، وصاحب “ساعات في شاتيلا” و”الأسير العاشق”، وغيرهما. يكتب درّاج: “سألته: لماذا تقف إلى جانب الفلسطينيين؟”، أجاب: “أنا أقف إلى جانب الحق الذي سُرق من الفلسطينيين الذين حرموا ظلما، من حقوق إنسانية متعددة. إنهم سجناء في خيامهم، وأنا كنت سجينا، سُرقت حقوقهم جهارا في منتصف الظهيرة...”.

وفي التفاتة نبيهة، يكتب درّاج عن ظاهرة الملصق، يتساءل أولا: “لماذ أصبحت مفردة الملصق من مفردات الفلسطينيين السائرة؟”. ويجتهد لإيجاد أسباب عدة، أولها الإعلان عن ميلاد جبهة انفصلت عن أخرى تنقصها الثورية، أو الاحتفال بتأسيسها بعد مرور عام، وتذكير بوقائع فلسطينية يجب ألاّ تموت، تستهل بالمجازر وتنغلق بمجازر أخرى، والسبب الأكثر شيوعا نشاط وطني توّج بالشهداء. ولا ينسى الإشارة إلى جدران شارع ابو شاكر (الفاكهاني) التي تعج بالملصقات.

وقبل الختام، هنا وقفة خاصة بعلاقة درّاج مع “إحسان عباس: إنسان من معرفة وبصيرة ومحبة”، فهو يبدأ حديثه عنه بحديث عن كتابه الشهير “غربة الراعي- السيرة”، ويقرأ كيف يقف عباس في استهلالها على مزبلة القرية حيث يقول: “لو كان ذلك الطفل في ذاك الزمان يعرف معنى الرموز لأدرك أن جميع طرق الحياة تفضي إلى مزبلة”. ويعلق دراج: “عباس هنا يصادر الاستهلال السيرة ويجعلها صفحة بيضاء، ذلك أنها قالت ما تريد من السطور الأولى”. يقول: “ارتبطت صور الراحل د. إحسان عباس بذاكرتي بمناسبات ثلاث: زيارتي الأولى منزله، القريب من حديقة الصنايع في بيروت عام 1978. وحضوره الأنيس في لجنة تحكيم جائزة القاهرة للرواية العربية عام 2002، وكان الراحل رئيسا. وصورته في شرفة منزله في عمّان في الطور الأخير من حياته. وإذا كان غرامشي رأى في المثقف الريفي الأصول صفات مثل الاستعلاء ومغازلة السلطة، فقد نأى د. إحسان عن الصفتين، آثر العزلة والاعتكاف، وسخر من الألقاب”.

يبقى في كتاب درّاج هذا الكثير مما يستحق التناول، وخصوصا في تنظيراته وتفكيكه للمفاهيم، وعلاقته بالسينما (دور السينما والأفلام العربية والعالمية)، لكنني سأشير أخيرا إلى استدعاء درّاج لبيت من الشعر يعتقد أنه لشاعر الأندلس ابن زيدون، وهو يكرر ذلك مرتين، تعبيرا عن شعوره بتحولات الزمن وتقلباته، والبيت هو: هِي الأمـورُ كما شاهَدتُها دولٌ/ مَـن سرّهُ زمن سـاءتهُ أزمانُ، بينما هذا البيت- في اعتقادي- هو للشاعر الأندلسيّ أبو البقاء الرندي...!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“ضفة ثالثة” – 2 تشرين الأول 2024

*******************************************************

«المرأة في الحرب - فلسطين» ملتقى كويتي لأكثر من مائة فنان

بحلقة نقاشية حملت عنوان “الأزمة الحالية للنساء العربيات المتضرّرات من الحرب والعنف لاسيما النساء الفلسطينيات”، افتتح مساء الثلاثاء، الثالث والعشرين من أيلول الماضي، في “منصة الفن المعاصر” (CAP) بالكويت العاصمة، معرض جماعي بعنوان “المرأة في الحرب - فلسطين”، ويتواصل حتى الثامن من تشرين الأول المقبل، بمشاركة أكثر من مئة فنانة وفناناً من عشرين دولة عربية وأجنبية، في محاولة من الجهة المنظّمة، وهي “مؤسسة انتصار سالم الصباح”، لدعم القضية الفلسطينية فنياً وإنسانياً، وإضاءة ما تتعرض له النساء، في ظل الإبادة الصهيونية المتواصلة في غزّة منذ عام.

وبطبيعة الحال، يطغى حضور النساء في اللوحات، سواء بصيغة المفرد، بورتريه لامرأة مثلاً، أو الجمع حيث تحتشد الأجساد لتكشف مجتمعاً كاملاً من ورائها. لكن الإطار العام الذي يظل يؤطر هذا الحضور هو العنف الاستعماري كما في لوحة بالأبيض والأسود للتشكيلية السورية عزة أبو ربعية، نلحظ فيها طائرات حربية محلقة بالجو تنقض على مدينة آمنة، أما الكويتية غادة الكندري فتقدم بورتريه لشابة تتشح بالكوفيّة الفلسطينية وقد غضّن الحزن تفاصيل وجهها.

