اخر الاخبار

احتفى الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم ومؤازروهم وكل الوطنيين والديمقراطيين أمس، الرابع عشر من شباط، بيوم الشهيد الشيوعي، الذي اقترن هذا العام، بالذكرى الخامسة والسبعين لإعتلاء قادة حزبنا الأماجد، يوسف سلمان (فهد) وحسين محمد الشبيبي (صارم) وزكي بسيم (حازم)، ارجوحة الأبطال بتحدي وشموخ نادرين، وبيقين لا يلين، من أن الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق، وأن درب الوصول لوطن حرُّ وشعب سعيد، لا بد أن يتعّمد بالتضحيات وتشرق عليه شمس عناد ثوري مضّمخ بالتضحيات.

لقد تواصلت في هذا الوطن المستباح، قوافل الشهداء، مذ بزغت في سمائه فكرة الحرية والعدالة، وسرت كشذى القداح بين فقرائه المستضعفين، ممهدة الأرض للربيع والمطر والروح للفجر القادم، تصارع طواطم العسف والإستغلال والإستبداد والتخلف، وتروي ظمأ المتعبين. قوافل لا تدفن في القبور، بل ترفرف كالغرانيق في الأعالي، واضحة كالحقيقة وعميقة لا تعرف الإنحناء وساطعة بوهج لا يخبو.

ولذا كان بديهياً أن ننحني دوماً، اجلالاً وافتخاراً بهم: سلام عادل وجمال الحيدري والعبلي وأبو العيس وجورج تلو  وحسن عوينة وعبد الرحيم شريف ونافع يونس وعائدة ياسين وصفاء الحافظ وصباح الدرة ونجية الركابي وابو فرات وسعدون وحيدر القبطان وابو كريم وخضر كاكيل وسعيد متروك وكاظم الجاسم، والالاف من اعضاء وكوادر حزبنا، وان نستلهم من تضحياتهم وعطائهم، دروس الوفاء للراية التي أبقوها خفاقة، وأن نصونها حتى يطلع فجر الخلاص من العبودية والإستغلال وتعاد للبشر آدميتهم المستلبة.

كما كان منعشاً للروح الثورية ولا يزال، استلهام مأثرة فهد ورفاقه، في كل حياتنا ونضالنا، نحن الشيوعيين العراقيين، سواءً في بنائهم لحزب من طراز خاص، يقرن الكفاح الوطني بالنضال الطبقي، ويتصدر حركة الجماهير، والكادحون منهم بشكل خاص، من اجل حقوقهم وحرياتهم، يقودهم ويتعلم منهم ويمتزج بهم ولا يتخلى عنهم. حزب يدافع عن الهوية الوطنية الجامعة، ويكافح ضد التخلف والإستغلال وضد التبعية للإمبريالية وعولمتها المتوحشة، ومن أجل حرية البلاد وسعادة ابنائها، ويتضامن مع كل المضطهدين والمستعبدين في الأرض.  

إن إستلهام تلك الدروس، في ظل المخاطر الجدية التي تهدد إستقلال العراق وسيادته الوطنية وأفاق تطوره وتطبيق الديمقراطية الحقة فيه، ومع قيام منظومة المحاصصة بالهيمنة على الدولة وتشويه مؤسساتها وحماية الفساد والفاسدين، والتماهي مع السلاح المنفلت، وتبني سياسات السوق المفتوحة ونزعة الليبرالية الجديدة، التي اضعفت الإنتاج الوطني وفاقمت التفاوت الاجتماعي وزادت من نسب العراقيين المكتوين بالفقر والبطالة وغياب الخدمات الأساسية، يضاعف الحاجة لتصعيد كفاحنا، نحن الشيوعيين وكافة الديمقراطيين والوطنيين، لإحداث التغيير الشامل. ويديهي أن يكون في مقدمة إشتراطات نجاح هذا الكفاح، تقوية تنظيم الحزب، وتعزيز صفوفه وترقية دوره وتوسيع دائرة صلاته وعلاقاته مع أوسع القطاعات الجماهيرية، وتقوية تحالف قوى التغيير الديمقراطية.

إن تواصل الحركات الاحتجاجية، ورفض اغلبية العراقيين لمنهج الحكم وآليات إدارة الدولة والفساد ونهب وهدر المال العام والمصاعب المعيشية التي يعانون منها والتدخلات الأجنبية الواسعة وتغييب إرادة الشعب وإصرار المتنفذين على التمسك بذات المنهج الفاشل، وعجزهم عن تقديم حلول لما راكمته حكوماتهم من مشاكل وخراب، لا بد وأن يحفّز كل الخيرين على التحرك من أجل أن يحقق الشعب غده الوضاء سلمياً وبأقل التضحيات، عبر نضال متعدد الاشكال وحراك جماهيري منظم، ومن خلال تجميع القوى المدنية والديمقراطية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والشخصيات في تكتل وطني واسع، ومن أجل منع أية محاولات لحرف مسار الحراك أو تغييب جوهره الوطني، عبر تأجيج استقطابات طائفية واثنية، أو التهاون في التصدي لأية محاولات للقمع او تكميم الأفواه ومصادرة حق التعبير والتظاهر والاحتجاج المكفول دستورياً أو التهديد بعودة الإستبداد.

لتتضافر كل الجهود من اجل دحر منظومة المحاصصة والفساد وفرض إرادة  الغالبية الساحقة من أبناء الشعب التواقة للتغيير، ولحياة أفضل يستحقونها.  

في يوم الشهيد الشيوعي.. الخلود لشهداء حزبنا والحركة الوطنية.

المجد للحزب في عيده التسعين.

الظفر لعراق حر مزدهر.

والخزي والعار للقتلة والطغاة والمستبدين.

عرض مقالات: