اخر الاخبار

ص1

 

في مؤتمر صحفي للحزب الشيوعي العراقي

تعديل {الأحوال الشخصية} محاولة لفرض الإرادات ومنطق الهيمنة 

بغداد – طريق الشعب

 

عقد الحزب الشيوعي العراقي، أمس الأربعاء، مؤتمراً صحفياً في قاعة منتدى بيتنا الثقافي، مجددا التأكيد على موقفه الرافض لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية. 

وقرأ سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي، بيان الحزب الذي أكد فيه "وجود مساع من بعض الكتل السياسية لتمرير التعديلات المقدمة من دون أن تسبقه مناقشات سياسية واجتماعية واسعة، تعبيرًا عن محاولات فرض الإرادات ومنطق الهيمنة البغيض". 

وأضاف ان الحزب أكد "ضرورة عدم التعامل مع هذا التعديل وفق منطق التخادمات والصفقات الانتخابية، وهو ما يجري في الوقت الراهن، عبر مقايضة تعديلات القانون آنف الذكر، ليتم تمريره ضمن حزمة قوانين تطرح للتصويت". 

وأشار البيان إلى أن "تمرير هكذا قانون يمس حياة الشعب العراقي بصورة عامة، بهذه الطريقة أمر يراد منه فرض نوع من الهيمنة الطائفية على شعب يتمتع بتنوع قومي وطائفي ومذهبي وثقافي، فضلاً عن أنه يعد محاولة لتكريس الرأي الواحد، ويضعف من سلطة القانون ومؤسسات الدولة". 

وأكد الحزب "أهمية سحب مقترح تعديل القانون من النقاش في مجلس النواب، وفسح المجال أمام مزيد من المناقشات الدستورية والقانونية والسياسية والاجتماعية. ونرى أن تتم معالجة أية نواقص وثغرات في القانون النافذ عبر مشروع قانون يقدم من الحكومة وتسبقه مناقشات واسعة". 

ودعا بيان الحزب، مجلس النواب العراقي، إلى "الاهتمام بالقضايا ذات الأولوية القصوى وأهمها توفير حياة حرة كريمة للشعب العراقي ومناقشة مطالب الاحتجاجات اليومية والاستجابة لها". 

وشدد على ضرورة أن "ينشغل مجلس النواب بأداء مهامه في الرقابة على المؤسسات الحكومية ومتابعة ملفات الفساد وانتخاب رئيس جديد للمجلس وتشريع القوانين التي تدعم البناء الدستوري والاستقرار المجتمعي". 

وكان مجلس النواب أجل جلسته، أمس الأول، بسبب الخلاف على جدول أعماله، وكان مقرراً فيها مناقشة تقرير اللجنة القانونية والقراءة الثانية لمشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، بعد حراك سياسي وبرلماني ومجتمعي، خاضه تحالف 188 لرفض مسودة التعديل.

 

 

احفظوا كرامة الخريجين

بدلا من الاعتداء عليهم

 

 

يدين الحزب الشيوعي العراقي، بأشد العبارات الاعتداءات البشعة التي تعرض لها خريجو المجموعة الطبية من قبل قوات مكافحة الشغب اليوم الثلاثاء، بالقرب من المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد.

إن استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين السلميين الذين كانوا يطالبون بحقوقهم المشروعة في التعيين هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ويعكس تراجعًا خطيرًا في مستوى الحريات العامة وحق التعبير عن الرأي في البلاد.

وما حدث اليوم، من استخدام المياه الحارة والعصي الكهربائية لتفريق المتظاهرين، والذي أدى إلى إصابة أكثر من 25 شخصاً، هو تصرف غير مبرر ويتناقض مع كل القيم الديمقراطية التي نطمح لتحقيقها في وطننا العزيز. كما إن هذه التصرفات القمعية، لا تزيد الوضع إلا تأزماً وتغذي مشاعر الغضب والاحتقان بين أبناء الشعب.

نحن في الحزب الشيوعي العراقي، نؤكد تضامننا الكامل مع مطالب الخريجين المشروعة، ونطالب الحكومة باتخاذ خطوات فورية للتحقيق في هذه الاعتداءات ومحاسبة المسؤولين عنها.

كما نطالب بالاهتمام بمطالب خريجي ذوي المهن الطبية والصحية، وغيرهم من الخريجين والعاطلين الباحثين عن حياة حرة كريمة.

إن استقرار البلد وازدهاره لا يمكن تحقيقهما إلا من خلال احترام حقوق المواطنين وضمان حقهم في التعبير السلمي عن مطالبهم.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

بغداد 3 أيلول 2024

 

 

 

بعد المؤتمر الناري لرئيس هيئة النزاهة.. معنيّون: مصدّات سياسية توفر غطاءً للفاسدين

بغداد ـ علي شغاتي

 

عبّر رئيس هيئة النزاهة الاتحادية، حيدر حنون، عن استيائه الشديد من التضييق الذي تتعرض له هيئة النزاهة وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في أربيل، أمس الأربعاء، حيث خصص المؤتمر للكشف عن خفايا "سرقة القرن" التي هزّت الأوساط السياسية في البلاد.

وفي المؤتمر، أبدى حنون غضبه العارم بسبب ما وصفه بـ"استضعاف الهيئة" واختفاء ملفات من قضية المتهم نور زهير لدى القاضي ضياء جعفر. وأكد أن هذه التطورات تمثل تحديًا كبيرًا لجهود مكافحة الفساد واستعادة أموال الدولة المنهوبة.

 

نور زهير

وأوضح حنون أن ملف نور زهير، الذي تمت إحالته إلى محكمة الجنايات المركزية، يحتوي على 114 صكًا ماليًا، مشيرًا إلى أن القانون يقتضي فتح 114 قضية منفصلة، إلا أنه تم التعامل معها كقضية واحدة.

وأضاف قائلاً: "أريد من البرلمان أن يسألني لماذا تم فتح قضية واحدة فقط، رغم وجود جرائم أخرى لنور زهير، منها التلاعب بـ420 دونمًا من الأراضي في البصرة، والتي تم تسجيلها بأسماء وهمية". وأشار إلى أن "هذه القضية تم نقلها إلى بغداد بناءً على قرار القاضي ضياء جعفر لفتة".

وتابع حنون بأن "هناك قضايا فساد أخرى تم الكشف عنها، بما في ذلك سرقة سكك حديد تُقدّر قيمتها بـ18 مليار دولار، حيث تم بيع السكك بالكامل ولم يتم اتخاذ أي إجراء من قبل القاضي ضياء جعفر منذ شهرين".

وفيما يخص قضية الودائع الكمركية، أكد حنون أن "نور زهير متورط في سرقة الودائع بما يزيد عن تريليون دينار"، مطالبًا بعقد "جلسة علنية بحضور القاضي ضياء جعفر لكشف الحقائق كاملة أمام الشعب".

 

مذكرة القاء قبض

ووجه حنون اتهامات مباشرة للقاضي ضياء جعفر، مؤكدًا أن الأخير أصدر أمر قبض بحقه، وأنه يلاحقه بشكل شخصي. وأضاف أن "القاضي ضياء جعفر يحتجز موظفين في ميسان بهدف الضغط عليهم لتشويه سمعة رئيس هيئة النزاهة".

كما طالب حنون مجلس النواب بإثبات ما إذا كانت هيئة النزاهة تجامل الفاسدين أو تتستر على أموال الشعب المنهوبة، داعيًا مجلس القضاء الأعلى إلى استبدال قضاة هيئة النزاهة سنويًا لضمان النزاهة والشفافية في التعامل مع ملفات الفساد الكبرى. وأكد في ختام حديثه أنه "يفضل السجن بشرف على التستر على المتهمين في قضية "سرقة القرن".

وضمن إطار احتواء الموقف، حاول الإعلام الحكومي نفي صدور أمر قبض بحق حنون، بعد أن نقلت الوكالة الرسمية تصريحًا نسبته إلى مصدر لم تكشف عنه أن كلام حنون فُهم بشكل خاطئ! كما أن مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وكالات الأنباء حاولت اجتزاء الحديث خلال المؤتمر الصحفي ولم تشر إليه بالكامل في مشهد يمكن أن يشتت القارئ ويوجه وفقًا لأجندات تلك المؤسسات. في وقت بدأت فيه جيوش الكترونية بنشر معلومات مغلوطة، فضلاً عن نشر تسجيلات صوتية مسربة نسبت لحنون.

 

مصدات سياسية

كما وعلق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية د. عصام فيلي على حديث رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون في المؤتمر الصحفي، مؤكداً أن هذه التصريحات كشفت عن مدى انتشار الفساد في مؤسسات الدولة العراقية.

وقال فيلي في حديث لـ"طريق الشعب" إن "ما قاله حنون يؤكد أن أي خطوات جدية من قبل هيئة النزاهة تُقابل بمصدات سياسية تعيقها".

وأشار فيلي إلى أن "حنون كشف عن تعرضه لضغوط من كبار الشخصيات السياسية، وأن الأزمة الحالية قد تتحول إلى أزمة قضائية-قضائية، خصوصاً مع إصدار أمر قبض بحق حنون نفسه".

وفيما يتعلق بدلالات هذا المؤتمر الصحفي، قال فيلي إن "المؤتمر لا يكشف فقط عن فشل وفساد المنظومة السياسية، بل يظهر دولة مغتصبة بواسطة الفساد".

كما لفت فيلي إلى أن انفعال حنون يعكس حالة من اليأس، مشيراً إلى قضايا فساد ضخمة، مثل قضية السكك الحديد بقيمة 18 مليار دولار.

وختم فيلي قائلاً: "الفساد في العراق أكبر من الدولة نفسها، والوضع الحالي يضع كل مفاصل الدولة، بما في ذلك السلطتان القضائية والتشريعية، في موقف حرج".

وفي أول تحرك نيابي بشأن القضية، طالبت النائب ابتسام الهلالي رئاسة البرلمان بعقد جلسة طارئة اليوم الخميس للوقوف على حقائق جديدة تحدث بها رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون بشأن سرقة القرن وملفات فساد أخرى، مشددة على أنه أصبح إلزاماً على مجلس النواب عقد جلسة طارئة لمناقشة ما تحدث عنه حنون عبر وسائل الإعلام.

 

 

راصد الطريق

مو.. بعد وقت ؟!

 

 

أكد النائب أحمد الموسوي استضافة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في البرلمان خلال الأيام القليلة المقبلة، لمناقشة توقيعه مذكرة تفاهم أمنية بين بغداد وأنقرة. المذكرة التي تسمح بتوغل القوات التركية داخل الأراضي العراقية بذريعة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، أثارت الجدل لكون أعضاء البرلمان حسب الموسوي "لم يكونوا على دراية بتفاصيلها".

هكذا تؤكد القوى المتنفذة أنها في وادٍ، وسيادة البلد وأمن شعبه في وادٍ آخر. فقد مضى نحو 20 يوماً على توقيع مذكرة التفاهم الأمنية بين البلدين، بعد- سنوات طويلة من الاعتداءات التركية الدامية، دون أن نرى موقفا جديا من القوى الحاكمة تجاه هذه الاعتداءات على سيادة بلدنا وأمنه.

حديث النائب يثير مجموعة أسئلة مهمة حول توقيع المذكرة. فهل تصرف الوزير بمفرده؟ وهل لا يعرف مجلس النواب بتفاصيل المذكرة ولم يناقشها مع الحكومة؟ وماذا ينتظر ليتخذ موقفاً حازماً، خاصةً في ظل إيغال تركيا في عدوانها غير المبرر على الأراضي العراقية، بينما تبقى الحكومة، المشكلة بإشراف واتفاق القوى المسيطرة على مجلس النواب بعد اختلاله تمثيليا، في حالة صمت مطبق؟

 

 

 

ص2

 

التخطيط: عمليات الحصر والترقيم ستستمر 60 يوماً

 

متابعة ـ طريق الشعب

 

أكدت وزارة التخطيط، أمس الأربعاء، أن عملية الترقيم والحصر للدور والمباني والمنشآت التي انطلقت الأحد الماضي في جميع المحافظات ستستمر 60 يوماً.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي للوكالة الرسمية إن “عمليات الترقيم والحصر للدور والمباني والمنشآت انطلقت اليوم في كل محافظات العراق، وتستمر لمدة 60 يوماً وتتضمن ترقيم الدور والمباني والمنشآت بشكل عام وفقاً لتصنيف هذه المنشآت والمعايير المعتمدة في هذا المجال”.

وأضاف الهنداوي أن “هذه العملية تمثل مرحلة متقدمة وتعد مرحلة ما قبل الأخيرة باتجاه إجراء التعداد العام للسكان، لأنها ستوفر لنا بيانات تفصيلية مهمة عن كثير من المفاصل الأساسية في التعداد العام للسكان”.

وأشار إلى “تهيئة وتدريب نحو 40 ألف باحث ميداني سيشاركون في إجراء هذه العملية في عموم البلاد”، منوهاً إلى “توفير كل المتطلبات اللوجستية والفنية، وفي مقدمتها الأجهزة اللوحية التي ستستخدم في عملية الترقيم والحصر، بالإضافة إلى توفير الخرائط والصور الفضائية للوحدات الإدارية”.

وبين أن “مركزي البيانات والاتصالات وغرفة العمليات كلها أصبحت جاهزة استعداداً إلى موعد التعداد العام السكاني المقرر إجراؤه يوم 2024/11/20”.

 

 

الحكومة لا تمتلك بديلا عن العنف!

آلاف العراقيين في الشوارع مطالبين بالحقوق المشروعة

 

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت مدن العراق سلسلة من الاحتجاجات المتزامنة التي شملت مجموعة واسعة من المطالبات، حيث تصاعدت التوترات في عدة مناطق من البلاد. ففي العاصمة بغداد، تعرض عدد من المتظاهرين من المهن الطبية والصحية لإصابات بعد محاولة قوات الشغب تفريق تظاهرتهم بالقوة. وفي البصرة، نظم موظفو شركات النفط وموظفو دائرة الصحة وقفات احتجاجية ضد قرارات حكومية وتجاهل مطالبهم. كما شهدت محافظتا السليمانية وديالى احتجاجات من قبل خريجي المراكز الثلاثة الأولى وأهالي ناحية جلولاء، مطالبين بتحقيق مطالبهم وإيجاد حلول عاجلة للمشاكل التي يواجهونها.

 

اعتداء متكرر!

وتعرض عدد من متظاهري المهن الطبية والصحية لإصابات، إثر محاولات قوات الشغب تفريق تظاهرتهم بالقوة أمام وزارة التخطيط في وسط العاصمة بغداد.

ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، فقد طالت الاعتداءات المتظاهرين من خريجي المهن الطبية والصحية والتمريضية “دفعة 2023”، الذين كانوا يتجمعون أمام حديقة الشواف مطالبين بالتعيين.

ووثقت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي استخدام قوات مكافحة الشغب للقوة، ما أسفر عن وقوع إصابات بين صفوف المحتجين، مع تسجيل أكثر من 25 حالة إصابة، وفقاً لمصادر أمنية.

وفي محاولة للتنصل من المسؤولية، أصدر رئيس الوزراء توجيهات بعدم الاعتداء على المتظاهرين والبدء بالتحقيق في الحادث، رغم أن هؤلاء المحتجين تعرضوا للاعتداء في مناسبات سابقة.

 

تظاهرات المتقاعدين

ونظّم المئات من المتقاعدين تظاهرة حاشدة قرب مقر مجلس الوزراء في منطقة العلاوي ببغداد، مطالبين بزيادة الحد الأدنى لرواتبهم. وركز المتظاهرون على ضرورة التزام الحكومة برفع مستوى معاشاتهم وعدم تجاهلهم.

 

احتجاجات في المثنى

واستنكرت كوادر طبية وتمريضية في محافظة المثنى الاعتداءات التي تعرض لها خريجو المجموعة الطبية أثناء تظاهرتهم في بغداد. ونظم عدد من الكوادر الطبية وقفة في مستشفى الحسين بالسماوة للتعبير عن استنكارهم لما حدث، معتبرين أن الاعتداءات تمثل اعتداءً على العائلة الصحية بشكل عام وتفتح الباب لمزيد من الهجمات على هذه الشريحة.

فيما نظم العشرات من “عمال الاستقطاب” في مستشفى الخضر في المحافظة وقفة احتجاجية على تحويلهم إلى شركات تنظيف وعدم احتسابهم ضمن منتسبي دائرة الصحة. وطالب المحتجون بتحويلهم إلى نظام العقود وعدم تصنيفهم كعمال مؤقتين، مشيرين إلى أن خدمتهم تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات.

وفي نفس السياق، تظاهر العشرات من مزارعي بادية المثنى أمام مديرية الزراعة، مطالبين بدعم الواقع الزراعي وتوسيع مشاريع الكهرباء لتغذية أراضيهم.

وأشاروا إلى أن المحطة الكهربائية الحالية غير كافية لتلبية احتياجات المزارعين، ما قد يؤثر على الزراعة ونسب التسويق.

 

مطالبات خريجي التربية

وجدد خريجون في المحافظة مطالباتهم بتطبيق نظام التقاطع الوظيفي على من ظهرت أسماؤهم كأساسيين في تعيينات التربية، وذلك أمام مبنى مجلس المحافظة. وأكدوا ضرورة شمولهم بالتعيين واستغلال حصة التربية من التعيينات بالكامل، مشيرين إلى أن أغلبهم من مواليد التسعينات، وهذه آخر فرصة لهم للحصول على عمل في القطاع الحكومي.

كما جدد منتسبو وزارة الدفاع وقفتهم أمام مبنى ديوان محافظة البصرة، مطالبين بإكمال ملف توزيع قطع الأراضي الخاص بهم، بعد أن نظموا وقفة مماثلة في نهاية شهر تموز دون تحقيق استجابة لمطالبهم.

 

احتجاجات موظفي الصحة والنفط

نظم العشرات من موظفي دائرة صحة البصرة وقفة احتجاجية أمام مبنى الدائرة، مطالبين بتوزيع قطع الأراضي والإفراز الخاصة بالموظفين، داعين المحافظ إلى تنفيذ الوعود التي قطعها لهم خلال الفترة الماضية.

وشهدت البصرة أيضاً سلسلة من الاحتجاجات التي نظمها موظفو شركات النفط اعتراضاً على قرارات حكومية جديدة، حيث نظم عدد من الموظفين وقفة احتجاجية أمام بوابة شركة مصافي الجنوب ضد قرار تحويل شركاتهم من التمويل الذاتي إلى التمويل المركزي، وهو ما يعتبرونه خطوة قد تؤدي إلى تحويل الشركات من حالة الربح إلى الخسارة.

 

احتجاجات في السليمانية وديالى

ونظم خريجو المراكز الثلاثة الأولى في السليمانية وقفة احتجاجية أمام رئاسة الجامعة، مطالبين بتطبيق القرارات المتعلقة بتعيينهم في الجامعات والكليات. وأكدت لنجه رحيم، ممثلة الخريجين، أن أكثر من 12 ألف خريج لم يتم تعيينهم حتى الآن، مشيرة إلى أنهم سيمنحون الحكومة مهلة أسبوع واحد للاستجابة لمطالبهم.

وفي ناحية جلولاء شمال شرقي ديالى، تظاهر أهالي حي سكني احتجاجاً على إغلاق شارع رئيسي بسبب مشروع توسعة مستشفى الناحية، مطالبين بإيجاد حلول بديلة تضمن لهم الوصول إلى منازلهم دون عوائق.

تستمر الاحتجاجات في مختلف أنحاء العراق، حيث تتصاعد المطالبات بالحقوق المشروعة وتوفير الحلول الفورية للمشاكل التي تواجه المواطنين.

 

الرفيق رائد فهمي

يزور عشيرة الغرير جنوبي بغداد

 

بغداد – طريق الشعب

 

زار سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، عشيرة الغرير في جنوبي بغداد، لتقديم التعازي إلى أسرة المحامي ظاهر علي الدليمي (أبو حبيب)، برحيله.

وكان في استقبال الرفيق فهمي، الشيخ ناهض مظهر علي الدليمي والشيخ مظهر نجل الفقيد، والشيخ ضاري علي الدليمي.

وخلال الزيارة جرى استذكار الفقيد والحديث عن سيرته البارزة، وعن دور اخوته وأبناء عمومته في تعزيز القيم المجتمعية. فيما عبر أهل الفقيد عن اعتزازهم الدائم بنضال الشيوعيين، مؤكدين مواصلة التزامهم بالدفاع عن مصالح الفقراء والمهمشين، والعمل على نشر سياسة الحزب بين أبناء عمومتهم والمجتمع في مختلف المناطق.

ويعزي بوفاة عقيلة الشيخ عبد الحسن عيدان الكعبي

ويوم امس الاربعاء، شارك الرفيق رائد فهمي مع عدد من الرفاق، في مجلس عزاء عقيلة الرفيق المرحوم الشيخ عبد الحسن عيدان الكعبي (ابو عادل).

وتوجه الرفيق فهمي بخالص مشاعر العزاء، الى ابناء الراحلة عادل وعلي، وعبر عن اعتزازه بعائلة الفقيدة. وضم الوفد الرفاق كريم الربيعي وابي ليث

 

 

كل خميس

 

القمع الوحشي

لا يكسر أصحاب الحقوق

 

جاسم الحلفي

 

تبقى سياسة قمع المتظاهرين السلميين تتوالى فصولاً، كاشفةً الوجه القاسي لطغمة الحكم التي تتعامل مع المطالب المشروعة وكأنها جرائم. ولعل أحدث فصول هذا القمع ما شهدته بغداد في خضم احتجاجات خريجي كليات طب الأسنان والصيدلة والمهن الصحية امس الاول الثلاثاء، 3 ايلول 2024، حين خرج هؤلاء الشباب مطالبين بحقهم المشروع في العمل، الذي يضمن لهم حياة كريمة.

المطلب الذي حملوه لم تكن غايته سوى تأمين فرصة تضمن لهم الكرامة، وهو مطلب أساسي في أي مجتمع سليم. لكن، وكما تجري الامور في عراق اليوم، جاءت ردة فعل الطغمة عنيفة، اذ استخدمت العنف المفرط لا لمجرد تفريقهم، بل وللتنكيل بهم. حيث لجأت القوات الأمنية إلى الضرب القاسي واستخدام خراطيم المياه الحارة. وهذا الأسلوب القمعي لم يكن أولا من نوعه، ولن يكون الأخير، وهو يؤكد لنا أن الطغمة تتعامل مع المطالب الشعبية بعنف الوحوش، بدلاً من تقديم حلول واقعية للشباب الخريجين، وانها تستمر في نهجٍ يزيد من حدة الاحتقان الشعبي.

البطالة في العراق ليست مجرد أزمة عابرة، إنها مشكلة هيكلية تفاقمت نتيجة الاعتماد على الاقتصاد الريعي. فبلدنا يعتمد اقتصاده بشكل شبه كامل على عائدات النفط، بينما يغيب الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية وبدعمها: الزراعة والصناعة اللتين يمكن أن توفرا فرص عمل للشباب. مقابل النموذج الاقتصادي الفاشل الذي تنتهجه طغمة الحكم، والذي لم يوفر للشباب العراقي أي أمل في مستقبل أفضل.

وعوضاً عن إصلاح النظام الاقتصادي تلجأ السلطة إلى أساليب القمع، وكأن البطالة ليست الشرارة التي يمكن ان تزعزع استقرار النظام بأسره.

إن حق العمل ليس ترفاً أو منحة، بل هو حق إنساني أساسي كفلته القوانين الدولية والدستور العراقي. وعندما تتجاهل السلطة هذا الحق، فإنها تضيف إلى مطالب الشعب تأمين الكرامة والحرية. ولا يمكن لأي نظام أن يستمر في قمع المطالب المشروعة دون أن يواجه غضباً شعبياً متزايداً. والشاب العراقي يدرك جيداً أن البطالة ليست مجرد مشكلة شخصية، بل هي نتيجة لسياسات فاشلة وممارسات قمعية.

وضمن هذا الصعيد يطفو نفاق السياسيين على السطح، عندما نسمعهم يتحدثون عن استحالة توفير فرص عمل للشباب الخريجين العاطلين، فيما هم يضمنون لأبنائهم وظائف مرموقة في أهم الوزارات والمؤسسات. وهذا الازدواج في المعايير يزيد من الشعور بالظلم في الشارع العراقي، ويغذي الغضب الذي يشتعل يوماً بعد يوم.

وكيف يمكن للشباب أن يثقوا في منظومة حكم  تكرس الولاءات والمحسوبيات، على حساب الكفاءة والجدارة؟

أبدا لن يكون القمع حلاً لهذه الأزمات المتراكمة، وفي كل مرة تستخدم فيها السلطة العنف لقمع احتجاجات سلمية، تقترب خطوة نحو مواجهة أكبر مع الشعب. فالبطالة أزمة حقيقية، والاقتصاد الريعي لن يستوعب المزيد من العاطلين عن العمل. إنما بناء اقتصاد عراقي قادر على استيعاب الشباب، هو الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة.

في نهاية المطاف، ستجد هذه السلطة نفسها محاصرة بأزمة البطالة المتفاقمة، وستواجه غضباً لا يمكن احتواؤه بالقمع. هؤلاء الشباب الذين خرجوا اليوم يطالبون بحقهم في العمل، سيطالبون غداً بتغيير النظام الذي يحرمهم من أبسط حقوقهم.

فالقمع لن يؤجل التغيير، بل سيكون واسطة لتقريب ساعته.

 

 

ص3

 

العطش يضرب جنوب العراق

الماء منعدم أو ملوث.. قرى جنوبية تعيش على «التناكر»

بغداد – تبارك مجيد

 

تعاني المحافظات الجنوبية في العراق، وبالأخص المناطق الزراعية منها، من أزمة مائية خانقة، حيث أدى الجفاف إلى تدمير الزراعة وفقدان مصادر الرزق، ما تسبب في تدهور الحياة اليومية، وتلوث المياه، وهجرة السكان.

هذه الأزمات تهدد الأمن الغذائي ومستقبل تلك المناطق بشكل خطر.

