اخر الاخبار

الصفحة الأولى

الاتحاد العام لنقابات عمال العراق يعلن التضامن مع مطالبهم.. عمال معامل طابوق النهروان يروون لـ «طريق الشعب» قصة اعتقالات دموية ويقولون: نعمل في الجحيم!

بغداد ـ طريق الشعب

في مجمع معامل طابوق النهروان تتجسد انتهاكات حقوق العمال بأبشع صورها. فعلى الرغم من ان هناك قوانين نافذة تضمن حقوقهم، إلا أن ارباب العمل فوق سلطة القانون، وهم من يشكوا العاملون من سوء تعاملهم معهم.

وفي هذا المجمع يعاني العمال من مظلومية كبيرة ومصادرة لأبسط حقوقهم، بضمنها حقهم في شروط الصحة والسلامة.

وقد نظم العمال وقفة احتجاجية أمام معامل الطابوق، رفعوا خلالها جملة من المطالب، بضمنها شمولهم بقانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، فضلا عن زيادة أجورهم مقابل ما يقدمونه من أعمال قاسية، وتحديد ساعات العمل، كونهم يقضون قرابة 16 ساعة في أعمال صعبة بين إخراج الطابوق من الأفران وتحميله الى الشاحنات، مقابل أجور زهيدة.

مطالب مشروعة

تقول عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق، كوريا رياح، ان “هؤلاء العمال لا يملكون ضمانات حقيقية، ولا تتم مراعاة شروط الصحة والسلامة المهنية خلال عملهم، ولا قانون يحميهم، ولا تلتفت الدولة لهم ولمصالحهم، لذلك لجأوا للتظاهر وتنظيم الاضراب”.

وتبين رياح ـ وهي مشرفة على نقابة البناء والاخشاب ـ قائلة: ان “مطالب العمال بسيطة، وتبدأ من تطبيق قانون العمل. وقانون العمل رقم 37 لسنة 2015، أكد أن أجور العامل غير الفني 350 ألفا، بينما هؤلاء العمال يطالبون بـ 200 ألف دينار”، مضيفة أن “قانون العمل يحدد ساعات العمل بثماني ساعات، بينما هؤلاء العمال يعملون 14 ساعة في ظل ظروف قاهرة لا تصلح للعمل الآدمي، ويتقاضون في مقابل ذلك 4 الاف دينار فقط يومياً”.

وتابعت النقابية حديثها لـ”طريق الشعب”، موضحة انه “منذ يومين قامت دوريات لا نعلم لمن تعود تحديداً: شرطة اتحادية او استخبارات، باعتقال عدد من العمال من أماكن عملهم وبيوتهم، وتتهمهم بالتجاوز وانهم مخربون، وفي واقع الحال هؤلاء العمال بسطاء يتظاهرون بسبب الجوع والظروف القاهرة. ولا نعتقد انهم عنفيون، ولكن هناك أشخاصا يدفعهم ارباب العمل الى شيطنتهم وتشويه صورتهم، أي انهم اجراء ضد هؤلاء العمال”.

اعتقال 7 عمال

وفي ما يخص الاعتقالات التي تعرض لها عدد من العمال، أكد رحمن داغر، وهو أحد العاملين، تعرض أولاد أخيه للاعتقال. وقال انهم نظموا حملة لتبليغ العمال في المجمع بموعد الوقفة الاحتجاجية التي سينظمونها. وسرعان ما جاءت سيارات قوات الامن واعتقلت عددا منهم، والان ينتظرون إحالتهم الى محكمة النهروان.

وقال داغر “عندما اعتقلت السلطات الأمنية عاملين اثنين، حاول ثالثهم الهرب من قبضتهم، فذهب مسرعاً صوب رب العمل لكي يحتمي به، لكن الأخير سلمه إلى عناصر قوات الأمن، فقام أحدهم بضربه على رأسه، وسقط على الأرض فاقداً الوعي، ومنعونا من إسعافه أو التقرب منه. وعندما غادروا قامت مجموعة من العمال بنقله إلى مستشفى النهروان”.

وتابع روايته لـ”طريق الشعب” قائلا: “عندما وصل المسعفون والمصاب الى المستشفى وعلمت الشرطة بهم، قامت بملاحقتهم، والقت القبض على أربعة عاملين من المسعفين، لتكون الحصيلة 7 عمال معتقلين في مركز الشرطة”.

واكد داغر انهم لا يطالبون “سوى بحقوق ضمنها لنا القانون، ولا نمارس الا حريات كفلها الدستور لنا. لا اعتقد ان هناك بشرا يستطيع العمل في ظل درجات الحرارة الحارقة وبأجور لا توازي حجم مخاطر وصعاب هذا العمل. ومع كل هذا أرباب العمل لا يهتمون بما نطالب به من حقوق هي في واقع الحال ادنى من حقوقنا القانونية”.

تقرير مفصل عن احوال عمال النهروان في عددنا القادم

على صفحة «حياة العمال»

 **********************************************

راصد الطريق.. بيئتنا المنكوبة .. بلا حصة في الموازنة! 

هدد مرصد “العراق الأخضر” المعنيّ بقضايا البيئة والمناخ بالطعن في قانون الموازنة، اذا جرى تمريره بصيغته الحالية في مجلس النواب، كاشفا عن انه يخلو من أية تخصيصات استثمارية للبيئة ولمكافحة التغيرات المناخية في البلاد.

وبيّن المرصد ان المخصص للبيئة “هو ضمن الموازنة التشغيلية، أي رواتب ونفقات لوزارة البيئة وموظفيها” لا غير. وزاد ان الموازنة تخلو من كلمات التصحر والجفاف والتلوث البيئي وحتى تغير المناخ، موضحا ان الحكومة بهذا “تخالف برنامجها الحكومي في القضايا البيئية التي لها تأثير مباشر على صحة الناس”.

يحدث هذا في الوقت الذي يعاني فيه العراق من آثار التغير المناخي والجفاف والتصحر والعواصف الترابية، والانبعاثات الغازية جراء حرق النفايات، ورمي مخلفات المستشفيات في الأنهار واحراق بعضها بطرق بدائية، وغيره الكثير.

ويحدث بعد ان صدع المسؤولون رؤوسنا بتبريراتهم لتضخم الموازنة وكونه وليد حاجة الناس والبلد للمشاريع الخدمية والتنموية، فاذا بموازنتهم تتجاهل قضية كبرى مثل التغير المناخي والبيئة.

انه الفشل بعينه، الناجم عن عجز المنظومة الحاكمة عن إيجاد الحلول للمشاكل العويصة التي تواجه البلد، بكبيرها وصغيرها.

 *************************************************

الصفحة الثانية

المعموري: ضغوط سياسية تمنع تغيير المسؤولين المقصرين

متابعة ـ طريق الشعب

اكد النائب المستقل امير المعموري، وجود ضغوط سياسية على رئيس الوزراء تمنعه من المضي في عملية تغيير المحافظين والمدراء العامين المقصرين بعملهم.

وقال المعموري في حديث صحفي ان “عملية تقييم المحافظين والمدراء العامين هي مسؤولية مشتركة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية”.

واضاف ان “ديوان الرقابة المالية اعد ملفا حول عمل المدراء العامين والمحافظين من ناحية الاداء والنزاهة”، مشيرا الى “تشخيص العديد من الملاحظات والمخالفات في هذه الملفات”.

واشار الى ان “رئيس الوزراء تعامل مع بعض الملفات وقام بتغيير عدد من المسؤولين، لكن الضغوط السياسية من قبل الاحزاب المتنفذة ساهمت في تعطيل تغيير المسؤولين المقصرين من اتباعهم”.

 *****************************************

نائب: الائتلاف تحّول الى اختلاف.. خلاف مستمر بين أطراف «إدارة الدولة» حول تعديل الموازنة

بغداد – طريق الشعب

تواصل أطراف تحالف إدارة الدولة تراشق الاتهامات في ما بينها حول موضوع الموازنة العامة، في مشهد اعتاد العراقيون على نغماته، مع كل محاولة اقرار موازنة عامة للبلاد.

ووسط انباء عن الغاء تعديلات اللجنة المالية وتعليق عملها، تصر بعض الأطراف على مضيها في التعديلات، ما يعني استمرار تأخير الموازنة.

لكن رئيس اللجنة المالية في مجلس النواب، عطوان العطواني، دعا يوم أمس في تصريح صحفي، رئاسة مجلس النواب الى “الاسراع في تحديد جلسة التصويت على القانون، خلال الاسبوع الجاري”.

وشدد العطواني على أهمية الإسراع في إقرار الموازنة العامة، “أجل الشروع في الخطط التنموية، وتأهيل البنى التحتية ومواصلة الإصلاح الاقتصادي والتركيز على المشاريع ذات الأولوية، خصوصا الصحة والسكن والخدمات الأساسية، ودعم الاستثمار والقطاع الخاص”.

الغاء التعديلات

وفي تلك الاثناء، كشف مصدر مطلع، أمس الاثنين، عن إلغاء فقرة التعديلات في موازنة 2023 الخاصة بالإقليم، بعد الوصول الى اتفاق سياسي.

ويأتي ذلك بعد أن حسم الإطار التنسيقي باجتماعه الاخير، النقاط الخلافية حول الموازنة العامة الاتحادية، وخرج بخمس توصيات لم يعلن عنها، فيما نوهت أطراف سياسية إلى أن هناك لقاء مرتقبا لأطراف إدارة الدولة في منزل وزير الخارجية فؤاد حسين.

معلومات متضاربة

ونقلت وكالة “بغداد اليوم” عن عضو الحزب الديمقراطي وفاء محمد كريم قولها: انه “تم إلغاء فقرة التعديلات في موازنة 2023 الخاصة بالكرد بعد الوصول الى اتفاق سياسي”.

وقالت كريم، أن “قادة الكتل السياسية وعدوا الديمقراطي بإلغاء التعديلات التي أضيفت على قانون الموازنة”، مستدركة أن “جهة سياسية واحدة امتنعت عن الغاء التعديلات، وهي عصائب أهل الحق”.

وأشارت إلى أن “الموازنة ستمرر بعد إلغاء التعديلات” التي وصفتها بـ”السياسية”.

وأمس الأول، حسم الإطار التنسيقي في “اجتماع استثنائي” النقاط الخلافية حول الموازنة العامة الاتحادية.

وقال الإطار في بيان له، عقب الاجتماع، إنه “بحث آخر المستجدات والتطورات السياسية، وجملة من الملفات المهمة في مقدمتها مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية للسنوات الثلاث (2023، 2024، 2025)”.

واضاف البيان، ان “المجتمعين شددوا على ضرورة حسم ملف الموازنة بأسرع وقت ممكن، لصلته المباشرة بعمل الحكومة وأمور المواطنين اليومية وتحقيق متطلباته الخدمية”.

وفي غضون ذلك، قال مساعد رئيس حكومة إقليم كردستان للشؤون المالية ريباز حملان، أن “أطراف إدارة الدولة ستجتمع في منزل وزير الخارجية فؤاد حسين لبحث الموازنة وأمور أخرى تتعلق بالدولة”.

واعتبرت حكومة إقليم كردستان في وقت سابق، التعديلات التي أجرتها المالية النيابية على الموازنة في ما يخص فقرات الإقليم، مجحفة ومخالفة للدستور، فيما وصفها رئيس حكومة الإقليم بـ”التآمر على إقليم كردستان”.

تصريحات مخالفة

من جانبه، اتهم عضو لجنة النفط والطاقة النيابية كاظم الطوكي، النائب الثاني لرئيس البرلمان شاوخان عبد الله بـ”ممارسة الضغوط واستغلال منصبه لتحقيق مكاسب حزبية ضمن الموازنة”.

وقال الطوكي في حديث صحفي أن “تعديلات اللجنة المالية النيابية فيما يتعلق بتسليم النفط إلى بغداد دستورية حسب النظام الداخلي لمجلس النواب ولا يمكن الطعن فيها”.

واضاف ان “اللجنة المالية مستمرة في عملها لإنضاج الموازنة بغية إرسالها إلى رئاسة مجلس النواب لتحديد موعد جلسة التصويت على القانون”، واصفا “مقترحات اللجنة المالية بتعديل بعض فقرات إقليم كردستان بالدستورية والمشروعة”.

يذكر ان نائب رئيس البرلمان، شاخوان عبد الله، طالب بتعليق أعمال اللجنة المالية النيابية، لحين تصويب عدد أعضاء اللجنة وفق النظام الداخلي، فيما اعتبر كثيرون هذه الخطوة لا تتعلق بالأداء المهني لمجلس النواب بقدر ما هي خطوة ضمن الصراع الدائر بين القوى المتنفذة على بنود الموازنة.

ويتمحور الخلاف بين المركز والاقليم على حصة الأخير من الموازنة العامة، خاصة في المادتين الـ 13 و14، فيما ترفض أربيل تلك الإجراءات، وتعتبرها “محاولة يائسة لن تنجح”، وفقا لرئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني.

من جهته، رأى النائب المستقل محمد عنوز، ان حالة الاتفاق على تشكيل الحكومة، والاختلاف على اقرار الموازنة تكررت سابقا.

وكتب عنوز على تويتر، قائلا “كالعادة في بلادي: كل دورة نيابية يولد ائتلاف لتشكيل الحكومة ويتحول إلى اختلاف لإقرار الموازنة. واليوم حكومة ائتلاف إدارة الدولة وموازنة اختلاف إدارة الدولة”.

********************************

في العراق.. التعبير عن الرأي تهديد للأمن الوطني!.. حملة الكترونية تجتث حسابات لناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي

بغداد ـ محمد التميمي

في العادة، لم تنجح محاولات السلطات والحكومات،

أيا كانت، في قمع الحريات وكبتها، بل على العكس دائما ما زادتها انتعاشاً وقوة في مواجهة تلك الممارسات البوليسية والاستبدادية.

وفي ظل المؤشرات الخطيرة على تراجع حرية التعبير عن الرأي في العراق، تتعمق يوماً بعد اخر تلك النظرة حول دكتاتورية السلطة في العراق، المغلفة بالديمقراطية، خصوصاً بعد حملة إغلاق وتقييد حسابات ناشطين ومؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل ايام.

سلوك مقلق

في هذا الشأن، يقول الاعلامي ومقدم البرامج حسام الحاج: ان ما يقلقه هو تنامي الرغبة السلطوية لدى بعض احزاب السلطة والحكومة في تكميم الافواه.

ويضيف، ان هذا السلوك “يقودنا الى مساحات تتعارض مع الحرية التي منحها الدستور للتعبير عن الآراء”.

ويذكر الحاج في حديثه لـ “طريق الشعب”، ان “السلطة سمحت لنفسها ان تفسر الدستور والقوانين بحسب منظورها، وتعتقد ان التعبير عن الآراء بحرية هو تهديد لها، وهذا في الحقيقة ليس سلوك دولة ديمقراطية مبنية اساساً على الانتخاب وعملية الرقابة المجتمعية والانفتاح على الآراء، بل على العكس تماماً هذا سلوك سلطة دكتاتورية، تخشى من الاصوات والانتقاد، وحتى الرقابة”.

واعرب الحاج عن قلقه من “هذا السلوك الذي تنتهجه الحكومة واحزاب السلطة، حيث لاحظنا الارتفاع غير المسبوق في نسبة رفع الدعاوى القضائية على ناشطين ومحللين سياسيين واعلاميين وصحفيين فقط لانهم ادلوا بآرائهم، والان هنالك اجراءات اخرى تتمثل بتقييد وغلق الحسابات من قبل مؤسسة رسمية. هذا السلوك مقلق ويجب ان لا يترسخ فضلا عن ذلك هو غير ديمقراطي ولا دستوري او قانوني”. ونوه الى ان “الضمانة الوحيدة التي بالإمكان ان تعيد الامر الى نصابه هي كيفية تعامل القضاء مع هذه التفاصيل، والى غاية الان هو يتعامل بمسؤولية ازاء هذه الامور”. ولا يجد الحاج مبررا منطقيا لـ”حجم القلق الذي يساور احزاب السلطة من حرية الرأي ومحاولة تقييده وتكميمه بشتى الوسائل”، مردفا أن “هذا يعطينا انطباعا عن طريقة التفكير التي تذهب بها احزاب السلطة والحكومة”.  ويحذر الحاج من ان “السير باتجاه هذا النهج خطر على الديمقراطية والنظام الدستوري والدولة، بل ممكن ان يأخذنا هذا الى اللون الواحد والحزب الواحد والعودة الى الماضي الاسود”.

ويدعو المتحدث، جميع الصحفيين والاعلاميين والناشطين المتضررين من هذه الاجراءات الى “عدم السكوت، لكي لا نجذر هذه الظاهرة، ولكي لا نذهب باتجاه الخشية من الادلاء بالآراء وحرية التعبير عن الرأي”.

يتداركون اخطاء الماضي

أما الناشط سلام الحسيني، الذي تعرض حسابه على منصة فيسبوك للإغلاق، فيقول انهم “حذرون ودقيقون في ما يكتبون، وحريصون على أن يكون النقد موضوعيا، ولا يطال أو يستهدف شخصية معينة، وإنما نحن موجهون ومقومون للأداء ونبذ نهج المحاصصة والفساد الذي تعمل به الدولة العميقة. وان مشكلتهم هي مع النهج الذي يؤسس له هذا النظام”. وعن تفاصيل إغلاق حسابه قال الحسيني: “في البدء كنت أظن ان إغلاق الحساب بسبب اخطاء قمت بها اثناء التدوين وتقييد الحساب على ضوء ذلك”، مردفا “لكن تبين في ما بعد أنه جرى تقييد حسابات اخرى لشخصيات هي الاكثر حدة في معارضة حكومة السوداني. هذا ما أخبرني به مختصون في وسائل التواصل، وبعض الزملاء من الصحفيين والاعلاميين والمحللين”.

وقال الحسيني لـ”طريق الشعب”، ان “هذه الحسابات المعارضة ترسل ملفاتها الى الشركات بعنوان شخصيات تهدد الامن الوطني. وعلى هذا الاساس يتفاعل فيسبوك مع هذه القضايا لإغلاق الحسابات، وقمنا بالاتصال بالشركات المختصة واستوضحنا عن الامر”، مؤكداً انه “لا قدرة لفيسبوك على غلق اي حساب، الا اذا كان الحساب يخالف معايير الشركة، والقضية الاخرى تتعلق بأن يكون الشخص مهددا للأمن الوطني”.

واشار الى ان “الجهة التي كلفتها حكومة السوداني تولي هذا الملف، تضلل مكتب فيسبوك بأن حساباتنا تهدد الأمن الوطني، وهذا يعني ان اي صوت معارض ويمكن ان يؤثر في الشارع العراقي، يهدد الامن الوطني”.

واردف الحسيني قائلا: “انهم يتصورون بان ما حصل في ايام انتفاضة تشرين، كان نتيجة اخطاء كارثية، حيث لم يتم قمع الاصوات التي دعت للتظاهرات، وبالنهاية ادت الى اسقاط حكومة عادل عبد المهدي، لذا هم لا يريدون ان يعاد درس حكومة عبد المهدي في الحكومة الحالية”.

ولفت الى ان القوى المتنفذة تعمل “على إنشاء دكتاتورية مصغرة، تحمل عنوان الديمقراطية والحرية ولكنها قامعة للأصوات ومكممة للأفواه. وفي الوقت نفسه تنشئ معارضة مطبلة للسلطة، حيث هنالك جهات سياسية تابعة للاطار التنسيقي تعمل على انشاء معارضة موالية لحكومة الاطار”.

لتتكاتف الاصوات الحرة

الناشط السياسي حامد السيد، قال ضمن هذا السياق ان الاستهداف طال اصواتا معارضة وحسابات ناقدة لأداء السلطة الحالية، ورافضة لائتلاف ادارة الدولة الحاكم، مشيرا الى ان “تحديد حسابات بهذه الصبغة يجعلنا نعتقد بالنهاية بأنها حملة ممنهجة”.

وأضاف ان “هناك ابلاغا رسميا صادرا عن مؤسسة حكومية، وجرى تقييد حساباتنا”.

ونوه السيد في حديثه مع “طريق الشعب”، بأنها “محاولة لإفراغ الفضاء الالكتروني من الرأي الناقد والمعارض او الذي يشخص أخطاء حقيقية وجدية”.

وتابع، ان هذا السلوك يشكل “نوعا من انواع العزل للرقابة الشعبية. بينما السلوك الذي يقدم عليه مدونو القوى المتنفذة واتباع الاطار التنسيقي هو سلوك منحرف، يستخدمون فيه ألفاظا بشعة، ويقذفون بأعراض من يخالفونهم، ويحرضون على الاخرين”.

وحذر الناشط من ان “هذا السلوك وارد جداً ان يتطور مستقبلاً ويأخذ شكلاً اكثر استبدادية، فعندما يقيد الحساب اليوم، سيقومون غداً بتقييد اليدين، كما هو الحال مع زميلنا محمد نعناع، الذي عاد قبل قليل من المحكمة، بسبب دعوى قضائية جديدة من قبل الممثل القانوني لرئيس مجلس الوزراء ضده، بسبب تغريدات معارضة وعامة يكتبها، بينما يعتبرونها مسيئة، وقد خرج بكفالة مرة اخرى”.

وشدد حامد السيد على ضرورة ان تتكاتف الاصوات الحرة وتواجه الممارسات القمعية، اذا كانت اصواتا صحفية او ناشطة او سياسية، موجهاُ نداءه للقوى المدنية والنخب المثقفة، لان تقف بالضد من ممارسات اسكات صوت المعارضين.

*****************************************

الصفحة الثالثة

احتجاجات على الضرائب والكهرباء وتحويل الاراضي الزراعية للسكن.. آلاف العراقيين في الشوارع يذكّرون المتنفذين بوعودهم

بغداد ـ طريق الشعب

شهدت محافظات البلاد المختلفة زخما احتجاجيا كبيرا، بعد نزول الالاف للشوارع مطالبين الكتل السياسية المتنفذة بالايفاء بوعودها وتوفير الوظائف ضمن مشروع قانون الموازنة للعام الحالي، الذي يعتزم البرلمان تمريره قريبا.

فيما تواصلت الاحتجاجات المطلبية الاخرى على فرض الضرائب وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

الضرائب وتحويل جنس الارض

وجدد منتسبو شركة مصافي الجنوب وقفتهم الاحتجاجية التي بدأ تنظيمها منذ 5 أيام أمام مبنى الشركة، للمطالبة بإلغاء قرار صوتت عليه اللجنة المالية النيابية في الموازنة الاتحادية يقضي بفرض ضرائب على سعر النفط الخام المباع للمصافي.

وقال عضو مجلس إدارة الشركة منتصر الحجاج، إن ذلك سيؤدي لتحويل شركات التصفية من رابحة إلى خاسرة، وأنهم في هذه الوقفة يطالبون اللجنة المالية والبرلمان بعدم التصويت عليه.

ووصف المتظاهرون هذا القرار بأنه “جائر ومجحف بحقهم وبحق الشعب العراقي، كون ارتفاع اسعار المشتقات يصاحبها ارتفاع عام في اسعار السلع والبضائع والوقود بنسبة 15‎%‎ على المواطنين”.

وتظاهر العشرات من أهالي ناحية النشوة شمال البصرة، مستنكرين شمول بعض المقاطعات بمشروع تحديث التصميم الأساس، والذي سيتم بموجبه تحويل الأراضي الزراعية إلى سكنية، مطالبين الحكومة المحلية في البصرة ووزير الزراعة ورئيس الوزراء بإيقاف إجراءات هذا المشروع.

