اخر الاخبار

أثار حفل الشاب السوري" الشامي" الذي أقيم أخيرا على قاعة دجلة في بغداد ، موجة من السخط المجتمعي خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي  باعتباره  اختلالاً قيمياً  لسلوك أطفالنا، وتجاوزاً على براءتهم، وانتهاكا لها بعدما ارتقت مسرح الحفل  مراهقات صغيرات ، يبكين بحرقة وبصخب مرددات أغانيه. ولم يكتفين بذلك بل  قبلن المطرب  " في حبيّات وغراميات " ورفضن النزول عن المسرح ، وسط دهشة الجمهور و تفاعلهم الفوضوي معتبرين الأمر تعديا على حرمة البيوت واستنفارا لعواطف الصغيرات.

 وبدوره حلل هذه الظاهرة علميا الأستاذ فواز الصفار رئيس تحرير مجلة " أصدقائي" الموجهة للأطفال في فديو حقق انتشارا واسعا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرا انها أولا وأخرا تعكس مدى تدني الثقافة لدى الأطفال فضلا عن ضعف وهشاشة منظومتنا التربوية. 

واوضح ان عدد  الأفراد في مجتمعنا العراقي  ضمن الفئة العمرية من صفر الى 14 سنة بلغت 16,555,000  حسب آخر احصاءات التعداد السكاني الذي أعلن أمس ،  أي أنهم يشكلون نسبة عالية جدا تقترب من  ثلث السكان وأغلبهم غير مثقفين.

ووفق احصاءات رسمية سابقة قُدر عدد الأميين ب 11 مليون أمي،  ترتفع فيها نسبة الأمية لدى الإناث في المناطق الريفية على نحو خاص بسبب الفقر ، وضعف الميزانية المخصصة لقطاع التعليم ، ونقص المدارس في المناطق النائية.

واكد أن من أهم وسائل التوعية فضلا عن إصلاح النظام التربوي ككل ومكافحة الأمية ،  ايلاء  ثقافة الطفل الاهتمام اللازم،  ضاربا مثلا بمجلته التي يخرجها بجهد شخصي منذ سبع سنوات بواقع خمسة آلاف نسخة شهريا لكن إعدادها تدنت إلى خمسمائة نسخة فقط في العام الماضي وعجز عن إصدارها هذا العام بسبب التكاليف الباهظة للكتّاب والرسامين ، موجها اللوم إلى الجهات الثقافية المعنية ، كوزارة الثقافة والجهات المتنفذة الأخرى التي لم تتوان عن صرف ملايين الدولارات لغرض استضافة مؤتمرات لبضعة أيام لا ندري مدى أهميتها للمجتمع العراقي مثل مؤتمر(السيدة الأولى) الذي كلف خمسة ملايين دولار، ساخرا بالقول" لو احصل على خمسة ملايين دولار ، اخلي حتى الطفل ببطن أمه يقرأ"!  موضحا في الوقت نفسه بذله الجهود المكثفة لعرض طلباته بتوفير الرعاية للمجلة ولغيرها من المشاريع الثقافية التي تعنى بالطفولة.

أما دار ثقافة الأطفال فتشهد انتكاسة ثقافية مفجعة مقارنة بما نتذكره عنها،  وأنا شاهدة عليها لاشتغالي بها لمدة خمس سنوات، اذ كان نتاجها أبان السبعينات والثمانينات يتسم بالغزارة والنوعية.  وحدها  مجلة (مجلتي) كانت تطبع مليون نسخة شهريا- فضلا عن جودتها، وسعة انتشارها لأغلب الدول العربية ولشمال أفريقيا ، والتي لا يمكن مقارنتها بتاتا بحال الدار اليوم، وما تنتجه من أعداد شحيحة بكوادر ضعيفة وبتوزيع قاصر لا يبلغ القراء.