كذلك يمتد هذا الحزن إلى بورتريه آخر للتشكيلي السوري خالد التكريتي يصور فيه امرأة مسنة ترتدي حجاباً أشبه بهالة بيضاء على خلفية سوداء، ويظهر بورتريه آخر لامرأة، للفلسطينية السورية بيسان الشريف، بألوان فاقعة يحدّق بالعالم بعين واحدة، في حين تجمع السعودية تغريد البقشي كل ما سبق لترسم وجوهاً متحلقة حول المسجد الأقصى، اللوحة هنا أكثر ألواناً لكن الوظيفة والإشارة ما زالتا واحدة. وبعيداً عن البورتريهات، يستعين التشكيلي السوري سعود عبد الله بمسحة تجريدية في تمثيله أجساد النساء، لدينا خطوط تكاد تبدو مقصوصة من اللوحة لا مرسومة عليها، ولدينا ألوان متنافرة أبيض وأسود على أخضر، تساهم في تحديد ما مرت عليه الفرشاة/ المقص، كذلك تمزج السعودية لولوة الحمود الحرف العربي بالتشكيل، أما الكويتية اليمامة راشد فتلجأ إلى معانقة الأجساد واقتراح مروحة من الألوان تميز حالة الانقلاب التي تعتري تمثيلاتها امرأتان تتشبث كل واحدة منهما بجديلة الأخرى، وتطرّز غادة الخنجي اسم غزّة بخيوطها وفي الجوار نخلات باسقات، وبتشكيل مفعم بالورود التي نخالها عيوناً ذابلة على ذيل طاووس هكذا يظهر عمل الفنان الفلسطيني ستيف سابيلا. ونلاحظ في المعرض أيضاً تنويعات مختلفة الثيمات كالأرض، والبيوت، والمجتمع الفلسطيني بحيويته.

ومن الفنانين المشاركين في المعرض أيضاً: ريم العياري، وياسمين المطاوع، ورياض عيسى، وياسمينا نيستين، ونورما إيزابيل، ومحمد عمران، وغيلان الصفدي، وفادي يازجي، وسميرة إليخان زاده، وهيلدا حياري، ومعتز نعيم، وزينة عاصي، وزمان جاسم، وطارق بطيحي، وسعيد بعلبكي، وسمر حجازي، وثائر معروف، وهلا الخليفة، وجمال اليسوف، وثريا البقصمي، ومي مراد، وهشام شريف، وخالد حوراني، وبشار الحروب، وريم يسوف، وكيفورك مراد، ورحيم شريف، وأماني الثويني، وإلهام فاطمي، ومحمود دياب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 3 تشرين الأول 2024

***********************************************

خمس روايات نسائية ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2024

حققت الكاتبات هذا العام إنجازا تاريخيا في جائزة البوكر الأدبية، حيث ضمت القائمة القصيرة لعام 2024 خمس روايات من أصل 6 من تأليف نساء، وهو العدد الأكبر على الإطلاق في تاريخ الجائزة التي تمتد لـ 55 عاما. تتنوع الروايات المرشحة بين الخيال العلمي والتاريخي والاجتماعي، حيث تقدم كل رواية رؤية فريدة للعالم. وتضم القائمة المختصرة لجائزة بوكر 2024 رواية “جيمس” لبيرسيفال إيفرت، ورواية “أوربيتال” لسامانثا هارفي، ورواية “بحيرة الخلق” لراشيل كوشنر، ورواية “هيلد” لآن مايكلز، ورواية “ذا سيفكيب” لـ يائيل فان دير وودن، ورواية “ستون يارد ديفوتوشال” لشارلوت وود. وقد أثنى رئيس لجنة التحكيم، إدموند دي وال، على الروايات المرشحة، مشيرا إلى أنها تعكس “الخطوط الفاصلة في عصرنا”.

وسيتم الإعلان عن الفائز بالجائزة التي تكرم أفضل عمل روائي مكتوب باللغة الإنكليزية من قبل مؤلفين من أي جنسية ويُنشر في المملكة المتحدة، أو أيرلندا، في 12 تشرين الثاني المقبل.

وسيحصل الفائز على 50 ألف جنيه استرليني، بينما يحصل كل من الكتاب المدرجين في القائمة المختصرة على 2500 جنيه إسترليني.

وتم ترشيح الشاعرة والروائية الكندية مايكلز للقائمة المختصرة لروايتها الثالثة “هيلد”، التي تسرد أحداثها وقائع عاشها جندي جريح في ساحة معركة فرنسية، وتستعرض صورا متناثرة وذكريات أربعة أجيال من عائلة واحدة.

كما تم إدراج الكاتبة الأميركية كوشنر في القائمة عن روايتها  Creation Lake، التي تتبع جاسوسا مكلفا بالتسلل إلى مجتمع ناشط بيئيا.

وتم اختيار شارلوت وود، أول مؤلفة أسترالية يتم إدراجها في القائمة المختصرة منذ عقد من الزمان، عن روايتها  Stone Yard Devotional، وتدور أحداثها حول امرأة تغادر سيدني إلى مجتمع ديني في المناطق النائية الأسترالية.

إلى جانب دي وال في لجنة التحكيم لهذا العام، تضم اللجنة الروائيتين سارة كولينز، وييون لي، ومحررة القصص الخيالية في صحيفة الغارديان جوستين جوردان، والموسيقي نيتين سواهني.

وقد تم اختيار الكتب الستة من قائمة طويلة تضم 13 كتابا، من بينها رواية “البيوت البرية” لكولين باريت، ورواية “صورة رأس” لريتا بولوينكل، ورواية “جيمس” لبيرسيفال إيفرت، ورواية “مداري” لسامانثا هارفي، ورواية “بحيرة الخلق” لراشيل كوشنر، ورواية “أصدقائي” لهشام مطر، ورواية “هذا التاريخ الغريب المليء بالأحداث” لكلير ميسود، ورواية “هيلد” لآن مايكلز، ورواية “النجوم المتجولة” لتومي أورانج، ورواية “التنوير” لسارة بيري، ورواية “ملعب” لريتشارد باورز.