وقالوا في بيان خلال تظاهرة: إنهم تفاجأوا بطرح مشروع تحديث التصميم الأساس للناحية، والذي سيشمل كافة المناطق الزراعية فيها، على وفق كتاب دائرة المهندس المقيم المرقم (65) بتاريخ 6/12/2021 والذي ينص على شمول المقاطعات التالية (24 أراضي طلاع الدرجة والشبهان - 25 أراضي أبو طلاع وأبو غرب - 27 البو مشيح _ 28 ابو غرب _ 29 الآفية _ 30 الدرجة والشبهان _ 31 النشوة - 32 البيجية _ 33 الحوافظ وأبو الدفلة أ_ الحوافظ وأبو الدفلة ب - 34 الحوافظ - 35 البو بصيري _ 36 الراضية والخليلية والآلية _ 37 أراضي مزارع البو بصيري _ 38 كوت النزال _ 39 سيد علي نور _ 40 مياح _ 41 الجلبية _ 45 مياح والسويب _ 78 خيابر) بتحويلها من زراعي الى سكني.

واشار البيان الى أن هذا المشروع ينص على شمول تلك المقاطعات بالتصميم الأساسي، ومن ثم تستملكها بلدية النشوة لتحول جنسها إلى سكنية، معربين عن استنكارهم واعتراضهم الشديد لهذا القرار الذي وصفوه بـ”الجائر”، الذي حيك على حد قولهم دون علم أو دراية من قبل المزارعين، وكونه سيقضي على مجمل الأراضي الزراعية التي استصلحها أجدادهم واقتات عليها آباؤهم منذ مئات السنين.

ونوه المتظاهرون الى انهم “يزرعون آلاف الدوانم سنويا وبمختلف المحاصيل شتاء وصيفا، وكذلك التسويق السنوي لمحصولي الحنطة والشعير التي تعد المصدر الأساسي لرزقنا وعوائلنا، والآلاف من الفلاحين، وهذا ما دعا مدير زراعة البصرة وكذلك مدير زراعة النشوة لمعارضة هذا المشروع، لكن دون جدوى”، مطالبين “المحافظ ووزير الزراعة ورئيس الوزراء بإيقاف إجراءات هذا المشروع للأسباب المذكورة أعلاه”.

الكهرباء وفرص العمل

من جهتهم، اغلق أهالي ناحية الخيرات بقضاء الهندية في محافظة كربلاء، بوابة محطة كهرباء الخيرات الغازية، ومنع الموظفين من الدخول.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، بأن “اهالي ناحية الخيرات في قضاء الهندية أغلقوا بوابة محطة كهرباء الخيرات الغازية ومنعوا الموظفين من الدخول، بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ونقل محطة التغذية المتنقلة من منطقتهم الى مكان اخر”.

وأضاف، أن “المتظاهرين هددوا بالاعتصام امام المحطة الكهربائية، في حال عدم تنفيذ مطالبهم”. 

وفي ناحية الطليعة في محافظة بابل، تظاهر العشرات من المواطنين المطالبين بمعالجة شح المياه وانعدام الخدمات وتراجع ساعات تجهيز الكهرباء.

وتظاهر المئات من الخريجين في النجف وكربلاء مطالبين الكتل السياسية بالايفاء بالوعود السابقة التي قطعوها بتوفير فرص العمل والوظائف في موازنة العام الحالي.

من جانبهم، جدد المئات من تنسيقيات خريجي الكليات والمعاهد في محافظة ذي قار، تظاهراتهم المطالبة بتوفير درجات وظيفية لهم ضمن موازنة العام الحالي 2023.

وقال أحد المتظاهرين إنه مضى على تظاهراتهم عامان دون الالتفات إلى مطالبهم من قبل الجهات الحكومية في حين يواجهون الاعتقال بسبب مطالبهم المستمرة، الأمر الذي دعاهم إلى تجديد تظاهراتهم من اجل إيصال صوتهم إلى الجهات المعنية، محذرا من تصعيد احتجاجي في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

ذي قار وميسان

في الاثناء، تظاهر العشرات من الناشطين وأهالي محافظة ذي قار أمام مبنى دائرة الصحة وسط مدينة الناصرية، للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي وتوفير العلاجات لمرضى الحالات المستعصية.

ونوه المحتجون الى أن تظاهرتهم تحمل رسالة إلى الحكومة العراقية ووزارة الصحة بضرورة الالتفات إلى الواقع الصحي في المحافظة بسبب انعدام الرعاية الصحية وغياب العلاجات من المستشفيات، مشيرين إلى أن العوائل الفقيرة تعاني كثيرا من هذا الواقع بسبب شرائها للعلاج من خارج المؤسسات الصحية ولجوء الأهالي إلى إجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الأهلية.

في غضون ذلك، تظاهر خريجو الكليات التربوية والإدارية في ميسان أمام مبنى مكتب مجلس النواب في المحافظة، احتجاجا على عدم شمولهم بالتعاقد أو التعيين على ملاك مديرية تربية المحافظة.

وقال عدد منهم إنهم يتظاهرون منذ ثلاث سنوات دون استجابة أو اهتمام من الحكومتين المحلية والمركزية، وهم يحملون نواب المحافظة مسؤولية عدم متابعة قضيتهم مع وزير التربية ويعتقدون أن لهم حقا في التعيين أسوة بأقرانهم المحاضرين.

يذكر أنّ العشرات من الخريجين التربويين والإداريين قد تظاهروا على طريق عمارة مشرح، قاطعين بالإطارات المحترقة الطريق المذكور، احتجاجا على عدم شمولهم بالتعاقد أو التعيين على ملاك وزارة التربية.

4 محافظات أخرى

فيما تظاهر العشرات من خريجي نينوى، أمام مبنى التربية في الجانب الأيسر من المحافظة.

وطالب الخريجون، النواب والجهات المسؤولة بوضع هذه الشريحة المظلومة والمهمة على رأس أولويات الموازنة الاتحادية لهذا العام.

وشهدت محافظة كركوك تظاهرة للعشرات من المتقاعدين في شركة نفط الشمال.

وفقا لمراسل “طريق الشعب”، فإن “التظاهرة تمت أمام بوابة الشركة لمطالبة مجلس الوزراء ووزارة النفط بتمليك الدور لشاغليها او تعيين احد أولادهم كي يضمنوا بقاءهم بالدور”.

ولليوم الثاني على التوالي، واصل أصحاب محال علوة أربيل بقطع الطريق الرابط بين اربيل – الموصل، احتجاجاً على نقل مكان عملهم.

وفي العاصمة بغداد، تظاهر العشرات من خريجي المجموعات الطبية وذوي المهن الصحية أمام وزارة الصحة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ان “خريجي المجموعة الطبية القادمين من مختلف المحافظات نظموا تظاهرة امام وزارة الصحة لرفض محاولات الحكومة تعيينهم بحسب الحاجة”.

وتعليقا على كل ما تقدم من احتجاجات، اكد الناشط المدني علي البهادلي إن “مشاهدة الالاف في الشوارع بين الحين والآخر ما هي الا دليل دامغ على فشل منظومة الحكم في إدارة البلد”.

وقال البهادلي لـ”طريق الشعب”، ان “الكتل السياسية المتنفذة، شرعت في اطلاق الوعود بتوفير الوظائف الحكومية للعاطلين عن العمل، منذ صراعها على تشكيل الحكومة”، مردفا “لكن الناس ادركت عدم وجود فرص عمل، ولا التزام لتلك الكتل بما قطعته من وعود للناس، بل كانت مجرد بطاقة لعبور تلك المرحلة”.

ويقرأ البهادلي المشهد الراهن بأن “يمثل اعلى مراحل العجز السياسي للمنظومة الحاكمة، فهي لم تعد قادرة على انتاج حلولا مستدامة. وبالتالي فانها لا يمكنها الاستمرار طويلا في استغفال الناس”.

 *********************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

طريق التنمية

نشرت صحيفة (ذا ناشينول) تقريراً أعده سنان محمود حول مشروع طريق التنمية الذي أعلن عنه رئيس الحكومة العراقية في مؤتمر لوزراء النقل في عشر دول ضمت مجلس التعاون الخليجي وإيران وتركيا وسوريا والأردن، عقد في بغداد مطلع هذا الإسبوع. وأوضح الكاتب في تقريره بأن المشروع الذي سيكلف إنشاؤه 17 مليار دولار، يشتمل على بناء حوالي 1200 كيلومتر من شبكات السكك الحديدية ذات الاتجاهين، وذلك لتسيير قطارات تصل سرعتها الى 300 كم في الساعة، وطريق سريع جديد للركاب والبضائع القادمة من ميناء الفاو، فيما يؤمل أن يدر المشروع 4 مليارات دولار سنوياً.

ونقل التقرير عن رئيس الحكومة تمنياته بأن يحقق المشروع توحيداً للمصالح والتاريخ والثقافات، مؤكداً على أن طريق التنمية هو خطة طموحة ومدروسة نحو اقتصاد مستدام غير نفطي يخدم جيران العراق والمنطقة ويساهم في جهود التكامل الاقتصادي، مما سيؤدي الى المزيد من الاستقرار والقدرة على مواجهة التحديات.

وأشار التقرير الى أن المشروع قد يكون بديلاً للطرق البحرية التقليدية، ويمثل خطوة مهمة على طريق حرص العراق على الإنضمام إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تمثل إستراتيجية تنمية عالمية تشمل تطوير البنية التحتية والاستثمارات في حوالي 70 دولة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

وأعرب كاتب التقرير عن تصوره بأنه ورغم الثروة النفطية الكبيرة، والتي تقدر بحوالي 145 مليار برميل، فإن الإقتصاد العراقي مازال متخلفاً قياساً بما تعيشه الدول المجاورة بسبب الحروب والعقوبات الاقتصادية وغياب الاستقرار السياسي والأمني، مما يستدعي العمل العاجل لتطوير البنية التحتية، حيث يقدر البنك الدولي حاجة العراق الى إستثمار 21 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة.

ويشكل قطاع النقل أحد أبرز الميادين التي تحتاج للتطوير، حيث أسهم هذا القطاع بنسبة 9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ووصل نموه السنوي الى 7.4 في المائة خلال السنوات العشر الماضية. هذا ولم يذكر أحد حتى الأن كيف سيتم تمويل هذا المشروع، الا أن هناك طموحات بأن يعتمد ذلك على التعاون مع الدول العربية والصديقة.

إنتخابات مجالس المحافظات

وحول إنتخابات مجالس المحافظات المزمع إجراؤها في الخريف القادم وموقف التيار الصدري منها، كتب فيض الله أيگون تحليلاً لموقع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أشار فيه الى أن مشاركة التيار في هذه الإنتخابات ستمنحه زخماً كبيراً لا يمكنه أن يفرط فيه، لما لها من تأثير على مستقبل البلاد السياسي، وما يمكن أن تشكله المقاطعة من مخاطر، ليس أقلها إضاعة العديد من الفرص الكامنة فيها.

وبعد أن تطرق التحليل الى التعديلات التي أجراها مجلس النواب على قانون الإنتخابات، بحيث باتت هناك صيغة جديدة لكل دورة إنتخابية، وتحدث عن الإنسدادات السياسية التي إعتاد العراقيون أن يعيشوها بعد كل إنتخابات، بسبب الخلافات السياسية والتفسيرات المتباينة للقانون، أكد على إن التغييرات في الأنظمة الانتخابية ستتطلب من الجماعات السياسية المشاركة، تغيير استراتيجياتها بسرعة، وتشكيل تكتلات إنتخابية تتناسب مع إعادة العمل بقانون “سانت ليغو” المعدل.

وتساءل الكاتب عما إذا كان التيار الصدري، ذو التأييد الشعبي الكبير، سيلجأ الى القيام بهكذا تحالفات إنتخابية، أم سيفضل المشاركة بمفرده، كما فعل في الإنتخابات التشريعية في 2021 والتي حصل خلالها على أغلبية الأصوات و على أكبر عدد من المقاعد في محافظات بغداد والبصرة وذي قار وكربلاء وميسان والنجف والقادسية.

وأعرب أيگون عن تصوره بأن غياب التيار الصدري عن الإنتخابات سيمثل فرصة ذهبية لمنافسيه، بغية الهيمنة على مجالس المحافظات في الوسط والجنوب، وهو ما يمكن أن يُغضب قاعدته الجماهيرية الواسعة في هذه المناطق. وبين الكاتب بأن من المتوقع ان تسبق مشاركة التيار في الإنتخابات، قيامه بعقد تحالفات مع قوى ونشطاء وتنظيم بعض الحراكات المطلبية لإعادة تنظيم صفوف فاعدته الاجتماعية. وخلص الى القول بأن إحتمالات مشاركة التيار في الإنتخابات تبدو غالبة، لاسيما وإنها ستمثل تمريناً على الإنتخابات التشريعية التي تعقبها بعام أو عام ونصف، ومؤشراً على القوى الأكثر حظاً بالفوز بالأغلبية البرلمانية.

 *************************************************

الصفحة الرابعة

كميات الإطلاقات الواردة الى نهري دجلة والفرات تشكل 30 في المائة من استحقاق العراق

متابعة ـ طريق الشعب

كشفت وزارة الموارد المائية، امس الاثنين، عن كميات الإطلاقات الواردة ومعدل التصاريف لنهري دجلة والفرات، وفيما أشارت إلى وضع خطة لرفع الملوثات من النهرين أكدت أن وفدا فنيا سيزور تركيا مطلع الشهر المقبل.

وقال المتحدث باسم الوزارة خالد شمال إن” ملف الموارد المائية معقد وشائك وفيه بعد دولي ومحلي وإقليمي وفني”، مبينا، أن” المباحثات والمفاوضات مع دول الجوار المائي مستمرة لكن لم نتوصل إلى اتفاق دائمي”.

وأضاف، أن” رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ومنذ تسلمه مهام عمله، أوْلَى ملف المياه أهمية كبرى وبالتالي أصبح على رأس أولويات هذه الحكومة، حيث ترأس وفدا إلى الجمهورية التركية”، لافتا إلى، أنه” منذ اليوم الأول لزيارة الوفد تم الاتفاق مع الرئيس التركي على إدارة إطلاقات المياه ومضاعفتها لنهر دجلة، حيث استمر سريان هذا الاتفاق شهراً انتهى بتاريخ 23 نيسان الماضي وعادت الإطلاقات للانخفاض”.

وتابع، أن” كمية الإطلاقات الآن لنهري دجلة والفرات لا تمثل سوى 30 في المائة من الاستحقاق الطبيعي للعراق”، موضحا، أن” تصاريف نهر دجلة تبلغ 313 م3 بالثانية أما نهر الفرات فتبلغ 175 م3 بالثانية”. وذكر، أن” العراق يقع ضمن أحد الأقاليم الجافة وبالتالي فإن ارتفاع درجة الحرارة والتغيرات المناخية والجفاف جعلته الدولة الخامسة عالميا الأكثر هشاشة في مواجهة التغيرات المناخية”، لافتا إلى، أن” الإطلاقات المائية مرتبطة بأمرين مهمين، الأول هو السقوط المطري والثاني قيام دول الجوار بتنفيذ مشاريع كبيرة كالسدود وطريقة تشغيل هذه المشاريع ووجودها كواقع حال على أرض الواقع، والأمر الأخير حرم العراق من حقوقه التاريخية والجغرافية بنهري دجلة والفرات كون العراق دولة مصب”.

مؤتمر المياه الثالث

وأكد، أن” بغداد شهدت هذا الشهر عقد مؤتمر بغداد الدولي الثالث للمياه وشاركت فيه وفود وزارية من تركيا وإيران وسوريا، وتم التباحث بشأن إطلاقات المياه”، لافتا إلى، أن” هناك مباحثات أجريت مع إيران حول موضوع الأنهر المشتركة، وتم التنسيق باتجاه ضمان وصول واردات مائية مقبولة للعراق”.

وأشار إلى، أن” رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد زار إيران برفقة وزير الموارد المائية مرتين متتاليتين وتم الاتفاق على نصب مقاييس محطات هيدرولوجية لقياس الأنهر المشتركة الواردة للعراق”، موضحا، أنه” تم زيادة الإطلاقات المائية بنهر الكارون لتعزيز شط العرب”.

وحول المباحثات مع تركيا، ذكر شمال، أن” وفدا تركيًا زار بغداد قبل انعقاد مؤتمر بغداد للمياه وتم اطلاعه على واقع حال نهري دجلة والفرات واصطحابه في زيارة لسدة الهندية”، لافتا إلى، أنه” من المؤمل أن يزور وفد فني عراقي تركيا مطلع حزيران المقبل لاستكمال الملفات موضع البحث”.

ملف سيادي

وبين، أن” رئيس الوزراء نقل ملف المياه من فني إلى دبلوماسي وسيادي وبالتالي أصبح يدار من قبل السلطة العليا بالدولة وهي رئاسة مجلس الوزراء”، مضيفا، أن” هذا القرار حكيم كون هذا الملف سياديا وفنيا وسياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا وأمنيا”.

وتابع، أن” الخزين الاستراتيجي العراقي للمياه وصل إلى مرحلة متدنية وهي الأقل في تاريخ الدولة العراقية”، مؤكدا، أن” وزير الموارد المائية عون ذياب أطلع رئيس الوزراء على هذا الموضوع، وتم الإيعاز بعدم ادخار أي جهد لتعزيز الخزين”.

وأوضح، أن” اغلب المياه الواردة إلينا من الإطلاقات التي تم الاتفاق عليها مع الرئيس التركي تم خزنها في سد الموصل، أما مياه الأمطار في الموسم الأخير فقد خزنت في بحيرة الثرثار، مع تحقيق أكثر من رية لإنجاح الموسم الزراعي الشتوي الماضي”.

الخطة الزراعية

وحول الخطة الزراعية ذكر، أن” الخطة الزراعية تبنى على ثلاثة معايير ومشروعات أساسية، الأول هو ما موجود من مياه يمكن استخدامها في أي وقت، والثاني ما يمكن تحققه من المياه السطحية أو الأمطار، والثالث مؤشرات السوق العالمية من عرض وطلب على المحاصيل الزراعية”.

ولفت إلى، أن” الخطة الزراعية الشتوية تم تحقيقها بالكامل، وبعد إكمالها تأكد زراعة أكثر من 6 ملايين دونم”.

وحول تأمين مياه الشرب، أكد شمال، أن” مياه الشرب والاستعمالات المنزلية مؤمنة”، لافتا إلى، أن” الوزارة ومن خلال الكادر المتقدم فيها سوف تناقش مع وزارة الزراعة الخطة الصيفية المقبلة للتوصل إلى الاتفاق بشأنها”.

وبين، أن” هناك أمرين صعبين وهما تحلية مياه شط العرب وتعزيز بيئة الأهوار ضمن الإيرادات المائية”، مشيرا إلى، أن” الوزارة تعمل جاهدة على ذلك”. ولفت إلى، أن” الوزارة تطبق سياسة توزيع المياه بشكل عادل وتنفذ حاليا حملة مستمرة بالتعاون مع القوات الأمنية ومجلس القضاء الأعلى لرفع التجاوزات ومحاسبة مرتكبيها”، مؤكدا “وجود خطة لرفع الملوثات من نهري دجلة والفرات”.

 ***************************************

مدرسوها يعدونها فسحة لاكتشاف الطلاب مواهبهم.. التربية تلخص منهاج «الفنية» بسؤال واحد: ارسم منظرا طبيعيا؟

بغداد – تبارك عبد المجيد

“ارسم منظرا طبيعيا”؟ سؤال يختزل منهاج التربية الفنية في غالبية المدارس الابتدائية والثانوية. أما معلمو ومدرسو هذه المادة فتحولوا الى مساعدين لإدارات المدارس في إنجاز بعض المهام، من بينها مراقبة الساحات في أثناء أوقات الاستراحة بين الدروس.

هذا السؤال كان يلخص أسئلة الامتحان النهائي لطلبة بعض المدارس. “يكفي ان تكتب اسمك وتخرج من القاعة”، هكذا رد المدراس المراقب على أحد طلبته في أثناء الامتحان النهائي لهذه المادة، قبل ايام قليلة مضت. يرى أصحاب الاختصاص، إن حصة “التربية الفنية” تواجه اليوم تهميشاً كبيراً من قبل إدارات المدارس، على اعتبارها درسا لا أهمية له.

ويأمل هؤلاء أن تلقى مادتهم الاستحقاق الذي تستحق، والعمل على تطوير المنهاج التربوي الخاص بها.

موهبة أصبحت مهنة

تذكر أمل رائد، طالبة في كلية الفنون الجميلة، أن درس الفنية في مرحلة الثانوية “كان بمثابة متنفسا للتعبير عما في داخلي من أفكار على شكل خطوط والوان بكراس الرسم، وما كان يحفزني أكثر هو مدرستي لمادة التربية الفنية، التي تنبأت وقتها بأني سأكون رسامة ماهرة، وساعدتني في ذلك، ولولاها لما تمكنت من معرفة انني املك هذه الموهبة”.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب”، قائلةً إنها “تمكنتُ من استثمار هذه الموهبة في تحقيق عائد مالي يساعدني في تمشية أموري الحياتية”، مضيفةً أنها تقضي اوقات فراغها في الرسم “اذ اصبح متنفسي الوحيد”.

وتشير في حديثها إلى إن “مادة التربية الفنية تواجه اهمالا كبيرا وتهميشا من قبل اصحاب الاختصاص، بالشكل الذي يجعل غالبية الطلبة لا يعيرون لها أهمية، حتى وان كانوا يملكون موهبةً”. لكن أمل تعتقد أنها من اهم المواد الدراسية التي تدعم المواد التعليمية.

وتشدد على أهمية تضمين درس الفنية في قطاع التعليم واعطائه استحقاقه، وتطوير اساليبه بشكل مستمر، وبناء قاعات خاصة للمراسم، كون اغلب المدارس تفتقد هذا النوع من القاعات.

درس إضافي

تقول الأكاديمية نور عادل الخفاجي، إن “هناك استغلالا كبيرا لدرس مادة الفنية من قبل بقية مدرسي المواد التعليمية، على اعتباره درسا غير مهم مقارنةً بالمواد الأخرى”.

وتردف كلامها لـ “طريق الشعب”، أن “قلة الاهتمام بالجانب الفني في المدارس، يجعل من الطالب يظن أن المدرسة هي بوابة للوصول الى الشهادة الأكاديمية فقط، وليس دورها تنمية المهارات وصقلها”.

وتضع الخفاجي اللوم الأكبر على مدرس مادة الفنية، لاعتباره هذه الحصة “مادة إضافية” ليس لها أهمية، ويجعلها متاحة أمام الجميع باستغلالها.

وترى الخفاجي، أنّ حصة الفنية درس ينمّي مهارات الطلاب ويشكل حافزا لهم لشغل أوقات فراغهم بمواهبهم، بدل اللجوء الى شغله بأشياء غير صحيحة.

وتستدرك قائلة، “نتعجب خلال الامتحانات النهائية، وأثناء تصحيح الأوراق الامتحانية لمادة الفنية حين نكتشف أننا نملك طلاباً رسامين ماهرين وخطاطين محترفين، وبعضهم يسرد قصصاً برسمة بسيطة، لم نكن نعرفهم”. وتتأسف لكونهم لم يجدوا دعماً يصقل موهبتهم او ينميها.

