الصفحة الأولى
مظاهر الفساد والصراعات تفاقمان ظاهرة الاميّة.. العام الدراسي على الأبواب.. وثلثا المدارس في العراق تفتقد البيئة التعليمية المناسبة
بغداد – طريق الشعب
تواجه منظومة التعليم في العراق تحديات كبيرة منذ عام 2003، منها ارتفاع معدلات الأمية وتسرب الطلبة والتلاميذ من المدارس نتيجة للأوضاع الاقتصادية والأمنية المتدهورة.
ويطالب مراقبون بإصلاحات شاملة وتحديث المناهج الدراسية، وتحسين البنية التحتية لضمان بيئة تعليمية ملائمة.
وحددت وزارة التربية، الأول من تشرين الأول المقبل موعدًا لانطلاق العام الدراسي الجديد 2024 و2025.
أرقام فلكية والمدارس طينية!
وتشير تقارير حكومية إلى أن نسبة الإنفاق على التعليم - وزارتا التعليم العالي والتربية - تتراوح بين 4 و8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد، منذ العام 2003 حتى العام 2021.
وطبقا لإحصائيات غير رسمية فإن أكثر سنتين انفاقا على التعليم في العراق هما 2013 و2014، حيث خصصت الحكومة في موازنة الأولى 10 تريليونات دينار عراقي للتعليم، وارتفع الرقم في موازنة عام 2014 حتى 13 ترليون دينار، وتشمل هذه المبالغ جميع المستويات التعليمية بدءاً بالتعليم الابتدائي وحتى التعليم الجامعي، مغطياً النفقات التشغيلية والاستثمارية، ليشهد انخفاضا في ميزانية عام 2021 وتصل نسبة الانفاق عليه الى 4.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد.
وبرغم تلك الأموال الضخمة والفلكية، لا تزال الكثير من القرى تفتقد المدارس، وأخرى تستغيث من الطينية والكرفانية، فضلا عن نقص المناهج الدراسية والقرطاسية كثرة اعداد الطلبة والتلاميذ وغيرها من المشكلات التي يجري ترحيلها من عام الى اخر، دون ايجاد أية معالجات لذلك الواقع البائس.
الوضع الاقتصادي أبرز العوامل
الرفيقة سهاد الخطيب عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وهي أيضا مديرة مدرسة، أرجعت أسباب تسرب الأطفال عن مقاعد الدراسة إلى الوضع الاقتصادي المتردي للأسر العراقية وغياب مستلزمات التعليم المجاني.
وأضافت في حديثها لـ "طريق الشعب"، أن "اعطاء رواتب شهرية لتلاميذ وطلبة المدارس الابتدائية والثانوية وحتى لتلاميذ الروضة بقيمة ٣٠ ألف دينار عراقي لكل طالب، سيشكل حافزا للأهالي بعدم تسرب ابنائهم من مقاعد الدراسة".
وذكرت الخطيب، أن "التعليم في العراق مر بأزمات كبيرة منذ عام 2003، نتيجة تدهور النظام التعليمي الذي بدأ مع سنوات الحروب والحصار قبل ذلك".
واستدركت قائلة، إن "العراق كان يمتلك نظامًا تعليميًا متميزًا في السبعينيات، لكنه تعرض لانحدار حاد بسبب الحروب المتتالية والعقوبات، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمية وتدهور البنية التحتية التعليمية".
وأوضحت الخطيب، أن "التحديات التي تواجه التعليم في العراق بعد عام 2003 تشمل انتشار الأمية، حيث بلغت نسبتها 18 في المائة من السكان، ووجود أكثر من 2000 مدرسة طينية في جنوب العراق، بالإضافة إلى نقص كبير في المباني الدراسية المناسبة، ما اضطر المدارس إلى العمل بنظام الدوام المزدوج أو الثلاثي. كما أن قلة عدد أيام الدراسة السنوية والتي تبلغ 151 يومًا فقط، إلى جانب تسرب أكثر من مليون و200 ألف طفل من المدارس، تعد من بين المشاكل التي تهدد مستقبل التعليم في العراق".
وتطرقت إلى مظاهر الفساد المالي في قطاع التعليم، مثل الفساد في بناء المدارس وطباعة الكتب المدرسية، بالإضافة إلى ضعف كفاءة المعلمين وتخلف المناهج التعليمية التي لم تعد تواكب التطورات الحديثة. وأشارت أيضًا إلى التدخلات السياسية والطائفية في المناهج الدراسية، واتساع ظاهرة المدارس الأهلية والدروس الخصوصية، ما يقوض سياسة التعليم المجاني.
من جانب آخر، أكدت الخطيب أن "حوالي 70 في المئة من المدارس تفتقر إلى المياه النظيفة والمرافق الصحية، وأن هناك نقصًا كبيرًا في المختبرات العلمية والمكتبات المدرسية، مما يعوق توفير بيئة تعليمية متكاملة"، وأوضحت أن "التعليم في العراق يعاني من أزمة مزمنة تتطلب إصلاحًا شاملًا".
ودعت الخطيب إلى مجموعة من الإصلاحات العاجلة، من بينها "تحديث المناهج التعليمية وفق أسس علمية بعيدة عن التخندق الطائفي، وتخصيص موارد مالية كافية لتحسين البنية التحتية التعليمية". كما شددت على ضرورة إبعاد وزارة التربية ومديرياتها عن المحاصصة الحزبية والطائفية، وضمان توفير بيئة تعليمية تحفز التفكير النقدي وتواكب التطورات العلمية.
وفي ختام تصريحها، أكدت الخطيب على أهمية دور نقابة المعلمين العراقيين في الدفاع عن حقوق المعلمين والمساهمة في تحسين جودة التعليم، مشيرة إلى ضرورة دعم المعلمين ماديًا ومعنويًا، وتفعيل قوانين حماية المعلم، لتعزيز دورهم في بناء جيل متعلم قادر على قيادة مستقبل العراق.
وفي تصنيف التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة لعام 2021، حل العراق في المرتبة 119 عالمياً من بين 189 دولة في ما يتعلق بمؤشر التعليم.
نقابة المعلمين تشخص الخلل
ويصف السوداني لـ "طريق الشعب"، أعداد الاميين في العراق بأنها "مخيفة"، ويضيف أن "أبرز الأسباب تعود لعدم التحاق الأطفال بمقاعد الدراسة، وهذا مرهون جزئيًا بالوضع الاقتصادي للعائلات، وخاصة العوائل المتعففة والفقيرة التي لم ترسل أولادها إلى المدارس. بالإضافة إلى ذلك، يلعب العامل الأمني دورًا هامًا جدًا في بعض المناطق، حيث مرّت سنوات عديدة دون أن يلتحق الأطفال بالمدارس أو يكملوا تعليمهم، خاصة في المناطق التي تعرضت للحروب".
ويضيف، ان "نقابة المعلمين شخصت هذه القضايا وقدمت بعض المقترحات لوزارة التربية والى الحكومة، حيث هناك جهاز مختص بمحو الأمية"، معرباً عن اسفه لتعطيل عمل هذا الجهاز.
أمحُ أميّة أميّ واحصلْ على مكافأة
ويلفت الى وجود مطالبات عديدة من قبل النقابة نادت بتفعيل الجهاز، كما قدمت نقابة المعلمين مشروعًا إلى رئيس الوزراء يتضمن "منح مكافأة لكل معلم يقوم بتعليم شخص أمي. ونعمل على تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع الجهات المعنية".
وأشار إلى أن "معالجة الأمية في العراق تتطلب توفير الأموال، وهناك شح في تخصيصات وزارة التربية في الموازنة، ما يدل على وجود تقصير".
وتطرق السوداني للحديث عن قانون محو الأمية، واعتبره أحد القوانين المهمة في مكافحة الامية، بالإضافة الى قانون إلزامية التعليم في العراق.
وبين أن " القانون الاخير يفرض محاسبة أولياء الأمور الذين لا يرسلون أولادهم إلى المدارس، ونتيجة لعدم تطبيق القانون يظل مستقبل الأطفال مرهونًا بتصرفات الوالدين"، مشددا على "ضرورة تفعيل قانون إلزامية التعليم لضمان التحاق كافة الأطفال بمقاعد الدراسة".
***********************************************
راصد الطريق.. حين تُستغَل الأموال العامة لأغراض خاصة
بات استغلال الوظيفة العامة لأغراض شخصية وحسابات انتخابية خاصة، ظاهرة طاغية في اوساط غالبية المسؤولين التنفيذيين، وبصورة اكثر من واضحة ولا تخطؤها العين المجردة. كما بات جليا وبصورة متزايدة، مدى استثمار المناسبات الدينية للمآرب ذاتها، من خلال تسخير موارد الدولة لمصالح شخصية او حزبية ضيقة او فئوية.
وفي الوقت نفسه يتحدث قانونيون عن انتهاك روح الدستور والقانون، خصوصاً قانون الأحزاب في مادته الـ (24) المتعلقة بعدم استغلال الوظيفة العامة لتحقيق مكاسب حزبية، ومادته الـ (25) التي تمنع استخدام دور العبادة لأغراض النشاط الحزبي، وبما يخدم الأغراض الدعائية لهذا الحزب او ذاك.
وقد شهدت مراسيم الزيارة الأربعينية الأخيرة ممارسات من قبل مسؤولين في الدولة، تدل بصورة لا تقبل الشك على توظيف موارد الدولة في المناسبات الدينية لأغراض دعائية. وكان آخر تلك الممارسات القبيحة توزيع مبالغ مالية من الخزينة العامة لنقل الزائرين العائدين من الزيارة الأربعينية، تحت عنوان شخصي.
واللافت هنا ان الصراعات بين العناوين المختلفة في الكتلة السياسية الواحدة، هي التي تكشف في أحيان كثيرة واقع تلك الخروقات والانتهاكات السافرة للدستور والقانون!
**********************************************
الصفحة الثانية
النزاهة: اكثر من 30 متهما بصفقة القرن
بغداد ـ طريق الشعب
أعلن رئيس هيئة النزاهة حيدر حنون التحرك لتعميم النشرة الحمراء بحق المتهم بسرقة القرن “ نور زهير”، وإحضاره عن طريق الانتربول الدولي.
وقال حيدر حنون، “إذا لم يتمكن الكفلاء من إحضار المتهم سنكمل له إجراءات النشرة الحمراء، ونعممها عبر الانتربول العراقي إلى الإنتربول الدولي ونأتي به عاجلا أم آجلاً”.
وأضاف، “سنحجز على أمواله الموجودة في العراق وكذلك الأموال الأخرى الموجودة في الدول العربية لا سيما في الإمارات والأردن وتركيا”.
وأعرب عن امله في إكمال إجراءات المحاكمة مع المتهمين في هذه القضية “لأن لدينا أكثر من 30 متهماً في هذه القضية من ضمنهم هيثم الجبوري”.
في الوقت نفسه نوه إلى أن “هيثم الجبوري أمر القبض الذي صدر بحقه ليست عن جريمة الأمانات الضريبية إنما عن قضية تضخم الأموال والكسب غير مشروع التي أكملتها هيئة النزاهة وأحالتها للمحاكم، حيث سجلنا تضخماً قدره 18 مليار ونصف سدد لهيئة النزاهة تقريباً 11 مليار وتعثر في تسديد الباقي”.
وأكد أن “بقية المتهمين الموقوفين في جريمة الامانات الضريبية منهم مدير عام هيئة الضرائب السابق وكذلك الموظفين فيها، وبقية المتهمين المكفلين الذين هم في الخارج وفي الداخل حتى المتهمين الهاربين من الممكن إحالتهم ومحاكمتهم غيابياً حتى نتمكن من متابعتهم وإعادتهم مع حجز الأموال التي بحوزتهم التي سرقوها من العراق وهربوها”.
***************************************************
محامون: ساحة العمل لا تحمينا وأزمة الإفلات من العقاب مستمرة
بغداد – طريق الشعب
يتعرض المحامون في العراق لضغوط شديدة تعرقل قدرتهم على ممارسة مهنتهم بحرية، حيث يواجهون تهديدات وعمليات اغتيال لمجرد أنهم يتعاملون مع قضايا يكون فيها الطرف الآخر من عشائر أو أشخاص متنفذين يمتلكون أسلحة. هذه الضغوط تبرز التحديات الكبيرة التي يواجهها المحامون، ما يهدد استقلالية عملهم، ويسهم في تآكل نظام العدالة في البلاد.
نقلت الأخبار المحلية أمس الأول، خبرا عن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على محام أثناء توجهه إلى عمله في قضاء الزبير جنوبي البصرة. المحامي نجا من الحادث.
ووفقًا للأخبار، فإن “المعلومات والتحقيقات الأولية الواردة تشير إلى أن الحادث جاء بسبب مرافعة المحامي في إحدى القضايا الموكلة إليه”. يأتي هذا بالتزامن مع إعلان نقابة المحامين العراقيين، في وقت سابق من صباح اليوم ذاته، عن مقتل أحد أعضائها داخل مكتبه في منطقة الكاظمية ببغداد، مبينة أن “ظروف مقتله غامضة”، وتتابع مع القوات الأمنية ملابسات القضية.
وذكرت، أن “المسلحين قاموا بإطلاق النار بأسلحة من نوع مسدس، ما أسفر عن مقتله في الحال”، مبينة أن “الجريمة حصلت داخل مكتب المحامي في الطابق الثالث المعد للمرافعة والمحاماة”.
أزمة أمنية حقيقية
وعلّق المحامي والناشط السياسي علي القيسي، على أحداث الاغتيالات الأخيرة قائلاً: “للأسف الشديد، نعيش اليوم أزمة أمنية حقيقية تسببت بخسارة المهنة لفرسانها بشكل مستمر. ما كان سابقًا مجرد اعتداء لفظي تطور ليصبح اعتداءً جسديًا وجنائيًا”.
وأضاف في حديث لـ “طريق الشعب”، “لقد كنا نعتمد على الوسائل القانونية لردع مثل هذه التصرفات، ولكن مع تصاعد الانفلات الأمني وعدم معاقبة المعتدين، ازدادت الأوضاع سوءا، حيث هناك افلات من العقاب”.
وزاد القيسي، أن “الاعتداءات التي يتعرض لها المحامون في العراق اليوم تجاوزت كل الحدود. ففي بيئة عمل غير آمنة، أصبح الدفاع عن حقوق الموكلين مهمة محفوفة بالمخاطر”، وأشار إلى ان “الحماية الضعيفة التي نتلقاها تجعلنا غير قادرين على أداء واجباتنا بشكل صحيح”.
وتابع قائلاً، “في الأشهر الأخيرة، تم تسجيل أكثر من 11 حالة جنائية ضد محامين، وكان شهر آب من بين الأشهر الأسوأ، حيث سجلت حالتان جنائيتان، آخرها كانت جريمة اغتيال الزميل المغدور أحمد الأسدي”.
وبيّن أن “في العراق، لا يمكن للمحامي تبني أي قضية قانونية ما لم يكن لديه دعم أمني، حيث يواجهون خطر الابتزاز والتهديد وحتى القتل في حال عدم توفر هذا الدعم”.
وختم القيسي حديثه بالتعبير عن قلقه العميق إزاء الوضع الحالي، قائلاً: “المضايقات والتضييق على الحريات وصل إلى أبشع الدرجات، والقلق الكبير هو أن نصل إلى مرحلة نضطر فيها للاختيار بين الموت أو التخلي عن الدفاع عن موكلينا”.
وأعربت نقابة المحامين عن قلقها البالغ إزاء الارتفاع الملحوظ في حالات الاغتيال التي تستهدف المحامين خلال الفترة الأخيرة.
ويقول وكيل نقابة المحامين زياد اللامي، أن “هذه الاعتداءات تأتي نتيجة لعدة عوامل أبرزها عدم استقرار الوضع الأمني في البلاد، حيث تتزايد نفوذ القوى الخارجة عن سلطة الدولة مثل السلاح العشائري والجماعات المسلحة. ويجعل ذلك المحامين، خاصة أولئك الذين يتولون قضايا حساسة، عرضة للخطر ويشكلون أهدافًا سهلة لهذه الجماعات”.
وأضاف اللامي لـ”طريق الشعب”، أن “من الأسباب الأخرى التي تسهم في تعرض المحامين لهذه المخاطر هو ضعف الحماية القانونية الممنوحة لهم، حيث تفتقر القوانين الحالية إلى نصوص واضحة تحمي المحامين بشكل كافٍ. ولهذا، تطالب نقابة المحامين بتعديل قانون المحاماة لإضافة نصوص تضمن حماية المحامين وتمنحهم حصانة أثناء تأدية عملهم”.
وفي ظل هذه الظروف الخطرة، يؤكد أن “نقابة المحامين تدعو السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز الحماية القانونية للمحامين. يشمل ذلك سن قوانين جديدة تضمن سلامتهم وتفعيل دور الأجهزة الأمنية لحمايتهم. كما تشدد النقابة على ضرورة تطبيق العدالة بحزم ومعاقبة كل من يرتكب هذه الجرائم لضمان عدم إفلاتهم من العقاب”.
وختم بالقول أن “نقابة المحامين ستظل دائمًا في طليعة المدافعين عن حقوق المحامين وتعمل على ضمان سلامتهم وحماية مصالحهم بكل السبل المتاحة”.
توفير الحماية
ويذكر الخبير القانوني علي التميمي ان المادة ٢٩ من قانون المحاماة رقم ١٧٣ لسنة ١٩٦٥، تعتبر ان “الاعتداء على المحامي بمثابة اعتداء على موظف أثناء تأدية واجبه، حيث تعاقب المواد ٢٢٩ إلى ٢٣١ من قانون العقوبات بالحبس لمدة تصل إلى ثلاث سنوات على من يعتدي على الموظف أثناء تأديته لواجباته، مع تشديد العقوبة في حال كان الاعتداء مصحوباً بجرح أو أذى أو ضرب، أو إذا كان الاعتداء متعمدًا أو باستخدام السلاح أو ارتكبه مجموعة من الأشخاص”.
ويؤكد التميمي لـ “طريق الشعب”، أن “نقابة المحامين معنية بمتابعة مثل هذه الاعتداءات، حيث أن أي اعتداء يقع على محام يعتبر اعتداءً على جميع المحامين وعلى النقابة أخذ دورها”، واستدرك بالقول :”إننا نرفع صوتنا عالياً ونطالب بملاحقة الجناة الذين يعتدون على المحامين وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم. المحامون هم القضاء الواقف والمدافعون عن الحق والعدل النبيل”.
بيئة غير مناسبة
فيما يقول مصطفى البياتي (يعمل في احدى محاكم بغداد)، أن “العراق أصبح غير مؤهل لممارسة هذه المهنة هناك جهات تعيق تنفيذ القانون الذي ينص على حماية المواطنين والذي ضمن في مواده الحماية لممارسي مهنة المحاماة”. ويضيف البياتي في حديث مع “طريق الشعب”، أن “مهنة المحاماة لن تكون آمنة في ظل الفوضى الأمنية والعجز عن تطبيق القوانين، ووجود نشاط لجماعات مسلحة وانتشار السلاح خارج الدولة”.
ويؤكد، أن “مئات المحامين تصلهم رسائل تهديد وابتزاز، ويتعرض الآخرون لمختلف الاعتداءات، الجسدية والنفسية”، مضيفا أنه “في كثير من الأحيان يتم ركن القانون تماما في المحاكم، خاصة في المناطق العشائرية، مما يبرز تحديات اكبر لمن يمارس المهنة هناك”.
***********************************************
العام الدراسي على الأبواب مظاهر الفساد والصراعات تفاقمان ظاهرة الاميّة
مستوى الكتابة والقراءة منخفض
وأظهر تقرير لليونسكو صدر عام 2021، ان معدل القراءة والكتابة في العراق منخفض جدا؛ حيث يقدر بحوالي 77 في المائة للكبار ونحو 63 في المائة للشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.
وتشير إحصائيات البنك الدولي إلى أن معدل الالتحاق بالمدارس في العراق منخفض جدا.
وشخصت نقابة المعلمين في العراق وجود ارتفاع في مستوى الأمية في العراق، خاصة في السنوات الأخيرة، وارجع نائب نقيب المعلمين العراقيين عباس السوداني الأسباب إلى عوامل ترتبط بالاستقرار العام البلد، والعامل الأمني، الاقتصادي والاجتماعي.
مدارس تشجع على التسرب
وتصف نور الخفاجي (تدريسية) “الواقع التعليمي في العراق بأنه “كارثي”. وقالت: “واقع التعليم لا يختلف عن وضع الماء والكهرباء والمشاريع الخدمية، التي يعاني منها المواطنون منذ عقود، حيث لم يجد المسؤولون حلولا الى الان”.
تتحدث الخفاجي بعمق أكثر عن التعليم العراقي لـ “طريق الشعب”، وتقول أن “البنية التحتية للمدارس سيئة، وتخلو العديد منها من المرافق الصحية والترفيهية، كما ان اعدادها لا تزال لا تتناسب مع الحاجة السكانية، خاصة في القرى والارياف. لا يزال السكان هناك يواجهون صعوبات في إيصال أطفالهم الى مقاعد التعليم”، مشيرة إلى وجود “تكدس في اعداد الطلبة، كما يفترش العديد منهم الأرض عند أداء الامتحانات”.
وتبين إن “المدارس أصبحت تنفر الطلبة منها”، محملة وزارة التربية العراقية مسؤولية هذه الأوضاع، خاصة المشكلات التي تتكرر بداية كل عام دراسي بدء من نقص المستلزمات الدراسية منها الكتب والقرطاسية وغلاء الأسعار، الذي يزيد حملا على اكتاف الأهالي ذوي الدخل المحدود او المعدوم.
وترى الخفاجي، أن “تخلف التعليم الحكومي، يعود للسياسات التي تشجع هيمنة التعليم الخاص على العام، وفسح المجال للمستثمرين بكسب المال على حساب جودة التعليم”، مضيفة أن “المدارس والجامعات الاهلية أصبحت تنتشر بين حي واخر”.
ونشرت وكالة التنمية الامريكية دراسة عن التعليم في العراق، اشارت خلالها الى أن مشكلة البنية التحتية مصدر قلق، خاصة وأن ثلاثة ارباع المدارس بحاجة إلى اصلاح. وكشفت عن العديد من المؤشرات السلبية التي تعيق عملية تقدم التعليم في العراق، منها أن 79 في المائة من المدارس التي شملتها الدراسة تتشارك الابنية مع مدرسة اخرى، حيث أن 94.7 في المائة منهم يتقاسمون البناء المدرسي مع مدرسة واحدة، بينما يتقاسم 5.3 في المائة منهم البناء المدرسي مع مدرستين اخريين، ما يؤثر على كمية الحصص التي يمكن ان تعطى للطلاب.
بالرغم من الدعم الدولي والتخصيصات الحكومية، إلا ان المؤشرات تضع قطاع التعليم العراقي وجودته في مراكز متأخرة، ففي تقرير اليونيسكو لعام 2020 حول التعليم العالمي، والذي قيّمَ العراق بناءً على مؤشرات مثل معدل القبول في التعليم الثانوي ومعدل القبول في التعليم العالي ومؤشر تطوير الموارد البشرية وغيرها، ظهر أن مستوى التعليم في العراق منخفض بشكل كبير. وذات التقييم وجد في تقرير آخر للبنك الدولي.
****************************************************
كل خميس.. «تردون الصدك كلهم حرامية»
جاسم الحلفي
علت أصوات جموع المحتجين المرددين شعار “تردون الصدك كلهم حرامية” في سياق موجة الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت البلاد يوم 25 شباط 2011. ورغم أن هذا الشعار يفتقر إلى الدقة ويعتمد تعميما غير منصف، إلا أنه يعبر عن حالة الغضب والإحباط الشعبية، التي أفرزتها موجات الفساد المستشري.
ولا غرابة في استغلال طغمة الفساد هذا التعميم لصالحها، بعد ان وجدت فيه ملاذًا آمنًا وهو يتهم الجميع. وبالتالي لا يشعر الفاسدون بالخزي أو التهديد، بعد ان شرعن النظام هذا الفساد وحمى الفاسدين، حتى باتت النزاهة عملة نادرة في اغلب مؤسسات الدولة.
