الصفحة الأولى
المتنفذون يمعنون في الفساد.. مراقبون: الوعود الحكومية بتغيير اصحاب الدرجات الخاصة تبخّرت والكلمة الفاصلة للمحاصصة
بغداد طريق الشعب
لا تزال عملية توزيع الدرجات الخاصة تتم عبر الصفقات السياسية والمحاصصات الطائفية والحزبية الضيقة، الأمر الذي عزز شبكات الفساد السياسي الممنهج والمتشابك.
ونتيجة لهذه الممارسات تم تعيين مسؤولين مغمورين مرتبطين بقوى متنفذة في مواقع حساسة، بهدف استغلال موارد الدولة لأهداف خاصة من دون مساءلة أو رقابة فعلية.
ماذا عن التغييرات الحكومية؟
ورغم ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، جاء إلى السلطة محملا بوعود وتعهدات ارتاح لها الشعب العراقي، لا سيما ما يخص مكافحة الفساد وإجراء إصلاحات حقيقية، واعلان قوائم تغييرات للمسؤولين وتقييم أدائهم، الا ان الكثير من هذه الوعود لم تجد طريقها للتنفيذ،حيث لا يزال العديد من المتورطين في قضايا الفساد وهدر المال العام يحتفظون بمواقع نفوذهم وفي مناصب مهمة.
المعايير الحكومية
في هذا الصدد، قال عضو لجنة الاقتصاد النيابية ياسر الحسيني، إن "الدرجات الخاصة ودرجات المدراء العامين وحتى الأدنى من ذلك بالنسبة لمدراء الأقسام والشعب، في هذه الحكومة مبنية على المحاصصة اكثر من غيرها"، مشيراً إلى ان "الحكومة الحالية لم تراع معايير الكفاءة والتخصص والتحصيل الدراسي والنزاهة، بل كانت المحسوبية والقرب من الجهات السياسية المعيار الأساس في تنصيب هذه الدرجات".
وأضاف الحسيني في حديث مع "طريق الشعب"، ان "الحكومة لم تحقق أي تغيير في ما اعلنت عنه، بل سارت بنفس ركب سابقاتها واكثر من ذلك".
وفي ما يخص وكلاء الوزارات أوضح بالقول: إن عدم التقرب لهم "لا يعني انهم ناجحون، بل يعود السبب إلى عدم إمكانية استبدالهم، على اعتبار ان القوى السياسية الضاغطة هي التي أتت بهم، وهي الحامي الأول والرئيس لهم، وسط عدم قدرة رئيس الحكومة على ثني ارادة هذه القوى نهائياً".
واستبعد الحسيني ان يحصل تغيير في كابينة الدرجات الخاصة "لأن الحكومة اضعف من ذلك"، متهما إياها بتغليب "الجانب السياسي ومصلحة العائلة والقبيلة والحزب على حساب الكفاءات التي يمكن ان تخدم الشعب".
ونبّه النائب الى ان "الجميع متفق على عدم التغيير، كما ان المعارضة ليست قوية، الامر الذي جعل الاحزاب والمقربين من الحكومة يتمادون ويمعنون في المحاصصة".
مناصب رهينة المحاصصة
المحلل السياسي، هاشم الجبوري قال: ان "الدرجات الخاصة تخضع لمعادلة القرب من الحزب السياسي النافذ والمحاصصة الحزبية، ولا تخرج عن اطار هاتين المعادلتين اطلاقاً".
واضاف في حديثه مع "طريق الشعب"، إن "المحاصصة التي جرى ترسيخها كعرف سياسي، هي اعلى واقوى من الدستور نفسه، فإن تعارض العرف السياسي مع الدستور تذهب القوى النافذة لتخريجات بأسلوب واطر قانونية ظاهراً لكنها في الواقع لا تعدو كونها ترضيات سياسية".
ولفت في سياق حديثه الى ان "كل المناصب من اعلاها وحتى الادنى منها اصبحت تخضع لنهج المحاصصة التي تحكم معادلة توزيع وتقاسم المناصب"، مبيناً ان "هذا النهج خلف الفشل وسوء الادارة وفرض على الشخصية المختارة للمنصب تأدية التزامات مالية ووظيفية مرتبطة بالحزب السياسي النافذ، وولاء لا متناه لذلك الحزب".
وواصل الجبوري حديثه: "لا يوجد شيء في هذا البلد لا يخضع لسياسة ونهج المحاصصة، حتى وان حاول رؤساء الحكومات الخروج من عباءة المحاصصة، فأنهم سيجابهون بقوة وعنف من القوى والأحزاب المتنفذة".
وخلص الى القول إن "وكلاء الوزراء هم الوزراء الفعليون في الواقع العملي، وهي حصص حزبية مهمة يتم تقاسمها منذ سنوات طويلة، ولا يمكن ان يمس بها احد، ولن تتأثر حتى وان كانت الجهة النافذة خارج العملية السياسية او مقاطعة لها".
إزاحة المتنفذين
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة جيهان الاهلية، الدكتور مهند الجنابي، أن "أحد أهم أسباب عدم الاستقرار السياسي وإعادة بناء الدولة في العراق هو نهج المحاصصة الذي رافق العملية السياسية منذ تأسيسها".
وأضاف الجنابي، في تصريح لـ"طريق الشعب"، أن "هذا النهج هو السبب الرئيس لجميع المشاكل السياسية والفساد والأزمات التي يعاني منها النظام السياسي العراقي".
وأشار إلى أن "المحكمة الاتحادية أصدرت قرارًا شجاعًا في عام 2019، اعتبرت فيه المحاصصة السياسية غير دستورية، ولا أساس لها في الدستور. وبالتالي، أرى أن القوى السياسية ملزمة بالامتثال لقرارات المحكمة. ومع ذلك، وكما هو الحال دائمًا، هذه القوى لا تلتزم بالعديد من مواد الدستور، فكيف يمكن أن نتوقع التزامها بقرار قضائي؟"
وشدد الجنابي على أن نهج المحاصصة "وضع آليات التغيير في العراق ضمن مسارات ضيقة للغاية، ولا أعتقد أن هناك فرصة حقيقية للتغيير إلا من خلال الآليات الدستورية، وذلك عبر المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات، وإزاحة القوى التقليدية عبر صناديق الاقتراع"، منوها الى ان "هذه القوى ستواصل نهج المحاصصة كوسيلة للحكم في حال عدم ازاحتها من قبل الشعب".
****************************************
راصد الطريق.. هذا التهليل لنجلة الذهبية..ماذا وراءه؟
تهافت المسؤولون والمؤسسات الرسمية والخاصة في اليومين الماضيين على البطلة البارالمبية نجلة عماد، متسابقين على الإشادة بها وبمنجزها وعلى تكريمها. وبادرت وزارة التربية إلى إدراج قصة نجاح البطلة الذهبية في المناهج الدراسية، فيما قررت وزارة التعليم قبولها في كلية التربية البدنية.
لا شك أن نجلة ورفاقها الأبطال قد رفعوا اسم العراق عاليًا خلال مشاركتهم في بارالمبياد باريس، وهم يستحقون كل الدعم والتكريم، خصوصا وان النجاح الذي احرزوه هو ثمرة لتعبهم وكدّهم هم، وسط اهمال وتجاهل تامين من الوزارات والجهات الرسمية والمسؤولين "الاشاوس" المذكورين.
لكم يثير الاستهجان هذا التكالب من جانب المسؤولين على كل إنجاز يحققه عراقي بجهده الشخصي المجرد، متطفلين وجاهدين للاستحواذ عليه. فهم بفشلهم التام في كل ما يفعلون، وعجزهم عن تحقيق أي منجز حقيقي يخدم البلد والمجتمع، يلجأون الى الركض وراء كل من يحرز نجاحا، مصفقين له ومهللين كذبا، وبأمل اقتطاع شيء من كعكة نجاحه لا غير!
وهم أيضا لا يبتعدون بذلك كثيرا عن موروث "القائد الضرورة" و"مكرماته"، رغم كل ادعاءاتهم العمل على بناء دولة مؤسسات تحترم الانسان وحقوقه.
*********************************************
الصفحة الثانية
خلال زيارة الرئيس الإيراني الى بغداد توقيع 14 مذكرة تفاهم بين البلدين
بغداد ـ طريق الشعب
رعى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مراسيم توقيع 14 مذكرة تفاهم، في مجالات وقطاعات مختلفة، خلال زيارته الاولى الى بغداد، بعد تسنمه منصب رئيس الجمهورية الايرانية.
وتشمل المذكرات مجالات الاقتصاد، والتعاون التدريبي، والشباب والرياضة، والتبادل الثقافي والفني والآثاري والتربية، والتعاون الإعلامي، والاتصالات، وفي مجال تفويج المجاميع السياحية الدينية، والتعاون في مجال المناطق الحرة العراقية – الإيرانية، وفي الزراعة والموارد الطبيعية، والبريد، والحماية الاجتماعية، والتدريب المهني والفني، وتطوير القوى العاملة الماهرة، والتعاون بين الغرف التجارية.
ووقع مذكرات التفاهم عن الجانب العراقي السادة وزيرا الخارجية والتجارة، ورئيس اتحاد الغرف التجارية العراقية، فيما وقع عن الجانب الإيراني وزيرا الخارجية والاقتصاد.
ووصل الرئيس الإيراني صباح امس الأربعاء إلى بغداد في مستهل زيارة إلى العراق وإقليم كردستان تستغرق 3 أيام، وتشهد التوقيع على مذكرات تفاهم واتفاقيات أمنية واقتصادية.
**********************************************************
تصاعد الاحتجاجات في ذي قار .. تظاهرات مطلبية في سبع محافظات
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظة ذي قار امس الأربعاء تصعيدًا كبيرًا في الاحتجاجات، حيث لوح معتصمو محطة كهرباء الناصرية بنقل اعتصامهم إلى مركز المحافظة، حيث جرى اغلاق دوائر الكهرباء من قبل المحتجين بسبب عدم استجابة الحكومة المركزية لمطلبهم بإنشاء محطة توليد كهرباء بسعة 3000 ميغاوات.
احتجاج واسع
وأغلق محتجون مبنى دائرة توزيع الكهرباء في الناصرية، حيث طلبوا من الموظفين مغادرة المبنى وأغلقوه لحين تحقيق مطالبهم المتعلقة بإنشاء محطة توليد كهرباء بسعة 3000 ميغاوات. كما أغلق المتظاهرون مبنى قائممقامية قضاء الناصرية ونصبوا سرادقات الاعتصام المفتوح للمطالبة بنفس المشروع.
وأوضح أحد المعتصمين في بيان فيديو، أنه بعد مرور أسبوع على تنفيذ الاعتصام المفتوح، وعدم جدية الجهات الحكومية في الاستجابة لمطالبهم، فإنهم سيصعدون من احتجاجاتهم داخل مركز المحافظة.
ودعا المعتصمون رئيس الوزراء إلى التدخل المباشر لتحقيق مطالبهم، معتبرين إياه المسؤول الأول عن هذا الملف.
في سياق متصل، أغلق العشرات من الخريجين مبنى إدارة محافظة ذي قار ونصبوا خيمة للاعتصام المفتوح، مطالبين بشمولهم ضمن ملحق الاستثناء للتعيين على الدرجات الوظيفية البالغ عددها أكثر من 9000 درجة، بعد استثناء 5000 درجة منها سابقاً.
وقال أحد المعتصمين إنهم يمثلون جميع تخصصات الاقضية والنواحي، وقد تظاهروا في الفترة الماضية دون أن يحصلوا على استجابة من الجهات الحكومية، ما دفعهم إلى التصعيد الاحتجاجي.
كما أغلق العشرات من أصحاب العقود، المطالبين بالتعيين، مبنى الإدارة المحلية في الناصرية. وأفاد أحد المتظاهرين بأنهم يمثلون شرائح متعددة، بمن في ذلك الخريجون والحرفيون والكسبة، وأنهم قد مضى على تظاهراتهم أكثر من عامين دون أن يتحقق أي من وعود الجهات الحكومية، ما دفعهم لتجديد تظاهراتهم وإغلاق المبنى.
سلم الرواتب وحقوق الفلاحين
وفي المثنى، نظم العشرات من المزارعين تظاهرة أمام مجلس المحافظة، مطالبين بدعم الواقع الزراعي من خلال تجديد العقود في مقاطعة بصية، وتوفير الأسمدة والبذور، وتخفيض أسعار الوقود.
وأوضح المتظاهرون أن الموسم الزراعي المقبل سيتأثر بشكل كبير إذا لم يتم توفير الدعم وتحقيق الوعود الحكومية.
وفي بغداد، نظمت أعداد كبيرة من الموظفين تظاهرة في ساحة التحرير للمطالبة بتعديل سلم الرواتب.
كارثة مدرسة الهارثة
وفي البصرة، نظم أهالي منطقة (المشان) تظاهرة للمطالبة ببناء مدرسة، حتى وإن كانت كرفانية، بسبب قرب العام الدراسي ووجود خطورة في نقل التلاميذ إلى مدرسة جديدة تبعد كيلو مترين عن منازلهم.
وفي السليمانية، طالب مواطنون السلطات بإعادة حقوقهم القانونية بعد قيام رئاسة البلديات بتقسيم أراضٍ تابعة لهم.
وأشار هير عزت، ممثلاً عن أصحاب الأراضي، إلى أن هذه الأراضي تبلغ مساحتها نحو 32 دونمًا وهي ملك صرف لأصحابها وفقًا للوثائق الحكومية، وأنه رغم مراجعاتهم المستمرة منذ نحو عشر سنوات، لم يحصلوا على أي رد نهائي من البلديات.
مربو الدواجن
من جانبهم، حذر مربو الدواجن في كركوك من “كارثة وشيكة” تصيب قطاع الدواجن بسبب إجراءات حكومية تمنع نقل الدجاج من كركوك إلى بغداد ومدن الجنوب بسبب عدم امتلاك إجازة التسجيل لدى وزارة الزراعة.
وناشد ممثل مربي الدواجن أحمد يوسف الحكومة بوضع آليات لتسهيل حل المشكلة ودعم المنتج الوطني.
ولفت إلى أن مربي الدواجن في كركوك يعانون من قيود فرضتها الحكومة، ما يزيد من أعباء القطاع ويؤدي إلى صعوبات في تسويق المنتج محلياً.
من جانب آخر، استنكرت نقابة الصيادلة في ميسان تعرض صيدلاني من أهالي المحافظة للضرب من قبل قوة أمنية خلال فض تظاهرة في بغداد.
وأوضحت النقابة في بيان لها، أن الصيدلاني، الذي يعاني من عجز كلوي، تعرض للضرب والاعتقال ثم أفرج عنه بعد تدهور حالته الصحية، ودعت الجهات الأمنية والقضائية للتحقيق في الحادث.
*******************************************************
شيوعيو البصرة يتفقدون رفاقهم
البصرة – طريق الشعب
زار وفد من شيوعيي البصرة الرفيق شاوي ألوس فلحي (أبو صباح) في منزله، وذلك للاطمئنان على صحته واحواله بشكل عام.
والرفيق أبو صباح مقعد منذ فترة طويلة، ويعتمد على الكرسي المتحرك في تنقلاته. لكن حالته هذه لم تمنعه من ممارسة بعض النشاطات، والمشاركة في فعاليات الحزب، ومن ذلك مشاركته مع فد البصرة في مهرجان “طريق الشعب” الثامن في بغداد، فضلا عن مشاركته في نشاطات أخرى لمحلية الحزب في البصرة.
ضم الوفد كلا من الرفاق باسم محمد حسين وعبد الزهرة عذار وجاسم البصري وعبد الكريم الحربي.
وفي سياق ذي صلة، زار وفد من شيوعيي البصرة عائلة الرفيق الفقيد فريد الربيعي، للاطمئنان على أوضاعها.
وكان في استقبال الوفد نجل الفقيد الأكبر والسيدة أرملته. وقد تبادل الطرفان الحديث عن نشاطات الفقيد في التنظيم الحزبي منذ سبعينيات القرن الماضي حتى مغادرته الحياة، وعن التصاقه بالحزب ومبادئه السامية.
وضم الوفد كلا من الرفاق باسم محمد حسين وعبد الزهرة عذار وفالح ياسين وصلاح عبد القادر وجاسم البصري وعبد الكريم الحربي.
***********************************************
شيوعيو النجف.. يهنؤون المهندسين الزراعيين بيومهم العراقي
النجف – طريق الشعب
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الاثنين الماضي، نقابة المهندسين الزراعيين في المحافظة، وذلك لتقديم التهاني في مناسبة يوم المهندس الزراعي العراقي 10 أيلول.
واستقبل رئيس النقابة علي النفاخ، وبرفقته عدد من المهندسين الزراعيين، الوفد بحفاوة وترحاب. وتلقى الجميع منه التهاني في المناسبة، وأمنيات بالتطور والنجاح في العمل النقابي والمهني، من أجل تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين. وثمّن رئيس النقابة والمهندسون الزراعيون، دور الشيوعيين في تطوير العمل المهني في مختلف النقابات.
وفي الختام، قدم سكرتير محلية النجف الرفيق احمد تويج، باقة ورد في المناسبة إلى رئيس النقابة.
وضم الوفد إضافة للسكرتير، كلا من الرفاق سكرتير المختصة الزراعية في المحلية عليوي الميالي، ومصطفى حامد وزيد شبيب، إلى جانب الرفاق المهندسين الزراعيين سلام تويج وفلاح الرماحي وكاظم عبد الحسين وكريم بلال.
******************************************
كل خميس.. النظام لا يتغير تلقائيا
جاسم الحلفي
لا أتفق مع تلك التحليلات التي تفترض أن النظام في العراق على وشك السقوط، بسبب تفاقم فضائح الفساد المخزية، مثل “سرقة القرن” ونهب أموال الجمارك والصفقات المشبوهة التي تشمل السكك الحديد وميناء الفاو، وقضية التنصت التي اتهم بإدارتها مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء. أما العامل الدولي، الذي يحلو لبعض المحللين اعتباره العامل الأساسي في إسقاط النظام وتغييره، فإنه لا يكترث بما وصلت إليه الأوضاع، بل هو متواطئ مع طغمة الحكم، فهو لا يرغب في عراق قوي يحرص على مصالحه، وإنما يفضل عراقًا ضعيفًا، يتهاوى تحت وطأة أزماته المتتالية، لكي تستمر قبضته ـ العامل الخارجي ـ ماسكة بالقرار السياسي والاقتصادي، من أجل مصالحه هو دون أدنى اهتمام بمصالح الشعب العراقي ومصير الطبقات الكادحة التي ترزح تحت وطأة الحرمان.
كل هذا لا يفضي إلى إسقاط النظام، على الرغم من تأثير الأزمات وتفاقمها على النظام، وتداعيات تراجع ثقة المواطنين فيه. ذلك لأن النظام متجذر في بنية اجتماعية طبقية، تستفيد منه بشكل مباشر.
تكمن قوة النظام في ترابط مصالح طغمة الحكم في ما بينها من جهة، ومن جهة أخرى مع قاعدتها الاجتماعية التي تشكلت من تجار الصفقات المشبوهة، والبيروقراطية المنتفعة من الامتيازات، وأصحاب الوظائف الوهمية، وطيف واسع من السماسرة والمرابين وأزلام أحزاب الطغمة، والمستفيدين من الفساد، والمافيات الإجرامية، والميليشيات المسلحة، ومرضى الخطاب الطائفي للمغيب وعيهم بحيث لا يبصرون تسلط طغمة الحكم الجائر، وما تمثله من قيم قائمة على الاستغلال والابتذال والرثاثة والتفاهة والجشع وشراهة التمسك بالسلطة.
فقاعدة النظام الاجتماعية ليست مجرد أفراد مشتتين، بل هي طبقة كاملة تضع نفسها في مواجهة الشعب الذي تُنهب حقوقه يوميا .
ويمكن إضافة نقاط أخرى تجعل النظام غير مبالٍ رغم شناعة الفساد وفداحة الازمات، منها غياب المعارضة الرسمية. فمجلس النواب متهاون في واجباته الاساسية، التي يُفترض أن يرفع صوته فيها باعتباره صوت الشعب. ذلك انه أصبح مجرد ظل باهت، عاجز عن انتخاب رئيس أو اتخاذ موقف. أما المعارضة الشعبية فهي مشتتة، وغير قادرة على تنسيق صفوفها أو التفاعل بقوة مع الجماهير. وبهذا، فإن التحليلات التي تفترض استنتاجاتها إسقاط النظام واهنة وواهية، لا سند علميا يدعم فرضيتها الساذجة ويثبت صحتها. لكن لهذه التحليلات المتهافتة تأثيرا سلبيا يشيع الاتكالية وينتج الاحباط، كونه يزرع أملًا زائفًا بالتغيير.
والتغيير الحقيقي ليس عصيًا أو بعيد المنال، وان عدم حصوله حتى الآن لا يعني استحالته. لكن التغيير لن يأتي من تلقاء نفسه، ولقد تأخر بسبب تشتت قوى التغيير وغياب إرادتها بضرورة التنسيق. لقد تأخر التغيير لكون الشعب لم يوحد كلمته بعد. والتغيير بحاجة إلى وعي جماهيري ثوري، إلى حراك شعبي ينطلق من عمق الطبقات المحرومة، من العاطلين عن العمل، من العمال، من المظلومين الذين حُرموا من حقوقهم.
وستفرض الحاجة الى التغيير نفسها عندما تتوحد قوى التغيير والإصلاح في وجه الطغمة الحاكمة، وتنظم نفسها في ثورة سلمية عارمة. عندها سيكون النظام عاجزًا عن الوقوف في وجه المد الشعبي الجارف، الذي سيكنس كل من نهبوا ثرواته وبددوا إمكانياته وتلاعبوا بإرادته الحرة، وفي النهاية استغلوا خيراته لمآربهم الشخصية ولأحزابهم وللدول التي يمثلون مصالحها.
********************************************
الصفحة الثالثة
بسبب تفكك المنظومة القانونية وغياب العقوبات الرادعة معدلات الجريمة في العراق تتصاعد وباحثون يحذرون من تحديات خطرة
بغداد ـ محمد التميمي
يشكل تصاعد معدلات الجريمة تحديا امنيا اخر يطفو على السطح، وسط التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تواجه البلاد. فمع ارتفاع معدلات البطالة، وتزايد الفجوة بين الفئات الاجتماعية، وانتشار شبكات الاتجار بالمخدرات والأسلحة، باتت الجريمة ظاهرة مقلقة تهدد الاستقرار العام.
احصائيات وارقام
ورغم إعلان وزارة الداخلية تراجع معدلات الجريمة المنظمة، تكشف الاحصاءات الخاصة بأعداد الجرائم في العراق عن ارتفاع حالات القتل الجنائية خلال الشهرين الأولين من العام الجاري 2024، مقارنة بالشهرين ذاتهما من العام الماضي 2023.
وبلغ عدد حوادث القتل في شهر كانون الثاني 2024، 46 حالة قتل، أما في شباط فبلغت حوادث القتل 44 حالة، وفقًا لبيانات تم تجميعها من مواقع مختصة.
وتأتي هذه الأرقام مقارنة بـ 34 حالة قتل فقط في تشرين الثاني 2023، و28 حالة قتل فقط في كانون الأول 2023.
وبحسب تقرير "BTI 2024" وتحليلات إحصائية من موقع "Statista" لعام 2024.
فقد شهد العراق استمرارًا في ارتفاع معدلات الجريمة، مع تسجيل زيادة ملحوظة في حالات القتل والخطف والسرقة المسلحة.
