ص1
مؤشرات مقلقة جراء تراجع الأسعار عالميا
استمرار انخفاض عائدات النفط يفاقم العجز المالي في الموازنة
بغداد – محمد التميمي
مع انخفاض أسعار النفط الى اقل من 70 دولارا للبرميل، حذر مختصون اقتصاديون من تداعيات هذا التراجع التي قد تزيد من العجز المالي وتؤثر سلباً على تمويل رواتب الموظفين والمشاريع الاستثمارية.
وكان العديد من خبراء الاقتصاد، حذروا الحكومة وقت اعداد الموازنة الثلاثية من انخفاض أسعار النفط، وشددوا على خفض النفقات، لكنها بدلا من الاستجابة لتلك التحذيرات قررت رفع سعر برميل النفط التخميني الى 80 دولارا، مكرسة بذلك للسياسات الاقتصادية غير المجدية.
تأثير الانخفاض على الموازنة العامة
وتراجعت أسعار النفط إلى 70 دولاراً للبرميل، فيما انخفضت الصادرات العراقية بنسبة 3.3 في المائة. ويهدد هذا التراجع بتضخم العجز المالي الذي يبلغ حالياً نحو 49 مليار دولار.
وسيؤثر هذا الوضع كثيراً على تمويل المشاريع ويسهم في تفاقم أزمة البطالة وتباطؤ النمو الاقتصادي، فضلا عن المخاوف من تعثر تمويل رواتب الموظفين.
أسباب الانخفاض وتداعياته
وفي إطار تحليل أسباب هذا التراجع، أوضح المستشار المالي لرئيس الوزراء د. مظهر محمد صالح، أن السبب الرئيس يعود إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الصيني.
وأضاف في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "الصين تعد واحدة من أكبر مستوردي النفط في العالم، فقد تقلصت احتياجاتها بسبب تراجع النمو الاقتصادي، حيث انخفضت نسبة النمو من 5.4 في المائة في بداية العام إلى حوالي 4.5 في المائة حالياً".
وبين ان "الصين من أكبر الاقتصادات العالمية التي تعتمد على النفط، حيث تستورد نحو 10 ملايين برميل نفط يومياً، والعراق يساهم بنسبة 10 في المائة من هذه الكمية"، مبينا ان "تباطؤ النمو الصيني أدى إلى تراجع الطلب على النفط، ما أثر بشكل مباشر على أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث انخفض سعر خام برنت إلى أقل من 74 دولاراً للبرميل".
تداعيات الانخفاض
وأشار صالح إلى أن الموازنة العامة الاتحادية للعام 2023 (الموازنة الثلاثية) تضمنت عجزاً افتراضياً يقارب 64 تريليون دينار. ومع هذا التراجع في الأسعار، قد تواجه السياسة المالية مخاطر انخفاض عوائد النفط، ما يستدعي اتخاذ إجراءات احترازية لضمان استدامة النفقات العامة.
وفي حزيران الماضي، أقر البرلمان جداول موازنة عام 2024 البالغة 161 مليار دولار أمريكي وبعجز بلغ حوالي 49 مليار دولار.
وبحسب وثائق الموازنة التي نشرها الموقع الرسمي للبرلمان، تبلغ قيمة الموازنة 211 تريليون دينار عراقي (نحو 161 مليار دولار أمريكي) فيما يبلغ العجز نحو 64 تريليون دينار (49 مليار دولار).
وأظهرت الوثائق أن الميزانية اعتمدت سعر برميل النفط بمقدار 80 دولارا أمريكيا للبرميل.
وأشارت الوثائق إلى أن ارتفاع أسعار النفط من 70 دولارا في موازنة عام 2023 إلى 80 دولارا في 2024 والقروض الخارجية والداخلية وبنود أخرى من شأنها تغطية عجز الموازنة.
تأثر الحركة الاقتصادية
من جهته، أكد عضو اللجنة المالية النيابية، مصطفى الكرعاوي، أن الموازنة العامة تعتمد بنسبة 90 في المائة على الإيرادات النفطية، ما يجعلها عرضة لتقلبات أسعار النفط في السوق العالمية.
وأوضح الكرعاوي أن "أي تغيير في سعر النفط سيؤثر بشكل مباشر على الموازنة"، مضيفًا أنه "كلما انخفضت أسعار النفط العالمية، سيؤدي ذلك إلى حدوث عجز في نسبة الإنجاز للموازنة".
وأشار إلى أن "انخفاض أسعار النفط سيؤثر بشكل خاص على الموازنة الاستثمارية وكذلك على الموازنة التشغيلية المتعلقة بالقضايا السلعية والخدمية، حسب الأولويات التي حددتها الحكومة".
وأكد أن "الحركة الاقتصادية في العراق بشكل عام ستتأثر أيضًا". ورغم هذه المخاوف، أكد الكرعاوي أن "رواتب الموظفين لن تتأثر"، مشيرًا إلى أن "سقف الرواتب أقل بكثير من سقف الإنفاق المخصص في الموازنة".
التأثير على الموازنة الاستثمارية
الخبير الاقتصادي كوفند شرواني، قال أن انخفاض أسعار النفط كان قياسياً مقارنة بالشهور العشرة الماضية، حيث انخفض سعر خام برنت إلى حوالي 71 أو 72 دولاراً، فيما يباع النفط العراقي الخفيف بسعر يقل بـ3 أو 4 دولارات عن هذا الرقم.
وأوضح شرواني في حديث لـ"طريق الشعب"، أن استمرار هذا الانخفاض سيؤدي إلى بيع النفط العراقي بسعر يتراوح بين 67 و68 دولاراً للبرميل، وهو أقل من السعر المثبت في قانون الموازنة والبالغ 80 دولاراً للبرميل، منوها الى ان "هذا الفرق في السعر سيؤدي إلى نقص في التمويل وفروقات في الإيرادات، ما سيؤدي إلى تضخم العجز في الموازنة".
وأوضح شرواني أن العجز في الموازنة لهذا العام يبلغ حوالي 49 مليار دولار، وكل انخفاض ولو بدولار واحد في سعر البرميل يؤدي إلى تراجع الإيرادات بنحو 1.2 مليار دولار سنوياً، ما يزيد من العجز الموجود.
برامج الدولة والتحديات المالية
وشدد شرواني على أن ارتفاع العجز سيفرض ضغوطاً على وزارة المالية لسده. ورغم أنه قد لا يؤثر على الرواتب، إلا أنه سيؤدي إلى استقطاع جزء من الموازنة الاستثمارية، مما يعني تقليص الدعم للمشاريع الجديدة وتوفير فرص عمل.
وأكد أن الموازنة الاستثمارية تشكل أقل من 30 في المائة من الموازنة العامة، وأي تقليص فيها سيؤثر بشكل كبير على المشاريع التنموية، ما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة البطالة، خصوصاً بين الخريجين والشباب الباحثين عن العمل.
توقعات بتأخر الرواتب
وفي السياق ذاته، توقع الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي تأخر صرف رواتب الموظفين خلال الشهرين المقبلين، في حال استمرار انخفاض أسعار النفط.
وكتب المرسومي في تدوينة أن انخفاض أسعار النفط إلى 70 دولاراً مع تراجع الصادرات العراقية النفطية إلى 3.3 مليون برميل يومياً سيؤدي إلى انخفاض الإيرادات الشهرية إلى 9 تريليونات دينار، منها 1 تريليون دينار تُخصص لتغطية نفقات شركات التراخيص النفطية.
وأوضح، أن المتبقي وهو 8 تريليونات دينار سيكفي بالكاد لتغطية الرواتب التي تبلغ 7.5 تريليون دينار شهرياً، فيما سيخصص نصف تريليون دينار لتمويل مفردات البطاقة التموينية.
وأشار المرسومي إلى أن باقي النفقات التشغيلية والاستثمارية سيتم تمويلها من الإيرادات غير النفطية الشحيحة والاقتراض الداخلي والخارجي. وتوقع أن ترتفع الضرائب والرسوم، وتزداد الديون، فيما ستبدأ الاحتياطات الأجنبية في البنك المركزي العراقي بالتراجع نظراً لغياب صندوق سيادي يحمي الاقتصاد من هذه الأزمات.
أما المختص الاقتصادي مصطفى حنتوش، فحذر من خطورة استمرار تراجع أسعار النفط على استقرار الموازنة العامة للعراق.
وأوضح، أن غياب صندوق سيادي يحمي الاقتصاد العراقي في مثل هذه الأزمات يجعل الاحتياطات الأجنبية في البنك المركزي هي الحائط الأخير للدفاع عن الاقتصاد.
راصد الطريق
حرامي بيت..؟
كشف النائب هادي السلامي، عضو لجنة النزاهة، عن وجود عصابات مسلحة في بادية النجف وكربلاء، تقوم بالسيطرة على الأراضي الحكومية وعرضها للبيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحا أن عملية الاستيلاء على هذه الأراضي والحفر فيها تمت علنًا، أمام أنظار الأجهزة الأمنية ووزارة الزراعة.
وأضاف النائب أن أنشطة هذه العصابات أسفرت عن حوادث دامية، حيث قُتل أشخاص في منطقة الحيدرية، وفي منطقة شبجة، بعد مشاجرات عشائرية نشبت باستخدام الأسلحة الثقيلة بعد السيطرة على الأراضي.
ويأتي تصريح السلامي متماشيًا مع معلومات حصلت عليها "طريق الشعب"، وتفيد بقيام مجموعة مسلحة بقتل مواطن في منطقة الحسينية شمال شرقي بغداد، حاول حماية مدير البلدية من مجموعة مسلحة تهيأت للاستيلاء على أراضٍ تعود للدولة. ورغم مرور أكثر من اسبوعين على الحادثة، لم تتمكن الأجهزة الأمنية من اعتقال أفراد المجموعة.
هذا كله يؤشر فشلاً حكومياً ذريعاً في السيطرة على السلاح المنفلت، وفي ضبط المجاميع المسلحة وحماية أراضي الدولة والمواطنين.
ويحق لنا هنا التساؤل: أين ذهبت الوعود الحكومية بالحد من تأثير السلاح المنفلت ومالكيه، الذين يبدو أنهم باتوا الآن أقوى وأشد تمردا وتمترسا ضد الدولة ومؤسساتها!
ص2
الهجرة والمهجرين: 18 ألف عراقي في مخيم الهول
بغداد ـ طريق الشعب
قالت وزارة الهجرة والمهجرين إن 18 ألف عراقي ما زالوا في مخيم الهول بريف الحسكة. ومن المقرر عودة عدد آخر من العراقيين الذين يتواجدون في المخيم خلال الأيام المقبلة. وذكر المتحدث باسم الوزارة علي عباس، إن "عدداً آخر من العراقيين الذين يعيشون في مخيم الهول، بين 150 إلى 160 عائلة، سيتم إعادتهم قريباً". وأضاف أن "التحضيرات جارية لإعادتهم، لكن موعد النهائي غير معلوم للآن".
واشار إلى أنه: "لا يزال حوالي 18 ألف عراقي في المخيم، وتمت إعادة حوالي 4500 إلى 5000 عائلة". ويتم نقل العائلات العراقية التي تعود من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، الذي خصص لإعادة تأهيل عوائل وأقارب مقاتلي داعش الذين عادوا من مخيم الهول، لإعادتهم بعد ذلك إلى مناطقهم الأصلية في المحافظات العراقية. وبحسب الأمم المتحدة، يتواجد نحو 42 ألف شخص من دول مختلفة في مخيم الهول الذي يعتبر أكبر مخيم يضم عوائل مقاتلي تنظيم داعش.
بلاغ صحفي صادر عن الاجتماع الدوري الخامس للمكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي
عقد المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي العراقي اجتماعه الدوري الخامس في مدينة سامراء، بضيافة كريمة من تنسيقية صلاح الدين. تم خلال الاجتماع مناقشة أبرز التطورات السياسية على الساحة الوطنية والموقف منها، بما في ذلك عدد من القضايا الحساسة التي تشغل الرأي العام.
ناقش المكتب ما يُعرف بـ "فضيحة القرن" المتعلقة بالتجسس على المسؤولين والشخصيات البارزة من داخل مكتب رئيس الوزراء، وتوقف الاجتماع عند أهمية الفصل بين السلطات والحفاظ على استقلالية القضاء وإبعاد تأثير السلطة التنفيذية على مسار عملها، مثل توزيع الأراضي وغيرها من المنح التي تشكل انحرافًا عن مبدأ الفصل بين السلطات. كما أبدى المكتب قلقه من إصرار قوى الإطار التنسيقي في مجلس النواب على المضي قدمًا في تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188، رغم المعارضة الشعبية الكبيرة. كما تم التطرق إلى استمرار العجز البرلماني في انتخاب رئيس للمجلس، ما يعكس حالة الجمود السياسي. وأكد المكتب التنفيذي على وقوفه إلى جانب خريجي ذوي المهن الطبية في حقهم بالتعيين والإشادة بموقفهم المنظم، الذي توج بتعيين الآلاف منهم. وأدان المكتب بشدة الاستخدام المفرط للقوة ضد احتجاجاتهم المشروعة، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعد استمرارًا لنهج العنف الذي تبنته الحكومة تجاه الاحتجاجات الشعبية السابقة.
في مواجهة الفساد المستشري في مختلف مفاصل الدولة، أعلن المكتب التنفيذي عن طرح مشروع تشكيل "التحالف الشعبي لمكافحة الفساد"، كجهد مشترك لمواجهة الفساد الحكومي الذي بات واضحًا في تصريحات هيئة النزاهة والقضايا المرتبطة بجريمة نور زهير والجهات والشخصيات المرتبطة بها.
وجدد المكتب رفضه لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188، معتبرًا إياه استمرارًا لنهج قضم الحقوق المدنية وتفكيك المكتسبات التي حققتها ثورة 14 تموز. وأشاد المكتب بجهود تنسيقيات التيار الديمقراطي على مستوى المحافظات والخارج، وكذلك بتحالف 188 في تأجيل التصويت على هذه التعديلات حتى إشعار آخر، مؤكدًا على أهمية الاستمرار في التصدي لهذه المحاولات.
شدد المكتب التنفيذي على ضرورة تبني الحكومة منهجًا عادلًا في الاستجابة لمطالب الشعب، بدلاً من الانحياز لمصالح فئة معينة، كما حدث مع الاستجابة السريعة لبعض الجهات وتأجيل الاستجابة لمطالب الشعب الأخرى.
وفي جانب آخر، ناقش المكتب التنفيذي التحالفات الانتخابية المستقبلية، مؤكدًا أن التيار الديمقراطي سينطلق في المرحلة القادمة، ووفقًا لمقررات المؤتمر الرابع للتيار، من عنوان التحالف المدني الديمقراطي كانطلاقة لتحالف انتخابي واسع يستطيع إيصال مرشحي التيار الديمقراطي إلى مجلس النواب القادم، لما لهذا التحالف من تاريخ راسخ واسم واضح، إلى جانب قاعدته الجماهيرية القوية التي يمكن الاعتماد عليها في المرحلة المقبلة.
كما تناول الاجتماع محاضر اجتماعات اللجان، وأُقرّتها بالإجماع، مع التأكيد على أهمية تطوير عمل لجنة العلاقات في المرحلة المقبلة. وأشاد المكتب بالتقدم الواضح في الجانب الإعلامي، لا سيما إصدار جريدة التيار الديمقراطي، وقرر المكتب بالإجماع تغيير اسم الجريدة إلى "جريدة صدى الناس".
ناقش الاجتماع كذلك عمل التنسيقيات والتطور الملحوظ في أدائها، مع التأكيد على أهمية استمرارها في التوسع في استقطاب الفئات المجتمعية وتنظيم الفعاليات المجتمعية. وفي هذا الإطار، تمت الإشارة إلى تشكيل "الملتقى الأكاديمي الثقافي"، الذي سيشهد فعاليات مقبلة لتعزيز هذا النهج.
وفي ختام الاجتماع، عقد المكتب التنفيذي لقاءً مع تنسيقية صلاح الدين، حيث قدم أعضاء التنسيقية تقارير حول إنجازاتهم خلال الفترة الماضية، وتم التباحث في كيفية تسهيل مهامهم من قبل المكتب التنفيذي لدعم جهودهم المستقبلية.
في نهاية الاجتماع، تم توجيه الشكر لتنسيقية صلاح الدين على استضافتهم الكريمة للاجتماع الدوري الخامس للمكتب التنفيذي.
المكتب التنفيذي
للتيار الديمقراطي العراقي
سامراء – 6 أيلول 2024
اضاءة
.. ويستمر
عطاء المنهج المدمر!
محمد عبد الرحمن
تؤكد الاحداث والتطورات الجارية، كل يوم وكل ساعة، الفشل المتواصل والمتفاقم لأداء المنظومة السياسية ونهجها المعتمد منذ ٢٠٠٣ حتى الان. فحديث القاضي حيدر حنون، رئيس هيئة النزاهة، رغم حالة الانفعال، أشر بوضوح جوانب مهمة من الأزمة الراهنة، والتقاطعات الكبيرة بين السلطات، وكون القضايا الذاتية الانانية والشخصية والنفعية، وإدامة البقاء في المنصب والحصول على اقصى الامتيازات، لها هي الأولوية على حساب قضايا الوطن والمجتمع. كما انه بيّن مدى تغلغل الفساد ووصوله الى مديات خطرة، تطال مؤسسات يفترض انها محصنة إزاءه، او هي من يعول عليها في مكافحته.
اتسم حديث رئيس النزاهة بالكثير من الصراحة والوضوح، فهل هو تعبير عن حالة يأس وإحساس بان مكافحة الفساد وصلت الى طريق مسدود، وأنْ ليس بالإمكان احسن مما كان طالما ان حُماة الفساد يتمترسون في مفاصل الدولة المختلفة، ولهم السطوة والكلمة العليا، ويتمتعون بالقدرة على اجهاض أيّ توجّه جدي للتصدي له؟ هل يريد القاضي ان يقول لنا بعدم توفر الإرادة السياسية الحقة لذلك، وان أي اجراء يتخذ يُحسب بمدى تأثيره على هذا المنصب او ذاك ؟
لا نريد الحكم على الأمور بناء على حديث واحد، ولكنه حمل مؤشرات خطرة، ولم نسمع ردود فعل حتى الان تفند او تنفي ما قيل، فيما ذكر احدهم وهو في موقع رسمي ان الرجل "اخطأ في الحديث العلني". وقد ينطوي هذا القول على رغبة في اللجوء، كما اعتاد المتنفذون، الى التوافقات والتسويات التي كانت وما زالت وراء ضياع الملايين من أموال العراقيين، وما نعيشه من أوضاع منفلتة لا تدلل باي حال على وجود دولة ومؤسسات فاعلة وقانون يمكن انفاذه على الجميع.
في حديث رئيس هيئة النزاهة تحد للبرلمان في استضافته مع آخرين ، للحديث عن القضايا المثارة، وربما غيرها، فهل يستجيب البرلمان لهذه الدعوة، وهو المسؤول عن متابعة عمل هذه الهيئة، ويُعدّ ذلك ركنا أساسيا من مهامه الرقابية؟
والشي الآخر المقلق، وغير البعيد ايضا عن سلوك منظومة المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت، هو مدى الاستعداد لقمع أي حراك مطلبي شعبي وجماهيري، مهما كانت احقية وعدالة ما يطالب به، وحق المواطنين المكفول دستوريا في التعبير والتظاهر والتجمع السلمي .
وقد يكون الأخطر هو استباق الأمور بهذه الحملة المنظمة ضد أي حراك، والتهم الرخيصة الجاهزة والتي تطلق من سياسيين وأجهزة ومؤسسات وجيوش الكترونية، توظف لخدمة اجندات معينة ولتزييف الحقائق ونشر الاباطيل والاراجيف. وكل ذلك للتدليل على ان"دار السيد مامونة"، وربما لاعطاء قدر من "المصداقية" لقول احدهم ان "بلدنا يمر بأفضل حالة استقرار وعلينا الحفاظ عليها "؟! ولكنه لم يخبرنا كيف؟
وباستغراب شديد استمعنا، مع غيرنا، الى مقابلة مع احد السياسيين، وهو يفبرك التهم ضد المحتجين من خريجي المهن الصحية، ويضع حراكهم المشروع في سياق "تآمر طرف دولي وتحريك من الخارج، كما حصل في تشرين ٢٠١٩، تهيأة لحراك جديد ينطلق في تشرين القادم". هذا السياسي وغيره يهربون من سؤال آني جدي وحارق: لماذا تتظاهر الناس وتحتج، وما أسباب ذلك ودوافعه؟
ان التهم "المسلفنة" فندها ويفندها الواقع المزري في الخدمات العامة، والركض نحو خصخصة غير معلنة لقطاعات الدولة المختلفة، والصعوبات والاشكاليات المالية الكبيرة، بدليل ان الموازنة وجداولها ما زالت موضع جدل بين الحكومة ومجلس النواب، الذي فشل حتى الآن في انتخاب رئيسه. فضلا عن عجز مؤسسات الدولة، وتفاقم مشكلات البطالة والفقر، والصراعات المتفاقمة بين المتنفذين في المركز والمحافظات، وتحوّل العراق الى " خان جغان " وتفاقم التدخلات الخارجية ، واخرها المسيرة التركية التي اسقطت والسعي الى طمطمة الموضوع بدل من الافتخار به ، وتغول الفساد والسلاح المنفلت، وخروج قرار الحرب والسلم من يد الحكومة ومجلس النواب، وغير ذلك الكثير من الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية، التي تؤشر فشل النهج وسوء الإدارة والسعي المتواصل الى الهيمنة والتفرد والاقصاء. وهي جميعا أزمات المنهج المدمر.
في ظل أوضاع كهذه ماذا يتوقع المتنفذون من أبناء الشعب؟ ان يسكتوا؟ هنا لن ينفع افتعال معارك جانبية من قبيل تشريعات مخلة او قوانين تعكس مازق المنظومة ذاتها او حملات إعلامية مضللة.
ونقول اخيرا ان طريق التغيير واضح عندما تتوفر إرادة حقيقية لذلك. ولكن الجماهير لن تنتظر "المعجزة" .. انها هي ذاتها من سيصنعها، طال الزمن ام قصر .
وفد من الحزب الشيوعي يلتقي السفير الصيني في العراق
بغداد ـ طريق الشعب
التقى وفد من الحزب الشيوعي العراقي، برئاسة عضو المكتب السياسي للحزب، الرفيق ياسر السالم، السفير الصيني في العراق السيد تسوي وي، الأسبوع الماضي في مقر السفارة في العاصمة بغداد.
اللقاء تناول مستجدات الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة وموقف الصين إزاء التطورات في المنطقة.
وأشاد وفد الشيوعي العراقي بموقف الحزب الشيوعي الصيني ودولة الصين من الحرب على غزة وتضامنها مع الشعب الفلسطيني ودعواتها الدائمة للسلام، كما ناقش اللقاء إمكانية تعزيز التعاون الثقافي ما بين الحزبين، وكذلك إمكانية الاستفادة من التجربة الصينية فيما يتعلق بالتنمية.
وحضر اللقاء الى جانب الرفيق السالم، عضو اللجنة المركزية د. علي مهدي والقيادي في الحزب خليل الموسوي.
ص3
المرور: 3 أسباب لتزايد حوادث السير
السائق، المركبة، الطريق
بغداد – تبارك مجيد
يحتل العراق مرتبة متقدمة عالميًا وعربيًا في معدلات الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، وفقا لتقرير حديث صدر عن مؤشر الحوادث المرورية العالمي "ROAD TRAFFIC ACCIDENTS". حيث جاء العراق في المرتبة 37 من بين 183 دولة، بمعدل وفيات بلغ 34.4 وفاة لكل 100 ألف نسمة. كما أظهر التقرير تصاعد معدلات الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية في العراق خلال العقد الأخير. وعلى الصعيد العربي، جاء العراق في المركز الخامس بعد دول مثل الصومال، السودان، السعودية، واليمن.
3 أسباب؟
وأكدت مديرية المرور العامة، أن الحوادث المرورية في العراق تنجم عن ثلاثة أسباب رئيسية، تتوزع نسبتها بشكل متباين بين السائق، والمركبة، والطريق. وأوضحت المديرية أن السائق يتحمل النصيب الأكبر من المسؤولية في وقوع الحوادث المرورية، بنسبة تصل إلى 80 في المائة، بينما تتوزع النسبة المتبقية على حالة المركبة والطريق، بواقع 10 في المائة لكل منهما، طبقا للعقيد الحقوقي حيدر شاكر محمد، مدير شعبة الإعلام في المرور العامة.
وأضاف محمد في حديث لـ "طريق الشعب"، أن "التزام السائقين بالتعليمات المرورية والقوانين يسهم بشكل كبير في الحد من الحوادث المرورية، ما ينعكس إيجاباً على حركة السير والمرور في الشوارع العراقية بشكل عام".
وفي ما يتعلق بالمركبات، شدد العقيد على أهمية صيانة المركبة الدورية ووجود وسائل الأمان والتحوطات اللازمة فيها، حيث أن هذه العوامل تسهم بنسبة 10 في المائة، في تقليل الحوادث المرورية.
وأكد أهمية صيانة الطرق من قبل الجهات المختصة، ووضع العلامات الإرشادية والمرورية على الطرق الخارجية، كونها تلعب دورًا مماثلاً في الحد من الحوادث.
وأوضح، أن "مديرية المرور العامة بدأت استخدام التكنولوجيا الحديثة لتنظيم حركة السير والمرور في شوارع بغداد وبقية المحافظات"، مشيراً إلى دور "الرادارات والكاميرات الذكية على الطرق الخارجية في تقليل نسب الحوادث المرورية، وهو ما ظهر بوضوح خلال فترة زيارة الأربعين".