وتم اختيار القائمة الطويلة من بين 156 كتابًا نُشرت بين 1 تشرين الأول 2023، و30 أيلول 2024.

وقال الحكام إن اجتماعهم لتحديد القائمة المختصرة استغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة.

وقال كولينز: “كانت هنالك بعض المناصرة الشرسة للكتب التي كان علينا أن نتركها وراءنا”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكالات – 23 أيلول 2024

********************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، أصدرت مؤخراً الكتب الآتية:

- مقدمة في النقد الادبي/ د. علي جواد الطاهر.

- العصفور الناري/ ومسرحيات قصيرة للطفل. تأليف محمود أبو العباس.

- لم يكن بمقدور قلبي الكلام/ قصائد لحظة: هيثم الطيب.

- الغرانيق تهاجر جنوباً/ الاهوار موروث لا ينضب/ تأليف علي أبو عراق.

- تمثال الملك الباكي/ قصص عبد الأمير المجر.

- النشاط الفرنسي في البصرة (1739 - 1745). تأليف م. مارتينو ترجمة كامل العامري.

- تكييف الفضاءات الداخلية لمسكان الاهوار العراقية. تأليف د. وسام حسن هاشم.

- رسائل الأمير/ شكيب أرسلان الى الاب انستاس الكرملي. تحقيق د. طاهر محمد صكر الحسناوي. مراجعة وتقديم د. عبد المطلب محمود.

- طبائع الاسلاف في التراث الشعبي ومتونه/ تأليف د. علي حداد.

*****************************************************

الفتى التشريني صورته على حائط الوطن

فيصل جاسم

بهدوء تام و وجع كبير

دخل الفتى التشريني ساحة القلب من بغداد

أرتجف قليلا خوفا من رصاصة غادرة

كان يحمل راية بيضاء مثل صفاء روحه

و على فمه ابتسامة واضحة

ردد مع الصحب ما يرددون

الوطن أغلى من الروح

كل ما كان يتمنى ان يصبح ناضجا مثل اقرانه

عمال و طلبة و فلاحون و كسبة و جامعيون

يرسمون على صدورهم وطنا خاليا من الذباب

وطن تسع من عينيه انوار المستقبل

المستقبل الذي يحاولون صنعه بدموعهم و معاولهم و اوجاعهم .

الفتى التشريني الذي كان يحمل وصية احبابه .

كان رجلا ايها الفتى التشريني

و لا تخف و لم يخف الفتى

لوح بقميصه للقادمين الجدد

و هم يحلمون مثل احلامه الناضجة

كبر الفتى ، صار يافعا

و كبرت صورته  التي تتوارى خلف حائط الوطن

*****************************************

محور

أكاديميون وأدباء وفنانون يتحدثون عن:  جدلية التكنولوجيا والتخلف المحيط بنا العراق بين العالم والتخلف

د. شاكر كتاب

يأخذ الصراع، في بلادنا ، بين التيار المدني العقلاني التنويري واليسار الديمقراطي من جهة والتيار المحافظ اليميني أشكالا متنوعة. لعل أكثرها بروزا هو الجانب الفكري. والحقيقة أن كل تاريخ الصراع السياسي بين الطبقات والتيارات الثقافية المنبثقة عنها يستند في أساسياته على التناقضات الفكرية بين أطراف الصراع بعد أن يكون التناقض الطبقي والاقتصادي قد ترسخت مساراته وتعمقت. وعندما نشير إلى التناقضات الفكرية فإننا نتطلع إلى تأكيد حقيقة أن ما يجري من صراع في بلادنا ليس من باب الاختلافات العابرة والبسيطة، كما يميل البعض إلى تسطيحها ، إنما هو شكل واضح لفراق حاد في الفكر والثقافة والسلوك وفي البنى الأيديولوجية وما ينجم عنها من قناعات والتزامات ومواقف. 

هناك حقائق أثقل من الجبال لكن البعض يتغاضى عنها أو لا يدركها أصلا:

1 - أن التناسب بين المستوى الحضاري لمجتمع ما وبين المستوى الثقافي السائد فيه هو تناسب طردي بامتياز ولا يقبل أية صيغة أخرى إلا عن طريق الشواذ.

2 - كلما اتسعت القاعدة الاجتماعية للتيار الغالب فكريا وثقافيا اتسعت تأثيراته الاجتماعية والثقافية أيضا وتسهم قاعدته الاجتماعية في تحقيق غاياته وتنفيذ توجهاته.

3 - للعلاقة بين الفكر السائد وقاعدته الاجتماعية تعقيدات وأسرار فاعلة تنعكس على طبيعة التفاعلات بين الطرفين. ومما ينبغي الانتباه إليه هو أن هذين الطرفين ( الفكر السائد والقاعدة الاجتماعية) يغذي كلٌّ منهما الآخر بمصول الحياة والبقاء وحتى التطور.

4 - وعندما تكون الثقافة السائدة مدعومة من السلطة بل وموجهة من قبلها وتستند إليها وتتبادل معها التكامل الوجودي والمنفعي فإن تأثيراتها على قاعدتها الاجتماعية تكون أقوى وأشد ، وبالتالي فإن هذه الأخيرة ستنتج بدورها حالات اخطبوطية غريبة ترتبط بها وبمصادرها الفكرية.

