الصفحة الأولى

في اليوم العالمي للبيئة.. بيئة العراق في حال كارثي.. والمعالجات الحكومية غائبة

يواجه العراق كارثة بيئية ذات آثار خطرة على حاضره ومستقبله.

فقد أدت الحروب والصراعات وسوء الإدارة والفساد بشكل مباشر إلى تدهور البيئة والخدمات التي تدعمها، وتجاهل المشكلات البيئية وتراكمها.

ومن بين أبرز التحديات البيئية: الانخفاض الحاد في موارد المياه العذبة، وتفاقم التصحر، وتزايد التلوث البيئي، وتدهور الغطاء النباتي، وتراجع التنوع البيولوجي، والمخاطر التي تواجهها سلالات الحياة البرية والاجناس المحلية، وفقدان الأنواع المستوطنة الأصلية، وعدم التخلص من النفايات السامة للحروب ومخلفاتها. 

وحسب تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في 2019، فان أكثر من 150 منطقة ساخنة بيئياً في العراق تتطلب الإصلاح وإعادة التأهيل، من بينها أكثر من عشرين منطقة تحتاج إلى التدخل الفوري، بسبب تكرار مواسم الجفاف مع انخفاض تدفق المياه في دجلة والفرات، إلى جانب سوء إدارة الموارد المائية، الذي أثر كثيرا على الأراضي الزراعية وعرّضها للتملّح.

ويفاقم هذه المشكلة الإهمال الحكومي المتعمد للزراعة وتجريف آلاف الدونمات الزراعية وتحولها إلى أراضٍ جرداء.

ويسجل العراق منذ سنوات معدلات عالية جدا بانبعاثات الغاز السامة، الناجمة عن استخراج النفط واحتراق الغاز وتوليد الطاقة الكهربائية التي تسهم محطاتها بتلويث مياه الأنهر وتنفث سمومها في الجو. وإلى جانب ذلك هناك كثرة السيارات ومولدات الكهرباء الصغيرة، فيما لا يوجد أي توجه جدي لتطوير وسائط النقل العام أو البحث عن بدائل مناسبة لاستخدام الوقود. وتشهد الأحياء السكنية والشوارع تكدس النفايات، في تجلٍ صارخ لعجز الحكومات المتعاقبة المبتلاة بالفساد وسوء الإدارة عن معالجة هذا الملف وتدوير النفايات والتخلص منها بما ينسجم مع البيئة والحفاظ على صحة المواطنين.

وأصبحت كل هذه المشاكل المتراكمة تمثل اليوم تحدياً كبيراً للبيئة العراقية.

ولا تزال النفايات السامة من مخلفات الحروب، وبقايا وآثار الأسلحة الكيمياوية والجرثومية، والألغام المزروعة في مختلف مناطق البلاد، تشكل مخاطر صحية وبيئية كبرى.   

وفي مواجهة المخاطر الكارثية التي تهدد البيئة والمياه في العراق، دعا حزبنا إلى وضع استراتيجية بيئية تتناسب وحجم هذه المخاطر، وزيادة قيمة وحجم الموارد المادية والمالية المخصصة للبيئة، وإطلاق حملة شاملة لحمايتها.

كما طالب بسن قوانين جديدة وتطبيق النافذ منها لمنع التجاوز على الثروات الحيوانية الطبيعية والبرية والمائية. واقترح وضع خارطة للتوزيع الإقليمي للمؤسسات الصناعية والزراعية، ومواقع التوسع السكني، بما يكفل إبعاد الصناعات الملوثة للبيئة والمضرة بصحة السكان عن المدن، وبما يمنع تلوث الأنهار.

وفي هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى الشروع بإنشاء محطات تصفية وتدوير النفايات لحماية المياه والأجواء من التلوث بالنفايات الكيمياوية والمياه الثقيلة وغيرها، والاهتمام بالطمر الصحي، وتوفير الدعم اللازم للإسراع في تنفيذ برامج حصر المناطق التي تعرضت للتلوث وتنظيفها.

ولا بد من وضع وتنفيذ برامج عاجلة للتخلص من مخلفات الحروب السابقة، الداخلية والخارجية، ونفاياتها السامة، ومن الألغام وبقايا وآثار الأسلحة الكيمياوية والجرثومية، وتنظيف البيئة من نفايات المواد المشعة والكيماوية والبيولوجية واليورانيوم المنضب، والإفادة في ذلك من دعم المجتمع الدولي ومنظماته المتخصصة.

ومن الضروري أن تقترن هذه التوجهات الملحة بإيلاء المزيد من الاهتمام والدعم للبحوث والدراسات والمسوحات المتعلقة بالواقع البيئي في العراق وسبل النهوض به، والاهتمام بالتعليم والثقافة البيئيتين.

من التقرير السياسي الصادر عن المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي

(تشرين الثاني ٢٠٢١)

 ******************************************************

مراقبون يطرحون «أوراق ضغط» للتفاوض المائي مع دول الجوار

بغداد ـ محمد التميمي

لا تزال مشكلة المياه التي تستغلها دول المنبع كورقة ضغط على العراق، تشكل تحدياً كبيراً للحكومة الحالية التي تعهدت بمعالجة هذا الملف، بينما لم نشهد حتى الان مفاوضات حقيقية مع دول المنبع، بحسب ما افاد به اصحاب الاختصاص.

ويعزو خبراء ومراقبون ضعف الاداء العراقي في هذا الملف، الى الطريقة غير الواقعية لتعاطي الحكومات المتعاقبة معه، مؤكدين ضرورة ان يدار هذا الملف من قبل السلطة العليا في العراق.

وانتقدت وزارة الموارد المائية تعامل الحكومات السابقة مع ملف المياه، لافتة إلى أن هذا القطاع أصبح يشكل أحد ضمانات الأمن القومي للبلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، في تصريح صحافي، أن “العراق ومنذ تأسيس الدولة الحديثة يتعامل مع ملف المياه على أنه فني ودبلوماسي وصولاً إلى ما بعد 2003”، لافتا الى ان هذا “التعاطي غير واقعي لأن ملف المياه سيادي ويرتبط بالسياسة العليا للدولة، إضافة إلى الجانبين الفني والدبلوماسي”.

وأكد شمال، أن “السوداني حوّل هذا الملف إلى سيادي وقام بزيارة إلى تركيا وإيران وبدأ التفاوض بشأن المياه يشهد حراكاً”، مبينا ان العراق اقتفى أثر كل من تركيا وإيران وسوريا بان ملف المياه يدار من أعلى سلطة في الدولة، وهو أمر كنا نفتقر إليه سابقاً، ولذا أصبح هذا الملف من أهم ضمانات الأمن الوطني للعراق.

وفي وقت سابق، وجهت لجنة الزراعة والمياه والاهوار، في مجلس النواب، انتقادها الى التمثيل الدبلوماسي العراقي بشأن التعامل في ملف المياه مع الجانب التركي وعدم وجود تحرك حقيقي لتدارك الازمة. وقال عضو اللجنة حيدر محمد السلمان في تصريح صحافي، ان “العراق لا يزال يعاني من ازمة المياه وعدم اطلاق تركيا لاستحقاقات العراق المائية، وباتت تستخدم هذا الملف ورقة ضغط على الحكومة العراقية من اجل مصالح معينة”. واضاف السلمان، ان “سبب عدم حسم ملف المياه هو ضعف التمثيل الدبلوماسي للعراق ولا يوجد تحرك حقيقي لتدارك الازمة”. واوضح، ان “العراق لديه مشتركات كثيرة مع الجارة تركيا سواء في التجارة وتصدير النفط وغيرها من الامور ويجب تطبيق مبدأ التعامل بالمثل لإرغامها على الاستجابة بشأن ملف المياه وإطلاق الحصص المائية لنهري دجلة والفرات”.

 **************************************************

راصد الطريق.. تاليها وياكم ؟ 

اكد مدير عام دائرة الجوازات اللواء رياض الكعبي اغلاق التقديم الالكتروني بشكل مؤقت، جراء تعطل الموقع الالكتروني الناجم عن الزخم. وأشار الى انه “ستتم اعادة افتتاح الحجز الاستباقي لمدة اسبوع بدلا عن الشهر، لتلافي الضغط على الموقع الالكتروني”.

وماذا عن الناس، وين تروح؟ هل تنتظر أيضا؟

***

في الوقت الذي يبقى فيه العراقيون يئنّون مما تسبب به السلاح المنفلت من مأس ٍ جمّة نعيش ويلاتها حتى الآن، نلاحظ هيئة التصنيع العسكري تقدم تسهيلات لامتلاك السلاح بحجة تشجيع المنتج الوطني.

 فهل ينطوي البرنامج الحكومي على إشاعة عسكرة المجتمع؟

***

رغم اعمال الصيانة المستمرة في طريق سريع محمد القاسم في بغداد، والتحذيرات المستمرة الصادرة عن الجهات المعنية من تقادم وتهالك دعامات الجسر، تفاجؤنا امانة بغداد بوضع صبات كونكريتية فوق الجسر لتكون بديلا عن السياج الحديدي القديم.

ترى هل جرى التفكير بثقل الاطنان المضافة؟

***

مثل هذه اللقطات يدفع للتساؤل عن مدى جدية الجهات المعنية بمعالجة المشاكل التي يعاني منها العراق، وهل تنسجم مع الحديث عن “حكومة خدمات”؟

**************************************

الصفحة الثانية

رابطة المرأة العراقية تدعو الى تشريع قوانين لحماية الطفولة

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت رابطة المرأة العراقية بيانا بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل، اكدت فيه ضرورة توفير بيئة تربوية وتعليمية داعمة وقوانين حامية للطفولة.

وذكرت الرابطة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “اتجاه الاطفال في بلد مثل العراق، يواجهون ظروفاً ومخاطر كثيرة فمن تغير المناخ وتراجع منظومة التعليم وزعزعة المحيط الاسري وعدم الاهتمام بالصحة العقلية إلى مشاكل تستوجب انهاء كل اشكال التمييز والعنصرية”.

وأشارت الرابطة الى “ضرورة حماية الأطفال عبر برامج وخطط مدعومة تعزز من قدراتهم”، داعية الى تظافر الجهود بين جميع القطاعات (الحكومات والمجتمع المدني والقطاعين العام والخاص والمدارس والجامعات وعموم المواطنين ) والجهات الدولية ( بعثات الامم المتحدة والاتحاد الاوربي والمنظمات )، للدفاع عن القضايا المرتبطة بالطفولة والسعي لإحراز تقدم حقيقي عبر تنظيم الأنشطة والفعاليات التي تُكرس تحسين اوضاع اطفال العراق”.

وشددت على “أهمية خلق بيئة تربوية وتعليمية متكاملة وداعمة تعمل على تقديم التعليم الجيد والالزامي حتى الاعدادية، وانفاذ وتشريع قوانين حامية وتوفير ظروف سليمة وآمنة خالية من مظاهر العنف والاستغلال وعمالة الاطفال والتشرد وتزويج القاصرات، ووضع برامج تهتم برعاية الاطفال الموهوبين والاذكياء”.

 ************************************************

اضاءة.. تأخير إقرار الموازنة سياسي بامتياز

محمد عبد الرحمن

من جديد يؤكد تأخير إقرار موازنة ٢٠٢٣ والسجالات التي جرت بشأنها، هشاشة الاتفاقات السياسية التي تشكلت في ضوئها حكومة السيد السوداني. آنذاك أعلن عن اتفاق قوى إدارة الدولة على برنامج، اعتبر جزءا من منهاج الحكومة الذي اقره جميع النواب. وهم النواب أنفسهم الذين ضيّعوا على المواطنين ما يزيد على ٦ اشهر، وهم يناقشون ما افترض انه موضع توافق وفقا للاتفاقات السياسية، التي تغنّى بها البعض عند عقدها وعدها النموذج المطلوب لتشكيل التحالفات العابرة للطوائف؟!

 يحصل كل هذا التأخير غير المبرر فيما المواطنون ينتظرون إقرار الموازنة، لعلهم يجدون خيطا من الامل يتعلقون به للخلاص من واقع الحال المزري، خصوصا للاغلبية التي لم تشملها “بركات” التعيين الاسترضائية والمعروف من استحوذ عليها، والتي هي ابعد ما تكون عن معالجة قضايا الاقتصاد الجدية، ومنها توفير فرص عمل للملايين عبر التوجه الى تنمية حقيقية، وتنويع الاقتصاد العراقي واستنهاض قطاعاته المنتجة سواء ما يعود منها الى القطاع العام ام الى القطاعات المنتجة الأخرى ؛ الخاص والمختلط والتعاوني، وليس تضخيم جهاز الدولة كما هو حاصل الان، وما سيكون له من تداعيات مستقبلية ذات صلة وثيقة بالايرادات المتأتية من النفط، والتي لا يمكن التحكم بها جراء تقلب أسعار النفط.

من المؤكد انها ليست الموازنة التي ينتظرها الناس، وقد كشفت دراسات جادة مدى التضخم الكبير في أوجه الانفاق غير المبرر، ومن ذلك تضخيم الأجهزة الأمنية والعسكرية والمؤسسات ذات الطابع العسكري، والذي يشكل توجها ضارا يمتص أية مبالغ يمكن توفيرها لاطلاق مشاريع إنتاجية، كذلك يؤدي الى المزيد من عسكرة المجتمع غير المقبولة بل والمرفوضة، والتي تقف خلفها اجندات سياسية.

 لقد اصبحت معروفة الان الثغرات الجدية في هذه الموازنة، ومع ذلك حوّلها المتنفذون والمتصارعون الى أداة ضغط وابتزاز وليّ اذرع . وهنا يتوجب القول ان كل حديث عن ان تأخير إقرار الموازنة ذو طابع فني او مالي او اقتصادي، هو هراء. فالتأخير سياسي، مثلما هي الموازنة ذاتها، ويكمن خلفه صراع على الحصص حاضرا وفي المستقبل أيضا.

وبالعودة الى تلك الاتفاقات السياسية الهشة التي شهدنا الكثير منها منذ ٢٠٠٣، والتي سرعان ما يتخلى عنها الموقعون عليها، فانها لن تقود الى بناء بلد يعيش أبناؤه اليوم حالة تردي الأوضاع العامة وسوء الخدمات وفقدان الأمان الشخصي للمواطن، وضعف إمكانية انفاذ القانون والفساد المستشري وغيرها من العناوين، التي صار حتى المواطن البسيط يرددها ناهيك عن المتابعين الجادين.

نعم يمكن لأعداد من المواطنين في ظل الدمار والخراب والركض لتأمين لقمة العيش اليومية ومعها كرامة الانسان، ان تتفاعل إيجابا مع هذا الاجراء او ذاك، ولكن يخطيء جدا من السياسيين، الداخليين والخارجيين من يبني على مثل هذه الخطوات المنفردة استنتاجات متسرعة.

اليقين ان حالة الانعطافة الكبيرة لن تحصل بشارع يبلط هنا، او مستشفى يرمم هناك، او حالة فرح عارم لكون أسئلة الامتحانات لم تسرق او تسرب لحد الان. فرغم أهمية هذا وغيره، فانه ليس بدء مسيرة جديدة، او خطوات على طريق التغيير الذي تطالب به غالبية المواطنين، ولا هو الاصلاح الحقيقي الذي كنا طالب به مجلس الامن الدولي، ما دام النهج الذي تدار به الدولة ويحكم وفقه البلد وتقسم به الناس الى “كانتونات” باقيا، وما دام هناك إصرار من القوى الحاكمة،المحتكرة للسلطة والمالكة للمال والسلاح والاعلام،على التشبث به.

 *********************************************

رفض مستمر لفرض الضرائب على شركة توزيع النفط.. تصعيد احتجاجي يطالب بفرص العمل والخدمات

بغداد ـ طريق الشعب

رغم عطلتي يومي الجمعة والسبت تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في مختلف المحافظات، للمطالبة بتعديل سلم الرواتب، وتوفير فرص العمل والخدمات في المناطق المحرومة منها، فيما واصل موظفو شركة توزيع المنتجات النفطية احتجاجهم الرافض لفرض ضرائب إضافية على شركتهم.

تعديل سلم الرواتب

وتظاهر العشرات من الموظفين في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتعديل سلم الرواتب.

وقال مراسل “طريق الشعب”، إنّ “العشرات من موظفي دوائر الدولة من أصحاب الدرجات الدنيا، نظموا تظاهرة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، للمطالبة بتطبيق سلم الرواتب”.

ونظم العشرات من موظفي الدوائر الحكومية في ميسان، وقفة في ساحة التظاهرات وسط مدينة العمارة، للمطالبة بتعديل سلم رواتب يضمن العدالة والمساواة بين جميع الموظفين.

وقال عدد منهم، إن هناك موظفين يتقاضون رواتب متدنية لا تتجاوز 200 ألف دينار، وبعضهم أقل من ذلك، وهناك رواتب كبيرة لمسؤولين كبار وتفاوت بين وزارة وأخرى وهم لا يطالبون سوى بإقرار سلم رواتب عادل وفق الضوابط وهم يجددون اليوم وقفتهم هذه بعد أن نظموا مطلع الأسبوع الماضي وقفات أخرى في حال لم يقر تعديل سلم الرواتب.

إضراب للعمال

وأعلن العشرات من موظفي شركة سينوك الصينية المستثمرة في حقول نفط بازركان شرق محافظة ميسان إضرابهم عن العمل، ابتداء من اليوم الأحد لحين تحقيق مطالبهم المتعلقة بالتعاقد معهم، بشكل مباشر دون إدخال شركة وسيطة.

وقال عدد منهم، إنهم كمتعاقدين يعملون في شركة سينوك النفطية الصينية منذ سنوات، وهم يرفضون الآن تجديد عقودهم بعد أن انتهت مع شركة وساطة، ويرفضون التعاقد عبر شركة تشغيل ثانوية، دون ذكر أسباب ذلك.

وتظاهر العشرات من موظفي الدوائر الخدمية، أمام مبنى ديوان المحافظة في منطقة المعقل وسط البصرة، للمطالبة بتعديل سلم رواتبهم في الموازنة، قبل إطلاقها.

المتظاهر محمد الموسوي طالب بالمساواة بين رواتب الوزارات، متسائلا ماذا يكون راتب الموظف من نفس التخصص ودرجة الشهادة مختلفا بين وزارة وأخرى؟

واضاف، ان المسؤولين اعتادوا على خروج المواطن للتظاهر حتى ينال حقوقه، منوها الى ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عندما أطلق برنامجه الحكومي لم يوفِ به، ولم يطبقه على أرض الواقع.

فرص العمل والخدمات

ونظم العشرات من خريجي الهندسة من مختلف التخصصات، وقفة احتجاجية أمام بوابة شركة نفط البصرة حيث موقع “الماكينة”.

وقال عدد منهم، إن هذه الوقفة ليست الأولى وإنما جاءت ضمن سلسلة وقفات نُظمت على مدى سنوات أمام الشركات النفطية كافة في المحافظة لكن دون جدوى، فيما طالبوا الحكومة المحلية ورئيس الوزراء ووزير النفط بالالتفات إلى حقوقهم.

كما طالبوا نقابة المهندسين بأن يكون لها موقف من خلال رفعها كتاب تعيينهم للنواب، فيما أعلنوا استمرار التظاهرات والوقفات لحين تحقيق المطالب، على حد قولهم.

في الأثناء، تظاهر العشرات من عوائل الشهداء المستفيدين من مجمع خالدون السكني، للمطالبة بإكمال المشروع المتلكئ منذ العام 2014 تحديدا في قضاء شط العرب في منطقتي الأكوات والبيبان.

واشار المتظاهرون الى ان هذا المشروع الذي يضم ما يقارب 465 وحدة سكنية لم ينجز منه إلا نسبة قليلة منذ أعوام وهو بعهدة شركة إيرانية منذ عام 2014.

ونظم عدد من أهالي منطقة حي الموظفين مقاطعة 73 (خلف ياسين خريبط) في محافظة البصرة، امس السبت، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتوفير خدمات لهم وتزويد منطقتهم بمحولات كهربائية وقتية، لحين انجاز المشروع.

رفض فرض الضرائب

وحذر موظفون في فرع شركة المنتجات النفطية في المثنى من تحويل شركتهم إلى شركة خاسرة، بسبب فرض ضرائب على المنتجات النفطية، كما ورد في مشروع قانون الموازنة العامة.

ونظم عدد منهم وقفة احتجاجية أمام فرع الشركة حيث أشاروا في بيان الى أن مطالبهم هي التراجع عن الفترة 42 من قانون الموازنة التي تفرض ضرائب على المنتجات النفطية، محذرين من تصعيد وتنظيم المزيد الاحتجاجات في حال عدم التراجع عن إقرار تلك الفترة التي ستضر بعدد كبير من موظفي وزارة النفط.

وطالب العشرات من الموظفين الذين تم تعيينهم في دائرة صحة المثنى العام الماضي بصرف رواتبهم المتأخرة، مهددين بتنظيم إضراب عن العمل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، وذلك في وقفات احتجاجية نظموها في مستشفى الحسين والولادة في السماوة.

وذكر أحد المشاركين في الوقفة انهم عينوا على ملاك الدائرة في شهر أيلول من العام الماضي وتم توزيعهم على المستشفيات والمراكز الصحية، مشيرا إلى ان الأشهر الماضية شهدت قيام الدائرة بصرف رواتبهم بشكل ورقي بعكس باقي موظفي الدائرة.

كما دعوا إلى تسوية هذا الأمر بالسرعة الممكنة وعدم تحميلهم أي عجز في تخصيصات الدائرة التي تتعلق بالرواتب.

واغلق متظاهرون من الخريجين المطالبين بتوفير فرص العمل شارع نجف – كوفة وسط محافظة النجف.

المتظاهر صادق كريم، اشار الى ان التصعيد جاء بسبب الإهمال الذي تعرضنا له من قبل مسؤولي الحكومتين المحلية والمركزية، بعد اعتصام سابق استمر لأسبوع، مهددا بتنظيم اعتصام في حال تجاهل مطالبهم.

 ****************************************************

الاخوة الاعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية للاتحاد الوطني الكردستاني المحترمون

تحية طيبة

يطيب لنا ان نتقدم اليكم لمناسبة حلول الذكرى الثامنة والاربعين لتأسيس حزبكم المناضل، ومن خلالكم لجميع كوادر الاتحاد واعضائه وجماهيره، بأحر التهاني واجمل الامنيات بتحقيق المزيد من التقدم والنجاحات وترسيخ تجربة الاقليم وتعزيز البناء الديمقراطي فيه، وتلبية المزيد من حاجات وتطلعات الشعب الكردي، والشعب العراقي بأطيافه المتآخية.

وفي هذه المناسبة يسرنا التأكيد على العلاقات النضالية والتاريخية بين حزبينا والعمل الكفاحي في مقارعة الدكتاتورية من اجل الديمقراطية في العراق والحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي.

اننا نتطلع لأن تتعزز  الجهود الوطنية المشتركة من أجل  تعزيز البناء الديمقراطي الفيدرالي، واعادة بناء مؤسسات الدولة على وفق مبدأ المواطنة والكفاءة والنزاهة والخلاص من نهج المحاصصة والسير على طريق بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

تقبلوا فائق التقدير

المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي

1 حزيران 2023

 ****************************************************

محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي:  مع المطالب المشروعة للخريجين

منذ أكثر من خمسة أيام يستمر اعتصام الخريجين التربويين والاداريين أمام مديرية تربية ميسان للمطالبة بالتعيين او إدراجهم كعقود ضمن الموازنة وفق قرار ١١٥ او أي قرار او فقرة تضمن لهم حقوقهم المشروعة أسوة بمن سبقوهم من أقرانهم الخريجين كون محافظة ميسان تعاني من نقص في الكوادر التدريسية، وقد بلغ هذا النقص ستة عشر ألف درجة وظيفية مؤخراً حسب اللجان الرسمية المختصة.

 لذلك نحن في محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي نعلن تضامننا ووقوفنا مع اخوتنا وابنائنا الخريجين في اعتصامهم من أجل نيل مطالبهم المشروعة كونهم يمثلون مستقبل العملية التربوية في المحافظة والبلد بصورة عامة .

اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ميسان

٣١ / ٥ / ٢٠٢٣

 ************************************************

الصفحة الثالثة

شددوا على ضرورة ان يتولى رئيس الوزراء مسؤولية الملف!.. مراقبون يطرحون «أوراق ضغط»  للتفاوض المائي مع دول الجوار

بغداد ـ محمد التميمي

لا تزال مشكلة المياه التي تستغلها دول المنبع كورقة ضغط على العراق، تشكل تحدياً كبيراً للحكومة الحالية التي تعهدت بمعالجة هذا الملف، بينما لم نشهد حتى الان مفاوضات حقيقية مع دول المنبع، بحسب ما افاد اصحاب الاختصاص.

ويعزو خبراء ومراقبون ضعف الاداء العراقي في هذا الملف، الى الطريقة غير الواقعية لتعاطي الحكومات المتعاقبة معه، مؤكدين ضرورة ان يدار بطريقة واقعية.

تعاطٍ غير واقعي

وانتقدت وزارة الموارد المائية تعامل الحكومات السابقة مع ملف المياه، لافتة إلى أن هذا القطاع أصبح يشكل أحد ضمانات الأمن الوطني للبلاد.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال، في تصريح صحافي، أن “العراق ومنذ تأسيس الدولة الحديثة يتعامل مع ملف المياه على أنه فني ودبلوماسي وصولاً إلى ما بعد 2003”، لافتا الى ان هذا “التعاطي غير واقعي لأن ملف المياه سيادي ويرتبط بالسياسة العليا للدولة، إضافة إلى الجانبين الفني والدبلوماسي”.

وأكد شمال، أن “السوداني حوّل هذا الملف إلى سيادي وقام بزيارة إلى تركيا وإيران وبدأ التفاوض بشأن المياه”، مبينا ان العراق اقتفى أثر كل من تركيا وإيران وسوريا بان ملف المياه يدار من أعلى سلطة في الدولة، وهو أمر كنا نفتقر إليه سابقاً، ولذا أصبح هذا الملف من أهم ضمانات الأمن الوطني للعراق.

نقد للدبلوماسية العراقية

وفي وقت سابق، وجهت لجنة الزراعة والمياه والاهوار، في مجلس النواب، انتقادها الى التمثيل الدبلوماسي العراقي بشأن التعامل في ملف المياه مع الجانب التركي وعدم وجود تحرك حقيقي لتدارك الازمة. وقال عضو اللجنة حيدر محمد السلمان في تصريح صحافي، ان “العراق لا يزال يعاني من ازمة المياه وعدم اطلاق تركيا لاستحقاقات العراق المائية، وباتت تستخدم هذا الملف ورقة ضغط على الحكومة العراقية من اجل مصالح معينة”.

