اخر الاخبار

الصفحة الأولى

في الذكرى الخامسة لانطلاقها.. القتلة طلقاء والمتنفذون يسخّرون المال الفاسد لتشويه انتفاضة تشرين

بغداد - طريق الشعب

تحل اليوم الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين، التي بدأت شرارتها الأولى من ساحة التحرير، وسط بغداد، في الأول من تشرين الأول لعام 2019، قبل ان تمتد الى المحافظات، وهي تطالب بالتغيير ومحاربة الفساد. إذ لا تزال البلاد تعاني من أزمات متفاقمة على جميع المستويات، تواصل القوى المتنفذة تجاهل المطالب الشعبية التي ملأت الساحات، ما يزيد من تعقيد الأزمات وتعميقها.

تعد الانتفاضة واحداً من أبرز الأحداث في تاريخ العراق المعاصر، حين خرج مئات الآلاف من العراقيين الى الشوارع، في وجه الظلم والفساد والفقر والبطالة، مطالبين بحقوقهم ومرددين شعار "نريد وطن". فقد جسّدت هذه الحركة الشعبية صوتا جريحا ينادي بالعدالة الاجتماعية، ويعبّر عن استياء عميق من جراء تنامي الثروات في يد قلة من رجال السلطة وأعوانهم.

رغم الغضب الجماهيري والمطالب الصريحة بإجراء تغييرات جذرية في المنظومة السياسية، إلا أن القوى الحاكمة والمتنفذة لم تتعظ من الدروس التي حملتها تلك الاحتجاجات.

وعي جماهيري متزايد

الدكتور عصام فيلي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، يرى أن "انتفاضة تشرين هي الحركة الاحتجاجية الجماهيرية العفوية الأولى في العراق".

وأضاف فيلي في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "المنتفضين، الذين شعروا بالظلم واليأس، تحركوا بدافع الرغبة العارمة في التغيير. هذه الانتفاضة صححت جزءًا من مسار العملية السياسية، وجعلت القوى السياسية تدرك أن الرهان على الترويج السياسي والطائفي لم يعد ينفع، بل برزت بوادر وعي جماهيري متزايد".

وأشار فيلي إلى أن "الطبقة السياسية الحاكمة باتت تدرك خطر الانتفاضة على نفوذها ومحاولات تغيير الواقع من الداخل. المنتفضون خرجوا إلى الشوارع بحثا عن العدالة الاجتماعية وسط هيمنة طبقة الاوليغارشية على ثروات البلد، واتساع رقعة الفقر".

واختتم قائلاً: إن "غياب المعالجات الحقيقية واستمرار القوى السياسية بنفس النهج المأزوم لن يؤدي إلا إلى زيادة سخط الشارع وتفاقم الأزمات".

لحظة تشرين

زين العابدين البصري، ناشط سياسي، وصف الانتفاضة بأنه "نقطة فارقة في تاريخ العراق الحديث، وخصوصاً للشباب بعد العام 2003".

وقال البصري في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "الانتفاضة عززت الهوية الوطنية بين الشباب العراقي الذي أنهكته الصراعات السياسية"، مبينا ان "هذه اللحظة جمعت العراقيين بعيدًا عن الانتماءات الطائفية والعرقية".

وأضاف البصري ان "الانتفاضة لم تكن مجرد احتجاجات، بل كانت تعبيرًا صريحًا عن رفض جيل كامل للمنظومة السياسية، التي ردت على مطالبهم بالقمع الدموي".

وتابع، ان "الانتفاضة أسهمت في خلق جيل واعٍ ومدرك لأهمية التغيير"، موضحا أن "القوى المتنفذة أدركت حجم الخطر الذي شكلته الانتفاضة على مصالحها الحزبية الضيّقة، ما دفعها للتعامل بوحشية مع الشباب العزل".

الاحتجاجات مستمرة

ورغم مرور خمس سنوات على انتفاضة تشرين، أكد البصري أن "الحركة الاحتجاجية في العراق لم تنتهِ"، مستشهدا على قوله بـ"استمرار الاحتجاجات المطلبية في مختلف القطاعات، نتيجة لتفاقم الأزمات والفساد".

وأشار إلى أن "مراكمة الأزمات ستؤدي بالضرورة إلى تفجر الأوضاع بشكل أكبر، خاصة مع تزايد وعي الشباب وإصرارهم على التغيير".

مطالبات بمحاسبة القتلة

فيما قال علي البهادلي، الذي شارك في الانتفاضة منذ لحظتها الأولى، إنها "هزت أركان أحزاب السلطة، ما دفعهم إلى اتخاذ تدابير وحشية لقمعها، تنوعت بين استخدام العنف والقتل والخطف والتهديد، بالإضافة إلى محاولات الترغيب بالمناصب والأموال والنفوذ".

وأضاف البهادلي في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "القوى المتنفذة حاولت على مدار السنوات الماضية تسخير الأموال المسروقة ووسائل الإعلام الصفراء للنيل من الانتفاضة، في محاولة لتشويه صورتها خوفاً من امتداداتها الشعبية"، متسائلا عن "الأسباب وراء عدم محاسبة قتلة المحتجين والافراج عن بعض المتهمين بالقتل برغم وجود احكام قضائية بحقهم".

وأشار إلى أن "الانتفاضة رافقتها بعض الأخطاء في التنظيم: عدم وجود قيادة، غياب الاستناد إلى أيديولوجية ثورية"، منوهاً بأن "هذه النقاط كانت في البداية عنصر قوة، لكن كان يجب تدارك الأمر لاحقاً من أجل الارتكاز إلى منهجية واضحة في اتخاذ المواقف".

ووجه البهادلي "انتقادات للمشبوهين والمتسلقين الذين فضّلوا مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة".

ستحصد ثمارها

ويعتقد الناشط أن "بعض المستقلين الذين فازوا في انتخابات مجلس النواب بأصوات مناصري الانتفاضة لم يكونوا معبّرين حقيقيين عن مصالح ناخبيهم، باستثناء قلة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة"، موضحاً أن "الانتفاضة، كحدث تأريخي، أصبحت الآن من الماضي، لكن تأثيرها السياسي والاجتماعي في تزايد، وستحصد ثمار تضحياتها رغم مرور الوقت، خاصة إذا تم التفكير بطريقة منهجية سليمة في التحرك صوب الجماهير".

وختم بقوله: "كان الأول من تشرين الأول 2019 عبارة عن صرخة مدوية في وجه منظومة المحاصصة والفساد، وصوتا مناديا بإنقاذ البلد من عبث سراق المال العام، وكسر احتكار السلطة من قبل أقلية مرفهة تهيمن على مقدرات العراق، محصنة نفسها بالسلاح المنفلت والمال الفاسد، واستغلال مؤسسات الدولة".

في ظل هذه الظروف، تظل المطالب الشعبية قائمة، فيما يبقى السؤال الأكبر: هل ستتعظ القوى السياسية وتستجيب لمطالب التغيير، أم أن الأزمات ستستمر في التفاقم حتى تصل إلى نقطة الانفجار، مرة أخرى؟

******************************************

راصد الطريق.. ماذا وراء القرار .. ولماذا الآن؟

تداولت وسائل الإعلام وثيقة صادرة عن هيئة المساءلة والعدالة، تقضي بإلغاء استثناءات من إجراءات الاجتثاث، ممنوحة سابقًا لعدد كبير من القادة الأمنيين.

من يطالع أسماء المشمولين، سيلفت نظره أكثرُ من أمر. فمعظمهم يشغلون منذ سنوات مواقع قيادية في أجهزة أمنية حساسة، وبعضهم كان دوره بارزا في المعارك ضد التنظيمات الإرهابية.

ويُطرح هنا سؤال يتعلق بدوافع منح تلك الاستثناءات في حينه: هل هي أهواء المسؤولين ام انتماءات المشمولين؟ ولماذا تُلغى الآن من دون تقديم مبررات واضحة؟ وهل هذا جزء من سعي لفرض السيطرة والنفوذ، والانفراد بإدارة مؤسسات الدولة؟

خاصة وأن تطبيق قوانين العدالة الانتقالية عندنا استغرق وقتًا لا مبرر لطوله، ولا توجد تجربة عدالة انتقالية في العالم استغرقت كل هذا الوقت.

وهناك سؤال آخر يبحث عن إجابة: هل من حاجة لبقاء مؤسسات مثل هيئة المساءلة بعد 21 سنة واكثر من سقوط النظام الدكتاتوري؟ ألا يفترض ان يأخذ القضاء مهمتها على عاتقه ويدرس كل حالة على انفراد؟

ختاما نقول أن الوقت حان للكفّ عن تسخير مؤسسات الدولة لخدمة مصالح جهات سياسية متنفذة واجنداتها.

********************************************

كتب المحرر السياسي:

دروس انتفاضة تشرين حيةٌ ومتجددة

ما زال البعض يتمنى ان يستيقظ صباحاً ويسمع الخبر السار له ولأمثاله، بان لا حركات احتجاجية وجماهيرية بعد اليوم!

غير ان الواقع العراقي بحراكه المتجدد يوميا يبعث رسائل معاكسة، تقضّ مضاجع البعض المذكور وتسبب له المزيد من الصداع والقلق والاكتئاب.

يحصل هذا في بلادنا منذ الانطلاقة الجريئة في شباط 2011 للحركة الاحتجاجية، التي تواصل مسيرتها رغم التعرجات وحالات الصعود والنزول، وهو ما نراه امرا طبيعيا في العراق وغيره من البلدان.

الحركات الاحتجاجية في مسيرتها ومحطاتها، والابرز بينها انتفاضة تشرين المجيدة، ردت وترد بقوة على كل المشككين بأصالتها ووطنيتها، فيما تمتد خيوط الاتهام الى الجهات التي ساهمت وتساهم حتى اليوم في قمعها، وفي السعي الى إلحاق مختلف التهم بها، وهي منها براء.

اليوم وبفضل هذه الحركات والمساهمات الجريئة فيها ودور الفاعلين المدنيين، ومن بينهم الشيوعيون، غدت المطالبة بالحقوق والتظاهر والاحتجاج من أجلها، طريقاً مجرّباً لإجبار المتنفذين على الاستجابة ولانتزاع الحقوق.

وبسبب سياسات ومواقف المتنفذين، اخذ المواطنون يدركون بتجربتهم الخاصة، انه لا بد من الحراك المنظم لفرض المطالب ونيلها.

ومع اطلالة اليوم الاول من تشرين الاول، يوم اندلاع انتفاضة الشعب الباسلة، يتوجب التوقف عندها ليس فقط لتمجيد مآثرها وبطولاتها وشهدائها البررة، بل ولاستخلاص العبر والدروس منها، لا سيما وان المراقبين والمتابعين ما زالوا يقولون ان ظروف اندلاع تلك الهبّة الشعبية الجماهيرية الواسعة ما زالت قائمة، بل ان العديد من جوانب الازمة العامة في البلاد تتعمق، في ظل استمرار الاصرار على النهج الخاطئ في ادارة البلاد، والتشبث بالمحاصصة ومنهجها والتحاصص المكوناتي.

وهنا يتوجب القول بوضوح، ان علاج الازمة في بلادنا سياسي بامتياز في اساسه، وان ايّ محاولة للف والدوران والحلول الترقيعية، لن تزيد الامور الا تعقيداً، وقد تدفعها الى الأسوأ. فالناس لن تبقى تنتظر الوعود التي تداف في عسل الكلام .

فيما يتوجب على الحركات الاحتجاجية، بمختلف انواعها واشكالها وتنوّع مطالبها، ان تدرك إلحاح الحاجة الى المزيد من التنظيم والتنسيق والتشاور وتوحيد التوجهات، والى المزيد من الالتصاق بهموم الناس وتبني مطالبهم، وان تجمع على نحو سليم بين ما هو خاص بمختلف الفئات وما هو عام يخص الوطن وهموم المواطنين عموما.

في ذكرى انتفاضة تشرين 2019، يتوجب السعي لا الى ايجاد التبريرات والذرائع، بل الى الاقرار بصراحة ووضوح بفشل المنهج الذي اعتُمد حتى الآن في ادارة شؤون البلاد، وبضرورة التفكير والعمل الجدي من اجل البديل الذي يسعى الى بناء وطن للجميع، وطن مبرّءٍ من المحاصصة الطائفية، وتسوده قيم المواطنة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

في الذكرى المجيدة للانتفاضة نجدد المطالبة بإنصاف عوائل الشهداء، والاستجابة لمطالبهم، والكشف عن القتلة والمجرمين وتقديمهم الى المحاكم، لينالوا جزاءهم  العادل.

المجد لذكرى انتفاضة تشرين الاول 2019 المجيدة

المجد لشهدائها وضحاياها الاماجد

*********************************************

الصفحة الثانية

نائب ينعى التعديل الوزاري: تقييم المسؤولين توقف لأسباب مجهولة

بغداد ـ طريق الشعب

قال نائب رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي النيابية، محمد كريم البلداوي، ان المنهاج الوزاري للحكومة الحالية يتضمن خطة لتقييم المدراء العامين والوكلاء، يتبعها بعد ستة أشهر تقييم الوزراء، موضحا أن الحكومة قامت بعدة تغييرات في القيادات الإدارية، خلال الفترة الماضية، لكن هذا التقييم توقف لأسباب غير معروفة.

وخمّن البلداوي أن يكون توقف عملية تقييم الوزراء ناتجًا عن “أسباب موضوعية خارج إرادة الحكومة” أو ربما بسبب “ضعف فعالية اللجنة المكلفة بالأمر”.

وأضاف، ان عملية إجراء التغييرات الوزارية واستمرار عمل لجنة التقييم للمدراء العامين والمسؤولين كان يفترض أن تتواصل، وتتحقق بعد 6 أشهر من عمر الحكومة، مبينًا أن هناك سنة واحدة فقط متبقية من عمر الحكومة، وإذا لم يتم إجراء التعديلات الآن، فلن يكون هناك وقت كافٍ لتحقيق أي نتائج ملموسة.

وأردف البلداوي كلامه بأن “الوقت المتبقي سيجعل من الصعب على أي وزير أو مسؤول جديد ترتيب الأوراق الإدارية الخاصة بدائرته أو وزارته وتشغيلها بفعالية”.

*************************************************

الطرق التقليدية هي المعتمدة للتخلص منها النفايات غير المعالجة ثروة اقتصادية أم خطر بيئي يهدد العراقيين؟

بغداد – تبارك مجيد

يواجه العراق تحدياً بيئياً خطيراً نتيجة لتفاقم حجم النفايات، والذي يقدر بنحو 20 مليون طن يومياً، بما في ذلك 9 آلاف طن ترفعها أمانة بغداد وحدها كل يوم.

وعلى الرغم من أن هذه الكميات تمثل عبئاً كبيراً على البيئة والمجتمع، فإنها توفر في الوقت ذاته فرصة جيدة للاستثمار في إعادة التدوير، إذ يمكن تحويلها إلى مواد قابلة للاستعمال مرة أخرى مثل المعادن والبلاستيك والزجاج، وبما يسهم في الحد من التلوث البيئي وتوفير فرص عمل للعاطلين.

وتشير الإحصاءات إلى أنّ هناك موادَ متنوعة قابلة لإعادة التدوير في العراق، بما في ذلك المعادن والورق والزجاج والبلاستيك، وحتى النفايات الإلكترونية.

ويلاحظ استمرار استعمال الطرق التقليدية في التخلص من النفايات، مثل الطمر العشوائي والحرق، ما يزيد من تفاقم الوضع البيئي؛ حيث يؤدي حرق النفايات في المدن إلى تصاعد الأبخرة السامة، ما يسبب مشكلات صحية للسكان. كما أن طمر النفايات الصلبة والمخلفات الطبية، والذي يقدر بحوالي 30 ألف طن يوميًا في بغداد وحدها، يزيد من معدلات التلوث ويعرض المواطنين لأمراض متعددة. وتظهر أرقام وزارة التخطيط أن إجمالي النفايات التي تم رفعها في العراق خلال عام 2023 بلغت 11 مليون طن، بمعدل إنتاج 1.5 كغم من المخلفات يوميًا لكل فرد. هذه البيانات تبرز الحاجة إلى اتخاذ خطوات جادة لتفعيل مشاريع إعادة التدوير وتقليل الأضرار البيئية والصحية الناتجة عن النفايات.

تلوث بيئي!

يقول الخبير البيئي تحسين الموسوي، أن العراق يتصدر المشهد العالمي في تلوث المياه والهواء، ما يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان والتنوع الأحيائي.

ويضيف لـ “طريق الشعب”، أن “العراق يطرح يوميًا ما يقارب خمسة ملايين متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى الأنهار، ما يفاقم مشكلة التلوث المائي ويؤثر بشكل كبير على الاستخدام البشري. هذا النوع من التلوث لا يقتصر تأثيره على الإنسان فقط، بل يمتد ليشمل التنوع الإحيائي في البلاد، حيث يتسبب باضطرابات كبيرة في الأنظمة البيئية”.

من بين المخاطر الكبرى التي أشار إليها الموسوي هي” نفايات المستشفيات والمختبرات، ورغم وجود آليات معينة للتعامل مع النفايات الطبية داخل المستشفيات، فإن المختبرات الخارجية تعد مصدرًا رئيسيًا للخطر. حيث تُلقى العينات البيولوجية، التي قد تحتوي على أمراض خطيرة، في سلات النفايات العامة دون اتباع أي إجراءات آمنة”. ويعقب الموسوي قائلاً: “تنتقل هذه العينات عبر عمال النظافة إلى مكبات غير صحية، ما يزيد من احتمالية انتقال العدوى عبر الهواء أو الحيوانات”.

الملوثات في كل مكان

ويشير الخبير البيئي إلى مشكلة أخرى تؤثر على جودة الهواء في العراق، وهي الغازات السامة المنبعثة من نحو أربعة ملايين سيارة في العاصمة بغداد وحدها، إضافة إلى الغازات الناتجة عن المولدات الكهربائية. هذه الملوثات تزيد من خطورة الوضع البيئي وتؤدي إلى تأثيرات صحية خطيرة على السكان.

وعلى الرغم من وجود حلول تكنولوجية للتخفيف من حدة التلوث البيئي، مثل استخدام الطاقة الشمسية، إلا أن الموسوي يؤكد أن هذه الحلول لا تُطبق على نطاق واسع. ويعزو السبب إلى ضعف تنفيذ البرامج الحكومية والبحثية التي تهدف إلى تحسين الوضع البيئي. يقول الموسوي: “المشكلة ليست في غياب الحلول، بل في غياب تطبيقها بشكل فعّال”.

ويشدد على أن النفايات التي يتم نقلها إلى مناطق الطمر الصحي لا تخضع لأي شروط أو معايير بيئية. ويضيف أن النفايات تتطلب أحيانًا عمليات معقدة للتخلص منها، مثل الحرق أو الدفن الآمن باستخدام معادلات كيميائية معينة، لكن للأسف هذه العمليات غير مطبقة في العراق، مما يزيد من انتشار الأمراض.

ويصف الموسوي مراحل التلوث البيئي بأنها تبدأ من مستوى منخفض، حيث يمكن السيطرة عليها كما هو الحال في معظم الدول. إلا أن العراق تجاوز هذه المرحلة إلى مرحلة الخطر، ما يهدد بفقدان النظام البيئي لتوازنه بالكامل، ويصبح من الصعب إصلاح الأضرار.

من بين الآثار السلبية للتلوث البيئي التي تحدث عنها الموسوي، يأتي التصحر والجفاف كأهم النتائج المباشرة. إذ يؤثر التلوث بشكل مباشر على الأراضي الزراعية والمياه، ما يؤدي إلى فقدان الخصوبة وتصاعد مشكلات الجفاف.

في ختام حديثه، يدعو تحسين الموسوي وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه القضايا البيئية الحاسمة، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة من الجهات المختصة، وخاصة وزارة الصحة، لضمان التعامل الصحيح مع النفايات الطبية وتطبيق الحلول البيئية المتاحة

يذكر أن هناك العديد من مشاريع إنشاء معامل لإعادة تدوير النفايات وتحويلها إلى مواد صالحة للاستخدام، مثل الأسمدة أو فرز المواد الصلبة فيها، قد طرحت خلال الأعوام الماضية، لكن في العام 2014 وبسبب الأزمة المالية والحرب على تنظيم داعش توقفت أغلبها، ما دفع أمانة بغداد إلى طمرها بالطرق التقليدية.

كل عراقي يخلف 1.5 كغم يوميا

نجوان علي، عضو في فريق بيئي محلي، تقول لـ”طريق الشعب”، أن “معدل المخلفات اليومي المتولّد من الفرد العراقي يصل إلى 1.5 كغم، وهو رقم يتجاوز المعدلات المسجلة في العديد من الدول الأخرى”، وتوضح أن “هذه الكمية الكبيرة من النفايات تزيد من الضغط على البيئة، وهذا يؤشر غياب الأنظمة الفعّالة لإدارة النفايات، إضافة إلى ضعف البنية التحتية الخاصة بمعالجة النفايات وإعادة تدويرها”.

النفايات المتراكمة لا تشكل فقط مشكلة بيئية بل تتسبب أيضًا في مخاطر صحية جسيمة. إذ تقول نجوان أن “النفايات غير المعالجة تؤثر سلباً على التربة، المياه، والهواء، ما يسهم في زيادة تلوث البيئة وتفاقم انتشار الأمراض. وأن تراكم النفايات في مساحات واسعة من المحافظات العراقية يدفع السكان إلى حرقها للتخلص منها ومن الروائح الكريهة المنبعثة منها، ما يؤدي إلى تصاعد الأبخرة السامة التي تسبب حالات اختناق بين المواطنين في تلك المناطق”.