 

الجفاف يهدد الحياة

وأبدى الصياد عباس النوري، من إحدى قرى محافظة المثنى، قلقه البالغ إزاء تدهور الأوضاع المعيشية نتيجة انخفاض مستويات المياه. وقال النوري لـ "طريق الشعب": "أصبحنا نواجه أوضاعًا مأساوية في الفترة الأخيرة، خصوصاً في الأيام الحالية. نحن نضطر لشراء الماء من السيارات الحوضية، وبسبب ذلك تدهور حالنا وتدمرت مصادر رزقنا. كما لم نعد قادرين على الصيد بسبب تدني مستوى المياه إلى حد أصبح من الصعب حتى السباحة فيها".

وأضاف النوري، "نعاني كثيراً في الأرياف. المياه أصبحت شبه ملوثة وغير صالحة للاستخدام. إن استمر هذا الحال لسنة أخرى، فإن الجفاف سيقضي علينا تماماً، حيث لن نجد ما نشربه أو ما نطعمه لماشيتنا".

ولفت إلى أن الفلاحين والمزارعين وصلوا إلى مرحلة اليأس وفقدان الأمل من الحلول التي تقدمها الحكومة، ما جعلهم يفقدون مصدر قوتهم، بالإضافة إلى فقدان الكثير من الأبقار والأغنام والماعز، نتيجة العطش وانتشار الأمراض الحيوانية.

 

الجفاف في ذي قار

في محافظة ذي قار، وثق الناشط البيئي سعد زامل، عبر الصور، الجفاف الحاصل في منطقة الإصلاح وسيد الدخيل.

واكد زامل ان هناك مناطق انعدم فيها الماء بشكل نهائي مثل قرية النواصر والدخالة والصفافعة.

وقال لـ "طريق الشعب" أن "المناطق التي تم ذكرها تعيش على مياه الصهاريج "الدناكر"، بينما تحاول بعض المناطق ان تتدبر عيشها من خلال الآبار المائية".

وتساءل عن دور الجهات الحكومية قائلاً: "نسمع بوجود مفاوضات بين العراق والبلدان المتشاطئة، ولكن لم نرَ نتائج ملموسة حتى الآن".

من جهة أخرى، اشتكى سجاد جارالله، من سكان منطقة السكك في ذي قار، من انقطاع المياه المتكرر بسبب رداءة محطات المياه وقدمها.

وأشار إلى وجود مناطق تعاني من شح المياه وتلوث ما هو متوفر منها، مثل الفهود والكرمة والفضلية.

وأوضح، أن "الكثير من المناطق تعتمد على المياه التي تصلهم عبر صهاريج المياه "الدناكر"، أو يقومون بشرائها من المحال التجارية، أو العودة لحفر الآبار التي تكلف العائلة نحو 100 ألف دينار كل 14 يوماً".

 

ميسان: أزمة حادة

وفي محافظة ميسان، قال المهندس الاستشاري ماجد الساعدي، مدير زراعة ميسان، إن "الجفاف أصبح أحد أكبر التحديات التي تواجه المحافظة في السنوات الأخيرة، خاصة في المناطق القريبة من الأهوار."

وأضاف الساعدي، أن "منطقتين رئيسيتين تضررتا بشدة هما جزيرة سيد أحمد الرفاعي ومنطقة البغيلات، حيث تمتد مساحة هذه المناطق لأكثر من 900 ألف دونم."

وأوضح، أن "الزراعة في هذه المناطق انعدمت بشكل كامل بعد أن كانت مزدهرة ومصدراً رئيسياً للإنتاج الزراعي في المحافظة". وأشار إلى أن "العديد من أهالي هذه المناطق اضطروا إلى الهجرة بسبب الجفاف".

 

المشاكل في الديوانية

وفي محافظة الديوانية، قال عضو لجنة الخدمات إياد الميالي إن "الديوانية تُعد من المحافظات الزراعية المهمة في العراق، حيث تشتهر بزراعة الحنطة والشعير، وكذلك محصول الشلب، خاصةً أصناف العنبر والياسمين."

وأكد الميالي أن المحافظة تحتاج إلى "كميات كبيرة من المياه خلال موسم الصيف لزراعة الشلب، وكميات أكبر لزراعة المحاصيل الشتوية مثل الحنطة والشعير."

وأشار الميالي إلى أن "العديد من المساحات الزراعية في المحافظة تعرضت للجفاف والتصحر بسبب شح المياه، ما أدى إلى جفاف العديد من الأنهار وخروجها من الخدمة، خصوصاً في المناطق النائية."

وأضاف أن "نهر الفرات غير كافٍ لري المساحات الزراعية الشاسعة في المحافظة، بينما تزداد نسبة الملوحة في نهر شط العطشان، ولا تستفيد منه إلا ناحية الشنافية."

 

تحذيرات الخبراء

وتحدث الخبير المائي والزراعي تحسين الموسوي عن التحديات الكبيرة التي يواجهها العراق في ملف المياه، مشيرًا إلى أن "الوضع يزداد تعقيدًا مع مرور الوقت."

وأوضح الموسوي لـ "طريق الشعب"، أن "العراق يعتمد بشكل كبير على المياه القادمة من دول المنبع مثل تركيا وسوريا وإيران، وأي تراجع في المفاوضات مع هذه الدول ينعكس سلبًا على العراق بشكل مباشر."

ولفت إلى أن "الوضع الحالي لا يشهد أي تطور إيجابي في هذه المفاوضات، بل على العكس، هناك تراجع مستمر نتيجة زيادة الطلب العالمي على المياه في ظل انخفاض العرض."

وأضاف الموسوي أن "الجفاف الشديد في السنوات الأخيرة كانت له آثار مدمرة على البيئة والزراعة، ما تسبب في هجرة السكان ونفوق أعداد كبيرة من المواشي، وتدهور التنوع البيولوجي، ما يهدد النظام البيئي في البلاد."

واعتبر أن "المناطق الأكثر تضررًا تشمل جنوب بغداد، البصرة، ميسان، ذي قار، الديوانية، وبعض المناطق في أعالي بغداد." ووصف الوضع بـ "الموت التدريجي" نتيجة فقدان مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وازدياد التصحر، وتفاقم مشكلة التلوث.

وانتقد الموسوي السياسات المائية الحالية في العراق، واصفاً إياها بالقديمة وغير الفعالة. وأكد أن "العراق يفتقر إلى ثقافة الحفاظ على المياه وتطبيق تقنيات حديثة مثل الري بالرش والتنقيط، وتغيب عنه برامج إعادة تدوير المياه مثل مياه الصرف الصحي."

وأضاف أن "تحلية مياه البحر قد تكون جزءًا من الحل لمشكلة نقص المياه في العراق، لكنها تتطلب استراتيجيات وسياسات متكاملة لتطبيقها بشكل فعّال."

وحذر الموسوي من أن "العراق يواجه تهديدًا خطيرًا على مستوى الأمن القومي والأمن الغذائي نتيجة نقص المياه"، مشددًا على أن "البلاد دخلت مرحلة "الإجهاد المائي" وفقًا لتصنيفات دولية، حيث يستهلك العراق كميات من المياه تفوق الموارد المتاحة." وأعرب عن أسفه لأن صناع القرار لم يعوا حجم الخطر الذي يواجه البلاد، داعياً إلى ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المعنية، بدءاً من المواطنين وصولاً إلى أعلى مستويات السلطة، لمعالجة هذا الملف الحيوي الذي يتعلق بحياة ومستقبل العراق.

 

سياسات تركيا وإيران تهدد العراق

بدوره، حذر عضو لجنة المياه والزراعة والاهوار النيابية، ثائر مخيف، من مخاطر جسيمة تهدد مستقبل العراق المائي نتيجة تصرفات دولتي تركيا وإيران، مشيراً إلى أن هاتين الدولتين لم تحترما القوانين الدولية المتعلقة بالأنهار المشتركة، ولم تحترما سيادة العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم.

وقال مخيف، إن "تركيا وإيران قامتا ببناء سدود عديدة على الأنهار المشتركة، ما يعرض مستقبل العراق المائي للخطر في حال لم يتم التوصل إلى حوار جاد لتنظيم هذا الملف".

وأوضح، أن الحوار المطلوب يجب أن يكون "فنياً ووطنياً، بحيث يكون المحاور متمكناً فنياً ولديه حب للوطن، وألا يجامل على حساب مصلحة العراق".

وأشار إلى أن "الوضع المائي في العراق مقلق للغاية"، لافتاً إلى أن "الموسم الزراعي الماضي شهد إنتاجاً وافراً بواقع ستة ملايين طن من الحنطة بفضل الأمطار التي هطلت في وقتها المناسب، وليس بسبب توفر المياه الكافية من الأنهار".

وأكد مخيف، أن "العراق يعاني منذ زمن بعيد من غياب تنظيم مياه الأمطار وحصادها بشكل فعال، ما يؤدي إلى ضياع كميات كبيرة منها".

واختتم مخيف تصريحه بالتأكيد على "ضرورة التحرك العاجل لحل أزمة المياه في العراق من خلال حوار جاد مع الدول المجاورة، وتنظيم الموارد المائية الداخلية بشكل أفضل".

 

 

 

العراق في الصحافة الدولية

 

ترجمة وإعداد: طريق الشعب

 

العراق بين النفط والموانئ

 

لموقع S and P global  كتب لاورين هولتماير مقالاً ذكر فيه بأن العراق يواجه غضب شركائه في منظمة أوبك بلس، لأنه مازال ينتج نحو 110 آلاف برميل يوميًا أعلى مما هو متفق عليه في المنظمة. وقد قررت بغداد كما يبدو الضغط على أربيل لخفض إنتاج النفط وذلك لمساعدتها على الامتثال لحصتها في أوبك بلس. إلّا أن الإنتاج في إقليم كردستان بقي في تزايد مؤخراً حتى وصل إلى 173 ألف برميل يومياً، وهو رقم قريب مما كان عليه الإنتاج قبل إغلاق خط أنابيب التصدير الرئيسي للمنطقة إلى ميناء جيهان التركي، أي 182 ألف برميل يومياً. وأعرب هولتماير عن اعتقاده بأن الإنتاج في كردستان، ورغم طاقته المنخفضة، قلل من قدرة العراق على الإمتثال لحصته من أوبك بلس.

وأوضح المقال بأن ضغوط بغداد تتمثل في تقليص الصادرات الفيدرالية من النفط الخام للاستهلاك المحلي في الإقليم، وحجب حصته من الميزانية بما في ذلك الأموال الخاصة بدفع الرواتب، وعدم تسديد ما بذمتها من ديون للإقليم والتي تزيد عن 7 مليارات دولار من المستحقات غير المدفوعة.

 

توسع في الإنتاج

وأشار المقال إلى أن الإنتاج الإجمالي في الإقليم سيشهد انتعاشاً كبيراً، حيث أعلنت شركة النفط النرويجية DNO التي تنتج 7980 برميل يومياً، عن عزمها توسيع عملياتها في كردستان وأنها ستقيم منصة لحفر بئر جديدة، كما قالت شركة Shamaran Petroleum الكندية بأنها تتوقع زيادة الإنتاج، فيما أعلنت شركة Gulf Keystone عن بدء عمليات النقل على مدار الساعة مع انتعاش الإنتاج والطلب، مؤكدة تحقيقها نقلة مهمة في الربحية وتوليد التدفق النقدي الحر.

 

السوق المحلية

وأشار التقرير إلى أن أسعار بيع النفط في السوق المحلية تتراوح بين 28 إلى 40 دولارًا للبرميل الواحد، أي أقل بكثير عن أسعار السوق الدولية، مما يضاعف عمليات تهريب بعضه عبر الحدود الشرقية أو الغربية، وقيام المصافي الخمسة الرسمية ومئات مصانع التكرير غير القانونية والمصافي الصغيرة، بمعالجة الباقي وتحويله إلى غازولين وديزل. وبسبب لا قانونية العديد من هذه المصافي فقد قامت السلطات المحلية في محافظة أربيل بإغلاق 138 مصنعًا منها في الأونة الأخيرة.

وحديث المواني

ولصحيفة The National كتب طارق طاهر تقريراً عن صدور حكم من محكمة أمريكية لصالح شركة أركيرودون القبرصية، يُلزم العراق بدفع  120 مليون دولار للشركة تعويضاً عما تكبدته من تكاليف إضافية كبيرة في عقد عملها في الفاو، حسب زعمها.

وأوضح التقرير بأن الشركة كانت قد وقعت في عام 2012 على عقد بقيمة 265 مليون دولار لبناء كاسر الأمواج في ميناء الفاو الكبير لصالح الشركة العامة لموانئ العراق (GCPI). ولم تتمكن الشركة من تنفيذ العقد بالكامل لأنها واجهت، حسب ادعاءاتها، عدداً من العقبات غير المتوقعة، منها عدم قدرتها على تجنيد العمال، وقيام السكان المحليين بالاعتراض على الشاحنات والمركبات الثقيلة، والأخطاء التي تضمنتها كشوفات التربة التي أنجزتها شركة الموانئ العراقية.

وقدمت الشركة شكاوى بهذه الادعاءات إلى غرفة التجارة الدولية مطالبة بالتحكيم لاسترداد التكاليف الإضافية التي تكبدتها بسبب تأخير البناء، كما تقدمت بذات الشكاوى إلى المحكمة في الولايات المتحدة قبل خمس سنوات. وقد رد العراق على الشكوى بطلب الغاء قرار التحكيم بناءً على الحصانة السيادية، واعتبار شركة الموانئ كياناً منفصلاً ولا يعّد عمله جزءاً من الدولة العراقية، وبالتالي لا ينبغي أن تكون الحكومة مسؤولة عن مبلغ التعويض الممنوح لأركيرودون. ورغم قبول المحكمة بهذه الحجة في بداية الأمر، إلّا أنها عادت وقبلت استئناف الشركة ورفضت هذه الحجة معتبرة شركة الموانيء جزءاً من وزارة النقل، التي تعد جزءاً لا يتجزأ من العراق.

 

 

عين على الأحداث

 

ويريدون يلغون القانون

 

أكد خبراء في حقوق الإنسان عن ارتفاع مخيف بحالات العنف الأسري، حيث بلغت الدعاوى المسجلة خلال ثلاث سنوات ما يقارب 54 ألف دعوى، فيما سجل النصف الأول من هذا العام الإبلاغ عن نحو 14 ألف حالة بزيادة قدرها 40 بالمائة عن العام الماضي و22 بالمائة عن العام الذي سبقه. هذا وفي الوقت الذي يعزو فيه المختصون ذلك لاشتداد المصاعب الاقتصادية وارتفاع معدلات تعاطي المخدرات والأمية الثقافية والأبجدية، يُعد العنف الجسدي والجنسي ضد النساء والأطفال الأكثر شيوعاً مما يزيد القلق من مخاطر تفاقمها إذا ما وُئد قانون 188 للأحوال الشخصية، الذي يوفر بعض الحماية للأسرة.

 

ماكو أحسن من الصدکـ

 

رغم مرور أسبوعين على انتشار أنباء تفيد باعتقال شبكة تنصت وابتزاز في مكتب رئاسة الوزراء، ورغم اكتفاء مجلس القضاء الأعلى بوصف المعلومات بعدم الدقة دون أن ينفيها، اقتصر رد الحكومة على الصمت وفصل أحد العاملين في مؤسستها العليا بسبب تبنيه منشوراً مسيئاً لبعض السياسيين. هذا وفي الوقت الذي تشابهت فيه ملابسات هذه القضية مع أخرى سبق وحدثت في قيادات وزارة الداخلية، يتساءل الناس عن جدوى التعتيم على هذه الجرائم وعدم الكشف عنها وعن مرتكبيها وحماتهم، بشفافية تصون سمعة الدولة وأجهزتها، وتقطع دابر استغلال الفضائح في الصراع السياسي وفي تغييب وعي المواطنين.

 

بغداد المجسرات والصور!

 

أعلنت الحكومة عن قرب افتتاح عدد من المجسرات والأنفاق ببغداد لمعالجة قضية الاختناقات المرورية التي باتت مشكلة تؤرق المواطنين على مدى عقدين من الزمن. هذا وفيما حظي قطاع الطرق والإعمار بتخصيصات أعلى من قطاعات إنتاجية مهمة كالزراعة والصناعة، يتساءل الناس عن مدى تحقيق هذه المعالجات المنعزلة عن بعضها لأهدافها في ظل تكاليفها الباهضة وتدني كفاءتها، مذكرين بنصائح المختصين من ضرورة وجود إستراتيجية متكاملة للحل تتضمن تطوير البنى التحتية وتقليص استيراد المركبات وإحياء النقل العام ومكافحة الفساد في مشاريع الإعمار، وعدم الاكتفاء بتوظيف الأمر في الصراعات الانتخابية والسياسية بين متنفذي منظومة المحاصصة.

 

تلاعب أم خطأ مطبعي؟!

 

كشفت الأخبار عن وجود ثلاث نسخ مختلفة من الموازنة، تظهر إجراء تغييرات كبيرة في جداولها، أوصلت الفرق بين النسخة النهائية "المعدلة" وبين تلك التي صادق عليها البرلمان إلى 15 تريليون ديناراً، مما أثار دهشة وسخط المواطنين من حدوث شبهات تزوير في أعلى السلطات وفي أهم القوانين المنظّمة لإدارة البلاد. هذا وفيما قررت رئاسة البرلمان إلغاء فريق التحقيق الذي شكلته اللجنة المالية بالموضوع، تبقى تساؤلات الناس مشروعة عن مصير الأموال التي اختفت ومن قام بالتلاعب بالجداول، وهل يعقل أن يكون تصحيح الأخطاء المطبعية معقدا إلى هذا الحد، إذا كان الأمر مجرد "خطايا" لكتّاب الطابعة!

 

حقوق المرأة وأكاذيبهم 

 

بلغ عدد النساء العاملات في القطاع الخاص 300 ألف وفي القطاع العام 700 ألف، فيما وصلت نسبة البطالة في صفوف النساء ممن هنّ في سوق العمل 92 بالمائة، وسُجل تزايد مريع بانتهاكات حقوق المرأة العاملة كتدني الأجور وغياب المساواة فيها وزيادة ساعات العمل وعدم احترام القوانين والحرمان من تبوء المناصب القيادية والتحرش والابتزاز الجنسي وتقليص حقوق المرأة التي تتصدى لهذه الجرائم. هذا ويؤكد المراقبون على أن هذا التمييز الصارخ، والذي أجبر النساء على التخلي عن العمل رغم حاجتهن له وتمتعهن بالكفاءات اللازمة، يمثل خطوة مبيتة في استراتيجية التجهيل وفرض أنماط متخلفة على المجتمع.

 

 

ص4

 

السياسة الاقتصادية في برنامج الحزب الشيوعي العراقي

حول النهوض بالاقتصاد الوطني

د . عودت ناجي الحمداني

 

إن السياسة الاقتصادية والاجتماعية التي أقرها المؤتمر الحادي عشر للحزب تضع معالجات واقعية لأزمة الاقتصاد العراقي. فالتنمية المنشودة تبقى في حالة شلل بدون عملية تدوير القطاعات الرئيسية في العملية الانتاجية. وبكون الاقتصاد العراقي اقتصاداَ ريعياَ وأحادي الجانب بسبب اعتماده شبه التام على استخراج النفط وتصديره، واعتماد الموازنة العراقية على الواردات النفطية بنسبة 95 بالمئة لذا فإن الحزب في برنامجه يدعو إلى التحول التدريجي من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد الانتاجي.

بعد عام 2003 جرت عملية تغيير جذري في السياسة الاقتصادية للدولة العراقية تمثلت في الانتقال من رأسمالية الدولة الريعية المركزية إلى اقتصاد السوق الرأسمالية الحرة بالتوافق مع القوى الطائفية التي تولت إدارة الدولة.

وهي عملية أطلقتها سلطة الاحتلال تقوم على نهج الليبرالية المتطرفة التي يلخصها برنامج الحزب في تقليص دور الدولة في المجال الاقتصادي وإزالة القيود والضوابط على التجارة الخارجية وعلى انتقال رؤوس الأموال والسلع وخصخصة الشركات المملوكة للدولة مما أدى إلى انهيار الإنتاج الوطني بشكل مروع وبشكل خاص في قطاعي الصناعة والزراعة وإلى تشديد الطابع الريعي والاستهلاكي للاقتصاد العراقي.

إن اقتصاد أي بلد من البلدان سوف يبقى اقتصاداَ مقعداَ ولا جدوى منه ويدور في حلقة مفرغة وتتعمق أزمته وتداعياتها المدمرة على الأسعار السلعية واستقرار الأسواق والحياة المعيشية إن لم تجر عملية إصلاح فعالة ومتناسقة للقطاعات الاقتصادية والنهوض بها لتحقيق التنمية المرجوة. ويؤكد برنامج الحزب أن هذه العملية تتطلب إعادة الفاعلية للاقتصاد من خلال خطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل، تهدف إلى تحديث قاعدة الاقتصاد الوطني وتغيير طابعه الريعي والأحادي الجانب ودمج القطاع النفطي بالاقتصاد الوطني وإخضاعه لمتطلبات التنمية وتحديد نسب معينة من الواردات النفطية لتطوير القطاعات الاخرى.

وفي هذه العملية يطالب الحزب في برنامجه بتفعيل قطاع الدولة وتحديثه وإصلاحه اقتصادياً وإدارياً وتشجيع القطاع الخاص المحلي ومبادراته. ويحث الدولة على تقديم الدعم الحكومي للقطاعات الاقتصادية وإعطائها الأولوية في العطاءات والعقود والاستثمار بما يستجيب لحاجات الاقتصاد الوطني وتطوره المتوازن.  ويقف الحزب ضد بيع ممتلكات الدولة وضد خصخصة المؤسسات والشركات المملوكة للدولة ذات الجدوى الاقتصادية، ويطالب بإعادة تأهيلها بدلاً من خصخصتها، كما يرفض وصفة المؤسسات المالية الدولية المتمثلة بصندوق النقد الدولي وآلية السوق الرأسمالية لحل المشكلات الاقتصادية التي تواجهها بلادنا. ويدعو إلى التدخل النشط للدولة واستعادة دورها التنموي وتنشيط دور القطاع الخاص كقطاع وطني يعمل في إطار خطة وطنية شاملة. ويشير البرنامج إلى أن هذا الإصلاح يتطلب عدداَ من الإجراءات الضرورية من بينها تحديث وتوسيع القطاع المصرفي بشقيه الحكومي والخاص والتنسيق بين السياستين المالية والنقدية وإلغاء نافذة بيع العملة في البنك المركزي والمحافظة على البطاقة التموينية ووضع حد أدنى للأجور والاهتمام بحقوق المتقاعدين ومعالجة أزمة السكن الخانقة.

إن فاعلية الاقتصاد وتطوره المستقبلي يرتبط بمدى النهوض بالقطاعات الاقتصادية وفاعليتها وقدرتها على تحقيق مستويات إنتاجية عالية.

وقد تناول برنامج الحزب بشكل مفصل قطاعات الاقتصاد العراقي المتمثلة في القطاع النفطي والاستخراجي وقطاع الطاقة والكهرباء وقطاعي الصناعة والزراعة وقطاع التجارة الداخلية والخارجية وقطاع السياحة وقطاع التشييد والإعمار.

ففيما يتعلق بالقطاع النفطي والاستخراجي يؤكد البرنامج على أن يبقى هذا القطاع ملكية عامه للدولة وتحويله من قطاع مهيمن ومصدر للعوائد المالية إلى قطاع منتج للثروات.

أي دمجه في الاقتصاد الوطني وتحديد نسبة معينة من عائداته المالية لتطوير القطاعات الأخرى. ويشير البرنامج أن تطوير هذا القطاع يتطلب بناء المصافي النفطية التكنولوجية وإعادة تأهيل المنشآت النفطية والتوسع بصناعة البتروكيماويات والاستغلال الأمثل للحقول النفطية والغازية.

وبالنسبة إلى قطاع الكهرباء الذي يشكل المعضلة الكبرى في الأزمة العراقية المزمنة التي يعيشها المجتمع العراقي، فإن البرنامج يدعو إلى تطوير حقول استخراج الغاز والاستفادة من الغاز المصاحب لإنتاج الطاقة الكهربائية وتجديد وتطوير المحطات الغازية المستخدمة من قبل وزارة الكهرباء، وتنويع مصادر الطاقة وتطوير عمليات إنتاجها بما فيها الطاقة الشمسية.

أما قطاع الصناعة وهو القطاع الذي يشكل العمود الفقري للصناعة الوطنية ويعكس مدى تطور الاقتصاد ونهضته الحضارية فيشير البرنامج إلى أن هذا القطاع يعيش حالة من التدهور والعجز الانتاجي لأسباب مختلفة ومنها عدم اهتمام الدولة بالصناعة الوطنية وتوجهها نحو الخصخصة والاعتماد على الاستيراد الخارجي. ولأجل تأهيل هذا القطاع باعتباره قطاعاَ رئيسياَ من القطاعات الانتاجية فان برنامج الحزب يطالب بإحداث نقله نوعية للنهوض بواقع الصناعة العراقية ويدعو الدولة لتقديم الدعم اللازم للمشاريع الصناعية ذات المكوِّن التكنولوجي وإعادة تأهيل المنشآت الصناعية والمعامل العائدة للدولة، وإصلاحها إدارياً واقتصادياً لكي تحقق مردوداَ اقتصادياَ يساهم بقدر أكبر في الناتج المحلي الإجمالي.

كما يدعو إلى الوقوف بوجه المساعي الرامية إلى بيعها أو خصخصتها، ويؤكد البرنامج على ضرورة تأمين تنمية متوازنة بين القطاعين الصناعي والزراعي ومختلف القطاعات الأخرى وإيلاء اهتمام خاص بصغار المنتجين من كسبة وحرفيين وأصحاب ورش صناعية صغيرة، ومساعدتهم على النهوض بمشروعاتهم الاقتصادية نظرا للدور الذي يمكن أن تنهض به هذه المشروعات في زيادة الإنتاج وتلبية جزء من حاجات الأسواق المحلية، ويدعو إلى دعم القطاع الخاص المحلي ومنحه التسهيلات التي تطمئنه وتشجعه على الاستثمار الصناعي.