واكد التقرير، ان هذه الجرائم تعكس تحديات أمنية مستمرة، تتأثر بشكل كبير بالاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، مثل الفقر والبطالة.
انخفاض نسبي
الخبير الأمني سرمد البياتي قال: ان "الوضع الاقتصادي سبب رئيس في ارتفاع معدلات الجريمة في الدول، لأنه ينعكس على البطالة. وفي العراق نشكو من سوء الأوضاع الاقتصادية وتفشي البطالة".
وأضاف قائلاً لـ "طريق الشعب"، أن "المخدرات تلعب دوراً كبيراً ايضاً، فقد اصبحت تسهم بشكل خطير في ارتفاع معدلات الجرائم، وحتى المعالجات تحتاج الى فترة طويلة في ظل الظروف بالوقت الحاضر".
واضاف البياتي بالإشارة الى ان "عدم تمكين العقوبات الرادعة مثل عقوبة الاعدام، يسهم ايضاً في هذا الارتفاع، سيما ان المجرم يفلت بعقوبته بعد التنازل وحسم الموضوع عشائرياً او بالرشوة، وهذه تعد عوامل مشجعة لذا فإن العقوبات الرادعة قادرة على ان تخفف مستوى الجريمة".
ونوه الى ان "وجود السلاح المنفلت واستسهال الحصول عليه، هو اخطر عامل يؤثر تأثيراً كبيراً"، مبينا ان اجراءات "وزارة الداخلية لم تكن ناجعة، فالعملية صعبة، ونحن بحاجة الى شدة في التطبيق ونزع السلاح المنفلت".
وخلص الى القول "اننا بحاجة الى سن قوانين تحد من الجريمة، ونؤيد بالنسبة لنا القوانين الرادعة والشديدة التي تضبط الشارع العراقي، ولنا في تجربة سنغافورة الناجحة مثال رائع. المطلوب اعداد دراسة نفسية للموضوع، وقبل كل شيء تهيئة الظروف قبل الشروع بالعمل".
المؤسسة القضائية تعمل لوحدها
أستاذة علم الاجتماع د. لاهاي عبد الحسين قالت انه "مما لا شك فيه ان هناك ارتفاعا كبيرا في معدل الجرائم سواء كانت جنائية ام منظمة، ولأسباب كثيرة وعديدة ساهمت في ارتفاع هذا المعدل دون وجود معالجات جادة وناجعة".
واوضحت في حديثها لـ"طريق الشعب"، ان "الجريمة في المجتمعات المتقدمة تعتبر مخالفة في القانون، لكنها في مجتمعنا ترتبط بالقانون والاخلاق ايضاً، بحكم الثقافة الاجتماعية السائدة. وعليه فأن مكافحة الجريمة في مجتمعنا تتطلب إجراءات كبيرة".
وتابعت عبد الحسين قائلة ان "اسباب الجريمة كثيرة ولا حصر لها، ولكن اهم هذه الاسباب هو الواقع الاقتصادي المر وارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب، والذي يعد احد اهم العوامل التي تؤدي الى ارتفاع معدلات الجريمة".
واكدت ان "التفكك القانوني في البلد، عامل مهم يسهم بشكل كبير في تفشي الجرائم. المؤسسة القضائية تعمل لوحدها وبالتالي لا تستطيع ان تؤدي دورها اذا كانت تعمل بمفردها فهي بحاجة الى ظهير، يتمثل بقوى متعددة مثل الاجهزة الامنية والباحث الاجتماعي".
وبينت استاذة علم الاجتماع، ان "خريجي علوم الاجتماع تمتصهم المؤسسات الحكومية في وظائف بغير اختصاصهم، علماً ان هناك قوانين في العراق تقضي بان يكون للباحث الاجتماعي حضور في مختلف المؤسسات، ليراجع ويكتب تحليلات مضيئة يمكن ان تعين صاحب القرار".
ونوهت الى ان "هؤلاء الباحثين الذين لم نستفد منهم، يمكن لهم ان يلعبوا دوراً مهماً في التوعية والثقافة العامة في المجتمع، حيث نلاحظ ان هناك غياب لدور الباحث الاجتماعي وضمور في عدد الندوات التثقيفية والتوعوية التي تساعد الناس على النظر لمختلف القضايا والتشاور بشأنها وحلها".
واكدت في سياق حديثها، ان "الارقام المعلنة لمعدلات الجرائم، تعبر عن انهيار الأمن القانوني، نتيجة عمل المؤسسة القضائية لوحدها، بينما يفترض ان يتم العمل مع اكثر من جهة، وبتنسيق مع الجهات الامنية والباحث الاجتماعي".
وخلصت الى القول ان "ارتفاع معدلات الجريمة يدل بشكل واضح على تفكك المنظومة القانونية. فالقانون بحاجة الى تطبيق، والتطبيق بحاجة الى اجهزة تعمل على الارض".
********************************************
عين على الأحداث
رمتني بدائها وانسلّت!
ضجت وسائل التواصل والفضائيات مؤخراً، بأكاذيب كثيرة، عمد لترويجها المدافعون عن محاولات وأد قانون الأحوال الشخصية، تنفيذاً لمهامهم الوظيفية التي يقبضون عليها رواتباً ضخمة من المال العام. ورغم إن بعض هذا الصخب قد تجاوز حدود المسموح به قانوناً، كتكفير المعارضين وتخوينهم والطعن بوطنيتهم وتهديدهم والتفتيش في ضمائرهم عن معتقداتهم الإيمانية، وهي أمور تعالجها المادة 4 إرهاب إذا ما طُبقت على الجميع، فقد كان بعضها مثيراً للسخرية كالإتهام الذي وجهه لليساريين بالعمل لصالح واشنطن، صحفي يحمل الجنسية الأمريكية ويعمل منذ سنين، في إعلام العم سام الذي تديره السي آي أي وتوجهه لشعوبنا المستضعفة!!
إحترگت كلوبكم
عادت للظهور مجدداً عمليات حرق وتجريف بساتين الحمضيات والتمور في بغداد وديالى وواسط، والتي حدثت قبل سنوات بفعل فاعل مجهول، لتسبب تراجعاً في المساحات المنتجة وفي المحصول، ولتضّر بشكل كبير ليس بمعيشة الفلاحين فحسب بل وبالإقتصاد الوطني. هذا وفي الوقت الذي تشير فيه بعض اصابع الإتهام للمتنفذين الذين يسعون لتجريد هذه البساتين من اشجارها ليسهل بيعها كقطع سكنية، ولدول الجوار التي يهمها تقليص الإنتاج الوطني لتبقى اسواقنا مفتوحة أمام منتجاتهم الزراعية، يحمّل الناس "أولي الأمر" مسؤولية الاهمال سواءً في منع التجريف أو مكافحة الفساد أو إبعاد حملة النيران عن نخيلنا وحمضياتنا.
في زمن الذكاء الإصطناعي
بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، كشفت وزارة التخطيط عن بلوغ نسبة النساء الأميات في العراق 21 بالمائة والذكور 12.7 بالمائة، متوقعة أن تنخفض هذه المعدلات مستقبلاً نتيجة لجهود الحكومة. هذا وفيما دأب الناس على الشك في هذه الوعود بسبب عدم الوفاء بأغلبها، أكد عدد من النواب على أن واقع التعليم متردِ جراء قلة الأبنية المدرسية اللائقة، وتزايد تسرب الأطفال من المدارس نحو سوق العمل بغية توفير لقمة العيش، وتفشي الفساد في الإدارة وفي طباعة المناهج وتوفيرها في الوقت المناسب، وتدني مستوى بعض الكوادر التدريسية، ناهيك عن غياب الإهتمام بمحو الأمية الثقافية بين الشباب.
هسة المشكلة بالتعريف
كشفت وزارة التخطيط عن وجود مستويين من الفقر في العراق، المدقع الذي يفتقد فيه المواطنون أمنهم الغذائي بدرجة تهدد حياتهم، ويصل عدد هؤلاء حوالي مليون انسان، والعادي الذي يفتقد فيه المواطنون الى الغذاء الكافي ولا يحصلون على المتطلبات الاساسية، كالتعليم والصحة والسكن، ويزيد عدد هؤلاء عن 9 مليون عراقي. هذا وفيما يعتقد الخبراء بأن معدلات الفقر هي اعلى بكثير من ذلك وقد تصل الى 30 بالمائة من الشعب، يرى الناس بأن للفقر مقياس عالمي معروف ولا يحتاج لحذلقة تشرحه، وقد بات فاضحاً لمنظومة المحاصصة والفساد، التي أوجدت في البلاد تفاوتاً طبقياً لا سابق له.
طلعنا إكمال
أعتبر السفير التركي لدى بغداد، جهود العراق في مكافحة التنظيمات الإرهابية غير كافية، منتقداً ما يواجهه بعض رجال الأعمال من مشاكل اثناء عملهم في العراق. وأعرب السفير أثناء زيارته لمعّبري فيشخابور وإبراهيم الخليل الحدوديين، عن أمله بنجاح محاولات تطوير العلاقات بين البلدين. السفير الإيراني من جهته برر القصف المتكرر لقوات بلاده على أربيل بوجود “مقرات للموساد الاسرائيلي” فيها تهدد أمن إيران. هذا وفي الوقت التي تأتي هذه التصريحات لتضاف الى تقييمات أخرى لبلادنا من سفراء واشنطن ولندن وغيرها، يندهش الناس من صمت حكومتنا على هذه التصريحات المهينة والبعيدة عن كل القواعد الدبلوماسية المعروفة.
**********************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
حول إنسحاب قوات التحالف
في تعليق له على عقد إتفاق بين العراق والولايات المتحدة، يقضي بإنسحاب قوات التحالف في غضون العامين القادمين، نشر موقع "ميدل ايست آي" البريطاني تقريراً اشار فيه الى أن الإتفاق الذي يبدو نهائياً والذي يتطلب موافقة القيادات العليا للبلدين عليه، يتضمن مرحلتين، تنتهي الأولى في ايلول القادم فيما تُستكمل الثانية في نهاية العام 2026، على أن تبقى بعض القوات متمركزة في أربيل عاصمة إقليم كوردستان، لعام أخر.
ترحاب وقلق
وأكد التقرير على إن الإتفاق قد حظي بترحاب كبير من خصوم الولايات المتحدة ونقادها، خاصة من يرفض منهم إستمرار وجودها العسكري في المنطقة، لكنه إستُقبل بقلق غير قليل من بعض صناع القرار في واشنطن ولدى بعض حلفائها في الشرق الأوسط، الذين يخشون من إتساع النفوذ الإيراني.
واشار التقرير الى أن بقاء بعض القوات في كردستان، قد برره الطرفان بالحاجة الى دعم الجهود الأمريكية المتعلقة بمحاربة الإرهاب في سوريا، مؤكدين على أن شرعية هذا البقاء ترتكز على تحالف بغداد وواشنطن في المعركة ضد الإرهاب، وهو ما كان أساساً لمجيء هذه القوات قبل عقد من الزمان الى العراق.
كما نقل التقرير عن المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي اندرو تابلر، قلقه على مستقبل الحكومة العراقية، التي يتسم وضعها بالضعف – حسب زعمه – مما قد يوقعها تحت ضغوط عسكرية من قوى إقليمية، كما حدث في الغارات الجوية التركية الأخيرة عند الحدود الشمالية أو نفوذ جارة العراق الشرقية.
غموض جديد
من جهتها، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مسؤول في وزارة الدفاع (البنتاغون) قوله بأن تحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق منوط بالرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذين سيقومان بمراجعة متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي، والإنتقال بطريقة منظمة، نحو شراكات أمنية ثنائية مستدامة، استناداً إلى الدستور العراقي وإتفاقية الإطار الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق. وأضاف المسؤول بأن ليس هناك أية متغيرات جديدة على ذلك حتى الأن يمكن الحديث عنها.
الأغلبية تدين
كما نشر موقع مركز سوفيان الأمريكي، هو الأخر تقريراً تفصيلياً عن قوات التحالف الدولي في العراق، استعرض فيه اسباب قدوم هذه القوات الى البلاد ومشاركتها في الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية، ثم تقلصها لتصبح مجموعة من المستشارين والخبراء، الذين يفترض أن يكونوا قد ساهموا في تدريب القوات العراقية وفي الجهد الإستخباري، قبل أن تطلب حكومة بغداد من واشنطن التفاوض على سحبهم، إستجابة لضغوط داخلية واقليمية، على حد تعبير الموقع، واضطرارها لإتباع سياسة متوازنة في علاقاتها مع الولايات المتحدة من جهة ومع إيران وحلفائها في العراق من جهة أخرى، وكذلك جراء رفض أغلبية العراقيين الساحقة، للدعم الأمريكي غير المشروط الذي يُقدم الى العدوان الإسرائيلي على غزة.
تغير الخطط
واشار التقرير الى أنه وبعد إصرار طهران على دفع الولايات المتحدة إلى الخروج من المنطقة بالكامل، وأستمرار حرب غزة دون حل، أدرك المسؤولون الأميركيون حجم الضغوط التي تتعرض لها الحكومة العراقية، فسعوا الى تلبية الإحتياجات السياسية لها وحماية جوانب رئيسية للعلاقة الإستراتيجية مع بغداد، بما في ذلك الحاجة إلى منع عودة ظهور داعش، وهو ما إنعكس كما يبدو في إتفاق خروج القوات بإطار زمني يمتد لعامين، معتبراً هذه المادة كافية لتوفير قدرة على تعديل الخطة إذا ما تغير الوضع الإقليمي أي "مساحة للتنفس" وفقًا لمسؤول أمريكي.
وذكر التقرير بان الخطط الجديدة ستتضمن تأسيس علاقة استشارية ثنائية مختلفة قد تسمح ببقاء بعض القوات الأمريكية في العراق بعد الانسحاب، درءاً لمخاطر عودة داعش، كما حدث قبل أيام في صحراء الانبار، ولتوفير قوة إستراتيجية مضادة لنفوذ بعض الدول الإقليمية على الحكومة العراقية.
************************************************
الصفحة الرابعة
النفط “تختلق” تسميات جديدة لعقود استثمار النفط خبير اقتصادي: إقصاء الشركات الحكومية يفقدنا المرونة ويعرض العراق لخسائر كبيرة
بغداد ـ بسام عبد الرزاق
انتقد الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي قيام وزارة النفط العراقية بتحويل جميع الحقول النفطية والرقع الاستكشافية والأنشطة الاستخراجية إلى الاستثمار الأجنبي عبر عقود الشراكة، في وقت يتم فيه إقصاء الجهد الوطني من هذه العمليات.
وذكر المرسومي الوزارة بتصريحاتها السابقة التي رفضت فيها هذا الشكل من العقود “الشراكة” المعمول بها في إقليم كردستان.
عقود الشراكة
وقال المرسومي لـ”طريق الشعب”، إن “عقود الشراكة هي شكل من أشكال عقود الامتياز التي تم تطبيقها في العراق خلال العهد الملكي”، مشيرًا إلى أن “هذه العقود تمنح المستثمر صلاحيات كبيرة، حيث يتولى تحديد مستوى الإنتاج والتكاليف وطبيعة التكنولوجيا، فضلاً عن التحكم بكمية الصادرات النفطية”.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن “هذا الشكل من العقود يمثل نوعًا من الهدر، ومن المحزن أن البلد يتحول كل حقوله النفطية وكل رقعة استكشافية وكل أنشطته الاستخراجية للاستثمار، وفي الوقت ذاته يتم إقصاء العنصر الوطني من أداء هذا الدور”.
وأشار إلى أن “هذا النوع من العقود انتقدته وزارة النفط في وقت سابق، ولكن الوزارة (اختلقت) تسمية جديدة بعنوان مشاركة الأرباح، والحقيقة هي مشاركة في الإنتاج. في هذه العقود، الشركات لن تأخذ النفط بل الأرباح فقط، وهذه تسمية جديدة يراد منها التغطية على الفحوى الحقيقية لهذه العقود”.
وأضاف المرسومي، أن “هذا النمط من العقود يُفضل في الحقول النفطية المغمورة تحت المياه وصعبة الاستخراج والتكوينات الجيولوجية المعقدة، ولكن في الحقول الأخرى تتم عادة تفضيل عقود الخدمة”.
ونوه إلى أن “نموذج عقود الشراكة المعمول به في كردستان يتضمن أن تذهب 56% من الإيرادات إلى الشركات النفطية الأجنبية و44% إلى الحكومة”، مشيرًا إلى أن “حكومة كردستان لديها أعذارها، حيث إن طبيعة الحقول صغيرة والتكوينات الجبلية والجيولوجية معقدة، وهناك صعوبات في عملية الاستخراج”.
الالتزام باتفاق أوبك
وتابع المرسومي، أن “الحقول النفطية الجديدة تحتاج إلى وقت، وعندما تصل إلى مرحلة الإنتاج يجب على العراق الالتزام باتفاقاته مع هذه الشركات. بمعنى أنه قد لا يستطيع تخفيض الإنتاج وقد لا يستطيع أيضًا الالتزام بحصة أوبك، إلا إذا قرر تخفيض حصة إنتاجه في حقول الجهد الوطني، وهذه الحقول بمعظمها ستحال إلى الاستثمار الأجنبي. وبالتالي، إذا لم تدخل هذه الحقول والرقع الاستكشافية للعمل بالشكل الدقيق في المستقبل، سيواجه العراق مشاكل مع الشركات الأجنبية”.
وأوضح، أنه “لنفترض أن الشركات استطاعت رفع الإنتاج إلى 6 ملايين برميل وحصة العراق من أوبك 4 ملايين و650 ألف برميل، ففي هذه الحالة ستحدث مشكلة بين الحكومة العراقية والشركات حول هذا الفائض”.
وعاد المرسومي للتذكير بجولات تراخيص النفط، مبينًا أنه “عندما قرر العراق تخفيض الإنتاج في جولات التراخيص عام 2020، قام بدفع الفرق كون الشركات غير ملزمة وتريد أرباحًا صافية عن كل برميل نفط خام منتج في الحقول، وبالتالي تحصل الشركات على الربح بغض النظر عن أي شيء، وعقود المشاركة الحالية تذهب بنفس الاتجاه”.
وأنهى بالقول إن “الحكومة، حتى وإن فكرت في تطوير الإنتاج، يفترض أن يكون ذلك من خلال الشركات الوطنية كونها تعطيها مرونة في تخفيض الإنتاج دون التعرض للغرامات”.
خلافات مع شركات النفط
وفي 24 أذار الماضي، دخلت وزارة النفط الاتحادية في خلافات مع شركات النفط الأجنبية العاملة في إقليم كردستان، لاسيما بشأن نوعية العقود المبرمة مع حكومة الإقليم. وتحدثت عن ضرورة دراستها بما يتلاءم مع القانون والدستور، فضلاً عن ضرورة تطابقها مع قانون الموازنة العامة لسنة 2023، الذي نص على احتساب كلف الإنتاج والنقل بما يساوي المعدل الذي تدفعه الوزارة في عقودها، حيث يبلغ معدل كلفة الإنتاج (6.9$ للبرميل).
لكن وزارة النفط عادت بعد شهرين في 11-13 مايو، وأطلقت الجولة الخامسة التكميلية والسادسة، واعتمدت فيها عقود الشراكة ذاتها المعمول بها في إقليم كردستان.
من الخدمة الى المشاركة
من جانبه، قال عضو لجنة النفط والغاز علي المشكور في تصريح صحفي إن هناك استغرابًا من جولة التراخيص النفطية الأخيرة التي سجلت انتقالًا من نمط عقود الخدمة مع المستثمرين الأجانب إلى صيغة عقود الشراكة، بينما كان هذا هو المأخذ الأساسي في الخلاف مع كردستان حول عقود الشركات.
وأشار إلى أن ذهاب الحكومة نحو عقود الشراكة يشكل مفارقة نظرًا لحجم السلبيات والاعتراضات التي تحدثت عنها الحكومة تجاه تعاقدات حكومة كردستان، مطالبًا بالإيضاح حول المستجدات أو وجهات النظر التي تغيرت لكي نتجه نحو عقود الشراكة.
وأوضح النائب أنه “لو كان العراق دولة فتية أو غير غنية، لكان الذهاب نحو عقود الشراكة منطقيًا، لكن كدولة تملك إمكانيات كونها ثاني منتج نفط في أوبك، فهذا مستغرب”.
اللافت للنظر أن إبرام هذه العقود يأتي بالتزامن مع قرارات أوبك المتعلقة بتخفيض الإنتاج، فضلاً عن أن مثل هذه العقود ينبغي أن تكون في أماكن الاستخراج الصعبة. وهنا، ليس لدينا مثل هذه الصعوبات، فضلاً عن ضرورة أن تكون هناك شفافية وإعلان كل تفاصيل هذه العقود للرأي العام.
مع الإشارة إلى أن الحكومة قالت في وقت سابق إن العقود المشابهة التي أُبرمت في الإقليم تتنافى مع الدستور، بينما هي توقع عقودًا حاليًا بنفس الصيغة التي اعترضت عليها سابقًا، حيث تماثل عقود الشراكة بالإنتاج مع عقود الشراكة بالأرباح، بحسب رأي خبراء نفطيين.
***************************************************
بعد انخفاض أسعار النفط الخام اقتصاديون: الحكومة عاجزة عن ضبط الإنفاق وعن زيادة العائدات غير النفطية
بغداد ـ طريق الشعب
مع تصاعد المخاوف الاقتصادية من انخفاض أسعار النفط، تبرز الأزمة المالية كأحد أبرز التحديات التي سيواجهها العراق في السنوات المقبلة.
وتتعرض الموازنة العامة للدولة لضغوط متزايدة نتيجة زيادة الانفاق غير المبرر وتراجع أسعار النفط، وهو المصدر الرئيس للإيرادات، ما يهدد الاستقرار المالي للبلاد.
وتحدث المستشار المالي لرئيس الوزراء، الدكتور مظهر محمد صالح، والخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن المشهداني، عن التحديات التي تواجه العراق في هذا السياق، مقدّمين تحليلاً دقيقاً للوضع المالي ومقترحات للتعامل مع الأزمة.
ازمة في موازنة العام المقبل
وقال المستشار المالي لرئيس الوزراء، الدكتور مظهر محمد صالح، إن العراق سيواجه أزمة في موازنة عام 2025 نتيجة لتراجع أسعار النفط، الذي يعد المصدر الرئيس لموازنة البلاد.
وأوضح صالح في حديث صحفي، أن الحكومة العراقية لا تتوقع مشكلات كبيرة في موازنة عام 2024، إلا أنها تحتاج إلى انضباط مالي صارم في عام 2025، مع ضرورة متابعة الصرفيات على مشاريع متعددة وضبط مسألة الهدر العام.
وأشار صالح إلى أن موازنة العراق للعام 2024 ارتفعت من 199 تريليون دينار في عام 2023 إلى 211 تريليون دينار، مع توقعات بعجز قدره 64 تريليون دينار.
وتابع، أن صرف الرواتب ومعاشات التقاعد في مواعيدها لا يزال على رأس الأولويات، مؤكداً أن الحكومة ستصرف رواتب الموظفين مهما كلفها الأمر. وتعكس المخاوف بشأن موازنة 2025 التحديات التي تواجه سوق النفط العالمية، حيث شهدت أسعار الخام انخفاضاً ملحوظاً منذ منتصف عام 2022، مع هبوط سعر خام برنت من 120 دولاراً للبرميل إلى أقل من 70 دولاراً.