فسحة للاكتشاف

ويعتبر اكتشاف موهبة الطفل من الصغر في المدرسة او البيت، له أهمية وتأثير كبير بما يملكه من قدرات. هذا ما قالته وسن عامر، مدرسة مادة الفنية في إحدى ثانويات بغداد للبنات.

وتبين في حديثها مع “طريق الشعب”، أن “إهمال حصة التربية الفنية، يؤدي لاندثار المواهب الفنية لدى الطلاب”، مشيرة الى إن الإهمال يبدأ من تقاعس أساتذة مادة الفنية وتنازلهم عن الحصة لأجل باقي الدروس العلمية، ما يحرم الطالب من إخراج روح الإبداع والفن في داخله، وتفريغ طاقته السلبية بأوراق الرسم”.

وتجد عامر، أن مادة التربية الفنية والاعمال اليدوية “تعد بمثابة فسحة للطالب، لاكتشاف وتنمية مواهبه، لكن في الكثير من المدارس تم إلغاؤها من جدول الحصص الدراسية، او إهمالها بالشكل الذي لا يعطيها حقها”.

وتشيد عامر بالمدارس التي تقيم معارض فنية ومنافسات بين المدارس الأخرى، وتكرم خلالها أصحاب المواهب في الرسم، وبقية المواهب الأخرى، بما يشكل دعماً لهم وحافزا لبقية الطلبة من أجل اكتشاف مواهبهم.

وتلفت عامر إلى وجود مواهب إبداعية أخرى غير الرسم “نجد الكثير من الطلاب مولعين بالموسيقى والكتابة والخط والرياضة بأنواعها، ولا بد من تخصيص حصص لها لتشجيعهم ودعمهم في تنمية هذه المواهب”.

وتحث عامر على وضع منهاج تربوي لمادة الفنية، وتضمينه اعمالا وتقنيات فن متطورة ومتعددة، لأجل ترسيخ ثقافة الفن في نفوس التلاميذ، وجعل هذه المادة محببة إلى قلوبهم.

وتحاول عامر جاهدة إعطاء حصة مادة الفنية استحقاقها الحقيقي، وجعل الـ 45 دقيقة التي تقضيها برفقة طلابها وقتاً للاستمتاع وتعلم فنون جديدة. وتجد أن هذه المادة “تساهم بتهذيب سلوك الطالب.. أليس هذا أسمى هدف تربوي نستهدفه؟”.

 **********************************************

وقفة اقتصادية.. نحو آليات أفضل لتنفيذ المشاريع المتلكئة 

إبراهيم المشهداني

يمكن القول إن مضي عشرين عاما من الحكم بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 لم تشهد تطورا ملموسا في حركة الإعمار في العراق، حيث كان وما يزال بأمس الحاجة إلى هذه الحركة بسبب تدهور وتخريب القاعدة التحتية نتيجة للحروب العبثية التي خاضها النظام العراقي السابق بسبب استبداد حكامه ونرجسيتهم وفشل الحكام الجدد في استيعاب العبر والدروس من السياسات السابقة والانخراط في أخرى أشد بؤسا من سابقاتها لغياب الرؤى البرامجية الموثوقة في إعادة البناء.    

وعلى الرغم من  الاستراتيجيات التنموية الخمس التي وضعتها الحكومات المتعاقبة فإن شيئا منها لم تظهر نتائجه الملموسة سواء في تحقيق قطاعات إنتاجية ناجحة تضع البلاد على قاعدة البناء والتقدم والاكتفاء الذاتي  رغم حجم الموارد المادية الفلكية  المتحققة من خلال اقتصاد ريعي كان السمة الأبرز في اهتمامات تلك الحكومات، فقد فشلت في إنجاز المشاريع التنموية والخدمية التي وضعتها والتي كانت من صلب تلك الاستراتيجيات  حتى وصل عددها إلى 9 آلاف مشروع في مختلف القطاعات كالماء والمجاري والبلديات ومشاريع الطرق والإسكان وعدد من الجسور والمجسرات  والمدارس، وبلغ عدد الشركات  التي يفترض ان تنهض بإنجاز تلك المشاريع في 8/1/2023 100 شركة (حسب تصريح وزير الإسكان والاعمار ينكين ريكاني )،  وتشير تقديرات بعض المصادر ان ما أنفق على هذه المشاريع 100 مليار دولار لكن أغلب هذه المشاريع قد توقف في عام 2014  حيث تقلصت موارد البترول إلى النصف وتوجهت الحكومة إلى مواجهة الهجمة الإرهابية الداعشية.

   ومن الملاحظ  أن وزارة التخطيط  تطرح بين فترة وأخرى أرقاما  متباينة عن هذه المشاريع بان عددها الاجمالي كما يتضح مما سبق 9 آلاف مشروع ومرة اخرى 8 آلاف مشروع ومرة ثالثة 6 آلاف مشروع  حسب تصريحات المسؤولين وأعضاء البرلمان وما نشر في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية، وفي آخر تصريحات للوزارة  انخفاض المشاريع المتلكئة من 1500 مشروع إلى 1063 مشروع بعد انجاز قسم من هذه المشاريع نتيجة لمعالجات حكومية،  وفي تصريح لوزير التخطيط الحالي في ترؤسه للجنة مكلفة بمتابعة المشاريع المتلكئة والتي تشمل المستشفيات التي وصل عددها إلى 62 مستشفى ذات أعداد سريرية مختلفة فضلا عن المدارس ومشاريع الماء والمجاري، وان إنجاز هذه المشاريع تتطلب 16 تريليون دينار، وفي تصريح للناطق باسم وزارة التخطيط فان هناك اكثر من 7 آلاف مشروع مستمر قيد التنفيذ على مراحل وأن سبب توقف تلك المشاريع هو الفساد المستشري في مفاصل الدولة، على أن المشاريع الجديدة ستكون نوعية وفقا للحاجة والضرورة  (جريدة المدى العدد 5433 في 22 أيار 2023 ) .

  اذا كان هذا العدد المتلكئ من المشاريع ولأسباب طالما صرح  بها مسؤولون في وزارة التخطيط ومن بينها الفساد الذي ينتشر في عمق هذه المشاريع والعلاقات المعقدة بين الشركات والجهات المستفيدة وابرزها إحالة المشاريع إلى شركات غير كفوءة ثم تحال في الباطن إلى شركات أقل كفاءة  لتنتهي بمقاولين ينفذونها بشكل سطحي ودون حساب، وبعض المشاريع أحيلت إلى الشركات التي حصلت على تصنيف أول نتيجة للفساد وهي مشاريع اكبر من امكانياتها, اذا كان كل ذلك يحصل في تلك المشاريع فكيف سيتم انشاء مدينة طبية جديدة في معسكر الرشيد الملغى او معالجة طرق الموت المنتشرة في المحافظات كافة او بناء مشاريع جديدة كالقطا ر الذي يربط بسماية بمركز بغداد ؟

  لما تقدم ولإيجاد اليات أكثر فاعلية في معالجة المشاريع المتلكئة نقترح الاتي:

  1. التوجه لإنشاء صندوق سيادي حسب الحاجة وخاصة الاستثمار في إعمار البنية التحتية لكي تستطيع استكمال المشاريع المعطلة وخاصة ذات المساس بحاجات الناس الأساسية.
  2. التشدد في محاسبة الشركات الفاشلة واستعادة حقوق الدولة ومحاسبة الشركات الوهمية المقترنة بتوسيع الحرب ضد الفساد في أجهزة الدولة بأساليب مقنعة والتعامل مع الشركات الراسخة ماليا وفنيا ولها تجربة طويلة في اختصاصها وإحالة المشاريع المتلكئة اليها وفق عقود تضمن حقوق العراق المالية.

*****************************************

الصفحة الخامسة

أعطال وانهيارات تطيح بالمحولات والأسلاك.. العراقيون يستقبلون الصيف ويودعون الكهرباء؟

متابعة – طريق الشعب

مع ظهور أول ملامح فصل الصيف، بدأت ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية بالانخفاض في جميع المدن العراقية، الأمر الذي جعل الوعد الحكومي المتكرر: “هذا الصيف سيكون أفضل من سابقه في تجهيز الطاقة الكهربائية”، حبرا على ورق مثلما جرت عليه العادة!

وبدأت المولدات الأهلية تعمل بشكل أكبر، إذعانا لفقدان الطاقة الكهربائية. فيما بررت وزارة الكهرباء كثرة انقطاع التيار الكهربائي بخفض إيران كميات الغاز التي تصدرها للعراق كوقود لمحطات التوليد.

وأعلنت الوزارة يوم 21 أيار المنتهي، انحسار إمدادات الغاز المورد من إيران إلى المنطقة الجنوبية لأسباب فنية، منوهة إلى تراجع إنتاج الطاقة في منظومة الكهرباء الوطنية بنسبة ألف ميغاواط.

ووفقا لعضو لجنة الطاقة في البرلمان، وليد السهلاني، فإن “الإنتاج المتوقع لمنظومة الكهرباء خلال الصيف، هو 22 ألف ميغاواط. بينما الحاجة الفعلية للبلاد تتجاوز 27 ألف ميغاواط”، مشيرا في حديث صحفي إلى أن هذا الأمر “يستوجب من الحكومة تحسين الإنتاج وإيجاد بدائل عن الغاز الذي يشكل عبئاً على الموازنة. كما ان المحطات التي أُنجزت في السنوات الماضية غالبيتها تعمل بالغاز”.

فاتورة للدولة وأخرى لصاحب المولدة!

المواطن حسن مهدي، وهو من سكان الكرادة، يقول في حديث صحفي: “كنا نعرف مسبقا ان وعود وزارة الكهرباء بصيف أفضل هذا العام من ناحية تجهيز الطاقة الكهربائية، غير حقيقية”، مبينا أن “هذا الأمر جعلنا نمنح صاحب المولدة الأجر الذي يطلبه دون تردد. فنحن نعرف أن الدولة عاجزة عن معالجة مشكلة الكهرباء المزمنة”.

ويضيف قائلا أنه “لم يحصل في أيٍ من دول العالم أن يدفع المواطن فاتورتين للكهرباء، إحداهما للدولة والأخرى لصاحب المولدة”! متابعا قوله بتهكم، أن “الدولة تهدد المواطن بقطع الكهرباء الوطنية غير الموجودة أصلا، عنه في حال رفض دفع فاتورة الكهرباء”!

وماذا عن الأعطال!؟

ولا تتوقف مشكلة الكهرباء خلال الصيف على خفض ساعات التجهيز، فهناك قضية أخرى لا تقل تأثيرا عن الأولى، وهي الأعطال والانهيارات التي تصيب الشبكة ومحوّلاتها، جراء التحميل الزائد وارتفاع درجات الحرارة.

وفي هذا الصدد يقول المواطن محمد علي شهاب، من قضاء الصويرة، أن عمال دائرة الصيانة في القضاء يتجولون في المناطق السكنية طيلة ساعات النهار والليل، فما أن يصلحوا محولة متعطلة في موقع ما، حتى يحترق سلك في موقع آخر”!

ويوضح لـ “طريق الشعب”، أن “مشكلة الأعطال، وهي مزمنة تتكرر صيفا وحتى شتاء، سببها تقادم شبكة الكهرباء وتهالكها، إضافة للتحميل الزائد الناتج عن التجاوزات. فهناك محولات طاقتها الاستيعابية كحد أقصى 50 منزلا، ربط عليها نحو 200 منزل بسبب ازدياد أعداد المنازل، وعدم وضع محوّلات إضافية، فضلا عن التجاوزات التي تلحق بالمنظومة من المناطق العشوائية والزراعية التي تحوّلت إلى سكنية”.

الفساد أس البلاء

رغم المبالغ الهائلة التي خصصت لقطاع الكهرباء منذ 2003 حتى اليوم، لم يطرأ على تجهيز الطاقة أي تحسن ملحوظ يذكر، إنما العكس “فالحال أصبح من سيء إلى أسوأ”– وفق ما يراه الكثيرون من المواطنين، الذين يرجعون الأزمة الكهربائية إلى “الفساد المستشري في مفاصل الدولة ووزاراتها، ومنها وزارة الكهرباء”. 

يقول المواطن أحمد نمير، أن “تراجع الكهرباء خلال الصيف، أمر لا بد منه، مهما أُطلقت الوعود بصيف أفضل. فهذا الحال يتكرر سنويا ويفاقم معاناة المواطن وهمومه”، لافتا في حديث صحفي إلى أن “كل ما يقوله المسؤول ويطلقه من وعود في شأن تحسن الكهرباء، لن يتحقق. فالفساد المستشري في مفاصل الوزارة هو من يقف وراء الأزمة”!

ويرى المواطن ان “هناك فسادا كبيرا واتفاقات بين موظفين في مراكز توزيع الكهرباء واصحاب مولدات اهلية. إذ يجري الاتفاق على قطع الكهرباء في أوقات معينة، حتى في أيام اعتدال الجو، لمضاعفة أجور المولدات وتبرير زيادة أسعار الاشتراك”.

قضية معقدة

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي هلال الطعان، أن “قضية الكهرباء في العراق معقدة. فهناك العديد من الأسباب تشترك جميعا وتتسبب في انخفاض تجهيز الطاقة، أبرزها ان معظم خطوط نقل الطاقة قديمة ومتهالكة، ما يؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الكهرباء”.

ويتابع قائلا في حديث صحفي أن “من الأسباب الأخرى، هو الاعتماد على الغاز المستورد في تشغيل محطات توليد الطاقة. فهذا الأمر يفرض إنفاق أموال هائلة، في وقت يحرق فيه الغاز العراقي ولا تتم الاستفادة منه”. فيما يلفت إلى أن “الفساد الاداري والمالي المستشري في وزارة الكهرباء، هو أيضا من أسباب ضعف الطاقة الكهربائية”، مشيرا إلى أنه “لا توجد رغبة صادقة لدى المسؤولين، في حل مشكلة الكهرباء”.

أزمة تتكرر

إلى ذلك، ترى الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، ان “الطرف العراقي هو السبب في ازمة الكهرباء. فالجو في العراق معروف، ومشكلات الطاقة الكهربائية تتكرر كل صيف”. وتتساءل: “لماذا لا يتم الاستعداد مسبقا للصيف، من حيث تهيئة منظومة الكهرباء ومستلزمات توفير الطاقة؟ وماذا عن التصريحات حول تسديد كافة مبالغ استيراد الغاز إلى الجانب الإيراني؟ وأين الوعود الأخيرة بإمدادنا باحتياجاتنا من الغاز لمدة خمس سنوات؟”!

وتتابع سميسم قولها في حديث صحفي أن “الجهاز التنفيذي العراقي مسؤول كل المسؤولية امام الناس، وامام الجهات العليا، عن توفر الكهرباء أو نقصها. فنحن الآن دخلنا إلى فصل الصيف الحقيقي، الذي ترتفع فيه الحرارة إلى درجة لا تطاق، وعليه يجب توفير الطاقة الكهربائية ووضع حد لمعاناة المواطن”.

وتنوّه الخبيرة الاقتصادية إلى أن “تعاقدات مشاريع الطاقة مع الشركات العالمية، ومنها سيمنس الالمانية وجنرال اليكتريك الامريكية، لغاية الآن لا يعرف المواطن ما هي طبيعتها. إذ لا يعلن عنها بوضوح”، مشيرة إلى أن “هذه التعاقدات لا نعرف شيئا عن ضوابطها، وعن نوع الاتفاق بين الحكومة والشركتين في شأن الكهرباء”.

 ***************************************************

اكول.. أصحاب المولدات  مرة أخرى!

حميد المسعودي

لأن أجور اشتراك خطوط المولدات الأهلية ترهق العائلة العراقية، استبشر المواطنون، خاصة أصحاب الدخل المحدود، خيرا وهم يستمعون إلى حديث لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، موجه إلى مسؤولي وزارة الكهرباء ومؤسساتها، ويتضمن أسئلة عن أسباب زيادة انقطاع الكهرباء الوطنية تزامنا مع نهاية كل شهر، وذلك خلال زيارته مركز السيطرة الوطني للكهرباء في بغداد نهاية نيسان الماضي.

وشدد السوداني – حسب ما نشرته وكالات أنباء – على أهمية القضاء على المظاهر السلبية في قطاع الكهرباء، ورفع الحيف عن كاهل المواطنين، والتعامل بجدية مع موضوع تجهيز الطاقة، مع تحديد سعر الأمبير لدى المولدات الأهلية ومتابعة تنفيذ الالتزام به.

وفي ضوء هذا التوجيه، باشرت الجهات المعنية اتخاذ اجراءات رادعة بحق أصحاب المولدات المخالفين، الذين لم يلتزموا بالتسعيرة المحددة حكوميا. إلا أن هذه الإجراءات جرى التعامل معها شأن غيرها من القرارات الحكومية السابقة، والتي لا تعدو كونها “فرة عرس” – كما يقول المثل الشعبي الدارج! إذ لم تنفذ الإجراءات سوى في نطاق ضيق من مناطق العاصمة. بينما بقيت العائلات في المناطق الأخرى عرضة للنهب والابتزاز من أصحاب المولدات. 

ويضطر المواطن في غالب الأحيان، إلى القبول بهذا الابتزاز، بسبب عدم تعاون الجهات الحكومية معه في حال إبلاغه عن المخالفين. فالمواطن بات لا يثق بقدرات الدولة على ردع هؤلاء. كما أنه يخشى أن يفقد خط المولدة، لأن الكثيرين ممن طالبوا أصحاب المولدات بخفض التسعيرة، جوبهوا بتهديد بقطع الخط عنهم!

المواطن يعيش اليوم أجواء قلقة، ومن واجب الدولة متابعة عمل المولدات بشكل جاد ومتواصل، والإشراف على عملية استيفاء أجور الاشتراك من المواطنين.

 *******************************************

طركَاعة التطلوعة!

حميد الحريزي

بدل أن تقوم الدولة ببناء المساكن لمن لا يمتلكها من محدودي الدخل والفقراء، تعطي الأراضي لمستثمرين جشعين، ما ان يباشروا بالعمل حتى تكون القطع والدور قد بيعت لاصحاب الاموال الأثرياء من حاشيتهم، وهؤلاء بدورهم يبيعونها دون جهد يذكر، مع إضافة عشرات الملايين على سعرها المعلن من قبل المستثمر، إلى مشترٍ جديد محتاج إلى السكن، وذلك تحت مسمى “التطلوعة”!

وبهذا يكون الخاسر الاول هو المواطن الفقير المحتاج الى السكن. فالمفترض أن توضع ضوابط  تحد من جشع المستثمر واستغلاله لمن يحتاج الى السكن. كأن يتم وضع سعر محدد من قبل الدولة للوحدات السكنية، وأن تكون الأفضلية والأسبقية في البيع لمن يأتي بمستمسك يثبت عدم امتلاكه أرضا سكنية، كي لا يستغل الأثرياء هذه الوحدات في التجارة والاحتكار.

وتفقد عملية الاستثمار ومنح الاراضي من قبل الدولة مجانا للمستثمرين، الهدف منها، وهو توفير سكن مناسب وكريم للمواطن الفقير وذي الدخل المحدود. إذ يتحول الأمر إلى عملية وحشية لجني الأرباح الخيالية دون وجه حق!

 **********************************

هل من يضع حداً  لاستغلال شركات الهاتف!؟

خليل إبراهيم العبيدي

تضع شركات الهاتف النقال العاملة في العراق، مددا محددة لصلاحية رصيد بطاقات الشحن. وفي حال انتهاء المدة ستوقف الشركة خط الهاتف. لذلك يضطر المشترك إلى تعبئة خطه بالرصيد باستمرار تلافيا لتوقفه. المشكلة أنه حينما يتوقف الخط، سيفقد المشترك كل رصيده، ولن يعود الخط إلى العمل إلا بعد تعبئته والاتصال بالشركة لإعادة تفعيله. وفي حال مرت عليه شهور دون تعبئة، تصل في بعض الشركات إلى 3 شهور، سينقطع الخط نهائيا دون عودة!

وتتيح الشركات للمشتركين تمديد مدة الصلاحية، من خلال إرسال رسالة لها، وهذا مقابل مبلغ من الرصيد!

إن حصر المشترك بمدة صلاحية، وهي قصيرة في الغالب، يعني إخضاعه للابتزاز. لذلك نقترح على وزارة الاتصالات توجيه شركات الهاتف بإلغاء هذا الإجراء، أو على الأقل جعل المدة المحددة مقبولة وليست قصيرة.

 ************************************************

أبو الخصيب.. مشروع البنى التحتية المتلكئ.. متى يُنجز؟

البصرة – وكالات

طالب سكان قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة، بإنجاز مشروع البنى التحتية في القضاء، الذي بوشر العمل فيه عام 2012 ولا يزال متلـكئا حتى الآن.

جاء ذلك في وقفة احتجاج نظمها أخيرا العشرات من أهالي مناطق الحي العسكري وطلاع الحمزة والسبيليات الغربية.

وفي حديث صحفي، ذكر عدد من المشاركين في الوقفة، أن أهالي أبي الخصيب يعانون كثيرا بسبب عدم إنجاز مشروع البنى التحتية، مؤكدين أنهم كثيرا ما ناشدوا وطالبوا ونظموا وقفات وتظاهرات من أجل إكمال المشروع، لكن دون جدوى.

وأوضح السكان أن القضاء لم يول له اهتمام كافٍ، ومناطقه لا يزال ينقصها الكثير من الخدمات، مطالبين الحكومتين المحلية والمركزية بمتابعة عمل الشركات المنفذة للمشاريع، وإلزامها بالإسراع في إنجاز مهامها.

 *************************************************

السماوة.. ضعف التبريد في «مستشفى الحسين»

السماوة – وكالات

شكا مواطنون في مدينة السماوة، من ضعف منظومة التبريد في “مستشفى الحسين” التعليمي في المدينة، مشيرين في حديث صحفي، إلى انهم يضطرون لجلب مراوح أرضية لمرضاهم الراقدين في المستشفى، كي تساعدهم قليلا على تحمّل الأجواء الحارة.  وأكد المواطنون أن مشكلة ضعف التبريد في المستشفى ليست جديدة، إنما مضت عليها فترة طويلة، داعين دائرة صحة المثنى إلى التحرك العاجل لصيانة المنظومة، لا سيما أن هذا المستشفى يعد رئيسا وترقد فيه أعداد كبيرة من المرضى من مختلف مدن المحافظة.

 ******************************************************

أهالي «حسون اغا»  يعانون من تراكم النفايات

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا مواطنون من سكان المحلة 216 في منطقة حسون اغا بجانب الكرخ، من تراكم النفايات ومخلفات النجارة في الشارع الرئيس المؤدي إلى منطقتهم، مبينين لـ “طريق الشعب”، أن هذه المشكلة أثرت سلبا على واقعيهم الصحي والبيئي.

وأضاف المواطنون أن النفايات تتراكم بسبب عدم رفعها باستمرار من قبل آليات البلدية، ما حوّلها إلى مرتعا خصا للحيوانات السائبة والقوارض والجراثيم، مناشدين مديرية بلدية الكرخ رفع النفايات بشكل منتظم مع توفير حاويات كافية لجمعها.

 ***********************************************

الصفحة السادسة

أغلبها استهدف العاصمة كييف.. روسيا تشن أكبر حملة قصف بالطائرات المسيّرة منذ بدء الحرب

موسكو - وكالات

كشفت أوكرانيا، مؤخرا، أسباب احتدام “حرب المسيّرات” مع روسيا، وأعلنت التصدي ليلة أمس لأكبر هجوم بالطائرات المسيّرة تعرضت له منذ بداية الحرب قبل نحو 15 شهرا، في وقت أعلن فيه الكرملين عما وصفه مفاوضات دولية سيجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا الأسبوع المقبل.

