الصفحة الأولى
غيابه أضعف دور مجلس النواب التشريعي والرقابي.. نواب ومراقبون: أزمة انتخاب رئيس البرلمان تكشف حجم الصراع بين قوى المحاصصة
بغداد ـ طريق الشعب
بعد مرور اكثر من تسعة أشهر على شغور منصب رئيس مجلس النواب، لا تزال مهمة انتخاب رئيس جديد للبرلمان تتعثر، بسبب الصراع السياسي المحاصصاتي، وانعكاس ذلك بشكل واضح على العمل الرقابي والتشريعي للمجلس.
غياب مؤثر
يقول النائب سجاد سالم، إنّ فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد، سببه غياب التوافق بين القوى السياسية، التي عطلت عملية الانتخاب.
ويضيف سالم في حديث مع "طريق الشعب"، أن "انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب أمر ضروري جداً، لكي يمارس البرلمان أعماله بصورة صحيحة، ولتمشية مقترحات ومشاريع القوانين التي تخص مصالح الناس"، معتبرا ان "غياب رئيس مجلس نواب عن المنصب، له أثر سلبي. ويؤثر بدرجة كبيرة على التشريعات وجدول الأعمال، وفي إدارة الجلسات وغيرها".
ويشير سالم إلى أن "الإطار التنسيقي اليوم فيه أكثر من توجه وهناك اختلافات داخل "الكتل السنية" حول هذا الموضوع"، مبيّناً أن "عدم احترام المدد الزمنية التي نصت عليها القوانين والتعليمات التي تنظم عمل السلطات سببه ان التوافق السياسي اكثر تأثيراً واكبر من الدستور والقوانين احياناً. وهذه هي المشكلة في العراق".
تفجّر الصراعات
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، د. عصام فيلي: ان الفشل في انتخاب رئيس مجلس النواب، يمثل اشكالية. وذلك بسبب عدم وجود تشريعات حقيقية تحدد سقفا زمنيا لمثل هكذا إشكاليات.
وأضاف فيلي في حديث مع "طريق الشعب"، ان هذه الاشكالية ستبقى قائمة في ظل غياب هذه التشريعات. نحن دائماً نمر باشكالية عدم الاتفاق، كما هو الحال في مهمة اختيار رئيس الحكومة التي تتجاوز السقوف الزمنية المعروفة عادة.
وتابع، ان "طبيعة الصراع السني _السني ودخول بعض الاطراف الشيعية على خط الازمة هو الذي عقد المشهد"، موضحاً ان "البيت الشيعي" يمر بحالة انقسام في دعم الاطراف السنية المنقسمة على نفسها أيضا، فلم تتفق حتى الان على مرشح واحد، وبالتالي خلق كل ذلك اشكالية واضحة في حسم الملف".
واكد، ان ادارة البرلمان بالانابة اضعف دوره، وهذا يظهر بوضوح في جملة من التشريعات التي تطرح، ناهيك عن ان هناك اطرافا "سنية"، تفضل ان تبقى ادارة البرلمان بالانابة، لأن ذلك يحقق لها كسباً سياسيا.
وواصل فيلي كلامه، ان هذا الفشل يكشف لنا عن ضعف المؤسسة التشريعية العراقية، كما هو الحال دائماً حيث ان تقاليد العمل السياسي شبه غائبة، محذراً من ان "المرحلة القادمة ستكون اشد خطورة، خصوصاً بعد بروز الصراع المناطقي والعشائري، والحال ينسحب ايضا على الصراع بين القوى السياسية".
قوى متنفذة تتحكم بالمشهد
الباحث في الشأن السياسي د. مجاشع التميمي، قال ان "القضية باتت معقدة، وان النظام السياسي في العراق يعاني من إشكاليات كثيرة. هذه الإشكاليات لا يمكن ان تعالج من خلال الدستور، ويبدو ان المعالجات القانونية غير قادرة على ذلك ايضاً".
وأضاف التميمي، ان "الخلل سببه وجود رغبة من قبل قوى الاطار التنسيقي في السيطرة والاستحواذ، باعتبار انه يمتلك اليوم 186 نائبا في البرلمان".
ولفت التميمي في حديث مع "طريق الشعب"، الى ان الفشل تقف خلفه أسباب عديدة، لعل ابرزها ان هناك "رؤية لدى بعض قوى الاطار التنسيقي بأنه هو الأكبر وهو من يجب ان يسيطر على المناصب المهمة. وعليه فأن هذا التعطيل تتحمل مسؤوليته بشكل كبير قوى الاطار، التي على يبدو تريد ابقاء المندلاوي على رأس إدارة السلطة التشريعية، إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالخلافات السنية التي ربما تتم تغذيتها من داخل العراق وخارجه".
واكد، أن العجز عن حسم هذا الملف يشير بوضح الى ان هناك ازمة داخل النظام السياسي في العراق، القت بظلالها على مجلس النواب، وهذا الأمر بحد ذاته خطير جداً، على اعتبار ان السلطة التشريعية الرقابية هي السلطة العليا، وان ابقاء هذه السلطة بلا رئيس سينتج عنه خللا كبيرا.
وعدّ التميمي، أن وجود رئيس لمجلس النواب أمر مهم جداً، لأن تداعيات ذلك هي إضعاف وتغييب دور المجلس. فمن الملاحظ ان هذه الدورة ـ وعلى لسان نواب داخل البرلمان ـ فشلت بشكل كبير على مستوى تشريع القوانين والعمل الرقابي".
واختتم حديثه بالقول: أن "القوى السياسية المتنفذة منذ عام 2006 ولغاية الآن لا تحترم التوقيتات الزمنية الدستورية، ودائما ما تتكرر هذه خروقات الدستورية، وهذا امر معيب و غير مقبول لا قانونياً ولا دستورياً".
وعلى الجانب الاخر، تواصل القوى "السنية" عدم اتفاقها على مرشح واحد لشغل منصب رئيس البرلمان بعد إعلان تحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر وتحالف العزم بزعامة مثنى السامرائي تمسكهما بترشيح محمود المشهداني للمنصب المعطل منذ أشهر عدة، فيما يصر حزب تقدم الذي يرأسه محمد الحلبوسي على فتح باب الترشيح مجدداً لتقديم أحد نوابه للمنصب.
وكان البرلمان العراقي قد أخفق خمس مرات تباعاً في حسم الملف، في ظل انقسام بين الأطراف السياسية، ورغبة بعض الأطراف وخاصة في الاطار التنسيقي بإبقاء الوضع كما هو في سبيل احكام قبضتهم على جميع مفاصل الدولة.
***************************************
راصد الطريق.. النواب ومجلسهم وين .. والناس وين!
شغل الرأي العام في الايام الماضية موضوع زيادة رواتب ومخصصات أعضاء مجلس النواب ومساواتهم فيها بالوزراء. فقد استفزت الخطوة الملايين من العراقيين، الذين يعانون من الفقر ولا يستطيعون العثور على ما يسد رمق عوائلهم، وبضمنهم الموظفون ذوو الدرجات الدنيا والعاملون بعقود او بأجور يومية.
وما حدث في مجلس النواب يثبت بالدليل القاطع، أن الكتل السياسية المهيمنة على المجلس غير آبهة بأوضاع الناس ومعاناتهم، وأن هدفها الأول والأخير هو استلاب الدولة والتمتع بثرواتها.
وبدل ان تنشغل القوى المتحكمة بالسلطة التشريعية العليا بإقرار قوانين يمكن من خلالها ان تسهم في تحسين أوضاع الناس والتخفيف من مصاعبهم المعيشية، نراها تتجاهل واقع الحياة القاسي بالنسبة لملايين العراقيين، وتدفع باتجاه اختلاق المشاكل ومحاولة فرض سياسة الامر الواقع، وهي تبحث عن مصالحها الضيقة بعيدا عن مصالح الناس وهمومهم.
ولكن ليس مستبعدا ان يكون الموضوع، رغم خطورته وعدم عدالته، وسيلة من وسائل إلهاء الناس، بهدف تمرير صفقات أخرى مثل تعديل قانون الأحوال الشخصية، أو طمس حقيقة هروب نور زهير، او الافراج عن عمر نزار، وغير ذلك.
******************************************************
استطلاع رأي عراقي يكشف: 73 في المائة يرفضون تعديل قانون الأحوال الشخصية
بغداد ـ طريق الشعب
أعلن فريق استطلاعات الرأي العراقي
(Iraq Polling Team - IPT) أمس السبت عن إجراء استطلاع إلكتروني للرأي العام داخل البلاد وخارجها حول تعديل قانون الأحوال الشخصية، بمشاركة أكثر من 60 ألف شخص من كلا الجنسين، حيث رفض معظمهم بقوة محاولة التعديل الجارية في البرلمان.
ووفقًا لنتائج الاستطلاع، شارك في الاستفتاء نحو 61,648 عراقيًا وعراقية من مختلف مناطق العراق.
وأشار الاستطلاع إلى أن 73.2 في المائة من المشاركين عبروا عن "رفضهم القاطع" لتعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 الصادر عام 1959. في المقابل، عبر 23.8 في المائة من المصوتين عن "موافقتهم القوية" على تعديل القانون، بينما أبدى 3.1 في المائة من العينة عدم اهتمامهم بالأمر.
وقد فُتح الاستبيان الإلكتروني في الساعة العاشرة من صباح يوم 13 آب 2024 وأغلق في الساعة الحادية عشرة من صباح يوم 15 آب الجاري.
وأعرب 81.6 في المائة من المصوتين عن رغبتهم في أن يكون قانون الأحوال الشخصية ذا طبيعة مدنية، بينما طالب 18.4 في المائة بأن يكون القانون ذا طبيعة طائفية دينية.
وفيما يتعلق بمكان التصويت، جاءت نسبة المصوتين من خارج العراق 9.5 في المائة، بينما بلغت نسبة المصوتين من داخل العراق 90.5 في المائة، حيث تصدرت العاصمة بغداد النسبة، في حين كانت أربيل، عاصمة إقليم كردستان، في أدنى نسبة بين المحافظات العراقية.
وجاءت أعلى نسبة من المصوتين بين الفئة العمرية 46-60 عامًا، حيث بلغت نسبتهم 29.2 في المائة، في حين كانت أدنى نسبة بين الفئة العمرية 18-25 عامًا بنسبة 8.3 في المائة.
بلغت نسبة المصوتين المتزوجين 72.8 في المائة، في حين كانت نسبة غير المتزوجين 27.2 في المائة.
وفي هذا الصدد، صرّح المشرف على الاستبيان سعدون محسن ضمد بأن "هذا الاستبيان هو الأول من نوعه فيما يتعلق بهذا الموضوع".
وأضاف أن "الاستبيان يعكس مدى اهتمام العراقيين والعراقيات بموضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية، إذ شارك فيه نحو 60 ألف مصوت من كلا الجنسين، ما يؤكد أن الرأي العام العراقي نشط ومهتم وفاعل".
*****************************************************
الصفحة الثانية
نفوق 60 في المائة من الاسماك في اهوار ذي قار
متابعة ـ طريق الشعب
كشف مجلس محافظة ذي قار أن الأهوار فقدت 60 في المائة من الثروة السمكية حتى الآن، فيما أشار إلى أنه لا يمكن إخفاء القلق من خطورة الأوضاع.
وقال الناطق باسم مجلس محافظة ذي قار ياسر الخفاجي في حديث صحفي: “إن الأهوار في ذي قار فقدت بشكل عام 60 في المائة من الثروة السمكية بسبب انحسار المياه في الآونة الأخيرة، ويرافق ذلك نفوق أعداد ليست قليلة من الماشية والجاموس”، مؤكدًا “أن حالة النزوح من الأهوار مستمرة والوضع يمكن وصفه بالخطير لكنه لم يصل إلى مرحلة الإنذار القصوى”.
وأشار الخفاجي إلى أنه “لا يمكن إخفاء قلقنا البالغ من خطورة الأوضاع في الأهوار وهناك تواصل يومي مع وزارة الموارد المائية من أجل السعي إلى زيادة إطلاقات المياه لإنقاذ بيئة الأهوار قدر المستطاع”.
*********************************************
الحكومة بلا سياسة بيئية واضحة.. ناشطون: تركيز ثاني أوكسيد الكربون تضاعف 7 مرات في العراق
بغداد ـ تبارك مجيد
يُصنف العراق من بين أكثر المناطق تأثراً بالاحتباس الحراري وأكثرها تلويثاً للهواء على مستوى العالم؛ حيث تواجه البلاد تدهوراً بيئياً مستمراً، انعكس بشكل واضح في حياة السكان وصحتهم.
وفي ظل هذا الوضع، تفتقر البلاد إلى سياسات بيئية جادة وفعالة لمواجهة هذه المشاكل، والى بنية تحتية، ما يفاقم من آثارها السلبية.
العراق الخامس عالميا
فاضل الغراوي، رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الانسان ذكر في بيان له، أن “تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ارتفع من حوالي 278 جزءًا في المليون في عام 1750 بداية العصر الصناعي، إلى 427 جزءًا في المليون في عام 2024”.
وأضاف، ان “عام 2021 سجل انبعاثات في تركيز ثاني أوكسيد الكربون في العراق بنسبة 177.8 مليون طن، في حين شهدت السنوات الثلاث الماضية لغاية 2024 تسجيل 27.1 مليون طن، اي ان انبعاثات الغاز زادت سبعة اضعاف. وتزيد الان سنويا بنسبة 4.88 في المائة”.
وفي حديث للغراوي مع “طريق الشعب”، قال إن “العراق جاء في المرتبة الخامسة في أكثر الدول تلوثا بانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون ومؤشرات الاحتباس الحراري، في حين تأتي العاصمة بغداد في المرتبة 13 لأكثر المدن تلوثا بانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون”.
وأرجع الغراوي أسباب ارتفاع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في العراق، الى مخلفات النفط والكهرباء والنقل، حيث تحتل الغازات المصاحبة لحقول النفط المرتبة الأولى بنسبة 450 في المائة.
وعزز الغراوي حديثه بتقرير لوكالة ناسا، جاء فيه أن “غالبية الانبعاثات تأتي من الصين والولايات المتحدة وجنوب آسيا”.
وطالب الغراوي الحكومة والجهات المعنية بإطلاق المبادرة الوطنية للغابات، وإلزام المحافظات بزراعة الطوق الأخضر ومصدات الرياح، داعيا إلى الاستثمار في المناطق الصحراوية، ووضع سياسات بيئية ومناخية لتقليل نسبة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.
ويعد المصدر الرئيس لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون هو حرق الوقود، لكن في العراق يعد الغاز الناتج من عملية انتاج النفط مصدراً آخر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. وبحسب وكالة الطاقة الدولية IEA ينتج العراق في السنة 17 مليار متر من الغاز المصاحب، والذي يعتبر مصدراً لتلوث الهواء في المدن المنتجة للنفط.
غياب السياسات البيئية!
وألقى خالد الجابري، رئيس مؤسسة أصول للتطوير الاقتصادي والتنمية المستدامة، الضوء على الوضع البيئي في العراق، وخاصة في ما يتعلق بالانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري.
وأكد الجابري، أنّ “العراق يعد من الدول المتضررة من التغيرات المناخية، وليس المسببة لها”، مشيرا الى أن البلاد تولد أقل من 1 في المائة من الغازات الدفيئة حول مستوى العالم.
ولفت خلال حديثه مع “طريق الشعب”، إلى أن “منطقة البصرة شهدت سابقًا ارتفاعًا في مستويات الغازات الدفيئة، نتيجة لحرق الغاز المصاحب لاستخراج النفط، إلا أن الحكومة عملت على معالجة هذه المشكلة”، وفقا له.
وأضاف الجابري، أن “العراق لا يمتلك البنية التحتية الصناعية الكبيرة التي تسهم في انبعاثات الغازات الدفيئة، كما هو الحال في الدول الصناعية الكبرى”، موضحا أن “العراق ملتزم باتفاقية باريس للمناخ، حيث تم تصديق القانون رقم 31 لعام 2020، والذي يتضمن التزامات تجاه البيئة”.
وأشار إلى أن “تطبيق هذه الالتزامات بشكل كامل يتطلب بنية تحتية قوية وتفاصيل فنية معقدة، والتي يعمل العراق على تحقيقها تدريجيًا”.
وتطرق إلى مشكلة إزالة الأشجار في بغداد ومدن أخرى، مشيرًا إلى أن هذا الأمر “ساهم في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري”، وأوضح أن “نسبة الغطاء النباتي في العراق منخفضة جدًا، ما أدى إلى تقليص المساحات الظلية التي تساعد في تخفيف درجات الحرارة.
وشدد على ضرورة زيادة المساحات الخضراء وزراعة الأشجار، حيث تساهم بشكل كبير في تلطيف الأجواء وتقليل الحرارة داخل المدن.
كما تحدث الجابري عن التخطيط العمراني في المدن، مبينا أن “عدم التنظيم الجيد للمباني والتوسع العمراني غير المخطط له قد أدى إلى زيادة الحرارة داخل المدن، وهو ما يعرف بظاهرة “جزيرة الحرارة الحضرية”. مشددا على أهمية إعادة النظر في التصميمات العمرانية وزيادة المساحات الخضراء لتحسين البيئة المعيشية وتخفيف آثار التغير المناخي.
وفي ختام حديثه، دعا الجابري إلى ضرورة تبني سياسات بيئية صارمة والعمل على تعزيز الغطاء النباتي في مختلف مناطق العراق كخطوة أساسية نحو التخفيف من آثار الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، مشددًا على أهمية تضافر الجهود لتحقيق هذا الهدف.
مشاريع للطاقة النظيفة
وتحدث مدير بيئة الأنبار قيس ناجح عن الجهود التي تبذلها مديرية البيئة في المحافظة، لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة ومحاولة خفض مستوى انبعاثات الكاربون، مشيرا إلى أن “أحد أدوار المديرية هو تشجيع استخدام الطاقة المتجددة كبديل للطاقة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، وذلك بهدف تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون”.
وأوضح ناجح لـ “طريق الشعب”، أن “المديرية تعمل على منح الموافقات البيئية للمشاريع التي تعتمد على الطاقة الشمسية”. وذكر أنه “تم منح موافقة بيئية لمشروعين لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الخلايا الشمسية في قضاء الرمادي، بطاقة إجمالية تبلغ 350 ميغاوات. بالإضافة إلى ذلك، تم منح الموافقة لإنشاء معمل لإنتاج الألواح الشمسية بقدرة إنتاجية تصل إلى 750 ألف لوح سنويًا في قضاء الرمادي. هذه المبادرات تأتي ضمن جهود المحافظة لتعزيز الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري”.
***************************************************
شيوعيو ألقوش يهنؤون بذكرى تأسيس الديمقراطي الكردستاني
ألقوش – طريق الشعب
زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في ناحية ألقوش، مقر اللجنة المحلية للحزب الديمقراطي الكردستاني في الناحية، وذلك لتقديم التهاني في مناسبة الذكرى 78 لتأسيس الحزب. وخلال اللقاء دار بين الطرفين حديث حول أوضاع البلد بشكل عام، وأوضاع ألقوش بخاصة. وقد اتفقا على التعاون المشترك في خدمة الناحية. وكان في استقبال الوفد مسؤول اللجنة المحلية محمد سليم شرفاني وعدد من الكوادر والأعضاء. فيما ضم الوفد كلا من سكرتير منظمة الحزب الرفيق عامل قودا وسكرتير رابطة الأنصار في القوش الرفيق سمير توماس والرفيق وديع دكالي.
***********************************************
اللجنة الاجتماعية تتفقد الفنان جمال السماوي
بغداد ـ طريق الشعب
زار وفد من اللجنة الاجتماعية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، يوم امس السبت، الرفيق الفنان جمال السماوي (أبو شهد) في منزله بالعاصمة بغداد للاطمئنان على صحته بعد إجراء عملية جراحية ناجحة. ونقل الوفد تحيات قيادة الحزب ورفاقه للسماوي، معبرين عن تمنياتهم له بالشفاء العاجل ومزيد من الصحة والعافية. من جانبه، أعرب السماوي عن تقديره العالي لمواقف الحزب واهتمامه برفاقه، وحمل الوفد تحياته إلى قيادة الحزب ورفاقه، متمنياً للحزب التقدم والازدهار.
ضم الوفد الرفيقة د.خيال الجواهري والرفيق فاضل الموسوي.
***************************************
السيد مسعود بارزاني المحترم
الأعزاء في المكتب السياسي
للحزب الديمقراطي الكردستاني المحترمون
لمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس حزبكم المناضل، يسعدنا في الحزب الشيوعي العراقي أن نتقدم إليكم بأحر التهاني وأصدق التبريكات. إن هذه الذكرى المجيدة تذكرنا جميعًا بمسيرة طويلة من النضال المشترك من أجل حقوق الشعب العراقي باطيافه المختلفة، وتطلعاتهم نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
لقد كان الحزب الديمقراطي الكردستاني، عبر تاريخه العريق، ركيزة أساسية في الدفاع عن حقوق الشعب الكردي وفي النضال ضد الاستبداد والظلم والانظمة الدكتاتورية.
نحن في الحزب الشيوعي العراقي نعتز بالعلاقة التاريخية التي تربط حزبينا، وبالعمل المشترك، ونؤكد في هذه المناسبة حرصنا الاكيد على مواصلة العمل المشترك معكم لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق تطلعات شعبنا العراقي بعربه وكرده واطيافه المناخية، في حياة كريمة يسودها العدل والمساواة والحياة الكريمة.
دمتم في مسيرتكم النضالية، ودامت الذكرى العطرة لتأسيس حزبكم، والى المزيد من العمل المشترك لتعزيز البناء الديمقراطي الفيدرالي (الاتحادي) في بلدنا.
تقبلوا خالص التقدير..
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
١٥/٨/٢٠٢٤
*****************************************
إضاءة.. المواطنة العراقية الجامعة أم التفكك والتشرذم؟
محمد عبد الرحمن
يبرز قلق مشروع باستمرار في الأنظمة الديمقراطية، وفي تلك التي لا تزال تحبو في الطريق اليها، من احتمال “طغيان الأغلبية”. وفي الدراسات التي اهتمت بهذه الموضوعة الخطرة يدور الحديث عن اغلبية سياسية تمثيلية، فكيف يكون الحال اذا اخذ الامر بعدا طائفيا او أثنيا ؟
وعبر التاريخ يساق العديد من الأمثلة على إمكان ان تفضي صناديق الاقتراع الى فوز انتخابي، يقود بدوره الى استبداد وطغيان ونسف للممارسة الديمقراطية ذاتها، ومثال هتلر حاضر هنا دائما.
ويتوجب القول انه ليس كل اغلبية تمارس بالضرورة الطغيان والهيمنة وفرض القوانين التي تديم سطلتها ونفوذها، لذا يجب التوقف، كما ترى دراسات رصينة، عند كل ظاهرة وظروفها الخاصة. لكن القلق من إمكان حصول ذلك يبقى قائما.
وفي صلب الموضوع ربما يكمن الفهم الخاطيء والقاصر للديمقراطية. فهي عند البعض ليست سوى أداة للوثوب الى السلطة، ثم السعي للاحتفاظ بها بكل الوسائل والطرق. ومن تجربتنا العراقية سمعنا حديثا مكررا من هذا القبيل. ومن ذلك القول ان الأغلبية لها الحق في ان تفرض قوانينها وفقا لعقائدها وفكرها. ولعل هذا القول يحمل مخاطره الشديدة في بلد تعددي قوميا ومذهبيا وطائفيا ودينيا وفكريا وسياسيا .
والانكى ان الأغلبية التي يجري الحديث عنها في بلدنا، ليست اغلبية سياسية مؤسسة على برامج وفازت في الانتخابات على أساس هذه البرامج، بل الحيث هنا عن اغلبية مكوناتية. علما ان المشاركة في الانتخابات الأخيرة لم تتجاوز في احسن تقدير نسبة ٢٠ في المائة من الناخبين، وهذا يؤشر المدى الذي يمكن الحديث فيه عن التمثيل.
والأكثر خطورة ان تذهب هذه الأغلبية المكوناتية الى توظيف الدين سياسيا، واستغلال المشاعر، واضفاء الطابع المقدس على قراراتها ومواقفها وشخوصها ومؤسساتها وغيرها ، في حين ان من يمارس السياسة ويدخل الى ميادينها الشائكة، بغض النظر عن هويته الاجتماعية والدينية وموقعه السياسي والاقتصادي، قد يصيب في السياسة وقد يخطيء. فهو اذن مثل غيره معرض للنقد والتقويم والتصحيح. والنقد هنا مشروع، لا يمس الهوية الشخصية والدينية والاجتماعية، بل يتعلق بالممارسة الخاطئة التي تستوجب النقد فالتقويم. وهذا ليس مسّا في اية حال بالاديان على اختلافها وبمعتقدات المؤمنين.