واضاف السلمان، ان “سبب عدم حسم ملف المياه هو ضعف التمثيل الدبلوماسي للعراق ولا يوجد تحرك حقيقي لتدارك الازمة”.

واوضح، ان “العراق لديه مشتركات كثيرة مع الجارة تركيا سواء في التجارة وتصدير النفط وغيرها من الامور ويجب تطبيق مبدأ التعامل بالمثل لإرغامها على الاستجابة بشأن ملف المياه وإطلاق الحصص المائية لنهري دجلة والفرات”.

واشار الى، ان “الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني عليها ان تلجأ الى التعامل بالمثل مع تركيا في حال لم يحصل العراق على حصصه المائية واطلاقها بصورة صحيحة ولا خيار اخر امامها”.

موقف تفاوضي ضعيف

من جانبه، قال المستشار السابق لدى وزارة الموارد المائية، ظافر عبد الله، ان المفاوض العراقي غير ضعيف، وإنما الضعف يكمن في الموقف التفاوضي، والذي هو عبارة عن مجموعة الآراء الفنية والمختصين الفنيين بقضية المياه يضاف لها البعد السياسي والتحرك الدبلوماسي واستثمار العلاقات السياسية، هذه العوامل كلها تدخل ضمن إطار الموقف التفاوضي ونحن ضعفاء من هذا الجانب.

وأضاف قائلا لـ”طريق الشعب”، ان “المفاوض العراقي عندما يتحدث بمسائل فنية فهو لا يقل خبرة ودراية عن اي مفاوض تركي، لكن من المفترض ان يسند من سلطة سياسية موحدة وقوية، وحكومة تضع ملف المياه في اولوياتها، وتستثمر كل الفرص المتاحة لانتزاع حقوق العراق المائية”.

ولفت الى ان ملف المياه سيادي وسياسي: “كلما كانت الدولة قوية سيكون الموقف التفاوضي اقوى. وعندما يضعف هذا الموقف فهو بسبب ان جملة العوامل التي تساعد وتسند المفاوض ضعيفة ايضا”.

وتابع المستشار السابق قوله: “يجب ان يرفع ملف المياه من مسؤولية وزارة الموارد المائية الى مسؤولية اعلى سلطة تنفيذية في البلاد وهو رئيس مجلس الوزراء ومن ثم رئيس الجمهورية”، مبينا انه “في تركيا القرارات تكون بيد الرئيس رجب طيب اردوغان، اضافة للخبراء الذين يقترحون القرارات ليتخذها هو في ما بعد”.

واوضح عبد الله قائلا ان ملف المياه “عندما يرتبط بأعلى سلطة تنفيذية في البلاد، بالتأكيد سيكون الاهتمام به اكبر، سواء على مستوى التفاوض والتباحث مع دول الجوار ام على مستوى المؤسسات التي تؤثر وتتأثر بالثروة المائية؛ فالتوجيهات التي تصدر عن رأس هرم هذه السلطة ستكون ملزمة وغير قابلة للجدال وتكتسب قوة القانون بالتنفيذ”.

مباحثات لا مفاوضات!

من جانبه، اوضح خبير السياسات المائية رمضان حمزة، انه لا يوجد لدينا مفاوض عراقي او عملية تفاوض مع الجانب التركي او الإيراني حول ملف المياه، وان ما يجري هو ضمن اطار محادثات ومباحثات؛ فالعراق حتى الان لم يتفاوض مع دول الجوار.

وبيّن في حديث مع “طريق الشعب”، قائلاً ان المفاوض يجب ان “يكون ملماً بملف المياه والبعد التاريخي والفني والقانوني والسياسي، وهذه بكل تأكيد ليست مهمة شخص واحد بل مجموعة متخصصين موسوعيين ذوي خبرة في هذا الجانب”.

واشار الى ان دور الوفد التفاوضي “يبدا بعد ان يتم التفاوض في الامر بين رؤوس السلطة وممثليها الرسميين في الدولتين، وبعد الاتفاق والتفاوض والتفاهم، يأتي دور المفاوضين الفنيين حيث تقسم الادوار في ما بينهم، كل منهم حسب اختصاصه”.

وبين حمزة بالقول: ان “ضعف المفاوض يرتبط ايضا بضعف الحكومة والقرار السياسي، فالحكومة العراقية ضعيفة وهناك انقسامات سياسية مؤثرة، علماً ان موقفنا التفاوضي ليس ضعيفا، والعراق يمتلك اوراق ضغط جيدة”، لافتا الى ان “من اهم هذه الاوراق هو ملف التبادل التجاري مع دول المنبع، حيث ان العراق هو سوق كبير للمنتجات التركية والايرانية، لكن لا يتم توظيف هذه الاوراق لخدمة ملف المياه”.

صراع المصالح!

سجلت الايرادات النفطية لغاية آيار 2023 تراجعاً قدره 34 في المائة عن ما تحقق في نفس المدة من العام الماضي، وذلك بسبب إنخفاض الاسعار، وانخفاض الإنتاج إستجابة لقرارت أوبك، وتوقف تصدير نفط كردستان. وأثارت هذه الأرقام قلق المختصين، لما ستسببه من مخاطر كبيرة على موازنة 2023 المعتمدة أساسا على عائدات النفط. هذا وفيما يتواصل صراع المصالح حول إقرار الموازنة رغم تأخرها لستة أشهر حتى الآن، تستمر معاناة الناس الذين باتوا يدركون بأن الموازنة المثقلة بالعجز والمهددة بالمزيد منه، لن تأخذ بالحسبان مستوى معيشتهم ولن تحقق لهم ما يطمحون اليه من عدالة في التوزيع.

حاميها حراميها

واصلت أسعار صرف الدولار في السوق الموازي إرتفاعها عن السعر الرسمي، مسجلة فرقاً يصل الى أكثر من 10 في المائة. هذا وفيما أعاد البنك المركزي تأكيده على إن صغار التجار ممن لا يحق لهم الدخول إلى المنصة هم من يسببون المشكلة، التي يجب حلها قضائياً، أشار مراقبون الى أن لهؤلاء الصغار أولياء كبار، يشترون الدولار من المنصة بسعر 1320 ديناراً ويبيعوه في السوق الموازي عبر أزلامهم الصغار بسعر 1470 ديناراً، محققين أرباحاً لا تقل عن مليار ونصف يومياً، وأن لا أحد يستطيع أن ينفذ بحقهم القانون، لأنهم من أعمدة قلعة الفساد. 

الما يعرف تدابيره!

تراجعت وزارة الموارد المائية عن تنفيذ قرارها بردم بحيرات الأسماك، والذي اتخذته إنسجاماً مع ظروف الجفاف وتناقص الإيرادات المائية. وبررت الوزارة ذلك بإلإستجابة لمطالب المربين والمحافظات المنتجة للأسماك وتجنباً للتبعات الاقتصادية الوخيمة والكارثية التي سيؤدي اليها الردم ومنها إزدياد البطالة والعودة لإستيراد أسماك متدنية الجودة. وحيث بدت مبررات الوزارة لإلغاء قرارها غريبة، لاسيما إذا ما قارناها بالمخاطر الجسيمة لنقص المياه، أكد الكثيرون على أن سر التراجع يكمن في سطوة الفاسدين المتحكمين بمصائر البلاد ومياهها وأسماكها، تلك السطوة التي أضرت بهيبة الدولة وجعلت بعض قراراتها محل شك وتندر الناس. 

خلص مفعول القرار؟

عاد أصحاب المولدات لتقاضي 20 – 25 ألف دينار عن الأمبير، في تحد واضح للتسعيرة التي أعلنتها الحكومة، ونجحت في تطبيقها نسبياً لشهر واحد فقط، مما شكّل مفاجأة للناس، الذين تساءلوا عما إذا كانت صلاحية القرار الحكومي محدودة. هذا وفيما يُجبر المواطنون على دفع ضعف السعر الرسمي، بدت وعود “أولي الأمر” الكهربائية مقرفة لهم، لاسيما بعد أن أفتضح عجز هؤلاء سواءً في تزويد أصحاب المولدات بالوقود المدعوم أو في مراقبة الأسعار، وفشلهم في التنسيق مع الإيرانيين لإدامة وصول الغاز وأخيراً في الكشف عن مليارات الدولارات التي إبتلعها قطاع الكهرباء دون أن يُّصعق أحد من الحرامية.

الما يعرف يركص!

كشفت وزارة التربية، عن خطط جديدة و”سرية” لمنع تسريب أسئلة امتحانات الثالث متوسط، دون أن تُعّرف الناس بماهية هذه الخطط، ماعدا قرار قطع الإنترنيت لعدة ساعات يومياً. وفيما وعدت الوزارة بأن تكون أجابات الأسئلة موجودة في كتب المناهج وبتوفير الكهرباء في القاعات الإمتحانية، عبر مجلس التنسيق الذي يضمها مع وزارة الكهرباء، شكك الكثيرون من طلبتنا بهذه الوعود، التي سبق وأن قطعت في السنوات السابقة دون أن يتم الوفاء بها، وأكد المختصون على أن الحل لا يكمن في هذه الوعود وفي قطع الإنترنيت بل في تغيير جذري بالمناهج وطرق التدريس والتقييم وإعداد المعلمين وتوفير المستلزمات المدرسية.

 **********************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

العراق وأمريكا

أجرت أيلي سينيت، الصحفية في جريدة (ذا ناشينول)، مقابلة مع برباره ليف، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، حول العلاقات بين بغداد وواشنطن. وأعربت ليف في اللقاء عن تفاؤلها بشأن الآفاق الاقتصادية للعراق وعلاقات واشنطن المتنامية مع بغداد، والتي لم يسبق لها وكانت جيدة بهذا المستوى منذ عشرين عاماً، وهو ما سيكون له تأثير إيجابي واسع على منطقة الشرق الأوسط برمتها، حسب تعبير مساعدة الوزير.

واشارت سينيت في معرض تعليقها على تصريح ليف، إلى أن النمو الاقتصادي للبلاد، حسب توقعات البنك الدولي يمكن أن يصل إلى 8.7 في المائة، بسبب ارتفاع إنتاج النفط وتعافي الأسواق العالمية بعد إنحسار وباء كورونا.

وذكّرت الصحفية بأن ليف كانت قد قدمت شهادة محفزة أمام مجلس الشيوخ لدعم طلب إدارة بايدن تخصيص 271 مليون دولار في موازنة العام القادم لتغطية الشراكة الأمريكية مع بغداد، وهو مبلغ يضع العراق على قدم المساواة مع بعض الشركاء السياسيين لواشنطن. وتضمنت الشهادة مديحاً بتطور القوات الأمنية العراقية، وخاصة القوة الجوية، وقدرتها على تطهير الأراضي من الإرهاب الداعشي والإحتفاظ بها محررة من الإرهاب.

وأوضح المقال بجلاء الربط الذي تجريه المؤسسات التشريعية، بين هذه المعونات وبين المصالح الأمريكية، والتي تسمى عادة بالقيم التي تريد واشنطن تقاسمها مع الممنوحين، فذكر إعتراض السناتور مورفي على المعونة المقترحة لتونس ومصر، بسبب سجليهما في إنتهاك حقوق الإنسان حسب تصوره، فيما لم يعترض أحد على شهادة ليف بشأن العراق!

الاقتصاد العراقي: اختلالات هيكلية

نشر موقع (زاوية) تقريراً حول الإقتصاد العراقي، تم التطرق فيه إلى بيان صندوق النقد الدولي، الذي أكد على أنه ورغم الدعم الذي قدمته الظروف المواتية لسوق النفط للإقتصاد، فإنها لم تمنع اتساع الاحتلالات الهيكلية التي يعاني منها.

ونقل التقرير عن رئيس بعثة الصندوق إلى العراق، توخير ميرزوف قوله، بأن فائض الحساب الجاري المالي والخارجي قد وصل العام 2022 إلى 7.6 و17.3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي على التوالي، على خلفية إرتفاع عائدات النفط لمستويات قياسية، سواءً في الكمية أو أسعار التسويق. وقد أدى هذا لارتفاع احتياطي البنك المركزي العراقي من العملات الأجنبية إلى 97 مليار دولار من الواردات، بما في ذلك 16.3 مليار دولار (أي ما يعادل 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي) من المدخرات المالية التي تراكمت لدى الحكومة.

إلا أن التقرير عاد ليؤكد بأن هذه الزيادات قد تزامنت مع تراجع واضح في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، حيث زاد العجز فيه من 52 في المائة إلى 68 في المائة خلال العام الماضي، مبيناً بأن إقرار مشروع قانون موازنة 2023 سيوسع عجز المالية العامة الأولي غير النفطي إلى 75 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وسيوصل الميزان المالي الإجمالي إلى عجز قدره 6.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف التقرير بأن الآثار المجتمعة لزيادة الإنفاق الحكومي وإعادة تقييم سعر الصرف وانخفاض إنتاج النفط، سترفع سعر التعادل المالي للنفط إلى 96 دولارًا للبرميل الواحد.

ونوّه التقرير إلى دعوة بعثة صندوق النقد الدولي لتبني سياسة مالية أكثر صرامة، بغية تعزيز المرونة وتقليل اعتماد الحكومة على عائدات النفط مع حماية احتياجات الإنفاق الاجتماعي الحرجة، وذلك عبر تنويع الإيرادات المالية وتقليص فاتورة الأجور الحكومية الضخمة وإصلاح نظام المعاشات التقاعدية لجعله سليمًا ماليًا وأكثر شمولاً.

وأشار إلى أن إنتاج العراق من النفط سينكمش بنسبة 5 في المائة في عام 2023، بعد أن عاد إلى مستوى ما قبل الوباء العام الماضي، بسبب خفض إنتاج أوبك بلس وانقطاع خط أنابيب النفط بين كركوك وجيهان، فيما ستكون هناك تأثيرات سلبية لتقلبات سوق الصرف الأجنبي على الإقتصاد، لاسيما في أعقاب تشديد الرقابة على مكافحة غسيل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب.

 *****************************************************

الصفحة الرابعة

لجنة برلمانية: أكثر من 11 مليون أمي.. الأمية في العراق.. مؤشر لانحدار جودة التعليم!

بغداد - تبارك عبد المجيد

فيما يتجه العالم الى التطور الايجابي في مؤشرات العلم، يشكو قطاع التربية والتعليم في بلادنا عزوفاً من جانب نسبة كبيرة من الافراد عن الدراسة، ما ولد اعداداً كبيرة من الأميين، الذين تتضارب الأرقام حول نسبهم؛ حيث تقر لجنة التربية النيابية بوجود أكثر من 11 مليون أمي، فيما تنفي وزارتا التربية والتخطيط ذلك. وفي كلتا الحالتين لا توجد إحصائية دقيقة وواضحة بسبب غياب التعداد السكاني منذ سنوات.

ويعد العامل الاقتصادي احد ابرز أسباب تفاقم اعداد الاميين في العراق، تضاف إليه أسباب امنية وسياسية وأخرى اجتماعية.  

وصنفت اليونسكو العراق في المراتب الأولى عالميا بجودة التعليم ومحو الأمية في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن التصنيفات الأخيرة وضعت العراق ضمن أكثر البلدان زيادة بأعداد الأمية، بما يتجاوز 47 في المائة.

تعليق حكومي

ويصف المتحدث باسم الجهاز التنفيذي لمحو الأمية، مؤيد العبيدي، الاحصاءات التي تنشر من قبل بعض المنظمات او المواقع الالكترونية بأنها “غير دقيقة”، كونها لم تصدر من جهات رسمية.

ويعزو العبيدي في تصريح خص به “طريق الشعب”، سبب غياب الارقام الخاصة بنسب الاميين في البلاد، الى “عدم إجراء التعداد السكاني منذ عام 1997”.

ويوضح العبيدي إن “الجهاز خلال السنوات العشرة الأخيرة، عمل على استهداف الفئات العمرية ممن تبلغ أعمارهم 15 عاما فما فوق”، لافتاً إلى أن أعداد المتخرجين من المراكز بلغت نحو مليونين و250 ألف متعلم منذ 2012 والى الان”.

ويؤكد أن “مراكز محو الأمية مستمرة في استقطاب الأميين للحصول على التعليم المجاني وشهادة معادلة لشهادة الرابع الابتدائي”.

ويلفت إلى أن “الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية من خلال الجهاز التنفيذي لمحو الأمية منذ العام 2012، أسهمت بالحد من أعداد الأميين، من خلال البرامج التي اعدت بهذا الشأن”.

قانون محو الأمية

ويوجد أكثر من ألف و300 مركز لمحو الامية في عموم البلاد، بحسب العبيدي.

وتابع، أن “الوزارة تعمل على تطبيق قانون محو الأمية رقم 23 لسنة 2011 الخاص بمن لا يجيدون القراءة والكتابة”.

وسن البرلمان العراقي قانون محو الأمية في مسعى للحد من نسب الأمية في البلاد والعمل على معالجتها وفق اليات موضوعة، حيث شكلت هيئة عليا لمحو الأمية، مع استحداث جهاز تنفيذي ضمن وزارة التربية، للإشراف على تطبيق القانون من خلال مدارس محو الأمية، التي تستقبل الفئات العمرية ممن هم في سن 15 عاما وأكثر.

نسب

من جهته، ذكر المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، أن “نسبة الأمية خلال العام الجاري لمن هم دون سن 10 سنوات، تبلغ 12 في المائة”، مشيراً إلى انها كانت 20 في المائة.

وقال الهنداوي في حديث خص به “طريق الشعب” إن “النسبة ترتفع عند الإناث مقارنة بالذكور؛ إذ تقدر بـ 18 في المائة بين الفئة الأولى مقارنة بالفئة الأخيرة التي تصل الى 8 في المائة”.

وأضاف أن “النسب بين فئة الاناث ترتفع عند نساء القرى والارياف؛ اذ تصل الى 22 في المائة”.

وأشار الى أن “نسبة الالتحاق في الدراسة الابتدائية خلال العام الجاري وصلت الى 94 في المائة. ويقدر عدد الطلاب الملتحقين بأكثر من مليون تلميذ”. 

تقصير حكومي

وتعتقد لجنة التربية النيابية، إن الحكومات المُتعاقبة لم تولِ اهتماماً للمؤسسة التربوية، فيما أكدت ان نسب الامية مستشرية في البلاد بدرجة “مخيفة” كما وصفتها، كاشفة عن وجود أكثر من 11 مليون أمي في عموم البلاد، متوقعة ارتفاع الأرقام خلال السنوات المقبلة.

وخصص العراق لقطاع التعليم ما يقارب 1.7 في المائة فقط من الموازنة الكلّية مقارنة ببعض الدول التي تخصص 20 في المائة من موازناتها.

وطلبت لجنة التربية والتعليم من اللجنة المالية في البرلمان زيادة تخصيصات وزارة التربية في الموازنة لتكون بحدود 3.10 في المائة، لكن بحسب المعلومات الواردة فإن النسبة ستكون 2.7 بالمائة.  وتعمل أشواق الربيعي منذ اكثر من 8 سنوات في مركز لمحو أمية في جانب الكرخ من العاصمة، لذا نجدها اكثر اطلاعاً على معرفة أسباب عزوف الأفراد عن التعليم. وفي هذا الشأن ترجع أسبابه الى سوء الوضع الاقتصادي العام للعوائل، التي أجبر العديد من أطفالها على ترك الدراسة، والالتحاق بسوق العمل، اضافة الى البيئة الاجتماعية التي تفضل أن تكون الانثى (ست بيت) تهتم بالشؤون المنزلية بدلاً من تضييع وقتها بحل المسائل الرياضية، او تعلم لغة جديدة!”.

وتقول الربيعي، إنّ احتمالية ترك الدراسة لفئة الاناث تزداد في المدن النائية والشعبية.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب”، قائلةً، إن “ظاهرة الزواج المبكر التي باتت تزداد في مجتمعاتنا، أجبرت العديد من الفتيات على ترك التعليم، مما يزيد من نسب الامية”.

وعن المدة التي يدرس فيها طالب محو الأمية، توضح الربيعي: أن “مراكز محو الأمية تنقسم إلى مرحلتين بمعدل 7 أشهر لكل مرحلة: اساسية وتكميلية. ومن يجتاز المرحلة الاخيرة يمنح شهادة محو الأمية التي تعدل دراسة الرابع الابتدائي. ويكون الطالب مؤهلا بعدها لإكمال دراسة الخامس والسادس الابتدائي خارج المراكز”.

وتلفت إلى “وجود أمل لدى العديد من الأشخاص بالالتحاق في صفوف الدراسة بالرغم من ان الكثير منهم تتجاوز أعمارهم الـ50 عاماً”، مطالبة بزيادة التخصيصات المالية لقطاع التعليم، وتطوير اليات التعليم بما يسهم في استقطاب عدد أكبر من الاميين للمدارس”.

وتؤكد الربيعي، أن “التعليم بات تحدياً كبيراً في البلاد بسبب ما شهده من حروب وحصار وهجرة ونزوح، وسوء الوضع الامني”.

 *******************************************

سوق السراجين: مَعْلم بغدادي يقاوم الاندثار

بغداد ـ طريق الشعب

تحكي الازقة الضيقة والمحال المتراصة مع بعضها في سوق السراجين قصصا تعود الى خمسينيات القرن الماضي، والتي يقصها حرفيون ورثوا مهنة “السراجة” أباً عن جد، وكانوا شهود عيان على التغيرات الحاصلة في جدران السوق بين الماضي والحاضر.

عند تجوالك في “سوق السراجين” تجد أن الحرفيين ما زالوا يعملون بشغف وابداع في هذه الحرفة، بالرغم من شح الطلب على منتجاتهم في الوقت الحالي، ودخول المنتجات المستوردة التي باتت تنافس نظيرتها المحلية.

ويعد سوق السراجين الكائن في شارع المتنبي، وسط بغداد، أحد مراكز الصناعات الجلدية في العراق؛ إذ تنتشر فيه مئات الأحزمة والحقائب المزخرفة بألوان وأشكال متعددة.

لا يستطيعون تركها!

يعمل سعد صالح في سوق السراجين بحرفة التجليد، منذ خمسة وخمسين عاماً، دون ملل او عجز من هذه المهنة.

ويقول صالح لمراسل “طريق الشعب”، إنه ورث “هذه المهنة من والدي، وكان يحرص على ان يجلبني معه الى سوق السراجين يوميا في أيام العطل المدرسية، ليعملني حرفة السراجة بدقة، وقد تمكنت من ضبطها”.

ويشعر صالح بأن ارتباطه بالسوق لا يتمثل بكسب المال فقط، انما بحسب وصفه هو “ارتباط روحي” بأزقة السوق وجدرانها المزخرفة.

واستذكر خلال حديثه، والده الذي كان يواظب على القدوم الى السوق بالرغم من كبر سنه “وهذا ما احرص عليه اليوم، اذ لا أستطيع ان اغيب يوما دون العمل هنا”.

ما هو سوق السراجين؟

يتحدث صالح عن قدم سوق الجلديات “السراجين” ونشأته؛ اذ يقول إنه “نشأ في نهاية الحقبة العباسية، وتحديدا في زمن الخليفة العباسي أبو جعفر المستنصر، وتحول في الزمن العثماني الى خان للمسافرين (فندق)”.

ويردف كلامه، أن “الطابق الأول استخدم لإسطبلات الحمير والخيول، والطابق الثاني خصص للمسافرين القادمين إلى العاصمة بغداد، كون مدينة السراي كانت تمثل مركزا للعاصمة، على اعتبار ان الحكومة في وقتها كانت تتمركز في القشلة”.

ويتابع حديثه أن “السوق تتخلله معابر خشبية بين جانبيه في الطابق العلوي، لتسهيل العبور بين ناحية وأخرى، لكن في الوقت الراهن تم الغاؤها اثناء عمليات التأهيل والترميم التي شهدها السوق”.

وكانت المحال في سوق السراجين مكملة بعضها لبعض في الخدمات التي تقدمها؛ فعند بداية السوق تجد المحال الخاصة ببيع الجلود الطبيعية، وتتلوها المحال الخاصة بالحدادين، الذين تكون وظيفتهم حد السكاكين وصناعة ما يرغب فيه حرفيو الجلود. وتتوسط السوق المحال الخاصة بثقب الجلود وتزيينها ونحتها، بحسب صالح.

مقتنيات متنوعة

وكلمة “السراجة”، تعني سرج الخيل، وقد اقترنت بمهنة الجلود، والتي تصنع منها أنواع الحقائب النسائية والرجالية، إضافة الى الاحزمة والقبعات، بجودة عالية.

ومن الأشياء التي كان يصنعها صالح برفقة والده، هي قوارير للمياه وتكون مصنوعة من الجلد الطبيعي، وان وظيفتها هي الحفاظ على درجة حرارة المياه، وكان يفضلها سكان المحافظات الجنوبية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة هناك.

ويرتاد سوق السراجين اليوم من هم مهتمون بالحرف اليدوية والصناعات المحلية، إضافة الى سياح عرب وأجانب يرغبون في اقتناء مصنوعات تراثية، وتقديمها هدايا للآخرين عن طريق تطريز اسم الشخص المهداة له، او الاحتفاظ بها كذكرى من سوق أثري عتيق، بحسب ما قال أرشد العامري، في حديث مع “طريق الشعب”، بين أروقة السوق.

لا تزال صامدة

وبين الماضي والحاضر، تعتبر الحركة في سوق السراجين اقل بكثير، وبالرغم من الانحسار لا يزال هذا السوق يقاوم من أجل البقاء عن طريق صمود حرفييه بالعمل والإنتاج، وتوريث مهنتهم الى أولادهم.

ويبين العامري، أن “هذه الحرفة تدخل فيها ثلاثة أنواع من الجلود: جلد البقرة والجاموس والماعز”، مشيرا الى ان هذه الحرفة تمكنت وبجدارة من الحفاظ على روادها عبر السنوات بالرغم من دخول المستورد الأجنبي الذي بات ينافس بشراسة”.

وداخل محل لبيع الحقائب ومحافظ النقود الجلدية النسائية المنقوش عليها عبارات لطيفة وأسماء أشخاص، يجلس صهيب على كرسي امام طاولة صغيرة، ممسكا بقطعة جلد، ناحتا عليها اسما لزبون طلبها بشكل خاص.

صهيب ذو الـ17 عاما، يأتي مع أخيه الأصغر برفقة والده وجدّه، الى سوق السراجين، منذ كان طفلاً صغيراَ.

ويذكر لمراسل “طريق الشعب”، إنه يستمتع بمزاولة هذه المهنة، ويعتبرها من الإرث البغدادي الأصيل المتناقل عبر السنوات، لكن في ذات الوقت يجدها مهنة لا مستقبل لمن يمتهنها، خاصة انها تفتقد الترويج الجيد.

ويضيف أن “الطلب يكثر حين تأتي مناسبة معينة للمتزوجين أو العشاق، او أي مناسبة أخرى، وأيضا يزداد الاقبال على السوق، يوم الجمعة”.

