اخر الاخبار

الصفحة الأولى

على طريق الشعب.. أبداً مع الشعب وكادحيه وفقرائه

اثارت التعديلات المراد إدخالها على قانون الأحوال الشخصية رقم ١٨٨ لسنة ١٩٥٩ المعدل والنافذ جدلا على مختلف المستويات، واصطدمت وقد تبنّاها عدد من النواب، بمعارضة في البرلمان ذاته، ومن جانب جماهير ومنظمات وأحزاب وقوى سياسية، وفي الأساس من جمهرة واسعة من النساء.

وجاء هذا الرفض الواسع ردا على مساس التعديلات المقترحة بقانون يخص المرأة والاسرة والمجتمع، وذي صلة وثيقة بأسس البناء المدني للدولة والحياة المدنية، وبإمكانية بناء دولة المؤسسات والقانون.

واستندت المعارضة للتعديلات الى مواد دستورية صريحة وواضحة، منها المادة ٣٧ التي تنص في فقرتها الأولى على إن "حرية الانسان وكرامته مصونة"، وفي الفقرة الثانية على ان "تكفل الدولة حماية الفرد من الاكراه الفكري والسياسي والديني". فيما اكدت المادة ٣٨ بفقراتها الثلاث كفالة الدولة "حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل" وحرية الصحافة والطباعة والاعلان والاعلام والنشر و"حرية الاجتماع والتظاهر". كذلك ما جاء في المادة ٤٢ من ان "لكل فرد حرية الفكر والضمير والعقيدة".

فمعارضة أيّ من السياسات او مشاريع القوانين او أيّة إجراءات تمس بالحريات او تقيدها، هي حق مشروع، ويتوجب على الحكومة والدولة ومؤسساتها والقضاء ومجلس النواب توفير كل الضمانات للممارسة الفعلية لهذا الحق، ووقف أي انتهاكات وتجاوزات من طرف اي جهة او جماعة سياسية، وتحميل من يقدم على ذلك كامل المسؤولية عن حياة وكرامة المواطنين، نساء ورجالا.

وان ما حصل من اعتداء جسدي ولفظي،على المجتمعين الرافضين للتعديلات المشوِّهة للقانون  في النجف، وفي شارع الفراهيدي بالبصرة، هو تبرّم غير مقبول من الرأي الاخر المختلف، واعتداء مدان لا مبرر له، وانتهاك فظ لحقوق دستورية.

ولابد من الاشارة هنا كذلك الى ان الاعتداءات والطعون الشخصية واستحضار الماضي بصورة انتقائية، هي علامة ضعف وقصور حجة، وهي محاولة لصرف الانظار عن الصراع الفكري والاجتماعي والسياسي، الدائر حول القضايا الراهنة المتعلقة بتنظيم حياة المجتمع والاسرة، وبالحريات وحكم القانون والدستور والمرتكزات المدنية للدولة.

وكان بإمكان المتحمسين للتعديلات ان يقولوا كلمتهم سلميا، ويختاروا مكانا آخر بعيدا عن تجمع رافضيها، ويبتعدوا عن الالفاظ النابية التي يفترض الا تصدر عن أناس يدّعون التمسك بالفضيلة، وعن الاعتداء السافر على النساء العزل، الذي يُشين من أقدم عليه ويخزيه.

اما الشتائم التي اطلقت ضد حزبنا الشيوعي، فهي وللأسف عودة غير محمودة الى ما سبق وتأكد بآلاف الأدلة ضرره وبهتانه، وهي اعتداء وقح على حزب عريق ومناضل، قدم وما زال آلاف الضحايا من الشهداء والمفقودين والمغيبين، وهو حزب مجاز قانونيا ودستوريا. فاين الحكومة والقضاء من اعتداءات كهذه، ليس فقط على الحزب، بل وعلى هذه المؤسسات التي يفترض بها تطبيق القانون على الجميع؟

انها اعتداءات مرفوضة ومستنكرة، ونحن نحمّل مرتكبيها ومن يقف وراءها من افراد او جماعات، المسؤولية الكاملة عن هذا التطور الخطر، الذي يفند ادعاء القوى الحاكمة الحرص على الرأي والرأي الاخر، واحترام التعددية والديمقراطية. وان ما حصل كان اختبارا جديا لهذه المواقف، ولمدى تقبل الرأي المختلف، لاسيما وان رافضي التعديلات مارسوا حقهم الدستوري بكل انضباط وحرص.

واننا لنؤكد للمرة المليون بطلان هذا الممارسات، بغض النظر عن صراخ البعض وتلفيق التهم، فابناء شعبنا يعرفون جيدا من هو الحزب الشيوعي العراقي، ويعرفون مواقفه واحترامه لأتباع الأديان كافة، وحرصه الثابت على ضمان تأديتهم شعائرهم الدينية.

ولقد سبق لمثل هذا التجاوزات والتجاوزات ان جُرّب وعاد بالخزي على مرتكبيه، وهو بالقطع لم يُثننا سابقا عن مواقفنا وسياساتنا، ولن يزيدنا اليوم الا إصرارا على البقاء مع جماهير شعبنا الرافضة لتقييد الحريات، وتنميط الحياة، وتقزيم الديمقراطية، والنيل من المرأة وكرامتها وحقوقها، تحت أيّ مسمى كان، كذلك في الدفاع عن الكادحين والفقراء والمهمشين، والتصدي  للفساد والمرتشين والفاسدين والسلاح المنفلت، والدفاع عن حقوق اغلبية العراقيين المكتوين بنار أزمات المحاصصة والطائفية السياسية، وطموحهم المشروع الى حياة آمنة وكريمة في عراق مستقل ومزدهر.

***********************************************

رائد فهمي: نظام المحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية لا يحققان استقرارا سياسيا   

كوبنهاغن - طريق الشعب

في ندوة جماهيرية عقدت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، يوم 4 آب 2024، وحضرها جمهور واسع من بينهم ممثلون عن أحزاب ومنظمات يسارية وتقدمية عربية، وشخصيات إسلامية عراقية، وحقوقيون واقتصاديون وكتاب ومثقفون وأعضاء السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية في الدنمارك، إضافة الى رفيقات ورفاق الحزب وأصدقائه. ادار الندوة  الرفيق علي حسن.

وتناول الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى العراقي  موضوعات من الشؤون السياسية المحلية والعربية والدولية.

وجاء في حديثه: أن من مظاهر الأزمة البنيوية العامة في البلد غياب الرؤية الموحدة للدولة، والصراع حول الحصص السياسية والتجاوز على المال العام وتوزيع المشاريع الحكومية على القوى الرئيسية المتنفذة والشركات المعبرة عنها والعائدة لها ،مع وجود المكاتب الاقتصادية التابعة لاحزاب ماسكة بالسلطة ومتنفذة . وبما ان السلطة تعني المال عند المتنفذين، فإن الوصول الى السلطة  أوجد الصراع بين الكتل، وكذلك داخل هذه الكتل، وفي ظل هذه البنية لا يمكن استئصال الفساد الذي له امتدادات وجذور سياسية. وصارت هناك منظومات هي صاحبة القرار الفعلي إلى حد كبير في توزيع المشاريع، حيث وصل الأمر إلى أن نسبة غير قليلة من المناصب العليا في المؤسستين السياسية والعسكرية تباع وتشترى، والفساد تمأسس اليوم وهناك أرضية لإعادة انتاجه.

***************************************************

راصد الطريق.. في أولمبياد باريس أيضا حصدنا الفشل

حصد رياضيو الدول العربية في أولمبياد باريس 17 ميدالية متنوعة.

 وتوزعت الميداليات كالآتي: البحرين (4)، الجزائر (3)، تونس (3)، مصر (3)، المغرب (2)، ومدالية لكل من الأردن وقطر.

وسجل العراق غيابه عن الفائزين اولمبيا للمرة الـ16 على التوالي، حيث يعود آخر وأول وسام احرزه إلى عهد ثورة 14 تموز، وقد انتزعه الرباع الراحل عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما 1960.

وجعل هذا الفشل العراق يتشارك المواقع الأخيرة في قائمة الفائزين بميدالية وحيدة في تاريخه، مع دول مثل باربادوس وجيبوتي وجزر الأنتيل وساموا.

وكان متوقعا الا يحرز العراق أي وسام أولمبي هذه المرة كذلك، في ظل اهمال مختلف الرياضات وشحّ الإمكانات، رغم الأموال المخصصة للاتحادات والتي توزع للأسف على المقربين للأحزاب المتنفذة أو الجماعات المسلحة، دون اعتبار للتخصص والكفاءة. كما إن عدم الاهتمام بالرياضة في المدارس والجامعات، وتحويل منتديات الشباب إلى استثمارات تجارية ومقاهي، أسهم في هذا الفشل.

ويشمل النكوص الرياضة النسوية طبعا، في ظل التضييق الكبير الذي تواجهه، والذي يعزز الفشل المؤلم الذي لا أمل في ان يتراجع، مع بقاء أوضاع البلد على حالها الراهن.

***************************************************

الصفحة الثانية

الالغام لاتزال تغطي 2060 كيلومتراً مربعاً في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

اكد مدير إعلام دائرة شؤون الألغام في وزارة البيئة، مصطفى حميد، أن عملية تطهير أراضي العراق من الألغام مستمرة وفق الاستراتيجية المشتركة للسنوات 2023 - 2028 والتي أعدت بالاشتراك مع المؤسسة العام لشؤون الألغام في إقليم كردستان، وبين أن الأجهزة التنفيذية للجانبين تعمل بشكل مكثف وموسع أكثر مما مضى.

وأضاف حميد، أنه من أصل 6600كم مربع مزروع بالألغام من أراضي العراق وإقليم كردستان، تمكنت فرقهم من تطهير 4540كم مربعاً من الألغام منذ 2003 والمساحة المتبقية التي لا تزال مزروعة بالألغام هي 2060كم مربعاً.

وأشار مدير إعلام دائرة شؤون الألغام إلى أن فرقهم تعمل الآن على تطهير ما بين 400 و450كم مربعاً آخر من الألغام في جميع المحافظات.

وذكر حميد أن حصة الأسد من الألغام كانت من نصيب محافظات البصرة وديالى وبابل والأنبار، إلى جانب وجود كميات كبيرة من العتاد غير المتفجر في محافظة المثنى.

وأعلنت دائرة شؤون الألغام في الوزارة والمؤسسة العامة لشؤون الألغام في كردستان يوم (9 آب 2024) في مراسم جرت ببغداد عن خطة استراتيجية وطنية مشتركة لشؤون الألغام وتطهير الأراضي منها ومن مخلفات الحروب.

وتشير الإحصائيات الرسمية للدائرة إلى أن أكثر من 30 ألف شخص لقوا مصارعهم أو أصيبوا منذ العام 2003 بسبب المتفجرات وبقية مخلفات الحروب في العراق.

*************************************************

ذوو المهن الصحية والطبية ينتزعون حقوقهم الاحتجاج يتواصل بأنواعه والحكومة عاجزة عن تلبية المطالب

بغداد ـ طريق الشعب

في ظل تزايد الأزمات التي تواجه العراقيين، شهدت الأيام الأخيرة سلسلة من الاحتجاجات في مختلف المحافظات، تعبيرًا عن الاستياء من السياسات الحكومية والتأخر في تلبية المطالب الأساسية للمواطنين.

فمن البصرة إلى السليمانية، خرج آلاف العراقيين إلى الشوارع للتظاهر، مطالبين بحقوقهم المشروعة.

الحقوق تنتزع

وشهدت مقتربات وزارة الصحة ببغداد احتجاجات كبيرة وموحدة، حيث اجتمع خريجو المهن الصحية من جميع محافظات العراق للتظاهر أمام بوابات الوزارة، مطالبين بحصصهم من التعيين المركزي، الذي يبدو أن الوزارة أوقفته قبل تعديل قانون ذوي المهن الصحية والتدرج الطبي أساسًا.

وقال عدد من خريجي ذوي المهن الصحية إنهم اجتمعوا من جميع محافظات العراق، وأن أعداد المتظاهرين تجاوزت الألف متظاهر. بالمقابل، شهدت التظاهرة تدافعًا واشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، ما أدى إلى تسجيل عدد من الإصابات، فيما أظهر مقطع فيديو إصابة متظاهر في رأسه في مشهد تكرر كثيرًا في تظاهرات الخريجين الذين يتلقون الضربات بدلاً من التعيين منذ سنوات.

وبعد معاناة كبيرة، انتزع الخريجون كتاب احتياج لهم من وزارة الصحة وذهبوا به سيرًا على الأقدام إلى مقر وزارة المالية، حيث دخل وفد من ممثليهم، ووعدت الوزارة بتعيينهم خلال يومين، وفقًا لما قالوه.

قطع الكهرباء عن منزل المحافظ

من جانب آخر، تظاهر العشرات في قضاء سيد دخيل في محافظة ذي قار احتجاجًا على شح المياه في القضاء الواقع شرقي مركز المحافظة. وبين مراسل “طريق الشعب” أن “العشرات من أهالي قرية آل حسن بقضاء سيد دخيل شرقي الناصرية نظموا تظاهرة غاضبة بسبب شح المياه الذي أصاب قريتهم في الآونة الأخيرة”.

وأضاف أن “المحتجين أقدموا على قطع التيار الكهربائي المغذي لمنزل المحافظ، مرتضى الإبراهيمي، وقريته في القضاء من خلال تطويق محطة الكهرباء في سيد دخيل، قبل أن يعود الأمر إلى طبيعته بعد تدخل بعض الجهات الحكومية”.

انقاذ الاهوار

ونظم العشرات من سكان الأهوار ونشطاء ومهتمين بالواقع البيئي وقفة على كورنيش حي القاهرة وسط مدينة العمارة، مطالبين بإطلاق المياه للأهوار وإنقاذ ما تبقى من أسماك وكائنات برمائية ومائية في الأهوار، كون شبح النفوق يهدد الحيوانات هناك. وقال عدد منهم إنهم يطالبون بإنصاف الأهواريين وإطلاق مياه أهوار الحويزة وإنقاذ الأسماك من النفوق، مبدين استنكارهم لما تفعله وزارة الموارد المائية وما تنتهجه من سياسات مائية قد تقصي الأهوار وسكانها من الحياة.

وكان نشطاء وسكان الأهوار قد تناقلوا فيديوهات توضح نفوق أسماك في هور الحويزة بكميات وصفوها بالكبيرة، محملين الجهات المعنية مسؤولية إغفال هذا الملف واستمرار الشحة المائية التي تهدد حياة الأهالي والحيوانات البرية والمائية في الأهوار.

قطع الاراضي

وتظاهر المئات من أساتذة وموظفي جامعة القادسية في محافظة الديوانية مطالبين بتخصيص قطع أراضٍ سكنية، فيما هددوا بالتصعيد.

وذكر مراسل “طريق الشعب” أن “المئات من موظفي الكوادر التعليمية في الجامعة خرجوا بتظاهرة غاضبة في الشارع العام، مطالبين بتخصيص قطع أراضٍ سكنية لهم أسوة بموظفي الوزارات الأخرى”.

وأضاف، أن “الكثير من الموظفين في الجامعة يمتلكون خدمة تتجاوز 35 عامًا، ولم يتم منحهم حتى الآن الأراضي السكنية في المحافظة”.

الى ذلك، تظاهر العشرات من موظفي ومعلمي مدارس قضاء الزبير غربي البصرة لمطالبة الحكومة المحلية بالإسراع بتوزيع قطع الأراضي السكنية المخصصة لهم ضمن إفراز طلحة الجديد.

وقال مراسل “طريق الشعب”، أن العشرات من موظفي التربية والمعلمين نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى قائممقامية القضاء، مطالبين حكومة البصرة المحلية بتخصيص قطع أراضٍ لهم أسوة بأقرانهم في الدوائر الأخرى.

وذكر المتظاهر حسين أحمد أنهم وعلى الرغم من سنوات خدمتهم الطويلة، لم يتم شمولهم بتوزيع قطع الأراضي، وأن هناك المئات منهم أحيلوا على التقاعد دون حصولهم على حقوقهم من تخصيص قطعة أرض سكنية.

فيما تظاهر العشرات من أبناء عشيرة “النويصرات” في قضاء الخضر بالمثنى مطالبين بتحسين الخدمات وتحقيق الوعود الحكومية، وذلك أمام مبنى قائممقامية القضاء.

أصحاب العقود في نينوى

وتظاهر العشرات من موظفي عقود إسناد “أم الربيعين” الذين لم يتم تعيينهم في عام 2012، مطالبين بتعيينهم على الملاك الدائم.

وقال مراسل “طريق الشعب” إن وقفة احتجاجية أقيمت أمام مجلس محافظة نينوى، طالب المتظاهرون خلالها بتسهيل إجراءات تعيينهم استنادًا إلى أوامر التعيين التي أقرها البرلمان منذ عام 2022، والتي تم إدراجها في موازنة عامي 2023 و2024.

وأشار المتظاهرون إلى أن “عدد موظفي إسناد أم الربيعين من نينوى الذين لم يتم تثبيتهم على الملاك الدائم يبلغ 924 موظفًا، ولم يحصلوا على حقوقهم بالتعيين حتى الآن”.

وأضافوا، أن “أقرانهم من المتبقين من عقود الإسناد في المحافظات الأخرى تم تعيينهم وباشروا عملهم في دوائر ديالى وميسان، بينما لم يتم تعيين عقود الإسناد في نينوى بعد”.

وطالب المتظاهرون الحكومة المحلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعيينهم، مشددين على أن البرلمان قد أقر ذلك ووزارة المالية خصصت التعيينات ضمن موازنة العامين الحالي والسابق. وطالب المتظاهرون الحكومة المحلية بالاستجابة لمطالبهم المشروعة وتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، مشددين على أن التهميش المستمر سيدفعهم إلى تصعيد الاحتجاجات حتى تلبية مطالبهم.

تمليك الاراضي

وطالب أهالي نحو 29 قرية في أطراف محافظة السليمانية الحكومة المحلية بتمليك أراضيهم التي اشتروها وفقًا لأوراق حكومية رسمية.

وقال نذاد عبد الرحمن، ممثلًا عن تلك القرى خلال مؤتمر صحفي، إن القرى تعاني من مشكلة في تمليك أراضيها، مبينًا أن التعامل حاليًا يتم وفق قانون رقم 957، الذي يقتصر على تملك المنازل فقط، بينما لا يشمل قطع الأراضي والهياكل.

وأوضح عبد الرحمن، أن الأراضي تم الحصول عليها من بلدية السليمانية في عام 2010، وهي مدرجة في “الماستر بلان” للقرى، ولكنهم فوجئوا بأن التمليك يتم وفق قانون 957 وخريطة “كايسترو”، مشيرًا إلى أن هناك 1670 قطعة أرض ومنزل، وقد تم تمليك 600 منها فقط.

وأكد عبد الرحمن، أنهم قد زاروا إدارة السليمانية، والتي تعهدت بمعالجة مشكلتهم وفقًا للإجراءات القانونية المتبعة، موضحًا أنهم في انتظار الحل المناسب، وبعده سيتخذون الإجراءات اللازمة.

اضراب عن العمل

هذا ونظم المحاضرون بالمجان في السليمانية وقفة احتجاجية أمام مبنى مديرية التربية في المحافظة.

وفي مؤتمر صحفي، أوضح محمد كمال، المتحدث باسم المحتجين، أن الوقفة الاحتجاجية جاءت اعتراضًا على ما وصفه بمخالفة ارتكبتها السلطات، عبر إصدار أمر وزاري بتعيين معلم بعقد وبراتب قدره 500 ألف دينار في أحد فروع تربية محافظة السليمانية.

وعد كمال هذه الخطوة مخالفة للأولوية، حيث ينبغي أن تكون التعيينات للمحاضرين المجانيين الذين قدموا خدماتهم في العملية التعليمية لسنوات دون مقابل. وأضاف كمال أن الإضراب الذي أعلنوه في الفترة الماضية لم يُنهِه المحاضرون الذين تأثروا بعدم تعيينهم.

ونظم عدد من موظفي الدوائر الحكومية في المحافظة إضرابًا عن العمل، احتجاجًا على تأخر الرواتب.

ونوه مراسل “طريق الشعب” إلى أن موظفين في دوائر الكهرباء والطابو وكتاب العدول في قضاء كلار وكفري ومناطق أخرى تابعة للسليمانية بدأوا إضرابًا عن الدوام بسبب تأخر صرف رواتب الموظفين في كردستان لشهر تموز.

وتُبرز هذه الاحتجاجات حجم التحديات التي يواجهها العراقيون في مختلف المحافظات، حيث تتعدد القضايا والمطالب، من التعيينات ومعالجة الشح المائي إلى التعديات على حقوق المواطنين. ومع استمرار هذه التظاهرات وتصاعدها، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة من الاستجابة لهذه المطالب وتجنب تصعيد الأزمة؟

***********************************************

الشيوعي العراقي يدين الاعتداء على الخريجين من المجموعة الطبية

تعرض عدد كبير من المتظاهرين من خريجي الاختصاصات الطبية، المطالبين بشمولهم بالتعيين، إلى الضرب من قبل القوات الأمنية، أمام مبنى وزارة الصحة، صباح أمس الاول الأحد.

واستنكر عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حسين النجار الاعتداء على المتظاهرين السلميين من المجموعة الطبية، وأكد وقوف الحزب مع مطالبهم المشروعة.

وشدد على ضرورة أن “تسمع الجهات المعنية مطالب المحتجين السلميين، الذين كفل لهم الدستور حق التظاهر السلمي، وأن تستجيب للمطالب المشروعة”.

وحمل النجار في حديث للمركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي “نظام حكم نهج المحاصصة الطائفية مسؤولية إيجاد الحلول المناسبة للعاطلين عن العمل”، وتابع “لقد أنتجت منظومة المحاصصة أعداداً كبيرة من العاطلين عن العمل، وتضاف إليهم سنوياً جيوش من الخريجين الذين لا يجدون فرصة عمل، بسبب التخطيط غير السليم وما نتج عنه من ضياع ثروات العراق وسوء الإدارة وتفشي الفساد وغياب الرؤى الاقتصادية والمالية وعدم السير على طريق التنمية وتنويع الاقتصاد العراقي بما يوفره من فرص عمل”.

وأكد الرفيق النجار “ضرورة أن تجري محاسبة المعتدين على المتظاهرين السلميين، وأن تتخذ القوات الأمنية أساليب حضارية أثناء حماية التظاهرات، والكف عن تكرار الاعتداءات على المتظاهرين السلميين، كونها تكررت في حالات عدة”.

************************************************

الصفحة الثالثة

في كوبنهاغن.. رائد فهمي: نظام المحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية لا يحققان استقراراً سياسياً  

كوبنهاغن - طريق الشعب

في ندوة جماهيرية عقدت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن يوم 4 آب 2024، وحضرها جمهور واسع من بينهم ممثلون عن أحزاب ومنظمات يسارية وتقدمية عربية، وشخصيات إسلامية عراقية، وحقوقيون واقتصاديون وكتاب ومثقفون وأعضاء السلك الدبلوماسي في السفارة العراقية في الدنمارك، إضافة الى رفيقات ورفاق الحزب وأصدقائه. ادار الندوة  الرفيق علي حسين.

وتناول الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى العراقي  موضوعات من الشؤون السياسية المحلية والعربية والدولية .