ودعت الى “تبني استراتيجيات جديدة لإدارة النفايات تشمل تعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين، تحسين البنية التحتية لمعالجة المخلفات، وتفعيل برامج لإعادة التدوير”.

ورغم أن العراق يعاني بالفعل من تلوث بيئي ناجم عن المخلفات الناتجة عن الحروب والنفايات المنتشرة في المدن والقرى على حد سواء، إلا أن تحسين أنظمة إدارة النفايات يعتبر خطوة ضرورية لتقليل هذه التهديدات البيئية وضمان بيئة أكثر صحة واستدامة للأجيال القادمة.

فرصة اقتصادية

وفي هذا السياق، أكد رئيس منظمة هسار البيئية، كشبين علي، أن “معالجة أزمة النفايات في العراق تتطلب تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المواطنون، الهيئات الحكومية، والمجتمع المدني”.

ودعا علي إلى تحسين نظم جمع النفايات وتوعية الجمهور حول كيفية تقليل استهلاك المواد والحد من إنتاج كميات كبيرة من المخلفات، مشيراً إلى أن ذلك يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين الوضع البيئي في العراق.

وأضاف علي لـ “طريق الشعب”، أن العراق يواجه تحديات كبيرة في التعامل مع كميات النفايات المتنوعة التي ينتجها، لافتاً إلى أن إدارة النفايات أصبحت عقبة أمام تحسين البيئة. ورغم ذلك، يرى علي أن النفايات على المستوى العالمي يمكن أن تمثل فرصة اقتصادية وبيئية هائلة إذا تم التعامل معها بطريقة صحيحة.

كما أشار إلى أن النفايات تبدو مشكلة تتطلب الحذر في التعامل معها، لكن عند النظر إليها من زاوية أخرى، يمكن تحويلها إلى موارد قيّمة. وتحدث عن تأثيرات تراكم النفايات غير المعالجة، موضحاً أنها تلوث الهواء والمياه وتسهم في انتشار الأمراض. ولفت إلى النفايات البلاستيكية كمثال، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى مئات السنين للتحلل وتؤثر سلباً على الحياة البرية والنظام البيئي.

وأوضح علي، أن حرق النفايات يؤدي إلى انبعاث غازات سامة تزيد من تلوث الهواء وتفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.

************************************************

التيار الديمقراطي ينعى الفقيد خيون التميمي

بقلوب ملؤها الحزن والأسى، ينعى المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي رحيل الزميل خيون التميمي، عضو هيئة متابعة تنسيقيات الخارج، الذي وافته المنية إثر حادث سير أليم في الولايات المتحدة. لقد فقدنا مناضلًا وهب حياته لخدمة وطنه منذ نعومة أظفاره، حيث كان التميمي نموذجًا للتضحية والإخلاص، مفعمًا بحب العراق وحاملاً راية النضال في وجه الظلم والاستبداد.

لقد كان الزميل خيون من أوائل المشاركين في الانتفاضة الشعبانية عام 1991، حيث وقف شامخًا في صفوف المدافعين عن الحرية والكرامة ضد النظام الدكتاتوري. عاش حياته منذ شبابه مقاتلًا في سبيل قيم العدالة والديمقراطية، ولم يتوانَ عن تقديم العطاء في كل الساحات التي مر بها، سواء في داخل العراق أو في المنافي.

كما كان الزميل خيون نموذجًا للمثابرة والنشاط في دعم التيار الديمقراطي العراقي، مساهمًا بشكل فعال في تعزيز العمل السياسي الديمقراطي وتوحيد الجهود بين تنسيقيات الخارج. لم يكن يعرف اليأس، بل كان دائمًا متقدًا بالعزيمة، مدافعًا عن حقوق الشعب العراقي في حياة حرة وكريمة.

إن فقدان هذا المناضل الرفيع يمثل خسارة كبيرة للعراق ولحركة النضال الديمقراطي، وعلينا أن نواصل مسيرته ونكمل مشواره في الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية التي نذر حياته من أجلها.

نتقدم بأحر التعازي إلى عائلته الكريمة، وإلى جميع زملائه في تنسيقيات الخارج والداخل. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله ورفاقه الصبر والسلوان.

المجد والخلود للزميل الراحل خيون التميمي، رمز النضال.

المكتب التنفيذي

للتيار الديمقراطي العراقي

30 ايلول 202

********************************************

شكر وتقدير

الرفاق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي المناضل

لقد هزتني مواساتكم الكريمة، وكانت بلسماً ناجعاً لألمنا الكبير بفقدان اخي عبدالله. لقد كنتم انتم في الحزب الشيوعي العراقي سنداً دائماً في المحن والاحزان لعائلتنا. وانني والعائلة نشكركم شكراً جزيلاً.

وسأبقى والعائلة داعمين لاهداف حزبكم العريق حزب المناضلين، والاخيار والشهداء.

د. فيصل حبه

**********************************************

الصفحة الثالثة

التربية: 1000 مدرسة ستدخل الخدمة نهاية العام! من عام الى آخر.. مشكلات المدارس تتدحرج ولا حلول

بغداد – تبارك مجيد

عاد مشهد تزاحم التلاميذ والطلبة على رحلات الدراسة داخل الصفوف، مع انطلاق العام الدراسي الجديد، الذي طالما رافقته المشكلات المزمنة: نقص المناهج التربوية، قلة عدد الأبنية المدرسية، الدوام الثلاثي وغيرها.

وعلى الرغم من جهود الحكومة خلال الفترة الماضية في تشييد وإعادة إعمار مئات المدارس، إلا أن العجز الكبير في عدد المباني المدرسية لا يزال قائمًا.

الموقف الحكومي!

يؤكد المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء، حيدر مجيد، عدم افتتاح أي مدرسة بشكل رسمي ضمن الاتفاق الإطاري بين العراق والصين، مشيرًا إلى إنجاز بناء 86 مدرسة في عموم المحافظات العراقية.

ويشير مجيد إلى أن "الحكومة تسعى في المرحلة الحالية إلى معالجة مشكلة نقص المدارس في عموم المحافظات، وتجاوز ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي"، مبينًا أن "رؤية الحكومة تهدف إلى إنهاء هذه الظاهرة من خلال مشروع يتضمن بناء 8000 مدرسة في جميع المحافظات، حيث بدأنا بالفعل بتنفيذ المرحلة الأولى التي تشمل بناء 1000 مدرسة من المتوقع تسليمها بنهاية هذا العام".

ويؤكد مجيد أن "الحكومة وضعت معايير محددة لترشيح مواقع المدارس الجديدة، من بينها الكثافة السكانية وأهمية المناطق المستهدفة، بالإضافة إلى ضرورة القضاء على ظاهرة الدوام المزدوج والثلاثي"، موضحًا أن "مديريات التربية في المحافظات هي الجهة المسؤولة عن ترشيح هذه المواقع، بناءً على توجيهات الحكومة لتحقيق هذه الأهداف".

من جانبه، يقول المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، أن الوزارة تولي أهمية كبيرة لملف الأبنية المدرسية، مؤكدا ان "المدرسة تتصدر أولوياتنا في وزارة التربية. عملنا بشكل كبير وموسع على هذا الملف".

ويضيف السيد في حديث خص به "طريق الشعب"، أنه "في هذا العام، بذلنا مجهودًا كبيرًا للتقليل من حدة هذا التحدي وهذه المشكلة التي تؤثر بشكل كبير على العملية التعليمية. كنّا نواجه نقصًا تقديريًا بنحو 8,000 مدرسة، لكن استطعنا هذا العام أن ندخل إلى الخدمة ما يقارب 500 إلى 600 مدرسة ضمن مشاريع متعددة، منها العقد الصيني، وتنمية الأقاليم، ومشروع الوزارة رقم 1، بالإضافة إلى مشاريع المنظمات".

"مدرستي أجمل"

ويشير المتحدث إلى أنه "من المتوقع أن تدخل الخدمة حوالي ألف مدرسة إضافية بنهاية العام، بالإضافة إلى بناء صفوف إضافية وترميم بعض المدارس. لدينا أيضًا حملة 'مدرستي أجمل' التي تستهدف تجميل نحو 2 ألف مدرسة. كما توجد تفاهمات على بناء مدارس من خلال صندوق العراق للتنمية".

وأكد السيد أن الوزارة "تبذل جهودًا كبيرة لحل مشكلة نقص الأبنية المدرسية بعد توقف طويل استمر لسنوات بسبب الظروف المختلفة. ورغم الضغط السكاني الكبير والتحديات الكبيرة التي تواجهها الوزارة، فإنها تعمل بجد لتخفيف هذا الضغط وتحسين البنية التحتية التعليمية".

وكانت وزارة النفط خصصت 7 مليارات و500 مليون دينار عراقي لتأهيل 1000 مدرسة في إطار مشروع "مدرستي أجمل"، وذلك قبل بدء العام الدراسي الجديد.

مشكلات معتقة

ومع بداية العام الدراسي، أكد عضو لجنة التربية النيابية، سالم العنبكي، أن هناك تفاوتاً بين التوجيهات الحكومية والواقع الميداني.

وأشار العنبكي، إلى أن "بعض المدارس قد تشهد نهاية نظام الدوام الثلاثي بفضل إنشاء مدارس بديلة، إلا أن العديد من المدارس بحاجة إلى إعادة بناء من الصفر، وهو ما يتطلب تخصيصات مالية ضخمة".

وأضاف العنبكي: "الواقع الحالي لا يسمح بإنهاء هذه الأزمة سريعاً بسبب نقص المدارس والتمويل الكافي"، مشيراً إلى أن "الحلول قد تتحقق في السنوات المقبلة من خلال تنفيذ مشاريع بناء المدارس ضمن ما يُعرف بالقرض الصيني، وكذلك من خلال الموازنة العامة".

وأوضح أن "اللجنة النيابية تتابع هذا الملف لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلة نقص المدارس ودعم العملية التعليمية"، مبيناً أن "العراق بحاجة إلى بناء 8 آلاف مدرسة لإنهاء مشكلة الدوام المزدوج والثلاثي".

"بدأ العام الدراسي الجديد وبدأت معه المشاكل التي يعاني منها القطاع التعليمي الحكومي في العراق، منها ملف نقص الأبنية الدراسية"، يقول المشرف التربوي، حيدر كاظم، الذي ارجع الأسباب الى الزيادة السكانية، وعدم بناء مدارس جديدة.

ويضيف كاظم في حديث لـ"طريق الشعب"، وزارة التربية اكدت استقبال المدارس الحكومية نحو ١٢ مليون تلميذ وطالب.

ويشير الى أن "عدد المدارس في عموم العراق يبلغ 28 ألفا و117 مدرسة باستثناء إقليم كردستان، حسب احصائية الجهاز المركزي للإحصاء لعام ٢٠٢٠"، موضحا ان عدد التلاميذ او الطلبة داخل الصف الواحد يتراوح بين 50 الى 65 طالبا، الأمر الذي يضطر الكثير من الأهالي الى تسجيل أبنائهم في مدارس أهلية.

ويتساءل المشرف التربوي: ان وزارة التربية كانت قد أعلنت في وقت سابق عن إكمال كافة الاستعدادات للعام الدراسي الجديد، فأين هي تلك الاستعدادات؟

70 طالبا في الصف الواحد

تقول التدريسية سميرة عباس، تعمل في إحدى مدارس الكرخ الاولى ببغداد، إن "الصف الواحد في المدرسة يحتوي على ما يقارب 70 طالبة، ما يؤدي إلى تمدد طابور الطالبات حتى يصل إلى السبورة".

وتعبّر عباس عن معاناة كبيرة في أثناء تقديمها المادة الدراسية في مثل ظروف كهذه.

وتضيف في حديث مع مراسل "طريق الشعب"، أنه "لا يمكن متابعة الطالبات والاطلاع على واجباتهن المنزلية، حيث لا يوجد مكان للتحرك بين الطلبة على الإطلاق، سوى الوقوف أمام السبورة".

وتشير الى ان "بعض الطالبات يعانيْن من الصداع والاختناق نتيجة الكثافة العالية في الصف"، مبينة أنه "نتيجة لقلة التخصيصات المالية وسوء الإدارة في القطاع الحكومي، فإن هناك غيابًا واضحًا لخطط استراتيجية حقيقية للنهوض بواقع التعليم".

وتعرب عن أسفها لهذه الحال: هذا الوضع ينعكس سلبًا على جودة التعليم، ويؤثر في قدرة المعلمين على تقديم تجربة تعليمية فعالة، ما يعيق تحقيق أهداف المنظومة التربوية والتعليمية.

****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

الانسحاب أجدى

لمجلة "تايم" الأمريكية كتب دانيال ديبيتريس مقالاً حول اتفاق الحكومتين العراقية والأمريكية على سحب قوات التحالف الدولي من العراق، أشار فيه إلى أن هذا الاتفاق الذي طال انتظاره، والذي لا تزال واشنطن لا تستخدم مفردة الانسحاب عند الحديث عنه، سينّفذ على مرحلتين، يترك في المرحلة الأولى 1600 جندي قواعدهم في البلاد بحلول أيلول القادم فيما تنسحب البقية في الشهر الأخير من العام 2026، رغم رفض إدارة بايدن الإعلان عن حجم القوات الأمريكية التي ستبقى في العراق بعد ذلك.

قلق في واشنطن

وتوقع الكاتب أن يقلل الانسحاب على مرحلتين، من قلق بعض المتنفذين في مؤسسات الأمن القومي (كالجنرالات والمشرعين ورجال المخابرات)، الذين يشعرون بالرعب من الانسحاب الأمريكي الكامل، باعتباره أمراً خطيرًا على المصالح الأمريكية، مثل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب مايك روجرز، الذي غرد قائلاً "إن الانسحاب من العراق بهذه الطريقة يثير القلق بشأن التأثيرات التي قد يخلفها على أمننا القومي"، ومثل المزاعم التي أطلقها الجنرال المتقاعد جوزيف فوتيل، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، وأكد فيها على أن رحيل الولايات المتحدة من شأنه أن يتسبب حتما في عودة داعش إلى الظهور لملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب.

مخاوف غير مبررة

وفي إطار مناقشته لهذه المزاعم، ذكر جيبيتريس بأن الولايات المتحدة حققت بالفعل أهدافها في مكافحة داعش في العراق، وقضت على دولته الإقليمية، التي بلغت مساحتها بحجم بريطانيا، وضمت حوالي 8 ملايين شخص، وكسبت حوالي مليون دولار يوميًا من مبيعات النفط في السوق السوداء. وساعدتها في ذلك عزلة الإرهابيين عن وسطهم، ورفض سكان العراق وسوريا لهم، واتفاق كل الدول على أن تدمير هذه المنظمة يمثل مصلحة مشتركة لها، رغم ما بينها من خلافات جيوسياسية حادة.

وأشار المقال إلى أنه ورغم صحة التصور بأن الاحتفال بالذكرى الخامسة للقضاء على التنظيم الإرهابي، لا يعني أن تهديد داعش قد انتهى، خاصة مع تزايد عملياته إلى الضعف مقارنة بالعام الماضي، فإن القدرات العسكرية للعراق هي أفضل بكثير اليوم مما كانت عليه عندما بدأت المهمة قبل عقد من الزمان، حيث يعّد الجيش العراقي بارعاً في التخطيط والتنظيم وإجراء العمليات المستقلة ضد معاقل داعش على طول محيط البلاد، والشيء نفسه يمكن أن يقال عن قوات البيشمركة، إضافة إلى تنسيق أفضل بين بغداد وأنقره، وبينها وبين القوات الروسية في سوريا.

وذكر الكاتب بأن مجريات العمليات الحالية والسابقة تثبت أيضاً وجود إمكانيات جيدة للبنتاغون وذراعه الاستخباري في رصد أية محاولات داعشية للتحرك، دون الحاجة لوجود قوات أمريكية قتالية على الأرض.

هل انتهى تنظيم داعش؟!

واعتبر الكاتب السؤال عما إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية قد انتهى تمامًا، غير منتج، مقترحاً أن تتساءل واشنطن عوضاً عن ذلك، عما إذا كان وجود قواتها في العراق سيخدم مصالحها أكثر من سحبها من أراضيه، لاسيما مع ما تسببه من مشاكل أمنية متواصلة، مذّكراً بمجموعة من الهجمات التي تعرضت لها هذه القوات في الأشهر الأخيرة، والتي اشتدت ارتباطاً مع الحرب في غزة، والدعم غير المحدود الذي تقدمه الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي. وخلص إلى القول بأن المتشبثين بالبقاء، ورفض استبدال التواجد باتفاقية أمنية مشتركة، مخطئون.

****************************************************

أفكار من أوراق اليسار.. لبنان - اليسار

إبراهيم إسماعيل

قبل نصف قرن من الزمان، هزتّ فضاءات ملعب الشعب، وربما بغداد كلها، هتافات مدوية "لبنان قوة صامدة موتو يا رجعية، شعب جيش مقاومة وأحزاب ثورية"، تضامناً مع الشعب الشقيق الذي شرع البعض من قوات الردع العربية حينها بذبحه بدلاً من حمايته.

كان الناس مجتمعين تحت راية عراقية خالصة، لا يعرف أحدهم الآخر إلّا بها، فلم نكن حينها قد صرنا دولة مكونات. آلاف من الشبيبة، وفي الصميم منهم الشيوعيون، تشع وطنية وأممية، تجمع التبرعات وتتطوع للفداء، رغم العسس البعثفاشي الذي كان يترصدهم في كل مكان. ولم نكن ننفرد، نحن العراقيين بذلك، بل تكررت هذه المشاهد في أغلب العواصم العربية.

وكانت الملحمة زاهية في لبنان، شعب يقاوم ببسالة مذهلة، ليس الصهاينة ولا اليمين المحلي المتحالف معها فحسب، بل قوى الإمبريالية العالمية المساندة لها أيضاً، ليسقط مشروعاً، جاهّر هذا اليمين بشعاراته، وراح يطبق مفرداته، عسى أن يخلو لبنان من الشيوعية والعروبة والمقاومة الفلسطينية، فزوّر الانتخابات التشريعية والمهنية (يبتدأون عادة بالنقابات واتحادات الطلبة)، واعتدى على نشطاء اليسار ولاحقهم، قبل أن يتدخل المكتب الثاني (الأمن)، الذي افتضحت لاحقاً علاقته بالسفارة الأمريكية، ويشن إرهاباً يستكمل فيه جرائمه البشعة، مذ إذابة القائد الشيوعي الشهيد فرج الله الحلو بالتيزاب، فيما كان الصهاينة يتابعون تنفيذ المشروع ويتدخلون عند الحاجة لإدامته.

كانت القوى الوطنية الرافضة للنظام الطائفي والمؤمنة بالحل السلمي البرلماني قد شاركت بالانتخابات واحترمت القانون، لكنها أضطرت للتسلح دفاعاً عن النفس، بعد أن باتت تفاصيل المشروع واضحة باشتعال الحرب الأهلية. وقبل أن تتمكن وبدعم من المقاومة الفلسطينية من إجهاض المؤامرة، تدخلت قوات العدو الإسرائيلي فاجتاحت البلاد مراراً حتى إحتلتها تماماً في عام 1982، والذي شهد شهر أيلول منه ولادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، بمبادرة من الحزب الشيوعي اللبناني ومشاركة جميع أطياف اليسار الأخرى، تلك الجبهة التي مثلت ضمير لبنان والعرب في مقاومة الصهاينة وقدمت عشرات الشهداء في معاركها البطولية ضد الإحتلال.

ورغم تفكك هذا التحالف المقاوم لاحقاً، لأسباب موضوعية وذاتية، كتدخل وهيمنة دول الإقليم وعدم قدرة الحركة الوطنية على بلورة مشروع اقتصادي اجتماعي بديل للنظام الطائفي وتفكك التعايش والتعاون بينها وبين الحركة الإسلامية والترابط المريب بين الطائفة والطبقة، وتجلياته في الواقع العملي، فقد بقي الشيوعيون وأغلبية اليساريين، داعمين ومساهمين، في المقاومة اللبنانية حتى الساعة، رغم إن هناك من يتناسى الإشارة لدورهم هذا.

واليوم، إذ حولت حكومة نتنياهو الفاشية جنوب لبنان وأجزاء من بيروت لخرائب، استكمالاً لجرائمها في غزة، ودفنت تحت أنقاضها أطفالنا، كي لا يزعج أنين جوعهم أساطين العولمة أو يخرب مرحهم "حضارتها" العريقة، وإذ تزداد التضحيات الغوالي ويعّم عواصم القرار صمت القبور ويصيب البعض وهن التردد، تبقى تنبض في قلوب الشيوعيين العراقيين، ذات الشعارات التي هزّت ملعب الشعب، فيرفعون راية التضامن مع الشعب اللبناني وقواه الوطنية والإسلامية المقاومة في خنادق التصدي الباسلة، معربين عن دعمهم وإسنادهم لكفاح الأشقاء، وفي طليعتهم الشيوعيون، من أجل دحر العدوان وإنجاز مهام التحرر من الإحتلال الإسرائيلي والهيمنة الإمبريالية، وتحقيق التغير في بنية علاقات الإنتاج الرأسمالية التبعية، ومن أجل تجاوز الانقسام الطائفي والعرقي والهويات الفرعية لصالح هوية وطنية جامعة، تتعايش تحت ظلها، وبتسامح ديمقراطي، الأسلمة والعلمنة والعروبة والوطنية والماركسية، وتتنافس سلمياً لتنمية البلاد وإسعاد العباد، فبذلك وحده سيُّبنى لبنان الحرّ والديمقراطي، وبهذا فقط يكون دعم الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه واقامة دولته مجدياً، إن هذا أهم اشتراطات الظفر.