وأضاف، أن "استخدام التكنولوجيا الحديثة أسهم في تنظيم حركة السير بشكل أفضل وتقليل الزخم المروري، خصوصًا في شوارع العاصمة بغداد".
ودعا العقيد حيدر المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات المرورية لتحقيق مزيد من التحسن في حركة السير والمرور.
وأبدى محمد تفاؤله بتعاون المواطنين على الالتزام بالتعليمات المرورية، مؤكدًا أن ذلك سيعود بالنفع على الجميع من خلال تحسين حركة السير وتقليل الحوادث المرورية في البلاد.
تحسين حركة المرور
فيما تحدث مدير العلاقات والإعلام في مديرية المرور العامة، المقدم محمد علي الحسون، عن دور الإشارات الضوئية الذكية والإشارات المرورية الحديثة في تحسين حركة المرور في بغداد والمحافظات
وأكد أن مقترحات ومشاريع فك الاختناقات المرورية أسهمت بشكل كبير في تسهيل حركة مرور المركبات في بغداد.
وشدد الحسون خلال حديثه مع "طريق الشعب" على أهمية التزام المواطنين بالقوانين المرورية للحفاظ على سلامتهم.
وشهدت العاصمة بغداد، خلال شهر واحد فقط، تسجيل نحو 70 حالة وفاة، إثر حوادث سير "مأساوية" مختلفة، أي بمعدل شخصين كل يوم.
وقال مدير قسم فحص الأموات في دائرة الطب العدلي التابعة لوزارة الصحة، عبد الوهاب عصام، في بيان إن "التقرير الذي أصدرته الإحصائيات الرسمية أظهر أن عدد وفيات حوادث المرور بلغ 69 حالة وفاة بحسب الجهات التحقيقية والقضائية، توزعت بين انقلاب عجلة واصطدام وحوادث سير خلال شهر تموز/ يوليو الماضي".
وأشار إلى أن "مشكلة الحوادث المرورية في العراق من أبرز مسببات الخسائر البشرية التي تشهدها البلاد وذلك بسبب عدم التزام السائقين بإجراءات السلامة".
ووفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، فإن هناك ارتفاعا واضحا في معدلات الموت جراء الحوادث المرورية، ففي عام 2012 سجل العراق 18 حالة وفاة لكل مئة ألف نسمة ليستمر هذا الارتفاع بتسجيل 27 حالة وفاة لكل مئة ألف نسمة في عام 2019.
الطرق "متهالكة"
قال ليث علي، المختص في هندسة الطرق والجسور، بأن "الحوادث المرورية في العراق تمثل أحد أهم أسباب الخسائر البشرية، نتيجة تهالك الطرق وقدمها، وغياب علامات التحذير، بالإضافة إلى عدم التزام السائقين بإجراءات السلامة على الطرق الخارجية".
واضاف في حديثه لـ "طريق الشعب"، ان الأرقام المؤشرة صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط، حيث تم تسجيل 11,523 حادثاً مرورياً خلال عام 2022، بزيادة بلغت 8 في المائة مقارنة بعام 2021، ما أدى إلى وفاة 3,021 شخصاً.
وأوضحت إحصائيات الوزارة، أن من بين الحوادث، كان هناك 3,079 حادثاً مميتاً بنسبة 26.7 في المائة، و8,444 حادثاً غير مميت بنسبة 73.3 في المائة، وذلك باستثناء إقليم كردستان. وسجلت الحوادث في 2022 ارتفاعاً مقارنة بـ 10,659 حادثاً في 2021، بنسبة 8.1 في المائة.
وأضاف البيان، أن عدد ضحايا الحوادث المرورية ارتفع خلال السنة الماضية بنسبة 6.8%، كما ارتفع عدد الجرحى بنسبة 12.9 في المائة عن سنة 2021. وبلغت الوفيات الناتجة عن تلك الحوادث 3,021 حالة وفاة، منها 2,474 حالة وفاة بين الذكور بنسبة 81.9 في المائة و547 حالة وفاة بين الإناث بنسبة 18.1 في المائة من إجمالي الوفيات، مسجلة زيادة قدرها 6.8 في المائة.
وفي تعليقه الأرقام، والتي تعكس وقوع نحو 250 حادثاً شهرياً، قال علي إن "هذه الأرقام مرعبة وتفوق بكثير أعداد ضحايا العنف والإرهاب". وأوضح أن "الحوادث المميتة تحدث غالباً على الطرق العامة والسريعة، بسبب سوء حالة الطرق الخارجية، وعدم الالتزام بإجراءات الأمان والسلامة، بالإضافة إلى التجاوز بين السيارات، والسلوكيات الخطيرة مثل القيادة عكس الاتجاه، والسرعة المفرطة، وتهالك بعض السيارات، مما يتسبب في حوادث مميتة للأسف".
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة واعداد: طريق الشعب
تعديلات خطيرة
ضد حقوق النساء وتماسك المجتمع
نشر موقع مركز ويلسون الأمريكي مقالاً للكاتبة رند الرحيم حول مساعي القوى المتنفذة في العراق تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188، أكدت فيه على أن التعديلات المقترحة تضر بالنساء والأطفال وبالتماسك الاجتماعي وتقوض الدولة وتهدد الدستور، ممهدة الطريق لإنحدار متعمد نحو ظروف ما قبل الدولة.
قانون متقدم ومستند إلى الإسلام
وأشار المقال إلى أنه بسبب وجود أحكام فقهية مختلفة لتفسير الشريعة الإسلامية، قام فقهاء وخبراء دستوريون في عام 1959 بصياغة القانون المراد تعديله، وإقراره بعد مراجعته من قبل علماء الدين، في مسعى لإيجاد الصيغة الأنسب للمجتمع العراقي المعاصر، التي تؤمن للنساء والأطفال حقوقاً وحماية أكبر داخل الأسرة، وتمنع التعسف وتنظم شؤون البلاد تحت قانون واحد يحكمها، وتفرض عقد جميع الزيجات أمام قاضٍ في نظام المحاكم الحكومية، وتحدد سن الرشد عند 18 عامًا، وتضع اشتراطات صارمة لتعدد الزوجات، وتتضمن موادَ منصفة للمرأة والأطفال فيما يتعلق بالحضانة والميراث والنفقة وغيرها.
تشدد متنام
وبيّن المقال بأنه ومنذ سقوط الدكتاتورية وحتى الآن، لم تنقطع مساعي الأحزاب الدينية لإلغاء هذا القانون، فيما خاضت النساء العراقيات نضالاً ضد هذا التراجع عن حقوقهن العادلة ولإحباط كل ما يسبب ضرراً جسيماً في المجتمع. ورغم ماحققنه ومن يؤيدهن من الرجال من نجاحات، فقد تمكّن المتشددون من وضع الغام في الدستور، ليستفيدوا منها لاحقاً، وهو ما يبدو متاحاً اليوم في ظل هيمنة قوى طائفية على مجلس النواب، وتذرعها بأن القانون 188 النافذ يتعارض مع معتقداتها الدينية وأنها تريد الاستفادة من الحرية التي تمنحها لها المادة 41 من الدستور.
تعديلات خطيرة
وأعربت الكاتبة عن تصورها بأن التعديلات ستفرغ القانون 188 من محتواه وتحل محله أحكام غير مدونة، حيث سيتم إلغاء دور المحاكم كجهة تنظيمية وإشرافية على رعاية الأسرة، ويُمنح لرجال الدين حق إبرام عقود الزواج والطلاق دون تسجيلها في المحاكم، ولا تُلزم الرجل بالإفصاح عن الزيجات المتسلسلة، مما يخلق فوضى في شبكات القرابة وتوزيع الميراث، ويقلل من حقوق المرأة المطلقة، ويُفقد الأطفال الحماية ويخفض سن حضانة الأم للطفل من عشرة أعوام إلى عامين، ويلغي حقها هذا إذا ما تزوجت مرة ثانية. كما قد تؤدي التعديلات إلى تخفيض سن الزواج ليصبح تسع سنوات، مما يزيد المخاوف من بيع الفتيات الصغيرات مقابل مهور كبيرة من قبل الأسر في المجتمعات الأكثر فقراً أو لتسوية النزاعات العائلية أو لكسب ود زعماء المجتمع.
لا مساواة أمام القانون
وكشف المقال عن أن تعدد أحكام الفقه ووجود تفسيرات متفاوتة وغير مدونة، سيخضع النساء والأطفال لأحكام غير متساوية عبر الطيف الطائفي ويعرضهم للإساءة دون قدرة الدولة على حمايتهم، وهو ما حفز جماعات حقوق المرأة والناشطون من الرجال والنساء والأكاديمين والباحثين القانونيين والقادة السياسيين على العمل ضد محاولة إجهاض القانون ،188 فيما أظهر استطلاع إلكتروني غير رسمي شمل ما يقرب من 62 ألف عراقي أن 73.2 بالمائة من المستجيبين يعارضون بشدة التعديل.
مخاطر على التماسك الاجتماعي
وأكدت الكاتبة على إن التعديل المقترح لا يضر بالنساء والأطفال فحسب، بل بالمجتمع ككل، فهو لا يحظى بإجماع وطني ولم يتم طرحه للمناقشة المجتمعية، ويتناقض مع مواد الدستور التي تكرس المساواة بين المواطنين، ويقوض سيادة الدولة والقضاء في الحفاظ على قوانين الأمة، ويرسخ الطائفية ويفتت المجتمع في وقت تشتد فيه حاجته إلى التماسك والتكامل الاجتماعي، ويمثل فرض إرادة وأيديولوجية الجماعات المتشددة على المجتمع العراقي بأكمله.
عين على الأحداث
بين حانه ومانه!
أكد رئيس هيئة النزاهة ما سبق وكشفه أحد النواب عن تفاصيل الفساد في عقود شركات دايو الكورية والنحالة والمها، لأنشاء خطوط للسكك الحديدية، بمبلغ 22.5 مليار دولار، اي ما يعادل تسعة أضعاف سرقة القرن. وأشار النائب إلى أن الحكومة اعتادت حجب العقود عن مجلس النواب والرأي العام بحجة أن هناك نوابا مبتزين لها، في وقت يرى فيه بأن إخفاء هذه المعلومات يأتي للتستر على ما بها من هدر كبير للمال العام. هذا ورغم تعدد الأسباب والمسببين، بات جلياً للناس بأن الفساد المستشري نتاج طبيعي لأزمة منظومة المحاصصة ولا يتم القضاء عليه إلّا بالتغيير الشامل.
بلاد التغييب القسري
إعتبر الصليب الأحمر العراق من البلدان التي تشهد أعلى معدلات تغييب قسري، حيث اختفى فيه مليون انسان خلال نصف قرن. وأكدت اللجنة على أنها سجلت 1500 حالة اختفاء قسري في 2003، و 618 حالة خلال النصف الأول من هذا العام، دون أن تتمكن من الكشف سوى عن مصير 25 بالمائة من هؤلاء. هذا وتشير هذه الأرقام إلى مستوى التدهور الذي تعيشه هيبة الدولة في ظل المحاصصة والفساد والسلاح المنفلت وعجز السلطات عن تنفيذ القانون وإصرار المتنفذين على حماية مصالحهم عبر التضييق على الحريات وحقوق العراقي في الحياة والكرامة والعدالة في توزيع ثروات وطنه.
وبعدين؟!
يشير مختصون إلى تحول العراق لساحة صراع بين الدول الكبرى المصّنعة للسيارات، حيث تعتمد منتجاتها في جذب المستهلكين على أساس السمعة والمتانة والجودة والسعر التنافسي، محققة ارباحاً تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً. هذا وفي الوقت الذي تصدرت فيه السيارات اليابانية والكورية قائمة المبيعات في السوق، يشكل الاستيراد المنفلت أكبر عقبة أمام حل مشاكل الإختناقات المرورية، ومؤثراً سلبياً على البيئة وصحة الناس، ووسيلة أخرى للفساد ولهدر الثروات وخسارة العملة الصعبة، مما يتطلب معالجات سريعة تنظم الاستيراد وتدقق مستوى تنفيذ شروطه وتفعل النقل العام وتمنع استخدام السيارات القديمة وتعزز إجراءات الفحص السنوي.
جانت عايزة
أعلن رئیس غرفة التعاون الإیرانیة، عن استعداد مقاوليها لبناء 150 ألف مسكن في العراق إذا تم توفير الأراضي الجاهزة لهم، في وقت أشار فيه نائب رئيس مجلس محافظة البصرة إلى أن هؤلاء المقاولين باتوا يهيمنون على سوق بناء المساكن في البلاد. هذا وفي الوقت الذي صار فيه سوق العقارات أكبر ساحة لغسيل الأموال ونهب المال العام بحجة جذب الإستثمارات لحل أزمة السكن، يتساءل الناس عن نتائج الوعود بإقامة مساكن منخفضة الكلفة تتناسب مع دخول أغلبية العراقيين، الذين يعيش 11 بالمائة منهم في العشوائيات، خاصة وأن شراء المواطن لشقة في المجمعات الاستثمارية يتطلب توفير دخله لقرن كامل!
لا شبِعت بطونكم
شهدت نهاية الأسبوع الماضي ارتفاعاً كبيراً في أسعار صرف الدولار أمام الدينار في أسواق بغداد وأربيل، إلى الحد الذي تجاوزت فيه حاجز 1550 ديناراً للدولار أي بفارق 15 بالمائة عن السعر الرسمي، مما يوفر أرباحاً هائلة للفاسدين من متنفذين ومصارف وشركات صيرفة تابعة لهم. هذا وفيما يتواصل عجز السلطات عن حل هذه المشكلة التي تضاعف من معاناة المواطنين جراء إنخفاض القيمة الشرائية لدخولهم وخاصة رواتب الموظفين الذين يبلغ تعدادهم وعوائلهم أكثر من 20 مليون مواطن، يستمر هدر المال العام عبر نافذة بيع العملة وعبر حالات التهريب، وتزداد كل يوم تكاليف المعيشة جراء الارتفاع الجنوني بالأسعار.
ص4
احتجاجات حاشدة في ثلاث محافظات وتهديد بالتصعيد السلمي
بغداد ـ طريق الشعب
شهدت محافظة البصرة أمس الاول الجمعة سلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي تعكس معاناة المواطنين في مختلف القطاعات، فيما تواصلت الاحتجاجات المطلبية في محافظتي ذي قار والنجف.
احتجاج واسع في البصرة
في منطقة البراضعية، نظّم العشرات من الأهالي وقفة احتجاجية، مطالبين بتحسين الخدمات التي يعانون من سوئها منذ عام 2012.
وأشار المحتجون إلى أن المنطقة خلف المستوصف قد تمت إحالتها إلى أكثر من شركة خلال السنوات الماضية، إلا أن الأعمال لم تكتمل بعد.
وأكدوا ضرورة إكمال مشروع المجاري والتبليط خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء وبداية العام الدراسي.
وفي حقل غرب القرنة 2، نظم العشرات من الموظفين الحكوميين وقفة احتجاجية يوم الخميس، استنكارًا لحادث الاعتداء الذي تعرض له مسؤول قسم التشغيل في الحقل يوم الخميس.
وطلب المحتجون من الحكومة بتوفير الحماية اللازمة للموظفين، وفتح البوابة رقم 3 التي أغلقت منذ سنوات، مؤكدين أنهم قد يلجؤون إلى التصعيد السلمي إذا لم تُلبَّ مطالبهم.
أما في محافظة البصرة، فقد واصل الخريجون المعتصمون مطالبتهم بإعلان ملف الـ13 ألف درجة وظيفية، حيث كانوا قد اعتصموا أمام مجلس المحافظة لمدة ثلاث سنوات. وأكدوا أنهم يفترشون الأرض منذ أسبوع لغاية تحقيق مطالبهم المتعلقة بالاستثناء من الدرجات الوظيفية، مهددين بإغلاق مجلس المحافظة ومقاضاة الجهات المعارضة قانونيًا إذا لم تُلبَّ مطالبهم.
من جانب آخر، نظم خريجو أكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية وقفة احتجاجية أمام رئاسة جامعة البصرة، مطالبين وزير التعليم العالي والبحث العلمي بقبولهم في كلية علوم البحار في جامعة البصرة ضمن الدراسات المسائية.
وقالوا إن عددهم يتجاوز 2500 خريج، وقد تفاجؤوا بعدم قبولهم في الكليات رغم أن شهاداتهم غير معادلة للشهادة الإعدادية، مطالبين بإضافة خلفيتهم العلمية لاستحقاق التعيين والرواتب.
الناصرية والنجف
من جانبهم، باشر العشرات من المحتجين في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، نصب سرادقات الاعتصام إيذاناً بعودة الاحتجاجات المطالبة بالخدمات في المحافظة.
وأشارت وكالات انباء محلية الى أن العديد من المحتجين باشروا نصب السرادقات أمام محطة الطاقة الحرارية في مدينة الناصرية إيذاناً ببدء الاحتجاجات التي وعدوا بعودتها بعد انتهاء الزيارة الأربعينية مطالبين بمشاريع الكهرباء في ذي قار.
وبينت، أن المحتجين وجهوا نداءً عاجلاً لأصحاب المواكب وشيوخ العشائر للوقوف معهم وتوفير مستلزمات الاحتجاج، فضلاً عن دعم مطالبهم التي هدفها خدمة أبناء المحافظة، ومن أبرزها إنشاء محطة سعة ثلاثة آلاف ميغاواط في الناصرية.
وأخيرًا، خرج أعضاء اتحاد نقابات عمال النجف بتظاهرة احتجاجية أمام دائرة عقارات الدولة، مطالبين بتخصيص قطعة الأرض (643 دونما) التي كانت قد وُعدت المحافظة منذ عام 2016 بمنحها اليهم، متهمين مديرية عقارات الدولة بالمماطلة والتجاهل.
10 ملايين أميّ في العراق.. والتربية تعد بجهد أكبر لمكافحة الظاهرة
ناشطون وتدريسيون: التعليم حق دستوري مهدور
بغداد ـ طريق الشعب
يرجع ارتفاع نسب الأمية في العراق إلى مجموعة من العوامل المتشابكة، بما في ذلك الحروب والصراعات والحصار الذي عانى منه البلد، وما خلفته هذه الظروف من مشاكل اجتماعية واقتصادية حالت دون إكمال الكثير من الأفراد لتعليمهم. وبرغم أن العراق قد سنّ قوانين ومواد دستورية تضمن حق التعليم لجميع الأفراد وتحدد الزامية التعليم ومجانيته، فإن عدم تطبيق هذه النصوص بشكل فعّال أسهم في تفاقم مشكلة الأمية في البلاد.
وتعد الفتيات الشريحة الأكثر تعرضا للأمية، حيث تواجه العديد منهن عوائق متعددة تحول دون استكمال تعليمهن، بما في ذلك التقاليد المجتمعية والتمييز بين الجنسين والعقبات الاقتصادية.
ووفقا لرئيس الوزراء السابق، مصطفى الكاظمي، فإن الفساد في قطاع التربية خلال العقدين الماضيين، أبرز أسباب تدني مستوى التعليم، يرافقه سوء الإدارة وغياب الكوادر التربوية الحقيقية.
الجهاز التنفيذي لمحو الأمية
في مسعى للحد من الأمية والعمل على معالجتها، سن البرلمان قانون محو الأمية رقم 23 لسنة 2011، حيث شكلت هيئة عليا لمحو الأمية، مع استحداث جهاز تنفيذ ضمن وزارة التربية للإشراف على تطبيق القانون من خلال مدارس محو الأمية التي تستقبل الفئات العمرية لمن هم في سن 15 عاما وأكثر.
وقال المتحدث باسم وزارة التربية كريم السيد، إن "الوزارة تبذل جهودًا كبيرة من خلال الجهاز التنفيذي لمحو الأمية لتعليم الكبار وتحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال"، موضحاً أنه "منذ عام 2011 وحتى الآن، انضم أكثر من مليوني طالب إلى مراكز الوزارة المنتشرة في عموم العراق، والبالغ عددها أكثر من 1250 مركزا. وتقدم هذه المراكز خدمات تربوية وتعليمية للأفراد الذين لم تتح لهم فرصة التعليم، مع التركيز على تعليمهم القراءة والكتابة".
وأضاف السيد في حديث خص به "طريق الشعب"، أن "الوزارة تهتم أيضا بتعليم المهارات المهنية، لا سيما للنساء، مثل الخياطة والحياكة وغيرها من المهن التي تسهم في تمكينهم في حياتهم اليومية، إلى جانب تعليمهم الأساسيات الأكاديمية".
وتابع أنه "في إطار التطوير المستمر تعمل وزارة التربية بالتعاون مع الجهاز التنفيذي لمحو الأمية على مراجعة وتعديل التشريعات الخاصة برعاية خريجي برامج محو الأمية والتعليم المسرع، بهدف تمكينهم من مواصلة تعليمهم حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية، وضمان عدم إهدار الفرصة التعليمية التي حصلوا عليها في المراحل الأولى".
وأشار السيد إلى "وجود العديد من قصص النجاح الملهمة لأشخاص تمكنوا من مواصلة مسيرتهم التعليمية حتى وصلوا إلى مناصب متقدمة"، كما شدد على أن "الوزارة مستمرة في توسيع مراكز محو الأمية والمدارس في جميع أنحاء البلاد".
وفي ما يتعلق بإحصائيات الأمية، أوضح السيد أن هذه "الإحصائيات تعتمد على تقديرات وزارة التخطيط والمسوح التي تقوم بها"، مشيرا إلى أن الوزارة تعتزم المساهمة في هذا المجال، مع توقع الحصول على إحصاءات أكثر دقة عند إجراء التعداد السكاني المقبل بالتعاون مع وزارة التخطيط.
وأكد في ختام حديثه أن "الوزارة تعمل بكل جهدها لتحقيق تقدم أكبر في هذا الملف خلال السنوات القادمة".
الحكومة
إلهام قدوري، رئيسة إحدى منظمات المجتمع المدني، قالت إن "الجهل هو مرض يهدد مصير أمة كاملة"، مشددة على أن "التعليم هو أساس بناء المجتمع".
وأوضحت قدوري خلال حديثها مع "طريق الشعب"، أن "العراق تعرض لتداعيات سلبية جراء الحروب والهجمات المتكررة، إضافة إلى فساد الحكومات المتعاقبة التي لم تولِ أهمية كافية لوعي وتثقيف المجتمع".
وتجد قدوري، أن "الحكومات لو كانت حريصة على تنمية المجتمع لوجدناها تهتم بالتعليم بشكل جاد"، معتبرة أن "انتشار المدارس الأهلية يعد أحد مظاهر التفاوت الطبقي، حيث يتمكن فقط الميسورون من تسجيل أبنائهم في هذه المدارس. بينما تبقى الأغلبية غير قادرة على الحصول على التعليم الجيد".
وعدت أن "زواج القاصرات يشكل أحد الأسباب الأخرى التي تدفع الفتيات لترك التعليم، حيث يتعرضن لمشاكل في سن صغيرة تمنعهن من إكمال دراستهن". كما أن الأوضاع الاقتصادية المتردية تلعب دورًا كبيرًا في تفاقم المشكلة، حيث أن العديد من العائلات لا تستطيع توفير المستلزمات الدراسية لأبنائها بسبب ضيق الحال.
وختمت قدوري بالتأكيد على أن السبب الرئيس في تفشي الجهل والتخلف في العراق هو "الحكومة نفسها"، مشددة على أهمية دعم التعليم وتثقيف المجتمع للنهوض بالبلاد.
برامج حكومية
من جانبها، قالت الناشطة والتدريسية آيات البرزنجي، أن الأمية في العراق تمثل "تحديًا كبيرًا ناتجًا عن عدة عوامل متشابكة"، موضحة أن "الحروب والصراعات التي شهدتها البلاد، بدءًا من حرب الخليج مرورًا بالغزو الأمريكي والحرب ضد داعش، أدت إلى تدمير البنية التحتية التعليمية وتراجع النظام التعليمي بشكل عام".
وأشارت البرزنجي في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن "الفقر والبطالة في البلاد يجبران العديد من الأسر على إرسال أبنائها للعمل بدلًا من تلقي التعليم، ما يزيد من تفاقم الأمية".
وأضافت البرزنجي، أن "نقص المدارس والمعلمين المؤهلين، خصوصًا في المناطق الريفية، يعيق تقديم تعليم جيد للأطفال والشباب، إلى جانب العوامل الثقافية والاجتماعية التي تؤدي إلى منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس في بعض المجتمعات، ما يسهم في ارتفاع نسب الأمية بين النساء".
وفيما يتعلق بإجراءات الحكومة لمكافحة الأمية، بينت البرزنجي أن "الحكومة العراقية أطلقت عدة برامج مثل حملات تعليم الكبار، ولكنها لم تحقق النجاح المطلوب نظرًا لنقص التمويل والتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد".
وأكدت، أن البيروقراطية والروتين الحكومي، بالإضافة إلى عدم التنسيق بين المؤسسات المختلفة، يقف حائلًا أمام تحقيق الجدوى من تلك البرامج.
وفي ختام تصريحها، شددت البرزنجي على أن المؤسسات الحكومية وحدها قد لا تكون كافية لمواجهة هذه الظاهرة المعقدة، وأن هناك حاجة ماسة لتعاون أكبر بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى دور منظمات المجتمع المدني، من أجل تعزيز الجهود المشتركة لمحو الأمية وتحسين مستوى التعليم في العراق.