5 - والحال أن هذا الامتداد الفكري والثقافي سيستقر عند الفرد المواطن الواحد لتجرده من كل قدراته الإنسانية على التفكير باستقلالية وتحول دون تمكنه من الاستقراء الصحيح الحر للواقع وللتاريخ وللمعرفة بكل عوالمها.

6 - إحدى أهم آليات الهيمنة الفكرية على الأتباع هنا سيكون النص وما ادراك ما النص؟. وفي ظني أن سكان الشرق وبسبب من هيمنة الثقافة الروحية والفكر الديني هو أكثر مواطني الكرة الأرضية تعلقا بالنص. والتعلق هذا يتمظهر بالتقديس الذي لا يسمح بأي حال من مراجعة فكرية ذاتية للنصوص. وهناك أزمة مركبة داخل هذه الإشكالية. وهي أن تقديس النص يستتبعه تقديس صاحب النص. وينسحب هذا على المفسرين والمحدثين وأصحاب المدارس الفكرية المرتبطة بعلوم النص. هذه مشكلة لكنها تكبر عندما ننتبه إلى أن بعض النصوص التي تحتاج إلى تفسير وتوضيح خضعت إلى ما يسمى بالتأويل الذي هو الآخر يرتدي ثياب التقديس ، هو وصاحبه.

7 - سلسلة التقديس هذه أدت في ثقافة الشرق الدينية ومنها بلادنا إلى دفع صاحب النص الأصلي الأول إلى عالم النسيان وإهماله تماما وتأليه المفسرين بل المؤولين بدلا عنه. وهنا تكمن الحلقة ألأكثر خطورة في هيمنة الفكر المستند على تأليه النص ومن يقف وراءه.

8 - هؤلاء الواقفون وراء النصوص المقدسة يهيمنون على شتى أنواع السلطات: التنفيذية والتشريعية والقضائية. في الفكر الديمقراطي لا وجود لشيء إسمه (تقديس) سوى الوطن والإنسان وحقوقه. وعلى الرغم من وجود عناصر الرؤيا تنطبق على الكثير من الحالات نجد أن الديمقراطية تنويرية وتقدمية بطبيعتها. لا تؤله نصوصا ولا الواقفين وراءها. وبالتالي فهي لا تؤله أشخاصا بعينهم أكثر من الاعتبارات الأدبية والأخلاقية للمبدعين والمفكرين والفلاسفة والمثقفين. في الثقافة التقدمية لا يوجد سلاطين للفكر ولا للعمل السياسي إنما يكون الاهتمام للحراك الوطني الإنساني وللبناء الحضاري المتطور في تفاعله مع الواقع والمتفتح على التغيرات المتواصلة غير المنقطعة وغير المرتبطة بشخوص معينين ولا بنصوص ثابتة غير قابلة للمراجعة والنقد. إن من أهم مميزات الثقافة التقدمية وتأثيراتها الاجتماعية هو التفكير النقدي. هذا التفكير الذي يمتد إلى أعماق تاريخ الفلسفة الأولى عندما تعرضت فلسفة طاليس في فكرة “ التغيير والعنصر الثابت الذي لا يتغير” إلى نقد معاصريه وزملائه تحديدا مثل أناكسيماندر وأناكسيمينيس الذين رفضا أن يكون الماء هو أصل الوجود. وتواصل التفكير النقدي بعدهما لتتوجه الفلسفة الألمانية على يد كانت وهيكل وفويرباخ وكارل ماركس الذي رفض أن تكون مهمة الفلسفة تفسير العالم بل مهمتها الأساس تكمن في تغيير العالم. ثم راح التفكير النقدي يتواصل ويتطور حتى أصبح سلاحا ناجعا في التحليل والاستنباط ووضع الخطط والمراجعات الدائمة لكل النصوص والبرامج والمنظومات. الفكر التقدمي فكر تغيير متواصل وحضارة متطورة باستمرار ويقوم في كل منطلقاته على تفسير الواقع القائم المباشر أمام أعيننا وتحليل ركائزه ثم وضع السياسات الأنسب في مواجهة ما ينبغي تغييره وما يمكن تطويره. في بلادنا يكمن الصراع بين هاتين المدرستين. مدرسة هيمنة النصوص والتقديس والتمسك بالتراث دونما مراجعة نقدية واقعية جريئة ومسؤولة للاستفادة مما يزخر به تراثنا الثقافي من غنى وتوظيفه لخدمة الإنسان والمجتمع في عالم جديد يستند على التطور الحضاري والعلمي، ومدرسة أخرى ذات فكر إنساني تقدمي يعتمد الديمقراطية الحقيقية في حل كل ما يتطلب تدخلا مباشرا. مدرسة تلغي الإنسان ودوره في التفكير النقدي الحر ومراجعة المسلمات دائما ومدرسة غيرها تعتمد الإنسان وقيمته المصانة وكامل حقوقه في كل مناحي حياته ووجوده ومستقبله. أن الصراع بين النور والظلام ينتهي دائما بانتصار مشاعل النور وحملتها وهذا تاريخ البشرية كله يؤكد ذلك.

*****************************************************

مثقفو الطوائف وفتوحات عصر الذكاء الاصطناعي

ثامر عباس

إذا ما استبعدنا المثقفين في بلدان العالم المتقدم (الغربي) عن دائرة المناقشات والمجادلات، إزاء طبيعة آرائهم ومواقفهم وتوقعاتهم حول فتوحات عصر (الذكاء الاصطناعي) وما يخبئه من نذر ومحاذير أو بشائر ومفاخر، بوصفهم ينتمون الى ذات البيئة التاريخية والحضارية والمعرفية التي ساهمت بخلق الأسس العلمية والمقومات التكنولوجية، التي كان من شأنها تطور العقل الإنساني والارتقاء بمقومات وعيه الى مديات سامقة، لم يكن - قبل عقدين أو ثلاثة – حتى مجرد التفكير بها ناهيك عن تخيل أبعادها.