ازمة البلاد بنيوية شاملة

وجاء في حديثه: أن من مظاهر الأزمة البنيوية العامة في البلد غياب الرؤية الموحدة للدولة، والصراع حول الحصص السياسية والتجاوز على المال العام وتوزيع المشاريع الحكومية على القوى الرئيسية المتنفذة والشركات المعبرة عنها والعائدة لهامع وجود المكاتب الاقتصادية التابعة لاحزاب ماسكة بالسلطة ومتنفذة . وبما ان السلطة تعني المال عند المتنفذين فإن الوصول الى السلطة  أوجد الصراع بين الكتل، وكذلك داخل هذه الكتل، وفي ظل هذه البنية لا يمكن استئصال الفساد الذي له امتدادات وجذور سياسية. وصارت هناك منظومات هي صاحبة القرار الفعلي إلى حد كبير في توزيع المشاريع، حيث وصل الأمر إلى أن نسبة غير قليلة من المناصب العليا في المؤسستين السياسية والعسكرية تباع وتشترى، والفساد تمأسس اليوم وهناك أرضية لإعادة انتاجه.  إن تنفيذ أي برنامج حكومي يمرر وفق مصالح  وتوافقات محاطة بالفساد، والمشاريع لا تمنح بناء على معايير موضوعية بعيدة عن الفساد، والموازنة الأخيرة تضمنت تقديرات مبالغ فيها، ولأجل امتصاص احتجاجات شرائح اجتماعية منها بسبب البطالة، جرى اللجوء إلى إجراء التعيينات والتضخم فيها وهو قرار سياسي وليس اقتصاديا لاحتواء هذه الاحتجاجات.

انتهاك حقوق الأجيال القادمة

إن في بنية العمالة العراقية اليوم 40 بالمائة من القطاع غير المنظم الذين يمتهنون مهنا بسيطة وهم جزء من مجاميع الاحتجاجات، وهناك أربعة ملايين موظف رواتبهم تمثل 80 في المائة من ميزانية الدولة  التشغيلية، وعوائد النفط الذي هو ثروة ناضبة وأصل اقتصادي، وعندما يتحول من باطن الأرض إلى فوق الأرض يتحول أيضا إلى أصل اقتصادي، وتذهب وارداته في معظمها إلى الموازنة التشغيلية وتنفق لأغراض استهلاكية، وهذا يعني انتهاء حقوق الأجيال القادمة لكون النفط موردا ناضبا للأجيال القادمة حقوق فيه حيث يجري التصرف بها بتخصيص الإيرادات النفطية كليا للأنفاق التشغيلي الاستهلاكي من دون الاستثماري ولذلك تلجأ الحكومة إلى الاستدانة، فارتفعت المديونية وفوائدها إلى أرقام غير مسبوقة  لتبلغ حوالي 63 ترليون دينار أي ما يعادل 33 في المائة  من الموازنة، و هذا الرقم غير الاعتيادي جرى تقليصه بأسلوب غير علمي حيث تم في عام 2024 احتساب سعر البرميل 80 دولارا للبرميل الواحد في الموازنة، وهذا تقليص وهمي، وهو إجراء خطير ارتباطا بتذبذب أسعار النفط، اذن هناك استهانة بالاستدانة عن طريق البنك المركزي بصورة ملتوية والبنية السياسية انعكست على البنية الاقتصادية.

مليارات الدولارات تهرب الى الخارج

إن الذي حدث خلال السنوات الماضية هو أن ممثلي الكتل الذين تمتعوا بامتيازات مباشرة وغير مباشرة صارت لهم مصالح متميزة، وبما ان الدولة بنيويا غير فاعلة، فأن الموازنات الاستثمارية لا تنفذ إلا بنسبة قليلة، والجزء المنفذ في الغالب يتم عبر شركات وهمية، ولذلك تفاقمت مشكلة الخدمات ومنها الكهرباء، وعند الاستفسار عن مصير أموال البلد وفق الاعترافات الرسمية فأن الفساد ابتلع من 300 إلى 400 مليار دولار على مدى سنوات، أين ذهبت هذه الأموال؟ يمكن القول إن هذه الأموال تهرب للخارج وادخارها يتم خارج العراق، ولذلك صار راس المال العراقي المستثمر الأول في قطاع العقارات الأردني، والمستثمر الأول أو الثاني بقطاع العقار التركي، وكذا الحال في الإمارات ناهيك عن أوربا.

تعشيق مصالح  أصحاب المال والسلطة والسلاح والاعلام  

وبعد القيود المعروفة عادت بعض الأموال للعراق وذهبت للقطاع العقاري الذي ارتفعت فيه الأسعار. وإلى المراكز التجارية (المولات)التي تكاثرت بشكل لافت، وتبنى حاليا مراكز تجارية هي الأضخم في الشرق الأوسط. هذه الأموال أنشأت شريحة اجتماعية أثرت ثراءً فاحشا، ونشأ توافق بين أصحاب المال  السلطة  والسلاح  والبنوك والإعلام، ثم نشأت هوة بين هذه الاطراف وبين من يفترض أن يمثلون، وهم الأغلبية الساحقة، ومعروف أن أكثر المناطق التي تعاني من الصعوبات هي مناطق الوسط والجنوب فمثلا نسبة الفقر في المثنى 54 في المائة  وهذا يشير إلى فجوة فيما بين التمثيل والقاعدة.

 المسار السياسي للبلد بالغ الخطورة

البلد حاليا يعاني من ضعف التمثيل السياسي وترجمتها تتمثل في نسبة العزوف الهائلة عن المشاركة في الانتخابات التي تتجاوز الثمانين في المئة، وتم فقدان الثقة بالبُنية السياسية أي بالسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، وفقد الأمل بأن هذه البنية قابلة للتغيير في صناديق الاقتراع  بسبب تدخل المال السياسي واستخدام النفوذ العسكري في العملية الانتخابية، والعملية الانتخابية تعيد انتاج السلطة بشخوص مختلفين، وهذا يهدد الديمقراطية لأن المؤسسات الديمقراطية تفشل في أن تكون وسيلة للتغيير. وهذا المسار بالغ الخطورة، ففي غياب العدالة الاجتماعية لن يكون هناك استقرار سياسي، ونظام المحاصصة لا يحقق الاستقرار السياسي. سيادة الدولة لا يمكن المحافظة عليها في ظل نظام مكونات  وقوى تعتمد الطائفية السياسية وتارة تحتمي أو تتكئ على إسناد خارجي، فعندما نريد معالجة المشاكل الحالية علينا مغادرة الدولة المتشظية والاقتراب من دولة المواطنة، لأن الهوية الوطنية تراجعت كثيرا. ومما يثير المزيد من القلق في الأشهر والأسابيع الأخيرة، جرت عدة أمور تؤجج الهويات الطائفية والصراع الطائفي.  وفي هذا السياق يندرج مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 حيث يأتي هذا المقترح ضمن مسلسل المحاولات منذ عام 2003 من قبل قوى وأحزاب الطائفية السياسية التي استهدفت هذا القانون الذي يعتبر من انضج قوانين الأحوال الشخصية في المنطقة ويتم تطبيقه منذ أكثر من ستة عقود من دون مشاكل ذات شأن  تذكر. وليس من المصادفة أن تأتي هذه المحاولة بعد قيام مجلس النواب بإلغاء يوم 14 تموز كعطلة رسمية لطمس دور ومكانة والمحتوى التقدمي لثورة 14 تموز 1958. وبهذا المعنى يشكل التعديل المقترح ارتدادا عن البعد والمضمون الوطني والمدني للدولة، ومسعى لتكريس الانقسامات المجتمعية على أسس هوياتية دينية وطائفية على حساب الهوية الوطنية الجامعة. مقترح التعديل يتعارض مع المادة 2 أولا (ب) التي تنص على عدم جواز  سن قانون  يتعارض مع مبادئ الديمقراطية، والمادة 14  التي تنص على أن العراقيين متساوون أمام القانون والمادة 29 أولا  (ب) التي تنص على أن الدولة تكفل حماية الأمومة  والطفولة. كما أنه سيؤدي إلى انشاء 21 مدونة لوجود 21 طائفة في العراق و21 محكمة شرعية متخصصة ويسمح لعقد الزواج خارج المحكمة وما ينطوي عليه من مخاطر على حقوق المرأة في الإرث والنفقة والحضانة.

  فلمصلحة من  هذا الصراع ولماذا الآن؟  في الوقت الذي تواجه البلد والمنطقة تحديات خارجية، نجد اليوم بُعد الدولة المدني مهددا، والعملية السياسية أخذت تخوض صراعين؛ صراعا داخليا وصراعا خارجيا. الخارجي المعادي للعملية السياسية، والداخلي حول وجهة العملية السياسية . فهل يذهب البلد  نحو جهة تعزيز البناء الديمقراطي، نحو دولة مستوفية للشروط الديمقراطية، دولة تبنى وفق ما منصوص عليها في الدستور؟

من اجل التغيير الشامل

نحن نسعى للتغيير الشامل الذي لا يقوم بين ليلة وضحاها انما هو تغيير يسعى لتحقيق البعد المدني والديمقراطي للدولة وتعزيز الهوية الوطنية، وتشجيع القطاعات المنتجة على حساب القطاعات الريعية، والتغيير الشامل هو مهمة الشعب العراقي وليس مهمة حزب واحد أو مجموعة أحزاب، هو مهمة الأغلبية الساحقة المتضررة .

صمود بطولي للشعب الفلسطيني

وتطرق الرفيق فهمي الى  موقف الحزب من تطورات القضية الفلسطينية، مؤكدا أن ما تشهده الساحة الفلسطينية هو حرب إبادة بكل معنى الكلمة بدعم من الولايات المتحدة والغرب عموما، وهناك صمود بطولي وأسطوري للشعب الفلسطيني، نحن نتضامن بقوة مع الشعب الفلسطيني، وعلى الشعوب العربية أن تضغط على حكوماتها من أجل المزيد من الدعم للشعب الفلسطيني، وعلى العراق ان يستغل علاقاته الاقتصادية للضغط ولكسب مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني.

*****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة واعداد: طريق الشعب

لا لإجهاض أفضل القوانين

حول مشروع تعديل قانون رقم 188 للأحوال الشخصية، نشرت صحيفة (The Economic Times) مقالاً تحدثت فيه عما أثاره هذا المقترح من رفض شعبي واسع وجدل كبير لاسيما فيما يتعلق منه بتخفيض السن القانوني لزواج الفتيات إلى تسع سنوات فقط والأولاد إلى سن الخامسة عشرة سنة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرفض قد شمل حراكاً شعبياً وتوجيه انتقادات واسعة وإبداء مخاوف من أن يؤدي التعديل إلى زيادة زواج الأطفال والعنف والاستغلال الجنسي وسلب النساء ما حققنه من مكتسبات في مجال المساواة بين الجنسين.

تشريع الاضطهاد

وأكد المقال على أن معارضة منظمات حقوق الإنسان والجماعات النسائية ونشطاء المجتمع المدني لمشروع القانون، ينطلق أيضاً من خشيتهم من تأثيراته السلبية على تعليم الفتيات الصغيرات وصحتهن ورفاهيتهن، وارتفاع معدلات التسرب من المدرسة والحمل المبكر وزيادة العنف المنزلي، وإلى تآكل الحقوق المتعلقة بالميراث والطلاق وحضانة الأطفال، وتشريع القوانين على أساس الطوائف مما يهدد بتمزيق الوحدة الوطنية الضعيفة اصلاً، وتغول دور الأزواج حيث يمنح التعديل لفقه طائفة الرجل العلوية، والسماح بإبرام عقود الزواج خارج المحكمة.

تبريرات معيبة 

وذكرت الصحيفة بأن أنصار مشروع القانون يدّعون بأن من شأنه توحيد الشريعة الإسلامية وحماية الفتيات الصغيرات من «العلاقات غير الأخلاقية»، لكن المعارضين يعتقدون أن هذا التبرير معيب، وان التعديل سيكرس الفرقة بين المدارس الفقهية التي تفسر الشريعة، وسيعيد السلطة على حياة العوائل إلى رجال الدين وليس لمؤسسات الدولة.

وصاية ذكورية

ولصحيفة الغارديان البريطانية، كتبت زينب المشاط وعمر الجفال مقالاً أشارا فيه إلى أن مشروع القانون الجديد سيبيح زواج الفتيات في سن التاسعة، اي من شأنه أن «يشرع اغتصاب الأطفال»، إضافة إلى التضييق على حقوق المرأة ومنح رجال الدين سلطات أكبر، كما يفرض وصاية ذكورية على النساء بحيث لا يمكنهن اتخاذ خيارات حياتية مهمة كالزواج دون إذن مسبق من الزوج أو الأب أو الوصي الذكر.

وتطرق المقال إلى الحراك الشعبي الذي تشهده مدن البلاد اعتراضاً على هذه التعديلات المخيفة، في وقت وجه فيه أنصار التعديل اتهامات قاسية لمعارضية مثل الانحطاط الأخلاقي واتباع أجندات غربية.

ونقل المقال عن بعض النشطاء اعتقادهم بأن هذه التعديلات تأتي في سياق خشية القوى الحاكمة من تعزز دور المرأة في المجتمع، وهو ما إنعكس في مساهمتها النشطة بانتفاضة تشرين 2019، ولهذا سعى هؤلاء لغمط حقوقها عسى ان يحّجموا دورها المتنامي، معربين عن ثقتهم بأن هذه المحاولات لن يكتب لها النجاح.

انتقادات دولية حادة

ولصحيفة (الهند اليوم) كتب اريان راي مقالاً حول نفس الموضوع أشار فيه إلى تعرض مشروع التعديل لإنتقادات حادة من منظمات عالمية، ولاسيما ما يختص منه بخفض السن القانوني للزواج وتقويض الإجراءات القانونية المتعلقة بالميراث وحضانة الأطفال والطلاق. ونقل عن منظمة هيومن رايتس ووتش وصفها لهذا القانون بأنه السبيل لإعادة البلاد إلى الوراء فيما يتعلق بحقوق النساء والاطفال. وكانت المنظمة قد حذرت في وقت سابق من هذا العام من أن الزعماء الدينيين يعقدون آلاف الزيجات غير المسجلة كل عام، بما في ذلك زواج الأطفال، في انتهاك للقانون الحالي.

ووجهت منظمة اليونسيف من جهتها تحذيرات شديدة من عواقب زواج القاصرات، حيث رصدت بأنه ورغم تحريم القانون الحالي لذلك، فإن 28 بالمائة من النساء يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة، وإن 7 بالمائة يتزوجن قبل بلوغهن سن الخامسة عشرة، الأمر الذي سيقنونه هذا التعديل ويصبح شائعاً.

تراجع مريع

ولصحيفة (يوم الأعمال) كتبت تارون ميشرى مقالاً حول القضية أكدت فيه على أن مشروع القانون يمثل بكل المقاييس تراجعا حادا عن حقوق المرأة في مجتمع يتميز بالفعل بالمعايير الذكورية، مما يثير قلقا واسع النطاق بين المدافعين عن حقوق الإنسان.

وبسبب عدم وضوح الكثير من تفاصيل التعديل المقترح، ذكر المقال بأن النسخ السابقة منه كانت تتضمن أحكاماً تحظر على الرجال المسلمين الزواج من النساء غير المسلمات، وتشرع الاغتصاب الزوجي، وتقييد النساء من مغادرة منازلهن دون إذن أزواجهن.

ونقلت الصحيفة عن منظمة العفو الدولية رفضها للقانون ودعوتها لايقاف تشريعه، محذرة من أن التغييرات المقترحة قد تخلق «حلقة من النار حول النساء والأطفال».

إلغاء قانون راقِ

ولصحيفة ديلي ميل كتب جيمس راينولد مقالاً أشار فيه إلى أن قانون الأحوال الشخصية رقم 188 المراد الغائه تقريباً في تعديلات تتبناها قوى من اليمين الديني، يعّد من أفضل القوانين المطبقة في المنطقة، حيث يشترط للزواج العقل السليم وإكمال سن الثامنة عشرة، ويحمي النساء المعنفات، ويمنحهن حق إبطال عقود الزواج مع معنفيهن، ولا يضفي الشرعية على الزيجات غير المسجلة لدى السلطات، وهي مكتسبات تحققت بنضال طويل من قبل المجتمع المدني في العراق، ولهذا يرفع هذا المجتمع شعارات حادة ضد التعديل مثل «انتهى عصر العبيد» و»لا لزواج القاصرات» في مظاهرات احتجاجية واسعة.

************************************************

افكار من اوراق اليسار.. معا لحماية حقوق المرأة

إبراهيم إسماعيل

في خضم الحراك الشعبي للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية رقم 188، استلمت رسالة غاضبة من صديق، يستفسر مني فيها عن السبب وراء دفاع اليساريين وكل قوى التقدم والعدالة، عن قانون «يخالف شرع الله» حسب تعبيره، خاصة وأن مشروع تعديل هذا القانون، سيُنصف النساء ويعطيهن امتيازات غير مسبوقة كخفض سن البلوغ إلى التاسعة، وتدبير شؤون حياتهن وفق الفقه الذي يؤمنَّ به.

وإنسجاماً مع ما اعتدنا عليه من حوار حر، طلبت من صديقي أن يحتكم لعقله حين يقرأ ردي، بعيداً عما يثيره ويفعله «البعض» قبل أيام ضد نساء محتجات، وبالتأكيد بعيداً عن رأى نائب، قام بتكفير مخالفيه مؤخراً، مذكّراً صاحبي، بالخراب الذي سيلحق بنا جميعاً، إذا ما هيمن أيتام الملا عمر والبغدادي على المشهد.

لم يكن القانون، ياصديقي، مخالفاً للشرع يوماً، بل جامعاً لنصوص الفقه المختلفة، والتي تُنصف المرأة حقاً، تلك النصوص التي خضعت وتخضع للاجتهاد على مر العصور، والتي كانت دوماً نتاج أماكن وأزمنة ورجال يستنبطونها لخدمة المؤمنين بها وتيسير شؤون حياتهم. ولهذا جاء واحداً من أفضل قوانين الأحوال الشخصية، وأداة توحيد، تُصان بها الهوية الوطنية. 

ثم ألا ترى ياصديقي، بأن سريان مفعول هذا القانون على أغلبية أبناء الشعب، يقتضي أن يُّطرح لحوار مجتمعي وأن تساهم في مناقشته النخب الثقافية والعلمية والقانونية والدينية، لا أن يدبّر بليل مقايضاتِ مخجلة بين متحاصصين لا يمثلون سوى خمس الشعب، أو أن يُّسند أمره لأناس يعلنون جهاراً نهاراً بأن المرأة ناقصة عقل ودين ولا تعادل سوى نصف أدمي ولا يحق لها تبوء أي منصب يمت بصلة للولاية، ويوكلون التحكم في جميع شؤون حياتها إلى رجل، يحق له ضربها وحبسها في بيتها وتجهيلها، وأن يوقف الإنفاق عليها إن لم تعّد العلاقة معها ممتعة بما في ذلك تطبيبها وحتى دفنها، ويدفع لها أجر إرضاع أطفالها منه، وأن يطلقها متى يشاء ويتزوج عليها دون أن يُحسن العدل بينها وبين ضرائرها، وأن يكون وليها الذي يجبرها على الزواج حتى وإن لم تبلغ الحلم، ويحرمها من إرثها في الأرض، واخيراً يقتلها متى ما رأى في ذلك منفعة.

اننا نعترض يا صاحبي على قوننة التمييز والعنف ضد النساء، على تفشي الأمية الأبجدية والثقافية بينهن، على تدنى مستوى مشاركتهن السياسية وتهميشهن في الحياة الثقافية والإجتماعية وتقلص دورهن الإقتصادي، على تكريس مفهوم الهيمنة الذكورية في المجتمع، على استخدام النساء أنفسهن لبث مشاعر الإستسلام بين صفوف أخواتهن، على تكييف هذا الإضطهاد واللامساواة بأردية «معينة»، على تفعيل أبشع العادات البالية وذبح النساء كالنعاج. هل تدري ياصاحبي أن أغلبية المنتحرات هن ضحايا ما يسمى بجرائم القتل غسلاً للعار، هذا العار الذي يقرره الذكر لوحده وكما يشاء، هل زرت «مقبرة المنبوذات» في السليمانية حيث ترقد أكثر من ألف صبية قتلن «لإخلالهن بالشرف»، أو زرت «تلال الخاطئات» في ذي قار حيث يدفن الذكور ضحاياهم من نساء العائلة؟

هل اعتراضاتنا يا صاحبي، تخالف مقاصد الشريعة أم تتفق معها؟ انا أدعوك أن تعمل معنا في التصدي لأية نظرة ترى المرأة إنساناً قاصراً، ولمنع حدوث أي تراجع عن حقوقها، ولتبني مشاريع ترفع الحيف عنها وتعترف بمساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات، وأن نجد سوية لهذه البرامج أسانيد في ما توصلت له البشرية من تقدم حضاري وفي قراءة معاصرة لأحكام الدين. ولعل الخطوة الأولى أن نصون معاً القانون 188 ونمنع وأده.

*************************************************

الصفحة الرابعة

في يومهم العالمي شباب العراق.. واقع مرير واقصاء متعمد ومستقبل مجهول

بغداد ـ طريق الشعب

في مناسبة يوم الشباب العالمي، تتجلى بوضوح المأساة التي يعيشها الشباب العراقي، الذين يواصلون الاحتجاجات يوميا في مختلف مناطق البلاد، مطالبين بفرص العمل والخدمات، لكن الحكومات المتعاقبة منذ العام ٢٠٠٣، لم تعر أية اهمية لهذه الشريحة، التي تشكل النسبة الكبرى في المجتمع، بل أمعنت تلك الحكومات بسياسات التفريط وهدر الطاقات، ما دفع بتلك الاعمار الى التفكير بالهجرة من وطن لا يوفر لهم العيش الكريم.

وفي ظل غياب دور فاعل للشباب في صنع القرار وتفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، أصبحت المخدرات تنتشر كالنار في الهشيم، مهددة مستقبل جيل كامل.

 الحكومة تتلقى تقارير مضللة عن واقعهم

الناشط السياسي سعد عامر قال: ان القوى المتنفذة «تعمل على نزع الروح الوطنية لدى الشباب، وهذه مشكلة كبيرة سببها سياسات الحكومات التي توالت على ادارة البلاد، منذ ستينيات القرن الماضي والى يومنا هذا».

واضاف قائلاً، ان مشاكل الشاب العراقي عديدة وعلى صعد مختلفة ولا تقف عند حد معين، ولعل ابرزها هي المشاكل الاقتصادية، اذ اصبح ضحية للقطاع الخاص الذي لا يرحم  الشاب او يعطيه حقوقه التي نص عليها القانون، مع تهاون حكومي في تطبيق قوانين العمل في القطاع الخاص. وفي ذات الوقت اصبحت الوظيفة الحكومية تدفن قدرات الشباب، وتعطل الإنتاجية والابداع لديهم.

 وتابع قائلاً إن هناك جهلا قانونيا، وتدنيا في الوعي لدى الشباب. الكثير منهم يجهل اليوم طبيعة نظام الحكم في البلد، مبيناً ان الشاب يفترض ان يكون هو محرك الدولة واداة للتغيير، لكنه صار لا يعرف كيف يختار الجهة التي تمثله في البرلمان او مجالس المحافظات وتطالب بحقوقه،  وتحاول تحسين أوضاعه المعيشية.

