يتذكر الجميع حملات اعمار الأرصفة التي تُطلق عادة مع اقتراب أي حملة انتخابية، وكيف يستغل المتنفذون والفاسدون ذلك من اجل ايهام المواطنين بتحقيق منجز، بغية إعادة انتخابهم مرة أخرى، لكنهم سرعان ما يتنصلون عن وعودهم الانتخابية، ويعودون الى سابق عهدهم أوفياءً لنهج المحاصصة، الذي يتسترون خلفه من اجل نيل السلطة والبقاء فيها.
في الآونة الأخيرة، تكررت الحملات ذاتها. اذ يلاحظ المواطنون رفع الكثير من الأرصفة التي لم يمر على رصفها سوى أعوام قليلة، وإعادة بنائها بطريقة جديدة، وليس في ذلك سوى هدر للمال العام وإضاعة للوقت والجهد والأولويات.
ما يثير الاستغراب هو ان الجهات المعنية لم تحوّل هذا الجهد المهم في الاعمار الى تعبيد الطرق المتضررة، التي تعد احد اهم عوامل زيادة الازدحامات المرورية. اذ نلاحظ في الكثير من الشوارع ازدحامات شديدة بسبب وجود مطب او تكسر في مقطع معين من الشارع، ما يضطر السائقين الى تخفيف سرعة مركباتهم، وبالتالي تتكدس السيارات وتحصل ازدحامات خانقة.
من اهم الشوارع التي تحتاج الى حملة سريعة للاعمار عبر القشط وإعادة التعبيد، هما شارعا قناة الجيش وسريع محمد القاسم، باعتبارهما طريقين حيويين تمر منهما يوميا مئات آلاف السيارات!
أقول ذلك واتذكر كلام مسؤول كبير وجه له سؤال عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن سبب عدم إعمار انفاق قناة الجيش. اذ أجاب المسؤول: "ما عدنه فلوس". فوُّجه إليه السؤال التالي: "ترى من اين اتيتم بالأموال لاعادة اعمار ارصفة هي ليست ذات أولوية مثل الشوارع؟!".
اخيراً أوجّه انتباه المسؤولين الى ان احد التكسرات في قناة الجيش يسبب خسائر مادية للمركبات، وقد يؤدي الى خسائر بشرية، فمن يتحمّل ذلك؟!