وأوضح صالح، أن العراق يركز على زيادة الإيرادات غير النفطية من خلال تحسين تحصيل الضرائب ومعالجة المشكلات المتعلقة بها. وقدّر أن العراق يخسر ما يصل إلى 10 مليارات دولار سنوياً بسبب التهرب الضريبي والمشاكل الجمركية، مما يتطلب من الحكومة أن تكون أكثر صرامة في هذا المجال.
التوسع في الانفاق
من جهته، قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن المشهداني، إن “ملامح الأزمة الاقتصادية في العراق مستمرة، والسبب الأساسي هو التوسع في الإنفاق التشغيلي الذي استحوذ في موازنة عام 2023 على أكثر من 196 تريليون دينار، بما يعادل تقريباً 163 مليار دولار”.
وأضاف، أن “الإنفاق في موازنة 2024 توسع أكثر ليصل إلى 211 تريليون دينار، مع استمرار العجز المزمن في بناء الموازنات الذي بلغ 64 تريليون دينار، أي حوالي 45 مليار دولار للسنتين 2023 ـ 2024، ويفترض أن يُنقل هذا العجز إلى عام 2025”.
وأوضح المشهداني، أن “هذا العجز التراكمي سيكون بحدود 190 ـ 200 تريليون دينار، أي بقدر بناء الموازنة الحالي”. وأشار إلى أن “السبب الآخر هو أن إمكانيات الاعتماد على النفط محدودة، والعراق مقيد بسقف الإنتاج الذي تم الاتفاق عليه في اجتماع أوبك+، وهو 3 ملايين و300 ألف برميل. وقد مضت أشهر والعراق يتجاوز هذا السقف من أجل تخفيف العجز الكبير في الموازنة العامة”.
وأكد المشهداني، أن “كل هذا سيلقي بظلاله على العام القادم إذا ما انخفضت أسعار النفط عن الـ 70 دولاراً، حيث إن العجز سيزداد، لأنه أصبح من الصعب على الحكومة اليوم تقليص نفقاتها التشغيلية”.
وبيّن أن “الرواتب والأجور والحماية الاجتماعية ورواتب المتقاعدين تشكل حوالي 50% من إجمالي الإنفاق التشغيلي، الذي يكاد يصل إلى 95 أو 98 تريليون دينار”، مشيراً إلى أن “كل الإيرادات النفطية إذا ما انخفضت إلى 70 دولاراً لا تكفي لسداد هذه الرواتب”.
وفيما يخص الإيرادات غير النفطية التي يمكن أن يعتمد عليها العراق لتقليص العجز، قال المشهداني إن “الإيرادات غير النفطية في موازنة 2024 كانت بحدود 27 تريليون دينار، وتشمل الإيرادات الضريبية والكمركية والرسوم وغيرها. لن تستطيع الحكومة في أحسن الأحوال أن تصل إلى 17 تريليون دينار، أي تقريباً 60%”. وأضاف أن “من الممكن أن تزداد هذه الإيرادات وتصل إلى 20 تريليون دينار، لكنها لن تكفي بالطبع؛ نحن نتحدث عن عجز في الموازنة قدره 64 تريليون دينار وعن انخفاض بعوائد النفط بحوالي 30 تريليون دينار”.
صعوبة ضبط الانفاق
وعن إمكانية ضبط الإنفاق الحكومي الصارم كما أوصى المستشار المالي لرئيس الوزراء، قال المشهداني إنه “من الصعب جداً ضبط الإنفاق، لأن هناك نفقات حاكمة تصل إلى 145 تريليون دينار، وتمثل رواتب وأجور الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية، ومن الصعب جداً التلاعب بها، خصوصاً وأن العام القادم هو عام انتخابات برلمانية جديدة”.
وأكد المشهداني، أن “سداد الديون (فوائد وأقساط الدين العام) وأيضاً تخصيصات البطاقة التموينية وشراء الغاز وكذلك أجور إنتاج النفط من الشركات الأجنبية، هذه كلها من النفقات الحاكمة واجبة الدفع، وهذه مجموعها 145 تريليون دينار، ومن الصعب ضبط الإنفاق في ظل هذا التوسع الهائل للإنفاق”.
واختتم بالقول، إن “الحكومة إذا ما واجهت أي أزمة، ستتجه إلى إيقاف الإنفاق الاستثماري، الذي يفترض أن يكون المحرك الأساسي للاقتصاد العراقي، وبالتالي ستتوقف استحداث فرص العمل وإمكانية تطوير الإنتاج وتعويض الاستيراد الذي يشكل عبئاً على الموازنة العامة”.
يُذكر أن سعر بيع خام البصرة بلغ 66.72 دولاراً، فيما وصل سعر خام البصرة المتوسط إلى 69.72 دولاراً، وهو أقل بكثير من السعر المقرر في الموازنة، الذي ارتفع من 70 دولاراً في موازنة العام الماضي إلى 80 دولاراً في موازنة العام الحالي.
********************************************
وقفة اقتصادية.. أهمية الضريبة في تحقيق العدالة الاجتماعية
إبراهيم المشهداني
تحتل الضريبة دورًا أساسيًا في تحقيق الموارد المالية التي تشكل عصب السياسة المالية في البلاد. وان أهميتها الاقتصادية تتحدد في اتجاهين: الأول يتصل بإنعاش الموارد المالية بوصفها داعمة للموارد النفطية التي تشكل المصدر الأساس للموازنات السنوية، ومواجهة الأزمات التي يتعرض لها قطاع البترول في الأحوال التي يتقلص فيها الطلب على المستوى العالمي. والاتجاه الآخر هو أنها أداة مهمة في تنظيم عملية توزيع الدخل بين المواطنين.
ولكن يبدو أن الضرائب في بلادنا أصبحت بابًا من أبواب الهدر والفساد المالي، حيث تشير بعض التقارير إلى أن حجم المبالغ المهدورة في نطاق السياسة الضريبية الراهنة تجاوز 800 مليون دولار سنويا، دعك من حالات الفساد الأخرى، وأقربها ما تُسمى بسرقة القرن، حيث يشير آخر التقديرات الى أنها وصلت إلى عشر ترليونات، ولا تزال معطياتها الحقيقية غير متكاملة، وأصحابها طلقاء. وهذه الإشكاليات أفقدت الضرائب أهميتها في كونها أداة لتوزيع الموارد والدخل، فضلاً عن وظائفها الأخرى المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية ودورها في السيطرة على معدلات التضخم ومستويات الأسعار.
ومن الملاحظ الفارق الكبير بين التقديرات الضريبية والمبالغ الفعلية المتحصلة منها، ويعود سبب ذلك إلى قدم الأساليب والتقصير المتعمد أو غير المتعمد في تطبيق القوانين واللوائح الخاصة باستحصال الضريبة، الأمر الذي انعكس في ضآلة نسبة الضريبة إلى حجم الواردات في الموازنات السنوية. فعلى سبيل المثال، يُقدّر عادةً المبلغ الضريبي بين (2-3) تريليون دينار، أي ما يعادل 1.1 مليار دولار، في حين أن التقديرات الحقيقية تتجاوز 7 تريليون، ما يعادل 4.8 مليار دولار. وهذا التدني يعود إلى جملة من الأسباب؛ الأول يتعلق بقدم أساليب الاستحصال الضريبي وغياب الأساليب الحديثة في رصد مصادر الضريبة وتطبيق القوانين الضريبية، والثاني يتعلق بحالات الإعفاء من دفع الاستحقاق الضريبي على الشخصيات أو الشركات الاستثمارية التابعة لجهات متنفذة في السلطة، فضلاً عن وجود شركات وهمية بأسماء أشخاص مغفلين وسذج لا علم لهم بما يُجرى. وإن تلك الشركات تقدم مبالغ متواضعة، وإن مثل هذا النوع من الشركات تلعب دورًا ليس في تخريب سوق الاستثمار فقط، وإنما تتهرب من دفع مليارات الدولارات المتراكمة. وهناك العشرات من الأمثلة، ومن بينها شركات الاتصالات التي ما زالت بذمتها مئات المليارات التي يندرج حجم ضرائبها خارج الوعاء الضريبي.
ومن الواضح أن الحكومة تدرك آثار التهرب الضريبي وحجم الموارد التي تخسرها الدولة، فقد صرح رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر الإصلاح الضريبي المنعقد في السادس من كانون الأول من هذا العام أن هناك هدرًا في الاستحقاق الضريبي مقداره 26 مليار دولار نتيجة التهرب الضريبي. وقال في كلمة له إن إجمالي الواردات بحسب بيانات وزارة التخطيط يؤشر أن قيمة الاستيرادات 42 مليار دولار من آلات وسلع ومنتجات، وأن بيانات الجهاز المركزي للإحصاء تفيد بوجود واردات بنحو 16 مليار دولار، وهذا يعني أن 26 مليار دولار لم تخضع للرسوم الكمركية والضريبة.
إن الضرائب المتحصلة بشكل واضح هي تلك المتحصلة من رواتب موظفي الدولة، كونها تستقطع من الرواتب بشكل استباقي، ولا مجال للتهرب من دفعها. أما المواطنون الآخرون، فتطبق عليهم الضرائب وفق أصحاب المهن وتجار المفرق ومكاتب العقار مثلاً، فهي مبالغ محددة وفق معايير نسبية.
ومما تقدم، فإن الضريبة تعد من الموارد التي تتطلب منظومة من الإجراءات واللوائح التي ينبغي تطبيقها بكل حزم، ونقترح من بينها:
* توسيع نطاق الوعاء الضريبي، وضبط أوضاع المالية العامة ومداخيل القطاع الحكومي والقطاعات الأخرى الخاصة والمختلطة، وحصر مصادر التمويل الخاضعة للضريبة هو الخطوة الحاسمة إذا ما تم تطبيق القوانين بدون تردد أو محاباة.
* متابعة أعمال اللجنة التي تم تشكيلها في مؤتمر الإصلاح الضريبي المنوه عنه وفقًا لقرار مجلس الوزراء في الخامس من شباط 2024.
* ملاحقة الأموال المهربة إلى الخارج أو التي تم تبييضها عبر العقارات والمولات التجارية والمستشفيات الأهلية والمدارس والجامعات الأهلية.
***********************************************
الصفحة الخامسة
بين دخان حرق النفايات ودخان الوقود الاحفوري روائح كريهة تخنق مناطق بغدادية!
متابعة – طريق الشعب
ذكرت وكالات أنباء أن العديد من سكان بغداد شكوا ليل الاثنين الماضي من رائحة كريهة خنقت مناطقهم، مشيرة إلى أن السكان وصفوا الرائحة بأنها أشبه برائحة الكبريت، وانها صادرة عن دخان خيّم على مناطقهم.
ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر محلية في العاصمة، قولها أن “هذه الحالة تتكرر بين حين وآخر، وأن الدخان ناتج عن حرق المطامر الصحية في موقع معسكر الرشيد”.
وتساءل العشرات من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي، عن مصدر تلك الرائحة، في حين لم يصدر عن الجهات الحكومية المعنية أي توضيح.
وفي اليوم التالي، كتب المتنبئ الجوي صادق عطية على صفحته في فيسبوك: “خَرائِط التلوثَ البيّئي تشير الى زيادة في كميات ثاني اكسيد الكبريت في اجواء بغداد البارحة. حيث بلغت حوالي 60 ملغم/ متر²”، مضيفا أن “حرق الوقود الأحفوري يعتبر المصدر الأوّل لثاني أكسيد الكبريت، إذ يصل التلوّث الناجم عنه إلى مستويات خطرة بالقرب من المحطّات التي تعمل على الفحم ومن مصافي النفط وفي المناطق ذات الطابع الصناعي”.
وأشار عطيّة إلى ان “استنشاق ثاني أكسيد الكبريت يزيد من خطر التعرض لمشاكل صحيّة كالسكتة الدماغيّة وأمراض القلب والربو وسرطان الرئة والوفاة المبكّرة. كما أنّه يؤدّي إلى صعوبة في التنفس، خاصةً للذين يعانون حالات مزمنة”.
وكثيرا ما يشتكي بغداديون من انبعاثات غازية ناتجة عن حرق النفايات في موقع معسكر الرشيد، وغيره من مواقع الطمر الصحي. في الوقت الذي يُحذر فيه خبراء في البيئة والصحة، من خطورة تلك الانبعاثات على صحة المواطنين لما تحمله من مواد سامة مسرطنة.
ويقوم عدد من العاملين في مهنة جمع المواد المعدنية، ممن يُطلق عليهم “النباشة”، بحرق المطامر الصحية لتسهيل العثور على تلك المواد، الأمر الذي يُخلف أدخنة كثيفة تنقلها الرياح إلى المناطق المأهولة بالسكان.
فيما يضطر سكان بعض الأحياء السكنية إلى التخلص من النفايات عبر حرقها، في ظل ضعف الجهد الخدمي الحكومي.
وفي العام 2023 تصدرت بغداد المدن العربية بمستوى تلوث الهواء، وحلّت في المرتبة 13 عالميا، بمعدل تلوث تجاوز 10 أضعاف القواعد الإرشادية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
ووفقاً لبيانات صادرة عن شركة “IQAir” لتكنولوجيا جودة الهواء السويسرية، لا يزال تلوّث الهواء يمثّل أكبر تهديد للصحة البيئية في العالم. ويتسبّب التعرّض لتلوّث الهواء في حالات صحية عديدة قد تتفاقم، تشمل على سبيل المثال، أمراض الربو، والسرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب، والوفاة المبكرة.
ولمواجهة هذا التلوث والحد من آثاره الخطيرة، يرى اختصاصيون أن المطلوب هو زيادة المساحات والأحزمة الخضراء داخل العاصمة وما حولها، وتشديد الرقابة على مخلفات الغازات والأبخرة المضرة بالبيئة والملوثة للهواء من مصانع ومعامل ومركبات، والعمل على تنظيم التوسع والتخطيط العمراني والسكاني داخل المدن بشكل يضمن عدم الضغط الكبير على منظومات البنى التحتية التي تعاني أصلا التقادم والاستهلاك، والتي هي بحاجة لتحديث وإعادة ترميم وبناء.
***********************************************
الناصرية .. سقوط جزء كونكريتي من الجسر الهولندي
متابعة – طريق الشعب
تتصاعد مخاوف سائقي السيارات والأهالي في الناصرية، من انهيار الجسر الهولندي في المدينة، بعد سقوط جزء كونكريتي من أرضيته.
ويعد هذا الجسر الواقع شمالي المدينة، طريقا حيويا يربط مركز المدينة بصوبها الثالث، ومعبرا مهما للتنقل بين الأقضية والنواحي، وطريقا نحو المحافظات الجنوبية.
يقول السائق جاسم كاظم، أن هذا الجسر حيوي، وتسير عليه المركبات طيلة ساعات اليوم، ومنها مركبات الحمل، مبديا قلقه من تعرضه للانهيار، بعد سقوط جزء منه.
ويضيف قائلا أنه “لا اعتقد أن الدولة عاجزة عن إيجاد الحلول، لكن هناك تهاون في التعامل مع الموضوع. فلا بد من اتخاذ خطوات عاجلة لتلافي وقوع كارثة”.
أما المواطن سجاد رافد، فيقول أن “كثيرا من الحوادث وقعت على هذا الجسر، إضافة إلى سقوط عدد من السيارات. فالأمر ينذر بحصول كارثة فيما إذا لم تتم صيانة الجسر”.
ويشير إلى أنه “اليوم وقع جزء من أرضية الجسر، وغدا ربما يقع الجسر بأكمله”!
إلى ذلك، يقول معاون محافظ ذي قار لشؤون المتابعة أحمد الحجامي، أنه “ستكون هناك حلول سريعة لمعالجة الانهيارات التي حصلت في الجسر الهولندي”، لافتا في حديث صحفي إلى ان “الحكومة المحلية أحالت سابقاً مشروع إنشاء جسر جديد بدلاً من الحالي المتهالك. وقد بدأت الشركة المنفذة بوضع كرفاناتها في المكان المحدد، وبإنشاء جسر حديدي ليكون بديلاً مؤقتاً عن الهولندي”.
ويوضح أنه “بعد إكمال بناء الجسر الحديدي، ستقوم الشركة بهدم الهولندي، وإنشاء آخر كونكريتي بطول 712 متراً”.
************************************************
الأهالي ناشدوا ودون جدوى حيّ في «شط العرب» محروم من أبسط الخدمات
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من أهالي “حي الجوادين” في قضاء شط العرب شرقي البصرة، من انعدام أبسط الخدمات البلدية وخدمات البنى التحتية في حيّهم.
وقال عدد منهم في حديث صحفي، انهم ناشدوا مرارا عبر وسائل الإعلام، الحكومة المحلية تزويد حيهم بالخدمات المطلوبة، أسوة بالأحياء الأخرى في المنطقة، لكن دون جدوى، مبينين أن الحي بلا مجارٍ ولا تبليط، بالرغم من كونه صغيرا لا يضم سوى 250 بيتا، ولا يكلف إعماره الدولة كثيرا.
ولفتوا إلى ان الأمانة العامة لمجلس الوزراء أرسلت كتابا للحكومة المحلية يقضي بإدراج مشروع خدمات الحي ضمن خطة مشاريع عام 2024، لكن الجهات المعنية لم تقم بذلك – على حد ما نقلته وكالات أنباء عنهم.
ويشير الأهالي إلى ان حيهم جديد يعود إنشاؤه إلى العام 2013، ومنذ ذلك الحين لم يشهد أي مشروع خدمي، رغم كثرة المناشدات، متسائلين: “أليس من حقنا كمواطنين عراقيين أن نعيش في مكان مزوّد بالخدمات الأساسية؟”.
******************************************************
خنازير جائعة تتجول في شوارع السماوة!
متابعة – طريق الشعب
أفاد عدد من أهالي السماوة بتجوّل عدد من الخنازير في الشوارع العامة وفوق المجسرات، مبينين في حديث صحفي أن الخنازير دخلت إلى المدينة بحثا عن الطعام، وانها باتت تخرج من الأماكن التي يكثر فيها القصب وتتجول بين المنازل وفي الشوارع. فيما يواجهها الأهالي رميا بالرصاص.
وقال المواطن أحمد الأعاجيبي، أحد سكان منطقة المملحة، أن أهالي منطقته شاهدوا خنزيرا بريا يتجول وقت النهار مقابل معمل الملح، بحثا عن الطعام، فسارعوا إلى قتله خوفا من أن يهاجم أطفالهم.
وأوضح أن “هذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها الخنازير في المنطقة. فكثيرا ما تأتي بحثا عن الطعام”. أما سالم حسين، فقال أنه “قبل أقل من أسبوع شاهدنا خنزيراً في منطقة أم العصافير بمركز السماوة، يتجول على الشارع العام. وبعد أن عبر الشارع دهسته سيارة”، مبينا في حديث صحفي أن الخنزير كان قادماً من منطقة زراعية فيها قصب كثيف، ويعيش فيها الكثير من الخنازير. وأكد أنه قبل فترة شاهد مواطنون خنزيرا يتجول قرب جسر بربوتي في مركز المدينة. إلى ذلك، قال المواطن كرار كريم، وهو من سكان ناحية الكرامة، أن الخنازير تنتشر بين فترة وأخرى في المنطقة، وأن الأهالي رأوا قبل أيام قطيعا من الخنازير يتجول في شوارعهم ليلا، وقاموا بتصويره.
وأشار في حديث صحفي، إلى ان القطيع قدم من منطقة الجزيرة، بعد أن أصابها الجفاف وقل فيها الطعام، لافتا إلى أن الخنازير متوحشة وتهاجم من يعترضها، وانهم باتوا يخشون على أطفالهم منها.
*****************************************************
مفتشية الآثار تقاضيها.. مجاري نينوى تهدم أجزاء من «السور الأثري»!
متابعة – طريق الشعب
أعلنت مفتشية آثار وتراث نينوى، الاثنين الماضي، عن تقديمها شكوى قضائية ضد مديرية مجاري المحافظة، بسبب قيامها بهدم أجزاء من سور نينوى الأثري أثناء تنفيذها مشروعا خدميا.
وفي حديث صحفي، قال مدير المفتشية رويد موفق، ان “المفتشية تقدمت بدعوى لدى محكمة استئناف نينوى ضد الجهة التي قامت بهدم أجزاء من السور الأثري في الموصل، من الجهة القريبة لقلعة باشطابيا”.
وأوضح أن “الموضوع الآن متروك للقضاء في محاسبة الجهة المسؤولة عن هذا العمل”، مبيناً أن “تدمير أجزاء السور حصل بسبب تنفيذ أعمال مشروع مجاري الجانب الأيمن لمدينة الموصل”.
وأفاد مفتش الآثار في مقطع متلفز نشرته وكالات أنباء، بأن “مديرية المجاري اخترقت السور بأنبوب، ما تسبب في هدم أجزاء منه، وسرعان ما وجهت الهيئة العامة للآثار والتراث بإقامة دعوى قضائية بحق المتجاوزين”.
وأثار تهدم أجزاء السور غضبا واسعا في الشارع الموصلي.
******************************************************
الابتزاز يُعرقل تنفيذ المشاريع في غمّاس!
متابعة – طريق الشعب
يعاني قضاء غماس في محافظة الديوانية نقصا واضحا في الخدمات وتوقفا للعديد من المشاريع جراء عمليات ابتزاز يتعرض لها بعض الشركات المنفذة لها – حسب ما نقلته وكالة أنباء “السومرية نيوز” عن مواطنين من سكان القضاء.
ويقول أحد المواطنين في مقطع متلفز نشرته الوكالة، أنه بسبب الصراع السياسي لا تكتمل المشاريع الخدمية، لافتا إلى ابتزاز بعض الجهات، المقاولين، الذين في حال لم يدفعوا “ما يمشي الشغل”!
فيما يقول مواطن آخر أن “هناك أناسا يبتزون المقاولين والشركات. أما يدفعون لهم أو لن يسمحوا باستمرار العمل”.
ويحذر المواطنون من هذا التلكؤ الحاصل في المشاريع، الذي إن استمر سيضطرون إلى النزول للشارع وتجديد الاحتجاج وتصعيده.
فيما تنقل وكالة الأنباء عن قائم مقام غماس محمد سوادي الخزاعي، قوله أن توقف المشاريع جاء نتيجة مشكلات عديدة، منها تأخر تسديد بعض المستحقات المالية للشركات، من قبل الحكومة الاتحادية، لافتا إلى ان “العمل في مشروع المستشفى توقف بسبب تأخر تسديد المستحقات. بينما العمل في مشروع المجاري مستمر، ونسبة الإنجاز فيه وصلت إلى 38 في المائة”.
ويتابع قائلا أن “العمل في (طريق النغيشية) تمت المباشرة به، لكن هناك مشكلات حصلت مع الأهالي، الذين اعترضوا على مواصفات العمل. وحاليا تُجرى تحقيقات حول المشروع”.
*************************************************
مواطنون في الكوت يشكون من نقص المباني المدرسية
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من أهالي منطقة “حي الكرار والجمعية” في مدينة الكوت، من نقص المباني المدرسية في منطقتهم، مبينين في حديث صحفي أن المنطقة تضم مدرسة ابتدائية واحدة تم إنشاؤها عام 1973، ويداوم فيها أكثر من ألف تلميذ.
وأوضحوا أن هناك مدرسة أخرى تمت المباشرة ببنائها عام 2010، وتوقف المشروع، وبقي عبارة عن هيكل بعد أن سُرقت أجزاء منه.