ونعود لنقول ان الديمقراطية لا تعني اطلاقا فرض نمط معين من الحياة والسلوك على المجتمع، ولا اجبار الناس على فكر معين. كما لا تعني مصادرة الحقوق والحريات، والتفسير الأحادي الجانب لمواد الدستور، والتعامل معها انتقائيا، او اكراه الناس بمختلف الوسائل على امر هي رافضة له. وان تحقيق الأغلبية (ونقصد السياسية) اهدافها في ظرف ما، لا يعني نسف القوانين والممارسات الديمقراطية التي أوصلتها الى الحكم.
واننا هنا امام خلط رهيب وكبير لمفاهيم الأغلبية والأقلية، التي يفترض ان تكون متحركة وغير ثابتة، وهذا هو المطلوب في الممارسة الديمقراطية الحقة والتي لا يتم اختزالها بآلية صندوق الاقتراع. لكن ما لا يمكن قبوله هو ان تُجبرالأقلية الظرفية سياسيا على القبول بما لا تريده، ووفقا لقاعدة “تريد ارنب اخذ ارنب .. تريد غزال اخذ ارنب”.
ولعل مما يساعد على تشكيل ظاهرة “طغيان الأغلبية”، ضعف البناء المؤسسي للدولة، وعدم استكمال مؤسساتها وهيئاتها. وبالعكس يكون الحال عندما ينشط دور السلطات القضائية والمحكمة الاتحادية ومحكمة التمييز ويتجلى حرصهما على صيانة الدستور وابعاد قراراته عن التجاذبات السياسية، وعلى ابطال القوانين التي تتعارض مع نص وروح الدستور.
ومما له تاثيره أيضا مدى الفصل بين السلطات الثلاث، وبنحو واضح وصريح، وعدم حصول تداخل للصلاحيات، كذلك عدم التداخل بين المؤسسات الدينية والعشائرية والمؤسسات السياسية.
ويبقى الفصل بين السلطات من المقومات الأساسية في البناء المؤسسي للديمقراطية. وفي هذا السياق: كلما جرى احراز تقدم في بناء الأحزاب والتنظيمات والكتل السياسية بعيدا عن الطائفية والمناطقية، وتاسيسها على أساس برامج تمثل مصالح طبقات وفئات اجتماعية، كلما تعززت إمكانية ترسيخ الديمقراطية، نهجا وممارسة وقيما.
وفي كل الاحوال لا تعني الأغلبية البرلمانية اغلبية الشعب، فيما التعددية موجودة في كل أطياف شعبنا، ولا يؤدي الإصرار على طمس مبدأ المواطنة العراقية الجامعة من أي طرف، الا الى تفكك النسيج الوطني العراقي، والى التشرذم والانقسام.
************************************************
الصفحة الثالثة..
توسع الإسكان يبتلع الأراضي الزراعية.. والحكومة تضع "الاحزمة الخضراء" تحت الطاولة
بغداد – تبارك مجيد
في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه العراق راهنا، تبرز الحاجة الملحة لإنشاء الأحزمة الخضراء حول المدن كحل فعّال لمواجهة التغيرات المناخية والتحديات البيئية. وتعتبر الأحزمة الخضراء من الاستراتيجيات المهمة التي تسهم في تحسين جودة الهواء، وتقليل التلوث، وتعزيز التنوع البيولوجي. ومع ذلك، على الرغم من أهمية هذه المشاريع، هناك تأخير وفساد قد عرقل تنفيذها وتطويرها.
أهمية الأحزمة الخضراء
تحدث أنعم ثابت خليل، معاون مدير عام دائرة التوعية والإعلام البيئي في وزارة البيئة، عن أهمية مشاريع الأحزمة الخضراء كجزء من جهود التكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية في العراق.
وقال، أن هذه المشاريع تندرج ضمن محورين رئيسيين في دائرة المناخ: محور التخفيف ومحور التكيف.
وأضاف خليل لـ "طريق الشعب"، أن "محور التخفيف في العراق يواجه تحديات كبيرة، خاصةً فيما يتعلق بانبعاثات الملوثات الناتجة عن الصناعات المختلفة التي تؤثر على البيئة. أما فيما يتعلق بمحور التكيف، فأكد أن زيادة الغطاء النباتي، ومنها مشاريع الأحزمة الخضراء، تأخذ حيزًا كبيرًا ضمن جهود التكيف مع التغيرات المناخية".
وأشار خليل، إلى أن "مشاريع الأحزمة الخضراء قديمة في العراق، حيث بدأت منذ عامي 2007 و2008، وشملت المحافظات المحاذية للمناطق الصحراوية، بالإضافة إلى مشاريع زراعية في البادية الجنوبية بمحافظات كربلاء والمثنى، والصحراء المحاذية بين كربلاء والأنبار، إلا أن هذه المشاريع لم تحقق النجاح المطلوب بسبب عدم الاستدامة، وأهم الأسباب لذلك هو نقص المياه اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع أو الحفاظ على المزروعات".
وأشار أيضًا إلى أن "العراق مر بفترات من الجفاف ونقص الموارد المائية من دول الجوار، ما دفع الحكومة إلى إعطاء الأولوية لتوفير المياه الصالحة للشرب للمواطنين قبل التفكير في تخصيص المياه للأحزمة الخضراء".
وأكد خليل أنه مع تزايد تأثيرات التغير المناخي على العراق، وظهور العواصف الغبارية، أصبح من الضروري التركيز على تقليل هذه التأثيرات من خلال مشاريع الأحزمة الخضراء.
وأشار إلى أن مصادر المياه المستخدمة في هذه المشاريع تنوعت لتشمل مياه الري من الترع والأنهار.
وفي ختام تصريحه، أكد خليل أن الفترة الأخيرة شهدت جهودًا مكثفة من قبل منظمات المجتمع المدني والحكومة العراقية لدعم هذه المشاريع.
واكد أن حملات التشجير التي أطلقها رئيس الوزراء ستسهم في تحسين جودة الغطاء النباتي في العراق، معربا عن أمله في أن تحقق هذه الجهود نتائج إيجابية في المستقبل القريب.
ويتحدث الخبير البيئي أحمد صالح عن الأهمية البالغة للأحزمة الخضراء في حماية البيئة، خاصة في بلد مثل العراق الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب وجود مساحات شاسعة من البوادي والصحاري.
وأوضح صالح، أن "هذه الأحزمة تلعب دورًا حيويًا في الحد من تحوّل الأراضي القاحلة إلى عواصف غبارية، وذلك بفضل قدرتها على تثبيت التربة ومنع تطايرها خلال فترات الرياح".
وأشار صالح خلال حديثه لـ "طريق الشعب"، الى أن "الأحزمة الخضراء تعمل كمصدات للرياح وتسهم بشكل كبير في ترسيب الأتربة وامتصاص الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية، مثل استخراج الوقود الأحفوري والمحروقات".
وأضاف، أن "الأشجار والنباتات الموجودة في هذه الأحزمة تعمل على ترسيب الكربون، ما يساعد في تقليل التلوث البيئي".
وبين صالح، أن "الأحزمة الخضراء تسهم في خلق بيئة رطبة قابلة للزراعة، مما يؤدي إلى تحسين الغطاء النباتي وتثبيت التربة. هذا الغطاء النباتي يساعد في تقليل احتمالية تحوّل التربة إلى غبار ينتقل عبر الهواء في فترات الجفاف".
وأشار إلى أن هذه الأحزمة تتحول إلى بؤر للتنوع البيولوجي، حيث تجذب الطيور والحشرات والحيوانات، مما يعزز من عملية التلقيح الطبيعية ويسهم في نمو الأشجار والنباتات.
وفي ختام حديثه، ذكر صالح، أن "فضلات الطيور والحيوانات التي تتواجد في الأحزمة الخضراء تعمل كسماد طبيعي، مما يعزز من خصوبة التربة ويسهم في استدامة البيئة الطبيعية".
من الأحزمة الخضراء الى السكن العشوائي
نجوان عامر، الناشطة البيئية في إحدى المنظمات المعنية بالشأن البيئي، أكدت أن "مشاريع الأحزمة الخضراء التي كان من المفترض أن تكون حلاً حيوياً للحد من التغيرات المناخية باتت، على العكس، حيث أصبحت مكانا لسكن العشوائيات بالإضافة الى وجود ملفات فساد ترتبط بها".
وقالت عامر لـ "طريق الشعب"، أن "هناك عشرات القضايا المتعلقة بهذه المشاريع قيد الإنجاز في عدد من المحافظات"، مشيرة إلى أن ما يقرب من 200 مليار دينار قد أُنفقت على مشاريع الأحزمة الخضراء والتشجير منذ عام 2003، لكنها لم تحقق أهدافها".
وتعلل عامر هذا الفشل بأن هذه المشاريع "نُفذت بمنظور تجاري فاسد بدلاً من رؤية بيئية سليمة، ما أدى إلى عدم تحقيق النتائج المرجوة"، مشددة على أهمية الأحزمة الخضراء، التي تتكون من مصدات نباتية مثل أشجار الكالبتوز، الصفصاف، والأثل، التي تتميز بقدرتها على تحمل الظروف القاسية مثل الجفاف وملوحة التربة.
وبيّن ان طريقة الزراعة تكون "على شكل صفوف متداخلة حول المدن في المناطق التي تتعرض لرياح صحراوية شديدة، بهدف الحد من تأثيرات هذه الرياح على البيئة والسكان".
وفي ختام حديثها، دعت عامر الحكومة إلى ضرورة إدراج ملف الأحزمة الخضراء والتشجير ضمن أولوياتها البيئية، مشددة على أن معالجة هذا الملف بات أمراً ملحاً لتجاوز التحديات المناخية المتزايدة التي يواجهها العراق في السنوات المقبلة.
*********************************************
العراق في الصحافة الدولية
عن علاقات العراق الإقليمية والدولية
لصحيفة (ذي ناشيونال) الناطقة بالإنكليزية، كتبت ليزي بورتر تقريراً عن المباحثات العراقية التركية، التي عقدت في أنقرة لمناقشة الإتفاقيات الأمنية والتجارية والدبلوماسية التي تم توقيعها سابقا بين البلدين وتفعيل العمل بها.
الأمن اولاً
وأكد التقرير، نقلاً عن مسؤولين عراقيين، على أن المباحثات التي سيحضرها وزير الدفاع ومستشار الأمن الوطني ستتركز حول القضايا الأمنية وستُستكمل بلقاءات وزيري خارجية البلدين، وذلك لمواصلة العمل على تنفيذ 27 اتفاقية، وقعت بين الطرفين خلال زيارة الرئيس التركي لبغداد في نيسان الماضي. وينطلق اهتمام تركيا بالقضايا الأمنية، حسب التقرير، من حملاتها لمكافحة حزب العمال الكردستاني، حيث تعتبر أنقره التعاون في هذا الأمر عنصراً أساسياً في علاقاتها مع العراق، وتسعى لتعزيز الإطار القانوني للعمل المشترك في هذا المجال.
سوق هامة
وأشارت بورتر في تقريرها إلى أن العراق هو أحد الأسواق الرئيسية لتصدير السلع الاستهلاكية التركية، مما يدفع أنقرة إلى الحرص على علاقات جيدة معه، هذا الحرص الذي تعمق مؤخراً إثر اتفاق البلدين على المضي قدمًا في العمل على مشروع البنية التحتية الرئيسي الملقب بـ "طريق التنمية" والذي من المتوقع أن تزيد تكاليفه على 17 مليار دولار.
مشكلة المياه
واختتمت بورتر تقريرها بالتذكير بأن المشكلة الرئيسية بين البلدين تكمن في حاجة العراق إلى المياه، بعد أن قلصت تركيا، بإعتبارها دولة المنبع لنهري دجلة والفرات، من حصته فيهما، ورفضت الإستجابة لطلبات بغداد في ضرورة حصولها على حصة عادلة من مياه النهرين.
التسليح الأمريكي
مجلة "فوربس" الأمريكية من جهتها نشرت تقريراً عن التسليح الأمريكي للعراق، أشارت فيه إلى قيام البنتاجون بتزويد قوات البيشمركة بمجموعة من مدافع "هاوتزر" الأمريكية من عيار 105 ملم من طراز"ام 119"، بموافقة الحكومة الاتحادية. وأضاف التقرير بأن ذلك يعّد وجبة ثانية، أعقبت تسلم أربيل 36 قطعة مدفعية من طراز "ام 119" في العام 2017، إضافة إلى العديد من مركبات "هامفي" والشاحنات والعربات المدرعة المقاومة للألغام. وبيّن التقرير إن البنتاجون زود العراق بدبابات قتالية رئيسية أمريكية من طراز "ابرامز ام 1 ايه 1" المتطورة، بالإضافة إلى دبابات "تي-90" الروسية القتالية.
وتابع التقرير بأن الحكومة العراقية كانت مصممة على أن تمر أي مركبات وأسلحة مخصصة للبيشمركة عبر بغداد، التي إدعى التقرير بأنها منعت تزويد قوات البيشمركة بطائرات مسيرة مزودة بكاميرات مراقبة عالية الدقة، يمكنها من تحسين قدرات البيشمركة في مجال الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
عمليات ضد السكان والسيادة
ونشر موقع منظمة (سي بي تي) تقريراً عن حجم الخسائر البشرية والأضرار المادية التي لحقت بالمواطنين في إقليم كردستان نتيجة الإعتداءات التركية والإيرانية، والتي أدت إلى مقتل 425 مواطناً وجرح عدد مماثل، إضافة إلى تدمير وتهجير سكان 170 قرية على الأقل، وتعرض 602 قرية أخرى لخطر التهجير حالياً، وتعطل سبل العيش الآمن والمعقول.
وذكر التقرير بان معظم هذه التضحيات (83 بالمائة)، والتي حدث نصفها تقريباً خلال الأعوام الستة الماضية، قد جاءت على أيدي العسكر التركي، وذلك في إطار السعي لإنشاء منطقة عازلة يبلغ طولها 360 كيلومتراً، وتضم 74 قاعدة عسكرية داخل الأراضي العراقية، في وقت بنّت فيه إيران 151 قاعدة، على طول الحدود مع العراق.
*********************************************
عين على الأحداث
الوزير الورع!
جاء في الأنباء أن المحكمة الملكية العليا في بريطانيا بدأت النظر في قضية غسيل أموال وشراء عقارات ومنازل بقيمة 120 مليون دولار، والقيام بتحويلات مالية كبيرة من دبي إلى لندن. وذكرت هيئة تنظيم المحامين، بأن المتهم الأول في هذه القضية هو وزير عراقي سابق، كان قد نفذ معاملاته أثناء وجوده في الوظيفة خلال الفترة 2011-2019، وتحت غطاء شركتين إماراتية وانكليزية يملكهما هو وشقيقه وابنه. هذا وفيما يتساءل الناس عن هوية المتهمين ومصدر أموالهم والسبيل الذي مكّنهم من تحويل هذه المبالغ إلى لندن، يتطلعون إلى تحقيق جدّي من الحكومة وهيئة النزاهة في هذا النهب.
ما عنده وكت!
فيما كانت أجواء القضاء مشبعة بالترقب والإثارة يوم الأربعاء، حيث كان من المقرر البدء بمحاكمة المتهم الأول بسرقة 2.5 مليار دولار من دائرة الضرائب، تم الإعلان عن تأجيل الجلسة إلى 31 أب بسبب عدم حضور المتهم إلى المحكمة لسفره خارج البلد. الناس الذين تساءلوا عن السر وراء قرار السلطات إطلاق سراح متهم بجرائم كبيرة، ما دامت عاجزة عن إحضاره ليمثل أمام القضاء، تذكروا تصريحات رئيس الحكومة حين كشف بأن المتهم قام بتوزيع أمواله على متنفذين من بينهم "سياسيين وإعلاميين"، مما أثار لديهم قلقاً مشروعاً من قدرة هؤلاء على حمايته، ليضيع على البلاد الخيط والعصفور.
هل سمعتم بذلك؟
أعلنت حكومة ذي قار عن وقوع 10 مناطق في المحافظة في دائرة الخطر بسبب الجفاف وشحة المياه، مما تسبّب في نفوق الثروة الحيوانية والأسماك وهجرة ربع سكانها حتى الآن، محمّلة الحكومة مسؤولية التقاعس عن أداء واجباتها تجاه مواطني هذه المناطق. هذا وفي الوقت الذي تشير فيه إحصائيات منظمة التغذية والزراعة الدولية (الفاو) إلى اضطرار نصف مليون شخص للهجرة وإلى تدهور الواقع الزراعي للبلاد، لا تشغل الكارثة كما يبدو "أولياء الأمور"، الذين فشلوا في تقليص الآثار السلبية للجفاف وفي استعادة حقوقنا المائية التي صادرتها تركيا وإيران وفي تأمين حياة مناسبة للمتضررين.
مصادر الثراء
كشفت تحريات الحكومة عن تضخم ثروات 66 فردًا من بغداد فقط بما يتجاوز المليار دينار، بينهم موظفون حكوميون لا تتجاوز رواتبهم الشهرية 1.5 مليون دينار، فيما شهدت المصارف حركة مالية مكثفة، أودعت أو سحبت خلالها الملايين من حسابات عملاء، لوحظ عليهم مؤخراً ثراء فاحش لا يتناسب مع دخولهم المعلنة. هذا وفي الوقت الذي تكشف فيه هذه الأرقام، حجم التفاوت الطبقي في المجتمع، تؤكد صحة ما كشفت عنه منظمة الشفافية والبنك الدولي، عن خضوع 65 في المائة من المؤسسات الحكومية إلى اللجان الاقتصادية للأحزاب مما يسبب خسائرَ اقتصادية تقدر بأكثر من 2.5 مليار دولار سنوياً.
رجعت حليمة
بعد مضي 8 أشهر على الانتخابات المحلية التي شارك فيها 20 بالمائة من الناخبين فقط، انتخب اجتماع عقد في فندق الرشيد محافظاَ ورئيس مجلس لمحافظة كركوك، فيما توافقت الكتل على توزيع المناصب في ديالى. فرحة المتحاصصين بهذين "النجاحين" لم تكتمل، ففي الوقت الذي زاد فيه الحديث عن شبهات فساد شابت عمل أغلب المجالس، شهد اجتماع الفندق معارضة شديدة من الشركاء فيما أطاح مجلس ذي قار برئيسه واختار آخر، في عملية وصفها الرئيس المخلوع بالانقلاب. الناس الذين تذكرهم هذه الأوضاع بفساد المجالس السابقة وعجزها عن تقديم الخدمات، يدركون بأن الصراعات الحالية أيضاً لا علاقة لها بهموم الناس.
****************************************************
الصفحة الرابعة
مستشفيات متهالكة وخدمات ضعيفة.. أزمة صحية خانقة في أقضية غربي الأنبار
متابعة – طريق الشعب
منذ أكثر من 10 سنوات والقطاع الصحي في أقضية الأنبار، لا سيما الواقعة غربي المحافظة، يعاني أزمة خانقة، إثر الخراب الذي طال المؤسسات الصحية على يد إرهاب داعش عند احتلاله المحافظة عام 2014، وبفعل العمليات العسكرية لتحريرها منه.
ومنذ استعادة المحافظة نهاية عام 2017 من قبضة الإرهاب، وحتى الآن، لا تزال المستشفيات والمراكز الصحية في الأقضية والنواحي متهالكة، وخدماتها الطبية ضعيفة، ما يضطر المرضى إلى التوجه لمركز المحافظة لغرض تلقي العلاج في المؤسسات الصحية المتوفرة هناك.
وعلى الرغم من حملات البناء الكثيرة التي شهدتها الأنبار، بقي القطاع الصحي متخلفا في أكبر محافظات البلاد مساحة. إذ ما زالت المستشفيات تعاني الإهمال والنقص في الكوادر والأجهزة الطبية والعلاجات.
ويعتقد الأهالي أن “هذا الإهمال متعمد، لغرض توجيه الناس إلى المشافي الأهلية التي يملكها متنفذون في المحافظة” – حسب ما تنقله وسائل إعلام عن مواطنين أنباريين.
ويلفت ناشطون من أبناء المحافظة، في حديث صحفي، إلى أن “الإعمار الذي تتحدث عنه الحكومتان المحلية والمركزية، يقتصر فقط على مشاريع بسيطة مثل تبليط الطرق وصبغ الأرصفة وإنشاء الحدائق وبناء النافورات، لكن القطاع الصحي، وهو أهم قطاع يحتاجه المواطن، لا يزال يعاني الإهمال”.
في حين تعلن صحة الأنبار، عن شروعها بإنشاء مستشفيات جديدة في عموم المحافظة، دعما للقطاع الصحي.
معاناة كبيرة في راوة
الناشط المدني عثمان عبد الرحمن، من سكان قضاء راوة غربي الأنبار، يذكر في حديث صحفي ان أهالي القضاء يعانون معاناة كبيرة جراء تردي الواقع الصحي، مبينا أن “المراكز الصحية الموجودة لا تقدم أي خدمات طبية للمواطنين”.
ويؤكد أن “المريض يضطر إلى الذهاب لمستشفيات المدن المجاورة، في حال كان مصابا بحالة مرضية بسيطة. أما الحالات المستعصية فتنقل إلى مستشفيات مدينة الرمادي. وهنا يقطع المريض مسافة تصل إلى 200 كيلومتر”.
ويحمل مواطنون من أبناء راوة، مجلس المحافظة ووزارة الصحة مسؤولية تردي الواقع الصحي في القضاء، لافتين إلى غياب الدعم الحكومي عن القطاع الصحي.
وفي العام 2018 أعادت دائرة صحة الانبار افتتاح مستشفى راوة العام، ليقدم خدماته الطبية لأهالي القضاء، بعد أن تعرض للتدمير خلال العمليات العسكرية. ووقتها ذكرت الدائرة في بيان صحفي، أن المستشفى يضم 50 سريرا وأقساما للباطنية والنسائية والتوليد وحديثي الولادة، وانه مجهز بأحدث الأجهزة الطبية.
لكن الأهالي يرون أن هذا المستشفى لا يغطي الحاجة الطبية الفعلية للسكان، وانه يعاني نقصا في الكوادر والأجهزة الطبية والأسرّة، مشيرين إلى ان “أهم مشروع يحتاجه أهالي راوة اليوم، هو إنشاء مستشفى بسعة 150 سريرًا على الأقل، ما يجنبهم أعباء تلقي العلاج في المدن المجاورة أو في مركز المحافظة”.
ويوضح عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن “راوة لا تفتقر للمستشفيات فقط، بل حتى للأطباء. فعدد الأطباء من ذوي الاختصاص والتمرس، قليل جدا. كما لا توجد مستشفيات أهلية أو عيادات خاصة يلجأ إليها المريض في الحالات الحرجة. أما جهازا الرنين والمفراس، فلا وجود لهما في راوة إطلاقا”!
ويذكر المواطن عمر الراوي أن “مستشفى راوة يخلو من صالة لعمليات الولادة، ما يضطر النساء الحوامل إلى التوجه لمستشفيات المدن البعيدة، وبالتالي يتعرضن لمخاطر صحية”، مضيفا في حديث صحفي ان “المستشفى يعاني شحا في الأدوية الأولية البسيطة، ولا يضم أقساما للتحليلات المرضية والأشعة وتخطيط القلب، ولا يوجد فيه كادر طبي اختصاصي”!
ويلفت الراوي إلى ان “أغلب خريجي كليات الطب من أبناء المدينة، يفتحون عياداتهم في مركز المحافظة، أو في المدن الأخرى، وذلك لأن الكثافة السكانية في تلك المناطق أعلى مما في راوة، إلى جانب أجور الكشف الطبي المرتفعة. أما الأطباء الذين يعملون في القضاء، فهم من الخريجين الجدد والمتدربين”.
ويتابع قائلا: “من غير المعقول ترك حوالي 20 ألف مواطن بلا خدمات طبية حقيقية”!
المستشفيات الأهلية بديلا عن الحكومية!
يشكو العديد من أهالي قضاء القائم غربي الأنبار، من انعدام الخدمات الصحية وغياب خدمة الطوارئ في المؤسسات الصحية الحكومية، فضلا عن غلاء أسعار الخدمات الطبية والعلاجية في المستشفيات الأهلية “التي أصبحت بديلاً عن المؤسسات الصحية الحكومية في مختلف مناطق الأنبار” – حسب ما يؤكدونه في حديث صحفي.
ويقول مروان المحلاوي، أحد أبناء القضاء، أن “الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية غائبة تمامًا، وان أغلب المستشفيات التي تعرضت للدمار لم تعد للخدمة كما كانت. لذا يضطر أغلب المواطنين إلى مراجعة المستشفيات الأهلية أو العيادات الخاصة، بسبب عدم توفر الأجهزة الطبية الحديثة والأدوية الضرورية في المستشفيات الحكومية”، مطالبا في حديث صحفي الجهات الحكومية المعنية بـ”التدخل السريع لإنقاذ الواقع الصحي في الأنبار، والذي بات يشكل عبئا كبيرًا على المواطن”.
صحة الأنبار تشرع بإنشاء 8 مستشفيات جديدة
وكانت مديرية صحة الأنبار قد أعلنت في أيار الماضي، شروعها بإنشاء 8 مستشفيات جديدة في المحافظة، بسعة أجمالية تصل إلى ألف سرير، موضحة في بيان صحفي أن “هذه الخطوة جاءت لدعم القطاع الصحي، خصوصاً مع ازدياد الكثافة السكانية”.