 *****************************************************

ناشطون يقترحون حلولا.. ما مصير الأيتام في دور الرعاية بعد بلوغهم الـ 18؟

بغداد ـ طريق الشعب

في العادة يحتفل الشباب ببلوغهم سن الـ 18، على اعتبار أنهم بعد هذا العمر ستفتح لهم آفاق عديدة، كدراسة تخصصات مهنية يرغبون فيها، او البدء بمشاريع جديدة، الا ان ذلك لا يحدث لمن يخرج من دور الرعاية، اذ يخرج بعضهم دون ان يملك أوراقا ثبوتية، او مسكنا او عملا، ما يجعلهم معرضين لمخاطر وعقبات محتملة.

بعضهم بلا أوراق ثبوتية

وتضم العاصمة بغداد خمس دور للأيتام؛ الأول يحتضن الايتام من عمر يوم الى 6 سنوات، واثنان من عمر (6-12) عاماً، والاخيران من عمر (18-12) عاماً، بحسب ما ذكر مدير دائرة رعايا ذوي الاحتياجات الخاصة في محافظة بغداد، أسامة اياد صادق.

وما تجدر الإشارة اليه، ان ملف دور الايتام في بغداد تحولت مسؤوليته من وزارة العمل الى محافظة بغداد، وتحديداً الى قسم رعايا ذوي الاحتياجات الخاصة.

يقول صادق في حديث مع “طريق الشعب”، إن عدد المستفيدين في الدور متذبذب وخاضع للزيادة والنقصان، لكن المجموع الحالي يقدر بوجود 200 يتيم في جميع الدور الخمسة.

ويقرّ صادق بوجود ما لا يقل عن 20 في المائة من هؤلاء بلا أوراق ثبوتية، لكنهم يملكون قرار محكمة يشير الى انهم مجهولو النسب أو ضحايا العنف والتفكك الأسري أو العمليات الإرهابية.

ويضيف انه “بمجرد بلوغهم سن الـ18 وخروجهم من دور الرعاية قانونياً نصبح غير ملزمين بهم”، مستدركا بالقول انه “في الوقت الراهن يحرص القسم على بقائهم بالدار للعمل بشكل تطوعي مع توفير كافة الاحتياجات والخدمات المطلوبة لهم”.

ويشير إلى أنّ “ملف دور الأيتام ليس سهلا ويتطلب عملا جبارا وتكاتفا للجهود، والتفاتة محلية ومركزية، تحديداً في ظل ارتفاع نسب حالات الطلاق والتفكك والعنف الاسري”، معتبرا ان هذه الفئة من الفئات الهشة وهي أكثر عرضة للاستغلال والمتاجرة.

ماذا بعد الـ 18 عاماً؟

تذكر الناشطة نجوان شاكر، أن العديد من الايتام في دور الرعاية بعد بلوغهم السن القانوني (18 عاما)، ينتقلون إلى الشوارع. وترى ان المحظوظ منهم من يستطيع ان يجد عملا ويندمج في المجتمع، او يتمكن من اكمال دراسته.

وتشير شاكر في حديث مع “طريق الشعب”، الى أن العديد منهم يكونون معرضين للاستغلال من قبل عصابات منظمة تستغل ظروفهم وتستخدمهم في تجارة الجنس والتسول او في بيع الأعضاء.

وتجد أن “الجهات المعنية لم تقدم اهتماما حقيقيا بدور الأيتام، ولم تعمل على إنشاء أبنية جديدة لهم”، مبينة أن “أعداد الدور الموجودة لا تكفي لسد العدد الكبير من الأيتام”.

وتقترح شاكر منح سلف خاصة لهذه الفئات بعد خروجهم من دور الرعاية، لأجل ان يتمكنوا من فتح مشاريع خاصة لهم وفتح المصانع المغلقة، وجعلهم موظفين فيها، او ابقائهم في الدور لحين اكمال دراستهم وإيجاد فرص عمل.

عرضة للاستغلال

وذكر معاون قائد شرطة بغداد اللواء عدنان حمود سلمان، في تصريح سابق، أن اغلب الأيتام يتم استغلالهم من قبل جهات منظمة، لجمع المال لمصالح شخصية، فضلاً عن برلمانيين يتاجرون باسم اليتيم وهمهم الوحيد هو جمع الأصوات الانتخابية، فيما الحكومة لا تملك رؤية عن كيفية معالجة هذه المشكلة الاجتماعية.

من جهتها، تؤكد رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة النجدة الشعبية، هناء حمود ما قالته نجوان شاكر في ما يخص أعداد دور الرعاية، التي لا تسد ما يقابلها من حاجة فعلية.

وتوضح حمود، في حديث مع “طريق الشعب، أن المقصود باليتيم هو من يكون “فاقدا للمعيل أو احد والديه، أو قد يكون والداه غير قادرين على التربية والإعالة، ما يضطران لوضع أبنائهما في دور الأيتام”.

وتجد أنّ ما يقدم من خدمات في الدور الرعاية لا تتعدى خدمات “إيواء” فقط، مؤكدة انهم لا يحظون بخدمات ورعاية تساعد المستفيدين على الاندماج مع المجتمع الخارجي، بعد بلوغهم سن الرشد.

وتعتبر حمود أن مسألة خروج الايتام من دور الرعاية لمجرد انتهاء مدة الاحتضان القانونية “مشكلة كبيرة”، منبهة الى أنهم “فئات هشة يسهل استغلالهم”.

وتأمل حمود أن “تجد الدولة لهم اعمالا مناسبة تساعدهم في اكمال بقية حياتهم بشكل فاعل ومفيد لهم وللمجتمع”.

 **************************************************

الصفحة الخامسة

في ظل شح المياه والجفاف والتصحر.. النحّالون العراقيون أيضا يهجرون ديارهم!

متابعة – طريق الشعب

يقوم النحل لتأمين حاجته من رحيق الأزهار الذي يصنع منه العسل، برحلة يومية في المناطق المحيطة ضمن دائرة يصل نصف قطرها إلى 5 كيلومترات، بحثا عن الزهور. لذلك يحرص النحالون في الظروف الاعتيادية على وضع خلاياهم في مناطق تكثر فيها النباتات الزهرية، سواء في بساتين، أم في غابات طبيعية أم مناطق جبلية. ومثلما يحتاج النبات والحيوان والإنسان إلى الماء لاستمرار حياته، يحتاج النحل أيضاً إليه. وفي ظل شح المياه والجفاف والتصحر، باتت معاناة المزارعين ورعاة الماشية والنحالين العراقيين، واحدة!

ومع تضاؤل فرص بقاء النحل في العراق على قيد الحياة، سواء بفعل العوامل الطبيعية التي تفتك بالمزروعات، أم بفعل الإهمال الحكومي، اضطر النحالون – كما فعل المزارعون قبلهم- لترك ديارهم والتنقل أو الهجرة بعيداً عنها، بحثاً عن مصادر الرحيق. فيما ترك العديد منهم مهنته أساسا!

وسلطت تقارير محلية الضوء على الضربة القاسية التي وجهها التغير المناخي لإنتاج النحل، مؤكدة أن ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض معدل الأمطار، وتواتر العواصف الترابية، عوامل أثرت سلباً على البيئة التي يحتاجها النحل لإنتاج العسل، وبالتالي انخفضت كميات المنتج، وتراجعت جودته.

تشتت النحل

يفيد العديد من النحالين العراقيين، بأن العواصف الترابية والحرائق والتلوث شتت النحل.

النحال عبد الكريم، وهو من كربلاء، يقول أن عدد الخلايا في منحله تناقص من 300 إلى 100 خلية فقط، مضيفاً في حديث صحفي أن “الكثيرين من النحالين يتنقلون من محافظة إلى أخرى لإنقاذ مناحلهم، ومنهم من لم يتحمل هذه المعاناة، فهجر المهنة والتجأ إلى مهن أخرى”.

ومن العوامل الأخرى التي أضرت بصناعة العسل في العراق، يقول عبد الكريم أنه العسل المستورد، موضحا أن “السماح للمستورد بغزو الأسواق المحلية، بأسعار تكاد تكون رمزية، عزز الرأي القائل ان هناك أيادي تعمل في الخفاء على تقويض المنتج المحلي لصالح المستورد”!

ويؤكد “دخول أنواع صناعية رخيصة من العسل، لا يمكن تمييزها عن الطبيعية، خاصة في ظل عدم خضوع المستورد للتقييس والسيطرة النوعية”.

نحل مريض يغزو العراق

لا تتوقف مشكلة إنتاج العسل في العراق على دخول كميات كبيرة من العسل المستورد، بل أن أسراباً من النحل أيضاً تدخل من دول مجاورة، حاملة معها أمراضا مختلفة، قضت على أعداد كبيرة من النحل العراقي.

وفي هذا الصدد يؤكد النحال حسين العزاوي، أن “معظم النحالين في غرب ووسط وجنوب العراق، نقلوا مناحلهم إلى المحافظات الشمالية، خاصة كركوك ونينوى وبعض مدن إقليم كردستان، وذلك بحثا عن الأزهار”، مستدركا في حديث صحفي “لكن مشكلة اخرى واجهتهم هناك، تتمثل في انتشار نحل غريب دخل من الدول المجاورة عبر كردستان، وهذا نشر أمراضا قضت على أعداد كبيرة من النحل المحلي، الذي انخفضت مناعته ضد الأمراض بسبب المشكلات البيئية”. 

فيما يذكر النحال علي صفاء، أن “التصحر الذي ضرب العراق، أدى إلى غياب النباتات الزهرية التي تعتبر الغذاء الرئيس للنحل، ما خفض مناعة النحل وساهم في انتشار الأمراض بسهولة داخل خلاياه الرطبة”.

وتشير مصادر مطلعة إلى تناقص حاد في أعداد النحل المحلي. إذ اختفى بعضه وفقد البعض الآخر قدرته على الإنتاج بنسبة تصل إلى 80 في المائة، ونتيجة لذلك فقد العراق أكثر من 50 في المائة من ثروة النحل.

وكانت إحصاءات سابقة قد ذكرت إن الإنتاج المحلي من العسل الطبيعي بلغ أكثر من 2000 طن سنوياً، تنتجها 500 ألف خلية مسجلة رسمياً، فضلاً عن خلايا تابعة لمربين هواة واسرٍ تمتهن تربية النحل.

 خسائر متبادلة

يقول اختصاصيون في الزراعة، ان وجود خلايا النحل في المناطق الزراعية يساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة الثلث، وهو أمر يجعل العلاقة بين النحالين والمزارعين ومربي الحيوانات علاقة مصيرية. فزيادة الإنتاج الزراعي عامل إيجابي للحيوان مثلما للإنسان، وبناء على ذلك تكون الخسائر بسبب قلة الموارد المائية والظروف الجوية واحدة للجميع. فعندما تدفع تلك الظروف المزارع ومربي الحيوانات للهجرة، لا يتبقى للنحال سوى الرحيل وهو يحمل ما تبقى من خلاياه، بحثاً عن مصادر الرحيق والمياه.

وأجرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) عام 2016، دراسة ميدانية قارنت بين 344 رقعة زراعية في مناطق منتخبة من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وخلصت إلى أن المحاصيل الزراعية انخفضت بشكل ملحوظ في المزارع التي لا يتوافد عليها النحل، بالمقارنة مع المزارع التي اُنشئت المناحل فيها أو بالقرب منها، وهذا ما جعل العلماء الذين شككوا بمقولة منسوبة إلى عالم الفيزياء الشهير ألبرت اينشتاين، إعادة النظر في موقفهم منها. ولم تذكر المصادر ما يؤكد أن اينشتاين قد قال بالفعل ان “الإنسان سينقرض بعد أربع سنوات إذا انقرض النحل”، لكن حقيقة التخادم الإيجابي بين الإنسان والنبات والنحل والحيوان، تجعل تهديد أي عنصر منها تهديداً للآخرين، وفي الحالة العراقية بدا ذلك واضحاً عندما تهددت كل هذه العناصر في آن واحد، بتعطيشها وتجويعها، ووضعها على طريق الانقراض!

 ************************************************

اگول.. انتهاك هيبة الدولة!

حميد المسعودي 

بين فترة وأخرى تتعرض هيبة الدولة العراقية لانتهاك صارخ، من خلال اعتداء مواطنين على منتسبي مؤسساتها.

ومعلوم أن التربية الأسرية والمدرسية هي التي تؤسس أخلاق الإنسان وقيمه، ومما لا شك فيه إن الإنسان الذي لم يتربَ على الاحترام لن يتردد في الإساءة لبني جنسه.

الدولة ومؤسساتها، بشكل عام، وجدت لخدمة المواطن ولإحقاق حقوقه وحمايته دون تمييز، وما يجري اليوم من انتهاك لحرمة وكرامة وحصانة الموظفين في مؤسسات الدولة، خادش للحياء!

حالات مؤلمة يندى لها الجبين، منها ذاك المعلم الذي كسرت يده بعد أن ضربه أحد طلبته، وذاك الطبيب الذي يرقد على سرير المستشفى ورأسه ملفوف بـ “الشاش” الطبي بعد أن اعتدى عليه ذوو المريض. والأسوأ من ذلك، هو مشهد رجل الأمن، كالشرطي أو الضابط، وهو معرض للإهانة وملابسة ممزقة جراء اعتداء أحد المواطنين عليه. 

وبسبب تفشي هذه الاعتداءات، بات الكثيرون من المنتسبين إلى دوائر الدولة، يخشون التصدي للمخالفين، الأمر الذي انعكس سلبا على أدائهم واجباتهم بالشكل المطلوب. فالمنتسب يخاف أن يتعرض إلى الاعتداء ويلقى مصير أقرانه الآخرين نفسه!

يتطلب للحد من هذه الظاهرة اللا أخلاقية، تفعيل العقوبات القانونية المناسبة، وتنفيذها دون تهاون أو تمييز، بحق كل من يعتدي على منتسب. كما يتطلب من المدارس ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، التوعية بضرورة احترام الموظف، لأنه يعمل لخدمة المواطن، والتوعية أيضا بالإجراءات القانونية التي على المواطن اتباعها في حال قصّر معه موظف في أداء واجبه الوظيفي.

 ****************************************************

حفروا الشارع ولم يبلطوه!

بغداد – عدنان جاسم

شكا أصحاب المنازل المطلة على “شارع الغربي” في مدينة الشعلة ببغداد، من توقف العمل في مشروع تطوير وإكساء الشارع، بعد أن قامت البلدية بحفر التبليط القديم.

وقال عدد منهم لـ “طريق الشعب”، أن الشارع الآن مليء بالحفر وتنتشر عليه النفايات، مناشدين البلدية استئناف العمل في المشروع عاجلا، وتخليصهم من هذه المعاناة. 

 ********************************************

مواساة

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في ديالى، الرفيق المناضل حاتم شوكت شفيق العبيدي، الذي توفي إثر حادث مؤسف.

والفقيد، وهو عضو محلية ديالى وسكرتير منظمة الحزب في بهرز، كان وفيا لحزبه ومبادئه طيلة حياته.

له الذكر الطيب ولذويه في بهرز ورفاقه وأصدقائه، الصبر والسلوان.

  • تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى صديق الحزب عبد الله حامد الحصناوي، الذي توفي إثر مرض عضال لم يمهله طويلا.

وكان الفقيد قد انتمى الى الحزب منذ نعومة أظفاره، وتعرض للمطاردة والاعتقال على يد أزلام النظام الدكتاتوري ابان سبعينيات القرن الماضي، لكنه بقي أمينا على مبادئه حتى آخر لحظات حياته.

له الذكر الطيب ولعائلته الكريمة وسائر معارفه ورفاقه الصبر والسلوان.

 **************************************************

تلميذ يبيع المنظفات خلال العطلة الصيفية!

متابعة – طريق الشعب

استثمر الطفل مهدي العطلة الصيفية بافتتاح بسطة صغيرة لبيع المنظفات على رصيف شارعهم في مدينة الكوت، وذلك كي يساعد أمه في توفير بدل الإيجار وإعالة أخيه الأصغر المصاب بضمور في الدماغ.

يقول مهدي (13 سنة) في حديث صحفي، أنه يسعى إلى تأمين قوت عائلته ومتطلباتها، ليعوض دور والده الذي توفي منذ فترة، مضيفا قوله: “أنهيت للتو امتحانات الصف السادس الابتدائي. ساعدتني أمي في افتتاح هذا المشروع بمبلغ 150 ألف دينار لأبيع أنواعا مختلفة من المنظفات”.

من جانبها، تقول والدة مهدي، أن “افتتاح البسطة جاء بناء على رغبة مهدي، فهو يريد أن يعمل ويساعد العائلة”، مشيرة في حديث صحفي إلى انها اوصت مهدي أن يعرض بضاعته على رصيف شارعهم، بالقرب من المنزل، كي يبقى هو وأخيه أمام عينيها.

وتؤكد أم مهدي أن المشروع لاقى تفاعلاً من الجيران والمنطقة، وجذب أنظار مستخدمي مواقع التواصل وبعض وسائل الإعلام.

 *******************************************

الزراعة في الديوانية هل تلفظ أنفاسها الأخيرة؟

متابعة – طريق الشعب

الزراعة والثروة الحيوانية في محافظة الديوانية تكادان تلفظان أنفاسهما الأخيرة بعد جفاف قنوات المياه الواصلة الى المناطق الزراعية. فيما تؤكد مديرية الموارد المائية في المحافظة، أن “حصتها “البالغة 45 في المائة من مياه شط الحلة، غير كافية”.

أبو سجاد الخزعلي، واحد من المزارعين في الديوانية، ترك الزراعة واتجه نحو عمل آخر، كما هو حال الكثيرين من المزارعين الذين انقطعت بهم السبل جراء الأزمة المائية.

يقول أبو سجاد في حديث صحفي، أنه “بالنسبة للزراعة كانت تسد حاجة المواطن، ونحن الذين كنا نزرع الخضراوات، صرنا نتجه إلى الأسواق لشرائها”! منوها إلى أنه “لم تعد هناك زراعة في الديوانية نهائياً، بسبب شح المياه القاتل”.

أما أركان لفتة، وهو مزارع ترك مهنته واتجه للعمل في البناء، فيقول: “نذهب صباحا للعمل، ونعود إلى المنزل لنواجه مشكلة صعوبة حصول على مياه الشرب”، مبينا في حديث صحفي أن “الماء يصلنا عبر سيارات حوضية، مقابل مبلغ مالي”.  

من جهتها، تقول مديرية الموارد المائية في الديوانية، ان “الحصة المائية المقررة للمحافظة من شط الحلة تصل بشكل كامل بعد مناصفتها مع محافظة بابل بنسبة 45‎ في المائة، فيما تذهب 10‎ في المائة‎ منها باتجاه المثنى”، مستدركا “لكن هذه الحصة لا تكفي بسبب قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع”.

معاون مدير الموارد المائية علي تميم، يؤكد في حديث صحفي أن “هناك اشرافاً ومتابعة مستمرة لتوزيع الحصص المائية بين المحافظات. كما أن هناك موقفا شبه يومي بشأن كميات الحصص، سواء الواردة إلى الديوانية أم الخارجة منها إلى بقية المحافظات”.

وتعاني عشرات القرى في الديوانية شح المياه، وتوقّف أغلب محطات الماء نتيجة ذلك، ما أدى إلى تصاعد التلوث في الأنهر. ورغم وصول المياه إلى المناطق المحاذية لنهر الفرات في المحافظة، إلا أنها أقل بكثير من الكميات المطلوبة لتلبية الاحتياجات.

 ******************************************************

الصفحة السادسة

الأمم المتحدة: لا فائدة من انتظار «معجزة» لوقف التغير المناخي.. من يحمي كوكبنا من التغيرات البيئية الكارثية؟

متابعة – طريق الشعب

بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة (5 حزيران 2023) تواصل الجهات المختصة ومعنيون في مجال المناخ والبيئة لاطلاق التحذيرات الشديدة، بشأن المخاطر التي تواجه كوكب الارض، نتيجة التغيرات السريعة، التي قد تشكل كارثة بشرية ما لم يتم التعامل معها بصورة جدية.

من أجل أطفالنا ومستقبلنا

وأكدت سيليستي ساولو، المديرة الجديدة لوكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ أنها عازمة على العمل بكل قوتها من أجل مكافحة تغير المناخ وآثاره المدمرة، في اليوم التالي لانتخابها. وعبرت ساولو عن قلقها البالغ من أن بعض البلدان ما زالت غير مدركة للعواقب الوخيمة لارتفاع تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، في مقابلة أجرتها معها وكالة فرانس برس. وقالت: إن الأوان لم يفت بعد لتغيير مجرى التاريخ، ليس لدينا خطة بديلة، فهل ننتظر نهاية مأساوية أم نقاتل من أجل أطفالنا ومستقبلنا؟ سنقاتل، أنا واثقة من ذلك وسأفعل”. وأضافت أن لا فائدة من انتظار حل “معجزة” لوقف التغير المناخي وعكس اتجاهه لأننا “نحن” الحل. وانتُخبت ساولو، الخميس الفائت، في جنيف خلال اجتماع الدول الأعضاء في المنظمة بحصولها على 108 أصوات مقابل 37 صوتًا لمنافستها الصينية تشانغ وينجيان، المصنفة الثالثة حالياً في المنظمة.

وقالت إنها تعتبر هذا التأييد الواسع إشارة واضحة على “الحاجة إلى التغيير. ... إننا نواجه أزمة عالمية ضخمة ناتجة عن مزيج من تغير المناخ والافتقار إلى اتخاذ إجراءات”، وتعهدت بتعزيز التنسيق والابتكار داخل المنظمة.

وجعلت المنظمة مؤخرًا من أولوياتها ضمان تغطية جميع سكان العالم بنظم الإنذار المبكر لمخاطر الطقس بحلول نهاية عام 2027. وفي هذا الصدد، أكدت ساولو أن أولويتها القصوى هي التنفيذ على أرض الواقع.

قلق كبير

وقالت، بشكل عام، “نحن بحاجة إلى أهداف عالمية ولكن إلى إجراءات محلية” لأنه في نهاية المطاف، “التنفيذ يتعلق بالناس. والناس لديهم بيئتهم وثقافتهم واحتياجاتهم وفرصهم وأحلامهم، وعلينا أن نعمل من أجلهم”.

وأشارت إلى أن “في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والمناخ، نشعر بالقلق إزاء ما يحدث في المناطق الأقل نموًا في العالم وفي الدول الجزرية الصغيرة. المشكلة هي أنه ليس لدينا برامج محددة لتلبية احتياجاتها”.

وعبرت البروفيسورة ساولو عن أسفها لأن بعض الدول التي تتحمل مسؤولية كبيرة عن ظاهرة الاحتباس الحراري ليست “على دراية” بمسؤولياتها.

وقالت “أنا قلقة جدًا بشأن هذا. وسأبذل قصارى جهدي، داخل هذه المنظمة، لمحاولة إقناع أولئك الذين يتعين عليهم إجراء التغيير بالالتزام حقًا بذلك”.

تحذير من سيول وفيضانات

وأعلن مسؤولون يابانيون، أمس السبت، عن مقتل شخص وفقدان اثنين نتيجة أمطار غزيرة في الأرخبيل بينما دعي مئات الآلاف من السكان إلى إخلاء مناطقهم الجمعة.

ودعت السلطات اليابانية إلى توخي الحذر الشديد في مواجهة مخاطر انزلاقات للتربة وسيول وفيضان أنهار قد تنجم عن العاصفة الاستوائية ماوار التي كانت مصنفة إعصارا.

وفي وسط البلاد، عثر فريق من رجال الانقاذ على رجل ستيني في سيارة غمرتها المياه وتأكدت وفاته في وقت لاحق، كما قال مسؤول في بلدية تويوهاشي في المنطقة لوكالة فرانس برس.

السبب.. شيء في البحر

وفي تشيلي، عثر على ما لا يقل عن 3500 طائر بحري نافق منذ 26 أيار الماضي على شواطئ شمال البلاد، وفقا للسلطات التي تحقق في هذه الظاهرة.

وتبين أن الطيور النافقة من نوع الغاق بوغانفيل، التي تطلق عليها تسمية غاق غواناي في أميركا الجنوبية، وتتميز بريشها الأبيض والأسود.

وقال خورخي ماوتز مدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية، لم تتوصل تحاليل أجراها المكتب بعد إلى تحديد أسباب الظاهرة، وإن نتائج التحاليل التي صدرت الجمعة، استبعدت أن يكون النفوق ناجما عن إنفلونزا الطيور. وتوقع ماوتز أن يكون شيء ما يحدث في البحر يتسبب بنفوق هذه الطيور التي تغوص في المحيط لاصطياد فرائسها.

الأمطار لا تكفي!

وفي ذات السياق نقلت وكالة BBC عربية، عن مزارعة من تنزانيا، أن “مياه الأمطار لا تكفي الوقت الحالي لمواسم مرحلة الحصاد.

وقالت إميليا لايموند المزارعة التنزانية: لقد شاهدت بنفسها كيف يؤثر الجفاف على المحاصيل المحلية والماشية، إنه يساهم في زيادة تكلفة المعيشة، خاصة لمن يعتمدون منا على الزراعة.

المشكلة الأخرى التي تواجهها ليموند وما يقرب من 80 في المئة من السكان في المناطق النائية من تنزانيا، هي عدم توفر الكهرباء.

وبحسب التقرير فأن أحد الحلول التي قد تساعد المزارعين، هو خلايا الطاقة الشمسية الزراعية واستخدام نفس الأرض للزراعة وتوليد الطاقة النظيفة باستخدام حوامل مرتفعة للألواح الشمسية.

ويقول حمد مكوبي، الذي يعيش أيضاً في المناطق الريفية في تنزانيا: “إنها كارثة على العديد من المزارعين لأنهم لا يملكون أي كهرباء”.

حتى بالنسبة لأمثال مكوبي الذين لديهم إمكانية الحصول على الكهرباء من الشبكة الوطنية، فإن فواتير الطاقة تمثل عبئاً مالياً كبيراً.

وفقاً لتقرير صادر عن معهد بروكينغز، يمكن أن تتطلب الطرق التقليدية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، مساحة أكبر بـ 10 مرات على الأقل لكل وحدة طاقة منتجة من المحطات التي تعمل بالفحم أو بالغاز الطبيعي. وهذا يترك مساحة أقل للزراعة، وقد تجعل المزارعين يترددون في تركيبها في حقولهم.

 ********************************************

مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين قرب الحدود مع مصر

القاهرة – وكالات

أكد الجيش الإسرائيلي مقتل ثلاثة من جنوده بينهم جندية في هجوم وقع فجر أمس السبت، وتبادل لإطلاق النار على الحدود الإسرائيلية مع مصر في صحراء النقب. وأعلن الجيش المصري، أن عنصراً أمنياً مصريا قتل أثناء مطاردة مهربي مخدرات، على الحدود مع إسرائيل.