أما من يحاول التصدي لهم، فيُواجه بحملة شرسة من التشويه والاتهام بالابتزاز، بغية خلط الأوراق وإبعاد الشبهات عن المجرمين الحقيقيين. وفي هذا السياق، تبرز قضية نور زهير كأحد أبرز الأمثلة على استغلال هذا التعميم. زهير، المتورط في ما يُعرف بـ”سرقة القرن”، لم يكتفِ بسرقة أموال الشعب، بل عمد إلى استخدام أساليب ملتوية لحماية نفسه وشركائه، من خلال توجيه التهم جزافًا لكل من يحاول مواجهته. وقد حاول التلاعب بالرأي العام وتسويق نفسه كحمل وديع مظلوم. يحترم القانون ويتمسك بسياقاته. وفي نفس الوقت، طالب بمحاكمة عادلة علنية. لكنه خلف هذا القناع أطلق تهديدات واضحة لكل من يقف في طريقه، محاولًا ترويع خصومه وحماية شركائه الفاسدين.
الجريمة التي ارتكبها زهير لم تكن مجرد سرقة، بل كانت استهتارا بالدولة وبنظامها السياسي. ومع ذلك، لم نشهد أي رد فعل جاد من جانب المسؤولين، الذين بدا وكأنهم غير مبالين بالتهم الموجهة إليهم من قبل الشعب الغاضب. وهذا الصمت المريب يثير الشكوك حول تورطهم أو على الأقل تواطؤهم مع نور زهير وشركائه في الجريمة.
وحينما تلاحظ صمت المتنفذين وعدم مبالاتهم، تشعر ان شعار “تردون الصدك كلهم حرامية” قد تجاوز التعميم، وانه يشملهم بكل تخصيص ودقة بعيدا عن الاطلاق، حتى ليبدو ان المتنفذين اشتركوا بهذه السرقة بشكل مباشر او غير مباشر.
ولربما اختارت طغمة الفساد الصمت لأن أي تصريح منها قد يشكل إدانة جديدة لها، كما حدث عندما صرح وزير المالية السابق علي علاوي للمركز الخبري العراقي، بأن “قاصة نور زهير في الإمارات تُعد الأكثر تحصينًا في الشرق الأوسط ولا يمكن كسرها... وان صهر جدارها يحتاج إلى درجة حرارة تفوق 2900 مئوية .. فدرعها الخارجي صُمم لصد جميع أنواع الضربات والقذائف، فهو لم يُبنَ بالطابوق، بل صُمم من صهير سبائك الشوبهم التي لا يمكن كسرها ولا ثقبها”. وذكر علاوي أن القاصة يُتوقع أن تحتوي على أكثر من ملياري دولار، و50 طنًا من الذهب الخالص، وانها تابعة لنور زهير ومجموعة سياسية بينها رئيس برلمان سابق.
والسؤال المطروح هو: كيف لم يكتشف الوزير السابق السرقة في حينه ويمنع حدوثها، مع علمه بهذه التفاصيل الدقيقة؟
وأسئلة كثيرة تحيط بسلوك نور زهير وشركائه وكفلائه، وبإمكانياته المالية، وإسرافه في نزعة الاستهلاك والتمظهر .. هذا السلوك الذي يشاركه فيه كل من ينطبق عليهم القول “تردون الصدك كلهم حرامية”!
****************************************************
الصفحة الثالثة
تلاعب مالي وسوء إدارة الفساد يعطل عشرات المشاريع في نينوى
بغداد – تبارك مجيد
يعاني سكان نينوى من تفشي الفساد وسوء الإدارة الذي أدى إلى تعطل عشرات المشاريع الحيوية، برغم تحقيق بعض الإنجازات في التنمية والإعمار.
وكشف عضو مجلس نينوى السابق علي خضير، عن وجود عشرات المشاريع المتلكئة في المحافظة بسبب الفساد والعمولات.
50 مشروعا معطلا
وقال خضير خلال تصريح صحفي، إن "أكثر من 50 مشروعاً متعطلاً ومتلكئاً في نينوى بسبب العمولات والنسب التي كانت تفرض على المشاريع خلال الحكومة المحلية السابقة والتي تصل لنسبة 15 بالمئة"، لافتا إلى أن تلك النسب "كانت تفرض من جهات حزبية ومكاتب اقتصادية متنفذة في المحافظة".
في عام 2024، تم تنفيذ وإنجاز العديد من المشاريع المهمة في محافظة نينوى، والتي شملت عدة قطاعات حيوية.
الصحة والتعليم في المقدمة
وأوضح أحمد الكيكي، عضو مجلس محافظة نينوى، أن "هذه المشاريع تأتي ضمن موازنة تنمية الأقاليم، وقد تجاوز عددها 1700 مشروع موزعة على مختلف أنحاء المحافظة".
ويبين لـ "طريق الشعب"، أن "أبرز هذه المشاريع تشمل قطاعي الصحة والتعليم، حيث تم إنشاء 12 مستشفى و50 مركزًا صحيًا نموذجيًا، موزعة على الموصل والوحدات الإدارية الأخرى. ومن بين هذه المشاريع الصحية، مشروع مستشفى عام بسعة 600 سرير تمت إحالته لشركة تركية، بالإضافة إلى مستشفى آخر في البعاج بسعة 100 سرير. أما في قطاع التعليم، فقد تم إنجاز أكثر من 500 مدرسة موزعة على مختلف مناطق نينوى، لتلبية احتياجات السكان في الأقضية والنواحي.
ويضيف، أن "مشاريع البنية التحتية نالت أيضًا نصيبًا كبيرًا من الجهود، مع تنفيذ مشاريع لتحسين الطرق والجسور وتطوير الخدمات البلدية ويشمل ذلك تطوير شبكات المياه والصرف الصحي، إلى جانب مشاريع لتنظيف وتجميل المدينة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة للسكان وإعادة إعمار المناطق المتضررة".
على الرغم من هذه الإنجازات، تواجه محافظة نينوى تحديات مالية تتعلق بإدارة وتنفيذ المشاريع، خاصة في ظل الضغط على الميزانية العامة.
الكيكي أشار إلى أن "بعض التقارير تفيد بأن تخصيص الميزانية لبعض المشاريع قد يكون غير كافٍ، ما يؤدي إلى تأخير في تنفيذها أو عدم استكمالها في الوقت المحدد. وقد تم إدراج مشاريع بقيمة 600 مليار دينار عراقي ضمن خطة المحافظة، إلا أن هذه المخصصات تواجه تحديات في تحقيق الأهداف المطلوبة".
إلى جانب التحديات المالية، تمت إثارة شبهات فساد تتعلق بإدارة بعض المشاريع في نينوى. الكيكي أوضح أن "هناك تجاوزات مالية وسوء إدارة في تنفيذ بعض المشاريع، ما أدى إلى تحقيقات حول هذه الشبهات".
وأكد، انه "يتم حاليًا متابعة هذه القضايا لضمان الشفافية وتحقيق العدالة في تنفيذ المشاريع الحيوية للمحافظة".
في الختام، أكد الكيكي أن "محافظة نينوى قد حققت تقدمًا كبيرًا في تنفيذ مشاريع تنموية مهمة ضمن موازنة تنمية الأقاليم لعام 2024. ومع ذلك، تبقى التحديات المتعلقة بالميزانية والفساد مسائل تحتاج إلى معالجة مستمرة لضمان استكمال هذه المشاريع وتحقيق الفائدة القصوى منها للسكان المحليين".
صكوك وهمية
يقول سعد الوزان، ناشط ومراقب للشأن السياسي من محافظة الموصل، إن "هناك مستشفى تمت إحالة عقده في عام 2014، وهو مستشفى تعليمي داخل جامعة الموصل بسعة 600 سرير. هذا المستشفى كان من المفترض أن يقدم خدمة وعلاجات طبية في الوقت ذاته. لكن المقاول المسؤول عن المشروع قام بتقديم صكوك وهمية، وبمساعدة بعض الموظفين، سحب مبلغ 20 مليار دينار من الدولة باستخدام خطابات ضمان وهمية، دون تنفيذ أي جزء من المشروع".
ويضيف الوزان لـ "طريق الشعب"، أن "هناك العديد من المشاريع المتلكئة الأخرى، من ضمنها مشروع الجسر السادس الذي اكتمل كهيكل جسر، لكن تبين بعد الانتهاء منه أنه لا توجد له مقتربات. وأن تكلفة إنشاء هذه المقتربات تفوق تكلفة بناء الجسر نفسه، نظراً للحاجة إلى استملاك أراضٍ وغيرها من الإجراءات التي لم تُأخذ بعين الاعتبار مسبقاً".
ويشير الوزان إلى "مشروعات أخرى قديمة، مثل جسر الفلاح الذي تم بناؤه ولكن دون وجود مقتربات من الجهتين، ولا يزال هذا الجسر يواجه مشاكل بسبب قضايا تتعلق بالتخطيط والموافقات الحكومية السابقة".
أما في ما يخص الواقع الصحي في الموصل، فتحدث الوزان عن مشروع مدينة الطب في الساحل الأيمن، والذي يشمل مجموعة من المستشفيات. معظم هذه المستشفيات تمت إحالتها إلى منظمات دولية مثل الـ UNDP، باستثناء مستشفى واحد للطوارئ الذي ما زال تحت إشراف الحكومة.
ويؤكد الوزان، أن مستشفى السرطان، الذي كان من المفترض أن يُسلّم للدولة في شباط 2022، لم يُستكمل بعد، وأنه لا يوجد في الموصل اليوم جهاز إشعاع أو معدات متخصصة للعلاج، رغم أن نينوى تُعد من المحافظات الكبرى التي تشهد حالات سرطان كثيرة.
ويضيف، أنه "بسبب تقاعس المقاول التابع لمنظمة UNDP، لم يتم تسليم المشروع حتى الآن، وهناك تأخر مستمر في التنفيذ، حيث يتم تجديد المهلة مع كل انتهاء لموعد التسليم.
وفي ما يتعلق بمشروع مطار الموصل، يبين أنه "تم تحديد ستة مواعيد لافتتاح المطار حتى اليوم، أربعة منها في زمن نجم الجبوري، والخامس في زمن عبد القادر الدخيل، لكن المواعيد كانت غير معتمدة، وفي زيارة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي الى الموصل، سأله أحد النواب عن الحاجة لدعم الحكومة المركزية لمشروع مطار الموصل، فكان جوابه بالنص: "كيف تريد مني أن أُنجز مشروعاً وهمياً لا يملك أوراقاً رسمية؟"، وهناك شبهات فساد تطال مشاريع عديدة في نينوى منها مشروع مجاري الأيمن الموحد.
فوضى وسوء تخطيط
ويقول أحد المواطنين من نينوى، طه الموصلي (موظف حكومي)، أن "محافظة نينوى أكبر محافظة عراقية تعرضت للدمار والتخريب على يد عصابات داعش. ورغم حجم المعاناة، نجد أن الإدارة فيها تعاني من الفوضى وسوء التخطيط في تنفيذ أولويات أهالي المحافظة، خاصة عند الساحل الأيمن لمدينة الموصل الذي يعتبر الأكثر تضررًا من العمليات العسكرية، اذ لا يزال عبارة عن أكوام من الحطام، والمشهد يبدو مخيفًا إلى الآن".
ويضيف الموصلي في حديث لـ "طريق الشعب"، انه "بالرغم من مرور السنوات على تحرير المدينة، ما زالت بعض مناطق الموصل محطمة. للأسف، هناك مليشيات مرتبطة بالسلطة لها دور كبير في الفساد الذي طال المحافظة".
ويطالب الموصلي الجهات التنفيذية والرقابية بتحمل مسؤولياتها تجاه أهل نينوى للحفاظ على أموال الشعب العراقي وحمايتها من الاستغلال، مشددا على الضرورة بتوضيح الإجراءات المتبعة في صرف الأموال ومنح العقود وتقدير تكلفتها الحقيقية، بالإضافة إلى تحديد أهمية المشاريع وفقًا لحاجات المواطنين الأساسية وتنفيذها وفق مبادئ المنافسة العادلة والشفافية، والابتعاد عن العشوائية التي أهدرت الكثير من الأموال.
ويستذكر ملف فساد فتحته هيئة النزاهة خلال عام 2021 يعود لعقد مشروع تنظيف الساحل الأيسر من مدينة الموصل، أبرمته بلدية الموصل مع شركة محلية بمبلغ يقارب 18 مليار دينار عراقي.
ووجهت النزاهة اتهامات بالفساد إلى مدير الوقف أبو بكر كنعان، بسبب تعيينه 250 موظفًا يتقاضون أجورًا دون أن يحضروا فعليًا إلى وظائفهم المفترضة، مؤكدا أن "مدينة نينوى قد اهلكها الفساد، حيث يطول الحديث بملفات الفساد التي باتت علنية وواضحة للجميع".
***************************************************
العراق في الصحافة الدولية
ترجمة وإعداد: طريق الشعب
بغداد – أنقرة: تعاون أم غلبة؟
حول اتفاقيات التعاون الإستراتيجي، التي وقعها العراق مع تركيا مؤخراً، كتب سوات دولغي مقالاً لصحيفة (The Cradle) اعتبر فيه الأمر تحولاً مفاجئاً يأتي بعد خلافات حادة بين الجانبين، كرفض بغداد وجود القوات التركية على أراضيها بشكل ينتهك سيادتها، واعتراضها على سماح تركيا بتصدير نفط إقليم كردستان من موانئها، والتقليص المتزايد لحصة العراق الحيوية من مياه دجلة والفرات.
تغيير المصطلحات والسياسات
وذكر المقال بأن الجارتين اتفقتا على إعادة تعريف الوجود العسكري التركي، بحيث بات يسمى اليوم (مجموعة المستشارين لتدريب القوات العراقية)، فيما ستُسمى القواعد العسكرية التركية بما فيها قاعدة بعشيقة (منشأت التدريب المشترك) التي ستعود ملكيتها لاحقاً لبغداد. ورغم الحذر الذي شاب حديث وزير الخارجية العراقي وهو يذكر ذلك، فقد أُعتبر الأمر تعاونا استراتيجياً وتاريخياً، تنظمه نصوص كتبت بدقة ووضوح، على حد تعبير الموقعين عليها.
ووصف الكاتب ما حدث بالتحول الكبير في علاقات البلدين، والذي يأتي بعد تضاؤل دور داعش الإرهابي وتقدم الحلول لاستعادة الدولة السورية لمكانتها وتزايد مشاريع النقل واتفاقيات التعاون التجاري بين دول من داخل وخارج المنطقة، يستبعد بعضها العراق وتركيا، بل ويمكن أن يشكل خطراً جدياً على مشروع طريق التنمية الذي يتبناه البلدان، في إطار حماية مصالحهما وضمان استمرار أهميتهما في التجارة الإقليمية.
منافع تركيا
وحسب المقال فإن هذا التعاون سيخدم أنقرة في العديد من القضايا منها إفشال مساعي إبعادها عن مشاريع طرق التجارة الدولية والإقليمية، وكذلك إطلاق يدها في كردستان العراق للقضاء أو تقليص نفوذ معارضيها الكرد وخاصة حزب العمال، والسماح لقواتها بالبقاء في العراق بموجب تفويض جديد وقانوني، وتواجدها في بغداد بمركز مشترك للأمن والتنسيق العسكري والمخابراتي، إضافة إلى أمل تمكين تلك القوات من الحصول على عقود تدريب وتسليح العراقيين أو أن تحل محل المستشارين والقوات الأمريكية، إذا ما نجحت مساعي إخراجهم من البلاد.
منافع العراق
وأعرب الكاتب عن اعتقاده بأن العراق سيستفيد أيضاً من التعاون في تعزيز قواته الأمنية ودعم اقتصاده من خلال زيادة التجارة والاستثمار، خاصة في مشروع طريق التنمية، الذي ربما يحسن من البنية الأساسية ويخلق المزيد من فرص العمل ويؤمن الاتصال البري المباشر مع أوروبا، ولكن دون أن يتمكن من حل مشاكله الأخرى مع جارته.
تحديات سيادية
وكتب كل من نجاة تومزوك لموقع (اوراسيا ريفيو) ودانا طالب لموقع (نيو اراب) مقالات حول الموضوع، اتفقا فيه على أنه ورغم ما تروج له حكومتا البلدين للاتفاقية باعتبارها خطوة تاريخية نحو تحسين العلاقات الثنائية، فإن المخاوف تبقى قوية من زيادة النفوذ التركي في المنطقة، بما فيها الخشية من ضم بعض الأراضي التي لم تنفك الجارة الشمالية للعراق من الحنين اليها.
كما تطرقت المقالات إلى السؤال المركزي عما إذا كانت تركيا تخطط لسحب قواتها من الأراضي العراقية، لاسيما وإن مذكرة التفاهم، على الرغم من اتساعها، لا تلزم صراحة بانسحاب القوات التركية، الأمر الذي يثير قلق الناس، ممن يرون في التواجد التركي احتلالاً وانتهاكاً لسيادة البلاد، لاسيما بعد ما نفت أنقرة وجود بنود في الإتفاقيات تنص على هذا الانسحاب.
قتل صحفيتين كرديتين
وكمثال على أول خرق بعد الأتفاقيات، نشر موقع MEE تقريراً للكاتب اليكس ماكدولاند عن قيام طائرة مسيرة تركية بقتل صحفيتين كرديتين، جولستان تارا وهيرو بهاء الدين، أثناء عدوانها على السليمانية. وأضاف التقرير بأن الضحيتين تعملان في شركة تشاتر الإعلامية وفي قناة ستيرك الناطقة بالكردية والتي تبث من النرويج منذ 2009، مشيراً إلى أن مصدراً أمنياً عراقياً قد ألقى باللوم على تركيا التي نفت تورطها بالأمر.
كما نقل التقرير أخبار التظاهرات التي خرجت في السليمانية وبيانات الإدانة التي اصدرتها منظمة حقوق الإنسان في تركيا واتحاد العاملين في الصحافة ومنظمة مراسلون بلا حدود، للجريمة ودعوتهم إلى المساءلة والتحقيق المستقل حولها.
*********************************************
عين على الأحداث
الفقرة المنسية
نفذت طائرات الجيش التركي غارات جوية مكثفة على قرى بلافة وكوهرزي ونهيلي في سلسلة جبل متين، محافظة دهوك، وعلى قرية "شينكيي" في منطقة "شاربازير" بأطراف محافظة السليمانية، وذلك في سياق انتهاك صارخ لسيادتنا وعدوان يومي متواصل لأكثر من شهرين على مواطنينا. هذا وفي الوقت الذي تُسبب فيه هذه الاعتداءات تهديداً مستمراً لأمن القرى الكردستانية، مدمرة أراضيها الزراعية ومواشيها وممتلكاتها وملحقة بصفوف سكانها خسائر كبيرة، أجبرت الآلاف منهم على النزوح، يتساءل الناس عما إذا كان "أولو الأمر" عندنا قد نسوا تضمين أمن مواطنيهم في مذكرة التفاهم الأمني التي وقعوها مؤخراً مع أنقرة.
لماذا السرية؟!
كشفت وكالات الأنباء عن منح الحكومة عقد شراكة كاملة في الأرباح مع شركة بتريتش بتروليوم النفطية تشمل واردات استثمار الحقول العملاقة للغاز والنفط في محافظة كركوك، وذلك في مسعى منها لجذب الشركات الغربية مرة أخرى لسوق النفط العراقي بعد موجة من الانسحابات المستمرة. هذا وفي الوقت الذي تنتقص فيه هذا الشراكة من ملكية العراق الخالصة لنفوطه وغازه، تؤكد على أن فشل منظومة الحكم في برامج الاستثمار لا يعالج إلاّ بتحقيق الأمن والإستقرار الحقيقي ومحاربة الفساد والابتزاز وحماية مصالح البلاد وضمان تكافؤ الفرص بين الكوادر، إضافة إلى التعامل بشفافية مع قضايا البلاد الخطيرة.
خدمات مسيّلة للدموع!
أعلنت سلطات كوريا الجنوبية عن بيعها مليون قنبلة غاز مسيّل للدموع إلى العراق، الذي صار أكبر مستورد لهذه القنابل، الخاصة بقمع التجمعات والتظاهرات الجماهيرية المطالبة بحقوق المواطنين أو المحتجة على القمع والفساد والإستبداد. هذا وفي الوقت الذي يعرف فيه الناس بأن جرائم الاضطهاد لا تسقط بالتقادم وأن لا أمن إلاّ بالحرية والعدل، بلغت تكاليف هذه الصفقة ما يقارب 50 مليون دولار، أي ما كان يكفي لإطعام 20 ألف عراقي جائع لمدة عام كامل أو لإسكان 200 عائلة مشردة، إضافة لتجنب ارتكاب جرائم قتل المئات وربما إصابة الآلاف بالتشويه والعمى كما حدث لمنتفضي تشرين البواسل.
أقوى من الدولة!
اعترف مجلس محافظة بغداد بعدم إمكانية تطبيق تجربة العدادات في منطقة دون أخرى، مشيراً إلى وصول ما يقارب 600 شكوى شهريًا إلى المحافظة، تظلماً ضد أصحاب المولدات الذين سبق ونصبوا عدادات كهربائية. هذا وفيما كرر المجلس تهديداته باتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتعهدين المخالفين للتعليمات المحددة، تساءل الناس عن مصير تهديداته السابقة وعن السبب في عدم تنفيذ قرار حكومي بتسعير الامبيرات وعن سر قوة هؤلاء المتعهدين، الذين يستغل معظمهم فشل الحكومات في تأمين حق المواطنين بالحصول على الطاقة الكهربائية، فيفرضون عليهم أسعاراً باهظة لا يمكنهم رفضها في ظل حرارة الصيف العراقي اللاهب.
انطوا صبر شوية!
أعلنت لجنة النزاهة النيابية عن تراجع بعض مجالس المحافظات عن القرارات التي أصدرتها بمنح امتيازات وشراء سيارات وتخصيص قطع أراضٍ لأعضائها، نتيجة للضغوطات الشعبية ولقيام ديوان الرقابة المالية وهيئة النزاهة بمتابعة صرف الموازنات. هذا وفيما لم تمض سوى أشهر معدودة على "انتخاب" هذه المجالس، في انتخابات عزف عن المشاركة فيها 80 بالمائة من الناخبين، تعيد بعض منها تجربة سابقاتها في إهمال حقوق ومطالب المواطنين والتركيز على المنافع الخاصة والاستغراق في الفشل والفساد وهدر المال العام، وهو ما سيعزلها عن الناس ويثير غضبهم عليها ويفجر انتفاضة جديدة كالتي أطاحت بشبيهاتها من المجالس السابقة.
*****************************************************
الصفحة الرابعة
آل ازيرج يرفضون تحويل جنس أراضيهم من زراعية الى سكنية فشل حكومي يفاقم الأزمات والاحتجاجات تتصاعد في مختلف المحافظات
بغداد ـ طريق الشعب
في ظل فشل الحكومة في تلبية احتياجات المواطنين الأساسية وإدارة الملفات الحيوية بكفاءة، تتصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية في مختلف المحافظات، مطالبة بتحقيق حقوق طال انتظارها.
ما بين أزمة توزيع الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مقاطعات سكنية، وتردي خدمات الكهرباء، وتأخير صرف المستحقات المالية، تبرز هذه الأزمات كدليل صارخ على تعثر الحكومة في تنفيذ وعودها، مما دفع المواطنين إلى اللجوء إلى الشارع للتعبير عن استيائهم والمطالبة بحقوقهم.
ذي قار
في مدينة الناصرية، قام العشرات من أهالي عشيرة آل أزيرج بإغلاق الطريق الرابط بين السجن الإصلاحي والحي الصناعي، احتجاجًا على توزيع أراضيهم الزراعية وتحويلها إلى قطع أراضٍ سكنية. وأكد أحد المتظاهرين أنهم أغلقوا الطريق أمام حركة المركبات للمطالبة بعدم مصادرة أراضيهم المملوكة لهم رسميًا وتحويلها إلى مقاطعات سكنية.