وفيما يخص القطاع الزراعي فيشير البرنامج لكي يحقق القطاع الزراعي أهدافه فلا بد من تفعيل دوره في الاقتصاد الوطني لتحقيق الأمن الغذائي من خلال استصلاح الأراضي وإعادة النظر في قوانين الزراعة والإصلاح الزراعي، وتمليك الأراضي التي وزعت على الفلاحين وفق القانون رقم 30 لسنة 1958، والقانون رقم 117 لسنة 1970، وتمكين الفلاحين والمزارعين من زراعة أراضيهم والاهتمام بتطوير إنتاجيتها كماً ونوعاً، وذلك باستخدام المكننة المتطورة والأسمدة العضوية والكيماوية واعتماد الأساليب العلمية في الزراعة والري. ويؤكد البرنامج على حماية المنتج النباتي والحيواني المحلي، وترشيد عمليات الاستيراد والعناية ببساتين النخيل وأشجار الفواكه.

والاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية والسمكية ومكافحة التصحر وتطوير مناطق الغابات الطبيعية والاصطناعية.

أما قطاع التجارة فان برنامج الحزب قبل أن يضع المعالجات لهذا القطاع الآخذ في التدهور فإنه يطالب بإيلاء اهتمام خاص لمراقبة المستوردات من مواد البطاقة التموينية لما تعانيه من فساد كبير ويطالب بتنويع وتحسين مفرداتها. ولأجل ضمان توفر السلع والمواد الضرورية ووصولها إلى المواطنين وإلى الفئات الفقيرة بأسعار مناسبة يدعو البرنامج إلى تنظيم الأسواق التجارية وتأهيل الأسواق المركزية كما يدعو إلى تقديم الدعم للنشاطات الإنتاجية القادرة على التصدير وتفعيل قانون حماية المنتج الوطني.

وفيما يخص قطاع السياحة فإن برنامج الحزب يعتبر هذا القطاع من القطاعات المولدة للدخل ولهذا يدعو إلى وضع استراتيجية شاملة لتطوير هذا القطاع الهام وتطوير السياحة الدينية نظراً لما توفره من فرص عمل تساعد في الحد من البطالة وتوفير مصادر مالية للدولة.

كما يدعو للاهتمام بالسياحة الطبيعية وبضمنها الأهوار والبحيرات والمصايف والمحميات، وإدارة مرافقها من قبل الدولة بالاستفادة من خبرات القطاع الخاص. 

وبالنسبة إلى قطاع التشييد والإعمار فيطالب برنامج الحزب الدولة ببذل المزيد من الاهتمام بهذا القطاع باعتباره قطاعاَ للمواد الإنشائية وشركات مقاولات الدولة ليساهم بفعالية في تنفيذ مشاريع التشييد والإعمار وإنشاء السدود واستصلاح الأراضي والمجاري ومشاريع إسالة المياه. وهذا يتطلب إعادة تأهيل هذا القطاع الحيوي لتنفيذ اعماله بالمواصفات العالمية.

ويدعو البرنامج إلى تشجيع الاستثمار الحكومي والخاص في مشاريع إنتاج وتطوير المواد الإنشائية وحماية الشركات والمؤسسات الحكومية من مشاريع الخصخصة، والعمل على تطويرها وتشجيع البنوك الحكومية والأهلية للاستثمار بهذا القطاع الهام.      

إن سياسة الحزب الشيوعي تؤكد على ضرورة أن توجه الدولة اهتمامها نحو تنويع مصادر الدخل من خلال إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية والنهوض بها وزيادة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي من أجل تقليص الاعتماد شبه التام على القطاع النفطي والتخلص من المخاطر التي يفرضها الاعتماد على النفط. ويشير برنامج الحزب إلى أن تفكيك الأزمة الهيكلية للاقتصاد العراقي يتطلب إعادة هيكلته على أسس جديدة تخرجه من طابعه الريعي وتطوير قطاعاته الانتاجية واصلاح النظام الضريبي والمالي وتحويل المؤسسات الحكومية المتلكئة والخاسرة إلى القطاع المختلط بدلاً من خصخصتها. ولا بد من تهيئة مناخ الاستثمار الخصب القادر على جذب الاستثمار الاجنبي والوطني لدعم العملية التنموية والاستفادة من الثورة العلمية والتقنية. وفي هذه العملية تظهر أهمية تفعيل دور القطاع الخاص والاستفادة من قدراته المالية والإدارية والتكنولوجية في تعزيز الانتاج الوطني مما يوفر فرص عمل كثيرة ومتنوعة لتشغيل أعداد كبيرة من الطاقات والكفاءات العاطلة ومعالجة مشكلة غسيل الأموال معالجة جذرية لكونها تشكل تحدياَ خطراَ يواجه التطور الاقتصادي.

وأن هذه الخطوات المهمة ستؤول إلى الفشل إن لم تدعمها خطوات إصلاح جذرية لأجهزة الدولة الإدارية والرقابية وإزاحة مافيات الفساد وتطهير الإدارة من المحسوبية الطائفية والحزبية.

وفي ضوء ما تقدم فان عملية الاصلاح يجب أن تحقق التوازن في عملية التنافس بين القطاعين العام والخاص، وفسح المجال امام مبادرات القطاع الخاص من أجل مشاركته في تعبئة الموارد المحلية اللازمة للتنمية المنشودة. وتوجيه الإنفاق العام نحو دعم البنى الأساسية والمنشآت الاقتصادية ذات الأهمية الاستراتيجية وتطوير السوق المالية المحلية وتشجيع حركتها بما يدعم تنمية القدرات الإنتاجية.

إن الإصلاح المنشود ينبغي أن يكون خياراَ وطنياَ وبالمقاسات الوطنية وألا يفرض من الخارج وألا يكون من رؤية صندوق النقد والبنك الدوليين، ولا من منطلق التكيف مع المصالح الإقليمية التي تسعى إلى تخريب الصناعة الوطنية والزراعة العراقية والثروة السمكية وإعاقة الجهود الوطنية للنهوض بهذه القطاعات الحيوية من أجل أن يبقى العراق سوقاَ لتصريف المنتجات الاجنبية.

 إن خروج البلد من نفق الأزمة يتطلب برامج استراتيجية واضحة المعالم  وفق سقوف زمنية تتبنى سياسة تنويع مصادر الدخل الوطني وتنمية القطاعات الأساسية وضبط موارد المنافذ الحدودية والكمارك واعتماد الضريبة التصاعدية وإنشاء الصناديق السيادية ومراجعة مسألة الرواتب العالية والمخصصات والامتيازات وتخفيضها خصوصاَ مخصصات وامتيازات الرئاسات الثلاث والدرجات العليا وتشريع قانون عادل ومنصف و موحد للرواتب والتصدي الناجع للفساد، واسترداد الأموال المنهوبة ومراجعة عقود التراخيص بما يضمن مصالح العراق ويؤمن تجنيبه تبعات التذبذب في أسعار النفط  والتدقيق في عمل نافذة بيع العملة في البنك المركزي، ووضع حد لحالات الفساد وتسرب الأموال إلى الخارج، ومعالجة قضية استيراد المشتقات النفطية حيث تتوفر في العراق كافة مستلزمات الصناعات البتروكيماوية التي توفر إمكانية كبيرة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاجها  وتركيز الاعتماد على القوى الذاتية.

ولا بد من توفير شروط أفضل لزيادة انتاج المنتجات ذات الاستهلاك الشعبي لتغطية الاحتياجات المتنامية والاهتمام بزيادة إنتاج السلع التصديرية التي يمتلك العراق ميزة نسبية في إنتاجها خاصة في الصناعات البتروكيمياوية وصناعة تصفية النفط وتطوير باقي الانشطة الصناعية والزراعية، واتباع سياسة نقدية ومالية مناسبة لمكافحة التضخم وتخفيض معدلات البطالة وإعادة توزيع الثروة بطريقة تقود إلى تقليص الفجوة الاجتماعية العميقة.

ونستنتج من ذلك أن معالجة الأزمة في هيكلية الاقتصاد العراقي تتطلب عملية اصلاح جذري لإنقاذ الاقتصاد من الاختلالات العميقة وفق رؤية وطنية وواقعية بعيدة عن النظريات الغربية التي أثبتت الحياة عدم جدواها والتي لا تؤدي الا إلى تخريب الاقتصاد وإدخاله في حلقة مفرغه لاستدراج البلد إلى مستنقع الديون الخارجية.

 

 

وقفة اقتصادية

الصناعات الغذائية

دعامة الأمن الغذائي

 

إبراهيم المشهداني

 

يعد العراق من البلدان الأساسية الحاضنة لعوامل الإنتاج الزراعي رغم ما فيه من أزمة الوفرة المائية، ومشاكل داخلية وخارجية، ولكن يمتلك أراضي خصبة واسعة ما تجعله مؤهلا لخلق طفرة صناعية في مجال المنتجات الغذائية تمكنه من حل واحدة من الإشكاليات الإنسانية المتصلة بظاهرة الفقر التي تطحن عشرة ملايين عراقي ممن يقيمون تحت خط الفقر إذا ما أحسن إدارة تلك العوامل.

وهذا الموضوع يكتسب أهميته في الوقت الحاضر نظرا لتوجه البلد منذ عشر سنوات إلى استيراد مختلف أنواع المنتجات الغذائية من الخارج مما يترك آثاره السلبية من نواح عدة يأتي في مقدمتها هروب العملة الصعبة الآتية من الريوع النفطية بالإضافة إلى المخاطر الصحية الناشئة عن استيراد مواد غذائية من دول مشكوك في اهتمامها بمراقبة منتجاتها الغذائية وخاصة منتجات اللحوم مما يجعلنا في قلق دائم من سلامة هذه الأغذية لعدم توفر القدرة الكافية لدى أجهزتنا الرقابية على فحص هذه الأغذية والتأكد من صلاحيتها.

ومن المؤسف أن العراق برغم عراقة إنتاجه الكثير من المحاصيل الزراعية فان الإهمال الذي رافق الصناعات الغذائية بعد عام 2003 وما قبلها خلال فترة الحصار أدى  إلى تفاقم استيراداته من المنتجات الغذائية من دول الجوار ودول بعيدة نسبيا كالهند حتى أصبح ميزانه التجاري سالبا إذا استثنينا تصدير البترول والأمثلة كثيرة كالتمور واللحوم المصنعة وبيض المائدة والزيوت النباتية والطحين وملح الطعام وغيرها من الأطعمة التي تتوفر في العراق بكثرة ولكن مصيرها التلف بسبب عدم الاهتمام بتصنيع هذه المنتجات التي إذا توفرت الإرادة الحكومية فإنها ليست كافية لسد حاجة العراق  فقط وإنما تصديرها لكثير من البلدان الشقيقة والصديقة .

  والحديث عن الصناعات الغذائية يضعنا وجها لوجه مع موضوع الأمن الغذائي وهو من الاستراتيجيات التي تشكل اهتمام معظم دول العالم الغنية منها والفقيرة على حد سواء فالمجاعة آفة اجتماعية تهدد الكثير من البلدان التي لم تهيئ نفسها لمواجهة الظروف المناخية الصعبة التي كثيرا ما تتعرض لها نتيجة للجفاف أو الفيضانات والعوامل المناخية المفاجئة، اليابان وإندونيسيا مثالا، وعشرات من الدول الإفريقية التي تعتاش على صدقات دول العالم ومنظمات الأمم المتحدة

كما أن بروز مشكلة النازحين هي موضوع جدلي يضاف إلى تردي الصناعات الغذائية مما  يتعين تأمين الأمن الغذائي لهم، فعلى سبيل المثال  في بغداد 60 الف عائلة نازحة ومن ضمنها آلاف الأطفال الذين هم بأمس الحاجة إلى توفير الغذاء الذي يتناسب مع حاجتهم العمرية، ومن هنا تأتي أهمية وجود استراتيجيات طوارئ مع الإشارة إلى  أن وزارة الزراعة قد مثالا، سبق أن أعدت الإحصاء الرقمي للماشية الموجودة ونجحت في هذا المشروع الذي كان معدا من قبل منظمات الامم المتحدة وقد أفاد هذا المشروع في المعرفة بكمية المواشي وكمية المذبوح وأيضا عملية التلقيح الصناعي .

إن ذلك كله متوقف على وضع استراتيجية واضحة ومحددة الأهداف من خلال اتخاذ الإجراءات التالية:

  1. تقديم المزيد من التسهيلات إلى أصحاب المعامل والمصانع التي تنتج المواد الغذائية على أنواعها وحثهم على توسيع استثماراتهم في هذه الصناعات من خلال منحهم القروض الميسرة وتقسيطها على فترات متباعدة مع إعفائهم من الرسوم والضرائب لفترات معقولة حتى تتوفر لديهم القدرات المالية الضرورية لدفع ما يترتب عليهم من الرسوم والضرائب.
  2. رفد المصانع الحكومية بالملاكات البشرية القادرة على إدارة العملية الإنتاجية والتي تمتلك خبرات كافية اكتسبتها في الداخل والخارج مع منحهم الحوافز التشجيعية.
  3. العمل على تحسين ظروف العاملين المعيشية وتأمين الاستقرار الوظيفي لهم والتعجيل بإصدار قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي. وتهيئة الظروف الصحية المناسبة للعاملين وحل مشكلة السكن عن طريق بناء مجمعات سكنية لائقة وقليلة الكلفة قرب المصانع.
  4. تفعيل دور جهاز التقييس السيطرة النوعية بإجراء الفحوصات المنتظمة وإجراء الاختبارات على نوعية وجودة المنتجات والتأكيد على فترة الصلاحية وتواريخ النفاذية لتلك المنتجات بغية تشجيع الطلب المحلي.

 

ص5

 

تربّح فاحش على حساب أوجاع الناس

أطباء يواصلون تشفير «الوصفات»

ومعنيون يقترحون حلولا

 

متابعة – طريق الشعب

 

في منطقة الحارثية وسط بغداد، وفي عيادة صغيرة تتألف من غرفة انتظار وأخرى للطبيب إلى جانب مختبر للتحليلات المرضية، جلس حامد ينتظر دوره بفارغ الصبر. فقد كان يعاني آلاما حادة في ظهره، وكل ما يريده هو وصفة دواء تخفف من معاناته.

نودي على اسمه، فدخل إلى غرفة الطبيب على أمل الحصول على العلاج المناسب، لكن ما لم يكن يعلمه هو أن تلك الوصفة، التي كتبها له الطبيب بخط غير مفهوم ومشفّر، ستقوده إلى صيدلية بعينها، حيث ينتظره دفع مبلغ باهظ لا يقوى على تحمله، مقابل بضعة أدوية. فهو لم يكن يتوقع أن خلف تلك الورقة الصغيرة يكمن اتفاق خفي بين الطبيب وصاحب الصيدلية.. اتفاق يضمن لهما مكاسب طائلة، بينما هو يتجرع مرارة الألم والعجز!

هكذا أصبحت “الوصفات الطبية المشفرة” فخًا ينصبه بعض الضمائر المريضة في بلد تتزايد فيه الصفقات المشبوهة على حساب صحة المواطنين.

وتشفير الوصفات الطبية من الوسائل والطرق التي يتخذها الكثير من الأطباء والصيادلة للتربح، وحصر البيع في الصيدليات التابعة لهم، ما يجعل المريض مضطراً لشراء الدواء من مكان محدد وبسعر مرتفع من دون أن يستطيع الاعتراض على ذلك.

ورغم الحديث الكثير عن هذه الظاهرة الاستغلالية، بين أوساط المجتمع وعبر وسائل الإعلام، وبالرغم من معرفة الجهات الحكومية بالأمر، إلا أن القضية بقيت خارج السيطرة، وكأنها معضلة لا يمكن حلها!

ممارسة غير قانونية

عضو لجنة الصحة في البرلمان باسم الغرابي، يصف ظاهرة “الوصفة الطبية المشفرة” بأنها ممارسة غير قانونية.

ويقول أن “هناك أطباء، وبالتعاون مع صيدليات محددة، يعمدون إلى تشفير الوصفات الطبية التي يكتبونها للمرضى. ونتيجة لهذا الاتفاق، لا يستطيع المرضى صرف الأدوية إلا في الصيدلية المعنية، ما يؤدي إلى تحقيق الأطباء وشركائهم الصيادلة، مكاسب مالية غير مشروعة تصل إلى ملايين الدنانير”.

ويشير الغرابي في حديث صحفي، إلى ان “هذه الممارسات غير القانونية يجب أن تتوقف فورًا”، مضيفا أنه “تم الاتفاق خلال اجتماع مع نقابتي الصيادلة والأطباء على توجيه الكوادر الطبية بالامتناع عن كتابة وصفات غير واضحة، وبضرورة أن تكون جميع الوصفات مطبوعة وواضحة”.

ويدعو الغرابي، المواطنين إلى “توثيق أي حالات مشابهة وإرسالها، كلما أمكن، إلى لجنة الصحة أو نقابتي الصيادلة والأطباء، لضمان اتخاذ إجراءات قانونية حازمة ضد المخالفين. مؤكدا أنه “تم إبلاغ وزارة الصحة ومدير عام التفتيش، بهذه الممارسات، لغرض مراقبتها. فالرقابة الحالية غير كافية”.

ويلفت إلى أن “لجنة الصحة تدرس التحول إلى الوصفات الطبية الالكترونية، لضمان الشفافية والحد من ظاهرة الوصفات المشفرة”، مشددًا على “أهمية تسجيل جميع الأدوية في وزارة الصحة ووضع أرقام تسلسلية وباركودات عليها، لتتبع دخولها وخروجها، ومنع التلاعب بها، ضمانا لسلامة المرضى”.

 

ماذا عن أخلاقيات ممارسة المهنة؟!

من جانبها، تشير الصيدلانية ندى عامر، إلى أن “الاتفاقيات بين بعض الأطباء والصيادلة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. فالأمر متعلق أساسا بمدى التزام هؤلاء بأخلاقيات ممارسة المهنة، والتي يكاد بعض ضعاف النفوس ينساها”.

وتضيف في حديث صحفي قائلة أن “الموضوع يتجاوز الوصفة المشفرة، ويتعدى إلى كتابة أدوية غير ضرورية للمرضى في إطار سياسة التخادم بين شركات الأدوية والصيدليات والأطباء”.

وتوضح أن “السيطرة على هذه الظاهرة لا يمكن أن تتم دون اعتماد نظام إلكتروني، يقوم من خلاله الأطباء بإدخال الحالات التشخيصية لمرضاهم والوصفات المصروفة لهم، لتتم متابعة المُدخلات عبر منصة مركزية يشرف عليها فريق طبي متخصص في وزارة الصحة”، لافتة إلى أن “موضوع الوصفة المشفرة قد تجاوزه بعض الأطباء إلى كتابة أدوية بأسماء أخرى، لا يفهمها الا أصحاب الصيدليات المتفق معهم”!

 

 

أهالي بسماية مصدومون من أجور قوائم الكهرباء!

متابعة – طريق الشعب

 

أثارت قوائم أجور الكهرباء التي وصلت إلى شقق مجمع بسماية السكني، لشهري تموز وآب الماضيين، سخط الأهالي وريبتهم. حيث جاءتهم بأرقام تتراوح بين ضعفين و5 أضعاف المبالغ المعتادة – حسب ما أفادت به وكالات أنباء. وما أثار الشكوك أكثر، هو أن هناك مبالغ مرتفعة سجلت على شقق خالية، بسبب سفر أصحابها. فيما تؤكد صفحات على وسائل التواصل، متخصصة في طرح مشكلات المجمّع، عدم وجود قراءات فعلية لعدادات الكهرباء، وأن الأمر يتم عبر تقديرات اجتهادية!

وتنقل وكالات أنباء عن أحد ممثلي أهالي بسماية، قوله أن “قوائم الكهرباء وصلتنا مقدرة باجتهادات شخصية. إذ يتم تقدير الأجور بشكل عشوائي”، مضيفا أن “هناك شقة خالية بسبب سفر سكانها، جاءت قائمتها بمبلغ 40 ألف دينار. كما أن هناك مئات القوائم حملت أرقاما غير منطقية”.  ويلفت عدد من السكان في تعليقاتهم على صفحات التواصل الاجتماعي، إلى أن القوائم كانت تأتيهم كل شهرين بمبالغ تتراوح بين 17 و20 ألف دينار، إلا ان القوائم الأخيرة جاءتهم بمبالغ مضاعفة، تتراوح بين 80 و100 ألف دينار لشهرين.  وينفي المعلقون أن تكون زيادة الأجور نتيجة لارتفاع حرارة الجو وزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بفعل تشغيل أجهزة التبريد، مؤكدين أن قوائم شهري نيسان وأيار كانت بمبالغ معقولة، رغم تشغيل أجهزة التبريد في هذين الشهرين، نظرا لارتفاع حرارة الجو.   ويؤكد العديد من ممثلي المجمع انهم سيتوجهون إلى هيئة النزاهة ويقدمون لها بلاغات بهذه الشأن.

 

 

أكوام نفايات عند أرصفة الوشاش

 

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

 

يشكو أهالي منطقة الوشاش في بغداد، من تراكم النفايات إلى جوار أرصفتهم، لا سيما عند الفتحة المجاورة للحي الصناعي، مبينين أن منظر الأزبال صار مألوفا لديهم، اعتادوا على رؤيته يوميا، دون معالجات حقيقية من قبل الجهات المعنية.

وذكر عدد من الأهالي لـ”طريق الشعب”، أن سبب تراكم النفايات هو عدم توفر حاويات كافية لجمعها، إضافة إلى عدم رفعها بانتظام من قبل البلدية، مشيرين إلى أنه ما أن تهب رياح حتى تتطاير النفايات وتتناثر في الطرقات وقرب المنازل، مخلفة روائح كريهة وأضرارا بيئية وصحية.   

وطالب الأهالي بلدية المنصور بمعالجة هذه المشكلة، من خلال توفير حاويات كافية لجمع النفايات، وإرسال الكابسات إلى المنطقة بشكل منتظم، مؤكدين أن أكوام النفايات باتت بؤرة للحشرات والقوارض ومأوى للحيوانات السائبة.

فيما لفت بعضهم إلى انه بعد بقاء النفايات فترة طويلة على الأرض، يأتي عدد من أصحاب الستوتات ليقوموا برفعها، لكن مقابل مبالغ مالية يستوفونها من المواطنين! 

 

 

أطلقتها تربية ديالى

مبادرة تطوعية لتقوية

مهارتي القراءة والكتابة لدى التلاميذ

 

متابعة – طريق الشعب

 

أطلقت مديرية تربية ديالى أخيرا مبادرة تطوعية لتقوية مهارات التلاميذ في القراءة والكتابة والاستيعاب، ممن يعانون صعوبات في ذلك. وبدأت المديرية بتطبيق هذه المبادرة في بعقوبة والخالص وجلولاء. 

وتُعبر المديرية عن قلقها من ضعف تلك المهارات لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، والذي جاء بسبب ظروف معقدة مرت على المحافظة في الأعوام الماضية، ومنها الحظر الصحي خلال فترة كورونا، الذي تحوّل فيه التعليم إلى النظام الالكتروني.

يقول مدير الإشراف التربوي في تربية ديالى، حسن نامق، ان “المبادرة، وأطلقنا عليها عنوان (القراءة أساس التعليم)، تمت بموافقة أولياء أمور التلاميذ. وانها ستشمل المراحل من الأول إلى الخامس الابتدائي”، موضحا في حديث صحفي أن عددا من المعلمين الأكفاء تطوعوا في تقديم الدروس المجانية للتلاميذ.

من جانبه، يقول مدير “مدرسة السموأل” الابتدائية في قضاء الخالص، وراعي المبادرة في القضاء، محمد صادق جراد، أن “المبادرة تأتي لمعالجة ضعف القراءة والكتابة لدى التلاميذ، والذي يُعد من المشكلات التي تعانيها مدارسنا”.

وفيما دعا إلى تعميم المبادرة في جميع مناطق البلاد، أكد أن “هناك تعاونا كبيرا من الأهالي والتلاميذ، وأن المبادرة استقبلت في قضاء الخالص حتى الآن نحو 280 تلميذا، والأعداد في تزايد”.

 

 

مُرقع بصفائح رقيقة!

أهالي عفك قلقون من الجسر القديم

 

متابعة – طريق الشعب

 

بالرغم من تعهد البلدية بإنشاء جسر جديد يربط بين ضفتي “نهر عفك” المتفرع عن نهر الفرات في قضاء عفك شمال شرقي الديوانية، إلا ان الأهالي لا يزالون قلقون من الجسر القديم الذي يقع في مركز المدينة.

وبات هذا الجسر متهالكا، وأرضيته مرقعة بصفيح رقيق، بعضه مصاب بانحناءات وتثلمات، ما يضر بإطارات المركبات، ويؤذي المارة الذين كثيرا ما تعلق أقدامهم بالصفائح المتضررة. 

يقول المواطن محمد الحمزاوي، أن “هذا الجسر بات مؤذياً لجميع أهالي القضاء، وسبب أضرارا لكثير من المركبات، ومنها سيارتي”، مبينا في حديث صحفي، أن “الجسر سبق ان تمت صيانته من قبل دائرة الطرق والجسور، لكن بشكل ترقيعي وبدائي. فقد استخدموا في الصيانة حديد الأبواب والكاونترات القديمة”!

أما المواطن حسن لفتة، فيقول: “بتنا نخشى العبور من هذا الجسر. لكننا مضطرون إلى ذلك بسبب عدم وجود بديل”، مضيفا بسخرية أن “أفقر مدن العالم ليس فيها شوارع وجسور متهالكة مثلما في قضاء عفك”!

من جانبه، يدعو مدير الطرق والجسور في عفك، علي خليبص، المواطنين إلى الصبر قليلا لحين إنشاء الجسر الجديد، مبينا في حديث صحفي أنه “أكملنا كافة المخططات الخاصة بالجسر من مديريتنا ودائرة التخطيط. والمشروع اليوم في طور الإعلان والإحالة ضمن مشاريع المناطق الأشد فقرا”.

ويوضح أن “الجسر الجديد سيكون بمواصفات عالية وبعرض 18 متراً. أما الجسر القديم، فسيتم نقله إلى مناطق أخرى في القضاء”.

 

 

اكول

 

لماذا

يا تربية الرصافة الثانية؟!