واكد عامر، ان السلطة في البلاد تعزل الشباب وتقصيهم وتهمشهم، وفي الوقت الذي يفترض ان يتم استثمارهم في تحقيق التقدم، تعاملهم السلطات على انهم انداد او  اعداء، كونها تعتبر الشاب خطرا وقنبلة موقوتة ممكن تن تنفجر في اي وقت، وهذا ما شاهدناه في انتفاضة تشرين 2019، وكيف واجهته السلطات بالنار والرصاص.

وعن تقييمه للمبادرات الحكومية التي تخص الشباب ومستوى الاهتمام بهذا الملف، قال عامر إن «اغلب المستشارين المعنيين بأمور الشباب لدى الحكومة العراقية، يقدمون تقارير مضللة عن واقع الشباب وملاحظات ومعالجات لا تناسب واقعهم ومشاكلهم او احتياجاتهم، مستشهدا على ذلك بالمجلس الاعلى للشباب، الذي لم يعالج مشاكل الشباب او يقترح حلولا حقيقية لمشكلاتهم. بل ما نراه مجرد شو اعلامي ومؤتمرات شكلية للتقرب من السلطة لا اكثر ولا اقل.

ونوه الى ان أغلب «المسؤولين عن هذه المؤتمرات، وانا اتحدث بالنسبة لمحافظة نينوى، هم اشخاص سياسيون تابعون لأحزاب متنفذة، وليسوا شبابا مستقلين او ناشطين على مستوى المجتمع المدني. نحن نتحدث عن وجود فجوة وهوّة بين الحكومة والمنظومة السياسية الحاكمة من جهة، وبين فئة الشباب من جهة أخرى.

 وذكر عامر، انه «من المفترض ان يكون هناك اشخاص مستقلون يمثلون الشباب ويعبرون عن تطلعاتهم، ليكونوا مسؤولين عن هذه المجالس حتى تقدم حلولا وتوصيات ومعالجات حقيقية».

عزل واقصاء لهذه الفئة

فيما قارن المتهم في الشأن السياسي زين العابدين البصري، بين واقع الشاب العراقي وبين اقرانه في دول المنطقة، مؤكدا ان الفارق كبير وشاسع.

واكد البصري، ان الشاب العراقي «في حال يرثى له في كل الاتجاهات، على صعيد العمل و المكانة الاجتماعية والمشاركة السياسية. في كل هذه المسائل وغيرها لا نجد ان حال الشاب العراقي مشابه او على الاقل قريب من اقرانه في دول المنطقة، بل متأخراً بشكل كبير. كذلك نجده مهددا امنياً ان كان معارضا لنهج ومنظومة الحكم».

ونوه البصري الى ان «كل المشاكل التي يعاني منها الشاب العراقي والواقع المأزوم الذي يقاسيه، مرتبط بالسياسات التي تمارسها السلطات، وهي سياسات هدفها تجهيل الشباب وتقييدهم، فهي سلطة جاهلة وتنظر بعين واحدة الى قطب واحد ضمن الحلقة الضيقة لجمهورها، لكن هذه السلطات تدرك جيدا وتخشى انتفاضة الشباب، لذلك تعمل قدر الامكان على ابعدوهم عن الواقع السياسي الذي يقود الى تثقيف الشاب وتوعيته».

ووصف في سياق حديثه رؤية السلطة بالنسبة للشباب بأنها «رؤية قاصرة وخاطئة، وعلى سبيل المثال يتوهم المعنيون، انهم يعطون مساحة للشباب في المشاركة السياسية، لكننا في الواقع لم نجد حتى الان مشاركة حقيقية للشباب بداخل هذه القطاعات»، معتقدا «اننا سنصل الى نقطة معينة يقول فيها الشباب كلمته للطبقة السياسية. قد تكون نقطة اللاعودة بسبب تعمق الازمات وانحدار الواقع  وغياب افق الحلول والمعالجات الناجعة».

آفة المخدرات

الازمات التي تعصف بالشباب من كل حدب وصوب عديدة، وجميعها لا تقل اهمية وخطورة عن بعضها، وأحد اخطر هذه الازمات التي اقتحمت شريحة الشباب، هي آفة المخدرات.

وللحديث عن هذا الملف، بينت  رئيس مؤسسة عراق خال من المخدرات، ايناس كريم ان المخدرات متفشية بشكل مخيف بين اوساط الشباب في العراق.

واكدت في حديثها مع «طريق الشعب»، ان «اكثر فئة تخضع للعلاج هم المراهقون والشباب بين عمر 20 و 30 عاما. وهذه الفئة هي عماد ومستقبل المجتمع.

وقالت كريم ان «هذه مشكلة كبيرة، و تحتاج الى معالجات جذرية و اجتماعية. اغلب الشباب لديهم اسبابهم يبررون فيها تعاطيهم المخدرات، ونجد انها جزء من مشاكل يعاني منها المجتمع مثل البطالة والظروف والاقتصادية المتردية او بسبب المشاكل الاسرية و الضغوط الاجتماعية».

واكدت ان «الحكومة ملزمة بان تفهم وتعالج اسباب التعاطي، وتؤمن الحدود وتضبطها بشكل محكم لمنع تسلل تلك الآفة الى البلاد، وان توفر مراكز ومستشفيات معالجة بكل المحافظات، لإنقاذ اكبر عدد ممكن من الشباب ممن هم ضحايا لهذه الافة. وبموازاة ذلك، يجب ان تعالج المشاكل المجتمعية المتجذرة في العراق نتيجة لتداعيات وتراكمات الحروب والصراعات والازمات».

واوضحت المتحدثة ان «التعاطي لم يعد محصوراً بفئة الذكور، انما يستهدف كل فئات وشرائح المجتمع، الفتيات المتعاطيات نسبتهم غير قليلة»، لافتة الى ان»الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية كبيرة ومهمة في ما يخص المكافحة قياساً بالسنوات السابقة، ولكنها غير كافية، إذ نحتاج الى جهود اكبر، والى اجهزة امنية متدربة بشكل جيد على التعاطي مع هذا الملف الخطر.

واقع شبابي مأزوم

الى ذلك، قال الناشط مرتجى ابراهيم ان «الشباب يعتبر عماد المجتمع وأحد الأركان الرئيسية لبنائه، حيث البذرة الأولى التي ينطلق منها تطور المجتمع وازدهاره وتقدم البلد هي الشباب،  فالطاقات والامكانيات الكبيرة التي يمتلكها الشباب فكريا وثقافيا وعلميا تصب جميعها في تطور المجتمعات والشعوب».

وذكر إبراهيم في حديث مع «طريق الشعب»، ان «الشباب العراقي اليوم وبعد عقدين على تغيير النظام الدكتاتوري، لا يزال يعاني من سياسات فاشلة، جعلته لا يبرح مكانه، أو ان يعبر عن رأيه او يحقق طموحاته، بل كبلته بقوانين وقرارات ووعود، جعلت الكثير من الشباب يقبرون احلامهم وافكارهم ومشاريعهم».

واشار ابراهيم الى «انعدام مراكز البحث العملي وانتشار الجامعات والكليات الاهلية التي هدفها التربح بل وتجهيل الشباب».

واضاف قائلا ان «اغلب الخرجين من الدراسات الاولية وحتى العليا لايزالون يبحثون عن فرص عمل حقيقية توفر لهم ابسط مستلزمات الحياة والعيش الكريم، في ظل تفشي الفساد المالي والإداري في اغلب مؤسسات الدولة».

وزاد على حديثه بالإشارة الى ان «الحال ذاته بالنسبة للجانب الرياضي، اذ لا نجد ان هناك اهتماما كافيا او توفير ابسط مستلزمات الترفيه كالمراكز الشبابية والنوادي الرياضية، بل ذهبت الحكومات المتعاقبة نحو منح تلك المراكز _ التي كانت وعلى الرغم من قلتها حاضنة للشباب الواعي والرياضي _ كفرص استثمارية لرؤوس الأموال في سبيل تحقيق اهداف وغايات معروفة لدى الجميع»، مشيرا الى ان «الدليل على فشلنا هو مشاركة العراق في اولمبياد باريس الحالية 2024 حيث ان أفضل انجاز للعراق هو المركز السادس الذي حققه الشاب علي عمار في فعالية رفع الاثقال من ضمن 3 فعاليات فقط اشترك فيها العراق».

*********************************************

في مناسبة يوم الشباب العالمي «الشبيبة الديمقراطي العراقي»: الأمل معقود على شابات وشبان بلدنا

يحتفل شباب العالم اليوم 12 من آب بيومهم الدولي، وتأتي المناسبة في هذا العام وسط مجموعة من التحديات والأزمات العالمية، وتزداد الأمور تعقيداً بسبب الصراع الدائر الذي يقوده تجار الحروب والامبريالية ولادة الأزمات. فلا تزال الحرب مستعرة بين روسيا وأوكرانيا، والصراع يتصاعد في الشرق الأوسط، وتستمر حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، وتتفاقم معاناة السودانيين نتيجة الحرب، فيما يشهد العديد من البلدان تصاعد التوترات وتصل إلى استخدام السلاح لفض النزاعات، ويبقى المتضرر الأكبر منها الشعوب والشباب على وجه الخصوص.

وفي هذا المناسبة نحيي الشعب الفلسطيني الصامد الذي يتعرض إلى الإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الصهيوني وبدعم كبير من الولايات المتحدة والدول الغربية، وتواطؤ عربي رسمي.

وفي بلدنا أدت الأزمة المستعصية نتيجة حكم منظومة المحاصصة والفساد، إلى الفقر والبطالة والحرمان، وقلة الخدمات، وسوء التعليم، وانتشار المخدرات والجهل والامية، وارتفاع حدة الجريمة وانتشار السلاح خارج نطاق الدولة، وتزايد دور المليشيات، وتوسع ظاهرة التصحر وتلوث الهواء والبيئة، وتراجع الثقافة، وقلة المنجزات الرياضية، وغياب الإبداع والفن، وتراجع البلد في كافة المستويات.

فيما تعيش نساء البلد من الشابات أوضاعا صعبة جداً ومعقدة للغاية بسبب الظروف المحيطة بهن، وآخرها محاولة تشريع تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ وعدم مساواتها بالرجل وفق الدستور والقانون.

وتواجه الشبيبة هذه الأوضاع المأساوية بالاحتجاج السلمي والنضال المستمر من أجل تحقيق مطالبهم المشروعة، فيما تمارس قوى الحكم أساليب قمع وحشية لثنيهم عن تحقيق مطالبهم العادلة، اذ يجري رفع الدعاوى الكيدية ضد الناشطين والصحفيين، ويتم التقييد على نشاط منظمات المجتمع المدني، وجرى منع نشاط اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق من العمل في الجامعات والمدارس، وتستمر محاولة تشريع قوانين تحد من حرية التعبير، ويتعرض المحتجون باستمرار إلى القمع الوحشي.

ووسط هذه الأوضاع المأساوية، جرى تشكيل مجلس أعلى للشباب، العام الماضي، من قبل الحكومة العراقية، لكن نتائج هذا المجلس أظهرت وبشكل واضح هيمنة المنظومة السياسية على نشاطاته في محاولة لشراء الذمم والكسب الانتخابي، فلم نشهد منذ عام أي قرار يصب في مصلحة الشبيبة العراقية، رغم ما خصص من أموال كبيرة لهذا المشروع.

ووسط هذه الظرف، لا تزال الرياضة العراقية وهي المتنفس الأهم للشبيبة العراقية في أدنى مستوياتها، فما يحصل هو الاهتمام في كرة القدم فقط، والذي يسوده الكثير من الملاحظات نتيجة الفساد وتدخل القوى السياسية المتنفذة في إدارة هذا المجال. فيما يغيب دور وزارة الشباب والرياضة على المستويات الأخرى الثقافية والابداعية والعلمية، والمثال الصارخ هو تحويل المراكز الشبابية إلى الاستثمار للتجار ورجال الأعمال.

إن زملاءنا في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، يناضلون وسط هذه الأوضاع المأساوية، ويعملون مع بنات وأبناء البلد، وقوى التغيير، إلى تحقيق التغيير المطلوب، والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، ويؤكدون على:

  • حصر كافة التعيينات والعقود بمجلس الخدمة الاتحادي، وعليه النهوض بهذه المهمة بدون تمييز ومنح الوظيفة للأكفاء، بعيداً عن سيطرة الأحزاب والجهات المتنفذة ووزرائهم.
  • الغاء جميع قرارات الاستثمار التي صدرت من الوزارة والمحافظين للمراكز الشبابية، وإعادة العمل بها بالشراكة مع المنظمات والاتحادات الشبابية وتطويرها لتكون أماكن ريادية لنشاط الشباب وإبداعهم.
  • ان يعمل المجلس الأعلى للشباب بشفافية كبيرة وإشراك المنظمات المهنية الممثلة للشباب، في المبادرات والقرارات، والحرص على منع تسييس هذا الملف واتخاذه لصالح الأحزاب والشخصيات المتنفذة.
  • إلغاء قرار منع المنظمات الديمقراطية في ممارسة دورها في الجامعات والمدارس والعمل على تشريع قانونها الذي يتيح لها تمثيل الطلبة بصورة أفضل.
  • الكف عن استخدام الرياضة العراقية، كوسيلة للفساد وفسح المجال أمام الرياضيين والمواهب والمختصين في إدارة شؤون الرياضة.

في هذا اليوم نتوجه بالتحية إلى شبيبة وشعوب العالم، وهم يواصلون نضالهم من أجل السلم الوطيد والديمقراطية والعدالة.

يا شبيبة بلدنا المتطلعين إلى الغد المشرق، لتتوحد كلمتنا من أجل عراق خال من الطائفية والفساد ويسود فيه العدل والمساواة واحترام حقوق الانسان.

المجد لشهيدات وشهداء الشبيبة العراقية

بغداد 12 / 8 / 2024

****************************************************

الصفحة الخامسة

تحمل القوت لأطفالها من مطامر النفايات! «جميلة».. مثال حي للمسحوقين في كركوك

متابعة – طريق الشعب

طوال السنوات العشرين الماضية طرأت تحسينات تدريجية على معيشة الكثيرين من العراقيين، سواء بفضل الرواتب بالنسبة لموظفي القطاعين العام والخاص، أم بفضل افتتاح مشاريع صغيرة ومتوسطة. وبالرغم من هذا التحسن، لا تزال عائلات كثيرة تصنف ضمن خط الفقر أو تحته، وأخرى تعد مسحوقة تماما، لا تملك سقفا نظاميا يحميها من الشمس والمطر، ولا تجد ما تقتات عليه إلا في مطامر النفايات!

في كركوك امرأة تدعى جميلة أحمد سعيد (57 عاماً)، أم لطفلتين وصبي صغير لم يجلسوا يوماً على مقاعد الدراسة بفعل الفقر المدقع. هذه العائلة مثال حي للعائلات المسحوقة المشرّدة التي لم تجد سوى مساحة صغيرة في إحدى الدوائر الحكومية، لتتخذها مأوى لها.

تستيقظ جميلة فجر كل يوم مصطحبة معها ابنها الصغير، لتجرّ عربتها الحديدية متوجهة نحو مواقع الطمر الصحي، في سباق مع غيرها من “النباشة”، وهم أشخاص مثلها يمتهنون البحث في أكوام النفايات عما يمكن بيعه لأصحاب معامل إعادة تدوير المعادن والبلاستيك والورق المقوى. لكن هؤلاء قد يبدون أفضل حالا من جميلة بنسبة ضئيلة. إذ تسميهم “أصحاب الستوتات”!

وترفض جميلة الصدقة والإحسان من أحد. وعن ذلك تقول في حديث صحفي: “الحياة صعبة، لكنني امرأة عراقية حرة أرفض أن أمد يدي للصدقة، لذلك أعمل لتأمين لقمة أطفالي”.

وتضيف قائلة ان “مواقع الطمر الصحي مهمة بالنسبة لنا. فأنا أقصدها منذ ساعات الصباح الأولى وقبل وصول فرق النباشة من أصحاب الستوتات، فأبحث مع ولدي محمد عن المواد التي تباع في الأسواق المحلية وعلى معامل التدوير، من قناني المشروبات الغازية الزجاجية والمعدنية والبلاستيكية وقطع الحديد والنحاس وغير ذلك الكثير، فنجمعها بأكياس كبيرة ونعود بها إلى البيت، وهناك نقوم بفرزها استعدادا لبيعها”.

وتوضح أن “في النفايات كميات كبيرة من الخبز، نقوم بفرزها أيضا، ونعرضها تحت الشمس لتجف تماما، وبالتالي نبيعها لأصحاب الماشية كعلف للحيوانات”، مبيّنة أن “جميع المواد التي نحصل عليها نحن وغيرنا من النباشة تباع بالوزن. وكلما زادت الأوزان زاد معها المردود المالي. وما نحصل عليه من مال نشتري به قوتنا اليومي”.

عمل شاق تحت الشمس

تلفت جميلة إلى أن “العمل ليس بالسهل كما يظن البعض، نحن نسير مسافات طويلة بحثاً عن غايتنا في حاويات النفايات ومواقع الطمر الصحي. في الصيف تحرقنا أشعة الشمس، وفي الشتاء تتجمد أيدينا وأجسادنا ويؤذينا المطر.. لكن هذه هي الحياة”!

وتتابع قائلة: “حياتي مكرسة لتربية أطفالي، لذلك لا تهمني مشاق العمل على الرغم من مردوده المالي البسيط جداً، الذي يتراوح في اليوم الواحد بين 10 و 20 ألف دينار في أحسن الأحوال”، مشيرة إلى انها بلا زوج معيل، وبلا أهل يساعدونها في تأمين معيشتها وأطفالها.

امرأة تحارب الصعاب

من جانبه، يقول مصطفى، وهو جار السيدة جميلة، ان “أم محمد تسكن في الجهة المقابلة لحي الحجاج في مسكن صغير متجاوز على املاك الدولة”، مبينا في حديث صحفي ان “أهالي الحي يقدمون لها مساعدات بين حين وآخر”.

ويؤكد ان “أم محمد تعتبر نموذجاً للمرأة التي تحارب الصعاب لتوفير لقمة عيش صغارها. فهي تخرج وقت الفجر ولا تعود إلا بعد الظهر تحمل على عربتها الطعام لصغارها الثلاثة البنتين والولد”.

النباشة يتعاطفون مع جميلة!

إلى ذلك، يقول سامي شهاب، أحد العاملين في نبش النفايات، أن “النباشة الذين يعرفون قصة أم محمد لا يذهبون إلى المواقع التي تقصدها. فهم يتعاطفون معها ويتركون النفايات لها، لعلها تحصل على شيء تعيل به أطفالها”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا: “نحن نعرف جميلة، أنها إنسانة تستحق المساعدة، وهي تقصد مواقع النفايات في أحياء محدودة. لذلك نمنع أنفسنا من التقرب من المواقع التي تعمل فيها، كوننا نعرف ظروفها القاسية”.

وتعمل أعداد كبيرة من العراقيين، ممن سحقتهم الظروف المعيشية الصعبة، في مهنة “النباشة”، أفرادا وعائلات. إذ يجمعون من مطامر النفايات مواد معدنية وبلاستيكية يبيعونها لمعامل التدوير بمبالغ زهيدة بالكاد توفر لقمة عيش بسيطة. ويعمل هؤلاء في بيئات شديدة التلوّث ما يتسبب في إصابتهم بأمراض خطيرة وجروح، لا سيما ان معظمهم يقوم بحرق النفايات للكشف عن المواد المعدنية، وبالتالي يتصاعد دخان سام ملوّث يضر بهم وبالسكان القريبين. يأتي ذلك في الوقت الذي عجزت فيه الدولة عن تحقيق العدالة في توزيع الثروات وفرص العمل، وعن وضع حلول ناجعة لمشكلة تصاعد نسبة الفقر، والتي بلغت نحو 21.5 في المائة من عدد السكان (ما يعادل 10 ملايين مواطن) - وفقاً لمسح أجرته وزارة التخطيط في النصف الثاني من العام الحالي.

*****************************************

الديوانية.. أهالي قرية النغيشية يحاسبون المسؤولين!

متابعة – طريق الشعب

نشر أهالي قرية النغيشية جنوب غربي الديوانية، مقاطع فيديو تُظهر هشاشة الأرضية المحدولة، المعدّة لتبليط طريق النغيشية الرابط بين ناحية غماس والأرياف المجاورة لها وصولاً إلى قضاء المشخاب في النجف.

وأقدم محتجون من الأهالي على طرد المهندس المقيم للمشروع الذي تنفذه إحدى الشركات الأهلية، مؤكدين – حسب ما وثقوه في المقاطع المصورة – أن عدم حدل الأرضية بصورة صحيحة، يعني ان الطريق سرعان ما سيتخسف بعد التبليط، الأمر الذي استدعى من قائم مقام غماس الاتصال بدائرة المهندس المقيم، ومطالبتها بإيقاف العمل فورا.

وقال القائم مقام محمد سوادي في حديث صحفي، أنه “شاهدت مقاطع الفيديو المنشورة، واتصلت بدائرة المهندس المقيم لإيقاف العمل على الفور”، مبينا أن “مشروع طريق النغيشية جزء من خطة عمل وزارة الإسكان والإعمار، وليس ضمن تخصيصات الناحية. لذا فإن دورنا يقتصر على الرقابة ورفع التقارير للجهات المعنية في حال وجود مخالفة في المواصفات”.

من جانبه، قال سعد آل مريع، أحد وجهاء النغيشية، أنه “منذ يومين لاحظنا أن العمل في المشروع سيء وفيه الكثير من العيوب. فطبقة السبيس مجرد تراب غير ملائم للتبليط، والحدل رديء”، مشيرا في حديث صحفي إلى ان “الشركة أضافت طبقة من الزفت فوق التراب غير المحدول بشكل جيد، ما أثار استياء الأهالي”.

وأوضح أنه “قمنا بتصوير الأخطاء ونشرها على فيسبوك، وتم تكذيبنا من صفحات وهمية تابعة لمسؤولين. فنشرنا الفيديوهات مجددًا لنؤكد ضعف جودة العمل، وطرد الأهالي المهندس المقيم، بعدها تدخل القائم مقام ورئيس لجنة النزاهة وبعض النواب لإيقاف العمل، ووعدوا بتصحيحه”.

*********************************************

منطقة في شمالي بغداد لا ماء لا كهرباء.. ولا طرق!

متابعة – طريق الشعب

يعاني سكان منطقة “كميرة” شمالي بغداد، منذ أكثر من عشرين عاما، واقعا خدميا بائسا. إذ تشهد المنطقة انقطاعات طويلة في مياه الشرب والكهرباء. فيما يواعد مسؤولون حكوميون الأهالي منذ سنوات بتحسين واقعهم الخدمي، ودون إيفاء!

ومنذ أكثر من 15 يوما انقطعت مياه الشرب والتيار الكهربائي عن المنطقة، الأمر الذي جعل السكان يعيشون في واقع عصيب، تحت وطأة درجات الحرارة الملتهبة.

