اخر الاخبار

الصفحة الأولى

«مواطنو الدرجة الثانية».. اقتصاديون: غياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات

بغداد ـ طريق الشعب

طالما تعاملت الحكومات المتعاقبة مع احتجاجات الشباب العاطلين عن العمل من الخريجين وغيرهم، وفق مبدأ التعيين الاسترضائي لإسكات صوت الشارع، فهي تدرك تماما أن الشباب يفضلون الوظيفة الحكومية، ويعدونها ضمانا حقيقيا لمعيشتهم.

وظل هذا النهج ملازماً للحكومات المتعاقبة، حتى أصبحت الدولة تخصص جزءا كبيرا من مواردها للموازنة التشغيلية وللرواتب، كما هو الحال اليوم مع الحكومة حاليا، وهذا ما يراه أصحاب الاختصاص أحد أسباب تعطل عملية التنمية في البلاد، إضافة للعوامل الأخرى المعروفة.

هذه السياسات الخاطئة، وعدم التوزيع العادل للثروة وغياب قدر من العدالة الاجتماعية في السياسات المتبعة والامتيازات التي تمنح للموظف دون غيره، ساهمت في خلق مفهوم جديد يتعارض مع أحد مبادئ الدستور الذي أكد ان الثروات هي ملك لكل العراقيين. كما أنه عزز مفهوم «مواطني الدرجة الثانية» الذين ليست لديهم وظيفة حكومية.

تغييب متعمد

تقول الخبيرة الاقتصادية الدكتورة سلام سميسم: ان المواطنين العراقيين وفق الدستور من المفترض انهم سواسية في عملية توزيع الثروات في العراق، ولذلك هناك مبدأ اقتصادي رئيسي وهو العدالة في الوصول الى الموارد؛ فالعراق لا توجد فيه عدالة في الوصول الى الموارد.

وتضيف في حديثها لـ «طريق الشعب» بالقول: ان «الضريبة ايضا لا تخضع لرؤية العدالة الاجتماعية في العراق، لأنها غائبة في السياسة الاقتصادية، وهذا يتضح بشكل كبير في السياسة المالية المتمثلة بفرض الضرائب وتوزيع الاعانات الاجتماعية».

وعن توظيف الدولة للأموال في خلق عملية تختلف حقيقية، تقول الخبيرة الاقتصادية: ان «التنمية تختلف عن النمو؛ فالأولى هي قرار سياسي تأخذه الدولة وهي معنية به. بينما يمكن للفرد ان يحقق نموا اقتصاديا لدخله بالعمل في اكثر من مجال. وبالعودة الى التنمية، فتدخل فيها جوانب اقتصادية واجتماعية وانسانية كونها تركيبة متكاملة، واذا الدولة لم تساهم في التنمية فلن تكون هناك عملية تنموية حقيقية لأنها الوحيدة القادرة على إدارة هذه العملية، ولا احد سواها».

وتجد سميسم ان «الموازنة في العراق لا تدل على ان هناك عملية تنموية، لان الريع النفطي ينفق على الرواتب بشكل كبير. بمعنى اخر انها تزيد دخول فئة معينة من الناس، لكنها لا تحسن فرص التعليم، ولا تحسن الصحة ولا المياه الصالحة للشرب، ولا توفر خدمات للمواطنين».

وتشدد سميسم على ضرورة ان تفهم الدولة انها مسؤولة عن الجميع: الغني والفقير، الموظف وغيره. ولا يصح ان تكون قراراتها لصالح فئة دون اخرى، وكذلك الحال بالنسبة لمنافعها»، مبينة ان الاقتصاد «هو عبارة عن حلقة وعند تقليل مساحة الفقر وتحسين الحالة الاقتصادية للمواطنين، وتنويع مصادر الموارد».

سطوة رأس المال 

وفي السياق ذاته، يقول الخبير الاقتصادي جليل اللامي: انه خلال السنوات الاخيرة تفاقمت ظاهرة التوزيع غير العادل للدخل والثروة في العراق نتيجة السياسات النيوليبرالية التي تكون مدعومة بتسارع عملية العولمة، اضافة لعدم قدرة شبكات الحماية الوطنية على مواجهة سطوة رأس المال، بعد انفلاته من قيوده. وهذا يعتبر العنصر الأهم في معادلة الفقر واللامساواة.

ويضيف بالقول: ان «الاستبداد والفساد السياسي سببان لهما أهمية مؤثرة في تشكل هذه الظاهرة الخطرة في العراق».

ويشدد اللامي في حديثه مع «طريق الشعب» على ضرورة «السير قدماً عبر النظر في السياسات والاجراءات التي يمكن ان تؤدي لتحقيق عدالة في توزيع الثروات، وتمهد للتعامل مع المصاعب الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع، بما ينعكس ايجاباً على مختلف مكونات وشرائح المجتمع العراقي».

من هم مواطنو الدرجة الثانية؟

من جانبه، يقول الخبير في الشأن الاقتصادي، نبيل جبار التميمي، ان هناك عدم فهم لآلية توزيع الثروة في البلاد؛ فموارد البلد اليوم من المفترض أن تكون ملكا للشعب. بينما تدفع الدولة ما يقارب 60 ـ 80 المائة من موازنتها إلى مجموعة محددة من الموظفين، من دون وجود خدمات حقيقية تنعكس بشكل فعلي.

ويتابع قائلا: إنّ هذه الثروة ذهبت إلى كبار الموظفين والفئات المتوسطة منهم، ومن ثم الأصغر. بينما غابت عن كل الآخرين وهنا يوجد خلل.

ويزيد بالقول، إنّه كان يبحث في «موضوع الفقر متعدد الأبعاد، ووجدت ان نسبة الفقر تصل الى 25 في المائة، وتهبط الى 22، ومن ثم 18 لتعود 22 في المائة، وتوصلت الى ان هناك 10 ملايين من أصل 40 مليون مواطن، لا يصلهم شيء من موارد الدولة بأي شكل من الاشكال».

ويضيف، ان «أغلبهم يسكنون إما ايجارا او زراعيا او في العشوائيات. بمعنى انهم بلا سكن وعاطلون عن العمل، أي بلا وظيفة، او يعملون ضمن الوظائف الدنيا مثل الدرجة 9 و10، ورواتبهم لا تتجاوز 400 الف دينار، او انهم يعملون في قطاعات غير منتظمة، ودخولهم غير ثابتة، وتعليمهم متدنٍ «.

ويؤكد الخبير الاقتصادي، أن هؤلاء الناس «هم الذين نجدهم تحت خط الفقر وهؤلاء بالتحديد هم «مواطنو الدرجة الثانية»، حيث لا ينظر لهم احد. وبعضهم يتسلم رواتب الاعانة الاجتماعية، والتي قدرها 150 ألفا. وعلى الرغم من كونها قليلة، لكنها على اقل تقدير جزء من حقوقهم الغائبة».

ويلفت المتحدث الى ان «الدولة ليست مسؤولة عن دفع الرواتب للجميع، لكنها مسؤولة عن تنشيط الاقتصاد ودفع عجلته، وبدل ان يشكل الناتج المحلي الاجمالي فقط 200 مليار ونصيب الفرد في السنة 4 الاف دولار، يتم العمل على ان يزداد الناتج المحلي وينعكس نصيب الفرد، من خلال العمل على خلق فرص عمل عادلة ومتساوية للجميع سواء أكان بالتجارة والقطاع الخاص وغيرهما «.

ويختم حديثه بالقول: انه توصل في أحد بحوثه إلى ان «الفرد في الفئات المتوسطة، اذا ما تعرض والده او احد افراد اسرته الى مرض معين، واضطر الى ان يسافر به الى خارج العراق للعلاج، فسينتقل بسبب ذلك من الفئة المتوسطة الى الفقيرة».

 *************************************

راصد الطريق.. ماذا يريدون للعراق وشعبه؟! 

قطاع الكهرباء في ازمة متواصلة، رغم ما رصد له من أموال منذ 2003. حتى اليوم. مشاكله مستمرة سواء في الإنتاج او في التوزيع، حيث شبكات النقل المتقادمة والمتهالكة.

يحصل هذا فيما تعلن الحكومة عن مشاريع وخطط لتحسين التجهيز، ولتجاوز التجهيز بالغاز، حيث ان ثلث انتاجنا من الكهرباء يعتمد على الغاز المستورد من ايران بكلف عالية. ومع هذا تفاجئنا وزارة الكهرباء احيانا بقطع ايران غازها الذي يكلفنا - كما قلنا - غاليا، مثلما كلفنا السلاح الذي سبق ان زودتنا به. فاستناداً الى تصريح متلفز لوزير الدفاع الحالي، كان ذلك مقابل ثمن تطالب ايران بمبالغه؟! ولم يكن التصريح مفاجئاً الا بالنسبة لمن روج للعكس!

والمؤسف في قضية الغاز اننا نحرق منه ما تبلغ أقيامه مليارات الدولارات، لنستورده من ايران التي تقطعه عنا أحيانا. لماذا؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات، مع اشتداد الحرارة وتزايد احمال شبكة الكهرباء الوطنية.

ونسأل: ماذا تفعل وفودنا العراقية التي تلتقي الجانب الإيراني؟ ماذا يقولون ويبحثون؟ أليس الماء والغاز بين ما يتحدثون به!

وأخيرا: لماذا لا نستثمر غازنا، الحرّ والمصاحب، وننهي هذا الفصل المأساوي؟!

 ***************************

الصفحة الثانية

انحسار الغاز الإيراني يفقد المنظومة الوطنية 3000 ميغا واط

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن المتحدث باسم وزارة الكهرباء احمد موسى، ان فقدان المنظومة الكهربائية حوالي 3000 ميغا واط جراء انحسار إمدادات الغاز الإيراني للعراق.

وقال موسى: ان “كميات الغاز الموردة الى المنطقة الوسطى من الجانب الايراني انحسرت بواقع 10 مليون متر مكعب، بعد ان كان الغاز المورد يقدر بحوالي 25 مليون متر مكعب أصبح الان 15 مليون متر مكعب”، مشيرا الى ان “هذا الانحسار يضاف الى الانحسار السابق عن المنطقة الجنوبية التي كانت يورد لها حوالي 10 مليون متر مكعب وانقطع الأمر تماما الآن، واثر على تحديد أحمال المنظومة الوطنية في المنطقة الجنوبية والذي افقدنا الف ميكا واط”.

وأشار الى ان “المنظومة الوطنية خسرت 2000 ميغا واط من المنطقة الوسطى، والف ميغا من المنطقة الجنوبية”.

واكد المتحدث ان “الجهات الحكومية تفكر جديا في تنويع مصادر استيراد الطاقة والغاز”، كاشفا عن “تفاهمات مع تركمانستان وقطر لاستيراد الغاز”. ودعا موسى الى ان “وزارة النفط تعمل الان بشكل جدي الى استثمار الغاز الوطني في الحقول وكان لجولة التراخيص الخامسة المتوقعة جزء مهما لاستغلال حقول الغاز الوطني بدلاً من احتراقه”.

 ***************************

تذبذب الكهرباء يعود للواجهة.. احتجاجات مطلبية في عدد من المحافظات تبحث عن الخدمات وفرص العمل

بغداد ـ طريق الشعب

ارتفعت حدة الاحتجاجات المطالبة بتوفير فرص العمل مجددا، إذ شهد عدد من المحافظات فعاليات احتجاجية متنوعة رفعت شعارات متعددة، غالبيتها كانت تتمحور حول توفير فرص العمل ومعالجة تذبذب الكهرباء.

تصعيد في الناصرية

وصعّد خريجو الجامعات المطالبين بتوفير فرص العمل في محافظة ذي قار من احتجاجهم، مدشنين اعتصاما مفتوحا امام مقر شركة النفط.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان حرارة الشمس لم تمنع العشرات من خريجي الجامعات من تنظيم اعتصام مفتوح، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وفي المثنى، تظاهر أهالي قضاء الخضر أمام مبنى القائمقامية، مطالبين بتحسين الخدمات التي يفتقر لها القضاء.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، عبد الحسين السماوي، ان “أهالي القضاء وخاصة منطقة الجولان يقاسون انعدام الخدمات برغم المطالبات المتكررة من قبل الاهالي”.

وطالب الأهالي، عبر مراسل “طريق الشعب”، “المحافظ بشمول منطقتهم بخطة تحسين الخدمات، لا سيما الخدمات البلدية والصحية وخاصة في ما يتعلق بتبليط الشوارع وتحسين شبكة الكهرباء”.

وتظاهر العشرات من أهالي قضاء الوركاء شمال المحافظة، أمام مبنى مديرية توزيع كهرباء القضاء، مطالبين بتحسين تجهيز الطاقة وتوزيعها بشكل منتظم على مناطق القضاء.

وقال أحد منظمي التظاهرة غسان عبد الأمير، إن التظاهرة تهدف إلى إيصال صوت أبناء القضاء، للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء، مشيرا الى أن المطلب الآخر يتضمن تحسين مستوى الفولتية، منوها إلى أن مطالبتهم ستستمر لحين الاستجابة لهم وتحقيقها بأسرع وقت.

احتجاج واسع بالبصرة

وتظاهر العشرات من خريجي الجامعات، أمام مبنى ديوان محافظة البصرة، مطالبين بإيجاد وظائف وفرص عمل لهم بعد مضي سنوات على تخرجهم، من دون الحصول على وظيفة.

وقال الخريجون انهم يتظاهرون للمرة الخامسة أمام مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل، مؤكدين حاجتهم للعمل.

وتظاهر العشرات من خريجي مركز التدريب المهني البحري في أكاديمية الخليج العربي وخريجي الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في اختصاص الهندسة والعلوم البحرية المبعوثين على نفقة شركة ناقلات النفط العراقية، قرب مقر شركة ناقلات النفط العراقية في محافظة البصرةـ مطالبين بتوظيفهم.

وقال أحد منظمي التظاهرة إن الشركة بحاجة ماسة إلى الكوادر البحرية لديمومة العمل على ظهور الناقلات.

وأكد المتحدث، وجود درجات وظيفية وتخصيص مالي.

فيما قال عدد منهم إن التظاهرة جاءت على أمل لفت أنظار المسؤولين وأصحاب القرار إلى مظلوميتهم خاصة وان شركات القطاع البحري العام تشهد في كل عام توظيف مواطنين ليسوا من ذوي الاختصاصات البحرية، ويتم تجاهل طلباتهم.

وأضافوا أن ما أثار امتعاضهم هو عدم إصدار موافقة على توظيفهم من قبل رئاسة الوزراء، ولم ينالوا سوى الوعود خلال الأعوام السابقة، معتبرين أن استمرار التهاون سوف يؤدي إلى تجاوز شهاداتهم الحد المسموح كون شهادات القطاع البحري تسقط كل 5 سنوات.

من جهتهم، نظم العشرات من موظفي دوائر العدل في محافظة البصرة وأقضيتها، لليوم الرابع على التوالي وقفة احتجاجية، مطالبين وزير العدل ومحافظ البصرة بصرف حوافزهم وفق القرار رقم 4 لعام 2002 والذي تضمن استقطاع 2 في المائة من رسوم الدائنين وصرفها إليهم، إضافة لإعادة النظر في أبنية الدوائر كافة.

ميسان وبغداد

وفي محافظة ميسان، جدد العشرات من المهندسين الباحثين عن فرصة عمل في الشركات النفطية تظاهرتهم أمام مبنى شركة نفط ميسان، مطالبين بشمولهم بالتعيينات.

وقال عدد منهم: إنهم يستغربون عدم الإنصات لهم رغم أنهم يتظاهرون منذ سنوات وبفترات متقطعة ورغم ذلك لم يتواصل معهم أي مسؤول محلي أو مركزي وكذلك نواب المحافظة لم يتواصل معهم أحد، داعين الحكومة الى الاستماع لهم من اجل الوصول إلى حل يضمن حقوقهم ويرد لهم اعتبارهم سيما وإنهم تعرضوا للضرب من قبل القوات الأمنية المتواجدة لحماية مقر الشركة.

من جهتهم، تظاهر العشرات من خريجي كليات التربية والإدارة والاقتصاد القادمين من محافظة ديالى، قرب مبنى مجلس الوزراء في منطقة العلاوي ببغداد، مطالبين بالتعاقد معهم أسوة بأقرانهم.

وطالب المتظاهر أنور سالم “الحكومة ومجلس النواب بإضافة فقرة في مشروع قانون الموازنة تسمح بالتعاقد معهم”.

وأضاف، ان “مخرجات كليات التربية بالذات يجب ان تستثمر في القطاع التربوي، ومن غير المعقول هدر الطاقات البشرية وتركها فريسة للبطالة”.

السليمانية

من جانب اخر، تظاهر العشرات من أهالي السليمانية، احتجاجاً على سيطرة بعض الشركات التجارية على أراضيهم.

وقال ممثل المحتجين كمال محمد، خلال مؤتمر صحفي، إن “قرابة 2000 قطعة أرض زراعية تم الاستيلاء عليها من قبل شركات، وقد تم تعويض أصحاب 1200 قطعة أرض فقط من قبل وزارة البيشمركة، إلا أن أصحاب 800 قطعة أرض لم يتسلموا أي تعويض”.

وأضاف، أن “تلك الشركات التي استولت على الأراضي أكدت أنها تعمل بدعم شخصيات متنفذة في السليمانية”.

************************

«عاصمة الفرات الاوسط».. قلعة «آل جريان».. صرح تاريخي يشكو من اهمال بات يمحو تاريخه الزاخر

بغداد ـ تبارك عبدالمجيد

بمواصفات فكتورية، شيّدت قلعة “آل جريان”، شرقي محافظة بابل في ثلاثينيات القرن الماضي، بأسلوب يمنحها وظيفة الدفاع عن المدينة وسكانها، إذ طالما كان ذلك الصرح شاهدا على حروب ونزاعات عديدة في تلك المنطقة.

فعلى بعد (٥٠) كم شرقي مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، في ناحية المدحتية، تبرز امام المارين قلعة “آل جريان”، وهي تستغيث من الإهمال الذي بدأ يهدم جدرانها ويمحو تاريخها الذي يروي قصصا تاريخية.

عاصمة الفرات الأوسط

المنقب الاثاري، جنيد عامر، يقول: إن “قلعة آل جريان تعتبر من أهم القلاع التاريخية في الحلة، ويصنفها الكثيرون بأنها عاصمة الفرات الأوسط الذي تتسع في جزء منه شواطئ نهر الفرات شمالا إلى حدود مدينة الديوانية جنوبا مرورا بمناطق الصويرة والمحاويل والحلة إلى حدود الكوت شرقا”.

ويتحدث عامر لـ”طريق الشعب”، عن شيء من تاريخها العريق، ذاكرا انها شيدت في الربع الأول من القرن العشرين، وتتضمن عددا كبيرا من الغرف، وقاعتين للضيوف، واسطبلاً للخيل. ومن حولها ابراج دفاعية (فتالات) كما في قلاع القرون الوسطى، واستعمل الطابوق المفخور كمادة لبنائها.

ويضيف، ان “الطابوق المفخور من مواد البناء الذي يتأثر كثيرا بالمناطق الجافة مثل الصحاري”.

ويسترسل قائلا، ان “موقع القلعة كان يتوسط بساتين تزدحم بالنخيل والمزروعات، ما جعل العديد من المشاريع الزراعية والاروائية تنتعش فيها، لكنها أخذت في الانحسار حيث أصبحت المنطقة المجاورة لها شبه جرداء”، عازيا ذلك لارتفاع درجات الحرارة التي جعلتها تتوسط ارض صحراء قاحلة اليوم.

ملتقى لتبادل الأحاديث

وكانت قلعة “ال جريان” بمثابة ديوان العرب في تلك المناطق، حيث يجتمعون ويتبادلون الحديث والآراء ويتعارفون ويستقبلون فيها الوفود؛ فالناس في ما مضى كانوا يجتمعون يوميا، لكن التوسع وارتباط الناس بعملهم جعلهم مشتتين، في مناطق تبعد الواحدة عن الأخرى عشرات أو مئات الكيلومترات.

وامتلكت القلعة خصوصية الرمز الروحي للعشائر العربية في المنطقة، حيث كان مضيفها يعمر بالوجوه الاجتماعية المميزة وشيوخ العشائر الأخرى ورؤساء الأفخاذ.

من جهته، يقول حسن سعدون، وهو ناشط في مجال الاثار، ان “عائلة الجريان وعشائر البو سلطان يجاورون القلعة ويسعون للحفاظ عليها كإرث تاريخي الا ان ضخامتها وأهميتها التاريخية تتطلب جهدا وطنيا لإدامتها بأسلوب علمي يرقى الى كونها معلما مهما”، مضيفا ان “أول خطوة في هذا الاتجاه تتمثل بإدراجها ضمن المواقع التاريخية التي يتوجب عدم إخضاعها للتغيير في شكلها وبنيانها، لكي تظل محافظة على ملامحها التراثية”.

ويؤكد سعدون لـ”طريق الشعب”، ان “القلعة بإرثها العريق تحتاج الى إعادة ترميم واهتمام كبيرين، سواء من الجانب الحكومي ام من ناحية مالكيها؛ اذ لا يزالون حتى الان موجودين”.

وتعاني القلعة اليوم من التقادم الزمني والملوحة التي تسلقت جدرانها وأكلت من أساسها، وبالرغم من تقارير عديدة تحدثت عن حاجتها الى اعادة تأهيل واهتمام كبير منذ عام 2016، الا انها لم تلق استجابة تليق بمكانتها التاريخية.

ويبين سعدون، ان “هذا الصرح التاريخي يتعرض اليوم للمؤثرات الجوية وتعريات الرياح وتأثيرات أشعة الشمس القوية”، مشيرا الى ان “جدرانها الخارجية أكلها التقادم، وأساساتها باتت تكسوها الأملاح البيضاء، وتسبب تلفا تدريجيا يؤدي إلى الانهيار إذا ما استمر الأمر على هذا المنوال”.

من الجدير بالذكر ان العديد من التيارات السياسية حاولت تنفيذ أهدافها والتأثير عقائديا على عامة الناس عبر استغلال القلعة ومكانتها الاجتماعية، وكانت القلعة تعتبر ملاذا لكل من يريد الاحتماء من كل خطر داهم.

 ***********************************************

الصفحة الثالثة

القوى النافذة تواجههم بالتخوين والاتهامات الباطلة.. أصحاب المطالب المشروعة عملاء ومخربون بنظر المتنفذين!

بغداد ـ طريق الشعب

أثبتت تجربة عقدين من الزمن، أن القوى المتنفذة تجيد شيطنة المتظاهرين في أي قضية مطلبية، نتيجة لفشلها وعجزها عن إيجاد الحلول او تحقيق مطالب الناس.

هذا الخطاب كان ولا يزال أسلوب تعاطيهم مع الحركة الاحتجاجية في البلاد، منذ انطلاقتها الأولى في شباط 2011 وحتى انتفاضة تشرين، يتبنى خطابا تحريضيا.

«ابن السفارة، جوكر، عميل، مندس ومخرب...» كلها هي اتهامات اطلقها متنفذون وميليشيات على المنتفضين، حيث عملوا على شيطنتهم ليكون ذلك ذريعة في قمع وكبح جماح الانتفاضة الشعبية بوحشية ودموية، لا نظير لها.

لم تزل حاضرة

وبعد أن تعهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بتعديل سلّم رواتب الموظفين، اجتمعت تنسيقيات الموظفين من مختلف الوزارات ذات الرواتب المتدنية في تنسيقية عليا تضم جميع الممثلين من اجل مطلب واحد: تعديل سلم الرواتب. وما ان انطلقت الدعوات من قبلهم للتظاهر في ميادين الاحتجاج، حتى عملت الجيوش الالكترونية للمتنفذين وممثليهم في وسائل الاعلام على تسقيط الموظفين واتهامهم بمختلف الاتهامات، وكانت لغة التسقيط والتخوين حاضرة في المشهد. بينما غصّت ساحة التحرير بالموظفين المحتجين على التسويف الحكومي للوعود.