 

محمد قاسم عناد

 

إلى وزارة التربية ومديرية تربية الرصافة الثانية واللجنة الفرعية – قسم الامتحانات..

هل  من المعقول يا سادة يا مسؤولون ان يمتحن الطلبة من أبناء منطقة العبيدي شرقي بغداد، امتحانات الدور الثاني في مدارس بسماية؟!

أتعلمون كم يعاني هؤلاء لكي يصلوا إلى المركز الامتحاني؟ اتعلمون كم ينفقون من المال كأجور نقل للوصول إلى بسماية ومعظمهم من أبناء العائلات الفقيرة، ناهيك عن طول المسافة ومشقة الطريق؟!

وبسبب بعد المسافة، غالبا ما يصل الطلبة إلى المركز الامتحاني متأخرين نحو نصف ساعة أو أكثر. فما ذنبهم لكي ترموهم في هذه المنطقة البعيدة، بينما هناك مراكز امتحانية في العبيدي وفي المناطق القريبة منها، كان يمكن أن يمتحنوا فيها؟!

 

 

زقاق في مدينة الشعب بلا كهرباء منذ أسبوع!

 

بغداد – طريق الشعب

 

يشكو أهالي الزقاق 86 – المحلة 339 في حي الصحة بمدينة الشعب شرقي بغداد، من تكرار أعطال محولة الكهرباء التي تغذي زقاقهم.  ووفقا لما ذكره عدد من أهالي الزقاق لـ”طريق الشعب”، فإن وحدة الصيانة التابعة إلى دائرة الكهرباء، ما أن تقوم بتصليح العطل، حتى يتكرر بعد يوم أو يومين كأقصى حد، مؤكدين أن عمال الصيانة لا يصلّحون العطل إلا بعد أن يدفع لهم الأهالي مبلغا ماليا يصل إلى 50 ألف دينار!  وذكر الأهالي ان المحولة تعطلت قبل أكثر من أسبوع، وقامت وحدة الصيانة بتصليحها، ولمجرد مغادرتها المكان تعطلت مجددا، مرجعين سبب تكرار الأعطال، إلى الأحمال الزائدة والتجاوزات على الشبكة الكهربائية. ولفتوا إلى أنهم حاليا يعتمدون على كهرباء المولدة الأهلية. فيما استغل صاحب المولدة الأمر، فقام بزيادة سعر الأمبير إلى 14 ألف دينار، مع تقليل الجهد الكهربائي (الفولتية). وطالب أهالي الزقاق، دائرة الكهرباء بإيجاد حل جذري لهذه المحولة التي ترهقهم أعطالها صيفا وشتاء.

 

 

حوادث الدهس كثرت

جسور مشاة متهالكة تثير استياء أهالي الكوت

 

متابعة – طريق الشعب

 

يواجه أهالي مدينة الكوت صعوبات ومخاطر جمة عند عبورهم الشوارع الرئيسة، بسبب قلة جسور المشاة وتهالك ما موجود منها. وكثيرا ما يطالب الأهالي بإنشاء جسور إضافية وإعادة تأهيل الجسور المتضررة، لتلافي تكرار حوادث الدهس التي ازدادت نسبتها، مشددين على أهمية إيجاد حل عاجل لهذه المشكلة، لا سيما مع قرب حلول العام الدراسي الجديد، ووقوع العديد من المدارس على الطرق السريعة. ويقول مواطن في حديث صحفي، أنه بسبب عدم توفر جسور مشاة في الكثير من أجزاء الطرق السريعة، يضطر الناس إلى العبور سيرا والمخاطرة بأنفسهم وسط السيارات المسرعة، مبينا أنه قبل فترة تعرضت عائلة كاملة مؤلفة من 4 أفراد، إلى حادث دهس اثناء عبورها أحد الشوارع الرئيسة. من جانبه، يقول مدير بلدية الكوت حمزة الزراني، أن الحكومة المحلية بدأت بصيانة الجسور المتضررة، وأنها ستشرع بإنشاء جسور أخرى جديدة خلال الأيام المقبلة، مبينا أن “وجود الجسور ليس كافيا. إذ يتطلب من المواطن أيضا التحلي بثقافة استخدام تلك الجسور بدلا من عبور الشارع سيرا والمخاطرة بحياته”. ويشير الزراني في حديث صحفي، إلى ان “مدينة الكوت فيها حاليا 10 جسور مشاة، ومن المقرر أن يتم في الفترة المقبلة إنشاء 7 جسور إضافية”.

 

مواساة

 

  • تتقدم اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي/ اللجنة المحلية في واسط، بخالص التعازي والمواساة للرفيق يحيى باقر الحيدري بوفاة شقيقته ام كنعان، زوجة الاستاذ عبد الرزاق عمران القرغولي.

الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لأسرتها الكريمة.

  • ينعى اتحاد نقابات العمال في النجف نائب رئيسه سعد ساجت غالي البديري (أبو علي)، الذي توفي بعد صراع مرير مع المرض.

للفقيد الذكر الطيب ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

 

 

ص6

 

النرويج قد تسحب استثماراتها من الكيان الصهيوني

مع بدء العام الدراسي الجديد

 عودة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين

متابعة – طريق الشعب

 

لم تسفر المفاوضات الجارية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بوساطة مصرية وقطرية وامريكية عن شيء، فيما يأن الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة وبقية المدن المحتلة تحت القصف الشديد، ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الغاشم مستخدماً كافة وسائل الحرب في سبيل ابادته.

 

عودة الاحتجاجات الطلابية

ومع بدء العام الدراسي الجديد، تظاهر عشرات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، الثلاثاء، خارج جامعة كولومبيا، في ولاية نيويورك الأمريكية، ودخل الطلاب والعاملون الحرم الجامعي عبر نقاط تفتيش أمنية، بينما أُغلقت الأبواب الأخرى بالأقفال.

ويخطّط طلاب وأعضاء بهيئة التدريس في الجامعة، لاستئناف الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، التي هزّت الحرم الجامعي، وأثارت موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، ثم انتشرت في عدة دول أخرى.

وشرعت قيادة الجامعة، بعقد جلسات استماع مع الطلاب بهدف تهدئة التوترات، ووزّعت إرشادات احتجاجية جديدة، تهدف إلى الحدّ من الاضطرابات.

لكن ذلك لم يُثنِ منظمي الاحتجاجات الطلابية عن خططهم لتكثيف تظاهراتهم الطلابية، مع احتمال نصبهم خياما داخل الجامعة، "حتى توافق الجامعة على قطع العلاقات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل" وفق مطالب الطلبة المحتجّين.

 

اعتقال ناشطين

اعتقلت الشرطة الدنماركية و5 اخرين، أمس، الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، بعد مشاركتها في احتجاجات طلابية مناصرة للشعب الفلسطيني.

واقتيدت تونبرغ من داخل الجامعة إلى سيارة الشرطة وهي مقيدة وتضع على كتفيها الكوفية الفلسطينية، حسب لقطات مصورة بثتها مجموعة "طلاب ضد الاحتلال".

وبحسب وكالات أنباء دنماركية، فإن جامعة كوبنهاغن شهدت، أمس، احتجاجا نفذه عدد من الطلاب المناصرين لفلسطين قبل أن تعتقل الشرطة عددا منهم.

ورفضت الشرطة تأكيد هويات أي من المعتقلين، إلا أن المقاطع المصورة التي بثتها المجموعة الطلابية تظهر لحظات اعتقال الناشطة السويدية من الجامعة.

 

تعليق 30 رخصة سلاح

قوبل قرار بريطانيا تعليق بعض مبيعات الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي بجدل واسع، إذ اتهم بعض السياسيين وجماعات ضغط حكومة حزب العمال بالتخلي عن إسرائيل، بينما قال آخرون إن القرار خطوة غير كافية.

وأكدت الحكومة البريطانية، إنها ستعلق 30 ترخيصا لمجموعة من العناصر من بينها المكونات المستخدمة في الطائرات العسكرية وطائرات الهليكوبتر والطائرات المسيرة، وذلك بعد مراجعة حكومية خلصت إلى احتمال وقوع انتهاكات إسرائيلية للقانون الإنساني الدولي.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن "قرار الحد من التراخيص جاء نتيجة المخاوف من احتمال استخدام العتاد العسكري في انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي".

وقال بعض السياسيين البريطانيين وجماعات معنية بحقوق الإنسان إن هذه القيود محدودة للغاية، وإن الحكومة يجب أن تفرض حظرا شاملا على تصدير الأسلحة.

 

النرويج قد تسحب استثماراتها

وفي إطار رفع الدعم عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفادت وكالة رويترز أن "صندوق الثروة السيادي النرويجي، قد يسحب استثماراته من إسرائيل بعد تبنيه تفسيرا جديدا لسياسة الأخلاقيات".

وقالت الوكالة إن "الصندوق الذي تبلغ قيمة أصوله 1.7 تريليون دولار قد يضطر إلى التخلص من أسهم الشركات التي تنتهك تفسيرا جديدا أكثر صرامة أصدرته هيئة مراقبة الصندوق لمعايير الأخلاقيات للشركات التي تساعد عمليات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وتزايدت الضغوط في الآونة الأخيرة على الصندوق النرويجي للنظر في الشروط التي يستثمر بموجبها في إسرائيل بسبب الحرب على غزة، ودعا برلمانيون وعدة منظمات غير حكومية إلى سحب الاستثمارات بالكامل من هناك.

 

ما الجديد في المفاوضات؟

رجحت وسائل إعلام عديدة، ان يؤدي نشر الوسطاء، حلاً وسطاً، يوم غد الجمعة، للتوصل إلى اتفاق بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني.

ويستمر الخلاف بشأن تمسك رئيس وزراء الاحتلال، ببقاء الجيش في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، بينما تصر حماس على انسحابه بشكل كامل.

ومساء الثلاثاء، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر مطلعة على المفاوضات لم تسمها، أن "نتنياهو أبلغ الوسطاء بإمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا في المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه تراجع بهدف (تعطيل الصفقة لأسباب سياسية).

إلى ذلك، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إنه "لا شيء جديد بشأن الصفقة، ونتعامل فقط مع ما نتلقّاه من الوسطاء"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة لم تضغط بشكل مناسب على نتنياهو، وحكومته، ولم تقم بما هو مطلوب منها".

وأوضح حمدان في تصريح صحفي، أن "موقفنا بشأن محور فيلادلفيا واضح وهو أننا نرفض أي صيغة لوجود الاحتلال فيه" مضيفا: "ليس المطلوب هو مقترح جديد، بل إلزام نتنياهو بما وافقت عليه المقاومة".

إلى ذلك، قال البيت الأبيض، إن هناك شعورا ملحا لإبرام صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

وذكر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: "الرئيس نفسه منخرط شخصيا في العمل مع فريقنا والعمل مع القادة في جميع أنحاء العالم لتأمين هذه الصفقة، وهذا ما نركز عليه".

في الشأن ذاته، ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي حذر الحكومة من أنه من دون إبرام اتفاق مع حركة حماس، فإن أي عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة ستعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر".

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن "الجيش الإسرائيلي أوضح أنه من دون صفقة، يجب أن يكون مفهوما أن أي عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة تنطوي على مخاطرة على حياة المحتجزين". ويتظاهر آلاف الإسرائيليين من أجل إبرام صفقة التبادل.

 

 

 

 

الحرب الروسية – الأوكرانية: قتلى وجرحى وتهديدات من الطرفين

متابعة- طريق الشعب

 

قال الخارجية الروسية، أمس الاربعاء، إنها سترد على أوكرانيا بشكل فوري ومؤلم للغاية، حال شنت هجمات بعيدة المدى داخل الاراضي الروسية، ويأتي بعد إعلان كييف مقتل أكثر من 57 شخص أوكراني خلال هجمات روسية.

وحذرت الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها ماريا زاخاروفا، من أن " أي هجوم أوكراني داخل الاراضي الروسية سيقابل بالرد المؤلم"، في وقت صرح فيه المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، بأن "موسكو تأخذ في الاعتبار أن أوكرانيا ستضرب عمق الأراضي الروسية، بأسلحة أميركية بعيدة المدى".

وأضاف بيسكوف، بالقول إن "درجة التدخل الأميركي في الصراع الأوكراني، تتزايد باستمرار، والآن لا يوجد سبب لافتراض أنها ستصل إلى حد ما ولن تذهب إلى أبعد من ذلك".

ويوم أمس، قالت كييف، ان "ضربة روسية على وسط مدينة لفيف التاريخي في غرب أوكرانيا أدت إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال، وذلك بعد يوم واحد على مقتل أكثر من 50 شخصاً، وإصابة أكثر من 200 آخرين، في هجوم روسي استهدف منشأة تعليمية عسكرية في بولتافا وسط البلاد، في حين أعلنت روسيا صد هجمات أوكرانية جديدة في محور مقاطعة كورسك.

من ناحيته، تعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمحاسبة روسيا، ودعا من جديد حلفاءه الغربيين إلى تزويده بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل والسماح لأوكرانيا بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ بعيدة المدى التي تسلمها.

من جانبها، قالت وكالة تاس الروسية إن القوات الروسية وجهت ضربة صاروخية إلى المعهد العسكري المتخصص في وسائل الاتصالات بمدينة بولتافا، الذي يعمل على تكوين مختصين في مجال الحرب الإلكترونية وأجهزة التشويش، حسب قولها.

وفي ذات الشأن نددت الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا بهذا الهجوم، ووصفوه بالوحشي، فيما نقلت وكالات أنباء عن زيلينسكي قوله: إنه يخطط للبقاء في الأراضي الروسية التي جرت السيطرة عليها خلال الأسابيع الماضية.

 

في الانتخابات التونسية

 المنافسون يتعرضون للاعتقال والإبعاد

 

 

تونس- وكالات

أمرت النيابة العامة التونسية، أمس، بسجن المرشح للانتخابات الرئاسية العياشي زمال على ذمة المحاكمة، بعد اعتقاله فجر الإثنين وذلك قبيل ساعات من إعلان هيئة الانتخابات القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض السباق.

وكان هذا المرشح الرئاسي قال في منشور بحسابه على فيس بوك: "مستعد لمواجهة أي مصير من أجل تونس، حتى لو كان ذلك يعني دخوله السجن".

وصادقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، الاثنين الماضي، على ترشيح الرئيس الحالي قيس سعيّد ومرشحين اثنين آخرين هما زهير المغزاوي والعياشي زمال للتنافس في الاستحقاق الرئاسي، مستبعدة ثلاثة آخرين قبلت المحكمة الإدارية طعونهم.

في الأثناء، رفض الاتحاد العام التونسي للشغل، عدم قبول هيئة الانتخابات قرار المحكمة الإدارية، أعلى هيئة قضائية، بإعادة ثلاثة مرشحين للانتخابات الرئاسية.

وقال اتحاد الشغل، في بيان "في سابقة قانونية وتاريخية عمدت الهيئة العليا للانتخابات إلى إلغاء قرارات المحكمة الإدارية بخصوص قبول عدد من الترشحات للانتخابات الرئاسية".

وأضاف أنه "يرفض هذا القرار الخارج على القانون"، ويعتبره "توجيها ممنهجا ومنحازا وإقصائيا وتأثيرا مسبقا على النتائج (الانتخابية)، علاوة على أنه ضرب صارخ للسلطة القضائية ولأحكامها".

كما اعتبر الاتحاد أن قرار الهيئة يمثل "تأكيدا على غياب المناخ الملائم والشروط الضرورية لانتخابات ديمقراطية وتعددية وشفافة ونزيهة".

 

ناميبيا تقضى على الحيوانات البرية لإطعام السكان

 

وندهوك- وكالات

بدأت ناميبيا ذبح أكثر من 700 حيوان بري من أجناس مختلفة بينها أفراس نهر وفيلة وجواميس وحمير وحشية، وذلك لإطعام السكان الذين يعانون الجوع بسبب أسوأ موجة جفاف تضرب البلاد منذ عقود.

وقد جرى القضاء على حوالي 160 حيوانا كجزء من هذا الإجراء الذي أعلنته الحكومة الأسبوع الماضي، والذي يراد منه أيضا، بالإضافة إلى توفير اللحوم لآلاف الأشخاص، تخفيف الضغط على الموارد الحيوانية والمراعي التي يقوّضها الجفاف.

وقال الناطق باسم وزارة البيئة الناميبية روميو مويوندا، الثلاثاء، إن 157 حيوانا على الأقل من أصل 723 ذُبحت، من دون تقديم أي معلومات عن مدة العملية. وذلك بحسب وكالة فرانس برس

وأضاف مويوندا "هدفنا تنفيذ هذه العملية بطريقة مستدامة مع تقليل الصدمات قدر الإمكان، وعلينا فصل الحيوانات التي يتوجب اصطيادها عن تلك التي لا تحتاج إلى ذلك".

وتماشيا مع الحظر العالمي على تجارة العاج، ستُخزّن أنياب الأفيال المذبوحة في المستودعات الحكومية.

وأعلنت ناميبيا حالة الطوارئ في أيار الماضي بسبب الجفاف الذي يؤثر على دول عدة في الجنوب الإفريقي، فيما افاد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الشهر الماضي أن حوالي أكثر من نصف سكان ناميبيا، يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

 

 

في الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية.. هل ستنهض حركة السلام من جديد؟

رشيد غويلب

 

في عام 1966، قرر اتحاد النقابات في ألمانيا الغربية إعلان الأول من أيلول يومًا لمناهضة الحرب، لمصادفته يوم اجتياح القوات النازية أراضي بولندا في الأول من ايلول عام 1939. وحتى ثمانينيات القرن العشرين، عندما كانت هناك حركة جماهيرية ضد نشر الصواريخ متوسطة المدى في ألمانيا الغربية، لقد تحول الأول من أيلول إلى أهم أيام حركة السلام القوية حينها.

بعد تفكك البلدان الاشتراكية وسيادة الشعور بنهاية الحرب الباردة، لم يحافظ على تقليد مناهضة الحرب واستذكار يوم اندلاعها، سوى النواة الصلبة لنشطاء حركة السلام. وما عزز ذلك، إلغاء الصواريخ، وخفض الإنفاق على الأسلحة، وإلغاء التجنيد الإلزامي. وبدت حركة السلام للكثيرين غير ضرورية.

لكن الأمر لم يستمر طويلا، فعلاقة الرأسمالية بالحروب أبدية، وسرعان ما شن الناتو حرب تفكيك يوغسلافيا السابقة في عام 1999. وشاركت 36 دولة تحت قيادة الولايات المتحدة بغزو العراق عام 2003، واستمرت الحروب ضد ليبيا وسوريا وأفغانستان، ولم يحفظ التاريخ تظاهرة كبيرة لحركة السلام مناهضة للحرب، سوى تظاهرة مناهضة الحرب على العراق، التي شارك فيها 300 ألف.

وكان من الطبيعي أن تؤدي صراعات الهيمنة إلى حروب محدودة، على خلفية محاولات الناتو والاتحاد الأوربي تحقيق التوسع على حساب روسيا، التي حاولت دوما استرجاع دورها كقطب رئيسي في الصراع الدولي، وقبل أن تغزو أوكرانيا عادت إلى الساحة الدولية بشكل أساسي عبر البوابة السورية. وحتى اندلاع الحرب في أوكرانيا ظل دور حركة السلام محدودا، لكن الحركة أحست بخطر عودة الحرب إلى بعد أكثر من 80 عاما إلى أوربا. وعلى الرغم من ذلك، ما تزال حركة السلام في ألمانيا تعاني من الضعف ولم تستعد مواقعها بعد، بسبب تباين مواقف منظماتها المختلفة من طبيعة الحرب في أوكرانيا، وكذلك تباين وتقاطع مواقف قوى اليسار حول الحرب أيضا.

من الضروري مقاومة العودة لتبرير الحروب من جديد، وفق مقاسات الماضي المعروف، التي كلف البشرية الكثير، وكاد ينهي تطورها الحضاري.

اليوم تواجه حركة السلام خطر تورط ألمانيا المباشر بالحرب، الذي يطرحه قرار نشر الصواريخ الأمريكية متوسطة المدى على الأراضي الألمانية. إن مبدأ الردع والردع المضاد - سيجعل ألمانيا الهدف المفضل للصواريخ الروسية. بالإضافة إلى سياسة تصعيد العسكرة وسباق التسلح التي تتبناها الحكومة الألمانية، وسعيها لزج الجيش الألماني في صراعات عسكرية خارج الحدود، بالضد مما نص عليه الدستور الألماني.

لذلك تستذكر ألمانيا الغزو النازي لبولندا في ظروف مختلفة، تسعى فيها حركة السلام إلى العودة لدورها الفاعل في لجم سياسات العسكرة والمشاركة في الحروب. وإلى جانب الفعاليات المتنوعة التي يشهدها العديد من المدن الألمانية هذه الأيام من تظاهرات وتجمعات وفعاليات مختلفة. وستتوج حركة السلام جهودها بتظاهرة مركزية كبيرة في العاصمة برلين في 3 تشرين الأول المقبل، دعت إليها قوى واسعة بما فيها أنصار السلام داخل الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم، والعديد من الشخصيات الحزبية والبرلمانية والثقافية المعروفة في حزب اليسار الألماني وقوى وأحزاب اليسار الأخرى. 

هناك رياح سياسية دولية ومحلية مواتية للتحرك في الثالث من تشرين الأول. وفي حرب أوكرانيا، تتصاعد الضغوطات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا بالتفاوض، وتلعب نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة دورا في تسريع هذه العملية، ارتباطا بعدم اليقين من تعامل ترامب، في حال فوزه مع الحرب في أوكرانيا. وفي ألمانيا أشارت بعض استطلاعات الرأي إلى أن نسبة أكثر من السكان يؤيدون التفاوض ويرفضون المعايير المزدوجة للتعامل مع حرب الإبادة الجماعية الجارية في غزة، ولا يثقون بتقارير وسائل الإعلام عن الشرق الأوسط.

هناك أكثر من مؤشر على إمكانية استنهاض حركة السلام، فهل ستعود الحركة إلى سابق عهدها؟

 

 

ص7

 

تحالف 188 يباشر حراكاً واسعاً داخل البرلمان لسحب تعديل قانون الأحوال الشخصية

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

عقد وفد من تحالف 188 اجتماعاً مع رئيس وأعضاء اللجنة القانونية النيابية ضمن حراكه المستمر الرافض لتعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ في مجلس النواب العراقي، أمس، حيث بحث الوفد إمكانية سحب تعديل القانون كونه يتنافى مع عدد من مواد الدستور ويقسم المجتمع على أسس طائفية ومذهبية، فضلاً عن مخالفته لحقوق الإنسان والمواثيق والعهود الدولية.

وشارك مع الوفد مختصون في مجال القانون، منهم قضاة وأساتذة قانون دستوري ومحامون، بالإضافة إلى ناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة. 

وقدّم المختصون رؤية متكاملة حول أسباب رفض تعديل القانون، لما يحتويه من إشكاليات كبيرة حال اعتماده، فضلاً عن مخالفته للدستور وعدم وضوح مواده ونصوصه المطروحة للنقاش، حيث تضمنت العديد من فقراته صياغات مبهمة وغير واضحة.

وأكد وفد التحالف على ضرورة فتح نقاش واسع مع المجتمع العراقي، للاطلاع على الرأي العام الرافض للتعديل، مشددين على أهمية عدم المضي بتعديل القانون من قبل طرف سياسي معين دون تحقيق إجماع عام.

كما أكد أعضاء الوفد تمسكهم بضرورة سحب التعديل، وعدم إجراء أي تعديل على القانون النافذ، إلى حين إيجاد الأرضية المناسبة التي تضمن تشريع قوانين تحافظ على الأسرة العراقية وتصون كرامة المرأة والطفولة وحقوق الإنسان. 

من جانبهم، أكد رئيس وأعضاء اللجنة القانونية حرصهم على فتح نقاش قبل المضي بإجراءات التعديل.

وأجرت وفود من تحالف 188 لقاءات مع كتل سياسية نيابية، ونواب، ولجان نيابية، في سبيل عرض وجهة نظر التحالف بخصوص خطورة تعديل القانون، وحثهم على سحب المسودة من النقاش وإجراء حوار جدي وواسع مع كل أطياف المجتمع العراقي.

وقدم وفد التحالف مذكرة اكد فيها رفضه مقترح تعديل القانون، تنشر "طريق الشعب" نصها بالكامل اسقل الصفحة:

 

 

  مذكرة تحالف  188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية

نرفض تعديل قانون الأحوال الشخصية على أساس طائفي

 

السيد رئيس مجلس النواب المحترم

السيد رئيس وأعضاء اللجنة القانونية المحترمين

السيدات والسادة أعضاء مجلس النواب المحترمين 

 

تحية طيبة

نحن تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ، الذي يضم قوى سياسية ومدنية وشبكات نسوية، ومنظمات المجتمع المدني ومدافعي حقوق الانسان، نرفع لكم مذكرتنا التي تتضمن موقفنا من مقترح تعديل المادة الثانية والمادة العاشرة فقرة 5 من قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959النافذ، المقدم من اللجنة القانونية ولجنة المرأة والأسرة والطفولة، استنادا للمادة 41 من الدستور، وتمت قراءته الأولى في جلسة مجلس النواب في 24 تموز 2024.

بدءا نجدد موقفنا الرافض لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية من منطلق المصلحة الوطنية العليا للحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي المتنوع لشعبنا، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية القائمة على مبادئ سيادة القانون والمواطنة المتساوية لجميع المواطنين نساء ورجالا.