10 ملايين أميّ
ورغم عدم وجود أي إحصاءات رسمية تكشف أعداد الأميين في العراق لغياب التعداد العام، فإنه حسب إحصاءات نشرتها نقابة المعلمين العراقيين في وقت سابق، بلغت نسبة الأمية أكثر من 10 ملايين.
تقول أروين عزيز، ناشطة في مجال التعليم، إن "قطاع التعليم في العراق لا يخلو من شبهات الفساد والمحسوبية، مثلما هو الحال في معظم القطاعات الأخرى في البلد. ولا يمكن حصر أسباب زيادة الأمية في العراق بعامل واحد فقط، إذ ساهمت السياسة والاقتصاد والحروب في تفاقم هذه المشكلة، بالإضافة إلى ضعف دور الجهات الحكومية في معالجتها".
وأضافت في حديثها لـ"طريق الشعب"، أن "العراق يمتلك تشريعات تلزمه بتوفير التعليم للجميع، مع التركيز على مكافحة الأمية وتقديم التعليم المجاني وضمان الجودة في جميع مراحله". لكنها استدركت قائلة: "رغم ذلك، لم يسع العراق بشكل كافٍ لتطبيق هذه القوانين، بما في ذلك جعل التعليم الزاميا، ما خلق فجوة طبقية بين شرائح المجتمع، حيث تمكن البعض من إتمام تعليمهم بينما بقي آخرون ضمن شريحة الأميين".
وتبين عزيز، أن "العراق متأخر في مجال التعليم، خاصة في المناطق الريفية والقرى حيث لا تزال الوسائل التعليمية تقليدية وغائبة في كثير من الأحيان". كما أشارت إلى أن "نسب الأمية ترتفع بين النساء بسبب العادات الاجتماعية التي لا تزال تنظر إلى المرأة بشكل دوني، وأن زواج القاصرات فاقم من هذه المشكلة".
وفي إطار تنظيم التعليم، يحدد قانون وزارة التربية رقم 22 لسنة 2011 الإطار التشريعي لمراحل التعليم. وتنص المادة 11 من هذا القانون على أن التعليم الابتدائي يجب أن يكون عامًا وموحدًا وإلزاميًا للأطفال الذين يكملون السادسة من العمر عند بدء السنة الدراسية أو في الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول من تلك السنة. كما يسمح القانون بمد الإلزام إلى التعليم المتوسط عند توفر الإمكانات اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، توكل المادة 18 للوزارة مسؤولية وضع الخطط والمناهج الدراسية، وتطويرها ومتابعة تنفيذها، وتوفير الوسائل والأساليب الضرورية لتحقيق الأهداف التعليمية.
وبتاريخ 8 أيلول من كل عام، تُقام الاحتفالات السنوية باليوم الدولي لمحو الأمية في جميع أنحاء العالم منذ عام 1967، ويكمن الهدف من هذا اليوم في تذكير واضعي السياسات والأخصائيين وعموم الجمهور بأهمية محو الأمية الحاسمة لإنشاء مجتمعات أكثر استدامة وعدلاً وسلاماً وإلماماً بمهارات القراءة والكتابة.
ص5
بعد العطش والإهمال
التجريف والحرائق يفتكان بتمور ديالى وحمضياتها
متابعة – طريق الشعب
تشهد بساتين ديالى الشهيرة بإنتاج أجود أصناف الحمضيات والتمور، تراجعاً في مساحاتها لأسباب مختلفة في مقدمتها الجفاف والتجريف الممنهج والاهمال الحكومي، إضافة الى الحرائق غامضة الأسباب، التي تتكرر بين حين وآخر.
وتضم المحافظة أكثر من 134 ألف دونم من البساتين المغروسة بالنخيل ومختلف أشجار الفاكهة والحمضيات، التي يصل انتاجها لمختلف مدن العراق ويصدر للخارج أحيانا.
وفي السنوات الأخيرة بدأت تلك البساتين تتعرض لعمليات تجريف معظمها ممنهج، عبر الإهمال المتعمد أو الحرق من قبل أصحابها أو الذين يريدون الاستيلاء عليها لاستثمارها. حيث تخمد فرق الدفاع المدني شهريا عشرات الحرائق التي تلتهم البساتين، بينما تبقى أسباب معظمها مجهولة، أو تعزى إلى عبث أطفال أو تماس كهربائي.
4 حرائق في أسبوع
تنقل وكالة أنباء "شفق نيوز" عن مصدر أمني في ديالى، قوله أن "المحافظة سجلت الاسبوع الماضي 4 حرائق لبساتين في قضاء المنصورية وناحية السلام ضمن قضاء الخالص، فضلا عن مدينة بعقوبة. وكان آخرها حريقا اندلع في بساتين تطل على ضفاف نهر ديالى، قرب منطقة شفتة"، مضيفا أن "هناك شكوكا حول الحريق الأخير، كونه اندلع في بستان يحتل موقعا استراتيجيا ومهما، سياحيا واقتصاديا".
ويشير المصدر الذي حجبت وكالة الانباء اسمه، إلى ان "فرق الدفاع المدني والأدلة الجنائية فتحت تحقيقا بالحادث الأخير والحوادث الأخرى، لمعرفة ملابساتها ودوافعها".
فقدان 50 في المائة من البساتين
من جانبه، يقول عضو مجلس محافظة ديالى ورئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في المحافظة رعد مغامس التميمي، أن "بعقوبة على وجه التحديد، والتي كانت تعرف ببساتينها الشهيرة والغنية بالانتاج، فقدت أخيرا 50 في المائة من بساتينها، بدءا بالفيضان الذي حدث عام 2019، مرورا بالعطش والإهمال الحكومي والتجريف من قبل جهات متنفذة".
ويضيف في حديث صحفي قائلا أنه بسبب دخول المحاصيل المستوردة بكثرة وتأثيرها على قيمة وسعر المنتج المحلي، إضافة إلى التدمير الذي لحق بالبساتين، كل ذلك اضطر آلاف المزارعين إلى تحويل بساتينهم الى قطع أراض وبيعها، مشيرا إلى ان "فقدان البساتين أثر بشكل سلبي على البيئة والغطاء النباتي وأدى إلى ارتفاع معدلات التصحر في المدينة".
ويلفت التميمي إلى ان "ملف الزراعة والبساتين يحتاج الى اهتمام حكومي، وإلى محاسبة المجرفين والحفاظ على ما تبقى من البساتين".
تدمير ممنهج
من جانبه، يقول قائم مقام بعقوبة عبد الله الحيالي، أن "بعض المزارعين يعمدون إلى ترك بساتينهم بلا عناية، او يحرقونها لتحويلها الى اراض سكنية وبيعها، بالتنسيق مع جهات متنفذة".
ويلفت في حديث صحفي إلى ان "الفترة الماضية شهدت تحريك دعاوى قضائية بحق اكثر من 20 فلاحاً واحالة ألف فلاح للمحاكم لتجريفهم بساتينهم واراضيهم الزراعية"، مؤكدا أن "بعقوبة وحدها فقدت أكثر من 4 آلاف دونم من البساتين، وان معظم الحرائق الغامضة التي تحدث مفتعلة من أجل بيع تلك البساتين كقطع اراض".
ويشير الحيالي إلى أن "الحفاظ على تلك الاراضي والبساتين يتطلب اجراءات رادعة بحق من يتسبب في الإضرار بها او في تجريفها".
غياب القانون
وفي سياق متصل، يؤكد المتحدث باسم مديرية زراعة ديالى محمد المندلاوي، أن "أبرز أسباب تراجع البساتين والمساحات الخضراء هو غياب القانون وعدم محاسبة المجرفين".
ويضيف في حديث صحفي قوله أن "أبرز البساتين التي تتعرض للتجريف هي تلك القريبة من المناطق السكنية او التي تقع في داخل بعقوبة، من أجل تحويلها إلى قطع سكنية وبيعها"، مبينا أن "المساحات التي فقدتها بعقوبة خلال السنوات الأخيرة، صار يتم تعويضها بمزارع نموذجية لانتاج التمور، لا سيما الاصناف النادرة كالبرحي والبريم والمجهول، وذلك في الخالص والمقدادية. وهذا سيساهم في إحياء الواقع الزراعي في المحافظة خلال الفترة المقبلة".
تسلمت "طريق الشعب" ردا من وزارة النفط على شكوى منشورة في عددها الصادر يوم 9 تموز الماضي، عنوانها "سرقات علنية في محطات التعبئة". وهذا نص الرد:
إلى صحيفة طريق الشعب الغراء
م/ إجابة
نهديكم أطيب تحياتنا..
إشارة إلى ما نشرته صحيفتكم الغراء بتاريخ 9/7/2024 تحت عنوان (سرقات علنية في محطات التعبئة) نود إعلامكم بأن شركة توزيع المنتجات النفطية قد بينت بأن ما ورد في الشكوى المنشورة في الصحيفة أعلاه يفتقر إلى الوضوح ولم يتم ذكر اسم محطة حكومية معينة أو اسم عامل التجهيز اثناء حدوث الحالة المذكورة. وأشارت الشركة بأن ملاكاتها التفتيشية والقانونية تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة والمتضمنة إحالة المقصرين إلى لجان تحقيقية وتوجيه عقوبة انضباطية بحقهم، فضلا عن إحالتهم إلى المحاكم المختصة بهذا الشأن استنادا إلى قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم (14) لسنة (1994) في حال ثبتت التهمة عليهم.
شاكرين تعاونكم معنا مع التقدير
مدير مكتب الإعلام والاتصال الحكومي
29/8/2024
يأكلون من النفايات ويغتسلون تحت المجسّر!
6 أطفال وأمهم نسيهم الجميع في خيمة وسط النجف
متابعة – طريق الشعب
نقلت وكالات أنباء مشهدا يبدو غير معقول قرب "مجسرات الصدر" في النجف، حيث يعيش 6 أطفال مع والدتهم، منذ عام، داخل خيمة متهالكة وسط أكوام نفايات، وذلك بعد أن عجزت الأم عن دفع بدل إيجار منزلهم على إثر اعتقال زوجها بتهمة حيازة حبوب مخدرة.
وبينما تؤكد العائلة أن أباها لم يكن مدمن مخدرات، إنما كان يتعاطى دواء نفسيا كتبه له الأطباء، تقول أن أقصى أحلامها هو الحصول على منزل بسيط يؤويهم وحمام يغتسلون فيه، وألا ينامون جياعا!
تقول الأم، واسمها أفراح ياسر: "كنا مستأجرين بيتا، لكن بسبب عدم قدرتنا على دفع بدل الإيجار طردنا صاحب البيت، واضطررنا إلى العيش في هذه الخيمة"، مبينة في مقطع متلفز، أن ابنها الكبير يجمع العلب المعدنية ويبيعها "لكن ما يجنيه من عمله هذا لا يكفينا. لذلك ننام ليالي بدون طعام"!
وعن زوجها توضح أنه "سُجن بتهمة تعاطي المخدرات، لكن الأمر لم يكن كذلك. فهو مريض ويعاني اضطرابا نفسيا، وكان يتعاطى أدوية اعتبرتها الشرطة مخدرات. فكان الأولى بالحكومة فحصه ومعالجته وصرف راتب رعاية لأطفاله".
أما الطفل حسين احمد، فيقول أنه "في الليل تهاجمنا الحشرات والكلاب. لا نستطيع النوم ولا السباحة، ليس لدينا حمام ولا مرافق صحية. ننام بلا عشاء أحيانا، ونغتسل تحت المجسرات بملابسنا"، مضيفا قوله: "أريد بيتاً يحميني وعائلتي من حر الصيف وبرد الشتاء، وأريد العودة إلى مدرستي".
شقيقته حوراء تؤكد من جانبها أن "الخيمة تدخلها حشرات وأفاع. وأنا أخاف على أخوتي ووالدتي. أتمنى من الحكومة والناس الأخيار أن يوفروا لنا منزلاً، وأتمنى العودة إلى المدرسة".
فيما يقول شقيقها علي: "نأكل طعامنا من النفايات. في الشتاء تغرق الخيمة بماء المطر، وفي الصيف تصبح مثل الفرن"!
الديوانية
حي السلام يفتقر لأبسط الخدمات
متابعة – طريق الشعب
تعاني منطقة حي السلام في مدينة الديوانية، نقصا في أبسط الخدمات البلدية وخدمات البنى التحتية.
ويقول عدد من المواطنين في حديث صحفي، أن الواقع الخدمي في المنطقة بائس. إذ لا شبكة مجار ولا تبليط ولا خدمات نظافة، مبينين أن الحكومات المحلية المتعاقبة تعدهم بإرسال شركات لتنفيذ مشاريع خدمية في المنطقة، إلا انهم لم يروا أي شركة حتى الآن!
ويشير المواطنون إلى أن النفايات تملأ طرقاتهم، والأتربة تتطاير في الهواء، وان المنطقة مهملة تماما ولم تحظ بزيارة أي مسؤول، بدءا من مسؤولي الدوائر الخدمية وانتهاء بالمحافظ.
وكانت وزارة البلديات والأشغال قد أرسلت شركات لتنفيذ مشاريع خدمية في مناطق الديوانية، لكن عمل تلك الشركات لم يكن بالمستوى المطلوب – حسب رئيسة لجنة الخدمات في مجلس المحافظة زينب عباس، التي أكدت في حديث صحفي ان الحكومة المحلية ارسلت إلى الوزارة تقارير تفيد بتلكؤ عمل تلك الشركات، لكن الوزارة لم تستجب وتوقف عملها.
الخالص
فتيات يتطوعن لتوفير ملابس المدرسة للتلاميذ الفقراء
متابعة – طريق الشعب
في ظل ارتفاع أسعار الملابس المدرسية وبقية مستلزمات الدراسة مع قرب حلول العام الدراسي الجديد، أطلق فريق تطوعي من الفتيات، في قضاء الخالص بمحافظة ديالى، مبادرة لدعم التلاميذ الفقراء والأيتام بشراء تلك المستلزمات لهم، عبر جمع التبرعات المالية من الخيرين.
تقول مؤسسة فريق "سماء ديالى"، سماء سعد محمد: "نحن مجموعة فتيات قررنا مساعدة التلاميذ الفقراء بشراء الملابس المدرسية لهم"، مبينة في حديث صحفي أن "هناك عائلات فقيرة لا يمكنها شراء تلك المستلزمات لأبنائها، وربما يدفعها ذلك إلى عدم إرسالهم إلى المدرسة".
وتوضح أنه "نشتري الملابس للتلاميذ بما نجمعه من تبرعات من أقربائنا وأصدقائنا. ونتمنى أن تنتشر هذه المبادرة على نطاق أوسع"، مشيرة إلى أنه "بعد أن نشرنا عن المبادرة في مواقع التواصل، اتصلت بنا عائلات كثيرة تطلب منا الدعم".
وفي ظل ارتفاع أسعار اللوازم المدرسية، تطالب المواطنة زينب عبد الرحمن، الحكومة بفتح أسواق مدعومة متخصصة في بيع مستلزمات الدراسة، من ملابس وقرطاسية وغيرها، ما يخفف عن كاهل العائلات الفقيرة التي باتت عاجزة عن توفير تلك المتطلبات لأبنائها بسبب ارتفاع أسعارها في السوق.
وتؤكد أن هناك عائلات اضطرت إلى عدم إرسال أبنائها للمدارس، بسبب عدم قدرتها على تحمل تكاليف مستلزمات الدراسة.
أما فاضل عباس، وهو صاحب محل لبيع الملابس المدرسية في الخالص، فيقول أن "أسعار الملابس ارتفعت كثيرا خلال الموسم الحالي. فسابقا كان تجهيز التلميذ الواحد يكلّف نحو 60 ألف دينار، بالنسبة للبضاعة الشعبية المتوسطة، أما اليوم فيكلف التجهيز من 80 إلى 90 ألفاً".
مواساة
- تنعى المختصة المندائية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق والمناضل صبيح احمد يونس الزهيري (ابو رواد) خال الرفيق د. سلام الزهيري.
له الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.
- تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل بالتعازي الحارة والمواساة لأسرة الرفيقة بدرية مدب رويس الخفاجي، بوفاتها عن عمر زاد على مائة عام.
والفقيدة زوجة الشهيد المناضل مراد عبيد محمد الملامة، ووالدة كل من الرفاق حاتم وحاكم وفاهم. وقد عانت الظلم والاضطهاد ومراقبة الأجهزة القمعية لعقود من السنين بسبب مساندتها زوجها وخدمة مناضلي الحزب من أجل إيصال مبادئ الحزب وقيمه إلى كافة طبقات المجتمع. حيث تعرضت إلى العديد من الاستدعاءات والاستجوابات من قبل جلاوزة السلطة، منذ انقلاب شباط الأسود 1963 حتى انهيار النظام السابق. وكانت مع زوجها ضمن الفصائل الثورية التي واجهت الانقلابيين عند تشكيل مفارز مقاتلة لمهاجمة مقرات الحرس القومي في الفرات الأوسط.
لها الذكر الطيب ولأسرتها ورفاقها خالص العزاء والمواساة.
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط ومعها منظمة الحزب في قضاء الصويرة الرفيق المحامي أكرم عبد الله المجيد بوفاة عمه عبد الحسين المجيد (أبو هاتف).
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
ص6
تظاهرات كبيرة في لندن.. وأمريكيون يعلنون:
لن ندفع الضرائب لتمويل إبادة الشعب الفلسطيني
متابعة - طريق الشعب
يتصاعد التضامن الدولي وفي المنطقة العربية، وخرجت عدة تظاهرات جماهيرية احتجاجاً على استمرار الحرب والمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية المحتلة. فيما حذر تقرير دولي من أن توسيع الاستيطان وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية يغذي الحالة العسكرية الفلسطينية ويزيد من احتمالية تفجر أكبر للعنف هناك.
أوقفوا الحرب فوراً
تظاهر عشرات الآلاف من البريطانيين في لندن، أمس، رفضا لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ورفعت التظاهرة شعارات "إنهاء الإبادة الجماعية ـ إيقاف تسليح إسرائيل ـ لا للحرب في الشرق الأوسط ـ لا للإسلاموفوبيا".
وفي مدينة آن بيرن بولاية ميشيغان الأميركية، خرجت، في وقت سابق، تظاهرة احتجاجية ضد الحرب في غزة بالتزامن مع زيارة يقوم بها الرئيس جو بايدن، ورفعوا شعارات تطالب بوقف الحرب ودعم الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن "الشعب الأمريكي يدفع الضرائب لخدمة المجتمع وليس تمويل الإبادة الجماعية في غزة".
وفي اليمن خرجت تظاهرات واسعة في صنعاء والحديدة وتعز وحضرموت، نددوا فيها بجرائم حرب الاحتلال ودعوا إلى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة
وخرج عدد كبير من الأردنيين أمام السفارة الأمريكية في عمان، للتنديد بالحرب ودعم الولايات المتحدة إلى الاحتلال الإسرائيلي، فيما نظم آلاف المغاربة وقفات تضامنية مع قطاع غزة، طالبوا خلالها بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، وإنهاء التطبيع.
عنف المستوطنين يتصاعد
ذكر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أن عنف قطعان المستوطنين الصهاينة، يتصاعد ضد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، وحذر من تصاعد خطر الصراع المسلح مع الفلسطينيين، ودعا لفرض عقوبات على المستوطنين المتورطين في العنف ومسؤولي الاحتلال الذين يدعمونهم.
وذكر التقرير، أن حرب الاحتلال الإسرائيلي المدمرة على قطاع غزة "أبعدت الأنظار عن العنف الممنهج والمتنامي من المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة".
وأضاف: "بشكل متزايد، المستوطنون يتحركون بانسجام مع الجيش أو أنهم أنفسهم يرتدون زي الجيش. هم يتمتعون بالدعم النشط من وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية".
وأشار التقرير إلى أن نحو 730 ألف مستوطن يقيمون في مستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
ولفت التقرير إلى أن "عنف المستوطنين يشمل تخويف وإيذاء وقتل الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم، وهو في أعلى مستوياته على الإطلاق".
وأوضح التقرير أن حكومة الاحتلال "عززت مشروع الاستيطان، بينما وزراء قريبون من المتطرفين في حركات المستوطنين يشجعون علنا الهجمات على الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن توسيع الاستيطان يقضي على آمال الدولة الفلسطينية.
ودعا التقرير إلى معاقبة المستوطنين، لكنه أوضح أن العقوبات لا تحل جوهر المشكلة، داعيا الحكومات الغربية إلى فرض حظر على السلاح الذي يمكن أن يستخدم في الاعتداءات، وتشديد القيود على الحركة التجارية أو منع استيراد البضائع من المستوطنات التي تصنفها الحكومات الغربية باعتبارها مخالفة للقانون الدولي.
وحذر التقرير من أن توسيع الاستيطان وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية يغذي الحالة العسكرية الفلسطينية ويزيد من احتمالية تفجر أكبر للعنف هناك.
لا صفقة تلوح في الأفق
ذكرت هيئة بث الاحتلال الإسرائيلي أنه "لا توجد صفقة تلوح في الأفق، في حين تحدثت وسائل إعلام عن أن البيت الأبيض يدرس عقد صفقة أحادية الجانب للإفراج عن الأسرى الأميركيين في غزة".
ونقلت الهيئة عن مصادر، أن "لا صفقة في الأفق، وأن احتمال التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ضئيل جدا". وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال لم تبذل ما في وسعها لتجنب تفويت فرصة التوصل إلى اتفاق.
ونقلت القناة الـ 12 الصهيونية، عن مسؤولين قولهم إنه "بعد انتهاء جلسة المباحثات الأمنية مع نتنياهو تبين لنا أن احتمال إبرام صفقة (ضئيل)".
من جهتها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن "مسؤولين مطلعين على المفاوضات أعربوا عن قلقهم من أن طرح نتنياهو مطالب جديدة من شأنه أن يزيد من تأخير الصفقة أو حتى نسفها".
ونقلت شبكة "إن بي سي" الأميركية نقلاً عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تدرس طلبا لعائلات المحتجزين الأميركيين في غزة بعقد اتفاق مع حركة حماس لا يشمل إسرائيل.
ليست مؤهلة لحروب طويلة
دعا الرئيس السابق لجهاز أمن الاحتلال العام الشاباك ناداف أرغمان إلى وقف القتال في قطاع غزة الآن وإنهاء الحرب، قائلا إن إسرائيل ليست مؤهلة لحروب طويلة.
وأضاف أرغمان: "ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل - أرواح المختطفين أهم من أي شيء، وتجب إعادتهم رغم الثمن المؤلم الذي سندفعه في الصفقة".
ووجه أرغمان انتقاده إلى نتنياهو، قائلا: إن "ما يدفعه الآن هو استمرار حكمه والحفاظ على ائتلافه، وليس أمن إسرائيل".
وأضاف أن "الإصرار على البقاء في محور فيلادلفيا يهدف إلى الحفاظ على الحكومة فقط"، موضحا أنه "لا توجد صلة بين الأسلحة الموجودة في قطاع غزة ومحور فيلادلفيا"، وأن نتنياهو هو من اخترع هذا.
واشنطن: استخدام كييف أسلحتنا لن يغير مسار الحرب
برلين - وكالات
قال وزير الدفاع الأميركي اويد أوستن إن "استخدام الأسلحة الأميركية لشن هجمات طويلة المدى في العمق الروسي لن يغير مسار الحرب لمصلحة كييف"، وذلك ردا على مطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الغرب السماح لقوات بلاده باستخدام أسلحته بعيدة المدى لضرب روسيا.
وذكر أوستن، في ختام اجتماع مجموعة الاتصال من أجل أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا، إن "واشنطن وحلفاؤها سيواصلون تقديم الدعم القوي لأوكرانيا في التصدي للغزو الروسي"، وأعلن عن تقديم مساعدات أمنية أميركية إضافية بقيمة 250 مليون دولار.
لكنه نفى احتمال أن "يؤدي السماح بشن ضربات في عمق روسيا باستخدام أسلحة غربية إلى تغيير قواعد اللعبة"، وشدد على أنه لا يوجد سلاح محدد قادر على تغيير مسار الحرب لمصلحة كييف.
وتفادى أوستن الإجابة عن سؤال لصحفي بخصوص تصريحات زيلينسكي بأن هناك أهدافا إستراتيجية في روسيا يمكن ضربها بأسلحة بعيدة المدى، وقال إن "روسيا نقلت بالفعل طائرات بوسعها إسقاط قنابل على أوكرانيا إلى ما يتجاوز مدى أنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى (أتاكمز) التي تقدمها الولايات المتحدة".
أمريكا تستعد
لسباق تسلح نووي جديد*
ترجمة وإعداد: د. شابا أيوب
من الممكن أن يبدأ تعزيز الترسانة النووية في عام 2026 مع انتهاء صلاحية معاهدة ستارت الجديدة، وهي المعاهدة المُبرمة بين أمريكا وروسيا والتي تعد من أكبر ترسانتين نوويتين في العالم.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير لم يرغب في ذكر اسمه: "إذا قرر الرئيس، عندما تنتهي معاهدة ستارت الجديدة في فبراير 2026، أننا بحاجة إلى زيادة حجم قواتنا المنتشرة، فإننا نريد أن نكون قادرين على تنفيذ هذا القرار بسرعة نسبية".
وسيعتمد مدى وسرعة أي تعزيز عسكري جزئيا على ما إذا كان الرئيس الأمريكي المقبل هو كامالا هاريس، التي قد تحاول الحفاظ على التدابير الرامية إلى الحد من الأسلحة النووية، أو دونالد ترامب، الذي كان من الصقور النوويين في ولايته الأولى.