قصف المسيرات متواصل

وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن تكثيف الروس استخدام المسيّرات في الهجمات يعود إلى مشكلات بالإمداد في ترسانتهم الصاروخية.

وبشأن العدد القياسي من المسيّرات الذي استهدف البلاد ليلة أمس، قالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 52 من أصل 54 من هذه الطائرات التي أطلقتها موسكو، “أكثر من 40 منها” استهدف أجواء العاصمة، موضحة أن الهجوم حصل على دفعات عدة واستمر الإنذار الجوي لأكثر من 5 ساعات.

وأفادت الأنباء بمقتل امرأة نتيجة سقوط مسيّرة قرب أحد المباني في كييف؛ كما تسببت الهجمات في أضرار مادية في مبان ومراكز تجارية بالإضافة إلى اندلاع حرائق واسعة.

سلسلة هجمات متبادلة

واستهدفت الأراضي الروسية أيضا في الأسابيع الأخيرة بسلسلة هجمات بطائرات مسيّرة، في الوقت الذي تتحدث فيه كييف عن تحضيرها لهجوم مضاد يهدف إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

وفي 3 مايو/أيار الماضي، أعلنت روسيا إسقاط طائرتين مسيّرتين كانت تستهدفان الكرملين المقر الرسمي لبوتين. واتهمت موسكو كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم بينما نفت أوكرانيا أن تكون لها علاقة به.

وفي دونيتسك شرقي أوكرانيا، أفاد حاكم المقاطعة الأوكراني بمقتل مدني، وجرح آخرين، في قصف روسي استهدف مناطق سيطرة القوات الأوكرانية الليلة الماضية.

وفي إقليم كراسنودار، جنوبي روسيا، أعلنت السلطات تحييد مسيّرات حاولت الاقتراب من منشأة نفطية، مؤكدة أن البنية التحتية للمنشأة لم تتضرر.

بوتين.. مفاوضات دولية

وعلى الصعيد السياسي، قال البرنامج التلفزيوني “موسكو. الكرملين. بوتين” إنه من المتوقع أن يجري بوتين شخصيا مفاوضات دولية الأسبوع المقبل.

وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية أن البرنامج التلفزيوني لم يكشف عمن قد يلتقي معهم الرئيس الروسي بالضبط.

كما سيترأس الرئيس الروسي اجتماعا مع الحكومة وسيجري مشاورات مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن القومي الروسي. ولم تعلن الخدمة الصحفية للكرملين رسميا بعد عن جدول أعمال بوتين في الأسبوع المقبل.

 **********************************************

عمليات اجرامية اسرائيلية جديدة واقتحام للمسجد الأقصى

القدس - متابعة

اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الاثنين، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. وقالت مصادر محلية، إن هؤلاء المستوطنين اقتحموا الباحات على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم.

وفي غضون ذلك، اغتالت قوات الاحتلال، خلال اقتحامها الإرهابي لمدينة جنين، الأسير المحرر أشرف محمد أمين إبراهيم (38 عامًا).  وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشاب إبراهيم استشهد متأثرا بإصابته برصاصتين متفجرتين واحدة في البطن تسببت بتفتت الكبد، والثانية في الصدر اخترقت الرئة.  هذا وقد أصيب ثمانية مواطنين فلسطينيين، بالرصاص الحي، أحدهم بجروح خطيرة، واعتقل آخران، خلال اقتحام قوات الاحتلال  فجر أمس، عدة احياء من مدينة جنين.  وقالت مصادر فلسطينية إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المدينة من عدة محاور، وإن قناصتها اعتلوا أسطح عدد من البنايات، خاصة في محيط مستشفى جنين الحكومي.وأضافت المصادر  أن مواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في مناطق متفرقة من المدينة، أطلقت خلالها الرصاص الحي باتجاههم، ما ادى الى إصابة ثمانية منهم، أحدهم بجروح حرجة. وأشارت الى أن قوات الاحتلال منعت مركبات الاسعاف من نقل المصابين، وقامت إحدى آلياتها بصدم مركبة اسعاف الحياة وأخرى تابعة لمستشفى الرازي، والحقت بهما اضرارا مادية. ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من قوّاتها إلى مدينة جنين، وداهمت عدة منازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، وعرف منها منزل لعائلة الهصيص، كما اعتقلت الشابين: نورس غوادرة، وحسن تميم حردان.

 **********************************************

إردوغان يواجه انقسامات عميقة في تركيا بعد فوزه بولاية جديدة

إسطنبول ـ وكالات

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مهمة صعبة تتمثّل بتوحيد بلاده التي تشهد انقسامات عميقة، غداة فوزه في جولة إعادة تاريخية بولاية جديدة تمدد حكمه المستمر منذ عقدين حتى العام 2028. ورغم قوة ائتلاف المعارضة والأزمة الاقتصادية الخانقة والغضب الشعبي الواسع النطاق عقب زلزال شباط، نجح اردوغان الذي قضى أطول فترة في الحكم دحر منافسه العلماني كمال كيليتشدار أوغلو في الدورة الثانية من الانتخابات الأحد.

لكن الفارق البالغ أربع نقاط كان الأقل الذي يحققه إردوغان في أي انتخابات، ما يؤكد الاستقطاب الذي سيواجهه في ولايته الرئاسية الثالثة والأخيرة. حاول إردوغان تبني نبرة تصالحية في خطابه بمناسبة الانتصار أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا خارج القصر الرئاسي في أنقرة، داعيا الأتراك “للاتحاد والتضامن”.

وأما كيليتشدار أوغلو فتعهّد “مواصلة الكفاح” ضد إردوغان وحزبه “العدالة والتنمية” الذي هيمن على المشهد السياسي التركي منذ العام 2002. وهبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي متدنٍ جديد مقابل الدولار، أمس الاثنين، بعد ان سجلت تراجعا إلى 20.065 للدولار في التعاملات الأوروبية المبكرة، متجاوزة المستوى القياسي المتدني السابق الذي لامسته الجمعة الماضية.

 ***********************************************

الأمم المتحدة: هايتي والسودان ومنطقة الساحل يواجهون خطر الجوع

نيويورك - وكالات

أكدت الأمم المتحدة يوم أمس، أن سكان هايتي ومنطقة الساحل والسودان يحتاجون إلى اهتمام “عاجل” من المجتمع الدولي لأن خطر انعدام الأمن الغذائي في هذه الدول هو الأكثر إثارة للقلق في العالم.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير مشترك إنه “تم رفع هايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) والسودان إلى أعلى مستويات القلق” على توافر الأغذية للسكان. وأضافا أن “ذلك ناجم عن القيود الشديدة على حركة تنقل الأشخاص والبضائع في هايتي وكذلك في بوركينا فاسو ومالي، فضلاً عن اندلاع النزاع الأخير في السودان”.

 وحذر التقرير من أن النزاع على السلطة بين قائد الجيش وخصمه في السودان، الذي اندلع في نيسان سيكون له على الأرجح “تداعيات كبيرة على الدول المجاورة”.

ويتناول التقرير ما مجموعه 18 “نقطة ساخنة” للجوع حول العالم ويحاول تحديد آفاق لستة أشهر.

 *******************************************

صراع العسكر ومستقبل السودان

رضي السماك 

بادئ ذي بدء يمكننا التأكيد بأنه لا يمكن الوصول إلى مقاربة سياسية تتكهن بمستقل السودان في ضوء تطورات الأزمة التي تفجرت عسكرياً على نحو دام مؤسف منذ أكثر من شهر، وما زالت متواصلة حتى الساعة، دون التذكير بسلسلة الانقلابات العسكرية التي اُبتلي بها الشعب السوداني،  بدءاً بالمحاولة الانقلابية الفاشلة 1957، أي بعد عام واحد فقط من الاستقلال ، ومروراً بانقلاب الجنرال إبراهيم عبود 1958، فانقلاب جعفر نميري 1969، فانقلاب هاشم العطا اليساري عام 1971 الذي نجح لمدة ثلاثة أيام فقط، ثم اُحبط بتواطؤ ليبي مصري، ووجد فيه نميري ضالته لتنفيذ تصفيات دموية بحق قيادات من خيرة الحزب الشيوعي، ومن أبرزهم مؤسس الحزب الشهيد عبد الخالق، محجوب، والقائد النقابي العمالي الفذ الشهيد الشفيع الشيخ، وغيرها من سلسلة الانقلابات اللاحقة الفاشلة، وصولا إلى انقلاب عمر البشير 1989 والذي أستمر أكثر من 30 عاماً والذي أطاحته الثورة الشعبية التي اندلعت أواخر 2018، لكن وريثاه  في الجيش والدعم السريع (القطبان العسكريان عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ، ومحمد حمدان دقلو قائد قوات التدخل السريع) وكلاهما من مخلفات النظام الفاشي السابق لعمر البشير، نكثا بتعهدات التسوية مع ممثلي الثورة الشعبية القطبين وصولا لانفجار الصراع العسكري  على السلطة بين الرجلين، وهو الصراع الذي ما فتئنا نتابع فصوله المؤلمة، حيث تدور رحى معاركه في المدن والضواحي والقرى، وكلاهما يراهن على سحق الآخر واجباره  على الاستسلام  ليستفرد هو وحده بانقلابه .

ومع أن الانقلابات السودانية تتشابه في تكرارها بالانقلابات في بعض الجمهوريات العربية، إلا أن ما يحدث في السودان بين مشروعي انقلابيين هو الأعنف والأخطر في تاريخ الانقلابات السودانية والعربية، ليس بالنظر لأحداثه الدامية التي تعصف بالبلاد -شعباً ودولة- فحسب، بل والنتائج الخطيرة التي ستظل البلاد تعاني منها لفترة طويلة، مما تضع علامات استفهام على المستقبل المجهول الغامض الذي ينتظر السودان دولةً وشعباً.

من المفيد هنا الرجوع إلى واحدة من الدراسات التي تناولت بالتحليل ظاهرة الانقلابات العسكرية العربية، وفد أعدها الباحث الأنثروبولوجي اللبناني الراحل فؤاد إسحاق خوري وصدرت 1990 عن دار الساقي، غداة انقلاب الجناح العسكري للإخوان المسلمين بقيادة الجنرال عمر البشير تحت عنوان” العسكر والحكم في البلدان العربية”، فمما جاء فيها حول البلدان العربية التي عرفت ظاهرة الانقلابات: “… وطالما أن الجيش مؤلف من عدة فئات واثنيات متنوعة، فهو بالتالي يلعب أدواراً سياسية متنوعة. وطالما أنه لا يقوم على أساس القواعد الديمقراطية. فمن الصعب توقع إنجازات ديمقراطية منه. فالانقلاب العسكري، وكحدث فردي لا يأتي عن طريق مجموعة كبيرة من الضباط إنما عن طريق شلة صغيرة من الضباط”. (ص 78) ويضيف في موضع آخر من الدراسة حول الوضع الداخلي في المؤسسات العسكرية “ … أن دوائر النفوذ ضمن المؤسسة العسكرية تُبنى لا على أساس الأداء إنما على أساس القرابة والزواج والأصل الإثني والعائلي”. ورغم مرور أكثر من 30 عاماً على صدور الدراسة، إلا أن الاستنتاجين المذكورين مازالا يصحان في تفسير انقلاب عمر البشير “الإخواني”، وما تمخض عنه من تداعيات حركية شعبية، برز خلالها صراع بين قيادتي الجيش والدعم السريع (البرهان وحميدتي) على السلطة، كما يفسر أيضا جانبا مهما رئيسيا في ظاهرة الانقلابات العسكرية، وصولاً إلى الانقلاب الأخير.

وإذ لم تفد كل مناشدات ومبادرات الدول العربية والجامعة العربية المتكررة، فضلا عن مبادرات الأمم المتحدة  والمنظمات الدولية المعنية بالإغاثة لوقف قوري لإطلاق النار من قِبل كلا الطرفين، تخفيفاً على الأقل من حدة الكارثة والمحنة المأساوية التي تأخذ بخناق شعبهما، حيث تزداد أعداد القتلى والجرحى من المدنيين بالآلاف، عدا عن عشرات ألوف النازحين الفارين، ناهيك عن الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تطحن أكبر شريحة من الشعب تتضور جوعاً جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعاني منها ، فضلاً عن ازدياد أعداد الجرحى والمرضى التي فاضت بهم المستشفيات لعدم قدرتها استيعابهم، وانعدام المستلزمات الطبية والعلاجية، فإن ذلك كله ليبعث حقاً على التشاؤم والغموض حول المستقبل الذي ينتظر السودان دولةً وشعباً  جراء هذه الحرب الداخلية الخطيرة المدمرة .

وإذا كانت الانقلابات العربية تتوسل شعارات تبرر بها أمام الشعب انقضاضها على السلطة بالدبابات، كمكافحة الفساد،  وتحسين أحوال المواطنين، أو نصرة القضية الفلسطينية  واتهام النظام المنقلب عليه بخيانتها ، فإن المتصارعين على السلطة دون مبالاة بالكارثة التي تحل بشعبهما فوق الكوارث التي جناها من نظام البشير الذي جاء بهما على مدى ثلاثة عقود ونيف، إنما يتعرى مشروع كل منهما الانقلابي من ورقة التوت في العجز عن تبرير هذا الأمعان  المدمر الذي أرجع السودان عقوداً إلى الخلف أمام تفرج المجتمع الدولي ولا مبالاة النظام الإقليمي العربي، وعلى رأسه دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك  بغية اضعاف السودان إلى أدنى حد والاستئثار بعدئذ على أسهم استثمارات الإعمار حيث ستظل إرادة أي حكم جديد بعدئذ، إذا ما جاء كان على شاكلة الأنظمة الدكتاتورية السابقة، أسيراً للقوى الخارجية من عربية ودولية غربية!

 ******************************************

اشتباكات كثيفة في العاصمة السودانية قبيل انتهاء أسبوع الهدنة

الخرطوم – وكالات

أفاد بعض المواطنين في الخرطوم بسماعهم يوم أمس دوي اشتباكات كثيفة ومتواصلة في أجزاء من العاصمة وقبل ساعات من انتهاء اتفاق الهدنة الهش والذي وفر بعض الهدوء في الصراع المستمر منذ ستة أسابيع.

واستمرت الاشتباكات من الأحد الماضي وحتى أمس في جنوب وغرب أم درمان، إحدى المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل ولاية الخرطوم. كما قال سكان في جنوب الخرطوم على الضفة الأخرى لنهر النيل إن هناك اشتباكات وقعت في وقت متأخر من مساء الأحد.

*******************************************

إنقاذ مئات المهاجرين في البحر الأبيض

باريس - وكالات

أنقذت منظمة أطباء بلا حدود الفرنسية غير الحكومية، السبت الماضي، 602 شخصاً كانوا على متن سفينة مكتظة في البحر الأبيض المتوسط.

ومن بين الذين تم إنقاذهم في العملية التي استغرقت ثلاث ساعات 11 امرأة و151 طفلاً. وأنزلت سفينة الإنقاذ “جيو بارنتس” التي تديرها المنظمة الأشخاص الذين أنقذتهم في ميناء باري الإيطالي.

ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، عبر 59.817 شخصاً البحر الأبيض المتوسط من شمال إفريقيا إلى إيطاليا حتى الآن في عام 2023، ولقي أكثر من 1010 شخصاً مصرعهم أو فُقدوا خلال محاولتهم القيام بذلك.

**************************************************

الحزب الحاكم في موريتانيا يعزّز غالبيته البرلمانية

نواكشوط - وكالات

عزّز حزب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني غالبيته في الجمعية الوطنية بحصده 107 من أصل 176 مقعدا قبل عام من الانتخابات الرئاسية، بحسب أرقام أعلنتها لجنة الانتخابات أمس الأول.

وفاز حزب الإنصاف الحاكم الذي كان له 93 نائبا في البرلمان المنتهية ولايته، بـ80 مقعدا خلال الدورة الأولى للانتخابات في 13 أيار، و27 مقعدا آخر السبت من أصل 36 مقعدا جرى التنافس عليها في الدورة الثانية.

كما حازت أحزاب مشاركة في الائتلاف الحاكم 42 مقعدا، فيما حصلت المعارضة على 27 مقعدا فقط، بينما حصل التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإسلامي الحزب الثاني في البرلمان، على 11 مقعدا فقط مقابل 14 في المجلس المنتهية ولايته.

من جهتها، طعنت أحزاب المعارضة وبعض قوى الغالبية في نزاهة الاقتراع وطالبت بإعادته.

 ***************************************************

الصفحة السابعة

الحزب والتاريخية       

شاكر كتاب

من يتتبع تاريخ الأحزاب السياسية العريقة في مختلف بلدان العالم وفي بدايتها بلادنا العراق يقف على العلاقة العضوية بين التأريخ والحزب. لكن لنبدأ من توصيف عام لما نسميه بالحزب التأريخي. ان ما يرشدنا اولا الى كون الحزب تاريخيا هو رسوخه في الذهن الجمعي للمجتمع. واذا تحدثنا عن الحزب الشيوعي العراقي تحديداً فأكاد أجزم ان لا يخلو بيت من بيوت المجتمع العراقي من معرفة مهما كان حجمها عن هذا الحزب.

يحظى الحزب ليس فقط بانتشار تنظيماته لتشمل كل محافظات العراق وأقضيته ومؤسساته الطلابية وشرائحه الشبابية والنسوية والمهنية والثقافية لكن ايضا نتحدث هنا عن امتداد الحزب التنظيمي ليمر بأجيال عديدة وتعاطف واسع من مختلف قطاعات المجتمع العراقي العمرية والجندر.

واذا تتبعنا أسباب رسوخ جذور الحزب في المجتمع العراقي نجد ان اولها هو تمثيله الصادق والمخلص للقطاعات الفقيرة والعاملة باليد او بالفكر. ومنها انه يسهم بشكل فاعل في تأسيس وخلق وتطوير الثقافة الوطنية التقدمية والفكر العلمي من خلال اصداراته المستمرة مثل طريق الشعب التي لم تنقطع ابدا رغم مختلف الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية التي عانى من الحزب وتنظيماته. وكذلك من خلال مجلته الشهيرة الثقافة الجديدة. ويجب الاعتراف هنا ان مجرد النشر والكتابة في هاذين المطبوعين يعتبر فخرا وتشريفا للكاتب رغم ان القائمين على تحريرهما يعلنون دائما انهما ملك لكل الكتاب المثقفين والتقدميين والديمقراطيين بغض النظر عن انتماءهم للحزب او عدمه. أسهم اعلام الحزب بكل مفاصله بترسيخ مكانة الحزب في اذهان الجمهور وقلوب الناس وعقول المثقفين. واذا اردنا ان نعرف ما السر في كل هذا نجد سببين كبيرين. الاول هو التمثيل الحقيقي للناس كل الناس ولاسيما المضطهدين منهم والفقراء والعاملون وغيرهم والسبب الثاني هو انتشاره بين الجماهير وتغلغل افكاره وسياساته وتنظيماته في اعماق التربة الاجتماعية العراقية بمختلف طبقاتها.

 والسمة الاخرى لترسيخ مكانة الحزب والتي جعلته يحظى باحترام وثقة الجماهير هو عنصر النزاهة ونظافة اليد المطلقة. ولعل هذا العنصر يتأتى من الانحدار الطبقي للحزب من جهة والمنطلقات الفكرية التي يتبناها الحزب. فانحداره الطبقي يجعل تنظيماته متكونة من ممثلي الطبقات الثورية المطالبة بالحقوق العامة والخاصة والتي كانت هذه الطبقات أمينةً عليها وخير مدافع عنها. ومن الطبيعي ان تغدو هذه الظاهرة الطاهرة جزءاً من هوية منظمات الحزب العامة وسمة من سماته الملازمة له. من الناحية الفكرية فان فلسفة الحزب وخلفيته الايديولوجية التي هي الاخرى انبثقت منذ أيام مؤسسيها الأوائل لتكون فلسفة علمية للتطور والتحرر الامر الذي يجعل من العمل المخلص الصادق شرطاً للانتماء اليها والتحلي باخلاقها وسلوكها.                     

يرتبط كذلك تاريخ صعود وهبوط الحالة السياسية في البلاد بمدى سلامة تنظيمات الحزب من الهجمات الفاشية والرجعية. فأينما نجد انتعاشا للحزب ونشاطاته نرى أيضا ان الوضع السياسي العام يمتاز بإيجابيات كثيرة وكبيرة ودورا فاعلاً للدولة ومؤسساتها يرافق ذلك صعوداً للإبداع الثقافي والأدبي والفني وكذلك للعلاقات الاجتماعية العامة المرتبطة بالوضع السياسي القائم. والعكس لذلك صحيح. فقد اقترنت الهجمات الدموية والإعلامية والأمنية على الحزب وكادره وتنظيماته بانحراف خطير للدولة وسياساتها ونهجها العام وتحول دوائرها الأمنية الى شبكات ارهاب وعنف وتخريب. فمولد الحزب كما تنبه لذلك احد الزملاء الاعلاميين تزامن مع بدايات تأسيس وصعود الدولة العراقية وكلما ترسخ شكل الدولة وشيء من مضمونها ينعكس ذلك على أداء الحزب ونشاطه.

ولقد تبنى الحزب منذ ايامه الاولى سياسة تعزيز مكانة الدولة وعملها المؤسساتي لدعم دورها في خدمة المواطنين وعموم المجتمع. وانعكست سياسات الانظمة ضد الحزب لتغدو ضد المجتمع في الوقت الوقت. وفي هذا مصداق لما ذكرناه اعلاه عن الترابط الوثيق بين منظمات الحزب والجماهير وطبقاتها الاجتماعية.

انتعشت تنظيمات الحزب مع الإجراءات الوطنية والتقدمية التي اتخذتها الدولة أيام ثورة 14 تموز 1958 في سنيِّها الأولى والتي دعمها الحزب والتي جاءت اغلبها استجابةً لبرامجه وسياسته ومطالب الجماهير الكادحة التي حددها الحزب ودعمها وقاد النضال من أجلها. وحين انتكست ثورة تموز كان المتضرر الاول منها كل الشعب العراقي وقواه الوطنية وفي مقدمتها الكادحون وممثلهم الحزب الشيوعي العراقي.

وبعد انقلاب 18 تموز عام 1968 ودشنت السلطات انذاك هجماتها الاولى ضد قوى الديمقراطية والتقدم كان للحزب حصة الاسد منها.

وحين التزمت بنهج مقبول من مثل تأميم النفط وإجراءات الاصلاح الزراعي والعلاقات الدولية المنفتحة على المعسكر الاشتراكي كان من الطبيعي ان تهدأ الهجمة على الحزب بل ومدت يدها السلطات انذاك للحزب يوم لم تجد غير الحزب الشيوعى ممثلا حقيقيا للتحولات الديمقراطية والوطنية  فدفع الحزب كل المآسي الى جنب وقبل بقيام الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي اضفت على الدولة انذاك ومؤسساتها المدنية على وجه الخصوص طابعا وطنيا مدنيا عاما. لكن الحذر كان يشتد كلما اقتربت الدولة من العسكرة وحصر السلطة كاملة بأيادٍ تطلعت الى الانفراد التام بها وتعاملت مع الدولة كأنها مزرعة خاصة وملكية فردية لا منازع لها عليه.

فكان ان رأت تصفية كل ما كان يمكن ان يعتبر إنجازاً وطنيا وكان من الطبيعي ان يتلقى الحزب الضربات القوية لأنه كان المدافع الصلب عنها والمطالب بتعميقها.