بيان الجيش المصري

وأوضح الجيش في بيان رسمي أنه “فجر السبت قام أحد عناصر الأمن المكلفة تأمين خط الحدود الدولية، بمطاردة عناصر تهريب المخدرات”. وتابع: “أثناء المطاردة اخترق فرد الأمن حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران، مما أدى إلى مقتل 3 افراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة 2 آخرين، بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران”. وتابع: “جار اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة، وكذلك اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة”.

بيان جيش الاحتلال الاسرائيلي

وكشف الجيش الإسرائيلي، السبت، في بيان تفاصيل ما حدث في عملية إطلاق النار التي قتل على إثرها 3 جنود إسرائيليين وشرطي مصري. وجاء في البيان: في ساعات الصباح الباكر وخلال نشاط لتأمين الحدود قتل جندي ومجندة من جيش الدفاع في نقطة عسكرية نتيجة تعرضهما لإطلاق نار على الحدود المصرية، وبعد ذلك وصلت قوات إضافية إلى المكان وباشرت بأعمال تمشيط في المنطقة. واضاف البيان: في ساعات الظهر رصدت القوات العسكرية خلال أعمال التمشيط المتسلل نفسه داخل الأراضي الإسرائيلية حيث اندلع تبادل لإطلاق نار تمكن خلاله الجنود والقادة من قتل المتسلل.

واكد الجيش في بيانه، ان “منفذ الهجوم هو شرطي مصري حيث يتم التحقيق في الحادث بتعاون كامل ووثيق مع الجيش المصري. وتابع، تواصل قوات جيش الدفاع أعمال التمشيط في المنطقة للتأكد من عدم وجود متسللين آخرين.

 **********************************************

ارتفاع حصيلة ضحايا تصادم قطارين في الهند

نيودلهي - وكالات

تواصلت جهود أجهزة الانقاذ لإجلاء ضحايا تصادم ثلاثة قطارات شرق الهند، ادت إلى سقوط 288 قتيلا على الأقل وفق ما أفاد سودانشو سارانغي المدير العام لأجهزة مكافحة الحرائق في ولاية أوديشا صباح أمس.

وأكد سارانغي لوكالة فرانس برس هذه الحصيلة الجديدة لأعداد القتلى، في حين أن أكثر من 850 آخرين أصيبوا أيضا بجروح جراء هذا الحادث الذي وقع مساء الجمعة، وسط مخاوف من أن يكون كثر عالقين تحت العربات.

وأظهرت لقطات بثّتها محطات محلية مقصورات محطّمة وبقع دماء على أجزاء معدنية ملتوية وعشرات الركاب ممدّدين على جوانب المسار قرب بالاسور التي تبعد نحو 200 كلم عن العاصمة الإقليمية بوبانسوار.

وقال سارانغي لفرانس برس إن عدد القتلى “آخذ في الارتفاع بسبب كثرة الإصابات الخطرة والإصابات بالرأس”.

 ********************************************

السويد.. تظاهرة ضد اردوغان بالتزامن مع تنصيبه

ستوكهولم - وكالات

سمحت السلطات السويدية بتنظيم تظاهرة مناهضة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان ولانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، اليوم الأحد، في ستوكهولم، رغم احتجاجات أنقرة، وفق ما ذكرت الشرطة لفرانس برس.

وقال المتحدث باسم شرطة العاصمة أولا أوسترلينغ في تصريح صحفي:”سنضمن أن كل شخص حاضر يوم الأحد يمكنه ممارسة حقوقه المحمية دستوريًا”، بما في ذلك حرية التعبير.

وهذه التظاهرة التي ستخرج ظهراً في وسط ستوكهولم تحت شعار “لا للناتو، لا لقوانين إردوغان في السويد”، ينظمها “التحالف المناهض للناتو” الذي يضم بشكل خاص لجنة روج آفا، وهي مجموعة تدعم المجموعات الكردية المسلحة في سوريا.

الحكومة التركية أعربت، عن استيائها من تنظيم هذه التظاهرة من قبل حركات مقربة من حزب العمال الكردستاني. ولكن، على الرغم من تصنيف حزب العمال الكردستاني على أنه “إرهابي” في السويد كما هي الحال في بقية دول الاتحاد الأوروبي، إلا أن المتعاطفين معه يمكنهم المشاركة بحرية في التجمعات.

ودعا المتحدث باسم الرئاسة التركية فخر الدين ألتون السلطات السويدية الثلاثاء إلى “منع أعضاء حزب العمال الكردستاني من التظاهر، اليوم الأحد، إذا أرادت أن تستجيب حقًا لمخاوف تركيا” بشأن مسألة العضوية في الناتو.

وأدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس السبت، اليمين الدستورية لولايته الرئاسية الثالثة، متعهدا بالعمل بدون تحيز بعد فوزه في جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية تنظم لأول مرة.

ويواجه اردوغان، تحديات فورية وكبيرة في ولايته الثالثة على وقع اقتصاد متراجع وتوترات في السياسة الخارجية مع الغرب.

 ****************************************

خسائر لتحالف يسار الوسط الحاكم.. عودة اليمين المعارض إلى الصدارة في الانتخابات المحلية الاسبانية

عادل محمد

في الانتخابات المحلية التي جرت في 28 أيار الفائت، تلقى تحالف يسار الوسط الاسباني الحاكم المكون من الحزب الاشتراكي (ديمقراطي اجتماعي) وتحالف اليسار، انتكاسة شديدة في 12 من أصل 17 منطقة حكم ذاتي وبلدية. وحقق حزب الشعب اليميني المحافظ مكاسب كبيرة في كل مناطق الحكم الذاتي وفي العديد من البلديات البالغ عددها قرابة 8100 بلدية.

وازاح حزب فوكس الفاشي تحالف “معا” اليساري، المشارك في التحالف الحاكم في الحكومة الاسبانية، من المركز الثالث، وضاعف عدد نوابه ثلاث مرات ودخل جميع برلمانات مناطق الحكم الذاتي. وفي 5 مناطق، يحتاج المحافظون التحالف مع الفاشيين ليحكموا. وهذا هو الحال أيضًا في العديد من برلمانات المدن والبلديات المحلية. وشدد زعيم الحزب الفاشي سانتياغو أباسكال بثقة على أن حزبه أصبح الآن لا غنى عنه في “النضال ضد الاشتراكية وضد الشيوعية”. وقد طالب حزب الشعب بـ “ميثاق وطني” ليحكم الحزبان شراكة في المناطق التي فاز فيها اليمين.

وبعد فرز 97 في المائة من الأصوات حصل حزب الشعب على 31,47، يليه الحزب الاشتراكي بـ 28,18 في المائة.

خسائر صعبة لقوى اليسار

تعرضت القوائم على يسار الحزب الاشتراكي: حزب بودوموس، اليسار الاسباني المتحد، الذي يمثل الحزب الشيوعي الاسباني قوته الرئيسية، وقوائم ماس مدريد، كومبروميس، والكومون، لخسائر فادحة. لقد فشلوا في صد عاصفة القوى الرجعية في مدريد وفالنسيا. وربما تمثل هذه الانتخابات نهاية الدورة التي بدأت في عام 2015 بصعود حزب بوديموس وجلبت القوى اليسارية إلى رئاسة العديد من البلديات.

خسرت عمدة برشلونة اليسارية أدا كولاو موقعها لصالح العمدة السابق وحزبه القومي، وحلت قائمتها ثالثا في برلمان المدينة.

الخسارة الأكثر ألما لليسار حدثت في منطقة فالنسيا، حيث قاد سابقًا الحكومة الإقليمية. وتمثل الهزيمة في فالنسيا انتكاسة خطيرة للتحالف اليساري الوطني الجديد „سومار”، الذي تريد بواسطته نائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة العمل الشيوعية يولاندا دياز حشد جميع القوى على يسار الاشتراكيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

تراجع رغم الإنجازات

إن هزيمة أحزاب التحالف الحاكم هي أكثر إثارة للدهشة بالنظر إلى أن الائتلاف قد حكم إسبانيا بشكل جيد: قانون عمل حد بالفعل من العمالة غير المستقرة؛ سياسة اجتماعية وإعادة توزيع سمحت للبلاد بالتمسك بموقفها خلال ازمة الوباء؛ الدفاع عن الخدمات الأساسية للرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية والتعليم العام، والتي تعرضت لهجوم شديد من قبل اليمين؛ والسياسة الأكثر تقدمية في أوروبا في مجال الحقوق والتغييرات التي تطالب بها الحركة النسوية؛ وأخيرًا، القرار الأكثر أهمية بشأن استخدام الأموال في خطة البناء والمرونة، وتخصيص حصة اسبانيا من الأموال الأوروبية نحو انتقال بيئي حقيقي.

ان خسارة أحزاب التحالف الحاكم يمكن ارجاعها إلى الصراعات بين اليمين واليسار داخل الحزب الاشتراكي، حيث طالب يمين الاشتراكيين بأنهاء التحالف مع اليسار، واقترح تشكيل حكومة “وحدة وطنية”. وكذلك الصراعات الفكرية والتنظيمية داخل قوى اليسار الرئيسية، والتي لم تكن مرتبطة بأداء الحكومة.

انتخابات عامة مبكرة

رد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على الهزيمة الانتخابية بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة في 23 تموز. وكان من المقرر إجراء الانتخابات في كانون الأول المقبل. وبهذا القرار يريد سانشيز تجاوز صدمة ناخبيه من النتائج وتجنب المتاعب لأشهر داخل حزبه وخارجه.  وكذلك الضغط على قوى اليسار على الاتفاق على قائمة واحدة، لتشكيل حكومة ائتلافية تقدمية جديدة.

المطلوب وحدة قوى اليسار

إن قرار الذهاب إلى انتخابات مبكرة أحبط استراتيجية يولاندا دياز في محاولة إعادة تجميع القوى على يسار الحزب الاشتراكي في إطار مشروع سومار. كان خطتها تشمل التفاوض خلال الصيف والبدء في ايلول بانتخابات أولية تهدف للتقارب بين القوى وتعبئة الناخبين اليساريين. تم الآن تقليص كل هذا في فترة زمنية قصيرة جدًا، أمامها الآن أسبوع واحد فقط لمحاولة تجميع طيف اليسار الواسع، الذي يضم أكثر من 15 حزبا ومنظمة.

ساعد الإخفاق الانتخابي والإعلان عن انتخابات برلمانية مبكرة الأحزاب الرئيسية على إظهار رغبتها في التوحد. أرسلت السكرتيرة العامة لبوديموس، إيون بيلارا، بعد اعلان الذهاب إلى انتخابات مبكرة رسالة إلى رئيس الوزراء: “أريد أن أخبرك أننا نعمل على إيصال الرسالة المنتظرة إلى المواطنين التقدميين، حتى يتم توحيد هذا الفضاء للفوز، وللحكم بمزيد من القوة”.

من جانبها قالت يولندا دياز: “من هذه اللحظة نعمل على الفوز في 23 تموز. وأنا أقبل التحدي”.  ولم يتضمن تصريحها دعوات للوحدة، لكن مصادر مقربة منها، قالت إن قنوات الاتصال مفتوحة بالفعل والاتصالات مستمرة.

وعلى ما يبدو، وفي تناغم واضح، نشر ألبرتو غارزون المنسق الاتحادي لليسار الاسباني المتحد تغريدة، في الوقت نفسه: “سندافع عن الإنجازات الاجتماعية لكل هذه السنوات وسنعمل على تقديم اقتراح لدولة تسمح لنا بالقيام بذلك. أوقفوا الموجة الرجعية “. وأصدرت قيادة اليسار المتحد بيانًا يحلل “النتيجة الكارثية” للانتخابات، أكد على انه بواسطة مجموع المنظمات السياسية والمجتمعية” سيكون من الممكن التوصل إلى “بديل جاد ومثير ومفهوم لبناء” دولة”. و: “إن مشاركة سومار في الانتخابات ومرشحتها يولاندا دياز هو أفضل فرصة لتقديم هذا المشروع للبلاد والفوز بالانتخابات البرلمانية”.

 ***************************************************

الصفحة السابعة

خلال ندوة قدمها في المقهى الثقافي العراقي في لندن.. د. رياض رمزي: تأثير الطقوس على وعي الجمهور

لندن - علي رفيق

كانت امسية المقهى لشهر أيار ٢٠٢٣، قد اقيمت مساء الجمعة المصادف السادس والعشرين منه، كان عنوانها “ تأثير الطقوس على وعي الجمهور “ قدمها ضيف المقهى الدكتور رياض رمزي، الذي استعرض منجزه مدير الامسية الشاعر قيس السهيلي بإيجاز قائلا : “ د. رمزي كاتب وباحث عراقي له مؤلفات عديدة منها “الدكتاتور فنانا “ وكتاب اخر بعنوان “الاقتصاد السياسي للطقوس الدينية الحسينية “ وكتاب ثالث هو “ الدكتاتور بطلا” ، وله رواية عنوانها “ التيس الذي انتظر طويلا” اضافة إلى استمراره في نشر مقالات عديدة معظمها في “الحوار المتمدن “ تناول في الكثير منها مسائل وقضايا الاسلام السياسي “.

اما عن امسية اليوم قال الشاعر السهيلي ان د.رياض سيتحدث فيها عن تأثير الطقوس الدينية على الوعي الفردي الذي يرتبط بالانثربولوجيا وعلم الاجتماع والفلسفة وتاريخ الاديان، واشار إلى ان اهم ما سيركز عليه الضيف هو الطقوس الدينية المجردة من بعدها القدسي بل كظاهرة اجتماعية ، وذكر ان له كتابا كرسه لهذا الموضوع سيصدر قريبا .

ابتدأ ضيف الامسية بطرح مقتطفات توضح ما سياتي عليه في محاضرته فكان المقتبس الاول للفيلسوف الالماني الشهير عمانوئيل كانت: “ لتكن لديك الشجاعة لاستخدام عقلك “ وقال ان هذا القول اتخذ شعارا لعصر التنوير.. اما المقتطف الثاني فكان لكارل فون كلاوزويتر مؤلف كتاب (فن الحرب):” ان الشعوب المتخلفة محكومة بعواطفها اما الشعوب المتحضرة او المتقدمة فهي محكومة بعقولها”.. ثم أتى على المقتطف الثالث وكان للكاتب الروسي ميخائيل باختين الذي قال:” ان الاحتفالات الدينية هدفها تكريس النظام القائم، ففي الاوقات التي تسود فيها الازمات، تنتشر الاحتفالات الدينية” اما المقتطف الرابع فهو للكاتب والروائي الفرنسي اونوريه دي بلزاك:” زمن عمَّ فيه الفجور.. فالكثير من اعضاء المجاميع الدينية يجلسون او يضطجعون بين العاهرات وفي الصباح يطلبون من البسطاء التزام العفة “المقتطف الخامس لكاتب تونسي مميز اسمه فتحي المسكيني حيث قال:” غالبية من الجمهور ترى ان الاحتفالات الدينية خطرها أكبر من خطر تناول المخدرات”.

ثم انتقل الدكتور رمزي إلى استهلال موضوعته بتساؤله:” هل يمكن العيش في المستقبل والحاضر اعتمادا على حدث عتيق ؟!” ويجيب:” طبعا لا.. فالطقوس انتجت عزوفا في التفكير لدى الافراد، وهم في الحقيقة الغالبية منهم جمهور امي فلاحي شبه متعلم، لم يتمكنوا من مجابهة الفساد بسبب قصور معرفي وانشغال بالطقوس.

وقال ان الاسلام السياسي قام برشوة الجماهير عن طريق عطل وتعطيل وتسيب وتوزيع الطعام في السرادقات لجذب الجمهور، اي ادت هذه النشاطات إلى انصراف الجمهور عن الدرس الحسيني وعدم جعله يخضع لمعطيات تاريخية بل تحول إلى صورة لديه.. وهنا استشهد د. رمزي بما قاله هيغل الفيلسوف الالماني الشهير:” ان العصور القديمة او الوسطى، انتقلت إلى العصر الحديث نتيجة لوجود قلق ذهني لدى المفكرين الذين حفزتهم المؤسسات والجامعات عندما انتجت فكرا جديدا “.

ثم طرح الضيف محاولته في تعريف الطقوس كما يراها وقال ان هذا ما توصل اليه شخصيا من خلال دراسته على ان:” الطقوس تشمل الشعائر الدينية (السبايات، التشابيه، الزيارات.. الخ) وكلها ممارسات بعيدة عن التعبد الديني، لا علاقة لها بالتعبد الديني، بل هي فعل كرنفالي بهيج يجلب ترويحا للنفس المتأزمة، بعيدا عن الفكر التنويري، لا يوجد فكر تنويري في الطقوس، بل هي طريقة تقوم بتسخير الجمهور لإبعاده عن مشاكل فعلية لجلب منافع لسدنة الطائفة “.

واضاف الضيف ان الدولة قامت مؤخرا بتوظيف افراد لا علاقة لهم بالأداء الاقتصادي.. واشار إلى ان ما يحدث في الطقوس هو اختطاف لشخصية (الحسين) هذه الشخصية العظيمة اذ مثلا في فترة انتشار جائحة الكورونا حث البعض على رفض اللقاح زاعمين انهم في بلد موجود فيه الحسين الذي اجترح الكثير من المعجزات هل يعجز عن امكانية طرده الكورونا؟!  وهذه الحالة حولت صمت الحسين عند استشهاده إلى صخب بعد عدة قرون.

وذكر ان الطقوس تحوي على كلمات أطلق عليها تسمية (كلمات مفتاحية) كثيرا ما يجري ترديدها وتكرارها بدافع اثارة الحنين والعواطف والشجون كأشعار النواح التي ينظمها شعراء موهوبون، يرسخ هؤلاء فكرة ان كل ايمان فكري له ايقاع يناسبه كالصوفية مثلا لها ايقاعها التأملي، والطقوس لها ايقاع يناسبها يدفع الشخص إلى الحزن.. وتلك (الردات) تغمر المرء بالسردية الاسطورية لأحداث ماضية واعجازها وتتيح له نسج بطولات خيالية. .. فالشخص هنا الذي يعيش القهر الاجتماعي والظلم وشظف العيش لا يتعامل مع واقعه الصعب وانما يلجا إلى الاسطورة، والاتكال على اشخاص لابد وانهم سينقذوه مما هو فيه. وبذا تم التوصل إلى فكرة (الشفاعة) عن طريق التزكية من المراجع للحصول على النعم والبركات.. وذلك عن طريق الترغيب والترهيب.. بمعنى أنك إذا اتيت معنا ستحصل على ميزات لكنك إذا لم تأت ستمنع البركات عنك.

وقال ان الطقوس نفسها هي كرنفالية تصور النازلة الكبرى مشحونة ببطولات لحنية فعند المشاركة بها تأسرك القدرات التعبيرية لها، فهذه السردية لا تسمح بإدخال افكار جديدة بها او تفكيكها.. في الغرب ابتكروا الحالة التأويلية حيث القاريء للنص يمتلك المقدرة في تأويل النص وفق الكثير من التأويلات الفلسفية الاخرى. الطقوس تشبه البيعة، وهنا أكد المحاضر قائلا:” انا ازعم ان سدنة الطائفة عن طريق شبك الجمهور عاطفيا، تمكنوا من ربط الجمهور وجعلوا الطقوس اشبه ما تكون بمثابة اسمنت في ربط الجمهور بالطائفة “.

واستخلص المحاضر ان الفكر الحر ما ان يدخل هنا حتى ينتهي اللجوء إلى الاسطورة والخيال واستاذية الخطباء الذين يبتدعون ما هو غير تاريخي وتفخيم احداث لم تحدث اصلا، وكثيرا ما تلتزم المؤسسات الدينية الصمت ازاء طروحات اولئك الخطباء او تركهم دون تعليق لطروحاتهم واضاف مستدركا إلى ان:” بعض رجال الدين يتصدون احيانا لها، لكن هذا لم يرتق إلى تنظيم او حث لتصحيح العقيدة وهذا ما احاول من هذه المحاضرة التنبيه اليه بهدف ادخال التفكير الحر والمسؤول وهي طريقة لجعل اساتذة وخطباء المنابر ان يكفوا.. ويقال لهم ان ما تفعلوه خطا وعلينا تصحيح ذلك.. نحن ندعو إلى تحسين الاسلوب الديني لرفع الحسين (مثلا) من شخصية اسطورية إلى ثائرة فهو الذي قال :( لا افر فرار العبيد ولا اعطيكم ما بيدي عطاء الذليل) هذا كلام كبير جدا قاله قبل أكثر من ألف سنة، يعني على الطقوس ان تخرج من الرداء الديني إلى الرداء الفلسفي والتاريخي “. واضاف:” انني لست بصدد الاجابة عن اي سؤال لأنه لا يمكنني.. وهناك كلام لطيف إلى ابن خلدون لا يمكن الاجابة في الربانيات لأنه معانيها متداولة لدى العامة، فانا لا اتمكن الان من الاجابة في هذا المجال، لكني اعتقد ان النقاش الحر من الممكن ان يساهم في تعميق الوعي، ومن الضروري الاستمرار في تبادل الراي “.

حظيت الامسية بمداخلات من الحضور فكانت البداية للكاتب عبد المنعم الاعسم ومن بين ملاحظاته: “ تفكيك المقدس هو ليس بدعة من رياض رمزي فهو عريق بالتاريخ، حتى النبي محمد اول معركة خاضها كانت ضد المقدس الوثني.. وهذا صار من اساسيات تفكير الانسان ولدينا من اخوان الصفا ومن العلماء المتنورين اسماء كثيرة تصدوا للمقدس.. اعتقد ان المحاضرة التي قدمها رياض وان كانت سريعة وقصيرة لكنها كانت جيدة وتستحق التأمل “.

اعقبته الروائية فيحاء السامرائي بملاحظاتها:” اقتصرت المحاضرة على الطقس الحسيني في حين ان الاعلان عنها يوحي انها ستتناول الطقوس بشكل عام.. فبالإضافة للطقوس الشيعية هناك الطقوس السنية كالدروشة وهكذا في المذاهب والاديان الاخرى كانت بعض الطقوس كرنفالية يجري الاحتفال بها كأنها اعراس او مناسبات اجتماعية.. لكن السياسة والطائفية هي التي عملت مؤخرا على ابتداع طقوس تعمق جهل الناس.. ان الطقوس بشكل عام مورست منذ القدم منذ السومريين..  في اوربا مثلا عندما انفصلت الكنيسة عن السياسة تحولت تلك الطقوس إلى احتفالات مرحة يبتهج فيها الناس “.

وساهم الاستاذ علاء الدين الناصري بمداخلة قال فيها:” كنت اتوقع ان تكون المحاضرة عن نشأة الطقوس بشكل عام وذكر مختلف الطقوس عند الملل والشعوب المختلفة، ففي كل بلد هناك طقوس معينة موجودة وموروثة”. واضاف ان الطقوس ترتبط عادة بالشعبوية وتكون عند عامة الناس البعيدة عن الوعي وفي جميع المجتمعات بغض النظر ان كانت دينية او غير دينية واكد ان الطقوس إذا كانت واعية فتفقد محتواها. أكد المحاضر اتفاقه مع ملاحظات السيد علاء وقال انه يتمنى عليه ان يقرا كتابه الذي سيصدر وسيجد توسعا في تناول الطقوس الذي غاب عن المحاضرة لقصر الوقت وما طرحه هذا المساء هو جزء يسير من كتابه.. اما الاستاذ صباح يعقوب فقال ان المحاضرة تضمنت فيضا من المعلومات لكنه يختلف مع المحاضر وذلك لاقتصار محاضرته على:” الجانب الديني وأهمل الجانب التاريخي.. فكثير مما تتناوله الطقوس ليس لها وجود في التاريخ وليس من اثار تدل عليها.. ان بعض الطقوس جرى تأليفها بعد مئات السنوات لأحداث قد لا يكون وجود لها اصلا او حرفت عن حقيقتها “.. واضاف: “ هذه الممارسات ينبغي ان تغير.. فقد بدأت تتركز منذ عشرين عاما بتعمد وهناك توجيه واضح من الاسلام السياسي بتعميقها، فطقوس النواح واللطم وغيرها سبق وان كانت موجودة لكنها تعززت بشكل مفتعل ومبالغا فيه.. ان الاحزاب السياسية تعتمد بالأساس في بقائها على هذه الممارسات، انهم يعيشون عليها “.

اما الاستاذ عادل خصباك فقد تناول المسالة من زاوية وجود هذه الطقوس في الموروث التاريخي ففي العراق موجودة من سومر وقال ان أحد الفرنسيين ترجم الالواح الطينية التي بينت كيف أصبح النواح فنا في العراق عندما يتوفى شخص ما.. وهناك مسألة أخرى حين عمل المبشرون على نشر الدين المسيحي في افريقيا استخدموا في ذلك التكيف مع الطقوس المحلية وهذا ما يحدث في العراق تستخدم هذه الطقوس لمن لهم مصالح فيها ولهذا مثلا يجري حجب دروس واقعة الطف لأنها تتعارض مع تلك المصالح وهنا ينبغي التوقف.

وكانت مداخلة الاستاذ غانم سلطان تتركز في اشارته إلى ان:” الاخ رياض دمج في محاضرته بين المرجعية والاحزاب الاسلامية.. فهما شيئان مختلفان على الرغم من انهما من جنس واحد.. المرجعية لا تبحث عن دور سياسي فهي لها دور اجتماعي والاحزاب الاسلامية هي تجربة سياسية بحتة.. فقط احببت لفت النظر انه من غير الصحيح الدمج بينهما “.

وكانت المداخلة الاخيرة للشاعر عدنان الصائغ حيث أكد ان:” الطقوس على مر التاريخ كما اشار جيمس جورج فريزر في كتابه “ الغصن الذهبي “ ان الطقوس موجودة لكن عندنا حدث انزياح قصة الطف مثلا على مستويين الاول شعبي والثاني ديني.. هذا الانزياح ابعد القصة عن جذورها التاريخية وبنفس الوقت وضع غلافا بين رؤية المجتمع وبين الحدث نفسه وبالتالي هذا الانزياح إثر على عقلية الناس فبدا الغرق بالأوهام والاباطيل.. فهنا تحول الطقس من عمل احتفالي - كرنفالي،

كما في كل العالم لكن عندنا حدث العكس وبدا يأخذ ويجذب معه الكثير من العادات التي لم يعد يتحملها العصر ولا العقل،

وبالتالي تحول طقسنا إلى مسار أصبح من الصعب الان ايقافه لأنه يتطور باستمرار بالمزيد من الانزياح نحو الهاوية في معناه البعيد عن التاريخ وعن الدين “. 