وأشارت المديرية إلى أن 3 من هذه المستشفيات تقع في الأقضية الواقعة شرقي المحافظة، وهي الصقلاوية والخالدية والفلوجة، مبينة أن السعات السريرية لهذه المستشفيات، هي: 50 سريرا في الصقلاوية، 100 سرير في الخالدية و200 سرير في الفلوجة. أما حصة الأقضية الغربية فكانت: مستشفى في هيت سعة 200 سرير، مستشفى في القائم سعة 200 سرير، مستشفى في حديثة سعة 200 سرير، إضافة إلى مستشفيين للطوارئ والولادة في البغدادي وراوة، كل واحد منهما سعته 25 سريرا. وأكدت المديرية أن جميع المستشفيات، في حال إتمام بنائها “سيتم تجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية المتطورة ومن مناشئ عالمية”، مؤكدة أن “هناك خطة عمل لزيادة المراكز الطبية التخصصية وتوزيعها على جميع مناطق المحافظة”.
********************************************
نداء لإنصاف الفلاحين الايزيديين
وجه السيد حسين قاسم خلف، عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في نينوى، نداء لحل مشكلات الفلاحين الايزيديين وعدم حرمانهم من الخطة الزراعية للموسم الحالي بذريعة عدم تهيئة الوثائق المطلوبة، مذكرا بالظروف الصعبة التي مر بها الفلاحون الايزيديون بعد اجتياح داعش الإرهابي مناطقهم.
*****************************************************
ذي قار.. غلاء الوقود يوقف معامل الاسفلت ويهدد عمّالها بالتسريح
متابعة – طريق الشعب
ناشد المئات من العاملين في معامل الإسفلت المؤكسد في محافظة ذي قار، رئيس الوزراء والبرلمان التدخل العاجل لإنقاذهم وعائلاتهم من انقطاع سبل معيشتهم، موضحين أن معظم معامل الاسفلت المؤكسد في المحافظة توقف عن العمل، بسبب زيادة أسعار النفط الأسود من قبل وزارة النفط، بشكل مبالغ فيه، الأمر الذي يهدد بتسريحهم من العمل.
وذكر العمال في بيان صادر عن وقفة احتجاج نظموها أخيرا أمام أحد المعامل، انهم يمثلون نحو 10 آلاف عائلة في انتظار تدخل الحكومة المركزية بشكل عاجل لإنصافهم من خلال إعادة النظر في سعر النفط الأسود، الذي يُستخدم كوقود لتشغيل المعامل.
وأشاروا إلى أنهم يعملون تحت إشراف ممثلين عن وزارة النفط، وإن إنتاجهم الوفير من الاسفلت وزيت الغاز الثقيل ساهم في خفض سعري هذين المنتجين. حيث انخفض سعر الطن الواحد من الاسفلت إلى 300 ألف دينار، بعد أن كان يبلغ مليون دينار. فيما بلغ سعر الطن من زيت الغاز الثقيل 350 ألف دينار بعد أن كان يباع بـ700 ألف.
وأكد العمال في بيانهم ان معاملهم استطاعت سد حاجة المولدات الأهلية من الوقود المدعوم.
*********************************************
مواساة
- تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية بالتعازي والمواساة للرفيق عبد الرزاق الطعان (ابو هند )، بوفاة شقيقته ام بشار.
للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها وذويها الصبر والسلوان.
- تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، الرفيق محمد عبد الرازق راجي (ابو نضال)، الذي توفي اثر مرض عضال لم يمهله طويلا.
وكان الفقيد نموذجا للمناضل الصلب الذي لا يهاب الموت في سبيل قضايا حزبه وشعبه. حيث واجه النظام البعثي الفاشي عندما كان عضو محلية البصرة، ولم يتراجع يوما عن نضاله في سبيل خلاص شعبه. كما عمل في صفوف الحزب بكل تفان وإخلاص، وبقي متواصلا مع منظمته الحزبية لحين وفاته .
الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.
- بمزيد من الحزن والأسى تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل ومعها منظمة الحزب في الهاشمية، عائلة الرفيق كريم العتبي (ابو جعفر) بوفاة نجله الشاب علي كريم العتبي اثر حادث مؤسف.
للفقيد الذكر الطيب ولأسرته الكريمة خالص العزاء والمواساة.
**************************************************
الصفحة الخامسة
العدوان الإسرائيلي يتواصل.. والمفاوضات تُرحّل إلى الأسبوع المقبل
متابعة – طريق الشعب
يحاول ناشطون من مختلف دول العالم إلى كسر حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، عبر تجهيز سفينة حنظلة في ميناء مالطا، فيما تتواصل التظاهرات في الأردن واليمن احتجاجاً على العدوان المستمر على غزة والمدن الفلسطينية. وارتكب الاحتلال 5 مجازر في قطاع غزة خلال الـ 48 ساعة الماضية وصل منها للمستشفيات 69 شهيدا و136 إصابة.
عدوان مستمر
بعد يوم واحد من حديث مسؤولين صهاينة لهيئة البث الإسرائيلية عن أن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي انتهت في قطاع غزة بشكل عام، تجدد القصف على قطاع غزة وخلف 21 شهيداً بحسب وكالات الانباء.
وأضاف المسؤولون أن "المؤسسة الأمنية أبلغت القيادة السياسية أن الوقت حان لإبرام صفقة لاستعادة المحتجزين الإسرائيليين".
وذكرت المصادر نفسها أن "بإمكان إسرائيل دخول قطاع غزة مرة أخرى عندما تتوفر معلومات استخباراتية جديدة".
ويوم أمس، أفادت مصادر إعلامية باستشهاد 21 فلسطينياً في غارات للاحتلال على قطاع غزة، بينهم 15 فرد من عائلة واحدة، ويأتي ذلك بالتزامن مع أوامر جديدة من الاحتلال لإخلاء مناطق في القطاع تمهيدا لاستهدافها بعملية عسكرية.
رد لبناني
في الأثناء، أفاد مراسلون بإطلاق أكثر من 50 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط جنديين جريحين في مرغليوت وتضرر مبنى جراء القصف.
وقال مراسل الجزيرة إن "صفارات الإنذار دوت في صفد وعدد من المدن والبلدات في الجليل الأعلى، كما أعلن حزب الله اللبناني أنه قصف لأول مرة مستعمرة إيليت هشاحر بصواريخ كاتيوشا ردا على اعتداءات إسرائيلية، خاصة على بلدة الكفور".
من جهتها، قالت القناة الـ 13 الإسرائيلية إن "هجوما صاروخيا كثيفا من لبنان استهدف الجليل الأعلى، مشيرة إلى رصد إطلاق عشرات الصواريخ، وأضافت أن مسيرة أطلقها حزب الله نحو منطقة راميم ريدج الحدودية أصابت شخصين".
ما الجديد في مفاوضات الدوحة؟
اختتمت مساء الجمعة، في عاصمة قطر جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء عن تقديم مقترح جديد، وعن اجتماع وشيك في القاهرة لبحث وقف إطلاق النار.
وذكر بيان مشترك عن الوسطاء وهم كلا من قطر والولايات المتحدة ومصر، أن " المفاوضات كانت جادة وإيجابية" ورد على ذلك مصدر قيادي من حركة حماس بالقول: إن "المقترح الأميركي الجديد يستجيب لشروط الاحتلال ويتماهى معها". وذلك بحسب وكالة الجزيرة، في حين اعتبر مسؤول أميركي أن محادثات الدوحة بشأن غزة من أكثر المحادثات البناءة.
وكشف بيان الوسطاء أن الولايات المتحدة الأميركية بدعم من دولة قطر وجمهورية مصر قدمت لكلا الطرفين اقتراحا يقلص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735، وأن هذا الاقتراح يبنى على نقاط الاتفاق التي تحققت خلال الأسبوع الماضي ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق. وأشار البيان المشترك إلى أنه "لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيدا من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق". فيما أضاف المصدر من حركة حماس، إن "الحركة تأكدت مجددا أن الاحتلال لا يريد اتفاقا"، " وتابع إن "الاحتلال يواصل المراوغة والتعطيل ويتمسك بإضافة شروط جديدة لعرقلة الاتفاق".
جريمة جديدة بحماية الجيش
نددت دول غربية والأمم المتحدة، بالهجوم الذي شنه مستوطنون، الجمعة، على قرية قرب قلقيلية بشمال الضفة الغربية، وذلك بعد هجوم شنه نحو 100 مستوطن القرية، مساء الخميس، وأطلقوا الرصاص على السكان وقاموا بحرق منازل وسيارات، وجرى الهجوم بينما كان الجيش الإسرائيلي يحاصر القرية. وفي الأثناء، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن "التحقيق الإسرائيلي الأولي في هجوم المستوطنين أظهر أن وحدة من جنود الاحتياط وصلت إلى مكان الحادث بعد وقت قصير، لكنها لم تفعل شيئا ولم تعتقل الجناة". وقالت الصحيفة إن "المستوطنين الذين هاجموا قرية جيت بالضفة كانوا مسلحين ببنادق إم-16 ومسدسات وآلات حديدية وحجارة". وأضافت أن شهادات جمعت من قرية جيت أكدت أن "المستوطنين هاجموا القرية على شكل مجموعات منظمة يبدو أنها دربت مسبقا على تنفيذ الهجوم".
*******************************************
ليبيا.. تصعيد سياسي يهدد اتفاق جنيف
طرابلس - وكالات
تزاد الأوضاع السياسية توتراً في ليبيا بين الأطراف المتصارعة في شرق البلاد وغربها، وهو ما يلقي بظلاله على مصير الاتفاق السياسي الذي أقر في جنيف عام 2021 برعاية الأمم المتحدة، وفق خبراء.
وحسب محللين وسياسيين، فإن الاتفاق السياسي شارف على الوصول إلى خط النهاية، وهناك حاجة إلى طاولة حوار جديداً تجنباً لعودة الصدام العسكري.
ووقعت اشتباكات غير واضحة الدوافع بين فصيلين مسلحين مرتبطين بحكومة الوحدة الوطنية بداية الشهر الحالي مما أدى إلى مقتل 9 أشخاص وجرح العشرات قرب العاصمة الليبية.
فيما طوق عشرات الأشخاص -بعضهم مسلح- مبنى تابعا لمصرف ليبيا المركزي في طرابلس لطرد محافظ البنك، حسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية، قبل أن يتم تفريقهم.
وقرر مجلس النواب المنعقد في بنغازي، الثلاثاء الماضي، إنهاء مهام السلطة التنفيذية في طرابلس، واعتبار حكومة أسامة حماد في شرق البلاد "شرعية" حتى اختيار حكومة موحدة.
كذلك، أقر المجلس سحب صفة القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي، وهي هيئة منبثقة عن اتفاق عام 2021 وتمثل مناطق البلاد الثلاث، وإعادتها إلى رئيس مجلس النواب.
وردا على ذلك، اعتبرت حكومة الوحدة الوطنية التي تحظى باعتراف دولي أنها تستمد شرعيتها من الاتفاق السياسي الليبي، وتلتزم بمخرجاته التي نصت على أن تُنهي الحكومة مهامها بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وتنهي المرحلة الانتقالية، في إشارة إلى اتفاق جنيف.
من ناحيتها، قالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها تتابع "بقلق الإجراءات الأحادية الأخيرة من جانب أطراف ومؤسسات ليبية سياسية وفاعلة في شرق البلاد وغربها وجنوبها"، معتبرة أنها "تفضي إلى تصعيد التوتر وتقويض الثقة والإمعان في الانقسام المؤسسي والفرقة بين الليبيين".
*****************************************
الصحة العالمية: الكوليرا تقتل 316 وتصيب أكثر من 11 ألف آخرين السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب مجزرة بولاية سنار
الخرطوم - وكالات
قالت مصادر طبية وشهود، إن "80 شخصا قتلوا وأصيب عشرات في هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية في ولاية سنار جنوبي شرقي السودان، يوم الجمعة".
وقال مصدر طبي لوكالة الصحافة الفرنسية، إن" 55 قتيلا وعشرات الجرحى، بينهم عدد من الحالات الحرجة، وصلوا للمستشفى، ليلة الخميس، مضيفا أن 25 من المصابين توفوا حتى صباح الجمعة ليرتفع عدد القتلى إلى 80".
وأفاد أحد سكان قرية جلنقي كان يرافق ابنه المصاب إلى المستشفى، بأن مسلحين على متن 3 سيارات مسلحة وصلوا أمس إلى القرية وأرادوا اقتحام منازلها، لكن السكان تصدوا لهم.
وأضاف أن المهاجمين انسحبوا لكنهم عادوا بقوة كبرى على متن أكثر من 10 سيارات، وأطلقوا النار عشوائيا على القرية، مما أدى إلى سقوط قتلى.
وتابع المصدر أن المسلحين أحرقوا منازل، مشيرا إلى أن بعض الجثث ظلت ملقاة في العراء لعدة ساعات.
وفي تطورات الأزمة السودانية، قالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية مارغريت هاريس إن "الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية في السودان فاقمت انتشار العديد من الأمراض من بينها الكوليرا التي حصدت أرواح مئات الأشخاص".
وأكدت هاريس، في تصريحات أدلت بها لصحفيين، أنه "تم الإبلاغ عن 11327 حالة إصابة بالكوليرا في السودان، كما تم الإبلاغ عن وفاة 316 شخصا بسببها".
وقالت المسؤولة في المنظمة الأممية إن "الإصابات بحمى الضنك والتهاب السحايا ارتفعت في السودان أيضا".
وأوضحت أن توقعات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن "أعداد المصابين بهذه الأمراض قد تكون أكثر مما يبلغ عنه".
*************************************************
موسكو: كييف استخدمت صواريخ غربية في كورسك
موسكو - وكالات
قالت الخارجية الروسية، إن "أوكرانيا استخدمت صواريخ غربية لتدمير جسر في منطقة كورسك التي توغلت القوات الأوكرانية في مناطق واسعة منها، في حين أعلنت كييف إسقاط جميع المسيرات التي أطلقتها موسكو".
وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، مساء الجمعة: "تعرضت منطقة كورسك لقصف بقاذفات صواريخ غربية الصنع، من طراز هيمارس الأميركي على الأرجح".
وأضافت زاخاروفا أنه "نتيجة للهجوم على الجسر فوق نهر سيم في منطقة غلوشكوفو، تم تدميره بالكامل، وقُتل متطوعون كانوا يساعدون على إجلاء سكان مدنيين".
من جهته، قال الجيش الأوكراني إن أنظمة دفاعه الجوي أسقطت جميع المسيرات التي أطلقتها روسيا خلال الليل والتي بلغ عددها 14 مسيرة.
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بإسقاط الطائرات المسيرة، وهي من طراز "شاهد"، فوق 6 مناطق أوكرانية جنوب البلاد ووسطها.
*****************************************************
حظر التعليم والعمل ومطاردة الجنود السابقين ثلاث سنوات على عودة الدكتاتورية الى أفغانستان
عادل محمد
مرت في 15 آب الحالي الذكرى الثالثة لعودة حركة طالبان إلى السلطة في أفغانستان. عندما كانت قوات النخبة من الجيش الافغاني تقاتل، ذلك اليوم في شمال البلاد، انهارت الحكومة في كابول. وفر أشرف غني، آخر رئيس، مع مستشاريه بينما رفع إرهابيو طالبان علمهم في العاصمة. وشهد مطار كابول فوضى عارمة، لأن الناتو كان مشغولاً بالانسحاب. وتم إجلاء آلاف الأفغان. لقد انتهت "الحرب الأميركية على الإرهاب". وأعلنت حركة طالبان انتصارها وإعادة تأسيس "إمارتها الإسلامية".
مع عودة دكتاتورية الملالي، تم حظر التعليم والعمل وفرض الرقابة وممارسة العديد من الأعمال الانتقامية. وحرمت النساء الأفغانيات من التعليم الثانوي. وفرض، منذ أواخر عام 2022، حظر شامل على التحاق النساء بالجامعات. وإذا ظهرهن في الحرم الجامعي، فسوف يطاردهن مسلحو طالبان، ويصبحن عرضة لأسوأ الاشياء. ولا مكان لحرية الصحافة وحرية التعبير في إمارة طالبان، التي تكاد تنفرد في السيطرة الكاملة على جميع وسائل الإعلام. اما الصحفيون الأجانب فيجب ان يكونوا معتمدين لدى النظام. وإلا فإن خطر القبض عليهم كجواسيس وارد جدا. بالإضافة إلى ذلك يعاني الناس من صعوبات الحياة اليومية، والكوارث الصحية، كأحد مخلفات الحروب المتوالية، والفقر المدقع، والمجاعة، وآثار تغير المناخ. بالنسبة لطالبان، فإن هذا وغيره الكثير غير مهم إزاء الاحتفال بالذكرى الثالثة "للانتصار على الأعداء.
صفقة الدوحة
في شباط 2020 وقعت الولايات المتحدة في الدوحة صفقة مع حركة طالبان، جاءت بعد مفاوضات طويلة، اتفق الجانبان على سحب القوات بشروط معينة، مثل ألا تصبح أفغانستان ملاذاً آمناً للجماعات الإرهابية النشطة دولياً. وقد استبعد الاتفاق حتى حكومة كابول التي نصبها الامريكان، وبالتأكيد لم يكن لشعب فعانستان دور او علاقة بما حدث. لقد أدت صفقة الدوحة إلى إحباط معنويات الجيش الافغاني. وبعد توقيع الاتفاق تم إطلاق سراح 5 آلاف إرهابي، عادوا للقتال تحت راية طالبان.
عودة طالبان دفعت الكثير من الجنود والضباط إلى الهرب بملابس مدنية إلى العاصمة، او إلى مدن لم يقاتلوا فيها أملا في الإفلات من الملاحقة المنتظرة. لقد قامت حركة طالبان بمطاردة منتسبي الجيش السابق. وفق تقارير منظمات حقوقية ووسائل الإعلام، تعرض عشرات الجنود للاختطاف والتعذيب والقتل في الأسابيع والأشهر الأولى من عودة طالبان إلى السلطة. لقد تخلت قوات الناتو عن مقاتلي الجيش الافغاني، التي كانت ترسلهم لتنفيذ عمليات انتحارية وعمليات محفوفة بمخاطر جسيمة.
وعندما لم يجد الكثير من منتسبي الجيش السابق جهة او وسيلة لحمايتهم، فرو، بمساعدة المهربين إلى إيران وتركيا، وبعضهم وصل إلى المانيا وبلدان اوربية أخرى. لقد تبدد حلم هؤلاء بالحصول على الحماية في بلدان الجيوش التي قاتلوا الإرهاب إلى جانبها، فكان الرفض وانتظار المجهول نصيبهم. أما عوائلهم ومساكنهم فقد تحولت إلى أهداف لانتقام مليشيا طالبان، وهدف للنهب من عصبات الجريمة. أما من بقي مختفيا في هذه المدينة او تلك القريبة، فمخاوف تغيير طواقم الدوريات المستمر تطارده، وقد يقع في أيدي من يتعرف على شخصيته.
وكذلك أصبحت الهجرة إلى الخارج ملاذ الكفاءات الأكاديمية والعلمية، وخصوصا بين أوساط النساء، وبالتأكيد عند توفر الفرصة، في حين يبقى الآخرون أسرى في بلادهم. خلال الحرب التي استمرت عشرين عاماً في أفغانستان، وقعت جرائم حرب عديدة ارتكبها جميع الأطراف. وفي حين كانت حركة طالبان تثير الضجة بانتظام من خلال التفجيرات الانتحارية، فإن العمليات التي ينفذها الجيش، والتي كانت موضع انتقاد في بعض الأحيان، حتى من قِبَل رؤساء الولايات المتحدة، حظيت بقدر أقل من الاهتمام. لقد سقط العديد من المدنيين ضحية للصراع بين الجيش وطالبان، لاندساس مقاتلي الأخيرة بين المدنيين وتحويلهم إلى دروع بشرية، وبالتالي تحمل الجيش جريرة أخطائه.
مفهوم جدا أن طالبان تبني دكتاتوريتها، وفق خطة مسبقة مبنية على توظيف اللحظة المثلى لترسيخ استبدادها، لقد بدأت طالبان عهدها الجديد بشيء من المرونة الشكلية، لكنها انتقلت الآن لبناء الدكتاتورية المباشرة.
**************************************
الصفحة السادسة
حذرت من تداعيات كارثية في حال تعديل قانون الأحوال الشخصية هيومن رايتس ووتش تحث مجلس النواب على رفض مساعي تجريد النساء من مكتسباتهن
بغداد ـ طريق الشعب
حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، من بالتداعيات الكارثية لمحاولة مجلس النواب العراقي تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ على المجتمع العراقي، لو أقر هذا التعديل.
وبحسب تقرير لـ"رايتس ووتش"، إذا أُقرّ التعديل، ستكون له آثار كارثية على حقوق النساء والفتيات المكفولة بموجب القانون الدولي، إذ سيسمح بزواج الفتيات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات، وتقويض مبدأ المساواة بموجب القانون العراقي، وإزالة أوجه حماية للمرأة في الطلاق والميراث.
تزايد خطر العنف
ووفق تقرير المنظمة، سيعرّض زواج الأطفال الفتيات لتزايد خطر العنف الجنسي والجسدي، وعواقب وخيمة على الصحة البدنية والنفسية، والحرمان من التعليم والعمل.
ونقل التقرير، عن سارة صنبر، باحثة العراق في هيومن رايتس ووتش، قولها: "إقدام البرلمان العراقي على إقرار مشروع القانون سيكون خطوة مدمرة إلى الوراء للنساء والفتيات العراقيات، وللحقوق التي ناضلن بشدة من أجل تكريسها في القانون. تشريع زواج الأطفال رسميا يحرم عددا كبيرا من الفتيات من مستقبلهن ورفاههنّ. الفتيات مكانهن في المدرسة والملعب بدل أن يرتدين فستان الزفاف".
وأضافت "هيومن رايتس ووتش" إن مشروع التعديل يشرّع مشكلة زواج الأطفال الكبيرة والمتنامية في العراق بدل محاولة حلها.
خرجت منظمات حقوق الإنسان العراقية والناشطون العراقيون إلى الشوارع للاحتجاج على التعديل، واجتمعت أكثر من 15 امرأة عضوة في البرلمان من أحزاب مختلفة لمعارضة إقراره. اقترح البرلمان تعديلات مماثلة على قانون الأحوال الشخصية في العام 2014 ومرة أخرى في العام 2017، ولم تُقَرّ التعديلات في الحالتين.
وبموجب مشروع التعديل، يمكن للأزواج الذين يبرمون عقد زواج أن يختاروا تطبيق إما أحكام قانون الأحوال الشخصية أو أحكام مذاهب فقهية إسلامية محددة. إذا كان الزوجان من طائفتين مختلفتين، تُطبق المدرسة الفقهية التي تتبعها طائفة الزوج.
ينشئ هذا الترتيب فعليا أنظمة قانونية منفصلة ذات حقوق مختلفة للطوائف المختلفة، ويزيد تكريس الطائفية في العراق، وتقويض الحق في المساواة القانونية لجميع العراقيين المنصوص عليه في المادة 14 من الدستور والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
زواج القاصرات
فبعض المذاهب الإسلامية تسمح بزواج الفتيات في عمر تسع سنوات والفتية في عمر 15 عاما. في حين يحدد قانون الأحوال الشخصية النافذ السن القانونية للزواج بـ 18 عاما، أو 15 عاما بإذن القاضي واعتمادا على "أهليته (أي الطفل) وقابليته البدنية"، ما يتعارض أصلا مع المعايير القانونية الدولية وأفضل الممارسات.
ويشرّع مشروع التعديل أيضا الزيجات غير المسجلة، والتي يجريها رجال دين ولكنها غير مسجلة لدى محاكم الأحوال الشخصية، وهي غير قانونية بموجب قانون الأحوال الشخصية الحالي. يلغي التعديل أيضا العقوبات الجنائية المفروضة على الذين يعقدون هذه الزيجات، ويسمح لرجال الدين، وليس المحاكم، بإتمام الزيجات.
ويشكل الزواج غير المسجل أصلا ثغرة تسمح بزواج الأطفال في العراق، حيث ارتفعت معدلات زواج الأطفال على مدى السنوات الـ 20 الماضية، بحسب تقرير أصدرته هيومن رايتس ووتش في آذار 2024. أفادت "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسيف) أن 28 بالمائة من الفتيات في العراق يتزوجن قبل سن 18 عاما. بحسب "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق" (يونامي)، 22 بالمائة من الزيجات غير المسجلة تشمل فتيات تحت سن 14 عاما.
ورأت رايتس ووتش، في تقريرها أن الزواج غير المسجل له أيضا آثار ضارة جدا على قدرة النساء والفتيات على الحصول على الخدمات الحكومية، وتسجيل ولادة أطفالهن، والمطالبة بحقوقهن. بدون شهادة زواج مدني، لا تتمكن النساء والفتيات من الولادة في المستشفيات، ما يشكل يحد ذاته عائقا جائرا أمام الرعاية الصحية، ويضطررن إلى الولادة في المنزل مع قلة خدمات التوليد الطارئة. يزيد ذلك خطر حدوث مضاعفات طبية تهدد حياة الأم وطفلها. الطفلات والشابات معرضات بشكل خاص لبعض مضاعفات الحمل.
يلغي التعديل أيضا أوجه الحماية المقدمة إلى النساء المطلقات ويقوِّضها. بموجب قانون الأحوال الشخصية الحالي، إذا طلب الزوج الطلاق، يحق للزوجة البقاء في منزل الزوجية لثلاث سنوات على نفقة الزوج والحصول على نفقة زوجية لمدة عامين والقيمة الحالية لمهرها. إذا طلبت الزوجة الطلاق، يمكن للقاضي منحها بعض هذه المزايا بحسب الظروف.
فقدان لوسائل الحماية
إذا طُبّق القانون الشرعي، ستفقد النساء كثيرا من وسائل الحماية هذه. مثلا، ليس للمرأة المطلّقة الحق في منزل الزوجية أو النفقة أو مهرها، ويستمر الأطفال في العيش معها لمدة عامين فقط، بشرط عدم زواجها مرة أخرى.
كما ستفقد المرأة بعض حقوقها في الميراث. حتى بموجب القانون الحالي، ترث البنات نسبة أقل من ثروة الوالدين مقارنة بالأبناء. لكن بموجب بعض القوانين الشرعية، ترث البنات أقل من ذلك، وإذا لم يكن لدى الأسرة ابن يرث الأرض الزراعية، فتعود إلى الدولة.
أخيرا، ينص التعديل على أن يضع "المجلس العلمي في ديوان الوقف الشيعي" و"مجلس الفتوى في ديوان الوقف السني" ميثاقا للأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية ويرفعاه إلى مجلس النواب خلال ستة أشهر من تاريخ دخول القانون حيّز التنفيذ.
وبحسب هيومن رايتس ووتش، فإن هذا يعني أن المشرعين وعامة الناس لن تتاح لهم فرصة مراجعة القانون أو التصويت عليه قبل إقراره، ما يؤدي إلى إزالة الرقابة الديمقراطية ومنح المراجع الدينية سلطة غير متناسبة في وضع القانون.
انتهاكات للاتفاقيات الدولية
ينتهك التعديل المقترح "اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة" (سيداو)، التي صادق عليها العراق عام 1986، بحرمان النساء والفتيات من حقوقهن على أساس نوعهن الاجتماعي. كما ينتهك التعديل "اتفاقية حقوق الطفل" التي صادق عليها العراق عام 1994، بتشريع زواج الأطفال، وتعريض الفتيات لخطر الزواج القسري والمبكر، ما يجعلهنّ عرضة لخطر الانتهاكات الجنسية، وعدم اشتراط اتخاذ قرارات بشأن الأطفال في حالات الطلاق بحسب المصالح الفضلى للطفل.
ويبدو أن مشروع التعديل ينتهك "العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية" و"العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية" بحرمان بعض الأشخاص من حقوقهم على أساس دينهم، بحسب رايتس ووتش.
وخلصت المنظمة، إلى حث البرلمانيين العراقيين على رفض المساعي إلى تجريد النساء والفتيات من الحمايات القانونية، ورفض التراجع عن الحقوق التي اكتسبنها بشقّ الأنفس خلال عقود من الزمن. عدم فعل ذلك يعني أن الأجيال الحالية والمستقبلية من النساء العراقيات ستظل مخنوقة بنظام قانوني أبوي قمعي".
************************************************
من أجل الوطن والمواطنة نداء من أكاديميات وكاتبات وإعلاميات وفنانات رفضاً لتعديل قانون الأحوال الشخصية
نحن، العراقيات الموقعات أدناه من داخل العراق وخارجه، ومن حقول المعرفة والإبداع المختلفة: نقف اليوم بصوتٍ واحد لإعلان رفضنا لتمرير التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية 188 لعام 1959، الذي طالما وحّد العراقيين في أحوالهم الشخصية وأرسى دعائم العدل والمساواة بين المواطنين رجالاً ونساءً على اختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية والمذهبية. ونلتزم بالتصدي لذلك السعي المتواصل والمحاولات المتكررة منذ عام 2003 لإلغاء القانون أو إفراغه من محتواه، باسم حق المواطنين وحريتهم باختيار أحكام مذاهبهم في تنظيم الزواج والطلاق وحضانة الطفل والميراث. تلك المحاولات الخطيرة لفرض الانقسام الطائفي، ستؤدي حتماً إلى طمس الهوية الوطنية وتغليب الهويات الفرعية والطائفية وتقويض المكاسب التي تحققت لحماية حقوق النساء، وتعيد العراق إلى مرحلة ما قبل الدولة عبر فرض قوانين تستند إلى تفسيرات ذات صفة خصوصية للشريعة الإسلامية، وتهدد سلطة الدولة وتعطل الحق الدستوري بالمساواة، كما تخلق سلطة تشريعية رديفة موازية. إنّ محاولات تعديل قانون الأحوال الشخصية تعكس بنية ذهنية أبوية متجذرة تسعى للسيطرة على الفضاء القانوني والاجتماعي للعراق، من خلال فرض رؤى وقوانين تقلص من حقوق المرأة تحت غطاء ديني أو طائفي. هذه البنية الذكورية لا ترى في حقوق المرأة جوهراً في بناء الديمقراطية، إلا أننا نؤكد أن حماية هذه الحقوق وضمانها دستوريًا أساس في البناء الديمقراطي، وهي في صميم بناء مجتمع حر وعادل يحترم حقوق جميع أفراده دون تمييز. فضلًا عن ذلك، نرى أن التعديل المقترح يمثل، في جانبه الآخر، انتهاكًا لحقوق الطفولة والأطفال، بناتٍ وصبيانًا، إذ تصادر خياراتهم، بسبب عدم بلوغهم سن الرشد، الذي هو حد قانوني محض. وبدلًا من تعديل قانون الأحوال الشخصية، وما يقدمه من حمايات في هذا المجال، كان الأولى بالمشرع العراقي تقديم تشريع لحماية الطفولة، وهو أقل ما يستحقه صغار هذا الشعب ومستقبله. نحن النساء العراقيات: نؤمن أن القانون يجب أن يكون عادلاً وشاملاً للعراقيين جميعا بلا تمييز أو انحياز، وأن أي محاولة لتعديل قانون الأحوال الشخصية يجب أن تكون في إطار احترام حقوق المرأة والاتفاقيات الدولية التي التزم العراق بها وان تكون حامية للطفولة ومستقبل الأجيال القادمة. ونؤكد على أن القوانين والتشريعات، لاسيما ما يتعلق منها بتنظيم الأحوال الشخصية، يجب أن تخضع لحوار مجتمعي، قبل التفكير في أي إجراء دستوري، لأنها تمس جميع فئات الشعب العراقي في الحاضر والمستقبل، ولا تقتصر على "مكتسبات فئة سياسية محددة". وندين بشدة حملات التشهير والتخوين، التي تُشن ضد الأصوات الحرة التي ترفض هذه التعديلات وتسعى إلى إسكاتها وقمعها، من خلال الطعن في الأعراض وتشويه السمعة، وغيرها من الأفعال التي تعكس تدهوراً أخلاقياً خطيرًا يهدد نسيج المجتمع ولا تتماشى مع الأخلاق والدين. نحن النساء العراقيات ندين أي محاولة لتقسيم العراقيات والعراقيين وفقاً للهوية الطائفية وتفتيت الهوية الوطنية الجامعة، ونرفض تعريض وحدة التشريع الوطني إلى التشظي، وندعو كل القوى الوطنية والمدنية، رجالاً ونساءً، لحماية المكتسبات التي حققتها المرأة العراقية على مدار عقود والوقوف صفًا واحدًا ضد تمرير التعديلات على قانون الأحوال الشخصية، ونؤكد أن العراق يحتاج إلى قوانين تعزز الوحدة الوطنية في إطار عقد اجتماعي جديد.
الموقعات
- فاطمة المحسن- كاتبة، •د. سلوى زكو- صحفية، •د. لاهاي عبد الحسين- أكاديمية، •بلقيس شرارة- كاتبة، •لطفية الدليمي- روائية، •د.فاتن الجراح- مخرجة مسرح طفل، •ميسلون هادي- روائية، •مي مظفر- شاعرة وناقدة فنية، •هدية حسين- قاصة، •د.نادية هناوي- أكاديمية، •سعاد الجزائري- كاتبة، •عفيفة العيبي- تشكيلية، •عواطف نعيم- فنانة، •سلمى العلاق- تشكيلية، •دنيا ميخائيل- شاعرة، •د.غادة العاملي- أكاديمية، •أنوار عبد الوهاب- أكاديمية، •ريم قيس كبة- شاعرة، •عالية طالب- روائية، •د.ارادة الجبوري- كاتبة، •د.نهلة النداوي- أكاديمية، •د. أسماء جميل- أكاديمية، •ريا عاصي- صحفية، •تمارا احمد الجلبي- أكاديمية، •د.رغد السهيل- روائية وأكاديمية، •د.اشراق سامي- أكاديمية، •د.سلامة عذاب- أكاديمية، •منى سعيد- صحفية، •هالة محمد السلام- صحفية، •نرمين المفتي- إعلامية، •د.سلوى سمر الدملوجي- معمارية، •ميسون الباجة جي- مخرجة سينمائية، •إيمان خضر- مخرجة سينمائية، •د.هجير عدنان- أكاديمية ، •افراح القيسي- إعلامية، •د.ابتسام اسماعيل- أكاديمية، •أماني الحسن- كاتبة، •زينا سالم- تشكيلية، •د.ازهار صبيح- أكاديمية، •فيروز حاتم- إعلامية، •مينا الحلو- إعلامية، •زينب المشاط- إعلامية، •د.ندى العمار- أكاديمية، •د. إسراء شاكر- أكاديمية، •آلاء نجم- فنانة، •أيار عزيز- فنانة، •مي عبدا لكريم محمود- أكاديمية، •أمل الجبوري- شاعرة وباحثة، •د.عايدة القيسي- أكاديمية، •د.ايناس عوني نبهان- أكاديمية، •د.زينب فيصل شكر- أكاديمية، •عشتار الشيباني- تشكيلية، •سمية الشيباني- روائية، •إلهام ناصر الزبيدي- شاعرة، •د.ولاء اسماعيل- أكاديمية، •د.خديجة حسن جاسم- أكاديمية، •هناء صادق- مصممة ازياء، •د.ثناء محمد صالح- أكاديمية، •دنى غالي- روائية، •د.انعام داوود سلوم- أكاديمية، •ربى علي الحسني- أكاديمية، •الهام مكي- باحثة، •زهراء علي- باحثة، •غادة موسى رزوقي- معمارية، •جنان الجابري- باحثة، •د.نجاة تميم- أكاديمية، •د.تانيا البكري- أكاديمية، •نجاة عبد الله- شاعرة، •فاتن الصراف- معمارية، •آلاء حسين- فنانة، •اية منصور- صحفية، •نوف عاصي- باحثة، •لقاء سرسم- فنانة، •ذكرى سرسم- تشكيلية، •د.ازهار الشيخلي- أكاديمية، •سرى علي- صحفية، •ايفان حكمت- تشكيلية، •نهلة ججو- عازفة ومعمارية، •د.مها البستاني- أكاديمية، •د.سرى عبد مناف- أكاديمية، •د.مارسين الشمري- باحثة، •د. عذراء الناصر- باحثة، •نهاد عبد القادر- قاصة، •صبا سهيل نادر- باحثة، •سهى المحمدي- تشكيلية، •أسماء عبيد- صحفية، •بشرى الهلالي- كاتبة، •هديل كامل- فنانة، •سهى عودة- صحفية، •براء رياض طالب- أكاديمية، •رفاه حسن- باحثة، •هيام علي عبد الهادي- أكاديمية، •هناء رياض- صحفية، •رجاء الشجيري- شاعرة، •انعام الربيعي- فنانة، •عذراء عبد الكريم ناصر- أكاديمية، •تمارا النوري- تشكيلية، •شيماء محمد احمد- تدريسية، •شهد الطائي- مخرجة سينمائية، •هاجر محمد غني- فنانة، •بسمة ياسين- فنانة، •بديعة عبيد- فنانة، •زينب شبر- باحثة، •سارة الصراف- قاصة، •تقى محمد- باحثة، •رفل الزبيدي- باحثة، •رنا جعفر ياسين- شاعرة وإعلامية، •رانيا نشأت- عازفة، •نادية السعدي- فنانة، •شهد كريم- إعلامية، •نور كريم- مصممة، •طيبة صادق- إعلامية، •منى الكاظمي- منتجة سينمائية، •سمرقند حمود غلام- شاعرة، •ازهار عبد الهادي- باحثة، •مريم اركان ويس- باحثة، •مريم احمد خالد- باحثة، •ميس عطالله فيصل- أكاديمية، •زينة مصطفى سليم- تشكيلية، •ميسون الجبوري- تشكيلية، •عواطف رشيد- باحثة، •هناء يعقوب- ناشرة، •أحلام عرب- فنانة، •لبوة صالح- فنانة، •افا نادر- تشكيلية، •نيران عزيز- باحثة، •هناء مال الله- تشكيلية، •ريم علي الجمالي- مترجمة فورية، •فرح عدنان حسين- مصممة جرافيك، •د. ندى عمران- أكاديمية، •زينب صالح- باحثة، •شهد الراوي- روائية واكاديمية، •د. بشرى العبيدي- أكاديمية
15اب أغسطس 2024
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: حملة التواقيع متواصلة
***************************************************
الصفحة السابعة
بشرى أبو العيس في "المنتدى الثقافي العمالي" عن "تعديل قانون الأحوال الشخصية تفكيك للنسيج الاجتماعي"
بغداد – عامر عبود الشيخ علي
تحت شعار "لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية"، ضيّف "المنتدى الثقافي العمالي" في بغداد، صباح أول أمس الجمعة، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة بشرى جعفر أبو العيس، التي تحدثت في ندوة حوارية عنوانها "تعديل قانون الأحوال الشخصية تفكيك للنسيج الاجتماعي".
الندوة التي التأمت على "قاعة الشهيد أبو فرات" في مقر اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، أدارتها الرفيقة تضامن عبد المحسن، وحضرها جمع من رفاق المحلية ومن صديقات وأصدقاء الحزب.
وفي معرض حديثها، سلطت الرفيقة بشرى الضوء على مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية، والذي يصر بعض الكتل السياسية على تمريره رغم الرفض الشعبي الواسع، مبينة ان "أهم مكون للمجتمع هو الأسرة، وان العمل على خلق بذرة لتقسيم هذا البناء المجتمعي على أساس مذهبي، سيذهب إلى تقسيم المجتمع، وبالتالي كل ما ناضل من اجله التيار المدني الديمقراطي ما بعد 2003 لترسيخ الهوية الوطنية واعتمادها كأساس للعراقيين بالاستناد إلى المواد الدستورية، سيصبح في خطر".
وتابعت قائلة: "اليوم نواجه أزمة كبيرة. فالتعديل المطروح فيه كثير من المحاور السياسية والاجتماعية والفقهية، وفيه تجاوز وتعارض مع أكثر من 15 مادة دستورية"، مضيفة قولها: "لهذا علينا ان نتسلح بالقدر الذي يمكننا من مواجهة هذا التعديل، والتركيز على المواد الدستورية، لأن الدستور هو الضمانة الوحيدة لإنهاء هذا الجدل والنقاش بشأن المذاهب والفقه، خاصة أن الإعلام بدأ يرّوج لصراع ديني - مدني بخصوص تعديل القانون، ويحاول أن يظهر المعترضين على التعديل بأنهم لا دينيين متجهين لعلمنة الدولة أو فرض أيديولوجيا معينة".
واستعرضت أبو العيس، المراحل التاريخية للأحوال الشخصية في العراق، ابتداء من القانون الجعفري منذ الدولة العباسية، وصولا إلى الدولة العثمانية وصدور مجلة الأحكام العدلية التي نظمت الأحوال الشخصية، والتي كانت تسمى الأحكام العدلية لتنظيم كل الأحوال الشخصية وغير الشخصية على أسس فقهية تتوافق مع مجموعة من القوانين التي أخذت في حينها من اوربا.
وأضافت قائلة إنه "عند تشكيل الدولة العراقية، نلاحظ الذهاب إلى موضوعة تقسيم الأحوال الشخصية على أساسي المذهبين الجعفري والحنفي". فيما ذكرت أن "ثورة 14 تموز 1958، بدأت بوضع أسس مجتمعية جديدة، ومن ضمنها قانون الأحوال الشخصية الذي يحمي كل المواطنين العراقيين. وهو ليس قانونا مدنيا صرفا. اذ يعتمد أيضا على الفقه الاسلامي ويشتمل على 91 مادة تغطي كل الأحوال الشخصية منذ الولادة حتى الوفاة. وقد أضيف له في زمن البعث بعض المواد ليصبح 97 مادة مع التعديلات. اما اليوم فإذا أقرت هذه التعديلات التي طرحها أحد النواب وقرأت قراءة أولية، ستحرم شريحة اجتماعية كبيرة جدا من حقوقها".
وأشارت إلى "أن طرح وفرض هذا التعديل في هذا الوقت، غايته سياسية، وهو يهدف إلى فرض هيمنة الكتلة الأكبر في البرلمان ويأتي لخدمة جمهورها، وهذا يعيدنا إلى موضوع الصراعات بين الكتل السياسية والقوانين التي تريد تشريعها"، مؤكدة أنه "نحن كتيار مدني وديمقراطي نناهض نظام المحاصصة الطائفي السياسي، واليوم ظهرت كل تداعيات هذا النظام في أخطر قضية، وهو قانون الأحوال الشخصية لعلاقته بالمجتمع وحياة المواطنين".
وأشارت الرفيقة بشرى إلى أهمية تصديق العقود، ومن ضمنها عقد الزواج، في المحاكم، بما يضمن حقوق المواطن. فيما نوّهت إلى "خطورة تصديق عقود الزواج خارج المحاكم، والذي جاء في مسودة التعديل لقضم حقوق المرأة، ما يحوّل مهنة القاضي إلى كاتب عدل ليس عليه سوى توقيع العقد فقط، والذي يُصدق من قبل المأذون. وهذا يعني أن الأخير سيكون بديلا عن المحكمة".
كما سلطت الضوء على المواد الدستورية التي تتعارض مع التعديل المقترح، والتي تنص على عدم جواز تشريع قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية الواردة في الدستور، وعلى أن العراقيين متساوون أمام القانون، وان الأسرة أساس المجتمع، وتتكفل الدولة بحمايتها، فضلا عن المواد التي تنص على أن للمواطنين رجالا ونساء حق المشاركة في الأمور العامة، وأن لكل فرد الحق والخصوصية الشخصية بما لا يتنافى مع حقوق الآخرين والآداب العامة.
وتطرقت الضيفة إلى خطورة ما طرحه التعديل حول قضايا الحضانة والنفقة وزواج القاصرات، والذي يؤدي إلى تفكيك المجتمع والأسرة ويضر بحقوق النساء والأطفال، مشيرة إلى أن "محاولات طرح هذا التعديل او الغاء القانون النافذ، ليست جديدة. فهناك محاولات عديدة بدأت منذ عام 2004، منها محاولة فرض وتشريع القانون الجعفري في أعوام 2014 و2017 و2021".
وأكدت أن "كل المحاولات التي سعت اليها كتل المحاصصة لإلغاء او تعديل القانون النافذ جوبهت بالرفض من خلال احتجاجات وتظاهرات القوى الشعبية والمدنية".
وانتهت الرفيقة بشرى إلى أن التعديل المقترح يأتي في ظل ظرف سياسي محاصصاتي طائفي، وفي ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وزيادة نسبة الفقر واتساع أزمتي البطالة والسكن، والتي تساعد في زواج القاصرات وتؤدي إلى زيادة نسب الطلاق "فالتعديل فعل سياسي طائفي يعمل على ترسيخ الطائفية والإخلال بعلوية الدستور. وكل ذلك ينسف مرتكزات الحياة المدنية، والدولة المدنية".
*****************************************************
في المانيا.. مذكرة احتجاج ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق
تحاول قوى سياسية منذ عام 2003 فرض تعديلات على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 النافذ الذي أقرته حكومة عبد الكريم قاسم عام 1959، ويعد هذا القانون من القوانين التقدمية في المنطقة حيث انه لا يقوم على مبدأ التمييز المذهبي، لكن هذه التعديلات أثارت ردود أفعال رافضة من قبل شرائح واسعة ومتعددة من المجتمع العراقي التي تهتم وتدافع عن حقوق الآسرة والمرأة والطفل، لأن التعديلات المقترحة، التي حظيت بقراءة أولى في مجلس النواب، تنهي وجود حقوق وفرها القانون الحالي للمرأة والطفل.
ووفقاً للتعديلات الجديدة "يحق للعراقي والعراقية عند إبرام عقد الزواج أن يختار المذهب الشيعي أو السني الذي تطبق عليه أحكامه في جميع مسائل الأحوال الشخصية، ويجوز لمن لم يسبق له اختيار تطبيق أحكام مذهب معين عند إبرام عقد الزواج، تقديم طلب إلى محكمة الأحوال الشخصية المختصة لتطبيق أحكام الشرع على الأحوال الشخصية، وفق المذهب الذي يختاره ويجب على المحكمة الاستجابة لطلبهم".
وتنص التعديلات على أنه "إذا اختلف أطراف القضية الواحدة في الأسرة بشأن تحديد مصدر الأحكام الواجب تطبيقها في طلبهم، فيعتمد الرأي الشرعي فيها"، كما يلزم التعديل الجديد "المجلس العلمي في ديوان الوقف الشيعي والمجلس العلمي والإفتائي في ديوان الوقف السني بالتنسيق مع مجلس الدولة بوضع مدونة الأحكام الشرعية في مسائل الأحوال الشخصية وتقديمها إلى مجلس النواب للموافقة عليها خلال 6 أشهر من تاريخ نفاذ هذا القانون".
وبصرف النظر عن أن التعديلات توفر حق اختيار المذهب عند إبرام عقود الزواج، تعمل هذا التعديلات بشكل مباشر على تحقيق فرز بين طوائف المجتمع وتعرقل مسألة تنظيم عقود الزواج بين الذكور والإناث من ذوي مذهبين مختلفين، ومن جهة أخرى، فأن هذه التعديلات تنفي الحالة التقدمية الموجودة في القانون الحالي، عندما تحتكم إلى الرأي الشرعي للفصل عند خلاف أطراف القضية الواحدة في الأسرة بشأن تحديد مصدر الأحكام الواجب تطبيقها. ثم تذهب التعديلات إلى أبعد من ذلك وتلزم ديوان الوقف الشيعي والسني بوضع مدونة الأحكام الشرعية للفصل في مسائل الأحوال الشخصية.
تؤسس هذه التعديلات التي تعتمد على الأحكام الشرعية لسلطة أكبر للرجال على النساء وعلى الثروة وحضانة الأطفال، وتحوّل حياة النساء والأطفال إلى الجحيم وتكرس السلطة الذكورية الأبوية في المجتمع دون النظر إلى الأدوار المهمة التي تلعبها النساء في المجتمع، وبالتالي فإنها سوف تقوض مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، عدا أن هذا التعديل يضفي شرعية على زواج الفتيات اللاتي لا تتجاوز أعمارهن تسع سنوات، ما يسرق مستقبل عدد لا يحصى منهن كما يشجع على زواج القاصرات.
نحن الموقعين أدناه مجموعة من منظمات المجتمع المدني والفعاليات السياسية الناشطة في المانيا سويةً مع بقية المنظمات خارج العراق وداخله بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية الفاعلة والأحزاب المدنية والمثقفين والصحفيين والأدباء والفنانين والكتاب والنواب الرافضين للتعديلات وكل من يرفض تشريع قوانين ذات طابع رجعي متخلف ومتطرف، نرفض هذه التعديلات المقترحة التي يبدو واضحاً أن دوافع طائفية تقف وراءها، والتي تسهم في تمزيق وحدة نسيج المجتمع العراقي، وتكرس فكرة وجود الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية الجامعة لكل أطياف العراقيين بغض النظر عن جنسهم او عرقهم او قوميتهم.
وفي وقت نحذر فيه من تشريع هكذا قوانين رجعية ومتخلفة، نؤكد وقوفنا بعزم ضد اي محاولات لعودة العراق إلى الخنادق الطائفية والهويات الفرعية، ندعو أبناء وبنات شعبنا العراقي إلى الوقوف معنا في مواجهة تشريعات القوى الظلامية لرفض مسودة التعديل خدمة لمصلحة المجتمع.