في قضاء كرمة بني سعيد جنوبي ذي قار، شهدت مناطق الأصيبح والياسرية والكرماشية تظاهرات احتجاجية على تردي تجهيز الكهرباء وتذبذب ساعات التشغيل. وأكد المتظاهرون أن شبكات الكهرباء في هذه المناطق قديمة تعود لعام 1970، ومعظم أعمدتها آيلة للسقوط، والأسلاك رديئة التوصيل، مما أدى إلى ضعف الفولتية وتفاقم أزمة الكهرباء، خاصة في فصل الصيف. وطالب المحتجون بتحديث منظومة الكهرباء وصيانتها، مهددين بالتصعيد في حال استمرار تردي الخدمات.
وفي الناصرية أيضًا، نظم العشرات من موظفي الصحة وقفة احتجاجية أمام مبنى دائرة صحة ذي قار، للمطالبة بصرف مستحقات العلاوات والترفيع المتأخرة بأثر رجعي.
الديوانية
بينما شهدت الديوانية تظاهرة لموظفي وزارة الدفاع أمام بلدية المدينة، مطالبين بشمولهم بتوزيع قطع الأراضي وفقًا لتوجيهات رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس أركان الجيش، مثلما تم مع أقرانهم في محافظات أخرى. وأوضح المتظاهرون أن الملف تأخر لأكثر من أربعة محافظين دون حل، حيث تبادلت المحافظة والبلدية التهم بالعرقلة، في حين ما يزال العديد من موظفي الدفاع يعانون من ارتفاع إيجارات السكن أو الاضطرار للسكن في العشوائيات.
البصرة
وفي البصرة، نظمت تنسيقية طوفان الخريجين وغير الخريجين، بالإضافة إلى شريحة المحاضرين لعام 2020، وقفة احتجاجية أمام مجلس المحافظة للمطالبة بالإعلان عن أسمائهم ضمن 13 ألف درجة وظيفية تم الوعد بنشرها بعد الزيارة الأربعينية. وأشار المتظاهرون إلى أنهم يحتجون منذ عام دون جدوى، مطالبين بشمولهم في الدرجات الوظيفية الشاغرة المتبقية، ومناشدين كافة الجهات المعنية بضمهم ضمن التعيينات المقررة.
كما هددت نقابة المعلمين في البصرة بتنظيم اعتصام مفتوح لاسترجاع حقوقهم المسلوبة، حيث أشار نقيب المعلمين في البصرة، صفاء السامر، إلى أن النقابة خاطبت الجهات المعنية بشأن الاستقطاع من رواتب المعلمين وفق قانون 19 لعام 2019، والذي يقضي بالاستقطاع عن خمس سنوات سابقة، ما يمثل إجحافًا بحق المعلمين. وأوضح السامر أن الاعتصام المزمع تنظيمه سيكون منذ اليوم الأول من العام الدراسي المقبل، وسيستمر لمدة أسبوع، خالٍ من الطلاب، بهدف الضغط على الحكومة لتحقيق مطالب المعلمين.
ميسان
وفي ميسان، استنكر تجمع نقابات العمل الصحي (أطباء، أطباء أسنان، صيادلة، مهن صحية، تمريضية وإداريين) تصريحات رئيس مجلس المحافظة خلال جولة أجراها في مستشفى الشهيد الصدر، مطالبين بتقديم اعتذار رسمي وإزالة الفيديوهات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تسيء للكوادر الصحية. وأكد التجمع أن أي زيارة مستقبلية يجب أن تتم ضمن الأطر الإدارية الصحيحة، وبمشاركة ممثلي الجهات المعنية.
بغداد
من جهة أخرى، تظاهر المئات من المحاضرين في تربية الرصافة الثالثة أمام مبنى وزارة المالية في بغداد، مطالبين بإطلاق رواتبهم المتأخرة وصرف مستحقاتهم المالية بأثر رجعي. كما شهدت العاصمة احتجاجًا آخر من قبل طلبة الكلية العسكرية المتقدمين للدورة 114 في باب المعظم، احتجاجًا على عدم ظهور أسمائهم ضمن المقبولين.
في ظل تصاعد الاحتجاجات وتعدد مطالب المواطنين في مختلف القطاعات، تبدو الحكومة العراقية عاجزة عن تلبية احتياجات شعبها، مما يهدد بتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. ومع استمرار التجاهل الحكومي للمطالبات الشعبية، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الحكومة على التعامل مع هذه الأزمات المتراكمة.
***************************************************
نقابات واتحادات تبدي مخاوفها موظفو النفط قلقون من قرار الحكومة زيادة عائدات الخزينة من أرباح الشركات العامة
بغداد ـ طريق الشعب
عمّت الاحتجاجات عددا من مدن البلاد احتجاجا على قرارات الحكومة غير المجدية وتنصلها من وعودها بإصلاح الأوضاع في البلاد، فقد نفذ موظفو الشركات العامة تهديدهم من خلال تظاهرات كبيرة عطلوا من خلالها العمل في المواقع النفطية.
البصرة
وعمت التظاهرات الاحتجاجية الشركات النفطية في أنحاء متفرقة من البصرة، احتجاجا على قرار الحكومة زيادة واردات الخزينة العامة من أرباح الشركات العامة الى 75 في المائة.
وقال مراسل "طريق الشعب"، ان "المتظاهرين احتجوا على قرار مجلس الوزراء (24600)، القاضي بتعديل حصة الخزينة من أرباح الشركات وزيادتها من 45% إلى 75%، وأقدم المتظاهرون على إغلاق بوابات مواقع (البرجسية، شركة نفط البصرة، الرميلة الشمالي والجنوبي، حقل مجنون، وحقل غرب القرنة1)".
ذي قار
الى ذلك، نظم المئات من موظفي شركة نفط ذي قار وقفة احتجاجية امام مبنى الشركة، رفضا للقرار ذاته، الذي يقضي بتحويل الشركات النفطية من التمويل الذاتي الى التمويل المركزي.
وقال أحد المحتجين، ان هذا القرار مجحف تجاه هذه الشركات التي كان تمويلها الذاتي يصب باتجاه دعم المنافع الاجتماعية ومراكز الأمراض السرطانية وأمراض القلب وقطاع الخدمات الأخرى، مشيرا الى ان وقوفهم يأتي رفضا لهذا القرار غير المنصف، مطالبين الحكومة المركزية بالعدول عنه والإبقاء على تمويل الشركات ذاتيا.
ميسان
من جانبهم، نظم المئات من منتسبي شركة نفط ميسان وقفة امام مقر الشركة وسط مدينة العمارة احتجاجا على قرار تحويل الشركات النفطية من التمويل الذاتي إلى الحكومي.
وقال عدد منهم انهم يحتجون وبقوة على قرار رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بخصوص تحويل عمل الشركات النفطية من التمويل الذاتي إلى الحكومي وان هذا الأمر سيضع تقييد للصلاحيات وحصرها في بغداد، مقارنة بالسنوات الماضية في تاريخ تلك الشركات، حيث كانت تتمتع بحريتها المالية وما يتعلق بالمشاريع وصرف الرواتب والمخصصات.
وأضافوا ان هكذا قرار قد يؤدي إلى تراجع في إنتاج النفط الخام ويقوض جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات النفطية بسبب البيروقراطية والروتين.
موقف الاتحادات
بدورها، حذرت نقابات واتحادات النفط والطاقة والغاز، من الاستمرار بتنفيذ قرار مجلس الوزراء القاضي بتحويل إيرادات الشركات النفطية الممولة ذاتيا الى التمويل المركزي وتحويلها الى وزارة المالية وزيادة حصة الخزينة من 45 الى 75 بالمئة، مشيرة الى ان هذا سيؤدي الى تعطيل عجلة الإنتاج في حال تضرر المنتسبين من الناحية المادية.
وقالت النقابات والاتحادات المنتمية للاتحاد الدولي للصناعات، (الاتحاد العام لنقابات النفط والغاز والبتروكيماويات في العراق والنقابة العامة للطاقة في العراق والنقابة العامة للعاملين في قطاع النفط والغاز في العراق والنقابة العامة للعاملين في الصناعة والطاقة والتعدين في العراق) في بيان مشترك، تلقته "طريق الشعب" انها "تتابع بقلق شديد القرار الصادر عن مجلس الوزراء المرقم 24600 لسنة 2024 والذي يسهم في تحويل إيرادات الشركات النفطية الممولة ذاتيا الى التمويل المركزي، وتحويلها الى وزارة المالية وزيادة حصة الخزينة من 45 الى 75 بالمئة"، لافتة الى ان "هذه مخالف لقانون الشركات النافذ رقم 22 لسنة 1997 والذي ينظم عمل الشركات ويخولها الاحتفاظ بمواردها لاستخدامها في تمويل نفقاتها وتطوير منشاتها وصرف مستحقات منتسبيها من الرواتب والمكافآت والارباح".
وأضافت، ان "الإصرار من قبل مجلس الوزراء على هكذا قرار غير مدروس سيحول الشركات الرابحة الى شركات خاسرة نتيجة العجز المالي الذي يصيبها، حيث لن تتمكن هذه الشركات من تطوير عملها ومواكبة النهضة الاقتصادية والتطور التكنولوجي".
وطالبت النقابات والاتحادات، بإلغاء القرار الصادر من مجلس الوزراء كونه قرارا غير مدروس ويضر بالمصلحة العامة للبلد بشكل عام. كما حذرت من الاستمرار في تنفيذه، كونه سيؤدي الى تعطيل عجلة الإنتاج في حال تضرر المنتسبين من الناحية المادية.
وبينت ان "هناك الكثير من المعالجات لسد العجز الحاصل في ميزانية الدولة دون الرجوع الى خلق الفوضى في القطاعات المستقرة".
وحذرت النقابات والاتحادات، من مغبة "استمرار الدولة والوزارة بمعاقبة المنتسبين ممن يطالبون بحقوقهم وإصدار عقوبات إدارية بحق المتظاهرين من منتسبي شركات مصافي الجنوب"، داعية الى الغاء أوامر النقل القسري التي صدرت بحق بعض المنسبين من مواقع عملهم الى مواقع أخرى، كذلك اسقاط التهم الموجهة لقسم من العاملين في محكمة تحقيق الكرخ لمشاركتهم في التظاهرات".
****************************************************
وقفة اقتصادية.. تعاقدات فاشلة في معالجة أزمة الكهرباء
إبراهيم المشهداني
على رغم الوعود المتكررة التي يطلقها المسؤولون العراقيون بتحسين واقع الكهرباء، وبصيف قادم مختلف، فإن كل الظروف والعوامل التي أدّت لفشل مشاريع "جي إي" وسيمنز السابقة في العراق لا تزال مستمرة. لا تمتلك الشركتان، ولا أي طرف عراقي أو دولي حلولاً سحرية لمعضلة الكهرباء في العراق. والحقيقة أن قطاع الكهرباء العراقي كان ولا يزال، منجماً من الذهب فاضت بركاته على سيمنز و"جي إي"، وشركات أخرى والأحزاب العراقية الحاكمة، ورجال الأعمال المرتبطون بها، وجهات حكومية أخرى.
وتشير تجربة وزارة الكهرباء أن
كافة الخطط الاستراتيجية او القريبة والمتوسطة المدى لم تتواكب مع كثرة التصريحات والآمال المخدرة التي يطلقها المسؤولون في وزارة الكهرباء فقد ذهب جزءٌ كبيرٌ - ربما يصل إلى نصف أو أكثر- مما أُنفق في الاستثمار في قطاع الكهرباء سدى. فقد كان من الممكن أن يصل إنتاج العراق من الكهرباء إلى ما لا يقل عن 40 ألف ميكا واط وهو ما يسد حاجة البلاد المتزايدة في ظل التكاثر السكاني وازدياد استهلاك الكهرباء. لكن إنتاج الكهرباء العراقي وصل في أقصى حدٍّ له إلى حوالي 23 ألف ميكا واط، مقارنة بحوالي 3 آلاف ميغا واط عام 2003، وانخفض مؤخراً إلى أقل من 20 ألف ميكا واط بسبب تراجع إمدادات الغاز الإيراني المستخدم في المحطات الغازية العراقية. ولا يُغطي هذا الإنتاج إلا أكثر بقليل من نصف الحاجة العراقية التي تُقدَّر بحوالي 35 ألف ميكا واط، مما يؤدي إلى استمرار انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في اليوم قد تتجاوز الـ 12 ساعة في ذروة ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
أثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، إلى العاصمة الألمانية برلين في كانون الثاني 2023، وقّع وزير الكهرباء زياد علي فاضل، مذكرة تفاهم جديدة مع شركة سيمنز الألمانية، تستهدف مواصلة التعاون مع الشركة في مجال إصلاح الكهرباء في العراق وتطوير هذا التعاون، حيث أصبحت الشركة فاعلاً أساسياً في هذا القطاع منذ عام 2008. وفي شباط 2023، وقَّعت حكومة السوداني على مذكرات تفاهم جديدة مع شركة جنرال إلكتريك (جي إي) الأمريكية لغرض تطوير المحطات الكهربائية وصيانتها. ولكن يبدو ان المنافسة الشديدة بين الشركتين لم تحقق ما كانت تصبو اليه الحكومة ولا تتماهى مع تصريحات المسئولين في وزارة الكهرباء ولا تتناسب قط مع حجم الاستثمارات التي رصدتها الوزارة لصالح الشركتين اللتين أريد تحقيق التوازن بينهما في توليد كميات من الطاقة كفيلة بمعالجة الأزمة التي زاملت العراقيين طوال إحدى وعشرين سنة منذ الاحتلال وقد تتصاعد التصريحات المتفائلة في الخريف القادم حيث تنخفض درجات الحرارة كما في كل عام وكالعادة تتحول التصريحات إلى بشرى للعراقيين.
وجدير بالتنويه أن العقود التي أبرمتها الحكومة ووزارة الكهرباء مع تلكما الشركتين لم تكن الوحيدة بل تم التعاقد مع شركات من ايران مصر وكوريا الجنوبية لنصب توربينات سيمنس في محطات الرميلة وبيجي ودبس وتازة ومدينة الصدر بقيمة 900 مليون دولار لكن قرار العراق في التعاقد مع شركات إيرانية في محطتي الصدر ودبس أدى إلى تأخر ارسال التوربينات لسنة كاملة بسبب رفض شركة سيمنس مع الشركات الإيرانية ابان العقوبات الاوربية على ايران حينها لهذا السبب ولعدم اعفاء الحكومة العراقية لشركة سيمنس من الضرائب وفقا لنص العقد ادى إلى تأخر وصول التوربينات للفترة المذكورة ما يعني ان الطرف العراقي لم يحسن اخذ الظروف الجيو سياسية بعين الاعتبار وهذا مثال من بين الكثير مما يعرقل معالجة الازمة .
إننا نرى أن وزارة الكهرباء مدعوة لإعادة رسم سياستها بعد إعادة تقييم عملها للفترة الماضية وتحديد مسؤولية المتسببين في الإخفاق من الوزراء السابقين ومن يقف وراء هذا الفشل ومن الممكن الاستعانة بشركات عالمية متخصصة ورصينة لإجراء التدقيقات المالية ومدي انسجام العقود المبرمة مع المعايير الدولية والتشريعات الوطنية وتحديد مقدار الهدر المالي وتحميل المتسببين المسئولية وإعادة الأموال إلى خزينة الدولة لأنها ملك الشعب.
***************************************************
الصفحة الخامسة
بفعل منافسة المُنتج المهرّب خسائر كبيرة لقطاع الدواجن وتسريح لعماله
متابعة – طريق الشعب
وفقا لإحصائية أعلنتها لجنة الزراعة والمياه البرلمانية عام 2023، فإن العراق يضم، عدا إقليم كردستان، 1200 حقل دواجن، 500 منها للدجاج البياض، ونحو 700 حقل للدجاج اللاحم. هذا بالنسبة للحقول المجازة، أما غير المجازة فتُعد بالآلاف – حسب ما تنقله وكالات أنباء عن عاملين في هذا القطاع.
وبالرغم من إمكانية هذا العدد الكبير من الحقول في تغطية الحاجة المحلية من لحوم الدواجن وبيض المائدة، إلا انها تتعرض إلى خسائر كبيرة، بفعل المنافسة التي تواجهها من المنتجات المستوردة، خاصة المهربة التي تأتي بنوعية رديئة وتباع بأسعار تنافسية، الأمر الذي يُرغم العديد من أصحاب الحقول على إغلاق مشاريعهم، وتسريح عمّالهم، في ظل عدم قدرتهم على مقاومة تلك المنافسة – وفقا لعضو مجلس إدارة الجمعية العراقية لرعاية منتجي الدواجن، هاشم كماش.
وحسب دراسة أعدها جهاز الإحصاء المركزي العراقي عام 2020، فإن العراق كان يمتلك أكثر من 7 آلاف مشروع دواجن موزعة على المحافظات، ومنها محافظات الإقليم، لكن بسبب تراجع مستويات الإنتاج، مقابل استمرار عمليات التهريب وفتح أبواب الاستيراد وارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج منذ بداية أزمة سعر الدولار، كل ذلك تسبب في توقف الآلاف من تلك المشاريع.
توقف المشاريع
يذكر كماش في حديث صحفي، أن “كلفة إنتاج كرتون بيض المائدة تصل اليوم إلى نحو 54 ألف دينار، في حين يباع الكرتون بـ 40 ألف دينار. ما يعني ان صاحب الحقل يخسر نحو 14 ألف دينار في الكرتون الواحد. ولو جمعنا تلك الخسائر بما تنتجه مشاريع الدواجن يوميا من بيض المائدة، لوجدناها كبيرة جدا”.
وخلال فصل الصيف، يضطر أصحاب مشاريع الدواجن إلى تصريف إنتاجهم بشكل سريع، حتى لو اضطروا إلى البيع بسعر أقل من تكلفة الإنتاج، تلافيا لخسائر كبيرة سيتكبدونها في حال فساد المُنتج، في ظل عدم توفر وسائل جيدة لحفظه.
ويبيّن كماش أن “الإنتاج المحلي من بيض المائدة وفروج اللحم يغطي احتياج العراق، وأن (مشروع صحارى كربلاء) للدواجن، يسد لوحده بحدود 25 في المائة من الحاجة المحلية. حيث يعتبر من أضخم مشاريع الدواجن على مستوى العالم، ويضم كل حلقات العمل من الإنتاج إلى التوصيل، لكن المشكلة هي الحدود غير المسيطر عليها. حيث يتم تهريب كميات كبيرة من البيض والدجاج بأسعار تنافسية”.
ويؤكد أن “هذا القطاع يعتبر عموداً من أعمدة الاقتصاد العراقي، وإهماله يؤدي إلى حدوث مشكلات كثيرة، وفي مقدمتها إغلاق المشاريع، وتسريح أعداد كبيرة من العمال وضمها إلى طوابير البطالة”، مشيرا إلى ان “عمال تلك المشاريع لا يقتصر عملهم فقط على الإنتاج داخل الحقول، إنما هناك حلقات أخرى من العاملين تتمثل في السائقين والميكانيكيين والكهربائيين ومتعهدي وقود المكائن والمولدات، وغير ذلك من الوظائف المرتبطة بهذا القطاع. لذلك ان توقف مشروع الدواجن سيقطع سبل معيشة أعداد كبيرة من العمال”.
تسريح العمال
حيدر ناظم، عامل في حقل دواجن في البصرة، خسر وظيفته هو وأقرانه الآخرون، بعد أن اضطر صاحب الحقل إلى إغلاق مشروعه جراء تعرضه لخسارة مالية كبيرة، لعدم قدرته على منافسة المستورد والمهرّب من لحوم الدجاج وبيض المائدة.
يقول ناظم في حديث صحفي، ان “مشكلة إغلاق مشاريع الدواجن لا تقتصر فقط على محافظة البصرة، ففي واسط أيضا أغلق العديد من تلك المشاريع للأسباب ذاتها، الأمر الذي قطع سبل معيشة العاملين، الذين غالبيتهم لا يمتلكون صنعة أخرى يزاولونها”، مشيرا إلى ان “العمل في حقول الدواجن يتطلب خبرة من حيث توزيع الأعلاف على الدجاج بنسب معينة، وتنظيف المكان وغير ذلك من المهام”. ويطالب ناظم الحكومة بدعم مشاريع الدواجن ووضع حد لتهريب لحوم الدجاج والبيض وغيرها من المنتجات التي صارت تنافس مثيلاتها المحلية وتضر بمصالح المنتجين المحليين. كما يطالب بتوفير فرص عمل للشباب الذين فقدوا وظائفهم والذين لم يسبق لهم ان حصلوا على وظائف.
زيادة الرسوم الكمركية على المستورد
من جانبه، يقول مدير عام دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، وليد محمد رزوقي، أن “وزارة الزراعة، ومن أجل حماية المنتج المحلي، زادت الرسوم الكمركية على بيض المائدة بنسبة 70 في المائة، بعد أن كانت تبلغ 20 في المائة، وعلى الدجاج 50 في المائة. أما اللحوم المقطعة فإنه سيتم رفع رسومها من 1 في المائة إلى مستوى رسوم الدجاج”.
ويلفت في حديث صحفي إلى ان “المشكلة ليست في الاستيراد، إنما في التهريب الذي يحصل، وهو خارج قدرة وزارة الزراعة. ورغم ذلك تعمل الوزارة على خلق حالة توازن بين المستورد والمحلي”، مضيفا قوله: “أما في حال غلق الباب أمام المستورد فإن أسعار المحلي سوف ترتفع، ما يخلق أزمة أخرى”.
جدير بالذكر أن العراق يحتل المرتبة التاسعة كأكبر مستورد للحوم الدجاج عالمياً، بنحو 808 ملايين دولار سنويا. فيما حقق العام الماضي المرتبة الرابعة عربيا كأكبر منتج للحوم الدجاج - وفق ما ذكرت خدمة الزراعة الخارجية التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية في تقرير لها.
وشهدت صادرات لحوم الدجاج البرازيلية إلى العراق نمواً ملحوظاً بنسبة 118.6 في المائة إبان تموز الماضي، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتتمتع مشاريع الدواجن بأهمية اقتصادية كبيرة على مستوى العالم. إذ تُعد استثماراً مستقراً يوفر بروتيناً حيوانياً عالي الجودة بأسعار معقولة، وفرص عمل ودخلاً لأصحاب المزارع الصغيرة. كما تلعب هذه المشاريع دوراً حيوياً في ضمان الأمن الغذائي العالمي، وتلبية طلب المستهلكين على المنتجات الغذائية عالية الجودة.
**************************************************
البصرة.. موظفو الكهرباء يشكون من تأخر رواتبهم
متابعة – طريق الشعب
شكا عدد من الموظفين المنتسبين إلى شركات الكهرباء في البصرة، الانتاج والتوزيع والنقل، من تكرار تأخر صرف رواتبهم الشهرية، مبينين في شكوى نشرتها وكالة أنباء “المربد”، أن الرواتب لا تُسلم لهم في الموعد المحدد، ما يجعلهم في ضائقة مالية.
وأوضح الموظفون، أن هذه المشكلة يعانونها منذ شهور. إذ لا يتم تسليمهم الرواتب إلا بعد مرور يومين إلى خمسة أيام من الشهر التالي، مشيرين إلى انهم أصحاب عائلات، ولديهم التزامات مالية كثيرة، من سلف وقروض وإيجارات وغيرها، لا تتحمل تأخير الراتب ليوم واحد.
ووجه الموظفون انتقادات إلى وزارة الكهرباء على تأخرها في صرف رواتبهم، مؤكدين أن جميع الوزارات تسلم الرواتب لموظفيها في مواعيدها المحددة.
*************************************************
اكول.. لامركزية بنكهة المركزية!
هيثم اياد
تجربة اللامركزية الإدارية الإقليمية حديثة النشأة في العراق، وترجع الى العام 2003 إبان الاحتلال الأمريكي وصدور قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية والامر 71 لسنة 2004، مروراً بدستور عام 2005 وانتهاءً بالقانون رقم 21 لسنة 2008 (قانون الإدارات المحلية المنظم لعمل مجالس المحافظات). إلا ان هذه التجربة لها جذور تعود الى سيطرة الدولة العثمانية.