واليوم المتنفس المحدود للديمقراطية يفتح المجال واسعا امام نشاط الحزب وفعالياته المتنوعة ليعمل على ترسيخ وتعميق الفضاء الوطني والديمقراطي رغم محدوديته. فعاد الحزب مدافعا اميناً عن كل ما يعود على الجماهير الكادحة وكل الشعب بالنفع المادي والحضاري والثقافي.

ان محدودية نشاط الحزب اليوم تأتي ايضا من محدودية هذا الذي سميناه بالفضاء الديمقراطي.

وكلما اتسعت نشاطات الحزب تتسع معها تأثيراته في الأوساط المدنية والديمقراطية وصولا الى التاثير على السلطة.     

ويأتي التزام الحزب بالنهج المدني اضافة الى الوطني والديمقراطي  ليخلق تفاعلا خلاقاً مع المرحلة التاريخية الجديدة التي تهيمن عليها القوى والمفاهيم والثقافات الدينية والعشائرية وسيادة عسكرة المجتمع مما يجعل الشعار البديل لنهج الظلامية والعنف وانتشار السلاح المنظم والمنفلت هو المدنية الوطنية الديمقراطية دون التخلي عن الهوية المركزية للحزب والمتمثلة بهدف العدالة الاجتماعية. وهذا ايضا من علامات تاريخية الحزب.

 ****************************************

(1-2)

دور الشبيبة والطلبة  تجربة حزب العمل البلجيكي*

بقلم: تشارلي لو بيغ

ترجمة: رشيد غويلب

يعتبر دور الشباب قضية مهمة وموضوعية، وقد كان في مركز مناقشات مؤتمرنا الأخير (مؤتمر حزب العمل البلجيكي -المترجم).

اسمحوا لي أن أقدم لكم بعض الأفكار حول هذا الموضوع.

1 -دور الشباب – لا تغيير اجتماعي بدون الشباب

يلعب الشباب دورًا مهمًا في جميع الحركات الجماهيرية الكبرى تقريبًا، سواء كان ذلك في ثورات القرن العشرين، ام في المقاومة ضد الفاشية، ام في النضال ضد الاستعمار ام في فرنسا في ايار 1968، وكان هذا صحيحًا طيلة القرن العشرين، ولا يزال صحيحًا اليوم بالنسبة لحركات مثل الربيع العربي أو احتجاجات المناخ العالمية أو في حركة “ حياة السود مهمة”.

بدون الشباب ليس هناك تغيير اجتماعي. الطبقة العاملة - بسبب موقعها في عملية الإنتاج وتنظيمها وتقاليدها النضالية - هي الطبقة الوحيدة القادرة على قيادة وتنفيذ تغيير اجتماعي حقيقي. لكن الشباب، كمجموعة اجتماعية، لديهم القدرة على إطلاق هذه النضالات وتعزيزها. ان مبادرة الشباب وإبداعهم سلاح قوي. وبهذا المعنى يمكننا أن نقول إن الذين يكلون عن النضال من أجل الشباب، يكلون أيضًا عن النضال من أجل التغيير المجتمعي

2 -شباب اليوم – أربع  خصائص

الشباب ليسوا مجموعة متجانسة. مثل المجتمع، فهي مليئة بالتباينات الطبقية الكبيرة. في الوقت نفسه، يعتبر الشباب فئة اجتماعية خاصة تعرف بأعمارها وتتغير وتتطور بسرعة. ولكل جيل رموزه الخاصة، عاداته، لغاته، طرقه في التفاعل، ومرجعياته الثقافية.

 يتمتع جيل الشباب اليوم بأربع خصائص أساسية:

1 - تواجه الشبيبة بقوة، أزمة النظام الرأسمالي وأوجهها المختلفة اقتصاديا ومناخيا وعسكريا واقتصاديا، تعمق الاستغلال. ويشكل الشباب الصف الأول في سوق العمل، الذي يتسم بالبطالة وعقود العمل غير المستقرة والمرونة (بالنسبة لأرباب العمل – المترجم) والتضخم والعمل المؤقت. و في عمر يرغب معظم الشباب فيه في تكوين أسرة، يمكنهم تحمل تكاليف السكن وسبل العيش الشخصي فقط. وفي أحياء الطبقة العاملة، يواجه الشباب عنف الشرطة والعنصرية في سن مبكرة. كما تركت جائحة كورونا بصماتها. واليوم، تؤدي أزمة الطاقة وأزمة الغذاء العالمية إلى تفاقم وضع جميع الشرائح، بما في ذلك الشباب. وتواجه الأجيال الشابة في أوروبا الغربية آفاقا كئيبة، وبالتالي يعيشون حياة أسوأ من حياة آبائهم.

لقد أصبحت أزمة المناخ أكثر وضوحا. ومنذ زمن، عواقبها المأساوية واضحة في بلدان الجنوب، لكنها تتجلى بشكل متزايد هنا في أوروبا ايضا. تتتابع موجات الحر وحالات الجفاف القياسية عامًا بعد عام، ونشهد كوارث طبيعية مثل الفيضانات العظيمة في بلجيكا في صيف عام 2021. ونسير في التعامل مع قضايا المناخ في طريق مسدود، وأسرع مما توقعه العلماء. تؤدي أزمة المناخ العالمية إلى جعل الظروف المعيشية لمليارات من البشر محفوفة بالمخاطر وتثقل كاهل مستقبل الأجيال القادمة. ويستند الوعي المناخي للأجيال الشابة على هذه الحقيقة الموضوعية. وهذا يؤدي إلى تعبئة متنامية.

تضع الأحداث في أوكرانيا شباب أوروبا في مواجهة واقعية مع الحرب. وهي حقيقة يعرفها عمليا الشباب في قارات أخرى. وفي الوقت نفسه، توضح لنا كيف أن المواجهة الأمريكية مع الصين تزيد، بشكل متفاقم، من خطر نشوب حرب عالمية، الأمر الذي يقلق الشباب قبل غيرهم.

كل هذه الأزمات تؤثر على عموم الطبقة العاملة، وعلى الشباب بشكل خاص. على سبيل المثال التدابير التي تم اتخاذها خلال جائحة كورونا. في أحلك لحظات الأزمة، التي اتسمت بفرض القيود والإغلاق، عانى الشباب الكثير: تم إغلاق المدارس، وكذلك المرافق الرياضية

وأماكن التجمع والمرافق الثقافية. البشر مخلوقات اجتماعية، والشباب، بحاجة إلى دعم بعضهم البعض وتطوير قدراتهم. ولكن عند اعتماد إجراءات صحية صارمة، كان الشباب أول من تم التضحية به، وآخر من يتم دعمه. لقد تركت الازمة طيلة هذه الأشهر والسنوات ندوبًا طويلة الأمد.

2 - لقد أتقن الشباب استخدام وسائل التواصل الحديثة، وان سبل تواصلهم بالعالم مختلفة تمامًا. ونتيجة لذلك، أصبحت النضالات عالمية بشكل متزايد.

نشأ جيلنا مع الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، التي تفتح إمكانيات جديدة غير مسبوقة للتنظيم والتواصل. في عالم تتطور فيه التكنولوجيا بشكل متسارع. تزداد أهمية جيل الشباب أيضًا، لأنه يتعين علينا التعلم منهم أكثر بكثير من ذي قبل.

يؤدي التقدم التكنولوجي أيضًا إلى انتشار عالمي للحركات الاجتماعية، كما تبين ذلك في السنوات الأخيرة، في الإضرابات، الحركات المناخية، او حركة “حياة السود مهمة”. لقد تخطى تأثير هذه الحركات ما هو أبعد من الحدود الوطنية.

3 - ما يميز الشباب عدم حسم خياراتهم الحياتية بعد، والكثير منهم لم يبدأوا في تكوين أسرهم، ولا تزال الحياة مفتوحة أمامهم، ولا يتأثرون بالروتين المعتاد وارث الماضي المعيق. ويجرؤ الشباب على التساؤل عما يبدو غير قابل للتغيير. وهم مصدر مهم للمبادرة والمشاركة والاحتجاج.

4 - يتزايد تنوع الشباب البلجيكي. في المدن الكبيرة، ثلاثة أرباع المواليد اليوم ينحدرون من أصول أجنبية. وهذا يختلف تمامًا عن واقع الأجيال السابقة، مما يجعل الشباب أكثر إحساسا بالتمييز، ورغبة في مكافحة العنصرية.بعض هذه السمات نموذجية للشباب من كل جيل. وبعضها الآخر ينحصر فقط بشباب القرن الحادي والعشرين. وتُشكل هذه السمات أساس إمكانات للشباب الثورية.

3 - النضال لكسب الشباب

لم تعد الرأسمالية قادرة على تقديم مثل عليا للشباب. في السابق، كانت البرجوازية لا تزال لديها نظرة معينة للعالم. وهي اليوم غير قادرة حتى على طرح رؤية مجتمعية متماسكة. العلم مجزأ في قطاعات منعزلة، والاستجابة للأزمات تتأخر. ويشعر الكثير من الشباب بهذا.

ومخاوف المؤسسات المهيمنة تتزايد بشكل واضح. في عنوان نشر أخيرا في صحيفة فاينانشيال تايمز: “جيل الألفية يقطع مع القاعدة القديمة ويتوقف، مع تقدم العمر عن التوجه نحو اليمين” (30 كانون الأول 2022). وتبين دراسة بالاعتماد على معطيات من المملكة المتحدة والولايات المتحدة أن جيل الألفية، الجيل الذي أصبح مسيسًا في أعقاب الأزمة المالية العالمية لعام 2008، يميل إلى اليسار، واقتصاديا يميل الى إعادة التوزيع من الأغنياء إلى الفقراء. وتظهر الدراسات أيضًا أنه على الرغم من الدعاية اليومية، فإن النظام الاقتصادي الرأسمالي أصبح أقل جاذبية للشباب، بينما أصبحت كلمة “اشتراكية”، حتى في الولايات المتحدة، شائعة (مرة أخرى).

على اساس هذه الخلفية، تسارع القوى البرجوازية النضال لكسب الشباب. إنهم ينشرون رؤيتهم للعالم ونماذجهم التجارية القائمة على الفردية والاستهلاك والمنافسة والأنانية. ويفرضون اختيارًا اجتماعيًا هائلاً على المستوى التعليمي، يؤدي عمليا الى ضياع الكثير من المواهب. هدفهم هو كسب أكبر عدد ممكن من الشباب وغرس الاستسلام والإحباط والشعور بالعجز الجماعي في نفوس الجميع. لأن المشاكل الاجتماعية التي تسببها الرأسمالية تؤدي إلى مزيد من التشاؤم بين الشباب، الذين يفقدون الثقة في إمكانية مستقبل أفضل.

ويقابل هذا في أوقات الأزمات دوما، صعود قوى اليمين السياسي والديني، التي تسعى إلى استمالة الشباب أيضا، والرد على التشاؤم وغياب الهوية الجماعية، بتقديم هوية قائمة على العنصرية والقومية. والعنف، ورفض التنوع، رؤية مجتمعية تحجب التناقضات الطبقية.

إذا لم نقدم بديلاً اجتماعياً، فسيختار الشباب الفردية أو العدمية أو اليمين المتطرف. ان التحدي الذي يواجه القوى التقدمية هو خوض هذه المعركة والانتصار فيها. وهذه فرصة تتيح الانفتاح، فهناك عدد هائل من الشباب يبحثون حاليًا عن رؤية تحررية للعالم. نظرة أممية يتم فيها ضمان الحقوق والخدمات الجماعية بحيث يمكن للجميع أن يجدوا ذواتهم، ويطوروا مواهبهم. رؤية تعارض أي شكل من أشكال التمييز سواء كان ذلك على أساس العرق ام الجنس او أي سبب آخر. رؤية مبنية على “نحن” الجماعية، و “نحن” الموحدة، و “نحن” صانعو الرفاه، و “نحن” الطبقة العاملة.

الأزمة الاقتصادية. أزمة المناخ. الحروب الامبريالية. هذه كلها نتائج للنظام الرأسمالي، وفي إطار هذا النظام لا توجد حلول دائمة لهذه المشاكل. يعتمد الأمر على قدرتنا في كسب الشباب، وترسيخ هذا الوعي. وكيف نجعل قضية المناخ قضية طبقية وشرح كيفية ارتباطها بالنظام الاقتصادي الحالي. لقد أظهر استطلاع أجريناه بين الشباب في بلجيكا أن المناخ هو الشغل الشاغل لهم، إلى جانب قضية العنصرية، وأنهم يعتقدون أن الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى هي المسؤولة الرئيسة. إنهم منفتحون على تحليل مناهض للرأسمالية. إن مهمتنا هي استخدام هذه الإمكانات وأن نقدم للشباب منظورًا تحرريًا، ومحررا.والشرط الأول لذلك هو الوعي. في مؤتمرنا الأخير أشرنا إلى نقص في الوحدة حول هذه المسائل واستيعابها. نريد تحسين ذلك في السنوات المقبلة.في عالم متغير، نحتاج كحزب طاقة الشباب والتزامهم وتصميمهم ورشاقة تعاملهم مع التقنيات الجديدة.يحتاج حزبنا الشباب، والشباب بحاجة إلى حزب يمكنه توجيه وتعميق رغبتهم في التغيير، وتغذية طاقتهم، وربطهم بحركة التحرر الأوسع للطبقة العاملة.

4- ضرورة التجديد – لنصبح حزب الشباب

اثبتت التجربة أن الشباب يجذب الشباب الآخرين، فنحن بحاجة إلى حزب شاب، للوصول إلى الشباب. في مؤتمر الحزب الأخير، ناقشنا بالتحديد الآليات التي تبطئ عملية التجديد واتخذنا سلسلة من التدابير:

كوتا للشباب دون سن الثلاثين، لا تقل عن 10 في المائة في مجلس الحزب الوطني ومجالس المحافظات التابعة للحزب، تشكيل لجنة للشباب في المجلس الوطني للحزب، تحميل الشباب مسؤولية اتخاذ القرار، ودعم وجود متحدثين شباب للحزب، تجديد نظام اتصالاتنا وتواصلنا، تجديد شباب المنظمات القاعدية، وتشكيل تنظيمات قاعدية مؤقتة للرفاق الشباب، والاستثمار في دعم منظماتنا الشبابية الثلاث: منظمة الاشبال (للأطفال)، ومنظمة روت فوكس (الثعلب الأحمر) للتلاميذ، منظمة كوماك (للطلاب). (ومختصر الاسم يعكس طبيعة المنظمة: التغيير، التفاؤل، ماركسي، نشط، مبدع – المترجم).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*- مساهمة تشارلي لو بيغ، القيادي في حزب العمل البلجيكي، قدمت في منتدى الشباب للمؤتمر الدولي للتوازن العالمي، المنعقد في هافانا (25 كانون الثاني 2023).

 *********************************************************

الصفحة الثامنة

ندوة عن أزمة المياه في «بيتنا الثقافي»

بغداد –  سيف زهير

أقام منتدى بيتنا الثقافي، السبت الماضي ندوة حوارية استضاف فيها نقيب الجيولوجيين السابق والمستشار في وزارة الموارد المائية الأستاذ ظافر عبد الله. وجرت خلال الندوة التي أقيمت تحت عنوان «أزمة المياه في العراق.. أمس واليوم وغدا» مناقشة مشكلة المياه المتفاقمة في البلاد، فيما قدم المحاضر عرضا مفصلا للمشكلة وجذورها وإمكانية الحلول المقترحة، فضلا عن التحديات الجسيمة الحالية.

مشكلة قديمة

تحدث عبد الله عن ارقام مقلقة تخص المياه في العراق وهي قديمة جدا. ومن ضمن هذه الأرقام في عام 1989 كانت ايرادات المياه تبلغ 158 مليار لتر مكعب في نهري دجلة والفرات، لكنها تراجعت إلى 65 مليار في عام 2018 وهذا انخفاض هائل لم يتنبأ به المعنيون.

وأوضح المتحدث ان مشكلة المياه لم تحظ بتلك الأهمية، واعتبرت قضية ثانوية وتركت الملف على عاتق وزارة الموارد المائية لوحدها.

أما أهم الاتفاقيات الموقعة بعد تقسيم المنطقة بين النفوذين البريطاني والفرنسي آنذاك، كانت اتفاقية عام 1920 التي تضمنت مبادئ لتقاسم المياه لكنها ماتت مع الزمن. إضافة الى معاهدة لوزان عام 1923 التي نظمت الى حدا ما السلوك المائي ومضى عليها قرن كامل وانتهت. وهنالك معاهدة أخرى (الصداقة وحسن الجوار) ابرمها العراق في عام 1946 مع تركيا وسرعان ما اندثرت هي الأخرى.

ومضى المحاضر بالقول: حصلت بين العراق وتركيا عشرات الاجتماعات وحاول العراق من سنة 71 حل المشكلة. كانت هنالك جهود فنية ملموسة من العراق لكنها لم تدعم سياسيا للأسف الشديد. ومن الاتفاقات الحديثة في عام 1987 مع الجانب التركي والسوري وغيرها الكثير. وعلى نفس الحال كانت هنالك اتفاقية عام 1975 لكن طهران رفضت الحديث عن أي بروتوكول مائي واستمر ذلك بعد عام 2003.

اضرار كبيرة

واكد عبد الله ان من ضمن الاضرار التي سببها شح المياه هي المشاكل الاجتماعية الجديدة. يجري الان الحديث عن الامن المائي لمياه الشرب والزراعة. متى يتحقق؟ ففي استعراض بسيط نلمس ان الوضع المناخي وكمية المياه الساقطة حول النهرين والثلوج هي خارج سيطرتنا وباتت مقلقة، أما العامل الثاني فيتمثل بسياسة دول الجوار ومصالحها مقابل الموقف العراقي وسوء استخدام المياه لدينا وخصوصا في الزراعة.

ثغرات في الدستور

وبيّن المتحدث ان هنالك مواد في الدستور تحمل إشكاليات عديدة بخصوص الموارد المائية. فمثلا المادة 110 تتحدث عن ضمان الحقوق المائية للبلاد ولكن لا تفسر كيفية القيام بذلك. هنالك لجنة للتعديلات الدستورية اجتمعت في السابق مع خبراء في المياه وجرى الاتفاق على تعديل هذه المادة ولكن لم يحصل أي شيء. توجد مادة أخرى (114) وهي المشكلة الأكبر، تتحدث عن إعطاء صلاحيات مشتركة وتغلّب صلاحيات الاقاليم والمحافظات على المركز. على سبيل المثال يمكن للأنبار او كردستان او أي منطقة ان تستفاد من المياه لديها تحت عبارة المصلحة المشتركة، بعيدا عن السياسة المركزية وبالتالي هذا يخلق مشكلة كبيرة ويهدد الأمن الاجتماعي اذا ما ارادت جهة ان تستفيد لوحدها من المياه.

أن زيادة الاطلاقات التي يتم الحديث عنها لا تفي بالغرض، وأصبحت خططنا الشتوية الزراعية محدودة. وأمام كل ذلك يجري تناول هذه المشكلة المعقدة بخطاب خجول لا يرتقي لحجم الكارثة. ونحن وفق هذا النهج مقبلون على أوضاع يكون فيها من الصعب إيصال حتى مياه الشرب للمواطنين. إضافة لذلك.

وفي الختام، قدم عدد من الحضور مداخلات واسئلة أجاب عليها المحاضر مدعمة بالارقام.

 ********************************************

   العراق بلد الـ٣٠ مليون نخلة

أحمد عبد علي القصير

زراعة النخيل قديمة في العراق، حيث ورد القطاع الزراعي في مسلة حمورابي، قبل ٦٠٠٠ ستة آلاف سنة، التي فيها حث على حماية النخيل وتغريم من يقطع نخلة غرامة مضاعفة.

وأقدم ما عرف عن النخيل كان في بابل القديمة التي يمتد عمرها إلى حوالي أربعة الاف سنة قبل الميلاد. وتحتل النخلة مكانة خاصة ومتميزة في الثقافة العربية مما جعل لها موروثآ ثريآ.

وبمرور الزمن تغلغلت النخلة في حياة الإنسان لدرجة كبيرة، لذا نجدها في تفاصيل حياتهم.

فهي في طعامهم وشرابهم ومسكنهم وعملهم والمهن التي يقومون بها حتى في ادواتهم المنزلية فأصبح التمر اهم الاثمار.

في العراق، يستظلون   بسعفه ويصنعون السقوف من جذوعه، والوقود والأسرة والحبال. ويتخذون من التمر طعامآ مغذيآ وحتى نواه يعلفون بها ماشيتهم ويصنعون العسل(الدبس).

والان فإن واقع النخلة مأساوي وفي تناقص كبير (رغم إن في العراق الآن ٢٦محطة نخيل حكومية على مساحة ٣٤١٩ دونم.)

حدث ذلك بسبب عدم الإهتمام المناسب بهذا المنتج الوطني الهام والثروة الدائمة للعراق.   ونتيجة معاناة أصحاب البساتين، وفي تحرٍ ميداني قمنا به لواقع إنتاج النخيل الآن، وجدنا:

أولاً: الصرفيات على النخلة الواحدة.

*التلقيح 2000 دينار.

*المكافحة: القوارض +الحميرة والدوباس+ العناكب “لمرتين في حزيران وتموز”.

*التكريب ٢٥٠٠= 3000 دينار.

*الجني (الگصاص) ١٥٠٠=2000 دينار

*جمع الحاصل =3000 دينار.

*تنظيف الحاصل من الشوائب ٤٠٠٠=٥٠٠٠ دينار + ألف دينار أكياس لحفظ الحاصل.

مع وجبتين وإجور نقل للعمال.

*نقل الحاصل +تحميل وتفريغ =١٥ألف دينار.

*فيكون متوسط الصرف لكل نخلة ٢٥ ألف دينار.

*متوسط غلة النخلة=١٢٥ كغم.

*معدل سعر آل ١٠٠كغم الآن هو ٤٠ألف

وسعرال ١٢٥كغم يكون ٥٠ألف دينار  اي إنتاجية النخلة سنوياً. يطرح منها ٢٥ألف الصرفيات... الباقي    ٢٥ألف دينار سنوياً .

هذا الواقع أدى إلى تدهور البساتين واضعف العناية والإهتمام بها.

 ***********************************************

ملاحظات ومطالب الأطباء البيطريين

طريق الشعب- متابعة

في اللقاء الاخير للرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي مع مجموعة من الاطباء البيطريين طرحت العديد من الملاحظات والمطاليب من قبل الاخوه الاطباء البيطرين ومنها

أ/ الجانب الوقائي في الطب البيطري مهمل ولم يجرِ الاهتمام به وإنما يعتمد على المتغيرات العلمية في بلدان اوروبا وامريكا في الوقت ان ظروف العراق تختلف كليا عنها في هذه البلدان حيث اختلاف المناخ وعمليات التصحر، شحة المياه، ثم السياسات غير الصحيحة في عمليات القبول في الكليات والمنهاج وطرق التدريس كلها لعبت دورا سلبيا لذلك يجب الاهتمام بالطب الوقائي البيطري وفقاً لظروف العراق وتقديم الدعم الكامل له واعادة الشروط السابقة في القبول في كليات الطب البيطري لانه الان تم تمييعها. كذلك هناك عدم الاهتمام بالحلقة الوسطى في القطاع البيطري وهو الموظف الصحي البيطري في الطب البيطري.