الموقعون:
١-التجمع الديمقراطي العراقي في المانيا
٢- رابطة المرأة العراقية/ فرع المانيا
٣- منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان في العراق "أومريك"
٤- مركز شمس للدراسات والبحوث
٥- نادي الرافدين الثقافي في برلين
٦- الملتقى العراقي في لايبزگ
٧- الديوان الشرقي- الغربي في كولن
٨- الديوان الثقافي والاجتماعي في اولدنبورگ
٩- منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا
١٠- تجمع من أجل عراق أفضل
١١ -منظمة الحزب الشيوعي الكردستاني
١٢- رابطة الأنصار الشيوعيين / فرع المانيا
10/08/2024
*****************************************************
رسالة احتجاج من الجالية العراقية في مشيغان ضد تعديل قانون الأحوال الشخصية
احتجاجا على التعديلات على قانون الأحوال الشخصية العراقي، قام وفد منظمات الجالية العراقية في ولاية مشيكان الامريكية يوم الخميس 15 أب 2024 بزيارة للقنصلية العراقية في مشيكان لتقديم رسالة احتجاج على محاولات مجلس النواب العراقي تغيير قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والذي في رأي الكثير من بنات وأبناء شعبنا هو تكريس الطائفية والتفرقة في المجتمع العراقي وانتهاك حقوق المرأة والطفل، وتشجيع زواج القاصرين، وزيادة العنف الأسري.
وكان في استقبال الوفد السيد خالد محمد خالد مستشار القنصلية العراقية والسيد وقاص البياتي مستشار القنصلية العراقية (ممثلين عن القنصل العراقي في ديترويت السيد محمد حسن سعيد محمد لتواجده في بغداد).
وقدم الوفد رسالة موجهة إلى الرئاسات الثلاثة رافضين بها التغييرات على القانون.
وابدى المستشاران تفهمهما لطروحات الوفد ووعدا بإيصال الرسالة إلى وزارة الخارجية العراقية والسفارة العراقية في واشنطن.
وجرى أيضا ترجمة الرسالة إلى اللغة الإنكليزية وأرسلت إلى المؤسسات المدنية والحكومية الامريكية ومنظمات حقوق الانسان.
نص الرسالة المقدمة إلى القنصلية العراقية في ديترويت الامريكية
لا للتعديلات على قانون الأحوال الشخصية العراقي
فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد اللطيف رشيد
دولة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني
السادة في رئاسة مجلس النواب
سعادة السفير العراقي في واشنطن السيد نزار الخير الله
سعادة القنصل العراقي في ديترويت السيد محمد حسن سعيد محمد
السادة الاعزاء
يحاول مجلس النواب العراقي هذه الأيام تغيير قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، والذي في رأي الكثير من بنات وأبناء شعبنا هو تكريس الطائفية والتفرقة في المجتمع العراقي، وانتهاك حقوق المرأة والطفل، وتشجيع زواج القاصرين، وزيادة العنف الأسري، بالرغم من أن العراق هو أحد الموقعين على معاهدة سيداو، وهي اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والتي اعتمدتها الجمعية العامة في 3 أيلول / سبتمبر 1981 والتي نصت على ضمان مساواة الرجل والمرأة في حرية التمتع بجميع الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية.
وأثارت محاولة مجلس النواب العراقي إجراء تعديل على قانون الأحوال الشخصية، موجة ردود فعل غاضبة من قبل بنات وأبناء شعبنا، وحذروا من تكريس الطائفية وسلطة رجال الدين، ومنح أحزاب السلطة نفوذاً أكبر، وسط انتقاد منظمات حقوقية والخبراء القانونيين.
ويقضي التعديل في إحدى فقراته بمنح الزوج الأحقية في اختيار المذهب الذي يتم على أساسه عقد القران. وينص القانون المعمول به حاليا على أن للأم الحق بحضانة الولد وتربيته حال الزواج وبعد الفرقة، ولا تسقط حضانة الأم المطلقة بزواجها، في حين أن التعديل، يسلب الأم حق حضانة الولد إذا تزوجت.
كما ينص القانون المعمول به حاليا، على أن يكون التفريق وفقا للقانون المدني، لكن التعديل يقضي أن يتم وفقا للفقه السني أو الشيعي حسب اختيار الزوجين، وفي حال لم يكن للزوجة مذهب فقهي، للاحتكام إليه، تعتمد المحكمة مذهب الزوج في التفريق بينهما، بما يتعلق بالحقوق.
ويتضمن التعديل أيضا، إدخال الوقفين السني والشيعي في قضايا الطلاق والتفريق، وهو ما اعتبره الرافضون للقانون ترسيخاً للطائفية في إدارة الدولة والقضاء، وابتعاداً عن الدستور الذي نص على مدنية الدولة العراقية.
والتعديل يستند إلى التشريع الإسلامي بمذهبيه الشيعي الجعفري والسني بشكل عام دون تحديد أحد مذاهبه الأربعة، مما يثير مخاوف جدية بشأن تقييد الحريات الأساسية للمواطنين العراقيين. بالرغم من أن المادة 41 من الدستور العراقي تنص: "العراقيون أحرار في الالتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم، أو مذاهبهم، أو معتقداتهم، أو اختياراتهم".
أيضا فإن التعديل "يعني سن الزواج في تسع سنوات (زواج الأطفال) وحرمان النساء من الإرث في العقارات، والنفقة بشرط الاستمتاع، إذ أن الزوجة التي لا تمكن الزوج من الاستمتاع بها لا نفقة لها.
ويشمل التعديل قيوداً على الحرية الشخصية للأفراد في اختيار المذهب، حيث يفرض على الزوجين اختيار مذهب معين لتطبيقه في جميع مسائل الأحوال الشخصية، مما يعارض مبادئ الحرية الدينية والفكرية. وأيضا يكون تصديق عقود الزواج بيد من لديه تخويل شرعي أو قانوني من القضاء أو من ديواني الوقفين السني والشيعي، مما يعني تفضيل المؤسسات الدينية السنية والشيعية، وهذا قد يتعارض مع مبادئ العدالة والمساواة بين جميع المذاهب والأديان.
إن التعديل على قانون الأحوال الشخصية سيقسم العراق أكثر، وسيولد انفلاتاً كبيراً في القانون وستتحول قضايا الأحوال الشخصية إلى خارج المحاكم الرسمية، مما يؤدي إلى تفكيك الأسرة العراقية والسماح للعقود خارج الأطر القانونية وإعطاء الشرعية لزواج القاصرات، وبالتالي دعم زيادة حالات الطلاق وتعميق النفس الطائفي بين أفراد المجتمع. مما يتعارض مع (المادة 14) من الدستور، التي تكفل مساواة العراقيين أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس، أو العرق، أو القومية، أو الأصل، أو اللون، أو الدين، أو المذهب، أو المعتقد، أو الرأي، أو الوضع الاقتصادي، أو الاجتماعي.
أن التعديل المقترح يقسم العراقيين وفقاً للمذهب، بما يكرس النزعة الطائفية المقيتة، التي ألحقت أضراراً كبيرة بالمجتمع العراقي، وكرست الحروب والانقسامات التي مزقت النسيج الاجتماعي العراقي. والتي ستؤدي إلى زيادة حالات الطلاق والعنف الأسري دون وجود حلول ومعالجات واقعية لهذه المشاكل.
إن التعديلات المقترحة ستُخضع البنية المدنية الحديثة للأسرة العراقية للاجتهادات الفقهية، مما يهدد حضانة الأم والأسر الناتجة عن زواج أبناء طائفتين مختلفتين، ويحد من قدرة قانون الدولة على حماية حقوق وحريات مواطنيها، ويضعف مفهوم الوطنية والمواطنة لصالح الجماعة والفئة.
اننا الموقعين أدناه نناشد الرئاسات الثلاثة والوزارات المعنية برفض هذه التعديلات الجائرة على قانون الأحوال الشخصية العراقي المعمول به والذي يعد من أفضل القوانين في المنطقة، للحفاظ على وحدة الشعب العراقي واحترام حقوق المرأة وحماية ورعاية الطفولة والقاصرات.
15 أب 2024
تجمع منظمات الجالية العراقية في مشيكان الامريكية:
رابطة المرأة العراقية
الاتحاد الديمقراطي العراقي في الولايات المتحدة الامريكية
اتحاد الكتاب والادباء الكلدان
الرابطة الكلدانية العالمية - مشيكان
الحزب الديمقراطي الكردستاني
الحركة الديمقراطية الاشورية
جمعية مار ميخا الخيرية الكلدانية - مشيكان
جمعية الصابئة المندائيين في مشيكان
إذاعة صوت الكلدان
مؤسسة السلام العالمي
حركة المستقلين التركمان في الولايات المتحدة الامريكية
منتدى الرافدين للثقافة والفنون
مؤسسة الجالية العراقية الامريكية
منظمة مه تين للحزب الديمقراطي الكردستاني
***************************************************
الصفحة الثامنة
الشبيبة أطاحت بحكومة الفقر والقمع حول جذور وخلفية الاحتجاجات وتأثيرها ووضع اليسار في بنغلاديش
رشيد غويلب
تعد الحركة الاحتجاجية التي تصدرها الطلبة في بنغلاديش، واحدة من الحركات الاحتجاجية التي حققت أهدافها المباشرة المتمثلة في اسقاط نظام الاستغلال والقمع برئاسة رئيسة الوزراء المخلوعة الشيخة حسينة، وفتح طريق جديد، ما زال يشكل عملية مفتوحة لولادة نظام جديد، او ما يوصف هناك بـ "الاستقلال الثاني"، ويأتي الإعلان عن حكومة مؤقتة يقودها الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس (84 عاماً)، والذي يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم باعتباره مؤسس تجربة "بنوك الفقراء"، التي حصل بموجبها على لقب "نصير الفقراء" ، وتضم الحكومة كفاءات وطنية وناشطي المجتمع المدني، ليشكل الخطوة الثانية الناجحة على هذا الطريق، لأنها قطعت الطريق على الفوضى، وعملية تفكيك مؤسسات الدولة وتشظي المجتمع، التي جرت في العشرين سنة الأخيرة في الكثير من البلدان بضمنها العراق. لقد نجحت الحركة الاحتجاجية في فرض شخص رئيس الوزراء، وفي تحجيم تدخل الجيش في حياة البلاد السياسية لحد الآن.
أثارت الأحداث الاستثنائية التي تعيشها بنغلاديش حاليا، اهتماما كبيرا لمعرفة المزيد عما يدور في البلاد: طبيعته وخلفياته. وفي حوار نشرته مجلة جاكوبين اليسارية في 6 آب 2024، أي قبل سقوط حكومة الشيخة حسينة تحدثت الناشطة الماركسية والقيادية في العديد من الحركات الاجتماعية، مثل حركة الفلاحين المعدمين، ومنظمة النساء المعدمات، ومنظمة "الكيان الطلابي"، ليديا سيلفا عن جذور وخلفية الاحتجاجات وتأثيرها على سياسة البلاد وحالة اليسار في بنغلاديش، فيما يلي اهم ما ورد فيه.
بداية الاحتجاجات
بدأت الاحتجاجات بعد أن أيدت المحكمة العليا في بنغلاديش العمل بحصة من شأنها أن تخصص 30 في المائة من الوظائف الحكومية لمقاتلي الاستقلال وأحفادهم. لقد أبطل هذا القرار الأخير إصلاح نظام الحصص الذي ناضل الشعب من أجله في عام 2018.
تم العمل بأول نظام لتخصيص الحصص من هذا انوع في عام 1972 في عهد مجيب الرحمن، الزعيم الرئيسي لحركة الاستقلال. وتم بموجبه تكريم ومكافأة الذين قاتلوا في حرب الاستقلال. ومنذ البداية كان هناك استياء من نظام الحصص هذا، فتكررت الاحتجاجات والتحركات. لقد كانت هناك احتجاجات كبيرة في عامي 2008 و2013، لكنها لم تحقق نجاحا يذكر.
في عام 2018، كان ينبغي أن تكون نسبة الحصص عموما 56 في المائة من فرص العمل المتوفرة. لقد تمت إضافة فئات جديدة: إلى الـ 30 في المائة المخصصة لأحفاد المقاتلين من أجل الحرية، 10 في المائة للنساء، و5 في المائة للأقليات العرقية، و10 في المائة لمواطني مناطق معينة من البلاد، و1 في المائة لذوي الاحتياجات الخاصة. وهذا يعني أن 44 في المائة فقط من الفرص المتاحة تم منحها على أساس الكفاءة، اي أن طلابا من أبناء الطبقة العاملة، على الرغم من تحصيلهم الجيد، ربما لم يتمكنوا من الحصول على مثل هذه الوظائف وفرص مستقبلية أفضل بسبب تطبيق نظام الحصص.
لقد قاد الطلبة حينها حركة هائلة مناهضة للحصص وحظوا على دعم شعبي واسع النطاق. وفي نهاية المطاف، نجحوا في إجبار الحكومة على تخفيض حصص وظائف العامة. ومع ذلك، بقيت هناك مشاكل في التنفيذ العادل للنظام الذي تم إصلاحه.
في حزيران 2024، ألغت المحكمة العليا إصلاحات 2018. لقد أعطى هذ الإلغاء للحركة الطلابية في نضالها ضد الحصص زخما جديدا. في البداية كانت الحركة مقتصرة على الجامعات العامة. وردت حكومة الشيخة حسينة باستخدام العنف ورفضت الدخول في حوار مع القيادات الطلابية. وكان من المؤكد أن مثل هذا الحوار سيجنب البلاد الفظائع التي ارتكبت في الأسابيع القليلة الماضية. وبدلاً من ذلك، انتظرت الحكومة بصمت صدور قرار المحكمة النهائي وتجاهلت الحركة الاحتجاجية في الحرم الجامعي.
وأكثر من هذا، أثارت حسينة غضب المتظاهرين عندما تساءلت على شاشة التلفزيون الوطني، "إذا لم يحصل أحفاد المناضلين من أجل الحرية على أفضلية الحصص، فهل ينبغي لأحفاد "الرزكاريون" أن يحصلوا على هذه المزايا؟"، وهو مصطلح مهين يشير إلى الذين مارسوا ودعموا قمع مقاتلي الحرية من قبل الجيش الباكستاني خلال حرب عام 1971. وبطبيعة الحال، بدا الأمر بالنسبة للطلبة وكأن حسينة تصف الحركة بأكملها بـ "الخونة"، وأعداء البلاد. ردوا بشعار: ("من أنا؟ من أنت؟ رزكار! رزكار! من يقول ذلك؟ من يقول ذلك؟ انها الدكتاتورة! الدكتاتورة!").
كان يمكن للحركة الاحتجاجية الاعتماد أكثر على الشعارات السياسية الإستراتيجية، التي تبعدها بوضوح عن خونة 1971، والتي لا تمنح مساحة لأضعاف ممارستها للنقد. لقد وظفت القوى الموالية للحكومة، هذا الواقع كسلاح لتشويه الحركة الاحتجاجية.
تتمتع رابطة تشاترا، الجناح الطلابي لحزب رابطة عوامي الذي تتزعمه حسينة، بتاريخ طويل في مهاجمة المنتقدين والحركات الاحتجاجية. وقد تلقت الضوء الأخضر من أحد وزراء رابطة عوامي على شاشة التلفزيون الحكومي "لإسكات المتظاهرين". لقد أظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي إطلاق النار على الطلاب. ومن جانبه نفى الوزير وقوع مثل هذه الجرائم.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت عمليات القتل قد ارتكبت من قبل تنظيم الحزب الحاكم الطلابي، أو من قبل مجموعات أخرى تستغل مثل هذه الاستفزازات في أوقات اليأس. ولكن الثابت وقوع عدد هائل من القتلى والجرحى بعد تصاعد الاحتجاجات بسرعة وانتشارها في جميع أنحاء البلاد. والضحايا ليسوا طلابا فقط، بل بينهم العديد من المدنيين الآخرين. وحاولت الحكومة في البداية قمع الاحتجاجات من خلال إغلاق جميع المؤسسات التعليمية وتعذيب المتظاهرين الذين تم اعتقالهم. ونشر الجيش وحرس الحدود، وفُرض حظر التجول العام، والأمر بإطلاق النار على المخالفين، وقطع الإنترنت والهاتف في جميع أنحاء البلاد وقد اعترفت السلطات بمقتل أكثر من 200 ضحية وإصابة آلاف آخرين.
طبيعة الاحتجاجات وقوى المعارضة
لم نتحصر الاحتجاجات هذه المرة برفض نظام الحصص، وانعكس الإحباط الطويل في أوساط الشبيبة والفئات المتضررة، نتيجة لسياسات الحكومة. لقد أصبحت الانتخابات غير عادلة بشكل متزايد، وأصبحت الحكومة أكثر استبدادا.
سنويا يصبح عشرات الآلاف من خريجي الجامعات عاطلين عن العمل؛ ويأمل عدد لا بأس به منهم في الحصول على وظيفة آمنة وذات أجر جيد نسبياً في القطاع العام. ومن ناحية أخرى، يتفشى الفساد في كل المجالات. بالإضافة إلى ذلك، هناك مظالم اقتصادية أخرى مثل ارتفاع التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وسوء السياسة الاقتصادية الحكومية وانتهاكات حقوق الإنسان.
هذه كلها عوامل ساهمت في اندلاع الاحتجاجات الكبرى الحالية. وعلى الرغم من إطلاق بعض مشاريع التطوير الجديدة مثل جسر بادما، ونفق كارنافولي، مترو والسكك الحديد في دكا في السنوات الأخيرة، إلا أنه ما يزال هناك المزيد مما يتعين القيام به لتهدئة الغالبية العظمى وتعويض الاستغلال اليومي للطبقات الدنيا. إنها معركة من أجل منع انحدار مستوى المعيشة. إن ما كان حركة في عام 2018 تطالب بفرصة عادلة في الوظائف الجيدة التي تديرها الدولة دون تمييز، تطور إلى تعبئة أوسع، وغضب شديد بسبب الصعوبات الجدية المتعددة.
منذ استقلال بنغلاديش، كانت الحركات الشبابية والطلابية دائمًا بمثابة العمود الفقري للنضال الجماهيري ضد الحكومات المتعاقبة. ودعم تحالف واسع من أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني الحركة الاحتجاجية، بما في ذلك المنظمات اليسارية والتقدمية، الطلابية. لقد أوضح القادة الطلابيون منذ البداية أن الطلبة يجب أن يكونوا رأس الرمح في الحركة الاحتجاجية، بغض النظر عن انتمائهم السياسي. وهو تقليد معروف في تاريخ الحركة الطلابية في بنغلاديش.
إن أحزاب المعارضة الرئيسية وأجنحتها الطلابية - الحزب القومي البنغالي اليميني والجماعة الإسلامية (المعروفة أيضًا باسم "جماعة شيبير تستغل الاحتجاجات الطلابية. ويأملون في الاستفادة من عدم الاستقرار السياسي في صراعهم مع الحزب الحاكم.
بشكل عام، يمكن القول إن سياسات الحزب القومي البنغالي لم تكن أبدًا إيجابية بشكل خاص بالنسبة للطبقة العاملة. كما فشل جناحه الشبابي في تلبية احتياجات الشباب فيما يتعلق بالبطالة وإصلاحات التعليم. ويركز الحزب على دعم مشاريع البنية التحتية الضخمة، لكنه لا يهتم كثيراً بالتنمية الاقتصادية على مستوى القاعدة الشعبية. وعندما كان في السلطة، كان الفساد وعدم الاستقرار من السمات الرئيسية للحكم أيضا.
وتحاول جماعة شبير، من جانبها، فرض سياسات إسلامية أصولية. وقارن وزراء سابقون النساء بالسلع الاستهلاكية وشككوا في حق المرأة في العمل إذا لم ترتد البرقع. لقد كان مؤسسوها هم رازاكار الفعليون، الذين عارضوا النضال من أجل الاستقلال، وارتكبوا العديد من الجرائم أثناء الحرب. وكان الحزب القومي البنغالي اليميني قد قبل في الماضي جماعة شبير الأصولية كحليف، بل وقام بتعيين بعض مجرمي الحرب كوزراء.
ولسوء الحظ، تمكنت جماعة شبير أيضًا من اختراق الحركة الاحتجاجية من أجل تنفيذ هجمات مسلحة غير مسؤولة على الإطلاق على مؤسسات الدولة وموظفيها. وقد أدى ذلك إلى مزيد من سوء الفهم والتوترات بين الحكومة والطلبة المحتجين.
في عام 2013، طالبت الاحتجاجات الجماهيرية محاكمة عبد القادر ملا وغيره من مجرمي الحرب غير الملاحقين من جماعة "شبير". وخلال هذه الاحتجاجات، مارس أنصار جماعة شبير أعمال العنف أيضا.
دور قوى اليسار
من المؤسف أن اليسار أصبح أقل أهمية في الأعوام الأخيرة، بسبب الانقسامات الأيديولوجية، وكذلك تحالف قواه الرئيسية مع الحزب الحاكم. تعاون أكبر حزبين يساريين ـ حزب العمال وحزب "جاتيا ساماجتانتريك دال" مع حزب رابطة عوامي الحاكم. وقد ساهم ذلك بتقسيم معسكر اليسار.
حزب العمال، هو حزب ماركسي- لينيني ظهر في الثمانينيات نتيجة لتحالف واسع بين جماعات يسارية وما زال يهتم بنضال العمال والفلاحين والمجموعات المهمشة. والآخر حزب ديمقراطي اجتماعي يدعو إلى الإصلاحات داخل النظام البرجوازي ويركز على سياسات دولة الرفاه والعدالة الاجتماعية.
ورغم أن رابطة عوامي كانت دائما وسطية وقومية إيديولوجيا، فإنها حاولت التحالف استراتيجيا مع قطاعات من اليسار من أجل اتخاذ إجراءات أقوى ضد المتطرفين اليمينيين والأصوليين. وقد أصبح هذا الأمر ذا أهمية خاصة مع تزايد النشاط الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة في البلاد. وكان الأمر مماثلا في الضفة الأخرى: ففي ظل احتمال ضئيل لبناء بديل يساري حقيقي، قام حزب العمال والديمقراطيون الاجتماعيون بالتحالف مع رابطة عوامي لمواجهة الحزب الوطني البنغالي اليميني والجماعات الأصولية.
وخارج البرلمان، فإن المنظمات اليسارية أكثر التزاما بالموقف الانتقادي والمعارض. وهي تركز على قضايا مهمة مثل عدم المساواة الاقتصادية في البلاد وحقوق المزارعين والعمال. والتحالف الديمقراطي اليساري، على سبيل المثال، هو تحالف يضم عدة مجموعات يسارية أصغر. وينشط كل منها في حركات اجتماعية مختلفة، لكن ما يزال من غير الواضح مدى فعالية هذا التحالف في الإطار الأوسع. إن أقدم حزب يساري ما يزال موجودًا في بنغلاديش هو الحزب الشيوعي، الذي يواصل معارضته للحكومة الحالية، لكنه يعاني من تراجع دوره، وصراعاته الداخلية.
وكخلاصة يمكن القول: لقد أضعف اليسار في بنغلاديش نفسه بمرور الوقت، بسبب الانقسامات العديدة، بدلاً من النضال سوية ً. وهذا أمر مؤسف لأن تعاون اليسار أظهر في الماضي إمكانية أن يصبح صوتًا مهمًا. على سبيل المثال، تحالفت الجماعات اليسارية مع الحركات العمالية والمزارعين والمهمشين من أجل زيادة الأجور وتحسين ظروف العمل. لقد عمل الكثير من اليساريين للضغط على الحكومة التي باعت موارد البلاد الطبيعية مثل النفط والغاز للشركات الأجنبية.
تعتمد بنغلاديش ماليا إلى حد كبير على صناعة الملابس، وكانت الأحزاب اليسارية حاضرة بقوة بين العمال المحليين وفي نقاباتهم. ودعت الجماعات اليسارية، إلى جانب قادة النقابات والمنظمات الأخرى، الحكومة إلى زيادة أجو العاملين في هذه الصناعة. وفي العام الفائت، حققوا بالفعل زيادة في الحد الأدنى للأجور بما يعادل بالعملة الوطنية (من 62 إلى قرابة 97 يورو)، وهو أقل بكثير المطالبات الاصلية.
العمل في صفوف المعدمين
تضم فيدرالية "بي كي أف" للفلاحين المعدمين، التي تأسست عام 1976، 1,6 مليون عضو في 49 منطقة في بنغلاديش. ويركز برنامجها في المدى المتوسط على تعبئة الفلاحين والمعدمين للنضال من أجل إصلاح زراعي حقيقي وشامل. ويجب أن يتمتع المزارعون بإمكانية الوصول إلى الأراضي الصالحة للزراعة والسيادة الغذائية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها أن يعيشوا حياة كريمة.
وتدعم الفيدرالية صغار المزارعين في جهودهم الرامية إلى الحصول على أسعار أكثر عدلاً لمنتجاتهم، وتنظيم بنوك لتبادل البذور عالية الجودة، والمساعدة في إقامة اتصالات بين المزارعين الفقراء والسلطات العامة. وتقدم الفيدرالية الخدمات القانونية والطبية لأعضائها، وخاصة المستهدفين من قبل حركة احتلال الأراضي. ونجحت الفيدرالية في التحريض على دعم النضال من أجل إعادة توزيع الأراضي على مستوى البلاد على المزارعين الذين لا يملكون أرضًا.