في الوقت نفسه، تحرص مصادر إدارة بايدن على القول إن الترسانة الحالية تغطي التهديدات الحالية وأن الجميع يأمل في التوصل إلى اتفاق جديد للحد من الأسلحة النووية. ومع ذلك، فإنهم يؤكدون أن المخاطر تتزايد منذ شهر يونيو/حزيران".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*نقلاً عن: موقع الربيع الروسي
البعثة الأممية: طرفا النزاع السوداني ارتكبا جرائم مروعة
الخرطوم - وكالات
قالت البعثة الأممية لتقصي الحقائق في السودان، الجمعة، إن طرفي الصراع ارتكبا انتهاكات حقوقية مروعة قد ترقى إلى جرائم حرب، ودعت السلطات السودانية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضحت البعثة الأممية في تقرير أن "قوات الدعم السريع شنت هجمات بدوافع عرقية في إقليم دارفور، وأن طرفي القتال مارسا الاعتقالات التعسفية والتعذيب والعنف الجنسي، إلى جانب الهجمات العشوائية والغارات الجوية والقصف ضد المدنيين والمدارس والمستشفيات وشبكات الاتصالات وإمدادات المياه والكهرباء".
وطالبت البعثة الجيش السوداني والدعم السريع بوقف الهجمات ضد المدنيين على الفور دون قيد أو شرط، وأوصت بنشر قوة مستقلة ومحايدة لحماية السكان، في حين لم يصدر تعقيب فوري من الجهات السودانية المعنية على ما ورد في التقرير الأممي.
وقال رئيس بعثة تقصي الحقائق بالسودان محمد شاندي عثمان إن "خطورة هذه النتائج تؤكد على ضرورة التحرك العاجل والفوري لحماية المدنيين"، وفق ما نقلته وكالة الأناضول عن التقرير ذاته.
وأضاف "نظرا لفشل الأطراف المتحاربة في حماية المدنيين، فمن الضروري نشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض لحماية المدنيين دون تأخير"، وشدد على أن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية، داعيا أطراف الصراع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
كما وجد التقرير أسبابا للاعتقاد أن "قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها ارتكبت جرائم حرب إضافية، تتمثل في الاغتصاب والنهب، فضلا عن إصدار الأوامر بتشريد السكان المدنيين، وتجنيد الأطفال دون سن 15 عاما في الأعمال العدائية".
في العام العشرين لتأسيس حزب اليسار الأوربي
حزبان لليسار الأوربي وكتلة برلمانية واحدة
عادل محمد
في عام الذكرى العشرين لتأسيس حزب اليسار الأوربي، الذي كان يمثل مظلة جامعة لأهم الأحزاب الشيوعية واليسارية الأوربية، سيكون هناك حزبان. في 29 آب، تلقت الدائرة المسؤولة عن تأسيس الأحزاب في الاتحاد الأوربي طلبا لتأسيس حزب يساري جديد، إلى جانب حزب اليسار الأوربي EL، باسم "تحالف اليسار الأوروبي من أجل البشر والكوكب" ELA. وينص النظام الداخلي المقدم على أن "التحالف يجمع بين أحزاب يسارية خضراء ونسوية بهدف بناء أوروبا مختلفة". وتشير أهداف الحزب الجديد إلى التقدم الاجتماعي وحقوق العمل والسلام والتضامن والمساواة والعدالة المناخية وحماية البيئة. ووفق ديباجة النظام الداخلي إلى محاربة "العقائد الليبرالية الجديدة". تم التوقيع على وثائق التأسيسين من قبل: حركة فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلنتشون، وتحالف اليسار الفنلندي، وحزب رازم (معا) البولندي، وحزب بوديموس الإسباني، وحزب "كتلة اليسار" البرتغالي، وتحالف الأحمر - الأخضر الدنماركي، وحزب اليسار السويدي. أربعة من الأحزاب المؤسسة للحزب الجديد كانت في إطار حزب اليسار الأوربي وغادرته في أوقات مختلفة، في حين لم يكن حزب بودوموس الإسباني، وحزب اليسار السويدي، وحزب رازم البولندي أعضاء فيه.
أسباب تشكيل الحزب الجديد
تشكيلة الحزب الجديد ليست سهلة الفهم، لذلك هناك رؤيتان حتى الآن لأسباب التأسيس، والذي وصفته وسائل إعلام يسارية بـ "الانشقاق"، ولكنه لا يشبه انشقاق الأحزاب التقليدية في البلدان المنفردة. القراءة الأولى تقول إن تأسيس هذا الحزب الجديد لا يعود إلى الانقسام في المواقف تجاه الحرب، حيث لا تزال هناك خلافات كبيرة بين الأحزاب المؤسسة نفسها، وخصوصا بشأن الموافقة على تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا وسياسة التضامن مع فلسطين، وهذه الخلافات والتباينات موجودة في حزب اليسار الأوربي والحزب الجديد. إن تأسيس الحزب الجديد يعود إلى الرغبة في كسر أنماط معينة في حزب اليسار الأوروبي، التي تبناها حزب اليسار الألماني، وحزب اليسار اليوناني، اللذان كان حتى قبل دورتين تشريعيتين الحزبين الرئيسيين في الكتلة البرلمانية. بالإضافة إلى القلق المتزايد لبعض الأحزاب بشأن قدرة حزب اليسار الأوربي على التمثيل الفعال لقوى اليسار الأوربي التي أصبحت أكثر تنوعاً في أساليب عملها وآليات صنع القرار.
بالإضافة إلى ذلك لعب التنافس والخلافات بين أحزاب اليسار في البلد الأوربي المعين دورا في عملية ولادة الحزب الجديد، كالتباينات بين حركة فرنسا الأبية والحزب الشيوعي الفرنسي، او التقاطعات التي برزت أخيرا بين بودوموس وتحالف سومار في إسبانيا، وكذلك يمكن الإشارة إلى اعتراض حزب كتلة اليسار البرتغالي على اختيار فالتر بايير رئيس حزب اليسار الأوربي، والقائد الشيوعي النمساوي، كمرشح رئيسي للحزب في انتخابات البرلمان الأوربي الأخيرة.
الرؤية الثانية ترى ان تأسيس الحزب الجديد يعود إلى صراع داخل اليسار الأوروبي أججته الحرب في أوكرانيا، واعتبار أحزاب اليسار في شمال أوربا حلف الناتو ضمانا أمنيا ضد خطط العدوان الأخرى المحتملة من قبل الرئيس الروسي. نظراً لقربها الجغرافي من طرفي الصراع، وبالمقابل ترى أحزاب اليسار في جنوب أوروبا في الناتو بالمحرك الرئيس للتصعيد. وفي مؤتمر حزب اليسار الأوربي الانتخابي الذي انعقد في فيينا في نهاية عام 2022، تم الاتفاق على قاسم الحد الأدنى المشترك: "إدانة العدوان الروسي باعتباره جريمة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار".
وأشار رئيس حزب اليسار الأوربي فالتر باير إلى اختلافات في هياكل الحزب التنظيمية. بالإضافة إلى أن آليات العمل، مثل مبدأ الإجماع الصارم، لم تعد تتوافق مع الوضع الحالي، هناك أيضا انتقادات لحقيقة أن الأحزاب الشيوعية، التي كان أداؤها في انتخابات الاتحاد الأوروبي أضعف من منافسيها في أحزاب اليسار الأخرى، ممثلة تمثيلا واسعا في لجان الحزب. وفي ضوء الصدع الوشيك، قام حزب اليسار الأوروبي بتشكيل مجموعة عمل لتقديم مقترحات في تشرين الأول المقبل.
وفقًا لمختلف الأحزاب اليسارية، فإن وجود كتلة اليسار في البرلمان الأوربي، باعتبارها الضمانة لنشاط فاعل في الأطر التشريعية للبرلمان الأوربي ليس في خطر. ولكن الحقيقة هي أن القوة الدافعة وراء هذه الكتلة البرلمانية، هو أن حزب اليسار الأوروبي يقف في مركز التوترات، وسوف يُضاف إليه قريبا حزب يساري أوروبي ثاني. ومن المعروف أن كتلة اليسار تأسست في البرلمان الأوربي قبل قرابة 50 عاما بمبادرة من الأحزاب الشيوعية حينها وتم إغناؤها تدريجياً بتشكيلات جديدة.
من ردود الفعل
تقول الشيوعية الإيطالية المخضرمة، والتي تعرف بأيقونة اليسار الإيطالي لوسيانا كاستيلينا في تعليق لها على تأسيس الحزب الجديد: "كان من الأفضل التأكيد على الحفاظ على الروح المشتركة، حتى لو كانت هناك تغييرات عميقة وضرورية". في حين ترى القيادية في الحزب الشيوعي الإيطالي إعادة التأسيس وعضوة السكرتارية العامة لحزب اليسار الأوربي إليونورا فورينزا: "سنواصل العمل من أجل وحدة اليسار الجذري بأكمله، في إشارة إلى كتلة اليسار الموحدة في البرلمان الأوربي، "لقد كانت الكتلة داخليا متنوعة دوما".
ص7
تظاهرة حاشدة في ساحة التحرير
تحالف 188: لنَصُنْ كرامة
النساء العراقيات ونحفظ حقوقهن
بغداد ـ طريق الشعب
جدد تحالف 188، خلال مشاركة أعضائه في تظاهرة حاشدة نظمت وسط ساحة التحرير ببغداد، رفضه لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ، الذي تحاول تمريره بعض الكتل السياسية داخل مجلس النواب.
وقال بيان للتحالف جرت قراءته في أثناء التظاهرة التي شارك فيها مواطنون وناشطون من مختلف المحافظات: "في وقت تزداد فيه ازمة منظومة حكم الطائفية والفساد تعقيداً، ومعها تتعمق مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والأمنية والخدمية والصحية والتعليمية والسكنية وغيرها، تواصل الأقلية الحاكمة سعيها لتمرير قوانين لا تتناسب مع الدستور والاتفاقيات الدولية الملزمة، وكذلك الظروف التي يمر بها بلدنا حالياً".
وأضاف التحالف، أن "كتلة سياسية لا تمثل سوى عدد محدود من ممثلي البرلمان، تسعى الى تمرير مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية، في محاولة لإدامة نهجها ونفوذها وسيطرتها على السلطة، في ظل فشل القوى الحاكمة في حل الازمات العامة وعدم مبالاتها بمشاكل المواطنين اليومية، وغياب دورها في التعامل المناسب مع الاحتجاجات المطلبية التي بدأت تزداد شيئاً فشيئا، وعجزها عن استرداد الاموال المهدورة في سرقة القرن مروراً بعدم تمكنها من التستر على فضيحة التنصت، وما برز في المؤتمر الصحفي لرئيس هيئة النزاهة الذي فضح تواطؤ مختلف القيادات السياسية في التستر على هذه الجرائم".
وأكد، ان حراكه السياسي والبرلماني المعارض للتعديل وكذلك الفعاليات المجتمعية الواسعة والمختلفة "أفشل انعقاد جلسة مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضي، والتي تضمنت القراءة الثانية لمقترح التعديل ضمن جدول اعمالها"، داعيا الى الضغط من اجل سحب المقترح وإحالته الى الحكومة، للبدء بحوار مجتمعي واسع، قبل الخوض في أي تعديل يمكن ان يؤدي الى خرق الدستور، ومخالفة المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الانسان والنساء والطفولة.
وحذر التحالف من أن السعي لتمرير أي قانون يهم المجتمع بصورة عامة، عبر محاولة فرض الإرادات وعن طريق المساومات، يفضي الى انقسام مجتمعي، محملا القوى المقترحة والداعمة للتعديل "المسؤولية التاريخية" في إقدامها على هذه الخطوة.
وخلص البيان الى تجديد المطالبة بـ"مسودة مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ، للمحافظة على كرامة النساء العراقيات وعلى حقوقهن، ولحماية الطفولة والاسرة".
حول مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصيّة في العراق
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: تهديد خطير لحقوق النساء والفتيات وترسيخ للطائفية
متابعة ـ طريق الشعب
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه العميق بشأن مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 في العراق، الذي أقره مجلس النواب بالقراءة الأولى يوم الأربعاء؛ لما ينطوي عليه من انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، وخصوصًا حقوق المرأة والطفل.
تهديد حقيقي
وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان تلقته "طريق الشعب"، إن مشروع تعديل القانون يمثل تهديدًا حقيقيًّا لدور القضاء في المسائل الشرعية وللحماية الاجتماعية للفئات الأكثر عرضة للتهميش، بالإضافة إلى إثارته لقضايا قانونية وطائفية تؤثر سلبًا على الوحدة الوطنية وتتناقض مع الالتزامات الدستورية والدولية للعراق. المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان هو منظمة مستقلة غير ربحية يشكل ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان نحو 70 في المائة من العاملين والمتطوعين بها.
ويدافع الأورومتوسطي عن حقوق الإنسان في كل من أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويدعم ضحايا النزاعات المسلحة والاحتلال والنازحين واللاجئين وطالبي اللجوء الذين أفرزتهم الصراعات والانتهاكات، خاصة الفئات الهشة منهم كالنساء والأطفال.
وأضاف الأورومتوسطي أن مشروع القانون المُعدل يمثل تحولًا كبيرًا وخطيرًا باتجاه منح السلطات الدينية مزيدًا من التحكم في مسائل الأحوال الشخصية على حساب مبادئ سيادة القانون والمساواة وعدم التمييز، وقواعد الحماية القانونية والقضائية للحقوق الأساسية.
وشدد على أن نقل السلطة في قضايا مثل الزواج والطلاق والميراث والعدة والحضانة من المحاكم الوطنية إلى رجال الدين سيفتح الباب لتفسيرات فقهية في الشريعة الإسلامية تختلف باختلاف المذاهب الدينية للأفراد، ما سيؤدي إلى استبدال القانون الموحد الساري حاليًّا بتطبيقات فقهية متعددة، وغالبًا ما ستكون متناقضة وغير متساوية، مما سيخلق تمييزًا دينيًا بين المواطنين، وهو ما يتعارض مع المادة (14) من الدستور العراقي التي تنص على المساواة أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي
النساء هن المتضرر الاكبر
وقال إن النساء والفتيات العراقيات، بمختلف مذاهبهنّ، هنّ الأكثر تضررًا من هذه التعديلات التمييزية التي تُفرض على حساب حقوقهنّ ومساواتهنّ بالرجال في مجالات الزواج والعلاقات الأسرية. إذ أن هناك مذاهب دينية، وعلى خلاف قانون الأحوال الشخصية الساري، تسمح بتزويج الفتيات في سن التاسعة، وتجيز أيضًا تعدد الزوجات دون قيود، بالإضافة إلى السماح بالزواج المؤقت.
أما فيما يخص حضانة الأطفال بعد الطلاق، فينص القانون الحالي على أن للأم الحق في حضانة الطفل بعد الطلاق حتى بلوغه سن الخامسة عشرة، حيث يُمنح الطفل حينها حرية اختيار الإقامة مع أي من الوالدين. ولا يسقط زواج الأم المطلقة حقها في الحضانة. أما التعديل المقترح، فيسلب الأم هذا الحق في حال زواجها بعد الطلاق، وتنتقل الحضانة للأب عند بلوغ الطفل سن السابعة، بينما تحدد بعض المذاهب الأخرى، مدة حضانة الأم بعامين فقط. وأشار الأورومتوسطي أن تعديل القانون المقترح يؤثر سلبًا على حقوق النساء والفتيات، خاصة وأنه يمنح الأولوية لتطبيق المذهب الديني للرجل في حالات الزواج بين طوائف دينية مختلفة. كما سيؤثر هذا التعديل على حقوقهن في الميراث والنفقة الزوجية ونفقة العدة.
وحذر الأورومتوسطي من المخاطر المرتبطة بتعديل القانون المقترح الذي يسمح بإبرام عقود الزواج خارج المحاكم المختصة، ويمنح الشرعية لعقود الزواج غير المسجلة في محاكم الأحوال الشخصية. كما يلغي التعديل العقوبات الجنائية المقررة على من يتزوج خارج المحكمة المختصة حسب قانون الأحوال الشخصية الحالي.
وأكد الأورومتوسطي أن إلغاء شرط تسجيل عقود الزواج في المحاكم الرسمية سيؤدي إلى إهدار حقوق الطرفين، وخصوصًا الطرف الأضعف، الذي غالبًا ما يكون المرأة. فقد يفرض ذلك عليها اللجوء إلى دعاوى إثبات الزوجية والنسب للحصول على حقوقها في المهر والنفقة والميراث، فضلًا عن حقوق أطفالها، وفي حال فشلها في إثبات الزوجية، ستفقد حقوقها ويُرفض نسب أطفالها لوالدهم.
وأضاف الأورومتوسطي أن السماح بالزواج غير الرسمي سيشجع على إبرام عقود الزواج التي تتضمن مخالفات قانونية وشرعية، وبخاصة زواج الأطفال، الذي يُعد السبب الرئيس وراء إبرام هذه الزيجات خارج المحاكم الرسمية. ويرى المرصد الأورومتوسطي أن تعديل القانون المقترح يمثل انتهاكًا خطيرًا للالتزامات الدولية المترتبة على عاتق العراق بموجب اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الطفل، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، باعتبار العراق دولة طرف في هذه الاتفاقيات. وحذر الأورومتوسطي من أن التعديل المقترح لقانون الأحوال الشخصية، الذي يمنح رجال الدين صلاحيات واسعة في مجال الأحوال الشخصية ويطبق أحكامًا تختلف بناءً على الانتماء الطائفي، سيؤدى إلى تغليب الهوية الطائفية على حساب الهوية الوطنية، وسيقسم فئات المجتمع إلى نظم قانونية متعددة غير متساوية وغير عادلة، بالإضافة إلى دوره الخطير في تعطيل مبادئ سيادة القانون والمساواة وعدم التمييز، وفي نشوء سلطات تشريعية مذهبية موازية تتجاوز صلاحيات السلطة التشريعية المنتخبة وتؤثر على اختصاصات السلطة القضائية.
هدم العلاقات الاسرية
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان العراق إلى سحب مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المقترح على الفور، وإلغاء المادة (41) من الدستور العراقي (2005)، التي يعتمد عليها هذا التعديل، كونها تتيح اعتماد قوانين مختلفة للأحوال الشخصية بناءً على المذاهب الدينية، مما يؤثر سلبًا على حقوق المرأة في الزواج والعلاقات الأسرية. كما طالب الأورومتوسطي باتخاذ كافة التدابير للحدّ من انتشار الزواج خارج المحاكم وزواج الأطفال، بما في ذلك زيادة فرص حصول جميع الفتيات على التعليم، وزيادة أنشطة التوعية حول مخاطر هذه الزيجات، وتوفير المساعدة القانونية للنساء والفتيات اللاتي بحاجة إلى تسجيل زواجهنّ، أو إثباته، أو إثبات نسب أطفالهن، أو أية دعاوى أخرى تتعلق بحقوقهن الزوجية أو بالطلاق أو ما بعده. ودعا الأورومتوسطي كذلك البرلمان العراقي إلى إلغاء كافة التشريعات التي تميّز ضد النساء والفتيات، بما في ذلك إلغاء الاستثناءات التمييزية المتعلقة بسن الزواج للفتيات كما هو منصوص عليه في قانون الأحوال الشخصية رقم ( (188 لسنة 1959، وضمان عدم منح أي استثناءات من الحد الأدنى لسن الزواج، المحدد بـ 18 سنة لكل من المرأة والرجل، تحت طائلة المسؤولية والعقوبة. كما يطالب باتخاذ جميع التدابير التشريعية اللازمة لضمان تسجيل كافة عقود الزواج في المحاكم المختصة، وفرض العقوبات على من يجري أو يتوسط لإجراء عقود زواج مخالفة لقانون الأحوال الشخصية، والإسراع في إقرار قانون حماية الأسرة من العنف وفقاً للمعايير الدولية.
رأي
خطاب تغييب القانون.. لماذا؟
حسب الله يحيى
من بين جميع السلطات التي تتمتع بالاستقلالية والاحترام والاستجابة من قبل الشعب؛ هي السلطة القضائية.
ولأن هذه السلطة، هي المرجع الأساس والأهم في حياة كل إنسان من أجل تحقيق العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع على أساس ترسيخ قيم الحق والعدل.
اذن.. لابد لنا جميعا من النظر إلى القضاء نظرة وقار وأجلال.. ذلك أن غياب القانون منذ حمورابي حتى الآن، من شأنه ان يخلق الفوضى واعمام هيمنة الأقوى موقعا ومالا ومنصبا ووجاهة على بقية الناس، من دون تأمل في طبيعة هذه الهيمنة التي لا تستوفي شروط العدالة في أحيان كثيرة.
وفي نقطة جوهرية تتعلق بقانون الأحوال الشخصية، نفاجأ بأن هناك بعض الآراء التي ترى أن شرعية رجال الدين، هي التي تعد المرجع الوحيد في هذه الحقوق، وكأن القضاة لم يدرسوا القوانين المتعلقة بهذه الحقوق، وكأن كل ما صدر عنهم خلال السنوات الماضية بدءا من إصدار قانون الأحوال الشخصية في العام 1959، أصبح باطلا وبات يتقاطع مع الإسلام الحنيف!!
وأنه آن الأوان لاستعادة هذا الحق وإبطال كل ما هو (باطل) وأصبح الأمر وكأنه فتح مبين.. وذلك على وفق فهم محدود يقول إن رجال الدين هم وحدهم الذين يفترض ان تناط بهم الفتوى والحكم في شؤون وخصوصيات العائلة العراقية، وكأن هذه الحقوق يمكن ان تنفصل عن بقية الحقوق التي يقضي بها القضاء حكمه، في حين يمثل القضاء وجه العدل الذي ينجز وينفذ القوانين كافة.
وإذا ما تم سحب هذه الوظيفة المناطة بالقضاء بوصفه العارف والمتخصص والدارس لتفاصيل هذه القوانين، يصبح من حق أي رجل دين مخول رسميا من الأوقاف الدينية، امتلاك هذا الحق في تنفيذ ما يراه مناسبا من الشريعة، في حين يمكن لأي مواطن ان يكون على بينة من أحواله الشخصية على وفق ما ورد في الشريعة والقوانين.
وإذا ما تم هذا التغييب للقضاء على نطاق الحياة الزوجية بكل تفاصيلها، فلماذا إذن لا يتم أيضا النظر في الأحوال الشخصية التي تتعلق بالسرقة والقتل والفساد والمخدرات وهدر القيم الأخلاقية، مادام الأمر قد اقتضى سلب القضاء من ممارسة المهمات المناطة به؟
وإذا ما حصل هذا فأننا سنفقد أهم مصدر قانوني يحقق لنا حقوقنا، ليصبح رجل الدين هو القاضي الذي يحكم على وفق (شرائع) بات الكثير منها لا يتلاءم مع ظروفنا الراهنة.
وإلا هل يمكن لنا معاقبة المسيء برجمه أو قطع يده او الحصول على الغنائم بحرية او التباهي بالجواري او العمل على وفق (الفتوحات) واستخدام السيف وقطع الاعناق بعد ان قطعت الآذان في العهد السابق؟
(الشريعة) محترمة ولم يفكر أحد بتجاوزها أبدا، وانما هي متغيرات اجتهد القانون في تنفيذها على وفق ما يتطلبه الزمن ومتغيراته.
اذن.. لا يمكن ان يكون دور القضاء هامشيا ولا يمكن ان يتولاه أي موظف يجلس وراء مكتبه ليصادق على الاتفاق بين اثنين على الزواج.
إن القاضي الذي قضى عمره في دراسة القوانين وتطورها وتنفيذها لا بد أن يكون على معرفة بالشريعة بكل تفاصيلها بوصفها تشكل جزءاً أساساً من دراسته الاكاديمية.
أما (الشريعة) فلم يمسها القضاء بشيء ولم يخرج على ما هو مدون فيها؛ وانما يصبح توثيق القضاء والتزامه بالتعاليم القانونية هو الذي يضفي على حقوق كل مواطن مهما كان دينه او طائفته، ولم نعرف من قبل أن القضاء قد قضى على ما هو خارج عن الشريعة وحرمتها.
إذن.. لماذا كل هذه (المقترحات) التي تقضي بالتقليل من حقوق المرأة على وجه التحديد مع أنها النصف الأول في المجتمع وليس النصف الثاني منه، لأنها العنصر الأساسي الذي تدين البشرية لها بالتناسل والعطاء المستمر.
فكيف يتم النظر إليها نظرة كما لو أنها كائن له واجبات المتعة والتفريخ والخدمة المنزلية، وأن من يحدد مستقبلها أبواها وليست هي بالذات من تقرر حياتها ومستقبلها في الحياة الزوجية!
إن هذه النظرة الأحادية تجعل من المرأة كائنا معزولا، فيما نجد المرأة الآن وقد أصبحت قاضية ووزيرة وطبيبة ومهندسة ومديرا عاما، وأنها من تشارك حياتنا في السراء والضراء، فهل يحق لنا (نحن الرجال) أن نسلبها حقوقها ونعاملها هذه المعاملة التي تسلب حقها الإنساني في الحب والاعتزاز والاحترام الذي تستحقه بكل جدارة؟
ص8
شيوعيون عراقيون يصدرون صحيفة بالألمانية
رعد موسى الجبوري
مرت أعياد الذكرى 89 لصحافة الحزب الشيوعي العراقي الغراء، فطفت إلى ذهني ذكريات عن إصدار صحيفة من قبل الشيوعيين العراقيين باللغة الالمانية، أود افشاء بعض الشذرات منها هنا.