بحيث ان كل مرحلة من مراحل التقدم العلمي والتطور المعرفي تأتي في سياقات اجتماعية وثقافية ونفسية (مهيأة) على نحو مسبق مما يتيح الانفتاح عليها واستقبال معطياتها، دون حصول تصدعات بنيوية وأزمات إنسانية تطال كيان المجتمع بعموم جمهوره من العامة والخاصة. والحال، إذا ما أتيح لنا مقارنة ما تقدم على صعيد تعاطي المثقفين بلدان العالم المتخلف (الشرقي) مع تلك الفتوحات المتسارعة وما قد يتمخض عنها من نذر ويترتب عليها من مخاطر، فالواجب يستدعينا بداية مراعاة الخصائص النوعية للبيئة التاريخية والحضارية والمعرفية التي ينتمي إليها هؤلاء (النخبة)، قبل أن يصار الى البحث في طبيعة آرائهم ومواقفهم وتوقعاتهم حيال حصائل ونتائج ثورات (الذكاء الاصطناعي) المتسلسلة من حيث التتابع والمتناسلة من حيث الانتشار، والتي لا تني تستدعي فقط هواجس الخوف والقلق لدى شعوب البلدان (الرائدة) في هذا المجال البايوتكنولوجي فحسب، وإنما تثير الرعب والهلع لدى نظيرها شعوب البلدان (الراكدة) التي طالما كانت سرعة الانجازات العلمية وتوالي الابتكارات التقنية تباغتها وتفاجئها، إن لم تكن تحبطها وتجعلها في حالة من اليأس القنوط.  ومن هذا المنطلق، يمكننا تصور الكيفية التي يصوغ من خلالها (مثقفي) البلدان المتخلفة تصوراتهم ومواقفهم ، ويعينوا طبيعة ردود أفعالهم وسلوكياتهم، ويرسموا حدود تطلعاتهم وتوقعاتهم، ويتاح لنا، بالتالي، الحكم على قدراتهم وإمكاناتهم في مواجهة المفاجآت والتحديات التي من المؤكد أن مخرجات (الذكاء الاصطناع) المتزايدة والمتسارعة، ستزعزع معمارهم المعرفي المتهالك، وستطيح بالكثير من ثوابت أفكارهم المبتسرة وتصوراتهم التقليدية التي ألفوها وتآلفوا معها، ليس فقط حيال الديناميات والسيرورات التي تتطور بموجبها المجتمعات المتقدمة والمتخلفة على حدّ سواء فحسب، بل وكذلك إزاء الخيارات والمسارات والمئالات التي ستتجه إليها في المستقبل.  ولأن البنية الفكرية – المعرفية لمثقفي البلدان المتخلفة بنية رثة ومتآكلة لا تقوى على مغادرة معازلها الميثولوجية وأنساقها التصورية، فالمؤكد إن تعرض حاملي تلك البنية لصدمات عصر (الذكاء الاصطناعي) وما تحمله معها من زلازل ونوازل، من المرجح أنها ستطيح بكل ما تواضع عليه الإنسان من قيم ومبادئ ومثل على مدى أجيال متعاقبة، ستجعلهم في حالة من التيه والتخبط لا يحسدون عليها. ففي الوقت الذي لم يبرح فيه مثقفي (الطوائف) من التمترس والتخندق خلف انتماءاتهم البدائية وهوياتهم الهامشية وثقافاتهم الفرعية، ويحرصون كل الحرص على ثبات ولاءاتهم العصبية للجماعات المتشظية على أساس (القبائل / العشائر)، والمتذررة على أساس (المذاهب / الطوائف). فان فتوحات ومخرجات عصر (الذكاء الاصطناعي) وصلت الى حدّ إن كينونة الإنسان ذاته باتت محط شك وتساؤل!، لا من حيث طبيعته الاجتماعية ونزعته الحضارية التي جبل عليها فحسب، وإنما من حيث ماهيته البايولوجية كمخلوق بشري وتكوينه السايكولوجي كنوع ثقافي أيضا”.

وهكذا، فالأرجح ان عصر (الذكاء الاصطناعي) التي باتت ملامحه تتكشف يوما”بعد يوم، سيكون وبالا”على مجتمعات البلدان المتخلفة والمتخلعة، ليس لأن ما يفصلها عن مسارات التطور العلمي والحضاري التي خاضت غمارها مجتمعات الغرب المتقدم سنين ضوئية، بحيث ان أي متغير يطرأ على تلك المسارات سرعان ما يجد صداها وقد انعكس بصيغ من الأزمات والتصدعات والصراعات فحسب، وإنما لكونها أدمنت حالة العبودية السياسية والعطالة الفكرية والقطيعة الحضارية. ولتدارك الوقوع في هذه المحنة – الكارثة، أو على الأقل التخفيف من شدة وطأتها من زخم ارتداداتها، لا مناص أمام (مثقفي) هذه البلدان المتخلفة من إعادة التفكير بكل ما ألفوه من تصورات وتمثلات، وتواضعوا عليه من  علاقات وهويات، وإلاّ فان طوفان هذا العصر المرعب سيحيلهم الى كائنات ممسوخة أشبه ما تكون بالمومياءات المتحجرة.