****************************************************

الصفحة الرابعة

أهالي «أبو مغيرة» في أبي الخصيب: مشروع الطريق الحَوْلي سيضرّ بمنازلنا ونخيلنا

البصرة – باسم محمد حسين، جاسم محمد شريان

نظم أهالي قرية “أبو مغيرة” في قضاء ابي الخصيب جنوبي البصرة، السبت الماضي، وقفة جماهيرية احتجاجا على المسار المحدد لمشروع الطريق الحولي الرابط بين مناطق عدة في المدينة، والذي من المقرر تنفيذه في الفترة القادمة، مبينين أن الطريق سيمر بقريتهم الزراعية التي تضم بساتين كثيفة مليئة بأشجار النخيل المثمرة، مما تبقى من نخيل البصرة الذي أبادته الحروب أو جرفته الآليات في سياق ظاهرة تجريف الأراضي الزراعية وتحويلها إلى سكنية.

ووفقا لما أفاد به محافظ البصرة أسعد العيداني في حديث صحفي سابق، فإن الطريق الحولي سيبدأ من محوّل مطار البصرة الدولي ويتجه جنوبا بموازاة المدينة وصولاً إلى طريق الزبير، ثم يتجه شرقاً ليعبر شط البصرة باتجاه شط العرب ليؤمن الوصول إلى كافة المناطق في الجهة الشرقية، ثم يتجه شمالاً وغرباً ليعبر نهر دجلة، وبعدها إلى قضاء الهارثة، وصولا إلى المحول الأساسي في مطار البصرة، والمؤدي إلى بغداد.

وكانت “طريق الشعب” حاضرة في الوقفة الاحتجاجية لأهالي “أبو مغيرة”. فالتقت بعدد من المحتجين، وكان بينهم المواطن عبد الحسين عبد علي، الذي أكد أنهم ليسوا ضد المشروع مطلقا، لكنهم ضد مساره، مبينا أن “الطريق سيمر في منطقة زراعية مليئة ببساتين النخيل المثمر، والتي تشكل رافدا بارزا بأصناف جيدة من التمور لأسواق البصرة والوطن”.

وأكد محتجون عديدون لـ”طريق الشعب”، أنهم يسكنون في هذه القرية أبا عن جد منذ نحو 400 عام، موضحين أن الأراضي التي سيمر فيها الطريق، سواء في قريتهم أم في قرى أخرى ضمن القضاء، قسم منها أملاك صرفة للسكان، وقسم آخر أملاك وقفية يجري فيها استثمار زراعي، لذلك أن مرور الطريق في هذه البساتين، سيفرض إزالة مساحات كبيرة منها، إضافة إلى المنازل التي تقع على الأجزاء المشمولة بمسار الطريق.

من جانبه، ذكر المواطن المحتج محمد ثامر الأحمد، أن أهالي القرية ومعهم جميع أهالي البصرة، فرحون بمشاريع الإعمار والخدمات التي تُنفذ، كونها تصب في المصلحة العامة، مستدركا “لكننا نختلف مع الحكومة المحلية في مشروع الطريق الحولي، كونه سيضر بنا كثيرا”.

وطالب المواطن بتغيير مسار الطريق وتحويله إلى مكان آخر “فنحن نسكن في هذه القرية منذ مئات السنين. هي محل سكننا وبساتينها مصدر معيشتنا، ونحن لا نمتهن غير الزراعة، وحتى أولادنا تخرجوا في الجامعات بتخصصات زراعية”.

إلى ذلك، قال الشيخ علي العجر، أحد سكان القرية، أن “القرية تسكنها قرابة 3 آلاف عائلة، بحدود 30 ألف نسمة. وهؤلاء الناس من الصعب عليهم مغادرة قريتهم والانتقال إلى مناطق أخرى، لعدم توفر الإمكانيات لديهم”.

ونوّه في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى ان “هذه القرية تمثل رئة أبي الخصيب والمناطق القريبة. فهي تزود المنطقة بالهواء النقي، نظرا لما تضمه من بساتين كثيفة”، مبينا أنه “بالإمكان تحويل مسار الطريق الحولي الى مكان آخر. إذ يمكن استثمار شارعين بديلين، الأول على طريق السيد حامد والثاني على طريق معمل الأسمدة الكيمياوية القديم”.

ويأمل المحتجون من الحكومة المحلية سماع أصواتهم، ودراسة المشروع بدقة قبل تنفيذه، بما لا يتسبب في أي ضرر للسكان وبساتينهم.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحتج فيها قرى في أبي الخصيب على مشروع الطريق الحولي. فقد سبق ان خرج أهالي قرى النزلة وكوت فريح وكوت الحمداني، في وقفة احتجاج أمام مبنى قائم مقامية القضاء، طالبوا فيها بتغيير مسار الطريق وإبعاده عن منازلهم وبساتينهم. ووقتها وعدهم القائم مقام بإيصال مطالبهم إلى الجهات المعنية في الحكومة المحلية، من أجل النظر فيها ومتابعة حلها بالشكل الذي يرضي جميع الأطراف. 

وكان محافظ البصرة قد ذكر في تصريح صحفي سابق، أن مشروع الطريق الحولي يعد من أهم المشاريع الإستراتيجية الحيوية التي ستشهدها البصرة، واصفا إياه بـ”الحلم”. فيما بيّن ان المشروع يلتف حول البصرة بكل الاتجاهات وبتدفق انسيابي حر من خلال تقاطعات متعددة المستويات ودون أي عوائق وضمن السرعة الآمنة، مشيرا إلى ان المشروع يهدف إلى التخفيف من الازدحامات في المناطق الحضرية داخل المدينة، ويحد من الاختناقات المرورية وحوادث السير والانبعاثات الضارة بالبيئة، ويحسّن الاتصال والتنقل ما بين البصرة والمدن الأخرى.

وأوضح ان طول الطريق يبلغ حوالي80 كيلومترا وعرضه يصل إلى 220 متراً، وانه سيتضمن مسارب عديدة في كل اتجاه، إضافة إلى طرقات خدمية بطول 140 كيلومترا، إلى جانب مسارات للدراجات الهوائية ومساحات مخصصة لأرصفة المشاة والتشجير والإنارة.

*************************************************

النجف.. «نهر أبو حلان» يتحوّل إلى بؤرة تلوث

متابعة – طريق الشعب

شكا أهالي ناحية الحرية في محافظة النجف، من تحوّل نهر “أبو حلان” الذي يغذي الناحية بالمياه، إلى بؤرة ملوثة بالنفايات، فضلا عن مياه الصرف الصحي التي يتم تصريفها فيه بسبب عدم وجود شبكة مجار نظامية في المنطقة.  واستجابة لشكوى الأهالي أجرت مديرية بيئة النجف زيارة ميدانية إلى النهر، فرصدت تلوثا شديدا.

وذكرت المديرية في بيان صحفي، انها شكلت فريق عمل لمتابعة الشكوى، وإجراء زيارة ميدانية للنهر من أجل الكشف الموقعي، مشيرة إلى ان النهر يتعرض إلى مشكلات بيئية وصحية تتمثل في تصريف مياه الصرف الصحي فيه مباشرة، مع رمي النفايات فيه من قبل الأهالي.

وأوضحت ان هذا النهر يتفرع من “النهر الخماسي”، ويتغذى من مياه شط العباسية ويبلغ طوله 10 كيلومترات، ونهايته تصب في مبزل محاذ لهور بن نجم الواقع شرقي المحافظة، مشيرة إلى ان الأهالي هم من يرمون النفايات على ضفاف النهر وداخله، ويصرفون مياه المجاري فيه لعدم وجود شبكة مجار نظامية في المنطقة.

ونوّهت المديرية إلى ان الفريق التقى بعدد من الأهالي، وحثهم على أن يكونوا جزءا من الحل، من خلال عدم رمي النفايات وتصريف مياه المجاري في النهر، لما لذلك من آثار سلبية على صحة المواطنين، والواقع البيئي بصورة عامة، مضيفة أن تقرير الفريق خلص إلى جملة من التوصيات سيتم رفعها إلى وزارة البيئة، من أهمها إنشاء شبكة مجار نظامية في الناحية، وتكثيف الجهود والتنسيق بين دائرتي البلدية والموارد المائية لرفع النفايات عن النهر.

*****************************************************

أهالي الدجيل يدعمون الزيادة سائقو باصات «كيا»: أجرتنا قليلة ولا تسد تكلفة الوقود

متابعة – طريق الشعب

أفاد عدد من سائقي باصات الأجرة الصغيرة (كيا)، في قضاء الدجيل بمحافظة صلاح الدين، بأن الأجرة التي يستوفونها من الركاب قليلة جدا ولا تغطي تكلفة الوقود. وفيما بيّنوا انهم يقطعون نحو 7 إلى 8 كيلومترات مقابل 250 دينارا يستوفونها من الراكب الواحد، أبدى العديد من أهالي القضاء مساندتهم أصحاب الباصات في مطلب زيادة الأجرة إلى 500 دينار.

وفي حديث صحفي، يقول أحد السائقين انه ينقل يوميا نحو 40 راكبا، يجمع منهم مبلغ 10 آلاف دينار، يذهب نصفه إلى الوقود، مبينا أن في الدجيل نحو 40 كيا تعمل منذ سنوات عدة على خط السوق ومركز المدينة.

السائق ليث فاضل يقول: “أعمل صباحاً ومساءً وأحصل في نهاية اليوم على 10 آلاف دينار، لا تكفي حتى لتزويد السيارة بالوقود. فيما تتم محاسبتنا أحيانا من قبل المرور في حال قمنا بزيادة الأجرة”.

فيما يقول السائق حسن علي: “أقطع نحو 8 كيلومترات داخل الدجيل، مقابل 250 دينارا استوفيها من كل راكب، والبالغ عددهم 11 راكبا، وما أجمعه منهم لا يغطي تكاليف الوقود والصيانة”، مضيفا في حديث صحفي قوله: “لدينا عائلات، ومتطلبات الحياة تزداد باستمرار”.

ويؤكد أن “قضاء الدجيل هو الوحيد الذي لا يزال سائقو الأجرة فيه يستوفون من الراكب مبلغ 250 دينارا. فأصحاب الكيات في بغداد يقطعون نصف ما نقطعه من مسافة مقابل 500 دينار عن كل راكب”.

من جانبه، يدعم المواطن حسن شدهان مطالبة السائقين بزيادة الأجرة، مبينا أن “هؤلاء أصحاب عائلات، ويعملون ليل نهار، وما يتقاضونه من أجور لا يساوي أتعابهم ونفقات سياراتهم. وهم في النهاية أناس بسطاء من أبناء المدينة”. 

ويتفق المواطن رباح محمد مع المواطن شدهان في دعم السائقين. ويقول أن “سائقي الأقضية الأخرى يستوفون أجورا أكبر من الركاب، تصل إلى ألف وألفي دينار عن كل راكب. لذلك أدعو أهالي الدجيل إلى مساندة هذه الشريحة ودعمها بزيادة الأجرة إلى 500 دينار على الأقل”.

إلى ذلك، يقول مدير قسم النقل الخاص في صلاح الدين، حسن سفر، أن “الأجرة تُقرر من قبل الشركة العامة للنقل الخاص، ويتم احتسابها وفقا لعدد الكيلومترات التي تقطعها السيارة”، مشيرا في حديث صحفي إلى انه “بإمكان السائقين تقديم طلبا إلى القسم، بزيادة الأجرة.

فالقضاء توسع وزادت المسافات التي تقطعها سيارات الأجرة”.

ويؤكد أنه “بدورنا سنرفع الطلب إلى الجهات المعنية في الشركة العامة للنقل الخاص. ونحن ندعم الطلبات المشروعة لهذه الشريحة”.

***************************************************

مزارعون واسطيون: حُرمنا من زراعة الشلب والذرة الصفراء 

متابعة – طريق الشعب

اشتكى العديد من مزارعي محافظة واسط، من غياب الدعم الحكومي عن واقعهم الزراعي، وتقليص المساحات الزراعية هذا العام، مبدين استياءهم من قرار وزارتي الزراعة والموارد المائية بحرمان المحافظة من زراعة الشلب والذرة الصفراء للموسم الحالي، جراء تقليص الحصص المائية، بالرغم من مرور نهر دجلة في المحافظة التي تضم مساحات واسعة مهيأة للزراعة. 

ونقلا عن وكالات أنباء، فإن العديد من مزارعي واسط يرون ان هناك استهدافا للواقع الزراعي في محافظتهم، ما يؤدي إلى هجرة المزارعين نحو المدن وتركهم مهنة الزراعة بشكل نهائي.

وعلى مدى سنوات طويلة، عُرفت واسط بكونها سلة خبز العراق، على اعتبار انها تضم مشاريع وأراضي زراعية واسعة متخصصة في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والشعير والذرة الصفراء.

وفي حديث صحفي، يقول نائب أمين سر الاتحاد الفرعي للجمعيات الفلاحية في قضاء العزيزية، عبد الرحمن كاظم، أن واسط كانت تعتبر سنويا الأولى في زراعة مختلف المحاصيل، ومنها المحاصيل الاستراتيجية، مبينا أن واسط كانت تنتج القمح والشعير والذرة الصفراء والشلب والماش وعباد الشمس وغيرها.

***************************************************

الأهالي أوقفوا دوام المدارس حي في الديوانية يحتج على تأخر مشروع مجاريه

متابعة – طريق الشعب

احتج أهالي حي الجامعة في الديوانية، أخيرا، على تلكؤ أعمال “الشركة الإسبانية” المنفذة لمشروع المجاري والتبليط في الحي. فيما منعوا أبناءهم من الذهاب إلى مدارسهم، خشية سقوطهم في الحفريات التي خلفها المشروع. 

وفي حديث صحفي، قال المواطن حيدر فلاح، أن تلكؤ المشروع أثر حتى على دوام المدارس “فقد اضطررنا إلى تأجيل الدوام لمدة أسبوع على أمل إغلاق المنهولات التي تركتها الشركة مفتوحة. فنحن نخشى على أطفالنا من السقوط في تلك المنهولات”.

وأوضح أن الشوارع التي تقع عليها المدارس لا تزال تحتوي على حفريات لم يتقدم فيها العمل، مشيرا إلى ان الأهالي يطالبون بحضور المحافظ كي يلتقي بهم ويشاهد واقع الحال بعينه.

أما المواطن ناصر أبو محمد، فقال أن “الشركة المنفذة غير رصينة. إذ ليس فيها مهندس مقيم من دائرة المجاري أو دائرة البلدية. أما العمل فهو غير منظم وبلا رقيب”.

********************************************

السماوة مطالبات بإلزام سائقي الشاحنات بتغطية أحمالهم

متابعة – طريق الشعب

 

طالب مواطنون في مدينة السماوة، بإلزام سائقي مركبات الحمل بتغطية أحمالهم، لا سيما الذين ينقلون الطابوق، مع محاسبة المخالفين، مبينين أن عدم تغطية الأحمال بشكل صحيح، يتسبب في سقوطها في الشوارع، وبالتالي يربك سائقي المركبات الصغيرة ويعرضهم إلى حوادث مرورية.

وأشار المواطنون إلى ان هناك شاحنات تنقل مواد إنشائية كالرمل والحصى، من دون تغطيتها بإحكام، وهذه الظاهرة لا تزال مستمرة بالرغم من القوانين المرورية التي تفرض على السائقين تغطية أحمالهم. 

وطالبوا دائرة المرور وبقية الجهات الأمنية ذات العلاقة، بتشديد الرقابة على مركبات الحمل، وإلزام سائقيها بتغطية الأحمال، حفاظا على السلامة العامة.

************************************************

مواساة

 

  • ببالغ الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية الرفيق خيون التميمي (أبو أحمد)، الذي توفي إثر حادث سير مؤسف في ميشيغان.

له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

************************************************

الصفحة الخامسة

الكيان الغاصب لا يكف عن قصف المدن اللبنانية هل بدأ الاجتياح البري؟

متابعة – طريق الشعب

خلال الـ 24 ساعة الماضية، استشهد 105 لبناني وأصيب 359 بحسب وزارة الصحة، في اطار حملة الاعتداءات الممنهجة على الشعب اللبناني.

في المقابل، واصل حزب الله مهاجمة مواقع الاحتلال ضمن عملياته العسكرية المتواصلة ردا على عدوان الاحتلال على الأراضي اللبنانية، في حين شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات على مناطق مختلفة.

تحشيد عسكري

نقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل بدأت عمليات صغيرة لقواتها الخاصة في جنوب لبنان استعدادا لهجوم بري محتمل.

في الاثناء، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، امس الاثنين، أن قوات خاصة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت عددا من الأنفاق التابعة لحزب الله على طول الحدود اللبنانية، تمهيدا للعملية البرية المتوقعة هذا الأسبوع.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن القوات الخاصة للاحتلال نفذت غارات سريعة ومحددة ضد أنفاق حزب الله، بهدف جمع معلومات استخباراتية قبيل الهجوم البري الواسع النطاق، والذي قد يحدث هذا الأسبوع.

وقبل ذلك، ذكرت وسائل إعلام متعددة، أن الاحتلال الاسرائيلي، يحشد قواته بالقرب من حدود لبنان، في احتمالية كبيرة لشن غزو بري، وسط ضغط أمريكي لمنع هذه الخطوة.

وأكدت ذلك، هيئة بث الاحتلال، بالقول: إن "الجيش الإسرائيلي يجري استعدادات جدية لعملية برية محدودة في لبنان". مضيفة، أن " "المستوى السياسي يفكر جديا في تنفيذ العملية البرية المحدودة، رغم ممارسة واشنطن ضغطا غير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، لمنع مثل هذه الخطوة".

مستمرون بإسناد غزة

وفي كلمة متلفزة، تحدث نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم، أن "الحزب سيستمر بإسناد قطاع غزة في مواجهة الاحتلال، وسينتخب أمينا عاما جديدا له قريبا، خلفا للراحل حسن نصر الله".

وأكد نعيم مواصلة المقاومة مساندة فلسطين والدفاع عن لبنان، وأن الرد على العدو الاسرائيلي في إطار جبهة الإسناد المعلنة، مشددا على أنهم " يستعدون لمعركة طويلة مع الاحتلال".

قرار مجلس الأمن الدولي

وفي مجرى الحديث عن وقف الحرب، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أن "بلاده مستعدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 وما يقتضيه من إرسال الجيش اللبناني إلى جنوب نهر الليطاني".

في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن "بلاده لن توافق على وقف لإطلاق النار في لبنان إلا في حال تحريك حزب الله اللبناني إلى ما وراء نهر الليطاني بجنوب لبنان ونزع سلاحه".

وذكرت هيئة بث الاحتلال، أن "كاتس وجّه رسائل إلى نظرائه في 25 دولة"، رأى فيها، أن "التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن لبنان هو وحده الذي سيحقق وقف إطلاق النار"، وأنه "ما دام لم يحدث ذلك، ستواصل إسرائيل إجراءاتها لضمان أمن مواطنيها وعودة سكان الشمال إلى ديارهم".

ضمان أمن الاحتلال!

أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى أن الكيان الغاصب لا يريد سوى مواصلة خوض الحروب،

وقال الصفدي خلال مؤتمر صحفي للجنة الوزارية العربية الإسلامية المكلفة بالتحرك الدولي لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة "نحن هنا أعضاء في لجنة عربية إسلامية مفوضة من 57 دولة عربية وإسلامية، وأستطيع أن أقول لكم بشكل لا لبس فيه إننا جميعا على استعداد الآن لضمان أمن إسرائيل في سياق إنهاء إسرائيل للاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة".

وشدد وزير الخارجية الأردني، على أن "إسرائيل تخلق هذا الخطر لأنها ببساطة لا تريد حل الدولتين، وإذا كانت إسرائيل لا تريد حل الدولتين، هل يمكنكم أن تسألوا المسؤولين الإسرائيليين ما نهاية المطاف؟ غير الحروب والحروب والحروب؟".

وتابع قائلا للصحفيين: "هل يمكنكم أن تسألوا الإسرائيليين ما هي روايتهم بخلاف أنهم سيواصلون خوض الحروب وسيقتلون هذا وذاك ويدمرون هذا وذاك؟".

واختتم الوزير الأردني حديثه، بالقول: "في نهاية المطاف هو أننا نريد السلام ووضعنا خطة للسلام، اسألوا أي مسؤول إسرائيلي ما هي خطتهم للسلام؟ لن تحصلوا على شيء لأنهم يفكرون فقط في الخطوة الأولى: سنذهب لتدمير غزة وإشعال الضفة الغربية وتدمير لبنان، وبعد ذلك ليس لديهم خطة".

إحراق الاستيطان

أثارت منظمة Jewish Voice for Peace UMich اليهودية جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد نشرها منشورات صريحة تُظهر انتقادات حادة للاحتلال الاسرائيلي.

وأشارت المنظمة، التي تدعو في الأساس إلى السلام وإنهاء الحرب، في إحدى منشوراتها، إلى أن "الموت لإسرائيل" هو "ضرورة أخلاقية وحل منطقي"، ودعت إلى "إحراق هذا الاستيطان حتى الأساس إلى الأبد".

وأصدرت منشوراً آخراً طالبت فيه بوقف تسليح إسرائيل، موضحةً أن تحقيق ذلك يمكن أن يتم في غضون ساعة واحدة من قبل المسؤولين. هذا الموقف أثار ردود فعل غاضبة من المستوطنين، وانتقد البعض ما وصفوه بأنه موقف غير واقعي ورفض من بعض المؤيدين لفكرة "وقف إطلاق النار" الذي لا يرتبط بوقف تسليح إسرائيل.

وفي منشور جديد أعادت المنظمة تغريدة تتحدث عن تراكم النفايات في غزة كتب فيها "تتراكم جبال من القمامة في مناطق غزة بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع".