الرد في ساحات الاحتجاج

من جانبهم، رفض ناشطون ومدونون على منصات وسائل التواصل الاجتماعي هذا الخطاب الذي اعتبروه عجزاً عن التعاطي مع مطالب الجماهير الحقة، مؤكدين رفضهم هذا الخطاب، داعين الى مواجهته بقوة القانون.

وفي هذا الصدد، اوضح عضو التنسيقية العليا لحراك الموظفين، محمد قاسم بالقول: ان المطالب التي رفعها المحتجون هي الاسراع في اقرار سلم الرواتب الجديد، ورفض التسوية الحكومية المراد بها خداع الموظفين، عبر اضافة زيادة قدرها 50 في المائة على الراتب الاسمي.

واكد انهم يرفضون ذلك لجملة أسباب، من بينها «ان هناك موظفين رواتبهم متدنية جداً، وهذه الزيادة لن تحقق لهم شيئاً او تساعدهم في تحسين واقعهم المعيشي، ولا زلنا نصر على ان يكون العمل وفق الدراسة التي اجرتها اللجنة المكلفة بتعديل السلّم».

واشار قاسم في حديثه الى «طريق الشعب»، الى ان «الحراك جماهيري شعبي، يتشكل من موظفي الوزارات ذات الرواتب المتدنية منها الزراعة والصناعة والتجارة والتربية والامانة والبيئة والمهن الصحية، وليس كما روجت الماكنات الإعلامية للقوى المتنفذة بأنه جمهور حزبي وغيره من الاتهامات، التي لا اساس لها».

وعن الهجمة التي استهدفت الحراك قال: «هدفها هو تضييق الخناق على المحتجين وكسر عزيمة الموظفين وتخويفهم، من اجل افشال الحراك، لذلك اطلقوا شتى الاتهامات، ونشروا العديد من الشائعات والبيانات المزورة، ولكن الحضور الجماهيري الواسع كان رداً صاعقاً على تلك المحاولات التي باءت بالفشل».

واوضح عضو اللجنة التنسيقية، انهم اجتمعوا مع الوفد الحكومي المكون من مستشار رئيس الوزراء والامين العام لرئاسة الوزراء، فطلبوا منا الانسحاب والقبول بتسوية (زيادة 50 في المائة). وقالوا ان لا مجال للصدام مع اصحاب الامتيازات الخاصة والمتنفذين وخفض رواتبهم. وقالوا بالحرف الواحد «اما ان تقبلون بالتسوية او لا شيء لديكم».

واكد ان هذا الرد «نعتبره تحديا لنا. وعليه دعونا الى الاضراب. وسيكون الاضراب عاما في حال تم تسويف مطالب المحتجين. وبالفعل في البصرة شهدنا اضراباً بنسبة 80 في المائة في دوائرها يوم الاحتجاج. ولدينا خطوات تصعيدية قادمة في هذا الصدد، لذلك على الحكومة التعامل مع مطالب الموظفين بمسؤولية وجدية».

«دليل على عجزهم»

من جانبه، قال المدون والناشط نذير العطار: ان كل شيء سواء كانت حركة احتجاجية ام شعارات، لا تخدم مصالح القوى المتنفذة وتتعارض معها، نراها تعمل على تسقيطها وشيطنتها. لأنهم يجدون أن احتجاج الناس على سياستهم الفاشلة تسبب لهم مشاكل وتحرجهم أمام المجتمع الدولي.

واكد ان أي «احتجاج جماهيري سلمي ومطلبي يقابل دائماً بقوة السلاح واطلاق الاتهامات والتهديدات، وهذا متوقع جداً وغير مستغرب، فنحن نعيش تحت مظلة نظام مغلف بالديمقراطية ويدعي تطبيقها، لكنه يقمع الحريات ويبتلع حقوق الناس».

وتابع العطار قائلا: ان «الفساد والسرقات وغياب السياسة الاقتصادية الناجعة، أوصلت المواطنين الى هذا الحال. ومن حق الناس ان تطالب بتحسين أوضاعها وهذا حق مشروع. وكان الأجدى النظر الى مطالب الناس واحتياجاتهم بدلا من توجيه الاتهامات الجوفاء اليهم».

وبيّن بالقول ان «الاتهامات وشيطنة الموظفين المحتجين، دليل دامغ على عجز المنظومة السياسية عن التعامل مع مطالب الشعب بمسؤولية، لذلك هي تلجأ الى لغة التسقيط والتحريض على اي حراك جماهيري يتعارض مع مصالحها، حتى لو كانت مطالبهم حقة ومكفولة دستورياً».

وخلص المدون بالقول الى ان «غالبية القوى المتنفذة شيمتها الفساد، ولا يمكن ان نتوقع منها تحقيق تطلعات الناس، والانتقال بالبلاد لمرحلة جديدة تحقق العدالة الاجتماعية».

تكشفت أقنعتهم

الى ذلك، قال الناشط علي هاشم انه «على مدار الاعوام التي مضت وحتى الان لا تزال لغة التحريض والتخوين هي منهج المتنفذين في التعامل مع مطالب الناس. ويذاع ذلك في وسائل الاعلام المختلفة، ويروج له على العديد من المنصات التي تمولها تلك القوى؛ فهم لا يملكون الحلول للازمات، بل السلاح والقمع والترهيب».

وقال في سياق حديثه مع «طريق الشعب» ان «هذا الاعلام المأجور وتلك الاتهامات نراها توجه فقط صوب المواطن البسيط والشباب العاطل عن العمل. بينما تخرس هذه الالسن عند الحديث عن قضايا الفساد والسرقات مثل سرقة القرن وغيرها من القضايا التي تدين المتنفذين».

وخلص هاشم الى ان «هذه الاتهامات التي يطلقها هؤلاء على المحتجين من شريحة الموظفين، أدانتهم اكثر بل وكشفت زيفهم وادعاءاتهم، بانهم جاءوا لخدمة المواطن، والعمل على ضمان حياة كريمة لمواطنيه».

 *********************************************

مسؤول محلي يرمي المسؤولية على منظمات دولية المضخات تخلق أزمة مائية

 في ناحية الجدول بكربلاء

بغداد – طريق الشعب

يعاني سكان العديد من مناطق محافظة كربلاء عطشا وجفافا، من جراء شح المياه وقلة الاطلاقات المائية، إذ يضطرون الى تعبئته في قناني المياه، لسد حاجتهم اليومية، لكن مواطني المناطق المتضررة، لا يريدون لهذا الحال أن يستمر أكثر، مطالبين بمعالجة هذه المشكلة، وتوفير مياه صالحة للشرب.

ناحية الجدول

يخرج عمار يوميا في منتصف الليل، كون حركة الناس اقل في المدينة، لتعبئة قناني مياه الشرب بما يكفي على اقل تقدير يومه التالي. وحاله هذا لا يختلف عن بقية سكان مدينته، الذين يعانون شح مياه الشرب، منذ مدة طويلة.

وتتكرر المعاناة في كل موسم صيفي، في حين هناك مناطق أخرى لا تعاني من ذلك، بسبب وجود مضخات تغذيها بمياه النهر «أما نحن فنعيش على السيح «السقي بالأمطار» وما يفيض من مياه النهر، وهذا لا يجدي نفعا دون مضخات لسحب المياه»، بحسب ما ذكر عمار المظفر في حديثه لمراسل «طريق الشعب».

ويؤكد المظفر، الذي يسكن في ناحية الجدول غربي محافظة كربلاء، ان السكان يعانون شحا في مياه الشرب، وعن طريق تعبئة قناني المياه من سيارات خزانات مياه الشرب، يروون عطشهم».

وتتعرض مزروعات فلاحي الناحية الى الضرر، وانحسار عددها بسبب شح المياه، والتي تعد المصدر الرئيس لعيش خمسة آلاف عائلة.

وطالب عمار مع العديد من سكان المناطق التي تعاني من «العطش»، بتوفير مياه شرب صالحة للاستعمال.

وعلى حد قول عمار، فان هؤلاء الناس تلقوا وعدا من شخصيات حكومية ومسؤولين بالتحرك لحل المشكلة.

زيادة مضخات المياه

ويقول المواطن مصطفى الربيعي، الذي يسكن الناحية، ان «منطقة الجدول الغربي تملك شطا واحدا، وأغلب الأنهر التي على هذا الشط فيها مضخات مياه، ما عدا الفرع الذي يأتي على أراضينا، فلم توضع عليه مضخة. وبسبب ذلك نعاني من عدم توفر المياه منذ سنوات».

وطالب الربيعي خلال حديثه مع «طريق الشعب»، بأن توضع مضخات لرفع المياه من الشط إلى النهر الفرعي في الناحية، حتى نستطيع سقي مزروعاتنا التي هي مصدر عيشنا الوحيد».

مياه الشرب

ويصف علي الخرساني، احد سكان شارع ابو طالب، وضع المياه قبل عام 2019 بـ«المأساوي»، موضحا ان وضع المياه بالوقت الراهن بدأ يتحسن في المنطقة التي يسكنها.

ويبين لـ «طريق الشعب»، ان سبب تحسن وضع مياه الشرب في شارع ابو طالب، يعود لإنشاء شارع حولي جديد (وهو رابط جنوبي يطوق محافظة كربلاء، بعرض 100 متر و8 سايدات)؛ اذ عند إنشائه تم وضع انبوب مياه كبير ساهم في تغذية المناطق القريبة».

ويضيف الخرساني، انه «بالقرب من الشارع الحولي، هناك قرية الشابانات، وهي قرية مقسمة الى اربعة مبازل: اثنان يقعان بالقرب من الشارع، لذا تحسن وضع المياه فيهما. اما المبزلان الاخران فلا يزال سكانهما يعانون شح مياه الشرب».

ورغم تحسن وضع المياه في بعض المناطق، الا انها في مناطق اخرى ما زالت شحيحة، كمنطقة رابط الزبيلية، سيد اسماعيل، وناحية الجدول، وحي الزهراء الكائن خلف جامعة كربلاء، بحسب ما اقره الخرساني.

ويزيد بالقول، إن «فلاح ناحية الجدول الغربي، يعتمدون على طريقة ري المبازل، كونها من المناطق الزراعية، ذات الطابع الريفي. وهذا سبب يجعلها شحيحة بمياه الشرب».

ويلفت الخرساني الى ان «الاهالي يضطرون لخزن المياه بطرق شتى، احدها تعبئتها في الخزانات، وغالبا ما تكون هذه الخزانات معرضة لأشعة الشمس، ما يجعلها عرضة لتكوين الطحالب، وبالتالي استخدامها يؤدي إلى تراكم الأمراض، في ظل عدم وجود ثقافة صحية لدى السكان، لتفادي هذه المشكلة».

وجهة نظر حكومية

وحمّل مسؤول بدائرة مياه الشرب في محافظة كربلاء، حسنين العواد، المنظمات الدولية والإنسانية، مسؤولية شح المياه في بعض مناطق كربلاء.

ويقول العواد لـ «طريق الشعب»، ان «المنظمات عملت على وضع محطات الإسالة في الانهار الفرعية، وتحديدا في المناطق الريفية، من دون موافقات رسمية»، مردفا ان «وزارة الموارد المائية طالبت بوقت سابق بوضع محطات الاسالة في الانهار الرئيسية، وليس بالفرعية».

وينفي وجود أي مشكلة في مياه الشرب سوى تلك المشكلة التي شخّصها في اعلى.

ويضيف ان «الإطلاقات المائية في الوقت الراهن خصصت لتأمين مياه الشرب، كون الاطلاقات ضعيفة، ولا تكفي لبقية الاستعمالات، كالزراعة».

 ****************************************************

العراق في الصحافة الدولية

ترجمة وإعداد طريق الشعب

المياه في العراق القضية البيئية الأهم

نقلت الصحفية عادلة مسعود، في مقال لها نشرته على موقع ميدل أيست أي، تحذير مسؤول أممي من عدم قدرة العراق على تلبية 15 في المائة من إحتياجاته المائية بحلول عام 2035، في وقت تعد فيه 90 في المائة من أنهار البلاد ملوثة ويعاني سبعة ملايين شخص حاليًا من نقص في المياة الصالحة للشرب.

الأكثر تضرراً

وأشارت الكاتبة الى أن جينين بلاسخارت، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، قد إعتبرت في الإحاطة الأخيرة التي قدمتها أمام مجلس الأمن، مشكلة المياه عاملاً إضافياً يشدد من الأخطار التي تهدد استقرار البلد، داعية الى جعلها ميداناً للتعاون الأقليمي بدلا من التنافس، الذي سيؤدي الى خسارة الجميع.

وأكد المقال على أن الحكومة ملزمة اليوم بتكثيف الدبلوماسية مع جيرانها في مواضيع تشمل تقاسم المياه وأمن الحدود والتجارة وقضايا المناخ، دون التخلي عن مبادئ السيادة ووحدة الأراضي وحسن الجوار، لاسيما حين يصّنف العراق كأكثر البلدان تضررا من تغير المناخ.

صناديق تمويل المناخ

وبناءً على تقارير للجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر النرويجي، اشارت الكاتبة الى غياب العدالة في توزيع الأموال الدولية المخصصة لتمويل مشاريع مواجهة التغيير المناخي، فرغم أن المنطقة هي الأكثر معاناة من هذه المشكلة، فإنها تتلقى أقل من 0.5 في المائة من هذه الأموال.  

مؤتمر COP28

وحول ذات الموضوع، كتب نك ويبستر في صحيفة ذا ناشونل، مقالاً أعتبر فيه مشاركة العراق الفعالة في مؤتمرالمناخ Cop28  في الإمارات المتحدة، فرصة مثالية لمساعدته في الوصول إلى صناديق تمويل المناخ، لاسيما مع تأكيد معظم الخبراء الدوليين على ضرورة تسهيل حصول الدول المتأثرة بالصراعات على التمويل العالمي للمساعدة في التخفيف من آثار تغير المناخ، مذّكراً بما كتبته هيلينا دي يونج ، كبيرة مستشاري فريق Cop28 من أن الأكثر تضرراً من تغير المناخ يتلقى أقل قدر من إجراءات تمويل المناخ، معتبرة ذلك مشكلة خطيرة للغاية تحولت الى حلقة مفرغة من الصراع.

وإعتبر الكاتب الوصول الى اتفاق عالمي، يجمع كل الفاعلين، لا حول الشعارات والمبادئ فحسب، بل وأيضاً لتنفيذ حلول ملموسة للمشاكل، أمراً في غاية الضرورة، خاصة مع تزايد التحديات والمسببات المعروفة وغير الواضحة لهذا التزايد.

التعليم والشعب الشاب

نشر موقع الأمم المتحدة تقريراً عن بحث للكاتبين أمجد رابي وناتالي روث، أعداه لصالح منظمة العمل الدولية، حول تحديات التعليم في العراق. وقد إشار ملخص البحث الى أنه ورغم تمتع البلاد بطبيعة ديمغرافية ملائمة للتطور، تتميز بنمو نسبة المواطنيين، الذين هم في سن العمل بمعدل أعلى من النمو الإجمالي لعدد السكان، فإن حكوماته المتعاقبة لم تنجح كثيراً في ترجمة هذه الفرصة الديمغرافية إلى مسار نمو اقتصادي مستدام، يحد من الفقر ويحقق تطوراً ملحوظاً في مجالات الصحة والتعليم وغيرها.

وتوصل الباحثان الى أن من أبرز التحديات التي تواجه المسيرة التنموية للبلاد، عدم إكمال نسبة عالية من الطلبة الدراسة الثانوية، وتدني مستوى تحصيلهم العلمي، مما يسبب خسائراً اقتصادية، تتمثل في أهم جوانبها في تراجع التدفق النقدي من سوق العمل بنسبة 65.2 – 95.3 في المائة، قياساً بما كان يمكن أن يكون عليه لو تلقى الشباب العراقي التعليم على نفس المستوى من أقرانهم في البلدان الأخرى.

وركزت الدراسة أيضاً على ما تسببه هذه الفجوة التعليمية من خسارة في الدخل ومشاكل إجتماعية وصحية والوفاة المبكرة والحرمانات النفسية. ودعت الى وجود برامج للحماية الإجتماعية، تعزز الوصول إلى التعليم، لاسيما لدى العوائل الفقيرة، والإستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من ظروف قاسية مماثلة.

 ***********************************************

الصفحة الرابعة

الصحافة الاستقصائية.. خطوط حمر وسلام منفلت يلاحق السلطة الرابعة 

بغداد ـ محمد التميمي

كثيرا ما تُكشف كواليس الصفقات السياسية وما يماثلها من قبل إعلام خارج الحدود، بينما لا تقدر وسائلنا الاعلامية على ممارسة هذا الدور للصحافة الاستقصائية، لأسباب كثيرة، تقف في مقدمتها البيئة الصحفية غير الآمنة وندرة التمويل المالي، والخطوط الحمراء التي يحميها السلاح المنفلت.

وفي ظل الممارسات القمعية والتضييق الذي تتعرض له الصحافة التقليدية في البلاد، تغيب أساسيات المهمة لقيام هذه الصحافة المهمة، مثل حق الوصول للمعلومة والشفافية والمساءلة وحماية الصحفيين من التصفية والتهديد او جرجرتهم في المحاكم. ومن الطبيعي ان يكون هذا هو الحال الذي لا سلطة فيه للسلطة الرابعة التي تعاني نتيجة تركات الماضي وسياسات لا معنى لها او أساس، تقيد الحريات الصحفية. في هذا التقرير الموسع تستطلع «طريق الشعب»، آراء مجموعة من الصحفيين العراقيين العاملين في الصحافة الاستقصائية، حول أسباب تعثرها ومتطلبات حمايتها، والنهوض بها في بلد يسمى نظامه بـ»الديمقراطي»، بينما تُنتهك فيه حرية الصحافة بمختلف الوسائل.

ما أهميتها؟

يصف رئيس جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، مصطفى ناصر، الصحافة الاستقصائية، بانها ارفع انواع الصحافة في العالم.

ويؤكد انه لا يمكن ان نشهد نضوجا او نموا في مجال الصحافة الاستقصائية في العراق الذي يعاني من مشاكل كبيرة في صناعة اعلام او صحافة مستقلة وتحقيق او بناء السلطة الرابعة.

ويوضح اهمية الصحافة الاستقصائية قائلا «تكمن اهميتها في الدقة والموضوعية التي تتأتى من البحث العميق عن الموضوعات المتعلقة بالملف، وتساعد بشكل كبير في كشف ملفات الفساد وتعزيز مبدأ الشفافية؛ والتي يؤمن بها العراق من خلال توقيعه مواثيق ومعاهدات دولية لحماية وتعزيز مبدأ الشفافية في كشف المعلومات».

ويردف ناصر كلامه لـ «طريق الشعب»، بأن هناك «عملا استقصائيا كبيرا في العراق، ولكنه لا يزال ضئيلا جدا، بالنظر الى حجم وسائل الإعلام وكم الصحفيين، على الرغم من ضعف الصحافة المستقلة بالنظر إلى الأنماط السياسية المفروضة على قطاع الصحافة والإعلام في البلد».

ويشير الى ان العمل الاستقصائي «يتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا واجورا مناسبة لحجم الجهد المبذول في هذا العمل؛ ففي جميع دول العالم الحر هناك صحفيون استقصائيون يمنحون اموالا توازي مرتبات اي محرر او مراسل يومي لمدة ثلاثة أشهر مقدما، من اجل ان ينجز تحقيقا استقصائيا واحدا في غضون هذه الفترة مثلا».

ويلفت الى ان هذا النمط من العمل «لا يمكن ان تتقبله وسائل الاعلام العراقية، لأنها لا تدرك أهمية الصحافة الاستقصائية، وتتعامل مع الصحفيين والمراسلين كأي عامل بناء او مصنع يجب ان ينتج كل يوم كماً مقدراً مما يريده رب العمل».

ويختتم حديثه بان العمل الاستقصائي يكشف القدر الأكبر من الحقيقة، ويكافح التضليل والتزييف المنتشر في العراق بشكل كبير.

صحافة مزعجة للسلطات

وفي الوجهة نفسها، يقول مدير مركز رؤية بغداد للإعلام والدراسات، الصحفي محمود النجار: ان الصحافة الاستقصائية هي أحد أبرز وأكثر انواع الصحافة تأثيراً، وهي الاكثر حساسية في كشفها لملفات مهمة في البلد، تتعلق بالفساد وملفات المحاصصة وانتهاكات حقوق الانسان وملفات تتعلق بانهيار الوضع الامني او اختراق المؤسسات العراقية الأمنية وغيرها.

ويصف النجار في حديثه مع «طريق الشعب»، هذا الفن من الاعلام بانه «صحافة مزعجة للسلطات، كونها تصل الى اعماق القصة وتكشف عن اللاعبين الرئيسيين، بالإضافة الى نشرها الوثائق والدلائل كأن تكون ملفات مرئية او وثائق مكتوبة ومحررة وتسجيلات صوتية مسربة»، لافتا إلى أنها «تعتبر من أعمق أنواع الصحافة، لذلك نعتقد أن وجود صحافة من هذا النوع في العراق مهم جداً، فهي تساهم في تعزيز مبدأ المساءلة والعدالة والشفافية وتطبيقها».

ويعزو النجار أسباب تعثر الصحافة الاستقصائية في العراق الى أنها تعاني «من عدم وجود معلومات ومراكز بحوث ودراسات من الممكن ان تفيد هذه الصحافة، لأنها تتعامل مع الوثائق والارشفة، حيث ان الصحفي الاستقصائي يحلل الوثائق التي تصل اليه ويربطها ببعض، ويستخرج البيانات ويكشف عن الاسماء وارتباطاتها مع الظروف المتعلقة بالقصة المراد التحقيق فيها».

صحافة مغيبة 

ويؤكد مدير مركز رؤية بغداد للأعلام والدراسات ان «الصحافة الاستقصائية مغيبة في العراق، وذلك لان الصحفي الاستقصائي من الممكن ان يواجه نتيجة كشفه لملف معين، دعاوى قضائية في الكثير من الأحيان. هذا النوع من الصحافة خطر جداً في العراق، لأن الصحفي الاستقصائي مهدد ومعرض للتصفية والتهجير والمساومة بأهله وأصدقائه».

ويؤشر النجار عدم وجود أرضية وفرشة قوانين تحمي الصحفيين الاستقصائيين، علاوة على ذلك فهم غير قادرين على الوصول للمعلومات فكيف يمكن ان تتطور هذه الصحافة.

ويؤكد ضرورة «الاهتمام بها وتطوير الكوادر، لا سيما الشبابية منهم، وتوجيههم نحو الصحافة الاستقصائية، مع وجود مراكز بحوث ودراسات حكومية او غير حكومية توصل المعلومات للصحفيين الاستقصائيين، إضافة الى وجود هيئات تحمي من يكشف عن الملفات الحساسة، وأخيرا ان تكون هناك وكالات ومنظمات ترعى الصحافة الاستقصائية وتحاول ان تطور من إمكانيات وقدرات المهتمين بهذا النوع من الصحافة».

اعباء كثيرة

أما الصحفي علي المياح فيجد ان تجربة الصحافة الاستقصائية في العراق، «ما زالت متعثرة. وعلى ارض الواقع نحن لا نرى تحقيقات رغم الكم الهائل من الفساد والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية. كما لم نر أثرا ملموسا عدا تجارب بسيطة وعدد قليل من الصحفيين يتعاونون مع منظمات دولية معنية بالشأن مثل تجربة نيريج التي لا تزال فتية وحديثة».

ويشير المياح ضمن حديثه مع «طريق الشعب»، الى انه «لا توجد بيئة لعمل الصحافة الاستقصائية في العراق؛ فالتحقيق الاستقصائي بالدرجة الاساس يعتمد على اختراق مناطق غير مضاءة، وكشف معلومات يتم التكتم عنها، هي اشبه بمناهج بحث وتحقيق جنائي».