******************************************** 

التغيرات المناخية في العراق واقع قائم ولا مبالغة فيه

د. كاظم المقدادي

اطلعت قبل أيام في موقع رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة (AIA) على الواتساب، على وقائع الندوة التي أقامها (بيت الخبرة العراقي) في 18 اَيار/ مايو الجاري، على برنامج الزووم، بعنوان:” إنشودة العطش.. ظمأ الفراتين وتحديات المستقبل”. شخصياً أثمن عقد الندوات التي من شأنها الإسهام توعوياً وتنويرياً في دراسة المشكلة وتشجيع المناقشة والحوار الهادف.. في وقائع الندوة المذكورة لفت إنتباهي المقدمة الطويلة العريضة لمدير إدارة الندوة، التي تجاوز فيها مهمته (الترحيب بالحضور والتعريف بمحاور الندوة وبالمساهمين فيها، بنبذة مختصرة عن كل واحد قبل إعطائه الكلمة، ومن ثم إدارة عملية النقاش)، آخذاً راحته تماماً في الكلام، غير مراع للوقت، متناولا العديد من القضايا، ومنها ما ليس له علاقة بعنوان الندوة، مما جعلني أعزف عن متابعة مساهمات الأساتذة الآخرين.

في مقدمته الطويلة، أراد مدير إدارة الندوة ان يوصل رأي سديد وهو ان ظمأ الفراتين في العراق لا علاقة له بالتغيرات المناخية، وإنما سببه السياسات المائية لدول الجوار. لكنه فشل، بخروجه عن الموضوع، وتكراره: “ لا تغيرات مناخية في العراق” و” العراق لا يعاني من التغيرات المناخية” و” العراق أقل الدول تضرراً من التغيرات المناخية” و “ هناك مبالغة” و “ لا صحة لغير ذلك”، الخ. وهو ما دفعني لكتابة هذا الرد.  

الغريب ان ينفي الدكتور وجود تغيرات مناخية في العراق، وهو الذي كان يشغل منصب مدير عام هيئة الأنواء الجوية العراقية، وعدا هذا كان مديراً لـ” شبكة المعلومات الدولية (الأنترنيت) في العراق”، أي أنه كان من المعنيين بالمناخ وتغيراته.

ولا أدري إذا كان نفيه له علاقة بمؤتمر الأطراف “COP 28 “  الذي سينعقد في دبي في تشرين الثاني / نوفمبر القادم، والذي من أبرز القضايا المطروحة عليه الضغط على الدول المتقدمة لتنفيذ تعهدها بضخ 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة الدول النامية في مجابهة التغيرات المناخية وتداعياتها، وسط تحذير من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النرويجي، في 22 اَيار الجاري، من أن البلدان التي تشهد نزاعات في الشرق الأوسط هي من بين الأكثر عرضة للتأثر بتغيُّرات المناخ، لكنّها تبقى مستبعدة تقريباً من أي تمويل متعلق بمكافحة هذه الظاهرة. وركز تقريرهما المشترك على العراق وسورية واليمن. وطالبتا بمساعدة إضافية لها، منبهتين الى إن اَثار تغيُّر المناخ والنزاعات المسلحة باتت تفاقم المشاكل الإنسانية في المنطقة..

فربما أراد الدكتور بنفيه ان يقول ان العراق “لا يحتاج” لأي مساعدة دولية!! وإذا صح ذلك، فلماذا دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني الدول الصديقة ومنظمات الامم المتحدة لدعم العراق في مواجهة آثار التغيرات المناخية، خلال كلمته في مؤتمر المناخ، الذي عُقد في البصرة في اَذار/ مارس 2023؟

ان التغيرات المناخية في العراق هي واقع قائم، شاء أم أبى من ينفيها، ممن لم يعش تداعياتها، ولم يتابع أبرز مطاهرها، كالإرتفاع الشديد لدرجات الحرارة، بحيث أصبح العراق من أسخن مناطق العالم صيفاً، وشحة هطول الأمطار، والجفاف، والتصحر، والعواصف الغبارية المتكررة والطويلة، وبذلك يثبت بأنه غير ملم بتداعياتها البيئية والصحية والأقتصادية والإجتماعية والأمنية.

لن أرهق القارئ الكريم بذكر الأبحاث والدراسات، العراقية والأجنبية، المؤكدة للتغيرات المناخية في العراق، ولا للمقالات والتقارير العلمية، ولا التحقيقات الإستقصائية، التي سلطت الضوء على الواقع والتحديات.. لضيق المجال سأكتفي بذكر بعض الحقائق حسب تسلسلها، متسائلآ:

لو “ لم تكن” التغيرات المناخية موجودة في العراق، فلماذا حددت وزارة البيئة العراقية في تقريرها عن (حالة البيئة في العراق لعام 2015) مؤشرات التغير المناخي في البلاد، وهي: ارتفاع معدلات درجات الحرارة، قلة التساقط المطري، ازدياد شدة هبوب العواصف الغبارية ونقصان المساحات الخضراء؟

ولماذا أصدرت وزارة البيئة العراقية مع برنامج الأمم اامتحدة الإنمائي وثيقة “ المساهمات المحددة وطنياً للعراق بشأن تغير المناخ “، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وذُيل عنوانها :”العراق يقدم هذه الوثيقة وفقاً لمتطلبات الإتفاقية الأطارية الدولية لتغير المناخ ولإتفاقية باريس المشرع تحت مظلتها “، وجاء فيها: “لقد كان تأثير التغيرات المناخية واضحاً على العراق في التناقص الكبير للموارد المائية فيه وإرتفاع متزايد في معدلات درجات الحرارة بما يفوق المعدلات العالمية”؟

وهل ان تقرير “مجموعة عمل الخبراء حول المخاطر الأمنية المتعلقة بالمناخ”(EWGCC-rSR)، المؤلفة من أكاديميين مختصين، بضمنهم أعضاء من “معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام” (SIPRI)، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، “ كذب” عندما قال: “ان التغير المناخي في العراق أدى لموجات حر مطولة، وهطول أمطار غير منتظم، ودرجات حرارة أعلى من المتوسط، وزيادة شدة الكوارث”؟

وهل “كذبت” الأمم المتحدة   في تقريرها الصادر في كانون الأول/ ديسمبر 2020، الذي جاء فيه: “ العراق يدخل في خانة أكثر الدول تأثراً بالتغيرات المناخية، وهو بحاجة لإجراءات عاجلة لحماية البيئة”؟

وهل ان “المجلس النرويجي للاجئين” ((NRC” كذب” عندما أعلن في تقريره في 27/8/2021:”العراق هو خامس دولة معرضة للتأثر بالتغيرات المناخية في العالم، وأصبحت درجات الحرارة العالية جدا حقيقة ملحوظة في جميع أنحاء البلاد، والجفاف أكثر تواتراً والعواصف الترابية أكثر حدة، ويؤثر التصحر على 39بالمائة من أراضي العراق”؟

وهل “ كذبت” منظمة الـ UNICEF عندما قالت بان” العراق يشهد حاليا مواسم جفاف حادة بفعل التغيرات المناخية، تصنف بالأكثر جفافا على مدى الاربعين عاما الاخيرة، وذلك لندرة موسم الامطار في عام 2020 - 2021، ما تسبب بتناقص حاد في تدفق المياه لنهري دجلة والفرات، بلغت نسبته   29   بالمائة و73 بالمائة على التوالي”؟

وهل “كذبت” رئاسة الجمهورية العراقية عندما قالت في “مشروع إنعاش بلاد الرافدين لمواجهة التغيّر المناخي في العراق”، الذي قدمته في تشرين الأول/ أكتوبر 2021: “ ان آثار تغير المناخ سيتفاقم في حالة عدم وجود إجراءات عاجلة، وستكون التكاليف البشرية المحتملة لهذه التغيّرات كبيرة. فقد تضرر بالفعل حتى الان من الجفاف والنزوح 7 ملايين عراقياً”؟

وهل “كذب” التقرير الدولي الصادر عن “المجلس الاستخباري الوطني الأميركي”، في 2/12/ 2021، عندما حدد اسماء 11 دولة حول العالم من بينها العراق ستكون عرضة لعدم استقرار جيوسياسي لاسباب متعلقة بالتغير المناخي الذي سيتفاقم أكثر بعد العام 2030 وما يخلفه من مشاكل بنقص موارد المياه وتأثير ذلك على الأمن الغذائي والمائي وما قد يرافقه من افتقار لموارد مالية ولحسن إدارة للتكيف مع آثار هذا التغير مما يستدعي مساعدات إنسانية.

وأضاف بان تزايد وتكرار موجات الحر الشديدة سيقللان من انتاج الايدي العاملة، وسيزيدان من تكرار وزيادة الحرائق البرية، وتقويض الصحة البشرية، مما يزيد من فقدان الأرواح؟

وهل “كذب” “مرصد مؤشر التغير المناخي الدولي”((CCKPومؤسسات مرتبطة بالبنك الدولي، معنية بجمع معلومات عن تغير المناخ، عندما أعلنت:” من المتوقع ان يسجل العراق ارتفاعا بمعدلات درجات الحرارة بنسبة 2 درجة مئوية، وتراجع آخر بمعدلات هطول الامطار بنسبة 9بالمائة.

وبحلول العام 2050.سيكون وقع ذلك أكثر صعوبة على شرائح مجتمعية متضررة تعتمد أساسا في معيشتها على الزراعة وتربية المواشي وصيد الأسماك”؟

وهل “ كذبت” الأمم المتحدة في تقريرها المفصل في كانون الأول/ ديسمبر 2021، الذي حذر من مخاطر جسيمة تهدد العراق، نتيجة للتغير المناخي والتحديات التي بات يفرضها على الأرض والإنسان، مبينة تقديراتها لمدى خطورة الوضع والاقتراحات التي يفترض أن يتم الأخذ بها للحد من الإضرار بمعيشة الناس والبيئة؟

أو عندما كررت في حزيران/ يونيو 2022، في اليوم العالمي لمكافحة الجفاف والتصحر، بان “العراق يعتبر من بين الدول الخمس الأولى الأكثر تضرراً من التغييرات المناخية”.

وقدرت إحصاءاتها بأنه “ يفقد نحو 100 ألف دونم من الأراضي الصالحة للزراعة سنويا، نتيجة للتغير المناخي الذي حدث عالميا والعراق ضمنه، وللاستخدام الجائر للتربة جراء الزراعة المتكررة ونظام الري الذي يسبب تملح التربة”، ودعت “ إلى العمل الجاد واتخاذ الإجراءات لدعمه في إدارة موارد المياه والتكيف مع التغييرات المناخية”.

وقالت في بيانها المشترك إنه “ في الوقت الذي يواجه العراق تحديات متعددة ومتفاقمة ناجمة عن التغييرات المناخية، بما في ذلك موجات الحر الطويلة، وانخفاض معدل هطول الأمطار، ونقص وفقدان الأراضي الخصبة، وملوحة التربة، وعدم كفاية الاستثمارات في البنية التحتية، ونقص المياه العابرة للحدود، وانتشار العواصف الترابية، فان الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في العراق تقوم بإحياء اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، مع دعوة للعمل والى اتخاذ اجراءات لحماية البلد من الآثار المدمرة”؟

أو عندما حذر تقريرها في أواخر تموز/ يوليو 2022:” مع تقدم الاحترار العالمي وتزايده، وتحولات المناخ الذي يعد العراق أحد أكبر المتأثرين به عالميًا، ينتظر العراق مستقبل مخيف بهذا الشأن، حيث سترتفع درجات الحرارة، ونسبة الوفيات المرتبطة بالحرارة أضعاف ما هي عليه”؟

الكاذب من ينكر هذه الحقائق، والأعمى من لا يرى الواقع القائم!

 *******************************************************

الصفحة الثامنة

من اجل تغيير ثوري.. 50 عاما من النضال في مواجهة الدكتاتوريات في الفلبين

رشيد غويلب

تسعى هذه المساهمة التعريف بجانب مهم من نضال قوى اليسار في الفلبين الذي يلعب الشيوعيون دورا محوريا فيه. ومن المعروف أن وسائل الاعلام المهيمنة عالميا واقليما تدفع بالأوضاع الملتهبة في عدد من البلدان إلى زاوية النسيان، إذا كان ما يحدث، لا يشكل جزءا من أولوياتها واهتمامات مراكز القرار الرأسمالية. ولقد تلمسنا هذه الحقيقة في العراق، وفي مناسبات عدة.

تقع الفلبين في جنوب شرق آسيا، غرب المحيط الهادي. ونظامها السياسي جمهوري دستوري شكلا، لكن نظامها السياسي يتميز بهيمنة عوائل وسلالات سياسية على الحياة السياسية والاقتصادية. ويشغل أبناء هذه السلالات 70 في المائة على الأقل من المقاعد البرلمانية.  والبلاد عبارة عن أرخبيل مكون من7,641 جزيرة. يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة منهم أكثر من 11 مليون يعيشون في المهجر، ومجتمعها متنوع عرقيا وثقافيا.

قتل الشيوعيين

الحزب الشيوعي الذي ترد الإشارة إليه، أعيد تأسيسه عام 1968، او ينحدر من تيارات ماوية سابقة، وهو القوى الرئيسية في الجبهة الديمقراطية الوطنية، التي تقود منذ 50 عاما الكفاح المسلح ضد الدكتاتوريات وضد الاقطاع المهمين في البلاد. وهناك أيضا الحزب “الشيوعي الفلبيني 1930”، الذي تأسس في 7 تشرين الثاني 1930، وهو مستمر في الوجود، لكن تأثيره السياسي غير منظور. ويجري الحاق سنة التأسيس بالاسم للتفريق بين التنظيمين. في 20 نيسان الفائت، تم الإعلان عن تعرض عشرة أعضاء من “الجبهة الديمقراطية الوطنية الفلبينية”، للتعذيب حتى الموت، على أيدي القوات الحكومية. وقال جهاز الأمن: “نرحب بتأكيد الحزب الشيوعي الفلبيني، والجبهة الديمقراطية الوطنية وجناحها العسكري وفاة كبار القادة الإرهابيين بينيتو تيامزون وويلما أوستريا تيامزون في آب 2022. كان بينيتو تيامزون رئيسًا للجنة التنفيذية لحزب الشيوعي الفلبيني. وكانت ويلما تيامزون السكرتيرة العامة للحزب. جاء ذلك في بيان للمدير العام لمجلس الأمن القومي ومستشار الأمن القومي إدواردو م. آنيو، وزعته وكالة الأنباء الفلبينية في 20 نيسان. وبعد نشر البيان عبر نشطاء في مجال حقوق الانسان عن غضبهم الشديد من ممارسات السلطة المستبدة. وكانت الجريدة المركزية للشيوعي الفلبيني، قد أعلنت في عدد خاص، في 21 آب، عن استشهاد القياديين الشيوعيين ورفاقهما. وقالت الجريدة، ان المغدورين كانوا يستقلون سيارتين، ولا يحملون اسلحة في مدينة كاتبالوغان بجزيرة سمر الشرقية ظهر يوم 21 آب، عندما اعترضتهم قوات حكومية طريقهم واعتقلتهم. وأفاد شهود عيان أن وجوه المعتقلين وأجسادهم تعرضت للكسر والضرب بآلات صلبة. ثم وضعت جثث الضحايا على متن زورق بخاري مليء بالمتفجرات في 22 آب، كان في طريقه إلى جزيرة تارانغنان قبل أن يتم تفجيره في منتصف الطريق.

وقال آنيو، الذي كان أيضًا رئيس أركان القوات المسلحة، “مع وفاة مؤسس الحزب الشيوعي الفليبيني خوسيه ماريا سيسون في كانون الأول الفائت، أصبحت الجماعة الإرهابية الشيوعية الآن مقطوعة الرأس وتفتقر إلى قيادة وطنية واضحة”.

الجبهة الديمقراطية الوطنية

عندما أعلن الدكتاتور الأسبق فرديناند ماركوس الأب الأحكام العرفية في جميع أنحاء الفلبين في 21 ايلول 1972، برر ذلك، ضمن حجج أخرى، بمواجهة خطر “التخريب الشيوعي”. كان المقصود جيش الشعب الجديد، الذي ظهر في نهاية اذار 1969 بمبادرة من الحزب الشيوعي الفلبيني، الذي كان اعيد تأسيسه قبل ذلك بثلاثة أشهر فقط. ومن أجل تعزيز مقاومة نظام الأحكام العرفية، أسست المنظمتان في 24 أنيسان 1973، الجبهة الديمقراطية الوطنية الفلبينية، التي أعلنت ان هدفها النهائي هو إنشاء جمهورية ديمقراطية شعبية عبر “نضال طويل الأمد ضد الإمبريالية والإقطاع والفاشية”.

والجبهة الديمقراطية الوطنية للفلبين هي تحالف يضم حاليًا 18 منظمة تم تشكيلها اثناء العمل السري. وهذه منظمات تمثل الشبيبة والنساء والعمال والمزارعين والصيادين والفنانين والعاملين في المجال الثقافي والمهن الطبية وغيرها. ولا يزال الحزب الشيوعي يحدد توجهاتها السياسية والفكرية حتى الآن. ومن بين المنظمات الأعضاء الأوائل أيضا الشبيبة الوطنية، والمسيحيون من أجل التحرير الوطني، والمنظمة النسائية الثورية (“الحركة المحررة للمرأة الجديدة. لقد كانت الجبهة الوطنية القوة الرئيسية في المقاومة (المسلحة) ضد نظام فرديناند ماركوس الأب (1966-1986). وبعد سقوطه في أواخر شباط 1986، تم نقل ماركوس وعائلته والمقربين منه إلى من قبل القوات الجوية الأمريكية إلى هاواي، حيث توفي بعد ثلاث سنوات. في تشرين الثاني 1977، نشرت الجبهة برنامجها المكون من عشر نقاط، ثم اضافت له نقطتين. والهدف النهائي هو إنشاء جمهورية الفلبين الديمقراطية الشعبية، اعتمادا على رؤية ماو تسي تونغ، في الحرب طويلة الأمد، التي تنطلق من الريف وتحاصر المدن ثم تستولي عليها. تشمل الأهداف الدنيا، التي يجري متابعتها وتنفيذها بالفعل في العديد من الأماكن في المناطق النائية: تخفيض ضرائب الحصاد المفروضة من قبل كبار ملاك الأراضي، إلغاء أو تخفيض أسعار فوائد الربا، وتوفير الخدمات الصحية الأساسية لسكان الريف، وتنظيم منظمات جماعية، لمقاومة الميلشيات اليمينية المسلحة.

حتى سقوط ديكتاتورية ماركوس الأب، اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) جيش الشعب الجديد، الذي كان يضم قرابة 30 ألف مقاتل حينها، أكثر حركة كفاح مسلح نموًا في العالم. وعلى الرغم من هذه النجاحات، أو ربما بسببها، فقد تعززت النزعة العسكرية لدى قيادة الحزب الشيوعي الفلبيني السابقة، التي القت مسؤولية الانتكاسات المؤقتة على “العملاء المندسين”. لقد لقي أكثر من ألف رفيق حتفهم في عمليات “التطهير الحزبي “، ومثل ذلك أحلك فصل في تاريخ الحزب. ومنذ عام 1992 / 1993 بدأت حركة تصحيحية داخل الحزب، انشقت على إثرها الحركة الثورية إلى معسكرين متصارعين، أحدهما تمسك بخيار الكفاح المسلح، والأخر رفض هذا المفهوم باعتباره من مخلفات الماضي، وترك أنصاره صفوف الحزب بأعداد كبيرة، متجهين إلى العمل البرلماني، وانخرطوا في صفوف المنظمات غير الحكومية. منذ أواخر السبعينات، افتتحت الجبهة مكتب العلاقات الدولية في مدينة أوتريخت بهولندا، حيث يتواجد تجمع من لاجئي اليسار الفلبيني. وكان ما يسمى بمجلس مكافحة الإرهاب التابع للحكومة الفلبينية، الذي يديره ضباط جيش وشرطة مخضرمون، قد اعتبر في صيف 2021، قادة الجبهة واعضاءها ومؤيديها إرهابيين.

سقوط ماركوس الأب

باستثناء فيتنام ولاوس وكمبوديا، اختفت الأحزاب الشيوعية التي كانت قوية في جنوب شرق اسيا، كإندونيسيا وماليزيا وتايلاند، أو تم تحجيمها. لا تزال الفلبين الدولة الوحيدة في المنطقة التي يتحدى فيها، الشيوعيون الحكومة المركزية منذ أكثر من نصف قرن. يغذي هذا التحدي، أوضاعا اجتماعية صارخة وفقر متفش وبؤس اقتصادي بالإضافة إلى المصالح المستمرة لأصحاب الإقطاعيات الكبيرة، الذين طالما هيمنوا على السلطة بواسطة شبكة من السلالات السياسية العائلية المؤثرة، والتي في سبيل الحفاظ على سلطتها، تحتفظ بعلاقة متينة مع القوة الاستعمارية السابقة الولايات المتحدة الأمريكية (1898-1946). بعد سقوط ديكتاتورية ماركوس الأب، على إثر انتفاضة شعبية، في نهاية شباط 1986، جرت الجولة الأولى من المفاوضات بين مانيلا وقيادة الجبهة الديمقراطية الوطنية في عهد رئيسة الجمهورية الجديدة كورازون سي أكينو.

 وبعد ان شهدت المفاوضات صعودا وهبوطا وانقطاعات قصيرة، ألقى خلالها الطرفان باللوم على بعضهما البعض، وبحلول عام 1998 عقدت الاجتماعات بشكل رئيسي في هولندا وتم التوقيع على اتفاقيتين تاريخيتين: الاتفاقية المشتركة بشأن ضمانات الأمن والحصانة والاتفاقية الشاملة حول حقوق الإنسان والقانون الدولي. ومنذ ربيع 2004، تجري مفاوضات مستمرة برعاية وزارة الخارجية النرويجية، في أوسلو. وتم الاتفاق فيها، على صياغة اتفاق شامل حول الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ومعالجة قضية الإصلاحات السياسية والدستورية. انهارت المفاوضات الواعدة عندما استجابت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى لضغط حكومة جلوريا ماكاباجال أرويو (2001-2010)، ووصفت كل من الحزب الشيوعي والجيش الشعبي الجديد وخوسيه ماريا سيسون، الرئيس المؤسس للحزب. وكبير المستشارين السياسيين للجبهة الديمقراطية الوطنية، بـ “إرهابيين ً”. توفي سيسون يوم 16 كانون الأول الفائت عن عمر يناهز 83 عامًا في مدينة أوتريخت بهولندا.

وعندما تولى الدكتاتور السابق رودريغو دوتيرتي منصبه في صيف عام 2016، بدا أن كل شيء فجأة وكأنه يتحول نحو الأفضل. تحدث دوتيرتي باعتباره “أول رئيس اشتراكي” لجمهورية الجزيرة، عن دفن الأحقاد أخيرًا مع الجبهة الديمقراطية الوطنية، وان مؤسس الحزب الشيوعي سيسون معلما للسياسة في مانيلا. وبقدر ما كانت الجولة الأولى من المفاوضات في أوسلو في آب 2016 مفعمة بالبهجة، توقفت المحادثات بشكل مفاجئ في الربيع التالي. ألغت الحكومة الجولة الخامسة من المفاوضات الرسمية التي كانت ستجري في منتجع ساحلي هولندي، والتي تم الإعلان عنها بالفعل في نهاية ايار 2017. وحتى قبل التوقيع على نقاط التفاوض، ضغط وفد الحكومة فجأة من أجل اتفاق مفتوح لوقف إطلاق النار. واتهم دوتيرتي شخصيا الحزب الشيوعي بمهاجمة وقتل جنوده.

وبتوقيعه المرسومين 360 و374 على التوالي في 23 تشرين الثاني و5 كانون الأول 2017، قلب دوتيرتي الطاولة وأنهى المفاوضات بالكامل. وليس هناك ما يشير الآن لاستئنافها. وبدلاً من ذلك، صنفت مانيلا الآن “المتعاطفين والمؤيدين والممولين” للجبهة الديمقراطية الوطنية، بما في ذلك رئيس وفدها منذ فترة طويلة في محادثات السلام وممثلها الدولي لويس جالاندوني، “إرهابيون” ايضا.

الانتفاضة وتداعياتها

الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بماركوس الأب نتاج سنوات من التنظيم اليساري، على الرغم من احتوائها السياسيين التقليدين لنتائجها. وبالتالي أدى ذلك إلى ترسيخ حكم الأوليغارشية على الرغم من محاولات الانقلاب من قبل قادة عسكريين ساخطين. لقد تم ابعاد أنصار ماركوس الأب من مواقع السلطة، واحتل مواقعهم التكنوقراط القدامى والمسؤولون التنفيذيون المدعومون من الشركات في الداخل.

لم تتجاوز العملية ابدال وجوه وموظفين. وبعد عهد أكينو، عززت رئاسة فيدل راموس (1992-1998 الهيمنة الدائمة للقوى التي دعمت ماركوس ذات يوم: كتلة ملاك الأراضي الإقطاعيين، الكومبرادور، المتعصبين الدينيين  الذين شجعهم عملاء الولايات المتحدة الإنجيليون، والرجعيون البيروقراطيون الرأسماليون. دوتيرتي نفسه هو صورة لماركوس، لكن بدون الشرعية المزعومة للأخير.

لقد كان رجل عصابات، عراب زائف شعبوي لبيئته المحلية، تدرب على عنف أمراء الحرب.

وفي ظل غياب برنامج سياسي حقيقي، اعتمد دوتيرتي على شرعيته الخاصة وادواتها والرشوة والتهديدات والتأثير على ضباط الجيش والشرطة.

تحولات اقتصادية – اجتماعية

ظل الاقتصاد استهلاكيا، حتى في العقود التي أعقبت الانتفاضة. وظلت البلاد متخلفة، وتفتقر إلى صناعة كبيرة قابلة للحياة. واعتمد الاقتصاد على استغلال العمالة البشرية والموارد الطبيعية من قبل النخب الأجنبية والمحلية. وبقيت الفليبين بلدا طرفيا هامشيًا للرأسمالية المالية العالمية.

لقد عزز نظام التعليم والمؤسسات الدينية المختلفة، دور علاقات العائلة والقرابة، باعتبارها قاعدة اجتماعية محافظة رئيسية، تحافظ على الإنتاج الاستعماري الجديد للسلع والخدمات، والرؤية الدينية المحافظة التي تعتمد الأوهام وتحقيق الرغبات.

لكن ليس كل شيء يبدو مستقرًا ودائمًا.

بدأ عنصر جديد في اقتصاد البلاد السياسي، نتج عن سياسات ماركوس الأب في تصدير العمالة، في موازنة بين السياسات الوطنية والعابرة للحدود. هناك أكثر من اثني عشر مليون فلبيني يعملون في جميع أنحاء العالم.

لقد أصبحت تحويلاتهم الخارجية حاسمة في تخفيف الديون الخارجية، وتقليل الكثافة السكانية، والتشرد، والبطالة، والعزلة.