ب/ فتح عدد كبير من الكليات للطب البيطري ( ١٤ كلية) في العاصمة بغداد والمحافظات و ٤ كليات في اقليم كردستان مع وجود (5000) طبيب بيطري عاطل سينتج المزيد من البطالة وما لذلك من تأثيرات اجتماعية ومن تدن للمستوى العلمي للخريجين مع العرض ان هولندا البلد الاكثر تطوراً في الثروة الحيوانية لديه كليه طب بيطري واحدة.

ج/ عدم وجود التدرج الطبي او الغاء التدرج الطبي وعدم الاهتمام به ايضا سيؤثر على الامكانيات العلمية والتخصصية للطبيب البيطري.

د/ عدم السماح للطبيب البيطري بفتح صيدلية او مختبر وهو يمتلك كل الامكانات العلمية التي تؤهله لادارة ذلك وهي خسارة لطاقات بذل البلد جهد من اجلها.

هـ/ الدعوة الى وزارة الزراعة والجهات ذات العلاقة لتوفير الدعم اللازم من المبيدات الفعالة للقضاء على القراد الناقل لمرض الحمى النزفية في الحيوانات والذي بدأ بالانتشار والدعوة لانشاء مجازر عصرية وتحديث القديمة منها ومنع الذبح العشوائي.

و/ إشارة الى ضرورة منح مشاريع وزارة الزراعة القديمة مثل الابقار والاغنام والدواجن والاسماك والمفاقس كفرص استثمارية للاطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين وعدم تركها تنقرض.

ز/ وجرى الحديث عن اهمية دور النقابة وضرورة الاهتمام بالجوانب العلمية والبحث العلمي واعداد مجلة علمية تهتم بالشأن البيطري.

 *********************************************

عسر الحال يجبر المزارعين على ترك مهنتهم

ماجد احمد

ورد في مشروع التقرير السياسي المقدم إلى المؤتمر الوطني الحادي عشر للحزب الشيوعي العراقي.

«قطاع الزراعة مازال يُعاني كثيراً من مشكلات جدية بسبب إغراق السوق بالمنتجات المستوردة، وضعف كبير في الدعم الحكومي، وشح المياه؛ فبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن إسهامات هذا القطاع في الناتج المحلى الإجمالي ضئيلة، ولا تزيد على ٤،٨٪في المائة خلال عام ٢٠٢٠ حسب الجهاز المركزي للإحصاء».

وعلى الرغم من أن الزراعة تُعد المصدر الرئيس لتوفير سبل عيش الفئات الفقيرة والمستضعفة وتوفير فرص العمل للسكان في المناطق الريفية، الذين يمثلون نسبة ٣٠ في المائة من مجموع سكان العراق، فإن تردي واقع الإنتاج الزراعي تسبب في انخفاض ملحوظ وإن كان غير موثق بدقة رسمياً في أعداد الفلاحين والعاملين في الأعمال الزراعية عموماً.

ويبرز الإتجاه الواضح لتمايز الفلاحين وإفقار فئات واسعة منهم من الشرائح الوسطى والصغيرة.  وتشير بعض التقديرات إلى أن نصف عدد فلاحي العراق دفعتهم الظروف الصعبة إلى ترك الزراعة في السنوات الماضية واللجوء إلى مهن ونشاطات أُخرى.  وقسم كبير منهم هاجروا مع عوائلهم إلى مراكز المدن، خصوصاً إلى العاصمة بغداد والبصرة، للعيش في أحياء عشوائية، حيث ظهرت مجدداً نماذج من «مدن الصفيح» التي ستفضي أيضاً إلى إعادة إنتاج الفقر والتهميش بمديات جديدة بكل ما يحملهُ ذلك من مخاطر اجتماعية على السلم الأهلي.

 **********************************************

التكنولوجيا الحديثة وأثرها في تطوير القطاع الزراعي

عبدالكريم عبدالله بلال*

المتابع للزراعة الحديثة على مستوى العالم يلاحظ وجود تطور واسع في مجال المكننة الزراعية والتكنلوجيا واستخداماتها في شتى الميادين فمن تسوية الارض وتهيئتها للزراعة الى البذار ثم الري وانتهاء بجني المحصول وخزنه. وهذا ينطبق على الثروة الحيوانية والوقاية للنبات والحيوان. وهذا له أثر في زيادة الانتاجية فهي تمكن الفلاحين من تنفيذ العمليات الزراعية مهما كبر حجمها ضمن الوقت المحدد وزيادة حجم عمليات الخدمة الزراعية المطلوبة لتحقيق شروط الجودة. كما هي تساهم في تخفيض تكاليف الانتاج للمحاصيل الزراعية كما ولها الاثر الكبير في تقليل استهلاك المياه وخير مثال على ذلك استخدام المكننة في الشتال في محاصيل الحبوب والخضر.

ألا انه الملاحظ في العراق عدم وجود خطط استراتيجية لدى الشركة العامة للتجهيزات الزراعية (احدى تشكيلات وزارة الزراعة ) بما يضمن نقل تكنلوجيا المكننة والآلات لمواكبة التطور الذي يشهده العالم في هذا المجال ، فقد اقتصرت الانشطة وكما ورد في تقرير ديوان الرقابة المالية في ٢٠٢٢/٦/١٢ على استيراد الحاصدات والساحبات وبعض المستلزمات الزراعية التقليدية الاخرى والمتراكمة اغلبها في مخازن الشركة لذلك لم تصادق الوزارة على خطط الشركة في الاستيراد للسنوات ٢٠١٦-٢٠٢٠ علما ان الاستيراد لم يتجاوز ما ذكرناه اعلاه.

مع ذلك هناك العديد من الملاحظات حول عملية الاستيراد:

١- هناك متراكم بالمئات منها في مخازن الشركة، ومن كل نوع وعلى مدى سنوات وذلك بسبب ارتفاع اسعارها والتي لايتمكن الفلاح من سدادها وعدم وجود دعم من وزارة الزراعة او المصرف الزراعي .

٢- الشركة تعتمد على الدوائر والمؤسسات الزراعية في تحديد كميات ونوعيات المكائن والاليات التي تحتاجها ضمن منطقة عملها وهذا سبب إشكالية كبرى نتيجة عدم أخذ رأي الفلاح في هذا الجانب ولعدم مواكبته هو والدوائر المعنية لعملية التطور في صناعة هذه المكائن والاليات وبالتالي جلب العديد منها وهي لا تلائم او لم تعد تلائم الزراعة والظروف المناخية والبيئية والتربة في العراق.

٣- عدم ازالة أو رفع المشاكل والمعوقات التي تواجه العملية الزراعية كي يتم أدخال التكنلوجيا الحديثة مثال الجفاف والتصحر وشحة مياه نهري دجلة والفرات والعديد من المعوقات الأخرى.

وبهذا الصدد نقترح:

أولاً:

اعداد دراسة متكاملة حول المكننة الزراعية بشقيها النباتي والحيواني ووقاية المزروعات واستخدام تقنات الري الحديثة والخزن، من قبل الوزارات ذات العلاقة.

ثانياً:

فتح دورات ارشادية للفلاحين في جميع مناطق العراق متخصصة باستخدام التكنلوجيا الحديثة وفي مختلف التخصصات.

ثالثاً:

ادخال مجاميع من المهندسين الزراعيين والاطباء البيطرين والكوادر الوسطية في دورات تدريبية، وفي مختلف البلدان والتخصصات لمتابعة عمليات التطور الجارية في العالم باستخدام التكنلوجيا الحديثة.

رابعاً:

دعم أسعار المكائن والاليات المستوردة من قبل شركة التجهيزات او المصنعة محلياً ووفق ضوابط حتى يتمكن الفلاح من شرائها.

خامساً:

تسهيل التسليف من المصرف الزراعي وتخفيف الشروط وتقليل الارباح.

سادساً:

فتح باب الاستثمار في مجال المكننة الزراعية وتسهيل منح الاجازات ومنح القروض وتسهيل شروطها.

سابعاً:

التركيز على استخدامات تقنات الري الحديثة ولمختلف المساحات والاراضي الرملية والطينية والمزيجية لضرورتها الملحة نتيجة شحة المياه.

ثامناً:

الاهتمام بالمناشيء العالمية الرصينة للصناعة من خلال الاسهام والمشاركة والزيارات لمختلف معارض الصناعات المتخصصة بتكنلوجيا الزراعة.

تاسعاً:

وضع خطة استراتيجية طويلة الامد لما وردة اعلاه لا تقل عن عشرة سنوات تساهم بها وزارتا الزراعة والموارد المائية، ملزمة التنفيذ تضمن في الموازنات العراقية السنوية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*المهندس الزراعي الاستشاري

 ***********************************************

الصفحة التاسعة

بيلينغهام أفضل لاعب في الدوري الألماني

دورتموند ـ وكالات

اختير الدولي الإنكليزي جود بيلينغهام لاعب وسط بوروسيا دورتموند الألماني البالغ 19 عاماً ومحط اهتمام ريال مدريد الإسباني، أفضل لاعب في الدوري الألماني لموسم 2022-2023 امس الإثنين.

وكان بيلينغهام الذي سجّل ثمانية أهداف وقدم أربع تمريرات حاسمة، أحد أبرز لاعبي الموسم لدورتموند الذي أنهى حملته بشكل درامي وحلّ ثانياً بنفس عدد النقاط مع بايرن ميونيخ الذي توّج بطلاً للمرة الحادية عشرة توالياً.

 **************************************

شنيشل يحدد موعد تجمع لاعبي الأولمبي تحضيراً لغرب آسيا

متابعة ـ طريق الشعب

أعلن مدرب منتخبنا الأولمبي لكرة القدم راضي شنيشل، عن موعد تجمع اللاعبين استعداداً لمنافسات بطولة غرب آسيا التي سيحتضنها العراق في الفترة من 12 إلى 20 حزيران المقبل.

وقال شنيشل أمس الاثنين، إن” تجمع لاعبي المنتخب الأولمبي سيكون في الخامس أو السادس من الشهر المقبل أي بعد توقف مباريات الدوري الممتاز، داعياً اتحاد اللعبة إلى إيقاف مباريات الدوري لخمسة أيام ليتسنى له جمع أوراق الفريق وتوجيههم بما يضمن ظهورهم بالشكل الذي يليق بسمعة الكرة العراقية “.

وأضاف شنيشل، أن” الجهاز الفني للمنتخب يعد اللاعبين بشكل اعتيادي ويتعامل معها بنظرة واقع الحال، لأن أغلب اللاعبين مرتبطون مع انديتهم في الدوري، لذا تمّت مراقبتهم من خلال المشاركات وفي ضوء ذلك تم إرسال 50 لاعباً للاتحاد الآسيوي على أن يتم تقليص القائمة إلى 23 أو 25 لاعباً للمشاركة في البطولة” .

وعن توقعاته بما ستسفر عنه قرعة غرب آسيا، أوضح شنيشل أن” منتخبات غرب آسيا تعتبر متساوية ومتقاربة بالأسلوب الفني والمهاري، لذا لا توجد مخاوف من وقوعنا بأي مجموعة “، مشيراً إلى، أن” الهدف الأساس من البطولة هو إعداد الفريق بشكل كامل للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى أولمبياد باريس”. 

وتابع شنيشل، أن” الميدالية الأولمبية لا تأتي بالصدفة، وإنما هي نتاج عمل وجهد كبيرين وتخطيط، مؤكداً، أن التركيز على بعض الالعاب الفريدة ممكن أن تثمر عنه صناعة بطل أولمبي أما في مجال كرة القدم فالأمر ليس بهذه السهولة كون الفرق الأولمبية المنافسة، هي على مستوى عالٍ من الإعداد والجاهزية الفنية والبدنية، ولكي يتسنى لنا مجاراتها لابد من وجود تخطيط وإعداد برنامج ومنهاج تحضيري متميز للوصول إلى الهدف المنشود”.

واوقعت قرعة بطولة كأس غرب اسيا دون 23 عاماً، المنتخب الأولمبي العراقي في المجموعة الأولى إلى جانب الإمارات والأردن.

 *****************************************

رسميا.. الأرجنتيني بوكيتينو مدربا لتشيلسي

لندن ـ وكالات

أعلن نادي تشيلسي، امس الاثنين، تعيين الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو مديرا فنيا للبلوز.

وقال تشيلسي، في بيان على موقعه الرسمي:” يسر النادي الإعلان أن بوكيتينو سيقود الفريق اعتبارا من بداية موسم (2023/2024)”.

وأضاف” سيبدأ المدرب الأرجنتيني عمله الجديد في الأول من تموز/ يوليو 2023 بعقد يمتد لعامين، مع خيار التمديد لعام إضافي”.

وقال لورانس ستيوارت وبول وينستانلي، المديران الرياضيان لتشيلسي:” ستكون خبرة بوكيتينو ومعايير التميز وصفات القيادة والشخصية مفيدة للنادي في المستقبل”.

وسيشهد الجهاز الفني لبوكيتينو في تشيلسي، تواجد الرباعي” خيسوس بيريز وميجيل داجوستينو وتوني خيمينيز وسيباستيان بوكيتينو”.

 ***************************************

كيميش يشن هجومًا حادًا على إدارة بايرن ميونخ!

ميونخ ـ وكالات

شن يوشوا كيميش أحد أهم لاعبي نادي بايرن ميونخ الألماني هجومًا عنيفًا على إدارة النادي البافاري بعد قرار إقالة أوليفر كان الرئيس التنفيذي، وحسن صالح حميديتش المدير الرياضي.

قرار الإقالة المفاجئ جاء بعد أقل من ساعة على تحقيق بايرن ميونخ لقب الدوري الألماني لموسم 2022-23، وللمرة الـ 11 على التوالي، بعد الدراما التي حدثت في مباريات الجولة الأخيرة من “البوندسليغا” والتي منحت النادي البافاري اللقب.

وقال كيميش في تصريحات نقلتها صحيفة “بيلد” الألمانية عن قرار الإقالة: “لم أكن أعرف، بالطبع كانت مفاجأة بأن يحدث الأمر في اليوم الذي تحقق فيه اللقب، أعتقد أنه كان من الممكن انتظار يومين أو ثلاثة أيام أخرى”. وأضاف: “لن أحكم على القرار إذا كان جيدًا أو سيئًا، كان من الممتع الحصول على لقب الدوري الألماني في مثل تلك النهاية، ولكن بعد ذلك جاءت رسالة من ذلك القبيل، لقد كان انقلابًا عاطفيًا”.

تصريحات كيميش جاءت في ظل التقارير التي تحدثت عن رغبته في الانتقال إلى نادي برشلونة الإسباني في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة، ويبدو أن الألماني الدولي لم يعد مرتاحًا للأوضاع في النادي البافاري.

 **********************************************

تشافي يريد طرد أربعة لاعبين

برشلونة ـ وكالات

ينوي تشافي هيرنانديز المدير الفني لبرشلونة، التخلص من 4 لاعبين، خلال الأيام المقبلة، بحسب تقارير صحفية إسبانية.

وقالت صحيفة “آس”، إن تشافي سيبدأ الاجتماعات مع اللاعبين الذين لن يكونوا ضمن خططه في الموسم المقبل من الخميس للثلاثاء المقبل، وعددهم 4 لاعبين.

وأشارت إلى أن أحد هذه الأسماء هو أنسو فاتي، مهاجم الفريق الشاب، والذي رغم تأكيده على رغبته في البقاء، لكنه يفتقر إلى ثقة تشافي وبالتالي سيرحل. وتابعت: “فيران توريس هو الاسم الثاني، والذي كان دائما يحظى بثقة ودعم تشافي، لكن وضعه أصبح معقدا، ويسعى النادي للاستفادة من بيعه بالحصول على 20 إلى 25 مليون يورو، رغم أن البارسا دفع 55 مليون يورو لضمه من مانشستر سيتي قبل عام ونصف”. وأفادت: “الثالث هو فرانك كيسي، حيث سيخبر تشافي اللاعب الإيفواري بأنه ليس قرارا رياضيا بل بسبب أزمة النادي المادية”. وأتمت: “الرابع هو بابلو توري، لكنه حالة خاصة، حيث تعرف الإدارة قدراته وإمكانياته جيدًا، وبالتالي لن يتم بيعه بشكل نهائي ولكن على سبيل الإعارة ليلعب بشكل أكبر”.

 ******************************************

كاساس يعود إلى بغداد للتحضير لودية كولومبيا

متابعة ـ طريق الشعب

غادر رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، عدنان درجال، ومدرب المنتخب خيسوس كاساس، أمس الاثنين، العاصمة الأرجنتينية بوينس أيريس عائدا إلى العاصمة بغداد بعد انتهاء مباراة منتخب الشباب أمام نظيره الانكليزي.

وقال عضو اتحاد الكرة غالب الزاملي، إن “مدرب المنتخب العراقي خيسوس كاساس رافق رئيس الاتحاد برحلته وسيصلان للعراق لعقد اجتماع مرتقب لوضع برنامج للمنتخب العراقي”.

وبين ان “المنتخب العراقي سيخوض مباراة ودية أمام كولومبيا في 16 حزيران المقبل في إسبانيا، ضمن فترة معسكر تدريبي بقيادة المدرب الإسباني خيسوس كاساس للفترة من 12 ولغاية 20 حزيران المقبل”.

واضاف أن “اجتماعاً خاصاً سيجمع الاتحاد بكاساس لمناقشة الجوانب الفنية والادارية والتحضيرية الخاصة بمشوار المنتخب قبل الشروع بمعسكره المرتقب في فالنسيا الاسبانية”.

واشار إلى أن “الاتحاد سيناقش منهاج كاساس في تجمع المنتخب قبل توجهه إلى اسبانيا للإقامة بدخول معسكر تدريبي تتخلله مباراتان وديتان”.

واكد الزاملي ان “الاتحاد سيضع برنامجاً خاصاً لاعداد المنتخب الوطني للمرحلة المقبلة والتي تشهد عدة مشاركات ومراحل إعداد مقبلة “.

وتواجد كلا من درجال وكاساس في الأرجنتين لمتابعة أداء منتخب العراق للشباب ضمن منافسات التأهل إلى كأس العالم دون سن 20 عاما، والذي خرج منها بعد خسارته في مباراتين وبواقع 7 اهداف دون أن يسجل هدفا واحدا، قبل ان يختتم مشواره بالتعادل السلبي مع انكلترا.

 *******************************************

سابالينكا إلى الدور الثاني في رولان غاروس

باريس ـ وكالات

تأهلت البيلاروسية أرينا سابالينكا إلى الدور الثاني من بطولة فرنسا المفتوحة لكرة المضرب، ثانية البطولات الأربع الكبرى.

وفازت سابالينكا المصنفة الثانية عالمياً الأحد بمجموعتين متتاليتين على الأوكرانية مارتا كوستيوك 6-3 و6-2 التي لم تصافح منافستها.

وفي ختام المباراة، توجهت كوستيوك بسرعة إلى كرسيها متجاهلة منافستها، قبل أن تؤدي سابالينكا إنحناءً مسرحياً للجمهور الذي استهجن خطوة منافستها بعدم مصافحتها.

وقالت بطلة أستراليا المفتوحة التي تملك فرصة إزاحة المصنفة الأولى عالمياً البولندية إيغا شفيونتيك عن مركزها في رولان غاروس “كانت مباراة صعبة للغاية من الناحية العاطفية. اعتقدت أنكم كنتم ضدي لكنني شعرت بعد ذلك بدعمكم”.

من جانبها، بلغت المصرية ميار شريف الدور الثاني في بطولة رولان غاروس بفوزها على الأميركية ماديسون برينغل بمجموعتين دون مقابل.

واحتاجت اللاعبة المصرية إلى نحو ساعة لحسم المواجهة أمام الأميركية بنتيجة 6-3 و6-1.

وتلاقي ميار شريف في الدور القادم الروسية أناستازيا بوتابوفا.

 *************************************************

وقفة رياضية.. المطلوب عدم تركيز المناصب القيادية في الرياضة

منعم جابر

اعتدنا أيام الديكتاتورية وتسلطها على رقاب الشعب العراقي في كل المؤسسات أن نشاهد حاكماً واحداً وزعيماً فردياً لكل المؤسسات في المجتمع ومنها مؤسسات القطاع الرياضي حيث سيطر أعوان النظام واولاد المسؤولين على كل مفاصل الرياضة بتفاصيلها. وكان هذا المنهج السائد في كل مؤسسات النظام، ومع سقوط الدكتاتورية في 9/4/ 2023استبشرنا خيراً وحلمنا بواقع جديد، إلا أن الواقع لم يحقق احلامنا واحلام كل الجماهير العراقية لأن المتنفذين والانتهازيين والنفعيين قادوا الأمور باتجاه آخر واستثمروا الاحداث لحال جديد آخر، حيث استثمروا الواقع طائفياً وحزبياً وقومياً ومناطقياً، وخاصة في القطاع الرياضي حيث برزت قيادات لهذا الوسط استثمرت الظروف السابقة أيام الديكتاتورية وأقصت البعض بحجج شتى وابعدت البعض الآخر لمواقف شخصية واستثمرت الانفلات الأمني وغياب الكفاءات الرياضية من الميدان واستطاعت ان تفرض نفسها وتدعم توجهاتها وتفرض سطوتها دون مراعاة للكفاءة والمقدرة والعلمية والمستوى الرياضي العالي اكاديمياً، كل هؤلاء فرض عليهم الابعاد والابتعاد عن القطاع الرياضي وتحقق حلم الفاسدين بالسيطرة والسطوة من جديد.

ولكن المؤسسات الرياضية الدولية كان لها رأي آخر حيث دعت إلى عدم استغلال الظروف وفرض بعض الأشخاص لقيادة الكثير من المؤسسات الرياضية بحجة حجمهم ودورهم وتأثيرهم في المجتمع، بينما طالبت المؤسسات الدولية بان لا يقود هذه المؤسسات المتعددة فرد واحد ويفرض سطوته على هذه المؤسسات، بل وجدنا أن بعض المتنفذين يقود ممثلية الأولمبية ورئيساً لاتحاد فرعي في محافظته ورئيساً لنادي رياضي في المحافظة أيضا إضافة إلى ظروف عمله ودوامه، وهكذا نجد أن هؤلاء (القادة) لرياضة الوطن ماسكين بكل خيوط الرياضة ولا يفسحون مجالاً لأي كفاءة أخرى!!

إنهم يؤمنون بذات المنهج السابق ولا يفسحون المجال أمام طاقات أخرى وامكانيات ثانية لانها قد تنافسهم وبالتالي تعمل على ازاحتهم، وهذا الحال تحدثت به امام المؤتمرات والاجتماعات والقيادات السياسية والرياضية، والجميع اقتنع به ووجد صحته واضحة امام الأعين وأنها الحقيقة التي لا يحجبها غربال. إن الكثير من العاملين في القطاع الرياضي اليوم نجدهم يقودون أكثر من مجال ويسعون للاستحواذ على مكانات إضافية. وهذا التوجه لا يخدم الرياضة ولا العاملين فيها، لأن قيادة المؤسسات الرياضية تحتاج إلى فسحة من الوقت لغرض إدارتها والسيطرة عليها وإجادة العمل الناجح من خلالها. إلا ان البعض من قادة المؤسسات الرياضية نجدهم لا يكتفون بقيادة عمل واحد لأنه (دون مستواهم) بل ان تراكم القيادات في اغلب المؤسسات الرياضية كما كان الحال أيام الطغاة.