ويشكو السكان من عدم نظامية شبكة الكهرباء. فالأسلاك مربوطة بصورة عشوائية على الأعمدة، ما يتسبب في عطبها بين حين وآخر.

ويقول أحد السكان في حديث صحفي: “نحن منسيون. فمنذ 15 يوما انقطعت الكهرباء عن المنطقة، ما تسبب في توقف ضخ المياه. أما شوارعنا فهي ترابية منذ ثمانينيات القرن الماضي، ولا تتضمن شبكة مجار”، مشيرا إلى ان “تراب الشوارع يتصاعد باستمرار، ويدخل إلى المنازل والمحال التجارية”. 

ويؤكد بعض السكان أن “مليارات الدنانير صرفت على مشاريع خدمية متلكئة في المنطقة. فالشركات تعمل في المشاريع فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر، ثم توقف العمل 6 شهور، وهكذا”، لافتين إلى انهم راجعوا الجهات المسؤولة “وكل جهة ترمي المسؤولية على الأخرى”!

ويناشد السكان رئيس الوزراء شخصيا، النظر في حالهم وزيارة منطقتهم للاطلاع على واقعها الخدمي المزري، واتخاذ الإجراءات اللازمة لانتشالهم من معاناتهم المريرة. 

********************************************

في السماوة منطقة سكنية تتحول إلى موقف سيارات!

متابعة – طريق الشعب

شكا عدد من أهالي منطقة الشرقي في مركز مدينة السماوة، من تحوّل أزقتهم السكنية إلى مواقف للسيارات.

وبيّنوا في حديث صحفي، أن منطقتهم قريبة من الأسواق الرئيسة، وبسبب عدم توفر مواقف نظامية كافية لوقوف المركبات، يضطر المتسوقون إلى ركن مركباتهم في الأزقة أمام المنازل، ما يزعج الأهالي ويعرقل حركتهم.  وطالبوا بإنشاء مواقف إضافية قرب الأسواق، ومنع المركبات من الوقوف في الأزقة، مؤكدين أن بعض السائقين يبيتون مركباتهم في الأزقة.

******************************************

اكول.. فوضى في كراجات النقل الخاص

طارق العبودي

من المعروف ان للنقل الخاص داخل المحافظات وخارجها، أهمية قصوى في تقديم خدمة النقل للمواطنين. لكن يشترط أن يتم ذلك وفق آلية منظمة وقوانين صادرة عن هيئة النقل الخاص الحكومية. وازدادت أهمية النقل الخاص بسبب ضعف قطاع النقل العام الحكومي، سواء داخل المحافظات أم خارجها، باستثناء خطوط السكك الحديد للنقل الخارجي، والتي هي الأخرى لا تسد حاجة المواطنين بالنظر للكثافة السكانية.  

ومعلوم ان هيئة النقل الخاص هي الجهة الرسمية المسؤولة عن تسهيل مهمة نقل المواطنين وتنظيم عمل هذا القطاع الحيوي والإشراف عليه، لكن ما يُلاحظ اليوم في كراجات النقل الخاص، لا سيما التي تنقل الركاب بين المحافظات، هو الفوضى وانعدام النظام. فهناك أعداد كبيرة من السيارات تتوقف خارج الكراج، ويستقبل سائقوها الركاب من مسافات بعيدة ويلحون عليهم في الركوب معهم مقابل أجرة أقل مما في داخل المرآب. إذ يُفضل هؤلاء السائقون العمل من خارج المرآب، تجنبا لدفع الرسوم (الكراجية)، وتلافيا للانتظار ساعات طويلة حتى تأتي أدوارهم.

لكن هذه الطريقة منافية لضوابط هيئة النقل وتعليماتها، ولا تضمن سلامة المواطنين وأمانهم. فأصحاب العجلات الذين ينقلون الركاب من خارج الكراج، معظمهم غير معروف، وغير مسجل لدى الهيئة، ولا ضمان لأمانته.  الجهة الرسمية المسؤولة عن محاسبة هؤلاء، هي هيئة النقل الخاص ورجال المرور، لكنهم يتجنبون الاحتكاك بهم، خوفا من إثارة المشكلات، لذلك يكتفون بتسجيل الغرامات عليهم، وبالرغم من ذلك، لا تزال المخالفات مستمرة! نعتقد أن حل هذه المشكلة يكون بتسجيل هذه المركبات لدى هيئة النقل، وإرغامها على دخول الكراج والتواجد فيه، منعا للمخالفات، وحفاظا على سلامة المواطن، وهذه من المسؤوليات القانونية والرسمية لهيئة النقل الخاص. 

ان دول العالم المتحضرة، تولي اهتماما كبيرا في تنظيم عملية النقل وتحديثها وتطويرها، واستخدام أحدث التقنيات فيها، بما يحقق راحة الركاب وسلامتهم. لذلك، متى تهتم وزارة النقل ومؤسساتها في هذا الجانب من خلال تنشيط النقل العام بشكل حديث ومتطور، وبما يحقق راحة المواطن وسلامته؟!

أما النقل داخل المحافظات، فهو يعتمد بشكل واسع على النقل الخاص، نظرا لغياب النقل العام الحكومي. لذلك، يتحكم أصحاب المركبات بأجرة النقل على مزاجهم، ووفقا لقانون العرض والطلب!

****************************************

مواساة

  • تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى الرفيق ثامر الشيخ داود، عضو لجنة الرقابة المركزية للحزب، باستشهاد ابن عمه محمد جليل الشيخ داود في قضاء الدوز. الذكر الطيب للشهيد والصبر والسلوان لأهله في قرية الهويدر.

***********************************************

شكر وتقدير

الأعزاء جميعًا

نتقدم نيابة عن العائلة بخالص الشكر والتقدير والأمتنان لمن ساهم في تشييع والدنا ( ستار جبار العگيلي ) او حضر مجلس الفاتحة . والشكر موصول إلى جيراننا الذين غمرونا بكرمهم وطيبتهم والى جميع أهالي منطقتنا الشعيبة ، ولكل من تجسم عناء السفر للمشاركة في مجلس الفاتحة ، ولمن عبر عن تعازيه ومواساته عبر مختلف وسائل الأتصال .

ونتقدم بخالص التقدير الى قيادة حزبنا الشيوعي العراقي ومواساتهم لنا ولجميع الرفاق والاصدقاء والاهل كافة.

والشكر موصول ايضا الى كافة المسؤليين مع حفظ الالقاب.

راجين للجميع الصحة والعافية وطول العمر ، وكل الخير والسعادة.

 عن العائلة

أحمد ستار العگيلي

****************************************************

الصفحة السادسة

الخارجية الألمانية تطالب بالتحقيق السريع في قصف مدارس إيواء النازحين! بوريل يرفض تصريحات وزيرين إسرائيليين: يحرضان على ارتكاب الجرائم

متابعة – طريق الشعب

استشهد 142 فلسطينياً بعد ارتكاب الاحتلال الصهيوني 3 مجازر في قطاع غزة، خلال 24 ساعة الماضية فيما أصيب 150 آخرون.

وأقام مستوطنون إسرائيليون، أمس، بؤرة استيطانية جديدة في الأغوار الشمالية بالضفة الغربية المحتلة، بعد أن هجروا أهلها.

عقوبات لوزراء متطرفين

دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى فرض عقوبات على الوزيرين المتطرفين في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، على خلفية تصريحات لهما تحرض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتناهض الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل.

وقال بوريل عبر منصة X: "بينما يضغط العالم من أجل وقف إطلاق النار في غزة، يدعو بن غفير إلى قطع الوقود والمساعدات عن المدنيين"، مضيفاً "كما هي الحال مع تصريحات وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش الشريرة، فإن هذا يشكل تحريضاً على ارتكاب جرائم حرب".

وشدد المسؤول الأوروبي، على ضرورة "أن تكون العقوبات على رأس أجندة الاتحاد الأوروبي".

ودعا بوريل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى "النأي بنفسها بشكل لا لبس فيه عن هذه التحريضات على ارتكاب جرائم حرب"، مشددا على ضرورة "المشاركة بحسن نية في المفاوضات التي تيسرها الولايات المتحدة وقطر ومصر من أجل وقف إطلاق النار الفوري".

انسحاب جديد

قرر أكبر صندوق تقاعد في القطاع الخاص في بريطانيا بيع أصوله داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تبلغ قيمتها 80 مليون جنيه إسترليني (102 مليون دولار).

وقال الصندوق إنه "قلل استثماراته في الشرق الأوسط استجابة للمخاطر المالية التي أصبحت واضحة، وفي الماضي، تراجع صندوق التقاعد أيضا عن الاستثمار في التبغ والتصنيع وتعدين الفحم الحراري". وبهذا القرار انضم الصندوق، إلى صناديق التقاعد العالمية التي تنسحب من المنطقة بعد حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن صندوق تقاعد الجامعات البريطاني، يضم أكثر من 500 ألف عضو، قلل استثماراته داخل الاحتلال الإسرائيلي.

تحقيق سريع

طالبت وزارة الخارجية الألمانية بإطلاق تحقيق سريع بشأن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المدارس في قطاع غزة، وذلك في أعقاب ارتكاب الاحتلال مجزرة مروعة بحق النازحين في مدرسة التابعين، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.

ووصفت الوزارة الألمانية، الهجمات بـ "المروعة". وأضافت في بيان، أن "قتل المدنيين الباحثين عن مأوى أمر غير مقبول. ويجب أن تنتهي هجمات الجيش الإسرائيلي المتكررة على المدارس وأن يتم التحقيق فيها بسرعة".

في الأثناء، اتهم مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا فيليب لازاريني، أمس، أعضاء في اتفاقيات جنيف بالفشل في تحمل مسؤولياتهم واحترام قواعدها بشأن ما يجري في قطاع غزة.

وقال لازاريني عبر منصة X تعقيبا على قصف مدرسة التابعين إنه "قبل 75 عامًا من اليوم، وُضعت اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين في أوقات الحروب، وهي مجموعة القواعد التي نتفق عليها جميعًا". متسائلاً: "هل نتفق عليها؟".

دعم غربي مستمر

وبينما يستعد الاحتلال الإسرائيلي للهجوم المرتقب من إيران وحزب الله رداً على جريمة اغتيال إسماعيل هينة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وقادة حزب الله، تتواصل الدعوات الغربية إلى احتواء التصعيد. تتواصل التسريبات بأن إيران ماضية في الرد على اغتيال هنية.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن "الجيش الإسرائيلي أصدر أمرا جديدا يحظر بشكل كامل على جنوده السفر إلى جورجيا وأذربيجان خشية تنفيذ إيران عمليات انتقامية بحقهم". وطلب منهم قطع إجازتهم والعودة فوراً.

وبينما يواصل الاحتلال جرائمه في القطاع وصت صمت دولي مطبق، دعا زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، إيران وحلفاءها إلى الامتناع عن شن هجمات على إسرائيل، مؤكدين ان ""الهجمات الإيرانية ستؤدي إلى تصاعد التوترات، وتوسّع رقعة الحرب في المنطقة، وستعرّض فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين للخطر".

وفي تطور متصل، كشفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن "وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإرسال غواصة صواريخ موجهة إلى الشرق الأوسط، وتسريع وصول مجموعة حاملة طائرات هجومية إلى المنطقة".

**************************************************

أمريكيون أثرياء يخططون للإطاحة بنائبة تدعم فلسطين

واشنطن – وكالات

أسس متبرعون أثرياء مؤيدون للاحتلال الإسرائيلي، مجموعة على تطبيق "واتساب" بهدف جمع أموال لدعم دون صامويلز، المرشح الذي ينافس النائبة الأمريكية وعضو مجلس النواب والعضوة في السكواد، إلهان عمر، وذلك في إطار الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية مينيسوتا. وتضمنت المجموعة مستشارا كان يعمل لحملة صامويلز، وناقش الأعضاء جمع مبالغ مالية كبيرة لصالح لجنة عمل سياسي ووضع استراتيجيات لحشد الناخبين الجمهوريين لدعم صامويلز. وكتب مستشار الحملة، أليكس مين، في المجموعة أن لديهم القدرة على (التخلص من العدو العام رقم 1 لليهود، إسرائيل، وأمريكا - إلهان عمر). وهذه ليس المرة الأولى التي يجري بها السعي للإطاحة بإلهان عمر بسبب معارضتها للاحتلال الإسرائيلي، فقد استبعدت بداية العام المنصرم، من لجنة الشؤون الأفريقية داخل الكونغرس، وهو ما أرجعه زعيم الأغلبية الجمهورية كيفن مكارثي إلى "موقفها المعارض لإسرائيل".

********************************************

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بشأن حريق محطة نووية

متابعة – طريق الشعب

تبادلت موسكو وكييف الاتهامات حول المسؤولية عن حريق شب في المحطة التي تسيطر عليها روسيا. من جهتها، أكدت الأمم المتحدة أن الحريق لا يشكل على ما يبدو تهديدا لأمن المنشأة وسلامتها النووية. وقالت الإدارة الروسية للمحطة أن "أطقم الإنقاذ تعمل على إخماد حريق قرب أبراج التبريد في المنشأة، وأن الحريق لم يؤثر على المحطة وسلامتها" بينما اتهم يفغيني باليتسكي، المسؤول الذي عينته روسيا في منطقة زابوريجيا، أوكرانيا بإضرام الحريق من خلال قصف مدينة إنيرهودار القريبة. فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية بأنها أشعلت النار في أبنية محطة زابوروجيا، مضيفا أن ذلك أمكنت رؤيته من الأراضي التي تسيطر عليها كييف. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في بيان أن "خبراء الوكالة شهدوا انبعاث دخان أسود كثيف من المنطقة الشمالية لمحطة زابورجيا بعد سماع دوي انفجارات عدة في المساء". وقال مسؤول محلي في مدينة نيكوبول الأوكرانية، التي تطل على المحطة، إن هناك معلومات غير رسمية تفيد بأن القوات الروسية أشعلت النار في عدد كبير من إطارات السيارات في أبراج التبريد. وحث السكان على الهدوء.

******************************************

أوغندا.. ارتفاع عدد قتلى الانهيار الأرضي بمكب النفايات

كمبالا – وكالات

ارتفع عدد ضحايا الانهيار الأرضي في مكب كبير للنفايات، إلى 17 قتيلاً، بينما يواصل عمال الإنقاذ الحفر بحثا عن ناجين، وذلك بحسب مسؤول الصليب الأحمر الأوغندي إيرين ناكاسيتا.  وحدث الانهيار بعد هطول أمطار غزيرة في الأسابيع الأخيرة، انهارت بسببها كومة ضخمة من القمامة في مكب النفايات الوحيد بالمدينة في وقت متأخر من مساء الجمعة، مما أدى إلى سحق ودفن المنازل على حافة الموقع بينما كان السكان نياما. وقال الرئيس يوويري موسيفيني في بيان إنه وجه رئيس الوزراء بتنسيق إزالة جميع من يعيشون بالقرب من مكب النفايات. وبدأت الحكومة أيضا تحقيقات في سبب الانهيار الأرضي، وقالت إنها ستتخذ إجراءات ضد أي مسؤول. وقال الصليب الأحمر إن خياما نصبت في مكان قريب للنازحين بسبب الانهيار الأرضي. وكان هذا الموقع المعروف باسم كيتيزي، بمثابة مكب النفايات الوحيد في كمبالا لعقود من الزمن، وقد تحول إلى تلة كبيرة. ويشكو السكان منذ فترة طويلة من النفايات الخطرة التي تلوث البيئة وتشكل خطرا على السكان.

************************************************

تحت شعار "حق الناس".. تأسيس الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية في مصر

القاهرة ـ وكالات

أعلنت مجموعة من الأحزاب السياسية في مصر عن تأسيس الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية (حق الناس) في بيان تأسيسي يُعتبر رداً على ما وصفوه بـ "السياسات الاقتصادية الفاشلة" والاتفاقيات الدولية التي أدت إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

واستعرضت الجبهة في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه، الوضع الراهن في مصر، مشيرة إلى أزمة اقتصادية شاملة أثرت على كافة جوانب الحياة.

واعتبرت الجبهة أن السياسات التي اتبعتها الحكومة، بما في ذلك التوسع في الاستدانة والتقشف، قد أضعفت البلاد اقتصاديًا وسياسيًا، وزادت من معاناة الشعب المصري.

كما أكدت الجبهة أن الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي منذ عام 2016 قد ساهمت في تزايد الدين العام وتدهور قيمة العملة.

ودعت الجبهة إلى تشكيل جبهة شعبية واسعة لمواجهة سياسة الإفقار والتبعية، مع التأكيد على أهمية الإصلاح السياسي والاقتصادي. وأكدت الجبهة على ضرورة إصلاح النظام السياسي وإلغاء القوانين المعادية للحريات، مع تعزيز حرية التعبير والتنظيم السياسي.

كما شددت الجبهة على الحاجة إلى تنمية اقتصادية مستقلة قائمة على الذات، تشمل تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية، وتحقيق التنمية البشرية من خلال تحسين التعليم والصحة، ورفض سياسة الخصخصة وبيع أصول الدولة.

وفي الجانب السياسي، دعت الجبهة إلى قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني وإلغاء كافة المعاهدات التي تتضمن تطبيعًا، مؤكدين ضرورة الدفاع عن السيادة المصرية وحقوقها في مياه النيل ودعم المقاومة الفلسطينية.

وشددت الجبهة على أهمية توحيد القوى السياسية والاجتماعية والنقابية في مصر، داعية المواطنين إلى تأسيس لجان شعبية في جميع أنحاء الوطن للتصدي للسياسات الحالية واستخدام كافة الوسائل السلمية للتعبير عن مطالبهم.

والأحزاب المؤسسة للجبهة هي الحزب الاشتراكي المصري، والحزب العربي الديمقراطي الناصري، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب الكرامة، الحزب الشيوعي المصري، وحزب الوفاق القومي الاجتماعي.

************************************************

الجيش السوداني في مفترق طرق

السودان - قرشي عوض

محفزات كثيرة قدمتها الإدارة الأمريكية لقائد الجيش السوداني الفريق البرهان علها تدفعه للذهاب إلى جولة المفاوضات القادمة في جنيف بينه وبين قيادة الدعم السريع منتصف الشهر الجاري. على رأسها الاعتراف به كرئيس لمجلس السيادة بدلا عن "قائد الجيش" فقط، والذي أطلقته عليه المنظومات الدولية والإقليمية والدول الغربية وساوت بينه وبين قائد الدعم السريع، في ما عرف في الخطابات والتصريحات العالمية باسم طرفي النزاع. وهو وضع ظل مصدر قلق للجيش وللمساندين له. وبذلك تكون الإدارة الأمريكية قد اعترفت بالبرهان كرئيس للسودان رغم أنه قد حاز على هذا الوضع بانقلاب ٢٥ تشرين ٢٠٢١، مما قاد إلى تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي.  

الاعتراف بالبرهان

ومن المتوقع أن تحذو الكثير من الدول الغربية والأفريقية والمنظمات العالمية حذو أمريكا وتخاطب البرهان باعتباره رئيس مجلس السيادة. فقد أكدت أمريكا انها ستوجه الدعوة للرجل بهذه الصفة.

وأضافت الخارجية الأمريكية بأنها تتفهم تحفظات الجيش السوداني المتعلقة بتنفيذ مخرجات منبر جدة 2 في ايار ٢٠٢٣ والمتعلقة بإخلاء قوات الدعم السريع لبيوت المدنيين والخروج عن الأعيان المدنية. وهي خطوة لم يقدم عليها الدعم السريع حتى الآن. بل زاد عليها احتلال مدن جديدة منذ ذلك التاريخ. كما وصفت أمريكا قوات الدعم السريع ربما للمرة الأولى بأنها مارست جرائم إبادة جماعية. تلك التهمة التي عجزت المحكمة الجنائية الدولية أن توجهها للرئيس السابق عمر البشير ووجهت له بدلا عنها تهمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وأضافت أمريكا بأن قوات الدعم السريع لهذا السبب لم تعد مقبولة من قبل السودانيين وليس لها مكان في مستقبل السودان. وأشارت إلى ما من شأنه أن يهدئ مخاوف السودان من مشاركة الإمارات في المفاوضات وسارعت بتوضيح بأنها ستكون مراقبا وليست وسيطا. هذه اللهجة تشكل تغييرا كبيرا في الدبلوماسية الأمريكية تجاه الحرب السودانية. وقد ابتدأتها بتقديم الجزرة. ولذلك سارعت دولة الإمارات بوضع تبرع سخي في الصندوق الدولي المخصص لإعانة الشعب السوداني في هذه الكارثة، يصل إلى 100مليون دولار. كما طالبت قوات الدعم السريع بأن لا تعرقل انسياب المساعدات أو تشكل اي تهديد بالنسبة لنشاط المنظمات العالمية.

التعامل مع المتغيرات الدولية

والجيش السوداني الذي يجيد التعامل مع المتغيرات الدولية ويحسب جيدا ردات الفعل العالمية خاصة الأمريكية أظنه استلم الرسالة. فقد طالبت الحكومة السودانية الوسطاء بمدها بأجندة التفاوض حتى تستطيع على ضوئها تحديد مستوى الوفد المشارك. وهي خطوة متقدمة حال مقارنتها بتأكيدات الفريق البرهان السابقة بأنهم لن يتفاوضوا مع أي جهة. فالسياسة مثل السوق وان العرض المطروح اليوم ربما لن يظل قائما غدا. كما أن الموقف الأمريكي فيه تنازلات ظل الجانب السوداني يبحث عنها منذ بداية الحرب ولم يظفر بها عن طريق فرض الأمر الواقع بقوة السلاح. حيث لازالت تتلاحق الهزائم وتوالي المدن سقوطها. وأصبحت قوات الدعم تسيطر على مثلث الخرطوم كوستي سنار وتقطع طريق الصادرات الذي يربط شرق البلاد بوسطها وغربها مما سبب شللا تاما للاقتصاد ووضع البلاد على حافة المجاعة. ومن غير المتوقع أن ترفض قيادة الجيش السوداني العرض الأمريكي بالجلوس للتفاوض. لكن تلك القيادة تعلم جيدا الثمن الذي تطلبه أمريكا في المقابل وبات معروفا للجميع. وهو فك الارتباط مع حلفاء الأمس واليوم من التيار الإسلامي والقبول بالتعامل مع حلفاء أمريكا من المدنيين الذين أن انقلب عليهم.