في نهاية السبعينيات من القرن العشرين، شهد العراق اشتداد الأجراءات القمعية والملاحقات ضد كل من لم يؤد الولاء "للقائد الضرورة" وشنت السلطة، التي كان صدام حسين يسعى لترأس قمة هرمها، حملات تسقيط واعتقالات واعدامات وتصفيات جسدية لكل من يعارضها، وشملت التصفيات والملاحقات جميع الطيف السياسي العراقي ولكن تم التركيز وبشكل خاص على أعضاء الحزب الشيوعي العراقي في محاولة للقضاء عليه أو احتوائه، كما وكثفت الديكتاتورية الصدامية القمع والملاحقات لقوى الشعب الكردي وازداد القهر حتى وصل مستوى التهجير والتغيير السكاني والإبادة الجماعية.
وبسبب سياسات النظام الديكتاتوري وقعت الكارثة الكبرى في تاريخ العراق باندلاع الحرب العراقية الإيرانية، واضطر المئات والآلاف من الشباب على ترك عوائلهم وأعمالهم ومصالحهم ومقاعد الدراسة بسبب هذه السياسة، في حينها سماها العالم "حرب الخليج الأولى"، وأطلقت عليها الديكتاتورية "قادسية صدام" وسماها ملالي إيران "الدفاع المقدس"، حرب نشبت بين الديكتاتورية في العراق وحكام إيران ولم يستطع، بالنتيجة، اي منهما تحقيق الانتصار، وكان الخاسران الوحيدان اللذان دفعا الثمن هما الشعبان الجاران العراقي والإيراني، خلَّفت الحرب حوالي مليون شهيد وسببت تخريب البنية الاجتماعية والقيمية، ودمرت الاقتصاد وأوقعت خسائر مالية بلغت اكثر من 400 مليار دولار أمريكي. دامت لثمانِ سنوات لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وواحدة من أكثر الصراعات العسكرية دموية، كانت حربا طاحنة بمعنى الكلمة، وأثرت على المعادلات السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وكان لنتائجها بالغ الأثر في عوامل أدت إلى نزاعات وحروب لاحقة لاتزال تعصف بالمنطقة وفي داخل العراق.
دفعت هذه الأحداث الحزب الشيوعي العراقي إلى اتخاذ مختلف أشكال المعارضة والنضال ضد سياسة الديكتاتورية القمعية والحرب المدمرة، واهتم الحزب في الحفاظ على وحماية كوادره واعضائه ومناصريه من ملاحقات أجهزة الديكتاتورية قدر الامكان، من خلال المساعدة في توفير المأمن وتوفير شروط مواصلة الكفاح لهم، فمنهم من استمر في العمل داخل الوطن ولكن تحت ظروف قاسية جدا، فالتجأ كثيرون إلى ذرى جبال كردستان العراق واستطاعوا، بسبل بسيطة في البداية، توفير بعض الحماية لأنفسهم، وتطورت أعمالهم لاحقا إلى تشكيل تنظيمات الأنصار والكفاح المسلح، والتحق جزء آخر من الشيوعيين بتنظيمات الثورة الفلسطينية، كما وقامت بعض البلدان العربية بتوفير العمل لبعضهم وجزء أخر ذهب للدراسة والتحصيل العلمي في بلدان منظومة الدول الاشتراكية حينها، وخرج آخرون إلى بلدان أوربية وغير أوربية مختلفة. ومنها جمهورية المانيا الديموقراطية.
لقد عمد الشيوعيون دوما إلى تنظيم أنفسهم أينما وجدوا، لذلك شكلوا لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي العراقي، مختصرة "لتخ" وهذه اللجنة ترتبط باللجنة المركزية للحزب وتدير عمل منظمات الحزب في خارج الوطن، ومن إحدى منظمات الخارج كانت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في جمهورية المانيا الديموقراطية. التزمت المنظمة، كما باقي المنظمات، العمل السري ولكن كان لها رفاق مكشوفون بشكل منضبط ولهم صلات بالقوى والمنظمات الاجتماعية والسياسية في المانيا وأوربا.
وأصبحت منظمة الحزب الشيوعي في جمهورية المانيا الديموقراطية تشكل محورا مهما في عمل ونشاط المنظمات في أوربا وخاصة في الدول الأوربية الناطقة باللغة الألمانية، مثل برلين الغربية وجمهورية المانيا الاتحادية (الغربية) والنمسا وسويسرا وغيرها.
انخرطت منظمات الحزب الشيوعي العراقي في الخارج وبنشاط كثيف في فضح سياسة الديكتاتورية القمعية وفي حشد التضامن الشعبي العالمي مع نضال وقضية الشعب العراقي من أجل انهاء الديكتاتورية ولايقاف الحرب المدمرة بين الشعبين العراقي والايراني. فكان الشيوعيون وأصدقاوهم يستغلون كل المناسبات لطرح قضية الشعب العراقي، ويقودون الحوارات ويقيمون وينظمون الفعاليات والندوات ويشاركون في المهرجانات والمسيرات من أجل ذلك.
كانت الصحافة والمطبوعات تصل المنظمة ومن أهمها بيانات الحزب إضافة لصحيفته المركزية "طريق الشعب" ومجلة، كان غرضها الاساسي اخباري، اسمها "رسالة العراق" ويتم إعداد الحوارات التثقيفية ومحتوى الندوات والفعاليات يستند بالأساس على أساس توجيهات الحزب وأخباره والمواد المنشورة في هذه المطبوعات، ولكن هذه كانت تأتي باللغة العربية، ولمست منظمة الحزب ان هناك حاجة وطلبا متزايدا من الجمهور الناطق باللغة الألمانية، من قوى وحركات اجتماعية وسياسيين وإعلاميين واساتذة وطلبة جامعات وغيرهم، على متابعة أخبار العراق وتطورات الوضع فيه و الاطلاع على مواقف الحزب الشيوعي العراقي تجاه الأحداث الجارية حينها. في البداية كانت المنظمة تكلف بعض الرفاق لترجمة منشور أو بيان أو وثيقة محددة إلى اللغة الألمانية. ولكن ومع تطور الأحداث وازدياد كمية ونوعية تفاصيل الاخبار والوثائق، وللازدياد المضطرد لطلب الجمهور الناطق بالالمانية ولتوسع قاعدة ونوعية هذا الجمهور، قررت المنظمة عام 1983 تكوين لجنة حزبية صحفية لإصدار صحيفة حزبية ناطقة باللغة الألمانية، هدفها تحرير وإصدار وطباعة هذه الصحيفة، وتكون هذه اللجنة في اتصال مباشر مع مسؤول المنظمة وكان حينها، الرفيق المرحوم واثق الدليمي " أبو سعد". وتكونت اللجنة من كل من المرحوم الرفيق الدكتور زهدي الداوودي (وكان يعمل حينها محاضرا في جامعة كارل ماركس، حاليا تسمى جامعة لايبزك) وهو مختص في فلسفة التاريخ و كاتب وأديب ويمتلك خبرة في الصحافة الحزبية ومن الرفيق الدكتور محمد شطب (كان حينها لايزال طالب دكتوراه في قسم اللغات في جامعة فريدريش شيلر في مدينة ينا) ومن كاتب هذه الذكريات وكان حينها لايزال طالب دكتوراه في الهندسة جامعة درسدن للتكنولوجيا TU Dresden. وتقرر ان يكون رئيس اللجنة الرفيق زهدي الداوودي.
تمت تسمية هذه الصحيفة Der Kämpfende Irak وتعني "العراق المكافح" ولأسباب فنية وطباعية كانت تطبع بمقياس A4 حسب المعيار الدولي. ومن ورق المكاتب العادي بوزن 80 غرام للمتر المربع لانه كان المتيسر في ذلك الوقت، وكانت الطباعة بالأسود واحيانا بالازرق والابيض، أما الغلاف فكان ملونا ومن الورق اللماع.
احتوت منشورات الصحيفة على الوثائق والبيانات الصادرة عن اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، إضافة لأخبار الممارسات القمعية الديكتاتورية للنظام وفضح أساليبه في اضطهاد الشعب العراقي وانتهاكات حقوق الانسان والحريات السياسية، كما وكانت الصحيفة تغطي أخبار ومواقف ونضالات قوى الشعب العراقي المناهضة للحرب والديكتاتورية ونشاطات وبطولات حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان، وتحتوي على تغطيات لمواقف ونشاطات المنظمات الجماهيرية العراقية في الخارج والمنظمات الدولية والعالمية المتضامنة والساندة للشعب العراقي في فضحها وتعريتها الوضع في العراق وأخبار الحرب المدمرة.
كانت الإرادة والحماس للقيام بهذا العمل الاعلامي الحزبي كبيرين، فتضافرت جهود أعضاء اللجنة لاخراج هذا المطبوع بافضل ما يكون، حسب الامكانيات البسيطة المتوفرة حينها، فلم تكن تكنولوجيا الكتابة والطباعة في ثمانينيات القرن العشرين متطورة كما هي عليه اليوم، ولم تكن أجهزة الكومبيوتر الشخصية متوفرة، وكانت الكتابة تتم على آلات الكتابة الميكانيكية، وحتى هذه الآلات لم تكن متوفرة في الأسواق للاشخاص العاديين، إذ أن حيازتها تتطلب رخصة من الجهات الرسمية، وهذه الرخصة لم تكن متوفرة لنا ( فصحيفتنا لم تكن تملك ترخيصا)، فقمت حينها بتدبير آلة كاتبة صغيرة من نوع اريكا Erika وهذه الآلة كانت تصنع في المدينة التي أدرس فيها، درسدن، ومن خلال علاقات شخصية بأحد العمال الألمان العاملين في المصنع تم ذلك، وتجاوزنا بذلك شروط الرخصة الرسمية. ولكن الآلة الكاتبة لا يمكنها عمل سوى عدد محدود من النسخ لايتجاوز الخمسة باستخدام ورق الكاربون، لذا توجب علينا البحث عن تقنية طباعة توفر عددا أكبر من النسخ. واستطعنا من خلال العلاقات الشخصية مع بعض العاملين المتعاطفين معنا في اقسام الطباعة في المؤسسات وخاصة الجامعات، التوصل إلى طباعة اكثر من 40 نسخة بواسطة تكنولوجية للاستنساخ تسمى الآلة الناسخة الكحولية باللغة الانكليزية Spirit duplicator، هذه النسخ كانت توزع داخل جمهورية المانيا الديموقراطية وبشكل شبه سري لأن الصحيفة لم تكن مرخصة من قبل الجهات الرسمية، اما بالنسبة للتوزيع في برلين الغربية وجمهورية المانيا الاتحادية والنمسا وسويسرا فكان أحد الرفاق يأخذ نسخة من الصحيفة ويعبر بها الحدود، ثم يعاد استنساخها في تلك البلدان.
مرة أوصلت نسخة إلى الرفيق معروف (ابو امانج)، وهو رفيق وصديق شخصي للعائلة ايضا، من أهالي كوي سنجق، كان عامل طباعة ماهر حاصل على تأهيل حرفي من المؤسسات الألمانية، وفي سبعينيات القرن الماضي كان يعمل في مطبعة الرواد في بغداد ويساهم في طباعة الفكر الجديد وطريق الشعب العلنية حينها، وكعادته، وهو شخص يسعى دائما لكمال الاشياء، قال لي هذه الطباعة يجب ان تتحسن، فشرحت له الصعوبات الموجودة، فقال لي انه يعرف زميلا المانيا يملك مطبعة صغيرة فيها تستخدم تقنية تنضيد الحروف من الرصاص المصهور. أخذت عنوان المطبعة وكانت في بلدة كرايشا من ضواحي درسدن واتفقت مع صاحب المطبعة على طباعة 200 نسخة من الصحيفة، وفعلا نجحنا بطباعة صحيفة بنوعية جيدة ولكن هذا لم يستمر فرفض صاحب المطبعة طباعة العدد التالي من الصحيفة واخبرنا ان الجهات الرسمية اتصلت به ومنعته من طباعة اي مادة بدون ترخيص منها، وهكذا عدنا إلى الاسلوب القديم في طباعة منشورنا. لم يكن العمل سهلا نتيجة للبيئة القانونية المعقدة حينها والإمكانيات التكنولوجية الضعيفة.
ونتيجة للتطورات التي حصلت في العالم وفي أوربا توقفت الصحيفة عن الصدور عام 1989، بعد ان قامت بمهمة كبيرة وهامة في ايصال وتوضيح قضايا الشعب العراقي والتوعية لحشد الجماهير الناطقة باللغة الالمانية للتضامن مع كفاح الشعب العراقي لانهاء الحرب والنظام الديكتاتوري.
في كينيا شبيبة مقاومة شجاعة .. هل ستمتد الاحتجاجات إلى بلدان أخرى؟
بقلم: زيكورا إيبه*
ترجمة: رشيد غويلب
منذ منتصف تموز الفائت، تجددت الاحتجاجات في نيروبي. وتصاعد الدخان واندلعت انفجارات مدوية في العاصمة الكينية، حيث أطلقت الشرطة المدججة بالسلاح الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية على المتظاهرين الذين لوحوا بالعلم الوطني ورددوا شعارات مناهضة للحكومة. وتم على موقع "أكس" تداول العديد من الصور ومقاطع الفيديو للاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وتُظهر إحداها، على سبيل المثال لا الحصر، الصحفية كاثرين وانجيري كاريوكي مستلقية على الأرض وهي تتلوى من الألم بعد إطلاق النار عليها أثناء تغطيتها للاحتجاجات في ناكورو، شمال غرب نيروبي.
وكانت موجة من الاحتجاجات، قد اجتاحت كينا في حزيران الفائت، وأدت إلى استشهاد العديد من مواطني البلاد الواقعة في شرق أفريقيا، والمعروفة عالميًا برحلات السفاري المذهلة والمناظر الطبيعية الوفيرة. لقد اندلعت الاحتجاجات التي يقودها الشباب بسبب قانون الضرائب المثير للجدل الذي أقره الرئيس ويليام روتو، والذي فرض ضرائب إضافية على السكان البلاد، المثقلين أساسا بارتفاع تكاليف المعيشة، والاحتجاجات مستمرة منذ أكثر من شهر على الرغم من حملة القمع الوحشية. إن الاحتجاجات في كينيا، والتي تعبر عن عدم الرضا العام عن الوضع الحالي، يمكن أن تؤدي قريبًا إلى اضطرابات مماثلة في جميع أنحاء المنطقة. ففي نهاية المطاف، المشاكل التي تواجه كينيا هي إلى حد كبير نفس المشاكل التي تواجهها بلدان أفريقية أخرى. وفقاً للجنة حقوق الإنسان الكينية، ومنذ اندلاع الاحتجاجات في 18 حزيران قُتل 39 مواطنا على الأقل، واعتقل أكثر من 300 آخرين، كما وردت تقارير عن عمليات اختطاف واختفاء للناشطين والمدونين الناشطين في الاحتجاجات. ووصل القمع ذروته في 25 حزيران، عندما اقتحم المتظاهرون الغاضبون البرلمان في نيروبي وفر النواب إلى مكان آمن في قبو البناية. وفي وقت متأخر من المساء، ظهر الرئيس روتو غاضبا أمام كاميرات التلفزيون ووصف المتظاهرين بأنهم "مجرمون". ووعد "بالرد بشكل شامل وفعال وسريع على الأحداث المناهضة للدولة اليوم"، وبالتالي مهد الطريق لمزيد من هجمات الشرطة والجيش، المنتشرين في الشوارع الآن.
ربما افترض الرئيس أن حملة القمع ستخنق الاحتجاجات، لكن العكس تمامًا هو ما حدث: فالانتفاضة، التي ليس لها قادة وتستخدم منصات ووسائل التواصل الاجتماعي للتعبئة لأجراء مناقشات سياسية مفتوحة وتنظيم النشاط في الشوارع، لا تزال مستمرة على الرغم من سحب قانون الضرائب وغيره من الإجراءات. وتقديم تنازلات لتهدئة الحركة الاحتجاجية. وفي الأسبوع الماضي، أعلن روتو استقالة المفتش العام للشرطة الكينية في أعقاب الاحتجاجات العامة ضد حملة القمع العنيفة التي شنها الضباط على المتظاهرين. وفي اليوم السابق، أقال الرئيس حكومته بأكملها، باستثناء وزير الخارجية موساليا مودافادي. ورغم ذلك فقد أعلن جيل الاحتجاجات الكيني المعروف بـ "جيل Z " أنه سوف يستمر في الاحتجاج حتى استقالة الرئيس.
صورة الرئيس
في العامين الفائتين، تمكن روتو من ترك بصمته في الخارج وتوسيع شراكة كينيا التاريخية مع الغرب في عمليات مشتركة لمكافحة التمرد ضد ميليشيا حركة الشباب في الصومال وغيرها من التهديدات الأمنية في المنطقة. وفي أيار 2024، أعلنت واشنطن كينيا "حليفًا رئيسيًا خارج نطاق الناتو" - وهي سابقة حقيقية. وفي الوقت نفسه، تم نشر المئات من أفراد الشرطة الكينية في هايتي؛ ومن المفترض أن يقودوا عملية خارج الحدود تهدف إلى استعادة النظام العام هناك.
وبينما يتمتع روتو بشعبية كبيرة في الخارج، فإن الاحتجاجات المنتشرة في الداخل تهز حكومته من أساسها. تعاني كينيا من أزمة خطيرة ومتعددة: ارتفاع معدلات التضخم وتزايد الدين الوطني وتأثيرات الجفاف الذي طال أمده في عام 2022، مما أدى إلى توقف الإمدادات الغذائية في البلاد. عندما وصل روتو إلى السلطة قبل عامين فقط، يطلق عليه الآن "زاكايو" (اسم يرمز باللغة السواحيلية إلى شخصية زكا التي وردت في الكتاب المقدس، والذي كان يعمل على جمع الضرائب في أريحا لصالح الإمبراطورية الرومانية)، كان سكان البلاد الفقراء يعلقون عليه آمالا كبيرة. لكن الرئيس يفعل عكس ما وعد به تماما. يقول خبير الاتصالات إدغار وابواير، الذي اعتقلته الشرطة لمشاركته في الاحتجاجات: "إن تصرفات حكومته تزيد من استياء المواطنين العاديين وفاقتهم".
ويواجه روتو اتهامات بالعمل "بشفافية" وتنفيذ سياسات صندوق النقد الدولي التي "لا تفيد إلا الغرب والنخبة الكينية المتميزة، في حين يعاني الناس العاديون من الفقر والبطالة"، كما يقول الكيني. مووكي أبيل، المؤيد للوحدة الأفريقية.
كان الهدف من وراء قانون الضرائب الذي تم وضعه على الرف الآن هو جمع 2,7 مليار دولار من الإيرادات الضريبية الإضافية كجزء من الإصلاح الذي يفرضه صندوق النقد الدولي ومعالجة فجوة الميزانية في كينيا من خلال فرض أو زيادة الضرائب على مجموعة من السلع والخدمات اليومية مثل الخبز وزيت الطهي والإنترنت. والوقود والتحويلات البنكية والحفاضات ومواد النظافة الصحية. في حين تمثل الضرائب الجديدة بالنسبة للسكان الذين يكافحون أساسا من أجل تغطية نفقاتهم، تسميما مباشرا للحياة.
فقر مدقع
من بين مجموع السكان البالغ 56 مليون نسمة، يعيش 7,8 مليون على الأقل في فقر مدقع وأغلبهم من سكان الريف. ومن بين الأكثر تضررا الشباب، الذين يشكلون 80 في المائة من السكان على الأقل، وفقا لجمعية أرباب العمل، في حين يبلغ معدل البطالة الإجمالي في كينيا 12,7 في المائة، فإن البطالة بين الشباب هي الأعلى بنسبة 67 في المائة. وفي هذا الوضع البائس، فإن أنصاف الحلول ليست كافية. وما تحتاج إليه كينيا هو تدابير تحول شاملة تعالج أسباب الفقر والبطالة في البلاد، وفي النهاية توزيع أكثر عدالة للثروة.
ومع استمرار انتشار الاحتجاجات في كينيا، قد تظهر حركات احتجاجية مماثلة في بلدان المنطقة الأخرى، حيث تواجه سلطات هذه البلدان ذات المعضلة التي يواجهها روتو: زيادة الضرائب والتضحية بالاستثمارات الاجتماعية المطلوبة بشدة في القطاعات الرئيسية للحد من تزايد الديون العامة.
ووفقا لصندوق النقد الدولي، تضاعف متوسط الدين في بلدان منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى بين عامي 2010 و2022، من 30 في المائة من الناتج الإجمالي لمحلي إلى قرابة 60 في المائة منه. كما أصبح سداد هذه الديون أكثر تكلفة بكثير. وفي عام 2022، تم إنفاق قرابة 96 في المائة من إيرادات نيجيريا على مدفوعات الفائدة. وقبل عام ردت الحكومة بخفض دعم الوقود وقيمة العملة المحلية كجزء من سلسلة من الإجراءات التقشفية التي فرضها صندوق النقد الدولي لجمع المزيد من الأموال وخفض الإنفاق. وفي كينيا أيضا، تؤدي هذه الإجراءات إلى ارتفاع معدلات التضخم وأزمة تكلفة المعيشة التي تسببت في مجاعة غير مسبوقة في بلد منتج للنفط، فأثارت نتيجة للجوع احتجاجات المواطنين والنقابات.
الفساد يعيق التنمية
يعتقد خبراء المجتمع المدني أن برامج التكيف الهيكلي التي يفرضها صندوق النقد الدولي تضر أفريقيا أكثر مما تنفعها، لأنها تؤدي إلى تفاقم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية القائمة اساسا. وقال أكينبود أولوافيمي، المدير التنفيذي لمنظمة مساءلة الشركات والمشاركة العامة في أفريقيا: "في البلدان الأقل نموا اقتصاديا، يؤدي إجبار الدول على خفض الإنفاق على الخدمات العامة مثل المياه والتعليم والصحة إلى كارثة". و "إن الطبيعة الاستغلالية لبرامج صندوق النقد الدولي واضحة في الطريقة التي تُجبر بها الحكومات على إعطاء الأولوية لسداد الديون وتدابير التقشف على حساب رفاهية شعوبها. ولا عجب أن تؤدي هذه البرامج إلى أعمال شغب واضطرابات اجتماعية".
وبالإضافة إلى الديون الوطنية الهائلة، هناك عقبة أخرى أمام التنمية والنمو في أفريقيا وهي الفساد. وتزعم الأصوات الناقدة أن نصف قيمة الديون تخسرها هذه البلدان. ونتيجة لذلك، شهدت بلدان جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا عمليات تهريب رؤوس أموال تجاوزت 700 مليار دولار منذ عام 1970، وعودة بعض هذه الأموال إلى البنوك التي قدمت القروض للحكومات الأفريقية. ومن أجل تنظيم هذه السرقة الإجرامية، تعمل النخب الأفريقية على السماح باستخراج كميات هائلة من الموارد والاستفادة منها، وفي الوقت نفسه، وعندما يضطرون لاحقا إلى اتخاذ تدابير صارمة لزيادة دخلهم وسداد الديون، فإنهم غالبا ما يجدون أنفسهم وحيدين وبدون دعم شعبي. ويعيش روتو هذا السيناريو في كينيا، وكذلك الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو، الذي تستعد حكومته لمواجهة المزيد من الاضطرابات المحتملة في جميع انحاء البلاد الشهر المقبل، عندما يخرج الشباب ومنظمات المجتمع المدني بغضب إلى الشوارع لمدة 10 أيام تحت شعار "إنهاء الحكم السيء".
في الفترة التي سبقت التظاهرات، شكل المواطنون في نيجيريا مجموعات مناقشة سياسية على منصات التواصل الاجتماعي وأشادوا بالمحتجين الشباب في كينيا لبقائهم صامدين على الرغم من وحشية الدولة وشجاعتهم في طرح دوافع جديدة. يقول أبيل: «لقد بين الكينيون عمليا إمكانية كيفية استعادة حكومتهم. لقد حان الوقت لكي ينهض الآخرون في أفريقيا ويفعلون الشيء نفسه."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* زيكورا إيبيه: أكاديمية وكاتبة عمود ومذيعة بودكاست وعاملة في مجال التنمية ومتحمسة للعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. وهي تدعو إلى التغيير من خلال الضغط السياسي والبحث العملي والعمل الإعلامي. الترجمة هذه لمقالتها المنشورة بالألمانية في موقع IPG-Journal في 25 تموز 2024
ص9
الأسود يكثفون التدريبات
استعداداً لمواجهة الأزرق الكويتي
متابعة ـ طريق الشعب
يواصل منتخبنا الوطني تدريباته في البصرة استعدادا لخوض مباراته أمام نظيره الكويتي في العاشر من شهر أيلول الحالي ضمن حساب الجولة الثانية من تصفيات المرحلة الثالثة المؤهلة إلى كأس العالم 2026.
وخاض المنتخب اليوم أول 15 دقيقة من التدريبات بشكل مفتوح أمامَ وسائلِ الإعلامِ، بينما ستكون تدريباتُ اليوم الأحد مغلقةً بالكامل.
أكد الاتحاد العراقي لكرة القدم، أن مدرب المنتخب خيسوس كاساس، حدد التاسع من الشهر الحالي موعدا لمغادرة المنتخب أرض البصرة متوجها إلى الكويت لخوض مباراته أمام نظيره الكويتي في العاشر من شهر أيلول الحالي.