ندرج لكم ادناه أبرز تعليقاتنا وملاحظاتنا على مقترح التعديل وأسباب رفضنا له، التي عبر عنها العديد من المختصين في القضاء والقانون وقوى سياسية وأعضاء في مجلس النواب وشخصيات ثقافية واجتماعية، وهي:

  1. ان قانون الأحوال الشخصية النافذ لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع الشريعة الإسلامية كما ورد في نص المادة الثانية منه، وأخذ أفضل ما في الفقهين السني والشيعي من قواعد فقهية وحولها الى قواعد قانونية تنسجم مع روح العصر وتطور الحياة في المجتمع. كذلك يتسم بكونه قانوناً جامعاً وشاملا وموحداً للأحكام الفقهية، ولا يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام (الايمان بالوحدانية، والنبوة، واليوم الاخر). فالأحوال الشخصية هي ليست من العبادات، انما هي من المعاملات التي نظمها الشارع الإسلامي في الغالب بأحكام ظنية من نتاج فكري للفقهاء باعتمادهم مصادر متنوعة لاستنباط الأحكام، لا مجال لذكرها في مذكرتنا.
  2. نؤكد على ماورد في المادة 2 من الدستور بأن الإسلام مصدر أساس للتشريع، وعدم جواز سن قوانين تتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام، وفي ذات الوقت لا يمكن سن قوانين تتعارض مع مبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان والحريات الأساسية الواردة في الدستور. كذلك مع ماورد في الفقرة الثانية من المادة نفسها بالحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، وضمان كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية كالمسيحيين والإيزديين والصابئة المندائيين.
  3. سيادة القانون جاءت نصا في احكام المادة (5) من الدستور. المواطنون ومن يحكمهم ملزمين بطاعة القانون. في مقترح التعديل المقدم لا سيادة للقانون. فإذا اقر مشروع التعديل من قبل مجلس النواب وأصبح قانونا نافذا فان للمذهب الجعفري احكامه وللمذاهب السنية احكامها أيضا، واي منهما غير معني بالنصوص القانونية التي تخص الآخر ولا يلزم بطاعة قانون الآخر. ويتجسد ذلك في العديد من قضايا الأحوال الشخصية. وعندما تكثر النصوص غير القابلة للطاعة تتوقف وظيفة سيادة القانون، لا بل ان القانون يتخلى عن التعريف الذي اشتهر به على انه: (مجموعة القواعد القانونية العامة المجردة التي تنظم العلاقات بين الأفراد او بينهم والدولة ويلزم مخالفها الجزاء). عندئذ يفقد القانون صفته كقاعدة عامة تلزم المواطنين كافة ويسقط القانون عن تعريفه أعلاه، ولا يلزم قطاعات واسعة من المواطنين.
  4. مقترح التعديل يضرب في الصميم مبدأ المساواة بين المواطنين امام القانون الذي نصت عليه المادة 14 من الدستور، بتكريسه التمييز الطائفي، مهدداً الاستقرار الاسري ووحدة النسيج والتعايش المجتمعي القائم على الزيجات المختلطة ما بين الأديان والمذاهب والقوميات والأعراق. كذلك ينكر دور الدولة في كفالة الأمومة والطفولة والشيخوخة الذي نصت عليه المادة 29 من الدستور، بكونها طرفا ثالثا يحتم عليها تنظيم احوال الأسرة التي هي أساس المجتمع، ورسم لها وظيفتها الاجتماعية المتمثلة في المساهمة في البناء المؤسسي للدولة، مما يلقي على الدولة مسؤولية الحفاظ على كيان الأسرة وقيمها الدينية والأخلاقية والوطنية واستقرارها، وتامين سيادة القانون وفرضه على الجميع.
  5. مقترح التعديل وتصريحات المدافعين عن المشروع، يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات الذي ورد في المادة (47) من الدستور، التي نصت (تتكون السلطات الاتحادية من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، تمارس اختصاصاتها ومهماتها على اساس مبدأ الفصل بين السلطات). كما ينسف مقترح التعديل مبدأ سيادة القانون، ويصادر استقلالية القضاء ودور مؤسساته التي تتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها وتصدر أحكامها وفقاً للقانون، ووفقاً للمادتين 19 و87 من الدستور، يضاف لهما نص المادة الدستورية 88: (القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون، ولا يجوز لأية سلطة التدخل في القضاء أو في شؤون العدالة). 
  6. مقترح التعديل يخلق سلطة تشريعية رديفة موازية لمجلس النواب وهي فتاوى واراء الوقفين الجعفري والسني فالفتاوى لديهم (تشريع). وبذلك تكون هناك سلطة تشريعية اخرى تكون لفتاواها نفس القوة القانونية للتشريعات التي يصدرها مجلس النواب. كما يربط مقترح التعديل محكمة الأحوال الشخصية بديواني الوقفين الشيعي والسني، وهما إدارات تنفيذية ترتبط بالسلطة التنفيذية الممثلة بمجلس الوزراء وعلى وفق احكام المادة (103/ثالثاً) من الدستور، التي جاء فيها (ترتبط دواوين الاوقاف بمجلس الوزراء)، وبموجب قوانينها فهي معنية بحفظ أموال المسلمين لا علاقة لهما بالأحوال الشخصية.
  7. مقترح التعديل يتناقض مع التزامات العراق بالمواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان التي اصبحت جزءاً من المنظومة القانونية الوطنية، واكد الدستور على احترامه لبنودها ومضامينها بموجب المادة (8) منه.
  8. مقترح التعديل احال مسألة التنظيم بمجملها الى مدونة شرعية تكتب لاحقاً، بما يحيل المسألة الى مجهول لا يعلمه احد، بدليل ان المقترح اشار الى احتمالية عدم امكانية تحديد الرأي المشهور في المذهب عند كتابة المدونة، وارجع المسألة الى رأي المرجع الأعلى الأكثر تقليداً او رأي المجمع العلمي الإفتائي، والزام الأفراد بقواعد قانونية تفرضها الدولة دون ان تكون هذه القواعد معلنة ومنشورة وفقاً لأحكام المادة (129) من الدستور التي تقتضي نشر القوانين (بمفهومها الواسع أي كل قاعدة تلزم الافراد بتنظيم معين) في الجريدة الرسمية، بما يتعارض مع اصل الالزام في القاعدة القانونية.
  9. مقترح التعديل يمنح دواوين الأوقاف صلاحية اعداد المدونات الفقهية للأحوال الشخصية، بمثابة تفويض من مجلس النواب الى تلك الدواوين بالتشريع. وهذا يعني تنازل مجلس النواب عن بعض صلاحياته، وهذا ما لا يملكه مجلس النواب، لأن الدستور العراقي لم يأخذ بمبدأ التفويض التشريعي، ولم يرد في صلاحيات مجلس النواب الواردة في دستور عام 2005 النافذ ما يشير إلى هذا المعنى، ومن ثم تصبح عملية التفويض غير ذات أثر دستوري أو قانوني.
  10. مقترح التعديل لم يراعي الآثار التي تترتب على الغائه النصوص التي تتعارض مع احكامه بشكل مطلق، مما سيؤدي الى الغاء نصوص في قوانين أخرى، كالقانون المدني وقانون العقوبات وقانون المرافعات والاثبات، لاختلاف التنظيم الوارد في احكامه، وعدم ايراده أي جزاءات قانونية على من يخالف احكام قانون الأحوال الشخصية، حيث سيصبح الجزاء اخروي لا دنيوي، بما يتعارض مع فكرة الدولة وتنظيمها للمجتمع. كما انه لا يراعي اختلاف قواعد الاثبات المقرة قانوناً مما يقتضي بإلزام القضاء بتطبيق قواعد اثبات غير منصوص عليها قانوناً، مما يوجد قوانين موازية تطبق بتباين وتعارض باختلاف المناطق الجغرافية او اختلاف الشخوص.
  11. مقترح التعديل سيفتح باباً للتلاعب بمعتقدات الأفراد من خلال تغييرهم لمذاهبهم وادعائهم الانتماء الى مذهب دون آخر تبعاً للمصلحة الشخصية او الآنية، مما يؤدي الى ظهور اشكاليات في التطبيق ستؤدي الى ازدياد الدعاوى القضائية وحالات الطلاق بحجة تغيير المذهب او الانتماء، وهو ما كان يعاني منه تنظيم الاحوال الشخصية في العهد الملكي في ظل عدم وجود قانون موحد.
  12. أثار مقترح التعديل قلق الشارع العراقي بمجمله، ومن جميع الديانات والمذاهب، لأنه يخرق الدستور والمبادئ التي تشكل نظام الحكم في العراق. لقد تجلى ذلك في نتائج استطلاع الرأي حول تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 الصادر عام 1959، الذي قام به فريق مختص باستطلاعات للرأي العام العراقي. شارك في الاستطلاع 61648 ألف عراقي لمدة 3 أيام، وأعلن عن نتائجه في 17 آب الماضي. وقد عبر 73.2% من المشاركين في الاستبانة الإلكترونية عن رفضهم بقوة تعديل القانون، مقابل 23.8% من المصوتين عن موافقتهم على تعديل القانون، أما بقية النسبة 3.1% من المصوتين فقط عبروا عن عدم اهتمامهم. كما أن نسبة 81.6% من المصوتين عبروا عن رغبتهم بان يكون قانون الأحوال الشخصية ذو طبيعة مدنية، مقابل 18.4% من نسبة المصوتين ممن طالبوا بان يكون القانون ذو طبيعة طائفية. علماً بلغت نسبة المصوتين من داخل العراق (85.4%) مقابل نسبة المصوتين من خارج العراق (9.5%).

 

ختاماً:-

ومن منطلق  إن الدولة بقوانينها القائمة على تقدير المصلحة العامة وحماية المساواة ومعنى المواطنة - وليس الفقه - هي مصدر الشرعية الوحيد دستورياً، وينبغي أن تُصاغ القوانين على أساس المصلحة العامة للعراقيين، كمواطنين متساوين،

نؤكد على ضرورة السحب الفوري لمقترح التعديل حفاظا على وحدة العراق وشعبه وحماية للأسرة والمجتمع، والالتزام بما ورد في قرارات المحكمة الاتحادية العليا التي اكدت على عدم تعارض قانون الأحوال الشخصية مع احكام ثوابت الإسلام في قراراتها، حين عرّفتها المحكمة بأنها: "المبادئ المستقرة والمجمع عليها في جميع المذاهب التي لا يمكن مخالفتها شرعاً، وبالتالي متى كان هناك خلافاً فقهياً بين مذاهب المسلمين في مسألة معينة فإنها لا تعد من قبيل ثوابت احكام الاسلام التي لا يجوز تشريع خلافها". نضع أمامكم عدداً من قرارات المحكمة الاتحادية العليا:

(95/اتحادية/اعلام/2014)،(135/اتحادية/2021)،(136/اتحادية/2023)، (147/اتحادية/2023)، (113/اتحادية/اعلام/2014)، (9/اتحادية/اعلام/2015)، (134وموحدتها 135/اتحادية/اعلام/ 2018)، (54/ اتحادية /2019)، (58/اتحادية/2019)، (12/اتحادية/ 2019)، (69/ اتحادية / 2012).

مع التقدير والاحترام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية

بغداد في 2 أيلول 2024

تحالف ١٨٨: نحو مواصلة الجهود لسحب تعديل قانون الأحوال الشخصية

 

أجل مجلس النواب العراقي، جلسته الرسمية هذا اليوم، بسبب الخلاف على إدراج فقرة تعديل قانون الأحوال الشخصية على جدول أعماله، فيما تصر قوى سياسية متنفذة من الإطار التنسيقي، على إعادة إدراج ذلك في جلسات مقبلة.

لقد بين الحراك السياسي والمجتمعي خلال الأمس واليوم، حجم الرفض الواسع لهذا التعديل، مما يتوجب مواصلته، لحين سحب التعديل بصورة نهائية.

ونحن في تحالف ١٨٨ نؤكد على استمرار حراكنا الدستوري والقانوني والبدء بجولة لقاءات جديدة مع الكتل السياسية المعترضة، في سبيل الدفع بنقاش واسع وحوار جدي على أي مشروع يفضي إلى تقسيم المجتمع طائفياً ومذهبياً.

وبهذا الخصوص، نعبر عن شكرنا للكتل السياسية والنواب المستقلين الذين سجلوا موقفهم المناسب في رفض إدراج المقترح على جدول الأعمال، ونحثهم على الثبات على الموقف في رفض التعديل وعدم السماح في تمرير الإرادات.

 

بغداد ٣-٩-٢٠٢٤

 

 

سجاد سالم ينتقد محاولات المتنفذين سلب البرلمان وظيفته التشريعية

 

بغداد ـ طريق الشعب

 

أكد عضو مجلس النواب سجاد سالم، عدم وجود مسودة لتعديل قانون الأحوال الشخصية، مشيرًا إلى أن الكتل السياسية تحاول تفويض الأوقاف الدينية في كتابة نصوص قانونية.

أشار النائب سجاد سالم، إلى أنه لا يوجد شيء اسمه قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية ولا نعرف ما هي مواده، وطرحنا سؤال: أين مسودة القانون؟”.

وأضاف: “ما هو موجود هو تفويض للأوقاف الدينية في كتابة نص قانوني وهذا يعني إلغاء عمل البرلمان التشريعي”.

ولفت إلى أن “ما يحصل اليوم هو عبث في عمل المجالس النيابية وسابقة لا مثيل لها بأن نتنازل عن حقنا في التشريع إلى دواوين الأوقاف”.

 

 

 

ص8

 

إصرار على قمع الحريات

حملة تهديدات لناشطات

يرفضن تعديل قانون الأحوال الشخصية

بغداد – نورس حسن

 

على الرغم من مصادقة العراق على الكثير من الاتفاقيات الدولية، تواجه العديد من الناشطات المدافعات عن حقوق الانسان حملات من التهديد مشبعة بخطاب الكراهية، رغم أنهن عبّرن بطرق سلمية عن رفضهن للتعديلات المقترحة لقانون الأحوال الشخصية.

تقول الناشطة النسوية سارة جاسم، في لقائها مع "طريق الشعب" بأنها اعتادت على حملات الإساءة والتهديدات التي تطلقها جهات مجهولة الهوية إزاء الناشطات، سواء بصورة مباشرة أو على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

هيمنة وتجهيل

وترى "أن الغاية من هذه التهديدات هي الهيمنة على المجتمع وتجهيله. وقد أدت هذه الممارسات القمعية إلى هجرة الكثير من المدافعين عن حقوق الانسان إلى خارج البلاد او الرضوخ إلى الأمر الواقع وبالتالي تجنب التعبير عن الرأي أو رفض الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون في قوانين وإجراءات غير مدروسة تضعف حقوق الناس والدولة وتشجع الخطاب الطائفي".

وتذكر سارة أنها تعرضت مؤخرا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي إلى حملة تهديد من قبل عناصر مجهولة الهوية بسبب مطالبتها الجهات التشريعية بكسر نصاب جلسة مجلس النواب لمنع تعديل قانون الأحوال الشخصية، التعديل الذي ينتهك حقوق المرأة والطفل.

وحول الأسباب التي منعتها من تقديم الشكوى القانونية أفادت بأن "إجراءات تقديم الشكوى معقدة، وعادة ما تُهمل التهديدات إلى حين وقوع عملية الانتهاك التي قد تأخذ أشكالا متعددة حتى تصل إلى إنهاء حياة الناشطة بطريقة او بأخرى".

مركز حقوق لحماية المدافعين، أصدر من جهته بياناً أدان فيه حملات الكراهية المكثفة والتعبئة الموجهة ضد الناشطات والناشطين الذين يعبرون عن موقفهم الرافض لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959.

وأكد بيان المركز على ضرورة حماية حرية التعبير والدفاع عن حقوق الإنسان، داعيا الجهات المعنية إلى ضمان سلامة الناشطين والناشطات، واحترام حقوقهم في التعبير عن آرائهم بحرية ودون خوف من التهديد أو الترهيب.

 

معالجة المخاوف

وطالب المركز الجهات الأمنية المعنية العمل على معالجة هذه المخاوف واتخاذ إجراءات فورية لضمان أن يتمكن الناشطون من مواصلة عملهم الحيوي دون تهديد أو ترهيب، وضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها الدستور بالكامل.

بدورها، عدّت المحامية والناشطة النسوية تأميم العزاوي عمليات تهديد الناشطات "جريمة وفق قانون العقوبات والدستور العراقي". وتقول العزاوي لـ"طريق الشعب" إن "ما يتعرضن له الناشطات والمحاميات اللواتي وقفن بالضد من تعديل قانون الأحوال الشخصية من عمليات تهديد وابتزاز، جريمة يحاسب عليها القانون، خاصة وأن مطالبهن مشروعة وتتعلق بمصير مجتمع كامل وليس مطالب شخصية". وتحمل العزاوي خلال حديثها الجهات الأمنية مسؤولية حماية الناشطين والناشطات ومحاسبة الجهات التي تقوم بجرائم التهديد. ودعت إلى ضرورة مواصلة حملات الرفض لتعديل قانون الأحوال الشخصية ومنع تشريعه من قبل مجلس النواب.

واعتبرت العزاوي أن "الغاية من تشريع القانون هو استهداف السلم المجتمعي وبالتالي الدعوة إلى تفكيك أعمق للمجتمع وخلق أجيال غير مكتفية دراسيا بسبب الاتاحة القانوية لزواج الطفلات".

وترى العزاوي مفاهيم حرية التعبير والديمقراطية في البلاد  "منتقاة وغير متاحة إلى جميع المواطنين، على الرغم من ان العراق في مقدمة الدول التي صادقت على الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان وحرية التعبير السلمي".

 

سيادة القانون

كما وعبرت رابطة المرأة العراقية عن رفضها لحملات الإساءة والتهديدات التي يتعرض لها الناشطون والمدافعون عن قانون الأحوال الشخصية. وتقول سكرتيرة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل إن "حملات التهديد التي تطال بعض الناشطين تدل على الانفلات الأمني، وأن هناك حاجة ملحة إلى سيادة القانون، خاصة وأن الناشطين يعبرون عن رأيهم بآلية سلمية وغايتهم منع الممارسات التي تعزز الفوضى المجتمعية وخطاب الطائفية"، مؤكدة على أن "القوات الأمنية تتحمل كامل المسؤولية عن حماية المواطنين ووضع حد لجميع الانتهاكات التي تقيّد حرية التعبير والتظاهر السلمي".

وحول انشغال مجلس النواب بتعديل قانون الأحوال الشخصية تذكر مروكل لـ"طريق الشعب" أن "مجلس النواب اليوم لم يؤدِ دوره بحماية وتطوير المجتمع على الرغم من كونه الجهة الرقابية والتشريعية، حيث يهمل تشريع الكثير من القوانين التي تهم المجتمع، ويذهب باتجاه تعديل قانون الأحوال الشخصية".

 

 

 

انخفاض في نسبة تمثيل المرأة العراقية في سوق العمل

بغداد – طريق الشعب

 

كشف رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، مؤخرا، عن انخفاض نسبة تمثيل المرأة في سوق العمل إلى 14 بالمائة، وهو أقل من المعدل العالمي البالغ 20 بالمائة، فيما أشار إلى أن نسبة العوائل التي تعيلها نساء تبلغ نحو 11 بالمائة.

وقال الغراوي في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "هذه الإحصائيات صادرة عن منظمة العمل الدولية، وتفيد بأن هناك 13 مليون امرأة في سن العمل في العراق، منهن مليون امرأة فقط من يمارسن العمل، و70بالمائة منهن يعملن في القطاع الحكومي، وعدد النساء العاملات في القطاع الخاص لا يتجاوز 300 ألف امرأة".

ورأى الغراوي أن "هذا مؤشر خطير يجب على الجميع الإنتباه إليه ومحاولة فهم أسباب عزوف المرأة عن دخول سوق العمل في القطاع الخاص".

وأضاف "ووفقاً لتقرير للبنك الدولي فإن مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل تعتبر منخفضة، بحيث تشكل أقل من 15 بالمائة فقط"، مشيراً إلى أنه "وفقاً لإحصائيات وزارة التخطيط فالقطاع العام والحكومي هو أكثر القطاعات الجاذبة لمشاركة المرأة، حيث كانت النسبة نحو 78 بالمائة مقارنة بباقي القطاعات، التي لم تشكل سوى 21 بالمائة في القطاع الخاص، مع الإشارة إلى أن أغلب النساء العاملات في القطاع الخاص هنَّ من النساء الريفيات".

وأكد الغراوي أن "أهم الانتهاكات المؤشرة ضد النساء في سوق العمل الخاص هي قلة الأجور وزيادة ساعات العمل وتشغيل النساء في أعمال خطرة وخصوصاً في المصانع ووجود حالات تحرش أثناء العمل"، مطالباً الحكومة بإطلاق السياسة الوطنية لتشغيل النساء وتعزيز الحماية والمساواة لهن.

 

قرن من الزمان.. وما زلنا نكافح!

بغداد – طريق الشعب

 

يعّد مقال كتبته الصحفية العراقية بولينا حسون، في مجلة (ليلى) الصادرة يوم 15 أذار 1924، أهم وربما أول مقال يدعو علناً للنهضة النسوية، والذي دعت فيه الرجال لدعم المرأة في نضالها قائلة "إن نجاح النهضة النسوية الناشئة منوط بغيرتكم وشهامتكم أيها الرجال".  وكان أن تعرضت لردود قاسية من قوى التخلف، أجبرتها على العيش في المنفى حتى وفاتها في عام 1969.

كما يذكر التاريخ لنا المعركة التي خاضتها المربية الفاضلة معزز محمد توفيق برتو مديرة مدرسة البارودية للإناث، في نفس السنة من أجل تعليم البنات وحقوقهن، في وقت حورب فيه نادي (النهضة النسائية) وأجبرت القائمات عليه وأبرزهن أسماء الزهاوي، على تحويله إلى نادي (المرأة) لخوفهم من النهضة!

في عام 1929 مثلت كل من أمينة الرحال وجميلة الجبوري نساء العراق في المؤتمر النسائي الثاني والذي عُقد في دمشق، ثم في المؤتمر الثالث الذي انعقد في العراق العام 1932. وبدأ نضال النساء يمتد للمطالبة بحقهن في العمل بمجالات الحياة المختلفة، والاستقلال الاقتصادي وإعطاء المرأة حرية ارتداء الحجاب من عدمه.

وجاء ولادة الحزب الشيوعي العراقي 1934 والحزب الوطني الديمقراطي 1946 ليفتح الساحة رحبة لإنخراط النساء في العمل الحزبي السري والعلني، ولعل من أبرز المناضلات في هذا السياق المحامية أمينة الرحال وعدوية الفلكي. كما تأسست الجمعية النسوية المناهضة للفاشية والنازية والاستعمار والامبريالية، بقيادة عفيفة رؤوف عام 1942، وجمعية الرفيقات التي هدفت لمكافحة الأمية بين النساء وغيرها. 

وفي العام 1936، صدرت مجلة (المرأة الحديثة) لصاحبتها حمدية الخفاجي، لإيصال صوت المرأة ومواصلة النضال النسوي. وفي 1946 صدرت مجلة "تحرير المرأة" التي كان من أبرز أهدافها تخفيف قيود المجتمع التي تتحكم بحياة النساء.

بعد ثورة 14 تموز 1958 انخرطت النساء في معظم الأنشطة السياسية والرياضية والاقتصادية والفنية وغيرها، وشغلت العديد من النساء مناصب مرموقة في المؤسسات الحكومية والوزارات، من أبرزهن الدكتورة نزيهة الدليمي، وزيرة البلديات، وهي أول امرأة تشغل منصب وزاري على مستوى العراق والدول العربية، و فيحاء إبراهيم كمال، عضو الوفد الممثل للعراق في الأمم المتحدة، و زكية اسماعيل، أول قاضية في البلاد، فيما تطورت مساهمة المرأة في التنمية الاجتماعية بإصدار أفضل قانون للأحوال الشخصية في تاريخ العراق والمنطقة، وفي التنمية الثقافية، الذي لعبت فيها زينب و ازادوهي صاموئيل ونازك الملائكة وعاتكة الخزرجي وغيرهن، ادواراً هامة.

وانتزعت النساء في فترة الستينيات والسبعينيات حقوقاً أكثر كالمساواة في الأجور وإجازات للحمل والولادة وساعات الرضاعة ومنع النساء من العمل في ظروف غير مناسبة لهن، وقانون التقاعد والضمان الاجتماعي الداعم للنساء العاملات، وقانون التعليم الإلزامي والذي ألزم التعليم للفتية والفتيات حتى عمر 16 عاماً، ومنع التزويج القسري للفتيات.

وما زال الكفاح لصيانة ما حققته المرأة مستمراً مقترناً بالنضال من أجل المزيد حتى يبزغ مجتمع الحرية والعدالة لبني البشر رجالاً ونساءً.

 

نزيهة الدليمي

تعد الفقيدة د. نزيهة الدليمي، أبرز رائدات الحركة النسوية العراقية وأيقونة النضال من أجل حقوق المرأة وقيام مجتمع حر وعادل في بلادنا، خلال هذا القرن من الزمان.

ولدت في عام 1923 في بغداد، لعائلة مكونة من أربعة أخوة وأختين، ولأب، بذل جهداً كبيراً رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة، لتعليم أولاده وبناته، فتمكنت من اكمال دراستها في كلية الطب بجامعة بغداد، وتثقيف نفسها ثقافة سياسية واجتماعية وفي مجال التاريخ والاقتصاد.

تعرفت على أول جمعية نسائية هي (الجمعية النسوية ضد الفاشية والنازية) إبان الحرب العالمية الثانية، وانضمت لها ونشطت في صفوفها، وكتبت في مجلتها (تحرير المرأة) وفي نضالها من أجل حقوق المرأة العراقية، وفي إطار الكفاح من أجل عراق مستقل وحكومة ديمقراطية وضد الاستعمار والاقطاع والتخلف في مختلف نواحي الحياة. كما عاشت بين الناس وتعرفت على ما يعانيه الكادحون وخاصة النساء من شظف العيش والتمييز والفقر والأمية وغياب الرعاية الصحية، فتبنت ثلاثة شعارات هامة تتعلق بالنضال من أجل التحرر الوطني والسلام العالمي، والدفاع عن حقوق المرأة، وحماية الطفولة.

وفي العاشر من آذار 1952 ساهمت في تأسيس رابطة الدفاع عن حقوق المرأة والتي أبدلت اسمها في المؤتمر الثاني في آذار 1960 إلى رابطة المرأة العراقية، وتبوأت قيادتها، ولعبت دوراً مهماً في تحويلها لأبرز حركة ديمقراطية نسائية. شغلت منصب وزيرة البلديات، وحققت خلال عملها الكثير من مطامح المناطق الكادحة في بغداد والمحافظات. كما ساهمت في تشريع أفضل قانون للأحوال الشخصية، القانون 188 لسنة 1959.