"لا خيار أمام العائلات سوى العيش بجوار النفايات المتراكمة، معرضين للروائح الكريهة وخطر الكارثة الصحية الوشيكة، الظروف الصحية والمعيشية في غزة غير إنسانية. أوقفوا إطلاق النار الآن!".

في المقابل، لجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد إلى التوراة لتبرير وتفسير العدوان الذي تشنه إسرائيل على فلسطين ولبنان واليمن، متوعدا بتغيير المعادلات بالمنطقة.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي "كما هو مكتوب في التوراة سألاحق أعدائي وسأقضي عليهم".

وأكد أن تغيير توازن القوى يجلب معه احتمالا بتحالفات جديدة في المنطقة لأن إسرائيل حينئذ تنتصر.

**************************************************

النمسا.. اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات

فيينا- وكالات

حقق اليمين المتطرف فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية في النمسا، الأحد الفائت، بعد خمس سنوات من هزيمته، ولكنه لم يضمن القدرة على الحكم بمفرده.

وحصل حزب الحرية بزعامة هربرت كيكل على 29,1 في المائة من الأصوات، بقفزة قدرها 13 نقطة مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2019، وفق التوقعات بعد فرز أكثر من نصف الأصوات.

وجرى تأسيس هذا الحزب من قبل نازيون سابقون، في سياق صعود الأحزاب المتطرفة في أوروبا، ومع هذا الفوز، لم يضمن كيكل وصوله إلى السلطة أو حتى المشاركة في الحكومة في ظل رفض كل الأحزاب التحالف معه.

وقال كيكل عبر قناة أو آر إف العامة إن "رسالة الناخبين واضحة للغاية"، مضيفا "إننا نتواصل مع جميع الأحزاب"، معربا عن أسفه لأن ناخبيه عوملوا على أنهم "مواطنون من الدرجة الثانية".

في المقابل، أعرب المستشار كارل نيهامر، زعيم الحزب الشعبي المحافظ الحاكم، عن خيبة أمله إثر الهزيمة 26,3 في المائة وقال أمام أنصاره آسفا "لم نتمكن من اللحاق" باليمين المتطرف.

وعلق المحلل السياسي توماس هوفر قائلا "إنه بلا شك زلزال، وموجة صدمة للطبقة السياسية بأكملها" لأن اليمين المتطرف شارك سابقا في الحكم، لكنها المرة الأولى التي يتصدر فيها نتائج الانتخابات.

وكيكل المقرب من بعض الجماعات التي تتعرض لانتقادات كبيرة يدافع عن مشروع نزع الجنسية عن النمساويين من أصول أجنبية. وهو يريد أن يطلق عليه لقب "فولكسكانسلر" (مستشار الشعب) على غرار أدولف هتلر.

******************************************************

النيبال.. 192 قتيلاً نتيجة الفيضانات

كاتماندو- وكالات

أسفرت الفيضانات وانزلاقات التربة التي تسببت بها الأمطار الموسمية في النيبال وخصوصا في العاصمة كاتماندو، عن مقتل 192 شخصا على الأقل وفقد 31 اخرون، وفقا لحصيلة جديدة نشرتها السلطات، أمس الاثنين. وفقاً للمتحدث باسم وزارة الداخلية ريتشي رام تيواري.

وغمرت المياه أجزاء كبيرة من شرق ووسط الدولة الواقعة في جبال هملايا منذ يوم الجمعة، فضلا عن أحياء بأكملها في كاتماندو، مّا تسبّب بأضرار جسيمة للطرق التي تربط العاصمة ببقية البلاد.

وأضاف "أولويتنا، هي عمليات البحث والإنقاذ، بما في ذلك للناس العالقين على الطرق".

من جهته، أفاد المتحدث باسم الشرطة دان باهادور كاركي وكالة فرانس برس، بأنّ 35 ضحية على الأقل دفنوا أحياء في ثلاث مركبات عندما طمر انهيار أرضي طريقا في جنوب كاتماندو. وأشار الجيش النيبالي إلى أنّه نفّذ إلى الآن أكثر من 4 آلاف عملية إجلاء، خصوصا باستخدام مروحيات وزوارق بخارية وقوارب نجاة. غير أنّ شلل شبكة الطرق تسبّب بنقص في الخضار في العاصمة، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

**************************************************

وكالة أممية: اوقفوا الحرب في {غزة} فوراً

متابعة – طريق الشعب

دعت وكالة الأمم المتحدة الأونروا، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، في غزة، واكدت، ان "الظروف الصحية والمعيشية في قطاع غزة غير إنسانية".

وذكرت الوكالة عبر X أن "جبالا من النفايات تتراكم في المناطق الوسطى من غزة بينما تتسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع".

وأضافت: "ليس أمام العائلات أي خيار سوى العيش بجانب هذه النفايات المتراكمة، مما يعرضهم للروائح الكريهة وخطر كارثة صحية وشيكة".

وجددت قوات الاحتلال الصهيوني، اقتحامها عدة مدن وقرى في الضفة الغربية أمس، واعتقلت عدداً من الفلسطينيين، قبل انسحابها، كما وقعت اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في مخيم عسكر للاجئين في المدينة.

وفي مدينة القدس اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم مخيم قلنديا شمال المدينة المحتلة. فيما، خاضت المقاومة الفلسطينية اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بلاطة بنابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة ومخيم عين السلطات بشمال أريحا شرقي الضفة، وذلك وسط اقتحام قوات الاحتلال لبلدات فلسطينية في الضفة خلال مساء السبت وفجر الأحد.

وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات ليلية على قطاع غزة، مما أسفر عن شهداء ومصابين، في حين نسفت قوات الاحتلال مزيدا من المباني السكنية.

*******************************************************

الأوليغارشية العالمية مسؤولة أيضا عن الإبادة الجماعية في غزة أمريكا اللاتينية التقدمية: لهجة حاسمة ضد قوى الرأسمالية العالمية

رشيد غويلب

خلال الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقدت الحكومات التقدمية في أمريكا اللاتينية بشدة عدم فعالية الأمم المتحدة في مواجهة المشاكل العالمية مثل أزمة المناخ، وصعود التطرف اليميني والإبادة الجماعية في غزة، وذلك. وإن حكومات الدول المهيمنة والقوى المالية والعسكرية في العالم مسؤولة عنها.

وقال الرئيس الكولومبي بترو غوستاف في خطابه: "سيداتي وسادتي، رؤساء العالم، في هذه القاعة، تعتمد قدرة أي رئيس على التواصل على مقدار الدولارات التي لديه في ميزانيته، وعلى عدد الطائرات المقاتلة الموجودة تحت تصرفه، وفي نهاية المطاف على قدرة بلاده على تدمير الإنسانية". واشتكى بيترو قائلاً: "نحن نتحدث هنا، لكن لا يتم الاستماع إلينا".

وتحدث الرئيس التشيلي غابرييل بوريك والرئيس الغواتيمالي برناردو أريفالو، ووزير الخارجية البوليفي لصالح إضفاء الطابع الديمقراطي على الأمم المتحدة.

كلمة الافتتاح

في كلمة الافتتاح، انتقد الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أيضاً "التأثير المحدود" للأمم المتحدة. وتعكس أجندة الأمم المتحدة المستقبلية التي أقرت الآن هذه "المفارقة": "إننا نقضي وقتاً طويلاً في الحديث عن اتفاقيات محتملة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائج غير كافية".

وأعرب لولا عن أسفه لأن "الربع الأول من القرن الحادي والعشرين يقترب من نهايته والأمم المتحدة تعاني بشكل متزايد من الشلل". ولا تزال المنظمة تتصرف وفق "ذكريات غير مقبولة لممارسات تسلط للماضي الاستعماري". ويتجلى ذلك، على سبيل المثال، في عدم تمثيل أمريكا اللاتينية وأفريقيا في مجلس الأمن.

إدانة الإبادة الجماعية

أكد الرئيس الكولومبي إن الوزن المنخفض لدول الجنوب في الأمم المتحدة يظهر، على سبيل المثال، في ملف الإبادة الجماعية في فلسطين. إن الأقلية من الرؤساء الذين يستطيعون وقف القصف لا يفعلون ذلك، على الرغم من أن أغلبية قادة الحكومات صوتوا لصالح ذلك. وأعرب لولا ورئيسة هندوراس زويومارا كاسترو عن قلقهما إزاء التوسع "الخطير" في "واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في التاريخ" في غزة والضفة الغربية ولبنان. وقالت كاسترو: “يجب ألا يصبح لبنان غزة أخرى”. وأشار لولا إلى أن ما بدأ في 7 تشرين الأول "أصبح عقابا جماعيا للشعب الفلسطيني بأكمله". لقد تحول "الحق في الدفاع" إلى "الحق في الانتقام". وأن الإنفاق العسكري العالمي استمر في الارتفاع إلى 2.4 تريليون دولار هذا العام، مع استثمار أكثر من 90 مليار دولار في التسلح النووي بدلاً من مكافحة الجوع وتغير المناخ.

وذكر لولا بـ "الصراعات المنسية" في السودان واليمن. كما أعرب عن أسفه لعدم وجود أي احتمال للسلام في أوكرانيا، على الرغم من عدم تمكن أي من الطرفين من الانتصار في الحرب.

وانتقد بوريك وجود "معايير مزدوجة" في المجتمع الدولي فيما يتعلق بأوكرانيا وفلسطين. "أنا أرفض الاختيار بين إرهاب حماس أو المجازر وسلوك الإبادة الجماعية الذي ترتكبه إسرائيل نتنياهو".

وبهذا المعنى، يرى رئيس غواتيمالا أريفالو أيضاً أنه لا ينبغي لأي دولة عضو أن تنتهك ميثاق الأمم المتحدة: "لا في أوكرانيا، ولا في غزة، ولا في السودان ولا في أي مكان آخر".

عدوانية

ففي نهاية المطاف، يقف أثرياء العالم وراء تقاعس الحكومات المهيمنة، كما يقول الرئيس الكولومبي: "إن الأوليغارشية العالمية تسمح بإلقاء القنابل على النساء والمسنين والأطفال في غزة". وهذا له معنى رمزي: يجب على "أغنى واحد في المائة من البشرية" أن "يُظهروا للـ 99 في المائة المتبقية قوتهم التدميرية حتى يتمكنوا من الاستمرار في ممارسة السلطة في العالم واكتساب ومراكمة المزيد والمزيد من الثروة".

وأضاف، إنها "أغنى نسبة من البشرية" التي ليس لديها مصلحة في "اقتصاد خال من الكربون" لأن النفط والفحم هما مصدر ثروتها. وأن: "السياسيون، بما في ذلك أقوى الرؤساء في العالم، يطيعونها ببساطة".

وترى كاسترو أيضًا أن "الرأسمالية العالمية هي أكبر مدمر للموارد الطبيعية" لأن "تراكم الأرباح يوضع فوق مصالح البشرية".

ديمقراطية

ويرى لولا أن الديمقراطية تمر، منذ الحرب العالمية الثانية، بأشد لحظاتها أهمية. وأن الديمقراطية الليبرالية غير كافية وقد خيبت آمال الملايين. وشدد لولا على أن النموذج الذي "يخدم الشركات الكبرى ويترك العمال لمصيرهم" ويفضل الرجال البيض على النساء السود ليس ديمقراطيا.

وحذر لولا من أن الوفرة لصالح الأقلية والجوع للأكثرية سيكونان مقدمة للشمولية في القرن الحادي والعشرين. وحذر ممثلو الحكومات التقدمية من صعود قوى اليمين المتطرف في جميع القارات. وقال الرئيس الكولومبي إن "السيطرة على البشرية بواسطة البربرية "، كما تمارس في غزة ولبنان، تسهل هذا الصعود.

وتضمنت مقترحات الحكومات التقدمية لإضفاء الديمقراطية على التعاون في المجتمع الدولي، التغيير البنيوي في الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، وزيادة الضرائب على الأثرياء، وإعادة هيكلة البنوك المالية متعددة الأطراف، بالإضافة إلى توسيع تمثيل جنوب العالم.

من جانبه، تحدث بيترو عن تعزيز وربط الشعوب من الأسفل. إن الكفاح من أجل الحياة على الأرض يحتاج إلى "ثورة عالمية". إنها "ساعة الشعوب". ونظراً لعدم كفاءة الحكومات، فقد "حان الوقت لوضع حل المشاكل الكبرى التي تواجهها البشرية في أيدي الناس أنفسهم".

****************************************************

الصفحة السادسة

خمس سنوات على انتفاضة تشرين العفو الدولية تسلط الضوء على وعود السلطات المنكوثة: نحملهم مسؤولية دماء الشباب المنتفضين

بغداد ـ طريق الشعب

قالت منظمة العفو الدولية امس إن الحكومات العراقية المتعاقبة تقاعست عن ضمان تحقيق العدالة، والكشف عن الحقيقة، وتقديم التعويضات بشأن حملة القمع المميتة التي استهدفت تظاهرات تشرين عام 2019، وأسفرت عن مقتل واختفاء المئات من المتظاهرين وإصابة آلاف آخرين بجروح. جاء ذلك في تقرير جديد أصدرته المنظمة قبيل حلول الذكرى السنوية الخامسة للتظاهرات التي اندلعت في طول البلاد وعرضها، وشارك فيها مئات الآلاف من العراقيين مطالبين بإصلاحات اقتصادية، ووضع حد للفساد المستشري في البلاد.

اهمال وافلات من العقاب

ويسلط التقرير الموجز الجديد بعنوان: “نحن نحملهم المسؤولية عن دماء شبابنا” الضوء على سلسلة الوعود المنكوثة التي قطعتها السلطات العراقية مرارًا وتكرارًا لضحايا قمعها لتظاهرات تشرين الأول عام 2019. ويكشف التقرير النقاب عن نمط يبعث على القلق البالغ من الإهمال والإفلات من العقاب، حيث لا تبذل السلطات سوى محاولات هزيلة لتحقيق العدالة بصورة مجدية بالقياس إلى نطاق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والجرائم المنصوص عليها في القانون الدولي التي ارتُكبت أثناء المظاهرات التي شهدتها البلاد في تشرين الأول 2019، وفي أعقابها، بما في ذلك الاستخدام المفرط وغير المشروع للقوة المميتة من جانب شرطة مكافحة الشغب، وقوات مكافحة الإرهاب، وأفراد فصائل الحشد الشعبي.

وقالت آية مجذوب، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: “إن الذكرى السنوية الخامسة لتظاهرات تشرين التي عمت أنحاء البلاد هي تذكير صارخ باستمرار مناخ الإفلات المستحكم من العقاب، والمصحوب بافتقار السلطات العراقية للإرادة السياسية لتحقيق العدالة والكشف عن الحقيقة، وتقديم التعويضات للضحايا والناجين وذويهم عما ارتكبته قوات الأمن والميليشيات التابعة لها من جرائم يشملها القانون الدولي، وغيرها من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أثناء التظاهرات وفي أعقابها”.

ضمان الحماية

وأضافت آية مجذوب قائلةً: “يجب على السلطات العراقية اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة وشفافة، تشمل من خططوا أو أمروا بارتكاب الجرائم منذ عام 2019 بحق المتظاهرين، والنشطاء، وعائلاتهم، فضلًا عن ضمان الحماية للشهود والعائلات التي تناضل من أجل تحقيق العدالة. ويتعين على السلطات إنشاء قاعدة بيانات وطنية لتقديم بيانات موثوقة عن هوية المختفين، وفقًا لتوصيات لجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري، والتحقق من أن مشروع القانون المعني بحالات الاختفاء القسري، الماثل حاليًا أمام مجلس النواب، يتوافق مع القانون الدولي والمعايير الدولية. ويجب على أعضاء المجتمع الدولي أيضًا السعي لإجراء تحقيقات جنائية بشأن الجرائم التي ارتكبتها السلطات العراقية عملًا بمبدأ الولاية القضائية العالمية”. ومن بين التحقيقات الجنائية التي شرعت فيها السلطات، والبالغ عددها 2,700، لم يصدر سوى 10 أوامر قضائية بالقبض على الجناة المشتبه فيهم، ولم يصدر سوى سبعة أحكام بالإدانة، وفقًا لتحليل منظمة العفو الدولية للمعلومات المستقاة من المحاكم العراقية التي تلقتها المنظمة من مجلس القضاء الأعلى في أغسطس/آب 2024. وقد فحصت منظمة العفو الدولية ست قضايا بارزة ذات صلة بانتهاكات تشرين، تسلط الضوء على العيوب الخطيرة للنظام القضائي، والتدخل السياسي في أعمال القضاء، والافتقار إلى الإرادة لمساءلة الأفراد ذوي النفوذ في قوات الأمن، وما يكتنف الإجراءات القضائية من غياب تام للشفافية. كما تظهر هذه القضايا المخاطر الشديدة التي تتربص بالشهود وذوي الضحايا الذين يسعون لتحقيق العدالة.

إن الذكرى السنوية الخامسة لتظاهرات تشرين التي عمت أنحاء البلاد هي تذكير صارخ باستمرار مناخ الإفلات المستحكم من العقاب، والمصحوب بافتقار السلطات العراقية للإرادة السياسية لتحقيق العدالة والكشف عن الحقيقة، وتقديم التعويضات.

حملة ترهيب

وكانت حملة القمع العنيف للمظاهرات، التي دأبت منظمة العفو الدولية على توثيقها، مصحوبة بحملة من الترهيب، والاختطاف، والقتل تستهدف الأفراد البارزين في حركة الاحتجاج أو من يسعون لتحقيق العدالة بشأن الانتهاكات المرتكبة.

وبدلًا من بذل جهود حقيقية للتفاعل مع المجتمع المدني بشأن الإصلاحات، وتحقيق المساءلة، ومنع وقوع الانتهاكات في المستقبل، فقد عمدت الحكومة إلى اتخاذ تدابير جديدة من شأنها أن تزيد من تقليص حيز المجتمع المدني. ففي 9 مايو/أيار 2023، طرح بعض أعضاء مجلس النواب مجددًا مشروع قانون مقترح لتنظيم حرية التعبير والتجمع السلمي لمناقشته في المجلس؛ وإذا تم تمرير هذا المشروع، فمن شأنه أن يقلص الحق في حرية التعبير إلى حد بعيد، وأن يمنح الحكومة، في الواقع الفعلي، سلطات غير مقيدة لحظر كافة أشكال الاحتجاج. وفي وقت كتابة التقرير، كان مجلس النواب العراقي يناقش مشروع قانون بشأن المنظمات غير الحكومية. وأعرب زعماء المجتمع المدني الذين اطلعوا على مسودات مسربة من مشروع القانون خلال عام 2024 عن قلقهم البالغ بشأن ما يتضمنه من أحكام تسمح للسلطات بحل المنظمات غير الحكومية بدون أمر قضائي. وقال بعض العاملين في منظمات المجتمع المدني لمنظمة العفو الدولية إن الدافع وراء هذه القيود هو “الخوف من اندلاع تشرين أخرى”، وتنفيذ تدابير للحيلولة دون اندلاع انتفاضات أخرى في المستقبل، وخنق المعارضة، بدلًا من معالجة المظالم المشروعة التي دفعت العراقيين للتظاهر في الشوارع عام 2019.

ومن أجل إعداد هذا التقرير، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 56 فردًا، من بينهم ناجون، وشهود، وذوي قتلى، فضلًا عن مدافعين عن حقوق الإنسان، ومحامين، وعاملين في منظمات المجتمع المدني. كما قدمت المنظمة طلبات للحصول على معلومات من الحكومة العراقية، واطلعت على مستندات قضائية، وتقارير طبية، وتقارير إعلامية، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بحوادث معينة.

الفشل في تحقيق المساءلة

على مدى السنوات الخمس الماضية، أنشأت السلطات العراقية العديد من اللجان للتحقيق في أعمال قتل المتظاهرين والنشطاء، والشروع في قتلهم، واختفائهم، وإصاباتهم. غير أن نتائج هذه اللجان، وأعضاءها، وميزانياتها، ونطاق عملها لا يزال يكتنفها ستار من السرية. وبعد أشهر قليلة من توليه منصبه في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أصدر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تعليمات للجنة تقصي الحقائق، التي شكلها رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي، بتسريع وتيرة عملها، واعدًا بالإعلان عن نتائج تحقيقات اللجنة في مؤتمر علني. وحتى اليوم، لم يتحقق شيء من هذا.

وردد تسعة على الأقل من الأفراد الذين أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات معهم بصورة عفوية عبارة صارت شائعة على الألسنة عند وصف مثل هذه اللجان: “إذا أردت أن تقتل قضية ما، شكِّل لجنة”.

وقالت امرأة ممن شاركن في المظاهرات في بغداد: “نحن نحملهم [السلطات] المسؤولية عن دماء شبابنا التي سفكت، عن الدماء التي أريقت في هذه الشوارع. ولكن الحكومة لا تبالي”.

حالة من الخوف

وقد اضطرت الكثير من عائلات الضحايا لالتزام الصمت أو الانتقال إلى مواطن أخرى بعد تعرضهم للترهيب وأعمال الانتقام بسبب تحدثهم علنًا عما حدث لذويهم، في ظل تقاعس السلطات عن حمايتهم. وفي إحدى الحالات، قُتل أقارب القتلى أو المختفين هم أنفسهم لا لشيء سوى مطالبتهم بالعدالة، والتصريح بأسماء الأفراد المشتبه في مسؤوليتهم الجنائية.

وفي حالة أخرى، اختطفت جماعة من المسلحين سجاد العراقي، وهو من النشطاء البارزين في المجتمع المدني، ومن الشخصيات المؤثرة في تظاهرات تشرين؛ أثناء وجوده في محافظة ذي قار في سبتمبر/أيلول 2020. وحاول أفراد أسرته الحصول على معلومات من السلطات عن مكان احتجازه، ولكنهم لم يتلقوا أي ردود جوهرية. وتعرضوا للعديد من التهديدات بعد رفعهم دعوى قضائية ضد الجناة المشتبه فيهم.