وتعرض القانون رقم 21 الى التعديل 4 مرات، آخرها بقانون انتخابات مجلس النواب ومجالس المحافظات رقم 4 لسنة 2023 . إذ رفع عدد أعضاء مجلس محافظة بغداد على سبيل الحصر، إلى 51 عضوا، في حين ان التعديل الثالث حدد العدد كسقف أعلى بـ35 عضوا لكافة مجالس المحافظات، مع مراعاة تقليل العدد حسب الكثافة السكانية، وأن يتقاضى كل عضو امتيازات مدير عام.
المتتبع لاختصاصات الإدارات المحلية يجد ان هذه التجربة قد فرغت من محتواها، خاصة على مستوى القضاء والناحية. لذا تحولت ديمقراطية المشاركة الشعبية الى مركزية. فالمفروض ان تُجرى انتخابات لمجالس الاقضية والنواحي بعد ستة شهور من اجراء انتخابات مجالس المحافظات - وهذا ما لا نجده في العراق - لتتولى مجالس الاقضية والنواحي المنتخبة انتخاب القائم مقام ومدير الناحية اللذين يعملان على تلبية احتياجات السكان.
وفي التجربة العراقية الواقعية الفريدة، نجد ان المحافظ يُعين مركزياً القائم مقام ومدير الناحية وفقاً لقاعدة اقتسام الكعكة، حتى ان البعض يجهل بالدستور والقانون. وأخيرا غيّر احد المحافظين مدراء الوحدات المحلية، مدعياً ان التغيير حصل وفق الدستور، وفي ذلك تجن واضح وعدم معرفة بالاختصاصات والصلاحيات. لذلك أصبح القائم مقام ومدير الناحية، موظفين تابعين إداريا إلى المحافظ، وينفذان توجهاته المركزية، في حين أنه من المفروض أن يعبر كل واحد منهما عن توجهات مجلس القضاء والناحية، المعبرين بدورهما عن حاجات السكان.
لذلك ان التجربة العراقية في هذا المجال، باتت تعبر عن رغبات القوى الحزبية المهيمنة لا السكان المحليين، بل ان الانكى من ذلك هو ان مجلس الناحية الغي بالتعديل الثالث لقانون رقم 21 لسنة 2008. في حين ان الوحدات المحلية الصغيرة في الدول الغربية هي من تتولى مهمة التنمية والتطوير.
ويجب ألا ننسى أن انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة أجريت بموجب نظام التمثيل النسبي وبطريقة توزيع “سانت ليغو” المعدل، والتي تضمن سيطرة القوى السياسية المهيمنة ولا تفسح المجال للقوى الحزبية الناشئة!
***********************************************
مواساة
- تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الفنان الموسيقي صديق الحزب نصير شمة وأشقاءه، بوفاة شقيقهم باسم شمة.
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لذويه.
*****************************************************
الصفحة السادسة
الاتحاد الأوروبي يناقش تنفيذ عقوبات على وزراء في حكومة الاحتلال وزير صهيوني يريد إجلاء سكان الضفة: نتعامل معهم كما مع سكان غزة
متابعة – طريق الشعب
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، أدت حتى ساعة إعداد هذا التقرير إلى وقوع 11 شهيداً فلسطيناً، وأخطر جنوده سكان مخيم نور شمس شرق طولكرم، بمغادرته خلال أربع ساعات.
ورفض الاحتلال الإسرائيلي طلبات للأمم المتحدة لتزويد مستشفيات عاملة في شمال قطاع غزة بالوقود، بحسب الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أكد بقاء المنظمة في القطاع رغم كل الظروف.
وسجلت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع فيه عدد الشهداء من الصحفيين إلى 172 صحفياً.
عملية عسكرية في الضفة
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في العملية العسكرية الواسعة التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية إلى 11 شهيداً حتى ساعة اعداد هذا التقرير.
وبحسب هيئة بث الاحتلال الإسرائيلي، أن الجيش الصهيوني، أطلق "عملية واسعة النطاق في الضفة، وأن قوات الأمن تعمل في وقت واحد في جنين وطولكرم، وهي تستخدم طائرات هليكوبتر قتالية وطائرات بدون طيار من أجل مساعدة القوات البرية".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، بساعات متأخرة من مساء الثلاثاء، عدة مناطق في الضفة الغربية بالتحديد شمال الضفة؛ في جنين ونابلس وطوباس وطولكرم.
ورداً على هذه العملية، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للاقتحامات وتنفيذ عمليات نوعية.
من جهتها، قالت القناة الـ 14 الإسرائيلية إن "الجيش استنفر آلاف الجنود من وحدات خاصة استعدادا لهذه العملية الواسعة".
غزة ثانية
وفور انطلاق العملية الإجرامية الجديدة للاحتلال الصهيوني تحدث وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الأربعاء، عن عمليات إجلاء للفلسطينيين في مدن شمال الضفة الغربية، على غرار ما حدث في قطاع غزة.
وقال كاتس عبر منصة X: "ستجرى عمليات إجلاء للفلسطينيين في جنين وطولكرم بالضفة الغربية كما حصل في غزة".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة اعتبارا من الليلة الماضية في جنين وطولكرم، لإحباط وتدمير ما زعم أنها بنى تحتية معادية تعمل بإيحاء من إيران"، متابعا بقوله: "علينا أن نعالج هذا التهديد كما قمنا بمعالجته في غزة، بما في ذلك إجلاء مؤقت لسكان بتلك المناطق وكل إجراء ضروري آخر".
وأردف الوزير الإسرائيلي قائلا: "هذه حرب بكل معنى الكلمة ويجب الانتصار فيها".
منع سفينة تابعة للاحتلال
منعت السلطات الناميبية سفينة تشتبه في أنها تحمل شحنة عسكرية مخصصة للاستخدام الإسرائيلي في الحرب المستمرة في غزة، من الرسو في الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية " بي بي سي".
وقالت وزيرة العدل الناميبية إيفون دوساب لوسائل الإعلام الرسمية، إن "السفينة أوقفت لأنها كانت تحمل مواد متفجرة متجهة إلى إسرائيل".
وحذرت جماعات حقوقية من أن "ناميبيا ربما كانت متورطة في انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان لو سمحت للسفينة بالرسو".
جرائم حرب
أكدت منظمة العفو الدولية أن "غارات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفت مخيمات النازحين في رفح، استخدمت أسلحة ذات تأثير واسع النطاق".
وفي تحقيق جديد للمنظمة فإنها طالبت بالتحقيق في الهجمات الإسرائيلية على رفح جنوبا باعتبارها جرائم حرب، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين بأسلحة غير دقيقة يمكن أن يسبب أضرارا واسعة لهم.
وأضاف التحقيق أن "إسرائيل فشلت في اتخاذ الاحتياطات الممكنة لتجنب أو تقليل الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين".
وأكدت المنظمة أن "القانون الدولي يحظر الهجمات التي لا تميز بين أهداف عسكرية ومدنية"، في الوقت الذي قام فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مناطق زعم أنها (آمنة) بذريعة استهداف مقاتلين.
عقوبات
وفي سياق جهود إدانة جرائم الاحتلال الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، سيطلب مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من الدول الأعضاء اتخاذ قرار مشترك لفرض عقوبات على وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن "طلب بوريل يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي، واحتمالات موافقتها بالإجماع ضئيلة للغاية. ومع ذلك، فإن حقيقة أن الموضوع قيد المناقشة تضع عتبة جديدة للعقوبات الدولية ضد الشخصيات اليمينية الإسرائيلية.
وأضافت الصحيفة أن "هناك فرصة أنه إذا لم تتم الموافقة على الطلب من قبل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فقد تختار بعض الدول المضي قدمًا في مثل هذه العقوبات بشكل مستقل".
****************************************************
الحركة التقدمية الكويتية: تضييق خانق على الحريات
الكويت – طريق الشعب
قالت الحركة التقدمية الكويتية، انها "تتابع بقلق اتساع دائرة الملاحقات السياسية لأصحاب الرأي واحتجازهم والتحقيق معهم وتوجيه الاتهامات ضدهم".
وذكر بيان للحركة حصلت عليه "طريق الشعب"، " يتوالى مع الملاحقات السياسية صدور قرارات الحبس الاحتياطي خلال فترة التحقيق والمحاكمات، وذلك على خلاف ما قرره القانون رقم ١ لسنة ٢٠٢١ بعدم سريان الحبس الاحتياطي على المتهمين في قضايا الرأي، كما يتتابع إصدار الأحكام المغلّظة بالحبس في قضايا الرأي".
وأضاف البيان، أن " تحريض استفزازي سافر يحدث ضد أصحاب الآراء المخالفة تقوم به أطراف معروفة بارتباطاتها وحسابات وهمية، وذلك بهدف الترهيب".
وشددت الحركة في بيانها على أن "اتساع دائرة الملاحقات السياسية لأصحاب الرأي المخالف من شأنها خلق أجواء خانقة غير معهودة في الكويت للتضييق على الحريات السياسية ولمنع الرأي الآخر وفرض الرأي الواحد".
*****************************************************
إسرائيل تعتبر أطفال غزة "إرهابيين" لافروف: الغرب يلعب بالنار
واشنطن - وكالات
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "الغرب يسعى إلى تصعيد الحرب في أوكرانيا ويبحث عن المتاعب من خلال النظر في الطلبات الأوكرانية لتخفيف القيود على استخدام الأسلحة الموردة من الخارج".
وذكر لافروف للصحفيين في موسكو: "نؤكد الآن مرة أخرى أن اللعب بالنار - وهم مثل الأطفال الصغار الذين يلعبون بالكبريت - هو أمر خطير للغاية بالنسبة للأعمام والعمات البالغين الذين يتولون مسؤولية الأسلحة النووية في دولة غربية أو أخرى".
وتابع: "إن الأمريكيين يربطون بشكل لا لبس فيه بين المحادثات بشأن الحرب العالمية الثالثة وبين شيء، لا قدر الله، إذا حدث، فإنه سيؤثر على أوروبا حصريا". وأضاف لافروف أن "روسيا توضح عقيدتها النووية".
وفي المؤتمر الصحفي، ذكر لافروف إن "القوات الإسرائيلية تعتبر كل طفل في غزة تجاوز 3 أعوام إرهابيا، كما تعتبر أن أهالي غزة غير مدنيين، واصفا ذلك بالأمر المرعب".
وأكد أن "بعض أطراف النزاع بالشرق الأوسط لا تريد إنهاء الحرب بانتظار تغيير الإدارة الأميركية"، في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتابع إن العمليات التي يقوم بها الحوثيون في البحر الأحمر تؤثر بشكل كبير على حركة الملاحة، مؤكدا أن الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن تسهم في زيادة التصعيد بالمنطقة.
ونقلت الوكالة عن لافروف استغرابه بشأن تصريحات إسرائيلية تقول "إنه لا يوجد مدنيون في غزة، وإن جميعهم إرهابيون بدءا من سن الثالثة".
وفي موضوع آخر، قال لافروف إن العلاقات مع فرنسا عند أدنى مستوى لها بعد اعتقال باريس مؤسس تطبيق تيليغرام الملياردير بافيل دوروف مطلع هذا الأسبوع.
****************************************************
محاكمة ترامب.. الادعاء العام يعدل لائحته الاتهامية
واشنطن - وكالات
قدّم الادعاء العام الأمريكي، الثلاثاء، لائحة اتهامية معدّلة ضد دونالد ترامب في قضية محاولته قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها جو بايدن في العام 2020.
وأبقت اللائحة على التهم الأربع لكنها باتت تأخذ في الاعتبار القرار الذي أصدرته مؤخرا المحكمة العليا وقضى بأن الرئيس السابق يتمتع بحصانة تحميه على نطاق واسع من الملاحقة القضائية في قضايا جنائية.
وتقع اللائحة الاتهامية الجديدة في 36 صفحة، فيما السابقة كانت تقع في 45 صفحة، وقد حذفت منها مواد شملها قرار المحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة.
لكنّ نواة اللائحة الاتهامية بقيت نفسها، إذ أنها تشير إلى أنّ ترامب خسر انتخابات 2020 وكان مع ذلك مصمما على البقاء في السلطة وحاول تاليا قلب النتائج.
وأثار القرار تساؤلات حول إمكان مواصلة ملاحقة ترامب قضائيا، فيما وصف ترامب اللائحة الاتهامية المعدّلة بأنها "عمل يائس" يندرج في إطار ما يعتبره حملة اضطهاد يتعرض لها.
****************************************************************
في انقلاب صريح على الديمقراطية.. ماكرون يستبعد اليسار الفرنسي من تشكيل الحكومة الجديدة
رشيد غويلب
التقى الرئيس الفرنسي ماكرون لوسي كاستيت (كاستي)، الجمعة، 23 آب الحالي، مرشحة الجبهة الشعبية الجديدة ووفد قادة أحزاب اليسار، لأجراء جولة من المشاورات. وأصدر مساء الاثنين بيانا أعلن فيه رفضه تكليف مرشحة اليسار بتشكيل الحكومة الجديدة. وفسر الرئيس تجاهله لنتائج الانتخابات بالقول: "ان استقرار المؤسسات يفرض عدم المضي بهذا الخيار”، لأن مثل هذه الحكومة “ستقوم على برنامج وحيد وأحزاب معينة تقترحها الجبهة الشعبية الجديدة، التحالف الفائز بأكبر عدد من المقاعد (193 من 577)، وسيتم رفضها على الفور من قبل جميع الكتل الأخرى الممثلة في الجمعية الوطنية الفرنسية”. ومنذ نشر هذا البيان، اتحد جميع سياسيي اليسار وحتى أحزاب أخرى للتنديد بـ "بفرض الديمقراطية" الذي أقدم عليه الرئيس.
اليسار يدعو للتعبئة
وردا على موقف الرئيس المعادي للديمقراطية، توالت دعوات اليسار إلى التعبئة، ورفضت أحزاب الجبهة المشاركة في مشاورات جديدة يدعو لها ماكرون، وعدم العودة إلى قصر الإليزيه إلا بشرط مناقشة "آليات" تكليف مرشحة الجبهة بتشكيل الحكومة الجديدة.
ويرى السكرتير الوطني العام للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسيل أن رئيس الدولة "يثير أزمة خطيرة للغاية للبلاد، في حين أعرب الفرنسيون عن رغبتهم في التغيير في جولتين انتخابيتين مهمتين". وأعلن روسيل: " سنناضل وسندعو إلى المسيرات والتعبئة"، "وسندعو الفرنسيين إلى التعبئة في الأيام المقبلة أينما كانوا ". وأكد: "يدعو الحزب الشيوعي الفرنسي إلى تعبئة الشعب وقوى الجبهة الشعبية الجديدة وجميع القوى الحية في البلاد التي تشترك في الضرورة الاجتماعية والديمقراطية، لتنفيذ مطالب التغيير التي عبر عنها الفرنسيون في الانتخابات".
وقالت مرشحة الجبهة لرئاسة الوزراء لوسي كاستيت: " الغضب. هذا ما يشعر به الملايين منا هذا الصباح. يخبرنا إيمانويل ماكرون أن الانتخابات لا قيمة لها. لقد أدرك إيمانويل ماكرون أن أولويتنا، كما يتوقع الفرنسيون، ستكون عكس إصلاحه غير العادل لمعاشات التقاعد واستعادة الخدمة العامة" و "إنه يبحث عن تبرير لمنعنا".
وكررت حركة "فرنسا الأبية" التأكيد على أنها ستقدم اقتراحا في البرلمان لعزل إيمانويل ماكرون والتصويت على حجب الثقة ضد أي اقتراح لرئيس وزراء آخر غير مرشحة الجبهة الشعبية.
وجاءت تصريحات زعيمة حزب الخضر وزعيم الحزب الاشتراكي في السياق نفسه وأكدت على خطورة رفض الرئيس لنتائج انتخابات ديمقراطية وشددت على دعوات المواجهة.
اليمين يتجمع ضد الجبهة الشعبية
استقبل ماكرون الثلاثاء زعيمة حزب "التجمع القومي" اليمني المتطرف ماري لوبان وحلفائها، ورئيسة الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ، ورئيس الوزراء المستقيل.
شن الضيوف في قصر الإليزيه هجومًا ضد الجبهة الشعبية الجديدة: وأعلن التجمع القومي انه سيقدم مشروع "حجب الثقة" عن "أي حكومة تقودها الجبهة الشعبية الجديدة. ورأى لإيريك سيوتي حليف لوبان، إن "التحالف الوحيد الممكن" هو "اتحاد اليمين". وكانت حركتا "الديمقراطية" و"الأفق" المنظمة إلى تحالف ماكرون، قد تحدثتا في وقت سابق لصالح "التصويت بحجب الثقة" عن حكومة اليسار.
وهاجم رئيس الوزراء المستقيل وزعيم تحالف ماكرون الانتخابي مقترح "حركة فرنسا الأبية" بالتنازل عن مقعد وزاري، واصفا إياه بالاحتيال، وطرح من جديد فكرة التفاهم الواسع، وانه مستعد لتقديم تنازلات لكسر وحدة الجبهة الشعبية، بانسحاب الحزب الاشتراكي أو جزء منه.
وهاجم أكبر اتحاد لرجال الأعمال الجبهة الشعبية الجديدة وبرنامجها الاجتماعي، وخصوصا رفع الحد الادنى للأجور، وإلغاء "إصلاح" ماكرون لنظام التقاعد. ودعا إلى مشاركة أساسية لرجال الأعمال في صنع القرار السياسي.
خيار ماكرون
وبعد اللقاء مع الكتل السياسية، يدفع ماكرون إلى فرض مواقفه الأولية: فهو يهدف إلى تشكيل حكومة ائتلاف قوى وسطية "لا تشكك" و" لا تلغي" ما تم إنجازه خلال سنوات حكمه. ولتحقيق هذا الهدف يبقى هدفه الرئيس شق صفوف الجبهة الشعبية الجديدة. ولهذا دعا الحزب الاشتراكي والخضر والحزب الشيوعي الفرنسي إلى النأي بأنفسهم عن حركة فرنسا الأبية بزعامة ميلنشون.
واقترح الرئيس جولة مناقشات جديدة موسعة تتجاوز الأحزاب باشتراك شخصيات مهتمة بشؤون الدولة.
ستُعقد الجلسة العادية الأولى للجمعية الوطنية الفرنسية الجديدة في الأول من تشرين الأول المقبل، وبحلول ذلك الموعد، يجب أن تكون موازنة 2025 جاهزة إلى حد ما، بسبب التوقيتات النهائية المحددة من الاتحاد الأوربي، الذي يراقب بدقة الوضع المالي لفرنسا بسبب عجز الموازنة المفرط.
ومازال طريق تشكيل الحكومة الجديدة مسدودا، بعد مرور 50 يوما على إجراء الانتخابات، و41 يوما على استقالة الحكومة السابقة.
**************************************************
الصفحة السابعة
موقف اللجنة القانونية للتيار الديمقراطي العراقي بشأن التعديلات المقترحة على القانون ١٨٨ لسنة ١٩٥٩
في ضوء مقترح التعديل المزمع تقديمه وقراءته المثبت على جدول أعمال مجلس النواب العراقي الخاص بقانون الأحوال الشخصية العراقي بحثت اللجنة القانونية للتيار الديمقراطي العراقي أهداف هذا التعديل وانعكاساته على المجتمع وما اذا كان هذا التعديل يلبي وينسجم مع الحقوق والضمانات التي كفلها الدستور العراقي للاسرة (نواة المجتمع) ويعالج المشكلات التي تهدم كيانها بالطلاق والفرقة واتساع المشكلات الناتجة عنها وازدياد حالات معاناة الأطفال وضياع حقوقهم بالعيش الكريم وسط كنف دفئ الأسرة واجوائها والتي يحفظها ويصونها القانون ومطبقي نصوص القانون قضاة محاكم الأحوال الشخصية ... فكان لنا الملاحظات الآتية :-
١- ضمن قانون الأحوال الشخصية النافذ الحق لطرفي الزواج اختيار المذهب الذي ولدو عليه انتماءً له ابتداءً. و ارساء الثوابت الشرعية الناشئة منه وإما الحقوق والضمانات فلن تأتي إلا من خلال القانون والمحاكم المختصة التي تمتلك سلطة وولاية عامة على جميع السلطات والأفراد في المجتمع من خلال الأحكام التي تصدرها وتكتسب حجية على اطرافها إيمانا باحترام الأحكام القضائية وعدم التعليق عليها ومخالفتها الا من خلال مارسمه القانون من طرق الطعن بهذه القرارات.
٢. ان توظيف النصوص الدستورية التي تؤكد على حرية الإفراد والمواطنين باختيار مذاهبهم هذا ليس وليد المقترح وإنما سبق القانون هذا التعديل وهو جزء من ارث ديني قائم على السماحة وعدم الاختلاف في الثوابت ولا أثم للانسان في تغيير مذهبه التي تبقى مساله شخصية تتعلق بين الإنسان وخالقه دام لم يأتي بمعصية او شرك باصول الدين. المسألة شخصية ولم يقيدها القانون وتسير المحاكم على احترام هذه الخصوصية وتكفلها للزوجين دون قيد او شرط.
٣. تأتي مسألة التعديلات القانونية بشكل عام سواء من السلطة التنفيذية او التشريعية محكومة بقيود منها ان تعالج حاجة قائمة وان تحمي الحقوق وتوسع من دائرة الضمانات للطرف الضعيف او تعمل على موازنة ذلك لكلا الطرفين وهذا مالم نجده في مقترح التعديل الذي وللوهله الأولى يؤدي إلى إهدار ضمانات الزوجة في حالات كثير لا محل ومراد لذكرها هنا يكفي انها تشير إلى دونية وعدم مساواة وبالتالي مثل هكذا تعديل يخالف الدستور والقانون وايضا ثوابت الشريعة والاولى سحبه.
٤. العراق بلد ديمقراطي محكوم بدستور استفتى الشعب عليه قائم على مبدأ الفصل بين السلطات وعدم تدخل سلطة بمهام وشؤون سلطة أخرى احترامً لهذه الوثيقة الدستورية و استقرار المعاملات والمراكز القانونية وجدنا اختصاصات انيطت للوقفين الشيعي والسني وهذه الأوقاف مرجعها وارتباطها بالسلطة التنفيذية فاين الضمانة في ذلك عندما يكون الخصم والحكم واحد كذلك ان من يكون حرا في بداية اختياره لن يكون اسيرا في نهاية التزامه فكما يترك له تحديد مذهبه يترك له اختيار الجهة التي تنظر نزاعه لا ان تفرض عليه جبرا من قبل مجالس استشارية ذات خبرة محدودة ولها موقف من المؤسسات القضائية، بالإضافة إلى أن مستلزمات الدولة القانونية والديمقراطية ان تكون هناك سلطة قضائية (حياد) تختص بالفصل في جميع المنازعات وهذا ما أكده الدستور ولم يورد اي استثناء على ذلك بوجود جهة خاصة غير قضائية بنظر نزاعات وذلك لحماية المتقاضين وتأكيد ضماناتهم بمحاكمة عادلة.
٥. في مسألة وجود مدونة الأحكام الشرعية تخص المذهبين الجعفري والحنفي نذكر ان العراق قبل صدور هذا القانون كان يعمل بمثل هذه المدونة التي تحتوي على أحكام شرعية متداخلة بعضها متفق عليها والبعض الآخر لايوجد عليها اتفاق او لا تتلائم مع تتطور المجتمع واحتياجاته وسرعة الحداثه والتطور العلمي فقد صدر قانون الأحوال الشخصية النافذ بعد ان اخذ من المذاهب الإسلامية أحكام مرجحة ومنطقية ومحققة وليس حولها خلاف كضمانه وصيانة للاسرة. فكيف بعد هذا الزمن نرجع إلى هذه المدونات التي كنا قد غادرناها ونجحنا بتأسيس قانون جامع وموحد ولم يشتكي منه القضاة بالرغم من وجود تحفظات لدينا على بعض نصوص التي بحاجة إلى تعديل.
