العراق ودفاعه الجوي
نشر موقع أمواج البريطاني تقريراً تفصيلياً عن برنامج العراق لتطوير دفاعاته الجوية بالتعاون مع كوريا الجنوبية، وذلك بعد سنوات سعت خلالها بغداد إلى الحصول على مثل هذه المعدات، قبل أن تستحثه التوترات الحالية واحتمالات التصعيد في حرب الصواريخ الإقليمية، على التعجيل بالاتفاقية، رغم عدم وضوح الجهات التي من المفترض أن يدافع النظام الدفاعي الجديد ضدها أو يردعها.
البحث عن بائع
ونقل التقرير عن محللين عسكريين قولهم أن السلطات العراقية كانت قد اتصلت قبل عامين بفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة للحصول على نظام دفاع جوي جديد، لكن محاولاتها لم تنجح، بسبب تدخلات إقليمية أعاقت المفاوضات مع الشركات الغربية، مما أجبر بغداد على التحول إلى كوريا الجنوبية، التي اجتمع وزير دفاعها بنظيره العراقي في آذار الماضي، و أطلق الرجلان جولة مفاوضات، اختتمت بإعلان شركة تصنيع الأسلحة الكورية الجنوبية LIG Nex One عن حصولها على عقد بقيمة 2.8 مليار دولار لتزويد العراق بنظام صواريخ M-SAM-II.
انتقادات واسعة
وأشار التقرير إلى تعرض العقد لبعض الانتقادات حيث رأى أحدهم بأن كوريا الجنوبية ليست سوى دولة خاضعة للوصاية الأمريكية، فيما رأى آخر بأن نظام الدفاع الجوي الذي اشترته بغداد لا يتوافق مع احتياجات العراق الدفاعية، وأنه كّلف ثروة تعادل ثلاثة أضعاف ما خُصص في الموازنة لوزارة الزراعة.
مخاوف مشروعة
وادعى الموقع بأن اهتمام الحكومة العراقية بالصفقة، له علاقة وثيقة بما يحدث في المنطقة من صراع حاد، ويمثل قلقها من امتداد اللهيب إلى الأراضي العراقية، وهو ما دفع برئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير خارجيته إلى تشجيع الجهات الفاعلة الإقليمية والجماعات المسلحة المحلية على عدم استخدام المجال الجوي العراقي لأغراض عسكرية. وذكر التقرير بأن لا أحد قد أعار تلك المخاوف ما تستحقه من اهتمام، حيث أطلقت إيران طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل عبر المجال الجوي العراقي، منها "عملية الوعد الصادق" التي أطلقت رداً على القصف الإسرائيلي للمجمع الدبلوماسي في دمشق.
كما أعلنت طهران بأن إسرائيل ضربت بطارية دفاع جوي إيرانية بالقرب من موقع نطنز النووي من فوق سماء العراق، قبل أن تشن هجومها بالطيران على مواقع إيرانية في الأسبوع الماضي.
تقنية نظام الصواريخ
وأشار التقرير إلى إنه ووفق خبراء عسكريين، فإن نظام الصواريخ أرض- جو الكوري الجنوبي الذي اشتراه العراق، والمعروف باسم تشيونغونغ 2 أو "قوس السماء"، مطلوب بشدة من دول عديدة، منها السعودية التي أبرمت صفقة مع سيئول لشراء نفس النظام بقيمة 3.5 مليار دولار، في حين تجري الإمارات العربية المتحدة حالياً مفاوضات بشأن طلب مماثل وبنفس التكاليف.
كما أكد التقرير على أن من المحتمل أن تحصل بغداد على طائرات مقاتلة متعددة الأدوار من طراز داسو رافال الفرنسية، رغم أن باريس سبق وأن رفضت بيعه أحدث تكنولوجيا صواريخ لديها، جراء ضغط حاد من تل أبيب.
مصاعب داخلية
وذكر التقرير بأن مساعي الحكومة العراقية لتعزيز الدفاعات الجوية لها بُعد محلي أيضاً، فغياب الصواريخ المتقدمة، سيُحرج بغداد ويفند ادعاءاتها بالسيطرة على مجالها الجوي.
كما سيعّرض الحكومة لضغوط كبيرة لتأمين انسحاب القوات الأمريكية المتمركزة حاليًا في العراق، وقد يدفع بإقليم كردستان لتأمين المزيد من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة، مادامت بغداد غير قادرة على حماية أجواء البلاد.