وعن أبرز متطلبات هذا النوع من الصحافة يقول: إن «حق الوصول للمعلومة هو عبء اخر؛ ففي الدول المتقدمة يصل الصحفي بسهولة للمعلومة التي يحتاجها ويحقق فيها. بينما في العراق هذا غير موجود، لذلك التجربة في العراق مثقلة نظرا لعدم وجود شفافية في المؤسسات» بحسب قوله.

ويستعرض المياح قصته حين قرر ان يعمل على تحقيق صحافي يتعلق بملف المدارس الصينية؛ حيث يمتلك روايات عديدة تتعلق بالفساد في هذا الملف والرشاوى وتدخلات الجهات المسلحة في هذا الملف. يقول «عندما غصت في تفاصيل الملف وصلت الى نتيجة خطيرة. إذ أن استمرار العمل في الملف يعني صداما مع الميليشيات المسلحة المستفيدة والواجهات الاقتصادية للقوى المتنفذة».

وينوه المياح بان «التحقيق حتى لو كان بعيدا عن السلطة، سيقودك بطريقة او بأخرى الى مواجهة مع القوى المتنفذة، التي تستحكم وتسيطر على القطاعات المختلفة في البلاد».

ويزيد بالقول ان هناك ازدواجية في الافصاح عن المعلومة: «90 في المائة من الاعلام في العراق مسيّس وموجه، والمسؤول او الشخصية السياسية تتعاون مع الصحفي الذي يعمل في مؤسسة قريبة من توجهه السياسي والعكس صحيح. بينما هناك اعلاميون على مستوى عالٍ يصلون الى المعلومة بطريقة أسهل، باعتبار انهم مشاركون في صفقة ما، فتسرّب عن طريقهم معلومات لإثارة قضية ما او استخدامهم كأداة للتسقيط السياسي».

ويتابع قائلاً: ان أبرز ما نحتاجه اليوم لخلق صحافة استقصائية حقيقية في العراق هو «حرية تعبير»، موضحا انه «في العراق لا نتمتع بهذا الحق بمفهومه الكامل، حيث هناك خطوط حمراء وتابوهات لا يمكن ان يتم تناولها او توجيه النقد لها والخوف من الاغتيال او الاختطاف او التغييب هو اول ما يتوارد الى الذهن».

وبالإضافة الى حرية التعبير، يقول ان هناك عوامل مؤثرة تتعلق بالمؤسسات مثل «الإطار القانوني الذي يعمل به الصحفي، وضمان الدولة لوصوله للمعلومة وحرية عمله وحقه بالتعبير، والعامل الاخر يتعلق بالسلطة المحتكرة من قبل جهات معينة، التي تمنع نشوء صحافة مستقلة او على الاقل بعيدة عن الصراع السياسي».

إجحاف بحق الصحافة العراقية

ويقول منسق مركز ميترو للدفاع عن الحريات الصحفية في اقليم كردستان، رحمن غريب: ان الصحافة الاستقصائية لها اهمية كبيرة جداً، نظراً لأنها تبحث عن الحقائق وخبايا قضايا الفساد، واصبحت خندقا جديدا للدفاع عن مصالح الناس المهمشة من قبل الفاسدين.

ويضيف غريب، ان الاولويات يجب ان تكون «بتدريب الصحفيين على هذا النوع من الصحافة قبل كل شيء، والمطلب الثاني الذي تحتاجه الصحافة الاستقصائية هو حق الحصول على المعلومة»، منوها الى ان « تغييب هذا الحق يعتبر أبرز تحد يواجهه الصحفي الاستقصائي، اضافة لغياب قانون الصحافة والتكتم على المعلومات، حتى أصبح عمل الدولة كأنه سري، والمتطلب الاخر هو الشفافية».

ويذكر غريب في حديثه مع «طريق الشعب»، ان «من المجحف بحق الصحافة العراقية القول اننا لا نمتلك صحفيين استقصائيين، لأنه بعد العام 2003 برزت مؤسسات صحفية مختصة بالصحافة الاستقصائية موجودة في العراق، وهناك صحفيون نالوا شهادات عالمية في هذا المجال».

ويخلص الى ان «هنالك قضايا في اقليم كردستان على سبيل المثال لا يتطرق لها الصحفيون، وتعتبر خطا احمر؛ فالخطوط الحمراء ما زالت موجودة في العراق واقليم كردستان، والتي يتم تجنبها في الصحافة الاستقصائية، وحتى الان هناك تهديدات وعناصر مسلحة لا يحكمها قانون، ومناطق نفوذ وقضايا لا يتم التطرق لها، لأنها ستعرض حياة الصحفي للخطر».

 **********************************

انتشار مراكز التجميل غير المجازة.. هوس التجميل يصيب الجميع وبعض نتائجه كارثية

بغداد - جعفر رضا

زادَ هوس التجميل لدى النساء والرجال خلال السنوات القليلة الماضية اضعاف ما كان عليه الامر في وقت سابق؛ فالرغبة في الحصول على شباب دائم أو التشبه بالمشاهير والإقبال الكبير على عمليات التجميل، كان حافزا لافتتاح الكثير من مراكز التجميل المرخصة وغير المرخصة كصالونات الحلاقة التي تحوّلت إلى عيادات طبية تجميلية، تستخدم مواد طبية، يستعملها الأطباء بحذر كحقن الفلر والبوتكس والبلازما مع بيع الكريمات والخلطات المضرة دون الحصول على الخبرة الكافية. والهدف الأساس هو جني الأموال دون الالتفات الى المضاعفات التي قد تلحق بالمريض جراء الحقن بجهل والإساءة الى مهنة طب التجميل، نتيجة الأخطاء التي تقع في تلك المراكز من قبل غير المختصين، ما يؤدي الى إصابة المرضى بالضرر، نتيجة الخدمة غير الآمنة.

المواطنة (م.م ٢٥ عاما) من بغداد تقول إنها أجرت عملية جراحية تجميلية يطلق عليها “عين القطة” لتغيير شكل العينين.

وأشارت إلى أنها اتجهت إلى أكثر الأطباء مهارة حسب ما وُصف لها وأخبروها أن العملية ستأخذ منها عدة دقائق، حيث سيقوم الطبيب بسحب أحد الأعصاب الرابطة بين العين والدماغ لتعديل مظهر العين.

وأضافت، “وثقت بالطبيب بكل بساطة بناء على تقييمات العديد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين اجروا عملية مماثلة، بخاصة النساء منهم”.

وتابعت، ان “العملية فشلت وحدث نوع من الترهل في جفن عيني، فاقترح اعادة العملية مرة اخرى، وبعد شهر من إعادتها بدأ شعر رأسي في التساقط وخاصة المنطقة الخاصة في العملية”.

هذه المواطنة ليست الضحية الاولى او الاخيرة لعمليات التجميل في العراق، وربما يكون ضررها قليلا نسبيا بمن فقدن حياتهن جراء الاخطاء الطبية في غرف عمليات العيادات الخاصة بمراكز التجميل، التي يمارس فيها اشخاص لا علاقة لهم بمهنة الطب.

أخيرا، توفيت احدى النساء نتيجة مضاعفات صحية اثناء خضوعها لعملية “نحت الخصر” في احد المراكز غير المرخصة في بغداد.

ربي فلاح (من اعلام وزارة الصحة)، أكدت أن وزارتها دشنت حملة كبرى لغلق المراكز غير المرخصة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وجهاز الامن الوطني.

وأشارت فلاح الى رصد 89 مركزا غير مرخص، تستخدم مواد شديدة الخطورة اغلبها غير مرخصة من قبل الوزارة. وتنصح فلاح الراغبات والراغبين في اجراء عمليات التجميل باللجوء للمراكز المرخصة والابتعاد عن غيرها، مؤكدة استمرار حملة الوزارة في متابعة الامر وإغلاق المراكز.

التدريسي في كلية الطب د. ضيف فاهم، قال: إنّ كل استخدام خاطئ في الطب يؤدي الى نتائج عكسية، والأمر ينطبق على المواد المستخدمة في عمليات التجميل، مشيرا الى أن الاستخدامات غير الصحيحة للمواد الطبية في عمليات التجميل من الممكن أن تؤثر على صحة الانسان، وتؤدي الى مضاعفات مثل التورم وهشاشة العظام وتأثيرات على عمل عضلة القلب، وتصل احيانا لتكون سببا مباشرا للوفاة.

وأشار فاهم إلى ان عمليات التجميل لا تقتصر على عمر معين، وهناك حالات بحاجة الى اجراء عمليات تجميل مثل التشوهات الخلقية للأطفال وغيرها، ان التجميل لا يقتصر على النساء، فهناك إقبال من قبل الرجال على إجراء عمليات التجميل مثل تحديد اللحية أو شفط الدهون وغيرها.

واكد فاهم ضرورة اللجوء الى القانون في حال وجود خطأ طبي، تسبب في ضرر للمواطن، منتقدا مزاولة مهنة التجميل من قبل الدخلاء في الصالونات الشعبية ومنتحلي الصفة، وفي احيان اخرى تفتح المراكز لغرض غسيل الاموال.

وبيّن فاهم، ان الوفيات في عمليات التجميل واردة مثل اي عملية اخرى، وفي النهاية فإن الامر اختياري، وهناك وقت كاف لاجراء العملية بغض النظر عن الحاح المواطن.

العميد غالب العطية مدير الشرطة المجتمعية، اكد متابعة الحالات السلبية ومحاسبة المراكز غير المجازة، وفقا للقانون. العطية أكد وجود تقصير في وزارة الصحة ونقابة الأطباء من خلال منح الإجازات بصورة مبالغ فيها، ما تسبب في انتشار كبير لمراكز التجميل، موضحا ان المواطن الذي يتعرص للضرر من قبل مراكز التحميل بإمكانه تقديم شكوى وحينها تتعامل السلطات مع الأمر، وفقا للقانون.

وأوضح العطية، أن هناك متابعة مستمرة لعمل المراكز المجازة وضمان استيفائها شروط الصحة والسلامة الموضوعة من قبل الجهات المختصة، كما ان القوات الأمنية مستمرة في موضوع إغلاق المراكز غير المجازة.

 *******************************************************

الصفحة الخامسة

بالرصاص الحي.. «العراضات» العشائرية المسلحة تواصل حصد الأبرياء

متابعة – طريق الشعب

لم يكن علي الغزي يعلم أن مشاركته في عراضة مسلحة نظمتها قبيلته، ستكتب لحظات حياته الأخيرة، بعد ما قتلته بأعيرة نارية طائشة. ومن المفارقات أن تشييع الرجل شهد هو الآخر إطلاق نار كثيف - وفق ما يرويه جاره الحقوقي أحمد الوائلي.

وباتت العراضات العشائرية المسلحة شائعة جدا في العراق، لا سيما في المناطق الريفية. إذ تشهد المناسبات الاجتماعية وحفلات الأعراس ومراسيم التشييع مسيرات مسلحة يتخللها إطلاق نار في الهواء.

ويؤكد الوائلي في حديث صحفي، استمرار هذا الموروث بشكله المسلح، رغم رفض غالبية شيوخ العشائر اطلاق النار في المناسبات.

رسالة تخويف

يشرح المؤرخ صباح الحمداني معنى العراضة، مبينا أنها عبارة عن حركات انفعالية يقوم بها فرد أو جماعة، وتتضمن الدبك على الأرض بقوة، مع التلويح بأعلام القبيلة وإطلاق الأهازيج الحماسية.

ويوضح، أن العراضة تلازمت مع الأهزوجة. إذ يستعرض فيها المهوال مفاخر عشيرته وحروبها وكرمها، لافتا إلى أنه “بالرغم من أن هذه الظاهرة تعد موروثا شعبيا له ميزته الخاصة، إلا أنها تستخدم أحيانا سلبا، عندما يكون مضمونها إرسال رسالة تخويف للآخر. وقد تسبب الكثير من هذه العراضات في حوادث مميتة”.

ويعود تاريخ العراضات المسلحة إلى عقود طويلة. فقد ازدهر هذا الموروث بشكل كبير ابان ثورة العشرين، عندما كانت العشائر تحفز الثائرين ضد المستعمر الانكليزي، لكن هذا الأمر تصاعد كثيرا خلال السنوات الأخيرة بالرغم من ان عشائر كثيرة ترفض إطلاق النار العشوائي، وتصدر وثائق بمنع هذه الظاهرة -  حسب الباحث والمؤرخ المتخصص في شؤون العشائر العراقية، هاتف فيصل الحولاوي.

ضعف السلطة

من جانبه، يقول الناشط أحمد شاكر، من محافظة ذي قار، أن “العراضات العشائرية موجودة منذ عشرات السنين، لكنها تقل في بعض السنوات بسبب قوة القانون والسلطة، وتتصاعد عند ضعف السلطة”، موضحا في حديث صحفي، أن “المجتمع العراقي تغلب عليه القبلية. فالكثيرون من أبناء المجتمع لا يزالون يتمسكون بعادات إطلاق النار في المناسبات الحزينة والسعيدة، كتعبير عن المشاعر، الأمر الذي يشكل خطرا على حياة الأبرياء”.

ويروي شاكر كيف كاد يفقد حياته عندما سقط رصاص حي عشوائي أمام منزله، أطلقه أشخاص خلال عراضة لإحدى العشائر.

فيما يرى أستاذ علم الاجتماع د. حميد الهاشمي، أن “العراضات المسلحة إرث بعث من جديد، بسبب غياب القانون وضعف الدولة وهشاشة الوضع الأمني”.

ويضيف في حديث صحفي قائلا أن “العراضة المسلحة تعكس صورة سلبية من خلال ترويع الآمنين وبث القلق والرعب في نفوسهم. أما مظاهر حمل السلاح فتعكس بشكل عام مدى ضعف هيبة الدولة وخرق القانون، ما يضعف ثقة الناس بالدولة”.

ويدعو الهاشمي إلى فرض سلطة القانون وتكاتف الجميع لمنع إقامة هذه الفعاليات، مشددا على أهمية نشر التوعية في المجتمع بشأن أخطار العراضات المسلحة ونتائجها الوخيمة.

تهذيب العراضات

وكانت وزارة الداخلية قد حذرت من أخطار العراضات المسلحة، وتهديدها المباشر لحياة المواطنين – وفقا لما يذكره مدير شؤون العشائر في الوزارة اللواء ناصر النوري، في حديث صحفي سابق.

ويوضح النوري أن “هناك توجيهات من الوزارة بضرورة تهذيب العراضات العشائرية من خلال الاكتفاء بإطلاق الهوسات والأهازيج ورفع الأعلام والسيوف والتلويح بالأسلحة، من دون إطلاق الأعيرة النارية”، لافتا إلى أن “القانون العراقي يعاقب كل من يطلق الأعيرة النارية في المناسبات أو العراضات العشائرية، بالحبس مدة تصل إلى 3 سنوات”.

55 قتيلا سنويا

أدى انتشار السلاح بعد 2003 إلى تفاقم العراضات المسلحة واستخدام الأسلحة المتوسطة وحتى الثقيلة فيها أحيانا.

وحسب المحامي والخبير القضائي واثق كاظم العابدي، فإن عدد ضحايا رصاص العراضات يصل إلى 55 قتيلا سنويا في أرجاء العراق، إضافة إلى عشرات المصابين والمعاقين، مؤكدا في حديث صحفي، أن أعداد الضحايا في ازدياد واضح خلال السنوات الأخيرة.

ولا تتوقف أضرار العراضات المسلحة على الأشخاص، إنما تلحق أيضا أضرارا مادية كبيرة بسيارات المواطنين وخزانات المياه وواجهات المباني وشبكة الكهرباء وغيرها. وأحيانا تتسبب في حرق المحاصيل الزراعية بعد سقوط أعيرة نارية في الحقول والمزارع.

وتخسر القبيلة التي تنظم العراضة - وفق العابدي - مبالغ مالية كبيرة تصل إلى الملايين. وهي تكلفة العتاد المستخدم في العراضة الواحدة إذا كانت خلال عزاء شيخ عشيرة أو أمير قبيلة.

ويدعو المحامي إلى وضع تشريع خاص لمنع هذه الظاهرة، أو تعديل النصوص الموجودة، بما يضمن تشديد العقوبة على مطلقي النار في العراضات.

رفض مجتمعي وعشائري

تعرب شرائح واسعة من المجتمع العراقي عن رفضها للعراضات المدججة بالسلاح، خصوصا بعد تسببها في سقوط ضحايا كُثُر خلال السنوات الماضية.

ويقول الشيخ خلف ناصر الصجيري السراي، شيخ عموم عشيرة الصجيرات، إن عشيرته والكثير من العشائر الأخرى منعت استخدام السلاح وإطلاق الأعيرة النارية في المناسبات.

ويوضح في حديث صحفي، أن “هناك بعض المتهورين ممن لا يستجيبون لنداءات الشيوخ، فيطلقون النار خلال العراضات والمناسبات الأخرى”.

وقد وقعت أخطاء كثيرة في هذا السياق، كان آخرها الحادث المأساوي الذي حصل قبل نحو شهر، عندما أسفر إطلاق الأعيرة النارية عن سقوط أكثر من 8 ضحايا خلال تشييع أحد شيوخ العشائر.

 ***************************************

أين العدالة  يا مؤسسة السجناء!؟

فلاح المعروف

أين العدالة والمنطق وتطبيق الدستور في حرمان ورثة المعتقل السياسي المتوفي من استحقاقاته بموجب قانون مؤسسة السجناء السياسيين ما لم يكونوا موظفين او متقاعدين!؟ فكان الأولى هو منح الذين ليست لديهم رواتب وظيفية أو تقاعدية، هذه الاستحقاقات، لتعينهم على مصاعب الحياة!

بعد التي واللتيّا حصل ورثة المعتقل السياسي المتوفي حسن جعفر المعروف (من معتقلي انقلاب 8 شباط 1963 الاسود) على قرار الحكم القاضي باعتقاله. وعندما توجهوا لإكمال معاملة استحقاقاته، جوبهوا بفقرة في قانون مؤسسة السجناء، تحصر منح هذه الاستحقاقات بالورثة الموظفين والمتقاعدين، وكأن فئات الشعب الأخرى، كربات البيوت والذين لم يتعيّنوا في وظيفة حكومية، ليسوا عراقيين!

مؤسسة السجناء السياسيين مدعوة لمراجعة هذا الخطأ الجسيم وتصحيحه، كونه يتعارض مع العدالة والمنطق وحقوق الإنسان، ومع الدستور الذي قضى بالمساواة بين العراقيين. 

 ******************************************

مواساة

  • بمزيد من الحزن والأسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الزبير، فقيدها الرفيق المناضل عبد الحسين علوان (ابو علي)، الذي توفي إثر مرض أقعده طويلا.

والفقيد انتمى إلى الحزب منذ نعومة أظفاره عام 1958، وظل لصيقاً به مدافعاً عن قضاياه وحاملاً لواءه. ولم يضعف يوماً او يتراجع في نضاله في سبيل شعبه وحزبه ووطنه، ما دفع السلطات الدكتاتورية الى اعتقاله مرات عديدة، منها بعد انقلاب شباط الدموي 1963، ووقتها رسم الرفيق أبو علي، صورة بطولية حين نادى بسقوط البعث اثناء المحاكمة، الأمر الذي استفز القضاة الطغاة فحكموا عليه بالسجن 10 سنوات إضافية.

ولم ينقطع الفقيد طيلة مسيرة حياته عن حمل هموم الشعب ورفع راية الحرية والديمقراطية. فكان من أوائل الرفاق الذي عادوا للعمل في منظمة الحزب وعملوا على إعادة تنظيماته بعد 2003. كما أصبح سكرتيرا للمنظمة في فترة لاحقة، وعضوا فاعلا وقائدا وطنيا حتى أقعده المرض.

الذكر الطيب للفقيد، والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.

  • بمزيد من الحزن والاسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق المناضل حمزة طلال ابراهيم الجناحي (ابو سعد)، الذي فارق الحياة بعد صراع مع المرض.

وبفقدان أبي سعد خسرنا رفيقا مناضلا سخر حياته للحزب وقضايا الناس.

له الذكر العطر على الدوام ولعائلته ورفاقه الصبر والسلوان.

كما تتقدم اللجنة المحلية بالتعازي والمواساة للرفيق العزيز عبادي حميد (ابو اصيل) بوفاة زوجته الرفيقة أم أصيل بعد صراع مع المرض.

لها الذكر الطيب دوما ولعائلتها وذويها الصبر الجميل.

وتنعى محلية الديوانية أيضا الشخصية الوطنية علي ابراهيم السالم.

له الذكر الطيب على الدوام ولعائلته وذويه الصبر والسلوان.

  • بمزيد من الحزن والالم تنعى محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي الرفيق عبد الزهرة حسن حسب (أبو عادل) الذي وافته المنية. الفقيد كان شيوعياً صميميا ملتصقاً بحزبه منذ أواخر خمسينات القرن الماضي ولنهاية حياته.

الذكر الطيب للفقيد العزيز ولذويه ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

 *************************************************

الصفحة السادسة

قضايا البيئة على الطاولة مجدداً.. هل من جديد؟

متابعة – طريق الشعب

ينشغل نشطاء البيئة بالتطورات السريعة في المناخ، الذي بات يهدد مساحة كبيرة من المعمورة، وفيما ينتظر العالم تلمس انجاز من المؤتمرات التي عقدت في هذا الشأن، تجري الاستعدادات لعقد المؤتمر الـ28 في الامارات العربية المتحدة.

وفي الأيام القليلة الماضية، تسببت الفيضانات في خسائر كبيرة في إيطاليا والصومال.

كوب 28

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أهمية قمة المناخ “كوب 28” التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في 30 تشرين الثاني المقبل، مشيرة إلى أن قضية المناخ كانت من ضمن أهم القضايا التي طرحت في قمة مجموعة السبع في هيروشيما.

وفي تغريدة لها، قالت المسؤولة الأوروبية إن “قمة كوب 28 تمنحنا فرصة للتحرك من أجل حماية المناخ، وعلينا الوفاء بالتزاماتنا بتوفير مئة مليار دولار لتمويل قضايا المناخ خلال العام الحالي.”

وأضافت: “يتعين علينا تكثيف الجهود للتكيف مع التغير المناخي، وحشد المزيد من مصادر التمويل المبتكرة”، مشددة على أن “هذه القضايا سيتم طرحها خلال القمة المالية بباريس وقمة مجموعة العشرين في دلهي وقمة المناخ في دبي هذا العام”.

وفي كلمة لها خلال قمة مجموعة السبع أكدت استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون بشكل وثيق مع الشركاء العالميين في مكافحة التغير المناخي!

تظاهرة بيئية

وأقدم عدد من الناشطين في منظمة “لاست جنرايشن” التي تكافح التغير المناخي، على رمي (سائل اسود) الكربون السائل المتأتي من الخضر في مياه نافورة تريفي الشهيرة في العاصمة الإيطالية روما، قبل أن يوقفهم عناصر من الشرطة.

وسجلت الخطوة الاحتجاجية هذه تزامنا مع وصول رئيس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى منطقة إميليا رومانيا لزيارة الأماكن التي دمرتها فيضانات وصفت بأنها الأسوأ في البلد منذ قرن.

وخلال 36 ساعة فقط هطلت كمية أمطار تسجل عادة خلال 6 أشهر، وأجبر أكثر من 36 ألف إيطالي على مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات.

وأوضح ماتيا أحد الناشطين المسؤولين عن رمي السائل في النافورة، أن “المأساة المروعة التي عانتها إميليا رومانيا تمثل إنذارا مسبقا للمستقبل الأسود الذي ينتظر البشرية”.

وتشكل الاحتجاجات في إيطاليا جزءا من سلسلة تحركات للمنظمة في مختلف أنحاء أوروبا للفت الانتباه إلى ظاهرة التغير المناخي.

جرس انذار

ووسط موجة الجفاف الحادة، اجتاحت الصومال فيضانات جامحة لتقرع أجراس الإنذار مجددا، حول الاضطرابات والكوارث الطبيعية المتوازية والمتسارعة التي تهدد العالم نتيجة تغيّر المناخ.

