اخر الاخبار

القى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي كلمة في انطلاق فعاليات مهرجان يوم النصير الشيوعي في مناسبة الذكرى الستين لتأسيس اول قاعدة انصارية للحزب غداة انقلاب 8 شباط 1963 الاسود

الحضور الكريم

الضيوف الكرام

الرفيقات والرفاق الأنصار الأعزاء

في هذا اليوم المجيد، يوم النصير الشيوعي،  وفي الذكرى الستين لتأسيس أول قاعدة أنصارية شيوعية عام 1963، نتوجه اليكم   ، ومن خلالكم لجميع النصيرات والأنصار ممن لا يشاركوننا في هذا الحفل،  وباسم اللجنة المركزية ومكتبها السياسي ، باحر التحايا والتهاني، مستذكرين باجلال شهداء الحركة الأنصارية الأماجد وبطولاتهم ، الذين جادوا بأعز ما يملكون في مواجهة اعتى النظم الدكتاتورية، دفاعا عن حرية الشعب وحقوقه ومطالبه المشروعة في العيش  الكريم في ظل وطن حر مزدهر، وحماية للحزب وكوادره وأعضائه وأصدقائه من الإرهاب الوحشي والحملات الدموية التي استهدفت تصفية الحزب والقضاء عليه جسديا وتنظيميا.

إن إنطلاق الحركة الأنصارية في كردستان، باعتبارها تجسيداً للكفاح المسلح كأسلوب للنضال، سواء في الفترة الأولي بعد الإنقلاب الدموي الفاشي في 8 شباط 1963، أم في المرحلة الثانية بعد عام 1979، لم يلجأ اليه حزبنا إلا بعد أن حتمه الواقع الموضوعي وطبيعة السلطة في البلد ونهجها القمعي الدكتاتوري المعادي لمصالح الشعب بعربه وكرده واطيافه المتاخية ، والهادف اساساً الى تصفية القوى السياسية في البلد، وحزبنا الشيوعي بشكل خاص. فلم يكن أمام الحزب من خيار سوى اللجوء الى العمل الانصاري المسلح من أجل الحفاظ  على وجوده النضالي على أرض الوطن وحماية كوادره وصيانة منظماته، ومواصلة كفاحه من اجل خير الشعب والوطن .

لقد خضعت الحركة الأنصارية في كردستان ، باعتبارها اسلوبا للكفاح ، إلى استراتيج الحزب ولنهجه العام، ولأهدافه تحالفاته وعلاقاته . وعلى هذا الأساس، تبنى الحزب رسميا في تشرين الثاني عام 1981 ، الكفاح المسلح كأسلوب رئيس في النضال من أجل اسقاط النظام الدكتاتوري وإحلال البديل الوطني الديمقراطي.

وعلى الرغم من الظروف الشاقة وشراسة السلطة وقوة أجهزتها القمعية، والصعوبات والتعقيدات، الموضوعية والذاتية،  التي أحاطت بنشوئها وبنائها وتأمين المستلزمات المادية والقدرات البشرية  الضرورية لتمكينها من ممارسة مهامها النضالية،  لا على الصعيد العسكري فقط، وإنما أيضا فيما يخص أداء المهمات  السياسية والتنظيمية  والإعلامية وغيرها، فإن الحركة الأنصارية  شكلت في مختلف مراحلها،  صفحة مشرقة في مسيرة حزبنا ونضاله ، يحق لأجيال الشيوعيين  الفخر والاعتزاز بها لما قدمته من مآثر وأمثلة رائعة وملهمة في الشجاعة والبسالة والإقدام والتضحية.

فقد عززت الحركة انصارية هيبة الحزب في أوساط القوى الوطنية والكردستانية العراقية والتقدمية العالمية، ولعبت دورا مشهودا  في تمكين الحزب من مواصلة نشاطه السياسي والتنظيمي والإعلامي والعسكري، كما رفعت معنويات الشيوعيين  وحالت دون تشتتهم في المنافي وشدّت بصورة أوثق ارتباط الحزب ورفاقه  بالشعب والوطن، وكانت الحركة الانصارية داعمة ومساندة قوية للعمل السري للحزب في جميع  محافظات الوطن  .