٦. ان وجود المدونات الشرعية تعني مزيد من الانقسامات الطائفية التي تكون داخل المذهب الواحد فعلى سبيل المثال يوجد في المذهب الجعفري من لم يتوحد في مسألة التقليد على مرجع واحد ولذلك نرى في مسألة الأعياد الدينية هناك اختلاف بين المراجع والمقلدين فكيف يمكن أن تتوحد في مسائل مالية وقانونية واجتماعية ولايمكن منع الآخرين واجبارهم على تقليد نفس المرجع لكثرة مقلديه او لكونه الاعلم بين الموجودين فهذه مسالة عقيدة.
٧. ندعو من القائمين ان يمعنو النظر بما يدور في مجلس النواب المصري الذي يخوض تعديل قانون الأحوال الشخصية إلى الأسس التي يود معالجتها ذات المساس بحياة المجتمع وصيانته من الانحلال والتفتيت ومعالجة اصل هذه المشاكل ومنها ازدياد حالات الطلاق التي اقترح بشأنها انشاء صندوق الأسرة المصري لاعانة محدودي الدخل والآثار الاقتصادية المنعكسة على الأسرة، وفي حالات كثرة الطلاق يبحث الأزهر مع المجلس في التوصل إلى إيجاد حلول لمعالجة افة الطلاق وهي قانونية ولاتختلف مع الشريعة في ذلك ويعملان معاً على تقوية ودعم القانون والقضاء وهذا في مصر ذات المذهب الواحد .
٨. اخيراً نطلب من المعنيين في مجلس النواب ممثلي الشعب عدم المساس في مسائل توحيد المجتمع وعدم تمشية مقترحات قوانين تزيد الفرقة وتفتك نسيج المجتمع واسناد الأمر والموضوع لغير اهله فذلك ليس من الدستور في شيئ ولا من منطق التعديل. ندعو ان تكون المقترحات اللاحقة ناضجة وحامية للحقوق امنية ممثليكم الذين انتخبوكم لهذه المهمة.
ــــــــــــــ
اللجنة القانونية
للتيار الديمقراطي العراقي
*************************************************
لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية
مالمو – طريق الشعب
أقيم في مدينة مالمو السويدية، تجمع تضامني يوم السبت الموافق 25 آب، بدعوة من منظمات المجتمع المدني في جنوب السويد، شارك فيه ممثلون عن حزب اليسار السويدي والحزب الشيوعي السويدي وجمعية المرأة العربية العالمية في السويد إلى جانب حشد من أبناء الجالية، وذلك للمطالبة بالكف عن محاولات القوى المتنفذة لتعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في العراق.
المحامية آذار علك ألقت خلال التجمع كلمة اللجان المنظمة، أعقبتها كلمة حزب اليسار السويدي التي القاها نائب سكرتير الحزب في المحافظة وكلمة الحزب الشيوعي السويدي القتها سكرتيرة تنظيم مالمو ولوند وكلمة رابطة المرأة العراقية ألقتها السيدة آلاء عباس. وأعربت الكلمات عن تضامن الحاضرين ومنظماتهم مع المرأة العراقية وجموع المدافعين عن الحرية والعدالة، ومساندتهم للنضال ضد محاولات إلغاء حقوق النساء والاعتداء على حقوق الطفولة ودعشنة المجتمع العراقي من قبل منظومة المحاصة المتحكمة بالبلد. هذا وسجل الحاضرون موقفهم في رسالة وجهوها للرئاسات العراقية الأربع ووقعتها 14 منظمة وحزب، وفيما يلي نص الرسالة:
إلى: رئاسة جمهورية العراق ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ومجلس القضاء الأعلى.
بعد التحية
نحن مجموعة من ممثلي أحزاب و منظمات سويدية وعربية وعراقية متواجدة في جنوب السويد، نتابع بقلق شديد ما يجري في العراق من محاولات بعض القوى السياسية المتنفذة، وعبر ممثليها في البرلمان، تمرير أجندتها في تفتيت النسيج المجتمعي وتهديد السلم والاستقرار السياسي والاجتماعي، من خلال تكريس النزعة المذهبية الطائفية المقيتة، عبر ما تضمنه مشروعها في تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لعام 1959، وفي مخالفة صريحة لاتفاقية حقوق الطفل المعتمدة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1990، ذلك لأن التعديل المقترح سيتخلّى عن المادة الأهم في الاتفاقية المعتمدة وهي المادة 27 التي تنص على أن "تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في مستوى معيشي ملائم لنموه البدني والعقلي والروحي والمعنوي والاجتماعي"، والطفل في هذه اللائحة الحقوقية كما جاء في المادة الأولى (الجزء الأول) هو "كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة"، ولا يجوز وفقاً للوثيقة ذاتها "أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير قانوني للطفل في حياته الخاصة، أو أسرته أو منزله أو مدرسته، ولا أي مساس غير قانوني بشرفه أو سمعته، وللطفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس".
كما يخالف مشروع التعديل الذي تمت قراءته الأولى في البرلمان يوم 24-7-2024 مبادئ حقوق الإنسان، وكل المواثيق الدولية في النقاط التالية:
1- إباحة زواج القاصرات (من سن 9 سنوات فما فوق)، ولا يخفى ما لذلك من الآثار المهلكة على الصحة النفسية والجسمية للمرأة، وعدم القدرة على تربية الأطفال في سن مبكر، ناهيك عن الآثار الاجتماعية السيئة، وإنهاء تعليم البنات في عمر مبكر.
2- سحب حق المرأة في قرار الزواج، خاصة حين لم تبلغ سن البلوغ الذي حدده القانون الدولي بـ 18 عاماً.
3- سلب الأم حق حضانة الأطفال الذي تقره كل الأديان والمواثيق الدولية تحت ذرائع لا تليق بمكانتها.
4- سلب المرأة حق التمتع بحصتها من ميراث زوجها في حال وفاته.
5- التجاوز على باقي مكونات المجتمع العراقي من الأديان والمذاهب الأخرى، لأنه يمثل نظرة مذهبية طائفية أحادية.
إننا نطالبكم بمنع حدوث هذا التغيير الكارثي كما ندعو كل المنظمات والقوى الوطنية والشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية والدينية إلى توحيد موقفها برفض هذا التعديل ومنع تمريره.
الموقعون
1- رابطة المرأة العراقية
2- رابطة الديمقراطيين العراقيين
3- الجمعية الثقافية المندائية في لوند
4- التيار الديمقراطي العراقي في جنوب السويد
5- الاتحاد الوطني الكردستاني - سكونة السويد
6- الحزب الشيوعي السوداني - فرع السويد
7- رابطة الانصار الشيوعيين العراقيين في جنوب السويد
8- الحزب الشيوعي السويدي
9- حزب اليسار السويدي – مالمو
10- الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد
11- الجمعية الثقافية العراقية في مالمو
12- تجمع عشتار النسوي في مالمو
13- الجمعية المندائية في مالمو
14- البرلمان الكردي الفيلي العراقي
15- الجمعية النسائية العربية العالمية
*****************************************************
في منتدى الصابئة في عينكاوا جلسة حوارية حول محاولة تعديل القانون
أربيل ـ طريق الشعب
عقدت جمعية الثقافة المندائية، جلسة حوارية حول تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959، في منتدى الصابئة في منطقة عينكاوا بإقليم كردستان.
وتناولت الجلسة بشكل موسع وبروح من المسؤولية التعديلات المقترحة على القانون الحالي، حيث تمت مناقشة تأثيرها المحتمل على المجتمع العراقي وما قد تحمله من تداعيات في حال إقرار هذه التعديلات. وشاركت في الجلسة نخبة متنوعة من الاكاديميين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني، التي ساهمت في إغناء النقاشات، والتي شددت على ضرورة وضع آليات لحماية حقوق الإنسان ومنها النساء والفتيات.
***********************************************
في البصرة.. وفد تحالف 188 يزور مكتب مفوضية حقوق الإنسان
البصرة ـ طريق الشعب
زار وفد من "تحالف 188" للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ، مفوضية حقوق الإنسان ومكتب نواب محافظة البصرة، للتعبير عن مخاوفه من تداعيات تمرير التعديل المطروح.
وأكد الوفد أن تمرير هذا التعديل يشكل تهديداً لوحدة المجتمع العراقي، ويضرّ بكيان الأسرة، بالإضافة إلى انتهاك حقوق المرأة والطفل التي يضمنها الدستور.
وخلال الزيارة، سلّم الوفد مذكرة رسمية تعبر عن رفض تحالف 188 لتعديل القانون، داعياً الجهات المعنية إلى حماية الحقوق الدستورية والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
******************************************************
ذي قار.. تحالف 188 يناقش خطواته المقبلة في المحافظة
ذي قار ـ طريق الشعب
عقدت تنسيقية "تحالف 188" في محافظة ذي قار، اجتماعاً شارك فيه عدد من الشخصيات المدنية والأكاديمية والسياسية، لمناقشة الخطوات المقبلة في إطار نشاطات التحالف.
وتركز النقاش على مذكرة الاحتجاج التي يعتزم التحالف تقديمها إلى مكتب مجلس النواب ومكتب مفوضية حقوق الإنسان في المحافظة، خلال الأيام القليلة القادمة.
********************************************************
الصفحة الثامنة
عمال القطاع الخاص وغياب متطلبات الصحة والسلامة المهنية
بغداد – طريق الشعب
فقد الثلاثيني عقيل حسين عقيل اثنين من أصابع كفه اليسرى كما بات يعاني حروقاً من الدرجتين الثانية والثالثة في اليدين وقدمه اليمنى، نتيجة إصابته بصعقة كهربائية في العام الماضي، أثناء عمله في ورشة لتصليح السيارات، واكتفى صاحب العمل بنقله إلى المستشفى ودفع تكاليف إسعافه، رافضاً القيام بواجبه وتغطية نفقات العمليات الجراحية اللازمة من أجل الترقيع الجلدي وبتر الأصابع وغيرها من مستلزمات العلاج.
وما فاقم حالة عقيل الصحية والنفسية، بعد إصابته بإعاقة جزئية باتت تمنعه من إيجاد عمل بديل يعيل به أسرته، عدم حصوله على أي تعويض مالي، لأن صاحب العمل، وببساطة وكحال الكثيرين من عمال القطاع الخاص، لم يسجله مع زملائه في الضمان الاجتماعي للعمال.
مركز مهم، ولكن!
إن معاناة عمال القطاع الخاص من غياب متطلبات الصحة والسلامة المهنية باتت مشكلة كبيرة، على الرغم من توفر مركز وطني خاص بالصحة والسلامة المهنية تابع إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وفي لقاء لنا مع المدير العام للمركز المهندس مشرق عبد الخالق فليح، علمنا بأن "المركز يعمل وفق قانون العامل النافذ وأن هناك لجان تفتيش تطلقها وزارة العمل مهمتها الكشف على مواقع العمل ورصد المخالفين".
وأفاد المهندس فليح لـ "طريق الشعب"، "إن القانون ألزم أصحاب العمل في قطاع الخاص توفير متطلبات الصحة والسلامة المهنية إلى العمال، ومع ذلك فما يجري اليوم هو دون مستوى الطموح نتيجة عدم وجود قانون خاص بمتطلبات الصحة والسلامة المهنية". وأضاف بأنهم عملوا مؤخرا على "مفاتحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للعمل على صياغة مسودة قانون خاص بمتطلبات الصحة والسلامة المهنية".
وبخصوص أعداد الإصابات السنوية، يرى مدير المركز أنها وإن توفرت فهي "غير دقيقة ولا تنسجم مع أعداد الإصابات التي تردنا يوميا من المراكز الصحية". وحول إجراءاتهم بهذا الخصوص أفاد أنهم يسعون مع منظمة العمل الدولية لايجاد آلية دقيقة لإحصاء إصابات العمل السنوية والعمل على معالجتها فضلا عن وضع البرامج الكفيلة بالحد منها. ويعزو المهندس عبد الخالق فليح، أسباب زيادة الإصابات والوفيات إلى الانفتاح الكبير في المشاريع الاقتصادية والاستثمارية بعد عام 2003، مشيراً إلى عدم الاهتمام بتطبيق تعليمات السلامة والصحة المهنية لوقاية العمال من أخطار إصابات العمل اليومية وعدم التزام مسؤولي السلامة المهنية في مواقع العمل بمتابعة شروط السلامة بشكل فاعل.
ضعف الرقابة
وتعزو منظمة العمل الدولية، في تقرير لها بعنوان جدليات الحماية الاجتماعية والضمان الاجتماعي والتشغيل في العراق، المنشور في 22 تموز 2022، ضعف التزام المؤسسات بالقانون إلى ضعف التفتيش وقلة الدعم المخصص له ونقص عدد المفتشين في الوزارة وتمركز نصفهم في بغداد.
ونقلت وكالات الأخبار، مؤخرا، عن أن صخرة كبيرة سقطت على عاملين كانا في شق أرضي أثناء العمل مع شركة للمقاولات تنفذ مشروع مجارٍ غرب بعقوبة في محافظة ديالى، حيث أدى الحادث إلى مقتل أحد العاملين وكان شاباً يبلغ من العمر 26 سنة، نتيجة تهشم جمجمته وإصابة الآخر بجروح وكسور شديدة وكان هو الآخر شاباً صغيراً لم يتجاوز عمره 19 سنة.
الضمان الإلزامي
في هذا السياق، يفيد رئيس المرصد العراقي لحقوق العمال والموظفين عباس كاظم رباط أن "ما يتعرض له العمال يوميا من إصابات عمل بليغة خلق حاجة ملحة إلى إلزام شمول عمال المهن الحرة بالضمان الصحي، فضلا عن ضرورة إلزام أرباب العمل بتوفير متطلبات الصحة والسلامة المهنية"
وعن عمال القطاع الخاص يقول رباط لـ"طريق الشعب" إن "أغلب أرباب العمل لا يعيرون أهمية بتوفير متطلبات السلامة للعمال، فضلا عن عدم شمول الكثير منهم بالضمان الاجتماعي مستغلين في ذلك ضعف الرقابة التي تقع مسؤولية تحقيقها على وزارة العمل والشؤون الاجتماعية".
ويذكر رباط أنه بحسب رصد المرصد العمالي فان قطاعات العمل بصورة عامة لا تعير أهمية لسلامة العاملين، وأن أغلب مؤسسات العمل تتعامل مع قسم الصحة والسلامة المهنية على أنه قسم ثانوي" موضحا في هذا الخصوص أن "أقسام الصحة والسلامة المهنية تتضمن كوادر غير كفوءة وغير متخصصة، وبعض الدوائر تعمل على توظيف من هم يعانون من ظروف صحية سيئة في قسم السلامة وبالتالي يكونون عاجزين عن تقديم المساعدة".
*************************************************
الحكومة لا تملك سوى 50 مفتشاً لضمان تقاعد العمال في القطاع الخاص
بغداد – طريق الشعب
دعا مدير قسم المضمونين في دائرة التقاعد والضمان الاجتماعي حيدر كاظم نعمة، مؤخرا، العمال العراقيين إلى تقديم شكاوى بشأن مخالفات أصحاب العمل، عبر خدمة "ضماني" في بوابة أور الإلكترونية، مؤكداً عدم قدرة فرق التفتيش على متابعة كل شركات القطاع الخاص، لأن دائرته تملك 50 مفتشاً فقط في عموم العراق. وقال نعمة في تصريح اطلعت عليه "طريق الشعب" أن "قانون التقاعد والضمان الاجتماعي الجديد شمل العاملين لحسابهم الخاص والقطاع غير المنتظم، فرع التقاعد الاختياري، منبها إلى أن الوزارة "تعاني من نقص كبير في المفتشين، حيث نملك 50 مفتشاً فقط في عموم العراق، لمتابعة التزام أصحاب العمل والشركات بتسجيل عامليهم للشمول بقانون الضمان الاجتماعي".
وبخصوص تقديم الشكوى أفاد مدير قسم المضمونين أنه "بإمكان أي عامل مشمول بالضمان، أو غير مشمول، تقديم شكوى مفصلة عن أصحاب العمل عبر خدمة "ضماني" السرية ضمن بوابة أور الإلكترونية، وسنتعامل مع الشكوى بحسب المخالفة ووفقا للتشريعات النافذة".
وذكر أن "عدد العمال الذين تم شمولهم ضمن مظلة الضمان الاجتماعي تجاوز 600 ألف عامل، وأن هناك ضعفا واضحا في تنفيذ القانون في معظم شركات القطاع الخاص نتيجة عدم تعاون أرباب العمل، فضلا عن محدودية أعداد اللجان التفتيشية الخاصة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية".
وتطرق مدير قسم المضمونين إلى فئة العمال الذين فقدوا عملهم في القطاع الخاص، وقال إن "بإمكانهم التحويل إلى فئة القطاع غير المنظم، على أن يستمروا بدفع الاستقطاعات وفق ضوابط الفئة الجديدة، وباستطاعتهم شراء سنوات خدمة إضافية لكن بشرط الإحالة إلى التقاعد مباشرة في حال استيفاء شرط العمر".
وعن آلية شراء سنوات الخدمة أوضح أنها "تحتسب بنسبة 17 بالمائة من متوسط أجور العامل خلال آخر خمس سنوات من العمل، وتضرب بعدد الأشهر التي يحتاجها للوصول لسن التقاعد، على أن يدفع المبلغ دفعة واحدة من دون تقسيط".
************************************************
الحركة النقابية العمالية العراقية: الواقع والآفاق
نوار أحمد
تمر الحركة النقابية العمالية والطبقة العاملة العراقية وبلدنا وشعبنا بظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية صعبة ومعقدة، نتيجة السياسات التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة، مما يتطلب إعادة الحياة في الاقتصاد الوطني، من خلال التغلب على الأزمة البنيوية العميقة، واعتماد استراتيجية تنمية مستدامة وخطط تنموية متوسطة وقصيرة الأجل، تهدف إلى توسيع وتنويع وتحديث قاعدة الاقتصاد الوطني، وتغيير طابعه الريعي والأحادي الجانب، وتنمية القدرات البشرية والمادية، والاستخدام العقلاني والكفوء لموارد البلاد، إضافة إلى إعادة تأهيل المنشآت الصناعية والمعامل العائدة للدولة، وإصلاحها إدارياً واقتصادياً، ودعمها والنهوض بها كي تساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني، ومواجهة القوى والمشاريع التي تحاول المراهنة على تصفيتها عبر بيعها او خصخصتها، أو إصدار قرارات من شأنها ان تحول جميع الشركات العامة إلى شركات خاسرة، عبر الزامها بدفع زيادة حصة الخزينة العامة من أرباحها بنسب عالية تعرضها إلى خسائر كبيرة. كما يجب العمل على إنهاء أزمة البطالة المتزايدة، ومحاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين وسارقي المال العام واسترجاع الأموال المنهوبة من قبلهم وإجراء محاكمات عادلة لهم. وتعّد كل هذه الأجراءات مطالب عبرت عنها جماهير كادحي شعبنا في تظاهراتهم واحتجاجاتهم واعتصاماتهم المتعددة في مختلف ساحات العمل وفي أغلب المحافظات وما عبرت عنه انتفاضة تشرين المجيدة.
إن حركتنا النقابية العمالية العراقية تمر بمنعطفات صعبة ومعقدة نتيجة المواقف والسياسات التي تستند إلى التشريعات التي تعبر عن طبيعة الأنظمة المتسلطة السابقة والتي لا تزال نافذه المفعول لحد الآن. ولهذا نناضل معاً من أجل العديد من القضايا الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والطبقية ودفاعاً عن حقوق ومصالح عمال بلادنا التي تتمثل في:
- ضمان الحقوق والحريات النقابية للطبقة العاملة والشغيلة، وحقهم في التنظيم النقابي في جميع المشاريع الانتاجية والخدمية بضمنها مؤسسات القطاع العام، إستناداً للقانون رقم 87 لسنة 2017 الخاص بانضمام العراق إلى الاتفاقية الدولية رقم (87) لسنة 1948 اتفاقية الحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي، والسعي إلى تحقيق وحدة نضال الطبقة العاملة، واحترام استقلال الحركة النقابية وحق العمال في الإضراب والتظاهر والاعتصام، وفي الوقوف بوجه أي تجاوزات على حقوقهم من أية جهة جاءت، بما فيها الجهات الحكومية. فضلا عن إقرار التعددية النقابية والتعامل المتكافئ مع الاتحادات النقابية، والإسراع بتشريع قانون "التنظيمات النقابية للعمال والموظفين في العراق "، الذي تم إعداده من قبل الشركاء الاجتماعيين، لمنع احتكار العمل النقابي، لا سيما بعد وضع العراق في القائمة القصيرة من قبل لجنة تطبيق معايير العمل الدولية في مؤتمر العمل الدولي بدورته لعام 2022 نتيجة الشكاوى التي تقدمنا بها إلى الاتحاد العربي للنقابات والاتحاد الدولي للنقابات ولجنة تطبيق المعايير الدولية، وتشكيل لجان لتقصي الحقائق (لجنة الاتصال المباشر) التي قدمت ست توصيات مهمة أكدت على حقوقنا النقابية.
- التطبيق الفعلي لقانون العمل النافذ رقم 37 لسنة 2015، لحماية حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، وللحيلولة دون تعرضهم إلى الفصل الكيفي، ورفع مستوى معيشتهم وتطبيق المبادىء الأساسية في العمل اللائق.
- العمل على تطبيق قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال رقم 18 لسنة 2023 وفق معايير الحماية الاجتماعية الدولية عبر المصادقة على الاتفاقية 102 والتوصية 202، بديلاً عن القانون رقم 39 لسنة 1971، وإصدار التعليمات بتنفيذه التي لم تصدر منذ تاريخ صدوره في آب 2023 ووضعه حيز التنفيذ في تشرين الثاني 2023.
- إلغاء القرار المرقم 150 لسنة 1987، وقانون التنظيم النقابي للعمال رقم 52 لسنة 1987.
- ضمان مساواة المرأة مع الرجل في مجال فرص العمل والأجور، قانونا وفعلا وفي جميع المجالات، وتوفير بيئة وظروف عمل مناسبة لها، والعمل على الإسراع في المصادقة على الاتفاقية 190 لمنظمة العمل الدولية، ورفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين، وحماية قدرتهم الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار.
- ضمان حقوق ومصالح العاملين بالعقود والأجور اليومية في القطاع العام ومصالح الفئات المهمشة والعاملين في القطاع غير المنظم، وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، ومعالجة أوضاع العمالة الأجنبية بما يتناسب والحاجة العملية والفنية لخبراتهم، وعدم السماح بأن يكونوا بديلاً عن العمالة العراقية بحجج غير واقعية، وعدم تعريضهم للاستغلال والتعسف وضمان قانونية وشرعية تواجدهم في بلادنا.
إن عمال العراق وحركتنا النقابية الديمقراطية المستقلة يكافحون لاستكمال استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية العصرية، ومن أجل التقدم والعدالة الاجتماعية.
**************************************************
لحظة عمالية.. اين متطلبات الصحة والسلامة المهنية؟
نورس حسن
وجد العامل الشاب أحمد محمود (37 عاما) نفسه حبيس جدران غرفة بسيطة، بعد تعرضه لصعقة كهربائية أثناء العمل، فقد على إثرها يده اليسرى وأصابع يده اليمنى، فضلا عن الحروق التي توزعت في جسده.
لم يعد احمد يستطيع توفير أساسيات العيش لأسرته أو دفع إيجار منزله. يقول: "منذ 15 عاما وأنا أعمل، وفي آخر عمل وانا غارق فيه، تعرضت لصعقة كهربائية فقدت فيها يدي وأصابعي، وتعرض جسمي لحروق.. لا أعلم كيف أعيش الآن وكيف أوفر لعائلتي القوت .. حياتي انتهت وأنا بين هذه الجدران الأربعة طوال اليوم. لن أقوى على العمل بعد اليوم، ولا أدري الى من اتجه ومن أناشد. فأنا بعد كل سنوات العمل خرجت دون ضمان أو معيل، واصبح مصيري ومصير عائلتي مجهولا ".