لكن هذه الفئة الجديدة من العمال، التي اكثرها من النساء، تنطوي على إمكانية التعبئة ضد الأوليغارشية، ولهذا السبب يحاول معسكر الحاكمين السيطرة عليه.

حكومة دوتيرتي قراءة اجتماعية

لقد ورث دوتيرتي هيكل حكم استبدادي على غرار نموذج ماركوس الأب واستند إلى الهيئات القسرية للدولة، الشرطة والقوات المسلحة. والاستناد إلى نموذج العميل - الراعي، الذي يديره تحالف موروث من كبار مالكي الأراضي، والكومبرادور، والبيروقراطيين.  بالإضافة إلى معاناة البلاد المستمرة من آثار 300 عام من الاستعمار الإسباني وأكثر من 100 عام من الوصاية الأمريكية. لذلك فإن مصطلح “ما بعد الاستعمار” غير مناسب أو ذريعة لاستمرار التبعية والتهميش.

اليسار الإشكالات والطموح

يمثل تنفيذ سياسة الجبهة الموحدة، أو مبادئ معسكر القوى الوطنية الديمقراطية مشكلة.

هذه عقبة قديمة منذ انتفاضة هوك في خمسينات القرن العشرين ضد الاستعمار الياباني والحكومة الفلبينية، التي تميزت بنزعتها المغامرة والعقائدية المتعصبة، والتي ارتبطت بتعقيدات حرب المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية.

لا سيما في دولة ذات أغلبية كاثوليكية، وبالتالي هناك حاجة إلى إعادة دراسة ديالكتيك غرامشي عن حرب الحركة وحرب المواقع وتكييفه بعناية مع التكوين الاجتماعي الفريد في الفلبين. ولا ينبغي أن يكون الدين أو تجلياته في الإيمان بمستقبل سعيد على يد المخلص “عودة يسوع المسيح” مشكلة في الحالة الفلبينية، وهذا ما عكسته حركة لاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية. لقد شهدت الفلبين نسخة أصلية مزدهرة حقًا من لاهوت التحرير في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، حتى قام الفاتيكان بقضمها في مهدها، وعلى الرغم من أن البابا الحالي فرنسيس قد أحياها بطريقته الفريدة كما يبدو. لكن الأشكال المحافظة والرجعية للطائفية التي أسسها الإنجيليون الأمريكيون بمباركة من وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون خلال عهد كوري أكوينوس (1986-1992)، لمواجهة الجبهة الديمقراطية الوطنية يمكن أن تشكل مشكلة للمسيحيين الناشطين في حركة التحرير الوطني.

يوجد في الفلبين العديد من المؤيدين الديمقراطيين التقدميين في الكنيسة والجماعات الدينية الأخرى، بما في ذلك الجماعات الإسلامية والسكان الأصليون، وجميعهم ناشطون لتحقيق الأهداف الديمقراطية الوطنية.

في أعقاب إرهاب دوتيرتي وتهديد خلفه ماركوس الأبن، يمكن أن تظهر جبهة موحدة من مجموعات مختلفة. قد يكسب القمع والتهديد والمال السياسي أصواتا في الحملات الانتخابية، لكنه في النهاية لا يخلق قناعات سياسية.

الوعي أساس التغيير

يمثل الوعي جوهر الاصطفافات الاجتماعية الضرورية للتغيير، وبدونه تظل العميات الانتخابية إلى حين سلاحا بيد السلطات المستبدة، حتى وان تبدلت اشكالها وشخوصها. هذا ما أكدته الانتخابات الرئاسية الاخيرة في الفلبين، اذ تمخضت عن فوز ماركوس الأبن، بعد ان فشلت المحاولات الديمقراطية الهشة، ونجحت القاعدة الاجتماعية للنظام المهيمن في خلق حالة من الحنين إلى الدكتاتورية. إن خلق وعي التغيير في حالة الفلبين يتطلب معالجه أنماط الإنتاج المختلطة والمتضاربة التي تشكل التكوين الاجتماعي الفريد للفلبين. وبالطبع فان “الإقطاعي” مصطلح عام في الخطاب السياسي-الاجتماعي، وهناك حاجة إلى وضعه في سياقه التاريخي في الفلبين.

يتمثل أحد جوانب تأثير الإقطاع في الفلبين في افتقار الأكثرية إلى الوعي بالعنصرية: إيديولوجية تفوق العرق الأبيض وممارسات الاستعمار الأمريكي التي عززت الاستراتيجية الإسبانية الأوروبية القائمة على تقسيم الجماعات على أسس عرقية وإنشاء تسلسل هرمي للسلطة.

إن الأساليب التي تم من خلالها إضفاء الطابع المؤسسي على أيديولوجية وممارسات التفوق الأبيض في الولايات المتحدة بين الفلبينيين تحتاج إلى تحليل وتقييم شامل. تربى الفلبينيون، في الداخل والخارج، على ان يتصالحوا مع القانون الأبيض للمعايير العرقية، لذلك يواصل معظم الفلبينيين في الولايات المتحدة دعم ترامب وسياساته العنصرية القاسية. إنهم لا يرون أنفسهم ضحايا للهيمنة الإمبريالية الأمريكية، بل إنهم ممتنون للتسامح معهم أو قبولهم كجزء من الإجماع المهيمن لأنهم يرون أنفسهم أفرادًا وليسوا مجموعة مضطهدة تتم مكافأتهم على جهودهم في التكيف.

 وبالتالي هناك حاجة إلى عصر جديد من التنوير، ورؤية تربوية مناسبة وكذلك القضاء على الإرث السام للإقطاع ومتغيراته. وهو فايروس أسوأ من كورونا 2، تتم تغذيته بالرعاية والصدقة الإمبرياليتين.

***

اعدت هذه المادة استنادا إلى مجموعة من المقالات نشرت خلال العام في جريدة “اليونغه فيلت” (العالم الشاب) الألمانية.

والتحليلات الواردة فبها مأخوذة من حوار يعود إلى نيسان 2022، أجرته الجريدة مع إبيفانيو سان خوان جونيور: مثقف فلبيني أمريكي متعدد الاهتمامات والتخصصات. 

مديرًا لمركز الدراسات الثقافية الفلبيني في ستورز، كونيتيكت (الولايات المتحدة الأمريكية)، له العديد من المؤلفات منها:” الإمبريالية الأمريكية والثورة في الفلبين” و “نحو تقرير المصير الفلبيني” و “من العولمة إلى التحرير الوطني”.

 ************************************************************

الصفحة التاسعة

كاسيميرو: جونيور قد يطلب الرحيل عن ريال مدريد قريبًا

برازيليا ـ وكالات

يؤمن كاسيميرو لاعب وسط ريال مدريد السابق ومانشستر يونايتد الحالي، أن فينيسيوس جونيور جناح الفريق الإسباني قد يطلب الرحيل قريبًا. فينيسيوس تعرض لهجمات عنصرية مختلفة خلال هذا الموسم، كان أبرزها ضد فالنسيا، عندما انتشرت الهتافات المسيئة للجناح البرازيلي بمختلف أرجاء ملعب الخفافيش، مما تسبب في حالة من التضامن مع نجم ريال. كاسيميرو قال في تصريحات لشبكة “TNTSports” البرازيلية:”يزعجنا أنه لا يزال هناك بعض الأشخاص يقومون بمثل هذه التصرفات، ليست المرة الأولى التي يشتكي فيها فينيسيوس، لذلك يجب على رابطة الدوري الإسباني اتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب خسارته في المستقبل”. وأضاف:”أنا سعيد لأنه مستمر في ريال مدريد، ولكني لن أتفاجأ لو طلب الرحيل عن الفريق، لأنه يريد أن يكرس نفسه لأشياء أخرى”. يذكر أن كاسيميرو الذي رحل عن ريال خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، يستعد للعب مع مانشستر يونايتد، اليوم، السبت، أمام مانشستر سيتي، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على ملعب ويمبلي.

 **********************************************

مفاجآت كاساس تسيطر على قائمة العراق لودّية كولومبيا

متابعة ـ طريق الشعب

حفلت قائمة منتخب العراق، المستدعاة من جانب المدير الفني الإسباني خيسوس كاساس، لخوض ودية كولومبيا، المقررة في 16 حزيران الجاري، بالكثير من المفاجآت.

وفضل كاساس، إبعاد عدد كبير من اللاعبين المحليين، الذين شاركوا في التتويج بلقب خليجي 25، بجانب خوض ودية روسيا في آذار الماضي.

ويتصدر قائمة المستبعدين، ظهير الطلبة ضرغام إسماعيل، ولاعب ارتكاز القوة الجوية محمد علي عبود، وثنائي الشرطة أحمد فرحان وآسو رستم، وظهير الزوراء أحمد عبد الحسين.

وفضل كاساس، ضم 7 لاعبين من الدوري المحلي وهم حسن عبد الكريم، إبراهيم بايش، أحمد يحيى، علي فائز، مناف يونس، شيركو كريم ومصطفى ناظم.

كما جدد المدرب الإسباني، الثقة في ثلاثي حراسة المرمى جلال حسن (الزوراء)، أحمد باسل (الشرطة) وفهد طالب (القوة الجوية).

حضور كبير للعناصر المحترفة

تعد هذه القائمة، الأكثر حضورًا للمحترفين العراقيين، بعد استدعاء 9 لاعبين ينشطون في إنجلترا والسويد والدنمارك.

ويخص الأمر، زيدان إقبال، آندريه السناطي، كيفن يعقوب، أمير العماري، الآي علي فاضل، أسامة رشيد، الآن محي الدين، ميرخاس دوسكي وباشانج عبد الله.

ومن هذه الأسماء، يتواجد 3 لاعبين لأول مرة مع المنتخب العراقي بعد إنجاز أوراقهم الرسمية، وهم كيفن يعقوب وباشانج عبد الله وآندريه السناطي، كما شملت القائمة، محترف بورت التايلاندي، فرانس بطرس.

وحضر السداسي، الذي ينشط في الدوريات العربية، وهم أيمن حسين، أمجد عطوان، همام طارق، مهند علي، بشار رسن وحسين علي.

ويعود لقائمة منتخب العراق بعد غياب، بشار رسن ومهند علي وهمام طارق.

وجدد كاساس، ثقته في المهاجم أيمن حسين، رغم قلة مشاركاته مع فريقه السابق الجزيرة الإماراتي.

ورغم الانتقادات التي طالت قائمة كاساس بعودة “الحرس القديم”، وإقصاء عناصر مميزة مثل مهند عبد الرحيم وبسام شاكر، لكن المدرب أكد أكثر من مرة أن تجريب اللاعبين مستمر حتى انطلاق بطولة كأس آسيا.

 ****************************************************

العراق يوقع عقد الشراكة مع رابطة الليغا الاسبانية

بغداد ـ طريق الشعب

أكد الاتحادُ العراقيّ لكُرةِ القدمِ، أن عقدَي الشراكةِ مع رابطةِ الدوري الإسبانيّ سيكونان البدايةَ الحقيقيّة لانطلاقةِ كرةِ القدم العراقيّة نحو تَطبيقِ مبادئ الاحترافِ الكرويّ بعد دراسةٍ مستفيضةٍ وخطواتٍ جادةٍ قامَ بها المكتبُ التنفيذيّ للاتحادِ عقدَ خلالها الاجتماعاتَ المُتكررة التي أفضت إلى توقيع العقدِ إلكترونياً، وزيارة إلى مقرِّ اللاليجا في إسبانيا.

وأوضح الاتحادُ، في بيان له، أن “جميعَ النقاط الأساسيّة في العقدِ، الذي سيوقعه الاتحادُ حضورياً مع رئيس رابطةِ الدوري الإسباني اليوم الأحد، برعايةٍ كريمةٍ من دولةِ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.

وتأتي هذه التطورات، بعد اتفاق الاتحاد العراقي لكرة القدم، عبر محضرِ اجتماعٍ رسميّ للاتحادِ أعقبه اجتماعٌ رسميّ مع أنديةِ الدوري المُمتاز في العاصمةِ بغداد بتاريخ (13 / 8 / 2022)، قدّم فيها ممثلو اللاليغا عرضاً تفصيلياً عن آليةِ التطبيق التي تتضمنُ فقراتٍ مهمةً تساهمُ في تطويرِ مُسابقةِ الدوري العراقيّ، وتنفيذ مشروع الحلم (2030) للفئاتِ العمريّة عبر مركزٍ تخصصيّ في كلِ محافظةٍ عراقيّة. وأكد الاتحادُ العراقي، المضي في مشروعه لتطويرِ كرةِ القدم العراقيّة على وفق رؤيةٍ علميةٍ رصينةٍ، وهذا المشروعُ الكبير يستمدُ كلَ القوةِ من أسرةِ كرة القدم ككلٍ والجماهير والإعلام الرياضيّ المخلص لبلده.

 ************************************************

بعد أسينسيو.. ريال مدريد بصدد توديع ثنائي جديد

مدريد ـ وكالات

ذكر تقرير إسباني، أن ريال مدريد بصدد توديع ثنائي جديد، بعد إعلان رحيل لاعبه ماركو أسينسيو بنهاية الموسم الحالي.

ويرحل ماركو أسينسيو عن قلعة سانتياغو برنابيو في نهاية حزيران الجاري، بعد فشل مفاوضات تجديد عقده مع مسئولي الملكي.

وأوضحت إذاعة “كادينا سير”، أن ريال مدريد يستعد اليوم السبت، لتوديع ثنائي جديد، بخلاف ماركو أسينسيو.

ولم يتم الكشف عن هوية الثنائي، لكن من المتوقع أن يكون منهما ماريانو دياز، الذي خرج تماما من حسابات الفريق الملكي، وينتهي عقده بنهاية الموسم الجاري.

وقد يدور الأمر حول ناتشو فيرنانديز الذي لم يحسم قراره سواء بالبقاء أو الرحيل، وكذلك كريم بنزيما الذي أثيرت الكثير من الشائعات حول مصيره في الساعات الماضية.

 ****************************************************

ديوكوفيتش: ما فعلته جماهير رولان غاروس «قلة احترام»

باريس ـ وكالات

علق الصربي نوفاك ديوكوفيتش، على الصافرات التي أطلقها جماهير بطولة رولان غاروس، خلال انتصاره على حساب أليخاندرو دافيدوفيتش فوكينا، في الدور الثالث من المسابقة.

وعانى ديوكوفيتش من الصافرات خلال اللقاء، خصوصا بعد نهاية المجموعة الثانية عند حصوله على وقت طبي، ليبدأ الصربي في الرد على تلك الصافرات بالاستهزاء بها.

وقال الصربي، بحسب ما نقلت صحيفة “ماركا” الإسبانية: “هناك أشخاص أو مجموعات صغيرة من الجماهير أتت من أجل إطلاق الصافرات على كل شيء أقوم به، وهذه قلة احترام بالنسبة لي، في بعض الأحيان يمكنني تجاهل الأمر، وفي أحيان أخرى يستحقون تلقي الرد”.

وأضاف: “علاقتي بالجماهير في باريس مرت بلحظات جيدة وأخرى سيئة، ولكن بشكل عام أشعر بالدعم هنا”.

وتخطى ديوكوفيتش بانتصاره الأخير، حسب “أوبتا” للإحصائيات، رافاييل نادال، وأصبح يحتل الوصافة في قائمة أفضل اللاعبين امتلاكا لنسبة انتصارات في بطولات الغراند سلام في العصر الحديث بنسبة 87,98%، مقابل 89.24% لبيورن بورج صاحب الصدارة.

وفي منافسات السيدات، حسمت سابالينكا المباراة أمام المصنفة 82 عالمياً بسهولة 6-2 و6-2 الجمعة، إذ لم تخسر حتى الآن أي مجموعة في النسخة الحالية، وبلغت دور الـ 16 للمرة الأولى في مسيرتها.

تلتقي في الدور الرابع الفائزة بين الأميركية سلون ستيفنز (30) المتوجة سابقاً في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة، والكازاخستانية يوليا بوتينتشيفا (58). قالت اللاعبة البالغة 25 عاماً بعد فوزها: “كل دورة مختلفة، رولان غاروس مختلفة تماماً عن أستراليا، وعلى ارضية أخرى”.

تابعت اللاعبة المتوجة مطلع الموسم في ملبورن: “من الجيد أن تلعب وفي رصيدك بطولة كبرى، فهذا يمنحك ثقة أكبر”.

تقاسمت اللاعبتان أول أربعة أشواط، قبل أن تضرب البيلاروسية وتحسم الأشواط السبعة التالية، ثم المباراة في 67 دقيقة.

في المقابل، باتت بيغولا البالغة من العمر 29 عاماً، رابع اللاعبات من المصنفات العشر الأوليات عالمياً تودّع الملاعب الترابية الفرنسية مبكراً، بعد اليونانية ماريا ساكّاري، التشيكية بيترا كفيتوفا، والفرنسية كارولين غارسيا.

وأُقصيت الأميركية المصنفة ثالثة جيسيكا بيغولا أمام البلجيكية إليز ميرتنس 1-6 و3-6.

وستواجه ميرتنس التي فازت في أقل من ساعة و30 دقيقة، الروسية أناستاسيا بافليوتشينكوفا (96) وصيفة نسخة 2021، الفائزة على مواطنتها أناستاسيا بوتابوفا 4-6 و6-3 و6-0.

وكانت بيغولا بلغت في النسخة الماضية ربع نهائي البطولة، قبل أن تودّع أمام شفيونتيك التي ظفرت لاحقاً باللقب.

كما تأهلت الأوكرانية إيلينا سفيتولينا إلى الدور الرابع بعدما تغلبت على الروسية آنا بلينكوفا 2-6 و6-2 و7-5. 

وفي الدور المقبل تلعب سفيتولينا أمام روسية أخرى، داريا كاساتكينا، التي تغلبت على الأميركية بيتون ستيرنز.

 **************************************************

وقفة رياضية.. الواقع البائس لأنديتنا الرياضية.. أين الحل؟

منعم جابر

الواقع الرياضي للاندية بائس جداً ويعاني من الإهمال والفقر المادي، إضافة إلى إهمالها لواجباتها الرياضية والثقافية والاجتماعية. وعلى الرغم من العمر الافتراضي لهذه الأندية الذي يقرب من قرن من الزمان، الا انها ظلت بائسة وفقيرة الحال، الا في بعض الفترات وتحديداً منتصف القرن الماضي. حيث وجدت قيادات رياضية وإدارية واعية عرفت واجباتها وما لها وما عليها، واستطاعت ان تقدم أندية رياضية نموذجية مارست نشاطاتها وفعالياتها واستقطبت المئات من الشباب الواعي للرياضة والفن والثقافة وتحولت تلك الأندية إلى ورش من النشاطات والفعاليات بمختلف اشكالها.

وهذا الحال لم يستمر طويلاً، فكانت الردة والتمنتخب الصالات الى السعودية للمشاركة في كأس العرب 

وصل المنتخب العراقي لكرة الصالات، إلى السعودية، استعداداً للمشاركة في منافسات كأس العرب التي ستقام في جدة للمدة من 6-16 حزيران الجاري.

ويلعب المنتخب العراقي في بطولة كأس العرب لكرة الصالات ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب كل من منتخبات مصر وموريتانيا وفلسطين.

وسيخوض أولى مواجهاته أمام منتخب فلسطين يوم الأربعاء المقبل، ويلاقي منتخب مصر يوم الجمعة الموافق التاسع من الشهر الجاري، ويختتم مواجهاته بلقاء منتخب موريتانيا في الحادي عشر من هذا الشهر.

ويتألف الوفد العراقي من المدير الفني ريكاردو كامرا سوبرال كاكاو، وحسين عبد علي مدرباً مساعداً، ومايكول جونتاس بورت مدرباً لحراس المرمی، وماريو ادوارد دي اولفر مدرباً للياقة، وعلي طه إسماعيل مترجماً والمدير الإداري علي عيسى، وعدي صبار منسقاً إعلامياً ومحمد عامر العزاوي مصوراً، وسیف حسن إدارياً، وطالب حسين مديراً للتجهیزات، ومحمد ولي وحبیب جبار معالجين، واللاعبين: وليد خالد ، رافد حميد ، سالم فيصل، حيدر  مجيد، مصطفى إحسان، سالم كاظم، مهند عبد الهادي، فادي علاء، غيث رياض، حارث سعد، مرتضى كمال، حيدر كريم، حسين علي، وحراس المرمى زاهر مهدي، محمد سامي، حسين أحمد.

راجع في مطلع ثمانينات القرن الماضي، حيث سطوة الدكتاتورية والحزبية، مما حرم الأندية وألعابها المختلفة من الكفاءات والخبرات الرياضية، وضيّع على الوطن خيرة شبابه ورياضيه من خلال الهجرة او الاعتزال المبكر وبهذا قرأنا على الرياضة السلام.

اليوم ورغم مضي أكثر من عشرين عاماً على سقوط الدكتاتورية، الا ان واقعنا الرياضي لم يتغير، حيث ما زالت سطوة الكثير من (ابطال) المرحلة السابقة على مفاصل الرياضة وانديتها واتحاداتها وتتلاعب بمقدرات الرياضة وتتحكم بها وتمارس كل أنواع التلاعب والفساد وهي تحتمي بـ (الديمقراطية والحرية).

أقول لقادة المؤسسات الرياضية والباحثين عن الشرعية بأن يمارسوا دورهم الأساس والمهم من خلال اصدار تشريعات وقوانين تنظم الحياة الرياضية لهذه الأندية، وتغلق الطريق امام الفاسدين وقليلي الخبرة من القيادات الرياضية الفاسدة والمفسدة من أجل تطهير الرياضة وانديتها من هؤلاء.

لقد تجاوز عدد الأندية الرياضية الـ 500 نادٍ في كل انحاء العراق، وتأسس الكثير منها لحسابات قومية وطائفية ومناطقية ونفعية ولمصالح شخصية، من دون معرفة او علم بهذه الأندية وطريقة ادارتها من جميع النواحي، إذ يوجد اكثر من (200) ناد رياضي وهمي لا يملكون بناية ولا نشاطات ولا اعضاء ولا فرق رياضية، أي انها اندية وهمية، فالمطلوب هو تواجد أندية حقيقية وفاعلة وقادرة على خدمة رياضة الوطن والوقوف بوجه المتلاعبين والمتحكمين بمقدراتها، من اجل اندية رياضية وثقافية واجتماعية تؤدي دورها في نشر قيم الرياضة واخلاقياتها.

 *********************************************

منتخب الصالات الى السعودية للمشاركة في كأس العرب

بغداد ـ طريق الشعب

وصل المنتخب العراقي لكرة الصالات، إلى السعودية، استعداداً للمشاركة في منافسات كأس العرب التي ستقام في جدة للمدة من 6-16 حزيران الجاري.

ويلعب المنتخب العراقي في بطولة كأس العرب لكرة الصالات ضمن المجموعة الثالثة إلى جانب كل من منتخبات مصر وموريتانيا وفلسطين.

وسيخوض أولى مواجهاته أمام منتخب فلسطين يوم الأربعاء المقبل، ويلاقي منتخب مصر يوم الجمعة الموافق التاسع من الشهر الجاري، ويختتم مواجهاته بلقاء منتخب موريتانيا في الحادي عشر من هذا الشهر.

ويتألف الوفد العراقي من المدير الفني ريكاردو كامرا سوبرال كاكاو، وحسين عبد علي مدرباً مساعداً، ومايكول جونتاس بورت مدرباً لحراس المرمی، وماريو ادوارد دي اولفر مدرباً للياقة، وعلي طه إسماعيل مترجماً والمدير الإداري علي عيسى، وعدي صبار منسقاً إعلامياً ومحمد عامر العزاوي مصوراً، وسیف حسن إدارياً، وطالب حسين مديراً للتجهیزات، ومحمد ولي وحبیب جبار معالجين، واللاعبين: وليد خالد ، رافد حميد ، سالم فيصل، حيدر  مجيد، مصطفى إحسان، سالم كاظم، مهند عبد الهادي، فادي علاء، غيث رياض، حارث سعد، مرتضى كمال، حيدر كريم، حسين علي، وحراس المرمى زاهر مهدي، محمد سامي، حسين أحمد.

 ****************************************************

الصفحة العاشرة

محمود أمين العالم فيلسوف النقد العربي.. فكرٌ وثّاب.. رافــضٌ للجمود

عيد عبد الحليم

يمثل المفكر محمود أمين العالم (2009-1922) صاحب الإنجازات الوفيرة في الثقافة العربية المعاصرة، وصاحب الإسهامات الواضحة في الفكر الفلسفي والنقدي، حالة خاصة في الثقافة المصرية والعربية، من خلال مؤلفاته المتعددة مثل “فلسفة المصادفة” و”ثلاثية الرفض والهزيمة” و”في الثقافة المصرية”, و”تأملات في عالم نجيب محفوظ” “وأربعون عاما من النقد التطبيقي” وغيرها. كانت تجربة “محمود أمين العالم” الفكرية استكمالا لتجارب تنويرية سابقة عليه مثل تجربة د. طه حسين، وسلامة موسي، وعلي مبارك ورفاعة الطهطاوي وشبلي شميل وفرح أنطوان وغيرهم ممن حملوا لواء التنوير في الثقافة العربية خلال المائتي عام الماضية. وقد تميزت رؤيته الفكرية بالتجديد المستمر وفق متطلبات العصر، فكان يؤمن بدور المثقف في الواقع الذي يعيش فيه. حيث ربط بين النظرية والتطبيق, فطهرت آراؤه الاصلاحية مبكرا سواء علي المستوي الثقافي أو علي المستوي الاجتماعي والسياسي. وقد تعددت صور ذلك، ضاربا مثالا واضحا لما سماه جرامشي بالمثقف العضوي, منطلقا في ذلك من الجملة التي كان يرددها  دائما: “النظرية رمادية, لكن شجرة الحياة خضراء”, وهو بذلك يؤكد على المعني الجوهري لدور المثقف، وهو أن يقترب من واقع الاشياء التي يناقشها، لا أن يسكن في البرج العاجي الذي لا يري من خلاله الاشياء جيدا. ونتيجة لأفكاره الجريئة ورؤيته المستنيرة الكاشفة والراصدة والمتمردة، فقد عاني “العالم” الكثير من الاضطهاد والإقصاء ومنها الاعتقال السياسي في الفترة ما بين (1959 وحتي 1964) في سجن الواحات مع عدد كبير من أهم مثقفي ومبدعي مصر ومنهم فؤاد حداد والفريد فرج ونبيل زكي وفوزي حبشي وصنع الله ابراهيم وسمير عبدالباقي وغيرهم. تلك التجربة القاسية التي تغلب عليها كثير من هؤلاء- أثناء فترة الاعتقال- بأن حولوها إلي شكل ثقافي من خلال انشاء مسرح الواحات وقدموا مجموعة من العروض بعد أن صممه وبناه المهندس فوزي حبشي داخل أسوار معتقل الواحات. كما أصدر هؤلاء المعتقلون- عدة صحف حائط- وقتها، عبروا فيها عن آرائهم. وهكذا ضربوا مثالا واضحا على أن الثقافة قد تولد من جوف ظلمة السجن، نظرا لانها فعل تمرد وإضاءة وكشف لكل ما هو زيف في الحياة.