وتنقل وكالات أنباء عن مديرية تربية واسط قولها أن الأمانة العامة لرئاسة الوزراء ووزارة التربية، عازمتان على إكمال المشاريع المدرسية المتلكئة بالكامل، مشيرة إلى أن الوزارة الحالية غير مسؤولة عن التلكؤ الذي حصل في المشاريع السابقة، وبالرغم من ذلك انها عازمة على إنجازها.
وقال مدير التربية د. أحمد شهاب، أنه خلال الفترة الماضية تم تسليم واسط من 2 إلى 4 مدارس، وانه خلال الفترة القادمة سوف تخصص مشاريع مدرسية كبيرة إلى المحافظة.
****************************************************
مواساة
- تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في أبي الخصيب الرفيق عيسى عبد الكريم حنظل، الذي توفي اثر مرض عضال.
وكان الفقيد ملتزما بمبادئ الحزب حتى آخر فترة من حياته.
له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.
- تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في أبي الخصيب الرفيق عيسى عبد الكريم حنظل، الذي توفي اثر مرض عضال. وكان الفقيد ملتزما بمبادئ الحزب حتى آخر فترة من حياته. له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.
- تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في اللطيفية الرفيق ميدر حميد سيف، اثر مرض عضال.
- تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية الرشيد الرفيق المناضل كاظم خليف سالم اليساري
(ابو فاضل)، اثر نوبة قلبية.
****************************************************
الصفحة السادسة
جنوب إفريقيا تقدم أدلة جديدة على «جريمة الإبادة الجماعية» رايتس ووتش: برامج الذكاء الاصطناعي تفتك بمدنيي غزة
متابعة – طريق الشعب
اقترف جيش الاحتلال الصهيوني، مجزرة جديدة في منطقة النواصي بقطاع غزة، نددت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عربية. فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، ان الولايات المتحدة شريكة في الجريمة لأنها نفّذت بأسلحتها المدمرة.
وفي الأثناء، منع الاحتلال قافلة تابعة للأمم المتحدة والصحة العالمية محملة بأدوية ووقود، ومخصصة للتطعيم ضد شلل الأطفال من الدخول لمحافظتي غزة والشمال
استخدام الذكاء الاصطناعي في القتل!
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إن استخدام الجيش الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعقب أهداف هجماته في غزة، يلحق أضرارا بالغة بالمدنيين ويثير مخاوف أخلاقية وقانونية خطرة.
ووفق المنظمة، فإن جميع الأدوات الرقمية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي تعتمد على بيانات خاطئة وتقديرات تقريبية غير دقيقة، مشيرة إلى أن ذلك يتعارض مع التزامات الاحتلال الاسرائيلي بموجب القانون الدولي الإنساني، وخاصة قواعد التمييز والحيطة.
وذكرت المنظمة، أن الجيش الإسرائيلي "يستخدم بيانات غير كاملة وحسابات معيبة وأدوات غير مناسبة للمساعدة في اتخاذ قرارات مصيرية تنطوي على حياة أو موت في غزة، مما قد يزيد من الضرر اللاحق بالمدنيين".
وخلص التقرير الى ان تقنيات الذكاء الاصطناعي ليست دقيقة بما يكفي لتوفير معلومات من أجل قرارات عسكرية يمكن أن تنجر عنها أضرار بالغة بالمدنيين.
وقف فوري لإطلاق النار
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة وأهمية وقف إطلاق النار الفوري بغزة، مؤكداً في حوار مع وكالة أسوشيتد برس، أن "الأمم المتحدة عرضت مراقبة أي وقف إطلاق نار محتمل بين الأطراف في غزة"، لكنه تراجع وقال ان قبول الاحتلال بذلك احتمال ضعيف.
بدوره، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن الأزمة في قطاع غزة تشكل "انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان"، مؤكدًا على "مواصلة دعم الفلسطينيين".
وأوضح بالقول: ان ما يحدث في غزة "أزمة خلقها الإنسان"، مضيفاً "يجب أن نستمر في المطالبة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى".
حقائق وأدلة
وأكدت رئاسة جنوب إفريقيا أنها ستقدم مذكرة إلى محكمة العدل الدولية الشهر المقبل موثقة بحقائق وأدلة تثبت ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة الإبادة الجماعية في فلسطين، مؤكدة استمرار القضية الى حين صدور الحكم.
وكان موقع "أكسيوس" الإخباري قد ذكر أن الخارجية الإسرائيلية أرسلت برقيات سرية، الى سفارتها وقنصلياتها في الولايات المتحدة تطلب فيها العمل فوراً للضغط على جنوب أفريقيا لتغيير سياساتها تجاه إسرائيل، فضلاً عن ممارسة ضغوط على أعضاء في الكونغرس الأميركي.
بالتوازي مع ذلك، شهد اجتماع وزراء الخارجية المنطقة العربية، توافقاً على التدخل رسميا لدعم دعوى جنوب أفريقيا.
في الاثناء، طلبت المجموعة العربية في الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز من الجمعية العامة للمنظمة الدولية، التصويت على مشروع قرار فلسطيني يطالب إسرائيل بـ"إنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال 6 أشهر".
واستبق السفير الاحتلال الإسرائيلي، برفض هذا التصويت الذي من المفترض ان يكون يوم 18 أيلول الجاري، وطلب من ذلك التصويت على قرار يدين حركة حماس ويدعو للإفراج عن الاسرى فوراً.
تظاهرات داعمة لفلسطين
وحمل نشطاء من الطواقم الطبية، لافتات كتب عليها "لا مرحبا بمجرمي الحرب في بريطانيا"، وذلك في تظاهرة سريعة خرجت في لندن بالتزامن مع زيارة يجريها وزير الخارجية الأمريكي الى وزير خارجية بريطانيا.
وحمل المتظاهرون الولايات المتحدة مسؤولية تمكين الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة إبادتها الجماعية وقتل الطواقم الطبية والمدنيين في قطاع غزة.
وفي ذات الشأن، اشتبك متظاهرون استراليون مناهضون للحرب على قطاع غزة مع الشرطة الأسترالية خارج معرض للدفاع والأسلحة في مدينة ملبورن الأسترالية، واستخدمت الشرطة وسائل مختلفة لإيقاف التظاهرة، كما اعتقلت نحو 33 متظاهر بتهم مختلفة وفق المتحدث باسم الشرطة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن الناس لديهم الحق في الاحتجاج، ولكن عليهم القيام بذلك بطريقة سلمية، وفق وصفه.
هيئة حرب جديدة
وفي تطورات استمرار حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، أشارت وسائل اعلام عبرية، الى ان رئيس وزراء الاحتلال شكّل هيئة أمنية مصغرة بدل مجلس الحرب الذي تم حله، دون الإعلان رسميا عن ذلك.
وتضم الهيئة 6 وزراء بينهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الى جانب نتنياهو، لكنها لم تشمل الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الذي يطالب بالانضمام للاجتماعات.
فيما كشفت قناة 12 الإسرائيلية أن قادة الأجهزة الأمنية حذروا نتنياهو - خلال الاجتماع الوزاري الأخير - من أن الوضع في الضفة الغربية على حافة الانفجار، وأن ذلك قد يؤدي إلى هجمات يُقتل فيها مئات الإسرائيليين.
وأضافت القناة، أن هؤلاء القادة الأمنيين عرضوا أمام نتنياهو ووزراء الكابينيت معطيات عن كميات أسلحة كبيرة جدا وغير مسبوقة في الضفة الغربية، وحذروا من إمكانية عودة العمليات التفجيرية.
وأوضحت القناة، أن الكابينيت الأمني والسياسي لم يوافق على أي من هذه المقترحات.
******************************************
منتدى مدريد لليمين المتطرف: اليسار هو العدو المشترك
رشيد غويلب
نظمت يومي 5 و6 أيلول الحالي الدورة الثالثة لمنتدى مدريد لقوى اليمين المتطرف في إسبانيا وأمريكا اللاتينية في المركز الثقافي كيشنر، والذي سيغير الفاشيون الجدد اسمه قريبا الى "قصر الحرية" بالعاصمة بوينس ايرس.
ووفقا لما جاء في كلمة الرئيس الأرجنتيني الفاشي الجديد "ميلي"، في يوم المنتدى الأول، شارك بضع مئات من المتعصبين في اعماله. على الرغم من اعلان المنظمين توزيع ألف دعوة مجانية، وتوقعوا ان القاعة لن تسع الحضور.
ولأول مرة منذ تأسيس المنتدى، تتم استضافته من رئيس دولة. وحضر ميلي، الذي يطلق على نفسه "الرأسمالي الفوضوي" العديد من الجلسات. وقال زعيم حزب فوكس الإسباني، سانتياغو أباسكال، الذي كان المبادر لتأسيس المنتدى، في تحيته إن ميلي “يشعر بدعم الأرجنتينيين اليوم” و”يُسمع صوته في جميع أنحاء أوروبا وفي جميع أنحاء العالم”. وعندما وصل الرئيس إلى القاعة، وقف الجمهور وصفقوا والتقطوا الصور معه.
لقد استمتع الرئيس الأرجنتيني بدور المسيح المتخيل، وفي كلمته، التي قوطعت كثيرا بهتافات الجمهور، وصف نفسه بأنه "أشهر سياسي في العالم إلى جانب دونالد ترامب". لقد جمع في كلمته بين الثناء على الذات واهانة معارضيه وخصومه: "بصفتي قائد هذه الحركة، أجلس في الصف الأمامي وأحظى بمستوى عالٍ من الاهتمام. وبالطبع هذا يزعج حقًا الفئران القذرة والفاشلة والمروضة". وليس من السهل ذكر المجموعات التي هددها واهانها الرئيس الفاشي، قبل ان ينهي كلمته بـ" "تحيا الحرية".
العدو يقف يسارا
مرة أخرى كان واضحا ان منتدى مدريد، في بوينس آيرس، يعتمد أساسا على تبسيط توزيع الناس بين صديق وعدو. لقد أكد زعيم حزب فوكس أباسكال في كلمته الترحيبية: "إن الأشرار متحدون، ونحن، الأخيار، كنا منقسمين وغير منظمين". لذلك، من المهم للغاية أنه "نحن، الأخيار"، بدأنا نجتمع معًا، واضعين جانبا كل الخلافات الأيديولوجية. فالشر، أي العدو، يقف يسارا، وإن ظل تعريفه غامضا. وفي الوقت الذي شدد أباسكال فيه بإيجاز على أن "الاشتراكية" هي "جريمة منظمة"، عزز ميلي الأسطورة القائلة بأن "الشيوعية" قتلت 150 مليون إنسان، وحصر المرشح الرئاسي السابق من تشيلي، خوسيه أنطونيو كاست، "جذر كل الشرور" في كوبا".
فنزويلا ومواضيع اخرى
وتوقف الفاشيون الجدد بشكل خاص أمام أوضاع فنزويلا على خلفية نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، والتي طغت عليها اشكالية حدوث مخالفات. وكان أحد "الأهداف" المعلنة للاجتماع هو "دعم الشعب الفنزويلي وإدانة رد الفعل الفاتر من جانب المجتمع الدولي". وقد هلل معارضو المنفى الفنزويليون الذين حضروا المؤتمر، وكذلك أنصار الرئيس البرازيلي السابق خايير بولسونارو، لأي مقارنة بين رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو والشيطان.
عكست اعمال المنتدى محدودية الاقتراحات والأفكار الملموسة، على الرغم من مجموعات النقاش التي أعطت انطباعا بأن هناك شيئًا يستحق المساهمة فيه وشملت اهتمامات المنتدى، بالإضافة إلى الوضع في فنزويلا، الأشهر الأولى لحكومة ميلي، وقضايا السياسة الأمنية والدفاعية، واليسار في المنطقة و"الأعداء المشتركون لإسرائيل".
ولعبت السياسة الخارجية أيضاً دوراً مهماً في الوثيقة النهائية، التي عرضت بعد ظهر الجمعة. وأشارت الوثيقة الى رفض "تقدم القوى الشمولية المعادية للغرب". وقد تمت الإشارة الى الصين وروسيا وبلدان اخرى. ودعت الوثيقة الى التضامن والدعم اللامحدود لإسرائيل، ولدونالد ترامب في سعيه للعودة ثانية الى البيت الأبيض.
منتدى مدريد
وتأسس المنتدى في 26 تشرين الاول 2020 كإطار جامع للأحزاب والمنظمات اليمينية المتطرفة (فاشيون جدد) في أمريكا اللاتينية وإسبانيا، حينها تم توقيع الوثيقة التأسيسية للمنتدى، الذي عمل برعاية المؤسسة البحثية لحزب "فوكس" الاسباني اليميني المتطرف. وجاء تأسيس المنتدى ردا على منتدى ساو باولا للقوى اليسارية التقدمية في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي.
*******************************************
بعثة أممية: طرفا الحرب السودانية ارتكبا جرائم مروعة
الخرطوم – وكالات
أكدت بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق بشأن السودان أن "أطراف النزاع ارتكبت انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان وجرائم قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وناقش مجلس حقوق الانسان، الثلاثاء الماضي، تقرير البعثة، الذي أكد "وجود انتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين والبنية التحتية المدنية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية"، وحمل التقرير طرفي الحرب في ذلك. ودعت البعثة إنشاء آلية قضائية دولية منفصلة تعمل جنبا إلى جنب مع المحكمة الجنائية الدولية للنظر في الملف السوداني. وردا على ذلك، قالت وزارة الخارجية السودانية إن البعثة نشرت تقريرها قبل الدورة الجديدة لمجلس حقوق الإنسان، وإن ذلك يجعل اللجنة فاقدة "للمهنية والاستقلالية ويؤكد أنها هيئة سياسية لا قانونية".
ورفضت الوزارة التوصيات جملة وتفصيلاً، وذكرت في بيانها أن "التوصيات المقدمة تتجاوز حدود تفويضها، وتتماهى مع تحركات يشهدها مجلس الأمن من قوى دولية معروفة ظلت تتصدر المواقف العدائية ضد السودان".
*****************************************************
ايران: سنرد على عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة
طهران - وكالات
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، إن "الإجراء الذي اتخذته بريطانيا وألمانيا وفرنسا استمرار للسياسة العدائية للغرب والإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني".
وأعلنت هذه الدول في بيان مشترك انها "ستتخذ إجراءات لإنهاء الخدمات الجوية مع إيران والعمل نحو فرض عقوبات على شركة الطيران الإيرانية"، مضيفة، "سنستمر في فرض عقوبات على كيانات وأفراد مهمين منخرطين في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ونقل صواريخ باليستية وأسلحة أخرى إلى روسيا".
وتوعدت إيران بالرد على العقوبات جديدة، وقالت خارجيتها إن "نشر أخبار مضللة عن نقل أسلحة إيرانية لبعض الدول يهدف لإخفاء الدعم التسليحي الغربي الواسع للإبادة في قطاع غزة".
وكانت طهران وصفت الاتهامات الغربية بـ"الادعاء المتكرر" بدوافع سياسية لدول غربية. وأكدت أنها لم تكن جزءًا من الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مشيرة إلى أنها تدعم الحل السياسي والمحادثات الثنائية لإنهائه.
***********************************************
فرز أولي.. جبهة العمل الإسلامي تتصدر نتائج الانتخابات الأردنية
عمان – وكالات
أظهرت الأرقام الأولية لفرز الأصوات في انتخابات البرلمان الأردني العشرين، تقدم جبهة العمل الاسلامي في القائمة الوطنية، بفارق كبير على بقية الأحزاب. ووفقا للنتائج الأولية التي نشرتها وكالات الانباء، فقد حصد مرشحو حزب جبهة العمل الإسلامي نحو 18 مقعدا على مستوى القائمة الحزبية بعد فرز نحو نصف مليون صوت، إضافة إلى تقدم الحزب في القوائم المحلية بما يقارب 14 مقعدا. وبهذه النتائج تحظى الحركة بـ32 مقعدا على حساب أحزاب الموالاة واليسار، وهو أمر غير مسبوق في تاريخها.
وأُغلقت صناديق الاقتراع بالأردن لاختيار أعضاء مجلس النواب في البرلمان، مساء الثلاثاء، بنسبة مشاركة بلغت 31.93 في المائة.
بدوره، قال رئيس هيئة انتخابات الأردن موسى المعايطة، خلال مؤتمر صحفي، إن الفرز سيبدأ مباشرة، وإعلان النتائج سيكون تباعا عبر منصة إلكترونية تم تخصيصها لذلك.
وأوضح، أنه سيتم بث جمع النتائج على الهواء مباشرة من جميع الدوائر عبر قنوات التلفزيون الرسمية، ثم ترسل المحاضر إلى الهيئة لتعلن بشكل رسمي، دون أن يحدد توقيت لذلك.
*********************************************
الصفحة السابعة
في بيت الحكمة.. قراءات في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية
متابعة – طريق الشعب
عقد قسم الدراسات القانونية في بيت الحكمة ببغداد، الاثنين الماضي، ندوة بعنوان "قراءات في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية"، تحدث فيها عدد من الأكاديميين والحقوقيين.
وحضر الندوة التي احتضنتها قاعة مكتبة بيت الحكمة، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي وعضو المكتب السياسي الرفيق د. عزت أبو التمن، فضلا عن جمع من الأكاديميين والمثقفين والناشطين والمهتمين في الشأن القانوني.
الندوة التي ترأسها مشرف قسم الدراسات القانونية المستشار د. عز الدين المحمدي، سلطت الضوء على الجدل الدائر اليوم حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية 188 لسنة 1959، وما يتضمنه من مواد قانونية حول النفقة والحضانة وطريقة إبرام عقود الزواج، وحرية اختيار قانون الأحوال الشخصية بما يتناسب مع الانتماء الديني والمذهبي للفرد.
وتضمنت الندوة 4 محاور، الأول حمل عنوان "ضمانات حقوق المرأة والطفل في قانون الأحوال الشخصية النافذ"، غطاه بالحديث القاضي وليد عبد الملك عبد الله، الذي تطرق إلى الضمانات المالية لحماية ورعاية المرأة والطفل، خاصة بعد عقد الزواج، وكيف ان هذه الضمانات محمية بموجب القانون النافذ.
أما المحور الثاني، فتناول فيه القاضي هادي عزيز علي المخاوف من إقرار مشروع تعديل القانون، مطالبا بوضع ضمانات لحماية حقوق المرأة والطفل. فيما استعرض خصائص القانون النافذ وأحكام تشريعه وتطبيقه.
وحمل المحور الثالث عنوان "رؤية علمية اجتماعية للمرأة في ظل مشروع التعديل". وقد طرحت فيه الباحثة د. لاهاي عبد الحسين، بعض البيانات والإحصائيات التي تبين حضور المرأة في الحياة الاجتماعية، وأهمية دورها في بناء الدولة.
وفي المحور الأخير للندوة نبهت الأكاديمية والناشطة د. بشرى العبيدي إلى الآثار السلبية المتوقعة مستقبلا لإقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية. وشهدت الندوة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين.
تحدث في الندوة الرفيق رائد فهمي وجاء في مداخلته:
التعديل المطروح يتضمن مرامي وتداعيات أخطر. يتعلق الأمر ببنية الدولة وبنية المجتمع، وقد يفتح الطريق أمام إعادة تشكيل طبيعة الدولة بأكملها. عندما نتحدث عن أن سلطان القانون يخضع ويتراجع أمام سلطان رجل الدين، فإننا نتحدث عن تغيير في طبيعة الدولة نفسها؛ عن ركيزة أساسية للطابع المدني للدولة.
يشكل هذا التعديل شرخًا وفجوة عميقة يمكن أن تغير الطابع العام لبناء الدولة العراقية ككل، وهو أخطر من الجوانب التفصيلية الأخرى التي يحاول البعض طمسها. من جانب آخر، على الصعيد الاجتماعي، سيؤدي هذا التعديل إلى تعميق وترسيخ الطائفية في المجتمع، مما يؤثر على النسيج المجتمعي والوحدة الوطنية في بلد متعدد القوميات والأديان.
لذلك، فإن هذه الأبعاد لها أهمية كبيرة على مستقبل العراق. يجب أن تتم مناقشة هذا التعديل من عدة جوانب، إضافة إلى آثاره على المرأة والدولة، كذلك الأبعاد الفلسفية والاجتماعية والطبية، لأن ذلك قد يفتح ثغرات لتعديلات أخرى. نحن لم ننتهِ بعد، فهناك قوانين أخرى قد تتبع. لذا، ينبغي أن تكون اليقظة عالية ازاء هذه العملية، وأن لا تُمرر بحجة حرية الاختيار، لأن هذا يعد تلاعبًا.
******************************************************
قوانين تصون كرامة المرأة أم تحط من كرامة وكيان المجتمع؟
محمد الكحط
نقف اليوم عند منعطف للطرق بين البعض من يحاول إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، لكنها تسير للأمام بسرعة هائلة مما يصعب عليهم ليس اللحاق بها فقط، بل حتى عدم فهمهم لما يدور في العالم من تطورات وتغيرات منها السلبي ومنها الإيجابي، والسلبيات كثيرة والجميع أو معظمنا يقف ضدها، لكن اليوم هنالك انجازات عظيمة للبشرية، وها هي الحياة تبدو أسهل وأجمل عن السابق في معظم البلدان المتطورة، لكن شعبنا لازال معزولا وغير قادر على اللحاق بعجلة التطور بسبب عدم توفر البنى التحتية لذلك، فلا كهرباء تحرك ماكنات الصناعة والزراعة وتلبي حاجة البحوث العلمية، ولا مؤسسات رصينة مستقلة للدولة تعطي مجالا للمبدعين والعلماء العراقيين فرص العطاء والنجاح، بل العكس حيث لا يعطى لهم المجال بسبب سياسة المحاصصة سيئة الصيت في بناء وتنظيم الدولة وتقاسم مواردها بيد حفنة من اللصوص والسياسيين الذين لا تهمهم مسألة تقدم العراق ونهضته، لذا يقف العلماء والخبراء والمبدعون معزولين عن إدارة الدولة وتقديم خبراتهم لها لتتقدم إلى الأمام.
التطورات في العالم أعطت حقوقا إضافية للمرأة وكرمتها، فها هي اليوم معلمة وطبيبة وعالمة ووزيرة ورئيسة وزراء ورئيسة دولة، ناهيك عن دورها في العائلة كأم وأخت وزوجة والبنت والعمة والخالة وربة بيت ... الخ، وتسن القوانين وتعدل لضمان أكبر قدر من المساواة لحقوقها مع أخيها الرجل، وهكذا تقدمت هذه الأمم من خلال مساهمة نصف المجتمع الآخر في العمل والبناء والتربية، ولم تبق حبيسة المنزل، واليوم في العراق نجد معظم النساء تكمل تعليمها الجامعي لكنها تبقى دون تعيين أما لعدم قبول عائلتها أو زوجها، أو لعدم توفر فرص عمل مناسبة لها، بسبب البطالة العامة في العراق وعدم القدرة على تشغيل الشباب لتوقف عجلة البناء والإعمار.