حضور محتمل لحمدوك في جنيف

وقد رشحت أنباء بأن عبد الله حمدوك رئيس الجبهة المدنية (تقدم) سيحضر مفاوضات جنيف، مع أن المفاوضات مخصصة فقط لوقف إطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية للعالقين في مناطق النزاع دون ابتدار أي عملية سياسية. إلا ان بكري الجاك، الناطق الرسمي ل (تقدم)، قال لقناة الجزيرة بأنهم لن يقبلوا بأن يكون من تسببوا في الحرب جزءا من المشهد السياسي القادم. كما أعلن الدعم السريع بأنه لن يتفاوض مع أي جهة غير الجيش السوداني.   وكل هذه التصريحات تشير بوضوح إلى الجهة المعنية. فهل سيقبل الإسلاميون بالتنحي طواعية ام انهم سيفجرون المفاوضات القادمة ويواصلون الحرب؟

***********************************************

الصفحة السابعة

تحالف 188: لا لحملة التشويه والتهديد لرافضي تعديل قانون الأحوال الشخصية النافذ

يتابع تحالف 188 للدفاع عن قانون الأحوال الشخصية النافذ آخر التطورات التي تخص محاولات تعديل القانون وتشويه موقف الرافضين لذلك، ويؤكد التحالف على الرفض القاطع لتعديل القانون كون ذلك سيؤدي إلى تدهور العلاقات الاجتماعية ويخالف مواد دستورية ويقسم المجتمع طائفياً ومذهبياً. ويؤشر التحالف إلى أن الكتل البرلمانية المتنفذة تسعى إلى تقسيم المجتمع وفق نهج المحاصصة سيء الصيت والفاشل في حكم بلدنا المتنوع دينيا وطائفياً وقوميا وفكرياً وسياسيا واجتماعياً. ويشدد على أن دفاع تحالف 188 عن القانون النافذ هو دفاع عن دستور العراق، ودفاع عن الدولة الوطنية والحياة المدنية والمواطنة ضد التخندق والانعزال الطائفي والمذهبي. ويدين التحالف الاعتداء على أعضاء التحالف وأنصاره في محافظتي النجف الاشرف والبصرة وحملة التشويه المستمرة تجاه الناشطين في التحالف في بغداد والمحافظات، والتهديدات المبطنة والمكشوفة لعدد منهم ونطالب السلطة التنفيذية والقضائية بالعمل على توفير الحماية اللازمة ومنع الاعتداءات التي تخالف الدستور والحق في التظاهر والتجمع والتعبير عن الرأي سلميا. ويجدد التحالف تأكيده على أهمية أن تواصل الكتل والنواب الرافضون والتحالف البرلماني النسوي رفضهم وضع مسودة التعديل للقراءة الثانية في أي جلسة مقبلة لمجلس النواب.

ويؤكد التحالف أنه سيفعل كافة الوسائل السلمية والدستورية، ويقيم أنشطة وفعاليات مجتمعية كي لا تمر هذه التعديلات الخطرة والغارقة في امتهان كرامة المرأة وحقوقها والمفرقة للعراقيين.

بغداد

11-8-2024

************************************************

تعديل «الأحوال الشخصية» يفكك الأسرة ويلغي دور المرأة

أحمد تاج

بعد أن عملت قوى حكم المحاصصة والفساد على إنهاء الإنجازات القانونية الاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية التي بنيت بعد أن قدم التقدميون العراقيون نزيفاً من الدماء ثمناً لإنجازها. تعمل أحزاب المحاصصة الطائفية على إنهاء هذه المنجزات، وسعت في السابق إلى إيقاف المصانع والمعامل وإفشال قطاعي التعليم والصحة بهدف خصخصتها، وازدادت العشوائيات في ظل حكمهم وتغيرت ثقافة المجتمع حتى أصبح يتخندق مذهبيا وقبلياً ويقف بالضد من فكرة الوطن الجامع والدولة الحديثة.

ووصل الحال بهم إلى حذف يوم تأسيس الجمهورية التي ما زالوا يتنعمون بحكمها! وما بقي أمامهم غير قوانينها وعلى رأسها قانون الأحوال الشخصية وهو آخر ما توصل له عداء المحاصصة الطائفية لإجهاض وقتل كل محاولة لقيام الحياة المدنية وتقويض الديمقراطية.

وبينما تسعى القوى والشخصيات المدنية والديمقراطية لتمكين المرأة والرجل وتحقيق المساواة والعدالة والحرية في الحقوق والواجبات، وتريد توفير بيئة آمنة لجميع الأسر، وتدعو إلى تحديث المواد الدستورية وتحديث قوانين الأحوال الشخصية بما يتوافق مع متطلبات العصر ويضمن حقوق جميع المواطنين، خرج علينا مشرعون توقف عندهم الزمن وبات كل همهم النهب والجنس.

وإن ناقشنا موضوع التعديل المقترح لقانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 لمعرفته خطورته الاجتماعية سنجد أن التعديل يعزز من الانقسام الاجتماعي ويمنع بطريقة تلقائية الزواج بين المذاهب وهذا ما يجعل التزاوج من داخل المذهب فقط، بسبب في حال وقوع الاختلاف بين الزوجين على المذاهب فالزوجة تتبع الزوج بمذهبه وهذا ما يجعل الأسر لا تقبل بتزويج أبنائهم من غير مذهبهم وهذا ليس كل شيء بل أن مشروع التعديل هذا فيه مخاطر جدية يقترفها هؤلاء بشأن حقوق المرأة والأسرة في العراق.

ويتضمن التعديل المقترح أحكامًا من شأنها إضعاف حماية المرأة بشكل خاص وتقويض استقرار الأسرة بشكل عام، ومن أبرز نقاط الخطر في مسودة التعديل هي إضعاف الأحكام القانونية كونه يُلغي مواد في القانون الساري، وهي أحكام قانونية واضحة تحكم قضايا الأحوال الشخصية، ويُخضعها لآراء الفقه!، وأيضا يخلق حالة من الفوضى القانونية ويهدد بتقويض حقوق المرأة المكتسبة، كما أن مشروع القانون سـيلغي تجريم الزواج خارج المحكمة، ممّا يُشجع على انتشار عقود الزواج غير الرسمية، ويُتيح المجال لزواج القاصرات دون سن قانوني، مما يشكل خطرا جسيما على صحة وسلامة الفتيات ومستقبلهن.

هذا التعديل في حال تمريره سيتيح تعدد الزوجات دون أي قيود أو شروط، مما يخالف مبادئ المساواة والعدالة، ويهدد بتفكك الأسرة واستقرارها، كما انه سيلزم المحاكم بالتصديق على عقود الزواج غير الرسمية، مما يُضفي الشرعية على ممارسات تضر بحقوق المرأة والطفل، وتُخالف القوانين والأعراف السائدة، وأنّ تشريع التعديل سيُمثل خطوة خطيرة تهدد بتقويض التقدم الذي أحرزه العراق في مجال حقوق المرأة والأسرة خلال العقود الماضية. كما أن التعديل هذا يمثل خرقاً للدستور وتهديداً للوحدة الوطنية وانتهاكا لحقوق الإنسان ويؤدي إلى تفكك أسري وتعدد في القوانين وتضييق دور القاضي وتوسعة دور المدونات الفقهية.

*************************************************

الإصرار على التخريبات في قانون الاحوال الشخصية

عمار الربيعي - ليون

 

أثارت ما يسمى بالتعديلات المقترحة في قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959  المعدل، والذي سُن إثر ثورة 14 تموز عام 1958 وَعُدّ من منجزات الثورة العملاقة التي أشاد بها مفكرون عمالقة من الشرق والغرب، موجة غضب عارمة في عموم العراق ومن مختلف الطوائف والقوميات و والاتجاهات وذلك من خلال المظاهرات والندوات والمؤتمرات والمقالات وباختلاف التوجهات من المعارضين لهذه «التخريبات» كما سماها البعض، وهي تخريبات بحق لقانون أعد من قبل خبراء قانونيين متمرسين وطبق في العراق لأكثر من ستة عقود ونيف، وقد أشاد به مختلف فقهاء القانون من دول عربية معروفة، يأتي اليوم من يريد تخريب القانون والرجوع بالعراق إلى الوراء، إلى عصر الجاهلية الذي عانت  فيه المرأة من التعامل الهمجي والتعسف و التعامل معها بحيوانية، إن مرت هذه التخريبات قد يطلب هؤلاء غدا تشريع قانون لوأد الاناث، والأنكى من ذلك يعتدون على المتظاهرين بالضرب وتمزيق الشعارات التي يحملونها وبأشراف معممين يسمون أنفسهم رجال دين والدين منهم براء، كما حصل مع متظاهري النجف يوم الاربعاء الماضي، إن هذا التجاوز وبهذه اللامبالاة أمر خطير وقد يؤدي إلى صدامات، البلد ليس بحاجة إليها، وعلى هذه الجماعات أن تعرف أنها  تجاوزت على الدستور الذي أباح للمواطنين التعبير عن آرائهم بالوسائل التي أتاحها الدستور، ويجب إحالتهم إلى  المحاكم لمقاضاتهم، فالقانون يجب أن تكون له السيادة على الجميع فليس هناك من يعتقد انه مقدس وبالتالي هو لا يخضع للقانون، إن عدم اخضاع من يعتقد واهما انه مقدس إلى المحاكم ثغرة كبيرة في سيادة القانون، وسيؤدي إلى اتاحة الفرصة تحت لهذا النفر  لانتهاك حرمة الدولة، يجب ان يعرف الجميع أن الكل في مجال عمله وعلى الجميع ان يلتزم القانون وان يعرف أن الجميع متساوون أمام القانون. فكفى لانتهاك حرمة الناس تحت أي مسمى، ويجب التوجه نحو بناء اقتصاد وطني متعدد المصادر، زراعية، صناعية. خدمات، سياحة، بدل الاقتصار على النفط الذي يتجه إلى انخفاض الطلب عليه بسبب بدائل الطاقة التي يستمر العمل عليها لدى الدول المستهلكة. هذه هي الجوانب الأساسية التي يجب ان تحظى بالاهتمام وليس تعديل قانون مضى على العمل به أكثر من ستين عاما دون إثارة مشاكل، هذه المطالبات بالتعديلات والأمور المماثلة ماهي الا تعبير عن إفلاس هذا البعض الذي في ليس في جعبته إلا اثارة الأحداث وجر الناس إلى النزاع والتأزم واشغالها بأمور ثانوية، وإبعادها عن الأمور الأساسية التي يحتاج اليها المواطن، بتوفير أساسيات حياته في أمن وأمان وعيش كريم وخدمات كما لو نحن من أفقر دول العالم.

 

****************************************************

منظمات مدنية وقوى مجتمعية ترفض تعديل القانون

ماجدة الجبوري

في الآونة الأخيرة، أعلنت مجموعة من المنظمات المدنية والقوى المجتمعية في العراق عن تشكيل تحالف جديد باسم (التحالف 188، لا لتعديل قانون الأحوال الشخصية) للمطالبة بعدم إدخال الإشكالات الدينية المختلف عليها في القانون المدني العراقي ورفض التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959. يعتبر هذا القانون أحد أهم القوانين المدنية في العراق، وقد شكل لسنوات طويلة أساساً للعدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع العراقي، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو المذهبية.

أكد (التحالف 188) الذي يحظى بدعم طيف واسع من المجتمع العراقي، أنه لن يدخر جهداً في معارضة التعديلات المقترحة على القانون. وقد شن التحالف حملة قوية تستهدف سحب مسودة مشروع القانون بشكل كامل. ويأتي هذا التحالف في وقت تسعى فيه بعض الكتل البرلمانية ذات التوجهات الطائفية إلى تعديل القانون بحجة أنها تتماشى مع المذاهب الدينية المختلفة. لكن الحقيقة هي أن هذه التعديلات تهدد النسيج الاجتماعي واستقرار الأسرة العراقية.

يتضمن التعديل في إحدى فقراته منح الزوج الأحقية في اختيار المذهب الذي يتم على أساسه عقد القران، مما يفتح الباب أمام تفسيرات دينية قد تكون غير منصفة. ينص القانون الحالي على أن للأم الحق في حضانة الولد وتربيته حال الزواج وبعد الفرقة، ولا تسقط حضانة الأم المطلقة بزواجها. بينما يسلب التعديل الجديد الأم حق حضانة الولد إذا تزوجت، ويمنح الولد المحضون حق الاختيار عند بلوغ السابعة من العمر، بدلاً من الخامسة عشرة.

التعديلات المقترحة لا تهدد فقط حقوق المرأة، بل تضرب في صميم كيان الأسرة، التي تُعتبر النواة الأساسية لأي مجتمع مزدهر. إدخال الوقفين السني والشيعي في قضايا الخلع والتفريق يعد خطوة نحو ترسيخ الطائفية في إدارة الدولة والقضاء، وهو ما يتعارض مع الدستور الذي نص على مدنية الدولة العراقية. هذا التعديل يعيد العراق إلى المربع الدموي الأول، ويفتح الباب أمام تفكك العلاقات الأسرية وتفاقم الخلافات والصراعات داخل الأسرة.

إن قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 النافذ، الذي يعتبر من أفضل القوانين في المنطقة، يجب أن يبقى بدون تعديل. القانون الحالي يضمن حقوق الجميع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، ويحقق العدالة والمساواة بين أفراد الأسرة. أي تعديل يهدف إلى تقليص هذه الحقوق يعتبر انتهاكاً صارخاً للمبادئ الدستورية والمواثيق الدولية التي صادق عليها العراق.

الدولة العراقية ملزمة بحماية الأسرة وتقوية روابطها، وهو من واجباتها تجاه المواطنين. يجب على الحكومة والبرلمان العراقي الاستماع إلى أصوات الناس، الخبراء، ومنظمات المجتمع المدني الرافضة لهذا التعديل. هذه التعديلات لا تخالف فقط الدستور، بل تشكل تهديداً خطيراً للنسيج الاجتماعي واستقراره. الحفاظ على وحدة الأسرة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي هو السبيل الأمثل لبناء مجتمع قوي ومستدام.

المجتمع العراقي، بكل اختلافاته وانتماءاته، يجب أن يقف صفاً واحداً ضد هذه التعديلات. العراق ليس قندهار، ولا يمكن أن يكون تابعاً لدول الجوار في سياساتها الداخلية. الشعب العراقي يستحق قوانين عادلة تحترم حقوق الجميع وتعزز من وحدة المجتمع. يجب على الجهات المعنية تشريع القوانين التي تلبي احتياجات المواطنين وتحقق لهم العدالة والمساواة، بدلاً من التلاعب بالقوانين لأغراض طائفية وسياسية.

في ظل هذه التحديات، من الضروري أن يستمر (التحالف 188، لا لتعديل قانون الاحوال الشخصية) في حملته ضد التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية. يجب على المجتمع المدني، وأعضاء النواب في البرلمان، المنظمات الحقوقية، والأحزاب الديمقراطية في العراق أن تتكاتف للدفاع عن حقوق الأسرة والمرأة والطفل. الحفاظ على قانون الأحوال الشخصية رقم 188 بصيغته الحالية هو الضمانة الأساسية لحماية النسيج الاجتماعي وتعزيز العدالة والمساواة في المجتمع العراقي.

**************************************************

الصفحة الثامنة

العلاقة الجدلية في الهوية المعمارية بين الذاتية الموضوعية

موفق جواد الطائي*

العمارة ليست مجرد عملية بناء، بل هي تفاعل معقد بين الذاتية والموضوعية. تتأثر الهوية المعمارية بعوامل متعددة تتراوح بين العوامل الذاتية كالقيم الجمالية والاجتماعية والثقافية، إلى العوامل الموضوعية كالطبيعة والمناخ والجغرافيا. وهنا، سنتناول هذه العوامل ونستكشف كيف تتفاعل هذه المكونات لتشكيل الهوية المعمارية في مختلف الأزمان والمواقع.

تعرف العمارة تعاريف إجرائية مختلفة ولغرض هذا البحث نعتمد التعريف (الكديني) الذي ينص على ان العمارة بجيّدها وسيّئها هي انسان يبني فراغ (فضاء) عبر الزمن، وهي على شاكلتين ظاهرة تحويلية تتوازن بها العقلانية والعاطفية وتعاود الظهور وتبقى راسخة، وأخرى ظاهرة تحويلية يغلب فيها أحدهم على الآخر وتكون ملازمة لفترة زمنية وتنتهي، لذلك نركز في سعينا هذا على العمارة ذات الظاهرة التكوينية فهي أس الهوية المعمارية.

العوامل الذاتية

الخصائص الوظيفية المعمارية

الخصائص الوظيفية للعمارة تشمل كيفية تصميم المباني لتلبية احتياجات مستخدميها. تتضمن هذه الخصائص تنظيم المساحات الداخلية والخارجية بطريقة تلبي احتياجات السكن والعمل والترفيه وغيرها من الأنشطة البشرية. التصميم الجيد يجب أن يكون عملياً ويسهل الحركة ويضمن الراحة والسلامة وقد عد لدى المعماريين سلفن ورايت وظيفيتها هي جمالها.

المعطيات التكنولوجية

التطور التكنولوجي يلعب دوراً محورياً في تشكيل العمارة. من التقنيات البسيطة في العصور القديمة إلى التكنولوجيا المتقدمة اليوم، تساهم الأدوات والمواد الجديدة في تحسين الأداء الوظيفي والجمالي للمباني. على سبيل المثال، استخدام الزجاج المقوى والمعادن الخفيفة ساهم في ابتكار تصاميم أكثر انفتاحاً وشفافية واليوم جاء لنا العقل الصناعي ليغير لنا معالم عمارتنا كما غيرها تقنينا علم النانو وبرمتريت زهاء حديد وشومايخر.

المؤثرات التاريخية والدينية والسياسية

العمارة تعكس تاريخ المجتمعات وثقافتها الدينية والسياسية. يمكن رؤية ذلك في الكاتدرائيات القوطية والمساجد الإسلامية والقصور الملكية. كل من هذه المباني يعبر عن فترة زمنية معينة ويعكس القيم والمعتقدات السائدة فيها. كما أن الأحداث التاريخية مثل الثورات والحروب قد تترك أثراً عميقاً على الهوية المعمارية. إن ما حدث ويحدث من سياقات لفعاليات إنسانية يسعى المعمار بتغليفها بمبنى وتلك هي العمارة.

التواصل مع التراث المعماري

التراث المعماري يشكل جزءاً أساسياً من الهوية المعمارية لأي مجتمع. يتضمن ذلك المحافظة على المباني التاريخية وتجديدها بطرق تحترم قيمتها التاريخية والثقافية. هذا التواصل مع الماضي يساعد في تعزيز الإحساس بالهوية والانتماء لدى الأجيال الحالية ولعلها صفة ملازمة للابتكار في العمارة حيث يكون فيه القياس التراث.

المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية

العوامل الاجتماعية والاقتصادية تؤثر بشكل كبير على تصميم وبناء المباني. النمط الحياتي والطبقات الاجتماعية والاقتصادية تؤدي إلى تنوع في الأساليب المعمارية. الأحياء الفاخرة تختلف في تصميمها ومكوناتها عن الأحياء الفقيرة، وهذا يعكس التفاوت الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع.

القيم الجمالية والسايكولوجية

القيم الجمالية تلعب دوراً حاسماً في تحديد هوية العمارة. التصميم الجميل يمكن أن يثير مشاعر الفرح والإلهام ويعزز الرفاهية النفسية للأفراد. الألوان، الأشكال، والمواد المستخدمة كلها تساهم في تشكيل تجربة بصرية ونفسية معينة للمستخدمين.

الرموز المعمارية

الرموز المعمارية هي عناصر تصميمية تحمل معانٍ ثقافية أو دينية أو تاريخية. يمكن أن تكون هذه الرموز نقوشاً على الجدران، تماثيل، أو حتى تصميمات هندسية معينة. هذه الرموز تعزز الهوية الثقافية وتربط المباني بالسياق الثقافي الأوسع.

معالجة الكتل والفضاء

معالجة الكتل والفضاء تعني كيفية تنظيم الأحجام والمسطحات المختلفة في المبنى. يشمل ذلك توزيع الغرف، الممرات، والأماكن العامة بطرق تتيح الاستخدام الأمثل للمساحات المتاحة. التصاميم الناجحة تأخذ في الاعتبار الضوء الطبيعي، التهوية، والعلاقة بين المساحات المختلفة.

العوامل الموضوعية

الموقع والاتجاه

الموقع الجغرافي والاتجاه يؤثران بشكل كبير على تصميم المباني. يجب على المعماريين مراعاة الخصائص الطبوغرافية والجيولوجية للأرض، مثل الانحدارات وتكوينات التربة، لضمان استقرار المبنى وسلامته. الاتجاه يؤثر على كيفية استقبال المبنى لأشعة الشمس والرياح، مما يؤثر على كفاءة استخدام الطاقة والراحة الحرارية.

الطبوغرافية والجيولوجية والطبوغرافية تشير إلى خصائص سطح الأرض في الموقع، مثل التلال، الوديان، والأراضي المسطحة. الجيولوجية تتعلق بتكوينات الصخور والتربة. هذه العوامل تؤثر على قرارات التصميم الهيكلي والأساسات. على سبيل المثال، بناء على تلة يتطلب أساليب دعم خاصة لضمان استقرار المبنى.

الفلور والزراعة

الفلور والزراعة تشير إلى الغطاء النباتي في الموقع وحوله. الأشجار والنباتات يمكن أن تؤثر على تصميم المباني من خلال توفير الظل، تحسين جودة الهواء، وإضفاء جمال طبيعي على المحيط. يمكن دمج العناصر الطبيعية في التصميم لتعزيز الراحة البيئية والجمالية لقد أصبحت هذه العناصر شغلة الشاغل في العمارة المستدامة.

المناخ

المناخ يلعب دوراً حاسماً في تحديد تصميم المباني. يشمل ذلك الاعتبارات المتعلقة بأشعة الشمس، الأمطار، الثلوج، والرياح. المعماريون يجب أن يختاروا مواد البناء والتقنيات المناسبة للتعامل مع الظروف المناخية المتغيرة. على سبيل المثال، في المناطق ذات الأمطار الغزيرة، يجب تصميم الأسطح بزاوية تتيح تصريف المياه بشكل فعال.

الشمس

أشعة الشمس تؤثر على الإضاءة الطبيعية والتدفئة في المباني. التصميم الجيد يأخذ في الاعتبار اتجاه الشمس ويستخدم النوافذ والتوجيهات المناسبة لتحقيق أقصى استفادة من الإضاءة الطبيعية والحرارة. هذا يمكن أن يقلل من الحاجة إلى الإضاءة الاصطناعية والتدفئة، مما يساهم في تحسين كفاءة استخدام الطاقة.

لقد شكلت اللوفرات والشناشيلات والدربونة معالم تراثنا الذي يسعى جاهدا لاستخدام الشمس بطريقة ذكية.

الأمطار

الأمطار تؤثر على المواد المستخدمة في البناء وتصميم الأسطح والأنظمة الصرفية. في المناطق ذات الأمطار الغزيرة، يجب استخدام مواد مقاومة للماء وتصميم أسطح تتيح تصريف المياه بكفاءة. هذا يساعد في منع تسرب المياه وتلف المباني المعالجات التاريخية لتصريف الامطار (المزاريب) تمثل اشكالا ملازمة للعمارة العراقية. 

الريح

الريح يمكن أن تؤثر على استقرار المباني وراحة المستخدمين. التصميم الجيد يأخذ في الاعتبار اتجاه وقوة الرياح ويستخدم تقنيات مثل الأروقة والمصدات لتقليل تأثير الرياح. هذا يساهم في تحسين الراحة الحرارية وتقليل استهلاك الطاقة. لقد كانت البادكيرات وملاقف الهواء إحدى معالم العمارة الشرق أوسطية.

التكامل بين العوامل الذاتية والموضوعية

النجاح في تحقيق هوية معمارية متميزة يتطلب تكاملاً بين العوامل الذاتية والموضوعية. التصميم الجيد يجب أن يكون قادراً على التفاعل مع الظروف البيئية والمناخية بينما يعكس في الوقت ذاته القيم الثقافية والاجتماعية للمجتمع. هذا التكامل يساهم في خلق مبانٍ ليست فقط وظيفية وجميلة، بل أيضا مستدامة وملائمة للبيئة ومعرفة للهوية المعمارية.