وقال أحد الأقارب لمنظمة العفو الدولية: “قضية سجاد هي أخطر القضايا لأن المتهمين معروفون، وأسماءهم معروفة… يريدون أن نتنازل عن القضية”.

وأصدرت محكمة استئناف أمرًا بالقبض على شخصين بتهمة اختطافه، وحكم عليهما بالإعدام غيابيًا في وقت لاحق، ولكن حتى اليوم لم يُقبض على أي منهما، ولا يزال مصير سجاد العراقي ومكان احتجازه طي المجهول.

تعويضات عن الإصابات

تلقت 504 عائلات على الأقل تعويضات عن مقتل أحبائها أثناء تظاهرات تشرين، وفقًا لما جاء في رسالة تلقتها منظمة العفو الدولية من مكتب رئيس الوزراء العراقي في 2 نيسان 2023، بعد أن أقرت الحكومة بأنهم “شهداء” مما يمنحهم الحق في الحصول على تعويض مالي يدفع مرة واحدة من مؤسسة الشهداء.

ولكن لا يزال الأشخاص الذين أصيبوا بجروح أو إعاقات أثناء المظاهرات يواجهون عقبات تحول دون حصولهم على مثل هذه التعويضات.

وقال بعض المتظاهرين، الذين أصيبوا بجروح أو إعاقات أثناء المظاهرات، إن المباني الحكومية التي يتعين عليهم التوجه إليها لطلب التعويضات يصعب الوصول إليها مما يثنيهم عن ذلك، وإن الإجراءات مطولة وشاقة تقتضي التردد على خمس جهات حكومية، على الأقل.

ومن أهم العقبات البيروقراطية التي أشار إليها المتظاهرون إلزام المصابين بتقديم تقرير من المستشفى يعود إلى تاريخ وقوع الإصابة أول الأمر للتقدم بطلب الحصول على تعويض. وقال بعض المتظاهرين إنهم أحجموا عن السعي للحصول على العلاج الطبي وقت وقوع الإصابة خشية أن تعتقلهم قوات الأمن. وقد وثقت منظمة العفو الدولية حالات القبض على المصابين، أو محاولة القبض عليهم، في المستشفيات وسيارات الإسعاف عام 2019، مما دفع الكثيرين منهم إلى الفرار بإصاباتهم بدلًا من السعي للحصول على العلاج الطبي.

*************************************************

في ذكرى انتفاضة تشرين المجيدة

كندا ــ مديح الصادق    

عندما انطلقت شرارة انتفاضة تشرين الأول من عام 2019، فإنَّها لم تكن وليدة لحظة قيامها؛ بل جاءت نتيجة تراكم الغضب الجماهيري على نظام المحاصصة الطائفية والإثنية البغيض، الذي جاء به المُحتلّ الأمريكي، وتمادي الأحزاب الحاكمة في نهب الثروات، وإشاعة الجهل والخراب، والاقتتال الطائفي، وتغلغل النفوذ الأجنبي في كل مفاصل الدولة، فكانت الحلقة التالية في سلسلة الانتفاضات والاحتجاجات التي سبقتها، في الشوارع والساحات، حتى داخل قبة البرلمان.

لقد هزَّت الانتفاضة كيان كلّ العراقيين الشرفاء، داخل الوطن وخارجه، وهبَّ في صفوفها الشباب من كلا الجنسين، يساندهم كبار السنّ، والأطفال، طلاباً، عمالاً، فلاحين، وكسبة، وموظفين، بكلِّ ما لديهم من إمكانات، وقد تحدّوا قنَّاصة "الطرف الثالث"، وقدموا الشهداء والجرحى والمُغيَّبين، وأسقطت الانتفاضة حكومة عادل عبد المهدي، لأول مرة في تاريخ العراق الحديث؛ فكان لأهلنا الأصلاء في كندا نصيب من هذا الدعم، وقد اهتزّت ضمائرهم، وكان الدم فيهم يغلي في العروق؛ فتناخوا لنصرة الثوار على أرض الوطن العزيز، ووُجّهت الدعوة للناشطين البارزين، والجمعيات الفاعلة، لعقد اجتماع طارئ تمخَّض عن تشكيل مجموعة (ناشطون عراقيون في كندا)، ضمَّت المنظمات التالية:

(تيار الديمقراطيين العراقيين في كندا، الشيوعيون العراقيون في كندا، رابطة الأنصار الشيوعيين فرع كندا وتوابعها،  المركز العراقي الكندي لحقوق الإنسان، الحركة الديمقراطية الآشورية، الجمعية المندائية الكندية، رابطة الفنانين والأدباء العراقيين في كندا، ملتقى العراق في مونتريال، المسرح العربي الكندي، الجمعية الآشورية الخيرية، جمعية (مار أوراها الكلدانية)، منظمة (اعتمد علينا الإنسانية).

الأعضاء البارزون في المجموعة:

(نوال يوسف، ماجدة الجبوري، بثينة رهيف، أميرة شموئيل ، أمل حبيب، نداوي سعد، باسل نجم، سهاد بابان، فلاح حافظ، سعد كاظم، إبراهيم برخو، علي فارس، كريم شعلان، فادي آدمز، علي خلف، مديح الصادق).

لقد ساهمت المجموعة، وبناء على ما توفر لديها من إمكانات، بتقديم الدعم المعنوي والمادي لثوار الانتفاضة، وفيما يلي أهم تلك الفعاليات:

- إقامة التجمعات الجماهيرية في المدن الكندية، تورونتو، ومونتريال، وأوتاوا، ولندن أونتاريو، ووندزر، ومدن أخرى، انضم إليها جمهور واسع من الجالية العراقية والعربية والجاليات المساندة الأخرى على الساحة الكندية، وقد رفعت فيها شعارات وألقيت كلمات تساند الانتفاضة، وتشجب ما تتعرض له من عنف وتشويه.

التغطية الإعلامية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وموقع المجموعة على الفيس بوك، والصحف، ومنها طريق الشعب.

- جمع التبرعات النقدية وإيصالها للموثوق بهم من لجان التنسيق في بغداد.

إيصال حقائق ما يجري في العراق من جرائم طالت المنتفضين من قبل أجهزة السلطة وميليشيات الأحزاب الحاكمة؛ للمنظمات العالمية.

إيصال رسالة مباشرة لرئيس الوزراء الكندي تضمنت تفاصيل ما يتعرض له المطالبون بأبسط حقوق الإنسان في العراق، وطلباً من الحكومة الكندية لاتخاذ موقف مساند لهم.

- تمت استضافة السفير الكندي في بغداد والتباحث معه حول موقف الحكومة الكندية من دعم الانتفاضة من خلال إسعاف المصابين وعلاجهم.

- إرسال وفد إلى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك بأمريكا لإيصال رسالة مفصلة عمّا يواجه المنتفضين، ومقابلة السفير الكندي لدى الأمم المتحدة، وإجراء لقاء صحفي في مبنى الأمم المتحدة.

- إقامة الأمسيات والندوات الحوارية على أرض الواقع، واستضافة الناشطين من الوطن على موقع الزووم.

- إدامة الصلة بالداخل العراقي والتفاعل مع كل الأحداث التي تجري هناك، وإصدار البيانات والحملات التي تناسب كل حالة.

- سافر بعض أعضاء المجموعة وشاركوا في ساحات الاحتجاج في بغداد وبعض المحافظات العراقية.

- المجموعة مستمرة في متابعة ما يجري في العراق من أحداث، ورصد كل الخروقات الأمنية والاقتصادية، وتسليط الأضواء على الواقع التربوي التعليمي، والصحي، وحالات الفساد المالي والإداري، ودعم الاحتجاجات التي ينظمها الخريجون والعاطلون عن العمل، أو المطالبون بتحسين الخدمات، وتنظيم حملة إعلامية لرفض مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بكل الوسائل المتاحة.

الانتفاضة مستمرة، رغم أنوف الفاسدين والمرتشين والفاشلين.

************************************************

الصفحة السابعة

تعهد رئيس الحكومة بكشف قتلة المنتفضين دار عليه الحَوْل آباء شهداء تشرين: لن ننسى مطالب أبنائنا

بغداد ـ طريق الشعب

مع حلول الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين، لا تزال عوائل الشهداء الذين قدموا أرواحهم من اجل تحقيق العيش الكريم والعدالة الاجتماعية لأبناء الشعب، تطالب بمحاسبة قتلة أبنائها وتقديمهم للعدالة، وسط تجاهل وتسويف ملحوظين من قبل الجهات المعنية.

وكان رئيس الحكومة محمد شياع السوداني تعهد بكشف نتائج التحقيقات حول المسؤول عن قتل المتظاهرين في انتفاضة تشرين 2019، قبل نهاية العام 2023، لكن يبدو أن ثقل الملف وتعقيداته وضعته في خانة التسويف.

نجدد العهد لشهدائنا

حسن الشمري، والد الشهيد صلاح العراقي، يقول إن "عوائل الشهداء قدمت الغالي والنفيس فداءً للوطن وللقضية الحقة، لكن لم يتم إنصافهم، فلم يحاسب القتلة على جرائمهم برغم مرور خمس سنوات".

ويضيف الشمري في حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "الجرح لا يزال نازفًا ويتجدد مع كل ذكرى، خصوصًا أن القتلة لا يزالون طلقاء، ولم تصِبهم يد العدالة". ويستذكر الشمري رمزية الأول من تشرين لعوائل الشهداء، حيث تتجدد فيه مطالبهم بمحاسبة قتلة أبنائهم.

ويؤكد بالقول: "نجدد العهد لأبنائنا الشهداء بالاستمرار على دربهم"، مشيرا الى ان "القوى المتنفذة تتستر على القتلة، ولا نعوّل على تلك الجهات في تحقيق أية نتائج في هذا الملف".

وحول ابنه الشهيد صلاح، يوضح الشمري: "كان شابًا بسيطًا متزوجًا، يكافح من أجل قوت يومه، لكنه كان يحمل طموحًا بأن تتغير الأحوال إلى الأفضل. خرج مع رفاقه بعد أن أدركوا بؤس الأوضاع، واستشهد برصاصة غدر، تاركًا وراءه زوجة وأربعة أطفال".

ويتساءل الشمري في ختام حديثه: أين وعود السوداني بكشف نتائج التحقيق بقتلة متظاهرين تشرين؟

مسؤولية الجميع

مثل صلاح، هناك الكثير من الشهداء الذين اغتيلت أحلامهم. يوسف خماس، والد الشهيد مؤمل، يصف ولده بأنه "شاب مؤدب وخلوق، محبوب من الجميع، وشغوف بلعب كرة القدم".

يروي خماس لـ"طريق الشعب"، قصة الاستشهاد قائلا: أن مؤمل "ذهب إلى ساحة التحرير خفية دون علمي، وحين اكتشفت طلبت منه عدم الذهاب خوفًا على حياته. لكنه فاجأني بردوده التي أكدت ضرورة الحضور والمشاركة في مواجهة الظلم والفساد، ومن أجل تأمين حياة أفضل للأجيال القادمة".

ويضيف خماس، أنه لم يمض وقت طويل حتى أصيب مؤمل في 23 نوفمبر 2019 برصاصة في رأسه. واستشهد بعد عدة أيام متأثرًا بجراحه: "كلمات مؤمل لا تزال تتردد في ذاكرتي، وتزيد من شعوري بالمسؤولية".

يقول خماس: "الأول من تشرين له رمزية خاصة بالنسبة لنا، مرتبط بأولادنا وسيبقى عالقًا في أذهاننا إلى الأبد".

شاب طموح قتلته الرصاصات

محمد ستار، والد الشهيد مصطفى، يتحدث عن ولده الذي كان "طالبًا جامعيًا في المرحلة الأخيرة، وكان يحلم بالعيش بكرامة واستقرار". لكنّه أشار إلى أن "مصطفى اغتالت أحلامه رصاصة قناص في ساحة التحرير".

يقول ستار في حديث لـ"طريق الشعب": إنّ "الشباب من جيل التسعينيات عانوا أسوأ الظروف، نتيجة لفشل القوى السياسية في خلق مستقبل واضح لهم"، مضيفا أن "سلوك السلطة غير المسؤول واستهتارها بمعاناة الشباب أوصلتهم إلى مرحلة لم يعودوا قادرين فيها على الصبر. لذا اندفع الشباب إلى ساحات الاحتجاج بشجاعة واستبسال، مقدمين أرواحهم في سبيل انتزاع حقوقهم".

ويضيف أن "تراكم الاحتجاجات وتفاقم الأزمات زاد من وعي الشباب بحقوقهم، وأدركوا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ما ميزهم وجعل انتفاضتهم لحظة فارقة".

استمرار التجاهل والتسويف

ستار انتقد "تسويف وتجاهل المنظومة السياسية لمطالب الانتفاضة وعوائل الشهداء"، مشيرًا إلى أن "السلاح المنفلت والفساد المستشري يزيدان من تغول السلطة على رقاب الناس".

وقال إن "عوائل الشهداء لن ينسوا مطالبهم، وعلى رأسها محاكمة القتلة والمجرمين وإنصاف ضحايا الإرهاب"، مضيفا ان رئيس الوزراء وعد بكشف نتائج التحقيق في انتهاكات الانتفاضة، قبل نهاية العام الماضي، لكنه وبعد مرور قرابة عامين لا يزال الملف طي الكتمان.

العدالة المؤجلة

ومع استمرار نفوذ المتورطين في قتل شباب الانتفاضة، تبقى مطالب عوائل الشهداء معلقة في ظل غياب العدالة. ورغم الإصرار على محاسبة القتلة، يظل التسويف والتجاهل هما السمة الغالبة على تعامل السلطات مع هذه القضية، ما يزيد من معاناة العوائل التي فقدت أبناءها في سبيل الوطن.

وفي الذكرى الخامسة لانتفاضة تشرين، تتجدد المطالب بتحقيق العدالة للشهداء، وسط استمرار الاحتجاجات والمطالبة الشعبية بالتغيير، فهل ستستجيب السلطات أخيرًا؟ أم أن العدالة ستظل مؤجلة إلى إشعار آخر؟

******************************************************************

من شهداء انتفاضة تشرين.. شهداء الحزب الشيوعي العراقي.. اياد عباس يطلب وطناً

يليق بشعبه

أرتقى رفيقنا اياد عباس علي سلّم المجد شهيدا بعد أن توفي متأثرا بالغاز السام الذي استخدمته الحكومة تجاه المتظاهرين السلميين يوم الأربعاء 2 تشرين الاول 2019، أثناء مشاركته في تظاهرات ساحة التحرير.

وكان رفيقنا اياد من سكنة بغداد وهو أب لعائلها كبيرة فيها 5 بنات. يحمل شهادة الماجستير في الإعلام، وأبقاه نظام المحاصصة، مثل الالاف غيره من حملة الشهادات العليا بلا فرصة عمل تليق به وبشهادته، وعضو الحزب الشيوعي العراقي. لم يطلب اياد سوى وطنا يليق بشعبه، ووقف أعزلا مع اخوته المتظاهرين أمام القمع الشرس وعمليات القتل المنظمة التي مورست بحق المنتفضين.

حيدر القبطان شهيد ساحة التظاهر في بابل

استشهد الرفيق حيدر عبدالكاظم العيفاري (حيدر القبطان) يوم الجمعة 25 تشرين الأول 2019 وهو منغمر في إخلاء اخوته المتظاهرين المختنقين بالغازات المسيلة للدموع في تظاهرات الحلة.

تميّز الرفيق الشهيد بالجرأة والاقدام، وبالحرص الشديد على سلمية التظاهر. وقبل يوم من استشهاده نشر في الفيس بوك “بوست” ضّمنه وصايا للمتظاهرين جاءت على النحو التالي:

التظاهرات تبدأ غداً في تمام الثانية ظهرا وتمتد من جسر الهنود التقاءً بمتظاهري الطيارة و٦٠ وحتى المجلس.

متفقون، سلمية ونرفض التعدي على اي متظاهر.

رفع العلم العراقي والشعارات الوطنية ذات المصلحة العامة.

كل دوائر الدولة والمحال التجارية والشركات والمصارف هي في مرمى حماية المتظاهرين وسنتصدى لمن يحاول التعدي عليها بقوة.

حماية النساء المشاركات في ثورة يوم غد من واجب الشباب المتظاهرين.

فسح الطريق للحالات الحرجة والمرضى وحالات الولادة الطارئة وتسهيل وصولها الى المشفى.

التعاون مع المسعفين الموجودين في الساحة والانصياع لتعليماتهم الطبية في حال وجود اصابات.

عدم المساس بأي مكون او طائفة او رمز ديني من شأنه تمزيق لحمة المتظاهرين.

عدم استلام اي بيان او توجيهات من جهة غير معروفة.

عدم التصادم مع افراد الشرطة والقوات الامنية.

شعاراتنا واهدافنا ومطالبنا واضحة ورفعت الى الجهات الحكومية في ثورة ١ اكتوبر.

المتظاهرون اخوة وسند لبعضهم البعض ولا نسمح لأي شخص تشتيت وحدة الصف العراقي.

الثورة قائمة حتى تحقيق مطالب الشعب

عدم التنكيل بأي شخص لا يخرج للتظاهر، فلربما هو متظاهر في مكان اخر او في واجب رسمي.

نطلب من كوادرنا الطبية بذل اقصى جهدهم في هذا اليوم التاريخي الذي سيسجل مواقفهم البطولية وهم يؤدون عملهم بتفان واخلاص.

إن مت من اجلك يا وطني ارجوك ان تعتني بذريتي... علي اللامي.. شاعر في الانتفاضة

الشهيد الشيوعي، الشاعر علي نجم اللامي، ولد ببغداد عام ١٩٦٩ قبل أن تنتقل عائلته إلى واسط التي أكمل فيها دراسته المتوسطة والاعدادية وتم تعيين الشهيد، آنذاك، في معمل نسيج الكوت وانتقل لاحقا الى معمل نسيج الكاظمية ليكون قريبا من شارع المتنبي ومقاهي الشعر والادب (مقهى حسن عجمي والشابندر والزهاوي).  وخلال قرب الشهيد اللامي من التجمعات الأدبية والثقافية، بدأت تجربته الشعرية تختمر، ليكتب اولى قصائده (الى عبد الامير جرص) المنشورة في مجموعته الشعرية الاولى (ليست نبوءة) والتي يروي لنا الشهيد إن الراحل عبد الامير اجهش بالبكاء عند سماعه لها. وكابد الشهيد مرارة النظام البعثي الدكتاتوري، ومن بعده نظام المحاصصة الطائفية، لموقفه الثابت واصراره على بناء الدولة المدنية الديمقراطية

وعندما انطلقت انتفاضة الشعب، رابط اللامي، كرفاقه، في ساحة التحرير مع بقية المنتفضين، وعندما كان يذهب في استراحة سريعة لعائلته في واسط، كان أيضا يلتحق هناك بخيام المعتصمين وعبّر الشهيد عن ذلك قائلا: “صرنه مثل السمچ ما يرهم بدون المي”

وأخفى الشهيد عن أهله ورفاقه كل محاولات التهديد التي تلقاها بشأن موقفه الداعم للانتفاضة، وقال في أحدى عباراته الشهيرة: “قسما ببغداد، ما نرجع للبيوت الا بتابوت”، وحدث ذلك فعلا بعد ان طالته ايادي الغدر واغتالته ليلة ١٠/١٢/٢٠١٩ في منطقة الشعب وهو عائد من ساحة التحرير، ليشهد استشهاده تنديدا جماهيريا واسعا داخل العراق وخارجه علي اللامي وهو أبن الخمسين عاما، كان عضوا في اللجنة الفكرية والثقافية في لجنة واسط المحلية للحزب، وهو أيضا عضو المؤتمر الوطني التاسع للحزب، وعضو اتحاد الادباء والكتّاب في واسط، وشاعر معروف بكتاباته المناصرة للشعب والكادحين ويمتلك سمعة محترمه بين الاوساط الثقافية والاجتماعية.  نعاه اتحاد الادباء والكتّاب في بغداد، وقام مؤخرا بطباعة مجموعة شعريه له تحت عنوان (خلف الضجيج وطن) ووزعها على الكثيرين بضمنهم المرابطين في خيام الاعتصام.

سلام العامود..  تبرع بالدم واستشهد

عندما توجه رفيقنا سلام الشمري الى مصرف الدم للتبرع الى الجرحى الذين غدروا في مجزرة جسر الزيتون، يوم 28/11/2019، واثناء عودته الى ساحة الحبوبي وتحديدا امام اعدادية الجمهورية وصلت سيارة سلفادور حديثة توقفت في تقاطع البهو واخذت باطلاق النار صوب المارة وسقط عدد كبير من الشهداء والجرحى ولاذت السيارة بالفرار.

اصيب الشهيد سلام في رصاصة اخترقت جانبه الايسر لتخرج من قلبه وكان معه احد رفاق الحزب ونسيبه احمد علي التميمي الذي روى تفاصيل الحادث ونجا الاخير باعجوبة. وتولد الشهيد سلام في محافظة ذي قار عام 1970، وكان يعمل سائق تكسي.

فهد العلياوي.. يحمل مؤونة المنتفضين

استشهد رفيقنا فهد العلياوي بحدود الساعة الرابعة عصراً  24/1/2020،  على سريع محمد القاسم، عندما اطلقت قوات الامن الرصاص على مجموعة كبيرة من المتظاهرين الذين قرروا قطع الخط السريعة في محاولة تصعيدية منهم بعدما حاولت الحكومة السابقة الالتفاف على مطالب المحتجين.  وكان الرفيق الشهيد يحمل مؤونة غذائية لرفاقه واخوته المتظاهرين على الطريق المذكور، حين اصابه الرصاص الغادر وأسقطه ارضا، لينزف غزيرا ويسلم الروح خلال وقت قصير.