اليوم يخرج علينا البعض وبدوافع غير طبيعية ويريدون سن قوانين أكثر من مجحفة بحق المرأة وبالضد من صيانة كرامتها، يريدون تجريدها من بعض المنجزات التي تحققت لها عبر نضالها الطويل والصعب في العراق، وتحط هذه القوانين المقترحة من كرامة ووحدة العائلة وتعمق التفرقة في المجتمع العراقي الذي يأن من الصراع الطائفي والمذهبي والعرقي، وما يراد تطبيقه يزيد الطين بلة، فهل نحن بحاجة لذلك، أم نحن بحاجة إلى مزيد من القوانين الحديثة التي تصون كرامة المرأة والطفل والمجتمع وتوحد صفوف الشعب العراقي، وتهيء سبل العيش الكريم لكل أبنائه. لا شك بأن هذا صراعا بين قوى تريد العودة بنا إلى الوراء وبين المجتمع العراقي بل والمجتمع الدولي كله الذي لا يرتضي ذلك.
اليوم يتطلب من الجميع الوقوف ضد ما يراد إقراره، وعلى القوى البرلمانية التي تحاول الدخول بمساومات لتحقيق أهداف معينة ويرضخوا للبعض الآخر متناسين أنهم هنا يمثلون الشعب العراقي بأكمله وليس فئة أو طائفة معينة، فليس من الصحيح القول إن الجهة (س) تريد لقومها ذلك ولا نريد ان نقف ضدهم وكأن الأمر لا يعنيهم، لأن ذلك بالتالي ضد الجميع وبالمستقبل ستكون هنالك عواقب لا يمكن التكهن بتداعياتها.
نحتاج إلى الوقوف يدا بيد مع بعض لسن قوانين تخدم المجتمع وتسعى لتطوره وتحل مشاكله التي تفاقمت، والتفكير الجدي بأنهاء معاناته التي طال أمدها، لا العودة إلى الوراء.
**********************************************
المرأة ليست سلعة أو بضاعة للمضاربة
حسين علوان
تتسارع الأحداث بشكل غريب وبإصرار وعناد فج يخفي وراءه نوايا مضرة جدا بالنسيج الاجتماعي للعائلة العراقية، ويكرس بل يعمق التمترس الطائفي الذي بدوره سوف يشتت العوائل مما يؤدي إلى ضياع حقوق شريحة فاعلة تشكل نصف المجتمع (المرأة) ويجعلها بضاعة أو سلعة تشترى وتباع في سوق النخاسة وهذا يعيدنا إلى عصر ما قبل التطور التكنولوجي والابتكارات العلمية.
إن إصرار الداعين لتعديل القانون المدني المتحضر رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ ما هو إلا تحد للقوى المدنية والعلمانية والديمقراطية، وهو تحد لا يخضع بأي شكل من الأشكال لنوايا أخلاقية أو إنسانية، بل هو إصرار على الوقوف بوجه القوى المدنية الساعية إلى رفض مشروع التعديل بكل الوسائل الدستورية التي تنتهجها وبشكل حضاري ينم عن وعي وتفهم إلى أبعاد مخرجات مشروع التعديل وتأثيره على بنية وتماسك العائلة العراقية وأبعادها من الأضرار المجحفة التي تلحق بها من مشروع قانون يعيدنا الى الوراء بعقود كبيرة.
المرأة ليس سلعة أو بضاعة للمضاربة بها أو لقضاء النزوات والشهوات بل هي المحرك الفاعل للمجتمع، هي التي تبني الأسرة والأطفال، هي الأم والأخت والزوجة والحبيبة، هي العاملة والفلاحة والمهندسة والطبيبة وربة البيت، كيف نسمح أن نجعل منها كيانا ناقصا؟ وهي بدونها لا تكتمل دورة الحياة.
لن يمر تعديل مجحف بحقها ونرى وبكل قناعه أن القانون الساري منصف جدا لها وأن كانت هناك نوايا صادقة للتعديل فلا بأس أن تخضع للنقاش والدراسة المعمقة وفق الظروف الحالية التي نمر بها وبإشراك منظمات المجتمع المدني والأكاديميين وذوي الاختصاص من المشرعين وأصحاب الخبرة، ونذهب بتشريع تعديل غايته إنصاف المرأة ويمنحها الحقوق الكاملة دون المساس بكرامتها وإعلاء شأنها باعتبارها النصف المكمل للمجتمع وبكل احترام.
******************************************************
جلسة نقاشية في باريس حول مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية
باريس ــ طريق الشعب
نظّم المنتدى العراقي في فرنسا يوم الأحد، 8 أيلول 2024، جلسة نقاشية حول مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959. حضر الجلسة رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية للمنتدى، بالإضافة إلى مجموعة من أعضاء المؤتمر العام للمنتدى.
تولى الدكتور وثاب السعدي تقديم شرح مستفيض حول التعديلات المثيرة للجدل، مشيرًا إلى الهفوات والفراغات في الدستور العراقي لعام 2005 التي سمحت بتشريع قوانين لا تتناسب مع التطورات الاجتماعية والإنسانية للقرن الحادي والعشرين.
وأكد السعدي أن مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية لم يكن مخالفًا للدستور، حيث لا توجد فقرة تمنع تعديله، ولكن معارضته تكمن في أن التعديل المقترح يتناقض مع الوضع الاجتماعي ويُحتمل أن يتسبب في فوضى أسرية.
وتباينت وجهات النظر بين الحضور حول المشروع. فقد اعتبر طه رشيد وعدنان أحمد أن التعديل هو خطوة سياسية تهدف إلى تعزيز صلاحيات المؤسسة الدينية، مما يتعارض مع الطابع العلماني للعراق.
من جانبها، أشارت رفاه الهيتي إلى أن التعديل يشرّع زواج الأطفال ويهين المرأة، مما يرسّخ الطائفية ويقيّد الحريات الشخصية. بينما طرح حامد تركان تساؤلات حول إمكانية تعديل الدستور لتجنب تكرار طرح مشاريع قوانين غير ملائمة.
من جهته، أوضح فراس مصطفى أن من الأفضل التركيز على تعديل فقرات معينة في القانون الحالي بدلاً من التعديلات المثيرة للجدل.
وفي نهاية الجلسة، صدر بيان احتجاجي عن المنتدى، انتقد فيه مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي اعتبره تهديدًا لكرامة المواطن العراقي ولرابطة الأسرة، وأدان تغليفه بطابع ديني وطائفي.
ودعا البيان البرلمان العراقي إلى سحب المشروع، وناشد النواب بعدم التصويت عليه، مطالبًا الرئيس العراقي بعدم التصديق على مثل هذه القوانين.
البيان أكّد على موقف المنتدى من أهمية الحفاظ على الاستقرار الأسري والاجتماعي للعراق، وشدد على ضرورة مواجهة أي محاولة لإدخال تغييرات قانونية تؤثر سلبًا على حقوق المواطن العراقي وحرياته.
**************************************************
الصفحة الثامنة
منظمة العمل الدولية تحذر من مخاطر مشروع قانون التنظيم النقابي
بغداد – طريق الشعب
ضيفت منظمة العمل الدولية في جنيف، مطلع هذا الشهر، وفداً من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولجنة العمل البرلمانية وعدد من ممثلي الاتحادات العمالية ومنظمات المجتمع المدني، لمناقشة مقترح قانون التنظيم النقابي المعدّ من قبل لجنة العمل البرلمانية.
تحذير منظمة العمل الدولية
وفي اللقاء، حذرت لجنة خبراء منظمة العمل الدولية الوفد العراقي، وبشكل خاص ممثلي لجنة العمل البرلمانية، من خطورة تشريع قانون لا يتوافق مع معايير العمل الدولية التي صادق عليها العراق، خاصة وأن مقترح القانون تضمن خروقات كبيرة. وفي هذا السياق أفاد عضو الوفد والأمين العام لاتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، بأن لجنة الخبراء “طالبت بتقديم مقترح قانون بديل يتلائم مع المعايير الدولية ومتفق عليه من جميع الاتحادات والنقابات العمالية في العراق، مشددة على ضرورة توفير أساس تشريعي متين يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق”.
اتفاق على مسودة جديدة
وتابع الصفار القول “بناءً على توجيهات لجنة الخبراء، تم الاتفاق على صياغة مسودة جديدة لقانون التنظيم النقابي بمشاركة الاتحادات العمالية ووزارة العمل ومجلس الدولة والأمانة العامة لمجلس الوزراء”، مستدركاً بالقول بأن “لجنة المعايير اشترطت على لجنة العمل البرلمانية ضرورة عرض المسودة الجديدة مجدداً على لجنة المعايير وتنظيم ورشة رسمية لمناقشة الصيغة النهائية قبل تشريعها في مجلس النواب”. وأفاد الصفار بأن ممثلي الاتحادات والنقابات العمالية أعربوا عن ارتياحهم لموقف منظمة العمل الدولية من مسودة مشروع القانون.
وفي هذا الصدد، أوضحت منظمة العمل الدولية في بيانها حول زيارة الوفد العراقي أن “قانون رقم 52 لسنة 1987 عتيق ولا يتماشى مع معايير العمل الدولية التي صادق عليها العراق، مما يستدعي صياغة قانون جديد لحرية التنظيم النقابي في العراق”. وأشار البيان الذي اطلعت عليه “طريق الشعب” إلى أن الوفد العراقي ناقش مشروع قانون التنظيم النقابي الذي جرت قراءته الأولى في البرلمان في 29 نيسان 2024. وقد تمت مراجعة التعليقات الفنية لمنظمة العمل الدولية على المسودة، بالإضافة إلى وجهات نظر الجهات المعنية لضمان توافق المشروع مع المعايير الدولية للعمل.
تشكيل لجنة صياغة القانون
وأوضح البيان أن زيارة الوفد أسفرت عن تشكيل لجنة فنية لصياغة قانون نقابي جديد، وتعزيز مجلس التنسيق الذي يضم وزارة العمل والنقابات والاتحادات العمالية في العراق، بالإضافة إلى إنشاء منتدى ثلاثي لدعم الجهود الرامية إلى تعزيز الحريات النقابية. كما تم تسليط الضوء على الدعم الفني المستمر من منظمة العمل الدولية للعراق.وذكر البيان بأن الوفد العراقي وافق على تعزيز المشاورات الثلاثية لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون النقابات، بما يتماشى مع التعليقات الفنية لمنظمة العمل الدولية وإطار العمل الوطني في العراق، بما في ذلك القانون رقم 37 لسنة 2015. كما التزموا بتنفيذ خارطة الطريق التي وضعتها لجنة الاتصال المباشر لمنظمة العمل الدولية.
استعداد العمل الدولية لتقديم الدعم
من جانبها، أعربت مديرة معايير العمل الدولية في منظمة العمل الدولية، كورين فارغا، عن ارتياحها للتعاون، قائلة: “هناك التزام قوي، ومناقشة حيوية، وخطة واضحة للمضي قدمًا نحو صياغة قانون جديد للتنظيم النقابي في العراق”، وأكدت استعدادهم لدعم ممثلي الاتحادات والنقابات العمالية في هذه المرحلة الحاسمة ومشاركة طموحاتهم في أن يصبحوا قدوة للنقابات ولحرية تكوين الجمعيات في المنطقة.
بدورها، أكدت المنسقة القطرية لمنظمة العمل الدولية للعراق، مها قطاع، أن “توفير أساس تشريعي متين يتماشى مع معايير العمل الدولية التي صادق عليها العراق سيمّكن العمال ونقاباتهم، مما يدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العراق”.
حرية التنظيم النقابي
من جهته، ذكر نائب رئيس لجنة العمل البرلمانية، وأحد أعضاء الوفد المشارك في زيارة منظمة العمل الدولية، حسين عرب، إلى أن المنظمة أشارت إلى عدة ملاحظات رئيسية، أبرزها توسيع نطاق الحرية النقابية، وهيكل النقابات العمالية، بالإضافة إلى الحد الأدنى لعدد الأعضاء اللازم لتأسيس نقابة عمالية، وحق النقابات في وضع قواعدها وتنظيم إدارتها وأنشطتها.
وأكد على “ضرورة العمل على تطبيق معايير العمل الدولية بشأن الحريات النقابية والتفاوض الجماعي مع التركيز على اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي وفق اتفاقية العمل الدولية رقم 87 لسنة 1948”.
موقف لجنة العمل البرلمانية
بدورها، أفادت لجنة العمل البرلمانية في بيان لها اطلعت عليه “طريق الشعب” أن “الوفد العراقي ناقش خلال الزيارة الأخيرة له الى منظمة العمل الدولية، مقترح قانون النقابات العمالية في العراق والملاحظات الفنية للمنظمة بما يتماشى مع الاتفاقيات والمعايير الدولية”.
وأضافت أنه في ختام ورشة الاستضافة، تم وضع خارطة طريق لتعديل بعض فقرات مقترح القانون ومراجعة بعض المواد من خلال إجراء ورش عمل مشتركة بحوار ثلاثي مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وممثلي ورؤساء الاتحادات والنقابات العمالية.
***********************************************
لحظة عمالية.. قوانين وفق المصالح الخاصة
نورس حسن
تناضل الاتحادات والنقابات العمالية منذ عقود طويلة، لتشريع قانون ينظم العمل النقابي وفق آلية تضمن حق التنظيم النقابي في قطاعات العمل الحكومية، التي يعاني عمالها شأن اخوتهم عمال القطاع الخاص، من انتهاكات عمل مختلفة ومخالفات لقوانين العمل النافذة.
منذ أواخر القرن الماضي، والحركة النقابية العمالية تواجه صعوبات مضاعفة، أدت إلى خسارتها نسبة كبيرة من عضويتها، غداة القرار 150 لسنة 1987 الذي قضى بتحويل العمال إلى موظفين في دوائر الدولة والقطاع العام، وحرمانهم من حق التنظيم النقابي.
ورغم التحولات السياسية التي شهدها البلد بعد عام 2003، لم تتمكن الحركة النقابية العمالية من معالجة الآثار السلبية السابقة، بل وازدادت التحديات والعقبات أمام المنظمات النقابية. وكان من أسباب ذلك الأوضاع الأمنية المتدهورة، والانقسامات الحادة في الحركة النقابية، وعدم توفر الأطر القانونية لحماية المنظمات النقابية وأعضائها، وأسباب اخرى ساهمت في تدني عضوية النقابات وعدم إدماج الشباب والنساء في العمل النقابي بصورة تتناسب مع حجم تمثيلهم الفعلي في سوق العمل. وقد خلق ذلك انطباعا لدى جماهير العمال بأن النقابات العمالية “شكلية”، ولا يمكن الاعتماد عليها في الدفاع عن مصالح العمال وضمان حقوقهم.
ولم تقتصر التحديات أمام الاتحادات العمالية على ذلك، بل إن من يُزعم انهم ممثلو العمال في مجلس النواب ساهموا، وبجهود استثنائية، في تشريع قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، بعيدا عن موقف الاتحادات والنقابات العمالية العاملة، ويتوجهون نحو تشريع قانون للتنظيم النقابي، لا يمنح العمال حرية هذا التنظيم النقابي، ويضعهم في النهاية أمام الأمر الواقع.
وقد رفضت منظمة العمل الدولية مسودة قانون التنظيم النقابي هذه، التي جرت قراءة أولى لها في مجلس النواب، واعتبرتها مخالفة للمعايير الدولية المصادق عليها من قبل العراق. وأثار هذا الموقف من المنظمة الدولية غضب بعض الشخصيات الذين تضررت بذلك مصالحهم. لكن هذا لم يمنع الطرفين: العراق والعمل الدولية، من الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لصياغة مسودة جديدة للقانون تتماشى مع معايير العمل الدولية، وعرضها على المنظمة قبل تشريعها من قبل مجلس النواب.
حدث هذا رغم ما قيل من ان وزير العمل عبر عن رأي مفاده ان مشروع القانون الذي رفضته المنظمة الدولية يتضمن وجهات نظر مختلفة، جميعها قابلة للنقاش والحلحلة، وانه ليس بالضرورة أن يكون مشروع القانون مطابقاً بشكل كامل لرؤية المنظمة.
ولابد من الإشارة هنا، بناء على تجارب سابقة، الى ان لجنة العمل البرلمانية اعتادت في تشريعها القوانين، على تقديم المصالح الخاصة لبعض الفئات على المصلحة العامة. فضمان حقوق العمال وتنظيم عملهم بشكل سليم، لا ينسجم مع مصالح الكثير من عناصر المحاصصة الطائفية والفساد المعشعش في اوساطها.
أما وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، فكأنها تترك مهمتها الأساسية المتمثلة في إنصاف العمال وتأمين حقوقهم، وتجعل من نفسها مجرد نافذة لصرف مستحقات الرعاية الاجتماعية وتقديم القروض للمشاريع الصغيرة. فلا نراها والحال كذلك تبذل جهودا كافية لردع الانتهاكات مثلا التي يقوم بها الكثير من أرباب العمل، ولشمول عموم العمال بالضمان الاجتماعي وغيرها
**************************************************
تضامن دولي يعيد الآلاف من العمال الفلسطينيين الى اماكن عملهم
متابعة – طريق الشعب
اعلن اتحاد نقابات عمال فلسطين عودة الالاف من العمال الفلسطينيين الى اماكن عملهم في داخل الأرض المحتلة. وقال الامين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، أن نحو 14500 عامل ممن كانوا يمتلكون تصاريح للعمل في الداخل في مجالات الصناعة والصحة والقطاعات الخدماتية وعدد قليل منهم في مجال البناء، سبق أن عادوا إلى العمل، بشرط عدم البقاء داخل الأراضي المحتلة.
ووفق سعد، فإن خسائر العمال الذين تعطلوا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تجاوزت سبعة مليارات شيكل (نحو ملياري دولار) وهذه الخسائر الهائلة لها آثار سلبية على الاقتصاد الفلسطيني. وعن تعويض العمال والتخفيف عنهم، يوضح سعد أن الاتحاد اجتمع مرات عديدة مع سلطة النقد الفلسطينية من أجل تأمين سلفة مالية للعمال من البنوك لكنها لم تلق إستجابة، علماً أنها كانت تطلب من العمال فتح حسابات لديها مع ضمان تسهيلات لهم.
ويشير سعد الى ان اتحاد النقابات خاطب الاتحاد الدولي للنقابات واتحاد نقابات عمال امريكا ونقابات عمالية عالمية ومنظمات العمل الدولية، لوضعهم في صورة الظلم والاضطهاد الذي يعانيه عمال الداخل، وقد نجحت الجهود في تحصيل مبلغ مالي تم توزيعه على عمال غزة الذين لجأوا إلى الضفة الغربية.
*********************************************
عمال صيانة الكهرباء يعانون من كثرة التجاوزات وغياب الرقابة
بغداد - طريق الشعب
يعاني عمال صيانة المنظومة الكهربائية من تزايد التجاوزات على الشبكة الكهربائية، مما أدى إلى وفاة وإصابة العديد منهم.
يقول قيصر علي، وهو عامل عقد في دائرة صيانة كهرباء الرصافة لـ”طريق الشعب”، إن “الكثير من التجاوزات تحدث من قبل الأهالي، مثل الربط العشوائي لأسلاك المولدات الأهلية”. ويضيف أن هذه التجاوزات “تسببت في وفاة العديد من العمال وإصابة آخرين، مما جعلهم عاجزين عن العمل”. ويضيف بأن “غياب الرقابة على عمل أصحاب المولدات والربط الكهربائي العشوائي، أدى إلى تشويه معالم المناطق وتعريض الأهالي للخطر، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالعمال”.
وفيما يتعلق بمتطلبات الحماية، أشار إلى أنها “متوفرة، لكنها لا تقدم الحماية المطلوبة والآمنة لعمال الصيانة بسبب رداءة نوعياتها”.
**********************************************
النجف: إجازات عمل قانونية للعمال الأجانب المخالفين لشروط الإقامة
متابعة – طريق الشعب
شكلت محافظة النجف، مؤخرا، لجنة مشتركة لتصحيح موقف العمالة الأجنبية المخالفة، قامت بمعالجة 150 طلباً لمنحهم إجازة عمل قانونية لمدة سنة كاملة. وقال مدير دائرة العمل الاتحادي في النجف، قيس الشبلاوي، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “المشمولين هم من دخلوا العراق عن طريق المنافذ الرسمية أصولياً، باستثناء اقليم كردستان، ولا يشمل دلك الداخلين بطريقة غير أصولية”.
وأوضح الشبلاوي أن اللجنة تسلمت حتى الآن 150 طلباً عبر بوابة أور الإلكترونية، ومنحت المتقدمين إجازة عمل قانونية مدتها سنة قابلة للتجديد. واشار الى أن “الحكومة سمحت لأصحاب المشاريع الاستثمارية بإدخال العمالة الأجنبية ومنحهم شهراً لتصحيح موقفهم القانوني، بينما لا يسمح للمشاريع العادية بإدخال أي عامل إلا بعد استكمال الإجراءات القانونية”.
**********************************************************
عمال ورش المهن الحرة.. يشكون من عدم التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة الحكومية
بغداد - طريق الشعب
يشكو العديد من عمال ورش الحدادة والنجارة من عدم التزام أصحاب المولدات بالتسعيرة الحكومية وعدم تزويدهم بالتيار الكهربائي المتفق عليه، مما أجبرهم على الاعتماد على التيار الكهربائي الوطني الذي يعاني من عدم الاستقرار، وبالتالي تأخير إنجاز طلبات الزبائن.
غياب التيار الكهربائي
يقول وليد سامي، أحد عمال الحدادة، في حديثه لـ”طريق الشعب”، إن “استمرار عمل ورش الحدادة يعتمد بشكل كبير على توفر التيار الكهربائي”، مضيفًا أن “عدم توفر التيار أثر سلبًا على طبيعة العمل، مما أجبر العديد من أصحاب ورش الحدادة على رفض استلام الطلبات بسبب نقص الكهرباء”.
ويتحدث سامي عن تأثير المولدات الأهلية، مشيرًا إلى أن “ماكينات اللحام تحتاج إلى تيار كهربائي مرتفع، وأن العمل يستدعي توافر الكهرباء على مدار الساعة. وتبلغ تكلفة الخط الذهبي في المنطقة 14 ألف دينار، مما أدى إلى تحميل أصحاب الورش مصروفات إضافية تتجاوز 300 ألف دينار شهريًا فقط لتوفير الكهرباء، مما أدى إلى خسائر مالية واضطرار العديد منهم لتقليص عدد العمال رغم الحاجة إليهم”.
من جانبه، يقول عقيل الجوراني لـ”طريق الشعب”: “عمل الورشة يعتمد على التيار الكهربائي، وبغيابه تتوقف الورشة عن العمل، مما يدفع الزبائن للبحث عن ورش أخرى، مما يسبب خسائر كبيرة لأصحاب الورش والعمال”.
عدم التزام اصحاب المولدات
ويوضح الجوراني أنه “اضطر إلى شراء مولد كهربائي بسبب عدم التزام صاحب المولد القريب بالتسعيرة وعدم تزويده بالتيار الكهربائي المتفق عليه”.
ويشدد الجوراني على أن “ورش المهن الحرة بحاجة إلى دعم حكومي من خلال توفير مولدات كهربائية مدعومة، خاصة أن ورش النجارين تضم أعدادًا كبيرة من العمال الذين قد يصبحون عاطلين عن العمل بدون هذا الدعم”.
ارتفاع اسعار الاجارات
لكن معاناة عمال ورش المهن الحرة لا تقتصر على مشكلة الكهرباء فقط، إذ يشير عامل الحدادة سيد عباس، إلى الاستغلال الذي يتعرض له العمال من قبل المالكين لبناية الورش عبر فرض زيادات شهرية على أجور المباني. ويقول لـ”طريق الشعب”: “رغم الاتفاق المسبق مع مالك بناية الورشة بدفع إيجار شهري قدره 350 ألف دينار، إلا أنه زاد الإيجار إلى 400 ألف دينار في الشهر الأول، وهددنا بترك المكان والبحث عن بديل”.