ويحذّر خبير بيئي في تعليقه لموقع “سكاي نيوز عربية” على ما يشهده الصومال من ظواهر متعاكسة؛ خلَّفت خسائر لا تتحمّلها إمكانيات البلد المأزوم، بأن هذا الذي يحدث يؤكد صدق التنبؤات بأن البشرية تنتظرها كوارث أشد من المعتاد، إن لم يتم التحرك العاجل للحد من الاحترار العالمي.

خلفت دماراً

وجاء في تقرير للأمم المتحدة، 15 ايار الحالي، عن فيضانات الصومال الناجمة عن الأمطار السنوية، أنها تسببت في تضرر أكثر من 460 ألف شخص، من بينهم نحو 219 ألفا نزحوا بعيدا عن مساكنهم.

قال المتحدث باسم المنظمة، ستيفان دوجاريك، إن الفيضانات خلفت دمارا في جميع أنحاء البلاد، وغمرت المنازل والأراضي الزراعية، وجرفت الماشية.

ويشهد الصومال في بعض مناطقه منذ أشهر موجة جفاف حادة، نتيجة شح سقوط الأمطار للموسم الخامس على التوالي؛ ما أرغم نحو مليون ونصف المليون شخص على النزوح بحثا عن الماء في أماكن أخرى داخل البلاد، ووفاة الآلاف.

 ***************************************

حزب الشعب الفلسطيني يدين جريمة الاحتلال الاسرائيلي في مخيم بلاطة

القدس - وكالات

دان حزب الشعب الفلسطيني، بشدة الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال امس الاثنين في مخيم بلاطة شرق نابلس، والتي أدت لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين، وإصابة ستة مواطنين، أحدهم بجروح خطرة، إضافة إلى تفجير ثلاث شقق سكنية.

حرب مفتوحة

وقال الحزب في بيان تلقته “طريق الشعب” إنه “في الوقت الذي يدين فيه جريمة الاحتلال هذه، ويعتبرها جزءا من الحرب المفتوحة والمتعددة الأشكال والأدوات على شعبنا الفلسطيني، ينعى الشهداء: فتحي جهاد عبد السلام رزق، عبد الله يوسف محمد أبو حمدان، ومحمد بلال محمد زيتون، الذين سقطوا في المخيم خلال تصديهم ومقاومتهم لقوات الاحتلال الغازية، ويتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين”. ودعا الحزب إلى ضرورة تكثيف الجهود الوطنية الرسمية والشعبية من أجل تعزيز صمود الفلسطينيين، وحماية المناضلين.

استشهاد ثلاثة شبان

واستشهد فجر امس الاثنين ثلاثة شبان وأصيب 6 آخرون، خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم بلاطة شرق نابلس، وسط إطلاق كثيف للرصاص واندلاع مواجهات عنيفة، الامر الذي ادى لاستشهاد الشبان الثلاثة، وإصابة ستة آخرين على الاقل، جروح أحدهم حرجة.

وقال مراسل “وفا” نقلا عن شهود عيان في المخيم، إن قوات الاحتلال نشرت قناصتها على أسطح بعض المنازل، كما منعت مركبات الاسعاف والطواقم الطبية من دخول المخيم واخلاء الاصابات. وأضاف، أن قوات الاحتلال اقتحمت عشرات المنازل في المخيم وفتشتها وعبثت بمحتوياتها وعاثت فيها فسادا وخرابا، واعتقلت مواطنين من عائلة عويس.

 اقتحام ثان

وتواصل القوات الإسرائيلية عمليات اقتحام المدن في الضفة الغربية المحتلة، وآخرها مدينة جنين، التي أعلنت وزارة التربية والتعليم فيها تأجيل الدراسة في المدينة ومخيمها إلى الساعة التاسعة صباحا بسبب اقتحامهما. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” صباح الاثنين إن قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحمت عدة أحياء من مدينة جنين.

 **********************************************

وقف اطلاق النار موقتاً.. الشيوعي السوداني يرحب بالهدنة

الخرطوم – وكالات

قالت سكرتارية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، انها ترحب بتوقيع طرفي الحرب الكارثية على اتفاقية وقف اطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الأمنية.

وجاء في بيان للسكرتارية، حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، تأتي هذه الخطوة بعد إعلان جدة لحماية المدنيين، ورغم استمرار الحرب التي دخلت شهرها الثاني مما تعنيه من تهديد خطير للحياة المدنية والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن الضحية الأولى هي المواطن السوداني وحقه في الحياة.

واكد البيان اهمية مواصلة النضال وتضافر الجهود لبناء أوسع تحالف جبهوي جماهيري لإيقاف الحرب الفوري.

وتبع الحزب في بيانه، ان “انخراط القوى الحية والثورية في العمل الانساني وتخفيق آثار الحرب الكارثية يرتبط بالجهود في تعبئة وتنظيم الجماهير واعادة ثقتها في نفسها (....) من اجل وقف الحرب وحماية السيادة والسير في طريق استرداد الثورة وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الكاملة.

ويتوقّع بأن يدخل وقف لإطلاق النار في السودان حيز التنفيذ، امس الاثنين، بين الطرفَين المتنازعين على السلطة اللذين يواصلان القتال حتى اللحظة رغم تأكيدهما نيتهما احترام الهدنة.

ويوم الاحد الفائت، أعلنت الولايات المتحدة والسعوديّة في بيان مشترك أنّ “جهتي  الصراع وافقت على وقف لإطلاق النار مدّته أسبوع يبدأ الساعة  7:45 مساءً بتوقيت غرينتش.

وأعلن كلّ من الطرفَين في بيان أنهما يريدان احترام هذه الهدنة.

 ****************************************

أوروغواي.. مسيرة صامتة لإحياء ذكرى المغيبين

مونتيفيديو - وكالات

نزل عشرات الآلاف إلى شوارع عاصمة الأوروغواي مساء السبت الفائت، في (مسيرة الصمت)، إحياءً لذكرى ضحايا الاختفاء القسري في كل من الأوروغواي والأرجنتين المجاورة، خلال موجة الحكم العسكري في المنطقة.

ورفع المتظاهرون لافتات صغيرة عليها أسماء وصور أحبائهم الذين اختفوا منذ عقود. وخلال الأسابيع الماضية، علّقوا على الجدران والنوافذ لوحات تصوّر أزهار الأقحوان البيضاء، لكلّ منها بتلة مفقودة.

وبين ثنايا الأرقام المروعة من آلاف حالات الاختفاء القسري، تفاصيل الألم والصدمة الناجمين عن بحث الأقارب عن ذويهم.

***********************************************

موسكو: قرارات مجموعة السبع.. بغيضة

موسكو – وكالات

قالت وزارة الخارجية الروسية، الاحد، في تعقيب لها على اجتماع قادة مجموعة الدول السبع، في هيروشيما اليابانية، “إن قرارات قمة مجموعة السبع مسيّسة وبغيضة، وأن مجموعة السبع نفسها تدهورت بشكل لا رجوع فيه”.

وأضافت الخارجية الروسية في بيان، أن “نتيجة الاجتماع الرئيسية هي مجموعة من التصريحات المشبعة بمقاطع بغيضة ذات طابع معادٍ لروسيا وكذلك للصين”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية: “مجموعة السبع كانت ذات يوم جمعية يقوم أعضاؤها بتنسيق المواقف حول مختلف القضايا المطروحة على جدول الأعمال العالمي، لكنها الآن تدهورت بشكل لا رجعة فيه”.

ونوّهت الخارجية إلى أن مشاركة فلاديمير زيلينسكي في اجتماع مجموعة السبع في هيروشيما، حولت القمة إلى “عرض دعائي”.

وتابع البيان: “إن مجموعة السبع “تركز” حرفيًا على مواجهة شاملة مع روسيا، ومن خلال جهود الولايات المتحدة، تولت مهام مقر التخطيط لإجراءات العقوبات وعناصر أخرى للحرب “الهجينة” ضد بلدنا، بما في ذلك تحديد حجم وتوقيت الإمدادات العسكرية الغربية لنظام كييف، وهذا هو معنى وجود الجمعية اليوم”.

واستهدفت القوات الروسية مدينة دنيبرو الواقعة في شرق أوكرانيا بـ16 صاروخا و20 مسيّرة هجومية، وفق ما أعلن الجيش الأوكراني، امس الاثنين.

ونُفّذت الهجمات على الجنود والبنى التحتية بواسطة مجموعة من الصواريخ والمسيّرات إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، وفق ما أعلنت هيئة الأركان العامة على فيسبوك، مشيرة إلى أن قواتها دمّرت جميع المسيّرات وأربعة صواريخ كروز.

وأشار مسؤولون إلى أن نطاق الهجوم الأخير غير مسبوق.

وقال رئيس بلدية المدينة بوريس فيلاتوف على تلغرام “اليوم لم تنم دنيبرو بأكملها. لم نشهد مثل هذا القصف منذ بدء الحرب”.

 *************************************************

اليونان: اليمين الحاكم يحقق فوزا لافتاً واليسار المعارض يتراجع

متابعة – طريق الشعب

بعد فرز جميع الأصوات تقريبا، كما أعلنت فجر أمس الاثنين وزارة الداخلية اليونانية، تصدّر حزب “الديمقراطية الجديدة” اليميني المحافظ بزعامة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس نتائج الانتخابات التشريعية، بالمقابل تراجع حزب سيريزا اليساري، الذي حكم اليونان (2015 – 2019). وكما كان متوقعا، سيتم الذهاب الى في تموز المقبل الى انتخابات جديدة، لعدم حصول الحزب الفائز على اغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة، ولرفض الحزب الحاكم تشكيل حكومة ائتلافية.

ضعف المشاركة

وتميزت الانتخابات البرلمانية التي جرت الاحد الفائت، بضعف المشاركة في التصويت حيث بلغت 58 في المائة فقط، والتي حصل فيها اليمين الحاكم على 40.8 في المائة من أصوات الناخبين، مقابل 20.7 في المائة لحزب اليسار اليوناني المعارض، وحل حزب باسوك ثالثا بحصوله على 11.7 في المائة، وكان الموقع الرابع من نصيب الحزب الشيوعي اليوناني، الذي حافظ على نتائجه السابقة تقريبا بحصوله على 7.23 في المائة. وحصل حزبان يساريان صغيران على ما مجموعه 5.4 في المائة، في حين حصل اليمين المتطرف على 4.46 في المائة.     

وتوقعت وزارة الداخلية اليونانية حصول حزب الديمقراطية الجديدة على 145 مقعدا من أصل 300 في البرلمان، وهو ما يقل عن الأغلبية المطلقة بستة مقاعد.

صعوبة تشكيل تحالف حاكم

وتمثل هذه النتيجة دافعا لرئيس الوزراء الحالي كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي وجدت حكومته نفسها في مواجهة مشاكل جدية مثل فضيحة التنصت غير الشرعي على المكالمات الهاتفية، وفشل الحكومة في ادارة ازمة وباء كورونا، وأزمة تكلفة المعيشة جراء سياسات الليبرالية الجديدة الاقتصادية، وكارثة اصطدام القطار الدامي في شباط، ما أدى الى احتجاجات شعبية واسعة.

وعلى الرغم من التقدم الكبير، إلا أن حزب الديمقراطية الجديدة لا يمكن أن يضمن امكانية تشكيل ائتلاف حاكم. وقد شارك في الانتخابات 36 حزبا.

وفق النظام الانتخابي السابق، كان أكبر حزب في الانتخابات يحصل على مكافأة 50 مقعدا في البرلمان، الأمر الذي أدى إلى تشكيل حكومات من حزب واحد، وتمكن حزب الديمقراطية الجديد من حكم البلاد بمفرده خلال الأعوام الأربعة الماضية. ولكن الأغلبية اليسارية التي كانت سائدة في البرلمان أعوام 2015 – 2019، أجرت تغييراً على النظام الانتخابي، والغت هذا الامتياز غير الديمقراطي، على ان يصبح نافذ المفعول في الانتخابات الحالية. وعندما حصل اليمين على الأغلبية، أعاد هذا الامتياز غير الديمقراطي، على ان يصبح نافذا في الانتخابات المقبلة. وبالتالي فان الفائز الحالي سوف لا يتمتع هذه المرة بـحصوله 50 مقعدا الإضافية، وستحسب مقاعد البرلمان الحالي وفق التمثيل النسبي البسيط فقط، ودون اية إضافات.

يذكر أن وجود حكومات ائتلافية، في تاريخ اليونان المعاصر، كان أمرا غير ناجح غالبا. وإذا لم يتم تشكيل حكومة خلال 10 أيام، ستتم الدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة.

انتخابات جديدة

واحتلت أزمة تكلفة المعيشة مركز الصدارة في الحملة الانتخابية، إذ تحاول الأحزاب جذب الناخبين من خلال تعهدات بزيادة الحد الأدنى للأجور وتوفير فرص عمل. وبعد أن كانت اليونان على شفا الخروج من منطقة اليورو في ذروة أزمة ديونها عام 2015، استطاع اليمين الحاكم الفوز حينها، بسبب امتناع المراكز المالية العالمية عن تقديم الدعم اللازم لليونان في حال انتصار اليسار في انتخابات 2019. وكان حزب اليسار قد اختار القبول بمذكرة التفاهم ليجنب البلاد الإفلاس وانهيار النظام الصحي، وفقدان الملايين من اليونانيين مصادر عيشهم. ونتج عن ذلك اتخاذ قوى يسارية مواقف غير ودية من حكومة اليسار.

وإذا تعذّر تشكيل حكومة في الأسبوعين المقبلين، وهو ما يتوقعه العديد من المحللين، سيتعين إجراء انتخابات جديدة في نهاية حزيران/ أو اوائل تموز، عندها سيستفيد الفائز من مكافأة تصل إلى 50 مقعدا، التي سيعاد العمل بها، ما يوفر اغلبية مستقرة.

صعود كبير للحزب الشيوعي اليوناني

قال الحزب الشيوعي اليوناني، انه حقق زيادة بنسبة 2 في المائة، حيث حصل على 7.23 في المائة، أي أكثر من 425 ألف صوت (125 ألف صوت أكثر مقارنة بالانتخابات السابقة) وانتخاب 26 نائباً (11 نائباً أكثر مقارنة بالانتخابات السابقة).

وجاء في خبر نشر على موقع الحزب في الانترنت، “من المهم أيضًا ملاحظة أن الشيوعي اليوناني جاء في المرتبة الثالثة في أتيكا، المنطقة الأوسع حول العاصمة اليونانية اثينا”.

*********************************************

الصفحة السابعة

لينين والنظرية الماركسية

فلاح أمين الرهيمي

كان كارل ماركس: 1818 – 1883 مؤسس النظرية الماركسية العلمية المادية التاريخية والاقتصاد العلمي الاشتراكي والفلسفة المادية الديالكتيكية.

فريدريك إنجلز: 1820 – 1895 وضع مع كارل ماركس المذهب الماركسي والنظرية الماركسية العلمية المادية التاريخية والاقتصاد العلمي الاشتراكي والفلسفة المادية الديالكتيكية.

فلاديمير ايلتش لينين: 1870 – 1924 من أبرز منظري ومطوري النظرية الماركسية في أواسط القرن التاسع عشر.

الفرق بين عصر كارل ماركس وعصر لينين:

(1) في عهد كارل ماركس امتازت الرأسمالية في الرابطة الوثيقة والمتينة بين رأس المال التجاري والرأس مال الصناعي.

(2) في عهد لينين امتازت الامبريالية الاحتكارية في الرابطة الوثيقة والمتينة بين رأس المال الاقتصادي ورأس مال البنوك فظهر الرأس مال المالي.

(3) في عهد كارل ماركس كان الأفراد يقومون بعملية الإقراض والتسليف والربا.

(4) في عهد لينين أصبحت البنوك والمؤسسات الدولية هي التي تقوم بعملية الإقراض والتسليف والمراباة بفوائد وشروط ثقيلة.

(5) في عهد كارل ماركس كانت الصناعة تسود في الإنتاج الفردي واليدوي والإنتاج المنيفاكتوري أي مجموعة صغيرة من الحرفيين يعملون تحت سقف واحد لخدمة الرأسمال وتقسيم العمل اليدوي.

(6) في عصر لينين كانت الصناعة تسود الإنتاج ذات الطابع الاجتماعي الكبير الذي تشترك فيه مجموعة كبيرة من العمال في المصانع وأدخلت المكننة الواسعة والمتطورة في عملية الإنتاج وتقسيم العمل.

(7) في عصر كارل ماركس كان الرأسمالي يستحوذ على فائض القيمة من خلال المنافسة الحرة.

(8) في عهد لينين كان الرأسمالي يستحوذ على فائض القيمة من الربح الاحتكاري الذي ساد في عصر الامبريالية.

(9) كان كارل ماركس قد تكلم عن انتصار ثورة البروليتاريا في الغرب وربما دفعة واحدة.

(10) كان لينين قد اكتشف قانون التطور المتفاوت من خلال التركيب العضوي لرأس المال الذي يغير المادة الخام وعندما تغير أقترح عام/ 1912 استناداً إلى التركيب العضوي لرأس المال في أوروبا وإلى وضع روسيا مستنتجا من ذلك أن الحلقة الأضعف هي روسيا وقد استخدمت الإحصاء والأرقام ليصل إلى هذا الاستنتاج وظهر أنه محق حينما فجر ثورة اكتوبر العظمى عام/ 1917.

واعتبر لينين المطبق والمبدع والمطور لنظرية ماركس وانجلز وأول من صاغ فكرة تحالف العمال والفلاحين وقد تصدى إلى أولئك الذين كانوا يسعون إلى تكييف النظرية الماركسية مع مصالح البورجوازية ويتبنون طابعها الثوري. وكانت مساهماته في تطوير النظرية الماركسية، حيث قدم في هذا المضمار ليس الدفاع النصي الدوغماتيكي عن النظرية الماركسية وإنما مساهمة أصيلة تخطت الجبرية الميكانيكية في مفهوم العلاقة بين الواقع الموضوعي والمبادرة الثورية، وبهذا تخطى كلياً النظرية العفوية وبدأ في بناء الحزب البروليتاري الثوري من الطراز الجديد كطليعة للطبقة العاملة على أن يسترشد بنظرية ثورية وبرنامج سياسي يخضع للضبط الواعي كأساس لمجابهة المرحلة التاريخية للتغييرات الثورية ودخول الجماهير الواسعة إلى ميدان الصراع.. كما طور لينين الدور القيادي للحزب الشيوعي في الثورة البورجوازية الديمقراطية وضرورة السير بها دون توقف نحو الثورة الاشتراكية.

لقد واصل لينين بشكل رائع التعاليم الثورية لماركس وانجلز وهو مؤسس الحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي وقائد أعظم ثورة اجتماعية في العصر الحديث ومهندس أول دولة اشتراكية في العالم وقائد الطبقة العاملة العالمية وكل الكادحين والمظلومين في العالم ... إن مرحلة ثورية كاملة في تاريخ البشرية مرتبط باسم نشاط لينين ذلك الرجل الذي أعطى الإجابات الصائبة لأكثر المشاكل التي وضعها التاريخ الحاحاً وطور الثورة الاشتراكية وبناء المجتمع الاشتراكي تطويراً كاملاً وشاملاً وأمد الحركة الثورية الروسية والعالمية باستراتيجية وتكتيك ترتكز على العلم ... إن الاشتراكية التي تحولت على يد ماركس وانجلز من طوباوية إلى علم وزادها لينين ثراء باستنتاجات واكتشافات جديدة قد تجسدت في الممارسة العملية على نطاق العالم وتحولت إلى قوة ثورية رئيسية في عصرنا.

لقد طور لينين وأثرى التراث لأساتذته العظام ماركس وانجلز فيما يتعلق بالظروف التاريخية الجديدة وناضل بلا هوادة ضد محاولات تحويل مذهب ماركس وانجلز إلى صيغة جامدة ميتة ... إن لينين قائد سياسي عظيم من طراز جديد وإنه أستاذ وزعيم وداعية ومنظم للجماهير العريضة للشعب وتتلخص صفاته البارزة في عمق نظرته العملية في تحليل الأحداث وفي تقديره السليم للعلاقات والقوى الطبقية وتوزيعها وفي ثباته وإصراره في الدفاع عن النظرية الماركسية ومبادئها وفي أعماله الهادفة والصائبة ومرونته وتكتيكات النضال وتفانيه في العمل من أجل مصالح وأهداف الحركة البروليتارية والكادحين.

كان لينين يربط ربطاً وثيقاً بين الصياغة النظرية والسياسية والعلمية وبين دراسة وتلخيص التجربة التي اكتسبها الشعب في نضاله ولقد تأمل ودرس وحلل تجارب الملايين وخرج منها بنتائج وإجابات صائبة وحكيمة على المشاكل الرئيسية لحركة وتطور الصراع الطبقي ولما كان لينين رجل الاستراتيجية والتكتيك الذي يتمتع برؤيا ثابتة وثاقبة بتطورات وعلاقات الأحداث على الساحة السياسية والعمل الجماهيري ومصالحهم الحيوية ويشعر على الدوام بنبض الحياة بين الشعب ويدرس باهتمام التكوين النفسي والسياسي والاجتماعي للعمال والفلاحين وكل فئات المجتمع ويضع كل تلك في حساباته واعتباره عندما يضع الخطط ويصوغ الحلول السياسية.

لقد كانت حياة لينين فذة حيث جمعت بين علاقة عمله الخلاق ونشاطه الثوري لا يكل ولا يمل أو يفتر في نشاطه الأيديولوجي والسياسي وكانت تتجسد في شخصية هذا الرجل العظيم أبرز الصفات الثورية وكان راجح العقل ذا عزيمة وإرادة لا تقهر يقتحم الصعاب ويواصل النضال من أجل الوصول إلى الحقيقة ويملأ قلبه الإيمان الذي لا يتزعزع في جماهير الشعب والكراهية التي لا حدود لها للعبودية والاضطهاد والاستغلال ... وهو عنفوان من الصمود والحماس الثوري وروح أممية للبشرية جمعاء من الحب والمستقبل المشرق السعيد ويتمتع بطاقة وكفاءة تنظيمية خارقة لا حد لها.

كان لينين يمثل الجهد الخارق للإنسان وقدرته وكان يعمل أكثر من عشرين ساعة في اليوم في محاضراته واجتماعاته مع جماهير الشعب وكان لا ينام أو يرتاح سوى ساعتين أو ثلاث ساعات في اليوم مما أدى إلى إرهاقه وضعف صحته وقد قالت عنه زوجته الوفية ورفيقته المخلصة (كروبسكايا) إن لينين احترق مبكراً وكيف لا يحترق وقد كان فكره يعمل طوال الوقت عملاً مجهداً حيث انصهرت حياته ونشاطه ونضاله في بوتقة واحدة مع النضال والكفاح للطبقة العاملة وطليعتها الحزب الشيوعي، ولقد كان لنشاط لينين وتعاليمه وآرائه تأثير فعال وكبير على حركات التحرر في جميع العالم وهو الذي بلورها مطمحاً وطريقاً أيديولوجياً وتنظيمياً ثورياً مما جعله أن يصبح نبراساً يهدي الشعوب إلى المستقبل المشرق السعيد.

لقد استطاع لينين أن يقدم صياغة واضحة وصارمة لأنه فهم التاريخ باعتباره سيرورة مفتوحة لسلسلة من مفترق الطرق يلعب فيها العامل الذاتي كالوعي والتنظيم والمبادرة الجريئة والشجاعة للمضطهدين والمحرومين والمعذبين فيه الدور الحاسم الذي لم يدع هنالك فرصة للانتظار حتى نضوج القوانين للظروف الطبيعية للثورة ضد النظام الرأسمالي ... كما تظهر شخصية لينين وعبقريته من خلال التأثير على الملايين من أبناء الشعب الروسي بمقدرته وعقله وفكره وحجته وأن يؤثر فيهم ويمكنهم أن يترابطوا اجتماعياً وسياسياً مؤمنين بقيادته الفذة بالرغم من أن كل فرد في المجتمع يمتاز بخصوصية من الحساسية والمعرفة والفردية وهذه الظاهرة تعكس معاناة لينين من جهد ومثابرة ومقدرة على الصبر والإقناع وكسب ثقة الجماهير الواسعة به.