وكان الشهيد فهد من مواليد عام ١٩٩٧، من سكان منطقة الزعفرانية في بغداد، قد تخرج للتو من الصف السادس الإعدادي، ولاعب كرة قدم، ويعمل أيضا كسائق لإعالة عائلته.

*************************************************

 

الصفحة التاسعة

كاساس يعلن قائمة المنتخب الوطني لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن مدرب المنتخب الوطني، خيسوس كاساس، عن قائمة اللاعبين المستدعين لمواجهتي فلسطين وكوريا الجنوبية ضمن التصفيات المؤهلة لمونديال 2026. وضمت القائمة 26 لاعباً، وهم: جلال حسن، فهد طالب، حسين حسن، مناف يونس، زيد تحسين، ريبين سولاقا، سعد ناطق، حسين علي، مصطفى سعدون، ميرخاس دوسكي، أحمد يحيى، أمير العماري، إبراهيم بايش، صفاء هادي، لوكاس شليمون، أمجد عطوان، أسامة رشيد، محمد الطائي، منتظر ماجد، يوسف الأمين، لؤي العاني، أحمد ياسين، علي جاسم، مهند علي، أيمن حسين، وعلي الحمادي. وعلى صعيدٍ متصل، أوضح كاساس أن عدم جاهزية ثلاثة لاعبين بسبب الإصابة، وهم فرانس بطرس (بورت التايلندي)، زيدان إقبال (أوتريخت الهولندي)، ودانيلو السعد (هيرينفين الهولندي)، كان سبباً في عدم استدعائهم. وأكد أن المدرب يأمل أن تكون فترة التوقف الدولي كفيلة بعودة هؤلاء اللاعبين إلى الجاهزية واستئناف التدريبات مع أنديتهم في الاستحقاقات المقبلة.

***********************************************

الشرطة في مهمة صعبة أمام الهلال السعودي

متابعة ـ طريق الشعب

يحل الشرطة العراقي ضيفا على زعيم أندية اسيا الهلال السعودي، اليوم الثلاثاء، في المباراة التي تجمع بينهما لحساب الجولة الثانية من مرحلة الدوري بمسابقة دوري أبطال آسيا 2024-25.

وكانت بداية الشرطة إيجابية في دوري الأبطال، فبطل الدوري العراقي نجح في الحصول على نقطة من فم النصر، لكن مهمته ستكون صعبة بالنظر إلى مباراة الهلال ستكون وسط جماهير الهلال.

ورغم ان النادي السعودي هو المرشح الأول للفوز باللقب الآسيوي قياسًا بحالته الاستثنائية حتى الآن، وليس أدل على ذلك من الفوز على الريان في قطر 3-1 مع أداء أكثر من رائع يُفهم أكثر بالنظر إلى حقيقة أن "الموج الأزرق" بلا هزيمة حتى الآن في أي بطولة هذا الموسم.

وجه عضو الهيئة الإدارية لنادي الشرطة الرياضي، وهاب الطائي، رسالة طمأنة إلى جماهير النادي، مؤكدًا أن فريق كرة القدم سيُمثّل العراق بأفضل صورة في بطولة نخبة آسيا، خلال مواجهته المرتقبة ضد الهلال السعودي غداً الثلاثاء.

وأوضح الطائي أن" الاستعدادات تسير على قدم وساق، وأن جميع اللاعبين في جاهزية تامة للمباراة. كما أشار إلى الروح المعنوية العالية للفريق والجهاز الفني، مؤكداً أن هناك إصراراً كبيراً على تحقيق نتيجة إيجابية، وأن اللاعب العراقي معروف بحبه للتحديات الكبيرة والمواجهات الصعبة".

وأضاف الطائي: "نطمئن جماهيرنا بأن فريق الشرطة سيكون خير ممثل للعراق في هذا التحدي القاري المهم". ومن المقرر أن تنطلق المباراة في تمام التاسعة مساءً بتوقيت بغداد، حيث يتوقع ان يلعب مدرب الشرطة أحمد صلاح بالتشكيل ضد الهلال بـ 4-1-4-1، ويبدأ بأحمد باسل ـ فيصل جاسم - سالومون بانغا - مناف يونس - أحمد يحيى ـ عبد الرزاق قاسم ـ محمد داوود - بسام شاكر - فهد يوسف - حسين علي ـ محمود المواس.

اما الهلال فيتوقع ان تشهد تشكيلته مشاركة كل من: ياسين بونو ـ رينان لودي - حسان تمبكتي - كاليدو كوليبالي - جواو كانسيلو ـ روبن نيفيز - ميلنكوفيتش سافيتش ـ سالم الدوسري - ماركوس ليوناردو – مالكوم ـ ألكسندر ميتروفيتش.

من جانب آخر، توجه وفد فريق القوة الجوية إلى السعودية، استعدادا لخوض مباراته الثانية في دوري أبطال آسيا 2، أمام التعاون السعودي.

****************************************************

الشباب والرياضة تكشف آلية تسليم الملاعب للأندية

متابعة ـ طريق الشعب

كشف المدير العام لدائرة شؤون الأقاليم والمحافظات في وزارة الشباب والرياضة، أحمد سعد عليوي، عن الآلية التي على أساسها تم تسليم الملاعب للأندية وفق قرار مجلس الوزراء، مشيراً إلى أن بعض الأندية ما زالت بحاجة إلى وقت لتطوير قدراتها في إدارة هذه المنشآت.

وقال عليوي للوكالة الرسمية إن" قرار مجلس الوزراء نص على تخصيص الملاعب للأندية الرياضية، بحيث لا يتجاوز استخدام الملعب الواحد لأكثر من ناديين على أن تلتزم الأندية بضوابط وشروط محددة أهمها استخدام الملاعب للأغراض الرياضية والحفاظ على ديمومة الملعب وصيانته وكذلك عدم مخالفة لوائح وزارة الشباب والرياضة المعدة لهذا الغرض".

وأضاف عليوي أن " وزارة الشباب والرياضة باشرت تطبيق القرار وأعدت الاتفاقية الخاصة بالتخصيص بما يتماشى مع الضوابط المحددة في القرار"، مبيناً أن" معظم الملاعب قد أتمت عملية توقيع الاتفاقيات وتم تسليمها للأندية".

وأشار عليوي إلى أن " قرار مجلس الوزراء الصادر عام 2013 ينص على تخصيص الملاعب للأندية المشاركة في دوري المحترفين لذا أعدت وزارة الشباب اتفاقية تستمر لمدة عام، مع إمكانية تجديدها تلقائياً طالما بقي النادي في دوري المحترفين ولم يخالف الشروط المنصوص عليها في القرار". وفي ما يتعلق بمواقف الأندية، أوضح عليوي أنه" لم يتم تسجيل أي رفض رسمي من قبل الأندية، حيث أن القرار إلزامي للجميع. إلا أن بعض الأندية أبدت تخوفاً من تحمل مسؤولية إدارة الملاعب، عادة أن هذه المهمة ليست سهلة "، مبيناً أن" هذا التخوف يعود إلى قصر الفترة الزمنية بين صدور القرار في آب الماضي وانطلاق الدوري في شهر أيلول الحالي مما جعل الأندية غير مستعدة بشكل كامل للتكيف مع عملية تسلم وإدارة الملاعب".

واختتم عليوي حديثه بالإشارة إلى أن "وزارة الشباب والرياضة قد اكتسبت خبرة واسعة في إدارة وتنظيم المباريات بفضل كوادرها المتخصصة، لكن الأندية ما زالت بحاجة إلى وقت لتطوير قدراتها في إدارة هذه المنشآت الرياضية".

**************************************************

10 مدربين إيرانيين و6 مراكز تخصصية لإعداد المصارعين العراقيين

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن الاتحاد العراقي للمصارعة، أمس الاثنين، التعاقد مع 10 مدربين إيرانيين وتأسيس 6 مراكز تخصصية لقيادة المنتخبات الوطنية بهدف بناء جيل مستقبلي يكون جاهزًا لتمثيل المصارعة العراقية في المرحلة المقبلة.

وقال رئيس الاتحاد، شعلان عبد الكاظم، في حديث صحفي إن التعاقد مع 10 مدربين دفعة واحدة يحدث لأول مرة في تاريخ اللعبة وباقي الاتحادات، مبينًا أنه تم السير على هذا النهج من أجل اكتشاف المواهب وتدريب المنتخبات الوطنية.

وأوضح أن المدربين قد قسموا إلى مجموعتين: الأولى خصصت لقيادة المنتخبات الوطنية، بينما الجزء الآخر خصص لقيادة المراكز التخصصية التي تم تأسيسها في 6 محافظات هي كركوك وكربلاء والبصرة والديوانية والعمارة والموصل.

وبين أن الاتحاد خصص لكل مركز تدريبي مدربًا سيتم متابعته، وبعد ستة أشهر سيتم تقييم عمله بعد المدة المقررة.

وأضاف أن الهدف من هذه المراكز هو بناء جيل واعد يمثل العراق في المحافل الأولمبية القادمة، حيث ستكون قادرة على تحقيق الأوسمة الأولمبية للعراق في الدورات الأولمبية المقبلة.

*******************************************************

ألكاراز وسابالينكا يواصلان التقدم في بطولة الصين المفتوحة

بكين ـ وكالات

تأهل الإسباني كارلوس ألكاراز، إلى نصف نهائي بطولة الصين المفتوحة للتنس، للعام الثاني على التوالي، أمس الإثنين.

وتأهل ألكاراز بعد فوزه على الروسي كارين خاشانوف بنتيجة 7-5 و6-2 ضمن منافسات دور الثمانية بالبطولة فئة 500 نقطة.

وحقق النجم الإسباني، انتصاره السابع على التوالي، ورقم 45 له منذ بداية العام الجاري 2024، ليواصل مسيرته القوية، حيث لم يخسر سوى 4 مباريات فقط منذ تتويجه ببطولة رولان جاروس.

وصعد كارلوس ألكاراز، لخوض لمواجهة قوية ضد الروسي دانييل ميدفيديف، الذي فاز على الإيطالي فلافيو كوبولي بنتيجة 6-2 و6-4.

من جانب آخر، حجزت البيلاروسية أرينا سابالينكا، مقعدها في الدور الرابع من بطولة الصين المفتوحة فئة 1,000 نقطة، بعد التغلب على الأمريكية أشلين كروغر.

ونجحت البيلاروسية المصنفة الأولى على البطولة، في حسم المباراة بسهولة بمجموعتين دون رد بواقع (6-2)، (6-2)، لتضرب موعدا في الدور المقبل مع الأمريكية ماديسون كيز المصنفة 18 على البطولة.

وبحسب أرقام "أوبتا"، سددت سابالينكا 800 كرة قاضية في بطولات فئة 1,000 نقطة هذا العام، وتأتي من بعدها في المركز الثاني البولندية إيجا شفيونتيك ب 636 كرة قاضية.

وأصبحت سابالينكا، اللاعبة الوحيدة في العصر الحديث التي تتخطى نسبة انتصاراتها 80 بالمائة في البطولات التي تقام في الصين (81,3 بالمائة).

كما تغلبت التشيكية كارولينا موكوفا على الرومانية جاكيولين كريستيان بنتيجة (6-1)، و(6-3)، لتنتظر في الدور الرابع الفائزة من مباراة الإسبانية كريستينا بوكسا والبلجيكية إليز ميرتنز.

******************************************************

وقفة رياضية.. البحث عن المواهب

منعم جابر

القيادات في المؤسسات الرياضية على مختلف مستوياتها يتطلب أن تبذل جهوداً متميزة وكبيرة في العمل الرياضي وخاصة العاملين في الأندية والاتحادات الرياضية لأنها متواجدة في كل مكان، لأن هذه المؤسسات الرياضية هي المجس الحقيقي لرياضة الوطن. وما دامت هذه المؤسسات تشكل مجسات حقيقية وكشافات رياضية لهذا نطالبها بالسعي والبحث عن المواهب والكفاءات الرياضية، وهذا هو واجبها الحقيقي. فلو تساءلنا عن أدوار الاتحادات الفرعية في المحافظات وواجباتها الأساسية فسوف نجد أن الواجبات الرئيسية لكل اتحاد فرعي لرياضة محددة، وكذلك لو أننا تسألنا عن واجبات الأندية الرياضية في تلك المحافظات والمدن لوجدناها وبشكل مختصر انها تبحث عن المواهب والكفاءات من الرياضيين وتكتشف القابليات المتميزة، وممكن ان تسوق القابليات والامكانيات إلى المدارس التخصصية او إلى المراكز التدريبية وحسب الاختصاصات وهذا ما حصل لبطل رمي الرمح الباكستاني الفائز بذهبية الدورة الأولمبية في باريس 2024. وهنا أقول لأحبتنا في الأندية الرياضية والاتحادات الفرعية في المحافظات أنتم مطالبون بالسعي والعمل الجدي والاجتهاد والسعي للبحث عن المواهب والكفاءات الرياضية المتوفرة في ميادينكم وملاعبكم الرياضية وخاصة (المواهب والفلتات) ممن يتميزون بظواهر جسمانية وقوى خارقة وهذه الأنواع من الأبطال والرياضيين (مصنوعين طبيعياً) وما عليكم إلا النظرة الفاحصة والالتقاط المباشر من الميدان، ومن خلال هؤلاء نقدم لوطننا أبطالاً ونجوماً لامعة وقادرة على صنع الإنجازات. ومثل هؤلاء نجد الكثيرين من أبطال الألعاب الرياضية ونجومها. وهنا أوجه كلامي للقيادات الرياضية العاملة في الاتحادات والأندية الرياضية أن يساهموا بصناعة أبطال الرياضة ونجومها وان يكون لهم الدور الفاعل والمهم في صناعة البطل الرياضي من خلال ملاحظة المواهب والكفاءات والإشراف على تدريبهم والحرص على توجيههم وتقديمهم للمدرب الأول والقادر على اكمال المهمة، وبهذا نساهم كرياضيين ومدربين وأعضاء اتحادات فرعية وإدارات أندية بعض المدن والمحافظات ان نقدم لوطننا جهوداً متميزة وقابليات استثنائية نستطيع من خلالها ان نعطي لوطننا وشعبنا خدمات كبيرة وأدوارا متميزة يفخر بها الوطن والشعب. وأقول في هذا المكان إن بعض القابليات الجسمانية في القوة البدنية وقذف الثقل ورفع الأثقال والعاب المطاولة وركض المسافات الطوية والمصارعة بأنواعها والكثير من الألعاب الرياضية نجدها مصنوعة ويتمتع الجسم الرياضي بصفاتها وقدرتها وهي تمنح بعض الأجسام القدرة والقوة البدنية مما يؤهلها لتحقيق أرقام وتجاوز الحدود، أي أن بعض من أبطال الرياضة مصنوعة ومؤهلة بشكل طبيعي لممارسة بعض الأنواع من الألعاب وهم فقط بحاجة إلى الصقل والتوجيه.

أحبتي يا قادة المؤسسات الرياضية في الاتحادات الفرعية (في المحافظات) والأندية الرياضية في المدن والمحافظات العراقية مطلوب منكم ان توجهوا عنايتكم واهتمامكم ورعايتكم لبعض الرياضيين الذين يمتلكون مواهب خاصة وقدرات بدنية عالية. وهذا ما نجده في الكثير من البلدان الفقيرة وخاصة البلدان الافريقية والآسيوية، لهذا نجد أن الكثير من المواهب موجودة إلا انها (مغمورة) بسبب غياب مكتشفيها وصانعيها وهي بحاجة إلى من يلتقطها ويسير بها نحو المجد والبطولة.

***************************************************

الصفحة العاشرة

الشاعر رحيم الغالبي .. مثقف جاد تختزنه الذاكرة.. قراءة في المجموعة الشعرية المعاصرة  «جسرٌ من طين»

سفاح عبد الكريم

الشاعر الذي رحل عنا مبكرا مستاٌنساً بجراحاته وفيض مشاعره ، انه الشاعر المتجدد ،،رحيم الغالبي،، طاقة ادبيه سائره في نهج الحداثة الشعرية الشعبية. عاصرته ايام دراسته الجامعية في بداية السبعينيات من القرن الماضي والذي حصل منها على شهادة جامعية البكالوريوس في اللغة الروسية التي من خلالها استطاع ترجمة العديد من القصائد الروسية الى العربية وبالعكس. كان اكثر  لقاءاتي معه في مقهى الزهاوي ،ملتقى الشعراء الرواد وغيرهم .وهو من امتداد جيل شعري معافى كتب القصيدة الشعبية بدراية ومعرفة واتقان .والشاعر ضمن مجموعة شعرية اخرى مبدعة مابعد اصحاب التجارب الهامة والمعروفة انذاك من امثال ،شاكر السماوي ،عزيز السماوي علي الشباني ،كريم محمد، يعرب الزبيدي، حامد العبيدي، كاظم اسماعيل الكاطع، عريان سيد خلف، زهير الدجيلي، ناظم السماوي، كاظم الركابي وغيرهم الذين صدحت حناجرهم في سماء الابداع الشعري. والشاعر من الجيل الثاني  حيث جايل ولازم مجموعة من الشعراء امثال الشاعر ، ريسان الخزعلي ، كامل الركابي، ابووليد ، رياض النعماني ، جمعه الحلفي ، عبدالساده العلي  واخرون.. اتجهت قصائد الشاعر رحيم الغالبي ،المنحدر من قضاء الشطرة الناصرية المعروفة بطاقاتها الابداعية والثقافية المتنوعة وشعراءها . اتجه بالافصاح المليئ بالجوانب الفنية الغارقة بالمنحى الشعري الفكري والجمالي الحداثوي و بتكثيف واختزال واضعا همه الانساني والوطني في تجلياته ومن عطاءات وافكاره اليسارية  وتطلعاتها بعد ان غرف من التراث ونهل من مصطلحات بيئته وطقوسها ووظفها في الفعل الشعري الكتابي وبتوجهه مدني منحاز  بعيدا عن شكليات القصائد المعروفة فهو قامة شعرية مغايرة ومبنية على الاساس الحداثوي المنتهج من قبله في البناء الشعري والصنعة المقبولة. متماسكا بوعيه متدفقا برومانسياته احيانا. وبالغنائيات  التي يؤمن بها في التاسيس والتحديث مسايرا ومجايلا ركب الموجة الشعرية بتفرد عرف به. وصولا الى المتلقي .

هذا وكتب عنه في مقدمة مجموعته الشعرية ،جسر الطين، دراسة مختصرة استعراضية  الشاعر والناقد المغترب ، عبد الكريم هداد، وكذلك الشاعر الشفيف، رياض النعماني . وها انا اتوجه بالكتابة عنه اليوم وبمنحى اخر ربما اضف شيئا واكشف عن وجهه الاخر في التطلع والوضوح وصولا الى المتلقي  رغبةّ مني في الاستقراء وازاحة الستار عن البعض من وجه قصائده لاهميتها وحضورها المستديم الذي يثير الرغبة والدهشة والانتباه .وتبقى قصائده مخضرّة رغم كل المنغصات التي واجهته و التي لم تنتقص من تجربته شيئا  بل زادتها اصرارا وطموحا وبريقا في الكتابة والتصدي والبوح بمنطق مقبول ومحببّ..وهاك دليلا من فعله الشعري ...،

الفاس...،

،كلشّ زين اعرٌف الفاس..!

..لويحفر سواجي الخير..لويوكّع يهّشم الراس .!

 ..كتبّت اسمي ابدفاتر بنتي وتباهيت..مايطلع ولدً عندي يشيل الراس..!،،

ان لهذا المعني والاصرار بالتواصل الابداعي الذي اثار انتباهي هو مقدرته  الشعرية  الجميلة  وبينما انا في اصبوحه يوم كنت لااتمناه سمعت خبر رحيله  من الاخ الشاعر ريسان الخزعلي متاثرا بحادث مؤسف لنيران احترق بها في داره الكائنة في شطرة الناصرية.تاركا وراءه قصائدا وحكايات لم نستمع اليها اولم نقرئها.

والشاعر رحيم الغالبي، ذلك الانسان المتواضع جدا والخلوق حين معرفتي به وجدته مليئا بالقيّم الانسانية والشعرية الجمالية والاخلاقية  والفكرية والتضحيات.

شدينه الجروح اشراع..،

،منّ اسنين دلينه الشمس وكت المغيب اتروح واندلًت درب جيتها لينه..!

من اسنين تانينه الجرف والروجه..تبچي اهناك

 اجتً النه جرف بيه تحلم الكمره..!

ان توجه الشعر صوب ابتكارات صوريّة ولفضية فنيّة تدخل في عالم التحديث و التوثيق الشعري المنتهج من قبله ولأن الشاعر يعرف مفاتيح الوعي  جيدا جعله متمكنا و واضحا  ومقتدرامن خلال تدفقاته الشعرية التي اغنى بها المشهد الثقافي  ليكن بيننا واعدا في عطاءه لنطماّن على تجربته الغنيٌة بفعلها المقبول. وهاك بعضا من صيحاته التي من خلالها اراد الوصول الينا بمقبولية واضحة المعالم والاهداف.

احيرن من حنين البارحه بروحي..،

..،لعبّ راس السنه والعيد والبارات..!

ينساني الفرح وابچي واعيّد بيك وافتح دفتر اهمومك..

..،اشوفك سچه تعبانه واشارات..!

واسرار البواچي اعله الچفافي انكتبت اويه العيد..