وقال فراس بحر العلوم عضو اتحاد الكرة إن "المدرب كاساس فضّل أن يكمل المنتخب تدريباته في البصرة ومن ثم يتوجه إلى الكويت قبل يوم من المباراة بحسب قناعته الفنية".
وأضاف أن "مهاجم منتخبنا الوطني أيمن حسين سيغيب عن المباراة بعد الإصابة التي لحقت به في مباراة العراق وعمان"، مبينا أن "أمام المدرب سيكون خيارا للاعبين هما علي الحمادي، ومهند علي، اللذان يعدّان من المهاجمين البارزين وسيعوضان غياب زميلهما".
وأشار إلى أن "المدرب كاساس بدأ يتابع فيديو لقاء الأردن والكويت التي انتهت بفوز الأردن بهدف دون رد وسيتم تشخيص أماكن القوة والضعف للفريق الكويتي وكذلك مراجعة مباراتنا أمام عمان وتشخيص الخلل الذي رافق الفريق بغية معالجتها".
من جانب آخر، أوضح الاتحادُ العراقيّ لكُرةِ القدم أن الحصةَ المُقررة لحُضورِ جمهورنا الكريم لمباراةِ منتخبنا الوطنيّ ونظيره الكويتيّ والبالغة (5) آلاف متفرج ما زالت متوفرةً، ولا يمكن المساسُ بها.
وأكد الاتحادُ أن الأخبارَ المتعلقة بنفادِ التذاكر المُخصصةِ لجمهورنا غيرُ صحيحةٍ، ولا تستندُ إلى الحقائق، داعيا وسائلِ الإعلامِ كافة بنقلِ الأخبار بمصداقيةٍ ومهنيةٍ، والابتعاد عن إرباكِ الوسط الرياضيّ في وقتٍ يتطلب من الجميعِ شحذَ الهمم ودعم منتخبنا الوطنيّ لمواصلةِ مِشوار التصفياتِ بنجاحٍ وتميُّزٍ وصولاً لتحقيقِ حلم الملايين بتكرارِ إنجازِ مكسيكو 1986.
إلى ذلك وصلت والدة أيمن حسين إلى الكويت لتكون رفقة ولدها الذي تعرض لإصابة بالغة أثناء مباراة العراق وعمان.
بعد تأجيلها حفل زفافها.. كيتشينوك تحرز لقب زوجي بطولة أمريكا
نيويورك ـ وكالات
تمكنت لاعبة التنس الأوكرانية ليودميلا كيتشينوك من تحقيق إنجاز كبير في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، بعد أن أحرزت لقب زوجي السيدات، وذلك بعد يومين فقط من تأجيل حفل زفافها. وشاركت كيتشينوك، البالغة من العمر 32 عامًا، في البطولة إلى جانب اللاتفية يلينا أوستابنكو، حيث تمكن الثنائي من الفوز في نهائي زوجي السيدات على الزوجي الفرنسي الصيني المكون من كريستينا ملادينوفيتش وجنغ شواي، بمجموعتين دون رد 6-4، 6-3. وكان من المقرر أن تقيم كيتشينوك حفل زفافها يوم الأربعاء الماضي مع صديقها ستاس خمارسكي، الذي يعمل أيضًا كمدرب لأوستابنكو. إلا أن تأهل الثنائي إلى المباراة النهائية حال دون تنفيذ تلك الخطط. وقالت كيتشينوك: "كان من المفترض أن نتزوج أنا وصديقي يوم الأربعاء، ولكن لم يحدث ذلك. كان لدينا الموعد بالفعل لكننا كنا مشغولين بخوض نصف النهائي.". من جانبها، أشادت أوستابنكو بالأداء المتميز للفريق، قائلة: "أعتقد أننا فريق رائع وخضنا أسبوعين مذهلين. لم نتوقع الكثير ولكننا تابعنا التقدم في كل مباراة.".
نجلة عماد تضمن دخول التاريخ.. مستويات مميزة لأبطال البارالمبياد
متابعة ـ طريق الشعب
يواصل أبطال البارالمبياد تحقيق النتائج المميزة خلال مشاركتهم في بارلمبياد باريس، بعد أن حقق الرباع رسول كاظم وساما برونزيا جديدا للعراق، ودخول نجلة عماد التاريخ بعد ضمان حصولها على إحدى الميداليات الملونة وبالتالي فأنها تصبح أول عراقية تحرز ميدالية اولمبية.
تأهلت اللاعبة نجلة عماد إلى نهائي بطولة بارالمبياد باريس 2024 بكرة الطاولة عقب تغلبها على اللاعبة الروسية بثلاثة اشواط مقابل شوط واحد.
وذكر بيان للجنة البارالمبية العراقية أن " اللاعبة نجلة عماد حققت الفوز الكبير على نظيرتها الروسية ماليك الييفا بثلاثة اشواط مقابل شوط بعد ان تقدمت الفرنسية بالشوط الأول، إلا أن لاعبتنا نجلة عماد تمكنت من تحقيق الفوز في الأشواط الثلاثة التالية لتحقق الفوز بنتيجة المباراة".
وأضاف البيان أن " هذا الفوز سيمكن اللاعبة نجلة عماد من المنافسة على الوسام الذهبي لمسابقة تنس الطاولة ضمن بطولة بارالمبياد باريس (2024)".
من جانبه، أهدى الرباع البارالمبي رسول كاظم الميدالية البرونزية التي حققها في منافسات وزن 80 كغم ضمن منافسات دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 إلى الشعب العراقي.
وقال كاظم إن "طموحي كان أعلى من الحصول على الوسام البرونزي، لكني تعرضت للإصابة في الأسبوع الأول من دخولنا إلى فرنسا".
من جهته قال رئيس اللجنة البارالمبية العراقية إن" إصابة اللاعب رسول كاظم منذ الأسبوع الأول لوصولنا أثر بشكل كبير على عدم حصوله على الميدالية الذهبية بالرغم من منافسة (3) لاعبين حائزين على لقب بطولة العالم برفع الأثقال في وزن (80) كغم وهم كل من الصيني والإيراني ولاعبنا رسول كاظم، ولكن، حقق الرباع رسول كاظم الميدالية البرونزية بالرغم من أن الأرقام المتحققة ليست بالمتوقعة".
وأضاف أن "الإصابات تحدث عادة خلال فترة المنافسة وخصوصاً في تثبيت الرفعات، لكننا وبالرغم من ذلك حققنا نتائج جيدة فهناك (4) من لاعبينا حققوا المركز الرابع، وننتظر منافسات المبارزة، ونسعى إلى تحقيق نتائج مميزة".
يشار إلى أن لاعب المنتخب العراقي البارالمبي جراح نصار، حقق أول وسام للعراق في منافسات دورة الألعاب البارالمبية باريس 2024 بعدما أحرز الوسام البرونزي في فعالية رمي الثقل ألعاب القوى البارالمبي بعدما تمكن من قذف الثقل لمسافة بلغت 11,03 متر.
يوسف سعد يهدي العراق وساما نحاسيا في بطولة آسيا بالملاكمة
بغداد ـ طريق الشعب
أحرز لاعب المنتخب الوطني العراقي بالملاكمة للناشئين يوسف سعد الوسام النحاسي لمنافسات (63) كغم في بطولة آسيا المقامة بمدينة أبو ظبي الإماراتية، بعد أن خسر مواجهة نصف النهائي بنتيجة 3/2 أمام منافسه الإيراني.
وقال أمين سر الاتحاد العراقي للملاكمة الدكتور علي موسى في بيان لاتحاد اللعبة أن" الملاكم يوسف سعد خسر نزال نصف النهائي بعد خوضه ثلاثة نزالات مميزة أهلته لنصف النهائي آخرها الفوز بالنقاط على منافسه من الصين تايبيه بنتيجة (4-1) ليحجز بطاقة التأهل للدور نصف النهائي الذي خسره لصالح ملاكم إيراني".
وأضاف موسى أن" الملاكم الواعد يوسف سعد أحد أبطال العراق الصاعدين ويتربع على البطولات المحلية منذ أربعة أعوام في منافسات فئتي الأشبال والناشئين حيث تم زجّه بمعسكرات تدريبية داخلية طويلة الأمد لتطوير قدراته الفنية والبدنية بإشراف المدرب رافد خليل والمساعد محمد جواد لما يتمتع به الملاكم من مواصفات بدنية خاصة جعلته من الذين يعول عليهم لتحقيق المزيد من الانجازات العربية والآسيوية خلال السنوات المقبلة".
الضغوط تتزايد على {فيفا} من أجل حظر مشاركة منتخب الكيان الصهيوني
زيورخ ـ وكالات
قالت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ "إسرائيل" (PACBI) إنه منذ أن أرجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم، التصويت على حظر دولة الاحتلال من المشاركة في كرة القدم الدولية، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية الوحشية على الرياضة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وأكدت الحملة في بيان لها أن هذا التصرف يمهد الطريق للإبادة الجماعية، بعدما قتلت غارة جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في غزة لاعب كرة القدم الفلسطيني محمد الباز.
وأضافت أن "محمد هو من بين أكثر من 297 لاعب كرة قدم فلسطينيا واللاعب الرابع لفريق الدوري الممتاز نادي أهلي غزة الذي قُتل بسبب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، إلى جانب أكثر من 40 ألف فلسطيني".
وبينت أنه "خلال هجومها العنيف على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة هذا الأسبوع، دمرت إسرائيل ملعب جنين البلدي لكرة القدم، كما دمرت أو أتلفت جميع المرافق الرياضية في غزة".
وشددت على أن "أحدث تأجيل مخز من قبل الفيفا يسمح لإسرائيل باللعب في مباريات دوري الأمم الأوروبية، بدءًا من اليوم مع بلجيكا، وسمح تأجيل الفيفا المخزي السابق لإسرائيل بالتنافس في مباريات كرة القدم الأولمبية".
وقالت الحملة: "يعتقد الفيفا أنه يمكنه الاستمرار بهدوء في التغطية على إسرائيل والإبادة الجماعية. دعونا نثبت خطأه.. لن نتوقف عن المطالبة بحظر إسرائيل من الاتحاد الدولي لكرة القدم والرياضة الدولية".
وأكدت: "لن نسمح بمرور مشاركة إسرائيل في مباريات دوري الأمم في صمت.. وحان الوقت لتعطيل مباريات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم سلميًا، أينما أقيمت، حتى يتوقف الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تمكين نظام الإبادة الجماعية والفصل العنصري الإسرائيلي".
وفي تموز الماضي، أرجأ "الفيفا" النظر في طلب فلسطيني باستبعاد "إسرائيل" من المنافسات الدولية للعبة إلى ما بعد دورة ألعاب باريس الصيفية، قائلا إن الطرفين طلبا مزيدا من الوقت لتقديم دفوعهما.
وتقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب لاستبعاد "إسرائيل" في أيار الماضي بسبب الحرب في غزة، بينما أمر الفيفا بتقييم قانوني للموقف ووعد بالنظر في الأمر في اجتماع غير عادي لمجلسه في تموز/ يوليو الماضي.
وفي نهاية آب الماضي، أعلن الاتحاد الدولي مرة أخرى أنه سينظر الآن في مقترحات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ضد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وفق ما ذكرت صحيفة ديكيان هيرالد.
وأرجأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مرة أخرى قراره بشأن طلب فلسطيني بإيقاف "إسرائيل" عن المشاركة في كرة القدم الدولية بسبب الحرب في غزة.
إصابة ثامنة
تضرب صفوف ريال مدريد
مدريد ـ وكالات
تعرض لاعب جديد في ريال مدريد للإصابة، خلال مشاركته مع منتخب بلاده بفترة التوقف الدولي الحالية، ويتعلق الأمر بالنجم التركي الصاعد أردا غولر (19 عامًا). وشارك غولر أساسيًّا في مباراة تركيا ضد ويلز، أمس الجمعة، ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم. ونجح لاعب الريال في تقديم مردود مميز، قبل أن يتعرض لإصابة في ربلة الساق، اضطر معها لمغادرة أرضية الميدان عند الدقيقة الـ 90. وغادر غولر ملعب المباراة وهو يعرج، فيما بدت نظرته مقلقة، قبل أن يُشاهَد واضعًا كيسًا من الثلج على ساقة اليسرى، حسب ما أفاد به الموقع الإلكتروني لصحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية. وبات غولر رابع لاعب من ريال مدريد يتعرض للإصابة خلال فترة التوقف الدولي الحالية، بعد الثنائي الفرنسي أوريلين تشواميني وفيرلاند ميندي، والمدافع البرازيلي إيدر ميليتاو. وتُعرَف إصابات اللاعبين في فترة التوقف الدولي بـ"فيروس الفيفا". ويشير مراقبون إلى أن الريال يُعد أحد أكثر الأندية المتضررة من هذا الفيروس، بفترة التوقف الحالية. وإجمالًا، ارتفع عدد اللاعبين المصابين بالفريق الأول لريال مدريد إلى 8، وتضم قائمة هؤلاء المصابين كلًّا من غولر وتشواميني وميندي وميليتاو وإدواردو كامافينغا وجود بيلينغهام ودافيد ألابا وداني سيبايوس. ويأمل مدرب ريال مدريد، كارلو أنشيلوتي، استعادة لاعبيه المصابين في أقرب وقت ممكن، خاصةً أن الفريق الملكي بدأ موسمه الجديد بصورة ضعيفة نسبيًّا. وتُوج الريال بلقب كأس السوبر الأوروبي في مستهل موسمه، لكن الفريق اكتفى بتحقيق فوزين فقط، مقابل تعادلين، بالجولات الأربع الأولى من بطولة الدوري الإسباني. ومن المُقرر أن يستأنف ريال مدريد منافساته في الدوري، بعد التوقف الدولي، بملاقاة ريال سوسيداد يوم السبت المقبل، على أن يدشن النادي مشواره بدوري أبطال أوروبا، عقب ذلك مباشرة؛ باستضافته شتوتغارت الألماني يوم الثلاثاء. وتُوج الريال الموسم الماضي بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. وتأمل كتيبة "اللوس بلانكوس" في الاحتفاظ باللقبين هذا الموسم، خاصةً بعد تعاقد النادي مع المهاجم الفرنسي المميز كيليان مبابي، قادمًا من باريس سان جيرمان، خلال سوق الانتقالات الصيفية المنقضية.
لا إنجازات رياضية بالأماني
منعم جابر
الإنجازات الرياضية هدف كل القيادات العاملة في القطاع الرياضي، وتعمل من أجل تحقيق الإنجازات في كل مشاركاتها الداخلية والخارجية. لكن هذه المشاركات لا بد لها من ضوابط وشروط حتى تتمكن هذه الأندية من أن تقدم نفسها بشكل مشرف ومستوى رفيع.
فالإنجازات والنتائج الكبيرة لا تتحقق بالأماني، بل بالجهد والمثابرة والعمل الصحيح والعلمي، ولدينا الكثير من التجارب التي أخفقنا بها لأننا لم نقدم الجهد المناسب والفعل الصحيح، حيث ما زلنا نعتمد على الصدفة والحظ، بينما العالم من حولنا يجتهد ويسعى ويخطط بصورة علمية من أجل تحقيق الإنجاز الرياضي، ولا يترك للصدفة مكاناً.
لذا أقول لقادة الرياضة ومسؤوليها عليكم أن تجتهدوا وتسعوا من أجل تحقيق الإنجازات الرياضية لأنها لا تتحقق بالصدفة والأماني، بل تأتي بالعرق والتدريب والمثابرة.
إن البعض من العاملين في المجال الرياضي يجدون أن العمل الرياضي، هو عمل ترفيهي وإضافي يمارسه البعض من الشباب من أجل اللهو واشغال الفراغ، لكننا اليوم نجد أن الرياضة هي صناعة بحاجة إلى خبراء يرسمون خططها وبرامجها، وعلينا أن نعي بأن العمل الرياضي أصبح اليوم عملاً علمياً توضع له الخطط والبرامج، وليس كما يعتقد البعض بأنه عمل (صدفوي).
المطلوب من الحكومة أن تخطط وتبرمج للرياضة وأن لا تتركها (لكل من هب ودب) وعليها أن تستفيد من أصحاب الخبرات والتجارب من العارفين بعلوم الرياضة والراغبين في إصلاح واقعها المتردي ومن أجل المساهمة الوطنية في النهوض بالقطاع الرياضي، بعيدا عن الحزبية الضيقة والقومية والطائفية والعشائرية. وأن نرتقي برياضة الوطن دون تفريق او امتياز لطرف على حساب آخر، وأن تبقى أبواب الرياضة مشرعة لجميع المخلصين من أبناء الوطن.
ص10
آشيل مبيمبي: عن «ألوهية» أخرى... تسمّى رأس المال!
سعيد بن الهاني
آشيل مبيمبي من أبرز المفكرين الكاميرونيين، ذوي الأفق الأممي المناهض للكولونيالية والنصير للشعوب والقوى المستضعَفة؛ أستاذ باحث في التاريخ والسياسة في «معهد ويتووترسراند للبحوث الاجتماعية والاقتصادية» في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا. وغالباً ما تستدعيه الجامعات الأميركية ذات الصيت الأكاديمي التحرُّري، كـ «كولومبيا» و«هارفارد». ألّف عدداً من الكتب من بينها: «ما بعد الاستعمار: بحث في التخييل السياسي في أفريقيا المعاصرة» (2000)، و«سياسات العداوة» (2016)، و«نقد العقل الزنجي» (2016)، و«السياسة الميتة» (2019)... ولد آشيل مبيمبي عام 1957 في بلدة تبعد ستين كيلومتراً عن ياوندي في الكاميرون، وقضى طفولته في مزرعة والده ضمن عائلة مسيحية قومية. ظلت بعض المشاهد المروعة من عنف الاستعمار مترسّخة في ذهنه، ولا سيما أثناء حرب التحرير الكاميرونية بين عامَي 1955 و1962، حيث قتل عمه إلى جانب الزعيم الثوري الوطني روبين أم نيوبي الذي سُحل عبر القرى بهدف ترهيب السكان. ومنذ تلك الفترة الصعبة، ولدت رغبته في التخصص في مادة التاريخ، فانتقل إلى باريس لمواصلة دراسته الجامعية. وفيما تغاضت الرواية التاريخية الرسمية في الكاميرون عن شخصية روبين أم نيوبي، ظل مبيبي ساعياً إلى إحياء ذاكرة الزعيم الثوري. لكن سلطات بلاده رفضت أفكاره، وطاردته إلى أن قررت نفيه عشر سنوات. لا لشيء سوى أنه نشر في كتابه الأول نُتَفاً من نصوص كتبها روبين أم نيوبي. وانعكس هذا القرار على حياته الشخصية، إذ إن السلطات منعته من حضور جنازة والده، ما دفعه لعدم السفر نهائياً إلى الكاميرون. في كتابه الجديد «الجماعة الأرضية»، يوظّف الفيلسوف الكاميروني جمعاً فريداً لمقولات الفكر الغربي التحرري بِـ «الأرشيف الأفريقي»، ليستدعينا بالتالي إلى دخول عالم مساواتيٍّ من العلاقات الجديدة. إنّ الدخول إلى عوالم هذا الكتاب يشكِّل تجربة متفرِّدة؛ فإذا كان الخيط الناظم للتّفكير يشتغل عنده من كتاب إلى آخر، فإنّ الشّكل قد تطوّر ليتخفّف من حمولة الأسلوب الجامعي. ننشر هنا مقتطفات من حوار ألكسندر لاكروا لمجلة «الفلسفة الفرنسية» (Philosophie magazine، العدد 167) في مناسبة منحه «جائزة هولبرغ» للفنون والآداب والعلوم الإنسانية والقانون واللاهوت في «جامعة بيرغن» في النرويج، على مجمَل مؤلَّفاتِه وطروحاته الحيوية من أجل عالم أفضل وأكثر عدلاً ومساواةً عبر كتابه الجديد «الجماعة الأرضية».
* مجتمعاتنا لا توجّه إشارات كثيرة إلى المستقبل، على عكس العصر الوسيط المسيحي مع الكاتدرائيات أو مصر القديمة مع الأهرامات. كيف ترون ذلك؟
ـــ أعيش في أفريقيا الجنوبية، ولكني أسافر في غالب الأحيان إلى أمكنة أخرى. في كل أمكنة الكوكب، ننشغل أكثر فأكثر بـ «بديل العالم»، بالسطح الرقمي على شاشاتنا. نقضي معها وقتاً مهماً من أيّامنا، فسرعات نقل المعطيات والحساب تمّ تنضيدُها. كل الأمور تسير بسرعة في العالم الإلكتروني. ومع ذلك، تجدنا ندور في حلقة مفرغة. يسعى الفضاء العمومي إلى أن يجزّئ نفسه في مقاطع. لاحظ كثيرون من الناس تدنّي مستوى الانتباه، لأنّنا نمرّ باستمرار من نشاطٍ إلى آخر. فالانتباه هو ما يجعل وجود الاستمراريات ممكناً: أظن أن تكون منتبهاً هو أن تكون قادراً على ربط البارحة باليوم، وبما سيأتي غداً.
* هل تقصدون بأنّ الزمن الواقعي لشبكة الإنترنت حاضر دائم، بحيث بتنا أنفسنا محاصرين فيه وعاجزين عن أن نعكس أنفسنا في مكان آخر بعيد؟
ــ نعم، لم يعد المستقبل المصدر الذي يجد فيه الباقي أصله. لم يعد ثمّة أفق نتصوّرُ عبره حاضرنا، كما لو أنّ التاريخ، كما كنّا ندركه إلى حدود مرحلة متأخّرة، قد دخل مرحلة نهائية، فتقلّص إلى حاضر خالص، ولم نعد قادرين إلا على عيش لحظات متقطّعة.
* وصفت في بحثك النقدي الذي نشر عام 2020، مختلف أشكال العنف المعاصر، فجعلته ينضوي تحت المفهوم الوحيد المسمّى بـ«الوحشية»، كيف تعرّفونه؟
ــ أولاً، الوحشية هي حركة معمارية من النصف الثاني من القرن العشرين، أُهملت اليوم، وارتكزت على استعمال مكثّف للخرسانة الخام. لقد اهتممت بالمعمار باعتباره تخصّصاً علمياً وممارسة ذات علاقة بالهدم والبناء، أي ذات علاقة بموادّ تُجمع أو تُحوَّل. هذا لا يمكن أن يكون من دون علاقة مع النموذج الاستئصالي الذي تُبنى عليه حضارتنا الاقتصادية. العنف والاستئصالية في جنوب العالم، أكثر بديهيةً منها في مكان آخر: تُقتلع التربة للبحث عن الموارد مثل الكوبالت، والماس، والنحاس، والفوسفات، والليثيوم. وتُستنزف فرشة المياه الجوفية، والأنهار الملوّثة، وتُسحق الغابات البدائية من أجل تجارة الخشب. على عكس ما نعتقد أحياناً، هناك رابط عميق بين صِنْوِ الأرض الرقمي الذي تمثّله شبكة الإنترنت، وهذا الاستئصال الوحشي الذي يُمارس على المادّة أي جَسَدِ الكوكب. الرقمي غير مفصول عن الخامّ. في عالم مخترق بالنزعة الإنتاجية، لم نعد نجد المأوى إلا في الواقع الافتراضي. يتيح لي مفهوم «الوحشية»، تحت المصطلح نفسه، ربط هذا التعالق بين البُعدين البيئي والتكنولوجي لحضارتنا.
* الوحشية تسير جنباً إلى جنب مع نوع من التَّعَمْلُق في ما يخصّ العمران الحضري. ألا تجد أبراج دبي وشنغهاي إشاراتٍ مرسلة إلى المستقبل؟
ـــ عندما تنظرون إلى أبراج ساندتون، وحيّ الأعمال في جوهانسبورغ، وأبراج شنغهاي أو دبي، ترون أنّ الزجاج يقترن أكثر فأكثر بالخرسانة، ثمّ تسعى الوحشية إلى أن تظهر نفسها كأنّها شفّافة كمرآة. لكن هذا التعملق المعاصر الذي تشيرون إليه، ألا يبحث عن اختراق للزمن؟ هو لا يشهد على بحث لاهوتي، بل أقلّ من لاهوتي– سياسي، وهو الشيء الذي كان يسم بالضّبط الأهرامات أو الكاتدرائيات. إنّنا أمام قضية التعملق الدنيوي. تعملق منغلق بإِحكام، إذا جاز لي قول ذلك.
* في كتابك «الجماعة الأرضية»، تستمدّ من معرفة الأسلاف الأفريقيين مواردَ تجابِهون بها تحدّيات زمننا، وخصوصاً أساطير قبائل البامبارا الزنجية عن ولادة الأرض...
ــــ نعم، تضعون الإصبع على قلب معمار أعمالي في التأليف. أعرف أن مشروعي يحمل بعضاً من سمات الطوباوية. تعالج أساطير الأسلاف الأفريقيين صلاحية السّكن واستدامة الأرض، وهذه أسئلة تطرح بطرق مأساوية من الآن فصاعداً، بسبب تهديد نراه لمستقبل البشرية سينتهي إلى احتراق العالم. بحسب تفسير نشأة الكون عند قبائل البامبارا الزنجية، فالأرض نتاجُ زوبعة في وسط الفضاء، وتمدّد بل تشتت، يتّخذ مساراً لولبياً. اللولبية تدور وجسد الأرض يتعرّق، ترشح منه مادّة شبيهة بالدرنِ. يمنحنا ذلك صورة للأرض التي لا تعدّ مادّة مكتملة، وليست شيئاً، ولكنّها عكس ذلك، خاضعة لدورات إفراز وتوليد. لقد ذهبتُ للبحث في هذه الأسطورة، حيث الأرشيف الأفريقي، هذا الحافز الذي يبعدنا في غالبية الأحيان عن العقلنة الآلية المهيمنة على علاقة الغرب بالكوكب.