اننا نناشد باسم الرياضة والرياضيين كل العاملين في المؤسسات الرياضية ان يكتفوا بالعمل الرياضي في منصب واحد كقيادة نادي رياضي او رئاسة اتحاد وطني او عضوية مكتب تنفيذي في اللجنة الأولمبية. لأن العمل في قيادة مؤسسة رياضية واحدة يساعد على الاجادة في نجاحها وتسهيل مهمة القائد فيها للابداع والتحكم والنجاح فيها. بينما توزيع الجهود بين اكثر من مؤسسة رياضية قد يشكل اخفاقاً لجميع هذه المؤسسات. وهنا أدعو جميع الاخوة العاملين في مجالات الرياضة ان يتوجهوا نحو اختصاص واحد ومؤسسة واحدة من اجل النجاح في قيادتها واجادة العمل فيها ولغرض فسح المجال امام الكفاءات الشابة للظهور وإمكانية اكتشاف قيادات جديدة قادرة على رفد القطاع الرياضي بطاقات شابة تمتلك عقليات وكفاءات جديدة.. ولنا عودة

 *****************************************

الصفحة العاشرة

مظفر النواب .. الشاعر الذي يُقاوم النسيان

ريسان الخزعلي

بعد التحوّل الشعري الذي أحدثه السياب ونازك والبياتي وبلند الحيدري في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، كان الشاعر / مظفر النواب /  أول مَن انتبه لهذا التحوّل . وبعد أن كانت القصيدة الشعبية تسير وفق نمطية تقليدية معروفة  على صعيد الشكل والمضمون واللغة / اللهجة الموغلة في القِدَم ، وكذلك البناء والموسيقى الداخلية والعامة وطبيعة الموضوعات . لقد سرى دم جديد غير مألوف في نسغ هذه  القصيدة نهاية الخمسينيات ومطلع الستينيات من القرن الماضي . كان النواب هو  العلامة الأُولى ، العلامة التي أحدثت التحوّل الأول في تجديد وتحديث القصيدة الشعبية العراقية ، بعد أن وعى بإسبقيّة فنية طبيعة التحوّل الذي أحدثته  ثورة الشعر العربي الحديث في العراق والوطن العربي . وهكذا جسّت مجسّاته المدببة الأعماق القصيّة في مفردات اللهجة العراقية وما تحمله من طاقة تعبيرية إيحائيّة بعد أن  مسح الغبار عنها ، وأضفى عليها بُعداً تشكيليّا / صوريّا غير مسبوق . ومن هنا يكون تجديد النواب ، قدكان في بُعدي  اللغة والتشكيل الصوّري أساساً، متبوعاً بالموضات  الجديدة وأساليب البناء الفني وفكرة الشعر ، وطاقة الرمز الذي كان فلّاحياً في معظمه . وكذلك الانتقال من صوت الرجل في القصيدة إلى صوت الأنثى .

إنَّ سمات القصيدة الشعبية الحديثة قد تشكّلت ملامحها وجمالياتها على براعته ، وامتدت بعيداً لتترك ظلالها على العديد من الشعراء اللاحقين له . وبذلك لابدَّ من  التأكيد بأن النواب هو رائد التجديد والتحديث في الشعر الشعبي العراقي . وما كان هذا ليحصل ، لو لم يكن موهوبا بالأساس ، ويضاف إلى هذه  الموهبة : تجربته السياسية النضالية المعروفة ، وثقافته الواسعة ، وتحصيله الدراسي ، وكتابة الشعر بالفصحى . كما أنه فنان تشكيلي ومن انحدار طبقي / اجتماعي معروف . إذ أنه من عائلة ارستقراطية أدبية / موسيقية ، ويُجيد الغناء بصوت جميل ، وله من تجارب السجون وحفر نفق سجن الحلة ما يُعمّق احساسه بأن يكون الإنسان على وعي بتجربته وما تكون عليه في الحرية والخلاص الوجودي من أجل عالم أنقى وأرقى . مظفر النواب لم يذهب إلى العدم ، لقد ذهب إلى الحضور الأعلى ....

 *******************************************************

كبرياء

محمد خضير ابو رافد

جنت اظن وصلك شفاكه

اوتارس اعيوني جمال

اوجنت اظن روحك زكيه

اولون جلماتك زلال

اوجنت اظنك بالعواطف

مسرح ايطك كرنفال

اوجنت اظنك واهس ايلاعب خيالي

اوريحتك عنبر شتال

او جنت اظنك عافيه اولايك عليه

اوفصلك وكتي على ارسومي فصال

اوجنت اظن شطحات عينك

وكحه واحسبها دلال

اوجنت اظنك كل شي انته

اوعلمت روحي النواياك امتثال

والله ذابحني جمالك

من جنوبك للشمال

وهدنتني الدنيا بيك

روحي من حسنك تريدالها انتشال

داهمتني اجيوش حسنك

غصب محتل احتلال

لايصح بيدي واعوفك

لايصح بيك امتثال

لا تغيب انته اعلى بالي

اولا تطاوعني محال

قسمتك طاحت عليه

عله مابيها مجال

صح جمالك ماكو منه

بس حرام اعليك تكفر بالوصال

 ****************************************

أمثال

حسين جهيد الحافظ

گام الداس يا عباس

لا تهمس

حچي البسكوت ياذينه

خلنه اويه الحچي المكشوف

لو طاح الجمل كثرت سچاچينه

طحنه والجروح اجروح

شيفيد الفزع لينه

مثل ريشه ابمهب الريح

ياخذنه او يرد بينه

خشبه ابروج وسفه الروج والينه

شردانه ابحلگ واوي

مدري المن يودينه

جزنه امن العنب وانريد

سله او ضاعت اعلينه

ما تعرف حمامهه وين

تاهت والرجل وينه

ضاع الخيط والعصفور

حامينه حرامينه

اختلط بالحابل النابل

ياهو الگام حادينه

خربطنه الغزل والكور

ذيب او زاد واوينه

غطه انچمل الغرگان

بله انزيد الطينه

الف نعله اعله ابو الشيطان

وزنه او گام یغرينه

لكن درس لقنّاه

صرنه احنه شياطينه

كل واحد ركب راسه

صفينه او كلمن ابدينه

الشمل شمل الثربه چان

بنات النعش تالينه

كل واحد حدر نجمه

مبروك او تهانينه

نبدي اعله السراب

صرنه الحقد عامينه

الوادم وصلت المريخ

غطت شينهه ابزينه

صنعت فاكس وانترنيت

واحنه موت صنعينه

كفو او نعمين منه

خوش سوينه

بقينه انرواح اعله الگاع

بالمگلوب ردينه

نهم بالجار والمجرور

منو الفاعل منو المفعول

نتبجح ابماضينه

عبيد الاجنبي صرنه

اسباع اعله اهالينه

درخنه (السوري) و(الكود نايت)

حچی الطيبين ناسينه

تركنه الصدگ والمعروف والطيبات والزينه وأخذنه او يشهد التاريخ

بيه اشما اكو شينه

صار اغراب واحدنه

وامضيع مشتينه

لاهي طايره او نرتاح

لا عالگاع رجلينه

لا احنه عرب حته

لا مثل انگليزينه

قيم الرگاع من ديرة عفچ

بیبای صارت كل أمانينه

 *************************************************

ما مرتاح

محمد صادق المحاويلي

عگب ذيچ الليالي

البيهه مامرتاح

ياراحه التجيني

وأعلن الراحه

اگولن ياوكت

هذا اللفانه اليوم

غده شر السنين

وما شفت راحه

صفت بس لللأيم

بماي صافي يخوط

الناس اتكترت

ووحده بالساحه

باگ الضحكه

من حلوگ

الأيتام

يتنمر عالخلگ

والشله رداحه

إماشي أهل الحقد

والباتو على الثأر

ويماشي الكتل أهله

وناسه بسلاحه

شلون ارتاح

وذيابه بوسط غاب

وحرگت كل زرعنه

الورد والقداح

مامرتاح

 ************************************************

كامل الركابي ينثر شذراته في جيكور

البصرة - طريق الشعب

على مدى ساعتين استمع الحاضرون الى الشاعر الشعبي المغترب كامل الركابي وهو يترنّم  بقصائده العذبة واستذكاراته لأيام الانصار والغربة، في حديث جعل الجميع مصغياً ومشاركاً معه.

حدث هذا في جلسة اقامها ملتقى جيكور الثقافي يوم الثلاثاء 16 أيار، واحتضنتها قاعة الشهيد هندال في مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة. وقد أدارها الشاعر والاعلامي عبد السادة البصري، الذي استهلّ حديثه بمقاطع من شعر الركابي قبل ان يعرّج على سيرته الذاتية. ثم ترك الحديث لضيف الملتقى الشاعرنا الركابي، ليسهب في ذكرياته وقصائده حكاياتٍ وترانيم .

 شارك في الجلسة ايضاً الأدباء مقداد مسعود ويسر الفرطوسي وباسم محمد حسين وغيرهم.

 *******************************************************

فضاء شعبي.. أين مظفر ؟

إنعام كجه جي

لم نكن نعرف أين نشتري دواوينه، لكنّ قصائده كانت تصلنا منسوخة بخطّ اليد ومخبأة في جيوب زملائنا في كلية الآداب، مثل المنشورات السريّة. ففي تلك الظهيرات الساطعة لبغداد 1970، حين كانت الثنائيات العاشقة تتمشّى تحت الأشجار الرؤوم لحي الوزيرية، بين كلية التربية وأكاديمية الفنون، فإنّ البنات لم يكنّ ينتظرن سماع كلمات غزل تقليدية بل أبياتاً عامية لم يطرق الآذان مثلها من قبل.

من الشاعر؟ مظفر النواب.

كنا نحفظ عن ظهر قلب أبياتاً للرصافي والجواهري والسياب، إلى أن جاءنا زميلنا رياض الوادي، في جيب قميصه الملاصق للقلب، بتلك القصيدة الملعونة المباركة الشتّامة المقذعة المارقة الغاضبة الجارحة المتمرّدة السافرة المحرّضة والمختلفة. مختلفة عن كلّ ما عرفنا من شعر، وخارجة عن كلّ اللياقات والنصوص.

ومن يومها، انزرعت «القدس عروس عروبتكم» على الألسن وأخذت مكانها بين المحفوظات.

كان سعيد العويناتي، زميلنا البحريني في قسم الصحافة، أكثر المأخوذين بالقصيدة. دفع حياته ثمناً لانتمائه لليسار. ثم صارت قصائد مظفر النواب تأتينا على الحنجرة الملتاعة الياس خضر، مغنّي «للريل وحمد» الذي يستحق أن يكتبوا في هويته، في خانة المهنة: مقطّع نياط القلوب.

ثم جاءت «جنح غنيدة» و«ألمح عمتي من بعيد/ وتضمني بعبايتها/ عمّة الشمس ماتت وأنت ما ردّيت/ عمة الشمس ماتت وآنا ما ردّيت/ رديلي الفرح/ ردّيت/ معضد باب يبجّيني وأحن حنّة حمامة بيت». كم كررناها بالغناء حيناً، وبالهمس الرهيب تارة، وبالدمع مرّات.

صار مظفر النواب أُسطورة أول الشباب، نتلفّت نبحث عنه، فنسمع أنه في بيروت، في دمشق، في عدن، مع ثوار إريتريا، مع فدائيي فلسطين، هو في الخرطوم...

المنافي تدور والسنوات تترى والشاعر الذي عبر ثلاثينه على «جنح عصفور» بلغ الثمانين ولم يعد «العمر طوفة طين»، كما كتب لغنيدة، حلوة الحلوات.

وبغداد دخلها الأميركان وبابها كان مردوداً وقفله مستعصياً و«ما رهمن ولا مفتاح».

في بيته الريفي في النورماندي، أهداني الرسام أرداش كاكافيان نسخته المهترئة من ديوان مظفر.

كان ثملاً دامع العينين وهو يروي وقائع اعتقالهما في بغداد، مع حشد من الرفاق. لم يكن الفنان الأرمني يومها سوى فتى بسروال قصير، راح مع رفاقه الكبار «بين الرجلين».

وفي ذلك البيت الذي استضاف شعراء كثيرين، قرأنا قصيدة بلند الحيدري التي يسأل فيها: «أصحيح يا مظفر/ ظل ذاك الغصن رغم الموت/ أخضر؟». فقد ظلّ مظفر النواب الغائب الحاضر في كل مكان.

كم ارتفعت قامتي، وأنا أصل إلى باريس للدراسة، أن أجد زملائي من تونس وموريتانيا والجزائر وسوريا يحفظون قصائد مظفر النواب ويتغنون بها في الجلسات.

هذا شاعر من عندنا منح لمفرداتنا العامية فصاحة نابعة من بلاغتها. وكانت صديقة عراقية تفرش أمامي، رسائل ومناديل ورقية موقعة بخط الشاعر، كتب لها فيها ما يقوله الرجل وهو يبحث عن المرأة المستحيلة والوطن المستحيل.

لماذا لا تنشرين هذه المخطوطات؟ تلملم «فاء» كنزها الصغير وتسكت كما سكتت شهرزاد عن الكلام المباح.

ما أيسر القفز من باريس إلى لندن. نسمع أن مظفر النواب سيقيم أمسية هناك فنسرع ونحجز أماكننا في القطار السريع. قطار حديث يعبر تحت بحر «المانش» في ساعتين ونيف، لا يشبه «الريل» المذكور في القصيدة المشهورة إلا في طيف الشجن الذي يرافق قاطع المسافات، السارح وراء النافذة.

نصل ونتوجه من المحطة إلى القاعة الفخمة للجمعية الملكية.

نجلس في المقاهي ننتظر موعد الحفل.

لم نأتِ لنتفرج على المدينة بل من أجله وحده.

نصغي إلى الشاعر الذي عثر على الحنجرة المثقفة للباحث سعدي الحديثي، دكتور برتبة مُنشد، وشكّل معه ثنائياً لطيف الانسجام.

لم يعد يقرأ شعره كما نحيب الندابين.

يلقيه بصوت أجش تاركاً لحادي العيس التغزل بـ «زين الأوصاف» في البادية.

لست أفضل من يكتب عن مظفر النواب ولم أعرفه عن قرب. لكنني مثل كلّ العراقيين أحببت شعره وشغلتني صورة الشاعر المنفلت الضارب في المتاهات. في المنامة، سمعته مع سعدي الحديثي لآخر مرة، وقد احتشدت الصالة بجمهور خليط.

وجهاء جدد وسياسيون معتزلون ومناضلون مخضرمون ومثقفون توّابون تطربهم الكلمة وتشجيهم أصداء ما فات.

عندما ارتفع صوت الشاعر بمطلع «مرينا بيكم حمد»،

انفجر التصفيق وصرخة الاستحسان.

كنا كلّنا نحفظ القصيدة، وننتبه لمفارقات الاسم.

**********************************************

الصفحة الحادية عشر

«معطف بريخت».. قصص ألمانية قصيرة

 ترجمها ماجد الخطيب

اختار الكاتب والإعلامي والمترجم ماجد الخطيب عشر قصص ألمانية قصيرة، لمشاهير الكتاب الألمان، ليضعها تحت تصرف القارئ العربي. وهي تغطي حقبة زمنية تمتد بين العقدين الثاني والسادس من القرن العشرين، وتكشف جوانب مهمة من أدب أهم الكتاب الألمان في تلك الفترة التي شهدت حربين عالميتين.

وبين تلك القصص واحدة “مجهولة” كتبها برتولد بريشت ايام مراهقته في نشرة ثقافية مدرسية سنة1914، إضافة إلى قصة “ممثل بارع” التي كتبها بالانجليزية في منفاه الأميركي، وتكشف المفارقة بين معطف هتلر ومعطف غوغول. بجانب بريشت، ترجم الخطيب قصصاً لمشاهير الكتاب الألمان، من أمثال هاينريش بول وغونتر غراس الحائزين  على جائزة نوبل، والمخضرم مارتن فالزر. وقدم المترجم لكل قصة تقديماً قصيراً يشرح فيه تأثير العوامل التاريخية والاجتماعية في أدب تلك المرحلة.

القصص العشر مشحونة بالمفارقات والمواقف الغريبة و”القفشات” التي تتناول بالنقد والتهكم الجوانب الاجتماعية والسياسية من مرحلتي ما قبل وما بعد الحرب العالمية الثانية. صدرت المجموعة عن دار الرواد المزدهرة في 120 صفحة من القطع المتوسط. لوحة وتصميم الغلاف للفنان التشكيلي العراقي طه سبع المقيم في مراكش بالمغرب

 **************************************

“تجليّات ليليت والملك” لموسى احمد.. رؤية إنسانية لمجمل الصراع بين الغياب والحضور

د. سمير الخليل

تضعنا المجموعة الشعرية الموسومة بـ(تجلّيات ليليت والملك) للشاعر موسى أحمد الصادرة عن (منشورات اتحاد الأدباء، بغداد، 2022) ازاء تجربة تنطوي على توظيف إجناسي واستحضار رؤى تعبيرية متعددة من خلال المزاوجة بين النسق الدرامي والنسق الشعري وفق صياغة جمالية ارتكزت على أسطرة البنية الحوارية، وإعادة قراءة أو اكتشاف المتن الميثولوجي باتجاه التحليق في عوالم تتصارع فيها الثنائيات المتضادة (المرأة – الرجل) (الجسد – الروح) (الغياب- الحضور) (الحلم- الكابوس) (الانتظار – اللقاء) (الشعري – الدرامي)، (السكينة- التمرد)، فلقد استطاع الشاعر استلهام ثيمة ميثولوجية باستحضار شخصيّة (ليليت) التي يرد ذكرها في ملحمة كلكامش إذ ارتبط اسمها بالشهوانية والغواية وبرزت للمرّة الأولى في ملحمة كلكامش السومرية”. (المجموعة: 11).

انتقى الشاعر هذه الثيمة أو الرمز ليعيد صياغته على وفق نزعته باتّجاه مسرحة الفكرة واستثمار النسق الميثولوجي والشعري في تأسيس بؤرة تستحضر وتتمثّل وتصاغ بشعرية قائمة على استثمار وتوظيف البنية الحوارية، وهذه الصياغة على مستوى الاشتغال التعبيري اتاح للشاعر أنْ يقدّم معالجة معاصرة لثيمة اسطوريّة، واستطاع من خلال فاعليّة الأسطرة أن يخلق عالماً يكتظ بالحوار والصراع ومسرحة الفضاء للكشف عن الرؤى المتضادّة وتوظيف هذا الشكل الحواري لاستقصاء واستحضار كثير من المعاني والصور والمواقف التي يحتّمها الصراع والتناقض والتضاد بين الثنائيات، وجعل الشخصيّتين المركزيتيّن تعبّران عن هذا الجدل الرؤيوي، كما ان هذا الاشتغال نجد ميل الشاعر إلى تقنية الإسقاط وتوظيف الحواريّة باتّجاه محاكاة ذهنية لكثير من المضامين فهو لم يقتصر في التركيز على فكرة الغواية والجسد والعشق والانتظار بل سعى إلى استشراف كثير من الهموم الإنسانية والوجودية لاسيما أن ثنائية المرأة (جسدا وغواية وروحاً) تتناظر مع شخصيّة الملك (بكل أبعادها الواقعية والرمزية) وهذه الصياغة المعرفية للنص الحواري جعلته مكتنزاً ومتوافراً على العمق المعرفي والجمالي سواء بالشكل الحواري أو حيازة كثير من الصور والمضامين التي تشترك بها الرؤى الوجودية والإنسانية والميثولوجية.

وقد وظّف الشاعر البنية الحوارية كشكل تعبيري الأداء الفكرة بصيغة الصراع والتناقض والتضاد لاسيما أن الصياغة قامت أساساً على وجود الشخصيتين بكلّ أبعادهما الميثولوجية والواقعية والرمزية والوجودية لذا كان النص عميقاً وثريّاً من حيث النسق الدلالي والخوض في سيميائية المشاعر والتوّجهات وكينونة كل طرف وممّا فعّل هذه الصياغة – الحوارية أنّها تطابقت مع اشتراطات الصراع والجدل الذي يعدّ أهم شروط الحوار فالحوار هو الشكل اللّساني – والتعبيري المعبّر عن الشخصيّة وهو الوسيلة التي تكشف رغباتها وميولها وأفعالها وماضيها، وما تطمح أن تكونه فهو العلامة المنتجة لمعانٍ ومكنونات الشخصيّة واللّجوء إلى الحوار بوصفه نوعاً من المواجهة والكشف ووضع الثنائيات إزاء منحنى الصراع بغية انتاج الرؤى التي يفرزها هذا الاشتغال الذي يمزج الدرامي والشعري والذهني عبر التجسيد والتناظر الحواري.

ولقد انطوت أبنية الحوارية في هذه المجموعة التي يمكن أن توصف بأنّها قصيدة ممسرحة طويلة استثمرت الضدّية والمشاكسة والافتراق بكلّ معانيه لتعميق روح الجدل والبحث وتأثير الحقائق وتقديم رؤية انسانية لمجمل الصراع بين (الغياب والحضور) و (الأعلى والأسفل)، و(اللوغوس والآيروس) أو ما يعبّر عنه الفكر الفلفسي اليوناني بـ(الأبولوني) و (الديونيسي)، أو (العاطفة والعقل) أو (الجمالي والعادي) والجليل والجميل والجسدنة والبوح الاشراقي، ولقد سعى الشاعر إلى جعل الحوار وسيلة ليست لكشف أعماق الشخصيّتين بل لتقديم رؤية أكثر اتساعاً للأقتراب من أزمات وأماني وأحلام الإنسان ونجد الاستهلال يتضمن خطاباً عامًّا وليس فردياً:

“ليليت: أيتها الفتيات الجميلات

انخرطن في الزحام...

واعبرنَّ باقدامكنّ عتبات البيوت إلى خارجها، اصنعن أفقا للحب

افتحن قلوبكنّ للريح مثل السومريات، وانشدن اغاني الأرض واغسلن/ الأجساد بماء الفرات”. (المجموعة: 11).

لعلّ بنية الحوار في هذا الاستهلال تقدّم ثيمة مهمّة فهي دعوة إلى التطهّر والصفاء عبر الاغتسال، وطلب الوجود المزدحم بالجمال، ودعوة إلى صنع بهجة الاغتسال بماء الفرات ونلحظ في بنية الحوار تكثيف الصور المرتبطة بالمرأة والطبيعة والحب والحرية، وهو كشف عن مكنونات الإكتمال في شخصيّة (ليليت) ومحاولة لاستثمار النزعة المؤسطرة التي تنطلق إلى أبعد مديات الخيال الجامح لتحقيق واقع يرفض قيود الأرض الموروثة، وهذا الإشراق في مبثوثات الحوار الإستهلالي يكشف عن تمرّد (ليليت) وعشقها للحرية والحلم وجمال الطبيعة مما غرس بؤرة درامية لأنها ضمناً تدين واقعاً لا يتناغم مع هذه الإشراقات، وهي تعلن للملك تلك الرغبات الموشّاة بالتحليق والابتعاد عن قلق الواقع، إنَّها امرأة مؤسطرة تبحث عبر حوارها عن البياض والأسرار:

“أدرك أني أملك الغابة والبياض

أعرف أسرار الخلق، لكنّي اشاطرك الوحشة والوحدة وأعجن بطين الخلق شهوتك النديّة”. (المجموعة: 13). ولعل من خصائص الحوارية التي أقام الشاعر البناء الفنيّ عليها اتسمّت بالديالوج وترسيخ الثنائية الضديّة باعتبار الشخصيّتين ليس فقط عالمين متناقضين بفعل البعد الفيزيقي، وإنّما نجد أنّ كل شخصيّة تسبح في عالمها لكنّها تشعر بالحاجة إلى الاكتمال من خلال التناغم بينهما، وجمع المتناقضات والرؤى وصولاً إلى لحظة تومض بالتوّهج والأسطرة.