لقد كان ظهور لينين وبروزه في مرحلة الامبريالية والثورات البروليتارية وانتصار حركات التحرر الوطني في العالم على الاستعمار وكانت مرحلة انتقال البشرية من الرأسمالية إلى الاشتراكية وبناء المجتمع الشيوعي  إن الفكر الماركسي – اللينيني قد علم الطبقة العاملة في جميع أنحاء العالم دروساً وحقائق استطاعت على ضوئها الطبقة العاملة في الدول الرأسمالية أن تحقق إنجازات ومكاسب كثيرة.

لقد تناول لينين وعالج في كتاباته ومؤلفاته الكثيرة التي جمعت في أربعة وخمسين مجلداً ضخماً وواسعاً وكان يحتوي كل مجلد على ثلاث أو أربع آلاف صفحة بحث فيها جميع المشاكل التي تجابه المجتمع البشري من خلال شرحه وتحليله لأفكار ماركس وانجلز ودافع عن نشاطهما الفكري والعملي الذي مارساه في سنوات الثورة البورجوازية الديمقراطية . من خلال هذا الإنجاز المختصر والموجز لهذه الشخصية الفذة وترجمته للنظرية الماركسية على أرض الواقع الملموس.

 *******************************************************

اليسار والموقف من القضايا القومية

رضي السماك

على الرغم من الردات المتعاقبة التي تشهدها حركات التحرر الوطني العربي، وسائر الحركات الساعية للتغيير الديمقراطي التقدمي في عالمنا العربي منذ هزيمة 1967 إلى يومنا هذا، حيث يتضاعف اليأس في التغيير حتى أضحى أشبه بحلم بعيد المنال، إلا أن ثمة واقعاً موضوعياً يوحد العرب، ويتمثل على الأقل في الهم المشترك والمعاناة منه، ما يؤكد في الوقت نفسه أن ثمة تشابه بين البلدان العربية في الظروف والأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية. ولنأخذ على سبيل المثال ثورات الربيع العربي التي وقع بعضها أوائل العقد الماضي، وبعضها الآخر في أواخره، لنتساءل: هل هي مصادفة أن تقع تلك الثورات جميعها في هذه البقعة الجغرافية من العالم تحديداً؟ ولماذا لم تقع في بلدان إسلامية قريبة أو مجاورة؟ أليس هذا دليل قاطع على وجود رابط ما يجمع الشعوب العربية من آلام وآمال مشتركة؟

ورغم وجود سمات خاصة وظروف متباينة لكل حركة سياسية قُطرية ومطالبها ومهامها على حدة، إلا أن ثمة ما يجمع هذه الحركات وشعوبنا العربية حول قواسم وغايات مشتركة، خُذ على سبيل المثال، لا بل على وجه الخصوص، شعارين لطالما تغنت بهما الأحزاب القومية وبررت انقلاباتها العسكرية بهما، ألا هما «القومية العربية» و « الوحدة العربية»، وكثيراً ما اتهمت الشيوعيين وقوى اليسار عامة بمعاداتهما، فهل كان صحيحاً أن اليسار وقف مبدئياً من ضد هذين الشعارين؟ أم يا تُرى كانت له رؤية واقعية مختلفة عما كانت تطرحه الحركات والأنظمة القومية؟ حسبنا هنا أن نقدم ثلاثة نماذج من كبار كتّاب ونشطاء اليسار الراحلين ما يدحض تلك الفرية الشائعة جملةً وتفصيلاً:

النموذج الأول: ويمثله المفكر الراحل سمير أمين، ففي كتابه الموسوم» الاُمة العربية» والذي يتكون من جزءين، الأول بعنوان « القومية والصراع القومي» والجزء الثاني بعنوان « البُعد الثقافي» والصادر عن مطبعة مدبولي 1988 بالقاهرة، يأخذنا أمين في رحلة تاريخية طويلة من خلال دراسته لما أطلق عليه «نمط الإنتاج الخراجي» الذي ساد اقتصاديا في البلدان العربية بدرجات متفاوتة. وهو يرى أن الاُمة العربية لم تتكون تاريخيا إلا نتاج الاندماج التجاري العربي، وأن الطبقة التي قامت بالتوحيد هي طبقة التجار- المحاربين، أما في العصر الإمبريالي فيرى أمين أن طبقات البرجوازية الكومبرادورية والملاكية ورأسمالية الدولة عاجزة عن تحقيق الوحدة العربية. وهذا يعني في رأينا إيمانه مبدئيا بالوحدة العربية، لكنه لا يرى أفقا لإمكانية تحقيقها على أيدي تلك الطبقات أو إشراكها في مشاريعها؛ لانتفاء مصالحها إذا ما تحققت، في حين لا يجد القوميون غضاضة في إمكانية إشراك ممثلين لتلك الطبقات داخل أنظمتهم السياسية في مشاريع الوحدة.  

النموذج الثاني:  ويمثله المناضل القيادي الشيوعي والمفكر الاقتصادي الراحل الدكتور فؤاد مرسي، ففي كتابه الموسوم» نظرة ثانية إلى القومية العربية» الصادر عن سلسلة كتاب الأهالي، أبريل 1989، بالقاهرة، يؤكد مرسي بصريح العبارة : أن العالم العربي يمر بأزمة مستحكمة، وأن ما يجري فيه منذ هزيمة 1967 ضد حركة التاريخ ، وأن حركة التاريخ في المنطقة إنما تتمثل في القومية العربية، التي مهما يكن الرأي فيها فهي في النهاية من صنع  التاريخ، مضيفاً: « فالقومية العربية حركة تاريخية تعبر في الواقع عن حتمية تاريخية موضوعية هي حتمية انتصار حركة التحرر الوطني على أعدائها مهما طال الزمن.» لكن هذا المطلب المنشود الحُلم، لا يرى مرسي تحقيقه بالحتمية الأتوماتيكية من تلقاء نفسه، وإنما بنضال البشر الواعي. وهو أيضاً -كسمير أمين- يأخذ يرى أن البرجوازيات العربية الحاكمة، وهي برجوازيات مشوهة كما يصفها مرسي، ليس من مصلحتها تحقيق الوحدة العربية لأن أطماعها الطبقية الأنانية إنما تربطها برأس المال العالمي والاحتكارات الدولية، ومن ثم فهي تقف حجر عثرة في وجه انجاز مهام التحرر الوطني، والتي لا يمكن فصمها -موضوعياً- عن مهام التحرر الاجتماعي.

النموذج الثالث: ويمثله المناضل القيادي الشيوعي العراقي الراحل عامر عبد الله، ففي دراسة له أعادت نشرها «الثقافة الجديدة»  (آذار- نيسان عام 2000) يقوم عبدالله بتشريح العوامل التي حالت دون تحقق الوحدة العربية، ومنها اصرار الأنظمة القومية الحاكمة في الستينات على الانخراط في مشاريع للوحدة الاندماجية الفورية، كما حدث من خلال تجربة الوحدة المصرية السورية 1958- 1961، والتي انتهت إلى الفشل الذريع ، وما ذلك إلا لرفض القوى القومية والناصرية لمشاريع التدرج الواقعية في خطواتها ، فضلا عن رفضها أن تتم هذه المشاريع وفق خيارات ديمقراطية شعبية بحيث تظللها أنظمة ديمقراطية. لا ينكر عامر عبد الله بطبيعة الحال أن الاستعمار عمّق التجزئة بين الأقطار العربية ووضع عراقيله للحيلولة دون تحقيق الوحدة العربية، لكن لا يتردد في الوقت نفسه أن ينحي باللائمة على الأنظمة والحركات القومية لمسؤوليتها المشتركة مع الاستعمار والإمبريالية في هذا الإخفاق، ما أفضى ومن لوأد حلم الشعوب العربية من أجل تحقيقها. ولهذا فإنه يرى أن طريق الوحدة العربية ينبغي أن يبدأ من التحرر من الإمبريالية، ومن التصدي الحازم للعدوان الإمبريالي- الصهيوني، وسياسة التوسع والهيمنة الأمريكية- الإسرائيلية وسياسة نهب الثروات الوطنية وحل المسألة الديمقراطية، وأنه ينبغي المرور أولا بما أسماه «مراحل انتقالية وحلقات وسيطة»، بمعنى إقامة أنظمة اتحادية أو وحدوية بين قطرين متجاورين أو أكثر حيثما نضجت الظروف الضرورية التي تسمح بذلك.

ومع أن حل مهام القضايا القومية، وبضمنها مسألة الوحدة العربية، أضحت اليوم أكثر تعقيداً بكثير مما كانت عليه في الأزمنة التي كُتبت فيها تلك الدراسات الثلاث الآنفة الذكر، إلا أننا نرى جوهر ما ذهبت إليه عن شروط تحقق الوحدة، وعوامل تعثرها -موضوعيا وذاتياً- ما زال يحتفظ بصحته بوجه عام.

 *********************************************

الصفحة الثامنة

ما هو السيء في الرأسمالية

“اللصوص قادمون! إنهم يغزون بلادنا بقوة عسكرية هائلة.. إنهم يبقوننا على قيد الحياة إذا أعطيناهم ما نحتاجه للبقاء على قيد الحياة لماذا يخافون الموت ولا يخافون الجوع؟ سوف لن نرضخ”.

عرض: إبراهيم إسماعيل

بأبيات بريشت هذه، والتي كتبها في المهجر عام 1934، يفتتح جان زيجلر، عالم الإجتماع السويسري ومستشار المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، كتابه الصغير والغني (ماهو السيء في الرأسمالية) والذي صدر عن دار المفكر للكتب، بترجمة الدكتور سعد ناجي طه، وجاء على شكل محادثة في تسعة فصول، بين زيجلر وحفيدته.

«نعمة الرأسمالية»

في الفصل الأول من الكتاب، تتساءل الحفيدة عن السبب الذي دفع جدها للهجوم على “بيتر برابك” رئيس شركة نسلة السويسرية التي تنتج ألذ أنواع الشوكولاته، وذلك في حوار تلفزيوني بينهما، بدا فيه الرجل لطيفاً وودوداً. فيجيب الجد بهدوء، بأنه يرفض إطروحات “بربك” وأستاذه عالم الاقتصاد الهولندي “روتغر برغمان” وغيرهم، لإنهم ببساطة مراغون وكذابون، يسعون لإيهام الناس بأن النظام الرأسمالي، بما حققه من تقدم تقني وعلمي، هو من أنعم على البشرية بالحرية والرفاهية، وأخرجها من ظلمة قرون طويلة من الجوع والخوف والمرض، في وقت تزكم فيه جرائم هذا النظام أنوف الناس، سواء في ارتكاب مذابح لا حصر لها، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأطفال، أو في تلّويث البيئة وتسميّم التربة والمياه وتدمّير الغابات، أو في تعرّيض ثلثي البشر للمرض والمذلة والبؤس والبطالة، أو في إبقاء ملياري إنسان تحت مستوى الفقر، حتى بات عدد ضحايا إستغلاله البشع، أكبر بكثير من عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية.

ويوضح زيجلر لحفيدته بأن الحضارة البشرية، كثمرة لكل العقول والمواهب الإنسانية التي طورت الإنتاج، حتى بات يتضاعف مرة كل عشرة أعوام، وفي مختلف الميادين كالطاقة والطب و النقل وعلوم الفضاء و الزراعة وغيرها، قد فقدت شيئاً من جوهرها الإنساني بسبب هيمنة الرأسمالية على العالم، وما خلقته من تفاوت عميق في مستوى المعيشة وفي الحصول على الخدمات ومستلزمات الرفاهية، بين الأقلية في الدول الرأسمالية وبين أكثرية سكانها، وكذلك بينها وبين الأغلبية الساحقة من سكان الدول النامية. 

ما هي الرأسمالية

ورداً على سؤال الحفيدة، عن تعريف الرأسمالية، يجيب زيجلر في الفصل الثاني، من أنها نظام اقتصادي اجتماعي لا يعود فيه الرأسمال، الذي هو كمية من المال، إلى من ينتجوه بقوة العمل، بل يستحوذ عليه الرأسمالي، الذي هو مفاعل اجتماعي يغتني على حساب العمال، مما يخلق صراعاً بين الطبقات الاجتماعية. ويذكر الجد بأن أبرز من كشف حقيقة هذا النظام، بعد عشرين سنة من دراسته والبحث في تفاصيله، كان الفيلسوف والاقتصادي والمنظر الثوري والمناضل كارل ماركس، الذي سجّل استنتاجه العلمي في كتابه الشهير (رأس المال).

وحين يلتبس مفهوم الصراع الطبقي على الحفيدة، يشرح لها الجد ببساطة وحنو بأن الأغنياء كانوا يملكون منذ الآف السنين فائضاً من البضائع كالأراضي والأدوات ومصادر المياه ووسائل النقل والطعام والذهب والملابس وغيرها. كما كانوا ـ فيما سمّي بعصر العبودية ـ يمتلكون حتى البشر، فيبيعونهم ويشترونهم كالبضائع. وفي نهاية الإمبراطورية الرومانية، بدأ نظام جديد بالتبلور تدريجياً، فانقسم المجتمع إلى طبقة مسيطرة مؤلفة من الملوك والأمراء والنبلاء ومالكي الارض، وطبقة مسيطر عليها من الفلاحين، المرتبطين بالأرض دون أن يملكوا شيئاَ منها. وسمّي هذا النظام بالنظام الإقطاعي، الذي كان نظاماً سياسياً هرمياً، يقدم فيه الإقطاعي الحماية والمعيشة للقن، الذي عليه أن يكون مخلصاً في خدمة سيده، مهما كانت الظروف أو متطلبات ذلك السيد.

وفي سياق التطور، عجز الإقطاعيون عن شراء أقنان أكثر لزيادة المحصول، فعمدوا إلى تحسين أدوات العمل ومصادر الطاقة (كطواحين الهواء والفحم) وطرق التعامل مع المواد الأولية، كما ساهموا في تطوير الأعمال اليدوية كالنسيج والصناعات الجلدية وإستخراج المعادن. وفي القرن السادس عشر، راحت تنشأ في المدن، طرق جديدة للإنتاج، سرعان ما تطورت بشكل هائل في القرن الثامن عشر جراء سلسلة من الثورات التكنولوجية، التي مكننت العمل، وخلقت ثروات كبيرة لصالح طبقة جديدة، سميت بالبرجوازية، التي دخلت في صراع مع الإقطاع، أثمر عن تفسخ النظام الإقطاعي، لاسيما حين صار امتلاك الألة أهم بكثير من إمتلاك الأرض. وعمدت الطبقة الناشئة إلى النضال لتحقيق مصالحها وادارة الأعمال والإسواق والهيمنة على السلطة لضمان حماية تلك المصالح، فدخلت في صراعات مع قمة الهرم في النظام الإقطاعي، فأسقطت الملكيات وقامت جمهوريات، تقودها البرجوازية، كالثورة الفرنسية مثلاً، وافتتح عصر الرأسمالية، الذي يقوم فيه مالك وسيلة الإنتاج (رأس المال، المكائن، الورش، المواد الأولية…الخ)، بتوفير ما يحتاجه الشغيل كي يستمر حياً وقادراً على العمل، عبر شراء قوة عمله، التي تمنح المنتوج قيمته التسويقية. ثم يبيع الرأسمالي البضاعة ويستحوذ على قيمتها كاملة، اي يستعيد المصاريف التي دفعها (اجور العمال وقيمة المواد الأولية والإدارة وغيرها) ويستولي على القيمة التي خلقها عمل العامل، هذه التي تسمى فائض القيمة (1)، وتعادل الفرق بين مجموع التكاليف وبين سعر بيع البضاعة. وجراء إستيلائه على فائض القيمة وحرمان العامل (منتجها الحقيقي) منها، يستمر تراكم رؤوس الأموال لدى الرأسمالي ويتواصل استغلال العمال وسرقة قوة عملهم، ويبقي الصراع الطبقي الذي سببته الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، متواصلاً.

العبودية المعاصرة

وينبه الجد حفيدته إلى ان الأقلية المستبدة بالسلطة والمال في الرأسمالية (الأوليغارشية)، قد تمكنت من أن تمد سلطتها على كافة انحاء العالم، وأن تُراكم الأموال بلا حدود مقابل بؤس المليارات من بني البشر، مستشهداً بماركس الذي وصف هذا التراكم بعبودية معاصرة حين كتب يقول (ولد الرأسمال وهو ينضح دماً وقذارة، وما ينقصنا اليوم يافطة تحمل جملة واحدة، العبودية في العالم الجديد)، لأن تاريخ العصر الحديث للرأسمال، هو تاريخ تحويل ما نُهب من الشعوب غير الأوربية وما وفرته تجارة العبيد وغنائم السطو المسلح والقتل، إلى رأس مال.

وكمثال على ذلك، يرينا تاريخ جمايكا، كيف حصلت بريطانيا على 1.5 مليون باوند ذهبي من عمل 200 الف عبد في 775 حقل لزراعة السكر، خلال عامي 1773 و 1774 وكيف إستُخدمت هذه الأموال في بناء مصانع ضخمة للنسيج والحديد والصلب، وأستُقطب فيها ملايين الفلاحين من الريف منهيةً عهد الإقطاع. ولم يك هذا التراكم، الذي ولدت منه الرأسمالية مقتصراً على سرقة وإستعباد الأفارقة، بل وايضاً ابناء آسيا وأمريكا اللاتينية والهنود الحمر، الذين مات منهم 4 ملايين فرد، وهم يستخرجون 4000 طن من الفضة من جبل الكيرو ريكو في بوليفيا لصالح الإسبان.

سقوط الباستيل، عهد جديد

في الفصل الثالث يسرد زيجلر لحفيدته تاريخ الثورة الفرنسية التي اندلعت في 14 تموز عام 1789 واسقطت السلطة المطلقة للملكية وحطمت الإقطاع نهائياً وحررت الاقنان ومنحت البشرية أملاً في حياة حرة كريمة، لاسيما في إعلانها الشهير عن حقوق الإنسان وحق المواطنة، مبيناً كيف ولج الثوار مساراً خاطئاً حين قدّسوا الملكية الخاصة وفسحوا في المجال لنمو وتغول الإستغلال الرأسمالي، وهو ما سبب كل هذه المعاناة للبشرية، وكيف تمت تصفية من عارض ذلك من الثوار وأدرك خطر الملكية الخاصة على الرفاهية العامة، ومنهم بابيوف، صاحب الخطاب الشهير الذي دعا فيه إلى الملكية الجماعية قائلاً (لتبدأ حرب المساواة في الملكية، ليسقط الشعب البربرية القديمة، لتنتهي حرب الاغنياء ضد الفقراء)، قبل أن يعذبه الرأسماليون ويقطعوا رأسه في 27 ايار 1797.

الأوليغارشية

وحول مصادر القوة التي تتمتع بها الأوليغارشية الرأسمالية، يخصص زيجلر الفصل الرابع للحديث عن الإحتكار، باعتباره الحصول على رأس المال المتاح في الاقتصاد بازاحة المنافسة، اي بمعنى الاستحواذ على الكفاءة في انتاج سلعة ما وتحديد اسعارها، مبيناً كيف تم تدويل ذلك ليشمل العالم بأسره وليس فقط الاقتصاد الوطني لوحده، لاسيما بعد إنهيار الإتحاد السوفيتي وانتهاء القطبية الثنائية من جهة وسلسلة الثورات التكنولوجية في مجالات الفضاء والاتصالات والطاقة من جهة مكملة. واشار إلى أن تدويل الاحتكار المهيمن، أو ما يصطلح عليه اليوم بالعولمة الرأسمالية، صار يسيراً جداً مع تطور وسائل الإتصال، حيث يُوحّد العالم بالفضاء السبراني وتدار شركات ضخمة (2) منتشرة في أصقاع الأرض، بسرعة الضوء.

وهنا كان لا بد لزيجلر ان يشرح لحفيدته اشكال الرأسمال الصناعي والتجاري والعقاري وغيره، وان يفصّل في شرح رأس المال المالي، الذي يمثل الاحتياطات السائلة للشركات العابرة للقارات، والتي تحصل عليها من البورصة، تلك المؤسسة الإقتصادية الرأسمالية، التي تُعرض فيها للتبادل البضائع والعملات الصعبة والأوراق المالية، وتجري فيها حرب تجارية تثبت بها أسعار أسهم هذه الشركات بأعلى مستوى ممكن.

وصار هذا الرأسمال مستقلاً ودكتاتوراً على الاقتصاد العالمي، لانه بات يهيمن، كمصدر لتمويل كل المشاريع، على جزء مهم من اسهمها، مما أفقد حتى إدارات الدول الرأسمالية لإستقلاليتها، وجعلها خاضعة لتحكم قلة من البشر، أصحاب رأس المال المالي، المختلفين في قومياتهم وثقافاتهم وأديانهم، والمتشابهين في جشعهم وفي احتقارهم للضعفاء وتمجيدهم للبطش ولا أباليتهم تجاه مصائر البشر والبيئة (3).

العولمة

ويعرب زيجلر عن إعتقاده بأن العولمة خلقت مصاعب كبيرة أمام نضال نقابات العمال والاحزاب اليسارية ضد الأوليغارشية، حيث لم يعد سهلاً على المستغَلين التعرف مباشرة، على مستغليهم، لأن هؤلاء يعملون في الخفاء بعيداً عن شركاتهم ومصارفهم ومعاملهم التي يديرها موظفوهم، فيما تتولى الحكومات وبعض المنظمات الدولية مهمة الدفاع عنهم وإعاقة أي محاسبة لهم على جرائمهم. لقد حاولت بعثة الامم المتحدة التي قادها زيجلر بنفسه، حل مشكلة المجاعة والمرض في غواتيمالا، والتي تسببت في موت 112 الف طفل في عام 2015، عبر تنفيذ برامج اصلاح راعي ورعاية اجتماعية، لكن سفير الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية، وهو ملياردير صناعة ادوية، أحبط تلك المحاولات، متهماً أصحابها بالشيوعية.

وفي الفصل الخامس يوضح زيجلر لحفيدته علاقة العولمة الرأسمالية بالمجتمع الإستهلاكي. فبسبب تفوق كمية المنتجات على ما يتم إستهلاكه منها، وربط المدن الكبيرة والمراكز الصناعية والدول الوطنية ببعضها عبر شبكات اقتصادية ومالية، كان لا بد من تحويل البشر إلى زبائن يشترون البضائع، ثم يرمونها ويستبدلونها بأخرى جديدة، حتى وان لم يكونوا بحاجة لها وحتى لو كانت البضائع التي لديهم كافية لتلبية متطلباتهم. وجعلت الأوليغارشية، عبر سيطرتها على الإعلام وشركات الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنيت، عمر البضائع قصيراً من خلال تجديد مستمر لرغبات الناس ببضائع جديدة، بحيث أصبح عيباً مثلاً، أن يستخدم الشاب ملابس من موضة العام الماضي او تلفوناً نقالاً مرت أكثر من سنة على انتاجه. وأدى ذلك إلى تعاظم استهلاك المواد الأولية والطاقة وإنتشار النفايات بسرعة فائقة، كما أدى إلى اشتداد التفاوت في الحصول على فائض الإنتاج، ففي الوقت الذي ينتج فيه عامل ملابس بنغلاديشي مثلاً، 54 يورو في ساعة عمل واحدة، يحصل على 0.5 يورو فقط منها فيما تستولي الشركات متعددة الجنسية على الباقي.