***********************************************

المثقف والتعصب المذهبي

صادق الطريحي

ليست هذه هي المرة الأولى التي تتصاعد فيها محليا الدعوات السلفية والتعصب المذهبي. فقد كانت تجري على نطاق محدود، في مواسم معينة، لكنها اليوم منتشرة كثيرا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات، والصحف الرقمية، ومن المفارقات المؤلمة، أنها تستخدم التقنيات الحديثة لنشر أفكارها وفي الوقت نفسه للتقليل من شأن المجتمعات التي صنعت هذه التقنيات!!! وإذا علمنا أن أي تقنية هي سلاح ذو حدين نرى هؤلاء الدعاة يركزون على الجانب السلبي في التقنيات بوصفها مؤامرة غربية لنشر الفجور والانحلال في العالم الإسلامي!! وما زالت هذه النغمة تتكرر منذ نهاية النصف الأول من القرن العشرين حتى اليوم، لكن الملاحظة أن الدعاة السابقين كاموا يستخدمون الكتاب أو الصحف لنشر آرائهم، وكان لبعضهم من الأسلوب الأدبي الجميل في كتبهم ما جعل تأثيرها باقيا حتى اليوم، وكان بعضهم يعمل في مجال التدريس أو الطب أو الهندسة، لكن الدعاة اليوم يستخدمون المؤثرات الصوتية والصورية أو الأداء الطقسي المباشر في عرض آرائهم، ولو نظرنا إلى الذكاء الاصطناعي لوجدنا المصنعين لهذه التقنية يركزون على تطوير التعليم ومناهجه، أو على البحث عن علاجات جديدة للأمراض العصية، أو تطوير في الجينات البشرية وغير البشرية، لتأمين الطعام لأكبر عدد ممكن من المجتمع، وكلها قضايا مستقبلية، قائمة على الإحصاءات، والتجارب الطبيعية والافتراضية. وفي كل الأحوال علينا أن نعرف أن هناك من يعترض على التقنيات الحديثة، لأسباب شتى، مثل تلوث المياه، أو السرطنة البعيدة المدى، أو محو الطبقة الوسطى، وغير ذلك، وهو حق مشروع لهم: لكن الخطر أن تستند هذه المعارضة إلى أسس دينية، وكأنها مسلمات مقدّسة، مع أنّ الدين نفسه يدعو إلى التفكر والتأمل، وإرجاع البصر في الكون، ولم يدعنا قطّ إلى قتل المختلف عنا في فكرة ما!!

********************************************************

الصفحة الثانية عشر

في مدينة الثورة حول تعديل قانون الأحوال وآثاره السلبية

بغداد – إخلاص حميد

أبدت مجموعة من النسوة، من أهالي مدينة الثورة (الصدر)، استعدادهن للتظاهر ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.

جاء ذلك خلال ندوة حول مقترح تعديل القانون وآثاره السلبية الاجتماعية والقانونية على المرأة والطفل، عقدها أخيرا "منتدى الام والطفل" في المدينة بالتنسيق مع رابطة المرأة العراقية فرع بغداد.

الندوة التي أدارتها إخلاص حميد، تحدثت فيها الحقوقية هند كريم، مستعرضة بعض الوقائع التاريخية التي سبقت إصدار قانون الأحوال الشخصية، حتى تشريعه عام 1959 بعد ثورة 14 تموز.

وأوضحت أن هذا القانون اعتبر في حينه سابقا لعصره، ومتفوقا على قوانين الأحوال الشخصية في العالم العربي والإسلامي، كونه ركّز على الوحدة الوطنية وليس الطائفية والمذهبية.

ولفتت إلى انه بعد الانقلاب على الثورة، طرأ على القانون بعض التعديلات من قبل النظام البعثي المقبور، ما قلل من المكتسبات التي تضمنها، مضيفة أنه بعد 2003 حاول بعض أحزاب الإسلام السياسي إلغاء القانون، وتشريع قوانين طائفية بدلا عنه، وصولا إلى محاولة تعديله الأخيرة.

وأشارت الحقوقية إلى ان التعديل المقترح، يجرد القانون من مدنيته، ويعوض ذلك بمدونات شرعية طائفية غامضة.

وفي سياق الندوة، قدم عدد من النسوة الحاضرات شهادات حية عما يتعرضن له من إرغام على التنازل عن حقوقهن مقابل حضانة أطفالهن، وحتى التنازل عن نفقة الأطفال.

هذا وثمنت النسوة ما جاء في الندوة من توضيحات حول القانون وتعديله، وأبدين استعدادهن للتظاهر ضد التعديل.

وفي الختام، وزعت على النسوة نسخ من بيان صادر عن تحالف 188.

************************************************

"مهرجان مقام الموصل" يحيي تراث أم الربيعين الغنائي 

متابعة – طريق الشعب

احتضنت حديقة المخيم الكشفي في غابات الموصل، أخيرا، "مهرجان مقام الموصل" الموسيقي الغنائي، بمشاركة فرق موسيقية وقرّاء مقام من نينوى، وبحضور جمع كبير من محبي الغناء التراثي. ويأتي هذا المهرجان ضمن مشروع حفظ وأرشفة التراث الموسيقي للموصل وعموم مدن نينوى، والذي يرعاه ويموله صندوق حماية الثقافة التابع للمجلس الثقافي البريطاني بالشراكة مع وزارة الرقميات والثقافة والإعلام والرياضة في بريطانيا، و"جامعة اكسل" البريطانية والجامعة الأمريكية في السليمانية.