الاستنتاج

الهوية المعمارية هي ليس مقولة شعبوية مبنية على مزاجية معينة، إنها نتاج تفاعل معقد بين العوامل الذاتية والموضوعية. من خلال فهم هذه العوامل والعمل على تحقيق توازن بينها، يمكن للمعماريين تصميم مبانٍ تعكس روح المكان وتلبية احتياجات المستخدمين بطريقة مستدامة وجميلة. العمارة هي تجسيد للهوية الثقافية والاجتماعية، وهي تعبير حي عن تفاعل الإنسان مع بيئته عبر الزمن.

ـــــــــــــــــ

* معمار واكاديمي

*********************************************

الصفحة التاسعة

أنيسيموفا تقصي نافارو وتبلغ نهائي تورونتو

تورنتو ـ وكالات

بلغت الأمريكية أماندا أنيسيموفا المباراة النهائية الأولى لها منذ كانون الثاني عام 2022 بفوزها على مواطنتها إيما نافارو 6-3 و2-6 و6-2، في بطولة تورونتو للماسترز. وتسعى إنيسيموفا لإحراز لقبها الثالث في مسيرتها بعد تتويجها في دورتي بوجوتا عام 2019 وملبورن عام 2022. وكانت الأمريكية حققت مفاجأة من العيار الثقيل بإخراجها البيلاروسية أرينا سابالينكا المصنفة الثالثة في الدور ربع النهائي وستلتقي في النهائي الفائزة في مباراة مواطنتها جيسيكا بيجولا حاملة اللقب العام الماضي والروسية ديانا شنايدر.

وحسمت أنيسيموفا المجموعة الاولى في صالحها بسهولة، لكن مواطنتها ردت التحية في الثانية ثم كانت الكلمة الأخيرة لأنيسيموفا التي أنهت المباراة في ساعة و55 دقيقة. والفوز هو الثاني للأمريكية على الإسبانية في مباراتين جمعت بينهما.

******************************************

تحضيراً للتصفيات الآسيوية كادر تدريبي برتغالي للإشراف على منتخب صالات السيدات

متابعة ـ طريق الشعب

اختتمت، في محافظة السليمانية اختبارات اللاعبات لاختيار المنتخب الوطني للسيدات لكرة الصالات لانتقاء الأفضل منهن للدخول في تجمعات جديدة ومعسكرات تدريبية مرتقبة تحضيراً للاستحقاقات المقبلة.

وقال المدير الإداري للمنتخب الوطني علي عباس في حديث للوكالة الرسمية إن " الاتحاد العراقي لكرة القدم ممثلاً باللجنة النسوية شرع باختيار كادر تدريبي برتغالي للإشراف على تشكيل المنتخب الوطني لكرة القدم للصالات لفئة السيدات الذي تنتظره مشاركة مرتقبة في تصفيات كأس آسيا خلال شهر كانون الثاني من العام المقبل ".

وأضاف عباس أن" المنتخب بدأ الاختبارات في بغداد بمشاركة أكثر من ثلاثين لاعبة ولمدة خمسة أيام ومن ثم توجهنا بعدها إلى دهوك وتم اختبار 35 لاعبة، بعدها تم التوجه إلى محافظة كركوك والذي شهد حضور 15 لاعبة وأخيراً أجرينا اختبارات في السليمانية بتواجد أكثر من 40 لاعبة".

وأوضح عباس " بعد تشكيل المنتخب واختيار التشكيلة الأولية المتألفة من 25 لاعبة، سيقام تجمع آخر لاختيار التشكيلة النهائية التي ستشارك في تصفيات ونهائيات آسيا".

وأشار عباس إلى أن" المنتخب العراقي بعد فوزه ببطولة غرب آسيا عام 2022 وقعت عليه الأنظار وأصبح رقماً صعباً تخشاه المنتخبات لذا نسعى إلى تشكيل منتخب قوي قادر على المنافسة والصعود لكأس آسيا خصوصا وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها منتخب العراق النسوي في تصفيات كأس آسيا والفرصة مواتية للتأهل من خلال المواهب الكبيرة التي يمتلكها المنتخب ".

ولفت عباس إلى أن" الجهاز الفني كان متردداً في البداية من ناحية الموافقة على المهمة لأسباب أمنية وكذلك عدم وجود قاعدة للاعبات في العراق، ولكن مع إجراء الاختبارات فوجئ الكادر بالمواهب الموجودة وتعاون الأهالي، الأمر الذي أعطى دافعاً لمواصلة المهمة وبناء منتخب قادر على المنافسة في الاستحقاق المقبل".

********************************************

دي روسي لا يمانع رحيل ديبالا

روما ـ وكالات

ألمح دانييلي دي روسي مدرب روما، إلى إمكانية فتح الباب أمام رحيل لاعبه باولو ديبالا، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

وقال دي روسي في تصريحات لصحيفة لاجازيتا ديللو سبورت "سعيد للغاية بالطريقة التي عملنا بها، وسيمنحنا الوافدون الجدد المساعدة المطلوبة". وأضاف "الفريق كان بحاجة إلى التعزيز، فنحن بحاجة إلى لاعبين بنفس جودة الأساسيين وهذا يحدث فعلا، دعونا نرى".

وتابع "هناك لاعبون سيتركون روما ويذهبون لأندية أخرى، وهي مواقف يجب تقييمها كما هو الحال في الفرق الأخرى بالمسابقة".

ونوه "مع 31 لاعبا أنت لا تعمل بشكل جيد.. دعونا نرى ما إذا كان أحدهم سيرحل، وبعد ذلك سنركز على من سيأتي بدلا منه".

وشارك ديبالا لمدة 15 دقيقة فقط وهو محور العديد من الشائعات، حيث يرتبط بالانتقال للدوري السعودي من بوابة الأهلي أو الاتحاد أو القادسية.

وعن ذلك، رد دي روسي "لا أضع التشكيلة بناء على الشائعات، أتركها للآخرين، لا شيء يؤثر على اختياراتي".

وأتم "سنرى ما سيحدث، وليس فقط بشأن ديبالا.. أي لاعب يريد الرحيل، فهو حر في القيام بذلك".

*****************************************************

السفانة يرممون فريقهم والطموح نحو القمة

البصرة ـ طريق الشعب

يريد نادي الميناء إنهاء سنواته العجاف والعودة إلى المنافسة على المراكز المتقدمة في دوري نجوم العراق للموسم المقبل بعد تعاقده مع مجموعة من اللاعبين وكادر تدريبي أجنبي، حيث وعد مدرب الميناء الإسباني بابلو گرانديز، بأنه سيعمل على خلق فريق تنافسي في دوري نجوم العراق، مبيناً أنه يريد المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري.

وقال گرانديز، في مؤتمر صحفي خلال تقديمه كمدرب للميناء في الموسم المقبل: "شاهدت معظم مباريات الموسم الماضي وبالحقيقة تفاجأت بالمستوى الذي قدمه هؤلاء الشباب لقد كانوا في قمة أدائهم".

وبين گرانديز: "لقد عملت على التعاقد مع محترفين على مستوى عال ولاعبين دوليين بما يتناسب مع السقف المادي للفريق"، متابعاً "لقد أخترت الميناء لعراقته بين الأندية العراقية وسأعمل على خلق فريق تنافسي".

وأوضح أن "هناك لاعبون جيدون محترفون ومحليون نعمل على ضمهم للفريق بالفترة المقبلة"، مبيناً أن "طموحي هو المنافسة على المراكز المتقدمة ولكن كرة القدم لا يمكن أن تضمنها".

وختم بالقول: "أشكر جميع مشجعي نادي الميناء الذين لم يتوقفوا على تقديم رسائل الدعم لي منذ تسميتي مدرباً للفريق وانتظر اللحظات لأشاهدهم على المدرجات وسأُقدم كل شيء برفقة الكادر الفني لإسعاد الجماهير الوفية والخيرة".

من جانبها، أعلنت إدارة نادي الميناء الرياضي تعاقدها مع محترف إسباني لتدعيم هجوم الفريق في منافسات الموسم الجديد من دوري نجوم العراق بكرة القدم.

وذكر بيان للنادي أنه "تعاقد رسمياً مع المهاجم الإسباني لولو كورنادو لتمثيل كرة السفانة في الموسم المقبل".

*********************************************

تعرف على منافسي القوة الجوية المحتملين في دوري أبطال آسيا 2

متابعة ـ طريق الشعب

تتجه الأنظار يوم الجمعة المقبل، صوب العاصمة الماليزية كوالالمبور لمتابعة قرعة دوري أبطال آسيا 2 التي يشارك فيها نادي القوة الجوية ممثلًا عن العراق.

وسيمثل العراق في هذه البطولة، نادي القوة الجوية، الذي حصد وصافة دوري نجوم العراق 2023-2024 وكذلك وصافة كأس العراق، خلف الشرطة، الذي سيكون ممثل العراق في دوري أبطال آسيا للنخبة.

وحل فريق "الصقور" في المستوى الثاني من القرعة، بالتالي لن يواجه أندية تراكتور الإيراني والشارقة الإماراتي وناساف الأوزبكي في دور المجموعات لأنهما في المستوى الثاني أيضًا.

القوة الجوية، قد يواجه فولاذ الإيراني والغرافة القطري والشباب الأهلي الإماراتي والتعاون السعودي والوكرة القطري، كون هذه الأندية تقع في المستوى الأول.

وقد يحضر في مجموعة القوة الجوية أيضًا، أندية الحسين الأردني والاستقلال الطاجيكي وموهون باغان الهندي والخالدية البحريني، كون هذه الفرق تحل في المستوى الثالث.

وسيواجه الفريق العراقي أيضاً أحد الأندية الموجودة في المستوى الرابع بمنطقة الغرب وهي كل من: الوحدات الأردني ورافشان الطاجيكي والفائز من مواجهة أيست بنغال الهندي والتين أسير التركماني والفائز من مواجهة الأهلي البحريني والكويت الكويتي.

وبدأ فريق القوة الجوية استعداداته للموسم الجديد بشكل فعلي يوم السبت الماضي مع وصول مدرب الفريق الجديد، القطري وسام رزق، الذي سيتولى قيادة الصقور في منافسات دوري نجوم العراق وكأس العراق ودوري أبطال آسيا 2.

ونجح فريق القوة الجوية في تعزيز صفوفه بصفقات نوعية من اللاعبين المحليين، بعدما تعاقد الفريق مع اللاعب بشار رسن وزميله صفاء هادي بصفقة انتقال حر، كون اللاعبين من دون نادٍ بعد انتهاء عقدهما مع قطر القطري وتراكتور سازي الإيراني.

واختار فريق القوة الجوية، ملعب المدينة الدولي في العاصمة بغداد، أرضاً له في دوري أبطال آسيا 2، إذ أجرى وفد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، زيارة إلى الملعب منتصف شهر تموز الماضي وذلك لتفقد الملعب وجاهزيته لكونه يستضيف مباريات الفريق في النسخة الأولى لهذه البطولة.

وقال مدير التراخيص في النادي ستار جبار حسب بيان للقوة الجوية، "إن زيارة جسنيك كانت إيجابية بعد ختام زيارته لملعب المدينة"، مؤكداً "بأن المراقب الدولي أكد جاهزية الملعب لإقامة مباريات فريق القوة الجوية في دوري أبطال آسيا 2".

وأضاف جبار: "مراقب الفيفا أكد أيضاً أن هذا الملعب جاهز حتى لاحتضان مباريات دوري أبطال آسيا للنخبة، لكونه ملعبًا حديثًا وبمواصفات دولية معتمدة".

***************************************************

وقفة رياضية.. خذوهم صغاراً

منعم جابر

الكثير من بلدان العالم المتحضرة عرفت الطريق الصحيح لتطورها الرياضي وبدأت خطواتها العملية مبكراً وفق القاعدة العلمية والواقعية (خذوهم صغاراً) أي ان اختيار الأطفال لألعابهم وتجاربهم الرياضية يجب ان تبدأ مبكراً، ومع أعمارهم الصغيرة نجدهم يختارون ألعابهم وبشكل مبكر مع توجيهات معلميهم ومدربيهم وكل حسب هواياته وقابلياته البدنية والجسمانية، وهذا لا يتم إلا من خلال معرفة معلميهم ومدربيهم وقابلياتهم، أي لا يتم الاختيار بشكل عشوائي وارتجالي. فالعمل يجري مبكر في السنوات الأولى والعمر المبكر لأن الاختيارات المبكرة تدفع بالمتدرب لتحسين ادائه واتقان مهاراته والتعرف على أسرار ومهارات اللعبة التي عشقها واقتنع بها. فالكثير من بلدان العالم تترك الأطفال بهواياتهم وتراقب أفعالهم ثم يبدأ المعلمون بمساعدة الأطفال بأفعالهم وهواياتهم وممارستهم، عندها تحصل الفرصة الذهبية بين القابلية البدنية والرغبة وحب ممارسة هذا النوع من الألعاب او ذاك، عندها يتحقق الهدف وتنمو القابلية البدنية وتتحقق الخطوات الأولى نحو البطولة والمجد الرياضي.

لذا اقول لأحبتي قادة الاتحادات الفرعية في المحافظات والمركزية في العاصمة (بغداد) عليكم ان تعملوا بجد وهمة عالية كل في مجاله واختصاصه بالبحث عن الأطفال وبالأعمار المبكرة لاكتشاف المواهب الرياضية في المدارس الابتدائية لأنها الأساس المناسب للموهبة الرياضية، أما إذا تجاوزتم هذه الفترة من أعمار الفتوة يعني اكثر من 10-12 سنة فنكم تضيعون جهودكم وأيامكم، وضمن هذه الفئة العمرية نجد أن الأطفال جميعاً يحبون ان يمارسوا كرة القدم، وعلى معلميهم ومدربيهم أن يلعبوا أدواراً مهمة في توجيه الأطفال نحو هوايات أخرى والعاب متنوعة، وهذا ما يوجه أفكارهم وتوجهاتهم نحو العاب متنوعة وعند ذاك نستطيع ان نكتشف بعض القابليات والمواهب الفذة وغير الطبيعية نحو العاب جديدة.

 إن على قادة الاتحادات الرياضية المركزية وقادة الاتحادات الفرعية في محافظاتنا العزيزة ان يساهموا كل باختصاصه لافتتاح مركز تدريبي في العاصمة بغداد ومراكز المحافظات لغرض تدريب وتعليم أساسيات لعبة او أكثر خاصة بالألعاب المحددة لتعليم وتدريب الأطفال من الموهوبين لهذه اللعبة او تلك، عندها سنقدم لفرقنا العراقية أفواجاً من الموهوبين والمهارات المتطورة للكثير من الألعاب. وبهذا العمل والتوجه نكون قد قدمنا لوطننا خدمات كبيرة وعطاءً لا ينضب من مبدعي الرياضة والمشاريع الوطنية لرياضة المستقبل. وهنا سنعطي الفرصة لأبنائنا في المحافظات من الكوادر التدريبية ومعلمي ومدرسي التربية الرياضية لأن يجتهدوا ويعملوا من أجل النهوض بالواقع الرياضي في محافظاتهم ويقدموا للوطن نماذج من الأبطال والنجوم اللامعة في الساحة الرياضية. وهذه الفكرة أتمنى دراستها من قبل الاتحاد العراقي المركزي لكل لعبة رياضية من أجل تقدمها ورقيها وان لا يبقى الاتحاد الرياضي الفرعي (في المحافظات) قاعداً عن العمل وكسولاً وليس أمامه إلا انتظار الانتخابات والسفرات (الترويحية) في بعض الحالات لأن المنافسات بشكل بسيط وفي بعض المحافظات والمدن العراقية.

أحبتي يا قادة الاتحادات الرياضية المركزية، إننا نطالبكم بان تحركوا الاتحادات الرياضية الفرعية (المحافظات) وان تضع هذه الاتحادات برامج سنوية وان تقيم بطولات لأنديتها ولكل العابها (حسب الاختصاص) وان تشرف على ألعابها وللفئات العمرية لأن هذا الواجب سيساهم في تنشيط الدور الرياضي لهذا الاتحاد او ذاك وان يقيم الاتحاد المركزي (في بغداد) الاتحادات الرياضية (في المحافظات) وكذلك ان يشرف هذا الاتحاد او ذاك عن إقامة مركز تدريبي (للفئات العمرية) بغية السعي لتنشيط اللعبة المشرف عليها في محافظته.

وبهذا العمل والواجبات تساهم هذه الاتحادات الرياضية بتطوير ألعابها وكوادرها. وبهذا العمل والواجب نقدم لعراقنا خدمة كبيرة وللرياضة المساعي الناجحة وممكن ان تقيم الاتحادات المركزية في بغداد مهرجانات سنوية وايام العطلة الصيفية لألعابها في جميع المحافظات وفق برامج سنوية تعتمد على المواهب والكفاءات والأعمار دون الـ 15 عاماً لتنشيط عملها الرياضي السنوي من أجل غد رياضي مشرق وسعيد..

***************************************************

الصفحة العاشرة

كاظم اسماعيل الگاطع الشاعر الذي استطاع الرسم بالكلمات

سفاح عبد الكريم (ابو وليد)

منذ تطلعي لقراءة وكتابة الشعر الشعبي تعرفت على الكثير من الأسماء المثقفة الهامة والذائعة الصيت.. من الشعراء الشعبين وغيرهم، وبالاخص البارزين منهم وكان أحدهم الشاعر الكبير كاظم اسماعيل الگاطع المتميز في عطاءه و كتاباته في الشعر الشعبي العراقي والمنحدر اصلا من الجنوب العراقي, وكان ذلك في العام ١٩٧١ من القرن الماضي ولحسن حظي تعرفت عليه وعلى الشاعر الكبير عريان السيد خلف وأبو هديل، فرحان قاسم، وكريم العراقي وبعض الأصدقاء والشعراء والمثقفين وهم كثرة. واستمرت مزاملتي معهم ومع البعض من الشعراء الكبار أمثال الشاعر شاكر السماوي وعزيز السماوي وطارق ياسين وعلي الشيباني وكريم محمد ويعرب الزيدي وكاظم إلرويعي وجبار الغزي وحامد العبيدي وأبوسرحان وإسماعيل محمد اسماعيل وعبدالسادة العلي وريسان الخزعلي ورحيم الغالبي وبشير العبودي وكريم العماري وزهير الدجيلي وناظم السماوي وكاظم الركابي وعبد الكريم القصاب وكامل الركابي وأبو سرحان ومهدي السوداني والقائمة تطول حتى ارتويت واشبعت رغبتي في القراءة والاستماع. و في أحد الايام  سألني الشاعر الگاطع موضوع البحث لماذا لا تكتب مثلنا فأجبته ماذا أكون لو كنت مثلكم حيث كان يشغلنا التميّز في الاسلوب لكل واحد منا. وكان الاصدار الاول للگاطع (قصائد دامعة) مشتركا مع الشاعر كريم راضي العماري ومن بعدها (شمس بالليل) الذي كان هو الأهم في مسيرة كاظم اسماعيل الگاطع الشعرية. من وجهة نظري. وإصدارات أخرى تبعت ذلك الاصدار ومنها (العيد ابو هلالين).. (غاب الگمر)..(گطرات الندى)..اوزان الشعر الشعبي. وغيرهما. نصوص غنائية  التي أداها وغناها أغلبية المطربين الشباب.

وكثيرة هي إصداراته الاخرى التي احتوٌت قصائده اليسارية الوطنية التي كان جل اهتمامه فيها والتي تشغله دائما.

هوه طريقين العمر..

واحد مذلّه ومزبلة تاريخ والثاني شمس..

وأثنيهن يتلاگن ابحلگ الگبر

ومن الملاحظ الأسلوب الشعري الذي انتهجه الشاعر كاظم اسماعيل الگاطع اظافة إلى حظوره الفني والعاطفي  وقدرته في ايصال الشعر السهل  الممتنع الى المتلقي .والذي لايتقاطع مع الشعراء الاخرين  الاٌ في الاسلوب والمهمة. وكثيرة هي إطلالاته الشعرية المعروف بها أوضح منها :

الموت مغناطيس يلگف كل حديد،

لو رايد شمس چاماصرتً سرداب ،

اصل الشايب شاب..واصل الغني اتراب

الطين ممكن يرجع اتراب..من لفحه وحده من شهر أب،،

وكثيرة هي الشواهد والدلالات التي تميزّ بها الشاعر الگاطع.

وفي رجوع ثاني لتكرار إبداعه التي تأخرت عن الكتابة عنها لكني استذكرتها وجوبا ومنها قصيدة الأّم ضمن هذه المجموعة الشعرية (شمس بالليل) والتي تتقارب مع قصيدة شاعرنا الكبير مظفر النواب، البراءه وكأنها مجاراة له..

يبني خنگوا كل ضواي وذبحوا ابصينتي شمعه

ونجمك اليضحًك ييمه امغنتب ومابيه لمعه

يبني والبستان ذاك امصوفر ومشلول زرعه

ودم ضحايانه ينزٌ ابكل مضيف ومابكت للزلم ربعه

والخبز مديوف بالدم..

گليّ.. گلي..

گلي خبز اليابس الينداف بالدم منٌ يجرعه..!؟

يبني جاعت الأمهات وديسها گامت ترٌضعه !

والسلف ياكل لحم موتاه يبني ..مالگه خبزه التشبعه!،،

ان لحجم هذه المأساة التي تتحد مع بعضها وتتصافح مع مثيلاتها من جراح الاخرين لم يغفل عنها شاعرنا الكبير كاظم اسماعيل الگاطع بل كانت من مهامه والكشف عنها بل كانت صرخة مدويّة بوجه الطغاة المجرمين وهكذا كان الشاعر مهموما بصرخاته المؤثرة. ان لمثل هكذا مشاهد تجعل من فيضه الشعري المتدفق صوتا متميزا والذي به يشير إلى هموم الاخرين من المصائب وهي القضية التي يعرق لها الجبين وتنهض همته وغيرها للاستئثار وبهمة عالية...

المزابل حولوها مقابر..!

والمراجيح التغني ابعيدنا صارت مشانق..!

چم شهيد العبٌر الثورة أعله ضلعه..!

يبني جلاد السجن ساطوره جايع.. گصله من زندك واشبعه

ايعزّ عليّ منشوركم يوليدي بالعلاگه ارجعه..

يبني ظل لابس حديدك لاتمل منهً وتنزعه..،،

ان لهذه المباشره بالفن والإبداع والايحائية الشعرية والالتماعات مابعد الاغماء ولحظة  الصحو كانت كمثيلاتها اغاني المواسم ومنها مثلا :

تگلي اضحك،،

تگلي اضحك جيب اشوي فرح وأگطع نفس جرحك

جيب اشوي فرح واگطع نفس جرحك..،،

سنّ الماضحك بالعيد چايوم الطبّگ يضحك !

ان الغناء الروحي الذي ينتاب الشاعر في زمن غياب الفرح كان ابتهاجا مأساويا واضحا.. يوقظه مجددا

أجه طيفك يدگ البوب ياباب اليدگه امقفله بوبه

اجه ايعاتب نشد أهله لگه الدله ابمضيف الحسره مگلوبه

شاف الغيم يشرب ماي حالوبه

وشاف الناس تشرب بالجماجم ماي..