عطف اللصوص

ولكن، الا تساعد الدول الغنية عادة الدول الفقيرة، تتساءل الحفيدة. يجيب زيجلر ساخراً، بل العكس فالدول الفقيرة هي التي تمّول الدول الغنية، لأن جريان الرأسمال من الجنوب إلى الشمال أكثر من جريانه من الشمال إلى الجنوب. لقد بلغت ديون الدول الفقيرة في عام 2016 مبلغاً فلكياً تجاوز 1500 مليار دولار، مما أجبر هذه الدول على دفع كل منتوجها الزراعي إلى البنوك الأوربية والأمريكية لسداد ديونها تاركةً شعوبها في مجاعة ومزارعها في تخلف دائم.

إن هذه الديون الخارجية هي ضمان لبقاء السلطة المطلقة لأوليغارشية رأس المال العالمي. فبعد إنتهاء المرحلة الإستعمارية، قام البنك الدولي والمنظمات المالية المشابهة له بتقديم قروض سخية للدول المستقلة حديثاً من أجل تطوير الصناعة والبنى التحتية فيها. وقد سيطرت الطغم الدكتاتورية الحاكمة في هذه الدول على هذه القروض، فسرقت جزءاً منها (4)، وانفقت الجزء الآخر في شراء الاسلحة من مجمعات الصناعات العسكرية الغربية، وذلك لقمع شعوبها او المشاركة في الحروب، التي رتبت اندلاعها القوى العالمية. ومع مرور الوقت تراكمت الديون وتضخمت بسبب الفوائد الكبيرة عليها، مما سمح للدائنين بوضع أيديهم على موارد هذه الدول ومصانعها ومناجمها، والتدخل في شؤونها وإدارة سياساتها وبرامجها الاقتصادية، إلى الحد الذي لم يبق معه اي معنى حقيقي للإستقلال.

صناديق النسور

ويشرح زيلجر لحفيدته كيف تُجبر الدول الفقيرة على دفع فوائد ضخمة على ديونها، فحين تفشل في تسديد هذه القروض، يبيعها الدائنون إلى بنوك كبيرة لاستحصالها، مع هامش ربح كبير لهذه البنوك. وبهذا يحقق رأس المال المالي الربح مرتين، بشكل مباشر لحكومات الدول الرأسمالية وبشكل غير مباشر للبنوك الكبيرة. ويضرب عالم الاجتماع زيجلر مثالاً على ذلك حين باعت رومانيا قرضاً لها على زامبيا، بمبلغ 30 مليون دولار، إلى شركة الدونيجال (وهي من صناديق النسور)، فقامت الأخيرة بمطاردة صادرات زامبيا وأجبرتها على دفع 45.5 مليون دولار للخلاص من القرض الروماني. ومن اجل تسديد قرض لاحد صناديق النسور، صادرت محكمة انكليزية 4000 طن من الذرة في ملاوي، كانت مخصصة لتغذية الفقراء، مما اوقع 4 ملايين مواطن في مجاعة بشعة. لقد بلغت ارباح صناديق النسور هذه 1600 في المائة.

ما العمل؟

ولكن، لماذا لا يعترض احد على جرائم الرأسماليين؟ تستفسر الحفيدة الحزينة من جدها، الذي يجيب، بأن هناك قطاعات واسعة من الناس لايعرفون بدقة حجم ما يٌرتكب من جرائم، وحتى لو عرفوا بعضها فإن اغلبهم لا يعّون حقيقة الامر ومن هو المسؤول عن تلك المآسي. ويعود السبب في ذلك إلى ان هناك حفنة من المليارديرات تسيطر على الاعلام (5)، وإلى الديماغوجية والكذب واستغلال المقدسات والغرائز ونشر الوهم لتغييب وعي الناس، اضافة إلى التعتيم الشديد على الحقائق (6).

إن الليبرالية الجديدة، التي تدعي بان المجتمعات تخضع لقوانين طبيعية وتتحكم فيها “اليد الخفية للسوق” وان حرية التجارة وعمل رأس المال اساس تطور الإنتاج، تمارس كذبا بشعاً، فمباراة ملاكمة بين بطل العالم للوزن الثقيل وعامل مريض وعاطل، لن تكون عادلة مهما كانت شروطها دقيقة وتحكيمها نزيهاً، كما لا يعقل ان يستطيع معمل محلي لصناعة الشوكولاته في دولة ساحل العاج مثلاً، ان ينافس شركة نسلة السويسرية، إذا ما اقامت لها معملاً إلى جانبه على ارض وطنه، وان لا يضطر لبيع معمله لها تجنباً لخراب صناعته؟! إن حديث الليبراليين الجدد عن المساواة بين المستثمرين وادعائهم بان مواجهة قوانين السوق امر مستحيل، يشبه الايدز، الذي يفقد ضحاياه مناعتهم.

ويؤكد زيجلر على ان فشل محاولة إستبدال الرأسمالية بالشيوعية في القرن العشرين، لا يعني الهزيمة، فقد أثمرت المحاولة عن تشجيع البشرية على التحرر، وبقيت جذوة الكفاح متقدة رغم كل شيء، وهذا ما نراه في النضال من اجل العدالة والحرية وحقوق النساء وحماية البيئة، وفي اليقين بعدم إمكانية اصلاح النظام الرأسمالي، الا بتحطيمه.

ويمكن ان نختتم عرضنا لكتاب جان زيجلر الممتع ، بما اورده من أبيات للشاعر العظيم ناظم حكمت:

لكي يمكنه نهبنا بسهولة وبلا اكتراث

لا يضع السلاسل في أقدامنا

بل في أعماق عقولنا

ــــــــــــــــــــــــ

(1) يعود الفضل في إكتشاف فائض القيمة لكارل ماركس.

(2) صار بعض من هذه الشركات اكبر من دول مهمة في العالم، فميزانية شركة اكسون موبايل للنفط اكبر من اجمالي الناتج الوطني للنمسا ورأسمال شركة جنرال الكترك يفوق الدخل الإجمالي للدنمارك.

(3) تم تدمير 98 في المائة من الغابات الإستوائية، و82 في المائة من الغابات الافريقية و70 في المائة من غابات اسيا، و80 في المائة من غابات امريكا اللاتينية، فيما اختفى مليون كم مربع من غابات الامازون. وهناك تقدبر بدخول 5 لتر من المبيدات إلى جسم كل مستهلك اوربي في العام، وان الخلل في النظام البيئي يقف وراء 62 في المائة من امراض السرطان في الدول الصناعية.

(4) بلغت ثروة الجنرال موبوتو، الذي نصبه الإستعمار البلجيكي دكتاتوراً على الكونغو، 4 مليارات دولار فيما بلغت ديون دولته، 13 ملياراً.

(5) يمتلك خمسة مليارديرات أكثر من 80 في المائة من الصحافة في فرنسا.

(6) حين كان الاعلام ضاجاً بالاخبار الخاصة بمقتل 2973 انسانا في جريمة 11 سبتمبر، مات في نفس اليوم 17000 طفل دون العاشرة، في الدول الفقيرة، دون أن ينبس احد ببنت شفة حولهم.  

*********************************

الصفحة التاسعة

ألكاراز يعتلي صدارة التصنيف العالمي

لندن - وكالات

انتزع النجم الإسباني كارلوس ألكاراز صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين مجددا في نسخته الصادرة امس الاثنين.

وصعد الروسي دانييل ميدفيديف إلى المركز الثاني، بينما تراجع النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش إلى المركز الثالث.

وضمن ألكاراز الصعود للصدارة قبل أيام إثر تأهله إلى الدور الثالث ببطولة روما التي توج ميدفيديف بلقبها أمس الأحد بالفوز في المباراة النهائية على الدنماركي هولجر رون.

وكان ألكاراز قد ودع منافسات بطولة روما من الدور الثالث، كما خرج ديوكوفيتش من دور الثمانية بالهزيمة أمام هولجر رون. وشهدت نسخة التصنيف اليوم صعود هولغر رون إلى المركز السادس، وتراجع الروسي أندري روبليف إلى المركز السابع.

 ********************************

درجال يقدم متطلبات وفد منتخب الشباب للفيفا

بغداد - طريق الشعب

قدم رئيس اتحاد الكرة دنان درجال، امس الاثنين، “ملاحظات ومتطلبات” الوفد العراقي إلى وفد الفيفا ونائب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم للشباب في الأرجنتين، ووعد الأخير بتلبيتها.

وقال الاتحاد العراقي في بيان، إن درجال التقى نائبَ رئيس اللجنة المنظمة لبطولةِ كأس العالم دون 20 عاماً الإيطالي روبرتو، والفرنسي نيكولاس، وبحضور رئيس وفد منتخبنا للشباب محمد ناصر.

وبحسب البيان، ناقش المجتمعون بعضَ النقاط والملاحظات التي قدمها الوفدُ العراقي إلى اللجنة المنظمة، وكذلك إلى الاتحاد الدوليّ لكرة القدم، من أجل تلافيها، كما تمت مناقشةُ بعض المتطلبات الخاصة التي يجب أن تتوفر للوفد العراقيّ المشارك في نهائيات كأس العالم، حيث وعدَ نائب رئيس اللجنة المنظمة بتلافي بعض الأخطاء التي حصلت، كما وعدَ بتوفير بعض المتطلباتِ التي طالب بها الوفدُ العراقي والتي لم تتواجد رغم إنها تدخل في صلب معايير استضافة المحفل العالميّ الكبير.

وبيّن نائب رئيس اللجنة، أن نقل البطولة من إندونيسيا إلى الأرجنتين لن يدع متسعاً كبيراً للدولة المستضيفة لتلافي الأخطاء في وقتٍ قصير، جعلها لا تلبي بعض المتطلبات الخاصة لتلك البطولة، ما ولد بعض الإرباك والاعتراضات من قبل المنتخباتِ المشاركة.

وافتتح منتخبنا الوطني مبارياته بمواجهة منتخب الاورغواي في منتصف ليل الاثنين على الثلاثاء.

 *****************************

تحديد موعد المباشرة بصيانة ملعب الشعب الدولي

متابعة - طريق الشعب

أكد مدير ملعب الشعب الدولي علاء محمد، أن أعمال صيانة الملعب وتجديد أرضيته ستنطلق بعد نهاية بطولة غرب آسيا المقرر استضافتها في العراق وكذلك استغلال فترة توقف مباريات الدوري الممتاز بحسب توجيهات وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع.  وقال محمد، إن “ملعب الشعب الدولي يشهد زخماً كبيراً من المباريات وضغطاً واضحاً بسبب قلة الملاعب وغلق بعضها بسبب أعمال الصيانة “، مبيناً أن “ثماني فرق من بغداد تلعب على أرض ملعب الشعب باستثناء فريق الصناعة الذي يلعب على أرضه، وإقامة المباريات بين الساعة الرابعة والتاسعة مساءً، الأمر الذي سيؤثر سلباً في واقع الأرضية ونظافة المدرجات وصعوبة معالجتها في وقت ضيق”.   وأضاف محمد، أن “وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع وجه بالمباشرة بصيانة الملعب بعد الانتهاء من بطولة غرب آسيا وتوقف مباريات الدوري الممتاز”، لافتاً إلى أنه “ستكون هناك عملية تأهيل كبرى تشمل جميع مرافق الملعب من مدرجات وأبراج الإنارة والتارتان المحيط بالملعب وكذلك الأرضية، سيتم تأهيلها بشكل كامل، وسيتم إظهارها بشكل يليق باسم الملعب”.

وتابع محمد، أن “الفترة السابقة تمت فيها زراعة البذور الشتوية، والآن بعد ارتفاع درجات الحرارة ستحتاج الأرضية إلى تغيير نوعية العشب؛ ولكن هذا العمل يحتاج إلى فترة شهر لتصفير الأرضية ورش المواد الكيمياوية وإعدادها بشكل صحيح للموسم الصيفي”، مشيراً إلى، أن” الموسم المقبل سيكون ملعبا الحبيبية والزوراء جاهزين لاحتضان المباريات ؛ ما سيخفف الضغط على ملعب الشعب الدولي”.

 ************************************

الايراني منصوري يشرف على منتخبات للكيكوشنكاي

بغداد - طريق الشعب

وقع الاتحاد العراقي للكيوكوشنكاي، امس الاثنين، عقداً تدريبياً مع المدرب الايراني شيهان محمد منصوري، يتولى بموجبه الاشراف على تدريب جميع المنتخبات الوطنية للعبة.

وقال رئيس الاتحاد العراقي للكيوكوشنكاي عمار عدنان وهيب، ان العقد اتم بدعم ورعاية اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، مبينة أن خبرة المدرب الايراني في اللعبة تمتد لنحو أربعين عاماً نال فيها العديد من الأوسمة العالمية والقارية، كما عمل مدرباً للمنتخب الايراني وحكماً ومحاضراً دولياً.

واشار الى ان المدرب الجديد سيهتم بالفئات العمرية واقامة دورات تطويرية للمدربين العراقيين   للافادة القصوى من انتدابه.

وثمن وهيب، دعم المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية جميع الاتحادات الرياضية الوطنية ورفدها بخبرات تدريبية أجنبية، لافتاً إلى أن هذا المنهج ظهرت ثماره في النتائج التي حققتها الاتحادات الرياضية في مشاركاتها العربية والإقليمية والآسيوية الأخيرة.

 *******************************

العالم يتحرك لمساندة فينيسيوس ضد العنصرية.. ولولا على رأسهم

متابعة ـ طريق الشعب

يتعرض البرازيلي فينسيوس جونيور، جناح ريال مدريد، لموجة من الانتقادات العنصرية ظهرت بقوة خلال الموسم الحالي في الدوري الإسباني؛ فكلما ارتحل مع فريقه إلى ملعب غير سنتياغو بيرنابيو ظهرت الهتفات العنصرية.

فيني الذي لا يحظى بدعم الحكام على ما يبدو داخل الملعب تجاه ما يتعرض له نال دعمًا كبيرًا منذ ليلة أمس بعدما طُرد أمام فالنسيا عقب تعرضه لهتافات عنصرية ومشاجرته مع لاعبي فالنسيا.

الدعم كان من الجميع ففي البرازيل دعمت أنديته لاعب منتخبهم وكذلك فعل رئيسهم لولا دا سيلفا، لاعبو ريال مدريد فعلوا الأمر ذاته وكذلك بعض من اللاعبين العرب، في السطور التالية بعض من نماذج الدعم لفيني.

دعم رئاسي

أول الداعمين لفينيسيوس جونيور كان الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي كتب عبر حسابه الرسمي على تويتر: “أود أن أعبر عن دعمي لفينيسيوس. الشاب الذي دون شك أفضل لاعبي ريال مدريد ويعاني من تكرار الإهانات ضده. أتمنى أن يتخذ فيفا موقفًا هو كل المؤسسات المعنية لمنع العنصرية من التوغل في كرة القدم”.

رئيس الاتحاد الدولي

أصدر السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بيانًا يندد فيه بالأحداث المؤسفة التي حدثت في مباراة فالنسيا وريال مدريد. وذكر إنفانتينو بما تقره لوائح الاتحاد الدولي ولم تتخذ خلال المباراة من حتمية إيقاف المباريات حال تعرض اللاعبين لهتفات عنصرية ومغادرتهم أرض الملعب ومن ثم تحذير الجمهور بإلغاء المباراة وإن عادوا لما نهوا عنه فإن النقاط الثلاث تمنح للضيف.

الأسطورة أول الداعمين

وغيّر أسطورة البرازيل ونجم ريال مدريد السابق ومالك نادي بلد الوليد الحالي، رونالدو، صورته الشخصية على حسابه الرسمي على إنستجرام ووضع جملة “لا للعنصرية” وكتب دعمًا لفيني “حلقة جديدة من العنصرية ضد فينيسيوس في الليجا؛ إلى متى؟ طالما التواطؤ والإفلات من العقاب موجود فالعنصرية موجودة والاتحاد لا يتحرك. فيني يمكنك الاعتماد علي في معركتك”.

ما كتبه رونالدو شكره عليه مواطنه وتفاعل معه أسطورة هولندا المعتزل كلارنس سيدورف قائلًا: “فلنغير العالم”.

كتالونيا معك

وعبّر أليخاندور بالدي لاعب برشلونة عن دعمه للاعب منافسه فينيسيوس جونيور. بالدي علق بقلبين على ما كتبه فينيسيوس عقب المباراة عما يتعرض له في الفترة الأخيرة من عنصرية وهو ما لاقى دعمًا من عدد كبير من زملائه في ريال مدريد ولاعبي الفرق الأخرى بينهم بالدي لاعب برشلونة.

العنصرية = ترك الملعب

التضامن الذي أظهره البلجيكي تيبو كورتوا حارس ريال مدريد لزميله البرازيلي كان مختلفًا؛ لم يكتف بدعمه بل صرح عقب المباراة بأن فينيسيوس لو اتخذ قرارًا بترك الملعب وعدم اللعب إن تعرض لهتافات عنصرية فسيتضامن معه ويترك الملعب.

دعم من البيت الأول

تلقى فينيسيوس دعمًا من بيته الأول نادي فلامنغو الذي تربى بين جدرانه حتى انتقل إلى ريال مدريد.

النادي البرازيلي عبر حسابه الرسمي على إنستغرام ندد بشدة بما تعرض له لاعبم السابق من عنف مكرر وعنصرية مستهدفة ضده مطالبين بعقاب رادع.

وشدد فلامنغو على دعمه ومشجعيه وكل البرازيلييين لفينيسيوس نجم بلاده وريال مدريد.

فينيسيوس يوحد قطبي الفلا فلو

لم يدعم فلامنغو لاعبه السابق فقط بل حتى غريمه في ديربي الفلا فلو، فلومينينسي وجه رسالة دعم إلى لاعب ريال مدريد. النادي البرازيلي عبر عن دعمه لفينيسيوس وطالب بعقوبات رادعة ضد العنصريين.

الكل معك فيني

وتسابقت باقي أندية البرازيل على إظهار دعمها للاعب منتخبهم؛ ففلامنغو وفلومينينسي لم يكونا الوحيدين بل كذلك نشرت أندية سانتوس وبالميراس وبوتافوغو وساو باولو رسائل دعم لفيني ومنددين بما يحدث معه. وعقب ساعات من نهاية المباراة عبر الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، عن دعمه للاعبه وندد بما حدث على ملعب الميستايا مطالبًا بالتصدي بقوة للعنصرية بكل أشكالها.

دعم باسكي

ونشر الإسباني من أصول غانية، إينياكي ويليامز لاعب أتلتيك بلباو، “إستوري” على حسابه الرسمي على إنستجرام بصورة له بقميص كتب عليه “المساواة” وكتب “العنصرية غير مقبولة تحت أي ظرف في كرة القدم أو الرياضة. لننهي ذلك، لا للعنصرية”.

واكد الفرنسي كيليان مبابي، لاعب باريس سان جيرمان، دعمه لفينيسيوس عبر “إستوري” إنستغرام، وكتب له “لست وحدك، كلنا معك”. وهو تقريبًا نفس الدعم الذي قدمه زميله البرازيلي نيمار لاعب باريس سان جيرمان لمواطنه لاعب ريال مدريد.

ريال مدريد ينطق أخيرًا

بعد ساعات من الصمت، أصدر نادي ريال مدريد بيانًا للتعليق على الأزمة عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، مؤكدًا أن أحداث مباراة فالنسيا تعد “جريمة كراهية”، وأن النادي سيلجأ إلى النيابة العامة الإسبانية للدفاع عن نجمه.

 *************************************************

وقفة رياضية.. البنى التحتية وأثرها في الإنجاز الرياضي

منعم جابر

تتميز المجتمعات المتحضرة والبلدان المتقدمة بما فيها من بنية تحتية حديثة التكوين، وقادرة على مواكبة جميع النشاطات المجتمعية، بما يعزز مكانتها ودورها الإنساني وذلك لمعرفتها بأهمية دور البنى التحتية واثرها في تقدم بلدانها. وبما يخص قطاعنا الرياضي ودوره في الحياة الاجتماعية لكل شعوب وامم الأرض. والملاحظ هنا اننا كبلدان نامية عانينا وما زلنا نعاني من فقر البنى التحتية للقطاع الرياضي لأن حكومتنا لم تعترف وحتى اليوم بأهمية الرياضة ودورها في بناء المجتمع والدولة العصرية الحديثة عكس الأمم والشعوب التي سبقتنا في مضامير الحياة وتجاربها الرائدة ومنها في مجال الرياضة والألعاب. حيث استطاعت البلدان المتقدمة والتي استوعبت العمل الرياضي وعمقته وفهمت ضرورته ان تؤسس اولاً المنشآت الرياضية من ملاعب وقاعات ومضامير لكل أنواع الرياضات والألعاب. واستوعبت أهمية النشاطات الرياضية واثرها في حياة شعوبها، واثر ذلك في صحة المجتمع ونشاط أبنائه من الجنسين. ولهذا وجدنا ان البلدان المتحضرة والحديثة باشرت في أولى خطواتها تحضير وإنجاز البنى التحتية التي تساهم بناء رياضتها واعداد شعوبها صحياً وبدنياً وعقلياً انطلاقاً من مقولات وحكم حياتية منها (العقل السليم في الجسم السليم) وقدمت هذه الشعوب نماذج حياتية وحققت نتائج باهرة وقدمت ابطالاً وقيادات رياضية.

اما نحن فقد لاحقنا التخلف وحكمت علينا القوى الغاشمة بالتبعية والذل بينما كنا نموذجاً ومثالاً يحتذى به عليه اجد اليوم ان امامنا فرصة تاريخية للبحث عن فرصة للتقدم والرقي، ولنبدأ خطواتنا الأولى بالاهتمام بالبنى التحتية لمجتمعاتنا، واولها بلدنا وعراقنا العزيز وما دمنا نعمل في المجال الرياضي أطالب دولتنا وحكومتنا، وبعد ان أصدرت دستورنا الدائم وفي المادة 36 منه والتي تخص الرياضة ونصها (ممارسة الرياضة حق لكل فرد وعلى الدولة تشجيع أنشطتها ورعايتها وتوفير مستلزماتها)، وهذا النص واضح وصريح ويتطلب حق ممارسة الرياضة وتشجيعها وتوفير مستلزمات ممارستها وأول مستلزمات الرياضة هي توفير البنية التحتية من ملاعب ومنشآت رياضية. فقد عانى العراق ومنذ اكثر من قرن من الزمان من فقره بالملاعب والمنشآت الرياضية، ما تعذر عليه تنشيط العابه ورياضته وتطوير قابليات ابطاله وتنمية أسس العمل الرياضي بشكل متكامل، ووفق أسس حديثة ومتطورة وبقينا بسبب هذه الأحوال نسير بخطى (السلحفاة)، بينما العالم وبلدان الجوار والمنطقة سارت بخطوات متساوية، وقدمت نفسها وانجزت بنى تحتية رياضية مثل الملاعب والقاعات الرياضية والمضامير والمسابح وغيرها. واليوم ونحن نعيش في ظل تجربة جديدة واتجاهات ديمقراطية وتجربة برلمانية ومع كل اخطائها يتوجب علينا تحضير البنية التحتية لرياضة عراقية متطورة قادرة على احتضان أجيال الشباب والرياضيين بكل تنوعاتهم وتوجهاتهم خاصة وان عراقنا فقير بالملاعب والمنشآت الرياضية، وهذا الفقر في البنية التحتية الرياضية سيؤدي الى فقر وتراجع رياضي ولا يساعد على احداث نقلة نوعية لرياضة العراق ونهضته.

بدورنا، نناشد وزارة الشباب والرياضة الجهة المسؤولة عن البنية التحتية الرياضية ان تضع خطة طموحة لكل مدن ومحافظات العراق، وان لا يقتصر نشاطها وفعالياتها على بناء ملاعب لكرة القدم فالرياضة هي ألعاب متنوعة ونشاطات فاعلة يتطلب لممارستها ملاعب كاملة ومضامير ومسابح وقاعات رياضية قادرة على استيعاب جميع انواع الألعاب والنشاطات الرياضية، ليتسنى لهواة الرياضة والعابها التوجه لممارسة كل الألعاب والفعاليات. وان تأجيل او تأخير هذا الدور من قبل الوزارة سيؤدي الى تراجع الرياضة واخفاقها ونكوصها، بينما النجاح في تطوير هذا الجانب من البنية التحتية في كل المدن سيؤدي الى تطور ونمو الإنجاز الرياضي وتقدمه وهذا من احسن الأهداف التي نسعى اليها.