ويهتم المهرجان بإحياء المقام العراقي في الموصل. ويهدف إلى صناعة موسيقى جديدة عبر عزف الألحان التقليدية بآلات موسيقية شرقية وغربية. كما يهدف إلى حماية التراث الموسيقي الموصلي من الاندثار، عبر إنشاء مستودع الكتروني شامل للمقامات والغناء التراثي.

وشارك في المهرجان قرّاء مقام بارزون، أمثال رامز الراوي وفخري فاضل، إضافة إلى مشاركة طلبة كانوا قد انتظموا في ورش موسيقية ضمن مشروع "مقام الموصل"، إلى جانب فنانين ناشئين يزاوجون بين الموسيقى المعاصرة والمقام العراقي.

*****************************************************

في اتحاد الأدباء العراقيين.. مؤسسة السجناء تسلط ضوءاً فنياً على جرائم البعث

متابعة – طريق الشعب

ضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الاثنين الماضي، مؤسسة السجناء السياسيين، التي نظمت جلسة ثقافية – فنية تسلط الضوء على جوانب من جرائم النظام البعثي المباد بحق المعارضين السياسيين، وانتهاكاته لحقوق الإنسان في العراق على مدى عقود من الزمن. 

الجلسة التي حضرها جمع من الأدباء والمثقفين والسجناء السياسيين، والتي احتضنتها قاعة الجواهري، تضمنت فقرات عدة، منها فيلم وثائقي طويل ومعرض تشكيلي وآخر للكتاب.

وفي مفتتح الجلسة، تحدث رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز عن أهمية دخول الوثيقة على خط الشهادات المسموعة والمقروءة والمرئية في الدراما والسينما والمسرح والأفلام الوثائقية، خصوصاً في الكشف عمّا تعرض له السجين العراقي من ويلات وحيف وتعذيب، مبيناً أن أبواب الاتحاد مفتوحة للتعريف بتلك الشهادات ونقلها كما هي ودون رتوش.

ثم ألقى مسؤول المكتب الإعلامي لمؤسسة السجناء المخرج عدنان الساعدي، كلمة ذكر فيها ان "الكثير من المؤسسات في العراق اهملت موضوع التوثيق والكتابة عن جرائم النظام البعثي. وقد عملت مؤسسة السجناء على إصدار صحف ومجلات تبيّن للعالم وحشية ذلك النظام القمعي. كما أنتجت 4 أفلام سينمائية".

بعدها عُرض فيلم وثائقي من إنتاج المؤسسة، عنوانه "أم الشهداء الخمسة"، يستعرض الظلم والتشرد الذي تعرضت له إحدى العائلات في قضاء العزيزية بمحافظة واسط، نتيجة معارضتها النظام البعثي، لتقدم في نهاية المطاف 5 شهداء في سبيل المبادئ والوطن. وفي سياق الجلسة، قرأ الشاعر د. موسى الخافور قصيدة أشار فيها إلى منزلة الشهداء وهم يضحّون بحياتهم من أجل إعلاء كلمة الحق والوقوف بوجه الباطل بصدور وقلوب لا تعرف الخوف والتراجع. واختتمت الجلسة بكلمة للناقد فاضل ثامر، شدد فيها على أهمية تقديم الأعمال والفعاليات الثقافية التي تفضح جرائم البعث.

***************************************************

يوميات

  • يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حسين النجار، ليقدم جلسة عنوانها "انتفاضة تشرين – الأسباب والنتائج"، وذلك في مناسبة الذكرى الخامسة لانطلاق الانتفاضة الباسلة.

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

  • يضيّف "كاليري مجيد" في بغداد، غدا الجمعة، نقيب الفنانين العراقيين السابق صباح المندلاوي، ليتحدث عن كتابه الموسوم "مسرحيون راحلون".

تبدأ الجلسة عند الساعة 5 مساء في مقر الكاليري: المنصور – الداودي – المحلة 611 – خلف "جدار سنتر".

  • يقيم الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الجمعة، "مهرجان الهايكو" الثاني بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد المهتمين بهذا اللون من الكتابة الشعرية، من بغداد ومن محافظات الوطن.

يتضمن المهرجان جلستين للشعر والنقد، الأولى تبدأ في الساعة 11 ضحى، والثانية تبدأ في الساعة 5 مساء، وذلك على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.

  • يضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بعد غد السبت، القاصة فوز حمزة، لتتحدث عن مجموعها القصصية "أمي وذلك العشيق" في جلسة يديرها الروائي حسين محمد شريف.

تبدأ الجلسة في الساعة 11 ضحى على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.

********************************************************

استعدادات للتنقيب  في "تل جصان" وتأهيله

متابعة – طريق الشعب

تستعد مفتشية آثار وتراث واسط لإعداد كشوفات تخمينية بهدف التنقيب في "تل جصان" الأثري في قضاء بدرة شرقي مدينة الكوت، وتأهيله، وذلك في إطار سعي ناشطين ومواطنين من أهالي المنطقة، إلى تحويل التل لمعلم سياحي أثري يحفظ تراث أسلافهم الذي يمتد إلى أكثر من 1200 عام.

وفي حديث صحفي يقول الناشط أحمد جبار، أن تل جصان الذي يبلغ ارتفاعه 95 مترا، يشابه قلعة أربيل بهيكليتها وبيوتها الطينية، مبينا أنه بعد عام 2003 غادر نحو 500 عائلة من سكان التل، إلى مناطق أخرى، ولم يبق اليوم سوى 50 عائلة غالبيتها من المهجرين من مدن ومحافظات عديدة، أبرزها الأنبار.