گال اشمال هاي الناس تشرب بالجماجم ماي..

وأشماله شهر عاشور مامش طوس بحبوبه !؟

وفي انتقالة اخرى لقصيده ثانيه.،، منشار الورق،، وهي المتميزة الأخرى في هذه المجموعة الشعرية الجميلة (شمس بالليل) أثارت انتباهي كثيرا حتى جعلتني صاغيا لها وباستمرار والتي يقول فيها..،

ياشراع امهاجر وعين الشواطئ امتانيه اليوم البعيد..،

اتظل بعيد وتبخل أهله الصايمين بلا صبر بهلال عيد..!؟

أنسيت لو راضي ابغربتك..!؟

ماسمعت الطاح غفله وفرفح ابگلبه النشيد !؟

ولا نده نومك عتبنه..

وهذا وكت البيه منشار الورق گص الحديد!

*************************************************

نهـــد

عبد الوهاب الحمداني

صاير ولا تنحزر، كل ضحكه منَّك نَهد

كلما أريد أكتفي، كاسك يگلِّي بَعد

يا ليل، يابو الحزن، شو تضحك نهودك

خليني أحط شفِّتي بمحراب تين الثغر واغفه على زنودك

هيمه وبعيد الخصر، وچفوفي صحره عطش والنبع بالرگبه

والعين جرَّة خمر، كلما يمرني الصحو، كاس الوفه اتصبَّه

شعرك الأسود سَفر، ياخذني ويردني

واتمرجح اويه الخصل، وأنسى وأكولن طحت، وبرمشك تشدني

تاخذني غيمة وَسن، وأحلم أجيس العنب، وتخوّفك زلّتي، ومن السما تهدني

يا ماي يابو العطش، يالتشبه الحِلمه

أشتمها ريح وعصف واختنگ بالنسمه

كل النحبهم مشوا بس أنت تبرالي

شگد قصايد اجت، وعيون حلوة بچت، مطرت حنان ومشت، ما ظلت ببالي

چنت أدري طولك يجي، وافتحت باب الفرح، خليت عرش الگلب لمحبّتك خالي

يا صيف يالشوفتك ها كثر بيها نده!

شفافك طعمهن رطب طايح گبل موعده

كل المواسم چذب بس موسمك وحّده

ظلمة وعمرنا دمع وأنتظرك توچِّده

حط چفَّك اعله النبض تلگى الأغاني طيور

تسافر لگلبك دمع، ترجع ورد منثور

لولاك مامش گمر، لا گاع بينا تدور

لا شمس تغزل صبح، لا خبزه بالتنور

***********************************************

عراق اول حلم

كاظم غيلان

الكهوه فرغت

والنراكيل انطفت

وحشه صارت

لااغاني ولا صياح ولا جكاير

تخت ظل يسأل تخت :

وين ناسك؟

_ كلمن لحاله مشه

وباجر يردون ..ويروحون باجر

والسوالف تغسل بشذر استكانك

انته هم اتروح وترد لمكانك

راح نص عمرك خساير

خايف امن الجاي

يمضيع زمانك

شيبك ..وخرزات سبحه

بين اصابيعك يلعبن

جنهن الأيام..من اتروح وترد

جنهن اسنين العذاب البيهن اتعد

الكهوه .. تفتح بابها الغبشه

وتغلكه اباول الليل الجنوباوي الحزين

تبدي وادمهه تجيهه

وكلمن ايروح لتخت

يصعد الصايح ويخلص يومها

لاسمعت( حضيري ).. لا ( عبد الحليم )

ناس تمدح بالملوك

وناس تمدح بالزعيم

وناس تشتم بالملوك

وناس تشتم بالزعيم

وتخت يصرخ بالتخت

والحكومات التجي وتروح مثل الناس للكهوه ..

وتسبهه الناس

لنهه ابلايه حظ .. ولا بخت

الكهوه من يكبر سكفهه

ايشع عراق اول واشوفن بي:

حمامات الكنيسه، وعتبة الجامع ، والحسينيه و” المندي “ ..

العراق الأول ابراسي حبيب

 ويشبه الكهوه اذا يزغر سكفهه

ايشع علينه .. ايضوي بينه :

هور .. نايات .. ومواويل 

وكصب مهيوب.. طوله امحمداوي

ابراسه “ سيد محمد” *

ايغني ثغيب .. ثغييييييب

ايودي شوغات ويجيب

ياعراق المامش لعلتك طبيب

الخانكك والبايكك كلللش صلف

ياعراق

اصواب دلالك كلف ..

كلللش كلف

****************************************************

چَف  رماد وكأنَّ  العمرَ قبضةٌ مِن  رَماد

كاظم العطشان

چَف  رماد

وچف  حلم  متروس  شيب

وچف  تحنَّه   اعله  السواد

وحلم  بُرعُم  مات  هَرفي

صُوفر  ابحضن الخريف  وما لحگ ياخذ  امراد

ومن  كبر  واهس خضاري

طلگت الضحكه  سنابل  والوكت  موسم  حصاد

اشما  كُبر  حزن  القصايد

ألبس اهدوم  الغُوه  اعله  اعناد  حزني

ونتشي  ابعطر   العناد  

چف  رماد

ونهر   آخ   ابروحي   يجري

وصوت سكته  ايريد   هلهوله   ونواعي

ايريد  طيف  اتفسره  خرسه

امنين  اجيب  الماله  داعي  ...!!

 ونته تدري

امراية  العشره  ضمير  ومشتهاة   الدلّه  ضيف

وشللي  بيهه...... الماتفز  ضحكه  اعله  طيف

وشللي بيهه....... الماتفز  دَفّ  اعله  كيف

الموت  سفره  و طور  غنَّه   ابغير  خاطر 

يشتري من العيد  دمعه ويعزم الضحكه  اعله باچر

گتله  وين  اتريد  بيّه  !

ابيا  شمس  شرَّيت  شوفي

الياصليب  تگود  خوفي   ...!

الياكتر  غيمك  امسافر   .. !

والعمر  صوغة  سوالف

يعتلگ  بوّل  الگمره

ويطفه  وي  آخر  نجم  شمّ  القصيده

وشنهي  بيّه  المايلوگ

وشنهي  بيّه  الماتريده   ...!!

الماي  مهره  و گاعي  طين

ودربي  نيّه  بلايه  شوف

ودلّلول  ابلايه أمّ  وليل گمّطني  اعله  خوف

وجرحي  يتوحّم  عتابه وأوف  مفطومه اعله  أوف

ومنهد  ذاك  النده .. وشوگ  الصريفه

وخبزة  أمي ابطعم ابوي الغمّس الشيب  ابرغيفه

ومنهد  ديس  الولايه البايت ابريجي حلاته

ومنهد  چاي  العصاري وثوب  المطرز   قديفه

ومنهد  صيد  الحباري  ( والگطه  الحدر  السنابل )

مالچه الطير اعله غصني.. وانگطع حس البلابل

ومنهدْكُم ....

دگّت  الغربان  چوبي  ورگصت  ابعرسي  المناجل

هزني  ياطور  الجناجل

فزِّز  ابروحي  الهلاهل

خذني يم طوگ الحديثه وديرتي المابيهه لوله

خذني يم  فَيّ التراچي... ورنَّة ايام الحجوله

وماني بيه الشوگ جمره.. وبس هلي اطفّي جمرهه

ماني بيه الطيف راكد...والسفر مبحر ابعيني

ولسّه  بحلام  الطفوله الغفت  بعيوني  صورهه

وحب درابين المحلَّه  النست  بكتاري  عطرهه

ويمته   ذاك   الغيم   يلتم

حته   تمطر  بس  رسايل

واغسل  إذنوبي  ابمطرهه

واغسل  إذنوبي  ابمطرهه

****************************************************

مغصوب ساكت

د. حامد الشطري

اني مصلوب اعله ساتر..

جابني حظي العثر ..

مغصوب ساكت ...

ذاك يوم وهذا يوم

من سمعنه الحرب وگفت،

واني لسه وساتري يخضر عشب وباب بيتي..

ساتري وشقي الحفرته..

والشظايا اشلون المهمن..

ارد اصوغنهن حطب

لسنين عمري..

هاچ يامرتي هديتي..

وما الومچ يوم عرسي..

  من بچيتي

رگبتي رگبة بعيره

  وخاف امدها..

بگصتي نيشانهن

فرضه وشعيره..

شگد سوالف خلصت ،

من انسحبنه...

وحدي افتش بالجيوب اعله الرسائل..

كلها شوگ وحلم عشاگ اندفن تحت القنابل...

والله ردت اجمع رسايلكم..وسويهن متاحف

واجمع احلام السواتر

بالرموش النامت ..

وكل ليلها تصيح اعله گد الليل

والعباس خايف....

يالبساطيل الاجيتني مشي

شو خضرن رجليچ ..

والقيطان ترجية الدروب،

 الغافية بسدج سدر..

احاه ياذاك النهر...

سمچاته شربن دم اخوي

وظالم الواكف وراي

يصيح اهجم..

اصيح ارمي..ابن النع.....ل عليمن ارمي

انت ماتهجم يبو نجمات ..

يل لابد بسدي..

اني ابن الخايبه ..

الگضت اغروب تطوف باركان الشرايع..

للنذور وما اظن نذرچ

وفه وياچ طالع...

وانت كل ليله التمرچ

ميأسه مصلوبه بمتن

هاي الشوطوط ترددين

(مثل ام ولد غركان وابره الشرايع)

..ويوصلچ صوت السواتر

(يطلگ الاطلك بيه شوف العجايب...لاهو جاب وفاخ لا اني جايب)

اثنينكم ..

يگضي هذا الليل نصرخ ..

نطلگ احنه

وانتن اتلطكن چذب...

طلگت معسرات مابيهن ولد..

وهذا اخر صوت واخر طلگه

طلگتها وغفت لليوم ما حركت شفه..

اصرخ واعظ بالگاع مثل المعسرة

حسبالي 3 توام ثاريها حسرة

وهاي نومتها ومشت درب الگبور ..

وسبگتك للمگبره تعلگ بخور..

وتالي متالي بگبر واحد صفيتوا...

***********************************************

الصفحة الحادية عشر

الجديد في المكتبة

* “الأجساد وظلالها” بالفرنسية.

صدرت عن دار LuLu للطباعة والنشر والتوزيع الرواية القصيرة الموسومة [ الأجساد وظلالها ] للروائي العراقي هيثم بهنام بردى، مترجمة إلى اللغة الفرنسية من قبل الشاعر والمترجم المبدع المقيم في فرنسا وعدالله إيليا. الرواية صدرت بطبعتها العربية مرتين:

- الأولى عن دار أمل الجديدة في دمشق عام 2017.

- الثانية ضمن “الأعمال الكاملة- الرواية القصيرة” عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عام 2018.

* “حديقة المسرات الأرضية”

“حديقة المسرات الأرضية/ جماليات الفن التشكيلي” مجموعة مقالات خاصة بالفن التشكيلي لعدد من الكتاب الأجانب اختارها وترجمها جمال جمعة. اصدار دار المأمون في وزارة الثقافة/ بغداد.

*************************************************

التجذير الفلسفي للفن  (2 - 2)

د. نجم حيدر

في القسم الأول، تطرقنا الى البنى التحولية لنظم المعرفة بفعل حاجات الانسان المتطورة ابتداءً من الغذاء بعدة اهم اداة في صراع البقاء، و تبينا ان النتاجات التي نصفها نحن ابناء زمن اخر بعيد عن ازمنة الموصفات في تحليلنا، نصفها بالفن لم تكن كذلك في ذهن الانسان المنتج لها فهي احدى ادوات الحل لما يستشعر من مشاكل ممثلة لرغباته مستقبلية بتراكمها اسست لنظم مفاهيمية بعضها وصل الى التقديس. وبفعل التراكمية في تداولاتها الواسعة تشكلت منظومة وعي للمعرفة الفاعلة في تحقيق الانتماء في التقبل والرفض التي احيلت الى منظومة معرفية وانتماء خليط بين البنيتين السيكولوجية الفردية والجمعية، وبين المنظومة الأبستمولوجية  لدى الانسان. ان ما نقصده بالوعي الجمالي هو انتماء معرفي ناتج عن ضواغط  مختلفة  تشكل هذا الانتماء، ومن ثم تبدأ في قبولها او رفضها. ان حركة المعرفة متسلسلة ومبنية على مستويات التتابع في الفهم التي تتحول من البسيط الى المركب، فما البسيط وما المركب.؟  البسيط يتجسد في فهم الوجود بم تستلمه الحواس: مثلا  هذه شجرة وهذا كلب وهذه ورده، اي بمعنى ان الفهم يصف الموجود كما هو : اما المركب فهو جواب عن اسئلة مثلاً: ما الفرق بين الشجرة والكلب.؟ فضلا عن مركبات اعلى يكون فيها التأويل اوسع ويحمل اوجه الاختلاف في الرأي. وان الوعي الجمالي وانعكاسه في الاداء (الفن) يكون على وفق حركة التأويل التي في حقيقتها حركة تفلسف للظواهر الحياتية التي تجابه الانسان. وهذه الظواهر متحركة متجددة بفعل ضواغط تجابه الانسان فردا او جماعة اساسها متحولات الاستمرار بالعيش بفعل التطور و التحول المضطرد. وازاء ما قدمنا لا بد ان نكشف هذه الضواغط التي تؤسس صورة الانتماء الجمالي وكيف يتحول من حال الى حال: -

1/ضاغط الفسيولوجي المرتبط بصراع البقاء:-

يتمركز في الغذاء والتكاثر والمحافظة على الذات من عوارض الوجود المختلفة، لتوجه طاقة الوعي نحو الغذاء واسس له بنى مفاهيمية تطورت وتحولت عبر مستويات النمو الحضاري الانساني، ويمكن الرجوع لدراسة  تاريخ الاغذية فنجد ان الثقافة المتلاقحة بين الشعوب اسست لهذا التنوع والانتماء، وتعد الروائح والعطور والتوابل الغذائية الا ادوات وصور لذاك التحول في الوعي الجمالي.

ويمكن وصف ضاغط الجنس محفزا لبناء جماليات في أساليب تزيين الجسد للمرأة والرجل، واضفاء جماليات ذات علاقة في تفعيل هذه العملية .

2/ ضاغط التوازن مع البيئة الطبيعية للإنسان :-

يتمثل بأفضل الوسائل التي تحقق الغبطة والراحة والرفاه في مجابهة الطبيعة وعوارضها المختلفة كما في حالة الحرارة والبرودة فبدأ الانسان يؤسس  لجماليات الملبس، و التكوين المعماري  للسكن،  وما تطوراته عبر العصور الا تحولا من ان يكون الملبس والعمارة المتنوعة من اجل المحافظة على الجسد من عوارض الطبيعة الى مستويات متجددة لانهائية من طرق و وسائل  الاظهار الاصورة لتحقق توازن مع متغير مفاهيمي للبيئة المكانية و الاجتماعية، فتأسست ابعاد جمالية مختلفة فيها المنظومة الفئوية والطبقية، وما تاريخ الالبسة والزي فضلا عن العمارة الا صورة واضحة عن هذه الجدلية بين معالجات البيئة وبين ضاغط الاظهار والاستعراض الفئوي والطبقي، والامر يدخل الى جماليات الحياة المختلفة، التي تعاملت مع اشكالية البيئة المتنوعة للإنسان.

3/ ضاغط النمو الحضاري :

مع تطور النمو الحضاري للإنسان و والدعوة لرفاهيته، بدأ الوعي الجمالي يتنوع الى مجالات اخرى اساسها متع الحياة بإفضاء المسرة على النفس بارتياحا وغبطتها العالية، وبدأ مع صوت الانسان ( الغناء) ثم الموسيقى ثم الصورة والشكل التي بدأت من الكهف لا بضاغط جمالي بل بضاغط افتراضي له بعد ميثولوجي، لان رسوم الكهف كانت تحمل تعويذة تحقق له رغبات الانتصار والحصول على الغذاء بواسطة الصيد، كما اسلفنا في القسم الاول، فهي رغبات احيلت الى طقوس، ثم بعد ذلك احيلت الى سلوك تطور حتما بفعل تلك الوقائع الحياتية في انتصاراته على ضواغط بيئته الخارجية.

4/ ضاغط السلطة:-

في تطور المجتمع الانساني ونموه الى مرحلة الدويلات والامبراطوريات، تحول الوعي الجمالي الى مستوى في اظهار القوة والعظمة والرفعة والتسامي ملامسا لتوصيفات الالهة التي اسسها الانسان توافقا مع رغبات اصاب النفوذ من سلطة الحكم و الدين، كل ذلك اسس الى جماليات جديدة تعتمد صناعة ابلاغ دراماتيكي مؤثر.

هذا الذي نجده على نحو واسع في فنون وادي الرافدين ووادي النيل بتمثل في اظهار القوة والعظمة والسطوة،  للسلطتين الدينية و الحاكمة المتوافقة المصالح دوماً،  الامر واضح في النتاجات الفنية لكل الفترات عبر تاريخ البشرية.

 5/ضاغط التأويل :-

مع البناء الحضاري الواسع و نمو الاختلاف في الراي، بدا الانسان ينظم افكاره بتأويل يتخطى الحس المباشر الى مستويات من التفلسف ومنها فلسفة الصورة الجمالية شكلا او صوتا فبدأت الجماليات الاولى في التأويل (الهارمونطيقيا) بتسلسل مع نمو البنية الابستمولوجية، حيث نجد ان اولى المراحل ذات البعد الجمالي مع الفن الاغريقي التي تنامت بتتابع فحققت ما نسميه ونؤشره في تاريخ الفن بالفنون الرومانية والغوطية وعصر النهضة و الرومانتيكية والانطباعية والحداثة ما بعدها، ويتميز الاغريق بتلك الدعوة التي توازن بحسابات رياضية عملية الإظهار لسمو الجسد الانساني وتشريحه الدقيق، فضلا عن علاقة ذلك التسامي الروحاني الذي يربط الجسد بالسماء والقوة المفرطة والنبل والفروسية كما ان للفن الاغريقي تأكيد واضح في احالة الصورة الى تأويل منفتح نحو متساميات قيمية ذات ابعاد روحانية واخلاقية. على وفق ما ذكرنا  يتبين ان الوعي ما هو الا انتماء أبستمولوجي مؤسس بضواغط عديدة يحقق الصورة التي تشكل انفعالاتنا ومنها الجمالية او ما يحقق لنا الاحساس بالجمال، وبذلك فان الوعي الجمالي يختلف من شعب الى شعب اخر، او من شريحة الى شريحة اخرى، وصولا الى الاختلاف في الطبائع والانتماءات الفردية. نعم هناك من مشتركات في وعينا للجمال، لكن هذه  المشتركات تشكل نسبة من ما هو مختلف بفعل التنوع في الضواغط المحيطة بالإنسان والتي ذكرنا اهمها انفاً. الا ان المتغير الباعث على الانتباه يتمثل في تناقص حتمي للفوارق بين البشر في الانتماء او التقبل الجمالي بسبب التسارع في ادوات الاتصال و التواصل بين شعوب الارض، و تمظهر قوى العولمة التي عملت بالنتيجة التداولية الى اذابة هذه الفوارق. ان الوعي و التقبل الجمالي يعد جزءاً من حركة نتاج الدماغ و صورته الفسيولوجية  كمادة ذات تنظيم عضوي التي تعمل على جدلية علاقة بين البنية الدماغية و ما ينعكس من العالم المادي و المفاهيمي الخارجي.   بانعكاس العالم المحيط بالإنسان  في مفاهيم واحكام ونظريات الخ. ودائرة الاحاطة بالإنسان اتسعت في جغرافيتها المكانية و الزمنية بفعل التطور الهائل لتقنيات الاتصال و التواصل، لهذا يمكن عد الوعي و التقبل الجمالي صورة من انشطة الفكر المنتج للمعرفة ( المعرفة الجمالية) المؤسسة لحركة الفن وتحولاته التي يمكن رصدها من فجر التاريخ الى يومنا.

*******************************************

قصة قصيرة.. شتاءات المدينة الغابرة

طالب كاظم

لم يحل الشتاء بعد، ومواسم المطر بدت بعيدة،  بينما الطرقات المهجورة تختنق بدوامات الاوراق المتساقطة، كما لو كانت مسلات للفاقة، انحنت اشجار الاكاسيا الافريقية العتيقة والسدر العجوز، التي ظللت الممر الطويل بفروعها المتشابكة، التي تدلت كأذرع ذاويه استسلمت لقدرها، يمكنك ان تواجدت في تلك اللحظة التي تطلعت فيها حولي، حينما كنت في منتصف الطريق الى وجهتي الاخيرة، ان ترى الزوبعة التي اعترضت طريقي، كانت تدور حول نفسها بخطوات متعثرة، وهي ترتطم بجذوع السدر العملاقة والكالبتوس الضخمة المتشققة، وترتطم بجدار مقبرة الارمن الأرثوذكسية بقبورها المزينة بأيقونات السيدة العذراء، التي بدت لصبي في العاشرة الذي كنت، امرأة فتية تحتضن صبيا جميلا ناعما، كانت امرأة صبية في مقتبل العمر، بتقاطيع وجهها الحزين ونظراتها المتسائلة، باستثناء دهشتي، كانت المرة الاولى التي ارى فيها تمثالا استطيع لمسه،  حاولت ذلك عندما تحسست ملمسها الخزفي اللامع  وانا انظر الى جمال التمثال المزجج بالوان براقة، هناك صلبان  فضية  تحمل جسد  قربان الاله بوضعيات  مختلفة ،  هناك ايقونة لرجال مفجوعين يتلقون الجثمان الهزيل وهو ينزلق عبر الصليب الضخم  بينما اكليل من الاشواك بنهاياتها المدببة تنغرز في جبينه الشاحب، هناك مسنون ورجال ملتحون وفتيات وعجائز يتطلعون اليه بخشوع وحزن، هناك تمثال للمجدلية التي تنظر الى العذراء التي احتضنت التقدمة الكبرى بذراعيها تحت عريشة عنب، ايقونات وتماثيل نصفية لرجال في العقد الخامس هناك تمثال رخامي لصبي في مثل عمرى،  ينظر الي كما لو انه  يبتسم، عند نهاية الممر الطويل، الذي ينتهي عند المفترق الذي يقودك الى زقاق ضيق، ينتهي هو الاخر عند حافة ميدان المدينة الكبير، قلب المدينة الشاحبة بسحنتها النحاسية، التي بدت تعيش اوقاتها الاخيرة ، كانت دوامات الزوابع الضالة تتخبط في طريقها وهي ترتطم بجدار المدفن الطويل، الذي شيد بالآجر والكلس، ببوابته الخشبية القديمة، بظلفتيها التي دهنت بطلاء اخضر داكن، ان تطلعت الى قمة النخلة السامقة سترى برج الكنيسة وناقوسها البرونزي الضخم، الذي لم يعد يرسل دقاته الحزينة المتمهلة في فضاءات المدينة كما في تلك الايام الغابرة حين يذكر رعيته بتضحيات الثالوث المقدس،  يمكنك ان ترى احدهم وهو  يزيل بمجرفة عريضة بقايا التراب التي اعترضت طريق التابوت الفخم اللامع بمقابضه الفضية، الكهل مربوع القامة، الذي امسك بمقبض المجرفة الخشبي القصير، غادر الحفرة  ينتظر في الانزواء المهمل بعد ان وجد له مكانا وراء المودعين، نساء مسنات متشحات بالسواد، للحظات مليئة بالحزن، تطلعن  فيها بهلع الى الهوة العميقة التي تنتظر التابوت، هناك رجال ببدلات انيقة بسحناتهم المتوردة وعيون محتقنة، يجففون انوفهم  بمناديل ورقية معطرة، الزوبعة التي اعترضت طريقي كانت تخور وتتلاشى في دوامة الاوراق والغبار والمناديل الورقية التي حلقت كنوارس نافقة، بينما انشغل الكاهن وهو يتلو في الكتاب المقدس، ولكنك لم تكن هناك كيما ترى المشهد المهيب حينما  القى الكاهن بعد ان اغلق كتابه الصغير ، حفنة تراب فوق التابوت اللامع بمقابضه الفضية، لينهال الرجل الذي انسل عبر الاخرين بمجرفته العريضة، يردم الحفرة بكومة التراب المبلل بالمطر التي تلقته للحظات حينما عبرت سماء المقبرة غيمة هزيلة،  تسللت رائحة التراب الرطب الى انفي  بينما عفن ما  يعوم في المكان، رائحة الموت التي اختلطت بالخوف كانت شديدة الوطأة.