 ****************************************

الصفحة العاشرة

من كتاب «الموال والابوذية في المجر الكبير».. بعض من ابوذيات الصابئة المندائية

علي كاظم خليفة العقابي

المندائيون الذين عاشوا على شواطئ دجلة لضرورة دينية جعلت منهم منتجين ابداعا مهنيا وعلميا وادبيا بحكم استضلالهم الاشجار وخضرة الطبيعة التي اثرت فيهم تأثيرا كبيرا

فتظموا الشعر وتحديدا الموال والابوذية وابدعوا فيها وفي صياغتها حتى انهم خلقوا طورا خاصا غناه الصابئة امتاز بحزنه المستدر للدموع اطلق عليه طور(الصبية او الصبي).. وقد كتب اغلب الشعراء الشعبيين من الصابئة فيه منهم(عزيز كاري وسوادي واجد ودرباش غافل ولميعة عباس عمارة ومنصور خيطان وعوده منصور خيطان وناصر خشن وغيرهم. وهذا صوت الشاعر المجراوي الكبير سوادي واجد وهو ينشد:

قرينا الطلسم بصدرك بهنداس

يشع بليلة الظلمة بهنداس

ايتخطه وچتن جعوده بهنداس

تحفظ لا يصيرلك منيه

ومن ابوذياته التي حصلت عليها بعد بحث وتنقيب طويل من احفاده واقربائه وما نشره عنه الاخوة من ابناء الطائفة المندائية الكريمة في مواقعهم الخاصة وصفحاتهم الشخصية وما ارسلوه لي من وثائق ومدونات ورقية وصوتيه ومن اشهر ابوذياته:

كثر نبت الشجر والشوك هميت

المفلس لا تحسبه عدل هميت

بغسل ثوبي يخوتي اليوم هميت

لبست البيت سديته عليه

وهوكان غاسل ثوبه (دشداشته) ، وما لديه غيرها. وعند غسلها أغلق البيت وسده عليه وشرها على الحبل، لتجف ويلبسها فقال هذه الصورة الشعرية المدهشة (لبست البيت سديته عليه).

 وقال ايضا:

زغير السن وبعده الشوك ماتاك

 سهى وزرار فوك الصدر ماتاك

دضم صدرك نعله اعيون ماتاك

 آنه شذنبي وتفرغ الظيم بيه

ويقول الشاعر درباش غافل :

شلت همّـي وهمّـك وليحادي

شجاب الون لكَلبي وليحادي

دشيت بخطيتي وليحادي

وطريت الشنّاك وخنت بيه

ويقول الشاعر سبع درباش غافل:

احبابي الوكت شت بيكم وبينه

همومه اعله الوجه وضحت وبينه

حبيبي لو بحر بيني وبينه

اعبرنه ولو بيه المنيه

وهذا موال للشاعر داود سلمان جثير ‏

يا صاحب اوصيك لا تلفظ رذيله وردى

وعيش ويلجواد وعاملهم بأخذ وردى

بالك تذب الحجر بالبير الذي تورده

موجود ربك ما هو ميت حي

بالضيف اوصيك رحب بيه وفي وحي

الضنك ما ينهوي زاده مثل سم حي

والفاعل الخير أبداً ما يلوحه ردى

والشاعر جوده رشم المسودني يقول:

اخذلك من لذيذ العيش عضه

وعدوك من تلوحه حيل عضه

الفگر فوگ الجمل والچلب عضه

عضه ووگعه بأرض الوطيه

وقال الشاعر عوده بن منصور:

حبیبي ابفرگتک بس علي خليت

ابدليلي وبيابي العين خليت

خليلي اشجنيت وياك خليت

بيا ذنب انكرتني وخنت بيه

وقد وصف احداهن متغزلا ومناشداً ابناء طائفته المدائية:

جفاني ونكر طيبي وخله ياداي

خزرني وبهل جرحي وخله ياداي

الولم داخل ضميري خلي يا داي

اللمس من ظاهري شيفيد اليه

ومن شعره الغزلي ايضاً:‏

عسعس ليل جعد الترف ويله

بضيه خده ظلام الليل ويله

ضحك يمة محمد أه ويله

هذا الي كتلي وعمل بيه

بهواك انه علي الناس لامت

اتم أبره لضعنكم بعد لامت

لو مكفوف عني البصر لامت

اشوه ولا تظل علتي خفيه

وقال الشاعر الكبير عزيز كاري:

نظرت الزمن مني العقل شتيت

بجلة وبلباس الصيف شتيت

كَوم اللي تفرق عدو شتيت

نفع ماكو ، لحكَتهم كل أذية

عليك الله يحلو الطول دن دن

يمشي والحجل بالساك دن دن

من أموت تخسر للأهـل دن دن

كل هذا ، وتلحكَك هم خطية

ويقول الشاعر ناصر شلتاغ غافل:

إخدوده تلمع أو تضوي من الدر

ذهب والصايغة بلادي من الدر

أنا ما أكطع فرد وردة من الدر

أحب كل الورد روحي شهية

هله يالروحي بثغره وشافه

أو عليلك لا تظن يبره وشافه

الگلب من دوره يدعى وشافه

أريدك مبتسم وأتمر عليه

ويقول الشاعروجدي الناصح :

أنهَجَر ماضيف يشبگ بلمه جر في

وسرَيت بجرحي واسحل بالمجرفي

اهناك امن البوارح بالمجر في

وذره وچلمات مملوحه ونديه

يطارش دار اهلنه ينعه گلها

الخليل ، وشبه الاسود ينعگلها

سبع اسلاف جاشت ين عگلها

يوم الشاع ضيم الحل عليه

وقال  الشاعر ناصر خشن :

العقل يحتار منك يازمنه

ويكفينه الوصل منك يازمنه

مشيت بطرق شتى يازمنه

اخبرني اشوقفاك وخنت بيه

 ***************************************

في ذكرى غياب الكبير مظفر النّواب.. صوتك ينسمع بالرازقي

ريسان الخزعلي

ولا تستاحش الغَيبه ..

هاي الكَاع مشتهيَه علَه اضلوعك عشب ينبَت

مشتهيه تضوّي

اخصور حنطه اتغامز المنجل حصاد اوّل

ولا تستاحش الغيبه .

هذا النوم سكتة جرس بالعطله ..،

يدكَ مرّات وحدَه ابجيسة الخاطر../

نشوفك ع الدرب شايل دفاتر

ولا تستاحش الغيبه ..

يظل طعم التبرزل مشتعل بالضوكَ  ..،

وابليل النباعي امّيّتك لذّة عطش باجر .

ولو نحزن ..

ما نحزن اعليك اهواي ../

صوتك ينسمع بالرازقي او ماي العروس

صوتك روجه من نهران اهلنَه الجرف يشبع بوس

ما مش موت ..

هاي الظلمه شمعه الماتِوج بالنوم ..

ياخيط الضوه ابفانوس ../

فزز كَذلة اغنيده كَمر اسود مسج متروس

وابخط الكحل حليان ..،

طاح الخد يترّس طوس

واخضيره النهد محبوس

سمارك بيّت الكَمره ابخصر ضيّكَ عله المحبس

حَصر تكيّه بالطوفه العشكَ محروس

ولا تستاحش الغيبه ..

بعدهه اشريعة النّواب ، واخيالك يمر مشحوف ..،

ناكَل حنّة القاسم ..،

واشوف الموت يتمازح ..،

ولا يمّك

عله اخيالك نَغز دنبوس ...

_____________________

في القصيدة إشارات من شعر الشاعر أشهر من أن يُشار إليها ...

 ***************************************************

ابوذيات

عبد حلو حيدر الفريجي

* ابدمع من دم لجل فكدك نعينه

يظل طول العمر دايم نعينه

ابطال وكل بطل واجب نعينه

نشامه وفكوا عيون المنيه

* الحك والعدل شيمة كل مناضل

صرت صوباط انه الطولك وناضل

ثار اعله الظلم شعبك وناضل

حكمك للوطن اطيب سجيه

* تريد امسامرك يازين بيداك

يمن خليت دم النحر بيداك

عليك اشجم كلب محزون بيداك

للوادم صرت عبره وتقيه

* الدنيه عذبت روحك وتنهاك

جثيره الوكفت بدربك وتنهاك

الناس الهمت ابجتلك وتنهاك

تنضح غدر وفعالن رديه

* بسنين العمر ظلت وشاله

اخوي الخيط اصوابي وشاله

غيرك من رفع حملي وشاله

العاذل وكف يتفرج عليه

* ابوصل جدمك محارينه يمرجان

شوصفك ياذهب صافي يمرجان

جوانين المرد يسعر يمرجان

شبه بركان وتفجر عليه

 ******************************************

صـفنة گـمر

ولاء الزبيدي

مـرّتني صـفنه بـغيبتك

مـا شـايلـه بـس الصور

الـلولو ما يهوى البحر

لـو مـا يـعرف اسـراره

خذني اعلى ليلك واندفن

گـمره ويـضيعها الحزن

لـو مره فـل اسـتاره

حارات وجهك بالگلب

دايرهن ابطرگ النظر

وامشيهن ابمهل اشعجب

انفاسي التتباره

واعيون ماظل للبچي

صفنة سما ومطاره و

بعيونهم ماظل حچي

بس سالفة شخباره

گلبي انا وانت عالزمن

بالگوه اندفعه الثمن

واليكسرك تجاره

قسمتنا والشط والسهر

لو نمشي وندير الظهر

حبنا يعيش لوحّده

لو تنـمحي آثـاره

 **********************************************

دم الليل

خضير الزبيدي

بنص ذل الشماتة

اوعازه المحتاج

صفى دم الليالي

السوده مشروبه

وي طكت الفجر

اتنده الهموم

ينخي الله يعينه

ويغفر اذنوبه

يركض طول عمره

والعشى خباز

كل همه نعيش

وهذا مطلوبه

ماجاسه المطر

من بلل الناس

ولا برد عذابه

بثلج حالوبه

شنهي الفائده

والعمر خلص ضيم

والدمعه اعلى حده

سنين مصلوبه

راح لدار حقه

بطرك الهموم

هم هايه

عليه الدنيا محسوبة

 *************************

طبع المحبة

لفته الخزرجي

من طبعي أحب ألأهل ..وأنشد عليهم وسل

ما عاشرتهم طمع .... ولا امدن ايدي وسل

وادموع تجري حزن ..والحزن دمعه وسل

وهاذي اطباع ألأهل ..والطبع عدهم فرض

والما يعرف الرحم ...غلطان عايف فرض

سبحان ربك خلق ..في كل شريعه فرض

وسبحان ربك خلق وي الفريضه احساب

والما يصل للرحم ..جاهل يلوحه احساب

يا ريت اهل الوفه تحسبها الف احساب

أهل الوفه والرحم ..واجب يشدهم وصل

وابن الكرم والوفه ..حتما يــــدور وصل

والما يصل يم هله ..مبعد وكاطـــع وصل

من حيث لن الوصل ...مربع اهلنه وكرم

وعدهم سجايه الوفه ..والطيبه الهم كرم

واليسعى صوب الاهل ... عنوانه حب وكرم

وأرد أنشد الما يود ..رحمه ويعيش بزعل

شنهو الجنيته ترى ...مبعد وتحجي بزعل

والفاشل اللي سلك .. درب القطيعة وزعل

ما يدري يوم الاهـــل ..الهم مواقف شرف

والرحم كربه واهــل ..والاهل نور وشرف

لاتنسى تذكر هلـــك ..والينسه بــايع شرف

والشرف عند ألأصل ..ما يلتقي وي الزعل

واحنه نعرف الرحم ...ونعرف سجايه ألأهل

معروف عدهم علم ...والــــرحم عمه وأهل

وثابت لهم بالكـــــلب ...حب ووصال وأهـل

من حيث وارد شرع .. الــــرحم سجة طيب

وأيضه الشــرع ثبته ...حبـــك لأهــلك طيب

يا ريت يسري الشرع ...ويتوشح أهل الطيب

ويكون وصل الرحم ... طيب وحنــان وأهل

 ********************************************

الصفحة الحادية عشر

جديد دار الشؤون الثقافية

دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة، تواصل اصداراتها الثقافية والابداعية الثرة.. واحدث ما صدر عنها:

- “الى اين ايتها القصيدة؟” سيرة ذاتية للشاعر د. علي جعفر العلاق.

- “حضارة سامراء وتأثيراتها في العمارة والفنون الإسلامية” تأليف د. خالد خليل حمودي/ سلسلة الموسوعة الصغيرة.

- “التجربة الروائية في العراق في نصف قرن” متابعة تاريخية وتحليل موجز لأبرز المحاولات الروائية من 1919- 1965/ تأليف الناقد الراحل د. نجم عبد الله كاظم/ سلسلة الموسوعة الصغيرة.

- “يحلو لي ان اعبث بهذا كله” مختارات شعرية للشاعر اللبناني شربل داغر.

- “وجه بلا قناع” نصوص قصصية تأليف بلقاسم برهومي.

- “صانع الاكواز” رواية ميثم هاشم طاهر.

 ******************************************

الهوية الثقافية.. الأسس والصناعات الصعبة

علي حسن الفواز*

من الصعب الحديث بتجرد عن الهوية الثقافية، من دون الحديث عن المقومات التي يمكن أن تنمو فيها هذه الهوية، على مستوى تأمين ظروف تداول خطابها، أو على مستوى تحولها الى قوة دافعة تتسع معها عوامل التنمية، والتعايش والقبول بالآخر، أو على مستوى الاطاحة بالمركزيات القهرية الحاكمة، بما فيها مركزية الديكتاتور والطاغية والمُستبد، فضلا عن مركزيات النمط والتقليد ومفهوم “الجماعة الناجية”.

الالتباس في مفهوم الهوية، يتعالق بالاتباس في التعاطي مع مسؤولية قراءتها، ومع طبيعة فهمها وتوظيفها، وامكانية تحويلها من نمطية التشيؤ العنصري الى الفضاء المؤنسن، القابل للتعايش، والقادر على تجاوز عقدة ثنائية (امين معلوف)، في تمثّلات “الهويات القاتلة والمقتولة” لكن خطورة صناعة “هذه الهويات” يكمن في معرفة العوامل التي تصنعها، والمسؤولة عن سياق تكريسها في المنظومة القديمة، وفي التأقلم مع تمركزاتها السياسية والاقتصادية والامنية وحتى الجندرية، والتي صنعت لنا طوال قرون اشكالا معقدة للحكم، ولتداول مفهوم القوة، والخطاب، والثروة، والتي جعلت من “ثقافة الهوية” رهينة بتمثلات تلك الاشكال، وبمدى تعبيرها عن ثقافات الجماعات، وعن مدى حيازتها غير المشروعة لعناصر الثروة والامن والمخزون..

قد يكون مفهوم الهوية “جديدا” في سرديات العقل الثقافي، لكنه في الحقيقة قديم، ومخفيٌّ تحت نظام الهيمنة، وفي مسكوتات عنفه الاجتماعي والثقافي، والذي فرض تمثليه لتلك الهوية عبر أطروحة “الهوية الصافية” التي تملك القوة والمقدس، وتضع المعارضين لها خارج سياق الأمة والملة، واتهامهم ب”الزندقة” وهي تهمة سياسية، أكثر من كونها دينية، بقطع النظر عن مرجعياتها الطائفية او الأثنية او الدينية، واحسب أن ضحايا الصراع الهوياتي في العراق التاريخي والسياسي أكثر من ضحايا الصراع في الحروب الكبرى.

المعارضة والوعي بالهوية

تاريخ التمردات والاحتجاجات في تاريخنا العراقي لم يكن بعيدا عن  موضوع الهوية، بوصفه تمثيلا لوعي الجماعات لحقوقها، ولخصوصياتها الطبقية والاجتماعية، والدينية والطائفية، وحتى ما سُمى ب”التظاهرات الوطنية” ضد الاستعمار، وضد الحكومات الرجعية كان جزءا من  هذا التوصيف، إذ يمثل الاستعمار الاحتكار والنمط المتعالي في انتهاك السيادة والحقوق وفي نهب الثروات، مثلما أن السلطات الرجعية تمثل العنف والزيف والفساد والظلم والتبعية والاستغلال، والتهويم بشعارات زائفة عن “الهوية الوطنية” وعن “الدفاع الامة” و”طاعة ولاة الأمر” وغيرها من الشعارات التي تتميّع فيها القيم الاخلاقية والانسانية والنقدية للهوية..

صناعة الخطاب المعارض، ليس خطابا في “التجريد الثوري” بقدر ماهو خطاب يدفع باتجاه تسويغ الحديث عن هوية هذا الخطاب، من خلال رفضه للنمط الشائع، وللسلبية التي يحملها البعض، ومن خلال التعريف بقواه المنتجة والفاعلة، وتوصيف بيئته التي تستجيب لعوامل التغيير، والقبول بالآخر، وايجاد الفضاءات التي تتأنس فيه المفاهيم التي تخص صناعة الهوية، بوصفها القوة الاجرائية لأية معارضة ترفض الأمر الواقع واشكال الاستبداد، فالمواطن، والقانون، والحق والحرية والعدل والسلام الاهلي، كلها مفاهيم نظرية في سياقها، لكنها اجرائية في تطبيقها، لكنها تحتاج الى قوة فاعلة لوضعها في السياق، أي السياق الذي يرتبط بمشروع الدولة الوطنية” بوصفها نتاجا تاريخيا للنضال الاجتماعي، والثقافي، وتتويجا لصراعات قادتها المعارضات الوطنية، والتي جعلت من دوافعها في النضال الطبقي والسياسي والثوري رهانا على مواجهة الاستبداد، وتقويض بنى العنف الاجتماعي والسياسي، والعمل على اعادة تاهيل مؤسسات الدولة عبر القوانين، وعبر الحكم الرشيد، فضلا عن معالجة الاسباب التي أدّت الى صناعة العنف، والدولة المُستّبِدة، وأنموذج الطاغية، وهو ما يعني اعادة النظر بمظاهر الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين الناس، وانهاء ظاهرة “عسكرة الدولة” التي تكرّست طوال عقود، حيث تغوّلت فيها نزعات الكراهية والانقلابية، والعنف والقمع، وكذلك نمطية الاقتصاد الواحد، والذي يدفع دائما بإتجاه انتاج مظاهر عنفية للاحتكار والفساد، لأن طبيعة هذا الاقتصاد المشوّه ترتبط بنمطية السلطة الريعية، والعقل الريعي، وصولا الى الاحكتار الريعي، الذي ستمتلكه السلطة الحاكمة واوليغارشيتها، والتي وجدت في هذا “الاقتصاد الرخو” مجالا لتنامي الثروات بشكلٍ غير مشروع، بعيدا عن الرهان على بناء الاقتصادات الجديدة، حيث الاستثمار، وتجديد السياسات الاقتصادية والسياسات البنكية، وغيرها من العوامل المسؤولة عن صناعة “الدولة الناجحة”

الهوية والاصلاح الاقتصادي.

بقدر ما يظل موضوع الهوية مثارا للجدل، فإن البحث عن تقعيد منهجي له، يتطلب جملة من المقاربات، التي تخص تداوليته في واقع عراقي ملتبس وغامض، وغائر في تاريخ دام من الصراعات الفاجعة، والتي ارتبط اغلبها بالفرضية الطاغية ل”الهوية الواحدة” بوصفها العصابي المركزي، وبنمطيتها في تكريس سياسات العزل والقهر واقصاء الآخر، واذا كان الاستعمار في مراحله الأولى قد عمد الى تسويق صورة النمطيات الحاكمة، عبر الوظائف، وحيازة الثروة والجاه والسلطة، فإن ما سُمّي ب”الدولة الوطنية” كانت اكثر قسوة في صناعة التوحش السياسي، وحتى صورة “الدولة الفاشلة” عبر أنموذجها العسكري الانقلابي والايديولوجي، وعبر عجزها عن تشييد اقتصاد وطني تتعزز فيه بنيات المؤسسات والقطاعات الفاعلة، وانجاح السياسات الاستراتيجية، على مستوى بناء صناعات وطنية، وبناء مشاريع زراعية واسعة، وبنيات تجارية محكومة بقوانين تحمي الثروة من جانب، وتشجع على تنمية التبادل التجاري مع الدول الاخرى من جانب آخر.

الاصلاح الاقتصادي، يعني اصلاح بنياته الاستراتيجية، عبر تطوير وتوطيد عناصرها القوية، والمبنية على أسس علمية، وعبر مشاريع ربحية، يتعزز فيها الاشباع الوطني، واستثمار ثرواته واسواقه، بعيدا عن صورة دولة المديونيات، والفقر الستراتيجي، وسوء المهام الادارية والمصرفية والضريبية، وهي عوامل مهمة في بناء الدولة الفاعلة..

الهوية والمشروع الثقافي

مفهوم الثقافة من أكثر المفاهيم التباسا في التوصيف والتعريف والاجراء، لكنه يظل بالمقابل مفهوما مرنا في تأطير مستويات النظر الى علاقة الثقافة بالهوية، لأن الهوية على الرغم من مرجعياتها الثقافية،

ظلت رهينة بما هو عصابي وطائفي وقبائلي، وهذا ما يدعو الى ضرورة تنمية الجهد الثقافي للتعريف بقيمة الهوية كمرجعية ثقافية، متجددة، وليست ثابتة، وكقوة جامعة للتعايش عبر القانون، وعبر العقد الاجتماعي، وتغذية ذلك عبر مراجعة اسس التعليم،

وبرامج التنمية البشرية،

وتشجيع عمل القطاعات المدنية، والنقابات التي تمثل المنصات الخصبة للتعبير عن القيم الهوياتية، وتشجيع الفاعليات الفنية والادبية والمعرفية، وجعلها جزءا من السياسات الكبرى للدولة ومؤسساتها، فضلا عن المطالبة باعادة النظر بكثير من القوانين الكافلة لحريات التعبير والرأي، ومايخص المحتوى الثقافي، بعيدا  عن أيّ تعسف قهري، تقوم به الجهات الامنية،

وتحت يافطة حماية الذوق العام، والهوية الوطنية، وهي عبارات مضببة، وغير واضحة.

إن النجاح في ادارة الملف الثقافي،

يفتح أفقا لمقاربة ربط هذا الملف بالملفات الأخرى، لاسيما السياسي والامني والاقتصادي، لأننا لا يمكن أن نتحدث عن موضوع الهوية الثقافية، دون الحديث عن عناصرها الحمائية التي تخص النجاح في ادارة السياسات التعليمية، والتربوية والاعلامية، وتهيئة البيئة الاقتصادية لدعم هذه السياسات،

على مستوى صناعة البرنامج، والاليات، أو على مستوى دعم عمل المؤسسات غير الربحية، فضلا عن تبني الدولة سياسة واضحة تقوم على انضاج مشروع الهوية بوصفه موضوعا سياديا وانسانيا،

لا سيما في مجتمع تتعدد وتتنوع مكوناته وثقافته، والذي يتطلب وعيا مسؤولا بحُسن ادارة التنوع، وعلى اسس قانونية تكفل الحريات والعدالة الاجتماعية،

والحقوق المتساوية، وبما يُسهم في صناعة صورة ذهنية متعالية عن تداولية هذا المفهوم في العلاقة مع الجماعات العراقية، وفي الترويج له في الخارج، لترميم ذاكرة تلك الصورة التي تشوهت مع الاستبداد السياسي ومع الاحتلال والعنف الاهلي ومع الجماعات الارهابية التي فرضت سلوكها النكوصي على عدد من المدن العراقية.