الكثيرُ من العمال الذين تعرضوا الى إصابات بليغة خلال العمل، يشاركون احمد الهواجس ذاتها، وقد اضطروا للسعي من اجل شمولهم بالرعاية الاجتماعية، على الرغم من هزال رواتبها.
فواقع حال العمال يتناقض مع التصريحات الحكومية حول توفير متطلبات الصحة والسلامة المهنية للعمال، والتي لا غاية لها سوى تحسين صورة الوضع امام المجتمع الدولي.
ذلك انه على الرغم من توفر مركز وطني للصحة والسلامة المهنية تابع الى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ويعمل موجب قانون العمل رقم 37 لسنة 2015، يتعرض عمال القطاع الخاص لإصابات عمل بليغة، تنتهي باستغناء ارباب العمل عن خدماتهم، دون تعويضات مالية تذكر او ضمان اجتماعي مهما كان ضئيلا.
وتتحدث عن ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، التي تلعب دورا كبيرا في نقل اخبار إصابات العمل وتداعياتها، وتبين ان تلك الإصابات وأيضا الوفيات في معظمها، تُطوى بتسويات عشائرية بين أهالي الضحايا وأرباب العمل.
ويتم ذلك من خلال تقديم تعويض لذوي الضحية، الذي هو في العادة من الفقراء الذين يقبلون أي تعويض يعرض عليهم، ما دامت التشريعات العراقية لا تؤمّن لهم تعويضا أو راتباً مهما كان ضئيلا. لهذا يفضّل هؤلاء الحصول على تعويض من صاحب العمل مقابل التنازل عن الشكوى ضده.
وعلى الرغم من التوجه الحكومي المعلن بدعم القطاع الخاص، وإعادة هيكلة شركات وزارة الصناعة وتوزيع منتسبيها الى على الوزارات الأمنية، يواجه عمال القطاع الخاص انتهاكات كثيرة في العمل، لا تقتصر على تغييب متطلبات السلامة، بل وصل الحال الى غياب الشمول بالضمان الاجتماعي للعمال، وفرض ساعات عمل طويلة مقابل أجور تقل حتى عن الحد الأدنى للأجور.
وأخيرا يبدو ان وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، التي يفترض ان تكون مهمتها الأساسية انصاف العمال وضمان حقوقهم، تنصرف الى جعل نفسها مجرد نافذة لصرف مستحقات الرعاية الاجتماعية، وتقديم القروض للمشاريع الصغيرة.
وعند السؤال: لماذا الاكتفاء بجانب بسيط من مهام الوزارة على حساب دورها الأهم والاكبر، يجيء الجواب من المتابعين والمراقبين: وهل يهتم المسؤولون والعاملون في الوزارة حقا بانصاف العمال وحفظ حقوقهم وتنظيم سوق العمل؟
***************************************************
كندا تخفض أعداد العمال الأجانب
متابعة – طريق الشعب
أعلنت كندا أنها ستخفض عدد العمال الأجانب المؤقتين المسموح لهم بالعمل في البلاد بعشرات الآلاف، في قرار يأتي بعد سنوات من اعتمادها سياسة هجرة اعتبرت منفتحة للغاية.
وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو للصحفيين: "سنقلل استخدام برنامج جلب العمال الأجانب المؤقتين ذوي الأجور المنخفضة، نحن نتطلع أيضا إلى تعديلات تطال الوظائف ذات الأجور المرتفعة".
ويسمح هذا البرنامج لغير الكنديين بالقدوم والعمل في البلاد على أساس قصير الأجل، لفترات تتراوح من بضعة أشهر إلى بضع سنوات.
وهذا البرنامج الذي هدف إلى سد النقص في اليد العاملة، أحرز نجاحا كبيرا في تحقيق هذا الهدف، لكنه تعرض لانتقادات لأنه سمح بحدوث انتهاكات لحقوق العمال، مرتبطة بأرباب العمل.
وتعتزم الحكومة تعديل البرنامج بحيث تعيد حظر إصدار تصاريح عمل مؤقتة للعمال الأجانب للوظائف منخفضة الأجر، في المدن التي يبلغ فيها معدل البطالة 6 بالمئة أو أكثر.
بدوره، قال وزير العمل الكندي راندي بواسونولت: "في الوقت الراهن، نعلم أن عددا أكبر من الكنديين المؤهلين يمكنهم أن يشغلوا الوظائف الشاغرة"، موضحا أن "التغييرات التي نجريها اليوم ستعطي الأولوية للعمال الكنديين"
ووفقا للسلطات، فإن سوق العمل أصبح أكثر تنافسية مما كان عليه في السنوات الأخيرة، علما أن كندا شهدت مؤخرا أقوى نمو سكاني لها منذ أكثر من نصف قرن، وذلك بفضل الهجرة.
ويبلغ عدد سكان كندا اليوم أكثر من 41 مليون نسمة، لكن معدل البطالة ارتفع بدوره إلى 6.4 بالمائة خلال العام الماضي، وأدت الزيادة السكانية إلى تفاقم أزمة الإسكان وتراجع الخدمات العامة.
****************************************************
الصفحة التاسعة
كميل سعد يطمح للتألق مع رديف ليغانيس الإسباني
متابعة ـ طريق الشعب
يخوض العراقي كميل سعد تجربة اللعب في صفوف فريق ليغانيس في دوري الدرجة الأولى الإسباني "لا ليغا"، حيث يطمح للاستمرار معه خلال الفترة القادمة. ويتواجد الحارس كميل سعد مع فريق ليغانيس الرديف عن طريق شركة وسيطة، حيث يخوض تجربة هناك بعدما انتهى عقده مع نادي نفط البصرة العراقي. وذكرت مصادر صحفية أن كميل سعد وقع رسميًا مع رديف نادي ليغانيس الإسباني وخاض ثلاث مباريات ودية بشكل أساسي وقدم أداءً مميزًا طيلة الفترة الماضية، بعدما تم نقله عن طريق شركة وسيطة، إذ أبدى المسؤولون في النادي الإسباني رضاهم التام عن مستوى كميل. وأوضحت أن نادي ليغانيس يرتب حاليًا أوراق حارس العراق كميل سعد مع الاتحاد الدولي والاتحاد العراقي من أجل استكمال الإجراءات اللازمة، حيث وضع النادي الإسباني شرطًا وحيدًا أمام لعب الحارس مع الفريق الأول في المستقبل القريب، إذ سيكون مستواه في الملعب هو العامل الحاسم في مسألة مشاركته في الدوري الإسباني.
**************************************************
وقفة رياضية.. البناء الثقافي والأخلاقي للبراعم الرياضية
منعم جابر
يبدأ الاهتمام في كل بلدان العالم بالرياضيين ورعايتهم وتعليمهم منذ الأيام الأولى لانطلاقتهم لأن (التعلم في الصغر كالنقش على الحجر). ومع البدء في تعليمهم أوليات الرياضة يجب أن نلقنهم التربية والأخلاق وكل الأوليات التي تجعل منهم رجالاً للمستقبل وقادة للأيام القادمة وخاصة في هذه الظروف والأيام (الصعبة)، فالجيل الجديد يتطلب منا أن نعطيه دروساً إضافية في التربية وان نقدم له المعلومات الحديثة والمستحدثة، وهذا ما تساهم به العائلة والمدرسة والنادي الرياضي او المنتدى الشبابي. وهنا أطلب من احبتي مدربي الفئات العمرية في الأندية الرياضية ومنتديات الشباب والمعلمين والمدرسين أن يبذلوا جهوداً كبيرة ومتطورة لإعطاء البراعم والناشئة من عاشقي الألعاب الرياضية دروساً إضافية في التربية والالتزام والاحترام. ومن خلال هذه التوجهات والرعاية والاهتمام نستطيع ان نصنع لاعبين محترمين وملتزمين يؤدون عملهم بجد وحب واحترام وهم بأعمار مبكرة، وهذا التوجه المبني على الاحترام والطاعة الراعية يؤدي إلى خلق أجيال من الرياضيين المبدعين والمطيعين والبعيدين عن المشاكسات والمخالفات والتمرد. إن الاهتمام بهكذا نوعيات من الرياضيين يساهم بصناعة أجيال من الأبطال والنجوم من أهل الرياضة. وبهذا نكون قد ساهمنا بخلق وصناعة رياضيين مؤهلين لتحقيق الإنجاز والإبداع ومن خلالهم الحفاظ على العطاء والعمل الرياضي الصحيح. إن المهام الرياضية التي تتحملها القيادات الرياضية في هذه الفترة مطلوب منها ان تكون قدوة ومثالاً للجيل الجديد من أبناء الرياضة وان يكون أداؤها وعملها وعطاؤها نموذجياً ليساهم بشكل إيجابي وكبير بالتأثير على هؤلاء الصغار من البراعم والاشبال الذين يجدون في قيادتهم ومعلميهم نماذج حية وواقعية يعتدون بها. والمطلوب من قيادة المؤسسات الرياضية اندية كانت او منتديات للشباب أن يختاروا قادة ومدربين لهؤلاء البراعم والأشبال يمتلكون الاخلاق والقيم العالية والسمعة الحسنة، كل هذه الصفات تشكل اساساً ومنهجاً تربوياً للأجيال الجديدة التي نريدها اليوم لبناء الأجيال الصاعدة والتي ستكون قادة المستقبل وأبطال الرياضة ونجوم الألعاب.
أحبتي قادة المؤسسات الرياضية أنتم مطالبون اليوم أن تهتموا بأبطال المستقبل ونجوم الغد من خلال حسن الاختيار لقادتهم وتوفير الظروف الجيدة والطبيعية لوحداتهم التدريبية والاهتمام بملاعب تدريباتهم وتوفير مستلزمات ولوازم تدريبهم وإعطائهم دروساً في التربية ومتابعة سلوكهم وتصرفاتهم، كل هذه الأمور والتوجهات تساهم في خلق وصناعة نجوم الغد. وهنا يجب ان تساهم كل المؤسسات الرياضية بأداء واجباتها في الدعم والاسناد لهذه المهمات الوطنية، ولعل من أولى المهمات والواجبات هي احترام وطاعة المدرب فهو بمقام الأب أو الأخ الكبير واحترام القوانين والأنظمة في المؤسسة الرياضية التي يمارس فيها البراعم والأشبال نشاطهم الرياضي، والشيء المهم والضروري طاعة الحكام واحترام قراراتهم، وأن نساهم مع البراعم والأشبال في قبول الفوز والخسارة، وان نحترم منافسينا ونشد على أيديهم ونبارك لهم إن حققوا الفوز، وان نتمنى لهم الفوز إن خسروا، هكذا يجب ان نتعلم ونعلم أجيالنا القادمة.
*************************************************************
20 رياضيا ورياضية يمثلون العراق في بارالمبياد باريس
متابعة ـ طريق الشعب
انطلقت أمس الاربعاء منافسات بارالمبياد باريس 2024 وتستمر لغاية الثامن من أيلول المقبل، ويشارك في هذا الحدث الرياضي أكثر من 4400 رياضي يمثلون 182 دولة، ويتنافسون في 22 رياضة تقام فعالياتها في 18 منشأة مختلفة.
ويشارك الوفد العراقي بـ 10 فعاليات وهي تنس الطاولة وألعاب القوى والسباحة وتنس الكراسي والقوس والسهم والتايكواندو ورفع الأثقال والرماية والمبارزة فضلاً عن الجودو.
وسيحمل اللاعبان فارس سعدون وفاطمة فاضل العلم العراقي خلال استعراض الدول المشاركة، ويُعد الوفد العراقي خامس أكبر وفد عربي يشارك في بارالمبياد باريس من حيث عدد الرياضيين بعد وفود مصر (54 رياضياً) ثم المغرب (38 رياضياً) وتونس (30 رياضياً) والجزائر (26 رياضياً) وبعدها العراق (20 رياضياً) ويمثل الإمارات (13 رياضياً) والسعودية (9 رياضيين) والأردن (8 رياضيين) وتشارك باقي الدول بثلاثة رياضيين أو أقل.
وقال عقيل حميد رئيس اللجنة، "لقد أكمل لاعبو ولاعبات البارالمبية العراقية معسكرهم التدريبي وأصبحوا جاهزين ومستعدين للمشاركة".
وأوضح ان "الفرق العراقية دخلت في معسكر تدريبي داخلي أقيم في السليمانية بإقليم كردستان، ومن ثم معسكر تدريبي خارجي في اسطنبول التركية".
وأشار حميد إلى أن "الاستعداد كان بالإمكان ان يكون أفضل وأعلى فنياً في دولة متطورة لولا الضائقة المالية التي عانت منها اللجنة البارالمبية، ولكن مع تلك المعوقات حاولنا تجاوز تلك الأزمة، وتم تجهيز منتخباتنا على قدر المستطاع".
وبين أن "عشرين رياضيا ورياضية سيمثلون عشر فعاليات هم حصيلة أبطالنا المتأهلين إلى بارالمبياد باريس"، مبيناً أن "هذا العدد المثالي المتأهل بعد اجتياز الأرقام التأهيلية، لم يكن مصادفة أو ضربة حظ بل جاء نتيجة تخطيط سليم واستراتيجية عمل وفق خطط تدريبية عالية استمرت لعام ونصف العام تقريباً".
وختم بالقول إن "هذه هي المشاركة الثامنة والتي نعول فيها على أبطالنا في مواصلة مسيرة الإنجاز، وارتقاء منصات التتويج عن جدارة واستحقاق ولاسيما أن حظوظنا كبيرة في أكثر من فعالية بخطف اوسمة الفوز".
***************************************************
سيدات {الشاطئية} يواصلن الاستعداد للبطولة العربية
بغداد ـ طريق الشعب
يواصل منتخبنا الوطني للسيدات بالكرة الطائرة الشاطئية، معسكره التدريبي في محافظة السليمانية وتحديداً بقضاء دربنديخان تحضيراً للبطولة العربية التي ستحتضنها تونس للفترة من الرابع ولغاية العاشر من أيلول المقبل. وذكر بيان لاتحاد اللعبة، أن " المنتخب يواصل تدريباته اليومية في معسكر السليمانية تحت قيادة المدرب دلير أحمد محمد وبمشاركة اللاعبتين (به هره حامد حسين وديية ولي محمد) مواليد 2006 واللتين تعدان من أفضل اللاعبات في العراق لما تمتلكانه من مواصفات بدنية وفنية عاليتين".
****************************************************
في مباراة ماراثونية.. إيفانز يهزم خاشانوف في أمريكا المفتوحة
نيويورك ـ وكالات
أطاح البريطاني دانييل إيفانز بالروسي كارين خاشانوف في مباراة ماراثونية استمرت خمس ساعات و35 دقيقة في أول أدوار أمريكا المفتوحة، لتصبح بذلك أطول مباراة في تاريخ البطولة الكبرى.
وشهدت البطولة يوما لا ينسى بمباراة دور أول مبهرة وماراثونية فاز بها إيفانز، المصنف ال 184 عالميا، على خاشانوف (22)، بنتيجة 6-7 (6-8)، 7-6 (7-2)، 7-6 (7-4)، 4-6 و6-4.
وما جعل انتصار البريطاني أكثر ملحمية حقيقة، أنه كان متأخرا بـ 4 أشواط في المجموعة الأخيرة، قبل أن يفوز بـ 6 أشواط متتالية ليحقق فوزا لا ينسى.
وبذلك تأهل إيفانز إلى ثاني أدوار البطولة الكبرى، حيث سيواجه الأرجنتيني ماريانو نافوني، المصنف الـ 36 عالميا الذي فاز على الألماني دانييل ألتماير (89) بواقع 1-6 و6-2 و6-4 و6-1.
وكان الرقم القياسي السابق يعود إلى مباراة نصف النهائي عام 1992 بين ستيفان إدبيرج ومايكل تشانج، والتي استمرت خمس ساعات و26 دقيقة.
******************************************************
الميناء يتعاقد مع علاء عبد الزهرة
متابعة ـ طريق الشعب
أعلن نادي الميناء أمس الأربعاء إتمام مجلس إدارته إجراءات التعاقد مع اللاعب علاء عبد الزهرة قادمًا من صفوف الشرطة. وتوّج اللاعب الذي ينشط في مركز الوسط المهاجم مع الشرطة في الموسم الماضي 2023/2024 بلقبي الدوري والكأس. وسبق وأعلن الميناء إتمام مجلس إدارته إجراءات التعاقد مع اللاعب مهند عبد الرحيم، بعد انتهاء رحلته مع القوة الجوية، بالإضافة إلى التعاقد مع المهاجم الكونغولي كيسيندا، لتمثيل الفريق في الموسم المقبل 2024/2025 بجانب تجديد التعاقد مع مسلم موسى، سالم أحمد، حسين عامر. وكان الميناء قد أنهى الموسم الماضي من دوري نجوم العراق في المركز 12 بجدول الترتيب برصيد 42 نقطة بفارق نقطة عن الكهرباء وأربيل صاحبي المركزين 13 و14.
*************************************************************
هاري كين يتسلم جائزة الحذاء الذهبي
ميونخ ـ وكالات
استلم مهاجم بايرن ميونخ، هاري كين (31 عامًا)، جائزة الحذاء الذهبي التي تُمنَح لأفضل هدّاف في دوري أوروبي لكرة القدم، وذلك خلال حفل أُقيم في مقاطعة بافاريا.
وسجّل كين 36 هدفًا في الموسم الماضي بالدوري الألماني، أكثر من أي لاعب آخر في القارة العجوز. ورغم تصدره ترتيب الهدّافين في الدوري الإنجليزي الممتاز 3 مرات، قبل انضمامه إلى بايرن، فإن كين لم يفز قط بالجائزة.
وقال كين: "إنه شعور رائع". الجائزة للجميع. لولاكم ما كنت واقفًا هنا اليوم. أشعر بالسعادة وأتطلع إلى الموسم الجديد. أشعر بطاقة جديدة. أنا فخور جدًا بالحصول على هذه الجائزة".
ولا يزال كين الفائز بالعديد من الجوائز الفردية يبحث عن الفوز بباكورة ألقابه على المستوى الجماعي في مسيرته. ولم يتمكن قائد منتخب إنجلترا من الفوز بأي لقب في موسمه الأول مع العملاق البافاري، وقد كانت المرة الأولى التي يعجز فيها بايرن عن الفوز بلقب منذ 2012.
واستهل بايرن ميونخ مشواره في بطولة الدوري الألماني هذا الموسم، بالفوز 3-2 على مُضيفه فولفسبورغ، يوم الأحد الماضي (25 آب).
ولم يسجل كين أي هدف في هذه المباراة؛ لكنه أسهم بصورة مؤثرة في أهداف فريقه الثلاثة، ليفرض نفسه ضمن أبرز نجوم اللقاء. وانضم كين إلى بايرن ميونخ صيف العام الماضي، قادمًا آنذاك من توتنهام هوتسبير الإنجليزي، في صفقة فاقت قيمتها المالية حاجز الـ 100 مليون يورو.
*******************************************************
الصفحة العاشرة
طريق تشارلي شابلن الممهد من نابوليون إلى هتلر
إبراهيم العريس
نعرف ويعرف المهتمون بتاريخ الفن السابع بشكل عام وبتاريخ سينما تشارلي شابلن بشكل خاص، ومن زمن ليس بعيداً جداً على أية حال، أن واحداً من المشاريع التي كان الفنان الهزلي الكبير يتطلع إلى تحقيقها منذ وقت مبكر، كان مشروعاً عن نابوليون بونابرت يقال دائماً إنه لم يتمكن أبداً من تحقيقه وظل على حسرة لذلك. ولكن أبحاثاً معمقة حول هذا الموضوع كشفت منذ سنوات قليلة عن أن هذا الجانب الأخير من الموضوع لم يكن، من الناحيتين التاريخية والسينمائية دقيقاً. وسنرى بعد أسطر ما “يؤكد” لنا أن شابلن حقق ذلك الفيلم المنشود ولكن بطريقة أخرى وبمسميات أخرى، بل إنه جعل منه واحداً من أفلامه العظيمة. ولكن هنا قد يكون علينا ألا نستبق الأمور لنعود إلى بعض ما هو متعلق بالمشروع الأصلي، مشروع الفيلم عن نابوليون الذي لم يتحقق كما هو ولن يتحقق أبداً.
والحقيقة أن أول إعلان عن هذا المشروع الذي سبق لنا أن تحدثنا عنه في هذه الزاوية قبل أشهر إنما بصيغته المنقوصة التي كانت متداولة، مشروع بونابرت، يعيدنا لأواسط سنوات الـ20 حين تولى شابلن بنفسه، ولكن فقط بصيغة عملية عن تلك الرغبة التي كانت تتآكله لتحقيق فيلم تاريخي عن القائد الفرنسي. فخلال حفلة اجتماعية مقنعة أقيمت في دارة ملك الصحافة الشعبية الأميركية في ذلك الحين ويليام راندولف هيرست (وهو نفسه الذي سيخوض لاحقاً معركة قضائية ضد أورسون ويلز متهماً إياه بتشويه سمعته من خلال إظهار أنا/ آخر له تحت اسم المواطن كين في فيلم أول لويلز معروف بهذا الاسم كعنوان له، كما أنه الثري نفسه الذي ستختطف ابنته بعد كل ذلك بزمن طويل وتنضم إلى خاطفيها اليساريين، لكن هذه حكايات لاحقة لا تهمنا هنا). ما يهنا هو فقط أن الحفلة أقيمت في دارة هيرست الذي بدا وكأنه يحضر مشروعاً سينمائياً مع شابلن. وبالفعل سيتبين لاحقاً أن ثمة مشروعاً بينهما يفكران به عن فيلم عن نابوليون. ولكن لم يكن ثمة من دليل على ذلك سوى دخول شابلن الحفلة متقنعاً تحت سمات الجنرال الكورسيكي القصير، فيما كانت زوجته ترافقه مرتدية ملابس جوزفين امرأة نابوليون.
من يلتقط الإشارة؟
كانت إشارة، ولكن أحداً لم يلتقطها إلا بعد سنوات طويلة جداً، ففي ذلك الحين وبصرف النظر عن تلك الإشارة سينتشر الخبر في أوساط ضيقة علماً أن ظهور فيلم “نابوليون” للفرنسي آبيل غانس أواخر العقد نفسه جعل هيرست ينسحب كما جعل شابلن يؤجل مشروعه، خصوصاً علماً أنه مع ظهور السينما الناطقة بات راغباً في أن يجعل من نابوليونه أول فيلم متحدث له. وهنا بالتدريج وكما يحدث في مرات كثيرة نام المشروع ثم نسي ثم مات تماماً ولم يعد أحد يتحدث عنه، وحده ظل شابلن يحمل المشروع في حديقته السرية ويطوره في سره بالتدريج، ولا سيما بعد أن قرأ كتاباً بالفرنسية للمؤلف جان فيبر بعنوان “الحياة السرية لنابوليون الأول” فتنه ودفعه إلى إحياء مشروعه القديم، طالباً من الكاتب جان دي ليمور أن يشتغل على اقتباس سينمائي له يظهر الجانب الدكتاتوري من شخصية مؤسس الإمبراطورية الفرنسية. ولكن في وقت كان فيه هذا كله يتبلور سينمائياً، كان يتبلور في الحراك التاريخي نفسه وجود ديكتاتور آخر بدأ شابلن كما الناس جميعاً يستشعرون خطورته على البشرية، معتبرين أن ما فعله نابوليون ليس شيئاً بالمقارنة مع ما فعله.