دعوة للتجديد

كما كان “العالم” صاحب فكر وثاب، رافضا للجمود، يغير من أفكاره- أحيانا- اذا وجد انها لا تلائم العصر وتطوره. وقد ظهر ذلك- جليا- بداية من كتاب “في الثقافة المصرية” والذي ألفه بالمشاركة مع صديقه المفكر الراحل د. عبدالعظيم انيس عام 1955. هذا الكتاب الذي يقول عنه المفكر اللبناني الراحل د. حسين مروة في مقدمته للطبعة الاولي للكتاب عام 1955: “وهكذا نسير مع المؤلفين في صفحات الكتاب موضوعا موضوعا، وفكرة فكرة، وقضية وقضية، فنجد هذا التواثق الحي بين المقاييس العامة وبين مشخصاتها التطبيقية، ونجد هذا التواثق نفسه ايضا بين القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي وبين التطبيق الدقيق اليقظ لهذه المقاييس، بحيث يصح أن نجعل من هذه الدراسات مرتكزا- لكل محاولة نقدية ثقافية في اي بلد من بلداننا العربية، وأن نتخذ من هذه الدراسات كذلك منهجا علميا للكشف عن كنوز ثقافتنا الوطنية, ولإحياء تراثنا الفكر العربي القديم حين تيسر لنا أن نتوفر علي احياء هذا التراث وفق أسس نقدية موضوعية حية من هذا القبيل”. ويضيف مروة: “لقد جاءت هذه الدراسات في وقت الحاجة الى مثلها، لكي نضع مسألة الادب الواقعي, ومسألة الثقافة الوطنية للبلدان العربية في مكانهما من حركة التحرر الوطني العارمة الوثابة في أقطار الشرق كله، وفي مكانهما ايضا من هذه المعركة الضارية التي يخوضها اليوم كتاب العرب الاحرار إلي جانب قوى السلم والاستقلال والتقدم ضد الكتاب الاخرين الذين يقفون في المعركة عن وعي وغير وعي- إلى جانب قوي الحرب والدمار والاستعمار، تلك التي يشتد بها اليوم سعار الاضطهاد للفكر الانساني التقدمي في كل مكان، لأن هذا الفكر يملأ قلوبها رعبا، ويزلزل أركانها زلزالا”.

معارك ثقافية

وقد كان كتاب “في الثقافة المصرية” – وقت صدوره - لحظة فارقة في مسيرة الثقافة المصرية نظرا لما تضمنه من أفكار جديدة ورؤي مغايرة. وهذا ما أشار اليه “انيس” و”العالم” في مقدمتهما الثانية للكتاب- في طبعته عام 1959: حيث جاء في المقدمة: ”الحق أن هذا الكتاب ليس كتابنا وحدنا، وإنما هو الابن الشرعي لمرحلة حية من مراحل الغليان والتحول في الإبداع الأدبي والفكري خلال سنوات الأربعينيات وبداية الخمسينيات. والغريب أنه أخذ صيغته هذه على نحو لم يكن مقصودا به أن يكون كتابا. فالحاصل ان استاذنا الدكتور طه حسين نشر مقالا بعنوان “صورة الادب ومادته” معتبرا أن اللغة هي صورة الادب وان المعاني هي مادته، فكتبنا ردا عليه مختلفين معه حول هذا التحليل للادب الي لغة ومعنى، مفضلين تحليله الى صياغة ومضمون. وما كنا في الحقيقة نقصد أبعد من تقديم رؤية للأدب تختلف عن الرؤية التي كانت سائدة، والتي كان يغلب عليها الطابع الانطباعي الذوقي من ناحية أو الطابع الكلاسيكي التقريري من ناحية أخرى. فما قصدنا ابعد من تحديد الدلالة الاجتماعية للادب (لا الدلالة البيئية كما كان شائعا آنذاك) في ارتباط عضوي حميم مع بنيته التي تصوغه ادبا. ولكن سرعان ما اعتبر هذا المقال بيانا” أو “مانفيستو” أدبيا جديدا، وتفجرت حوله معركة أدبية حادة علي صفحات الصحف المصرية عندما اتهم الدكتور طه حسين مقالنا بأنه “يوناني لا يقرأ” وعندما خرج اتهام الاستاذ عباس العقاد لنا عن حدود النقد الادبي إلى حدود الادانة البوليسية بقوله في رده علينا “إنني لا أناقشهما وانما اضبطهما .. إنهما شيوعيان”!

صراع بين جيلين

كانت هذه المعركة الثقافية من أقوى وأشرس المعارك الفكرية التي مرت علي تاريخ الثقافة المصرية المعاصرة، لأنها كانت صراعا بين جيلين لكل منهما تكوينه الثقافي والمعرفي المختلف عن الآخر. وكان لهذا المقال- والذي ضمه كتاب “العالم” و”أنيس” بعد ذلك تداعيات صعبة علي كل منهما. ففي اواخر سبتمبر عام 1954 اصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بفصل الاثنين من وظيفتهما كمدرسين بجامعة القاهرة، عبدالعظيم انيس من قسم الرياضة البحتة بكلية العلوم، ومحمود أمين العالم من قسم الفلسفة بكلية الاداب. وسافر “أنيس” الى لبنان ليعمل عدة شهور مدرسا بمعهد الاحصاء الدولي في بيروت، وليبدأ كتابه سلسلة مقالات عن الرواية المصرية الحديثة علي ضوء تطور النضال الوطني  والاجتماعي في مصر بمجلة (الثقافة الوطنية) التي كانت المجلة الثقافية للحزب الشيوعي اللبناني، وتفرغ “العالم” لكتابة مقالات في النقد الادبي في مجلة “الاداب” اللبنانية وغيرها من مجلات وصحف تلك المرحلة. ومن لبنان كتب “أنيس” الى “العالم” يعرض عليه اقتراحات من بعض أدباء بيروت بتجميع كل هذه المقالات واصدارها في كتاب واحد. وتمت الموافقة، وقام الكاتب اللبناني محمد دكروب بتجميع المقالات وأشرف على اخراجها ونشرها في كتاب فكتب له المقدمة د. حسين مروة, وجاء الكتاب تحت عنوان “في الثقافة المصرية” وصدر في طبعته الاولي عام 1955. وبصدور هذا الكتاب تحولت المقالة التي كتبها “أنيس والعالم” ردا على طه حسين مع بقية المقالات الاخرى إلى رؤية متكاملة في النقد الادبي العربي المعاصر جمعت بين الجانب النظري والتطبيقي معا”. ومع صدور الكتاب تجددت المعركة مرة أخرى بل جاءت أكثر شراسة. بدأت بمقال نشر في مجلة “الرسالة الجديدة” في عدد الاول من يونيو 1956 بقلم كمال يوسف (وهو فيما كان معروفا انذاك الاسم القلمي للاستاذ ابوسيف يوسف تحت عنوان “نقادنا الواقعيون غير واقعيين” والمقال يتهم الكتاب بأنه يمزق الجبهة الادبية ويجرح الادباء ويستفزهم, ويأخذ على الكتاب أنه يكثر من الاستفادة من الامثلة الاجنبية في نقده بدلا من الاستناد إلي التراث القومي والشعبي, كما يأخذ عليه غموض تعابيره مما يجعلها عصية على فهم القراء, ولهذا فهو غير موجه للشعب، ولم يكن طه حسين متجنيا عندما قال “يوناني لا يقرأ”. وفي مقدمة الطبعة الثانية للكتاب يرد “العالم وأنيس” على هامش النقد قائلين: ”الملاحظ في هذا النقد انه لم يتبين الدلالة الاجتماعية التي كان هذا الكتاب حريصا على إبرازها في مواجهة النقد الانطباعي السائد بل لعل هذا النقد كان يسعي إلى تغليب الدلالة القومية في النقد الادبي على الدلالة الاجتماعية. والحقيقة ان هذا الكتاب لم يكن خاليا من البعد الوطني والقومي والشعبي وان كان الجديد فيه هو ابراز الدلالة الاجتماعية الطبقية في ارتباط عضوي مع البنية الجمالية، وكان – كما ذكرنا من قبل- يشارك في معركة الديموقراطية التي كانت محتدمة في ذلك الوقت بين اليسار أو جانب منه وبين السلطة الناصرية”.

الثقافة والثورة

وواصل محمود أمين العالم رؤيته التي بدأها مع كتاب “في الثقافة المصرية” ولكن- في إطار أكثر اتساعا وتطورا- في كتاب “الثقافة والثورة” والذي صدر عام 1970 حيث أكد في مقدمته أن الصراع الذي احتدم حول نظرية في النقد الادبي أو النقد الثقافي بشكل عام، وكان مدار هذا الصراع، هو طبيعة العلاقة بين الثقافة – من ادب وفن وفكر- وبين متطلبات الثورة التحريرية والاجتماعية والقومية: كان في الحقيقة تعبيرا عن صراع أعمق, هو الصراع الطبقي في مجتمعاتنا العربية كلها, طوال هذه المرحلة التاريخية التي لاتزال متصلة حتي يومنا هذا”. ويضيف “العالم”  قائلا: “إذا كانت تلك النظرية العلمية في النقد الثقافي، أو تحديد الوظيفة الاجتماعية للثقافة عامة، قد استقرت ورسخت إلى حد كبير، بل أصبحت لها اليوم, السيادة في حياتنا الثقافية والاجتماعية الراهنة، فإن بعض بقايا تلك الاتهامات القديمة لاتزال تتنفس، وتتحرك متخفية وراء أقنعة جديدة.

ولعل هذا ما دعاني الى التفكير في تجميع هذه الطائفة المتنوعة من المقالات التي شاركت بها في هذا الصراع- طوال تلك المرحلة- تحديدا وتأكيدا لملامح تلك النظرية النقدية. إذن كان كتاب “الثقافة والثورة” استكمالا لمعركة فكرية ونقدية خاضها العالم- منذ كتابة الاول “في الثقافة المصرية. وهنا تكمن جسارته النقدية وموقفه الواضح من الاعمال الادبية.

فهو صاحب نظرية “الواقعية الاشتراكية في الأدب”, وان كانت  لنا كثير من الملاحظات حول هذه النظرية, التي غلبت المضمون الاجتماعي على المضمون الادبي, فأدخلت أدباء ليسوا على قدر كبير من الموهبة وأعلت من قدرهم مقابل تهميش من هم أكثر تجديدا في الادب العربي, بدعوي أن أعمال هؤلاء أكثر قربا من التعبير عن الواقع الاجتماعي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأهالي” المصرية – 4 آذار 2023

 ******************************************************

قاموس اقتصادي فلسفي.. إعادة جدولة الدين الخارجي

اعداد: د. صالح ياسر

هي عملية يقصد بها إعطاء نفس جديد لمالية الدولة المدينة، أي تغيير تواريخ استحقاق الدين وتأجيل السداد، حيث تقرر الدولة الدائنة منح الدولة المدينة آجالا إضافية. وبهذه الطريقة يمكن للدولة الدائنة أن تحصل على أموالها بدلا من التوقف النهائي للدولة المدينة عن الدفع، وفي الوقت نفسه تستفيد الدولة المدينة من فترة التأجيل لترتيب أوضاعها المالية والتجارية وأهمها معالجة العجز المالي الذي هو سبب اللجوء إلى التمويل الخارجي ومن ثم الوقوع في الدين.

وإعادة الجدولة هي عملية يتم بمقتضاها تغيير بنود الدين المتعلقة بسعر الفائدة، أو بآجال استحقاق الدفعات عبر تمديد فترة السداد أو بهما معا.

وتتم إعادة الجدولة باتفاق بين الدائن والمدين، وبناء على طلب المدين عادة الذي يواجه صعوبات في السداد والوفاء بالتزاماته المالية تجاه الدائن في آجال استحقاقها.

من الناحية التاريخية، انتهج (نادي باريس) منذ اندلاع أزمة الدين في العالم مع مطلع الثمانينيات من القرن الماضي عدة أنماط من إعادة الجدولة، وتضمن كل نمط بنودا مختلفة حاولت التكيف مع الوضع الاقتصادي والمالي لكل بلد على حدة:

ـ البنود التقليدية: وهي الشروط التي تم وفقها إعادة جدولة ديون الدول طوال عقد الثمانينيات من القرن الماضي، ولم تكن هنالك قواعد ثابتة تحكم هذه الشروط، فقد ترك الأمر للدائنين الذين قرروا في كل حالة تمديد فترة السداد لمدد زمنية متفاوتة (من 9 إلى 15 سنة) مع منح فترة سماح أو لا حسب كل حالة.

ـ بنود هيوستن (1990): وتقضي بإعادة جدولة الديون على مدة تصل إلى 15 سنة أو أكثر، مع الاستفادة من فترة سماح لمدة سنتين أو أكثر، واحتساب الفائدة وفقا للأسعار السائدة في السوق على ألا تزيد على الأسعار الأصلية للديون.

واشترط في تطبيق هذه البنود ألا يزيد الدخل الفردي في الدولة المدينة على 2995 دولارا، وأن يكون حجم المديونية مرتفعا.

 *************************************************

إصدار جديد من كتاب «ضد دوهرنغ» بطبعة عربية نقدية

صدرت عن دار الطليعة الجديدة، في دمشق، طبعة جديدة من كتاب فريدريك إنجلس «ضد دوهرنغ، ثورة السيد أوجين دوهرنغ في العلوم»، تقع في 495 صفحة من القطع المتوسط، استقت كامل النص العربي الصادر عن دار التقدّم في موسكو عام 1984 بعد تنقيحه في عدة مواضع تلافياً لبعض الهفوات والنواقص، وتوخياً لمزيد من الدقة العلمية والأدبية التي تميز بها نص إنجلس الأصلي بالألمانية.

نُشر الكتاب لأول مرة عام 1878، وما زال حتى يومنا أفضل عرض منهجي للماركسية بوصفها علماً ثلاثي الأركان «الفلسفة المادية الديالكتيكية والفهم المادي للتاريخ، والاقتصاد السياسي، والاشتراكية العلمية».

والكتاب ثمرة نضوج الماركسية في فترة من التطور السريع للرأسمالية وبدء دخولها طورها الاحتكاري بعد أزمة 1873 الاقتصادية العالمية وكذلك بعد كومونة باريس 1871 ودروسها التي من أهمها أن تحقق الثورة البروليتارية بنجاح أمر مستحيل دون حزب بروليتاري جماهيري قوي يستند إلى مبادئ الشيوعية العلمية.

إن الشكل الانتقادي للعمل كجدال يرد فيه إنجلس على حجج «دوهرنغ» المعروضة في اقتباسات، قد أملته الحاجة للرد على آراء هذا المفكر البرجوازي الصغير الذي تهجم على أقسام الماركسية الثلاثة مدعياً تكوين نظام شامل جديد للفلسفة والاقتصاد السياسي والاشتراكية، رغم أن آراءه لم تكن سوى خليط من المادية المبتذلة والمثالية والاقتصادية المبتذلة والاشتراكية الزائفة «الاشتراكوية». ولم يكن الحزب آنذاك قد تضلع تماماً بمبادئ الاشتراكية العلمية بعد، وكانت الطبقة العاملة متأثرة بألوان الاشتراكية الطوباوية ما قبل الماركسية، فكان لا بد من الدفاع عن تعاليم ماركس وتطويرها وتبسيطها.

في هذه الطبعة سيجد القارئ ما يساعده على فهم أفضل للسياق، وخاصة أمام غنى الأمثلة والتفاصيل من علوم ومجالات متعددة: الفلسفة، رياضيات التفاضل والتكامل، الميكانيك وعلم الفلك، الفيزياء والثرموديناميك، البيولوجيا والداروينية، الطب والباثولوجيا، الاجتماع والاقتصاد والسياسية، والعلوم العسكرية، والأخلاق والتشريعات والفن وغيرها... والتي من النادر أن يلم بها فرد واحد، لكن إنجلس كان «موسوعة تمشي على قدمين» كما وصفه ماركس، «ومن المستحيل فهم الماركسية أو تقديم وصف كامل لها دون الإلمام بجميع أطروحات إنجلس» كما أكد لينين.

نُشر هذا الكتاب بمختلف لغات العالم خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وقد نُشر بشكل كبير إلى جانب بقية الكتب الماركسية أثناء وجود الاتحاد السوفييتي.

وتضيف دار الطليعة الجديدة اليوم طبعة جديدة «نقدية» من الكتاب إلى المكتبة العربية؛ بمعنى أنها تتميز بعدد واف من الملحوظات والحواشي الإضافية التي تساعد القارئ،

في القرن الحادي والعشرين اليوم، من استيعاب عصري لبعض التفاصيل العلمية والتاريخية والفلسفية التي تركها لنا إنجلس من القرن التاسع عشر، مع ربطها بأبرز التطورات ذات الصلة التي استجدت خلال فترة ما بعد إنجلس وحتى يومنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“قاسيون” – 1 أيار 2023

 ***********************************************************

الصفحة الحادية عشر

مجلة «الاديب العراقي» وترجماتها

عن اتحاد الادباء والكتاب في العراق، صدر العدد الجديد (34 شتاء 2023) من مجلة “الاديب العراقي” التي يرأس تحريرها د. علي متعب جاسم. ومن ابرز موضوعاته: جغرافية الدراسات الأدبية المعاصرة/ لسعيد يقطين، وسرديات العقل العربي المهزوم لواسيني الاعرج، المادية الجديدة، لقاء الكون في منتصف الطريق/ لأماني أبو رحمة الموقف من العنف في الفلسفة المعاصرة/ د. احمد شيال غضيب.

وهناك حوار مع الشاعر يحيى السماوي، وترجمة لمقال “ميخائيل ياختين: اللفظ وأنواع الكلام” ترجمة كرار سالم. فضلا عن النصوص الشعرية والقصصية، وهدية العدد التي تضمنت كتابا يحمل ثلاث دراسات مترجمة هي: قوانين الخطاب/ ترجمة منذر عياشي، مصطلحات/ ترجمة باسم صالح، الراوي كمترجم/ ترجمة إبراهيم حمود.

 *************************************************

رأي.. الدولة العراقية وتعسّر كينونتها الحضارية

ثامر عباس

في عالم الوجود الاجتماعي المصطخب بهدير الصراعات السياسية ، والتناقضات الاجتماعية ، والانقسامات الثقافية ، والاحتقانات النفسية ، والصدامات الحضارية ، والحساسيات التاريخية . لا وجود لمؤسسات أو كيانات أو ظاهرات خارج إطار الكينونة الزمكانية التي تتبلور على أساسها الأنماط والدوار والوظائف . بحيث تتمكن من فرض حضورها البنيوي وتمارس تأثيرها الرمزي ، الذي من خلاله تفصح عن ماهيتها / هويتها في خضم هذا المعترك الوجودي الصاخب . وعلى الرغم من أن الدولة – بحسب علم السياسة - كيان (اعتباري) عديم الفعالية من دون سلطة تدعمه وتبث الحياة في أوصاله ، إلاّ أنها تعد واحدة من أبرز وأخطر المؤسسات التي استطاع المجتمع الإنساني – على مدار تاريخه المديد – ابتداع فكرتها لضمان أمنه وتنظيم شؤونه وتحقيق مصالحه .

والمفارقة ان الضرورات الإنسانية الملحة التي استدعت وجود مثل هذه المؤسسة الحيوية في حياة الإنسان المادية والمعنوية ، لم تكن على الدوام ضمانة أكيدة لدرء المآسي السياسية والفواجع الاجتماعية والكوارث الاقتصادية ، لاسيما في المجتمعات المتصدعة البنى والمتهتكة القيم . حيث كانت هي السبب الرئيسي في اصطناع أزماتها ، والعامل الأساسي في إشعال فتيلها ، والمحرك الدافع لإيقاع مصائبها على من يفترض أن تكون المسؤول الأول والمباشر ، ليس فقط عن احتضانهم (كمواطنين) ينعمون بالأمن والسلام والرفاهية وفقا”لمبادئ العدالة والمساواة ، مثلما التعبير عن (هويتهم الحضارية) كجماعات قومية لها تاريخ وجغرافية وثقافة فحسب ، بل وكذلك لاستمداد الشرعية الوطنية والمشروعية الدستورية عبرهم ومن خلالهم .

ولعل الدولة العراقية كانت – ولا تزال  - سواء في حضورها الطاغي (الشمولية) أو غيابها المجحف (الفوضوية) ، من أكثر العوامل المسببة لتفكيك مدماك المجتمع العراقي الى شظايا جماعات متناثرة ، وتدمير معماره الحضاري الى بقايا أصوليات مبعثرة ، ليس لأنها مارست سياسة (مركزية) مفرطة في الحالة الأولى ، أو أجبرت على انتهاج (حيادية) مفرّطة في الحالة الثانية . فتلك – على أية حال – نتيجة لتظافر ظروف داخلية وعوامل خارجية ما كان بمقدورها أن تتغلب على شروط صيرورتها أو أن تفلت من سياقات سيرورتها، وإنما جرّاء تاريخها الموسوم (بالغربة) عن كيان المجتمع العراقي والانقطاع عن تواريخ جماعاته والانفصال عن ثقافات مكوناته . إذ لا يخفى ان ولادة الدولة العراقية لم تكن ولادة طبيعية - كما في غالبية الدول - نمت وترعرعت داخل حاضنة محلية (عراقية) ، بحيث استمدت من أمشاج جماعاتها السوسيولوجية وتفاعل مكوناتها الانثروبولوجية مقومات كينونتها الحضارية ، وتحمل بالتالي خصائص تلك الجماعات والمكونات عن طريق التشبع بقيمها والتمثل لرموزها والانعكاس لذاكرتها والتماهي بمخيالها . وإنما انبثقت الى الوجود بإرادة أجنبية وقرار خارجي لا يمت الى الواقع التاريخي والحضاري العراقي بصلة ، وهو الأمر الذي ترتبت عليه جملة من الإشكاليات والمفارقات شكل لديها بمثابة (عقدة نقص) لم تبرح تطاردها منذ عام 1921 ولحد الآن .

ومما فاقم من أعراض (القطيعة) التاريخية والسوسيولوجية ما بين الدولة (الوطنية) والمجتمع (العراقي) ، وضاعف من تبعاتها وتداعياتها على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، هي أن جميع الأنظمة التي وثبت الى سدة الحكم واعتلت صهوة السلطة – سواء عن طريق الانقلابات أو المؤامرات – بدلا “من أن تعمل على تجسير أو تقليص تلك الفجوة / الهوة التي لا تني مساحتها تتسع وأبعادها تتعمق ، سعت الى تكريسها مؤسسيا”وترسيخها سيكولوجيا”، بحيث لم يعد هناك ما يجمع بين الطرفين سوى انعدام الثقة المتبادل وغياب لغة التواصل والتفاعل البيني . وذلك على خلفية ما كانت تكنّه الجماعات والمكونات من مواقف سلبية حيال (دولة) طالما أثبتت عجزها – رغم كل ما بحوزتها من إمكانيات مادية ومعنوية – عن إثبات صدقية تمثيلها مصالح المجتمع (العراقي) الكلي ، بدلا”من كونها أضحت مؤسسة تعمل لصالح جماعات أو مكونات بعينها على حساب مصالح جماعات ومكونات أخرى ، كما عودتنا على ذلك طيلة تاريخها المعمد بالعنف والقسوة .

وعلى هذا الأساس ، فقد واجهت (الدولة) العراقية إشكاليتان لا يمكن دون استيفاء شروط تخطيهما والمضي باتجاه حل ألغاز المآسي والكوارث والفواجع ، التي لم تفتأ مكونات المجتمع العراقي من تجرع مرارتها والاكتواء بلظاها والاحتراق بسعيرها من حين لآخر كما لو أنها لعنة أبدية . هذا وقد تمثلت الإشكالية الأولى بتجاهل مسألة (تعريق) الدولة وحسم موقفها من الانتماء الى العراق أرضا “وشعبا”، من دون تمييز أو تفضيل على أساس سياسي / حزبي أو إيديولوجي / عصبوي . أي بمعنى ان الدولة العراقية لم تكن منذ تأسيسها دولة (مجتمع) كلي ، وإنما كانت – ولا تزال – دولة أصوليات ؛ إيديولوجية أو اقوامية أو طوائفية أو قبائلية أو عشائرية أو جهوية ، والآن بات عليها أن تستحيل الى كيان مؤسسي يتمتع بالسيادة الوطنية والقوة الشرعية التي من شأنها السمو به فوق تلك الأصوليات الفرعية والعصبيات التحتية . أما ما يتعلق بالإشكالية الثانية ، فقد تمثلت بعجز تلك الدولة وانعدام قدرتها على حيازة (هوية حضارية) عامة وشاملة عابرة للانتماءات التحتية والولاءات الفرعية ، والتي طالما شكل غيابها عائقا” جديا”في تحوّلها من دولة (رعويات) أصولية (اثنية ومذهبية وقبلية) متكارهة ، الى دولة (مواطنة) عراقية (معيارية ودستورية وإنسانية) جامعة وموحّدة .

وعلى هذا الأساس ، فان قضية (استعصاء) حيازة الدولة العراقية لكينونة حضارية عليا تتميز بها وتدل عليها ، وتكون لها بمثابة (هوية) وطنية جامعة تنضوي تحت رايتها – ولا نقول تنصهر في بوتقتها - مختلف أنماط الهويات والثقافات التي يتشكل من تفاعلها وتواصلها وتكاملها النسيج الفسيفسائي للمجتمع العراقي ، ستبقى العائق الأكبر والتحدي الأخطر ليس فقط حيال معضلة (اغترابها) المزمن عن بيئتها الاجتماعية الحاضنة (الوطنية) فحسب ، مثلما (فشلها) في استعادة سلطتها المنتهكة وإمكانية فرض هيبتها المستباحة فحسب ، بل وكذلك ستمنح للجماعات والكيانات الأصولية المنفلتة المبررات الواقعية والمسوغات المنطقية ، لكي تستمر بالتمترس داخل حصون عصبياتها الأولية والتحصن وراء جدران نوازعها البدائية .     

 ********************************************

كنتُ..

دلال جويّد

في حياتي الماضية كنت فلاحة

ازرع القمح للعصافير

واخبئ الفزاعات

في جيب قميصي..

في حياتي الماضية كنت عاشقة

اقطف التفاح

للولد الجميل

وازين قلبي بوردة

كنت ارقص قرب النهر

عصفوراً

قتلته رصاصات القبيلة..

