اخر الاخبار

الجحود ثم الجحود ... هو السلوك القديم الجديد الذي مارسته وتمارسه القوى السياسية صاحبة الشعارات الشعبوية، قومية كانت أم المؤدلجة بكل صورها الخادعة. هذا الجحود لانتزاع إرادة الحزب استمر طيلة ما يقرب عشرة عقود من نضاله وكفاحه من أجل مجتمع ديمقراطي حر، ومن أجل بناء مستقبل لمجتمع أكثر عدلا ومساواة. ومن أجل هذا الإرث الثوري والثابت قدم الحزب الشيوعي عشرات من كوادر صفه الأول وآلاف من أعضائه قربانا لشعب أراد ويريد أن يكون مستقلا على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن إرادة الحزب الثورية الثابتة لم تكمن في الدفاع عن مصالح العمال والفلاحين فحسب، بل الدفاع عن الحقوق والطموحات الوطنية المشروعة لسائر مكونات الشعب. كما أن الحزب الشيوعي العراقي لم يكتف في نضاله من أجل مصالح الشعب الوطنية بكل مكوناته القومية والمذهبية بل كان قوة ردع ضاربة ضد الهيمنة الاستعمارية والاستغلال الطبقي الرأسمالي رافضا كل أشكال وصيغ الارتباط بالمشاريع والأحلاف المشبوهة. وبعد الاحتلال الأمريكي عام 2003 سخر كل امكاناته الفكرية حاشداً كل طاقاته البشرية والمعنوية للدفاع عن الحكومات الوطنية بعيدا عن الصراعات الدينية والقومية التي أججتها قوى الشر والإرهاب لتمزيق الصف الوطني (الفوضى الخلاقة) ومن خلال قيام نظام ديمقراطي هش لخلق ظروف سياسية واجتماعية تتلاءم وطبيعة الاحتلال الجيوسياسية لتمرير مشروع الشرق الاوسط الجديد.

واليوم يخوض الحزب الشيوعي العراقي معترك الانتخابات كنضال سياسي غير مسبوق من أجل تحقيق الطموح الشعبي في حياة حرة كريمة وقيام نظام سياسي اجتماعي عادل بعيدا عن المحاصصة المشؤومة ورد الاعتبار لكل القوى الوطنية صاحبة الفعل الجماهيري والتاريخ النضالي المشرف والمدافع الحر عن المصالح الوطنية العليا لبناء عراق قوي مستقل ضد كل أشكال التدخل السياسي والعسكري بالشأن الداخلي. كما يعمل الحزب الشيوعي العراقي على تحقيق مشروعه الاقتصادي من خلال الحد من نطاق توسيع نطاق ملكية فئة الأثرياء على حساب فئات المجتمع المتوسطة والمسحوقة.

ولتحقيق قدر أكبر من المساواة، يجب على الحكومة المقبلة تطوير حوافز ضريبية لدعم الطبقة الوسطى وفرض ضرائب أعلى على الأثرياء، وتطوير التعليم العام المجاني.

إن مثل هذه الإجراءات ستسفر عن تأثير تراكمي والتي ستؤدي إلى زيادة ملكية رأس المال في المجتمع، وستدعم المهارات، وتحقق قدر أكبر من المساواة في ثروات الوطن. إن النظام الاقتصادي الحالي في العراق (الرأسمالية السياسية - البيروقراطية) الذي يتسم باندماج القوة الاقتصادية والسياسية لا يمكن له خلق ظروف اجتماعية عادلة في تقسيم الثروات والموارد في المجتمع، بل العكس هو الصحيح. وكلي ثقة بأن الحزب الشيوعي يسعى إلى عدم قدرة الطبقة الحاكمة إلى إعادة نفس النخبة البيروقراطية الحاكمة بالثراء إلى ما لانهاية.  اليوم هو يومك، أيها المواطن في مشاركتك في الانتخابات البرلمانية، فازدهار الوطن وتنمية ثرواته واستقلال قراراته السياسية والاجتماعية مرهون بالاختيار الصائب للمرشح الذي يتسم بالنزاهة والحريص على مصالح الوطن العليا.