اجيتك والزغار البيك كبروا للوطن نجمه النحبها  اليّ توديّ اعليك..!،،

ان ادوات الشاعر التي يتحرك بها   كفيلة بوصول اعماله وتطلعاته الشعرية الينا الممتلئة باحاسيسه وايماءاته بكفاءة ابداعية استطاع من خلالها  احتواءنا وكأنهاّ طين اصطناعي يستطيع ان يبني من خلاله مايريد من اشكالا وصورا تسعد النظر  بجماليات صناعتها ودهشتها.وقد وصلت الينا برغبة منه في الايضاح  وهي ملائمة لمقاساتنا دون مضايقة وبتصنع مقبول وهي تطابق منطوقه وفيض اختياراته المعقولة والمقبولة.. وهو المتعافي فيها بطموح برغبة واقتدار بتوجهيها الينا. ،

،،وين ماخليت گلبي انته اتلوحّه..!

،لن مخالب انته عندك من حديد..!

...،وانا اظافر ايدي شو ممسوحه.!

،مليّت المذلّه وطاحن امتوني..

يامحله العراق ابغير زيتوني .،،!

تلك هي نظرة مختصرة عن عن اشتغألات وتوجهات الشاعر ،رحيم الغالبي،التي ادركتها باختصار عن اندهاشاته وهو المتميز فيها ناهيك عن رغبته المستمرة في التواصل مع القراء والمتلقين لفنيات اهتماته التي صدحت مبكرا لترينا حجم قامته الشعرية، الأّ ان الموت الغير محسوب بهذه الفاجعة اضاع علينا الكثير كان قد وضع حدا لنهايته الموجعة حيث السفر البعيد الغير مرتجى اضاع علينا الكثير من رغباته التي ادركنا جزءا منها وبقي الاهمّ من طموحاته التي نرغبها من فنه الشعري  الممتع الجميل وذلك لرحيله بسب الحادت المفجع الاليم.

****************************************************

فضاء شعبي.. الوشم (الدگة) بين الماضي والحاضر

ثامر الحاج امين

الدگة مفردة عرفها العراقيون منذ زمن بعيد وجاءت بعدة معاني ودلالات، منها النقش او الوشم  الذي ينتشر بشكل واضح بين نساء وسط وجنوب مدن العراق. اذ كانت النساء قديما يستخدمن الدك كظاهرة للتزين وبديل عن الذهب حيث يقمن بالنقش على اكفهن وفي مواقع مختلفة من أجسادهن وحسب الفئة العمرية، ويتم عن طريق سلسلة من ضربات ووخز الابر لثقب الجلد حتى يتمكن اللون من اختراقه والاستقرار تحت طبقة الجلد ، ويختلف نوع الوشم من مدينة الى اخرى كما ان لكل قبيلة وشمها الذي تتميز به، فمثلا قبيلة خزاعة اختصت بالوشم الذي يكون على شكل نقاط عمودية ما بين الشفة السفلى والذقن وسمي بـ (الدكة الخزعلية) ويُنسب موضوع اغنية عراقية شهيرة الى هذا النوع من الوشم وهي:

يا دكة المحبوب دكة خزعليه

لا ريدهم ولا ريد جيتهم عليه

وعلى الرغم من الحكايات العديدة التي قيلت في دلالة (الدكة الخزعلية) الا ان الباحثين الكبار من امثال “عبود الشالجي “ في (موسوعته البغدادية) والرحالة “ ناجي جواد “ في كتابه «بغداد سيرة ومدينة»  أجمعوا على ان “الدكة الخزعلية “ ترتبط بنكبة (الشيخ خزعل الكعبي 1863 ــ 1936) امير المحمرة الذي رفض محاربة الانكليز مخالفا بذلك نداء مرجعيته الشيعية التي دعت الى محاربتهم الا ان الانكليز على الرغم من موقفه هذا قد غدروا به في مؤامرة دبرت بليل عام 1925 بالتحالف مع رضا شاه ايران وصارت هذه النكبة عنوانا محزنا للغدر والخيانة وموضوع الاغنية الشعبية المذكورة والتي قامت بأدائها في الثلاثينيات المطربة “بدرية انور” واعادت أداءها في الستينيات المطربة

“عفيفة اسكندر”.

 ولكن لمفردة  “ الدكة “ معنى اخر هو الفعل الدنيء البالغ السوء ومؤخرا شاعت هذه المفردة  للتعبير عن واحدة من مظاهر الانفلات الذي يشهده المجتمع العراقي متمثلة بـ (الدكة العشائرية) التي تشهدها بعض المدن العراقية وتسببت بالخسائر البشرية والتأثير على السلم الأهلي والمجتمعي .                  

والمرة الأولى التي سمعت فيها بـ (الدگة) كانت من أمي الحلاوية وذلك عندما سألتها يوما عن تاريخ ميلادها وكنت حينها صبيا لم يهتدي بعد الى قراءة التاريخ فأخبرتني انها جاءت الى الدنيا في يوم مشؤوم من ايام الحلة سمته وقتها (دكة عاكف) في 16 /11/ 1916  ولم تتركني حينها حائرا في معرفة تفاصيل تلك الواقعة انما راحت تروي لي كيف بطش قائد الجيش العثماني (عاكف بك)  وعن طريق المكر والخديعة بأهالي الحلة وبوحشية رهيبة وصل فيها عدد القتلى الى 1500 رجلا وذلك بسبب وقفتهم الشجاعة بوجه الظلم والاحتلال العثماني ، فالدكة هي ليست جريمة عادية انما جريمة بحق الانسانية وتعرف اليوم بالمصطلح الحديث (الابادة الجماعية) وعلى الرغم من مضي اكثر من قرن على تلك الواقعة الا انها احداثها وهمجية مرتكبيها ما تزال ماثلة امام اعين الحليين حتى انها شكلت علامة بارزة في تاريخ المدينة ، فهل يدرك من قام بدكة جسر الزيتون ودكة جسر السنك ان التاريخ يسجل والذاكرة لا تهرم عند الشعب . وقد جاء المعنى الثاني لمفردة “ الدكة “ في العديد من قصائد الشعراء ومن بينهم الشاعر عريان السيد خلف الذي يحكي في بيت دارمي موقف عائلة “ حسنة “ الذي قام الزعيم عبد الكريم قاسم برعايتها ومنحها دار سكن ولكن بعد حدوث الانقلاب الأسود في شباط 1963 ضد الزعيم كان شقيق حسنة الصغير يحمل غدارة بورسعيد ويركض أمام الإنقلابيين ويهتف بالموت للزعيم فخاطبه الشاعر الكبير عريان السيد خلف بهذا البيت من الدارمي :

لا بن زنه ولا حيض دگ دگتك هاي

بالبحر لو ذبوك يتنجس الماي

***************************************************

«ثمل»

يوسف المحمداوي

ثوب صيف بشته والجو زمهرير

مسودن ومشدوه باله من يبيك

ثمل ويدوّر عسل وسط الشعير

عقل من يهوى تجيله وما يجيك

الصوف تعبني واريدك يا حرير

ترضى ما ترضى يغالي مشتريك

اخذ من عمري إذا عمرك گصير

وخلنه نتساوه بعمرنه ياشريك

و أغلى امانينه فقير يحب فقير

ثروة  العدنه شتهيني وأشتهيك

ندري بالموت اختيار من القدير

ولا بكيفي افراگنه ولا هو بديك

بساعه وحده كون موتتنه تصير

لنته تدري بموتتي ولا ادري بيك

ولا تحير بدفنتي وبيك آنه أحير

ولا علي تبچي ولا ابچي عليك

********************************************************

تجليبه

علاء الماجد

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

ومن كثر القهر طلعت الف شيبه

اجلبنك يليلي والشعب مقهور

والتموا عليه الردي والطرطور

التظاهر بالسلم مكفول بالدستور

يادستور من ترجع لـ أبو حديبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

اجلبنك يليلي والشعب مغلوب

حقه بالحياة مفرهد ومسلوب

ومن جذب الحكومة ترسينه جيوب

ومن نحجي نشكل خطر لو ريبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

اجلبنك يليلي وكلبي ينزف دم

على الراحوا غدر بالجسر والمطعم

بس عدنه امل هذا الوطن يسلم

وتعدي الغمامه وهاي المصيبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

اجلبنك يليلي وتشهد التحرير

وشبان التظاهر تنشد التغيير

هبوا للوطن يردونه جنه يصير

بس اهل الفساد تريد تسليبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

********************************************************

قصيدة «مسودن»

إلى صديقي الشاعر كاظم العطشان

مهدي السوداني

ماشايف زعلّتي إمن أزعل أتگول ،،

و کل ساعه تهددني أبزعلها

أبسبب و أبلا سبب تشهرلي إنذار ،،

و أظل مذهول ما أدري أشأگلها

و لأن موتي وحياتي أبأيدها صار ،،

يخي مجبور گمت أتملّگ الها

و من کثر الظلم وأجروحي والآه ،،

روحي إمن الصبر بيّن خللها

عسل راوتني ، والحنظل أبغير أيد ،،

سگتني الحنظل وضمّت عسلها

شبه ايبيع حنطه ويكرف أشعير ،،

وغشيم اليشتري وناس أبحيلها

بس و الله إذا صبري زعل يوم ،،،

إنه وصبري أنفجر يم باب اهلها

وخلها الناس كلها أمسودن أتگول ،،

الناس أشتدري بهمومي أشثگلها؟

*****************************************************

رد على القصيدة

كاظم العطشان      

وغَرَگْت ابشبر من شِفَّة بَلَلْها

 ونه الگبلك حفرت ابجبل بلواي

ولابيّن  نقش تعبي ابجبلها

 ونه الگبلك شريت الشوگ بالشيب

وتُمعْطرْت ابحمِل وكتي وحملها

موش الليل چن الليل سرداب

اذا زعلت تحط جن ابزعلها

ونه امسودن گبل لاتشتكي الحال

يهسه اتريد المسودن  يحلها .. ؟!

  يمهدي الزعل مثل الملح للزاد

عليمن تنفجر يم باب أهلها

حلاة الشوگ كون ايطوّل الغيظ

وتظل طول الوكت تتوسللها

يِصِح مرات صبر الزعل صُبّير

وچذب من گال دَر حنظل زعلها

أظن هذا الهوى وماجاسه تغيير

يِصِح شوگ اليعز.. شوگ اليذلها

خَلَل مابيك  يلمابيك  تقصير

عدِل.. ومعدَّل.. وتِعدِل.. خَللَّها

****************************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد المجلات العراقية

“ المجلة العراقية لعلم النفس الاجتماعي والسياسي” التي تصدر عن الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي، صدر عددها الجديد 7/ 2024. من اهم موضوعات العدد:

- اساطير الأصل في العلوم الاجتماعية/ نيل ماكلوين، ترجمة لؤي خزعل جبر (رئيس التحرير).

- العراق والانزلاق في منعرج دولة القشر الفارغ/ أي سياسات متبعة/ علي مرسول محمد.

- التهديد الجمعي واستراتيجيات التعامل/ د. علي عبد الأمير صالح.

- بين المثالية والواقعية/ عقيل عباس.

* صدر العدد الجديد من مجلة “المأمون” 3/ 2024 التي تتولى إصدارها فصلياً دار المأمون في وزارة الثقافة والسياحة والآثار.

من مواد العدد:

- ثنائية الخوف بين الشعب والعزيم في رواية زهير الجزائري/ عبد الله الميالي.

- “علم سرد الحيوان.. الدواعي والاغراض” د. نادية هناوي.

- حس المغامرة والاستكشاف في رواية هيبي لكويلر. علي جبار عطية.

- كراسات لطفية الدليمي الباريسية/ رجاء حميد رشيد.

*************************************************

محور

أكاديميون وأدباء وفنانون يتحدثون عن:  جدلية التكنولوجيا والتخلف المحيط بنا

“يتوجه العالم المتحضر الان الى بناء قوة علمية لها مديات واسعة يمكن أن تحققها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي،

في وقت نجد محلياً دعوات سلفية متخلفة وتعصب مذهبي وتجاوز على القوانين.

وجهنا هذه الصورة للواقع الراهن الى عدد من الاكاديميين والادباء والفنانين، وطلبنا رأيهم.. فكانت هذه الاجابات التي ننشرها تباعاً”

المحرر الثقافي

*****************************************************

المثقفون في مواجهة عالمنا الهمجي!

د. جمال حسين علي

يصفون عالمنا بـ “العالم الرقمي” ، ولكنه فيزيائيًا ، “عالم تناظري” أو “تماثلي”. ليس من وجهة نظر عملية نقل البيانات فحسب، بل شمولية العملية نفسها في المنظومة الإلكترونية ودقتها. فنحن نتعامل مع إشارات تماثلية في المواقع والموبايلات والاتصالات الفضائية والتلفزيون وفق منظومة تناظرية. إن الدرس الخالد الذي نبّهنا اليه جورج أورويل منذ زمن طويل: “ابقَ إنسانًا حتى لا تصبح إنسانًا آليًا”.

وبعد مرور السنين على هذه الصرخة، ، على الأجيال الحديثة اكتشاف أهمية أعماله، لكي يتأملوا في العالم الذي نعيش فيه وفي العوالم المحتملة التي يمكن أن نجد أنفسنا نعيش فيها. لكي لا يتكرر ما قاله أورويل: “إذا كنت تريد صورة للمستقبل، فكر في حذاء يسحق وجه الإنسان. للأبد.”

إن العقل البديهي هبة، والعقل الرشيد خادم مخلص. والحدس ليس حاسة سادسة، وليس مدخلاً روحانيًا، الحدس هو الذكاء اللاواعي الذي يعتمد على سنوات من الخبرة، بغض النظر عن الجنس. تشعر على الفور بما يجب عليك فعله، لكن لا يمكنك شرحه. وبطبيعة الحال، فأن الخوارزميات تفتقد شيئًا أساسيًا، وهو الحدس. ما نفع الذكاء الاصطناعي إذا لم يقل الحقيقة؟ هل سيكشف لنا الحكّام المستبدين والفاسدين؟ هل سيظهر لنا المحتلين والغزاة وسرّاق الشعوب؟ هل سيقدّم مجرمي الحروب إلى المحاكمة؟ هل سيحلّ لغز أدبي واحد في أبسط رواية كلاسيكية؟ هل سيكتب لنا سيناريو أقوى من “العراب”؟ هل سيكتب سونيتات مثل شكسبير؟

هل سيكون أبلغ من المتنبي وأعمق من المعري وأكثر شمولية من الجاحظ؟ هل سيحكم بالعدل على المتهمين الأبرياء الذين يملأون سجون الكوكب؟ هل سيفرّق ما بين الذكر والأنثى؟ هل سيجعل زوجتك تحبّك ويعلّم زوجك كيف يصون العشرة؟ هل سيعلّمك الرجولة ويلقنك كيف تكون الأنوثة؟  هل سيربّي أطفالك على البذل والعطاء والنخوة والقيم العليا؟  هل سيحدّ من العنف والكراهية والعنصرية والطائفية؟ هل سينهي الحروب الدينية والعرقية؟ هل سيفضح التنظيمات السريّة التي تتحكّم بموارد الكوكب؟ هل سيوقف استغلال العقول ونزيف الأدمغة وشراء الذمم؟ هل سينصح المرهقين من الحياة نصيحة واحدة نافعة؟ هل يستطيع إنقاذ نفسه فيما لو قرّر البشر تدميره؟

هذه المشكلات البشرية التي صنعها البشر بأنفسهم، كما صنعوا الذكاء الاصطناعي، لا يمكن للبشر أن يحلوا واحدة منها. يريدونها حرباً ما بين عالمهم المتحضر وعالمنا الهمجي؟ هذا هو بيت القصيد من الدعاية الجديدة وما يكرره زعماء بعض دول العالم.

حسناً، أنت تريد إنشاء مصطلح لن يعارضه أحد، وسيؤيده الجميع؟ ولكن لا أحد يعرف ما يعنيه المتحضر، لأنه لا يعني أي شيء. علماً، بأن الوقوف مع مجرمي الحرب والطغاة والعنصريين لا يدخل ضمن خانة “حرية الرأي” والفكر.  السائد هو التماهي أو التغاضي عن الظالم والغاصب، لأنه لا يوجد سوى نوع واحد من الإنسانية، لا توجد سوى حضارة واحدة، لا يوجد سوى حق واحد.  هناك من يصنع المأساة وهناك من يتعرض لها.. والأغلبية يتفرجون عليها، والقلة المبَجلة تتصدى لها، هذا هو وجه حضارتنا القبيح.

لقد تألف جزء كبير من تاريخ البشرية من صراعات غير متكافئة بين “الذين يملكون” و”الذين لا يملكون”. كما لو أن أيامنا تنمو أقل من الآخرين.  يعتبر تولستوي أن “المجانين يحققون أهدافهم أفضل من الأصحاء”. لأنه ليست لديهم حواجز، ولا خجل، ولا حتى خوف، لذلك في المجتمعات المستبدة، الجنون هو الحرية الوحيدة. وإذ ننظر إلى العالم “المتحضر” المتعالي، فلا بد من مواجهته خارج الضوابط الجامدة، بحالة جنون تتغلب على الخوف العاجز. هناك نصيحة سهلة نستنتجها مما كتبه أفلاطون في “اعتذار سقراط” لا تكلف الكذب والاستجداء والمسكنة وهي: حاول أن تكون جيداً قدر الإمكان. ماذا لو اكتشفت أن أكثر المخالفين وقاحة في الكوكب، يتظاهر بالطيبة، وأنك مطالب أن تصدق طيبته، وتوافق أن يكون هو محبوباً وأنت المنبوذ؟ إن مَن يتجاوز حدوده، لا تنفع معه الإدانة، بل أن يوقف عند حده. أن تكتب أو لا تكتب، هذا هو السؤال. إذا اختار أفلاطون النفي ، فلن يكون لدينا سقراط اليوم ، ولا إرث فكري ، ولا عصر تنوير، ولن نذهب إلى الفضاء ونبتكر الذكاء الاصطناعي. فاسيلي غروسمان كتب في روايته “ الحياة والمصير” عام 1959 (تم نشرها عام 1980): “لقد رأيت أنه ليس الإنسان هو العاجز في النضال ضد الشر ، ولكن الشرّ هو العاجزفي النضال ضد الإنسان”. هذا ليس موقفًا شخصيًا ، لكن التاريخ هو سيد النفاق على الإطلاق. لذلك يمكن اعتبار أن حقبة ما انتهت، عندما تستنفد أوهامها الأساسية. وهذا التشاؤم في جزء كبير منه، إدانة للتناقض بين المثالي والواقعي. إنه شعور عام بالضيق من الحساسية، مثل فيضان في العقل والذي يشوبه لون باهت إلى جميع الكائنات. شيء منتشر.. يصنع الفارق بين الإنسان والروبوت، يصبح مخدرًا، ويتحجر، ويسقط مثل اللحم الأسود الميت عندما تهاجم التقنية الحواس ويهيمن الذكاء الاصطناعي على العقل. في هذا العصر الذي التهمت فيه الثقافة الاستهلاكية وشلّت أرواح الناس، وأقامت المحتويات السريعة والرخيصة، الحواجز بين الإنسان والأسئلة الحاسمة لوجوده، ووعيه بنفسه ككائن روحيّ.

دعونا نتوقف عن تسميته “الذكاء الاصطناعي” ونطلق عليه بما يفعله أو يقدر عليه، إنه بكل بساطة برأيي عبارة عن “برنامج انتحال” لأنه “لا ينشئ أي شيء، ولكنه ينسخ الأعمال الحالية للفنانين والأدباء والعلماء والمؤرخين والفلاسفة ويعدلها بشكل كبير” لكي يهرب من قوانين حقوق التأليف والنشر للمؤلف.

إنها أكبر سرقة للملكية الفكرية - بوصف نعوم تشومسكي في نيويورك تايمز - عدد 8 مارس 2023 - منذ وصول المستوطنين الأوروبيين إلى أراضي الأمريكيين الأصليين. لقد قضينا حياة كاملة، بقيظها وأمطارها، بالمشي مسافات طويلة في عزّ البرد في الصباح الباكر، لكي ننهي المدرسة الابتدائية. الآن، الطفل مولود توًا، يوجهه متطفلون وكسالى وفشلة ولصوص، لكي يعلموه السرقة من الغباء الصناعي، بطرق لا يعرفها المدرسون. هكذا صار الانحطاط.. رسمي وبمباركة الملايين.. والناس... لم يعودوا يكتبون، بل يقومون بالتدوين. بدلاً من التحدث، يرسلون رسائل نصية، بدون علامات ترقيم أو قواعد نحوية. في الجانب الآخر من هذا العالم، وفي عصر المقاطع الصغيرة المسلية والانحراف الأخلاقي المريع والعدوانية والعنصرية والجشع والجحود، وفي عصر العقول المعوّقة التي تظنّ إن الذكاء الصناعي يفكّر بدلا عنها، وفي عصر المدربين المزيفين الذين ينصبون على الناس ويسرقون جيوبهم بالتفاهات التي يثرثرون بها “أونلاين”، وفي عصر الانحطاط الكامل في القيم وحقوق الكائنات الحيّة والتسلّط والتجويع والإبادة الجماعية وفرض الإرادة بالقوة الغاشمة.

في العصر نفسه، المثقف لا يواجه وحده، بل معه الناس. أولئك الذين يقطعون عشرات الكيلومترات في ظروف جوية بالغة الصعوبة وربما بالكاد يمتلكون تذاكر وسائل المواصلات العامة، من أجل أن يذهبوا إلى قاعات المطالعة في المكتبات العامة .. هؤلاء الذين اختاروا القراءة والتعلّم الذاتي.. إنهم  ثمرة الجيل والأقلية النادرة العظيمة.

أما الشغيلة، فلم يكتبوا.. لم يرسموا.. لم يغنوا، كانوا يعملون يدويًا بهدوء وصمت

من الفجر حتى الغروب.. لم يفقدوا أكثر، لم يكسبوا أكثر، ولم يتخيلوا لعبة جديدة

لغاية ما جاءت العواصف، وارتفعت الأمواج، ونُصِبَت الآلات.