استثمر الشاعر بتمكّن من توظيف خصائص الحوار ومدياته في خلق بنية تعكس التقابل الدرامي، وأن اتخذ الصراع بعداً افقياً لكنّه عكس البوح بأنّ عمودية الجدل تسعى لترسخ ثيمة الاكتمال، أي أن النزعة الصراعية بين الشخصيّتين ليست نزعة باتجاه الإزاحة بل باتّجاه الإنتهاء المطلق الذي يجمع المسرّات والرؤى المتعالية بينهما، وهذه الصياغة انتجتها تقنيّة استثمار الحوار وتحويله إلى نسق لصنع الرؤى ومساحات التناغم ومن ثمّ أصبح

الأفق الشعوري والدلالي عند الشخصيّتين ينطوي على إدانة الواقع وترسّباته باتجاه الإنفتاح على عالم آخر بديل، يعكس حجم التوق بينهما، بوصفهما ذاتاً واحدة تسعى لإيجاد التوازن الوجداني والذهني بينهما. ونجد أن نزعة التحريض تتملك روح الشخصيّتين.

ونجد بين تضاعيف بنية الحوار كثيراً من المحمول الذهني والإشاري والوجداني وبعض الرؤى الصوفيّة في احتقار كلّما هو أرضي من قيود وجفاف وجدب والسعي إلى النضارة والموسيقى والحرية.

وقد تعمّق الجانب الجمالي في التحليق الذي صيغ به الحوار عبر تراكم وتصاعد الصور الشعرية واللّغة الإشراقية التي تقترب من شعرية التصوّف مع تأطير – ضمني غير ظاهر – لوجود البعد الحكائي في بنية الحوار من خلال وجود التراتب السببي والتتابعي لمشهديّة الوصف والحوار التأمّل والاستذكار والإستباق، هذه التقنيات والوسائل اسهمت في تعميق المنحى الدلالي لبنية الحوار الذي تحوّل إلى نص مكتمل يعكس روح الشخصيّات وتحليقها للإنغلاق والتوق بحثاً عن الذات والآخر ومعادلة الذات والآخر يتخذ من الحوار مساحة لتفعيل تجلياته الدالّة.

إنَّ نمط الصراع في هذه النصوص يتمركز حول تقنية الايحاء والبعد (السايكولوجي) وتجسيد لحظات الإنطلاق والتعالي والبحث عن نقاط التنوير الروحي والجسدي وفي هذا الائتلاف الحواري تتحول الذات باتجاه التوق إلى الآخر مثلما يسعى الآخر إلى تعميق هذا الشعور ويتحول الصراع من بعده السايكولوجي والقيمي إلى صراع تسعى فيه الذات وبالتضافر والتآصر لتحقيق حلم تجاوزي يستقصي كلّ فصائل الوجود المؤسطر، فكلاهما يحارب العزلة والحرب والجدب بوصفها سمات الجحيم الأرضي.

 **************************************** 

قصائد

هاشم شفيق

* يقولونَ:

لي طبعُ صريفةٍ

ومزاجُ حصيرٍ

وسحنةُ تمرة،

قد يكون هذا صحيحاً،

لأنَ الكرَبَ

والعذوقَ

 والأشواكَ هي في الأحشاء،

رغم ذلك

يزورني الدوريُّ

بين الفينة والفينة،

يأخذُ صوراً لحنجرتي

ويداعبُ الأوتارَ فيها،

رغم ذلك

يقدِّمُ الوحلُ دائماً

مشورتَه الذهبيّةَ لي.

اللعب في الخارج

حين كنتُ طفلاً،

سبعُ سماواتٍ كانت معي،

ولمّا شببتُ

وقفزتُ السّورَ

سقطتْ واحدةٌ،

وحينَ مضيتُ

لألعبَ في الخارج

وشاغبتُ كثيراً

بين الأولادِ

وصعدتُ تلالاً،

سقطتْ أُخرى/

عندما كبرتُ قليلاً

وعملتُ بيديَّ

فقدتُ سماءً،

حين صرتُ رجلاً وتزوَّجتُ،

ضاعت منّي واحدةٌ

في خِضَمِّ الحياة،

حين وقعت الحربُ،

فقدتُ سماءً كبيرة،

وحين هاجرتُ الى المنفى،

فقدتُ سماء الطفولة،

والآن تبقّتْ واحدة صغيرة،

سأقتسمها معكِ كالرغيف.

* استثمار

إبقَ هنا

لا تتحرّكْ،

إبقَ في مكانكَ هذا،

هو الأفضلُ

في هذي الأصقاع،

صحيحٌ ثمة بردٌ

تحت قدميكَ،

وثمّة ثلجٌ

قرب القلب،

ثمة نديفٌ

يطرقُ بابكَ،

ورذاذٌ يتزجَّج،

إبقَ هنا،

لا تتحرَّكْ،

أعرفُ أنكَ مبتردٌ وكئيبٌ،

والناسُ هنا منشغلونَ،

يمرّوُنَ بك سُراعاً،

لا يلتفتونَ

ولا يرمونَ عليكَ النظرة،

فالنظرةُ غاليةٌ

ولا تُنفقُ بسهولة،

استثمرْ صمتَكَ

قطّرْهُ

بأنابيقَ ودوارقْ .

* قرأت الطير

غيري

كان يقرأ في كتاب الطير،

أنا قرأتُ الطيرَ كلّه،

حين حلّقتُ الى جانبه،

كلُّ خفقةٍ

هي درسٌ،

كلُّ رفرفةٍ

هي عِلمٌ وتأصيلٌ للهُويّة،

كنتُ أطيرُ

بمحاذاة الطير

بالشغافِبالولعِ،

طرتُ لأفتحَ الشّهية

وأكتبَ نافذتينِ

لأشرحَ البابَ،

كنتُ كمن يرسمُ الرّيحَ،

كمن يلوكُ الهبوبَ،

طرتُ لأبصمَ الهدف،

وأرفعَ من مستوى السّهام،

لم أقصد بالطيرانِ

الولوغَ والنفاذَ،

بل قصدتُ التجلّي

وتلميعَ الأسافل

_________

لندن

 ***************************************************

دفاعا عن الواقعية

جودت جالي

إن دراسة كيف يعمل الأدب القصصي في كتاب إي أم فورستر (جوانب الرواية) وكتاب ميلان كونديرا (فن الرواية)  مثلا هما دراستان في سحر الأدب القصصي، تحليل لعناصره الرئيسة واحتفاء بقوته الدائمة. ما الذي نعنيه بقولنا أننا “نعرف” شخصية قصصية؟ ما الذي يكوِّن تفصيلا حكائيا؟ أين يكون المجاز ناجحا؟ هل الواقعية واقعية؟ لماذا تصبح بعض القناعات الأدبية بالية في حين تظل قناعات أخرى جديدة؟ هذه مسائل تأخذنا من الإنجيل الى كاتب القصص الجاسوسية جون لو كاري (1931-2020)، ومن هوميروس الى كتاب روبيرت مكلوسكي (فسح الطريق للبطيطات) 1941 (وهو كتاب من تأليف وتزيين الفنان مكلوسكي عن زوجي بط يربيان صغارهما في حديقة بوسطن العامة وأصبح مسرح الحكاية الذي حدده المؤلف مكانا تزوره العوائل ونُصب فيه تمثال للنحاتة نانسي شون، وقد بيع من الكتاب سنة 2003 حوالي مليوني نسخة). إن كتاب أستاذ النقد الأدبي في هارفارد جيمس وود (كيف يعمل الأدب القصصي؟) 2008 هو دراسة في إنجاز الأدب القصصي وتاريخ بديل للرواية، كما قالت جريدة الغارديان في عرض للكتاب، بأنه يستقصي انغمار كُتّابه المفضلين في الإبتكار العابر للغة لينفخوا الروح في العوالم التي يبتكرونها، مثلما يبين كيف يجب أن يعمل العقل النقدي.

يقول في مقدمته بأنه توجد كتب قليلة عن فن الأدب القصصي يمكنها مخاطبة القارئ العادي والقارئ المتلهف والطالب وحتى الأستاذ في آن معا. يعدّ كتاب محاضرات إي أم فورستر (جوانب الرواية) كتابا شهيرا باستحقاق، ولكنه كتب في سنة 1927، ويعبر عن إعجابه بالعمل النقدي لميلان كونديرا ورولان بارت وفكتور شكلوفسكي ويضع ملاحظات على عمل كل منهم، فكونديرا روائي وكاتب مقالات أكثر من كونه ناقدا عمليا، أما شكولوفسكي وبارت فناقدان عظيمان للنثر القصصي في القرن العشرين، يوليان مسائل الأسلوب، والكلمات، والشكل، والشيفرات، والمجاز، والإيقونات، عناية رائعة، ولكنه يلاحظ أنهما فكرا كما يفكر الكُتاب الذين يصبحون على نحو ما بعيدين عن غريزة الخلق، ومع ذلك منجذبين مثل لصوص البنوك، ليسطوا مرة بعد أخرى على المصدر نفسه الذي يغذي أسلوبهم الأدبي، ويجد أن هذا صحيح بشكل خاص في حالة رولان بارت الذي حمل علاقة حب-كره مع الواقعية الروائية. إنه أعظم وأكثر عالم تشريح عداوة لها، لكنه لم يستطع التوقف عن الرجوع الى مصدره، عن تذكير نفسه مرة بعد أخرى بكل الطرق الذي بدا مرجعه فيها مخادعا.

لقد كان شكلوفسكي وبارت ناقدين شكلانيين، فقد فضلا المسائل الأدبية الشكلية على السياسية والتاريخية والأخلاقية، ومثل الذي أسماه وود “الشكلاني ناباكوف” لديهما أحيانا طريقة في الحديث عن الأدب كما لو كان مضمونه من ناحية موضوع الرواية قليل الشأن. لقد خَلُص  بارت الى أن السرد القصصي، من وجهة النظر المرجعية هو في الواقع “عن لا شيء”: “إن ما يحدث هو لغة فقط، مغامرة اللغة، إحتفاء مستمر بمجيئها” كما كتب في العام 1966. لقد بادر منذ الخمسينيات بعض ما بعد الحداثويين المعادين أيضا لإعتماد الواقعية على تجارب الحياة والوقائع ويتخذون مثالا لهم حلم فلوبير بكتابة رواية “عن لا شيء”، بلا قضية، ومتماسكة فقط بالأسلوب، ليضعوا حث رولان بارت النظري موضع العمل. لكن قراءة فرجينيا وولف عنده تفضي بنا الى إبراز تذكير قرائها تذكيرا حكيما بأن الروائيين لا يكتبون جملة فقط بل مقاطعا وفصولا أيضا، قاصدة كما يرى، أن الروايات لا يمكن أن تكون فقط تجميعات رائعة للكلمات، ولا يمكنها النجاح إن كانت فقط صفوفا من “الجمل الجميلة”. يبين لنا هنا أنه أدرك أن السرد القصصي له شكل أخلاقي أيضا وأن شكل هذه الأخلاقيات مكون من أسلوب الكاتب ومادة الرواية معا.

هكذا تبرر الرواية وجودها، تبرره بوصفها نوعا من التحقيق الأخلاقي، هو ما أسماه فورد مادوكس فورد: “وسط التحقيق الجدي العميق في الحالة الإنسانية”. إن كل شيء في الأدب، حسب فهم وود للأدب، هو مسألة أخلاقية ومسألة شكلية معا.

يهتم الجانب الشكلاني مثاليا بمسائل المضمون لأن اختيار المضمون هو دائما معضلة شكلية، ويهتم بالأدوات الشكلية لأنها أدوات حاملة للحقيقة وليست أدوات جميلة فقط، مع ذلك كان يوجد دائما توتر جمالي حول المسألة المعذبة، مسألة كيف يجب أن يكون السرد القصصي موسيقيا لا أكثر، كيف يجب أن تكون الرواية مطابقة للموضة؟ هل هي مرآة أم موسيقى، كاميرا أم لوحة؟

أعادت آيرس مردوك تأطير هذا الجدل القديم بتقسيمها الأدب القصصي المعاصر الى صحفي وبلوري، الأول هو الواقعية التقليدية التي تعمل عمل مذيع الأخبار المنتشي المسترخي، والثاني هو الشكلانية الحديثة المواكبة للعصر والأكثر براعة ووعيا للذات. يقول وود بأنه ليس بعيدا عن الحيرة أمام هذا الإشكال ولكن ذائقته تحلها باللجوء الى (معا/ و) بدلا من (إما/ أو)، ويفضل التحرك بين الأقطاب على أن يتحرك بين الرايات.

إن أية رواية أو أي كاتب، برأيه، سيبدو كما لو كان آتيا من الوسط الصحفي الإخباري، ورواية أخرى أو كاتب آخر سيبدو ليس مواكبا للموضة كفاية، ليس صنعيا كفاية إذا كتب بالأسلوب الواقعي. يعترف وود بأنه ليس مدافعا عن الواقعية الكلاسيكية بل هو منجذب الى نوع من الواقعية العميقة، ويود استنطاقها وإظهار الطرق التي تكون فيها طبيعية وعالية الصنعة في آن معا، يريد أن يظهر كيف تعمل وتكون على مستوى محترم بتلك الألغاز التي تحتويها والتي يمكن شرحها.  

 ********************************************

الصفحة الثانية عشر

في «ملتقى روّاد المتنبي».. عن العلاقة بين التكنولوجيا والعلوم والثقافة

بغداد – طريق الشعب

ضيّف “ملتقى روّاد المتنبي” الثقافي، الجمعة الماضية، الأستاذ في جامعة البحرين د. رعد الجبوري، الذي قدم محاضرة بعنوان “العلاقة الجدلية بين التكنولوجيا والعلوم والثقافة في المجتمع”، وذلك بحضور جمع من المثقفين والمهتمين في القضايا العلمية.

المحاضرة التي احتضنتها “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي، استهلها المحاضر معرفا بالتكنولوجيا كمصطلح.

وأوضح أن هذا المفهوم لا يعني الإنتاج فقط، إنما إدارة الأجهزة أيضا. فيما عرّج على موضوعي “التكنولوجيا والسياسة” و”التكنولوجيا والتنمية المستدامة”، لافتا إلى أن التكنولوجيا لا بد أن تأخذ في نظر الاعتبار الحاجات الاجتماعية والبيئية “ففي ألمانيا مثلا، عندما يتم التخطيط لمشروع معين، تبادر المؤسسات المتخصصة الى عقد لقاءات مع المواطنين المقيمين قرب موقع المشروع، وإشراكهم في النقاش حول الجدوى من هذا المشروع”.

ومن الناحية السياسية أيضا، أشار د. الجبوري إلى أن استخدام الثروات الطبيعية لا بد أن يخضع للتنمية المستدامة، موضحا أن “استخراج النفط مثلا، يجب أن ينظر إليه كأمر مستقبلي، ولا يقتصر فقط على تلبية الحاجة الآنية دون الاهتمام بحاجات الأجيال القادمة”.

وتابع قائلا أنه “من الضروري عدم استنزاف الموارد من أجل جيل معين، دون التفكير في حاجة الأجيال القادمة لهذه الموارد. لذلك أن فكرة الاستدامة في استخدامات التكنولوجيا، متلائمة مع الإنسان والطبيعة”.

ولفت المحاضر إلى أن التكنولوجيا صارت تدخل في جسم الانسان وانسجته، مثل أجهزة تنظيم نبضات القلب أو الأجهزة الخاصة بعمل الكلى، وغيرها.

وتحدث المحاضر عن الحضارة السومرية، وقال أن “الرومان كان يعتبرون أنفسهم متحضرين، فيما الآخرون برابرة!”، مستدركا “لكن هذا غير صحيح. فبلاد سومر كانت تجلب مادة البرونز مثلا من عُمان، وتستخدمها. كما أن الزراعة، التي تعد طفرة حضارية، ظهرت أول مرة في بلاد ما بين النهرين”.

هذا وأثارت المحاضرة أسئلة عديدة طرحها الحاضرون، منها حول الذكاء الاصطناعي وآثار ثورة الاتصالات الجديدة وغيرها. وقد أجاب المحاضر عن الأسئلة بإسهاب.  

 ********************************************

في ضيافة شيوعيي بابل.. الروائي عامر حميو وتجربته السردية

الحلة - محمد علي محيي الدين

ضيّف المنتدى الثقافي التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، أخيرا، الروائي والقاص عامر حميو، الذي تحدث عن تجربته السردية بحضور جمع من الأدباء والمثقفين.

أدار الجلسة الفنان والروائي حسن الغبيني، وافتتحها بتقديم نبذة عن سيرة الضيف الأدبية، وعن كتاباته السردية التي حظيت باهتمام النقاد، والعديد من طلبة الدراسات العليا الذين كتبوا عنها أطروحات.

بعد ذلك تحدث الضيف عن طبيعة عمله الأدبي، وما تناوله في كتاباته السردية من موضوعات تتعلق بالهم العراقي، مبينا أنه ألقى الضوء على مأساة الطائفية في روايته «بهار» التي ترجمت إلى لغات عدة وطبعت عديدا من المرات.

وأوضح، أن رواياته وقصصه في معظمها، تناولت المسكوت عنه، وانها جاءت بناء على تجربة ومعايشة واقعية مع أحداث شهدها العراق وعاشها العراقيون.

وتخللت الجلسة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، كانت أولهم الشاعرة حسينة بنيان، التي ركزت على موضوع ضعف الحضور النسوي في الرواية العراقية. أعقبها د. علي إبراهيم الذي قدم نظرة نقدية حول تجربة حميو الإبداعية.

كذلك ساهم في المداخلات كل من د. رشيد هارون والناقد عبد علي حسن.

وفي الختام، قدم عضو المختصة الثقافية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق د. علي إبراهيم، لوحا إبداعيا للروائي عامر حميو.

 ********************************************

حضرها الرفيق رائد فهمي.. بطولة كروية في ذكرى استشهاد بشار رشيد

بغداد – طريق الشعب

نظمت هيئة بشار رشيد الرياضية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، بطولة كروية تحت عنوان “بطولة المثابرة”، وذلك في مناسبة الذكرى الـ 45 لاستشهاد لاعب المنتخبين الوطني والعسكري ونادي الشرطة، بشار رشيد.

البطولة التي جرت على “ملعب نادي الفارس” في مدينة الثورة، والتي حملت شعار “باق وأعمار الطغاة قصار”، حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق رائد فهمي وعضو المكتب السياسي الرفيق بسام محيي، إلى جانب جمع من رفاق الشهيد وأصدقائه وزملائه.

وشارك في البطولة فريقان شعبيان، جرى تكريمهما عند نهاية المباراة بالميداليات والكؤوس، التي تناوب على توزيعها كل من الرفيق رائد فهمي ونجل الشهيد، مسار بشار رشيد.

 *********************************************

كاظم غيلان يوقع كتابه «مظفر النوّاب.. الظاهرة الاستثنائية»

بغداد – طريق الشعب

أقام مقهى “كهوة وكتاب” في بغداد، عصر أول أمس الأحد، حفل توقيع للكتاب الموسوم “مظفر النوّاب.. الظاهرة الاستثنائية”، لمؤلفه الشاعر والكاتب كاظم غيلان.

الحفل الذي جاء بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لرحيل النوّاب الكبير، حضره عضوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الرفيقان فاروق فياض وياسر السالم وجمع من الأدباء والمثقفين، وأداره الشاعر زعيم نصار.

وخلال الحفل، تحدث غيلان عن مضامين كتابه، وسرد حكاياته مع النوّاب، وتناول شعره الاستثنائي، وعلاقته مع أبطال قصائده. ثم وقع نسخا من الكتاب ووزعها على الحاضرين.

وفي الختام، قدم الرفيق فاروق فياض باقة ورد إلى الشاعر كاظم غيلان.

 *********************************************

ليس مجرّد كلام.. حين يعشقُ  الإنسانُ أرضَه.. !

عبد السادة البصري

في رواية ( السبيليات ) يرسم الروائي الكبير الراحل  إسماعيل فهد إسماعيل لوحةً رائعةً لمفهوم الإصرار على شيء ما، وبالأخص التعلق بمطلب عام يخصّ الأرض والناس ومقاومة الأعاصير والعقبات التي تقف حائلاً دون تحقيق ما نصبو اليه، حتى نصل الى ما نريد وبكل قوة وعزيمة.

فعل ذلك عبر تتبعه حياة المرأة الخمسينية (أم قاسم) التي نزحت قسراً عند اشتعال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، من منطقة السبيليات الى احدى محافظات الفرات الأوسط . وبعد موت زوجها بسنتين عادت حاملة عظامه لتدفنها في بيتهم القديم وتظلّ قربه، رغم معارضة الجيش ومنعه لها، لكن إصرارها على البقاء رغم كل شيء تحت قلق القصف واحتمال الموت في كل لحظة وعملها على فتح قنوات الماء من الشطّ واصلاح ما خَرُبَ من الأراضي والبساتين وبعض حيطان البيوت، وإعادة الحياة الى نخيل وأشجار قريتها «السبيليات» التي أعطت مثالاً رائعاً في حب الإنسان لأرضه وناسه، وإصراره على بناء وتعمير كل شيء أفسدته الحرب..

تذكرت هذه الرواية وموقف أمي التي أصرّت سنة كاملة على البقاء في بيتنا في الفاو عند اشتعال الحرب آنذاك، مثلما أجد اليوم إصرار اخوتي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب على تقديم كل ما هو جميل في مبادرات هي الأولى من نوعها عراقياً وعربياً وحتى عالمياً. حيث تم افتتاح متحف الأدباء العراقيين الذي يضم مقتنيات خاصة لرموزنا الابداعية من شعراء وروائيين وقصّاصين، والذي تمّ افتتاحه مؤخراً لتطّلع الأجيال على بعض ما يخص الاسماء المبدعة الذين تعلّمنا منهم الكثير.

 هذا العمل الذي يؤسّس لمبادرات اخرى تصبّ في خدمة الحركة الثقافية ومبدعيها، يؤكد ان الثقافة الحقيقية والحرص على ادامتها قادران على اصلاح وترميم ما نخره الفساد في جسد الوطن .. هذا الإصرار الذي يجسده المثقفون والأدباء المتعلّقون بعراقيتهم مثلما الشباب الابطال الذين ضحّوا بالغالي والنفيس دفاعاً عن الأرض والوطن ضد عصابات داعش الإرهابية، والذين نظموا التظاهرات المستمرّة كل جمعة واصروا على كشف الفاسدين واللصوص والقتلة وتقديمهم الى العدالة.

ما دام هناك عشقٌ حقيقيٌّ للأرض وإصرارٌ على رسم مستقبل مشرق للعراق رغم كلّ شيء فأنا على يقين أنّ شمس المحبة ستشرق ويعمّ الخير والسلام والعدالة والإنسانية الحقّة كل ربوع أرضنا.. وستنتعش أرضنا ونفوسنا مثلما تعمّرت أرض وبساتين «السبيليات» وأثمرت نخيلها وارتوت بماء المحبّة بعزيمة وإصرار تلك المرأة المتفانية في عشقها لبيتها وزوجها، كما رسمها الراحل اسماعيل فهد اسماعيل في سبيليّاته !

 ********************************************

إصدار

«معطف بريخت»

قصص ألمانية قصيرة

ترجمها ماجد الخطيب

تفاصيل على صفحة 11 – ثقافة