* تستعملون عبارة «الأرشيف الأفريقي» بينما قبائل البامبارا الزنجيَّة وشعب الدوغون الأفريقي ذات ثقافة شفوية، حيث تسجّل هذه الأساطير، كيف يمكننا الوعي بذلك؟
نجد هذه الأساطير في الحكايات المروية على لسان الشيوخ المسنّين. أساطير شعوب البامبارا والدوغون، تمّ احتضانها وأرشفتها من قبل المؤرّخين وعلماء الإناسة والأعراق (الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا). أفكر أيضاً في أعمال مارسيل غريول (1898-1956)وفريقه، وهناك أيضاً وسائطَ منقوشة ـــ إذا عرفت كيف تؤوّل الرمزية ـــ وإنجازات مرئية طقوسية.
* تهتمون بالأساس العتيق للتكنولوجيا وتخصّصون تحليلاً لدورِ الإصبع في الحضارة الرقمية.
ـــ مع الحقبة الرقمية، يجد الإصبع كامل أهميته، بسبب الشاشات التي تعمل باللمس على وجه الخصوص. أقترح العمل بتحليلات الباحث العلَّامة في ما قبل التاريخ أندري لوروا-غورهان في كتابه «الإشارة والكلام» (1965)، إذ برهن على وجود روابط محدودة بين التشريح الإنساني والأدوات التقنية الأولى. وجدت اليد امتدادها في الغرانيت، والمقابض، والرّماح، والفؤوس، بطريقة تشخيصية. لقد أوقف هذا التبادل بين التشريح والتكنولوجيا مع الدخول إلى التّاريخ الحديث. أحاول أن أعيد تقويم معياري للأشياء، وإعادة التفكير من زاوية الحداثة لكي أبرهن في العمق، أنّ التكنولوجيا لم تخرج أبداً من العصر أو الحقبة التشريحية. فنحن نتفاعل دائماً، بالعين، بالإصبع، بالصّوت مع محيطنا التقني.
* تستدعون أيضاً «أرشيفاً» مسيحياً، كي تقيموا العلاقة بين الشاشات والانبعاث القيامي، عبر وعد بالحياة الأبدية في جسد من نور.
ــ في الختام، ما يلمعُ في شاشاتنا يبدو لي أسطورة النّصر ضدّ الموتِ. بحسب الأسطورة المسيحية، ثمّة انبعاث، ثمّة عروج وتغيير في الأجساد. لقد حافظنا على هذه الرّغبة في تغيير الأجساد، فنحن نبحث عن وسيلة للهروب من الجسد (البدني) المنذور للتعفّنِ. عماذا يحدّثَنا حالياً الما-بعد إنسانيون ومقاولو وادي السيليكون؟ عن إمكانية تهجير أرواحنا، ليس إلى الجنّة المسيحية، ولكن إلى صُوَرِ الأرض الاصطناعية التي يُمَوِّلون تشييدها. هذا ما نراه في مدينة دبي التي تشهد على ضخامة دنيوية. في علم اللاهوت التوحيدي، تعدّ نقطة نهاية خطّ الزّمن وأفق المتعالي محصورةً بالله الواحِد الأَحَد. مجتمعاتنا لم تعد تؤمن بالله، لكنّها لم تصبح متعدّدة الأديان أيضاً، فعوّضت ذلك بألوهية أخرى، هي رأس المال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"الأخبار" اللبنانية – 20 تموز 2024
قاموس اقتصادي فلسفي
اعداد: د. صالح ياسر
التركيب التقني لرأس المال
التركيب التقني لرأس المال
(technical composition of capital):
هو نسبة كتلة وسائل الانتاج المستخدمة في المؤسسات الرأسمالية، الى كمية العمل الحي الذي يحرك هذه الوسائل. ومع تطور الرأسمالية والتقدم التقني، يتعاظم التركيب التقني لرأس المال، لأن كمية وسائل الانتاج المستخدمة، وطاقتها، تزدادان بصورة اسرع من ازدياد عدد العاملين عليها. كما ان الصراع التنافسي بين الرأسماليين، وركضهم وراء أعلى الارباح، يستوجبان ضرورة نمو هذا التركيب. ويؤدي نمو هذا التركيب، الى ارتفاع درجة استغلال العمال المأجورين، ويستوجب تقليص وقت العمل الضروري، وزيادة وقت العمل الفائض على حساب الاول. ان نمو التركيب التقني لراس المال يؤدي الى نمو التركيب العضوي، ويسبب ازدياد البطالة.
{عمران} 49:
عن التحرر الاقتصادي في فلسطين
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"معهد الدوحة للدراسات العليا" العدد الثامن والأربعون (صيف 2024) من دورية "عمران" للعلوم الاجتماعية، وتضمّن مجموعة من الدراسات والترجمات ومراجعات الكتب.
"إعادة تصور التحرر الاقتصادي في فلسطين: التحديات والفرص" عنوان دراسة ليلى فرسخ، التي تهدف إلى استكشاف معنى التحرر الاقتصادي الفلسطيني، خاصة في ظل فشل حل الدولتين، وصعوبة تحقيق دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة؛ وتجادل بأن أي تصور لمستقبل فلسطيني يتطلب إنشاء اقتصاد منصف وعادل، ولا يمكن تحقيق مثل هذا الاقتصاد، إلا من خلال الابتعاد عن منظومة التقسيم التي اقتُرحت لحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
كما تركز دراسة "الاقتصاد السياسي للتهريب: تجارة الضفة الغربية تحت نظام الحدود الإسرائيلي" لوليد حباس، على التبعية التجارية للضفة الغربية للاقتصاد الإسرائيلي في ظل نظام الحدود الإسرائيلي، الذي يستند إلى ثلاث طبقاتٍ رئيسة: جدار الفصل، وتجزئة الأراضي الفلسطينية إلى مناطق إدارية متفرقة، وبروتوكول باريس الاقتصادي.
يتضمّن العدد دراسة حول حزب الله والحرب على غزة، وأخرى عن تجارة الضفة الغربية تحت الاحتلال.
أما دراسة "بين الهوية والقلق والحرب: حزب الله وتراجيديا غزة" لأدهم صولي، فتعتمد على نظرية الأمن الأنطولوجي، وعلى مجموعة من البيانات الأولية، وتخلص إلى أن حزب الله واجه مأزقا: فإن هو امتنع عن دعم حلفائه الفلسطينيين، فسيهدد ذلك أمنه الأنطولوجي (كينونته الأساسية، وسمعته، ودوره باعتباره حركة مقاومة)؛ وإن هو انخرط، خلاف ذلك، في حرب واسعة ضد إسرائيل، فسيعرض أمنه المادي للخطر.
وتقترح دراسة "اختصاصيات العمل الاجتماعي العاملات مع اللاجئين السوريين في لبنان: التحديات وآليات التكيّف في زمن متعدد الأزمات" لرانيا منصور، في مخرجاتها آلية تكيّف مؤسساتية عملية، تقودهن إلى تكيّف أفضل، بما يتوافق مع السياق اللبناني، وتقترح أيضا تعديلا في مقررات مناهج التعليم الجامعي لتخصص العمل الاجتماعي وتضمينها معارف ومهارات حديثة تتماشى مع واقع الأزمات، وتطلق دعوة ملحة لإعداد سياسة اجتماعية عاجلة، بإدارة وزارة الشؤون الاجتماعية مع الجهات ذات الصلة.
وتسعى دراسة "فضاءات النص الأدبي: قراءة مكانية في رواية ’كان غدا‘ لهلال شومان" لفرح العريضي، للمساهمة في إبراز دور القراءة المكانية في إعادة النظر في مفهومَي النص والمكان في خضمّ تطورات النظرية المكانية في العالم، وفي البلدان العربية، مع التشديد على خصوصية التجربة العربية.
وتضمن باب "ترجمات"، ترجمة ثائر ديب لدراسة روبرت د. بينفورد وديفيد أ. سنو "عمليات التأطير والحركات الاجتماعية: لمحة عامة وتقويم". أما باب "مراجعات الكتب"، فاشتمل على مراجعة فوزي بوخريص ومليكة موحتي لكتاب المغرب القروي: قاموس سوسيو-أنثروبولوجي لحسن رشيق، ومراجعة محمد ابلا لكتاب البرّاني المتجذر، الانعكاسية المتبادلة: نحو أنثروبولوجية للضيافة لعثمان لكعشمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"العربي الجديد" – 5 آب 2024
العمل مع ماكس فيبر
أحمد نظيف
بعد قرن من رحيله، ما زال ماكس فيبر، شخصاً وأفكاراً ومنهجاً، يحظى براهنية لا تنفد. فقد شكل فضوله الدائم إلى الفهم والتفسير، والذي تحول لاحقاً إلى منهجيات سجالية، مكمن سحر منجزه العلمي. كان علم اجتماع الفهم كعلم تفسيري هدفه المزمن على مدى سنوات من عمله، الذي قارب أكثر من موضوع، كالرأسمالية والبيروقراطية والكاريزما. وهي المسألة التي يحاول الكتاب الجماعي "العمل مع ماكس فيبر" (تحرير: جان بيير غروسين وبياتريس هيبو - باريس ) البحث فيها. وذلك من أجل المساهمة في فهم أفضل لعمل ماكس فيبر في الوقت الذي أصبحت فيه الإشارات إليه أكثر عدداً ولكن متفقاً عليها في كثير من الأحيان، حتى تم اختزالها على نحو مبتذل ونمطي.
وفي حين أن العمل الفيبري يعبر باستمرار عن التحليل التجريبي والبناء النظري والتفكير المنهجي، فإن استقباله كان ولا يزال أكثر اقتصاراً على النهج النظري والتفسيري.
حول أربعة مواضيع، القانون، والبيروقراطية، وتشويه العالم والفن والتكنولوجيا، ومن خلال دعوة إلى ما هو أبعد من متخصصي فيبر، إلى باحثين من خلفيات متنوعة "يعملون مع ماكس فيبر"، سعى هذا الكتاب إلى كسر التعارض العقيم وغير المناسب بين فيبر التجريبي وفيبر النظري، وفتح المجال أمام الاستخدامات المتعددة للعمل الفيبري، وبالتالي ترك المجال الوحيد "للدراسات الفيبرية"، من دون التخلي عن الدقة النظرية واليقظة النقدية التي يظل فيبر نموذجاً لهما.
لا تقدم الدراسات التي ضمها الكتاب تعليقاً على الأبحاث الفيبرية ولا تقدم تقييماً أو حتى صورة شاملة إلى حد ما للأعمال المستوحاة منها. إنها بالأحرى مسألة إظهار كيف يمكن للغة النظرية الفيبرية اليوم أن تُخصب التحليلات التجريبية القائمة على معرفة أفضل بالمفاهيمية الفيبرية. في هذا الصدد، لا يمكننا إلا أن نتفاجأ بحقيقة أنه في فرنسا على سبيل المثال، على رغم أن الإشارة إلى ماكس فيبر تكاد تكون حتمية في عدد من موضوعات العلوم الاجتماعية (الهيمنة، الشرعية، الكاريزما، الدين، الرأسمالية …)، إلا أن هناك عدداً قليلاً جداً من التحليلات التجريبية حول المفاهيم الفيبرية نفسها.
ينتظم الكتاب في أربعة أقسام، كل منها مقدم بمقتطف من نص لماكس فيبر، والهدف منه، كما تقول المقدمة، هو اقتراح "افتتاحيات إشكالية". فقد اختار المحرران بطريقة كلاسيكية للغاية موضوعات رئيسية تدعم بنية العمل الفيبري، حتى لو كانت بعيدة كل البعد عن تلخيصها في حد ذاتها: القانون، البيروقراطية والحكومة الاجتماعية، تدمير العالم والفن والتكنولوجيا. فقد بدت واضحة الرغبة في إقامة مقارنة بين الأعمال التي تناولت مواقف تاريخية وسياقات جغرافية وإمبراطوريات وتكوينات اجتماعية مختلفة تماماً (من العصور الوسطى إلى الوضع الحالي، ومن فرنسا إلى أفريقيا، ومن الموسيقى إلى الزراعة مروراً بالشرطة أو العمل). تعكس هذه المواضيع، ولكن جزئياً فقط، الموضوعات التي عمل عليها ماكس فيبر نفسه. لذلك يصمم الكتاب الروابط بين هذه الأساليب غير المتجانسة من خلال الأخذ في الاعتبار الطريقة التي قرأ بها الباحثون أعمال فيبر والطريقة التي تصور بها فيبر هذه المواضيع أو تناولها. إن نصوص فيبر المذكورة في أعلى كل قسم من هذه الأقسام لها هدف محدد وهو التذكير بتعقيد الفكر الفيبري والتشكيك في الشائعات السائدة في كثير من الأحيان، بما في ذلك في الأوساط العلمية. كما أنها تسلط الضوء على طرق التفكير وإظهار أن ماكس فيبر تطور باستمرار، وفن الفروق الدقيقة وهذا التنقل الدائم بين التجريبي والمفاهيم. قبل كل شيء، هذه النصوص أو هذه المقتطفات من النص هي سمة من سمات العمل الفيبري: فهي ليست بيانات دوغمائية من شأنها أن تفتح الطريق للتفكير، إلى طريقة للتصور، إلى نوع من الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها. على العكس من ذلك، فهي تسمح بتفسيرات متعددة، ومسارات فكرية مختلفة، بل متعارضة. وهذا أيضاً ما يسعى إلى إظهاره هذا العمل الجماعي: حقيقة أننا نستطيع أن نقارب فيبر تقارباً مختلفاً.
كما يظهر العمل معاصرة عمل ماكس فيبر للبحث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتنعكس هذه المعاصرة أو الراهنية أيضاً في الاستخدام الحالي للأسئلة التي طرحها ماكس فيبر في عصره والتي تساعد على إشكالية التكوينات الجديدة. يمكن رؤية هذه المعاصرة أخيراً وربما قبل كل شيء من خلال التركيز في كل هذه المساهمات، ليس على "استنتاجات" عمل فيبر، ولكن على نهجه، والتقدم الذي أحرزه ببرهنته، وطرق تفكيره. لذلك تبدو الأبعاد الثلاثة للعمل الفيبري مثمرة للعلوم الاجتماعية. الأول هو المفاهيم، يبدو الاهتمام بعمل فيبر أقل في الدفاع عن بعض التفسيرات المقدمة في شكل "أطروحات" مثل العلاقة السببية بين الرأسمالية والبروتستانتية، أو في شكل تصنيفات مثل تحليلاته حول البيروقراطية أو تصنيف الأسس (لشرعية: التقليدية، والكاريزمية، والعقلانية القانونية) وكذلك في الاستخدام النقدي لبناء مفاهيمي محدد. وبعبارة أخرى، فإن الاهتمام بقراءة فيبر اليوم هو الكشف، بكل تعقيداته، عن المفاهيم أو الفئات التي من المحتمل أن تستخدم في إجراء التحليلات التجريبية. أما البعد الثاني فهو ذلك النهج الذي يصعب تلخيصه في بضع كلمات، ولكن الكتاب يسلط الضوء على خاصيتين رئيسيتين له. نهج يتمحور في المقام الأول حول النقد، وعلى مساءلة منهجية وصارمة للنظريات المقبولة على أنها واضحة. إذاً، هذا النهج مقارن أساساً. إنها مقارنة الإشكالية (وليست مقارنة الحقائق والبيانات والمواقف والأنظمة) التي تسمح للأسئلة بالظهور. تكشف هاتان الخاصيتان عن اهتمام ماكس فيبر بضمان أساس متين للتعبير عن النظري والتجريبي. أما البعد الثالث فهو أخذ تعقيد الواقع بعين الاعتبار، إذ تسترشد أعمال ماكس فيبر بهذا الاهتمام بالتنوع اللامتناهي للعالم الاجتماعي والعلاقات السببية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"النهار العربي" – 19 تموز 2024
ص11
جديد مجلة "سومر السينمائي"
صدر العدد (15) من مجلة "سومر السينمائي" في بغداد. يرأس تحريرها الفنان السينمائي نزار شهيد الفدعم. من موضوعات العدد: السينما النفسية عند انغمار بيرغمان/ اوس حسن. فيلم انسايد/ عندما يحاصرك الجمال/ نزار شهيد الفدعم، فيلم حي قطرة الذهب/ د. جواد بشارة، النكبة والابادة في السينما الفلسطينية/ سليم البيك، بيان من اجل سينما مغايرة/ د. مالك خوري، السينما في مواجهة بشاعة الحاضر/ سما زويني.
وفي العدد ملف خاص عن المخرج سيرجيو ليوني، شارك فيه: نزار الفدعم، محمد بنعزيز، إبراهيم العريسي، د. جواد بشارة، د. فراس الشاروط، هشام الود، حسن حداد، فضيلة بودريس.
هذه المجلة تصدر في العراق، في الوقت الذي تغيب فيه دور العرض السينمائي والأفلام العراقية والسينمائيون العراقيون غائبون عن المشهد السينمائي الغائب اصلاً!
حمى التسابق ودورها في تراجع الأدب العربي
د. نادية هناوي
بحسب القانون الطبيعي للإبداع فإن أي إنتاج كمي يفترض فيه أن يحوي بعض النوعية إلى حد ما. ولا خلاف في أن وراء حركية انتاج الأدب عوامل عدة، وبعض منها ذاتي يرتبط بالأديب نفسه وما يحيط به من أوضاع تحفزه على الكتابة سواء أكانت تلك الأوضاع سلبية أم ايجابية؛ وبعضها الآخر موضوعي يرتبط بالشأن العربي العام من نواحيه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فضلا عن التزايد في دور الطبع ومراكز النشر التي لا تفرض قيوداً أو معايير على زبائنها الكتّاب باستثناء قيد المال الذي إذا كان جاهزا نُشر المخطوط من دون انتظار أو رجاء.
بيد أن هناك عاملاً آخر صار يؤثر في حركية الأدب هو عامل البحث عن التسابق في مجالات الشعر والرواية والقصة والنقد بقصد نيل الهبات والاعطيات التي تمنحها جهات ذات امكانيات كبيرة. وقد يكون هذا حسنا ويدفع بالأدب قدما نحو الابداع إن كانت هناك لجان تحكيمية فاعلة ومشهود لها بالباع المعرفي والثقافي والنزاهة العلمية غير أن الحاصل ليس كذلك. وما دام الترشح للجائزة عشوائيا وكيفيا ولا يتضمن معايير ولا أهمية إن كانت للمترشح رؤى او معالجات جديدة في الكتابة الادبية أو كان مبتدئا هاويا، فان استسهال كتابة الأدب سيكون هو الحاصل، وسيشترك المبتدئ والمحترف معا ويكونان على كفة واحدة في الحظ والنصيب في ربح جائزة مادية ستتيح له شهرة وانتشارا وستسلط عليه الأضواء وعنه يكتب النقاد وحوله تعقد الندوات!!.
ولكن ماذا بعد الفوز ؟ بالطبع هو تكرار عملية التسابق على جائزة أخرى لاسيما حين تكون الظروف غير الادبية مواتية والعلاقات الاخوانية هي الحاكمة والحاسمة. ومن ثم تكون احتمالية أن الفائز سيعمل على أدبه وسيطور تجربته غير واردة بالمرة. وكيف تكون، والفائز أصابته حمى التسابق. وليس مهما عنده أن يجد الوقت الكافي لكتابة فيها إضافة جمالية؛ إنما المهم عنده ألا يداهمه الوقت في جولة قادمة عليه فيها أن يقتنص فرصة الحظ هذه.
أما آثار حمى التسابق هذه فنلمسها منعكسة على مشهدنا الثقافي الراهن بأشكال عدة، أهمها التراجع الكبير في فنية الكتابة الادبية التي زالت منها جديتها وغاب عنها عمقها ونوعيتها بعد أن ضاعت في دروب الشائع والعمومي من المقاسات المطلوبة او المستحسنة سلفا او المتوافق عليها ضمنا في منح جوائز الادب. وصار القارئ العربي يختنق وهو يجد كما من القصائد والقصص والروايات تكتب على غرار تلك التي أصابها الحظ وفازت بإحدى الجوائز.
ومن اثار الحمى ايضا تزايد الإنتاج كل عام مقابل تراجع نوعية هذا الإنتاج وقلة متلقيه فما عدنا نرى جماعات فنية تتبنى رؤية معينة ولا وجدنا أديبا يراهن على تجريب يبتكره في مجال من المجالات يبشر به ويدعو إليه.
وطبيعي بعد ذلك ألا نلمس في المستقبل اهتماما واضحا بالبحث عن أساليب نوعية ومناهج جديدة في الكتابة تؤسس لتقاليد كتلك التي أسسها الادباء السابقون. وهل ننسى أن البحث عن التفرد النوعي في الأدب كان سببا مهما في ظهور أعلام كبار طوعوا أفكارهم فنيا وحولوها إلى أعمال عكست طاقات إبداعية بعيدة كل البعد عن أية مغريات مادية أو مكاسب آنية أو مصالح ضيقة وشخصية؟. لقد كتب نجيب محفوظ وجبرا إبراهيم جبرا وإميل حبيبي وحنا مينة وغائب طعمة فرمان ويوسف عواد وعبد الرحمن منيف روائعهم ولم يكن في بالهم جائزة تحفزهم ولا أصابتهم حمى التسابق؛ بل كان يهمهم واقعهم الاجتماعي والتعبير عنه وعن الهم الذاتي بإحساس موضوعي يصور الحال العربي ويتنبأ بوعي عال وسيمياء فكرية بالمآل العربي القادم، حاملين رسالتهم إلى مجتمعاتهم، بقصد التوعية والتغيير من دون منة ولا رغبة في جزاء أو شكر.
إن هذا كله يغيب في حاضرنا في مقابل تنامي حمى التسابق التي تزداد أكثر وأكثر مع كل دورة من دورات الجوائز العربية في خضم ما تثيره من زوابع إعلامية. ويتبع هذه الاهتمام انشغال الكثيرين بالكتابة على وفق مقاسات وموضوعات معينة.
وقد صار هذا الأمر ظاهرة، ومن مؤشراتها اقتحام الطارئين والمتطفلين لعوالم الشعر والسرد والنقد من دون معرفة بدروب هذه العوالم ومنعطفاتها. فتجدهم يحشرون انوفهم في ما لا يعرفونه، وبخاصة من يتطفل على النقد فيداري ضعفه بالإنشائية وعشوائية المسميات ومجانيتها مع التنطع والتذاكي في استعمالها على مستوى العناوين أو المتون.
ومن المؤشرات أيضا الانكباب على كتابة الرواية او إيثار أسماء ادبية بعينها والكتابة عنها مع الاكثار من عمل المقابلات واللقاءات في أكثر من محفل، لاسيما حين يبلغ حظه مستوى القائمة الطويلة أو القصيرة لجائزة ما. وقد يكلف من يكتب عنه وبخاصة اذا كان له موطئ قدم يقربه من لجان التحكيم التي فيها من اختير لألمعيته الإعلامية وهو الذي لا يصطبر على قراءة قصيدة او قصة او رواية واحدة او ذاك الذي صار محكما وليس في رصيده سوى بضع روايات قرأها على فترات مختلفة، وثالث يعرف من الرواية العربية على عدد أصابع اليد ومحكم آخر ينصب اهتمامه على الرواية الأجنبية فلا يتقن دارج اللغة العربية وعاميها ولهجتها ولكناتها التي قد توظف بطريقة فنية في المقاطع الحوارية أو المونولوجية.
إن هذه المؤشرات التي فيها ينخرط الاديب في حمى التسابق وتلك المعايير المتبعة في الفوز تعكس جوا مشوشا وغير صحي. وإلا كيف يفوز روائي لم يرشح للجائزة أصلا أو كيف يكون في لجان التحكيم أديب لم يكتب الرواية ولم يكن له في يوم من الأيام أي مقال نقدي أو بحثي في ظواهر الرواية وقضاياها. أما إذا كانت له شهادة أكاديمية فلن تشفع له ما دامت في غير جنس الرواية. ومن ثم يصبح هذا الارتكان إلى المزاج والعشوائية وعدم الجدة في النظر إلى التجارب الادبية سببا منطقيا ورئيسا في تراجع المستوى النوعي للأدب العربي.
إننا إذ نؤشر هذه الظاهرة فذلك خشية مما يمكن أن يتفرع عن حمى التسابق من ظواهر تبدو اليوم صغيرة لكنها مستقبلا قد تنمو وتكبر ولا يكون باستطاعتنا حينها كبح ضررها أو الوقوف في وجهها لان خطرها سيكون قد تفرع في ظواهر جديدة تتناسل عنها.
وجل ما نخشاه أن يتحول القانون الطبيعي في كون الكمي يحوي بعضا مما هو نوعي إلى قانون آخر غير طبيعي فيه الكمي لا يحوي أي شيء نوعي. وعندذاك ستُنتفى فائدة الادب وسيركن جانبا متقهقرا متراجعا ويأفل نجمه بمحمومية التسابق على جوائزه.