والفيدرالية متحالفة مع منظمات جماهيرية أخرى مثل منظمة نسوية "الفلاحات المعدمات"، ومنظمة " الأقليات الاثنية"، ومنظمة "الكيان الطلابي" للطلاب المعدمين.
تأسست منظمة "الكيان الطلابي" للطلاب المعدمين عام 2022، وتضم الآن قرابة 3 آلاف عضو في جميع أنحاء البلاد، خاصة في مقاطعات دكا وبارشال وديناجبور. وتدافع المجموعة عن قضايا مثل المساواة بين الجنسين وإصلاح التعليم. على سبيل المثال، وتذكّر الحكومة بوعدها الانتخابي الذي نكثته ببناء مدرسة عامة مجانية في كل منطقة. وندعو أيضًا إلى توفير الكتب المدرسية بأسعار معقولة للطلاب الفقراء في المناطق الريفية. كما تحاول أيضًا تعزيز التربية المدنية من خلال المحاضرات ونوادي الكتب.
تقييم
التقييم الوارد في الحوار بشأن تطورات الأوضاع في بنغلاديش، جاء قبل سقوط المخلوعة حسينة، إن المعركة لم تنته بعد. وقد غيرت الحكومة نظام الحصص مرة أخرى، لكن أكثر من 6 آلاف متظاهر ما زالوا رهن الاعتقال في إطار حملة القمع على مستوى البلاد. ويستمر اعتقال قادة الحركة من منازلهم أو مباشرة من المستشفيات. ويتعرض البعض للاضطهاد بسبب انتمائهم إلى أحزاب المعارضة. والعديد منهم مدنيون أبرياء وقد يظلون رهن الاحتجاز إلى أجل غير مسمى. وتقوم الشرطة بتفتيش الهواتف المحمولة في الشارع وبشكل عشوائي للبحث عن أي صلة بالحركة.
ومن بين قائمة مطالب الحركة الطلابية، لم يتم تنفيذ سوى إصلاح الحصص. ولم تعترف الحكومة حتى الآن بمسؤوليتها عن أعمال القتل والتعذيب، ولم تقدم الجناة إلى العدالة، ولم تعتذر علناً للأسر التي قُتل أبناؤها، لمطالبته بعمل لائق لإنهاء الفقر الذي عاشوه منذ أجيال عديدة. ناهيك عن الطفل الصغير الذي أصيب بالرصاص في شرفة منزله. أو الذي أصيب بالرصاص أثناء إحضار الطعام والماء للمتظاهرين لقد بدا واضحا ما حققته الاحتجاجات من نافذة لحياة جديدة للسكان البالغ عديدهم أكثر من 160 مليون نسمة.
تطورات لاحقة
عندما أصبح واضحا أن حشودا واسعة ستنظم إلى مسيرة في دكا على الرغم من حظر التجول، واجهت القيادة العسكرية خيار سحق الاحتجاج بواسط مزيد من العنف بناءً على أوامر الحكومة، أو إخلاء حسينة بالضد من إرادتها. لقد اختارت القيادة العسكرية الخيار الأخير وتمكنت من منع المزيد من حمامات الدم والاقتحام العنيف المحتمل لمقر إقامة حسينة. وبعد أن غادرت حسينة البلاد على متن مروحية عسكرية، انهارت الحكومة بشكل أساسي. واقتحم المتظاهرون مقر إقامة حسينة والبرلمان دون أي مقاومة تذكر.
وأعلن الفريق أول وقر الزمان رئيس أركان جيش بنغلاديش استقالة رئيسة الوزراء ووعد بتشكيل حكومة انتقالية. وبهذا لعب الجيش هذه المرة أيضا، كما هو الحال في عمليات انتقال السلطة السابقة في بنغلاديش، دوراً رئيسياً. وكان آخر تدخل سياسي للجيش في عام 2007، عندما شكل حينها حكومة انتقالية. لقد نجحت الشيخة حسينة إلى حد كبير في تحجيم دور الجيش السياسي، بواسطة تعيين العديد من الموالين لها في مناصب عليا. وتربط رئيس اركان الجيش أيضًا علاقات عائلية بحسينة من خلال زوجته. ومع ذلك، فإن دور الجيش يختلف عن الأجهزة الأمنية الأخرى في الدولة. وعلى النقيض من الشرطة وحرس الحدود، امتنعت المؤسسة العسكرية لفترة طويلة عن ممارسة العنف المفرط ضد المتظاهرين، حتى بعد أن أمرت حسينة بإطلاق النار لفرض حظر التجول. ولذلك كانت المؤسسة العسكرية أكثر حيادا.
صراع جيوسياسي
رغم أن العوامل الداخلية كانت حاسمة في التغيير الذي حدث في بنغلاديش، فإن ما يدور في البلاد وبلدان المنطقة ليس بعيدا عن الصراع الجيوسياسي، بين الولايات المتحدة والصين، من جهة والصراع الإقليمي بين الصين والهند من جهة أخرى. وفي هذا السياق ستحاول الهند الحصول على ضمانات أمنية من الحكام الجدد، وتعمل على ممارسة نفوذها السياسي. وتعتبر الهند من أهم الداعمين لرابطة عوامي، وقد قامت حتى الآن بحماية حسينة. وتسعى الهند لتحقيق مصالحها الأمنية الخاصة في بنغلاديش. لأن الأخيرة تتمتع بأهمية جيوسياسية كبيرة بالنسبة لها، وخصوصا ملف أمن ما يسمى بالولايات السبع الشقيقة في شمال شرق الهند، ولتأمين حدود الهيمالايا مع الصين، والأمن البحري في خليج البنغال. وتخشى الهند الآن أن تكتسب باكستان والصين نفوذاً أكثر، وأن تصل الجماعة الإسلامية إلى السلطة في بنغلاديش، وهو ما لم يحدث لحد الآن، كما أن الحزب القومي البنغالي مكروه في دلهي ومتهم بدعم الانفصاليين في الولايات السبع الشقيقة (ولايات ذات أكثرية مسلمة). وتؤدي الحرب الأهلية المتصاعدة في ميانمار المجاورة إلى تفاقم المخاوف الأمنية في دلهي، وأشارت تقارير صحفية إلى أعمال عنف ضد الهندوس في بنغلاديش. وتدعو وسائل إعلام اليمين القومي الهندوسي المتطرف إلى التدخل العسكري. ولكن نظراً للمشاعر المناهضة للهند المتفشية في بنغلاديش، فإن هذا لن يشكل انتهاكاً لسيادة الدولة المجاورة فقط، بل سيشكل كارثة، تعمق وتعقد الصراعات الجارية في المنطقة والعالم.
******************************************************
الصفحة التاسعة
الحمادي أول عراقي يخوض مباراة في الدوري الإنكليزي
متابعة ـ طريق الشعب
دخل لاعب المنتخب العراقي، علي الحمادي، التاريخ، بعدما أصبح أول عراقي يشارك في الدوري الإنكليزي الممتاز.
شهدت مباراة فريقه إيبسويتش تاون ضد ليفربول، التي انتهت بخسارة إيبسويتش بهدفين دون رد، أول ظهور للحمادي في الدقيقة 75 من اللقاء.
في تقييم أدائه في اللقاء، حصل الحمادي على درجة 6.5 من مقيمي الدوري الإنكليزي الممتاز، حيث شارك في الدقيقة 74، نفذ تسديدتين، ومرر تمريرتين ناجحتين، ولامس الكرة ثلاث مرات، كما فاز بنسبة 67% من الالتحامات الهوائية، وسجل تشتيتًا واحدًا.
************************************************
مواجهات صعبة للشرطة وبالمتناول للقوة الجوية تعرف على حظوظ ممثلي العراق في البطولات الآسيوية
بغداد ـ طريق الشعب
دخلت بطولات الأندية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عصر جديد، مع إقامة قرعة مرحلة الدوري في دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-2025، يوم الجمعة الماضي في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
وكشفت القرعة عن المواجهات المرتقبة بين أفضل 24 نادياً في قارة آسيا، في النسخة الأولى من البطولة القارية المجددة للرجال.
وللمرة الأولى سوف يتم تطبيق مرحلة الدوري، والتي تعتبر تغييراً جوهرياً في مسابقات الأندية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من خلال إقامة بطولتي دوري يتضمن كل منهما 12 فريقاً في منطقتي الغرب والشرق.
وتقام مباريات مرحلة الدوري بمشاركة 24 نادياً موزعة على منطقتين للغرب والشرق، في الفترة من 16 أيلول 2024 ولغاية 19 شباط 2025، بحيث يتقابل كل فريق مع ثمانية أندية مختلفة، عبر 4 مباريات على أرضه، و4 مباريات خارج ملعبه.
وتتأهل أفضل ثمانية فرق في كل دوري إلى دور الـ 16، المقرر إقامة مبارياته في شهر آذار 2025، والذي يتبعه الأدوار النهائية التي تقام بنظام التجمع اعتباراً من الدور ربع النهائي، حيث تستضيف السعودية الأدوار النهائية خلال الفترة من 25 نيسان ولغاية المباراة النهائية يوم 4 أيار 2025.
وأوقعت القرعة ممثل العراق فريق الشرطة أمام فرق باختاكور الأوزبكي والعين الإماراتي وبيربوليس الإيراني والهلال السعودي والنصر السعودي والوصل الإماراتي واستقلال طهران الإيراني والأهلي السعودي.
من جانب آخر، أوقعت قرعة دوري أبطال آسيا /2 للموسم المقبل (2024/ 2025) فريق نادي القوة الجوية ضمن المجموعة الثانية.
وضمت المجموعة إلى جانب الصقور فرق التعاون السعودي والخالدية البحريني والتين أسير التركمانستاني.
وستكون الجماهير العراقية على الأغلب على موعد مع حضور النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى العراق، لخوض مباراة فريقه النصر السعودي امام القيثارة في ملعب كربلاء الدولي.
ورغم قوة المنافسة يمتلك القيثارة إمكانية لبلوغ الدور التالي، خاصة إذا ما استغل اعامل الأرض والجمهور الذي سيكون له تأثير كبير خلال منافسات البطولة.
من جانب اخر، تبدو حظوظ القوة الجوية عالية في تجاوز مجموعته في ظل تمرسه على البطولات الآسيوية والتعاقدات الجيدة للفريق خلال الفترة الماضية.
**************************************************
افتتاح الإعدادية الرياضية العام المقبل
بغداد ـ طريق الشعب
أكد وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري، أمس السبت، افتتاح الإعدادية الرياضية في العام الدراسي المقبل.
وقال المكتب الإعلامي لوزارة التربية في بيان إن "وزير التربية ثبت عناوين مخرجات الإعدادية الرياضية التابعة إلى التعليم المهني بعد المصادقة على المناهج الدراسية الموضوعة من قبل اللجان العلمية لطلبة الفرع الرياضي".
وكشف المكتب عن "افتتاح هذا الفرع الحيوي بواقع إعدادية رياضية في كل محافظة مع الامتيازات الضامنة لحقوق الخريجين مستقبلاً من خلال التنسيق مع وزارة التعليم العالي لقبولهم في (كلية التربية البدنية والعلوم الرياضية)"، لافتاً إلى "رفد النوادي الرياضية واللجنة الأولمبية بخريجي الإعدادية التخصصية التي سترى نور الافتتاح لأول مرة على مستوى العراق مع بداية العام الدراسي الجديد".
وبين المكتب أن "وزارة التربية هيأت المستلزمات الضرورية لإنجاح هذه البادرة بدءاً من الساحات والقاعات الرياضية والكتب حتى الملاكات التدريسية".
*************************************************
أسباب تراجع تصنيف منتخب العراق للسيدات
متابعة ـ طريق الشعب
استقر تصنيف منتخب العراق للسيدات في المركز 172 عالمياً من أصل 194 منتخبًا في التصنيف الدولي للفيفا. ولتسليط الضوء على أسباب هذا التراجع، أكدت عضوة الاتحاد العراقي لكرة القدم ورئيسة اللجنة النسوية، رشا طالب، أن الاتحاد ليس له دور في التصنيف الحالي للكرة النسوية.
وأوضحت أن "الاتحاد استلم مسؤولية الكرة النسوية منذ فترة قصيرة، وبدأنا من الصفر في جميع الأمور المتعلقة باللعبة"، مشيرة إلى عدم وجود دورات تدريبية أو إشرافية أو إدارية حالياً، لكنهم بدأوا بتفعيل جميع هذه الأنشطة.
وأضافت طالب أن "العمل على تطوير الكرة النسوية يتطلب وقتاً وصبراً"، مبينةً أن اللجنة تعمل جاهدة لتأسيس جيل قوي ومنتخب وطني يحمل اسم العراق بقوة.
وأوضحت أن الاتحاد استطاع، خلال الفترة القصيرة، تشكيل أربعة منتخبات وإطلاق دوري للساحات المكشوفة والصالات، بالإضافة إلى العودة للتصنيف الدولي بعد غياب دام أكثر من ست سنوات.
وأكدت رشا طالب أن الاتحاد يلتزم بتطوير الكرة النسوية وأن هناك جهوداً كبيرة تُبذل لتحقيق تقدم ملحوظ في المستقبل القريب.
**********************************************
أربع لاعبات يعززن صفوف فتاة كركوك
كركوك ـ طريق الشعب
أعلنت إدارة نادي فتاة كركوك، أمس السبت، عن قائمة لاعباتها الدوليات اللاتي سيمثلن فريق كرة اليد النسوي بالدوري العراقي الممتاز للموسم الجديد.
وقالت رئيسة الهيئة الإدارية للنادي زينب السعدون في بيان إن "نادي فتاة كركوك جدد عقد اللاعبة بريا سليمان للموسم الثالث على التوالي، فيما تم استقطاب كل من اللاعبات إيمان مغديد، وشيراز أحمد، وآلاء سالار لتشكيلة الفريق، وجميعهن قادمات من نادي فتاة أربيل". وأضافت: "دعمنا صفوف النادي بهدف الاحتفاظ بمستوى الفريق بضم اللاعبة شهد محمد القادمة من نادي الطلبة بهدف تحقيق لقب الدوري مجدداً".
*********************************************
الأندية العراقية تواصل استقطاب المحترفين من الأردن
متابعة ـ طريق الشعب
حسم سالم العجالين نجم منتخب الأردن وفريق الفيصلي وجهته المقبلة، حيث ينتظر أن يتوجه إلى العراق للاحتراف مع فريق الحدود الذي قدم له عرضًا ماليًّا جيدًا، وأعلن اللاعب اتفاقه مع نادي الحدود.
ويبدو أن الأندية العراقية أصبحت أكثر قناعة في اللاعب الأردني، وبخاصة بعد تتويج منتخب "النشامى" وصيفًا لبطولة كأس آسيا 2024، حيث ارتفع عدد اللاعبين الأردنيين الدوليين، المحترفين في العراق، منهم محمد أبو زريق "شرارة" ومهند أبو طه وسالم العجالين ومحمد أبو حشيش.
ويخوض العجالين أول تجربة احترافية في مسيرته وهو يبلغ من العمر 36 عامًا، حيث يرى اللاعب أن الوقت حان ليخوض تجربة الاحتراف، بعد أن التزم طيلة السنوات التسع الماضية مع فريق الفيصلي ضمن الدوري الأردني.
ووجه العجالين رسالة إلى جماهير كرة القدم عبر حسابه في فيس بوك، حيث قال فيها: "أود أن أقدم كل الشكر والتقدير لإدارة النادي الفيصلي، وإخواني اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والطبية، والجماهير الوفية التي كانت دائمًا مصدر قوة وإلهام ومساندة لي".
وأضاف العجالين: "بعد سنوات مليئة بالذكريات الرائعة مع النادي الفيصلي، حان الوقت لخوض تحدٍ جديد في مسيرتي الاحترافية".
وأكمل: "الآن، أتطلع للمستقبل وأنا على أمل أن أكون دائمًا عند حسن ظنكم، سواءً هنا أو في محطتي القادمة في الدوري العراقي مع نادي الحدود، أو من خلال مشاركتي مع المنتخب، الفيصلي سيظل بيتي الأول، وستظل جماهيره في القلب دائمًا".
من جهة ثانية، تلقى رجائي عايد لاعب منتخب الأردن وفريق الحسين إربد عرًضا في الساعات الماضية ليلعب في الدوري العراقي.
ويعد عائد من الركائز الأساسية بصفوف فريق الحسين إربد، ويتمتع بمسيرة مميزة، حيث بدأ مشواره مع الوحدات وخاض تجربة في الدوري التايلندي، ويمتلك الخبرة الكافية والقروية كصانع ألعاب بارز.
وأشارت وسائل اعلام الى أن لاعب منتخب الأردن عايد قد يكون قريبًا من التوقيع على كشوفات فريق الطلبة العراقي، وينتظر أن يدرس نادي الحسين إربد العقد المقدم للاعب، قبل الرد على العرض المقدم، حيث يرتبط رجائي بعقد مع الحسين يمتد حتى نهاية الموسم الحالي.
**********************************************
وقفة رياضية.. القيادة الأولمبية الجديدة ما هو المطلوب؟
منعم جابر
كل تغيير في المجتمع يحدث هزة حادة وعنيفة ويتأمل الناس تغيراً مرافقاً لهذا الحدث، ولعل القطاع الرياضي قد مر بسنوات من الركود وانعدام العطاء.
لذا نتمنى أن هذا الركود الذي رافق العمل الأولمبي لما يقرب من 15 سنة، والذي لم تتقدم به الرياضة ولم تشهد أي تطوراً ملحوظاً، بل تراجعاً واخفاقاً وخاصة في ألعاب الساحة والميدان والمصارعة والملاكمة ورفع الاثقال والسباحة وغيرها.
واليوم، وبعد استبدال وتنحية القيادة الأولمبية - قبل عدة أشهر – ما هو المطلوب من القيادة الجديدة والتي يتواصل عملها حتى العام 2026؟ إن الواقع الرياضي يعاني من التمزق والتشتت، مما أضاع علينا الكثير من الفرص المواتية للنجاح والتقدم.
إن على القيادة الأولمبية الجديدة أن تؤسس لواقع رياضي جديد يعتمد على الكفاءة والنزاهة والوطنية وأن يتم إبعاد المشبوهين والفاسدين من العمل في الميدان الرياضي، وأن تصدر قوانين جديدة للمؤسسات الرياضية، يكون على رأسها العمل في المؤسسات الرياضية لدورتين انتخابيتين فقط، لأن البعض من العاملين في تلك المؤسسات، أخذوا يتشبثون بالكرسي لسنين طويلة، وأصبحت وكأنها ورث لهم!
هنا أطالب القيادة الأولمبية الجديدة بضرورة استحداث لجنة خبراء ولجنة دراسات تضم نخبة من الأكاديميين من أهل الرياضة لتقييم العمل الرياضي والإداري والمالي في المؤسسات الرياضية بكافة اشكالها.
ومن خلال هذه الخطوات نساهم في خلق قيادات رياضية قادرة على تحقيق الإنجازات الرياضية من جهة مشاركاتها الداخلية والخارجية ومراقبة حساباتها ومتابعة صرفياتها.
نأمل من القيادة الأولمبية الجديدة أن تعطي مثالاً حياً في السيطرة على القطاع الرياضي وخلق أجواء من الثقة من أجل تحقيق الإنجاز الرياضي والنجاح في البطولات وحصد الأوسمة من أجل رياضة عراقية ترفع اسم الوطن عالياً.
************************************************
الإسبان يعولون على بادوسا في سينسيناتي
أوهايو ـ وكالات
حجزت الإسبانية باولا بادوسا بطاقة التأهل للدور ربع النهائي لبطولة سينسيناتي المفتوحة للتنس، ذات الـ 1000 نقطة، بعد فوزها على اللاعبة الكازاخية يوليا بوتنتسيفا في الدور ثمن النهائي بواقع مجموعتين دون رد.
وتمكنت الإسبانية من الفوز على بوتنتسيفا بنتيجة 6-4 و6-4 في مباراة استغرقت ساعة و53 دقيقة.
وستواجه بادوسا في الدور ربع النهائي اللاعبة الروسية أناستازيا بافليوتشينكوفا التي نجحت في إقصاء الصينية شينج كينوين بعد الفوز عليها بنتيجة 7-5 و6-1 في مباراة دامت لساعة و17 دقيقة.
وبهذا، باتت بادوسا هي الأمل الوحيد المتبقي لإسبانيا في البطولة بعد إقصاء كل من كارلوس ألكاراز من الدور الثاني على يد الفرنس جايل مونفليس وبابلو كارينيو من الدور ثمن النهائي على يد الألماني ألكسندر زفيريف.
***************************************************
الصفحة العاشرة
الملامح الرئيسية للاقتصاد الريعي في العراق وإشكالياته الكبرى تزاوج بين سلطة القمع وسلطة المال
د. صالح ياسر
إن شكل الدولة والدور المنوط بسلطتها يجسدان طريقة جديدة للاستبداد السياسي مؤقلمة مع “ظروف العصر” عبر التزاوج بين السلطة القمعية والسلطة المالية، وينشأ أشبه بالمجمع القمعي – المالي، لا تتحدد المواقع فيه على أساس القوة الاقتصادية، بل على أساس القرابة العائلية ومدى “الخدمة” التي يقدمها المنضوي لهذا المجتمع الى السلطة الحاكمة. ومن هنا يتعين فهم المؤسسة العسكرية كذلك وتحليلها في كل عمقها. إنه ليس مظهراً من مظاهر فرض إكراه الطبقة السائدة (أو الائتلاف الطبقي المهيمن) على بقية السكان (نموذج الدكتاتورية العسكرية التقليدية) بل وعلى الأصح إنه جزءاً من تشكل “العنف الشرعي” في سيرورة نشأة الفئات الحاكمة الحاملة لقيم العشيرة وتصوراتها.
تأثيرات الريوع النفطية خلال الفترة ما بعد 2003
على خلفية تعاظم الريوع النفطية نتيجة زيادة اسعار النفط الخام في السوق العالمية، تنامت سمات الطابع الريعي والخدماتي والتوزيعي للاقتصاد العراقي التي وظّفتها “النخبة” في توسيع شبكة “الزبائنية” الاقتصادية- الاجتماعية- السياسية، وتطوير آليات الاستيعاب والسيطرة.
وقد استفادت بعض الطبقات والفئات والشرائح الاجتماعية بدرجات متفاوتة من هذه الطبيعة المزدوجة للاقتصاد العراقي: الريعية – الخدماتية، حيث ان القطاعين يلعبان دوراً محورياً في تكوين الناتج المحلي الاجمالي، اذ يشكلان تقريبا ثلاثة ارباع هذا الناتج (بلغ متوسط الفترة 2014 -2021 حوالي 73.4% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي بالاسعار الثابتة)
ما الذي حصل بالملموس؟
نمت في إطار ذلك فئة بيروقراطية متموضعة في الشرائح البيروقراطية الحكومية والسياسية والعسكرية والأمنية العليا التي تنحدر في الأساس من الفئات الوسطى والفقيرة.
إن نقطة تكوين هذه الفئة حدثت جراء “حيازتها” لجهاز الدولة، أي انها “تملك” الدولة من خلال” حيازتها” لأجهزتها. وقد آلت إلى هذه الفئة، بفعل عملية نهب المال العام الشديدة، حصة كبيرة من ثمار “النمو الاقتصادي المرتفع جداً” الناجم بالاساس عن تعاظم الريوع النفطية. ويعني ذلك، بمصطلحات العلوم الاجتماعية، أن هذه الفئة قد امتلكت مصدراً اقتصادياً جديداً و”خاصاً” لقوتها يعزّز قدرتها على تطوير الشبكات “الزبائنية.
كما تنامى دور البورجوازية الطفيلية التي باتت تضم شرائح “رجال الأعمال الجدد” الذين عملوا في مجالين رئيسيين هما:
- كمقاولين ثانويين للقطاع الحكومي وقبلها مع (مؤسسات اعمار العراق) التي انشأتها سلطة الاحتلال في حينه؛
- أو في مجال الوساطة في عقود التجارة الخارجية التي كانت “العمولة” تشكل نسبة كبيرة من قيمتها الإجمالية.
ولإعطاء فكرة عن ريعية الفساد الأسود، ودورها في تشكيل هاتين الشريحتين، فقد قُدّرت ريعية الفساد نتيجة العمولات التي تدفعها الشركات الأوروبية في بعض بلدان العالم الثالث بما يتراوح بين 20 و50 في المائة من تكاليف التكوين الرأسمالي (المباني والمعدّات) فوق التكلفة الأصلية. وخلال هذه الفترة نشأ التحالف غير “المرئي” بين “النخبة” البيروقراطية وبين الفئة الطفيلية في إطار ديناميات العلاقة الزبائنية بينهما.