لن يحل موسم المطر، بعد ان حلت لعنة القحط والجفاف، لم تعد هناك مواسم تتوعد المدينة بالطوفانات كما كان يحدث في الازمنة الغابرة، كل شيء بات هزيلا، اشياء كثيرة نفقت ، النهر الذي يخترق المدينة فقد دواماته التي اعتادت الارتطام بأعمدة الجسر المستديرة التي استند عليها الهيكل الضخم، خسر نوارسه وضفافه التي اغلقت بالأسلاك الشائكة ولوحات التحذير التي تهدد بأطلاق النيران المميتة، حتى المباني بواجهاتها المغبرة، بدت كأعمدة بوجومها كشاهدة على الخراب، الذي تسلل الى المدينة، التي تحاول استعادة تماسكها فيما خطواتها تترنح لحظة انهيارها الوشيك.

 تفقد معطفه الصوفي الطويل بحزن يفت في عضده حينما تذكر  ايامه القديمة، حانة الجندول التي أضاءت ركن شارع سينما سميراميس، بنيونها الابيض الذي يشعرك بالبرد اللذيذ، بينما النادل الانيق ببدلته والوردة السوداء التي عقدت ياقة قميصه الابيض، وهو يحمل برشاقة محترف صينية زجاجة النبيذ وكاس الكريستال، يشعرك بمتعة اللحظة، ولكن، كما انت انا ادرك ان الماضي يندثر ابدا، والزمن يتراجع طوال الوقت ، ها هو بوجهه الملبد بخرائط احزانه القديمه والتغضنات، يحاول الافلات من قبضة ماضيه، التي تقطر في حيزومه الم ذكرياته القديمة، التي لم يعد لها وجود، يحاول هو الاخر ان يعثر على مجرفته الاخيرة ليطمر الامه، يحاول ان يسترد تماسكه ليعيش لحظاته او ما تبقي له من زمن مخادع لا يمكن مراوغته ، تفقد معطفه الطويل الفضفاض وهو يخترق الممر بينما عاصفة المطر تصفع وجهه بالبرد، شعر بالانتشاء وهو يقتطع الممر المبلل في طريقه الى موعده الاول، تحسس حبات المطر التي علقت بخصلات شعرها وبللت وجهها الشاحب المشوب بلون زهري.

كنت تتفادين المطر بكفيك  بينما الاردية اللينة التصقت بقوامك الضامر، فمك يشبه ثمرة كرز ناضجة بلون الدم وانفك المستقيم وحنكك المدبب وخصلات شعرك النحاسي، مررت اصابعي اتحسس وجنتيك الناعمتين بملمسهما المخملي، دثرتك بمعطفي ونحن نترك لخطواتنا ان تقودنا كما شاءت عبر الممر الطويل نصف المعتم،  تحت عتمة اشجار السدر العملاقة  نصنع قبلتنا الاولى التي توهجت وراء جذع شجرة سدر عجوز، انها الذكريات العتيقة التي تقفز الى الافق كلما حاولت الهروب، وانا احتسي كؤوس عديدة في حانة قديمة انزوت في شارع ضيق تحتضن رجال في نهاية عقدهم الخامس يحاولون الفكاك من ماض يطاردهم بأزمنته الغابرة.

***************************************

فار

رياض الغريب

ماذا لو أعطاني الله

وقتا مضافا

بعد أن يراجع ال فار

يراقب حياتي

جزء يسير من الـ فار

وانا في القماط

تحملني أمي

لسجن الحلة

لنقابل أبي

هي تقول

كنا لا نعرفه من التعذيب

تنافسنا على الأحلام

احدنا

ركض نحو النهر

ليلقي كل خيباته

والاخر ظل يحملها

حتى وصل ال....

كبيرنا

دخن سكارة

وقال

الأحلام بيوت من ورق

نرسمها في وجوهنا

وندسها بجيوب اولادنا

وطن

لم يكمل

تقول أمي

هكذا قال

وحين كبرت قليلا

كان مفصولا

ومطاردا

يعمل حمالا

في شركة ببسي كولا

كنت أزوره سرا

وقد ظل محافظا

على وطنيته

في البلاد

اول تظاهرة اشتركت بها

كنت صغيرا

محمولا على كتفه

هو

المفصول

والمعدوم غيابيا

والعامل في شركة

الببسي كولا

كان

وطنيا حد الهتاف

ولايهاب

كبرت ايضا

اول دور لي على المسرح

(عادوني للوظيفة)

البطل أبي

على مسرح التربية

في الديوانية

وكنت ابنه

على المسرح

بثيابه الرثة مثل حياته

أتذكر

فانيلته الممزقة فقط

كبرت قليلا

ضابط الأمن

قال لي انتم أولاد

لم يكملها

لهذا

تركت اعدادية الديوانية المركزية

وذهبت

لمنافي الإسكندرية

أول من ودعني للحرب

هو

بعيون ذابلة

وكان الله يراقب

كيف نجوت منها

شرق البصرة

كبرت قليلا

تزوجت

صار لي أولاد وبنات

حينها

عرفت

كيف كان أبي

في سجن الحلة

وحيدا

ومعذبا

يفكر

بعائلة

من طفلين

بنت وولد

وكان هو الوحيد

مفضلا  لدي

وحين مات

رأيت سياط الكون

وسجن الحلة

على ظهره

وكبرت قليلا

صار لي أحفاد

كيف

اعلمهم ياألهي

(مگبعه ورحت أمشي يمه

وزعت كل المناشير)

كيف أفسر له مفردة

المناشير

كرم

حفيدي

يقول

جدو

شنو مگبعه

شنو المناشير

وقلت له

لكني بكيت

تذكرت أمي

كيف كانت

تذكرت أبي

حين كان

مفصولا

ومطاردا

ويعمل

عتالا

في

البيبسي كولا

من أين يخرج هذا

من كل حياتي

اترك أثرا

في حياتهم

وأمضي

******************************************************

الصفحة الثانية عشر

في لندن الصحافة الشيوعية العراقية بعيون ثلاثة أقلام مبدعة

 لندن – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في بريطانيا، يوم الجمعة الماضي، أمسية حوارية حول صحافة الحزب الشيوعي العراقي، في اطار الاحتفاء بالذكرى الـ89 لصدور أول صحيفة شيوعية في العراق، وتزامنا مع الاحتفالات بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب.

الأمسية التي أقيمت في كنيسة «ريفز كورت» في منطقة همرسمث غربي لندن، أسهم في احيائها الكتاب والصحفيون الأساتذة عبد المنعم الأعسم ورضا الظاهر وسعاد الجزائري.

الأديبة ابتسام الطاهر أدارت الأمسية وافتتحتها بالحديث عن تاريخ الصحافة الشيوعية في العراق، مشيرة إلى أنه «رغم الصعوبات والمتاعب الأمنية والمادية التي واجهها الحزب، تمكن من إصدار العديد من الصحف السرية، كما تمكن في الاربعينات من إصدار صحيفتين علنيتين هما: (الأساس) و(العصبة). في حين اصدر عام 1953 من السجن صحيفة (كفاح السجين)».

وأضافت قولها ان «البعض يعتبر أن الصحافة الشيوعية في العراق بدأت مع ظهور جريدة (الصحيفة) التي أصدرها حسين الرحال في 18 كانون الأول 1924، لأنها ذات نهج يساري ماركسي، رغم أنها صحيفة أدبية علمية اجتماعية». وفي حديثه، تناول الأستاذ الأعسم موضوع «فهد صحفيا»، مؤكدا أن الرفيق الخالد فهد وضع اللبنات الأساسية للصحافة الشيوعية، التي تحولت لاحقا إلى مدرسة تعلمت فيها أجيال من العراقيين.

وأضاف قائلا ان «فهد تميز بنشاطه الملحوظ في كتاباته إلى الصحف العراقية آنذاك، مثل (الرأي العام) و(الحارس) و(العقاب) و(الزمان) وغيرها. حيث كان يركز على تناول أوضاع الفقراء والنساء والمهمشين والعاطلين عن العمل، ويمتاز بقدرته في التحايل على القوانين التعسفية حين يكتب في هذه الصحف»، مشيرا إلى ان فهد كان يسعى دوما لإصدار صحيفة علنية، وتحقق ذلك من خلال جريدة (العصبة) التي لم تستمر طويلا.

وتطرق الأعسم إلى أسلوب فهد في الكتابة «حيث اتسمت كتاباته بالبساطة والوضوح، ومراعاة مستوى القارئ. ومعروف أن فهد امتاز بموهبته في الإقناع بشكل لافت، كما يشهد أعداؤه بذلك».

وفي مداخلته، أضاء الأستاذ رضا الظاهر موضوعة التنوير في صحافة الحزب الشيوعي العراقي، متحدثا عن تأثير ودور الحزب في اشاعة التنوير، وعن ارتباط الحداثة بالحزب، ومقدما صورة عن مجلة «الثقافة الجديدة» كمشروع تنويري.

وأشار إلى أن «دراسة تاريخ الحداثة، والحركة الثقافية عموما، غير ممكنة من دون دراسة تأثير الأفكار الماركسية والحزب الشيوعي على المثقفين». فيما شخص الاتجاهات الفكرية لمجلة «الثقافة الجديدة» بالمنهجية الماركسية وتجسيد التنوير وإشاعة الوعي الاجتماعي.

واختتم الظاهر مداخلته بالقول ان «المجلة لا تزال تواصل إثارة أسئلة الراهن والتحليل النقدي للظواهر وحركة الحياة»، مؤكدا أن «الثقافة الجديدة اختراق تنويري ومرجع فكري ونظري وأداة كفاحية».

ولم تتمكن الاستاذة سعاد الجزائري من حضور الأمسية، بسبب مرضها. لذلك أرسلت مداخلتها وقُرئت عنها بالنيابة. وقد تناولت في المداخلة تاريخ الصحافة النسوية في العراق. وتحدثت عن «طريق الشعب» العلنية أيام السبعينيات، وعملها فيها، مشيرة إلى انها «صحيفة متفردة في آلية عملها وأسلوب تطوير العاملين فيها أو مراسليها».

وتطرقت الجزائري إلى عملها في صفحة المرأة في «طريق الشعب»، والتي لعبت دورا مهما في تثقيف النساء بحقوقهن والدفاع عنها، مؤكدة أن «هذه الصفحة كانت واجهة وصلة رابطة المرأة العراقية بجماهيرها بعد تجميد عملها».

وأشارت إلى أدوار النساء في «طريق الشعب»، واللاتي كن يعملن في مختلف المجالات. فمنهن المحررة والمترجمة والرسامة ومنظمة الأرشيف، ومنهن العاملة في القضايا الإدارية أو في قسم المونتاج والطباعة وغيرها.

وأثارت الأمسية أسئلة ومداخلات من قبل الجمهور الحاضر.

جدير بالذكر، أنه قبل بدء الأمسية عُرض فيلم قصير عن الصحافة الشيوعية في العراق، منذ تأسيسها، وعن دورها وما قدمته من شهداء عبر تسعة عقود.

***************************************

نساء المثنى يرفضن تعديل قانون الأحوال الشخصية

السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي

تجمهرت أعداد من النساء والرجال، عصر الأحد الماضي، بالقرب من كورنيش مدينة السماوة، في وقفة جماهيرية تنديدا بمحاولة بعض القوى السياسية تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.

ورفع المتجمهرون شعارات، من بينها «الحضانة للأم» و»لا لزواج القاصرات». كما أطلقوا هتافات عبروا فيها عن رفضهم التعديل.

وفي حديث لـ»طريق الشعب»، قالت ام علي، وهي مطلقة مشاركة في الوقفة، أنها ترفض التعديل «الذي يبخس حق الطفل والمرأة، خاصة في ما يتعلق بالحضانة والنفقة، ما يؤدي إلى ضياع الطفل دون حضانة أمه، ويسبب له مشكلات نفسية واجتماعية قد تؤثر على شخصيته في المستقبل».

فيما قالت السيدة أم شهد، أنه «ليس من العدل أن يُشرع باسم الدين قانون يمنع الإرث عن المرأة، ولا يعطيها حق قبول الزوج أو رفضه»، متسائلة: «لماذا هذا الإصرار على التعديل، في الوقت الذي يُعتبر فيه القانون النافذ من أفضل قوانين الأحوال الشخصية في المنطقة العربية. حيث يحمي حقوق المرأة والطفل والأسرة».

من جانبه، أوضح الناشط أحمد عذوف لـ»طريق الشعب»، ان «القانون النافذ يحافظ على النسيج الاجتماعي، لأنه بعيد عن الطائفية، ويساوي بين جميع أفراد المجتمع»، مشيرا إلى ان «التعديل المطروح يؤدي إلى تفكك العائلات وإثارة العداوات بينها، خاصة في ما يتعلق بالتعدد والميراث وزواج القاصرات و الحضانة. لذا نطالب أصحاب القرار بعدم التعديل، حفاظا على تماسك الأسرة».

هذا وأكد المحتجون مواصلة التظاهر السلمي رفضا لتعديل القانون.

************************************************

اتحاد أدباء العراق يؤسس منتدى الدراسات الثقافية

متابعة – طريق الشعب

أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عن تأسيسه منتدى الدراسات الثقافية والنقد الثقافي، لينضم لأنديته الاختصاصية الأخرى.

وقال رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز في بيان صحفي اطلعت عليه «طريق الشعب»، ان هذا المنتدى سيكون مشغلاً مهماً يشكل مجالاً ثقافياً لأغلب الاشتغالات الثقافية، ويستقطب الكثير من الأكاديميين على مستوى الدراسات العلمية والأطاريح ورسائل الماجستير، مبينا أنه «عملنا في الاتحاد على أن يكون هذا المنتدى ساحة جديدة للحوار والجدل الثقافي ولإثارة الأسئلة الثقافية، ونقطة انطلاق لأفق ثقافي جديد. كما عملنا على أن تكون النواة التأسيسية للمنتدى مكونة من د. سمير الخليل ود. فاضل عبود التميمي ود. عبد العظيم السلطاني، وهم من خيرة نقادنا الذين عملوا في مجال الدراسات الثقافية».

وأشار الفواز إلى ان نشاط المنتدى سينطلق في قادم الأيام «وربما نخطط لإقامة مؤتمر لذلك».

من جانبه، قال أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد الشاعر منذر عبد الحر، أن «الاتحاد يسعى دائماً إلى مواكبة التطوّرات الثقافيّة في العالم، وإلى تعميق التفاعل الحيويّ في الاشتغالات المعرفيّة الحديثة»، مضيفا أنه «من واجبنا كمؤسسة ثقافيّة حيويّة التعامل مع كل المستجدّات والطروحات الجديدة، لا سيّما في ما يخصّ الدراسات الثقافية التي صارت لها مساحات واسعة في الاشتغال. كذلك النقد الثقافي الذي بدأت دائرة تداوله تتسع».

**********************************************

في كربلاء عن قانون الأحوال الشخصية ومساعي تعديله

كربلاء - سلام القريني

أقامت المختصة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الأسبوع الماضي، أمسية قانونية ضيّفت فيها المحامي د. مؤيد العامري، ليلقي الضوء على قانون الأحوال الشخصية العراقي رقم 188 لسنة 1959، وعلى محاولات قوى الإسلام السياسي تعديله بما يتعارض والمصلحة العامة، وبالشكل الذي يثير غضب الشارع العراقي. الأمسية التي حضرها جمع من المثقفين والحقوقيين والمهتمين في القضايا القانونية، أدارها الرفيق الحقوقي إبراهيم حلاوي، وافتتحها بالقول ان «قانون الأحوال الشخصية ١٨٨ النافذ، الذي مر على تشريعه اكثر من نصف قرن، لا يزال يحتفظ بقوته ويلبي حاجات جميع مكونات الشعب العراقي من مختلف المذاهب والاطياف. ونحن اليوم امام معضلة حقيقية تتجسد في برلمان لا يمثل الشعب، ويفتقد الى مشرع كامل الاهلية». بعد ذلك، تحدث د. العامري عن القانون وتداعيات تعديله. وقال: «نحن امام تحد حقيقي. لأن التعديل المزمع اقراره لم يُدرس من قبل مشرع رصين»، مبينا أن «القانون النافذ رقم ١٨٨ اشرفت على اعداده لجنة من خيرة خبراء القانون والفقه والشريعة، وبوجود العلامة السنهوري الخبير في الشؤون القانونية. وقد أخذت اللجنة في نظر الاعتبار تعدد المذاهب والطوائف والقوميات في العراق، وتمت صياغة القانون بشكل يضمن تحقيق العدالة والحرية وتماسك الاسرة العراقية في كل مسائل الزواج والطلاق والارث وحماية حقوق الام والطفل».

وتابع قوله أن «تطبيق القانون لا يتعارض مع احكام القرآن والسنة، وان محاولات التعديل غير موجبة، لأن ذلك سيسبب للقضاء مشكلات لا حصر لها، وبالتالي سنجد انفسنا في حالة من الفوضى. لذا أرى ان القانون لا يحتاج إلى تعديل».

واستعرض الضيف تاريخ قانون الاحوال الشخصية والاحوال الشرعية في العراق. والقى الضوء على اهم التعديلات التي جرت على القانون بما يخدم مستجدات التطور الاجتماعي والاقتصادي للاسرة العراقية .

وتخللت الأمسية مداخلات ساهم فيها المحامون وليد الشمري وأكرم ناظم ونصير شنشول والرفيق علي الحلو والحقوقية كوثر كاظم .

وفي الختام، قدم الرفيق سلام القريني نسخا من مطبوعات إلى د. مؤيد العامري، مهداة من المختصة الثقافية.

**********************************************

معاً لبناء بيت الحزب.. بيت الشعب

دعماً للحملة الوطنية لبناء مقر الحزب الشيوعي العراقي، تبرع الرفاق والأصدقاء:

  • موفق صاحب حسون 200 دولار.
  • جبار العلي (ابوبسام) 250 الف دينار.

الشكر والتقدير للرفاق والأصدقاء على دعمهم واسنادهم حملة الحزب لبناء مقره المركزي في بغداد.

معاً حتى يكتمل بناء بيت الشيوعيين.. بيت العراقيين.

*********************************************

ليس مجرّد كلام.. لماذا ..؟!

عبد السادة البصري

حين شرعتُ بالكتابة عما سيحدث لو تم اقرار تعديل القانون 188 لسنة 1959، تذكّرتُ حادثةً جرت في قريتنا الواقعة جنوب القلب في سبعينات القرن المنصرمعندما فزّ الناسُ  وأنا منهم ــ وكنت فتىً وقتها ــ من قيلولتهم ذات صيفٍ لاهب، مرعوبين على صرخات امرأةٍ مكلومة. وحينما فزعنا راكضين الى مصدر الصوت وجدنا احدى نساء قريتنا جالسة تحثو التراب على رأسها وبين يديها طفل مهشّم الرأس، تساءلنا مندهشين عما جرى لنعرف أن زوجها المدعو أحمد قام بقتل ابنته وابنه الطفلين ( البنت 10 سنوات والولد 8 سنوات ) بآلة حديدية هشّم رأسيهما انتقاماً من أمهما، لأنها تشاجرت معه على مصرف البيت، بعد أن لسعهم الجوع لتقاعسه عن العمل وتفضيله الجلوس في البيت !!

هذه الحادثة زعزعت كياني بالكامل لحظة استذكارها، وتساءلت مع نفسي: تقع هي ومثلها الكثير باختلاف حكاياتها وأشكالها وأنواعها،  والقانون 188 نافذ بكل حذافيره، فكيف اذا تم الغاء فقرات منه مثلاً، وأصبحت المرأة بلا حول ولا قوة وكل حقوقها مهدورة ومسلوبة ؟!

بالتأكيد ستقع أشكال وأنواع من الحوادث التي تكلم القلوب ويندى الجبين لبعضها،من اغتصاب وقتل وتشريد وانحراف وضياع نساء وأطفال وتفكيك أسَر ومجتمع بالكامل، وستعم مجتمعنا الجرائم وكل ما يؤسس لخرابٍ تام !!

قانون الأحوال الشخصية 188ومنذ أكثر من 65 سنة يعمل به الجميع لم يفرّق بين دينٍ وآخر ولا مذهبٍ وآخر، الكلّ سواسية أمام القانون وهذا هو العدل طبعاً، لم نسمع ان احدا اعترض عليه، بل الكل يعملون على وفقه لأنه قانونٌ عراقيٌّ خالص يوحّد أبناء الشعب بطوائفهم ومذاهبهم كافة ضمن فقراته، التي ضمنت الحق وراحة البال  للجميع بلا أدنى مشكلة !

والحق أقول: كنت دائماً أسمع أمّي تقول :(البيت بيت المرأة مو بيت الرجل !)

وعندما أسألها تروي لي قصصاً وحكاياتٍ سمعتْها من جدّتي تؤكد ذلك، ونظرة سريعة للتأريخ نجد الكثير من الأقوال والأمثال والأفعال التي تؤكد ذلك أيضاً !

يقولون أن الانسان سواء كان رجلاً أو امرأة يُنادى عليه في العالم الآخر بــ (فلان ابن فلانة) وهذا دليل واضح على احترام المرأة واعطائها الحق بتربية الاطفال من قبل الشرائع والسنن جميعها، فكيف نسلبها حقّاً منحها الخالق إيّاه ؟!

لماذا نسعى الى افتعال الأزمات ؟!

لماذا لا نفكّر ببناء مجتمع متماسك وشعب متوحّد لا يسكن قلبه غير حب العراق ؟!

لماذا نسعى للاساءة الى المرأة ونعتبرها عورة وهي التي انجبتنا وجاءت بنا الى الوجود وغذّتنا من حليبها ؟!

لماذا لا نفكّر ببناء الوطن ولَمِّ كل ما تشتت فيه ؟!

لماذا تسكننا الأنانية وحب الاستحواذ على كل شيء ؟!

لماذا نسعى الى خراب هذا البلد ونحن نعرف ذلك جيداً ؟!

  أما كفانا موتاً وخراباً وضياع وطن ؟!