{مهاويل} النقد
د. عبد العظيم السلطاني
مرتبكة حياتنا الأدبية وملتبسة، لاسيّما حين اندلقت علينا سيول من النصوص والكتب، واختلط الرديء بالحسن، حتى صارت الحاجة إلى النقد مضاعفة. فالنقد فضلا عن كونه يحلّل النصوص الأدبية ويشخّص ما فيها من فن ومضمون وأنساق ثقافية؛ صار مطلوبا منه- وبدرجة ملحّة- أن يساعد الجمهور الذي يود القراءة ويُعنى بالأدب. يساعده بأن يُرشّح له الأعمال الأدبية الجيدة. فجمهور القرّاء لا يمكنهم متابعة كلّ هذه السيول من الكتب على تباينها في المستوى، فغير قليل منها صنّفها أصحابها باسترخاء وسهولة، بأن كتبوا على غلاف الكتاب (رواية)، أو كتبوا عليه (شعر)، وطبعوها في دور نشر لا تشترط الجودة والتحكيم، فطبعتها وألقت بها على الناس بالآلاف أو يزيد. فكل حكي و(سوالف) يكتبون على غلافها "رواية". وكل كلمات تُكتب متناثرة على السطور وفيها بعض تلاعب باللغة أو صور شعرية؛ كتبوا على غلاف الكتاب الذي ضمّها "شعر"!، وجرّأ بعضهم على هذا أن وجدوا شعرا يسمونه "قصيدة نثر"، فاستسهلوا أمره جهلا منهم، مستعينين بانخفاض منسوب الحياء لديهم.
ليس لنا سوى النقد، إذن. ولكن أيّ نقد؟! أليس أكثر ما يسمونه نقدا صار بعضا من المشكلة؟! نعم، الأمر صار كذلك.
نعم، لدينا نقّاد جادون ولدينا نقد جاد. لكن لدينا فئة غير قليلة من "النقّاد" ينشرون للناس "قراءات نقدية" فيها خيانة لروح النقد، وإساءة إليه. وهذه الفئة من "النقّاد" منقسمة على فريقين، فريق منهم لا يستند فيما يكتب إلى دراية بالنقد وأصوله واشتراطاته، وغير متمكن من لغته. حتى تجد مقالات ومنشورات بأسلوب (الشرنقة)، حيث يلتف الشيء بالشيء، وحيث رطانة تفضي إلى رطانة، لا تصل معها إلى نتيجة أو تتحصّل منها على معنى أو فكرة. وجلّ ما تصل إليه أنّك قرأت ركاما من مصطلحات نقدية وجملا مكدّسة فيها ثناء على الأديب وأدبه، وبطريقة فجّة.
وفريق آخر متمكن من اللعبة، لكنه ليس مخلصا للنقد، فهو لا يكتب عن نصوص أدبية. بل يكتب مقالات إنشائية، فيها تعبير عن خبرة في النقد ودراية باللغة، لكنها لا تستطيع أن تخفي عدم الجدّية والإخلاص للنقد وأخلاقياته. فتجد مقالا يصلح أن يُقال عن كلّ أدب، وأن يُقال لكلّ أديب.. وتشعر أنّهم يمكن أن يعلّموا قرّاء الكفّ والأبراج كيف يقولون كلاما، يصلح لأيّ أحد ولكل شيء وفي كلّ زمان و مكان.
وأعضاء الفريقين يشتركون في صفة واحدة، أنّهم يتكسبون بالنقد، ولا يقدّمون فائدة للأدب أو لجمهور القرّاء. وأكبر ظني أنّ الواحد منهم يصنع لنفسه جدولا، يدرج فيه أسماء الأدباء كلّهم، أو معظمهم إن لم يسعفه الوقت، ويمتد به العمر ليكتب عنهم جميعا. وغايته أن يكسبهم إليه أشخاصا لا أدباء، ويستدرج عنايتهم به، ويضمن ولاءهم له. أليسوا في الوسط الثقافي والأدبي، وقد يحتاج إلى أصواتهم لأمر ما؟! أليست كل الأمور الإدارية لهذه الفعالية الثقافية أو ذاك المهرجان لابدّ أن يكون أحدهم مسؤولا وصاحب قرار فيها؟! نعم. إذن، عليه أن يكتب عنهم كلّهم، مستعينا بالله وبإخلاصه للأدب!. إنّه باختصار شديد يتخذ من النقد طريقا للتكسّب. وهو يسعى إلى قبض الثمن مرتين: آجلا وعاجلا. يكتبون عنهم ليسترضونهم ويأملون منهم رد الجميل بجميل، بدعوة إلى مهرجان أو ترشيح لأمر ما فيه منفعة، أو في أقل تقدير أن يضمن له مقعدا بينهم فيه بعض العناية، وهذا هو الثمن الآجل. ثمّ يأملون منهم ثناءً ومديحا ونشرا يحقق انتشارا في صفحات التواصل، وهذا هو الثمن العاجل. فالمكتوبُ عنهم سيبادلون المعروف بمعروف!، بأن ينشروا ما كُتب عنهم، يُغدقوا على "الناقد" الصفات: الناقد الكبير، الكبير جدا، القدير، القدير جدا، النحرير، النحرير جدا.. وقد يكون خطيرا نجّانا الله من خطره.
ولماذا يحرم نفسه من هذه الألقاب المجانّية وفرص الشهرة والانتشار، و إشباع رغبة الذات في سماع اسمه يتردد هنا وهناك، لاسيما في هذا الفضاء الأزرق المفتوح، أقصد الفيس بوك (وأشباهه أيضا)، هذا الذي وفّر فرصة لمن هبّ ودبّ أن يقول أي شيء في أي شيء..
ثم تأتي التعليقات بعد النشر، وكثير منها يسوقها مجاملون (حين نتلطّف بوصفهم). لا يهم نوعها، المهم لدى هذا "الناقد" كثرتها، والمهم أن يبيت ليلته مستريح الخاطر ويرضي بعض جوع نفسي لديه، وأن تهنأ زوجته الطيبة و (تكشخ) أمام صديقاتها وجاراتها!.
فكيف الخلاص أيّها (الفيس بوك) اللعين؟... أظنّ أننا واقعا نعيش اللحظة التي يُقال فيه للأديب حين يُدعى إلى جلسة أدبية: ((جيب ناقدك وياك))، بعد أن كانت نبوءات للمزاح!. ومع هذه الفئة من "النقّاد" يطمئن كل كاتب نص يظنّه أدبا بحق أو بغير حق؛ إلى أنْ سيكتب عنه بما يسرّه.
لذا أقول: أيّها الناس المخلصون للأدب والمعنى؛ وأنتم تحضرون ندوة أو مهرجانا أو مؤتمرا... أرجوكم قولوا لهذه الفئة من "النقّاد": هذا عيب. قولوا لهم: لا للتطبيل والتكسّب بالنقد، كما يصنع "المهاويل" الشعبيون المحترفون في المناسبات الاجتماعية. فهم يتكسّبون بالشعر، وهم ، أيضا، على نوعين: محترف يجيد سبك الكلام شعرا، فيطلب ثمن شعره مالا، غير مخلص للشعر وغير صادق فيما يقول. وأخر يطلب مالا، ويتكسّب بالشعر، أيضا، وإن جاء شعره رديئا بلا معنى، لأنه لا يُحسن الصنعة أصلا.
أكثروا من قول (لا) في وجوههم، فلعلّ في كثرة أصوات الرفض يتعبّد طريق للردع، وتصبح (لا) ثقافة ضدٍّ، وبوصلة تصحيح. أما متى تتحقق ثقافة الضدّ هذه؟! فهذا ما لا استطيع الإجابة عليه ولا يمكن أن أقول فيه قولا. لأني أقول بوضوح، ولست ممن يعلّمون قرّاء الكف والمشتغلين بالأبراج ماذا يقولون للناس.
قصة قصيرة
وفار التنور
كامل الدلفي
تعودت أن أزور منزلاً قديماً لبعض أصدقائي الموحين لي دائما بسيماء النباهة والذكاء. وجريا مع العادة كانوا يعلقون على جدار المضيف المهيب مشجراً للنسب مكتوباً بالزعفران وبخط رقعة أخاد يثير في الناظرين دوافع تأملٍ غير معهودة عندهم سلفاً بل، ويبعث فيهم موجات تيهٍ لذيذةٍ مع النفس. يشغل المضيف كما أرى حيزاً طوليا على قدر واسع من مساحة الدار التي شيدوها على أرض الحقول الزراعية التي ورثوها عن أبيهم المميزعن أقرانه بالمعرفة والثراء والتي آلت إليه عن أبيه "الميرزا حمد" ذائع الصيت بالعرفان والوجاهة والكرم. أنجذبت نحو المشجر برغبة ان أفك مايلوح عليه من غموض في بعض بيانات الأسماء المذكورة في خطوط النسب، وما يبدو في طلاسم وشروحات وهوامش عديدة، قرأت تفاصيله بتمعن وكررت القراءة مراراً ووصل ذهني إلى ما أصبو إليه حتى بلغت اليقين بأن هؤلاء الاصدقاء هم صفوة من (أحفاد أولئك الناجين في الفُلك من الطوفان) ومع الوقت ترسخت قناعتي بذلك. مرةً وأنا بينهم مددتُ يدي الى صندوقٍ قديم من خشب الزيتون اللماع مركون في زاوية المضيف، ما أن مسته اصابعي حتى فاضت السكينة في أوصالي وبتّ أكثر طمأنينة من كلّ وقت، فتشجعت ان أرفع غطاءه لاكتشف جماليات رحلتي في عالمهم البكر في نظري كانوا ينظرون إلى حركتي برضى وابتسام، فطالعت محتويات الصندوق وكانت موزعة بين دواة زعفران ودواة حبر وأربع سلايات قصب للخط ومجموعة أعواد جاوي مبرية بحرفية وإتقان وشفرات متعددة للبري ومجموعة مسابح من السندلوس والكهرب والكهرمان وخواتم من فضة مرصعة باحجار ثمينة من عقيق، خيل لي ان رائحة زكية تملأ حاسة شمي تنبعث من وريقات قديمة صفراء تآكل جوانبها، استقرت بأريحية بين محتويات الصندوق تناولت الورقة العليا منهن ونشرتها أمام عينيّ لأروي فضولي فلفت نظري نص مزخرف ببهاء مخطوط بعود جاوي بتقانة ماهرة : (أي محنة تواجهك حين يغرق العالم بين يديك وأنت تراه، حتما لن تُفرّط فيه ولن تدعه يضيع في العدم، لك الله يا سيدٌ في الرؤى والمحن القاسية، فلستَ ضعيفا لتشكو زمانك، أو تترك الخلق إلى هاوية، إن حكمتك في نجواك إلى المطلق، وحصافتك في البحث عن الحلول في السر والعلانية، وجهدك الجهيد إنما هو لتكون أنت كما دُبج اسمك في اللوح، ونارك تخفي نورك وشما في تعاقب العصور، مشيتَ الى النهر وغفا الموج بين ذراعيك طائعا وديعا، قريبا منك كمشيمة الحالمين.. تذاهنتما انت والماء عند بعضٍ طويلا، حتى ضحكتما بنبرة صادحة.. قال "النهر" في رقة وحكمة راجحة وكنا نسمع الموج بليغا فصيحا: ياسيد السهول و الشطآن والتلال، جميعنا نسمع ما تقول فاعمد لما يوحى إليك في التنزل المبارك وأصنع من الفُلك سبيل النجاة فإذا جاءك أمر، و فار التنور وقيل (فاسلك فيها من كل زوجين اثنين) نجوتَ بهم، وجددتَ فيهم متوك الحياة. لم تعد يداي قادرتين على غلق الصندوق وإرجاع الغطاء إلى محله فالنور آخذ بناصيتي نحو كلّ فج عميق..
لوحة المنزل*
الشاعر النرويجي أرنولف أوفيرلاند
ترجمة سهيل الزهاوي
في هذا الكون، سعادةٌ في الحياة،
لا تُرضي النفسَ إلا حين تُدخل
البهجةَ والفرحَ في قلوب الآخرين،
تلك هي أصل السعادة.
-----
في هذا الكون، حزنٌ يترقبنا،
إذا أدركتَ الحزنَ في غير أوانه،
فلن تُخفِّف الدموعُ من وطأته،
فالحزنُ يبقى، وإن سالت دموعنا.
----
لا يستطيع المرء أن يقضي الحياة،
واقفًا دومًا أمام شاهد القبر،
يتظلم من حسرته ولوعته،
----
اَلسنَة، نَافِذة مَفتُوحة على اَلعدِيد مِن الأيَّام.
اَلعدِيد مِن السَّاعات فِي اليوْم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كتبت هذه القصيدة في عام 1929 ونشرت في مجموعة "لوحة المنزل" (Hustavler). في الماضي، في وقت كتابة القصيدة، اعتاد الناس كتابة رسائل متنوعة على لوحة معلقة في المنزل. كانت هذه اللوحات تحمل حكمًا وأمثالًا توجه أفراد الأسرة في حياتهم اليومية، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المنازل في ذلك الزمن.
ص12
في اتحاد الأدباء العراقيين
عن "الذكاء الاصطناعي
وسؤال العلوم الإنسانية"
متابعة – طريق الشعب
عقد منبر العقل في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء الماضي، ندوة بعنوان "الذكاء الاصطناعي وسؤال العلوم الإنسانية"، تحدث فيها عدد من الاختصاصيين في هذا الشأن.
الندوة التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمع من الأدباء والمثقفين. فيما أدارها د. علي عبود المحمداوي.
وكان أول المتحدثين في الندوة د. باسم علي خريسان، الذي ذكر أن "الذكاء الاصطناعي ليس تطوراً تقنياً فحسب، بل هو تطور إنساني جديد ومعه لا بد أن تكون للمجتمعات ولادة جديدة"، مبينا أن "الذكاء الاصطناعي تقنية تحاكي الذكاء البشري وقدرته على أداء المهام".
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يقسم إلى ثلاثة أنوع، هي: الفائق والعام والضيق، مشيرا إلى ان "الخطورة تكمن في الذكاء الفائق، لأنه قد يتفوق على الإنسان، وله القدرة على التعلم والتعليم والتعامل مع المواقف الغامضة واستعادة الماضي في الحاضر واستحضار المستقبل. كما ان له قدرة على التوسع. لذلك يجب أن يدخل إلى مدارسنا وجامعاتنا، اسوة ببقية دول العالم".
أما المتحدث الثاني فكان رئيس قسم الآثار في جامعة بغداد أنمار عبد الإله فاضل، الذي تحدث عن علم الآثار وعلاقته بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.
وقال أن علم الآثار لا يزال حديثا جدا، وقابلا للدراسة والتطوير في ظل التكنولوجيا، مشيرا إلى ان هناك الكثير من المواقع الأثرية في العراق لم يتم اكتشافها حتى اللحظة، وانه يمكن اكتشاف العديد منها باستخدام معدات المسح الجيوفيزيائي. آخر المتحدثين كان الباحث أحمد علي جاسم، الذي رأى ان الذكاء الاصطناعي أثر سلباً وإيجاباً على المجتمع، وبيّن أن "هناك ثلاثة تطبيقات خاصة بالذكاء الاصطناعي أعمل عليها حاليا، هي إدخال الذكاء الى دار المسنين، والى مستشفى الرشاد للصحة العقلية، والى دور ذوي الإعاقة والأيتام، عبر تطبيقات فعلية".
ولفت إلى ان "كل المؤتمرات التي عقدت في العراق بخصوص الذكاء الاصطناعي، لم تصل إلى مخرجات حقيقية وفعلية".
الكاتب يحيى علوان .. سلامات
يواجه الرفيق العزيز يحيى علوان، الكاتب والمترجم وزميلنا السابق في الجريدة، المقيم منذ عقود في برلين، وضعا بالغ الصعوبة وهو يصارع المرض الخبيث بشجاعة وثبات.
أبا علياء.. نتابع بقلق معركتك القاسية ونتطلع إلى اخبار مطمئنة عنك، وعلى البعد نقول لك.. سلامات!
يوميات
- يعقد قسما الدراسات القانونية وشؤون المرأة في بيت الحكمة، غدا الاثنين، ندوة قانونية بعنوان "قراءات في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية"، يترأسها رئيس قسم الدراسات القانونية المستشار د. عز الدين المحمدي، ويتحدث فيها كل من القاضي وليد عبد الملك، القاضي هادي عزيز، د. لاهاي عبد الحسين ود. بشرى العبيدي. فيما تديرها مقررة قسم الدراسات القانونية د. ذكرى انعام غائب.
تبدأ الندوة في الساعة 10 صباحا على "قاعة الأستاذ محمود علي الداوود" في مقر بيت الحكمة" – شارع الرشيد – الميدان.
- تنظم أمانة العلاقات الدولية في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي، غدا الاثنين، جلسة بعنوان "من ثقافات الشعوب/ الممارسات المتماثلة في التراث الشعبي الفرنسي والعراقي"، يتحدث فيها كل من د. صبحي ناصر، د. جعفر الموسوي د. علي حداد. فيما يديرها الشاعر والمترجم حسين نهاية.
تبدأ الجلسة في الساعة 6 مساء على قاعة المعهد الثقافي الفرنسي في شارع أبو نؤاس.
بالتعاون مع منظمة "فاو"
البصرة تُنتج سماد
"الفحم النباتي"
متابعة – طريق الشعب
أجريت أخيرا في قضاء سفوان جنوب غرب البصرة، تجربة رائدة لإنتاج السماد العضوي المعروف باسم "الفحم النباتي" أو "الفحم الحيوي"، وذلك من خلال حرق مخلفات المزارع.
وأجريت هذه التجربة بتعاون بين كلية الزراعة في جامعة البصرة ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو). وهي تهدف إلى دعم المزارعين، خصوصاً في المناطق الصحراوية التي تُزرع فيها محاصيل الطماطم.
ويُعتبر الفحم النباتي أحد المواد الفعالة لتحسين جودة التربة وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، ما يساهم بشكل كبير في تعزيز الإنتاج الزراعي في المناطق ذات المناخ القاسي والتربة الفقيرة.
في حديث صحفي قال الخبير الزراعي في كلية الزراعة د. محمد عبد الله، ان هذا المشروع يعمل على استغلال مخلفات المزارع في إنتاج السماد، بدل أن يتم تركها لتتسبب في مشكلات بيئية وصحية، مبينا أن هذه المخلفات بالإمكان تحويلها إلى سماد معزز بالعناصر الغذائية.
وعن طريقة إنتاج السماد، قال أنه في البداية يتم تحضير الفحم من خلال حرق المخلفات الزراعية بدرجة حرارة مسيطر عليها. ثم يجري تعزيز الفحم بعناصر غذائية مثل النيتروجين والفسفور"، مرجحا أن يُعوض الفحم النباتي عن السماد الحيواني بنسبة 50 في المائة، والذي يشتريه المزارعون بمبالغ باهظة.
من جانبه، قال مدير قسم النخيل في دائرة زراعة البصرة، عبد العظيم السريح، أن "أراضينا التي تزرع فيها الطماطم صحراوية، وتربتها فقيرة من ناحية العناصر الغذائية. لذلك تحتاج إلى تسميدها بكمية كبيرة جدا من السماد، ما يُكبد المزارعين مبالغ باهظة".
وأشار في حديث صحفي إلى ان ما تم إنتاجه من الفحم النباتي في هذه التجربة، بلغ 270 كيلوغراما، مبينا أن العملية تمت في إحدى مزارع الطماطم، وانهم سيشاهدون نتائج التجربة. فإذا كانت مُرضية سيطبقونها في بقية المزارع.
في "ملتقى جيكور" البصري
جلسة حول قانون الأحوال الشخصية وتعديله
البصرة - باسم محمد حسين
عقد "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، أول أمس الجمعة، جلسة حول قانون الأحوال الشخصية 188 لسنة 1959، والتعديلات المقترحة عليه في البرلمان، ضيّف فيها المحامي كاظم محسن حسين بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في الشأن القانوني. الجلسة التي عُقدت على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، أدارها الكاتب قاسم حنون، واستهلها بالحديث عن قانون الأحوال الشخصية النافذ، والذي أقر قبل نحو 65 سنة واستطاع منذ ذلك الحين تنظيم شؤون الأحوال الشخصية للأسرة والمجتمع، مشيرا إلى محاولات تعديل القانون بمواد تثير الطائفية وتمزق نسيج المجتمع.
بعد ذلك تحدث المحامي الضيف، بالتفصيل، عن القانون النافذ ومجريات إقراره، مبينا أن اللجنة القانونية التي شرعت هذا القانون، وكان بينها رجال دين، راعت مصلحة العائلة والمجتمع.
ثم تطرق إلى بعض قوانين الأحوال الشخصية في دول شقيقة وصديقة، وإلى بعض المشكلات المجتمعية التي عالجها القانون العراقي، معرجا على حالات عايشها شخصيا في سوح القضاء.
وأشار حسين إلى ان "التعديل المقترح يعتمد على مدونات غير موجودة في الوقت الحاضر، ويوجب على القضاء اعتمادها مستقبلا دون أي رأي، بمعنى عدم وجود قضاء".
وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها عدد من الحاضرين.
في بعقوبة
"ما حقيقة الرابع عشر من تموز؟ "
بعقوبة – طريق الشعب
نظم اتحاد الأدباء والكتاب في ديالى، الخميس الماضي، جلسة ثقافية حول ثورة 14 تموز 1958، ألقى فيها الأستاذ قاسم البيك البهرزاوي، محاضرة بعنوان "كيف نفهم التاريخ، وما حقيقة الرابع عشر من تموز؟".
المحاضرة التي احتضنتها "قاعة الشهيد خليل المعاضيدي" وسط بعقوبة، أدارها الأستاذ راسم العكيدي، فيما حضرتها لجنة العلاقات الوطنية التابعة للجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، وجمع من المثقفين والأدباء.
وقدم البهرزاوي في معرض محاضرته، تعريفا للتاريخ ومراحله وفقا للمادية التاريخية. ثم تناول ثورة 14 تموز، باعتبارها ثورة وطنية تحررية، لما حققته من إنجازات كثيرة نقلت العراق نقلة نوعية. وأوضح أن هذه الثورة ازاحت طبقة الاقطاع والرجعيين والتجار، وأنصفت طبقة العمال والفلاحين والفقراء والمهمشين، مبينا أن "هذا يُعتبر من سمات الثورة وفقا لمعايير الباحثين".
وعلى هامش المحاضرة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن وقائع الثورة وإنجازاتها. فيما استنكر الجميع عدم إدراج البرلمان يوم 14 تموز في قانون العطل الرسمية الذي صوّت عليه إبان أيار الماضي.
معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب
دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:
- الدكتور قاسم هادي عباس125 الف دينار.
- محسن ملا علي100 الف دينار.
الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.
معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.
جيش من الروبوتات
قد يعالج مرضا خطيرا!
متابعة – طريق الشعب
توصل فريق من الخبراء إلى أن جيشا من الروبوتات النانوية المغناطيسية، قد يعالج حالة مرضية قاتلة ويفتح آفاقا جديدة في الطب. وابتكر الفريق، وهو من كلية الهندسة في جامعة إدنبرة، روبوتات طبية نانوية الحجم يمكن توجيهها عن بعد، على أمل تمكين العلاج الدقيق والمنخفض المخاطر لتمدد الأوعية الدموية في الدماغ، والذي يتسبب في حوالي نصف مليون وفاة سنويا على مستوى العالم. وتتكون الروبوتات النانوية من عقاقير تعمل على تخثر الدم، مغلفة بغلاف مصمم للذوبان في درجات حرارة دقيقة.
وفي الاختبارات، تم حقن عدة مئات المليارات من الروبوتات في شريان، ثم تم توجيهها عن بعد إلى موقع تمدد الأوعية الدموية باستخدام المغناطيس والتصوير الطبي. وبمجرد تَموضع الروبوتات في مكانها، استخدم الفريق المغناطيس لتجميعها معا وتسخينها إلى نقطة انصهار الغلاف، لإطلاق العقار في الموقع الدقيق. حيث يمكن أن يمنع أو يوقف النزيف في الدماغ. وبيّنت الدراسة أن هذا الإنجاز يبشر بإمكانية التحكم في الروبوتات الصغيرة عن بعد مستقبلا، للقيام بمهام معقدة داخل جسم الإنسان، بما في ذلك توصيل الأدوية وتصليح الأعضاء. وفي حديث صحفي، قال د. تشي تشو، الذي شارك في قيادة الدراسة، ان "الروبوتات النانوية جاهزة لفتح آفاق جديدة في الطب، ما يسمح لنا بإجراء عمليات جراحية بمخاطر أقل من العلاجات التقليدية، وإيصال الأدوية بدقة متناهية إلى أجزاء من الجسم، يصعب الوصول إليها".
من "مهرجان البندقية" السينمائي
المخرج الياباني نيو سورا يعلن دعمه لفلسطين
متابعة – طريق الشعب
حرص المخرج الياباني - الأمريكي نيو سورا على إظهار دعمه للشعب الفلسطيني خلال حضوره عرض فيلمه "نهاية سعيدة"، المشارك في برنامج "أوريزونتي إكسترا" ضمن الدورة الـ81 لمهرجان البندقية السينمائي، والتي اختتمت أمس السبت.
وارتدى سورا الكوفية الفلسطينية، وعلق شارة العلم الفلسطيني على صدره. فيما نشر عبر حسابه على انستغرام صورا ومقاطع فيديو يُظهر فيها دعمه لشعب فلسطين. ولاقى موقف المخرج الذي يبلغ من العمر 33 عاما، إشادة من الكثيرين عبر منصات التواصل الاجتماعي، معتبرين موقفه بمثابة تذكير قوي بنضال الشعب الفلسطيني. وهذه ليست المرة الأولى التي يعبّر فيها سورا عن دعمه لفلسطين. إذ يحرص على استخدام حساباته على مواقع التواصل لإظهار دعمه للشعب الفلسطيني وأبناء غزة الذين يتعرضون منذ تشرين الأول العام الماضي لقصف وحشي من الاحتلال الصهيوني.