وتساهم هذه المعطيات في تفسير عزوف السلطات الحاكمة عن اجراء الإصلاحات المطلوبة. ويمكن القول إن الدخول الريعية تؤثر سلباً في عملية التحول إلى الديموقراطية، فاعتماد المالية العامة للدولة على الدخل الريعي أكثر من اعتمادها على الضرائب المستحصلة من المواطنين المكلفين، يضعف أثر مقولة “لا تمثيل نيابي للمواطنين من دون دفع ضرائب” كأحد دوافع التمثيل الديمقراطي. ومن هنا ليس مفارقة أن تترافق الريعية مع التسلطية، وأن تشكل أساس “أوتونوميا الدولة” أي استقلالها الذاتي عن المجتمع.
ومن جهة اخرى فإن ثمة ملاحظة مهمة لا بد من أبرازها هنا أيضا ونقصد بذلك التسييس المتعاظم لقطاعات من “البرجوازية الجديدة”. فنظرة سريعة للاحزاب الحاكمة والبرلمان تبيّن أنهما أصبحتا الساحة الأساسية لنشاط “الرأسماليين الجدد” السياسي. ويبدو أن “رجال الأعمال الجدد” هم احدى الفئات التي تشهد معدلا مرتفعا للتسييس في المجتمع العراقي الآن. حيث يلاحظ كيف ينشط هؤلاء في الالتحاق بالأحزاب المتنفذة والتعاون مع المليشيات المسلحة، وان بمستويات متفاوتة ترتبط بموقع الحزب المعني او الميليشيا المسلحة بصناعة القرار (بعدا أو اقترابا)، والاستحواذ على مناصب فيها، هذا بالإضافة بالطبع إلى خوض معارك شرسة من أجل انتزاع مقاعد في البرلمان العراقي. وعملية التسييس هذه لا تقتصر فقط على زيادة أعداد “رجال الأعمال” في مجلس النواب، ولكن على احتلالهم مناصب هامة فيه.
ربما يُطرح هنا سؤال قوامه: ما الجديد في إقبال “رجال الأعمال” على الاحزاب الحاكمة؟ ألم تكن تلك الاحزاب الحاكمة دائماً مفتوحة أمامهم؟ ألم يكن الحزب (او الائتلاف) الحاكم دائماً هو الجسر الذي يعبر عليه رجل الأعمال إلى “جنة” العلاقات الحميمة بالسلطة، وبالتالي تحقيق هدفه “الاسمى”: تعظيم الربح؟ الجديد في الموضوع في بلادنا هو أن بعض “رجال الأعمال الجدد” لا يدخلون الاحزاب المتنفذة اليوم من أجل تحقيق مصالح شخصية فحسب، بل إنهم وبسبب تعزز مواقعهم الاقتصادية فإنهم يريدون توظيف ذلك من اجل التأثير على السياسات العامة و تكييفها لمقتضيات نمو “رأسمالية” من طراز خاص، رأسمالية ريعية وطفيلية وفاسدة ونهّابة في الوقت ذاته.
ان النزعة السياسية المتنامية لـ “الرأسمالية الجديدة “ يتم حالياً احتواؤها في مشروع “رسملة” الدولة والمجتمع بشكل تدريجي وبما لا يتعارض مع المصالح الكبرى للبيروقراطية العليا، وهو المشروع “الإصلاحي”. هذا المشروع يتضمن تسوية بين البيروقراطية العليا والطفيلية والكومبرادور على اقتسام السلطة والنفوذ والثروة بما يرضي الجميع !!.
***********************************************
مذكرات خير الدين باشا في طبعة ثانية منقحة ومزيدة
صدرت حديثًا عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون (بيت الحكمة) طبعة ثانية منقحة ومزيدة من “مذكّرات خير الدين باشا”، المصلح التونسي (1821 ــ 1889م)، وهو كتاب عرَّبه محمد العربي السنوسي عن الفرنسية، مع التدقيق والبحث في المراجع التاريخية التي توثق الفترة ذاتها.
وتنقسم هذه المذكرات إلى أربعة أبواب خصّص كل منها إلى طرح تجارب وأفكار خير الدين باشا.
وجاء الباب الأول تحت عنوان “المذكرة الأولى: إلى أولادي، حياتي الخاصة والسياسية”، وهو يوثق تجارب خير الدين باشا مع أهم المناصب التي تقلدها، وتحديدًا منصبي الوزير الأكبر في تونس، والصدر الأعظم في الإمبراطورية العثمانية في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، بما تحمله كل تجربة من تفاصيل تاريخية نحتت فكر وتصور خير الدين باشا الحداثي.
أما المذكرة الثانية فقد دون فيها خير الدين باشا برنامجه من خلال تقديم قراءة نقدية لتاريخ الحضارتين العربية والعثمانية، وطرح أفكاره المتعلقة بكيفية بناء دولة حديثة من دون التعارض مع قيم الإسلام، ومع احترام خصوصيات الشعوب. ومن ذلك ما ورد في الصفحة 136 من هذه المذكرات: “يستحيل غرس مؤسسات بلد في بلد آخر، حيث تختلف طباع الناس، وعاداتهم وثقافتهم، وكذلك ظروفهم المناخية”. علمًا أن خير الدين باشا كان أصدر سنة 1866 كتابا بعنوان “أقوم المسالك لمعرفة أحوال الممالك”، وهو كتاب مرجعي يتناول تاريخ القرن التاسع عشر من منظور خير الدين باشا.
وطرحت المذكرة الثالثة “القضية التونسية على ضوء المسألة الشرقية”، وقد خصص فيها مساحة للحديث عن “مصطفى خزنه دار”، وأورد بعض الوثائق التاريخية المتعلقة بالكوميسيون المالي.
أما المذكرة الرابعة والأخيرة التي جاءت بعنوان “إجابة على افتراء أو إظهار حق”، فتحمل مجموعة من الإيضاحات التاريخية حول ما نسب إليه في تلك الفترة، من ذلك اتهامه بالمساهمة في دخول الاستعمار الفرنسي إلى تونس.
كل هذه المعطيات التاريخية الهامة دونت في 320 صفحة من الحجم المتوسط، وتصدّر الإصدار تقديم بقلم الباحث الراحل عبد الوهاب بوحديبة (1932 ــ 2020) الذي صدرت النسخة الأولى من المذكرة خلال فترة إشرافه على مجمع بيت الحكمة، واعتُمد التقديم نفسه في الطبعة الجديدة، بالإضافة إلى تقديم ثان صاغه مترجم الوثيقة محمد العربي السنوسي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“ضفة ثالثة” – 25 تموز 2024
**********************************************
المنهج المادي وحضارات وادي الرافدين
ماجد الياسري
المعطيات العلمية المتوفرة اليوم عن حضارات وادي الرافدين القديمة غزيرة وواسعة وان كانت منقوصة بسبب محدودية اعمال التنقيب نتيجة الحروب المتعاقبة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وقلة التخصيصات المالية على الرغم من كثرة المواقع الأثرية التي تعد بالآلاف والتي تم جردها وتحديدها قبل نصف قرن من قبل العلماء الآثاريين العراقيين، ولكن تركتها الحكومات المتعاقبة قبل وبعد 2003 عرضة للسرقات والنهب (عدا إقليم كردستان الذي نفذ اعمالا مهمة من التنقيب واغنى المتاحف المحلية بلقى واثار جديدة في ما كان يسمى ميزوبوتوميا الشمالية في العصور القديمة) وأيضا لتأثير التغيرات المناخية ودرجات الحرارة المرتفعة.
وبسبب تنوع وتداخل التخصصات الاكاديمية الحالية حيث شملت المعطيات الحديثة بيانات مصدرها العلوم المرتبطة بدراسة العصور الجيولوجية واللقى التي عثر عليها علماء الحفريات والاثار عند دراسة مخلفات الانسان في الطبقات الأرضية وتقدير عمرها باستخدام تقنيات عده منها نظائر الكاربون 14 المشعة. وغطت هذه البيانات الفترة الممتدة ما بين العصر الحجري القديم الى ما بعد اكتشاف الكتابة، يضاف لها الدراسات الأنثروبولوجية حول التجمعات البشرية الاجتماعية التي استقرت على ضفاف تهري الفرات ودجلة بعد تشكل دويلات المدن حوالي الالف الثالث ق م مثل أور. ومن اهم الاستنتاجات هي تلك المتعلقة بديناميكية التغير في قوى وأساليب الإنتاج والتحول من مرحلة جمع والتقاط القوت ونبش الجذور والصيد الى اكتشاف الزراعة وتدجين الحيوانات وانتاج الطعام. وشكلت هذه البيانات بما تحويه من حقائق ذات قيمة علمية لبنات ساعدت على بناء فهم موضوعي واكثر دقة لهذه المراحل التاريخية في حضارات وادي الرافدين بعيدا عن قناعات وأوهام وشغف الباحث وقد تكون لها ابعاد سياسية أيضا. فعلى سبيل المثال تم في الغرب التضييق على البحوث التي استخدمت المنهج الماركسي في القرن الماضي لدراسة حضارات الشرق الأدنى القديم يقابلها ترويج للمقاربات الدينية في البحث عن مشتركات بين سرديات العهد القديم والجديد حول وادي الرافدين بشكل خاص. ومن المصادر المهمة هي تلك التي قامت بها مراكز الأبحاث السوفيتية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي والتي تم ترجمة القليل منها الى اللغة العربية وان غلب عليها الجدل بين من هو مؤيد او معارض لمقاربة النمط الاسيوي في الإنتاج. ولعبت السياسة دورا حيث ان سياقات الحرب الباردة نظرت الى المفهوم المادي للتاريخ كجزء من ترسانة الصراع الفكري الذي بمقدوره ان صح استخدامه سلاحا فكريا يدعم نضال الشعوب من اجل الانعتاق من النير الكولونيالي تحقيق التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
فحيث نظرت الفلسفات المثالية الى التاريخ ككمجرد احداث متتالية تسودها الفوضى يسيرها افراد او قادة او غوغاء وجد فيها ماركس الدليل على ان نظم التاريخ تخضع شان العلوم الطبيعية لقوانين موضوعية تتحكم في مسارها وتطورها الارتقائي. وواصل من جاء بعده من المفكرين الجهد من اجل تشخيص وتدقيق ونمذجة الجوانب النظرية وبما يضمن ان تكون فلسفة التاريخ جزءا عضويا من مفهوم الممارسة “البراكسيس” ويدعم الصراع على الجبهة الفكرية في النضال من اجل مجتمع انساني اكثر عدلا.
ولكن استمرت الإشكالات المرتبطة بالمقاربة المعتمدة لدراسة التاريخ الإنساني ومنها التحليل المادي الذي ينطلق من ان الفكر الماركسي ليس عقيدة او مذهبا بل نظرية تتطور وتغتني كمنهج لتحليل التاريخ والمجتمع وتوفر للباحث افقا فكريا تفتقر اليه المقاربات المثالية لسببين الأول هو انفتاحها على اخر النتاجات العلمية حول حضارات وادي الرافدين بشكل نقدي والثاني توفر فرصة للاستفادة من التجربة التاريخية في فهم النضال الثوري المعاصر وتقديم رؤى جديدة في رسم سياقات عملية التغيير نحو عراق ديمقراطي مزدهر تتحقق فيه العدالة الاجتماعية ودور فاعل في دعم السلام على صعيد المنطقة والعالم.
فالمقاربات التي تعتمد الجغرافيا او النوازع النفسية والشخصية وطموحات القادة او النظر الى التاريخ على أساس دائري تنمو فيه الحضارات ويتصلب عودها ثم تشيخ وتنتهي جميعها ما هي الا قراءات تختزل العمليات التاريخية المعقدة الى توصيف أحادي الجانب. اما المنهج الماركسي فينظر الى تاريخ حضارات وادي الرافدين القديمة في حركة دائمة عبر تطبيق القوانين الديالكتيكية العامة المتحكمة في التطور الارتقائي للحضارات والمجتمعات البشرية وبخصوصياتها الوطنية عبر تشخيص نمط التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية السائد في الزمان المحدد.
وكانت احد الاستنتاجات من طريقة التعامل النقدي مع المقاربة المادية هو الخلط بين القوانين العامة كونها تجريد نظري للحالة المثلى مع تجلياتها المتحققة والواقعية في بلد معين وفترة محددة حيث لا يمكن الاستعاضة بالملموس عن المجرد بل يكمل احدهما الاخر أي ان نقطة الانطلاق هي من الدراسة المتأنية للمرحلة التاريخية مثلا المرحلة (و تسمى في بعض المصادر حضارة العبيد ) التي ظهرت في الفترة ما بين 6500 الى 3700 نسبة الى تل العبيد قرب أور الذي تم تنقيبه منذ عام 1919 و تميزت بظهور المستوطنات القروية والمعابد واستخدام الأواني الخزفية المنزلية ذات الشكال الهندسية الملونة والمناجل المصنوعة من الطين المفخور في الجنوب او الحجارة والمعادن في الشمال. واهمية هذه المرحلة تكمن في طبيعتها الانتقالية بين المجتمعات البدائية الهائمة التي ساد فيها تنظيم المشاعية البدائية وظهور الدويلات المدن التي تميزت بتنظيم طبقي مميز، والتي ستغنى النماذج النظرية حول الانتقال الاقتصادي الاجتماعي من مرحلة الى اخرى. ونجد مثلا هذا الخلل في الدراسات التي قدمها بعض الماركسيين العرب مثل المفكر المصري الماركسي احمد صادق سعد ( 1919-1988)عن تكوين المجتمع المصري القديم حيث تم اسقاط الجوانب النظرية بشكل قسري لبرهنة موضوعة النمط الاسيوي للإنتاج على الحضارات الفرعونية القديمة.
فعبر توظيف البيانات والمعطيات العلمية المختلفة المتوفرة يتم تحديد شكل البنية الاقتصادية من قوى و أساليب وطابع العلاقات الاجتماعية والعناصر المختلفة للبنية الفوقية ومنها طبيعة الحكم القوانين والضوابط القانونية واشكال التعبير الروحي والديني من طقوس واساطير وعبادات وعلى أساسها رسم كيفية تمظهرها في العملية الارتقائية للمجتمعات.
فالقوانين العامة حول وسائل وعلاقات الإنتاج هو تجريد للعملية التاريخية لكشف أسس العملية التاريخية بجوانبها العامة كما تتمظهر وتتجسد مثلا في حضارات وادي الرافدين في مرحلة ما قبل التاريخ وبعد اكتشاف الكتابة او في العصور المتعاقبة والاستفادة من المعطيات عن دراسة حياة الانسان في بلاد وادي الرافدين منذ ان سكن انسان النياندرتال شمال وادي الرافدين ولاحقا مع انتشار الانسان الحديث في عموم وادي الرافدين.
ومن الجدير بالذكر أيضا ان الظواهر المناخية للحقب الجيولوجية في وادي الرافدين ما قبل التاريخ اختلقت عن تلك التي سادت في أوروبا. فمثلا خلال العصر البليستوسيني الذي بدا قبل 2588 مليون سن ولغاية 12000 حيث بدأت اخر حقبة تسمى بالهولوسين تميزت ببزوغ الحضارات والهيمنة المطلقة للإنسان في صراعه الابدي مع الطبيعة غطت الصفائح الجليدية والأنهار مساحات شاسعة في الأرض والمناخ الجاف البارد وانخفاض مستويات البحر وهو أيضا العصر الذي وجدت فيه بقايا اسلاف البشر في مراحل تطوره المختلفة في كافة ارجاء العالم و متغيرات جذرية في التنوع الاحيائي نتيجة انقراض اجناس حيوانية ونباتية وسيادة أنواع أخر عزيت الى التغير المناخي والصيد الجائر وانتشار الأوبئة اونتيجة انفجار ضخم، بينما اختلف الامر في افريقيا ومنطقة الشرق الأدنى القديم الذي تمير بالجفاف والرطوبة.
وطبقا للأدلة من بقايا ظهر اقدم جنس بشري “هومو هابيليس” الذي سبقه اشباه البشر او الانسان الماهر قبل 2.3 مليون سنة الذي كان قادرا على استخدام أدوات حجرية بسيطة يتم تشذيبها لجعلها اكثر حدة كأدوات قطع او البحث عن الجذور. وكانت هناك دلالات على ظهور مهارات في التفكير وإيجاد حلول ولكن مازالوا اقرب الى القردة ( كانت الحفرية العظمية “لوسي” التي عثر عليها في اثيوبيا وتنتسب لأسلاف البشر قبل 3.18 مليون عام قوية البنية و ماهرة في تسلق الاشجار وتمشي منتصبة القامة وتوفت نتيجة سقوطها من علو 12 متر ) بينما جاء لاحقا الانسان العاقل الذي عاش نمطا حياتيا مختلفا حيث يهيم في النهار وينام على الأشجار وقوته كان نبش الجذور او التقاط الثمار من الأرض وصيد الحيوانات او العيش في الكهوف التي ترك فيها صورا منحوتة حظيت باهتمام فني وانثروبولوجي.
وكان لعلماء الاثار تقسيمهم الخاص لتلك الحقب التاريخية حيث يفصل اكتشاف الكتابة في 2900 ق م في حضارة سومر بين عصور ما قبل التاريخ التي تميزت باستخدام الحجارة والعصر الحديدي حيث تم اكتشاف واستخدام الحديد، وتفصل بينهما مرحلة انتقالية سميت بالعصر البرونزي حيث ساد فيها استخدام النخاس كمعدن أساسي كما نشاهده في حضارة وادي الرافدين لصناعة الفؤوس والمجوهرات والأسلحة. وتميز العصر الحجري القديم (الباليوثي) الذي شهد متغيرات مناخية وجغرافية كان لها تأثير مباشر على حياة التجمعات البشرية في وادي الرافدين والتي نزحت من الجزء الشرقي من القارة الافريقية حسب ما توصلت اليه دراسات الجينوم البشري المحاكاة الحاسوبية وحيث تميز الانسان بمبادراته وقدراته على البقاء والذكاء على الرغم من التحديات والمخاطر الجمة. وحسب المعطيات الحالية فان اول من سكن منطقة شمال وادي الرافدين (كردستان العراق حاليا) هو انسان النياندرتال الذي عثر على بقاياه في كهف شانيدار والتي يعود تاريخها 65000-35000 ق م والذي تواجد في اسيا وافريقيا حتى انقراضه وتميز بمهاراته في الصيد وحياة روحية تجلت في استخدام الرموز وطقوس دفن الموتى بالزهور وبعده استوطنت الهجرات البشرية من الهومو سابين بلاد وادي الرافدين الجنوبية قادمة من شرق افريقيا.
*********************************************
الصفحة الحادية عشر
في ذكراه الثالثة والأربعين: رحيل شمران الياسري «أبوگاطع» وبقايا النذور
احسان شمران الياسري
كلما رأيتُ فلاحا مكدودا، تذكرتُ وجه أبي، شمران الياسري، الفلاح الذي زرع كل شيء. وكلما رأيت حقول الحنطة، تذكرت الفلاحين الذين كتب عنهم شمران ودافع عنهم لآخر لحظات حياته. وكلما رأيت السنابل ناضجة في مواسم الحصاد، تذكرته، حينما أدان الإقطاع وآدان قسمته الظالمة.
في كل ما كتب شمران، كان إحساسه بالناس لا يحيد عما يشغلهم، هو صاحب المجسات التي تعرف ما يوجعهم ومواضع أوجاعهم. فهو لم يكن متفرجا، بل شريكا، وأحيانا دليلا لهم.
فكل الأوجاع كانت تتمثل له مثلما تؤلم أهلها. وكانت أكبر أوجاع العراقيين في الأرياف، وفي قلوب الفلاحين.
أوجاعٌ أصلها الفقر ثم الجوع فالأمية فالجهل.. وبعد ذلك تنهض الفطرة السليمة النقية التي تعوض عن الفقر بالقناعة والشرف، ويعوض الإيمان والثورة بداخل الناس عن فرص التعليم.
كان شمران دليل الفقراء والمحرومين من الخبز والحقوق.
شمران تجربة إبداعية من تجارب مثقفي العراق، رغم كل إبداعات الكتاب والشعراء والروائيين والصحفيين. فتجربته الغنية في خصوصيتها لم يتجرأ أحد على الخوض فيها بسبب السد العالي الذي بناه شمران، دون أن يقصد، لخوض الآخرين تلك التجربة. فلم يمتلك أي من مثقفي العراق هذه القدرة العجيبة في الحديث بلغة الريف العراقي ثم بلغة المدينة ثم باللغة العربية الفصحى، اللغة الأنيقة التي كانت كل مفرداتها تظهر في مطبخ لغوي وفكري ثقافي وروحي متميز.
كانت تجربة شمران الياسري في الكتابة قد بدأت في وقت مبكر جدا ربما حين كان عمره حوالي 20 عاما، فكما يقول هو، بدأ وهو في الريف بكتابة المقالات وإرسالها إلى صحف بغداد ومجلاتها، وكانت تنشر ربما دون أن يعلم متى نشرت، ثم تصل له الأخبار أو تصله الجريدة أو المجلة. وعندما اصبح شيوعياً، صارت الكتابة مطواعة لقضية محددة، مع أن كتاباته السابقة كانت تتحدث عن هموم الناس ولكن مركبها لم يكن قد سلك النهر العظيم الذي هو فكر رفاقه الشيوعيين.
وحين قامت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة عام 1958 كان هو من الرعيل الأول الذي اشتغل في برامجها التوعوية والثقافية والتبشير بمبادئ الثورة وبخطوات الإصلاح الزراعي. وكان برنامجه الإذاعي وكتاباته في الصحافة هي زمن الثورة قبل اغتيالها في الثامن من شباط 1963 إحدى العلامات الفارقة في الإعلام العراقي.
فحين جرى اغتيال الجمهورية الأولى في ذلك اليوم الأسود من شباط، كان شمران في خضم الحدث المأساوي الكبير في العراق، ولكنه استطاع أن يرحل إلى الجنوب في محافظة واسط ليبدأ مع من تبقى من المطحنة البشرية التي فعلها البعثيون في آلاف الشيوعيين والوطنيين العراقيين، مسيرته في ريف العراق مع رفاقه.
ومع أن العمل النضالي الذي كان منخرطا فيه كان شديد الحساسية والخطورة، إلا أنه لم ينس وظيفته التنويرية حينذاك وباشر بإصدار نشرة او جريدة بخط اليد لإيصال أخبار الحزب والقوى الوطنية إلى الجماهير، ثم زوده الحزب بجهاز طباعة والذي يسمى الرونيو، مما سهل عليه إصدار أعداد أكثر وأوسع وأصبحت جريدته (جريدة الحزب) تصل إلى بقية محافظات العراق وإلى الذين انقطعت بهم السبل خارج العراق. ثم استكمل رسالته بإعداد حديث إذاعي تسجل منه عدة حلقات ويرسل إلى إذاعة “صوت الشعب العراقي” التي كانت تبث من براغ عاصمة جمهورية جيكوسلوفاكيا والتي حملت أخبار العراق ونشاطات قواه الوطنية. ومع كل هذا الزخم والجهد الإعلامي والتثقيفي الكبير، فإنه كان يحلم أن يكون روائيا على حد قوله، فبدأ بكتابه روايته (الزناد) بأجزاءها الأربعة خلال المدة من سنة 1964 ولغاية 1972 حيث صدرت في بغداد. وكنا نتابع جهوده في كتابة هذه الرواية أولا بأول، إذ كانت الكراريس والدفاتر التي يدون فيها روايته تعرض على رفاقه حين يأتون، ومنهم رفاق مثقفون وضباط سابقون وصحفيون.
ولتلخيص فرادة شمران الياسري/ أبو گاطع، بعد التجرد من العلاقة العاطفية معه، فإن أسلوبه في كتابة المقال اليومي ومعالجة قضايا الناس في ظروف كانت فيها الكلمة تساوي أحيانا (حز اللوزتين)، فإن سخرية أبوگاطع من النظام ومن البيروقراطية ومن الفساد لم تكن سخرية عادية بل كانت في قمة الجرأة وربما المغامرة في زمن بدأ فيه النظام يستقوي على الكل بما فيهم رفاقه. فكان الناس يتابعون مقالته اليومية وهم مدركون أنها نبض الشارع ومجس الحراك السياسي والشعبي، كما كان برنامجه اليومي (احچيها بصراحة يبوگاطع) الذي قدمه بعد عام 1968 لمدة أربعة أشهر قد احتل الصدارة في عديد من يستمع إلى إذاعة بغداد من أجله، حتى ضاق ذرعا به النظام ومسؤولوه وإعلاميوه فبدأت الضغوطات تكثر عليه إلى ان تم منع البرنامج.
وتبقى رواية “الزناد” الرباعية بأجزائها الأربعة ثم رواية “قضية حمزة الخلف” واحدة من أهم الأعمال الروائية التي غطت فترة زمنية تجاوزت أربعة عقود من تاريخ العراق الحديث، ابتداء من انتهاء ثورة العشرين وما فعله المستعمر بالعراق، حين خلق طبقة الاقطاع والأذناب، وغيّر بشكل متعمد علاقات الإنتاج التي كانت علاقات أبسط بكثير مما أوجده المستعمر، ثم الانتفاظات والثورات التي مرت بالعراق وصولا إلى ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وما بعدها.
لقد حكى شمران القصة العراقية الغريبة من خلال روايته “قضية حمزة الخلف” التي تناولت مصير العراق والعراقيين بعد شباط الأسود.