طاغية لزمن جديد
ومن المنطقي هنا أن يتحول اهتمام شابلن خلال تلك السنوات نحو الدكتاتور الجديد، وبدأ يفكر جدياً بأن هذا الأخير يستحق أكثر من سلفه القديم اهتماماً سينمائياً جديراً به يفضح دكتاتوريته وجرائمه وتطفله على الفكر، “وكل ما ينتمي إلى وجوده الأرعن في هذا العالم”. والحقيقة أن الفكرة في حد ذاتها سرعان ما تبلورت لدى شابلن للتحول لاحقاً إلى مشروع حققه هذه المرة، ولكن عن الطاغية الجديد هتلر، وكان ذلك فيلمه “الدكتاتور” (1940) الذي لا بد أن نقول أخيراً إنه لم يولد إلا من رحم “نابوليون” سينمائياً في الأقل. وذلكم هو على أية الحال الكشف الجديد الذي لم يكن ليخطر على البال أول الأمر، ولا خطر طبعاً على بالنا حين تناولنا موضوع المشروع الشابلني عن نابوليون في مرة سابقة، وهنا قد يكون الأوان حان للانتقال إلى سؤال لا بد من طرحه وفي الإجابة عنه كما تبين في نهاية الأمر جواب ربما يكون قاطعاً على السبب الذي جعل شابلن يسكت نهائياً عن مشروعه النابوليوني حتى بعدما صار في مقدوره لاحقاً أن يحققه كما يتراءى له. وللوصول إلى معرفة حقيقة هذا الأمر قد يجدر بنا التوقف عند السيناريو الذي كان شابلن امتلكه من حول نابوليون.
لعبة القائد الفرنسي
ففي السيناريو المذكور استناداً إلى كتاب جان فيبر ثمة صفحات لا يدري أحد إن كان الكاتب تخيلها أو أنه استقاها من مصادر موثوقة تفيدنا بأن القائد فيما كان منفياً في جزيرة سانت هيلانه راح يصرف وقته في تخيل حكايات طريفة، منها واحدة تتعلق بحاكم يمضي جل وقته وهو يبحث عن شبيه له من عامة القوم يكاد يكون نسخة طبق الأصل عنه، راغباً في أن يستخدمه في لعبة يلعب بها على شعبه. والحقيقة أن شابلن ومساعده في كتابة السيناريو جعلا من ذلك التفصيل الحبكة المركزية التي تحمل المشروع النابليوني من ألفه إلى يائه. فهل يذكرنا هذا بشيء؟ حسناً. إن كل الذين شاهدوا فيلم “الدكتاتور” المتحدث عن هتلر، ولكن تحت اسم محرف بعض الشيء، وعن لقائه بحليفه موسوليني، يعرفون أن النقطة المركزية في حبكة هذا الفيلم تمثل في حكاية مطابقة لتلك الحكاية إلى حد كبير: حكاية غرق هتلر في المشروب، بحيث يرى أعوانه أن من الضروري العثور على شبيه له كي يحل مكانه في احتفالات اليوم التالي درءاً لأية فضيحة قد يسببها، وهكذا يعثرون على حلاق يهودي يتطابق معه شكلاً بحيث يكون من المستحيل التفريق بينهما.
هتلر تحت قناع المسالم
وعلى هذا النحو يلتقط ذاك الصعلوك على رغم كونه يهودياً (ويلعب دوره في الفيلم كما نعرف شابلن نفسه الذي يلعب طبعاً من ناحية ثانية دور الزعيم الألماني الحربجي). والحقيقة أن الحيلة تمر على الجميع، أو تكاد تفعل لولا تفصيل صغير ينسف كل شيء. فالزعيم البديل أي الحلاق البائس ليس رجل حرب ومعارك بل هو رجل سلام، ومن هنا فإنه إذ يعتلي منبر الخطابة وسط الجموع التي تحييه معتقدة أنه الزعيم المحارب الذي لا يشق له غبار، يلقي خطاباً يبدو مزدوج المعاني أول الأمر، لكنه سرعان في يغوص في كلام مسالم عن الأخوة بين البشر وعن ضرورة السلام للناس جميعاً في مساواة حقيقية. وهكذا بدلاً من الفضيحة التي كان ينبغي منع حدوثها، تحدث في الفيلم فضيحة من نوع آخر تماماً. فضيحة أقل ما فيها أنها تكشف عن حقيقة الخدعة، وتتمكن من أن تشكل إدانة حقيقية لـ”منطق” الزعيم النازي. وطبعاً نعرف أن اليمين الأميركي المتطرف تحجج بهذا الفيلم وبكونه يسيء إلى زعيم أمة أجنبية، كي يمعن في محاربة شابلن إلى حد التسبب في طرده من الولايات المتحدة، ولكن هذا الأمر ليس موضوعنا هنا بالطبع.
الحكاية نفسها عن دكتاتورين
موضوعنا هو أن شابلن استخدم هذه الحكاية بمنطقها، بل حتى بتفاصيل الخطاب المستعار كما هو من النص النابوليوني ليطبقه على هتلر، وهو بالتالي نسف هذا المشروع الأخير الذي كانت حكاية الشبيه البديل وخطابه هيكله العظمي. ومن المؤكد أن شابلن إذ استخدم ذلك كله في فيلمه عن هتلر لم يعد في حاجة إلى فيلمه عن نابوليون، ومن هنا لا نتردد في أن نفترض بأن شابلن من ناحية جعل من حكاية هتلر بديلة من فيلمه عن حكاية نابوليون، ومن ناحية ثانية أوجد بعبقريته العفوية غالباً ذلك الخط السياسي والفني الواصل بين دكتاتورين الخط الفكري الذي يجعل من تابع نابوليون - هتلر صورة واحدة لكيان واحد، هو كيان الدكتاتور في كل زمان ومكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 7 آب 2024
*********************************************************
جيمس بالدوين: إمبراطورية الشر
سعيد محمد
في 12 أيار 1963، أرسل جيمس بالدوين (1924 -1987)، الصحافي والأديب الأفروأميركي، وكان حينها صوتاً بارزاً في حركة الحقوق المدنيّة، برقية إلى المدعي العام للولايات المتحدة، روبرت إف كينيدي، ألقى فيها باللوم على إدارة أخيه جون إف كينيدي (تولى الرئاسة في 1961) في العنف العرقي الذي تفشى وقتها في أعماق ولايات الجنوب ضد السود، معتبراً أن المنظومة السياسية الأميركية هي التي تجعل هذا التوحش ممكناً، وبأن الأمة في أزمة، فيما يتقاعس الرئيس - بما يمثله - عن فعل شيء، ما يرتقي إلى مستوى خيانة أخلاقية تامة للشعب الأميركي.
هزت كلمات بالدوين اللاذعة ضمير كينيدي، فدعاه لتناول الإفطار في 23 أيار في منزله في ماكلين في ولاية فيرجينيا. في هذا الاجتماع غير الرسمي، كان المدعي العام مهتماً بمنظور بالدوين إزاء ما يجري، واقترح عليه أن يجمع عدداً من الشخصيات من المجتمع الأميركي الأسود التي يمكن أن تتحاور مع المؤسسة الحاكمة، وفي الوقت نفسه يثق بها مجتمع السود ويستمع إليها ويحترمها، بهدف عقد اجتماع مع ممثلين من الإدارة في اليوم التالي، في نيويورك.
قضى بالدوين بقية يومه في التشاور مع العائلة والأصدقاء حول من يجب أن يحضر اجتماعاً مماثلاً. وفي صباح اليوم التالي، قاد فريقاً من مختلف تيارات حركة الحقوق المدنية إلى شقة روبرت كينيدي في «24 سنترال بارك ساوث»، حيث تبين سريعاً أن ثمة انقسامات عميقة في أوساط حركة الحقوق بين الليبراليين ذوي البشرة البيضاء والأميركيين من أصل أفريقي، وكذلك بين هؤلاء الأخيرين، معتدلين ومتشددين. تحدث بالدوين عن عدم مساواة متأصلة في النظام الأميركي، وبأن مجموعة القوانين المهينة للسود التي تكرس الفصل العنصري والمعروفة باسم «تشريعات جيم كرو» تمثل معضلة أخلاقية للنظام الأميركي قبل أي شيء آخر، فيما كان طرح كينيدي وفريقه متركزاً على ضرورة البحث في طرق لإصلاح النظام الحالي عبر القانون، ملمحاً إلى المخاوف السياسية بشأن التحرك بسرعة كبيرة لتغيير الأوضاع القائمة. لم تكن هناك لغة مشتركة بين الحاضرين. كينيدي قال مثلاً إنه كأميركي من أصل أيرلندي، تعرّض أيضاً للاضطهاد، ولكنه تمكن من بناء ثروة وقوة عظيمة عبر الاعتماد على الذات والاجتهاد، ليقابل كلامه ذلك بالضحك ومزيج من المرارة والازدراء. وفق بالدوين، فإن بوبي كينيدي الذي «وصل إلى هنا بالأمس فقط في طريقه بالفعل إلى منصب الرئاسة، بينما نحن هنا منذ 400 عام، وهو يخبرنا أنه ربما في غضون 40 عاماً، إذا كنت مهذباً، فقد نسمح لك بأن تصبح رئيساً».
لم يكن الاجتماع ناجحاً، وفشل في التأسيس لفضاء حوار مفتوح بين النظام الحاكم والمجتمع الأسود، لا بل أصبح بالدوين بسببه مطارداً من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي باعتباره متطرفاً، وشيوعياً محتملاً يشكل تهديداً للأمة. وتظهر السجلات أن المكتب تعقبه طوال عقد بعدها. مع ذلك، بعد شهر واحد من هذا الاجتماع، وفي خطاب متلفز إلى الأمة، تحدث الرئيس جون كينيدي عن الحقوق المدنية للسود بأنها ليست مسألة حزبية أو قانونية أو تشريعية بقدر ما هي، في المقام الأول، «قضية أخلاقية»، مردداً كلمات بالدوين نفسها، ولتبدأ بعدها الإدارة في الضغط بشكل هادف من أجل تشريع شامل للحقوق المدنية في الكونغرس، ربّما كان - وفقاً لبعض نظريات المؤامرة - وراء مقتل الرئيس في دالاس في تكساس، في تشرين الثاني من العام نفسه بينما كان بالكاد قد تجاوز أول ألف يوم له في المنصب.
لقد سقطت تشريعات جيم كرو، وأصبحت نصوصها في ذمة التاريخ، ولكن روحها ظلت حية ترزق في نخاع ثقافة النخبة الأميركية، ونبوءة بالدوين في الاجتماع مع روبرت كينيدي، تحققت، بحرفيتها. فالنظام الأميركي، سمح بعد 46 عاماً من ذلك الاجتماع، في عام 2009، لأميركي أسود، باراك حسين أوباما، بتولي الرئاسة. لكنه كان، تماماً كما تبصّر بالدوين، نموذجاً تقليدياً للأسود «المهذّب»، عبد المنزل، الذي يمكنه ــ رغم قناع بشرته السوداء ــ أن يكون أبيض أكثر من البيض أنفسهم. ومن يدري، فلعل الرئيسة القادمة ستكون من الفصيلة «المهذبة» ذاتها.
لقد كان بالدوين، صاحب «النار في المرة القادمة»، أفصح الشهود على العنصرية التي تأسس عليها نهوض الإمبراطورية الأميركية، ونجح في مقالاته ورواياته ومسرحياته ومقالاته على حد سواء في التنقيب داخل أرواح الأميركيين عن القروح النفسية التي تتسبب فيها العنصرية لكل من المضطهدين والظالمين، مزيلاً طبقة بعد طبقة من الجلد المتصلب الذي يحمي به الأميركيون أنفسهم من وحشية نظامهم. الأميركيون الذين قرأوه، من البيض كانوا أم من الملونين، وجدوا دائماً أنه قال مطلق الحقيقة عن الكراهية العنصرية، وأنصاف الحقائق، والتجديف، والأكاذيب التي تشكل في مجموعها الحياة الأميركية. وفي مئويته التي يحتفل بها هذا الشهر، نقرأ، أيضاً، نحن ضحايا إمبراطورية الشر، تراثه الأدبي مجدداً، وننتظر ناراً وعدنا أن تأتي في المرة القادمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الأخبارط اللبنانية – 10 آب 2024
*******************************************************
كريولانس معاصراً بمجرد أن يقول له الشعب «لا»
جعفر العلوني
قد تكون مسرحية “كريولانس” (1923) واحدة من تراجيديات الكاتب البريطاني وليام شكسبير (1564 - 1616) الأقل شهرة. ربما يعود ذلك إلى أن بطلها يفتقر إلى تعقيدات هاملت، أو قدرة الملك لير على إثارة العواطف واستمالتها. فـكريولانس، في نهاية المطاف، وعلى الرغم من كونه محارباً رومانياً، لا يعاني ولا تطارده، كما حدث مع ماكبث مثلاً، أشباح من قتلهم، بل إن صراع ذلك الجنرال الروماني الحقيقي هو مع عناده وغطرسته وازدرائه للعامة. وهذه أمور يستطيع المرء أن يجدها في أية مسرحية كلاسيكية. لكن، ما الذي يجعل هذا العمل المسرحي جذاباً إلى درجة أن بريخت، وجون أوزبورن، وغونتر غراس أعادوا كتابته؟
يصرّ المخرج المسرحي الإسباني أنطونيو سيمون أن “كريولانس” هي أكثر مسرحيات شكسبير تطرقاً للسياسة، بوصفها تجسد الصراع بين البطل المستبد وطبقة العامة المنهكة والفقيرة. فهي بذلك تعبر اليوم عن التراجيديا المعاصرة التي نعيشها في البلدان الدكتاتورية، حيث تواجهه الشعوب حكامها المستبدين.
لهذا السبب إذن، قرر سيمون استعادتها وتقديمها على خشبة “المسرح الروماني” في مدينة ماردة الإسبانية، ضمن فعاليات الدورة السبعين من “المهرجان الدولي للمسرح الكلاسيكي”، التي أقيمت بالمدينة الإسبانية مؤخراً.
برؤية إخراجية معاصرة، وعلى خشبة مؤلفة من أربع منصات، يتحرك الممثلون الذي يلبسون ثياباً معاصرة وربطات عنق، حيث نشهد في القسم الأول من العرض صراعاً اجتماعياً كبيراً، تواجِه فيه الطبقة الحاكمة (الأرستقراطيون) بقيةَ الشعب. الناس جائعون، والكل يبحث عن القمح. وبسرعة، ينقلنا المخرج إلى أجواء الحرب، في منصة ثانية، وموسيقى حركية ملائمة لحركات الممثلين وإيقاعاتهم، إضافة إلى إضاءة خاصة ومناسبة، ليعرفنا على بطل العمل: كايوس ماتريوس؛ محارب نبيل يحظى بإعجاب الطبقة الحاكمة. انتصاره العظيم على جيش الفولسيكي سيكسبه اسم القائد كريولانس.
بعد النصر، وفي القسم الثاني من العمل، وعلى منصة ثالثة، يريد النبلاء تعيين الجنرال الروماني قنصلاً، لكن منابر العوام ترفض ذلك، لأنه، بشكل أو بآخر، كان مسؤولاً عن أزمة القمح والجوع التي تعاني منها البلاد. هنا، يتدخل المخرج بشكل واضح كي يعكس إسقاطاته على الواقع المعاصر، ويترك المنصات الأربع، بمن فيها من ممثلين، أبطالاً كانوا أو كورالاً أو حتى ممثلين ثانويين، يدخلون في لعبة الكذب والخداع والاستراتيجيات. المنصّات الأربع، بما فيها من تعرجات، ستكون مناسبة لوصف السياسة والتواءاتها.
إنه فن السياسة، حيث يتحرك البطل من طرف إلى آخر. لهذا سنراه على إحدى المنصات صاعداً هابطاً، في إشارة إلى الانقلابات السياسية والأيديولوجية التي يمر بها السياسيون، لينتهي به المطاف في منصة جيش الفولسيكي، حيث سيخون بلده ومبادئه وشعبه، ثم يكون مصيره المنفى والموت.
يلاحظ في العرض الجهد الكبير الذي قام به المخرج لتطوير النص دراماتورجياً، كي يواكب الواقع المعاصر، حيث يبدو صراع البطل مع عامة الناس تجسيداً للصراع بين الاستبداد والديمقراطية، كما أنه يطرح تساؤلات عن العلاقة بين الأخلاق والسياسة؛ تلك الثنائية التي لا يستطيع بطل العمل المستبدّ أن يتبناها، وبالتالي يخون شعبه ومبادئه بمجرد أن يقول له الشعب: لا.
لا شك أن شخصية كريولانس التي تصورها شكسبير يمكن أن تظهر في كل زمان ومكان، فهي تنطبق اليوم على غالبية الحكام المستبدين في عالمنا العربي وخارجه، أولئك الذين يجوّعون شعوبهم ويضطهدون حرياتهم وينتقمون منهم بمجرد أن يتم رفضهم أو معارضتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“العربي الجديد” – 3 آب 2024
******************************************************
الصفحة الحادية عشر
مجلات اتحاد الادباء
* يواصل الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق اصدار مجلته المركزية “الاديب العراقي” وقد صدر العدد 2/ 2024 وتضمن ملفاً عن القارئ الثالث “تلقي نقد النقد” وعدداً من الدراسات والنصوص.
ورافق العدد (هدية) كتاب “الكلام والخبر/ مقدمة للسرد العربي” تأليف سعيد يقطين.
* وعن اتحاد الادباء والكتاب في ديالى صدر عدد جديد من مجلة “تامرا” ومن ابرز المساهمين فيه: ناجح المعموري، إبراهيم البهرزي، ابتهال بليبل، د. وحيدة حسين، د. بشرى موسى صالح، جودت جالي، د. عقيل يحيى، علي عبد النبي الزيدي، صباح الانباري، مآب عامر وغيرهم.
*****************************************************
في الرواية العراقية.. قريبا من «منازل العطراني» *
مجيد إبراهيم خليل
يداخلك الشعور بالألم والأسى، وأنت تقترب من “منازل العطراني”، فيخطر على البال وأنت تقرأ رواية “منازل العطراني” للدكتور جمال العتابي أنك عشت لحظات في زمن غابر، ولو لبرهة قصيرة في هذه المنازل، وشاركت محمد الخلف وأسرته معاناتهم وآلامهم. قد ترى جزءا من تاريخك يتماثل أمام عينيك ، وأنت تجوس هذه المنازل، حيث يأخذك الراوي في سرد شفاف هو أقرب إلى الوثائقية ليعكس في روايته أوجاع الوطن وآلام المنعطفات الحادة الأليمة التي اصطبغ كثير منها بالعنف والدم. وقد ساهم الخيال الذي استمد الكاتب مادته من الواقع المرّ لعكس الفواجع والأحزان التي مرّ بها العراق. فقد جسّد الراوي حياة وإحساسات ومشاعر محمد الخلف/ المعلم المفصول لأسباب سياسية والسجين الهارب من سجنه والملاحق أمنيا. فحياة الخلف، ماضيه وحاضره، وأسرته وتساؤلاته ورؤيته هي محور أحداث الرواية، التي عكست معاناته وأسرته باعتباره نموذجا للمناضلين الشرفاء المضحين من أجل مستقبل أفضل للوطن. تبدأ أحداث الرواية بهروب الخلف من السجن والبحث عن ملجأ للتخفي من ملاحقة انقلابيي 8 شباط 1963 وصولاً إلى تصوير مظاهر انهيار البلاد بعد الاحتلال الأمريكي في 2003 عبر 44 لوحة قلمية أشبه بالفصول بلا عنوانات. وانساب قلم الراوي بسلاسة وشفافية بلغة جميلة، هي أقرب إلى الشعر في أكثر من موضع، ليسجل ملابسات لوحة تاريخية زاخرة بالأحداث وبالفشل وتلاشي الآمال بغد مشرق سعيد، وقد دفع محمد الخلف وأسرته ثمنا باهظا لهذه الخيبة، و نجح السارد في تصوير المعاناة المادية الحياتية والمعاناة النفسية لأسرة الخلف عبر حوار الخلف مع نفسه أو عبر حواره مع أفراد أسرته ومحيطه.
ولأن هناك ضغطا نفسيا هائلا على نفسية المعلم محمد الخلف وأسرته والمحيطين به من جراء الملاحقة والاختفاء والحياة السرية وفقدان الأمل، تطفح كلمات حارقة تعبيرا عن الخيبة والألم سواء في الحوار الداخلي مع النفس أو مع الآخرين يصل حد جلد الذات وطرح تساؤلات عن الأوضاع وما آلت إليه لتجسد انفجار بركان الغضب؛ “أهذا ما كنت تحلم به يا محمد؟” ص 40 و”أصبحت الأماني هباء يا محمد” ص 9 ولشدة الغيظ والإحساس القاهر بتوالي الخسائر والفواجع فإنه قد يصدر أحكاما تبدو مطلقة، فيقول “لماذا هذا التوارث الأبدي للخسارات الدائمة” ص 15 ويقول أيضا “واللوم المترسب في داخلي يعيد إليّ الأسئلة: لماذا أسلمنا أنفسنا للذبح؟ لم نعد نقرأ في كتبنا سوى اللغو!” ص 91 . وقد تخللت الرواية تعابير كثيرة مشابهة لهذه مبثوثة في صفحات كثيرة من الرواية تعبر عن مدى الشعور بالخيبة والخذلان وخيبة الأمل.
وتشمل خيبة الأمل بقية أفراد الأسرة فيقول خالد باعتباره وارث نضال أبيه “كان الحلم أكبر من طاقتنا، مشيْنا إلى أبعد مما ينبغي” ص 44. لقد رسم العتابي لوحة شائكة بانورامية لفترة تاريخية محددة بملابساتها وأنطق ساكني العطراني برؤيتهم لها وأحكامهم عنها، وجعل القارئ مشاركا في هموم منازل العطراني؛ في موضع التساؤل عن تلك الفترة والتعاطف مع محنة ومعاناة أسرة محمد الخلف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*” منازل العطراني” لجمال العتابي. إصدار الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. بغداد ط1 2023. .
**********************************************************
دعوة للتقارب في «جاذبية الصفر»
ابتسام يوسف الطاهر/ لندن
مازال الوجع العراقي وما مر بتاريخ العراق الحديث من حروب وحصار و(زعامات) كان لها الدور الاول في تدمير الاقتصاد العراقي وحرمان شعبه من العيش بسلام والتمتع بثرواته، مازال هذا الموضوع يقض مضاجع ادباء العراق، فيمطرونه روايات او قصص وقصائد تصور عمق المحنة واثرها البالغ على نفسية ومسار حياة الشعب العراقي. كل حسب اسلوبه وقدراته ومن وجهة نظره الادبية والسياسية. فالسياسة حين تقتحم الرواية قد تعطيها عمقا وبعدا انسانيا اكبر من اي اثر يتركه سياسي قيادي في العالم. وكما يقول فيليب سولرز : تعطي السياسة الانطباع بانها تسيطر على العالم فتسير دائما بالاتجاه نفسه، اليسار المتصدع او اليمين المفتت.. بينما الادب هو الباقي في كل مكان.
والرواية اكثر انواع الادب تأثيرا في المجتمع. واكثرها خلودا اذا كتبت بصدق وباسلوب سلس غير معقد، حتى لو اخضعها النقاد الى مدرسة ما، او لتقديم متعة القراءة فقط. في عبارة لأرنست همنغواي يقول: تشترك جميع الكتب الجيدة في التأكيد على انها اكثر صدقا من الواقع.. فان استطعت ان اقدّم للقاريء السعادة والتعاسة ، الخير والشر.. حالة الناس والطقس اكون عندئذ كاتبا حقيقيا”.
ورواية “جاذبية الصفر” للروائي لؤي عبد الاله الصادرة عن دار دلمون الجديدة. رواية تشدك منذ دخولك دهاليز الصفحات الاولى باسلوب سلس ومشوق وبلغة ممتعة غير متكلفة.. فتسحبك خيوط رسائلها لتواصل البحث عما ستجده في الرسائل اللاحقة دون الالتفات الى صفحاتها الـ(512) .. فانت ترافق شخصياتها باصرار حتى اخر رسالة. فالكاتب اعتمد اسلوبا مشوقا جعل الرواية عبارة عن رسائل يبعثها البطل الاول، يوسف الاستاذ الجامعي الى الرسام جليل رفيق دربه منذ الصبا وحتى لحظة عودة الاخير الى العراق. تقع هذه الرسائل او المظاريف بيد شخص مسافر والقدر يلعب دورا في تبادل الحقائب. ربما اراد الكاتب بهذه الطريقة المبتكرة ان يبعد التأويلات التي كثير ما ترافق العمل الادبي ..