اجبروا على تسريح العمال
ويضيف عباس أن “الكثير من أصحاب الورش اضطروا لتسريح العمال وإغلاق الورش بسبب غياب الرقابة الحكومية وعدم وجود قوانين تحمي جميع الأطراف”.
ويؤكد عباس أن “واقع عمال الورش الحرة أصعب مقارنةً ببقية المهن، حيث يفضل الكثير من أصحاب العمل استخدام العمالة الأجنبية بسبب الأجور المنخفضة، بينما يتحمل العامل العراقي العديد من المسؤوليات الحياتية”.
الضمان الاجتماعي حبرا على ورق
وفيما يخص الضمان الاجتماعي، يشير عباس إلى أن “أحقية الشمول في الضمان الاجتماعي تظل مجرد تصريحات، ولا توجد تطبيقات واقعية على الأرض. جميع العاملين في ورش الحدادة وغيرها من ورش المهن الحرة غير مشمولين بأي شكل من أشكال الضمان، وهم غير قادرين على دفع الاستقطاعات الشهرية بسبب تدني رواتبهم اليومية”.
*******************************************************
الصفحة التاسعة
نقص ثقة.. أزمة مرتقبة بين دي يونج وبرشلونة
برشلونة ـ وكالات
كشف تقرير صحفي إسباني، امس الأربعاء، عن أزمة مرتقبة بين الهولندي فرينكي دي يونغ، نجم برشلونة، وناديه خلال الفترة المقبلة. ويغيب دي يونغ عن المشاركة مع برشلونة منذ 5 أشهر، على الرغم من أن مدة الغياب المتوقعة في البداية كانت شهر ونصف. وبحسب صحيفة "سبورت" الكتالونية، فقد ترددت أنباء مؤخرا، تفيد بإمكانية خضوع دي يونغ لعملية جراحية، لعلاج إصابته المزمنة في الكاحل. ومع ذلك، فقد أشارت الصحيفة، إلى أن دي يونغ لا يثق تماما في الطاقم الطبي لبرشلونة. وأوضحت الصحيفة، أن دي يونغ يشعر أنه حصل على الضوء الأخضر للعودة إلى العمل قبل الأوان، ما تسبب في انتكاسة جديدة. وأضافت الصحيفة، أن دي يونغ لا ينوي سماع أي شيء بشأن حالته وتعافيه من الطاقم الطبي لبرشلونة. ويفتقد برشلونة العديد من لاعبي الوسط بسبب الإصابة، مثل فرينكي دي يونغ وبابلو غافي ومارك بيرنال.
************************************************
بعد التعادل السلبي مع الكويت المنتخب الوطني يعود إلى بغداد ويستعد لمواجهة فلسطين الشهر المقبل
بغداد ـ طريق الشعب
عاد وفد المنتخب الوطني العراقي إلى الوطن عبر طائرة خاصة مساء الأربعاء بعد قضاء ليلة في الكويت، وكان من بين الوفد اللاعب أيمن حسين. وجاءت العودة بعد تعادل المنتخب العراقي مع نظيره الكويتي سلبيًا في المباراة التي أُقيمت على ستاد جابر الدولي ضمن الجولة الثانية من التصفيات، والتي حضرها نحو 60 ألف متفرج. شهدت المباراة حالة طرد لمدافع العراق ريبين سولاقا في الدقيقة الثانية، ما أثر على مجريات اللقاء.
مدرب المنتخب العراقي، الإسباني خيسوس كاساس، ينتظر عودة منافسات دوري نجوم العراق وانطلاق الموسم الجديد في نهاية الشهر الحالي لرفع مستوى لياقة اللاعبين. وكان أيمن حسين قد قضى عدة أيام في الكويت للعلاج من إصابة في منطقة الصدر، حيث تم استخراج دماء متجمعة نتيجة إصابة تعرض لها في مباراة العراق وعمان ضمن الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم.
بتعادل أمس، وصل المنتخب العراقي إلى النقطة الرابعة، ليتساوى مع الأردن وكوريا الجنوبية في صدارة المجموعة، لكنه يتأخر عنهم بفارق الأهداف فقط.
رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، أكد أن الأهم تحقق في مباراة المنتخب العراقي أمام مضيفه الكويتي في تصفيات آسيا المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وقال درجال لوسائل الإعلام: "رغم أننا كنا نأمل في تحقيق الفوز والعودة بنقاط المباراة كاملة، إلا أن النتيجة كانت عادلة في النهاية. الحالة الطرد المبكرة أثرت على أداء الفريق، ولكن اللاعبين أظهروا انضباطًا كبيرًا وأداءً جيدًا رغم الظروف الصعبة مثل ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة".
وأضاف "الأهم في هذه المباراة هو عودة الكلاسيكو الخليجي الغائب منذ فترة طويلة، وحضور الجماهير الغفير. كانت الجماهير رائعة، ونتمنى أن تستمر هذه المشاهد في الملاعب الآسيوية والعربية في المستقبل".
وينتظر المنتخب الوطني مباريات هامة الشهر المقبل حين يلاقي كل من فلسطين وكوريا الجنوبية.
***************************************************
وقفة رياضية.. ماذا بعد ضياع حلم الأولمبياد؟
منعم جابر
في كل زمان تحقق في البطولات والدورات الأولمبية، نجد أن الكثيرين من أهل الرياضة والمختصين يتعاهدون ويشدون (الحزام) من اجل اصلاح الواقع الرياضي، لأننا خسرنا، وان الواقع الرياضي يتوجب ان يتم تصحيحه وإصلاحه، وبعد فترة تخف الحماسة ويخف الصياح (والهرج والمرج) وتعود الأمور الى نصابها وكأنك (يا بو زيد ما غزيت) ويبدو ان العاملين في قيادة الرياضة العراقية صاروا خبراء في مسارها وصياحها وسكونها، لهذا أقول لأحبتي العاملين في الرياضة العراقية ان تدرسوا بهدوء وسكينة الواقع الرياضي العراقي وما هو الحل النموذجي له، بعيداً عن الحدة وفقدان الأعصاب وتتساءلوا: هل القطاع الرياضي يقوده المختصون؟ هل العاملون في الاندية والاتحادات الرياضية هم أهلها؟ هل وضعوا البرامج الصحيحة لتطويرها؟ هل عمروا كثيراً في مواقعها اكثر من دورتين انتخابيتين؟ وغيرها من الأسئلة الضرورية والملحة وهذا هو الوقت المناسب خاصة وان هناك قيادة أولمبية جديدة. ويحق لنا ان نجيب عن بعض هذه الأسئلة الخاصة بواقعنا الرياضي. بالنسبة للسؤال الأول أقول ان الكثيرين من العاملين في القطاع الرياضي ليسوا من المختصين لكنه وضع في هذا المكان ضمن المحاصصة والمناطقية وليس له علم واختصاص في هذا المجال وهكذا عنصر متواجد في هذا المكان يكون فاسداً ومصلحياً، وليس من المختصين. أما السؤال الثاني فان البعض من العاملين ليس لديهم معرفة ولا خبرة بالأندية والاتحادات الرياضية فقد جاؤوا اليها لأنها مجال خصب للارتزاق والوجاهة ولما كانوا قد جاؤوا للجاه والمصالح فليس هناك أي مجال لوضع الخطط والبرامج لهذه المؤسسات الرياضية، وان هؤلاء يعمرون لسنوات طويلة، ويسعوا ليورثوا هذه المواقع لأبنائهم وأحفادهم، وهكذا مجاميع تقود الاتحادات والأندية الرياضية لا تتوفر لديهم القابلية والإمكانيات لتطوير أنديتهم واتحاداتهم الرياضية وهذا يؤكد فشلهم وإخفاقهم في المجال الرياضي وكل النشاطات الإنسانية التي ترتبط بهم ومؤسساتهم. لهذا أقول إن هذه المؤسسات الرياضية وتحت ظل هذه القيادات سوف لا تنجح في تحقيق الإنجازات المطلوبة. عليه أقول لأحبتي في القيادة السياسية والقيادة الرياضية عليكم ان تسنوا القوانين الرياضية المناسبة للاتحادات والأندية الرياضية وبشكل علمي وعملي والتي تضمن وصول الكفاءات والخبرات والنزاهة الوطنية وهذا الواقع سيضمن وصول المخلصين لهذا الوطن والمدافعين عنه. وتحددوا العمل بدورتين انتخابيتين فقط للرئيس ونائبه وأمين السر، وبهذا نضمن وصول كفاءات لا تسعى للبقاء الأبدي والتوريث وبهذا نضمن نزاهة العمل لان لا مجال للبقاء الدائم وخاصة خلال مرحلة السنوات العشر القادمة لتكريس النموذج الديمقراطي لان اغلبنا عشنا مرحلة الدكتاتورية وما زالت مترسخة في عقولنا.
إننا في الوسط الرياضي نجد ان الكثير من اهل الرياضة والمعمرين فيها وجدوا الأسلوب السابق في القيادة هو الأسلوب الناجح والضروري، عليه يؤكد الكثيرون من أهل الرياضة انه هو الأسلوب الصحيح وان التجربة الديمقراطية (فاشلة) والشيء المهم الآخر هو أهمية قيام اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية بضرورة محاسبة الاتحادات والأندية الرياضية وكذلك وزارة الشباب والرياضة على نتائجها وحساباتها خلال كل نصف سنة أي ستة اشهر ومطالبتها بمراقبة الأداء والنتائج وإعادة الثقة بكل عناصرها سنوياً أو عند الحاجة لغرض تشديد الرقابة والمتابعة للفعاليات والنشاطات، وبدورها ستقوم الاتحادات الرياضية المركزية بمراقبة ومتابعة نشاطات وفعاليات الاتحادات الرياضية الفرعية ومكافأة المجتهدين وإصلاح ومراقبة الكسالى. ان عمل الاتحادات ومتابعة نشاطها سيسهم بالارتقاء والعطاء بالعمل الرياضي لهذه المؤسسات الفرعية وهذا ما يحقق نتائج وإنجازات متقدمة. ولا بد من إيجاد مكافآت وشهادات اعتراف بالكفاءة لمن ينجح ويتجاوز المرحلة لخلق المنافسة بين أعضاء الإدارات.
***********************************************
الصقور يستعدون لمواجهة ألتين أسير التركمانستاني
متابعة ـ طريق الشعب
أنهى فريق نادي القوة الجوية معسكره التدريبي في مدينة أنطاليا التركية، والذي دام لمدة أسبوعين، تحضيرًا لبطولة أبطال آسيا ودوري نجوم العراق لكرة القدم للموسم 2024-2025.
وقال هيثم كاظم، نائب رئيس النادي، أن الفريق سيأخذ راحة ليوم واحد، على أن يستأنف تدريباته في بغداد اليوم الخميس استعدادًا للبطولتين المرتقبتين.
وأضاف كاظم أن أبواب النادي ستكون مفتوحة للجمهور لمتابعة التدريبات والمباريات الاستعدادية للفريق. وأوضح، أن فريق القوة الجوية سيواجه فريق ألتين أسير التركمانستاني يوم الأربعاء المقبل على ملعب المدينة ضمن الجولة الأولى لبطولة أبطال آسيا. كما أشار إلى أن الفريق سيخوض مباراة ودية يوم الجمعة مع أحد الأندية، قبل مواجهته الآسيوية المرتقبة.
وكان الفريق قد خاض مباراتين وديتين خلال معسكره في أنطاليا، حيث اشتمل المعسكر على تدريبات بدنية وفنية مكثفة، بواقع وحدتين تدريبيتين صباحية ومسائية، تحت إشراف المدرب القطري وسام رزق، بهدف رفع الجاهزية القصوى للفريق.
***************************************************************
نسب إنجاز متقدمة في ملعب القيثارة
متابعة ـ طريق الشعب
أكد ماجد الجادري، المدير الإقليمي لشركة نوردك سبورت السويدية، التي تشرف على تنفيذ المدينة الرياضية لنادي الشرطة، أمس الأربعاء، تقدم نسب الانجاز في مشروع ملعب نادي الشرطة، الذي يتوقع أن يتحول الى "تحفة رياضية".
وفي تصريح صحفي، أوضح الجادري أن "الملعب قد وصل إلى مرحلة إنجاز متقدمة تبلغ 70%، حيث تم تركيب الأضواء الكاشفة وفق أحدث المواصفات في الملعبين الرئيسي والتدريبي، كما تم إنجاز نظام الرش، شبكة تصريف المياه، المنازع، قاعة المحاضرات، والملحقات الإضافية الأخرى".
وأشار الجادري إلى أن "أرضية الملعب ستُزرع باستخدام نفس البذور التي استُخدمت في ملاعب قطر التي استضافت كأس العالم الأخيرة." وأضاف أن "الشركة بدأت بتركيب المدرجات التي ستُثبت باستخدام تقنيات الربط الحديثة"، لافتًا إلى أن "الملعب سيتسع لـ10,200 متفرج، وسيحتوي على مكان خاص لمقصورة الضيوف والشخصيات".
وأكد أن "ملعب التمرين الثانوي قد أصبح جاهزًا لاستقبال تدريبات فرق نادي الشرطة بعد أن تم إنجازه بالكامل وتجهيزه بالعشب الصناعي الممتاز".
وختم الجادري بالقول: "نسعى من خلال هذا التعاون إلى إنجاز المشروع في أقرب وقت ممكن لإسعاد جمهور نادي الشرطة الذي ينتظر بفارغ الصبر الانتهاء من ملعبه".
************************************************
إشادة بإنجاز أبطال البارالمبياد الشباب والرياضة تؤشر نقصا في البنى التحتية
متابعة ـ طريق الشعب
أكد مدير عام الدائرة البدنية في وزارة الشباب والرياضة موفق عبد الوهاب، أن الرياضة العراقية مازالت بحاجة الى البنى التحتية لمجمل الألعاب الأولمبية والبارالمبية، فيما أوضح أنه كان بإمكاننا تحقيق نتائج أفضل وكسب المزيد من الميداليات في بارالمبياد باريس.
وقال عبد الوهاب في حديث صحفي إن" ما حققه أبطالنا في بارالمبياد باريس كان مرضياً ولكن كان بالإمكان أيضا تحقيق نتائج أفضل وكسب المزيد من الميداليات "، مبيناً أن" أكثر من رياضي تمكن من تحقيق المركز الرابع أي كان قريباً جداً من خطف الميدالية البرونزية ".
وأضاف عبد الوهاب، أن" الرياضة العراقية مازالت بحاجة الى البنى التحتية لمجمل الألعاب الأولمبية والبارالمبية واستثمار الدعم الحكومي الكبير لجميع النشاطات"، مشيرا الى أن" الرياضة أصبحت تمثل لغة التواصل بين العالم وتنعكس من خلالها حضارة وتاريخ الشعوب".
وأوضح، أن" المستوى الكبير الذي قدمه الوفد العراقي نال إشادة الدول المشاركة من جميع أنحاء العالم بعد الأرقام المذهلة لأبطالنا في هذا المحفل الكبير"، مشيداً بـ"جهود اللجنة البارالمبية من إداريين وفنيين ولاعبين"، ومؤكداً أن "ما تحقق من إنجاز ينبغي أن يتعزز بإنجازات أخرى في المحافل المقبلة وكذلك العمل من الآن لأربع سنوات قادمة للخروج بحصيلة أكبر في البارالمبياد المقبلة".
*************************************************
الصفحة العاشرة
«غادة الزاهرة» لزينب فواز وسجال أول رواية عربية
سلمان زين الدين
من الملاحظ أن الطبعة الجديدة من رواية زينب فواز “غادة الزاهرة”، (دار نلسن وجمعية “نساء ذوات ثقافة مزدوجة”، بيروت) بالمقارنة مع الأولى، أسقطت من العنوان المعطوف عليه واكتفت بالمعطوف. وبين الطبعتين الأولى والأخيرة (حتى الآن)، كان ثمة أخريات، إذ صدرت الرواية في حياة صاحبتها مرات عدة، ووجدت طبعة منها تعود لعام 1903 في دار الكتب والوثائق القومية في القاهرة، وأصدرها المجلس الثقافي للبنان الجنوبي في عام 1984 في سلسلة التراث العاملي، وأصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب في عام 2013، ولن تكون الطبعة الأخيرة هي الخاتمة.
إشكال الريادة
وإذا كانت مسألة الريادة الروائية العربية شغلت مؤرخي الأدب العربي، فتعددت آراؤهم فيها، واختلفت بين قائل إنها رواية “زينب” للمصري محمد حسين هيكل الصادرة في عام 1914، وقائل إنها رواية “وي... إذاً لست بإفرنجي” للبناني خليل أفندي الخوري الصادرة في عام 1860، وأعيد إصدارها في القاهرة في طبعة جديدة، وقائل برأي آخر، فإن صدور “غادة الزاهرة”، منذ قرن وربع قرن، وبالتحديد في عام 1899، يجعلنا نرجح أن تكون زينب فواز الروائية العربية الأولى، على ما تناهى إلينا من معلومات، حتى تاريخه.
وفواز أديبة لبنانية ولدت في بلدة تبنين من أعمال جبل عامل في عام 1844، وتنقلت بين الإسكندرية ودمشق والقاهرة، ودرست علوم العربية في عصرها على كبار الشيوخ، وكتبت في عدد من الصحف والمجلات المصرية، وتوزع نتاجها على الرواية والمسرحية والسيرة والترجمة والمقالة والقصيدة، فصدر لها في الأولى “حسن العواقب”، وفي الثانية “الهوى والوفاء”، وفي الثالثة “الجوهر النضيد في مآثر الملك عبدالحميد”، وفي الرابعة “الدر المنثور في طبقات ربات الخدور”، وفي الخامسة “الرسائل الزينبية”، وفي السادسة والأخيرة ديوان شعر يضم منظوماتها المختلفة، على سبيل المثال لا الحصر. ولعل هذا النتاج المعرفي المتنوع هو ما منحها مكانتها الأدبية، في النصف الثاني من القرن الـ19، على أن إقامتها المصرية، بمرحلتيها الاسكندرية والقاهرية، أتاحت لها البيئة المناسبة لتفتح استعداداتها الأدبية وإتيان ثمارها المرجوة.
الخير والشر
بالعودة للرواية، تضع فواز روايتها في 37 فصلاً، يتراوح طول الفصل الواحد منها بين صفحتين اثنتين، في الحد الأدنى، كما نرى في الفصل الـ13، و17 صفحة ونصف صفحة، في الحد الأقصى، كما نرى في الفصل الـ36. وتدور أحداثها بين منطقتي جبل عامل وحوران، في ظل الحكم العثماني، في ستينيات القرن الـ19، وتتناول صراعاً بين أميرين محليين، يتحدران من الأسرة نفسها، يبدأ بالسلطة وينتهي بالمرأة، وينخرط فيه شخوص كثيرة وقبائل مختلفة، وتقوم فيه تحالفات عابرة، وتراق فيه دماء كثيرة، وينجلي عن انتصار الخير على الشر، في نهاية المطاف. وبذلك لا تشذ الرواية عن الثيمة التقليدية التي تشغل الرواية المترجمة والعربية، في تلك المرحلة التاريخية التي تقوم على الصراع بين الخير والشر، وتنتهي بانتصار الأول على الثاني، في محاولة للنهوض بدور تربوي / تعليمي، طبع البدايات الروائية العربية. وعليه فإن “غادة الزاهرة” ترصد الصراع المذكور ومجرياته، منذ بدايته حتى النهاية، وتتناول الشخوص المنخرطين فيه، والمعارك الدائرة في إطاره، والأدوات المستخدمة فيه، والنتائج المترتبة عليه.
يجري الصراع في منطقة جبل عامل اللبنانية، في ستينيات القرن الـ19، وتمتد بعض وقائعه إلى منطقة حوران السورية المجاورة. وتدور رحاه في ثلاث قرى متجاورة يقطن في كل منها فرع من الأسرة الحاكمة، والأسماء الروائية لهذه القرى هي: قرية الحصن، مركز حكم العائلة، الجابية القريبة منها، والزاهرة الواقعة إلى الشرق، ولعل تحديد موقع الأخيرة قرب نهر الليطاني يشكل قرينة لفظية يمكن الاستدلال منها على مسرح الأحداث. وفي هذا السياق، تبدأ الأحداث برغبة الأمير حامد في إسناد الحكم من بعده إلى شكيب، ابن أخيه أسعد، الذي يتوسم فيه الخير والكفاية، مخالفاً بذلك مبدأ العائلة في إسناد الحكم للأكبر، لا سيما أن تامراً، ابن أخيه الآخر حسن، الذي ينطبق عليه المبدأ، يفتقر إلى أخلاقيات الحاكم المناسب، مما يثير حفيظة الأخير، فيزداد كرهه لابن عمه، ويروح يتربص به الدوائر، ويكيد له المكائد، مستعيناً ببطانة سيئة، لعله يتخلص منه، ويقبض على زمام الحكم، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي سفينته. على أن الصراع الذي يبدأ على السلطة سرعان ما ينتقل إلى المرأة، فيدور حول فارعة ابنة عمهما ناصيف، الباذخة الجمال، المقيمة في الزاهرة.
من هنا، يشكل قيام تامر بخطفها رغماً عنها، والانتقال بها من مكان إلى آخر، في محاولة منه للحؤول دون اقترانها بشكيب، وهما المتحابان، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لشرف الفتاة والعائلة، من جهة، وقيام شكيب باستنفار العائلة والأعوان للعثور عليها، وخوض المعارك من دون تحقيق غايته، والحفاظ على شرف الفتاة والعائلة، من جهة ثانية، المحور الذي تتمحور حوله أحداث الرواية. وفي حين يستخدم الأول أساليب المكر والخداع والكذب والحيلة وقطع الطرق وإطلاق النار ودس السم وحشد الأنصار وتأليب الخصوم وفبركة الأخبار ودس الدسائس لتحقيق مآربه الدنيئة، يلجأ الثاني إلى استخدام أساليب مشروعة من قبيل: البحث وتقصي الأخبار ومراقبة المكان وحشد الأنصار وإيفاد الرسل واستنفار الأعوان وخوض المعارك لتحرير حبيبته من براثن خاطفيها، ويكون لكل من الفريقين أدواته ومساعدوه. والمفارق أن أدوات تامر ومساعديه يشبهونه في النزوع إلى الشر وسوء الطوية وانتهاك القيم وارتكاب الموبقات، وأن أدوات شكيب ومساعديه يشبهونه في النزوع إلى الخير ورفع الظلم وإحقاق الحق.
في هذا السياق، يمكن تصنيف شخوص الرواية بين: محورية مثل شكيب وتامر وفارعة، ومساعدة مثل صادق ونجيب وطالب وجابر وشيوخ القبائل وغيرها. ففي الشخوص المحورية، تتمخض الأحداث عن نبل شكيب وشجاعته وجرأته وحنكته ورفعة أخلاقه ووفائه وقوته وضعفه في الحب، وعن دناءة تامر ووضاعته وانتهازيته وكذبه وجبنه وغدره، وعن شجاعة فارعة وجرأتها وصبرها وصلابتها وذكائها وقدرتها على مواجهة الصعاب. وفي الشخوص المساعدة، تتمخض الأحداث عن وفاء صادق وبعد نظره وحسن تدبيره وتفانيه في خدمة صديقه شكيب وتجشم الأخطار دونه وهو ما ينطبق بدرجة أو بأخرى، على الصديق الآخر نجيب، بينما يشكل طالب وجابر نموذجين للخسة والدناءة وارتكاب شتى الموبقات في مقابل الحصول على المال. ناهيك بشخوص مساعدة أخرى من الجنسين، لا يتسع المقام لذكرها.