في هذه الليلة التي نستذكر فيها رحيل مبدع كبير وروائي وصحفي وإنسان، نقول أن بقايا النذور التي بدأها شمران الياسري لم تزل موجودة ولم يزل الجمر تحت الرماد في العراقيين ومثقفيهم والوطنيين منهم، ممن يرون في العراق تلك البقعة التي باركها الله تعالى على كوكبنا، ولم يزل الأمل معقودا بالعراقيين لتغيير حياتهم نحو الأفضل.
**************************************
آب.. يأخذ الغالي والنفيس من قاماتنا الوطنية والابداعية
حسب الله يحيى
كنا نحسب ان الموت، لا يمكن ان يطال من نحبهم ونتغذى على أفكارهم وقيمهم وابداعهم؛ “الا ان من نحبهم يختارهم الغياب بدقة” كما يقول جلال الدين الرومي. كنا نعتقد ان المنجزات الحية التي قدموها للبشرية، يمكن ان تستثنيهم، بوصفهم بناة عمران الانسان.. ذلك ان هذا البناء، هو الشيء الوحيد الخالد في هذا الكون.
ولأنهم بناة الكائن الذي يفكر ويعمل ويضيء للأجيال القادمة، رأينا ان الموت لا يمكن ان يطال حياتهم، لكنه على نحو آخر؛ يبقى عاجزاً عن موت عطاءاتهم الفذة. هذه حقيقة.. الموت عصي على أولئك الذين غذوا البشرية بنور علومهم ومعارفهم ومواقفهم.
من هنا وجدنا.. شهر آب، بكل ما يملكه من جمرات ومن غلظة ومن تعسف؛ يأخذ منا أربعة من خيرة معلمينا الذين اضاءوا امامنا دروب المستقبل، وعلمونا كيف نفكر وكيف نتخذ المواقف الوطنية، وكيف نبني مجتمعاً متعلماً ومنتجاً وفاعلاً في الحياة.
آب.. اخذ نفائس نادرة من القامات التي كان لنا شرف ان نقف عند منجزاتها الخالدة..
آب.. اخذ منا صاحب “النخلة والجيران” و “خمسة أصوات” غائب طعمة فرمان والذي كان دليلنا الى نفائس الادب الروسي، عندما ترجم لنا عناقيد الروايات الفذة. وشمران الياسري (أبو كاطع) الذي ترك بصماته اليومية في عمود صحفي، والذي لم نتبين حتى الآن كاتباً يرقى الى ما انجزه من حضور متميز، مثلما كانت علاقته بالريف علاقة حميمة، تعلمنا عن طريقها ذهنية الفلاح العراقي عن طريق “رباعيته الروائية” هي الأولى التي حفرت عميقاً في جذر القرية العراقية. كذلك عرفنا من : كامل شياع، كيف يكمل المسيرة في فكر تقدمي، حرص تماماً على ان يكون في متناول الجميع، بحيث لا يأخذ من الحياة بريقها في الوصول الى الناس، فهو الى جانب ذلك على خلق عظيم، ظل قرين كتاباته الفكرية الفذة والتي قرأنا منها: “اليوتوبيا/ معياراً نقدياً/ الفلسفة ومفترق ما بعد الحداثة/ تأملات في الشأن العراقي/ قراءات في الفكر العربي الإسلامي/ أوراق كامل شياع”. اما إبراهيم الخياط فقد كان قد بنى لنا “جمهورية البرتقال” ورسخ تقاليد عمل اداري في اتحاد الادباء والكتاب في العراق، غير مسبوقة، بحيث اصبح المثل الأعلى للتضحية من اجل الآخرين وكسب محبتهم واعتزازهم وتفاعلهم المخلص معه في جميع خطواته.
أربعة شخصيات.. حفرت عميقاً في الذاكرة.. نماذجها الفكرية والابداعية التي ستظل خالدة في مسيرة حياتنا.
*******************************************
الحياة على الطريق السريع
ريسان الخزعلي
تمر العجلات سريعا ً على الطريق السريع، تمر لكي تصل المُبتغى من لحظة الحياة. ورغم سكون الناس في داخل العجلات، لكنّهم يمرّون سريعا ً أيضا ً.
الحياة هي التي تمر ُّ لتأصيل وجودها في الأفق الأبعد، من أجل ماهو أبقى وأرقى وأنقى. أما الموت، فيبقى متمترسا ً في الكهوف السود.
رجل ٌ واحد ٌ كان يُفكّرُ هكذا ، كان ( مكتملا ً) في الوصف والصبوات النبيلة .
لم يرق ْ( لهم ) عقلا ً كهذا أن يمر َّ، ولابد من قطع ِالطريق بالظلام. وقد نسوا أنّه ضوء سيرتد ُّ إلى السماء يشكو الجحيم َ – جحيمهم، وما عرفوا:
هذا
نهر ٌ لم يسعْه ُ الحضور
وقد قصد َ السماء َ يشكو جحيم َ الأرض.
كامل شياع ، في طريق المرور السريع ، كان سريعاً ، يُرتّب ُ في عقله ِ ووعيه ِ ونبضهِ، كيف يجعل هذا المرور سريعا ً أكثر ؟، ولكن باتجاه نهار ٍ يُزيح فيه الغيم من بعض عقول ٍ آثرت جاهلية ً جديدة:
كم
كان َ قريبا ً من النبض ِ ..؟
وقد شاهدوه ُ منكشفا ً للبياض ِ
قابل َ الرصاص َمن طيبة ٍ بالإبتسامة ِ ..،
رد َّ التحيةَ.. /أن َّ يحيا من جديد على الطريق السريعه.
وما عرفوا:
كم كان َ موت ُ القاتلين َ بطيئا ً..؟
وموت ُ القاتلين َ بطيئا ً يكون...
وما عرفوا أيضا ً:
في طريق ِ المرور ِ السريع ِ كان المهرجان ُ / كاملا ً /
يُشيّع ُ قمرا ً تُحيطه ُ الفراشات ُ بالرفرفه...
كامل شياع، قد مر َّ سريعا ً، يُلوح ُ بالشهادة ِ/ علامة ِ الذين ليسوا كسواهم، من أجل وطنه ِوشعبه ِ وفكره ِ وإنسانيته ِ وحزبه ِ المجيد. وكأنّه ُ يُردد ُ قول َ الشاعر ( والت ويتمان ).. :
أجساد ُ الشبّان هذه،
هؤلاء ِ الشهداء المعلّقين َ من المشانق ِ– هذه القلوب التي
اخترمها الرصاص الكالح، والتي تبدو باردة ً، جامدة ً،
إنّها لتحيا في أمكنة ٍ أخرى، متدفقة الحيويّة .
إنّهم يَحْيون َ في شبّان ٍ آحرين َ، أيّها الملوك !
إنّهم يحيون َفي أشقّاء ٍ مستعدّين َ لأن يَتَحدّوكم ثانية ...
إذن، لم يكن ِ الموت، بل كانت الحياة ُ على الطريق السريع...
**********************************************
نصوصٌ حرجة
حسن النواب
(1)
لا تفزعوا،
ليستْ مفخَّخةً التي انفجرتْ؛
إنَّهُ قلبي.
(2)
احترسْ من الإنسان،
عندما يتجاوز الستين من العمر؛
فالحياة والعدم لديهِ سِيِّانْ.
(3)
لكثرةِ ما رحلَ من الأهلِ والأصدقاءْ،
احترفنا البكاءْ؛
وصارتْ مهنتنا الرثاء.
(4)
الغريب،
لا يحفل بعيد الفطر وعيد الأضحى؛
عيدهُ الذي ينتظرهُ؛
رؤية الوطن.
(5)
الطغاة؛ والساسة اللصوص؛
بعد أنْ سلبوا ثرواتهِ؛
وطردوا منهُ الضياء؛
ملأوا الوطن باليتامى والأرامل والثُكالى،
والفقراء والشهداء.
(6)
كُلَّما اختلفوا على الغنائم؛
أشعلوا النيران في البلاد.
(7)
المناصب للمزيفين؛
والعذابات للمبدعين.
(8)
المناصب تزول؛
لكنَّ المواقف تبقى.
(9)
أصدقاء الطفولة،
أبرياء وأوفياء؛
وأصدقاء النضوج،
قبض ريح.
(10)
الشعرُ؛
لا ينتسب إلاَّ للأرواح الكبيرة.
(11)
عندما يغار الشعراء منكَ؛
ويناصبوكَ العداء؛
تأكَّدْ أنكَ شاعر.
(12)
العفوي؛
أذكى الناس،
وأخطرهم.
(13)
المهجر جحيمٌ لنا؛
وفردوسٌ لصغارنا؛
والوطن فردوسٌ لنا،
وجحيمٌ لصغارنا،
يا لها من معضلة.
(14)
عندما كنتُ مراهقاً،
كانت نظراتي إلى الأرض،
من فرطِ خجلي؛
حتى انتبه والدي ذات يوم،
وقال:
بُني أنظر إلى الأفق؛
ومن يومها،
تغيَّرت حياتي.
(15)
إذا أردت معرفة عَظمة الإنسان،
أنظر إلى حجم آلامهِ.
(16)
لا أصدقاء؛
عند الإنسان الصريح.
(17)
الأنقياء،
يمتلكون روحاً؛
عرضها السماوات والأرض.
(18)
ما جدوى الشاعر،
الذي تحب الناس قصائده،
وفي دمه يجري الزعاف.
(19)
الموت صديقي؛
ولا أعرف متى يغدرُ بي؟
(20)
قيادة الشاعر لبلادٍ؛
أسهل بكثير،
من كتابتهِ لقصيدة.
(21)
الواثق من موهبته،
لا ينتظر تزكية من الآخرين.
(22)
ليس هناك أصدق من المجانين،
على الأرض.
(23)
عاهدتُ نفسي،
كل حرمان رأيتهُ؛
لا يراهُ أبنائي.
(24)
ليلة أمس بعد منتصف الليل،
حملتُ زوجتي إلى المشفى؛
كانت في حالة خطرة جداً؛
قلت في سرّي؛
إذا فارقت الحياة قبل وصولي إلى المشفى؛
أصدم السيارة بجدار وأموتُ معها.
(26)
قبلَ أنْ تكتب النص؛
تعلّمْ أنْ تلعب الشطرنج مع نفسك.
(27)
كثيرٌ من الشهداء،
يشتاقون إلى الحياة؛
لأنَّ الجنَّة لم تعجبهم.
(28)
الجنَّةُ،
تحت أقدام الطغاة؛
في كل بلاد مضطهدة.
(29)
كلُّ ما يدهشنا في الحياة؛
هو ما نعجز أنْ نفعلهُ.
(30)
لقد انتهى اليوم بسلام؛
ولكن هل سأبقى إلى يوم غد؟
هاجس الجندي في الحرب.
***************************************
جديد د. نادية هناوي وسميح حسين
* صدر للدكتورة نادية هناوي كتابها ( نقائص ونقائض علي الوردي في الميزان) بطبعة جديدة عن مؤسسة أبجد للترجمة والنشر والتوزيع. والكتاب يقع في أكثر من ثلاثة مئة صفحة من القطع المتوسط. ويتناول الكتاب التصنيم كظاهرة اجتماعية، ويتخذ من منجز علي الوردي مثالا تطبيقيا متبعا أسلوب المقايسة المعيارية في نقد منجز علي الوردي. وكانت الطبعة الاولى لهذا الكتاب قد صدرت عن دار غيداء الأردنية عام 2020.
* اخلع سمائك وانتظرني/ مجموعة شعرية للشاعر الفلسطيني سميح حسين، صدر مؤخراً عن دار ناشرون- حيفا.
*********************************************
الصفحة الثانية عشر
على طاولة "نادي الكتّاب" الكربلائي.. المخالفات الدستورية في تعديل قانون الأحوال الشخصية
كربلاء - مرتجى فاضل
ضيّف "نادي الكتاب" في كربلاء، أخيرا، المحامية در عباس العزاوي، التي تحدثت عن مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي وما يتضمن من مخالفات دستورية، في جلسة احتضنتها "مقهى بن رضا علوان" وسط كربلاء، وحضرها جمع من الحقوقيين والمثقفين والمهتمين في الشأنين القانوني والمجتمعي.
سكرتير النادي الرفيق خليل الشافعي، استهل الجلسة بالقول انه لا يمكن أن يُعدل قانون أو يُلغى إلا إذا كانت هناك أسباب موجبة لذلك.
وتحدثت المحامية الضيفة عن التعديلات المقترحة لقانون الأحوال الشخصية، وعن النعرات الطائفية التي دُست فيها، مؤكدة أن التعديلات تصادر حقوق المرأة التي كفلها القانون النافذ، وانها تتضمن مخالفة دستورية، لا سيما للمادتين 14 و41 من الدستور العراقي.
ولفتت إلى ان "المشرّع عمد إلى اقتراح تلك التعديلات لغايات سياسية واتفاقات ضمنية بين الكتل المتحاصصة في مجلس النواب، وان هذا الاجراء الذي تحاول اطراف متنفذة الاقدام عليه وتمريره يمس الحقوق التي كفلها الدستور، ويشكل خطرا سافرا على مستقبل العراق وشعبه".
وتابعت الضيفة قولها: "وعليه لا بد من سحب مشروع التعديل، والغاء هذه الفقرة من جدول أعمال مجلس النواب، والتعهد بعدم الاخلال بقانون الاحوال الشخصية، وقطع الطريق امام كل مشروع يعصف بالمجتمع العراقي ويؤجج الخلافات الطائفية"، مشددة على "أهمية أن تعيد السلطات الثلاث، النظر في الكثير من خططها وبرامجها، وتركز على القضايا الأهم والاكثر إلحاحا في البلاد، خصوصا الاوضاع الاقتصادية والصحية والخدمية، مع وضع معالجات ناجعة لمطالب الشعب المهمة والضرورية".
وشهدت الجلسة مداخلات ساهم فيها عديد من الحاضرين، بضمنهم الاستاذ حسن عريبي والاستاذ عبد الهادي البابي والاستاذ عادل والحقوقي ابراهيم حلاوي والمحامي وليد قحطان والمحامي نصير شنشول. وقد أجمع مقدمو المداخلات على أن الصراع الطائفي داخل قبة البرلمان وبين الكتل المتنفذة المتحاصصة، انعكس سلبا على تعديل وتشريع القوانين المعنية بتنظيم حياة المجتمع والأسرة والطفل.
كما رأوا أن "مقترح تعديل القانون ما هو إلا نسف لمرحلة معينة من تاريخ العراق السياسي، وهي مرحلة تأسيس الجمهورية العراقية 1958 إلى 1963. فقد بدأوا بعدم إضافة يوم 14 تموز يوما وطنيا في قائمة العطل الرسمية، وأكملوا الأمر باقتراح تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي اعتبر حين تشريعه عام 1959، من أفضل قوانين الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط".
******************************************
في الحلة.. "قانون الأحوال الشخصية بين الشريعة والقانون"
بابل - طريق الشعب
احتضنت قاعة "دار الود" للثقافة والفنون في مدينة الحلة، أول أمس الجمعة، ندوة حوارية بعنوان "قانون الأحوال الشخصية بين الشريعة والقانون"، قدمها المستشار القانوني وجدان المعموري وحضرها جمع من المثقفين.
وتناول المعموري في مستهل حديثه، قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959 ومقترح تعديله المطروح في البرلمان. فيما تطرق إلى الآراء الفقهية لمختلف المذاهب حول قضايا الأحوال الشخصية، مبينا ان القانون النافذ استفاد من تلك الآراء ولم يخرج عن الثوابت التي طرحها رجال الدين.
وأشار إلى ان التعديل المقترح لو تم تشريعه سيؤدي مستقبلا إلى تشظي الأسرة وإلى إحداث مشكلات كبيرة في المجتمع بفعل تعدد الآراء الفقهية واختلافاتها داخل الطائفة الواحدة، ما يهمش دور القضاء في الفصل في حالات الزواج والطلاق والحضانة.
وأكد المعموري ان القانون النافذ هو الفيصل في حل النزاعات الأسرية، بما ينسجم وحقوق الانسان والمساواة المنشودة بين أبناء الشعب.
وأثارت الندوة مداخلات واستفسارات طرحها العديد من الحاضرين، وعقب عليها المعموري بصورة ضافية.
*******************************************
تدشين مرحلة جديدة من تأهيل قلعة تلعفر الأثرية
متابعة – طريق الشعب
أعلن قائم مقام قضاء تلعفر في نينوى، خليل محسن، تدشين مرحلة جديدة من أعمال تأهيل قلعة تلعفر الأثرية وسورها.
وقال في حديث صحفي، أن "المرحلة الأولى من تأهيل القلعة، والتي نفذت بإشراف مفتشية آثار وتراث نينوى، شملت مساحة 300 متر من الموقع. ثم توقف العمل بسبب نفاد المبلغ المخصص من قبل الحكومة المحلية"، لافتا إلى أهمية القلعة من الناحية الأثرية، إلى جانب اهميتها كحاضنة لدوائر ومؤسسات حكومية قبل أن يحتل إرهاب داعش نينوى عام 2014، ويقدم على تدمير أجزاء منها، شأن الكثير من الشواخص الأثرية والتراثية في المحافظة.
وأوضح محسن أنه "لأن المبلغ المرصود سابقا لم يكف لإعمار جميع أجزاء القلعة، طلبنا مبالغ إضافية لإكمال العمل، الذي سيشمل إنشاء متحف ونصب للشهيد في موقع القلعة".
وبنيت قلعة تلعفر في العهد الآشوري. ثم جدد الرومان مبناها، وحكموا أسوارها. كما جدد الخليفة مروان بن محمد الثاني، آخر الخلفاء الأمويين، مبنى القلعة، عندما كان واليا على المنطقة. وقد سميت القلعة حينها بـ"قلعة مروان"، حتى ظن البعض أنها بنيت في العصر الأموي.
***************************************
يوميات
- يعقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الأربعاء المقبل، جلسة استذكار للشاعر الراحل إبراهيم الخياط، الأمين العام الأسبق للاتحاد، الذي كان له دور ثقافي ونقابي وإنساني في الحركة الأدبية العراقية، والذي ترك رحيله المفاجئ الموجع جرحا في قلوب محبيه من الأدباء والمثقفين والمناضلين.
الجلسة التي من المقرر أن يديرها د. جاسم محمد جسام، تبدأ في الساعة 6 مساء على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد بساحة الأندلس.
- يضيّف "ملتقى جيكور" الثقافي في البصرة، بعد غد الثلاثاء، الكاتب صباح عبد الرحمن ليلقي محاضرة بعنوان "المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ما لها وما عليها؟".
الندوة التي من المقرر أن يديرها الكاتب والصحفي شاكر الشاهين، تبدأ في الساعة 6 مساء على "قاعة الشهيد هندال" في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة.
********************************************
"سلامة اللغة العربية " في اتحاد الأدباء
متابعة – طريق الشعب
ضمن سلسلة "ورش في العمل الثقافي والإبداعي"، التي ينظمها الاتحاد العام للأدباء والكتاب بالتعاون مع مؤسسة "أنا عراقي.. أنا أقرأ"، احتضنت قاعة "مكتبة ألفريد سمعان" في مقر الاتحاد، يومي الخميس والجمعة الماضيين، ورشة بعنوان "سلامة اللغة العربية"، حاضر فيها أستاذ اللغة العربية الشاعر مضر الآلوسي بحضور مجموعة من الشباب.
وذكر الآلوسي في معرض محاضرته أن "الإحاطة باللغة العربية وعلومها أمر صعب جدا ومحال، لكون هذه اللغة حيوية ومتجددة، وكل من زعم بأنه أحاط بها فهو خاطئ"، مستشهدا بقول الشافعي في كتابه "الرسالة" أن "الفراهيدي بريء من القول الذي نسب إليه، بأن هذا آخر ما وصل إليه العرب في اللغة العربية. فالفراهيدي أنقى وأتقى من أن يقول ذلك".
وتطرق المحاضر إلى مدرستي اللغة العربية وعلومها عند الكوفيين والبصريين، ومواضع الاتفاق والاختلاف بينهما، مشيرا إلى ان اللغة العربية ترتكز على ثلاث ركائز، هي: الأسماء والحروف والأفعال.
وتحدث الآلوسي عن "الترخيم" وأنواعه، والذي يُعد من الظواهر اللغوية في اللغة العربية، وهو قائم على مبدأ الاختصار وحذف الكلمة للتسهيل. فيما شرح الفرق بين همزتي الوصل والقطع، مبينا ان الأولى غير مكتوبة، وتتصل بما قبلها، وكأنها غير موجودة، أما الثانية فهي مكتوبة ولا تتصل بما قبلها.
******************************************
قرأنا لكم.. عن المرأة في العراق
د. حسن مدن
ما عسانا نضيف عن ريادية المرأة العراقية، على مستوى وطنها وعلى المستوى العربي، في مجالات عدة؟ نظرة على منصات البحث ستقودكم إلى الكثير من المعلومات والأسماء حول ذلك، وهذا ما حدث معي وأنا أفكر في كتابة السطور التالية. مثلاً صادفني عرض قدّمه أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل إبراهيم خليل العلاف، ضمّنه أكثر من ثمانين اسماً لنساء عراقيات رائدات في التربية والتعليم والطب والأدب والغناء وحتى في السياسة، وشيء مشابه وجدته على موقع رابطة المرأة العراقية في مقال حمل عنوان «لمحات عن نساء عراقيات رائدات في تاريخنا المعاصر»، فيما نصادف للكاتب دلشاد حسين مقالاً عن رائدات العراق خلال مئة عام بعنوان: «أول طبيبة. أول محامية، أول وزيرة».
أخشى ما أخشاه حين يتعيّـن عليّ إيراد أسماء كأمثلة في أي مقال أكتبه، هو إغفال بقية الأسماء، إما جهلاً أو سهواً أو ببساطة لأن حيز المقال لا يتسع للجميع. إنه «شرّ لا بد منه» إذن، لذا سأكتفي بنقل أسماء بعض الرائدات العراقيات في مجالات مختلفة، أوردها دلشاد حسين، بينهن بولينا حسون أول صحفية ميدانية ومناصرة للنساء خلال العشرينات، ومؤسسة ورئيسة تحرير أول مجلة نسائية باسم «ليلى» عام 1933، والمحامية أمينة الرحال التي يقال إنها كانت أول امرأة تقود سيارة في العراق، والشاعرة نازك الملائكة أحد أهم رواد حركة الشعر الحر، وفي مجال الطب يرد اسم سانحة بلقيس محمد أمين زكي، التي ألفت كتاب «مذكرات طبيبة عراقية» أرّخت فيه للعديد من الأحداث والشخصيات العراقية آنذاك، والمهندسة والمعمارية زها حديد المولودة في الموصل عام 1950.
نريد الوقوف خاصة أمام اسم أول وزيرة لا في العراق وحده وإنما في العالم العربي، الطبيبة نزيهة الدليمي، وتيسّـر لي مشاهدة فيلم توثيقي أعدّته الصديقة الأديبة إنعام كجه جي عن هذه المرأة الاستثنائية، قبل وفاتها في المنفى بألمانيا، حوى حواراً مطوّلاً معها سلطت فيه الضوء على جوانب من حياتها الحافلة، وما يهمنا هنا أن هذه المرأة لعبت دوراً بارزاً في تشريع قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959، الذي ضمن جزءاً من حقوق المرأة العراقية، واعتبر، في حينه، قانوناً متقدماً على مستوى الشرق الأوسط.
لكي نرى أين كان العراق، قبل خمسة وستين عاماً حين صدر هذا القانون، وأين أصبح اليوم علينا معاينة أن السياسيين العراقيين المرتبطين بالأحزاب الحاكمة يسعون، بكل ما أوتوا من نفوذ، لإدخال تعديلات على هذا القانون، تُفقِده جوهرَه، وعلى سبيل المثال فقط فإن قانون 1959، يحدد السن القانونية للزواج بـ 18عاماً، فيما يدعو رافضوه إلى إمكانية تزويج البنات في عمر لا يتجاوز تسع سنوات.
عن صحيفة "الخليج"
17/8/2024
*************************************************
في بيتنا الثقافي.. ندوة حول مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية
بغداد – طريق الشعب
عقد منتدى "بيتنا الثقافي" في بغداد، أمس السبت، ندوة بعنوان "تعديل قانون الأحوال الشخصية حاجة مجتمعية أم حاجة مذهبية؟"، تحدث فيها المحامي محمد جمعة والمحامية مروة عبد الرضا بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في القضايا القانونية والمجتمعية.
وخلال الندوة التي أدارتها الناشطة النسوية حذام يوسف، ألقى المحاميان الضيفان الضوء على قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959، وأهم مواده التي أنصفت المرأة في الزواج والطلاق والحضانة. فيما تطرقا إلى التعديل المقترح على القانون، والذي أثار موجهة واسعة من الرفض والغضب في أوساط الشعب والمجتمع المدني وحتى في البرلمان، بسبب مخالفاته الدستورية وتجاوزه على حقوق المرأة.