أصدر انقلابيو شباط 1963 حكماً بالإعدام الغيابي عليها، كما أسقطت جنسيتها العراقية، لكنها بقيت متمسكة بنهجها النضالي من أجل حقوق المرأة ومن أجل حرية العراق وسعادة شعبه، حتى رحيلها في 2007.

 

 

عين المرأة

نحن النساء.. لسنا صفقة

 

 

انتصار الميالي

 

 

عندما ذهبت الدولة العراقية الحديثة لسنّ قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959، كانت ترمي بناء وإنتاج المدنية، من خلال مقاربة عادلة لحقوق النساء، وهو ما يتسق مع النص الدستوري الحالي في المادة 14، لكن يبدو أن العقل الذكوري البرلماني لا يمكن أن يستقر قبل أن يدمر هذا الانتاج، الذي لم تأتِ مضامينه من فراغ، بل جاءت خلاصة لجميع مدارس الفقه الاسلامي ولم تذهب بعيداً عنه، وحاولت تقليص فجوات التمييز بما يحافظ على وحدة النسيج المجتمعي.

ولذا أصبح البلد مصدر إشعاع للمدنية في المنطقة. وبدلاً من إستكمال التحول نحو انتاج منظومة مدنية متكاملة، يسير البعض بأتجاه نسف كل مقومات المدنية، منذراً بمخاطر أبشع، حيث يُظهر لنا تفكيره البشع من أن المرأة كائن للمتاجرة والمقامرة السياسية والصفقات الرخيصة، وهو ما تنضح به أروقة البرلمان، التي ترن في أرجائها مساومات " أعطيك قانونا وأعطني قانوناً بالمقابل" دون أي رادع لما يسببه ذلك من خراب، كإنتهاك حقوق المرأة والطفل في التشريعات البرلماطائفية الأخيرة.

هنالك أمثال عراقية شعبية تحمل العبر والمعاني وبالتالي تضرب ولا تقاس، لكن الحكماء يفهمونها بالتأكيد ويحللون أسباب قولها حسب الظرف، وهنا اتذكر المثل ( اداري هواي مثل المي بالصينية )، وللتوضيح أكثر، المرأة العراقية بكل عناوينها (الأم والزوجة والأخت والبنت وشريكة العمل، تجدها تبذل قصارى جهدها كي تكون مثالية لأرضاء الآخرين، ليس لأنها تريد أن تكون مثالية بل لأنها تريد ان تنعم بحياة كريمة ومجتمع يحترمها.

وتاريخياً عرفت المرأة العراقية بجهودها وتضحياتها المستمرة رغم ويلات الحروب والضغوطات والعنف ومرارة العيش، إلّا أنها حافظت على صمودها وأصرت أن تبقى صورتها خلاقة وفي كل المجالات، ولكن هذه المرة يبدو أن موازين الأمور تغيرت بتمادي العقلية الذكورية التي استفحلت وحولت المرأة العراقية من عنصر فعال في بناء المجتمع إلى أداة للضرب تحت الحزام، فقط لأن مصالح الذكور تقتضي ذلك.

وتدرك ملايين النساء العراقيات أن العراق يعيش في أزمة كبيرة تتطلب معالجتها رجالاً يدركون أهمية دور المرأة وضرورتها في استقرار البلد وتقدمه وتنميته. غير أنه وللأسف تفتقد البلاد لحكماء يشغلون المواقع السياسية القيادية والمتنفذة بحيث تشتد الأزمة كل يوم، ويتمادى كل يوم البعض في سياسته غير السليمة لا بل الهدامة مجتمعيا وسياسيا وثقافياً.

ولهذا نبقى نعيش فوضى التشريعات والتصعيد في المزايدات داخل قبة البرلمان، وتشتد حملات الضغط ضد الحراك المدني وتشارك فيه فئات مختلفة، بالاساءة والتشويه والتسقيط والاتهامات الباطلة ومحاولات تسفيه مواقف الرافضين لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188، والمتصدين لسياسات خاطئة وممنهجة همشت دور النساء ورفعت من مستوى العنف بمؤشرات خطيرة، ليس ضدهن فحسب بل وضد كل المطالبين بحقوقهم، وآخر ذلك ما تعرض له الخريجون من قمع واعتداء وحشي والإساءة بكلمات تحط من قيمتهم ومكانتهم العلمية.

هنا ندرك أهمية وحدة النضال والدفاع عن مدنية العراق أولاً، ومكافحة خطر التمييز والنعرة الذكورية الحاكمة، ومضاعفة حملات الضغط وتعبئة الجماهير والتصدي لكل من يتسبب بانتهاكات حقوق الانسان، وأن نسحب الحصانة ممن يُسّخر موقعه البرلماني أو الحكومي لضرب مصالح الشعب والبلد وزعزعة استقراره، ويعرض المجتمع للمزيد من الإنقسامات والويلات.

 

 

الطب العدلي: 421 حالة اعتداء وعنف جنسي خلال النصف الأول من هذا العام

 

متابعة – طريق الشعب

 

كشف تقرير إحصائي حديث لشعبة الوقعات الجنسية في دائرة الطب العدلي، تسجيل 421 حالة اعتداء وعنف جنسي خلال الستة  أشهر الأولى من العام الحالي.

وذكرت مدير شعبة الوقعات الجنسية في دائرة الطب العدلي د. لينا أسعد في التقرير أن "هناك 421 شخصاً وقعوا ضحية الاعتداءات والعنف الجنسي خلال الستة أشهر الماضية وأن أغلب الحالات من النساء". كما أوضحت معطيات التقرير أن نسبة تعرض النساء للتحرش أعلى مقارنة بالرجال اذ تعرضت نحو327 إمرأة إلى الاعتداء والعنف في حين تعرض 94 من الذكور وبمختلف الأعمار.

وأشار التقرير أن مجمل هذه الفئة محالة من الجهات التحقيقية والقضائية والمرسلة بكتاب رسمي يتضمن صورة فوتوغرافية حديثة مختومة بختم الجهة التحقيقية المرسلة للفحص مع ختم الساعد الأيسر بنفس ختم الجهة التحقيقية.

والجدير بالذكر أن شعبة الوقعات الجنسية تعنى بقضايا التعديات الجنسية كالاغتصاب والعنف والاعتداء الجنسي على الأطفال والبالغين من الإناث والذكور ولمختلف الأعمار.

 

 

 

ص9

 

سابالينكا تواصل تقدمها في أمريكا المفتوحة للتنس

نيويورك ـ وكالات

اكتسحت البيلاروسية أرينا سابالينكا نظيرتها الصينية كينوين جينغ في ربع نهائي أمريكا المفتوحة، في اللقاء الذي حضره أسطورة التنس السويسري روجر فيدرر المتوج بلقب البطولة 5 مرات. ونجحت البيلاروسية وصيفة البطولة العام الماضي والمصنفة الثانية، في التفوق على الصينية المصنفة السابعة بمجموعتين دون رد بواقع (6-1) و(6-2) وذلك في غضون ساعة و13 دقيقة في تكرار لنهائي أستراليا المفتوحة هذا العام، لتضرب موعدا في نصف النهائي مع الأمريكية إيما نافارو. وبحسب أرقام "أوبتا"، خسرت سابالينكا أقل من 5 أشواط فقط في مباراة أمام إحدى المصنفات العشر الأوائل عالميا للمرة الثالثة في تاريخها، بعد تفوقها على كوكو جوف في ربع نهائي إنديان ويلز العام الماضي، وتفوقها على ماريا ساكاري في البطولة الختامية العام الماضي أيضا. وباتت سابالينكا أول لاعبة تصل إلى نصف نهائي كل من أمريكا المفتوحة وأستراليا المفتوحة لعامين متتاليين (2023- 2024) منذ الأمريكية سيرينا ويليامز (2015- 2016). وقالت سابالينكا في تصريحات عقب المباراة: "شاهدته (فيدرر) عبر الشاشة الكبيرة، وكان لسان حالي حسنا يجب أن أقدم أفضل تنس لدي حتى يستمتع به، علي إظهار مهاراتي".

 

 

 

العراق يضيّف عُمان في افتتاح تصفيات المونديال

الأسود يسعون الى تحقيق الحلم الغائب منذ 30 عاماً

بغداد ـ طريق الشعب

 

يستعد ملعب البصرة الدولي لاستضافة مباراة من العيار الثقيل، تجمع بين منتخب العراق ومنتخب عمان في الجولة الأولى من الدور الثالث لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026.

وتُقام المباراة اليوم الخميس، حيث ستنطلق صافرة البداية في الساعة السابعة مساءً بتوقيت العراق، والثامنة مساءً بتوقيت عمان.

وقدم المنتخب العراقي أداءً مميزًا في التصفيات المجمعة للمونديال وكأس آسيا 2027، وحقق الصعود إلى الدور الثالث بالعلامة الكاملة من صدارة مجموعته التي ضمت إندونيسيا وفيتنام والفلبين.

على الجانب الآخر، تأهل المنتخب العماني إلى الدور الثالث بعد أن تصدر المجموعة الرابعة برصيد 13 نقطة، متفوقًا على قيرغيزستان الذي حل في المركز الثاني بفارق نقطتين، وماليزيا الذي جاء في المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط.

واختتم منتخبنا الوطني تدريباته بقيادة المدرب خيسوس كاساس الذي من المتوقع أن يبدأ منتخب العراق بتشكيلة مكونة من جلال حسن في حراسة المرمى، وأحمد يحيى، ريبين سولاقا، زيد تحسين، وحسين علي في خط الدفاع.

في وسط الملعب، سيعتمد كاساس على أمير العماري، وأسامة رشيد، ويوسف الأمين، بينما سيقود الهجوم كل من علي جاسم، أيمن حسين، ولؤي العاني أو زيدان اقبال.

على الجانب الآخر، سيتولى المدرب ياروسلاف شيلهافي قيادة منتخب عمان بتشكيلة تضم إبراهيم المخيني كحارس مرمى، مع علي البوسعيدي، محمد المسلمي، أحمد الخميسي، وعبد العزيز الشموسي في خط الدفاع. أما في وسط الملعب، فسيعتمد شيلهافي على المنذر العلوي وحارب السعدي في المركزين الدفاعيين، بينما سيتواجد عبد الرحمن المشيفيري، صلاح اليحيائي، وعصام الصبحي في المراكز الهجومية. وفي خط الهجوم، سيكون محسن الغساني هو المهاجم الرئيسي.

ويتوقع ان تشهد المباراة حضورا جماهيريا كبيرا لمؤازرة المنتخب العراقي في بداية مشواره في تصفيات المونديال على أمل تحقيق الحلم الغائب منذ 30 عاما.

 

فينيسيوس محذراً من العنصرية:

على إسبانيا التخلص منها قبل استضافة المونديال

مدريد ـ وكالات

 

أطلق البرازيلي فينيسيوس جونيور، نجم ريال مدريد، تصريحات جدلية حول كأس العالم 2030، التي ستقام في إسبانيا والمغرب والبرتغال، وطالب بسحب ملف التنظيم في حالة واحدة.

وتقام بطولة كأس العالم 2030 بملف مشترك يجمع بين المغرب وإسبانيا والبرتغال.

وعانى فينيسيوس من العنصرية في الملاعب الإسبانية، ودخل في أزمات عديدة مع الجماهير، لعل أبرزها واقعة ملعب ميستايا، والتي أسفرت عن صدور أحكام ضد عدد من أفراد جماهير فالنسيا.

وقال فينيسيوس، في تصريحات نشرتها صحيفة "ماركا" الإسبانية: "إذا لم يتم التخلص من العنصرية في إسبانيا قبل عام 2030، فيجب نقل كأس العالم إلى مكان آخر".

وأضاف: "لدينا الوقت الكافي للغاية من أجل التغيير حتى عام 2030، وآمل أن تتمكن إسبانيا من فهم مدى خطورة إهانة شخص بسبب لون بشرته".

وتابع: "إذا لم تتغير الأمور في عام 2030، أعتقد أنه يتعين علينا تغيير مكان إقامة كأس العالم، لأنه إذا لم يشعر اللاعب بالراحة والأمان في اللعب في بلد يمكن أن يعاني فيه من العنصرية، فإن الأمر يصبح معقدًا للغاية".

وأكمل: "أريد أن أفعل كل ما في وسعي لتغيير الأمر، لأن هناك الكثير من الناس في إسبانيا - وهم الأغلبية - ليسوا عنصريين، فهناك مجموعة صغيرة تؤثر على صورة بلد من الجيد جدًا العيش فيه".

وأكد: "أحب اللعب لريال مدريد، وكذلك أحب العيش في إسبانيا، لديها أفضل الظروف لأعيش هنا مع عائلتي، ولكن نأمل أن تتحسن الأمور، لقد حدث ذلك بالفعل، ولكن يمكن أن تتحسن أكثر من ذلك بكثير، وبحلول عام 2030، يمكن ويجب أن تنخفض حالات العنصرية والتمييز".

وواصل نجم ريال مدريد: "نتحدث عن ذلك كثيرًا في النادي، ليس أنا فقط، ولكن جميع اللاعبين اتفقوا على أنه في حالة حدوث أي موقف عنصري آخر، سيتعين علينا جميعًا مغادرة الملعب، لإجبار كل الأشخاص الذين أهانونا على مواجهة عقوبة أكبر بكثير".

وأردف: "حاليًا، ربما هناك بعض المشجعين العنصريين، لكنهم يخشون التعبير عن أنفسهم في ملعب كرة القدم وفي الأماكن التي توجد بها العديد من الكاميرات، وبهذا سنتخلص من العنصرية شيئًا فشيئًا".

وختم: "بالطبع، لن نتمكن من وضع حد لذلك، لكنني سعيد بالفعل لأنني قادر على تغيير عقلية إسبانيا".

 

 

14 أيلول الحالي

موعد انطلاق دوري السلة

متابعة ـ طريق الشعب

 

أعلن الاتحاد العراقي لكرة السلة، أمس الأربعاء، عن موعد انطلاق دوري المحترفين لكرة السلة وإقامة مباراة كأس المثابرة بين بطل الدوري والوصيف للموسم 2023-2024. وقال رئيس الاتحاد حسين العميدي، إن "الاتحاد حدد يوم 14 من شهر ايلول الحالي موعداً لانطلاق الموسم السلوي 2024-2025، و12 من الشهر ذاته لإقامة مباراة كأس المثابرة بين بطل الموسم الماضي والوصيف والتي تقام في كل عام قبل انطلاق الدوري والتي ستجري بين فريقي الدفاع الجوي بطل دوري الموسم السابق والوصيف فريق الكرخ". وأضاف، أن "مباراة كأس المثابرة ستقام يوم الخميس الموافق يوم 12 من ايلول الحالي عند الساعة 7:00 مساءً في قاعة الشعب للألعاب الرياضية". وأشار إلى أن "دوري المحترفين للموسم الرياضي 2024-2025، سيكون بمشاركة 11 ناديا عراقيا هي، الدفاع الجوي، الكرخ، الشرطة، دجلة الجامعة، زاخو، الحشد الشعبي، الحلة، الكهرباء، غاز الشمال، دربندخان، التجارة". ولفت إلى ان "الاتحاد بالتعاون مع لجنة الحكام المركزية سيجري اختبارات للحكام وذلك يوم الجمعة المقبل عن الساعة 10:00 صباحاً في قاعة الشعب للألعاب الرياضية استعداداً للموسم السلوي الجديد".

 

 

ناشئات العراق يبدأن تحضيراتهن في زاخو استعداداً لبطولة غرب آسيا

بغداد ـ طريق الشعب

 

دشن منتخبُ الناشئات دون 16 عاماً لكرة القدم تحضيراته المبكرة لبطولةِ كأس غرب آسيا التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في شباط المقبل، بالدخول في معسكرٍ إعدادي هو الأول من نوعه في مدينةِ زاخو بمحافظة دهوك.

وقال مديرُ منتخب الناشئات علي عباس في بيان أمس الأربعاء: إن " تجمع لاعبات منتخب الناشئات سيستمر حتى التاسع من الشهر الحالي في مدينة زاخو وتحديداً في ملعب كلية التربية الرياضية في جامعة زاخو وبالتنسيق مع مدير النشاط الرياضي مهفان سكفان خالد"، مبيناً أن" المعسكر يأتي استعداداً لبطولةِ كأس غرب آسيا بالمملكة العربية السعودية للناشئات تولد (2008 و2009)".

وأضاف أن" البطولة ستقام للفترة من السابع وحتى الخامس عشر من شباط 2025، وكذلك تصفيات كأس آسيا من الفئة نفسها التي تقام للفترة من 27 نيسان وتستمر حتى الخامس من أيار 2025”، موضحاً أن " إقامةَ المعسكر التدريبي تعد أولى خطوات برنامج إعداد المنتخبات النسوية المبكرة للاستحقاقات المقبلة، وإتاحة الفرصة الفنيّة للملاك التدريبي لمتابعة اللاعبات ومستوياتهن قبل الدخول في المشاركات الرسمية".

 وتابع عباس أن" الجهاز الفني لمنتخب الناشئات بقيادة المدرب علي حسن يسعى إلى تنفيذِ أجندة إعداده للاعبات، وإقامة معسكرات تدريبيّة وخوض مباريات لتكون الصورة أوضح لديه مع اقتراب موعد المشاركة في البطولةِ الإقليمية قبل تصفيات كأس آسيا".

 

 

لتتضافر الجهود من أجل التأهل لكأس العالم

 

 

منعم جابر

 

 

شعبنا يعشق الرياضة وخاصة لعبتها الشعبية الأولى كرة القدم، والبعض يطلق علينا أن (العراق هو برازيل العرب) لأننا انغمسنا بكرة القدم وعشقناها وتعلم كل أطفالنا فنونها وأصولها وتحولت شوارعنا وازقتنا إلى ميادين وساحات لكرة القدم. لكننا وللأسف نجد أن الكثير من مشاكلنا وهمومنا تنعكس في لعبة كرة القدم، ومع الظروف التي عشناها وقساوة الأيام كنا قد حققنا التأهيل لنهائيات كأس العالم لمرة واحدة فقط عام 1986 ونجحنا في الحصول على بطولة آسيا مرة واحدة عام 2007 وحققنا الموقع الرابع في أولمبياد أثينا عام 2004 وكانت هذه أرفع البطولات بكرة القدم، لهذا تجدنا اليوم نسعى للتأهل إلى نهائيات كأس العام 2026 والتي ستقام في (الولايات المتحدة وكندا والمكسيك). وبهذه المناسبة نجد أن فرصتنا للتأهيل إلى نهائيات كأس العالم هي الفرصة الأحسن بعد التطور الكبير في مستوانا الكروي حيث حققنا أحسن الإنجازات في المرحلة الأولى وقدم لاعبونا أحسن المستويات والفنون الكروية وحصل تجانس وانسجام بين لاعبينا المحليين وابنائنا المحترفين ممن تواجدوا في بلدان المهجر كل ذلك ساهم بتطور مستوانا الكروي حيث قدم أبناء الرافدين مستويات راقية بسبب مشاركة البعض منهم في بطولات ودوريات متقدمة مثل  الدوري الإنكليزي والدوري الهولندي والدوري البلجيكي إضافة إلى الدوري السعودي والدوري القطري. إن مشاركة لاعبينا في هذه البطولات والدوريات المتقدمة هي فرصة كبيرة ومواتية للتقدم والنجاح وعكس الصورة الزاهية عن اللاعب العراقي وقدراته ومستواه، إضافة إلى المستويات الجينية للاعب المحلي والذي تقدم مستواه بفضل نجاح الدوري المحلي وتطور مستواه الفني والبدني. إضافة إلى تواجد طاقم تدريبي إسباني محترف تم التعاقد معه لأربع سنوات قادمة وبهذا العمل كنا قد وضعنا قدمنا الأولى على الطريق الصحيح. إن لاعبينا المحترفين في بلاد المهجر والمحليين في داخل الوطن ومن خلال الدعم الرسمي والشعبي تعاهدوا على تقديم أحسن المستويات والفنون الكروية والتي ترفع من سمعتهم في الملاعب والساحات الرياضية ويكونون سفراء للوطن وحريصين على سمعته والوانه الكروية.

إن خوض المنافسات الكروية بقوة واقتدار هو واجب وطني وشرف رياضي يقدمه أبطال الرياضة ونجوم كرة القدم في الميادين دفاعاً عن مستواهم وحرصاً على سمعتهم الكروية. علماً أنكم قدمتم خلال التصفيات الأولية حيث نجحتم في حصاد جميع نقاط المنافسات في الجولة الاولى حيث حققتم الفوز في كل المباريات وانتقلتم للمرحلة النهائية حيث تلتقون أمام فرق كوريا الجنوبية وعمان والكويت وفلسطين والأردن وسيكون افتتاح الجولة الأولى أمام الفريق العماني الشقيق في 5/9 وبعدها أمام المنتخب الكويتي في الكويت، مقدمين للفريق الزائر العون والترحيب العالي ومؤكدين على أن الرياضة قيم عالية والفوز في المباريات مطلوب ولكن تبقى القيم والمبادئ الرياضية التي نعيشها في المنافسات هي قيم عليا نعمل على دعمها واسنادها ونمارسها لأننا نجد أن الأنسان خلق وتربى لها ومن أجلها. ولهذا نقول لجماهيرنا الحاضرة إلى الملاعب والساحات العراقية عليكم بالتشجيع والدعم الملتزم والمنضبط وان تسود الروح الرياضية كل أشكال الدعم والتشجيع وعلى جمهورنا الرياضي الالتزام بالروح الرياضية والابتعاد عن كل ما يسيء إلى قيم الرياضة ومبادئها.

 

ص10

 

«أجساد بطولية».. تأريخ قمع المرأة السودانية وثورتها

 

أريج جمال

 

في وقت تتعرض فيه المرأة السودانية لانتهاكات عديدة وأليمة ما بين الترويع والقتل والاغتصاب والتهجير وغيره، على خلفية الحرب الأهلية الدائرة في السودان، استضافت “سينما زاوية” في وسط القاهرة، عروض الفيلم التسجيلي السوداني “أجساد بطولية”. وكأن الفيلم بمشاهده، ومشاهديه، يقول بطريقة ما إن الحياة، رغم الفظاعة، لم تنتهِ، وإن ثمة فصولا جديدة من تاريخ هذا البلد، ستستأنف النساء السودانيات كتابتها، كما رأيناهن في الفيلم يفعلن طوال العقود الماضية.

قد يتصور المتفرج على الفيلم والقارئ عنه بداية، ومقارنة بتردي الوضع الحالي في السودان، أن مثل هذا العمل التوثيقي ذي التوجه النسوي، لا يمكن أن يقدم إلا مشاهدة مؤسفة ولا يمكن أن يبعث على التفاؤل، بل الأجدر بالفرجة أن تكون فاتحة للجراح. الجراح التي رُسمت حول الجسد الأنثوي وفي قلبه، لا السوداني فحسب، بل العربي عموما. لكن واقع المشاهدة بعيد عن هذا التخيّل التشاؤمي. صحيح أن الفيلم يتناول ما تعرضت له إناث ذلك البلد، من قمع وقهر واستلاب، باسم العادات والتقاليد والشرف، إلا أنه يستكشف بالمثل مواطن التمرد، الصامت منها والمعلن. بل يدعونا في لحظات معينة حتى إلى الضحك، ونحن نصغي إلى شهادات النساء السودانيات على التاريخ الشخصي والعام، كما يمكن أن نصغي إلى جداتنا القريبات، بالمتعة نفسها والإجلال.

 

أساس بحثي

والواقع أن “أجساد بطولية”، كما تتحدث عنه مخرجته سارة سليمان، ينهض على بحث أكاديمي أجرته في إحدى جامعات لندن بعنوان “سياسات الجسد في عملية التحرر في الحركة النسوية السودانية”، وأنها أرادت من بعد إتمام عملها الأكاديمي أن تحوِله إلى فيلم سينمائي، والمعروف أن الفيلم قادر بطبيعة الحال على الوصول إلى قطاعات أوسع من الجمهور، خارج الأوساط الجامعية. يغطي البحث تاريخيا الفترة من أوائل القرن الماضي، إلى أوائل السبعينات، وتهديه المُخرِجة إلى ذكرى أختها رندة.

يدخل “أجساد بطولية” مباشرة في الموضوع، وتستهل هادية حسب الله، الناشطة النسوية الشابة، الكلام عن رموز تاريخية من الحركة النسوية السودانية، كالسيدة عزة التي يُنسب إليها السودان كله، وكانت حسب الفيلم، أول امرأة تتعرض للتعذيب السياسي على يد المستعمر الإنكليزي، لمشاركتها في أعمال المقاومة. بدءا من هذه اللحظة التعريفية، بهذا الوجه الأنثوي من السودان، نتبين مزاج الفيلم الذي يبحث عن النقطة المضيئة وسط كل عتمة. وترافق الأحداث التي ترويها الناشطات، موسيقى أغنية الفيلم “سلام” التي تغنيها نانسي عجاج، بمعنى سلام على أولئك النسوة المقاومات في الماضي والحاضر، وألحان الأغنية من المقام الكبير، الذي يبعث على الابتهاج والأمل رغم الألم.

بصريا يعوض الفيلم السكون الحركي للكاميرا أمام الشاهدات وحكاياتهن بأرشيف ضخم من الصور والمقاطع المصورة التي عثرت عليها المخرجة سارة سليمان في المؤسسات السودانية النسوية والجامعات في لندن. يستعرض المونتاج هذا الأرشيف، الذي نرى في غالبية الأحيان آثار الزمن عليه، جنبا إلى جنب أصوات الراويات وقصصهن وجلساتهن المستريحة في بيوتهن. والبيت هو مكان المرأة الأول وفقا للمفهوم الشعبي، وبين جدرانه عادة ما تُنسج الحكايات الخيالية، التي تؤسس المرأة عبرها سلطتها البديلة للسلطة الذكورية الخارجية. لكنه يحمل هنا قوة مزدوجة، إذ تُنسج في زمن الفيلم، وبين جدرانه، حكايات حقيقية عن بطلات واقعيات ضد الهيمنة الذكورية. حكايات يمكن رؤيتها وصفات تمرد ضد البالي من الأفكار التي انهوست بالجسد الأنثوي، سلبيا، وكبلته هو وصاحبته بالشرور والسلاسل.

