اخر الاخبار

هل من المعقول أن يحمل أحد أروع شوارع بغداد، اسما يعبر عن أسوأ يوم في تاريخ العاصمة، بل في تاريخ العراق الحديث؟ ذلك اليوم المشؤوم الأسود الذي تكالبت فيه القوى الفاشية الهمجية الدموية، المحلية والخارجية، للإطاحة بثورة 14 تموز المجيدة.. اليوم الذي شكل أولى خطوات تدمير العراق، التي لا تزال آثارها باقية حتى الآن.

هذا ما يذكر به اسم “شارع 14 رمضان”، مثلما يذكر بالجرائم البشعة والانتهاكات التي طالت الحرمات وحقوق الإنسان، والتي لم تشهدها حتى أكثر العصور همجية.

بعد التغيير 2003، اقترح مثقفون ومواطنون خيرون تغيير اسم هذا الشارع، مرشحين تسميات جديدة مناسبة. وقد تم نشر هذه المقترحات في الصحف المحلية.

ومن أجمل الأسماء المقترحة التي طرحت وقتها، والتي أعجب بها الكثير من المواطنين، هو “شارع الرمان” على اعتبار ذلك مقاربا للفظة “رمضان”، كي لا يختلط الأمر كثيرا على ألسنة الناس. واقترح أيضا في ذلك الحين، الإكثار من اللوائح التي تحمل الاسم الجديد، شرط أن تكون على شكل ثمرة رمان، يضاف إلى ذلك طلاء جميع الأقواس وأعمدة الكهرباء الموجودة في الشارع، باللون الرماني، وتزويدها بفوانيس كهربائية يكون شكلها مماثلا لهذه الثمرة المحببة.

وأجمل ما في الأمر، أن الاقتراح تضمن أيضا زراعة أشجار رمان على الأرصفة والجزرات الوسطية!

هذا المشروع البسيط، والجميل في الوقت ذاته، لا يبدو مكلفا من ناحيتي المال والجهد. لذلك نأمل من الدوائر المعنية، خاصة أمانة بغداد، أخذ هذا المقترح بعين الاعتبار، والعمل على تنفيذه تقديرا لمشاعر ذوي شهداء يوم 14 رمضان المشؤوم.. يوم 8 شباط 1963 الدموي الأسود.