تعني حرية الإنسان اعتناق وتبني مايريد من آراء دون مضايقة أو تدخل أو إكراه من الاخرين،حرية في أن تكون له آراؤه وأفكاره الخاصة التي يستقيها من تجاربه وخبراته ومن وسائل العلم والمعرفة،أما حرية التعبير فتعني قدرة الفرد على الإفصاح عن ارائه وأفكاره بحرية تامة بغض النظر عن الوسيلة التي يستخدمها سواء كان ذلك بالاتصال المباشر بالناس أم بالكتابة أم بالإذاعة أو الصحف أو بواسطة الرسائل، والحريتان المتقدمتان يستلزمهما :
أولا:أن تكون له حرية في الحصول على الأفكار والاراء من شتى المصادر كالكتب والمجلات والصحف والسينما والمسرح والإذاعة والتلفاز وشبكة المعلومات.
ثانيا:أن تكون هذه الوسائل متاحة له أيضا للتعبير فيها عن رأيه .
وحق الإنسان في حرية رأيه ونقله بالوسائل المذكورة إلى الآخرين غير محدد بمواضيع أو أفكار معينة بل تشمل كل أنواع المواضيع من سياسية واجتماعية واقتصادية ودينية وثقافية وعلمية أي كل مايكون محل اهتمام فكر الإنسان .
وعند تصفح القانون الدولي لحقوق الإنسان؛ نجد أن حرية الرأي والتعبير نطاقها أوسع وأشمل، فقد نصت الفقرة ١و٢ من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية على أن لكل إنسان الحق في اعتناق اراء من دون مضايقة وفي حرية التعبير عن ارائه، ويتبعه حقه في التماس مختلف ضروب المعرفة والمعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين دونما اعتبار للحدود ونستنتج من هاتين الفقرتين أنهما تقدمان حقا موسعا للإنسان يتمثل في أن له :
١ـالبحث عن المعلومات من جميع أنواعها.
٢ـ تلقي الأفكاروالمعلومات من جميع أنواعها.
٣ـ نقل المعلومات من جميع أنواعها.
٤ـ نقل وتلقي المعلومات من دون التقيد بحدود جغرافية بوسائل مختلفة مشافهة وتحريرا بوسائل الإعلام المختلفة وهو ما نصت عليه كل الاتفاقات العالمية لحقوق الإنسان ومنها حق الإنسان في حرية المعتقد والفكر وحرية الرأي .
وفي عراقنا الحبيب..
فبعد أن تم التغيير وانتهى تكميم الأفواه تنفسنا الصعداء بإقامة حكم ديمقراطي كنا متلهفين له ولكن الرياح جاءت عكس ما كنا نتمنى بعد أن مارست الايديولوجيات الدينية عملية الرصد والمراقبة لكل بصيرة عقلانية، لأن مفهوم الحرية والحرية الفكرية -على وجه الخصوص- لم تمارسه هذه الايديولوجيات ،ومن أجل صيغة تنفع مجتمعنا فلابد من علمنته ومدنيته أولا لأن العلمانية والمدنية صيغتان ضروريتان في بلد متعدد الأديان، اذ أن العلمانية تيار واقعي نهضوي يرى أن الحرية؛ هي الحاجة الاولى للإنسان وحدود الوطن هي حدود المواطن الحر، وأن معيار الوطنية، تعني مدى احترام حقوق الإنسان والرأي الآخر وذلك ميسور في العراق لمن أطلق فكره من قيود التقليد واسترشد بما يهديه العقل الصحيح بإسناد من العلم الصحيح.