 

أذى متوارث

يوثق الفيلم – ضمن ما يوثق – عددا من العادات المتوارثة التي امتهنت الجسد الأنثوي وعرضته على الملأ باعتباره سلعة يباهي بها. كعادات الزواج مثلا، في ثلاث ليال ترقص خلالها المرأة لزوجها وعائلته والضيوف، بينما يمسكها زوج بحبل حتى تسقط مغشيا عليها. وكذلك يعرض لـ”الرحط”، وهو زي كان يُظهِر بطريقة معينة مفاتن المرأة، التي تضطر إلى كشفها باستمرار حتى يأتي من يطلب يدها، كما تروي الناشطة النسوية فاطمة القدال. توقفت مراسم الزواج القاتلة للنساء بهذا الشكل في الستينات، وهوجم أوائل الذين تخلوا عنها، وتبنوا مراسم الزفاف المعهودة حاليا، واتُهموا بأنهم يقلّدون المصريين، في إشارة إلى التخلي عن الأصل.

وتتوصل البروفسورة فاطمة بابكر محمود، مؤسسة منظمة تحرير المرأة الأفريقية، إلى خلاصة “أن المرأة السودانية لا تملك جسدها”، وإلى أن المجتمع، الذي تعرض إلى تاريخ طويل من الاستعمار، كان يحول هذا القهر تلقائيا على أجساد النساء، ويقنعهن في الآن نفسه، بأن هذه العادات كانت لمصلحتهن.

ومثل أيضا طريقة الولادة بالحبل، وكانت شائعة قبل ظهور مدرسة “الدايات” أو القابلات، وفيها كانت تتعلق المرأة بحبل يتدلى من السقف، بينما ينجذب الوليد الى أسفل، وقد يخرج بأجزاء من الرحم الداخلي للأم. ويرتبط شيوع مثل هذه العادات وقبولها من جهة المرأة، برفض المجتمع عموما تعليم النساء، هذا الرفض الذي اخترقه الشيخ بابكر بدري، حين سعى إلى تأسيس نظام تعليمي كامل للبنات. التعليم الذي يفرز لاحقا رائدات أخريات من النسويات السودانيات، وبدورهن سيناهضن الاستبداد على يد الحكام العسكريين للسودان.

 

الزار مسرحا للتمرد

ومع ذلك، فإن قلة من الرجال ساندت حقا المرأة السودانية في مسائل التعليم والنضال لاستعادة الحقوق والعمل، غير الشيخ بدري. ويفسر الطبيب النفسي د. عبد الله عابدين، هذا النكوص من جانب الرجال، بأنهم رأوا أن تعليم النساء سيؤدي إلى منافستهم في سوق العمل. من جانب ثان، شجع التعليم والثقافة وإصدار الصحف النسوية كمجلة “صوت المرأة”، التي أصدرها الاتحاد النسائي السوداني، شجع التراجع عن قبول العادات المسيئة للمرأة جنسيا، كعادات الختان والعدل، وكان الرجل المستفيد الوحيد منها.

ويتحدث د. عبد الله عابدين عن الزار، بوصفه مساحة كانت تؤدي فيها المرأة (المسكونة بالأرواح) فقرات من الرقص الحر والغناء، وكانت تلبى فيها طلباتها، مهما كانت غريبة أو معادية لعادات المجتمع، كرغبتها في التدخين أو في الخمر، باعتبارها طلبات الجن الذي يسكنها. وكأن المرأة حين تقول إنها مسكونة تطالب بحرية زائلة. ويربط عابدين بين شيوع الزار وقوته، وبين الوضع المتردي للمرأة اجتماعيا، باعتباره وسيلة للتمرد الناعم والتنفيس. من ناحية أخرى، اجتذب الزار كساحة فنية آخرين من المهمشين والمنبوذين اجتماعيا.

وسط هذا الزخم من التحليلات والقصص، كان يمكن للمشاهد أن يضيع لولا مونتاج الفيلم لعماد ماهر، ورؤية المخرجة التي تجسدت من بين عناصر عديدة، بالمشاهد الممثلة للشابة السودانية الساكنة وراء القضبان، وهي مشاهد تتخلل الفيلم وحكيه، وينتهي بتحرر موازٍ لهذه السيدة. أحيانا أخرى، كان يعوض غياب المادة التسجيلية، برسومات ولوحات لفنانيين سودانيين تترجم التاريخ إلى صور تعبيرية.

وتروي فاطمة بابكر محمود، حكاية ختانها الشخصية والأليمة، وتراها علامات للقهر المبكر التي يتركها المجتمع على أجساد نسائه، وتربطها شهادات أخرى بعادة “الشلوخ”، وهي جراح طولية كانوا يشقون بها وجوه النساء، وهم يقنعون الفتيات الصغيرات أنها علامات على الجمال، إلى أن تختبر الطفلة صدمتها (مثلما اختبرت من قبل صدمة الختان)، وتعيش ألم هذه الجراح التي تظل مفتوحة وملوثة لزمن طويل، كي تتخذ في النهاية هذا الشكل الذي يرونه جميلا في دلالته على القبيلة، ويمكن أن نراه على غلاف رواية “الغرق” للكاتب السوداني حمور زيادة.

يتوقف “أجساد بطولية” عند مناضلات بعينهن. كالسيدة سعاد إبراهيم أحمد، التي أضربت عن الطعام وهتفت ضد سلطة النميري، وصارت رمزا لا ينسى في الحركة النسوية السودانية ومطالبها بالحقوق السياسية. نضال من نوع آخر، تحكي عنه المطربة هادية طلسم، عضوة أول فرقة غنائية نسائية سودانية، هي فرقة “البلابل”. كان ظهور الفرقة ثورة، دفعت المطربات الثلاث أخوات ثمنها بالتعرض الدائم للتحرش والإساءة في الشارع. وكأن الانتهاك عقاب على الغناء، وبالتالي التمرد.

ما يقود إلى هذه الخلاصة، التي تقولها إحدى الراوايات، إن جسد المرأة السودانية، ظل لوقت طويل جسدا معاقَبا، ما يفسر تمرده المعاصر، وإصرار النساء السودانيات على تقدم صفوف الثورة السودانية عام 2019، في الصور التي تداولها الإعلام، وأمست أيقونات تتحدّث عن صوت المرأة السودانية باعتباره “ثورة” لا عورة.

على أي حال، تغلب نبرة الأمل على صوت المتحدثات في الفيلم، ويتجلى التفاؤل، فالأجساد البطولية هي التي تحملت الجراح بأشكالها كافة، وهي التي تخلق تحررها الخاص، وهذا الفيلم من بين أفلام أخرى، هو وسيلتها. صحيح أن “أجساد بطولية” بطابعه الأنثروبولوجي، يتحدث حصرا عن الأحوال السودانية، إلا أن نضاله يستدعي نضالات نسوية أخرى في المجتمعات العربية، وينبه إلى ضرورة تسجيلها، كي لا يُنسى القهر، كما لا تُنسى البطولة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة “المجلة” – 13 آب 2024

 

 

موسوعة النساء التونسيات: استكمال ما بدأه حسن

 

حسني عبد الوهاب

 

“أول مرجع علمي شامل يؤرخ للاستثناء النسائي التونسي، ويخلّد تاريخ نساء تونس ورائداتها في جميع الميادين وخلال مختلف العصور”. بهذه العبارات، يعرّف “مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة” في تونس العاصمة الموسوعةَ الرقمية التي أطلقها الخميس الماضي بعنوان “موسوعة النساء التونسيات: مائة امرأة وامرأة”، بهدف “التعريف بالمسارات المتفردة للنساء التونسيات وتخليد أدوراهن الريادية”.

تأتي الموسوعة الرقمية (www.encyclopediefemmes.tn) باللغة العربية مع ترجمة إلى اللغتَين الفرنسية والإنكليزية، وتحتوي نحو 128 سيرة ذاتية لنساء تونسيات في مجالات التاريخ والآداب والفنون والعلوم والنضال النسائي، موزعة على حقب تاريخية مختلفة، تبدأ “من الماضي البعيد على غرار علّيسة والكاهنة وأروى القيروانية وفاطمة الفهرية والجازية الهلالي إلى الحاضر الراهن مثل ميّة الجريبي وأحلام بالحاج ولينا بن مهنّي ونجيبة الحمروني وغيرهن من الأيقونات الفاعلات عبر التاريخ”.

تمثّل مضامين المنصة جزءا من كتاب صدر في 2021، وأنجزته لجنة علمية أشرف عليها الباحث والأكاديمي مبروك المنّاعي، وتتألف من عشر باحثات وباحثين؛ هم: أم كلثوم بن حسين، ومنجي بورقو، وزهية جويرو، ونورالدين الدقي، ومنيرة شابوتو، وفاروق العمراني، وسامية القصّاب، وسلسبيل القليبي، وسنيا مبارك، ومحمد محجوب؛ حيث عُهد لكل واحد منهم تنسيق محور من محاور الموسوعة الخمسة: الآداب والفنون، والحضارة والتاريخ، والعلوم الاجتماعية والقانونية، والعلوم التجريبية والطبية، والالتزام والنضال في الحياة العامة، فيما عهد بتحرير المضامين ومراجعتها إلى مجموعةٍ تضم 67 باحثاً وأكاديمياً من تخصصات مختلفة.

تتوزّع السير في الموسوعة حسب مجالات عمل كل امرأة، مع إمكانية الوصول إليها عبر الترتيب الأبجدي؛ حيث تضيء السير محطات بارزة من حياة المترجَمة وعملها مع صورة أو رسمة لها. ومن بين نساء الموسوعة: المناضلة أسماء بلخوجة (1930 - 2011)، والمناضلة راضية الحداد (1922 - 2003)، والطبيبة والمناضلة النسوية والحقوقية والنقابية أحلام بلحاج (1964 - 2023)، والمحامية والمناضلة النسوية والحقوقية جيزال حليمي (1927 - 2020)، والمناضلة رفيعة برناز (1922 - 2011)، والممثّلات جميلة العرابي (1917 - 1993)، وخديجة السويسي (1944 - 2018)، وحبيبة مسيكة (1903 - 1930)، والفنّانة المسرحية رجاء بن عمار (1954 - 2017)، والكاتبة هند عزوز (1926 - 2015)، والسينمائية كلثوم برناز (1945 - 2016)، والشاعرة فاطمة بن فضيلة (2014 - 1920)، والمهندسة المعمارية المتخصّصة في العمران الحضري سامية العكروت يعيش (1955 - 2015)، وتوحيدة بن الشيخ (1909 - 2010) التي تعرّفها الموسوعة بأنّها رائدة الطب وطب النساء والتوليد في تونس والمغرب العربي.

وتتضمن المنصة مقدّمة يرد فيها أن الموسوعة تمثّل مشروعاً يقوم أساساً على “التذكّر المستمر بشكل يمكّننا، مع كل تحيين وإثراء، من التقليص مِن عدد المنسيّات في التاريخ الاجتماعي التونسي”، وأن “كتابة التاريخ كثيراً ما تشهد ظاهرة التغييب لاعتبارات نجد صداها في السياق التاريخي الذي تمت فيه كل كتابة لمرحلة تاريخية ما”.

وتشير الأكاديمية ثريا بالكاهية، وهي مديرة “مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة”، في تقديمها للموسوعة، إلى أن الأخيرة تندرج ضمن إسهامات المركز في “حفظ الذاكرة النسائية ورعايتها ونقلها إلى الأجيال القادمة، باعتبار أن كل الحقب الزمنية قد تمت تغطيتها اعتماداً على مدونة متنوعة من الوثائق الأثرية والأدبية والمخطوطات”، مُضيفة أن الموسوعة ستتولّى تدوين مسارات عدد من النساء التونسيات البارزات، والإضاءة على مسيراتهن الشخصية والمهنية وأدوارهن في مقاومة الاستعمار الفرنسي ودعم الحركة الوطنية وفي مجالات السياسة والفكر والأدب والفنّ والعلم والقانون والحقوق النسائية، وعلى الصعوبات التي واجهنها والنجاحات التي حققنها.

وتلفت بالكاهية، أيضاً، إلى أن الموسوعة لم تكتف بالمصادر المكتوبة، بل اعتمدت كذلك المصادر الشفوية “التي كانت ضرورية لإبراز نضالات العديد من النساء اللاتي تواجدن في الصفوف الأولى ضمن حركة النضال المسلح؛ سواء كان ذلك في الفترة الاستعمارية، عبر إسناد الحركة الوطنية، أو في المعارك التي اندلعت مباشرة بعد الاستقلال، ونذكر معركة الجلاء خاصة”.

تورد المنصة، كذلك، تقديماً مطولاً لمبروك المنّاعي، يذكر فيها أن الموسوعة تستكمل عملاً قام به المؤرخ التونسي حسن حسني عبد الوهاب (1884 - 1968) في كتابه “شهيرات التونسيات: بحثٌ تاريخي أدبي في حياة النساء النوابغ بالقطر التونسي من الفتح الإسلامي إلى الزمن الحاضر” الذي صدر عام 1917، ثم أعاد “مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة” إصداره عام 2020 في طبعةٍ مزيدة برسومات فنية.

يشير المنّاعي إلى ريادة عبد الوهاب في التوثيق لسيَر النساء التونسيات. لكنه يلفت إلى أن كتابه بات اليوم في حاجة إلى الاستكمال، وذلك “باستدراك ما قبله وبإضافة ما بعده”؛ ذلك أن “كتابه قد ابتدأ بما سمّاه “الدور العربي”، فأهمل ما سبق ذلك من تراجم نوابغ النساء التونسيات خلال الأدوار التاريخية السابقة، ثم انتهى بما سماه “الدور الحسيني”، وقد ختمه بترجمة فاطمة عثمانة (النصف الثاني من القرن التاسع عشر). ويذكر المنّاعي، في هذا السياق، أن عبد الوهاب عبر عن رغبته في أن يجيء بعده من يواصل عمله؛ حيث كتب في مقدمة الطبعة الثانية من كتابه (صدرت عام 1965): “والأمل وطيد أن يضاف قريباً إلى تراجم السابقات “نابغات معاصرات” يثبتن ما لتونس الناهضة من السمعة الحميدة والشهرة البعيدة والسيرة المثلى في مشارق الأرض ومغاربها”.

ما يميّز “موسوعة النساء التونسيات” عن “شهيرات التونسيات” لحسن حسني عبد الوهاب، وفق المنّاعي، هو تجاوز فكرة “كتاب تراجم” إلى “تأليف ذي طموح أشمل وأعمق تتجاوز المواد والمداخل في نطاقه معطياتِ “السير” إلى العناية بـ”المسارات” والآثار، على أن من مبادئ التأليف الموسوعي وخصائصه أن يكون مفتوحاً أبداً، منذوراً للإضافة والإغناء، سواء بزيادة مداخل ومواد تقتضيها الحادثات أو بإغناء الموجود ومراجعته في ضوء المستجدات”. ويضيف الباحث: “ارتأينا أن يكون مدى اختيارنا الزمني لنساء الموسوعة ممتداً من بداية تاريخ تونس الموثق المعلوم إلى زماننا هذا، كما ارتأينا أن يكون المترجَم لهن متوفيات لأن مسارهن اكتمل”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“العربي الجديد” – 4 آب 2024

 

 

«ما بعد» يضيء سماء لوكارنو بجائزتين

 

حقق فيلم “ما بعد” للمخرجة الفلسطينية مها حاج إنجازا في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي 77، حيث حصد جائزتين مرموقتين، مما يعكس التقدير الكبير الذي حظي به العمل من قبل النقاد والجمهور على حد سواء. ويعتبر مهرجان لوكارنو، الذي يقام في سويسرا، واحدا من أبرز المهرجانات السينمائية في العالم، حيث يجذب صناع السينما والمشاهدين من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة سينمائية فريدة في أجواء خلابة بين البحيرة والجبال.

“ما بعد” هو عمل سينمائي قصير يعكس قوة الروح الإنسانية في مواجهة الصعوبات. تدور أحداث الفيلم في خلفية الإبادة في غزة، حيث يقدم رثاء وشهادة على الصمود البشري في عالم تملؤه المعاناة. يتناول الفيلم قصة سليمان ولبنى، ويعتبر تذكيرا مؤثرا بالقوة السحرية والقدرة غير المحدودة للخيال البشري. من خلال سرد قصصي مستقبلي، يسلط الفيلم الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في ظل الظروف القاسية، وكيف يمكن للخيال أن يكون ملاذا من الواقع الأليم.

حصل الفيلم على جائزتي Pardino d’Oro Swiss Life، وهي جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير، وجائزة لجنة تحكيم الشباب المستقلة. وقد تم تسليم الجائزتين للمخرجة مها حاج خلال حفل الختام الذي أقيم في المهرجان. استقبل الجمهور الفيلم بحفاوة كبيرة، وتلقى إشادة نقدية واسعة، حيث وصفه الناقد محمد رضا بأنه أحد أفضل الأفلام التي شاهدها هذا العام. أشاد النقاد بالأداء التمثيلي في الفيلم، واعتبروا أن كل عنصر في الفيلم كان في مكانه الصحيح، مما ساهم في خلق إيقاع متنقل ومتوازن بدون استعجال للوصول إلى المفاجآت التي يحملها الفيلم.

في تصريحاتها بعد الفوز بالجائزة، أعربت المخرجة مها حاج عن سعادتها الكبيرة بهذا الإنجاز، مشيرة إلى أن الفيلم يمثل شهادة على قوة الروح الإنسانية التي لا تُقهر. وأكدت أن “ما بعد” هو نتاج جهد جماعي لفريق العمل، وأنه يعكس التزامهم بتقديم قصة مؤثرة وملهمة. وأضافت أن الفيلم يسعى إلى تقديم رؤية جديدة، من خلال التركيز على الأمل والإبداع كوسيلة للتغلب على الصعاب.

يعتبر فوز “ما بعد” في مهرجان لوكارنو إنجازا مهما للسينما الفلسطينية، حيث يفتح الباب أمام المزيد من الأعمال التي تعكس صوت الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال وتروي قصصه للعالم. كما يعزز هذا الفوز مكانة مها حاج كمخرجة مبدعة قادرة على تقديم أعمال ذات جودة عالية.

يُذكر أن مهرجان لوكارنو، الذي يقام في مدينة لوكارنو السويسرية، يعد من أقدم المهرجانات السينمائية في العالم، حيث تأسس في عام 1946 ويستمر في جذب أفضل المواهب السينمائية من جميع أنحاء العالم.

تعد هذه الجائزة إضافة جديدة إلى سجل حاج، حيث سبق أن حصلت على جوائز في مهرجانات سينمائية دولية. ويعكس نجاح “ما بعد” التقدير العالمي للسينما الفلسطينية وقدرتها على تقديم قصص مؤثرة ومُلهمة في واقع صعب تحت الاحتلال. ومن المتوقع أن يفتح هذا الفوز آفاقا جديدة للفيلم، حيث قد يتم عرضه في مهرجانات سينمائية أخرى حول العالم، مما يتيح لجمهور أوسع فرصة التعرف على العمل والاستمتاع به. كما أن فوز “ما بعد” لا يقتصر على الجانب الفني فحسب، بل يمتد ليشمل تأثيرا ثقافيا وإعلاميا، فقد سلطت وسائل الإعلام الضوء على الفيلم، مما ساهم في تعزيز الوعي بالقضايا التي يتناولها، وأثار نقاشات حول دور السينما في تسليط الضوء على إبادة جارية علنا. كما أن هذا النجاح يعزز من مكانة السينما الفلسطينية على الساحة الدولية، ويدفع بالمزيد من المخرجين والمنتجين الفلسطينيين إلى تقديم أعمالهم في المحافل العالمية.

وتواجه السينما الفلسطينية تحديات عديدة، منها القيود المفروضة على الحركة والتصوير من قبل واقع الاحتلال، بالإضافة إلى نقص التمويل والدعم بسبب هشاشة المؤسسات الرسمية الفلسطينية. ومع ذلك، فإن نجاح “ما بعد” يعكس قدرة الفنانين الفلسطينيين على تجاوز هذه العقبات، والإصرار على تقديم أعمال ذات قيمة فنية وإنسانية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“ضفة ثالثة” – 20 آب 2024

 

 

ص11

 

الجديد في المكتبة

 

- فضاءات النص/ الكتاب الجديد للناقد ياسين النصير، صدر عن دار اهوار – بغداد.

- نيران الرغبة.. وليم شكسبير/ كتاب من تأليف رينيه جيرار، ترجمة منجد الاميري. اصدار: دار اهوار- بغداد.

- ذاكرة الكتابة/ مقاربات معرفية في الخطاب النقدي للدكتورة بشرى موسى صالح. تقديم وتحرير سعد التميمي و د. بشرى موسى صالح. اصدار: دار اهوار- بغداد.

- الاغتراب الجميل/ فصول غير مروية من سيرة بغداد الثقافية والاجتماعية- تأليف علي عبد الأمير عجام، اصدار: دار الرافدين – بغداد.

- كتاب الحب/ ديوان الشار عبد العظيم فنجان. صدرت طبعته الرابعة عن دار كوديا/ بغداد.

- وليد شيت وفن المضمون/ كتاب من تأليف علي إبراهيم، صدر عن جمعية التشكيليين العراقيين.

- خريف الشرق/ رواية راسم الحديثي. صدر عن دار الجواهري- بغداد.

 

 

نقابة الفنانين العراقيين.. والمهام القادمة

 

لا شك في إن العمل النقابي بمختلف توصيفاته وفي سياقه الطبيعي والافتراضي يصب في خدمة الأعضاء، بوصفه صوتاً معبراً عن مصالح المجموع. وهذا يمنحه شرعية المطالبة بالحقوق التي تتكفل الدولة (وليس الحكومات) بتأمينها وفق قوانين وأنظمة داخلية.

بيد إن بعض المؤسسات النقابية لا تتبع المسالك الصحيحة، ويقترن أداؤها بالمزاجية والمنافع الشخصية، أو ترتمي في أحضان السلطة لتكون جزءاً من دعاية مجانية لها وواحدا من أبواقها. وهذا بعكس ما تشكلت كنقابات من أجله. وهو ان تكون مؤسسة وطنية، لا تميل للسلطة مهما كانت طبيعة هذه السلطة.

ولعل الجدل الدائر بشأن عمل نقابة الفنانين العراقيين، تجاوز أيّ جدلِ مماثل حول عمل نقابات أُخرى، وذلك بالنظر الى كثرة التجاوزات في دورتها الحالية على قانون النقابة، سواء على صعيد بعض التعيينات، او في المسائل المالية والادارية، ومنها التفرد بقرار تعيين هيئة الرقابة من دون انتخاب، كذلك ما رافق تعيين رؤساء الشعب من قبل النقيب، في حين يتوجب انتخاب رئيس الشعبة من قبل أعضائها الفائزين، فضلا عن قضايا طويلة اخرى إذا عدنا للتفصيلات.

وفيما تقترب نهاية الدورة الحالية بنهاية سنتنا الميلادية هذه، من دون عقد اي اجتماع للهيئة العامة خلال هذه الدورة بطولها، كما ينص قانون النقابة، نرى الغموض يلف مستقبل نقابة الفنانين، ويُثير التساؤلات حول استمرار النقيب لدورة ثالثة رغم القانون الذي ينص على دورتين انتخابيتين فقط . فالقانون رقم(48) لسنة 2016 نص على ان (ينتخب النقيب والأعضاء الأصليون والاحتياطيون لمدة ثلاث سنوات ولا يجوز انتخاب النقيب اكثر من مرتين متتاليتين من تاريخ نفاذ هذا القانون).  وبذلك ألغى قرار مجلس قيادة الثورة (المنحل) الذي كان يجيز انتخاب النقيب لأكثر من مرتين. كذلك بشأن تشكيل اللجنة المشرفة على الانتخابات، وهي من مسؤولية الوزارة (الثقافة) مع النقابة، أفلا يحق للمجلس المركزي إبداء رأيه في تشكيلها؟ أم أنها خاضعة لمزاج معين مثلما حدث في دورة الانتخابات السابقة؟ في حين يتوجب ان تأخذ هذه اللجنة بنظر الاعتبار مصلحة الفنان عضو النقابة، ورأيه في اختيار النقيب وأعضاء المجلس المركزي، وليس تعبئة رأي عام لدعم شخصيات معينة. كما ان عليها التعامل بتساوٍ مع الجميع من دون أدنى تفرقة أو انحياز، واجراء انتخابات تتسم بالنزاهة باختيار الشخصيات الوطنية الملائمة لهذا الموقع، الذي تتجسد فيه قيم الإخلاص ونظافة اليد والشفافية وحب الفن والحياة المتطورة، والتعاطي السليم مع كل المسائل المطروحة.

وارتباطا بذلك يبرز السؤال: متى ستشكل اللجنة التحضيرية للانتخابات المقبلة، والتي يفترض ان يتم تكوينها قبل 3 أشهر من انتهاء الدورة الانتخابية الحالية، لأجل ان تجري الانتخابات بصورة سلسة في المحافظات والمركز العام؟

كذلك ارتباطا بهذا كله تبرز قضايا عدة، منها عدد الأعضاء الجدد في النقابة الذين لا يملكون الأهلية كأعضاء، نظرا لعدم استيفائهم الشروط المطلوبة، فبعضهم ما زالوا طلبة في معهد الفنون الجميلة، أو هم أصلاً ليسوا ضمن الحقول الفنية التي تنضوي تحت خيمة النقابة. فضلاً عما أشرنا اليه من انعدام الشفافية بخصوص موارد صندوق النقابة، التي تردها مبالغ هائلة من الحكومة والمؤسسات الأُخرى الحكومية والأهلية، من دون ان يصل شيء منها الى الفنان على مستوى المنافع الاجتماعية والصحية. هذا الفنان الذي يموت على حسابه الشخصي وتكتفي ادارة النقابة بباقة ورد له في نهاية حياته، أو بحضور مجلس الفاتحة. وقد يحدث ان يُشمل قسم منهم بالرعاية الصحية او التكافل الاجتماعي، ولكن وللأسف حسب المزاج والمحسوبية والمنسوبية والموالاة لأعلى الهرم.