روائية النص
وبعد إذا كانت زينب فواز أصدرت روايتها منذ قرن وربع القرن، فإن قراءتها بمعايير اليوم النقدية هي من الظلم بمكان، ومع هذا يمكن القول إننا إزاء نص على قدر كبير من الروائية، وإن كانت الحكائية تكاد تطغى عليه. تتمظهر الروائية في: كسر خطية الزمن في عدد من الفصول بحيث يعود اللاحق للسابق، في وقائع معينة، جاعلاً من هذه العودة فرصة للتذكير بها أو الانطلاق منها نحو وقائع جديدة. تعدد الأسلاك السردية بوتيرة سلك لكل من الشخوص المحورية وبعض السلبية، وكثيراً ما تصدر الكاتبة الفصل باسم الشخص المعني، وتحسن التصرف بالأسلاك المختلفة في إطار جدلية الظهور والاختفاء. تعدد الحبكات الروائية الفرعية في إطار الحبكة الرئيسة، وتعقدها كلما شارفت الحل، مما يضفي على النص الإثارة والتشويق. تنوع أنماط الكلام بين السرد والوصف والحوار والرسالة والشعر، وتحرك النص بين هذه الأنماط، وإن كان الأخير منها ينتقص من روائية الرواية. ناهيك بلغة روائية مقبولة تستخدم الجمل القصيرة والمتوسطة، وتراعي مقتضيات التوازن، لكنها مشوبة ببعض السجع ومثقلة ببعض الإنشائيات. وإذا ما قيض للنص التخفف من بعض الأثقال اللغوية، والتحرر من بعض الأنماط الكلامية، يمكن القول إنه على درجة متقدمة من الروائية بحيث ينتمي إلى القرن الـ20 وليس إلى القرن الـ19.
أما الحكائية في “غادة الزاهرة” فتتمظهر في: العلاقة القدرية بين الوقائع التي لا تقل كثيراً عن السببية، فتكثر المصادفات غير المتوقعة التي تجمع في مكان معين بين طرفين لا يتوقع اجتماعهما فيه. كثرة المبالغات في التعبير عن الحدث (حشد الجيوش)، وفي التعبير عن العواطف (البكاء والتفجع)، وفي مخاطبة الحبيب. استخدام الشعر بكثرة على ألسنة الشخوص المحورية، فترتجل الأبيات العديدة للتعبير عن لحظة معينة، وهو ما يكثر في القصص الشعبي عند العرب. الإكثار من الالتفات ومخاطبة القارئ في الفصول المختلفة، وهو ما يفعله الحكواتي في المقاهي الشعبية، وإطلاق أسماء مختلقة على أماكن روائية وغيرها.
وإذا كانت الحكائية تكاد تطغى على الروائية في “غادة الزاهرة”، فإن هذا الطغيان لا يحجب روائيتها التي تعتبر رائدة في عصرها، وتدخل صاحبتها تاريخ الرواية العربية من الباب الواسع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 29 آب 2024
**********************************************************************
ملحمة جلجامش.. آلهة الذكاء الاصطناعي تتخذ قرارها
ريم ياسر
دُوّنت ملحمة جلجامش قبل أكثر من أربعة آلاف عام باللغتين السومرية والأكدية، وهي أنظمة كتابة معقدة، وصلت إلينا مثل كل الأدب البابلي في أجزاء متفرقة. ومنذ إعادة اكتشاف هذه الملحمة في منتصف القرن التاسع عشر، أصبح أكثر من ثلثي النص قابلاً للقراءة. نُقشت الكتابة المسمارية على ألواح طينية عثر منها على قطع لا حصر لها. ونظراً إلى هشاشتها، فقد تعرضت أجزاء عديدة من هذه الألواح إلى التلف. تحكي الملحمة قصة ملك الوركاء جلجامش، وهو ملك نصف بشري من ذرية الآلهة، وصديقه إنكيدو الرجل البري. في الملحمة، يغادر الرجلان إلى غابة الأرز السحرية، حيث يخططان لقتل حارسها خمبابا الرهيب، وقطع شجرة الأرز المقدسة. إثر ذلك، تتخذ الآلهة قرارها بالحُكم على إنكيدو بالموت. يدفع الأسى على موت إنكيدو بجلجامش إلى خوض رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، لاكتشاف سر الحياة الأبدية. منذ اكتشاف أول الألواح الطينية التي سُجّلت عليها الملحمة، لم تتوقف الجهود لإكمال هذه النصوص بطرق وأساليب عدة. نسخ الباحثون الحروف الموجودة على كل قطعة باقية على الورق، ثم قارنوا نسخها بعناية لتحديد وملء الفجوات وجمع الأجزاء التي تنتمي بعضها إلى بعض. والعمل بهذه الطريقة ينطوي على مشقة، ويعتمد على جهد آلاف الباحثين الذين قد يقضون سنوات لتجميع وفك رموز أحد النصوص أو الألواح.
“شظايا” (Framentarium)، هي أداة جديدة يمكنها التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه الباحثين لإعادة بناء الأدب البابلي عبر الذكاء الاصطناعي. هذه الأداة عبارة عن مشروع بحثي يسعى إلى إزالة الغموض عن الأجزاء المفقودة من هذه الملحمة. ويعتمد المشروع على خوارزمية طوّرها فريق في معهد علم الآشوريات في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ بألمانيا، بقيادة أستاذ الآداب القديمة والشرقية إنريكي خيمينيز. وعن طريق هذا المشروع الذي يستعين بالذكاء الاصطناعي، سيتمكن الباحثون من تحليل جميع المتغيرات المعروفة للنصوص البابلية بسرعة، واستخدامها بشكل مناسب. يعمل خيمينيز مع فريقه منذ عام 2018 على رقمنة جميع الألواح المسمارية الباقية. ومنذ ذلك الحين، عولج نحو 22 ألف جزء من هذه النصوص في المشروع. ويرى خيمينيز أن هذا المشروع يوفر قاعدة بيانات ضخمة تضم عشرات الآلاف من النصوص، التي ستمكننا من إعادة بناء الأدب البابلي والتقدم فيه بسرعة أكبر بكثير. تعمل هذه الأداة الحاسوبية على تجميع أجزاء النص معاً منهجياً وتلقائياً، والتعرف إلى هيئة الكتابات المسمارية. وقد تم العمل على هذا المشروع بالتعاون مع المتحف البريطاني في لندن والمتحف العراقي في بغداد.
بفضل “شظايا” تكشفت بعض التفاصيل الجديدة من الحكاية الأسطورية، كما ظهرت اختلافات صغيرة في القصة ولكنها مثيرة للاهتمام. هناك أسطر اكتُشفت حديثاً تُظهر أن إنكيدو حاول إقناع جلجامش بعدم قتل خمبابا، وهو ما يخالف الشائع من القصة. وبفضل هذا المشروع البحثي، تم التأكد من أن الملحمة ظلت تنسخ لقرون عديدة بعد مئات السنين من ظهورها. ولا يزال هناك حتى الآن ما يقدر بنحو 30 في المائة من ملحمة جلجامش مفقوداً، ولا يزال الخبراء يتعلمون المزيد عن ملحمة جلجامش والكتابة التي كانت مستخدمة في حضارات بلاد الرافدين.
يمكن للباحثين من جميع أنحاء العالم اليوم الوصول إلى هذه المنصة عبر الإنترنت والاستفادة منها في مشاريعهم البحثية. ويقول خيمينيز إنه في المستقبل القريب سيتمكن حتى الجمهور من الوصول إلى هذه المنصة للبحث والتنقيب بين آلاف النصوص غير المكتملة، التي تشبه الأحجيات.
يهدف المشروع، كما يقول إنريكي خيمينيز، إلى سد الفجوات في الأدب البابلي تدريجياً، بل واكتشاف أنواع أدبية غير معروفة من قبل. يعمل خيمينيز حالياً بالتعاون مع أحد الباحثين على تجميع نص شعري على هيئة ترنيمة تتغنى بجمال مدينة بابل. كانت بابل ذات يوم أكبر مدينة في العالم وتقع على جانبي نهر الفرات على بعد 85 كيلومتراً جنوب مدينة بغداد الحالية.
أسست المدينة القديمة في الألفية الثانية قبل الميلاد، وأصبحت مقراً للملك حمورابي، الذي وسع إمبراطوريته من الخليج إلى شمالي العراق بين القرنين السابع والسادس قبل الميلاد. ويقول خيمينيز إن إعادة ترتيب أجزاء هذا النص الشعري كان من الممكن أن تستغرق ما بين 30 و40عاماً، لكن بفضل الذكاء الاصطناعي يمكن الانتهاء منها في غضون عام تقريباً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 27 آب 2024
********************************************************
سيرتي .. سيرة ابن سينا
إنها لبهجة أن تقرأ سيرة ابن سينا كما كتبها بنفسه، عدا ما يمكن أن تحصل عليه من معرفة بفروع علمية شتى، الطب والفلسفة والمنطق والرياضيات والإلهيّات والشعر. وعندما تعرف أنه رأى أن “علم الطب ليس من العلوم الصعبة والشائكة” فلن تُفاجأ حينها أنه نبغ فيه ومارسه وعالج المرضى وهو لم يتجاوز، بعد، عامه السادس عشر! ما جعله “أبا الطب الحديث” أو، كما أطلق عليه الغرب، “أمير الأطباء”.
ولما تعلم المنطق على يد الناتِليّ، وجد أن أستاذه هذا غير ملمٍ بتفاصيل ذلك العلم، فعكف على دراسته وحل مسائله بنفسه، “وراحت أبواب العلم تنفتح علي”. ولطالما شعر باليأس لما قرأ كتاب “ما بعد الطبيعة” لأرسطو ولم يفهمه، إذ قال: “وقرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت أفهم ما فيه، والتبس علي غرض واضعه، حتى أعدت قراءته أربعين مرة”، ثم روى حادثة طريفة لما عرض عليه بائع كتب أن يشتري كتابا، فما قبل إلا بعد إلحاح الرجل، وعرضِه عليه بثلاثة دراهم، فاشتراه، فإذا به كتاب الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة، “فأسرعت في قراءته... وفرحت بذلك، وتصدّقت على الفقراء بشيء كثير”.
يروي محقق الكتاب وليم غولمان أن ابن سينا كتب سيرته بنفسه حتى مرحلة معينة، ثم أكملها تلميذه أبو عبيد الجوزجاني، وهي موجودة في كتاب “طبقات الأطباء” لابن أبي أصيبعة. ثم ظهرت سيرة الشيخ الرئيس مرة أخرى في كتاب “تاريخ الحكماء” لابن القفطي. وثمة مصدر آخر للسيرة وهي فصل من كتاب “تتمة صوان الحكمة” للبيهقي. إلا أن المصدر الأكثر رجحانا بالنسبة إليه هو كتاب مخصوص عن سيرة الشيخ الرئيس وضعه آربري باللغة الإنكليزية.
إلا أن غولمان انتقد تلك السير جميعها لما تتضمنه من معلومات خاطئة من جهة، ولما تنطوي عليه من نقص من جهة أخرى، ما دعاه لوضع هذا الكتاب لتصحيح الأخطاء في السير السابقة، ولسدّ النقص فيها، فأسفر جهده عن هذا الكتاب الذي يعتقد أنه الأشمل والأكثر صحة لاعتماده على مراجع عديدة لم يعتمد عليها آربري وكتّاب السيرة الآخرين.
وهذا الكتاب الصادر عن دار الوراق من ترجمة نديم الكواز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة “المجلة” – 15 آب 2024
************************************************
مذكرات مجدي يعقوب .. جرّاح خارج السرب
أن يتعرف الناس الى سيرة أحد أكثر الأطباء شهرة وإنسانية في العالم بأسره، وليس في مصر أو العالم العربي فحسب، فإن ذلك يشكل، بكثير من الثقة، إضافة ملهِمة. الطبيب الذي غادر مصر ليعمل في بريطانيا تمكّن من تحويل مركز بسيط لأمراض التنفس هناك، ليجعله أكثر المراكز شهرة وثقة في جراحة القلب.
ورد في مقدمة الكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، الذي أعده سيمون بيرسن وفيونا جورمان، وترجمه أحمد شافعي، أن “الدكتور مجدي يعقوب ليس مجرد طبيب ماهر، إنما هو عبقري، مغامر، ملهِم، عالم صاحب ريادة في الطب الحيوي... حياته مكرسة لعمله ولم يزل يبحث عن الحقيقة من خلال العلم. تولدت منه أفكار ألهمت أجيالا من الأطباء، وحفّزت على البحث، وأفضت إلى فتوحٍ طبية مهمة، كما أنه أنقذ الكثير من الأنفس... طبيب يعلي من قيمة المجتمع، ويؤمن بالنضال من أجل عالم أكثر إنصافا”.
سيرة غنية للغاية، تكشف عن الوجوه المتعددة للجراح المصري الشهير، خرجت إلى النور بعد ثلاث سنوات من حوارات مطولة سجّلها معه الصحافيان البريطانيان: سيمون بيرسن وفيونا جورمان، على مدار خمس وعشرين ساعة، وكان من حصيلة تفريغ التسجيل، وتنظيمه، وتبويبه هذا الكتاب الضخم، الذي دققه الدكتور يعقوب بنفسه، ثم نشرته، بالإنكليزية، الجامعة الأميركية في القاهرة، وترجمه أحمد شافعي، الذي يقول: “اعتبرت الكتاب فرصة سنحت أمامي، لأقول شكرا لمجدي يعقوب. وأظن أن مائة مليون مصري يريدون أن يوجهوا شكرا مماثلا. هذا رجل كان بوسعه أن ينعم بتقاعد مريح في أي مكان في العالم، وكان بوسعه أن يكمل حياته المهنية محققا ثروات يلهث وراءها غيره، لكنه قرر أن يُكمل هذه المسيرة، هنا، فى مصر، وأن يهبنا سنوات من عمره، ولذلك أنا ممتن لهذا الكتاب الذي جعلني أعيش مع مجدي يعقوب شهورا من الجمال”.
الدكتور يعقوب هو، إضافة إلى ذلك كله، صاحب أعمال خيرية وإنسانية على مستوى مصر والعالم، وسيرته ملهِمة لرجل أعاد الطب إلى غايته الأولى، وهي شفاء الناس ومساعدتهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكالات – 31 آب 2024
******************************************************
الصفحة الحادية عشر
المضمون الأيديولوجي في الرواية العراقية
“تلقي المضمون الأيديولوجي في الرواية العراقية المعاصرة” عنوان أطروحة دكتوراه للباحث: د. وليد عبد الكريم النويني، نوقشت مؤخراً في كلية الآداب/ قاعة الفردوسي. تناولت الاطروحة الروايات العراقية الآتية: (الحزب د. قيس العطواني، عازف الغيوم/ علي بدر، سارق العمامة/ شهيد شهيد، السطور الأخيرة/ د. حيدر فالح سلمان، مشرحة بغداد/ برهان الشاوي.
وقد حصل الباحث على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز.
*******************************************************
نصـــــــوص عربــــــــــية
مخطئ أنت
حسن أجبوه/ المغرب
وخطأك القدم اليسرى
تركل بها خيال ظلك الأيمن
تتوهم الحقيقة
تنسحب
تتقدم مسارعا لنحبك
فتبتر الكلمات
من قاموس النسيان
مخطئ أنت
تعدل ياقة أحلامك الحمراء
لترشدك النبوءة
لمعانقة سندريلا
و اغتيال الذئب..
تمهل و رتب دوران العقارب
اخطف الثواني
من جوف الحكايات
وتمرد على التوابين
مخطئ انت وقبلَك
اختنق عِجل السامري
لما تصدى لنبال الكوريدا
و اختلق لبابل فردوسا
من الجعة و الهيكل
سترى..
وأنت تدمي معصمك
أن الساعة لا شية فيها..
بيضاء
كتمثال شمعي
أحرقته الأغاني
فتغول ليزدرد
سمك الايسكيمو
لست مخطئا ..
بل توهُمك
أو بقايا الحِبر الزئبقي
بفنجان عشيقتك..
فاقترف خطيئتك صيفا
و احتس ماتبقى من القصيدة
ووزع التفعيلة
بلسما لجراح شحاذي
الحرب المخصية
فأنت مخطئ وغيرك ارتقى...
********************************************************
وعرفت أنّي سرقت الشمس!
عـادل عطيـة ـ مصر
أذكر أني في رائعة النهار
لم أرفع في النهار رأسي
كانت الشمس هناك
لكني
ما رأيت ضوء الشمس
كأن النهار
دونها نهار
يكسو بالضوء وجهي
وبالأمس
كان وجه القمر
بهياً
يؤنس نفسي
كأن الشمس
لا تتدفق بالنور على القرص اللجين
وأن دفء المحبين
من شعاع الشمس
فعرفت حين جاء الليل البهيم
وأنطفأ البصر
كم سرقت الشمس
كما يفعل في الظلام وجه القمر
***************************************************
غالباً وحيداً
ونيس المنتصر/ اليمن
غالباً وحيداً
في المكان غير المرغوب فيه
مع غير المرغوب فيهم
ونظري يرصد المناظر الطبيعية
عندما كنت طفلاً لعبت وحيداً سنوات
وعندما كبرت لعبت مع اطفالي فقط
الملابس التي ارتديها
هي تلك التي ارميها في سلة الغسيل
يومياً
اكتب لك لأقول أني أحبك
لكنك لم تراني ابداً
أن قلبي الذي كان يسافر كل يوم
القلب الاخير الذي بقي
وحيداً
تركته في عيون العابرين
وتركته في الثلج
يعاني من شدة البرودة
وحيداً
اعود في المساء مثل حيوان مريض
تم دخولي في التنويم المغناطيسي
لا اشعر بشيء
اشعر بالاسترخاء،
متأقلم مع الحياة كما لا يجب
أكثر تقبلًا لأي إيحاء غير مقبول
اعمل بالتكرار
اعيش مثل الأمس
ومثل غد سأعيش
دائما يحدث في رأسي انفجار
لا أشعر بوقعه
يداي باردتان ولا أشعر بذلك
أشعر بالملل من الفعل المتكرر
والاحداث المتكررة
أخشى أن أذهب وحيداً
وأختفي غداً
وتحدث عواصف وتضطرب الامواج
دون صوت
كما الطحالب
حياتي التي اتألم منها في افتقاد الشعور
أسمع البكاء وأبكي
دون ان أشعر بالحزن
أسمع الضحكة وأضحك
دون ان يشعر بالفرح
وأتذكر انه كان هناك رجلاً
يشعر أن كل شيء سينتهي
بين ذراعي حبيبته
يتذكر في موسم الانتظار
أنه في أحد الأيام ضاع قلبه من ألمه
أنه بدون الحب لن يعود ابداً
الريح على نافذتي،
حيث يشرق هذا الفجر،
انفخ السهام التي اطلقتها
العواصف الهاربة على الماء
وما زال ناقوس الموت يدق في المأذن البعيدة..
انام في النهار واستيقظ في الليل
انزل إلى الشارع حيث ينام القمر
وحيداً
أنتظر العصافير والمفاجآت التي ستأتي قلبي المتعب، مثل عصفور لم يعد يستطيع الطيران
لا زال في عشه
وحيداً
بأقدام متعبة امشي بسرعة
مع العيون التي تذهب ودموعها مع الرياح
اصلي مع القلوب المليئة بالخوف
بلا دليل ولا أمل
ضاع كل شيء.
*****************************************************
من ذكريات آني إرنو/ شاب من البندقية
ترجمة: فيلابوراتو عبد الكبير
كنت أركب على متن قارب في مرفأ سان ماركو. حينئذ إجتذبني شابّ إيطالي في ملابسه البيضاء البحريّة. كان يرمي إليّ بنظرة شرهة. كنت تعبانة جدا. كان حذائي يؤلم قدميّ. على الرغم من ذلك وقفت عند باب القارب. كان أحد العمال يفتحه ويغلقه عند ما يصل القارب كل مَوقف. قمت هناك وأنا لا أعلم ما ذا أعمل. الإيطالي لا يزال يرمقني. خفضت عينيّ على غلاف الدليل السياحي الخاص بالبندقية الموجود في يدي. بعد لحظات سمعت صوتا يسألني بالإنجليزية: “هل أنتِ ألمانية؟ كان صاحب الصوت ذلك الشاب البحري. رددت عليه بالفرنسية. كان يعرف تلك اللغة أيضا. نزل في نفس محطة الأكادمي التي نزلتُ فيها . بينما كنا نمشي على الرصيف دعاني لأشرب معه قهوة في إحدى المقاهي الواقعة في “زاتير”(Zattere). كان إسم ذلك الشاب “لينو”.
طول النهار كنت أتجوٌل في مناطق مصانع السفن والترسانات. زرتُ متحف البحرية وقضيت ساعات داخل معرض “أبيرتو” الخاصّ بلوحات الفنانين الشبان. كانت هناك لوحة من نيويورك تُصوِّر القدّيس البابا وهو يقف وسط كتيبات تنتقده بشراسة بسبب معارضته استعمال واقيات الذكر التي تمنع الحمل. ثمّة لوحة أخرى تُصور “حفلة ليلة زفاف النجمة “سيسيولينا”. وهناك غرفة كاملة إحتضنها “بينيتو” كانت مزدانة من الأعلى إلى الأسفل بصور فوتوغرافية من ذكور وفروج. كنت أريد العودة إلى فندقي القريب من طريق المياه ريو سان تروفاسو لأبدٌل حذائي. بالرغم عنه إتفقت مع الشاب الإيطالي أن أشرب معه القهوة في “زاتير”. قد يكون في بالي حينئذٍ أن هناك وقتا كافيا للتفرغ بعد ذلك.
جالسا على شرفة مقهى “كوسيولو” قال لي إنّه قد أكمّل دراسة الحقوق وإنّه الآن في الخدمة العسكريّة في البندقية. وسوف يرجع في ديسمبر إلى “ريميني” مسقط رأسه. لم أسأله عن عمره خوفا من سؤاله إياي عن عمري. ليس فقط بل إعتنيت بالجلوس مقابل الأضواء لإخفاء التجاعيد على جبينى. كان من المدهش له أن يعرف أنني مُدرِّسة. كان يحسبنى صحفيّة جاءت لتغطية مهرجان الأفلام في البندقيّة. لأنّني كنت ألبس حذاءأ طويلا وعريضا ذا ثقوب من صنع الجلد مثل ما يلبس الأطفال في الخمسينات. وبعد تردد قلت له إنني مؤلفة أيضا. فهِمتُ من ملامح وجهه أنّه لم يصدّقني. سمحته بأن يرافقني إلى برج الجرس في سان جيورجيوي الذي كان من ضمن جدول سياحتي. ولكن بعد الظهيرة، بعد قيلولة وبعد أن تمّ تبديل حذائي.
فوق برج الجرس في جميع الإستراحات الضيّقة حيث يمكن رؤية البحيرة جيّدا كان يمشي ورائي وهو يلتصق بي جدا. لم أعرف ما ذا أريد منه. عند العودة لمّا وصلنا المربع إقترح لي أن نمشي على الأرصفة وراء الكنيسة. كانت منطقة خالية من الناس لم ازرها من قبل. مشينا جنبا إلى جنب دون أن نتكلم شيئأً. كان ذهني خاليا تماما. أخذ بيدي وواصلنا المشي واجمين دون أن ننظر بعضنا إلى بعض. فور أن أخذ بيدي إنتابتني حالة غريبة من فرحة واضطراب لم يغمرني مثلها من قبل. لا شائبة من شهوة جنسية فيها. بدا لي كأنّني قد عدت إلى تلك الشابة في عمرها الثلاثين، نفس الحالة التي غمرتني حين وضع شاب أحمر الوجه يده على كتفي أول مرة. كان ذلك في عيادة أسنان حيث تعرفت على ذلك الشاب.