********************************************************

عولمة رأس المال والاتصالات

ابتهال بليبل

أزعم إن فهم اللحظة الراهنة هو مفتاح كلّ نجاح، لذا يجب أن نعي مكاننا الآن في التاريخ.. واليومي، نعي ذواتنا.. لأنّ العالم المتحضر مع ملاحظة أنني أقف عند كلمة (متحضر) كثيراً، وأتمنى أن تكّون العالم المتقدم تكنولوجيا فقط.. لأن التحضر مفهوم أوسع قد لا يكون توصيفاً دقيقا لهذا العالم الذي نعيش تداعياته الآن. هذا العالم يتجه إلى العلم بعنف, بينما نجد توجهات عنيفة هنا نحو ممارسات وتجاوزات على القوانين وهذا التوجه يناقض ما نتوجه له.  إن مسألة الاختلاف والتباين بين العالم المتحضر والوضع في بلادنا يعود إلى تغيرات وتحولات هائلة حدثت عندهم، كعولمة رأس المال وتطور الاتصالات العالمية وغيرها من ظروف انتجت “عصر الذكاء الاصطناعي” الذي بدوره قام بتغذية وإنعاش الصراعات القديمة والتنافسات الدينية وإلغاء قوانين الحرية وغيرها –هنا في مجتمعنا- حيث أنتج قوة دافعة لأشكال جديدة من “الهوية الوطنية” إلا أن هذه “الهوية” قائمة على المصلحة السياسية والأيديولوجية.  وهذا يذكرني بالأحداث السياسية التي مرت على العراق وكيف أنها كشفت عن الارتباطات الحقيقية للمجتمع, إذ كان الانتماء الديني، الذي عاد إلى الظهور كمحدد رئيس للهوية الجماعية – التي تطلق على مجموعات من الناس كانوا يعيشون في منطقة واحدة تحت سلطة استعمارية، ولديهم تاريخ استعماري مشترك واحد لمئات من السنين، ولكنهم ينتمون إلى ديانات ولغات وثقافات وتقاليد وأعراق مختلفة، واختاروا الوقوف مع بعضهم البعض لتحقيق مرحلة جديدة أفضل من الحرية والاستقلال- ولكن ما إن تحقق ذلك حتى بدأت مشكلات الانسجام الوطني والمجتمعي تطفو على السطح. وحتى في الأماكن التي تم فيها حل هذه القضايا، بدأت الأصوليات الدينية والسياسية تزدهر.

ولكي نفهم تأثير هذه القوى على “العولمة والذكاء الاصطناعي”، فلابد من أن نولي اهتماماً أكبر للصعوبات المرتبطة بتعريف “الهوية الوطنية”. لأن العناصر الأساسية للهوية الوطنية “العرق واللغة والدين والتاريخ والتقاليد”ـ كانت دوماً مكونات أساسية ولكنها غير متساوية في تشكيلها.

لقد كان من المتوقع أن يكون للعراق الجديد كيانات متجانسة ذات ثقافة مشتركة. ولكن الواقع بدا مختلفاً، إذ كان الرجوع إلى الماضي لاستحضار الهوية نوعاً من العزاء في مواجهة المهيمن المتصور، إذ لجأت الثقافات الفرعية إلى الولاءات العرقية أو الدينية للحفاظ على نفسها من الالتهام من قبل ثقافة الأغلبية. وبهذا يتحرك “مفهوم المواطنة” بشكل مباشر بالأصل القومي أو الانتماء الديني. وهو ما يأخذنا إلى عالم ما بعد الحداثة حيث المزيج بين المنطق الاجتماعي والقوى الاقتصادية، التي غالباً ما تكون مدفوعة ومستفيدة من التقدم في تكنولوجيا الاتصالات والذكاء الاصطناعي التي أدت إلى ظهور الاعتراض الحالي, فتراهم لا يتبنون منطقها على الإطلاق, لأنها ببساطة إجراء من تدابير الراحة والحصول على بعض مصالحهم الاقتصادية لا أكثر. ومن هنا فإن هذا يجسد تكتيكاً للبقاء في ظل هيمنة “التشابه” التي فرضتها ضرورة المشاركة العامة في الممارسات اليومية للعالم المتحضر.

دورنا كمثقفين بذل الكثير من الجهد والتحليل لفك التعقيدات التي تكتنف العلاقات بين مختلف الاقليات والمكونات الدينية والحوار حول الاختلاف في التمايز الثقافي ـ وليس التجانس. كي يتمكن كل فرد من الانتماء إلى ثقافات عديدة، وأن يكون للناس هويات ثقافية متعددة.

وبهذا المعنى فإن الهوية تكون دائماً في طور البناء والتشكّل المستمر. وإذا ما تم قبول “التهجين الثقافي” بوصفه  مكوناً متأصلاً للهوية الوطنية، فإن هذا يعني أن أي شكل من أشكال اللحاق بالعالم المتحضر لا يمكن قبوله إلا بوصفه انعكاسا لمرحلة انتقالية محددة في حياة أي مجتمع.

ومع تزايد وعي المجتمع العراقي بجذوره الدينية، فمن المرجح أن يجد الأشكال والمعايير التي تمثل هذه الهويات الفرعية المختلفة على الرغم من قدرة التعامل مع مجتمعاتنا الدينية المتنوعة ما يزال أمراً غير مؤكد. ولكن هناك أمر واحد مؤكد وهو أن بها حاجة إلى تطوير ثقافة سياسية جديدة وتعبيرات مكانية متناسبة تتجاوز شعارات التقليد والإحياء الديني ومعاداة الحداثة. تلك التي تعد حداثة بديلة جديدة ومختلفة, إذ أننا نشهد تراجعاً نحو التقليدية من دون التخلي عن المقدمات الأساسية للحداثةــ تراجع إلى نوع من “الحداثة القروسطية” التي تتعامل مع المعايير الجديدة للبقاء في عالم متغير ومعولم باستمرار.

*******************************************************

رسالة  فيروز إلى شـادي

حميد الحريزي

على كل الأحراش أمطرت

السماء نارا 

ياشادي

أُحرقت غابات الأرزِ

تناثرت أعشاش عصافيرالدوري

افترشت أسماك القرش

سماء لبنان الحب، تقيأت حمماً لا ترحم

يا شادي

فلا تستوحش في قبرك

يا شادي

حلقت إليك مئات من (طيورالجنة)

خطفها الوحش من مهادها

أحرق رضّاعاتهم

أكمل اللعب معهم

يا شادي

أتتك عائلة  العم بدري

أتتك

جدتك التي قتلها

القصف

وأتاك الجد مقطوع

الكف

خنق البارود صوتي، مزق ثوبي، وأحرق  جدائلي

يا شادي

مدرستك صارت ركاماً أسود

ما عادت في (كحلون) عرائس

العروسة احترقت بدلتها

العريس مدفون تحت

الأنقاض

عمق قبرك يا شادي أبحر إلى قلب الأرض

فـ(أم القنابل) لا ترحم

 وغنّي يا شادي:-

ما عندك بحرية يا ريّس

والبحر مئيس يا ريّس

على رأس أبي دلني يا ريّس

إياك أن تخرج للوادي

سكنته السعالي

يا شادي

نحر بني صهيون عمّتك غزّة

والشعب العربي “مغلّس” يا ريّس!

وصار الموت أمراً عادي

يا شادي

وما زلت قدسنا تنادي

اغتصبوها، لا أحد يسمع

يا شادي

******************************************************

الصفحة الثانية عشر

في ضيافة المنتدى العراقي في باريس.. ستار الناصر يستعرض الألوان الغنائية العراقية

باريس – أفراح شوقي

على مدى نحو ثلاث ساعات، استعاد جمع من أبناء الجالية العراقية في فرنسا يوم 21 أيلول الفائت، ذكرياته مع طيف من ألوان الأغنية العراقية ومقاماتها وألحانها البغدادية والأهوارية والبصرية، وذلك في جلسة عقدها المنتدى العراقي في باريس احتفاء بالباحث الموسيقي ستار الناصر، القادم من بغداد للمشاركة في فعاليات "مهرجان لومانتيه" السنوي.

عضو هيئة المنتدى رفاه سالم، استبقت الجلسة بكلمة قصيرة قالت فيها أن هذه الفعالية تعد فرصة لاستعادة معلومات مهمة عن أطوار الاغنية العراقية ومقاماتها التي أبدع فيها الناصر وخصص لها سنوات طويلة من اهتمامه، وتناولها في كتبه ودراساته المنشورة في العراق وخارجه.

بعدها تولى الفنان المسرحي والإعلامي طه رشيد، إدارة الجلسة. وافتتحها بتقديم نبذة عن الناصر، مبينا أنه باحث مهم في مجال الموسيقى ومراحل تطور الأغنية العراقية، وانه كاتب وممثل مسرحي أيضا.

وأضاف قائلا أن المحتفى به أصدر 4 كتب وأكثر من دراسة وبحث في الموسيقى، بعضها مطبوع، مثل "مرجعيات الخطاب الموسيغنائي في العراق" الصادر عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. كذلك لديه كتاب تحت الطباعة عنوانه "تاريخ النقد الموسيقي"، إضافة لمقالات في صحف ومواقع الكترونية عراقية وعربية. 

وتابع رشيد قوله، أن الناصر قاد فرقا موسيقية عدة، ووضع ألحانا لـ30 حلقة لبرنامج أطفال، وهو الآن يدير معهدا لتعليم الموسيقى، مضيفا أن الناصر عمل محررا صحفيا في جريدة "طريق الشعب"، وعمل في سكرتارية تحرير مجلة "القيثارة"، فضلا عن ترأسه منتدى الثقافة الموسيقية في اتحاد أدباء العراق.

وفي معرض حديثه، تطرق الناصر إلى مسار الأغنية العراقية وإلى أبرز من ساهم في إنعاشها وتحولاتها، فضلا عن الأغنية البغدادية ومحطات تطورها وأهم روادها، أمثال عثمان الموصلي، الذي أسمع الناصر الحاضرين بعض أغنياته على العود، بينما رافقوه في الغناء. 

ثم تكلم عن الفنان صالح الكويتي، وعن دور الفنانة الراحلة سليمة مراد في دفع الكويتي إلى التلحين. وقد أدى الناصر أغنيتهما الأولى "قلبك صخر جلمود"، وهي من كلمات عبد الكريم العلاف.

 وسمّى المحتفى به أغنيات الستينيات بـ"أغنيات الجورجينا"، نسبة إلى ميزان الجورجينا الإيقاعي الذي كان يستخدم بكثرة في أغنيات تلك الفترة، مقدما نماذج من تلك الأغنيات للفنانين رضا علي ويحيى حمدي ووحيدة خليل وزهور حسين. ثم تناول الأغنية السبعينية، وقال أن هذه المرحلة شهدت تحولا في الأغنية العراقية على أيدي شعراء بارزين أمثال مظفر النواب وزامل سعيد فتاح وعريان السيد خلف وزهير الدجيلي. فيما أدى أغنية "المكير" للمطرب الراحل ياس خضر ومن كلمات زامل سعيد فتاح وألحان كمال السيد، الذي اعتبره الناصر "مفجّر الأغنية السبعينية". 

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، بضمنهم د. شهرزاد قاسم حسن التي رأت ان المناخات الجغرافية المتعددة في العراق، أنجبت بيئات صالحة لقيام ثقافات عديدة، كان لها أثرها في تنويع الاطوار الغنائية ومقاماتها.

واتفق الناصر مع ما ذهبت إليه د. شهرزاد. وقال أن تعدد الانساق البيئية أثر على نمط الحياة الثقافية العراقية، التي شكّل الغناء ركناً أساسياً فيها، ليخلق تنوعاً في وسائل التعبير "فمثلما تنوعت البيئة، تنوعت أيضاً أشكال الغناء. إذ نجد غناء البادية والبصرة والخليج والجنوب، فضلا عن غناء المدينة والغناء الموصلي، وغناء الكرد وغناء القوميات والطوائف المتعددة، كالتركمان والايزيديين والكلدوآشوريين".

واستذكر الناصر المطربين الريفيين الراحلين داخل حسن وحضيري أبو عزيز، اللذين كانت بدايتهما في قضاء الشطرة، مبينا أن الراحلين يشكلان علامتين فارقتين في مسيرة العطاء الموسيغنائي العراقي والعربي.

يوميات

  • يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، السبت المقبل، الناقد ياسين النصير ليلقي محاضرة بعنوان "البعد السياسي والاجتماعي للحداثة وما بعد الحداثة في الفكر الماركسي".

تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.

*************************************************************

في الصويرة.. ملاحظات على مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية

الصويرة – سيف فاضل

عقد فرع اتحاد الحقوقيين العراقيين في قضاء الصويرة بالتعاون مع منتدى الشباب في القضاء، السبت الماضي، ندوة حوارية بعنوان "ملاحظات على مقترح تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩"، قدمها الرفيق المحامي أكرم عبد الله المجيد بحضور جمع من الحقوقيين والوجهاء والشباب المهتمين في القضايا القانونية والمجتمعية.

وتناول المجيد في مستهل حديثه، أهم الإشكاليات الواردة في مقترح التعديل، مبينا أن "التعديل يريد للطائفية أن تتجذر في المجتمع، بعد أن نجح المتنفذون في إبقائها متجذرة في السلطة. وهذا مسعى لصناعة طائفية شاملة لا تقتصر على السلطة فقط، بل تدخل بين كل أطياف شعبنا، بهدف تفكيك نسيجه الاجتماعي".

وتابع قائلا أن التعديل يشكل تهديدا واضحا وصريحا لحقوق المرأة والطفل، لافتا إلى انه لا مشكلة في تعديل هذا القانون أوغيره من القوانين، لكن يجب أن تصب التعديلات في صالح المجتمع، لا العكس.

وتطرق المجيد إلى القانون النافذ، مبينا أنه متقدم على مستوى المنطقة ومتفوق على كل قوانين الأحوال الشخصية فيها، وهو يحترم جميع الأديان والمذاهب، وليس كما يروّج البعض.

وخلص إلى ان "التعديل المقترح لا يزال غير واضح المعالم، وأن الأمر فيه لعب على وتر طائفي، هدفه الحصول على مكاسب انتخابية في وقت لاحق".

وتخللت الندوة مداخلات قدمها عديد من الحاضرين.

**************************************************

5 أفلام تشارك في مهرجان سينمائي مصري - دولي

متابعة – طريق الشعب

يستعد مخرجو 5 أفلام سينمائية قصيرة من محافظة واسط، للمشاركة في "مهرجان رأس البر" السينمائي الدولي للفن والإبداع، الذي من المقرر أن ينطلق يوم 8 تشرين الثاني القادم في مدينة دمياط المصرية.  ويقول المخرجون في حديث صحفي، أنهم قدموا أعمالا رصينة، يتطلعون من خلالها إلى المنافسة القوية في هذا المهرجان الذي تشارك فيه أفلام عربية وعالمية.

في حديث صحفي، يقول المخرج علي بدر أن هذا المهرجان يتخصص في الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية، مبينا أن الأفلام الواسطية التي ستشارك فيه، هي: "غذاء الروح" لعباس مكي العبودي، "صورة" لأحمد عباس ومن إنتاج كلية الكوت الجامعة، "أزيز" لحسن الصغير، "شمس الغد" لمنتظر المسعودي ومن إنتاج "مؤسسة سنتر فن" للسينما والمسرح في واسط، و"لحظة إدراك" لعلي بدر نفسه.  ويشير بدر، إلى ان "عدد الأفلام المشاركة من محافظة واسط، ربما يبدو كبيرا بالنسبة لمهرجان دولي، لكنه يعبر عن حجم اهتمام الشباب الواسطي بالفن السينمائي"، آملا في تحقيق مراكز متقدمة في مسابقات المهرجان. 

*********************************************************

في غاليري بصري: عرض لوحات لـ31 فنانا من محافظات مختلفة

متابعة – طريق الشعب

احتفى "غاليري حامد سعيد" في البصرة، بـ31 فنانا تشكيليا من أبناء المحافظة ومحافظات أخرى، بعرض مجموعة من لوحاتهم على جدرانه في معرض مشترك.

وحضر المعرض جمهور من الفنانين والمثقفين ومتذوقي الفن التشكيلي.

وفي حديث صحفي، قال حامد سعيد، صاحب الغاليري، أن المعرض شارك فيه فنانون من بغداد وبابل وواسط وذي قار ونينوى والسليمانية، متمنيا أن يُصبح الغاليري رافدا للحركة التشكيلية في البصرة. وتابع قائلا أن البصرة تستحق أن تظهر بصورة أجمل من خلال ثقافتها وفنها وأدبها.

من جانبه، قال التشكيلي حيدر فاخر، أحد المشاركين في المعرض، أن "الغاليريهات لها أهمية كبيرة في تعزيز الحركة التشكيلية، لكنها شحيحة للأسف، ونتمنى أن تنتشر في جميع المدن".

*************************************************

تبرعوا للشعب اللبناني

أصدرت اللجنة التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي، المكلفة بجمع التبرعات المالية لدعم الشعب اللبناني نشرة يومية الكترونية، وثّقت فيها جمع مبلغ (8.100.000) ثمانية ملايين ومائة ألف دينار، خلال الأيام الأولى للحملة.

وأكدت اللجنة، التي أصدرت نداءها العاجل الأربعاء الماضي، استمرار الحملة، دعماً للشعب اللبناني الشقيق الذي يواجه ظروفا صعبة للغاية، في ظل استمرار العدوان الصهيوني.

وناشدت اللجنة جميع الرفيقات والرفاق وأصدقاء الحزب ومناصريه الى دعم الحملة عبر التبرع المالي في مقرات الحزب في جميع المحافظات.

كما يمكن التواصل عبر الهاتف: (07700764735) لمعرفة أماكن جمع التبرعات.

الاثنين 30 أيلول 2024

********************************************************

ليس مجرّد كلام..     أبناؤنا يقفون  عند باب المدرسة

 عبد السادة البصري

قبل أيام قليلة ابتدأ الدوام المدرسي ، وزهت الشوارع بالتلاميذ وهم يحثون الخطى صوب مدارسهم ، يحدوهم الأمل بالنجاح وتغمرهم فرحة دخولهم أبواب المدارس ولقائهم بزملائهم !

 ببراءة أعمارهم الغضّة يفتحون قلوبهم وعقولهم ويمنّون أنفسهم بآمالٍ وأمانٍ جديدة وبمدارس كل ما فيها يساعدهم على اجتياز الصعاب، لكن .. هل إنّ مدارسنا مؤهلة لذلك ؟!

الجواب: لا طبعاً ! لأن أغلب المدارس الحكومية بحاجة إلى تأهيل، من حيث عدد الرحلات المناسب لاستيعاب أعداد التلاميذ، وعدم أهلية المرافق الصحية وجاهزيتها، فأغلبها تحتاج إلى تأهيل وترميم ، ومن غير المعقول أن يشعر التلميذ بالراحة والاستقرار النفسي في مدرسة تفتقر إلى أدنى مقومات الراحة. وهذا ما يعاني منه أغلب أبنائنا، كذلك لم نجد استعداداً حقيقياً لمعالجة الماء الصالح للشرب حيث نسبة التلوّث في مياه الإسالة على وجه الخصوص وازدياد حالات التسمم في المواسم السابقة بين التلاميذ الصغار.

على الجانب الآخر نجد المدارس الأهلية والاهتمام الكبير بها من قبل أصحابها ، إضافة إلى المغريات التي تقدّمها من حيث التنظيم والتدريس والخدمات والنقل وغيرها ، ناهيك عن توفيرها للكتب المنهجية والقرطاسية ووسائل الإيضاح .

هنا تكمن المأساة التي يعاني منها أولياء أمور الطلبة، ارتفاع أسعار القرطاسية وقلّة كتب المناهج ما يضطرهم لشراء المفقود من السوق ، وإن التلاميذ سيرهقون آباءهم بكثرة الطلبات وما تفرضه عليهم إدارات المدارس. نظرة تأملية لكل دول العالم نجد الاستعداد التام لاستقبال العام الدراسي الجديد من قبل المدارس والتربيات ووزارة التربية قبل أشهر، وإعداد خطة دراسية متكاملة لذلك، من خلال الكشف على صلاحية بنايات المدارس ومرافقها وأثاثها وتوفير القرطاسية والكتب بشكل يغطي الحاجة ويزيد ، وتهيئة وسائل إيضاح وإعطاء تعليمات جديدة للمعلّمين والمدرّسين كي تكون نسب النجاح أعلى من العام السابق.

 الاهتمام بالنشء الجديد من أولويات عمل وزارات التربية، لأنه عماد المستقبل، وان بناءه بالشكل الصحيح يعني تهيئة جيل سيمضي بعجلة بناء وازدهار البلد إلى أمام.

 في ظرفنا الصعب هذا كلما يطل عام دراسي جديد نقف حائرين أمام زيادة أعداد المدارس الأهلية ومغرياتها، ونقصان أهلية المدارس الحكومية لعدم الاهتمام بها بشكل يجعلها تتفوق عليها. لهذا نسب النجاح في تدنٍ مستمر سنة بعد أخرى، وتزايد أعداد المتسربين والفاشلين والراسبين الذين يعاني ذووهم من الفقر وصعوبة الحصول على لقمة العيش.

إذا أردنا أن نبني البلد بناءً حقيقياً ونأخذ بسفينته إلى بر الازدهار والتقدّم، علينا أن نولي التربية والتعليم جلّ اهتمامنا، وتوفير المستلزمات المدرسية وتعيين المعلمين ومتابعة المدارس كافة وفحص صلاحيتها من جميع الجوانب !!