أما مفتش آثار وتراث واسط حسنين علي محمد، فيقول أن هذا التل يُعد من المواقع الأثرية الشاخصة في واسط، وأن أثريته مُعلن عنها في جريدة "الوقائع"، مبينا أنه تم إعداد كشوفات تخمينية استعدادا للتنقيب في الموقع وصيانته وتأهيله.

ويوضح في حديث صحفي أن "المنطقة كانت مأهولة بالسكان في أربعينيات القرن الماضي، لكن الناس هجروها بسبب الظروف المناخية والخدمية"، مبينا أن "هناك بيوتا تراثية لا تزال موجودة على التل، وأنه تم إعداد خطة مستقبلية لتوثيق هذه البيوت وترميمها وتحويلها إلى مركز ثقافي – تراثي".

ويعتقد الناشط أحمد جبار أن الناس سكنوا بداية على "تل جصان" قبل نحو 1200 عام أو أكثر، لافتا إلى أن "هذا التل ليس الوحيد في المنطقة. فهناك 18 تلا أثريا آخرى في انتظار التنقيب".

وينوّه إلى انهم يسعون إعلاميا واجتماعيا لاستقطاب الأشخاص البارزين من أهالي المنطقة، ممن هجروها، لغرض الاحتفاء بهم وتكريمهم، مشيرا إلى ان تأهيل التل في انتظار الدعم الحكومي.

*****************************************************

قمر في سماء المهجر الأمريكي

صدر حديثا كتاب بعنوان "قمر في سماء المهجر الأمريكي"، من تأليف رئيس الاتحاد الديمقراطي العراقي في كاليفورنيا، نجاح يوسف.

يقع الكتاب الذي أرفق بعشرات الصور التي تعكس الأضواء على مسيرة الاتحاد، في 369 صفحة من القطع الكبير.  

*****************************************************

أما بعد.. فيلم عن اختفاء الطاغية البائد

منى سعيد

أثار فيلم "اختفاء صدام حسين" الذي عرض أخيرا في صالات السينما في أربيل لغطا واسعا، بعدما حظي بإقبال كبير وحقق شباك التذاكر أعلى المبيعات. وبرأي الكثيرين يرجع سبب الإقبال إلى فضول جيل الشباب على نحو خاص، ممن لم يعايشوا زمن صدام حسين، وإلى تشجيع محبي الطاغية من بقايا حزب البعث، فضلا عن رغبة كثيرين في معرفة كيفية تناول الفيلم الموضوع .

وكنت شخصيا قد دعيت قبل مدة لمشاهدته ضمن العرض الخاص للصحفيين في سينما "فاميلي مول" في أربيل. وقد ران الصمت في قاعة العرض هذه المرة وفوجئ اغلب الحضور بالصورة الايجابية لسلوك صدام في الفيلم ..

ويروي الفيلم يوميات اختفاء صدام بعد الاحتلال الأمريكي وتفاصيل حياته في مخبأ سري باحد البيوت، على لسان ابن صاحب البيت الذي ظهر في الفيلم يسرد تلك التفصيلات طيلة أيام مرافقته له مدة ثمانية أشهر، في مزرعة نائية على ضفاف نهر دجلة.

وبالرغم من تضارب المعلومات حول كيفية إلقاء القبض على صدام ومن الذي وشى به، وتأكيد كثيرين على الوشاية من أحد أقاربه .. إلا أن الفيلم يظهر بوضوح وشاية مرافقه محمد إبراهيم، الذي شوهد معه في آخر ظهور له في منطقة الاعظمية في نيسان 2003، والذي كان يتردد على مخبأه باعتباره موثوقا. لكن العلاقة توترت بعد حمل رسالة له من الجانب الأمريكي تفاوضه على التسليم .. يظهر الفيلم "بطولة" صدام الزائفة وهويرفض الرسالة بعصبية مفتعلة. وفي الوقت نفسه عرض الفيلم لقاء صدام بولديه قصي وعدي رفقة محمد إبراهيم نفسه، ثم إبلاغه عن مقتلهما بعد اللقاء مباشرة، فيظهر صدام في أسوأ حالات الحزن والبكاء والتزام الصمت"!

يظهر الفيلم علاء نامق الذي تستر في بيته على صدام، وهو يحاول إظهار ما فعل على انه من باب "إغاثة الدخيل"، رغم علمه وعلى رأي صدام نفسه بأنه قنبلة موقوتة يمكن إن تنفجر عليهم جميعا.. ويبكي علاء عليه في ختام الفيلم!

معروفة طبعا الشيمة العربية في حماية الضيف، لكن أي ضيف هذا الذي أوغل شديدا في قتل العراقيين بالقمع والحروب والحصار والبشاعات المختلفة الاخرى؟ ولماذا هذا التركيز على إظهار صدام بموقف الشجاع والبطل؟ والكل يعرف كم كان ذليلا وبائسا وهو يختفي مثل جرذ في المزرعة؟

ولم يُظهر الفيلم إلا لقطات سريعة عن الفضائع التي ارتكبها صدام بحق الكرد في حلبجة والانفال، وهذا استفزني شخصيا كما استفز غيري في القاعة، وقد عبرت عن ذلك بصراحة وانا اتحدث لقناة روداو الكردية، التي جاء مراسلها بعد انتهاء العرض يسألني عن رأيي بالفلم.