في حياتي الماضية

كنت احبك

احبك جداً

حد اني طرزت قمصانك بالدموع

وتركت بكفك قبلتي.

ورميت نظراتي

على ارض خطواتك الراحلة.

في حياتي الماضية

كنت اماً اعلم ابنائي كلام الثورات

وانقص بمقدار عمر

كلما غيب السجن ثائراً منهم

وانجب اخاه

كي لا تخلو السجون..

في حياتي الماضية

كنت عشبة الخلود

لكنك ما بحثت عني

ولا سقيتني

فذبلت

في حياتي الماضية

كنت نخلة

قتلتني الحرب

 *******************************************************

قراءة رواية «فتاة القطار» وفهم النفس البشرية

كُليزار أنور

لم تعد الرواية حالة تعبيرية خالصة لِما يشعر به الكاتب، بل تَعَدت إلى نوع آخر من السرد بتسليط الضوء على فكرة ما بصيغة رمزية.. والميدان ميدانه، له الحق في تناوله كما يريد وبما يبحث ويقرأ ويجاهد في أن يحصل على معلومات ومصادر تصب في خدمة فكرة روايته التي يريد إنجازها وتقديمها للقراء لتكون بشكل مختلف عنما هو سائد، ومنها هذه الرواية الرائعة، التي انتهجت فيها الكاتبة البريطانية (باولا هوكينز/ 1972) نهجاً دقيقاً لتكشف عن عوالم غريبة وتناقش قضايا حيوية، حساسة في المجتمع الغربي والمرأة خصوصاً، لتنقل لنا الأحداث بأسلوب سردي/ مأساوي مثير وبمهارة فائقة بالاسترسال يجعلنا نمضي في تقليب صفحات الرواية ونندمج مع الأحداث اندماج القطار على سكته. من نافذة القطار أدخلتنا الكاتبة المولودة في مدينة “هراري” بزيمبابوي، واستقرت في لندن عام (1989) بعمر (17) سنة إلى حيوات أخرى لثلاثة سيناريوهات متخيلة لثلاث نساء (ريتشل/ طليقة توم، وميغان/ عشيقة توم، وآنا/ زوجة توم التالية) ثلاث عربات تمضي على سكة تتمثل بشخصية (توم). وهي أشبه بالمذكرات لثلاثتهن.. تصور انفعالاتهن النفسية بحبكة سردية مشوقة تتشابك خيوطها ورصد الحالة التراجيدية بمهنية روائية خبيرة تتخيلها كأنها واقع يتمثل أمامك. وقطار ضواحي لندن يعد ظاهرة مبهرة لدور النشر والتي فازت بجوائز عديدة وحققت نجاحات كبيرة ومبيعات عالية أكثر من (15) مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، وترجمت لأكثر من (42) لغة منها العربية.. ترجمها “الحارث النبهان” ترجمة راقية/ دقيقة بالمستوى والأداء اللغوي، نقلت الأحاسيس والمشاعر قبل الكلمات. وقد أُنتجَ كفيلم قبل نشرها كرواية في العام (2014) بواسطة (Dream Works Pictures) وبدأ بتصوير الفيلم في نوفمبر/ 2015 في مدينة نيويورك. من إخراج “تيت تايلور” وبطولة (إيميلي بلنت/ ريتشل، هيلي بنت/ ميغان، ريبيكا فيرغسون/ آنا، جستن ثيرروكس/ توم) وحاز على العديد من الجوائز السينمائية. ومَن لم يقرأ الرواية أولاً لن يكون بإمكانه فهم أحداث الفيلم بشكل جيد، فالتفاصيل الدقيقة في الرواية هي التي تعطي للحكاية قيمتها الأدبية الحقيقية والإبداعية. ولقد صدر للكاتبة أربع روايات أخرى قبل هذه، لم يكتب لهم النجاح، وكانت تنشر باسم مستعار هو (آيمي سيلفر). وفي العام 2022 نشرت روايتها الناجحة أيضا “على نار هادئة. تصنف (فتاة القطار) كرواية (بوليسية) على غرار روايات اجاثا كريستي وألغازها كونك تشك بكل الأشخاص ماعدا الشخصية التي قامت بالجرم.. أو (خيال علمي/ علم النفس). وتجسد معنى الانحلال الأخلاقي بالخيانة الزوجية وادمان الكحول ومعاناة المرأة المطلقة، والاكتئاب، والوحدة، والخوف. مثلث تجسده أضلاع ثلاثة (ريتشل وميغان وآنا): عوالم بطلة الرواية الرئيسية (ريتشل) التي لديها مخيّلة مفرطة في النشاط رغم ثمالتها، تروي لنا من خلال نافذة القطار الذي يمضي ببطء من ضواحي لندن إلى قلبها، تعكس خيالات امرأة مطلقة (مضطربة/ مدمنة/ مكتئبة) فقدت توازنها وتأرجحت بين الواقع والخيال. تستقل القطار يومياً للذهاب إلى عملها الذي فقدته.. تسند رأسها على زجاج العربة ناظرة إلى البيوت التي تجري كأنما أمامها مثل صور متعاقبة. ومن بين هذه البيوت، بيتها الذي عاشت فيه كزوجة ولها بصمة في كل زواياه قبل طلاقها من (توم) الذي خانها وتزوج من (آنا) بعد اخفاقها في أن تكون أماً وأسكنها في بيتها وخلّف منها ابنتهما (ايفي). لم يكن بإمكانها تجاوز كل الظلم الذي تعرضت له فتضيع في متاهة الكحول والشعور بالوحدة والحزن وتحاول ترميم ذاتها ولملمة نفسها، لكنها تفشل، فما تزال تحب توم وتطارده. وكونها تعقدت من الخيانة يشد انتباهها ذات يوم بينما كان القطار عالقاً عند الإشارة الحمراء أمر غريب لزوجين تعتبر حياتهما ذهبية ومثالية تجد الزوجة مع شخص آخر يحاول تقبيلها، فتستعيد خيانة زوجها بالصورة، وتتبدد تلك الحياة التي تخيلتها، فتسقط في شباك قضية جريمة قتل معقدة، لتبدأ رحلتها في كشف هذه الحقيقة بعد اختفاء (ميغان). وبسبب إدمانها الكحول لم تتذكر ما حدث في النفق في تلك الليلة، حالة السكر الدائم وعلى طول خط الرواية يجعلها شخصية غير متوازنة/ منكسرة/ هشّة. ميغان.. البطلة الثانية و(العقدة) في الرواية، اختفت في ظروف غامضة، هي التي تراقبها ريتشل من القطار وتحسدها على حياتها مع زوجها (سكود) إلى أن تراها في أحد الأيام مع شخص بملامح أخرى. وباتت حياتها التي تحولت إلى سلسلة من العقد النفسية بعد موت أخيها ووالدها وطفلتها الرضيعة، فالكل يغادرها، لذا تبحث عن الجديد في دروب المستقبل، وتحاول مغادرة الآخرين قبل أن يغادروها، فتقع ضحية تخبطها وتعثرها ومعاناتها التي تختلف عن معاناة ريتشل، بل هي على النقيض منها تماماً.. ريتشل حبست نفسها في مربع الماضي، بينما ميغان تدفع حياتها نحو المستقبل وبدون تخطيط، هاجسها التغيير مما يجعلها تخسر حياتها نتيجة هذا التخبط الطائش الذي بلا بداية ولا نهاية بلا علاج لهذه الأخطاء التي لا تورثها سوى الألم، فدفعت حياتها ثمناً غالياً. وكلتا الشخصيتين مدمنتين.. ريتشل على الكحول وميغان على الأدرينالين. آنا.. الشخصية الثالثة، هي المرأة التي خانها توم معها.. لا تشبه ريتشل المسجونة في الماضي ولا ميغان التي تحاول التمسك بذيول المستقبل.. كانت بين الاثنتين، هي لحظة الواقع الذي عاشته، بعد أن غرمت بتوم وتزوجته وانجبت ابنة جميلة (ايفي). توهمك الكاتبة بأن بطلتها تعيش في عالم التخيلات وتدفعها تلك إلى أن تكون بشخصية مزدوجة، وقد جعلها الافراط بالشراب أن تنسى كل ما حدث لها، وكأنها كانت في غيبوبة، ولكن تبينَ لنا أن (توم) تعمّدَ أن يجعل نظرة الآخرين إليها هكذا ليتسنى لهُ التخلص منها والتفرغ لعشيقته. وشخصية توم تتمثل في موقفها من الرجال. توم.. سكة القطار الذي مضت عليه حيوات الشخصيات الثلاث.. المجرم والقاتل الذي كشفته الكاتبة في نهاية الرواية (الزوج والعشيق والطليق) هو شخصية معقدة/ مبطنة بالشر والاستهتار والأنانية وعدم المسؤولية هجر ريتشل كونها عاقر مما تسبب في إدمانها الكحول وخان زوجته آنا بعد أن أنجبت، فشعر بأنه مهمل، وقتل ميغان لأنها حملت منه. القطار وما حوله.. مركز الأحداث.. معنى مجازي له بعده العميق لمحطات الحياة.

 **********************************************************

قصة قصيرة.. الصوت

ليلى المرّاني

 انتهينا... الآن يجب أن نقيم مجلس العزاء، انتظرنا عشرين عامًا ولولَ صوت عمّي الذي يصغر والدي بخمسة أعوام، سقط رأس أبي على صدره، هرعتُ إليه أحتضنه، بلّلتْ دموعه رقبتي، أعنتُه ليذهب إلى فراشه حاملًا سجّادة صلاته التي أصبحت جزءا منه منذ فقدنا أخي في الحرب... بعد ثلاثة أيام، أقمنا مجلس عزاءٍ لوالدي ولأخي المفقود. لم أنمْ ليلتها، حبال غليظة تلتفّ حول رقبتي، تخنقني، عينا ياسر التائهتان تتّسعان، تقذفان حممًا تحيل فراشي جحيمًا يستعر؛ فأفزّ مذعورًا، أحوم في غرفتي الصغيرة كطيرٍ ذبيح، يُلاحقني الصوت اللعين: (قتلتَ أباكَ.. قتلتَ أباك )، ترافقه عين سوداء كبيرة.. كبيرة لدرجةٍ مخيفة، تتّسع، تسدّ ما في غرفتي من فراغ. ماذا فعلتُ؟ كيف منحتُ نفسي تلك السلطة الغاشمة وقررتُ مصيره؟. حين جاء به حارس المعتقل الذي ضمّ مئات الأسرى؛ صُعقتُ... قامة هزيلة مُنحنية، يكاد رأسه يلامس الأرض، شعر أبيض أشعث يختلط بلحية بيضاء كثّة، أستحضر صورته قبل أن تسرقه الحرب منّا، (هذا ليس أخي... ليس ياسرًا). لحظات حاسمة كانت بين أن أحتضنه وأعود به إلى بيته وزوجته وابنته، ضائعًا، فاقدًا ذاكرته والنطق، أشعث الشعر، أشيبه؛ وأن أتركه في عالمه الذي اعتاد عليه، صامتًا كحجرٍ أصمّ، لا يعي ما حوله.جفلَ وارتجف هلعًا، واضعًا ذراعيه حول رأسه ووجهه حين حاولت أن أحتضنه، أراد أن يهرب؛ لكنَّ الحارس أعاده، وفي محاولةٍ منّي لتحفيز ذاكرته، وضعتُ أمامه صورًا لزوجته وابنته التي تركها وعمرها ثلاثة أعوام، وصورًا لوالدي وأمّي التي رحلت وهي تذرف آخر ما تبقّى في مقلتيها من دموع؛ لكنَّه كان ينظر إلى السقف ويبتسم ببلاهة أثارت حفيظتي؛ إلّا أنه حين أخذ صورة زوجته وهو يحاول الهرب لم أنتبه، كانت الدموع تملأ عينيَّ فلم أرَ ذلك. بل انتبهت وتغاضيت. أيها الصوت اللعين، لماذا تنكّل بي هكذا؟ أخبرتُك الحقيقة مائة مرّة؛ لكنك لا تريد أن تُصدِّقني، سأُعيدها عليك للمرّة الأخيرة: ذهبتُ إلى المعتقل وأنا أحمل مبلغ الفدية التي تنقذ أخي من الأسر، بعد أن أعلنت حكومة الدولة العدوّة عن إطلاق سراح الأسرى مقابل مبلغ كبير من المال، اضطررتُ لأن أستدينه من عمّي وبعض الأصدقاء، كان الطريق طويلًا لا يريد أن ينتهي كنتُ أحمل صخرة سيزيف على ظهري، وعدتُ وأنا أحمل سيزيف وصخرته اللعينة، نزفٌ في قلبي يوجعني وأنا أُمهّد للكذبة التي ستُنهي ما تبقّى من احتمال أبي ومقاومته، تمنّيتُ أن يطول الطريق، ألّا أعود، أن أهرب... أو أن أعود إليه، أحمله شبحًا لا يملك من (ياسر) الذي كان يملأ البيت صخبًا وحياة، غير تلك الندبة التي على أنفه، ولولاها، أُقسِم؛ لما عرفته؛ أُلقيه عبئاً على زوجةٍ أنهكتها الحياة انتظارًا، وأبٍ لم يبقَ من نسغه إلاّ القليل القليل. وأملٌ عاد ينمو في قلبك أن… أن ماذا؟ تحظى بها أخيرًا أيها اللعين، كيف تقول ذلك؟ هل نسيت أنها زوجة أخي؟

لكنك أحببتها قبل أن تُصبح زوجة أخيك كنتُ مراهقًا، وهي تكبرني بثلاثة أعوام، كتمتُ حبّي لها، بل وأدتُه حين علمتُ أنَّ أخي يُحبّها، وأنَّهما تعاهدا على الزواج. ولم تتزوّج لحدّ الآن على الرغم من بلوغك الأربعين. نذرتُ نفسي لرعاية والديّ وابنة أخي؛ كي لا تكون تحت رحمة رجل غريب يدخل بيتنا. ههههههه! حجّة واهية وادعاء كاذب مَن أنت؟ أتعبتني... مَن أنت؟ أنا ما تبقّى من ضميركَ..

 ***********************************************

الصفحة الثانية عشر

في «دار المأمون».. استذكار الصحفي المخضرم الراحل حميد رشيد

بغداد - عليّ جبّار عطيّة

عقدت «دار المأمون» للترجمة والنشر، الثلاثاء الماضي، جلسة استذكار للصحفي المخضرم الفقيد حميد رشيد، شارك فيها رئيس تحرير «طريق الشعب» الرفيق مفيد الجزائري إلى جانب نخبة من المثقفين والأدباء، وبحضور المدير العام للدار السيد فلاح شاكر.

 وجاء الاستذكار في مناسبة صدور كتاب عنوانه «حميد رشيد كما يراه الإعلاميون»، من تأليف ابنته الكاتبة والصحفية رجاء حميد رشيد، مديرة التحرير في القسم الإعلامي بوزارة الثقافة.

الجلسة التي احتضنتها «قاعة طارق العبيدي» في مقر الدار، أدارها الشاعر عدنان الفضلي، واستهلها بالقول أن «حميد رشيد شخصية فذة، ومترجم عن اللغتين الانكليزية والفرنسية، وقد ثقّف نفسه بنفسه، وجاء إلى عالم الصحافة منطلقا من الصفر، ليصبح أحد أعلامها».

بعد ذلك، تحدثت الصحفية رجاء عن كتابها، وعن التحديات التي واجهتها خلال إنجازه، مبينة أن والدها توفي عام 1969، حينما كانت هي في الرابعة من العمر، تبعته والدتها بعد أربع سنوات، فأصبحت يتيمة الأبوين.

واستدركت «لكن طيف والدي لم يغب عني، فصارت قضيتي هي أن أدوّن سيرته من خلال أصدقائه ومعارفه»، مشيرة إلى أنها اهتدت على بعض الشخصيات ممن جايلوا الراحل «فكانت الحصيلة 19 شهادة بأقلام 19 شخصية، تألف منها الكتاب».

 وفي سياق الجلسة، قدم عدد من الحاضرين شهادات عن الفقيد، كان أولهم د. جمال العتابي، الذي تحدث عن بداية تعرفه به عام 1962، وذلك في سجن الكوت عندما ذهب لمواجهة والده السجين، فعرفه اول مرة واندهش حين وجده يتعلم اللغة الفرنسية في السجن، بعد أن اتقن الانكليزية ذاتيا.

وتناول العتابي  شخصية الراحل في المسارات الإنسانية والسياسية والمهنية، وأشار إلى ريادة الفقيد في تأسيس نقابة الصحفيين العراقيين عام 1958، برفقة أسماء كبيرة منها الجواهري ويوسف البستاني وفائق بطي وعبد المجيد الونداوي.

وتحدث بعد ذلك رئيس التحرير مفيد الجزائري الذي وصف حميد رشيد بأنه «المعلم والأخ الكبير». وأضاف يقول عنه انه كان باسماً، ودودا، عصاميا، ومبتكرا، وجريئا، ووطنيا حقيقيا». واستذكر خروجه معه في الأول من أيار عام 1959، ضمن المسيرة الجبارة في مناسبة عيد العمال العالمي.

وعن الكتابات الصحفية للراحل حميد رشيد قال الجزائري أنها «شديدة البساطة والوضوح، قصيرة الجمل، صافية اللغة، فكان ما يكتبه أقرب الى السهل الممتنع».

واختتم الجزائري مداخلته بالقول أن «حميد رشيد يبقى عالقاً في الذاكرة، وحياً في نفوسنا وضمائرنا وقلوبنا وعقولنا».

وساهمت في الجلسة أيضا السيدة شميران مروكل، التي اثنت على الكاتبة رجاء حميد وعلى جهدها وقالت انها عملت معها في وزارة الثقافة، وكانت زميلة لها في كلية الإعلام وفي رابطة المرأة العراقية.

واختتمت الجلسة بقصيدتين في ذكرى الفقيد، الأولى للشاعرة جمان السامرائي، والأخرى للشاعر رياض عزيز.  

 ***********************************************

في مقر شيوعيي البصرة.. د. ضرغام الأجودي يتحدث عن ثقافة الطفل

البصرة - صلاح العمران

ضيّف “ملتقى جيكور” الثقافي في البصرة، أخيرا، د. ضرغام الأجودي الذي تحدث عن “آلية الاشتغال في ثقافة الطفل”، وعن كتابه الجديد الموجه للأطفال “سركيس يزور البصرة”.

حضر الجلسة التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، جمع من المثقفين والمهتمين في شؤون الأطفال. وقد أدارها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري.

في البداية، قدم الكاتب والإعلامي باسم محمد حسين، فقرته المعتادة “خارج الموضوع”، التي يقدمها قبيل بدء جلسات الملتقى. وهذه المرة عرض فيلما قصيرا جدا عن الكاتبة الإنكليزية اجاثا كريستي.

د. الأجودي، وهو نائب محافظ البصرة واختصاصي في صحة الطفل وعضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، استهل حديثه ملقيا الضوء على طبيعة الكتابة الموجهة للأطفال، والتي يجب قبل الخوض فيها أن تؤخذ بنظر الاعتبار المراحل العمرية للأطفال الموجهة لهم تلك الكتابة.

وأضاف قائلا أن الكتابة الموجهة للأطفال يجب أن تراعي أيضا الخصائص النفسية والعقلية واللغوية للطفل، وأن تتوافق مع قدراته وتجاري مراحل نموه العقلي والجسدي والاجتماعي، لافتا إلى انه “من أجل تنمية الطفل، والأخذ بيده نحو الجادة الصحيحة، يجب أن تركّز الكتابة الموجهة إليه على مفاهيم السلام وتقبل الآخر، وعلى الابتعاد عن العنف والتعصب”.

وأشار الضيف إلى أنه أصدر عام 2020 مجلة للطفل عنوانها “السندباد”، تنشر رسوما يتقبلها الطفل وتساعد في تنمية قدراته العقلية. ثم تطرق إلى كتابه “سركيس يزر البصرة”، مبينا أنه قصة تشجع على التعايش السلمي والمحبة والألفة بين الأطياف والمكونات الاجتماعية والدينية. 

وتخللت الجلسة مداخلات ساهم فيها العديد من الحاضرين.

وفي الختام قدم الكاتب باسم محمد حسين لوحا إبداعيا باسم الملتقى إلى د. ضرغام الأجودي، فيما قدم له الكاتب زكي الديراوي هدية تذكارية.

 ********************************************

رابطة المرأة العراقية تقيم حفلا فنيا للأطفال

بغداد - رفاه المعموري

في مناسبة يوم الطفل العالمي الأول من حزيران، أقامت رابطة المرأة العراقية أول أمس الجمعة، حفلا فنيا للأطفال، وذلك على قاعة “جمعية الثقافة للجميع” وسط بغداد.

حضر الحفل أطفال من “منتدى الأم والطفل” و”مكتبة الطفل العراقي” في مدينة الثورة (الصدر)، إلى جانب عدد من الرابطيات.

سكرتيرة رابطة المرأة شميران مروكل، استهلت الحفل بقراءة بيان الرابطة في المناسبة.

ثم انطلقت الفقرات الفنية، وتضمنت غناء ورقصا وعرض أزياء ورسما حرا وعرضا مسرحيا.   

 **************************************************

أطفال البصرة يحتفلون بيومهم العالمي

البصرة – فالح ياسين عبود

أقامت رابطة المرأة العراقية في البصرة، حفلا في مناسبة يوم الطفل العالمي الأول من حزيران.

حضر الحفل الذي أقيم على “شارع الفراهيدي” للثقافة والكتاب في مركز المدينة، جمع من الأطفال وعائلاتهم. وقد أدارته نائبة سكرتيرة الرابطة الشاعرة بلقيس خالد بالتعاون مع عدد من الرابطيات.

وبعد إلقاء كلمة الرابطة في المناسبة، انطلقت فعاليات فنية وترفيهية منوعة، اختتمت بتوزيع الهدايا على الأطفال الحاضرين. 

 ***********************************************

دورات تقوية مجانية في بيت شيوعيي نينوى

الموصل – طريق الشعب

قدم “مركز يحيى قاف” للتدريس المجاني في الآونة الماضية دروس تقوية لطلبة الصف الثالث المتوسط في مادتي اللغة الانكليزية والرياضيات، وذلك في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في نينوى.

وخصصت محلية نينوى إحدى قاعات مقرها لتلك الدورات، ووفرت لها جميع مستلزمات التدريس. وقد تطوع كل من الأستاذ سمير الخال في تدريس مادة اللغة الانكليزية، والأستاذ مصطفى مهدي صالح في تدريس مادة الرياضيات.

يشار إلى أن المركز حمل اسم “يحيى قاف”، اعتزازا بالتربوي والمناضل الراحل يحيى الشيخ عبد الواحد، المعروف باسم يحيى قاف، والذي كان له الفضل في تأليف طرق تعليم للكبار. كما كان يجالس العمال في المسطر، ويعلمهم القراءة والكتابة. وقد ساهمت عائلة الفقيد في دعم المركز ماديا ومعنويا.

 ******************************************

التشكيلي فاضل ضامد يعرض «بازة» في كربلاء

كربلاء – سلام القريني

ضيّف «متحف صلاح حيثاني» في كربلاء، أخيرا، معرضا شخصيا جديدا للفنان التشكيلي فاضل ضامد، حمل عنوان «بازة».

وقص شريط افتتاح المعرض القاص والناقد جاسم عاصي، بحضور جمع من الفنانين والمثقفين والأدباء ومتذوقي الفن التشكيلي.

وضم المعرض لوحات بمختلف الأحجام، نفذها الفنان ضامد على قماش «البازة»، ما شكلّ علامة فارقة مقارنة بمعارضه السابقة – حسب ما رآه اختصاصيون في التشكيل.

رئيس جمعية الفنانين التشكيليين في كربلاء الفنان محمد حاتم، سجل انطباعه عن المعرض بالقول، أن «الفنان ضامد قدم في هذا المعرض خلاصة تجربة فنية غنية استندت إلى التجريب والتجريد»، مشيرا إلى أن «ضامد يركز في أعماله على مساحات لونية مرمزة بشكل تلقائي، ويبتعد عن المباشرة ويخلق متنوعات شكلية تجريدية تستقر على اللوحة ككتل لونية منسجمة». وفي سياق المعرض، قدم عازف الكمان رحيم رباط مقطوعات موسيقية.   والفنان فاضل ضامد تخرج عام 1980 في كلية الفنون الجميلة، وهو بالإضافة إلى كونه فنانا تشكيليا، تربوي وقاص صدرت له مجموعات قصصية.  وخلال مسيرته الفنية الطويلة، أقام ضامد معارض شخصية عديدة في كربلاء ومحافظات أخرى. كما شارك في العديد من المعارض المشتركة، آخرها المعرض الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي ابان نيسان الماضي على «قاعة كولبنكيان» في بغداد، بمناسبة عيده الـ 89.

 ******************************************************

«الطبيعة بعيون الكاميرا» في أربيل

أربيل - شاكر عبد جابر

احتضنت “قاعة ميديا” للفنون التشكيلية في مدينة أربيل، يوم الاثنين 29 أيار الفائت، معرضا فوتوغرافيا للفنان عمر خضير كاكيل، حمل عنوان “الطبيعة بعيون الكاميرا”.

ضم المعرض الذي استمر يومين، أعمالا فوتوغرافية نقل عبرها كاكيل جمال الطبيعة الكردستانية، في راوندوز وبروست وحساروست وبرزيوه ودوكان وسفين. إذ اقتنصت عدسته الغابات والبيوت التراثية والنباتات والورود.

 **************************************************

ستوكهولم.. انبثاق مجموعة ثقافية نسوية عراقية

ستوكهولم - باسم ناجي

انبثقت أخيرا في العاصمة السويدية ستوكهولم، مجموعة ثقافية نسوية عراقية تحمل عنوان “مرايا”، وتضم كوكبة من المبدعات في مختلف الاختصاصات.

هذه المجموعة التي تشكلت بالتعاون مع “دائرة تقارب الثقافات” السويدية (سينسوس)، أعلنت انبثاقها في جلسة عقدتها على إحدى قاعات الدائرة في منطقة ميدبوريا بلاستن قرب مركز العاصمة. وقد حضر الجلسة ممثل الدائرة ياسين أحمد وعدد من أبناء الجالية العراقية المهتمين في الشأن الثقافي.

وخلال الجلسة، تحدثت كل واحدة من أعضاء المجموعة، عن تطلعاتها الثقافية، وعن الأسباب التي شجعتها على الانضمام لهذه المجموعة التي تهدف إلى تسليط الضوء على الطاقات المميزة والخلاقة للمبدعات والمبدعين العراقيين.

ودشّنت المجموعة خلال الجلسة أول نشاطاتها، بتوقيع ثلاث روايات للروائية زينب الكناني، هي: “خيّاط الحي”، “وكشفت رأسي” و”أقراط مينا”.

 هذا وتخلل الجلسة فاصل موسيقي.