كذلك يحدث ان يُقدم عون معين لاستكمال تنفيذ عمل مسرحي او سينمائي، من الأموال التي تم خصصتها رئاسة الحكومة لدعم الدراما والسينما والتشكيل. وفي هذا الخصوص تثار أسئلة كثيرة حول إنفاق هذه الأموال ذاتها وطريقة صرفها وانعدام الشفافية بشأنها.

ومعلوم أن أغلب الفنانين المهتمين بواقع نقابتهم لديهم تحفظاتهم الخاصة وسجلاتهم التي تناقش موضوعات عدة، تظهر أحياناً في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية الأُخرى. ووصل الأمر حد مطالبة الأعضاء من بعض التخصصات بالانفصال عن النقابة الأم، وتشكيل نقابات خاصة بهم مثلما يحدث في مصر ولبنان وسوريا وتونس وغيرها. ولا ننسى مطالبات الموسيقيين قبل سنة من الآن بإقامة نقابة لهم، وهي دعوة ما زالت قائمة حتى اللحظة. وتبعتها مطالبة السينمائيين بالانفصال أيضاً في نقابة أو اتحاد، لشعورهم بالغبن وهيمنة البعض القليل على مواردهم، مقابل عدم تحسن أداء النقابة وعدم سعيها لتأمين الجوانب الشخصية المتمثلة بما له علاقة  بالصحة والسفر، وقانون تقاعد الفنانين غير العاملين وكبار السن، وغيرها من الامور الهامة.

وبجانب كل هذه التساؤلات يبرز السؤال الأهم المتعلق بالمهام القادمة للنقابة في دورتها الجديدة، أم ان الامور ستبقى على ما هي عليه اليوم؟ وهذا يستدعي استحضار دور النقابات في العمل الوطني، منذ تأسيسها نهاية ستينات القرن الماضي ولحد الآن، بفعل ظروف أملت ضرورة تأسيسها. وارتبط ذلك اولا بتبلور الحركة التشكيلية ونضجها، وحاجتها الى كيان مهني يُنظم عملها ويرعى مصالح الأعضاء ويدافع عن حقوقهم. تضاف الى ذلك المكتسبات التي تحققت لهم بفضل النضال الطويل لشريحتهم الثقافية المهمة، التي استقرت صورة منجزها داخل الضمير الجمعي.

وطبيعي ان ينتظر الفنانون اليوم من النقابة أن تكون نقابة للفنانين حقا وصدقا، وان تتخلص من أية تبعية لأية سلطة حاكمة، وأن يعبّر برنامجها عن واجب خدمة اعضائها الفنانين ومصالحهم المشروعة، والدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية.

ولتكن الدورة الجديدة لنقابة الفنانين وانتخاباتها المقبلة ميدانا لتنافس البرامج المتنوعة، على طريق تحقيق الواجب النبيل المذكور، وإعلاء شأن الفن والفنانين والثقافة والمثقفين في عراق يرفل بالحرية والكرامة والعدالة.

 

مختصة العمل الثقافي المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

3 أيلول 2024

 

استراتيجيات الجهل والتجهيل (2 - 2)

د. نجم حيدر

 

أ: القلق الوجودي المنبثق من وعي جدلية الحياة والموت  التي تنص على أن حياة الإنسان لابد وأن تنتهي، بما يمتلك من رعب في الذات البشرية.

ب : الرغبة برفاهية الحياة  بحسب التطور عبر ازمنة الحضارة الانسانية.

ان اهم ادوات التجهيل تتمركز بالتموضع في منطقة (الخوف السيكولوجي) الذي صير الى تابو انتقل من الفرد الى الجماعة، هذا التابو يحتاج الى دعم بوسائط الخيال الدراماتيكي، ولهذا كانت وما تزال السرديات ذات البعد الروحاني او الميتافيزيقي الاوسع فاعلية من ادوات جعل الانسان متفاعلاً بل منفعلاً مع  المتطلبات الخفية التي تقود البنية العميقة لأصحاب المصلحة في افعال التجهيل و أستراتجياته مما استثمرت على نحو واسع في المعابد الاولى في تاريخ الاديان، اذ تلاقحت و تنامت بتراكمية انتجها مع ما تمتلك من ثقافة الأزمنة و الأمكنة.  وقد يفهم خطأً ان هذا توجه الى الدين بالتقريع، و الامر غير ذلك البتة، لأن الدين جزء فاعل من النمو الحضاري للبشرية، بل علامة طبيعية لتطور وعي الانسان، و حاجة  لضبط سلوكه، الا ان المشكلة  في استثمار الدين عن طريق وسائط تؤسس لمطلق الثبات في الرؤى والافكار يتم اعمامها على كل زمان و مكان،  الامر الذي كشف عن اشكاليات كبرى تجابه هذا الإطلاق في الثبات. مما جعل الفكر المستثمر للدين في احراج مع التطور العلمي ونتاجه، فضلا عن الاحراج مع تغيرات الحياة المفروضة بتطور الاحداث و الوقائع الطبيعية و المادية. ان منطق العلم اثبت واقعية لتحول و التغيير، الامر الذي لامس الحتميات المفروضة بمتغيرات بنيوية متنوعة انتجتها مخاضات الحياة ، فضلا عن اشكالية اخرى انتجتها القوى المستثمرة للخطاب الديني تتمثل في ترحيل الدين من مكانته الطبيعية نحو ضبط سلوكيات الانسان بمنظومة قيم و تنظيم علاقاته بالأخر، الى ان يحال الى اداة توجه  الاقتصاد والسياسة و الحكم. كل ذلك اسس لتراجع و تخلف السياسة المستثمرة للعواطف الدينية، مما يكشف واقع و واقع نلتمسها في اماكن مختلفة من العالم. ان الصراع بين الغيبيات الافتراضية المحالة قسراً الى قوانين تتحكم بمسيرة البناء الحضاري، مع الفكر التنويري الداعي الى اعتماد المنطق العلمي بميزان النتائج المتحققة من عمليات التحليل والتركيب بكشف تجريبي يعتمد القياس كأداة لتقييم النتائج، صراع بدأ مع تصاعد النمو العقلي للإنسان منذ بداية تنامي وعي الانسان. وها هو التاريخ يقدم مسببات النهضة الإغريقية بين القرن السابع الى الثاني ق،م  عندما تساما الفكر والسلوك الديمقراطي ببدايات بسيطة مع تنامي الفلسفة والجدل الفكري ليأخذ مكانه و احترام في الحياة العامة في بلاد اليونان، حتى ان الاختلاف و الحوار وجد مكانة في الثقافة المتداولة. بل ما نتغنى به في حضارتنا العربية الاسلامية من تطور و تحضر بما قدم من مستوى حضاري بين القرنين الثاني و الخامس الهجري، كل ذلك لما كان ان يكون لولا انتصار احكام العقل على النقل، بما تحقق على يد حركة المعتزلة، وما لحقت بها من تدعيم للفكر و تنامي العقل الفلسفي.

الا ان الامر لم يدم نتيجة محاربة دعاة الشريعة و المذهبية الدينية أي جدل فكري يحاور الجزيئات بدعوات لا تخلو من تلفيق  يستثمر عواطف العوام  بصناعة اكاذيب و خلق اجواء من الانفعالات العقائدية بحجة  حماية الدين، فصبو جل غضبهم على من يعتمد التفكير العلمي التحليلي مما وقع تحت معاولهم اهم فلاسفة الامة. حتى كابد منهم الكثير وها هو التاريخ يفدم لنا محن مؤلمة عاشها الفارابي و التوحيدي وابن رشد وابن الراوندي  ، مما ادى الى ابعادهم أو سجنهم  و حرقت كتبهم. اما النهضة الاوربية مثال واضح وذلك بتأسيس عصر  بدأ يحارب بضراوة (الجهل المقدس) فكان ثورة (رينيه ديكارت 1596 ــ 1650)(انا افكر اذن انا موجود) وما ساعد في تحييد و تحديد سلطة الكنيسة في القرن الخامس عشر على يد

(مارتن لوثر) برفضه تعاليم الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا ، وقال عبارته الشهيرة (أنا احتج)،  مما فتح الباب امام حرية و مشروعية الحوار و الاختلاف بتتابع الزمن، وساعد في ايقاف هيمنة احكام الثبات بمرجعيات تعتمد خيال ميتافيزيقي يدعو الى  قدسية النصوص ، وذلك بأجمعه امتداد و تعالق مع ما قدمه بجراءة مفرطة (غاليلو غاليليه) في مجابهة (الجهل المقدس) عندما اعلن الثورة و التمرد على ما يوصف (بالتابو) الذي لا يمس، ففي عام 1633 حكموا عليه بالإعدام ثم بالسجن مدى الحياة، بتهمة الطعن بتعاليم الرب واعلان الزندقة، لأنه دعم نظرية(مركزية الشمس بدوران الارض والكواكب حولها)،  مما جعل( اسحاق نيوتن) بعد ما يقارب الخمسين عاماً  ان يتجرأ بإعلان فحوى افكاره في كتابه (لأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية) عام 1687، التي صاغ بها( قوانين الحركة الثلاث )و (قانون الجاذبية)، من هنا تحرك الفكر العلمي وبدأت حركة التفلسف تنتقص من كاهلها في الهيمنة الميتافيزيقية حتى مع وكر  الميتافيزيقيا ذاتها، هذا ما اسس له (عما نؤيل كانت) من ثورة في (فلسفته النقدية) ومقالته المتميزة (ما التنوير)، التي حث بها الانسان ان يعتمد عقله بما يمتلك من تصديق الاحكام و وضعها يميزان منطقي علمي ، وهو موقف يذكرنا بالاختلاف و الصراع بين بين (المعتزلة و الاشاعرة) او بين(اصحاب العقل و اصحاب النقل)، بين رؤى (الغزالي) في

(تهافت الفلاسفة) و (ابن رشد في تهافت التهافت). وها نحن في خضم هذا الصراع في صناعة التقديس  و المقدس بسلوك يحقق قيادة اكبر عدد من (القطيع) البشري الساذج من اجل إدامة الجهل باستراتيجيات متحذلقة ماكرة تقلب الموازين.

 

 

صيف العراقي 

 

سعد جاسم

 

عارياً يركضُ

تحتَ شمسِ اللهِ 

واللهبِ العظيمْ

 هارباً يلهثُ

من شرارِ الصيفِ

ومن حرِّ الجحيمْ

لا شيءَ يحميهِ

لا ظلَّ يأويهِ

ولا هواءَ يمسُّهُ

ولا كهرباءَ ترحمُهُ

فمضى يركضُ

مقهوراً ومجنوناً

 في عراءِ الأرضِ

والكونِ الحريقِ

علَّهُ يلقى خلاصاً

في الفراغِ

في السماءِ

في فراديسِ النعيمْ

*

هكذا حالُ العراقيِّ الفقيرْ

يعيشُ بالنيّاتِ والبركاتِ

و” كما خلَقْتَني ربي “  

وعلى الرزقِ الصغيرْ 

راضٍ بلقمتِهِ

حتى وإنْ كانت حصىً

شروى ترابٍ

أَو نَقيرٍ أَو شَعيرْ 

ياآآآهْ يازمنَ النذالةِ

والسفالةِ والتفاهةِ

والقرودِ والحميرْ

*

هكذا صارَالعراقيُّ الكريمْ 

من بعدِ ( عاراتِ الرئيسِ )

والخسيسِ والزنيمْ

إِذْ كانَ يوصِمُ

كلَّ عراقيٍّ شريفٍ

 وعارفٍ وعظيمْ

بأَنَّهُ “ كانَ حافياً

ونحنُ أعطيناهُ

النعالَ والكساءَ

و نحنُ أَهديناهُ

إلى الصراطِ المستقيمْ “

*

وهكذااااا أَصبحَ ابنُ الرافدينْ

في زمانِ القادمينْ

على دبابةٍ أمريكيةْ

وفي شاحنةٍ  إيرانيةْ

وعلى متونِ طائراتٍ

صهيو- أَطلسية “ “

مُكتظةٍ بالسمِّ والعَفَنْ

وهكذا أُستبيحتِ البلاد

وهكذا قَدْ خَرَّبوا الوطنْ

*

يا لهذا العراقيِّ الـحزينْ

كمْ هوَ مظلومٌ

وكمْ هوَ منهوبٌ

وكمْ هوَ عارٍ

وكمْ هوَ فقيرٌ

الى أَبدِ الآبدينْ

 

ــــــــــــــــــــــــ

كندا في 3-8-2024

 

 

ص12

 

في مدينة الثورة

شميران مروكل عن تعديل

قانون الأحوال الشخصية

 

بغداد – مروة فاضل

 

عقدت "مكتبة الطفل العراقي" التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، ندوة حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية 188 لسنة 1959، قدمتها رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل بحضور عدد من الرابطيات وجمع من نساء المدينة.

وتطرقت مروكل إلى فقرات التعديل المقترح على القانون النافذ، مشيرة إلى ان هذا التعديل له انعكاسات سلبية على المجتمع والأسرة، ويؤدي إلى تكريس الطائفية بين مكونات الشعب وإلى تفكيك وحدة المجتمع.   وأوضحت أن "التعديل لا ينسجم مع الحقوق والضمانات التي كفلها الدستور العراقي للأسرة، لا بل انه يهدد كيان الاسرة ويضيّع حقوقها في العيش الكريم، لا سيما أنه يسلب حضانة الطفل من أمه، ويحرم المرأة من الإرث العقاري ويشجع على زواج القاصرات".  ونوّهت مروكل إلى الأضرار الصحية الجسدية والنفسية الناتجة عن زواج القاصرات.

هذا وتفاعلت النسوة الحاضرات مع ما طرحته السيدة شميران مروكل، وأجمعن على رفض التعديل المقترح رفضا قاطعا.

 

 

مسرحية نجفية تعالج التطرّف

 

متابعة – طريق الشعب

 

تقدم مسرحية "one"، التي يعرضها فريق قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة في النجف، رحلة درامية تستعرض التطرف ودوره في تدمير البلدان عبر العصور.

وعرضت المسرحية في مهرجانات عديدة في النجف وبابل، وحظيت باهتمام الكثيرين من النقاد. كما حصلت على جوائز عديدة.

 منسق العمل أمير حيدر، يقول في حديث صحفي أن مسرحيتهم تعالج ظاهرة التطرف، من خلال إلقاء الضوء على أعمال إرهابية حدثت عبر التاريخ. وانها توضح كيف يمكن لهذه الجرائم أن تدمر البلدان.

وأشار إلى أن العمل الذي حظي بأكثر من 50 قراءة نقدية، كوريوغراف زيد حيدر وسينوغرافيا علي صاحب وموسيقى شاكر قزموز، وتمثيل عباس القصاب وعلي صاحب وأحمد ماجد وباسم ناصر وعباس محمد وحمودي كريم وإبراهيم محمد ويوسف عقيل.

ويأمل حيدر أن تُعرض المسرحية في جميع المحافظات، وأن تحصل على فرصة للمشاركة في مهرجانات دولية.

 

 

في اتحاد الأدباء

عن "الكتابة المسرحية في العراق

بين العالمي والمحلي"

 

متابعة – طريق الشعب

 

عقد بيت المسرح في الاتحاد العام للأدباء والكتّاب، أول أمس الثلاثاء، جلسة بعنوان "مقتربات الكتابة المسرحية في العراق بين العالمي والمحلي"، ضيّف فيها الكاتب المسرحي د. عبد الكريم سلمان والفنان المسرحي أمجد زهير، بحضور جمع من المثقفين والأدباء والمهتمين في المسرح.  الجلسة التي عُقدت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، أدارتها د. سافرة ناجي، فيما استهلها د. سلمان متحدثا عن المسرح العراقي وبداياته التي تعود إلى خمسينيات القرن الماضي.

وأوضح ان المصطلحات المسرحية الأكاديمية دخلت إلى البلاد بعد دراسة نجوم المسرح العراقي في الخارج.  ثم قدم نبذة عن أهم النصوص المسرحية التي قدمها للمسرح العراقي سامي عبد الحميد ويوسف العاني ويوسف الصائغ. فيما رأى ان غياب حرية التعبير، هو العائق الأساسي أمام إنتاج نص مسرحي عابر لحدود المحلية.  أما الفنان زهير، فقد أشار في مداخلته إلى ان الفن والتاريخ ولدا مع ولادة الإنسان، وان تطور المسرح عملية جدلية تراكمية.  ولفت إلى ان المسرح المعاصر يواجه صدمة الثورة التقنية المعلوماتية، وان جمهور العروض المسرحية اليوم معظمه من المسرحيين، وليس العامة.  ورأى زهير أنه "عند وضع النص المسرحي المحلي تحت المجهر سنجده مفككاً ومشتتاً. فنحن لا زلنا نعتمد في عروضنا على النص العالمي. لذلك نحن نعاني معاناة كبيرة في تسويق مسرحنا".  وتخللت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وتناولوا فيها المسرح العالمي وتأثيره على المسرح العراقي، وانعكاس صورته وحضوره بوضوح رغم المتغيرات السياسية والاجتماعية.

 

 

يوميات

  • في مناسبة الذكرى الـ43 لرحيل المناضل والأديب شمران الياسري، يقيم "مركز شمران الياسري" الثقافي ومنتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، هذا اليوم الخميس، أمسية يُقدم فيها

د.علي حداد محاضرة بعنوان "شمران الياسري – فرادة الوعي وخصب المنجز".

تبدأ الأمسية في الساعة 5 عصرا على قاعة "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس.

  • يضيّف "كاليري مجيد" في بغداد، غدا الجمعة، الكاتبة منى سعيد، في ندوة حوارية حول كتابها "جمر وندى"، يقدمها الفنان الكاريكاتيري خضير الحميري.

تبدأ الندوة في الساعة 6 مساء في مقر الكاليري الكائن في المنصور – الداودي - المحلة 611 – خلف "جدار سنتر". 

 

 

معرض للأعمال اليدوية والأطعمة في القائم

 

متابعة – طريق الشعب

 

احتضن متنزه قضاء القائم، أخيرا، معرضا للأعمال اليدوية والأطعمة، أقامه "تجمع مواهب ومبدعي الغربية" بالتعاون مع "فريق أمل الحياة" الإنساني المدني، وبمشاركة أكثر من 80 شخصا من القائم وغيره من أقضية الأنبار.

ووفقا للقائمين على المعرض فإن هذا النشاط يهدف إلى إبراز المواهب وإتاحة الفرصة للموهوبين لتسويق منتجاتهم.

وكانت للنساء بصمة واضحة في المعرض من خلال الأطعمة والأعمال الفنية واليدوية.  مسؤول المعرض إسماعيل مصطفى، يقول في حديث صحفي أنه "بالإضافة إلى مساعدة الموهوبين وأصحاب المشاريع الصغيرة في تسويق منتجاتهم، يهدف معرضنا إلى نقل صورة إيجابية عن مدينة القائم" . ويضيف في حديث صحفي أنه "نتوقع أن يؤثر المعرض بشكل إيجابي على الحياة الثقافية والاقتصادية في القائم، وأن يشكل نموذجاً يحتذى به في تنظيم فعاليات مماثلة مستقبلا". من جانبه، يقول الشاب مهند محسن، أحد المشاركين في المعرض، أن "غرضنا من المشاركة في هذا النشاط ليس فقط تسويق المنتجات، إنما إبراز مواهبنا أمام الناس، خاصة أن مدينتنا تضم مواهب كثيرة في مجالات مختلفة".

 

 

"مركز الذاكرة الموسوعية" أرشيف لتراث الديوانية وتاريخها

 

متابعة – طريق الشعب

 

يعد "مركز الذاكرة الموسوعية" في محافظة الديوانية، منصة مهمة للتعريف بتاريخ المحافظة. إذ يصدر دراسات وبحوثا وموسوعات أكاديمية، تعرّف بالديوانية من الجوانب التراثية والتاريخية والفكرية والحضارية والثقافية والأدبية والفنية والأثرية.

معاون مدير المركز عامر فندي غانم، يقول في حديث صحفي أن مركزهم تأسس عام 2011 بجهود ذاتية. إذ تم تجهيزه بالكثير من المقتنيات من قبل كادره وأهالي المحافظة، وبالتعاون مع الحكومة المحلية، مبينا أن المركز وجهة للباحثين والطلبة الجامعيين وطلبة الدراسات العليا، وانه يحظى بزيارات ميدانية من قبل المدارس.

ويوضح أن المركز يحتوي على متحف يضم مقتنيات تراثية خاصة بالمجتمع الديواني، فضلا عن مخطوطات نادرة ووثائق وأفلام ومجلات ونحو 9 آلاف كتاب بمختلف المجالات، إلى جانب أدوات خشبية ونحاسية وزجاجية أقدمها يعود إلى العام 1940، مشيرا إلى ان هذا المركز يعد الأول من نوعه في الفرات الأوسط والجنوب.

من جانبه يقول مسؤول شعبة المكتبة في المركز حيدر شهيد حسن، أن شعبته تضم كتبا تم الحصول عليها من الأهالي، مبينا أن هناك كتبا يعود زمنها إلى 100 عام، إضافة إلى رسائل ماجستير.

ويشير إلى أن المطبوعات في معظمها، خاصة بتاريخ الديوانية.  

 

 

التشكيلي حيدر عرب يقطف جائزة في إيران

 

بغداد – طريق الشعب

 

فاز الفنان التشكيلي العراقي حيدر عزيز عرب، بالجائزة الأولى في المعرض التشكيلي الموسوم "توظيف تقنيات اللوحة التشكيلية في برامج الرسم الالكتروني"، الذي أقيم أخيرا في جامعة الفن في إيران، وذلك عن إحدى لوحاته.

وشارك في المعرض 37 فنانا من العراق وإيران ولبنان وسوريا واليمن وأفغانستان. وسبق أن شارك عرب في معارض تشكيلية محلية ودولية، وقطف جوائز عديدة، منها الجائزة الثالثة في معرض الفنانين الشباب الذي أقامته وزارة الثقافة العراقية بمشاركة 75 فنانا.  ومن المقرر، أن يشارك عرب في المعرض الدولي "الفن ثقافة وتاريخ الشعوب" بنسخته الرابعة، والذي تقيمه "مؤسسة الدار آرت جاليري" في العاصمة الأردنية عمّان، في الفترة من 13 إلى 17 تشرين الأول المقبل.    

 

أما بعد..

بيت زها حديد المُهمل

في العراق!

 

منى سعيد

 

يعرف الجميع مبنى البنك المركزي الجديد على شاطئ أبي نؤاس من تصميم المعمارية العالمية الراحلة زها حديد، والذي يحاكي حركة حصّالة عدّ النقود ويعد من أهم مبانيها، بل ويعتبر نقطة دالة في تاريخ العمارة ككل. إلا أنه لم يستكمل إنشاؤه حتى اليوم .

واغلبنا لا يعرف مشاريع زها الأخرى في العراق، التي لم تر النور بسبب رحليها المبكر المفاجئ عن عالمنا، و بسبب الإهمال والفساد الإداريين المعطِّلين لكل مشروع يضيء وجه العراق بسمات جمالية متطورة.

يحدثني المعمار المعروف موفق الطائي، الذي أعدّ دراسة عن منجزها المعماري بشكل عام وعن مشاريعها في العراق بنحو خاص، ذاكرا أنها تبرعت بتقديم مشروع متكامل لإعادة أعمار الموصل كلها، لكنها لم تلق استجابة من الجهات المعنية، وحتى بعد رحيلها تبرع فريقها المعماري بإكمال المشروع، ولم يتلقّ القبول لعدم رغبة الجهات المسؤولة في تحمل تكاليف إقامة الفريق وتوفير مستلزماته!

ويضيف: في حياتها كُلفت بتصميم محطة قطار الموصل، وبعد وفاتها نُسي الموضوع ، بل وكُلف فريق آخر بوضع تصاميم جديدة.

وفي حياتها كُلفت أيضا بتصميم مبنى صرح مجلس النواب، ففعلت وأحيل المشروع للتنفيذ، لكن لم يباشر به منذ عشر سنوات. وكُلفت أيضا بتصميم قاعة للأوبرا لكنه استبدل بتصميم آخر. كما كانت الفائزة الثالثة في صرح قصر الرئاسة لبراعتها في اختزال المساحة بمقدار النصف، ولاستخدامها تقنية عالية في التصميم . كما كُلفت بوضع ثلاث تصاميم لجامعات عراقية، هي جامعات بابل وسومر والموصل، وقد أعدت دراسة للجامعات الثلاث، ووضعت تصميما مبهرا لجامعة سومر يحاكي كتابا مفتوحا، يرمز للتعلم وللمعرفة وعُدّ من أنضج وأجمل وأتقن مبانيها، ولم تحصل على أجورها عن إنجازه. وهو آخر تصميم لها قبل وفاتها، ومتوفر الآن لدى الجهات المعنية ولم يُنفذ أيضا!

تفتخر الشعوب بمبدعيها ونحن نطمس انجازاتهم لأسباب واهية. زهاء حديد، وهو اسمها المثبت في هويتها الشخصية، كانت قد نالت أرقى التكريمات العالمية بعيدا عن بلدها الأم. ففي انجلترا مثلا منحت درجة (السير) للاشخاص المتميزين تقابلها درجة (الليدي) للنساء، ثم يأتي التكريم الأعلى وهو درجة (اللورد) للرجال تقابله درجة (الدّيم ) للسيدات والتي مُنحت لزهاء حديد. هذا بالإضافة لجوائز عالمية أخرى مثل جائزة برتزكر للهندسة المعمارية في عام 2004، وجائزة ستيرلنغ في عامي 2010 و2011، والميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية .

وبفضل جهود معماريينا أمكن إقناع أمانة بغداد بشراء منزلها في منطقة البتاوين، الذي طالما تحدثت عنه حالمة بإعادة تصميمه، لكنه الآن مهمل للأسف، تغطي جوانبه مولدة كهرباء ومحل بنجرجي، بدلا من ان يصبح مزارا ومرفقا سياحيا نفاخر به.