__________________

*شاعر وناقد/ رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق

 ********************************************************************

الهوية الثقافية للدولة

عارف الساعدي*

لا اعتقد ان هناك هوية للعراق اكثر شمولية من الهوية الثقافية فهي تكاد تكون الهوية الوطنية الجامعة لكل البلاد ، فنحن نختلف على اكبر الاشياء واصغرها ونصل حد التنافر والتقاتل ، ولكننا لا نختلف على الجواهري او لميعة عباس عمارة او السياب او البياتي ونازك الملائكة او منير بشير او جواد سليم او علي الوردي او ناظم الغزالي او  او او هولاء وغيرهم كثر  هم رموز ثقافتنا وهم جزء رئيس من تشكيل هويتنا الوطنية وليست الثقافية فحسب ، هذا على المستوى الشعبي والوجداني اما على مستوى الهوية  الثقافية للدولة  فهو محل تنازع واختلاف ، كما انه مرتبط بتحولات السلطة وازماتها ، فهوية الدولة الثقافية في الزمن الملكي غيرها في الزمن الجمهوري ، وكذلك الجمهوري منقسم على بعضه فزمن الشرعية الثورية غيره في زمن الديمقراطية، وكل امة تأتي تلعن الامة التي تسبقها وتغير من هويتها الثقافية التي كانت سائدة ، فمفاهيم القومية والعروبة والوحدة هي مفاهيم درسناها في ظل الدولة القومية ومن ثم اختلفت الامور بعد ٢٠٠٣  لتتسيد الى حد ما مفاهيم دينية وعقائدية وهذا نستطيع تلمسه من خلال تسمية المدارس والمستشفيات والشوارع العامة باسماء رجال دين كانوا محظورين في زمن الدولة القومية ، ولكن للاسف لا هذا ولا ذاك سيمثل هوية الدولة الثقافية ، لان الهوية الثقافية للدولة يجب ان تبنى على قواعد وأسس علمية لا ترتبط بالمراحل الانتقالية للشعوب ، انما ترتبط عضويا بعادات الناس وتقاليدهم ورويتهم للحياة بدءا بعمارة بيوتهم وطراز البناء ولون الجدران والازياء التي يلبسونها والاغاني التي يسمعونها ،  وليس انتهاء بمناهج الدراسة التي يتعلم الاولاد فيها  كل ذلك يشكل اللبنة الاساسية كما اظن بهوية البلاد الثقافية.

____________

*شاعر وباحث/ المستشار الثقافي للسيد رئيس الوزراء.

 ***********************************************

لماذا أيها الوطن؟

ليث الصندوق*

قبل أن تنمو للتعاسة أجنحةٌ ومناقير

كان لوطننا جناحان باتساع السعادة

يحمل عليهما أمماً بكامل خطاياها للسماء

هناك تتبادلُ الأدوار مع الملائكة والشياطين

وتتخذُ من الشُهب أحجارَ دينمو

تُرى كيف تضاءَلتَ أيها الوطن

حتى غَدَوتَ حسرةَ ندمٍ

في مواقد الشامتين ؟

كيف انتهيتَ سُجّادةً يتيمة

يسلتُ اللصوصُ خيوطها

ليرفو بها ذِمَمَهم المهترئة

لا مأوى لك سوى المرض

لا أهلَ لك سوى الذين طردتهم أيام عزّك

من جيوبك الدافئة

أشجارُكَ المصدورة مطرودة خوفَ العدوى

من رياض الأطفال

أنهارُكَ المهشّمة الأضلاع تسعى على عكازات

تهربُ كاللصوص

من المستقبل الذي جرّفتَ أساساتِهِ بالاتهامات

ولكن لماذا الهرب ؟

فالماساتُ التي كانت تُرقّعُ جلدَكَ

تحوّلَ وميضُها إلى أرصدةٍ في بطون الغرباء

لا عناقيدَ تُغرقُ الشوارعَ بأمواج من الكريستال

لا سُحبَ تثغو إيذاناً بموعد الحَلْب

تصرخُ بفمٍ مغلقٌ بمزاليجَ وأقفال

لكن هل صراخُكَ من الجوع ؟

أم من الندم على أبنائكَ الذين أكلتهم ؟

تُرى ماذا جنى أبناؤكَ

لتسحق في أعينهم السعادة بقدميك الموحلتين ؟

وماذا جنتِ السعادة

لتُهشّمَ أجنحتها عل أحجار الجروف ؟

هل بخّرَ دفئُها نفطَكَ في الآبار ؟

أم أصابَ بردُها نخيلَكَ بالتهاب اللوزتين ؟

لقد كانت بارّةً بك وبقططك اليتيمة

ولم تطالب تُجار العاديات بالربح

عن بيع أسنانك اللبنية

ليست السعادة هي التي احتلبتِ المِحَن

بل أنتَ الذي شَرَّعْتَ لأبنائِكَ

إتخاذَ أضراسِ الغرباء وسائد

كان بمقدور أعنابِكَ أن تُرجيءَ الربيعَ

إلى أن تنمو لليعاسيب إبرُ اللدغ

كان بمقدور أيامِكَ

أن تتحوّطَ للذكريات من الكسر

فتُدعّمها بالنسيان

لماذا لم تُغلق أبوابَك عندما سمعتَ خفخفةَ الضِباع ؟

لماذا لم تحقن ثمارَكَ بعَقّارٍ مضادٍ للاكتئاب ؟

فاتَ أوآن الندم

وما عادت مصحّاتُ الأمل

تستوعب المزيدَ من الحالمين

________________

*شاعر وباحث/ وهذه احدث قصيدة له وهو يعاني من ثقل مرض بات يشكل وطأة عليه.

 ****************************************

مشروع تطوير منطقة بغداد التاريخية والشبهات

مرّة اخرى تضرب العشوائية الخطط المستعجلة والمرتجلة لأعمار بغداد ومواقعها الأثرية ومناطقها التاريخية الموغلة بالحساسية والهشاشة الأمر الذي يجعل أية محاولة غير مدروسة أو غير دقيقة ومهدية سببا للتدمير والتجديد لقد كتبنا هذا قبل أسابيع من الإهمال المتعمد الشارع الرشيد وإصرار الجهات المسؤولة على تجاهل التدابات لإنقاذه، كما كتبنا في السابق عن مشاريع التطوير التي رصدت لها عشرات الملايين من الدولارات والكثير من الجهود والمناقشات. واليوم تستعد أمانة بغداد مشاركة مع رابطة المصارف الخاصة، لتوقيع عقد جديد يلفه الغموض ويطفي على إعداده الاستعجال وعدم المهنية بشهادة الكثير من المختصين والمعماريين وعلى الأغلب سيوقع العقد المذكور يوم الأول من أيار المقبل، من دون الالتفات لمناشدات التاني وتمحيص الخطط ودراسة جدواها فييدي أو بدفع من رابطة المصارف التي يبدو أنها إحدى جهات التمويل أو الممول الرئيس تستعد الجهات المسؤولة في أمانة العاصمة التوقيع عقد مع شركة غير معروفة في مجال التطوير المعماري سبق أن قدمت دراسة سريعة تتم من عدم معرفة وتخصص لتطوير منطقة بغداد التاريخية التي يسميها العقد مناطق بغداد القديمة)، وبراد بها المنطقة المحصورة بين نهر دجلة غرباً وشارع الرشيد شرقا، وباب المعظم شمالا والباب الشرقي جنوبا، وهي منطقة، كما يعرف الجميع، زاخرة بألاف للمواقع الأثرية والبنايات التاريخية العريقة التي تشكل جانباً مهما من هوية مدينة بغداد. وتتطلب عناية فائقة في التعامل معها ومئات المختصين والمهنيين لترميمها بالمواد الأولية الأصلية نفسها. ولعله من الغريب والمثير للتساؤلات، أن مثل هذا المشروع الخاص بتلك المنطقة التي تعد قلب بغداد النابض كان قد طرح أكثر من مزة في السنوات العشر الأخيرة، وفي كل مرة تعرف عليه مئات الملايين فقط للتصاميم الأولية، ومن ثم يركن على الرفوف لأسباب غامضة لا يعرفها أحد وكان أخر تلك المشاريع تكليف شركة متخصصة في التطوير المعماري استغرقت سنوات عدة في إجراء المسوحات الميدانية وتحديد معالم المنطقة التي يتضمنها المشروع، وكتابة آلاف الصفحات من الدراسات والمقترحات، وتقديم الكثير من التصاميم المدعومة بآلية تنفيذها لتنحي أمانة العاصمة فجاة، كل هذه الجهود والدراسات والتصاميم جانبًا وتأتي بشركة جديدة، وتكلفها البدء بالمشروع العملاق والحساس من دون أية دراسات يعتد بها، واكتفت بعرض سريع من يقع صفحات، قدم على عجل، الأمر الذي يثير الشبهات والمخاوف من عدم تخصصها، وأن تكون حلقة أخرى جديدة من حلقات الفساد المستشري لكن في مجال دقيق وحساس للغاية هذه المرة، مثل مشروع تطوير المنطقة التاريخية في قلب بغداد الذي من شأن التلاعب به، أو التعامل معه ايل .. بعدم مهنية وتخصص أن يؤدي إلى نتائج كارثية لا تحمد عقباها، ويصعب تجاوزها او تصحيحها لاحقا الملكة تدعو من هذا المنين كلا أمانة العاصمة ورابطة المصارف الخاصة للتأني في توقيع العقد، واللجوء للمختصين من معماريين ومهندسين مدنيين ومقارنة قدرات الشركة الجديدة بسابقالها كما ندعو مكتب السيد رئيس الوزراء للتدخل العاجل وتأجيل توقيع العقد المخطط له يوم الأول من أيار المقبل، قبل أن تقع الفأس بالرأس.

_____________

إفتتاحية الطريق الثقافي العدد 119

***********************************************

الصفحة الثانية عشر

احتفاءً بمئوية الرائدة نازك الملائكة

بغداد – طريق الشعب

تحتضن بغداد يومي غد وبعد غد احتفالا رسميا مركزيا بمرور مئة عام على ولادة رائدة الشعر العربي الحديث نازك الملائكة.

سيبدأ حفل الافتتاح الذي يرعاه رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، في الساعة السادسة من مساء غد الأربعاء على قاعة مسرح الرشيد

 *********************************************

 بين التكنولوجيا  والعلوم والثقافة

بغداد – طريق الشعب

يضيّف “ملتقى روّاد المتنبي” الثقافي، الجمعة المقبلة، الأستاذ في جامعة البحرين د. رعد الجبوري، الذي سيقدم محاضرة بعنوان “العلاقة الجدلية بين التكنولوجيا والعلوم والثقافة في المجتمع”.

تبدأ المحاضرة عند الساعة 11 ضحى على “قاعة علي الوردي” في المركز الثقافي البغدادي.

والدعوة عامة.

 *********************************************

«منتدى كربلاء»..  لأدب المرأة ينتخب هيأته الإدارية

كربلاء – طريق الشعب

احتضنت قاعة اتحاد الأدباء والكتاب في كربلاء، الجمعة الماضية، المؤتمر الانتخابي لـ “منتدى كربلاء” لأدب المرأة، أحد تشكيلات الاتحاد.

وعُقد المؤتمر الذي حمل اسم الروائي الراحل أحمد الجنديل، بإشراف لجنة العلاقات الداخلية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وبحضور مجلس إدارة اتحاد أدباء كربلاء، فضلا عن إشراف قانوني وبمشاركة جميع عضوات المنتدى.

وقد رشحت 6 من عضوات المنتدى ليجري اختيار ثلاث منهن للهيئة الإدارية. وفازت القاصة إيمان كاظم بأعلى الأصوات.

وبعد إجراء الانتخابات الداخلية، اتفقت الهيئة الإدارية على توزيع المهام، فاصبحت القاصة إيمان كاظم مسؤولة المنتدى، والقاصة أمل الموسوي مسؤولة للشؤون الثقافية، والقاصة زينب الاسدي مسؤولة للعلاقات والإعلام.

 *******************************************

اتحاد الجواهري يستذكر النوّاب في ذكراه الأولى

بغداد – طريق الشعب

تحت عنوان «استذكارا لثورته الدائمة»، أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، السبت الماضي، جلسة استذكار للشاعر والمناضل الكبير مظفر النوّاب، في مناسبة مرور عام على رحيله.

جلسة الاستذكار التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، حضرها جمهور كبير من الأدباء والمثقفين، وأدارها د. حازم الشمري، مستهلا إياها بالقول أن «شعر النوّاب يشبه الوطن، وان هذا الشاعر من اعمق شعراء العرب المعاصرين ارتباطا بالأرض والوطن كهوية».

وألقى الأمين العام للاتحاد الشاعر عمر السراي، كلمة في المناسبة قال فيها أن النواب كان يعيش انتفاضات دائمة عابرة للحدود «وعند رحيله شُيّع بانتفاضة أخرى كان يريد لها أن تكون». واستذكر قول النواب عندما زار مقر الاتحاد عام 2011، بأنه «الآن في أقدس مكان في العالم».  وتابع السراي كلمته قائلا: «ليس من الصعوبة أن تكون شاعرا في العراق. فكل شي في العراق شاعر، لكن الصعوبة أن تكون مظفر النواب». وكانت لوزير الثقافة الأسبق ورئيس تحرير «طريق الشعب» الرفيق مفيد الجزائري، كلمة تحدث فيها عن «شموخ النواب بكل المقاييس، سواء على الصعيد الإنساني أم الفكري أم الشعري»، واصفا النوّاب بأنه مناضل وثائر من اجل الإنسان والناس والشعب، ومدرسة نضالية وثورية كبيرة.

وقال أن «النواب معنا في كل جوانب حياتنا، في الداخل والخارج، بين الناس العاديين ووسط المثقفين»، مضيفا أن «النواب حقق اختراقا في كل شيء وليس في الشعر وحده».

وفي سياق الجلسة عرض فيلم وثائقي حمل عنوان «وتريات جواهرية»، من إنتاج الاتحاد. وتضمن الفيلم قراءات شعرية من الأرشيف للشاعرين الجواهري والنوّاب، مع انطباعات للناقد مالك المطلبي والشاعر ناظم السماوي. 

ثم توالت الشهادات والمداخلات بحق الفقيد. إذ استعرض الروائي أحمد خلف، تاريخ معرفته به، والذي كان في العام 1962، عندما كان خلف طالبا في مدرسة يدرّس فيها النوّاب مادة اللغة العربية. كما تحدث عن زيارته له في أحد السجون، وعن لقاء جمعهما معا في سورية.

أما الشاعر ناظم السماوي، فقد بدأ مداخلته بمرثية للنوّاب، عرّج فيها على سنوات سجنهما معا في «نكرة السلمان».

فيما تحدث الباحث زهير الجزائري، عن علاقته بالفقيد، مؤكداً أن «هذا الشاعر من المجموعة التي اسست الحداثة في العراق، لا سيما الحداثة التي طرأت على الشعر الشعبي وكسرت نمطيته المعتادة».

وساهم في المداخلات الكاتب والناقد جمال العتابي، الذي تحدث عن دور النواب في إدامة حركات الاحتجاج والترويج لها عبر الشعر. في حين قدم رفيق درب الفقيد، الشاعر رياض النعماني، ورقة نقدية عن النوّاب باعتباره ظاهرة شعرية استثنائية. الشاعر والناقد ريسان الخزعلي كانت له ورقة نقدية أيضا، تناول فيها دور النواب في تجديد القصيدة الشعبية، وأكد أن ديوان «للريل وحمد» كان مجس التحديث الأول في الشعر الشعبي العراقي.

وتواصلت الشهادات والأوراق النقدية عن الفقيد، والتي ساهم فيها كل من الناقدة موج يوسف والناقد علي شبيب ورد والشاعر رافد عزيز القريشي. وفي الختام، قدم الملحن المعروف جعفر الخفاف، مجموعة من أشعار النوّاب غناء وعزفا على العود.  

 ******************************************

في فلورنسا.. التشكيلي رسمي الخفاجي يفتتح «شجر السرو»

روما - عبد اللطيف السعدي

يواصل الفنان التشكيلي ابن مدينة الديوانية، رسمي الخفاجي، من محل إقامته منذ مغادرته العراق أواسط السبعينيات في مدينة فلورنسا – الإيطالية، نشاطاته الفنية سواء داخل البلاد أم خارجها.

ففي 13 أيار الجاري، افتتح معرضا شخصيا جديدا على غاليري «خيالي» في فلورنسا، ضم عديدا من لوحاته المنجزة باللونين الأبيض والأسود.

وحمل المعرض عنوان «شجرة السرو.. ضيافة وحنان». وقد جسدت الأعمال أسلوب الخفاجي ونهجه الفني، خاصة في استخدامه رمزه المعهود، وهو الأشجار. إذ يعطيها في كل مرة ميزات متجددة باللون والشكل، للتعبير عن تفاعله مع واقع ووقائع أثرت فيه وعيا ومشاعر.

وجاء في كاتالوغ الغاليري الذي ضيّف المعرض: ان «عنوان معرض رسمي الخفاجي، يشير إلى أن شجر السروّ، يمثل دور البطولة في جميع أعماله. وان شجرة السروّ تعود في أصولها الى الشرق، في منطقة تمتد بين العراق وتركيا. ولقد كانت مصورة في اللوحات الجدارية للسومريين، وهي الشجرة الوحيدة التي ترتفع نحو الأعلى، وتنتهي بنهاية مدببة، تتجه نحو السماء، وكأنها أبراج أجراس الكنائس، أو منارات الجوامع».

حاول الخفاجي في لوحات معرضه هذا، كما في معظم لوحاته، عرض دراما غرق وموت المئات من المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل في بلدان أخرى، أثناء عبورهم البحر على قوارب مهترئة. وقد عبّرت عن ذلك لوحته المعنونة «ضحايا الأمل». ففيها تبدو المأساة جليةً، عبر أشجار السروّ المنتصبة الواقفةً بسوادها، لتفصح عن حالة الحزن وعمق الحدث الدراماتيكي، المتمثل في الموت. وهنا يكشف الخفاجي عن تفاعله مع مأساة وقعت قبل شهور قليلة جنوبي إيطاليا، حين غرق في البحر أكثر من 70 مهاجراً بينهم نساء وأطفال.

ولم يفت الخفاجي أيضا تجسيد ضحايا وجرحى انتفاضة تشرين. وقد وثّقهم وصورهم وهم يتطلعون نحو الشمس.

هذا وستبقى أبواب المعرض مفتوحة حتى يوم 8 حزيران المقبل.

 **********************************************

شيوعيو الفضل يحتفلون بمقرهم الجديد

بغداد – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في منطقة الفضل البغدادية، الجمعة الماضية، احتفالا في مناسبة انتقالها إلى مقرها الجديد في المنطقة.  وحضر الاحتفال عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، إضافة إلى سكرتير اللجنة المحلية في الرصافة الأولى ومسؤولة لجنة عزيز محمد الأساسية للحزب، وهي منظمة الحزب في الفضل.

وأشاد عضو المكتب السياسي الرفيق عزت أبو التمن في كلمة له خلال الاحتفال، بنشاطات المنظمة ، مؤكدا عمل الشيوعيين المتفاني من أجل تقديم الخدمات للمواطنين وإيصال أصواتهم المطلبية، فضلا عن توعية الناس بالكثير من القضايا المهمة، وتحفيزهم على الضغط الجماهيري في سبيل انتزاع حقوقهم المشروعة. وثمّن الرفيق أبو التمن أيضا، دور الرفاق المحاضرين، الذين قدموا دروس تقوية مجانية للطلبة في منطقة الفضل، وساعدوهم في تحسين مستوياتهم الدراسية. ثم قدم لوح إبداع للرفيق المدرس أبو وميض، تقديرا لجهوده التي بذلها في تلك الدروس.

وفي سياق الاحتفال، جرى منح بطاقات عضوية الحزب لمجموعة من الرفاق المرشحين.

هذا وأثنى الرفاق في قيادة الحزب، على جهود مسؤولة لجنة عزيز محمد الأساسية الرفيقة كوريا رياح (أم فرات) ورفاقها ناصر (أبو ستار) ومرتضى وهادي وحنان، متمنين لهم النجاح في مختلف ميادين عملهم.

 *********************************************

ليس مجرّد كلام.. هل قَدرُنا أن نحلمَ .. ولا اكثر ؟!

عبدالسادة البصري

في تسعينيات القرن الماضي كتبتُ قصيدةً كان مما قلته فيها: “وردية أحلامنا والمؤجّلات كثار..”. نعم كان جلّ أحلامنا مؤجّلا حتى تشرق شمس الحرية ذات يوم. ولكن حينما أشرقت وتبدد الظلام ظلّت أحلامنا على حالها ، بل وتراكم غيرها في حقيبة امنياتنا.

كنّا نمنّي النفس بحياة أفضل وأجمل، نتخلّص فيها من مخلّفات الماضي وتراكماته، وننصرف الى تحسين الخدمات وانشاء بنى تحتية حديثة ومشاريع تنقلنا ومدننا إلى مصافِّ الشعوب المتقدّمة. ومنذ أول دورة انتخابية سمعنا بمشاريع كثيرة وخدمات أكثر.. لكنّنا لم نرَ شيئاً، كانت وعودا هوائيةٌ فارغة ، وكلاما معسولا، ينطفيء مع غروب يوم الانتخابات .. وكلّ الذي رأيناه هو الخراب والبؤس وازدياد نسب الفساد والغش ونزيف الدم والصراع على الكراسي والمصالح الفئوية الضيقة والمحاصصة المقيتة التي ما زالت تلعب بالبلد شاطي باطي.

 وفي التفاتة الى الوراء نجد أن  مشاريع كثيرة سجّلتها موازنات أعوام ما بعد  2003،  لم يتحقق منها سوى النزر اليسير ولم يكتمل مشروع واحد بشكل نهائي ابدا. فكلّ مشروع يبدأ العمل فيه ونستبشر به خيراً، يتوقّف في منتصف الطريق.

خدمات المجاري ومياه الأمطار لم تكتمل، ماء الإسالة ظل على حاله مالحاً وتزداد ملوحته كل صيف، الكهرباء ومشاكلها، البطالة وتفشي المخدّرات، مشاريع تبليط وإكساء الشوارع الفرعية والرئيسية للمناطق والأحياء السكنية كلّما جاء الشتاء ونزل المطر تتحول إلى برك ومستنقعات، بالاضافة الى طرق الموت الخارجية التي تحصد كلّ يوم أرواح المواطنين!

إذا تساءلنا أين انتهى المطاف بمشاريع عملاقة للبنى التحتية في موازنات انفجارية، فلن نحصل على إجابة، ويبقى كل شيء على حاله والمبلغ المرصود قد صُرِف وهكذا دواليك!

لماذا لم تكن هناك متابعة ورقابة يومية، للتأكد من جودة العمل في كلّ مشروع، والى أين وصل التنفيذ؟!

وهل استلمت الشركة المبلغ المرصود للمشروع في الميزانية، أم إنها لم تستلمه ولهذا تركت العمل دون إتمامه ؟!

وهناك السؤال المهم جداً: اين انتهت المشاريع ضمن موازنة سنة كذا وكذا، التي تم صرف كلفها من دون اكتمال بنائها ؟!

لا أحد يعرف الا الراسخون في الفساد وسرقة البلاد!

 وتبقى عبارة “رحم الله امرئا عمل عملا فأتقنه” تتردد في أذهاننا ونحن نمرّ كلّ يوم أمام المشاريع التي بقيت (نص ستاو..) لا فائدة منها وفيها، مجرد غبار وأنقاض ومطبّات وطين ووحل عند نزول المطر..!

كل هذا يجب وضعه نصب أعيننا، وان نعضّ أصابعنا ندماً!

فقد اخطأنا الاختيار منذ الدورة الانتخابية الأولى، ولم نعط اصواتنا لمن يجيد العمل ويتقنه وينصرف اليه بنزاهة واخلاص ولمَنْ لا يتنصّل من وعوده وعهوده التي يقطعها على نفسه.. ومَنْ يضع الوطن والناس نصب عينيه وفي قلبه وعقله دائماً.

ولقد آن أوان عدم تكرار الخطأ الفاحش وعدم الاسهام في الخطيئة الكبرى، التي صرنا جميعا في النهاية، ومعنا شعبنا ووطننا، ضحايا لها.