بين ايدينا عمل تتعدد شخصياته ورؤية الكاتب السياسية والفلسفية وهو يجعلنا نتجول في متاهات افكار ونفوس الشخصيات المتخيلة والواقعية منها .ابطالها مجموعة من المغتربين يجمعهم فكر سياسي واحد، ويواجهون اخبار العراق على البعد بمشاعر مختلفة، يجمعهم القلق ذاته والحيرة ذاتها. منذ التمهيد يعطينا الكاتب فكرة عن صاحب الرسائل او المظاريف التي ستشكل فصول الرواية واحداثها، بعدما تصل الى يد مترجم بعد تبادل الحقائب الغير مقصود. “قضيت الليل غارقا في قراءة الرسائل الغريبة، كانت مكتوبة بانكليزية متقنة تشير الى ان وراءها عقلا اعتاد على تأليف البحوث الاكاديمية” ص 12. هنا نجد البطل الرئيسي صاحب الرسائل والذي بقي مجهولا في الفصول الاولى لنعرف فيما بعد انه يوسف الاستاذ الجامعي العراقي المغترب المتزوج من انكليزية..
جاذبية الصفر، عنوان ينطبق على الكثير من الشخوص لاسيما شخصية سَدَم (حسب نطق الاسم بوسائل الاعلام الغربية) او صدام وتعلقه بالوهم الذي ادى به الى العدم! لكن الكاتب يقول: العنوان يلخص الثيمة التي تدور عليها الرسالة (جاذبية الصفر) التي جاءت لتصف حالة الانسان حين يتحرر من الانا الأعلى كما يسميه فرويد : القيم والضغوط الاجتماعية التي تفرض على الانسان المتابعة.. وهذا المفهوم قابل لان يفسر باشكال اخرى.. ممكن ان يعني فقدان الوزن كما هو في العنوان الفرعي weightlessness .. جاذبية الصفر هي حالة فردية بحتة.. وفعلا تنطبق على صدام المسكون بالوهم ان هناك اله اخذه من الصفر الى القمة ومن غير الممكن ان يتخلى عنه”.
حرص الكاتب على تنوع السرد في الرسائل او الفصول، بعضها كان ايقاعها مختلف عن ايقاع الفصل الاخر فالفصلان الثاني والرابع ايقاعهما سريع يكسران الايقاع البطيء في الفصلين الاول والثالث .. وتحرر من السرد المعروف في الرسائل فكانت اشبه بمذكرات البطل يوسف المبعوثة كرسائل لصديقه الرسام والتي لم تصله، بعد ان وقعت بيد المترجم.. خاصة واننا نعرف من احداث الرواية ان الرسام يعود الى بغداد.
تأخذنا الرسائل (الفصول المعنونة)، الى عوالم المغتربين العراقيين ومواجهتهم للحرب على العراق وكيف واجهها كل منهم عبر الشاشات التلفزيونية ووسائل الاعلام الاخرى، وقد كانت من اصعب الايام التي عانوا فيها القلق والتعذيب اليومي الذي ابدع الاعلام الغربي في التلاعب بالحقائق واختلاق بعضها او تضخيم البعض الاخر. ومع حالة الترقب والخوف على اهلهم في العراق يحاولون ان يخففوا من قلق بعضهم البعض “لاتخافي سيخرج صاحبنا من الكويت قبل انتهاء المهلة بساعات” ص 352
لكن الاعلام الغربي كان يراعي مشاعر المشاهد الاوربي “ولكسر حالة الملل التي قد يشعرها من نقل حرب استمرت لشهور..هكذا ظل شوارزكوف يسعى لاقناعنا عبر شاشات التلفاز ..اسقاط سبع مقاتلات عراقية..تدمير زورقين حربيين ، تفجير جسور..قصف مصنع للحليب بعد ان ثبت للبنتاغون استخدامه في انتاج اسلحة كيمياوية!... ظلت الفيديوهات الحربية تؤدي الدور بتصويرها قاذفات انيقة لحظة القاءها قنابل على هيئة سكاكر من دون معرفة النقطة المستهدفة..او صواريخ تسبح بمرح كالدلافين في الهواء بعد اطلاقها من ظهر سفينة حربية صوب اهداف مجهولة ..476
للاسطورة حضور قوي وتداخل مع الوقائع والاحداث التي رصدها الكاتب ، الاحداث الواقعية غير المتخيلة خاصة الاساطير الاغريقية. فيرى الكاتب “ حسب الاساطير القديمة لم يات تفوق زيوس على الالهة الا لسببين الاول لأنه يقيم في السماء مما يمنحه اليد الطولى على الاخرين..والثاني سلاح الصاعقة الذي يجعلهم بفضله خاضعين لارادته.. كم يشبه بوش كبير الالهه في جبروته.. فامريكا بثرائها وسعتها تعادل سماء زيوس والتحكم بالالكترون مماثل لتحكمه بالصاعقة” ص447
تداخل بعض الاساطير بما حصل لبغداد اعطى بعدا وثراءا للرواية وهي تروي ماحصل بعيدا عن التقريرية فكلنا نعرف ماحصل، وعاصرنا ما مر ببغداد خلال حرب التسعينا ت والحروب التي تلتها التي شنتها امريكا على العراق وقد وجدت فيها ضالتها في قيادات العراق ، مثل صدام او سُدم كما سماه الكاتب في الرواية، ليمنحوا امريكا فرصة لاختلاق الحروب، فكل رئيس امريكي جديد لابد له من اشعال حرب او اختلاق حرب مباشرة او غير مباشرة تديرها امريكا على البعد! كما لو ان ذلك احد شروط انتخاب الرئيس الجديد لهم!
“هل استحضر نيرون طيف الملكة الاسطورية هكيوبا، لحظة مشاهدة حلمها القديم، المروع، يتحقق على ارض الواقع، شعلة حقيقية اخفى الظلام الدامس حاملها فبدت كانها تتحرك وحدها من بيت الى اخر مخلفة وراءها حرائق متعاقبة؟ هل سلمت ملكة طروادة بما قضاه زيوس ونفذته ايدي البشر.. على العكس من طروادة وروما، اطفأ المطر الذي تساقط ليومين متتالين حرائق بغداد، لكنه لم يتمكن من ازالة تلك الرائحة الغريبة التي ظلت عالقة في هواء المدينة الرطب...”ص455-456
يعتقد البعض ان الروايات المنطوية على مراجعات جذرية حول العقيدة والوجود المفترض ان تكتب في سن مبكرة سن الشباب عمر الشك والتساؤلات. وهذا رأي غريب ولا صلة له بالواقع، فالكاتب كلما تقدم بالعمر كلما زادت معارفه ومداركه وزادت تساؤلاته وزادت فرص تأملاته بالوجود.
فالكتابة سواء كانت قصة او رواية او قصيدة ، تقتحم فكرة الكاتب وتفرض عليه الاسلوب ونوع العمل. بعيدا عن العمر والحالة. فالروائي ماريا بارغاس يوسا، يقول في احدى رسائله لكاتب شاب: اعتقد ان الكتابة الادبية رواية كانت ام قصة او قصيدة تاتيك مثل القدر “ . وانت وحظك في مواجهة ذلك القدر. وبالتأكيد لكل كاتب اسلوبه والتحكم في ذلك القدر.
لؤي عبد الاله بدأ حياته الادبية كقاص وله مجاميع قصصية منها (لعبة الاقنعة ورمية زهر، والعبور الى الضفة الاخرى واحلام الفيديو).. وله ترجمات متعددة لدراسات ادبية وفلسفية وسياسية. وقد ابدع في كتابة الرواية في مرحلة الشباب الثانية مثل (الكوميديا الالهية وجاذبية الصفر).
***********************************************************
نون النسوة
مناجاة
حسينة بنيان
شكراً لهذا الاستفزاز
ما بين الحجر الاسود
والنفسِ اللوامةِ
أشكو البعدَ
وأزيحُ الحُلمَ المثقلَ
بتلك العبرات
ترسو الروح
كي تُعلِمَني
بذاك ألوطن المحموم
كيف يموتُ الجرحُ
وأنتَ أمامي
بكلِّ زوايا الاستقطاب
موهومٌ من يُمسي
بشأنٍ آخرَ
فاللّونُ بقوةِ ليلي
والارضُ تدور
مُذ أولِ بذرة
بذاك ألديمِ المتعجِّل
أنتَ أَمامي
بوجه العطر المتسامي
لانخلٌ يشبهُ مسكَ نخيلك
لاموجٌ يعلو فوق فراتِك
رغم القهرِ
وجفاء الطين
وبكاء آلياس
فأنتَ أميرُ العشق الصارم
وأنتَ أزيزُ القلب التائه
وأنتَ دليلي
في جَمع ألاوقات
ويشهدُ عُشقي
هذا البيتُ المعمور
سأُقبّلُهُ ..عشرات
وأدورُ بروضهِ
حين الدوران
وأرجو فيه
وصولَ الفجرِ
لتلك العطشى
سهولِ جذوري
وحينَ يدبُّ المحمومُ
بوهج ِعروقي
أتنازلُ عنها
تلكَ الولهى
بنورِ الطيفِ
وأُسرعُ نحو عتيقٍ أخضرَ
رممّهُ قلبُ نبيِّ آسر
تحملني ..زهوُ الرحلةِ
برسمِ دُعاءٍ
لمنازلَ دجلة
وشناشيل َفراتٍ
أن تسمو نحو سلامٍ آتٍ
لتلك المعصومةِ
بوأد صغار المحتلّةِ
أُعاتبُ فيه
أين الردُّ..ياسِمةِ العَرش السرمد
فقبور ُالرُضّعِ
مازالت تنزفُ
وترفضُ كلَّ عزاءٍ
لايُندي قهرَ جِباهٍ
أو ينصرُ تلك الخطوات
أوَ يعلو وجهُ منافق
بظلِّ التقديس
ومذابِحهُ تنشرُ
أوسمةَ الموتِ
كلٌّ للبيع
الدارُ السفلى
الحطبُ المحمول
وعروشُ الحرب المجنونةِ
في نهر الفلوات
سأخاطبهُ
قبلَ سعير العودةِ
أِشفِ قُرانا
فلقد جفَّ نزيفُ دمانا
يابيتاً غرسَتهُ
أِرادةُ خالق
وفاحت صولتهُ
فوقَ رمال الجبهات
فهاتِ الثأرَ
لجنينٍ مازال رطيباً
وشبابٍ يسلو
بسكاكين الغدرِ
حتى تتكلّمُ
تلكَ الثكلى
بصوتِ شهيد
************************************************************
صَوتُكْ!
عائشة المحرابي - اليمن
أَحْتضِنُ العَالَمَ في صَوتِكَ،
أُرَتِلَهُ للفَرَحِ قَصِيْدْ،
يا سَجْدةَ ضوءٍ،
يا واحَةَ أمْنٍ
قُلْ ليْ:
كَيفَ أُلَملِمُ همْسَكَ،
نَبْرَتِكَ
آهاتٍ تُبْحِرُعبْرَ مَداكْ؟!!
يا كُلَّ العُمُرْ،
وماءَ العُمُر،و...!!
يا غَيْماً يُظَلِلُ أحلاميْ :
خُذْنِي بِحِماكَ كعُصْفُورَةٍ
لأَنامَ مُلتَاعَةً بينَ يَديكْ!
(طَبْطِبْ) وَجَعيْ،
قُلْ للعَالَمِ :
إنَّكَ لا تَعْنِيني ،
فَكُلُّ حَنانِ العَالَمِ
(بَيْنَ يَدَيّ)!!
****************************************************
الصفحة الثانية عشر
ندوة عراقية في برلين "لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية"
برلين - عصام الياسري
تحت شعار "لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق"، عقد التجمع الديمقراطي العراقي في ألمانيا بالتعاون مع "نادي الرافدين" الثقافي في برلين، يوم السبت 17 آب الجاري، ندوة حوارية حول مخاطر تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي والأسباب غير الموجبة للتعديل من الناحيتين القانونية والموضوعية.
الندوة التي حضرها جمع من أبناء الجالية العراقية، تحدث فيها الحقوقي محمد حسن السلامي، فيما أدارتها الأستاذة سوسن البراك، وافتتحتها بالسؤال: "تعديلات قانون الأحوال الشخصية.. وحدة العائلة أم شتات مذهبي؟".
ثم تطرقت إلى التعديل الذي اقترحه أحد النواب، والذي تمت قراءته في جلسة برلمانية لم تخلُ من مخالفات (حسب تصريح النائبة نور نافع)، منها تزوير تواقيع نواب لم يكونوا حاضرين في الجلسة، وطالبوا في ما بعد بسحب تواقيعهم.
وأشارت البراك إلى ان مقترح التعديل أثار موجة من الرفض والاستنكار بين أوساط واسعة من المجتمع العراقي، على مختلف أطيافه وفئاته الاجتماعية، من نساء ورجال ورؤساء قبائل ورجال دين، إضافة إلى شن حملة واسعة مماثلة في الخارج، لافتة إلى ان صحفا عالمية عديدة تناولت موضوع التعديل، إلى جانب "منظمة هيومن رايتس واتش"، ما أخذت تلك الحملات مديات واسعة حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد ذلك تناول السلامي مخاطر التعديل والنتائج المترتبة عليه من الناحيتين القانونية والتشريعية. وفيما سلط الضوء على مصادر تشريع قانون الأحوال الشخصية النافذ، أكد أن التعديل المقترح يعمل على تهميش دور القضاء العراقي وطمس الهوية الوطنية وتحويلها إلى هويات فرعية.
وتطرق السلامي إلى الحراك النسوي في العراق ضد التعديل المطروح. وقال أنه "لأول مرة توحدت النساء العراقيات في نشاطات مشتركة في أكثر مدن البلاد، رافضات تعديل القانون الحالي"، مضيفا أنه "على إثر ذلك تشكل (تحالف 188) الذي يضم قرابة 30 نائبة في البرلمان، ومنظمات مدنية عديدة، فضلا عن محاميات وطبيبات وإعلاميات وفنانات". وتابع أن "النساء في التحالف، قمن بتحدي كل أنواع الترهيب والضغط من قبل القوى المتسلطة، وشرحن أبعاد ومخاطر التعديلات الاعتباطية مثل هذه، وآثارها الكارثية على حقوق الأسرة والمرأة والطفل المكفولة بموجب القانون النافذ، وبالقوانين والمعاهدات الدولية".
وأكد أن "التعديل يعمل على تقويض المجتمع العراقي الموحد بدلا من ترميمه في هذه الظروف الصعبة".
ولفت السلامي إلى ان "ضمان الدولة حقوق المرأة والأمومة يعتبر جزءا أساسيا من تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين. لذا يجب أن تحرص الدول على وضع تشريعات وسياسات تضمن احترام هذه الحقوق وحمايتها"، مشيرا إلى ان "هناك العديد من الاتفاقيات الدولية التي تلزم الدول بحماية حقوق المرأة، مثل اتفاقية (سيداو) للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية حقوق الأمومة التي تلزم الدول بضمان هذه الحقوق".
وانتهى السلامي إلى ان "ضمان الدولة حقوق المرأة والأمومة يعكس التزامها بتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية، وهو أمر ضروري لبناء مجتمع متوازن ومستدام".
وأثارت الندوة نقاشا مستفيضا بين الحاضرين، الذين أكدوا رفضهم التعديل كونه لا ينسجم وفقرات القانون النافذ منذ أكثر من نصف قرن، ولأنه يبيح سطوة رجال الدين ويلغي مدنية الدولة في العراق المثقل بالأزمات. كما أشاد الحاضرون بجهود كل من عمل، لاعتبارات أخلاقية وإنسانية، على الوقوف بوجه من ينال من حقوق المرأة والطفل والأمومة.
*********************************************************
يوميات
- يضيّف المنتدى العمالي الثقافي، هذا اليوم الخميس، الأكاديمية والناشطة النسوية د. بشرى العبيدي، لتتحدث في ندوة حوارية عنوانها "جدلية تغيير قانون الأحوال الشخصية".
تبدأ الندوة في الساعة 4 عصرا في مقر المنتدى في بغداد – شارع الواثق – مقابل مستشفى العيون التجميلي الأهلي.
- يضيّف "ملتقى لكش" الثقافي في بغداد، غدا الجمعة، المفكر السيد رحيم أبو رغيف في ندوة عنوانها "تعديل قانون الأحوال الشخصية مطلب مجتمعي أم مكسب سياسي؟".
الندوة التي من المقرر أن تديرها المحامية مروة عبد الرضا، تبدأ في الساعة 7 مساء في مقر جمعية الثقافة للجميع في الكرادة داخل – قرب جامع عباس التميمي.
- ينظم المجلس العراقي للسلم والتضامن، بعد غد السبت، ندوة بعنوان "التداعيات السلبية لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959"، يتحدث فيها الاختصاصي في القانون الدستوري د. عبد الكريم زغير جبر.
تبدأ الندوة في الساعة العاشرة والنصف صباحا على قاعة المجلس في مقره الكائن في شارع أبي نؤاس.
- يضيّف منتدى "بيتنا الثقافي" بعد غد السبت، الكاتب قاسم المشكور ليلقي محاضرة بعنوان "العلم والإيمان.. توافق أم تفارق".
تبدأ المحاضرة في الساعة 11 ضحى على قاعة المنتدى في ساحة الأندلس.
***********************************************
إصدار العراق.. دراسات في المتغيرات السكانية
عن "دار أهوار" للنشر والتوزيع في بغداد، صدر حديثا كتاب بعنوان "العراق.. دراسات في المتغيرات السكانية"، من تأليف د. هاشم نعمة فياض.
جاء على الغلاف الخلفي للكتاب، بقلم الناقد ياسين النصيّر: "تناول الدكتور هاشم نعمة فياض حقولا في الثقافة هي على صلة بتكويننا الاجتماعي والإنساني، مواضيع ولدت مرافقة للهجرة ونمت في بيئة متعددة الاثنيات، وعكست رؤية مثقف يرى بعين شمولية طبيعة التركيبة الاجتماعية للمهاجرين وللثقافات المتعددة".
***************************************************
"ميسي بغداد" يمثل العراق في أوسكار 2025
متابعة – طريق الشعب
أعلنت دائرة السينما والمسرح عن اختيار فيلم "ميسي بغداد" للمخرج سهيم عمر خليفة، لتمثيل العراق في جوائز أوسكار لعام 2025. وتم اختيار الفيلم للمشاركة في أوسكار من قبل لجنة فنية مستقلة شكلتها دائرة السينما والمسرح. وقد توصلت اللجنة إلى ان الفيلم يلبي شروط الترشح للجائزة – وفق ما نقلته عنها وكالات أنباء. ويتناول الفيلم قصة صبي اسمه حمودي، عاشق لكرة القدم ومعجب أشد الإعجاب باللاعب الارجنتيني الشهير ليو ميسي، لكنه يفقد إحدى ساقيه بسبب الحرب، وبالرغم من ذلك يواصل لعب الكرة مع أقرانه بساق واحدة. وكان الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2012، قد فاز بجوائز مهمة من خلال مشاركته في أكثر من 30 مهرجانا سينمائيا دوليا مرموقا، منها مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي، مهرجان القاهرة الدولي، مهرجان لوكسمبورغ السينمائي الدولي، مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، مهرجان دهوك السينمائي الدولي ومهرجان أوستندا السينمائي الدولي في بلجيكا.
*************************************************
في "ملتقى جيكور" البصري أمسية عن "فن البانتومايم"
البصرة – طريق الشعب
ضيّفَ "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، أول أمس الثلاثاء، الفنان الشاب علي صباح ياسر الذي تحدث عن "فن البانتومايم" في أمسية حضرها جمع من المثقفين. أدار الأمسية التي احتضنتها "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين. فيما استهلها الضيف بتقديم نبذة عن فن البانتومايم، أو ما يعرف بفن التمثيل الإيمائي الصامت، بشكل تفصيلي، معرجا على تطور هذا الفن عبر العصور، رغم قلة أعداد مزاوليه.
ثم عرض أمام الحاضرين، لقطات من أدوار تمثيلية جسدها بهذا الفن في أماكن مختلفة، مشيرا إلى انه ينفذ الماكير لنفسه في جميع الأدوار التي يؤديها.
هذا وأدى ياسر مشهدا تمثيلا من فن البانتومايم، أمام الحاضرين، ما نال استحسانهم.
وفي سياق الأمسية، قدم د. هاشم عبود الموسوي ورقة تعريفية بفن البانتومايم. فيما قدم عدد من الحاضرين مداخلات، بضمنهم المسرحي الأكاديمي مجيد عبد الواحد والفنان مؤيد عبد السلام والشيخ محمد الحسان.
وفي الختام، قدم الملتقى شهادة تقدير إلى الفنان علي صباح ياسر. ووزعت تنسيقية التيار الديمقراطي في البصرة، شهادات تقدير على عدد من الشباب المتميزين.
**************************************************
أما بعد.. الجامع الذي صار "بوابة بغداد"
منى سعيد
في مطلع الثمانينات ولدت فكرة إنشاء "جامع الدولة الكبير" في بغداد، كجزء من حملة النظام السابق "الايمانية" لتسويق الحرب العبثية ضد ايران.
وحينها تمت الاستعانة بـ 22 مكتبا معماريا عراقيا وعالميا مرموقا، لتقديم تصاميمها، مع لجنة تحكيم مختارة وضعت معايير أساسية للتقييم، استعرضها مفصلا المعمار المعروف موفق الطائي في كتاب بعنوان "هكذا ينظر الرواد لتصميم الجوامع" موضحا مراحل التصميم وتنفيذه في قصة مثيرة وغريبة.
ففي العام 1989 تنافس في المسابقة الأولى التي تمت بتنسيق الدكتور صباح العزاوي المدير العام للتصميم الأساسي لمدينة بغداد والمعمارين موفق الطائي و جنين لطف الله ، وشارك فيها معماريون عالميون معروفون، فاز تصميم راسم البدران من الأردن .. لكن صدام حسين طلب فجأة تغيير سعة حجم صالتي المصلين لتستوعبا نصف مليون مصلٍّ!
فغُيّر الطاقم كله وطُلب من أساتذة الجامعات والجهات المعنية تقليص المساحة إلى خمس الحجم ، مع بقاء استيعاب باحتي الصلاة لنصف مليون.
اوضح الطائي في حديث لي معه انه في ثلاث سنوات تم حفر حوض مائي كبير جدا يمتد من المحطة العالمية حتى الشارع المؤدي للشالجية، ليحيط بالقبة التي تتربع داخل حوض الماء. أما باقي المنشآت فصمم لها أن تبنى على حافات الحوض الخارجية، وتتألف من مكتبة عامة، ومركز تعليمي، وفندق، وشقق للموظفين وغيرها.
في خمسة أشهر فقط بنيت ركائز القبة بقطر 230 مترا، وتواصل العمل حتى احتلال بغداد عام 2003 .. والغريب ان صدام طلب حراسة الموقع أثناء دخول الأمريكان! وبالفعل – أضاف الطائي – "بقينا في شقوق أرضية حفرناها طيلة أيام الغزو، متعرضين لوابل قصف الطيران الحربي"!
بعدها أُهمل المشروع وحتى عام 2012، حين حدث تطور آخر بالاستيلاء على معظم أراضي الجامع لبناء مجمع (بوابة بغداد)، وقسمت الأرض لتتحول دورا للنواب بعدما رُدم ثلث مساحة الحوض.
اما الجزء المشيّد فتقرر أن يكون مجلسا للنواب، واجريت مسابقة عالمية فاز فيها مكتب إنكليزي.
وشاركت المعمارية زها حديد في المسابقة لكنها جاءت بالمرتبة الثالثة، ثم بتدخل من معماريينا كُلفت ثانيةً ودُفع لها كامل إتعاب التصميم.
ويبدو إنها لم تعلم حينذاك ببناء هيكل الجامع، فقررت سحب مقترحها وتقديم 3 مقترحات بديلة، تاركة أمر اختيار احدها لمتخصصين معماريين عراقيين.
لكن زها رحلت فجأة، فتوقف العمل رغم دفع أجور التصميم لها، والتي وللأسف لم يتسع الوقت لها لتتسلمها، وبقيت مودعة في بنك خليجي حتى اليوم، حيث تُدفع منها رسوم إيداع .. إضافية!