لقد تميزت حركة الأنصار منذ بدايتها بملامح خاصة تعبر عن هويتها الشيوعية، ابرزها تركيبة أنصارها الذين ينتمون لجميع أطياف الشعب العراقي ومكوناته القومية والدينية،  ومشاركة  المرأة في الكفاح المسلح ، إذ التحقت العشرات من الرفيقات في صفوف الأنصار ولعبن دورا بارزا فيها وساهمن في مختلف الأنشطة والأعمال بما فيها العمل العسكري، وقدمن كوكبة من الشهيدات اللواتي جسدن التضحية والفداء واصبحن شموعا منيرة تضيء دروب النضال. وضمت الحركة الأنصارية المئات من الطلاب وخريجي الجامعات حملة الشهادات العليا، كما التحق بها صحفيون وأدباء وكتاب من أبرز مثقفي العراق ساهموا في إيجاد حياة ثقافية نشطة في الحركة وفي اصدار صحافة الحزب المركزية ، إضافة إلى صحافة ونتاجات ثقافية خاصة بالحركة الانصارية.، واغتنت حركة الأنصار كذلك بالمناضلين في مختلف مراحلها ، من المدنيين والعسكريين ، ومن مختلف فئات وطبقات المجتمع .   

 وعلى الصعيد الجماهيري والسياسي ، فقد  لعبت  حركة الانصار الى جانب القوى  والاحزاب الكردستانية، دور اً بارزاً في استنهاض الجماهير في المنطقة وفي انطلاق  انتفاضها اعوام 1982 و1984 و1987. ونجح الأنصار الشيوعيون في نسج علاقات طيبة مثمرة مع أبناء الشعب الكردي في  المناطق  التي ينشطون فيها ، وكسبوا ثقتهم واحترامهم ونالوا دعمهم المادي والمعنوي، وكان لذلك اثره أيضا في تواجد حركة الأنصار في كل مناطق الإقليم .   

 وحرص الحزب والأنصار الشيوعيون على  إقامة علاقات متينة مع الجماهير والقوى الوطنية والكردستانية ، كما شددوا  على استقلالية القرار العسكري والسياسي، فيما سعوا قدر المستطاع والممكن في المواجهة مع قوات النظام  إلى التمييز بين النظام ومنتسبي الحيش العراقي   ، وإذ رفعوا شعار “الجنود اخواننا والنظام الديكتاتوري عدونا”، وفي ذلك  رد وتفنيد للادعاءات والاتهامات الباطلة التي تحاول النيل من المواقف الوطنية للحزب وللحركة الأنصارية.

إن الحركة الأنصارية الشيوعية ، تعتبر تجربة متميزة في تاريخ الحزب ومسيرته النضالية، وقدمت بنجاحاتها ومآثرها البطولية ، كما في أخطائها  وانتكاستها،  لأسباب موضوعية وذاتية، دروسا غنية تم استخلاص بعضها والتوقف عندها في الوثائق التقييمية للحركة الأنصارية، ولكنها لم تستنفد بعد ،  ما يدعو إلى المزيد من الدراسة والبحث لهذه التجربة النضالية التي تمثل رصيدا مهما للحركة الوطنية العراقية ولنضال الشعب العراقي وللحركة القومية التحررية الكردستانية. ..

 إن حزبنا وهو يواصل نضاله متحديا كل الصعاب، في كل ارجاء العراق ، وعلى مختلف الصعد باعتماد الأشكال النضالية السلمية ، دفاعا عن حقوق الشعب وشغيلته وكادحيه في العيش الحر الكريم وفي في سبيل إقامة دولة مدنية  ديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية في ظل نظام ديمقراطي فدرالي، يدرك تماما الفضل الكبير للحركة الأنصارية وصمود وتضحيات النصيرات والأنصار البواسل في احباط واجهاض مخططات النظام الدكتاتوري  المباد والقوى المعادية للديمقراطية والشيوعية الهادفة إلى تصفية الحزب والقضاء على وجوده.

نعبر عن اخلص التمنيات  بالنجاح لهذا المهرجان ولاحياء هذه المناسبة العزيزة على حزبنا وعلى الشيوعيين والمناضلين الوطنيين، كما نتطلع إلى  تعزيز عمل الرابطة ودورها في صفوف الأنصار وفي تقديم العون والدعم لهم وفي توثيق صلتهم ومشاركتهم واسنادهم لنضال حزبنا والقوى الوطنية والمدنية الديمقراطية من أجل التغيير الشامل والخلاص من نهج المحاصصة ومنظومة حكمه الحاضنة للفساد. 

مجداً لشهداء حركتنا الأنصارية، شهداء الحزب والوطن،

التحية والتقدير لابناء وبنات كردستان على مواقفهم ودعمهم لحركة الأنصار

وتحية اكبار  لكل من ساهم في بناء هذا الصرح العظيم.