على شارع خال من الناس قُرْب المقابر لا أدري كم متراً مشينا. سحبني الشاب الإيطالي إليه وقبّلني. عكس ما يكون في الأحلام حين نستيقظ من النوم ويختلط الماضي مع الحاضر أحسست كأنني في زمنين مختلفين في وقت واحد، في السابع عشر من العمر، في إيفيتو بـ “نورماندي”، وفي البندقية حاليٌا. جسدي نفس الجسد القديم ولكن التجارب الحسية تأتيني معا دون أن تختلط بعضها مع البعض. مفاجآت متكررة. يحدث اليوم ما حدث في الماضي، ما حدث بين نقطتي زمنين، سيرتي الذاتية التي تجاوزتْ خارج حياتي، ذاك التاريخ يحمل في طياته دراساتي ورحلاتي وزواجي وأولادي وتدريسي.... وأماكن مختلفة التي زرتُها... وناس الذين التقيت معهم... والذين أحببتهم وفقدتُهم.... وكُتب التي قرأتها، جميع هذه الأشياء كانت موجودة هناك. ولكن السنوات المديدة التي أخذتْ تلك الأحداث أن تتشكل فيها قد إنمحت من خريطة الزمان. بدا لي بدون شك أنّ ذلك التاريخ ذاته نقل الفرحَ والقيمَ إلى تلك اللحظات التي شبكتُ فيها أناملي مع أنامل ذلك الشاب الإيطالي.
وصلنا حديقة. سمحت له بأن يلتصق بي على حائط منخفض، ينام عليه قط كبير بلون رمادي. قبّلني وهو يداعب ثديي. وفجأة انتفضت عواطفي بشدة. حينئذ كنت في زمن وحيد، في الزمن الحاضر. في حاضر الرغبة. إتفقنا على اللقاء مساءا في مكان إقامته بعد دوامه الرسمي.
في اليوم التالي في المطار بينما أنا أنتظر طيران “نوفيلس فرونتيور” للعودة إلى باريس؛ حاولت إعادة تشغيل صورة ذلك الإيطالي العاري ومداعباته التي جرت في غرفته قرب بيت ريزونيكو تحت هديل الحمائم. رجعت إلى اللحظات التي أمسكَ فيها يدي عندما كنا نمشي في حديقة “سان جيورجيو”. تذكرت تلك اللحظات الغامضة والغامرة حيث كنت في زمني الماضي والحاضر في وقت واحد، دون أن أجربه مرة أخرى. كان ذلك إكتشافا تحقّقَ من الجسد، مما سمحتُ لشاب إيطالي ليتلاعب معي بمكايدات كما يتلاعب مع جميع النسوان بلا إهتمام لاعمارهن. ولكن لا أستحيي من ذلك. بالعكس أعجبني ذلك. لأنني دائما كنت آمل أن الحياة ستحاول إيجاد حل لمشاكل مرتبطة بكتابتي. هذا اللقاء على متن القارب فاجأ أن يُقرِّبني من كتاب وددتُ تأليفه. ذلك كان قبل عشرين سنة. وقد إنتهيت من تأليف ذلك الكتاب. سميته “سنوات”.
*************************************************
ذاكرة.. حسين مردان بين رحلة الشعر والحياة
محمود خيون
لم تكن رحلة الشاعر حسين مردان مع الشعر والسياسة والحياة بالرحلة السهلة كما يتصورها بعض المهتمين بشؤون الشعر وشخوصه ورموزه الكبيرة التي عاشت حياة الضنك والعوز والفقر والتشرد بين الضواحي القابية والمظلمة في دهاليز الحياة المتشعبة، ولم تكن بالرحلة السعيدة لشاعر جاء من الريف إلى صخب المدينة الكبيرة.. وكانت رحلة البحث عن لقمة العيش والاستقرار أصعب عندما شعر فيها بالغربة والوحدة قبل أن تمتد له أيادي المعارف والاصدقاء احبوا شعره وشخصيته المتمردة على الواقع المعاش.. وكان المرافق الأول لحسين مردان أيامها في السبعينيات هو الشاعر رشدي العامل ومعه يحيى عبد المجيد بابان وباسم عبد الحميد حمودي وعبد المجيد الونداوي وغيرهم ممن كانوا يسعون لتأسيس مجموعة تعني بشؤون الثقافة والأدب في البلاد مهتدين بالشاعر الكبير الجواهري.. ومنهم نزار وجواد سليم وعدنان رؤوف الأول وجميل حمودي وبلند الحيدري وفؤاد التكرلي وإبراهيم اليتيم.. وكان يطلق عليهم جماعة ( الوقت الضائع ) دون سواهم.. وهم من ساعد حسين مردان أن يعين مصححا في جريدة ( الاهالي) في الخمسينات مرافقا للروائي غائب طعمة فرمان الذي كان المحرر الأساس فيها بعد مدير التحرير الفعلي..
وهكذا بدأت رحلة الحياة والسياسة والشعر والعمل لحسين مردان في أجواء مشحونة ومعقدة وكان حسين مردان قد بلغ العشرين من عمره عندما استقر ببغداد عام ١٩٤٧ أيام ضيق بغداد واحزانها السياسية.. كما وصفها الباحث الكبير المرحوم باسم عبد الحميد حمودي في كتابة( حسين مردان رحلة الحياة والسياسة والشعر ) والذي تناول فيه مسيرة هذا الشاعر منذ ان حط رحله في العاصمة بغداد وتعرف على احيائها وعاش مع الآخرين بين التنقل في المقاهي والبارات والصحف التي كانت تصدر انذاك وكان آخرها أن عمل في إذاعة بغداد.. وكان هذا التعيين قبل وفاته بسنة أو أكثر وكان عمله في المؤسسات الأخرى على القطعة أو براتب هزيل منذ أن عين مصححا في جريدة( الاهالي ) ..ولم يفصح حسين مردان كثيرا عن فترة العقدين الاوليين من حياته، ومن المعروف أنه ولد عام ١٩٢٧ في قضاء طويريج قبل انتقال والده إلى بعقوبة، عاش حسين مردان مع والده عريف الشرطة علي مردان مع والدته وشقيقاته معيشة ضنك وضيق مادي، وهو يحاول أن يجد له مكانة وعملا لذا نشأ متمردا على الواقع الذي يعيشه انذاك.. منزويا في زاوية من بساتين الهويدر في بعقوبة ليقرأ ويفكر، وظل اتجاهه ومنذ صباه للقراءة الجادة المستمرة على الرغم من قسوة الظروف الاقتصادية التي واكبته في صباه وفتوته إذ قضى حسين مردان فترة مراهقة صعبة ملاها بالدواوين والقصص والتجوال في ريف بعقوبة القريب ومقاهيها الشعبية بعد انتقال الأسرة إليها بحكم عمل والده عريف الشرطة في محطة قطار بعقوبة.. ويصف الباحث الكبير باسم عبد الحميد حمودي في فصل اسماه( في النقد الأدبي ومعاركه ) بالنسبة لحسين مردان بالقول( التفت حسين مردان إلى ميدان النقد الأدبي بعد أن استقر ماديا بشكل نسبي ووجد ان من الضروري أن يعلن جهارا صوته النقدي الجديد الرافض لمواصفات يراها تقليدية في النقد المتداول فأصدر عام ١٩٥٥ كتابه( مقالات في النقد الأدبي ) وهو مجموعة مقالات سبق أن نشرها عن شاعرية الجواهري عبر قصيدته( اللاجئة في العيد ) وعبد الرزاق الشيخ حول قصته( شاعر العصر) التي صورت تجربة حسين الحياتية والشعرية بشكل هازل وانتقادي ومقالة عن ديوان البياتي ( اباريق مهشمة ) ثم مناقشة لاراء عدد من الكتاب حول قضايا الشعر هم عبد المجيد الونداوي ومحي الدين إسماعيل وإحسان عباس وجميل سعيد و مقالة عن الرسام شاكر حسن آل سعيد ) ...وكان الشاعر حسين مردان يفكر بالموت كثيرا وكان يحس بالتعب ويناجي اصدقائه:-
والان.. اتركوني وحدي
لأعرف نفسي
وافهم حقيقتي..
ولحسين مردان السبق في صياغة قصيدة النثر، النثر المركز كما سماه.
*********************************************************
الصفحة الثانية عشر
مهرجان "لومانيتيه" بنسخته التاسعة والثمانين: أيام زاخرة بالفعاليات الثقافية والسياسية - التضامنية
باريس – طه رشيد
تنطلق يوم غد الجمعة، في ضواحي باريس الغربية، احتفالات مهرجان صحيفة الحزب الشيوعي الفرنسي "لومانيتيه" الذي يقام سنويا بدعم منظمات الحزب ومعظم الاتحادات والمنظمات الديمقراطية والإنسانية والصحف اليسارية في العالم. ويُنتظر هذا العام حضور ما يزيد على نصف مليون زائر ومشارك، نظرا للوضع السياسي الخاص الذي تمر به فرنسا، لا سيما بعد فوز اليسار بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الأخيرة ومحاولة حرمانه من تشكيل الحكومة. وعلى المستوى العالمي ستأخذ "الحرب على غزة" حيزا مهما في المهرجان، اذ ان موقف الفرنسيين عامة والشيوعيون خاصة معروف للجميع بدعمه الكبير للقضية الفلسطينية ونصرته للشعب الفلسطيني.
المهرجان بالأرقام
على مدى ثلاثة أيام، وعلى مساحة 50 هكتارا وفي 350 خيمة، سيتم تمثيل 80 دولة في "القرية العالمية" المخصصة للأحزاب الشقيقة والصديقة للشيوعيين الفرنسيين، ومن ضمنها خيمة " طريق الشعب".
وستكون أكثر من 450 منظمة سياسية ونقابية ومجتمعية حاضرة، وستقام أكثر من 120 مناظرة وحفلة موسيقية وعرض فني. فالمهرجان يستقطب اهم المغنين والفرق الموسيقية في فرنسا وفي العالم. كذلك يشكل بيئة مناسبة للنقاش المفتوح والتعددي، وفضاء لتبادل الحوار. وهو باختصار وكما يصفه المختصون بالسياسة وبالاعلام، اهم مهرجان ثقافي وفني وسياسي في العالم، واستطاع الشيوعيون الفرنسيون عبر كل هذه العقود التي مرت ان يحولوه إلى " عيد وطني".
هذه هي النسخة 89 من المهرجان، بالإضافة إلى كونها حدثا ثقافيا وشعبيا، سيكون لها محتوى خاص بسبب الذكرى الـ 120 لصحيفة لومانيتيه التي أسسها جان جوريس في العام 1904!
ضيف المهرجان
في كل عام يحل على المهرجان شخصية متميزة يكون لها موقع خاص ومؤثر في محيطها او في قلوب الآخرين، نتيجة مواقف هذه الشخصية التي لا تنسى. وستحل هذا العام كضيفة على المهرجان المناضلة الأمريكية اليسارية والنسوية " أنجيلا ديفيس " التي كانت خلال نصف القرن الماضي نموذجا يحتذى من قبل الشباب من الجنسين.
وانجيلا ديفيز تعمل مديرة لقسم الدراسات النسوية في جامعة كاليفورنيا وأستاذة للفلسفة فيها، وهي شخصية فكرية وناشطة بارزة معروفة بالتزامها بالحقوق المدنية والإنسانية. وسيفرد لها حيز واسع في اليوم الثاني للمهرجان ( السبت) للقاء مباشر مع الجمهور، حيث تعلن، كما سبق وإن صرحت، بدعمها للسجين الصحفي الأمريكي "موميا أبو جمال" وستطالب بإطلاق سراحه. وابو جمال ولد في 24 نيسان 1954 في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وهو صحفي ومناضل أمريكي أفريقي. حكم عليه بالإعدام سنة 1982 بتهمة قتل شرطي في مدينة فيلادلفيا، واعقب ذلك حراك دولي يطالب بإطلاق سراحه أو إعادة محاكمته، وخفف الحكم عليه إلى السجن المؤبد. وهو مسجون منذ 43 عاما! واعتبرت لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن محاكمة موميا ابو جمال لم تكن عادلة.
خيمة "طريق الشعب"
تعد خيمة "طريق الشعب" من أعمدة "القرية العالمية" داخل المهرجان، بجانب خيم صحف من كوبا والصين وفيتنام والجزائر وغيرها. وقد واصلت "طريق الشعب" مساهمتها في المهرجان منذ ما يزيد على نصف قرن!
وكالعادة سيجري مساء اليوم الخميس، أي قبل افتتاح المهرجان، لقاء للتعارف داخل خيمة طريق الشعب للرفاق والاصدقاء الذين جاؤوا من داخل الوطن ومن بقية العواصم المختلفة، ليختتم اللقاء بندوة عن تطورات الوضع السياسي في العراق يتحدث فيها الرفيق بسام محي نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
اما الايام الثلاثة الباقية فستكون زاخرة ببرنامج ثقافي وسياسي وفني داخل الخيمة وخارجها، منها ندوة عن الصحافة الانصارية، وأخرى عن المرأة والطفولة، وسيتم عرض فيلم وثائقي عن الذكرى التسعين لتأسيس حزبنا الشيوعي. وسيشهد المهرجان فعالية متميزة للمرأة العراقية، خاصة في ظل الصراع المحتدم حول تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959، اذ ستطوف المهرجان تظاهرة نسوية منطلقة من خيمة طريق الشعب للتعريف بنضال المرأة العراقية وللتضامن معها، وبالاخص رفض التعديل المقترح لقانون الاحوال الشخصية، لانه سيسبب تمزيق النسيج العائلي، ويحرم المرأة من ابسط حقوقها بما فيه الميراث العقاري، ويكرس البعد الطائفي المقيت في كل نواحي الحياة!.
****************************************************
حول الممارسات المتماثلة في التراثين الفرنسي والعراقي
متابعة – طريق الشعب
نظمت أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي في بغداد، أخيرا، جلسة حول "الممارسات المتماثلة في التراثين الشعبيين العراقي والفرنسي"، تحدث فيها عدد من الاختصاصيين وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.
أدار الجلسة الشاعر والمترجم حسين نهابة. واستهلها معرّفا الثقافة بكونها مجموعة من خبرات مشتركة لها مقومات كثيرة، كاللغة والرمز، وغير ذلك مما يتميز به كل شعب من شعوب الأرض.
وكان أول المتحدثين في الجلسة د. صبحي ناصر، الذي نوّه إلى أهمية ان يطلع الدارسون في المجالات الأدبية والثقافية، على ثقافات الشعوب، لا سيما عند الاشتغال على موضوع الأدب المقارن.
وتطرق إلى الحركة الرومانتيكية في الأدب، والتي اهتمت في الشعر وبدأت في ألمانيا ثم سحبت فرنسا البساط من تحتها بعد الحربين العالميتين، مبينا أن هذه الحركة بنيت على أنقاض المدرسة الكلاسيكية التي ركزت اهتمامها على المسرح، وانها تميزت في تقديم ما هو خيالي وسحري.
وتابع قوله أن الأديب الألماني غوته كان قد نبّه الأدباء الأوربيين إلى التوجه للشرق، للتعرف على موروثاته الثقافية والأدبية. فيما لفت إلى ان من أول الأعمال الأدبية الشرقية التي أثرت في الأدب الأوربي عموما، والانكليزي والفرنسي على وجه الخصوص: "ألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة".
من جانبه، تحدث د. جعفر الموسوي عن الفلسفة الغربية، وعن الفلسفة الفرنسية بشكل خاص. فيما لفت إلى بعض المتشابهات بين ثقافتي الشعبين العراقي والفرنسي، ومن ذلك الاتجاهات والسيميائيات وعلامات المخاطبة، والأدوات المستخدمة في المنزل، والأزياء والألعاب الشعبية.
آخر المتحدثين كان د. علي الحداد، الذي ذكر أن الاحتلال الفرنسي لم يبحث عن المصالح الاقتصادية فقط، إنما عمل على تجذير اللغة والثقافة والعادات وطريقة الحديث، مبينا أن الاحتلال كان يشتغل على البنيات الثقافية للأماكن التي يحتلها.
وتخللت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وتناولوا فيها بعض أوجه التشابه والاختلاف بين التراثين الشعبيين العراقي والفرنسي، لا سيما من نواحي العادات والتقاليد والأدب والثقافة.
******************************************************
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- منظمة كلدو آشور للحزب الشيوعي الكردستاني500 الف دينار.
- هيئة الشهيد فاضل البياتي في محلية المثقفين 250 الف دينار.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
********************************************
أما بعد.. الخيّرون أشجارُ زيتون مثمرة
منى سعيد
قالوا: "تستطيع أن ترسم زهرة، ولا تستطيع رسم العطر".
استعير هذه الحكمة للتنويه بمن عمل واجتهد لخدمة الناس وإبعاد شرور الغم والغضب والإمراض عنهم، واقصد هنا فئة الأطباء بنحو خاص. فكم تعبوا وسهروا الليالي، واجتهدوا للتزود بمعلومات تعينهم على إشفاء المرضى، وإدامة صحتهم وعافيتهم، وإسعادهم وتأهيلهم لمواجهة مطبّات الحياة .. لكن وللأسف بتنا نشهد اليوم حالات إهمال وابتزاز وجشع شنيع من قبل البعض منهم.
فعلى الرغم من تمتعهم بخبرات علمية وعملية متميزة، تجتذب مرضاهم فتكتظ بهم عياداتهم الخاصة، لكنهم لا يتوانون عن طلب المزيد والمزيد من الأموال، غير مبالين بالحاجة الماسة إليهم من قبل العديد من الفقراء أو من ذوي الدخل المحدود، موظفين أو متقاعدين، عاجزين عن تسديد النفقات الباهظة لمعايناتهم، فضلا عن تحايل البعض الآخر منهم واتفاقهم مع عيادات وصيدليات معينة، يحيلون اليها مرضاهم لابتزاز مبالغ طائلة منهم.
مع هؤلاء وللأسف تحولت مهنة الطب النبيلة " ذات العطر الأخاذ" إلى تجارة جشعة، تفرغ الجيوب بدلا من تقديم أفضل الخدمات للمرضى.. فضلا عما نشاهده اليوم مما يسمى "عمليات تجميل" هي أقرب إلى عمليات تشويه الوجوه والأجساد، جراء استخدام الفلر وحقن البوتكس المبالغ به، الى جانب عمليات التنحيف ونحت الأجسام وغيرها، بدواعي تجارية بحتة لا تتطلبها ضرورة صحية أو جمالية..
ومع كل هذا السوء وشيوع سمات البشاعة، تلمع نقاط ضوء أمل هنا وهناك من قبل أشخاص لهم " عطرهم" الخاص، ينثرونه في عمل الخير ورسم الابتسامة على وجوه من يحتاجون..
فهاهي مثلا مجموعة من أطباء الموصل يبذلون أقصى طاقاتهم لتقديم الخير في خدمات طبية لا تحصى، منهم من يواصل علاجه للأطفال حديثي الولادة مجانا منذ أربع سنوات وحتى اليوم، وكان قد بدأ خطوته الأولى باستقبال خمس مرضى يوميا ، ليزداد العدد حاضرا إلى نحو 42 مريضا يوميا..
وطبيب آخر متخصص بعلاج الكلى والمسالك البولية، يعالج مرضاه طيلة أيام الأسبوع عدا يومي الجمعة والسبت مجانا أيضا، كما يجري عمليات تنظير للكلية وتفتيت الحصى بمعدل 20-25 عملية يوميا.. وطبيب آخر لا تزيد أجرة معاينته عن أربعة آلاف دينار فقط وطيلة أيام الأسبوع.
أما في محافظة واسط فقد سعت مجموعة من الميسورين لتنظيم حملة "يد الخير"، وفّروا بفضلها منزلا مؤثثا يقدم خدمات الطعام والشراب مجانا لمرضى السرطان ولعوائلهم، ممن يأتون من المحافظات الأخرى للمراجعة والعلاج وتناول جرعات "الكيمياوي" في مركز علاج السرطان المتخصص، الذي انشأ حديثا في المدينة .
هؤلاء الخيّرون جميعا مثلهم مثل أشجار زيتون مثمرة، لا تنمو سريعا لكن جذورها قوية مغروسة في أرض الوطن، وذكراهم تبقى خالدة في أذهان الناس.
**************************************************
يوميات
- يضيّفُ الاتحاد العام للأدباءِ والكتّاب، غدا الجمعة، الشاعر الإماراتي عبد الكريم معتوق، الحاصل على لقب أمير الشعراء في البرنامج الشهير "أمير الشعراء" للموسم الأول، وذلك ليتحدث في جلسة عن تجربته الابداعية ويقرأ مختارات من قصائده.
الجلسة التي سيديرها الشاعر خالد الحسن، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، بعد غد السبت، التدريسية في قسم العلوم التربوية والنفسية في الجامعة المستنصرية د. غزوة فيصل، لتلقي محاضرة بعنوان "تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على تنشئة الأطفال والمراهقين".
تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
- يضيّف الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، الاثنين المقبل، مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية الباحث والكاتب د. قاسم حسين صالح، ليلقي محاضرة بعنوان "الأمن المجتمعي وبناء الدولة – معالجة مشكلات الشباب: انتحار، مخدرات، اغتراب وبطالة".
تبدأ المحاضرة في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
***************************************************
اليوم الخميس افتتاح معرض بغداد الدولي للكتاب بنسخته الـ25
متابعة – طريق الشعب
تفتتح هذا اليوم الخميس على أرض معرض بغداد الدولي، الدورة الـ25 لمعرض بغداد الدولي للكتاب، بمشاركة 600 دار نشر عراقية وعربية وأجنبية من 21 دولة، وبحضور أدباء ومفكرين عراقيين وعرب وأجانب.
وقال رئيس اتحاد الناشرين واللجنة التحضيرية العليا للمعرض، عبد الوهاب الراضي، أن المعرض الذي سيقام تحت شعار "العراق يقرأ"، يستمر حتى يوم الأحد 22 أيلول الجاري، وانه يفتتح يوميا من الساعة 10 صباحا حتى 10 مساء.
ولفت إلى أن هذه الدورة ستشكل منافسة متفوقة على معارض إقليمية نظيرة، مشيرا إلى ان المعرض سيوفر أحدث الإصدارات للقرّاء، وسيشهد ندوات صباحية ومسائية وحفلات توقيع كتب ومعارض تشكيلية ومسرحيات.
*************************************************
كركوك تستذكر قارئ المقام الراحل شكور خياط
متابعة – طريق الشعب
أقام "مركز علي مردان" للمقامات في كركوك، مساء الاثنين الماضي، حفل استذكار لقارئ المقام الكردي الراحل شكور خياط، في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله.
وخلال الحفل الذي حضره جمع من المسؤولين والفنانين والأدباء، ألقيت كلمات في ذكرى الفنان الفقيد، أشارت إلى الدور الكبير الذي لعبه في إغناء المقامات الكردية، لا سيما في منطقة كرميان.
وعلى هامش الحفل قدم عدد من الفنانين مقامات وأغنيات عبروا فيها عن الإرث المقامي الذي تركه خياط.