ما يشبه زلة اللسان، سخر سياسي تزايد ظهوره، مؤخرا، على الشاشات، من الاحتكام إلى الضمير، أو الأخلاق، حين يتعلق الأمر بإدارة الأزمات العامة في البلاد، قائلا: "في السياسة لا مكان للضمير" وكان مترنيخ، مهندس الصفقات اللاأخلاقية التي تتم من وراء الظهور، في القرن التاسع عشر، قد أبلغ تجمعا للأخلاقيين الأوربيين القول: لا تشغلوا أنفسكم.. نحن لا نستخدم ضمائرنا عندما يتعلق الأمر بالحلول الوسط، بل لا نستخدمها في أغلب الاحيان".. وحينها انهالت على اللاأخلاقي النمساوي سلال من البطاطا المتعفنة، وسيكون الأمر في غاية الوضوح، وبمثابة فضيحة، حين نتذكر أن الضمير، في تعريفه المدرسي هو الوجدان، والحال فإن السياسي العراقي الذي أبطل الاحتكام إلى الضمير كان (وأصحابه القابضين على دفة القارب) تحت حكم التعريف المدرسي أعلاه.
اللافت أن الحديث عن الضمير والأخلاق جاء تعليقا على عودة رئيس وزراء سابق (جدَلي) إلى الساحة السياسية، بالثروة (وليس السمعة) التي يلوّح بها للانتخابات القادمة، مع حزمة وسخة من المعلومات عن محاولات "تهذيب" فضيحة القرن، وردّ الاعتبار إلى فرسان الفضيحة ببوس اللحى.. ولا نسأل عن مصير الوجدان الذي يوخز اصحابه إن وُجد.
*قالوا:
"من لا يؤدبه الضمير، تؤدبه الحياة".
نجيب محفوظ